الثلاثاء، 24 فبراير 2009

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3199 du 24 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:تونس تستعد لاستقبال قافلة  »شريان الحياة »

هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات : بيــــــــــان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقــوق الإنسـان :بيـــــــان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:تضامنا مع القاضية كلثوم كنو

مراسلون بلا حدود:تونس :الشرطة تراقب الصحافي عبدالله الزواري لليوم الرابع على التوالي

كلمة:البعثات الديبلوماسية بتونس تجتمع للنظر في تدهور حقوق الإنسان

موقع الشبكة الأوروبية:إرسال بعثة من الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان إلى جزيرة لامبيدوزا

يو بي أي:هيئة حقوقية تونسية تزور المهاجرين التونسيين غير الشرعيين المعتقلين في إيطاليا

ملح: صابر التونسي:تحديد هوية المهاجرين

 فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسوسة والمنستير والقيروان والمهدية:دعــــــــــوة

مجموعة من مواطني الخبنة:المزونـــــة : صيحـة فـزع لأهالي الخبنـةاستغلال نفوذ مدير المدرسة ورئيس الشعبة

يو بي أي:تونس ترفض إتهامات بالتضييق على نشاط حزب معارض

مدونة زياد الهاني :باحثون من مركز كارينغي للشرق الأوسط في نقابة الصحفيين وراديو 6 تونس

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:زيارة الشيخ راشد الغنوشي إلى الهند

مصنقات:تحليل: التونسيون يتأسلمون إعلاميا

قدس برس: التونسيون محرومون من عمرة المولد النبوي الشريف هذا العام

وات :رجل أعمال صيني يعتزم الاستثمار في مشروع سياحي ترفيهي وسكني ضخم بمنطقة الهوارية

الصّباح: في أوّل مجلس وطني لجمعية القضاة:مطالـب لتحسين الأوضـاع الماديـة والمهنيـة للقضـاة

الصباح:مائوية شاعر الحرّية والخلود وثائق نادرة:وثيقـة أولــى حفلة تأبين الشاعر: الشابي الملتئمة بتونس يوم الأحد

الصباح: أخبــــــــــــــــار سريعة

يو بي أي:فيلم ‘أطفال الجنة ‘ يفتتح فعاليات ‘أسبوع الفيلم الإيراني’ في تونس

يو بي أي: أربعة قتلى وجريح واحد بحادث مرور في تونس

سليم بوخذير : أبعاد الإفراج عن المعارض المصري أيمن نور: فاتحة لبداية عهد جديد في العلاقات الأمريكية المصرية؟

برهان بسيّس:إلغاء مناظرة السنة الرابعة أساسي!!

صلاح الجورشي :اتحاد المغرب العربي قطار لم يغادر المحطة

توفيق المديني:لماذا أخفقت تجربة الوحدة

افتكار البنداري :أردوغان: كدت أضرب مدير جلسة دافوس

محمود المبارك  : دعوة إلى وقف تهريب السلاح إلى غزة!

د. فايز أبو شمالة: شياطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الكلام

باتريك سيل : نتانياهو… عقبة أمام استراتيجية أوباما

علـــي الجوادي:تراقص بين دعاة التدخلية والمحافظين الجدد: سياسات واشنطن في العصر الحديث

محمد المحسن :على هامش ‘الحوار’ بين الشرق والغرب.. التغني بالماضي وحده لا يوقظ الموتى من قبورهم


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29 صفر 1430 الموافق ل 24 فيفري 2009

تونس تستعد لاستقبال قافلة  »شريان الحياة »

 

تواصل القافلة البريطانية  » شريان الحياة  » مسيرتها نحو غزة عبر البلدان المغاربية، و قد أصدر القائمون عليها بيانا عبروا فيه أنهم اختاروا السير برا من بريطانيا مرورا ببلجيكا و فرنسا و أسبانيا وبلدان المغرب العربي و مصر وصولا لغزة عبر معبر رفح لأنهم يؤمنون بأن القافلة ليس دورها إيصال المعونات لغزة فقط و إنما التشهير بجرائم الاحتلال. و تتكون القافلة التي خرجت من بريطانيا منذ 14 فيفري 2009 من أكثر من 100 شاحنة محملة بمواد غذائية و طبية تصاحبها سيارة إطفاء و سيارتي إسعاف و تضم حوالي 280 شخصية يتقدمهم رئيس الوفد المناضل السياسي و الحقوقي النائب بالبرلمان البريطاني السيد جورج غالوي صحبة البريطاني من أصل فلسطيني السيد صباح المختار. و قد لقيت القافلة و القائمون عليها استقبالا شعبيا و رسميا حارا بالمغرب و الجزائر حيث استقبل المشرفون عليها من قبل الملك المغربي كما استقبل النائب جورج غالوي من قبل وزير الخارجية الجزائري، و ساهمت القافلة في فتح الحدود الجزائرية المغربية المغلقة منذ 1994 بصفة استثنائية. و ينتظر أن تصل القافلة إلى الحدود التونسية الجزائرية عبر المركز الحدودي بببوش خلال الليلة الفاصلة بين يومي الأربعاء و الخميس 25 و 26 فيفري 2009.

و حرية و إنصاف

1)   ترحب بقافلة  » شريان الحياة  » للتضامن مع غزة في تونس و تحيي هذه المبادرة الشجاعة و تدعو الشعب التونسي إلى استقبال القافلة استقبالا يليق بالتضحيات التي يقدمونها من أجل أهلنا في غزة و ضد جرائم الاحتلال الصهيوني. 2)   تطالب السلطة باستقبال يليق بالوفد المرافق للقافلة و تيسير عبورها و عدم حرمان التونسيين و التونسيات من تنظيم قوافل إنسانية لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر و الصامد في غزة.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات  تونس في 24 فيفري 2009  بيــــــــــان

 
إنّ هيئة 18أكتوبر للحقوق والحريات بعد إطلاعها على الانتهاكات الخطيرة للحريات الفردية والعامة في الأيام الأخيرة والمتمثلة في:   ـ منع الأستاذين محمد عبو وعبد الوهاب معطر,يوم السبت21 فيفري من مغادرة تونس العاصمة والتحول إلى بنزرت حيث كان من المقرر أن يلقي الأستاذ معطر محاضرة بمقر جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي وافتعال رواية حول حادث مزعوم قام به الأستاذ عبو وفرّ,قبل أن تظهر رواية ثانية مفادها أنه لم يمتثل لإشارة عون المرور.وفي الأخير تم إخلاء سبيله دون أي توضيح بعد أن تأكد البوليس السياسي من فوات موعد المحاضرة,علما وأن عددا كبيرا من الأعوان حاصر أيضا الأستاذة راضية النصراوي التي التحقت بزميليها من باب التضامن.   ـ منع الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب وحمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي من زيارة الطلبة المضربين عن الطعام بالمقر المركزي للإتحاد العام لطلبة تونس,يوم الأحد22فيفري2009وقد تعمد المسؤول الأمني المتواجد بالمكان في التفوه بعبارات بذيئة وسوقية والتهديد بالاعتداء على المعنيين.   ـ منع عقد اجتماع تضامني  بقصبية المديوني مع معتقلي الحوض المنجمي ومع الشبان التونسيين الذين فروا إلى الأراضي الإيطالية هربا   من جحيم الفقر والبطالة والتهميش في تونس واحتجزوا في مركز إداري خاص بالمهاجرين في جزيرة »لامبدوزا »في اتجاه ترحيلهم, وغلق المقاهي في وجه الناشطات والناشطين الذين وصلوا إلى القصيبة وتهديدهم.   ـ الاعتداء بالعنف الشديد في قفصة على  مناضلين من شباب الحزب الديمقراطي التقدمي: غزالة المحمدي ومعز الجماعي{كسر في يده}على خلفية نشاطاتهم السياسية والإعلامية وتهديدهم « بتكليف مجرمي حق عام,في المرة القادمة,لتشويه وجوههم بشفرات حلاقة »إذا لم يكفوا عن أي نشاط.كما يتواصل الحصار المضروب على المناضل عمار عمروسية بنفس المدينة وملاحقته بشكل دائم واستفزازه وتهديده.   ـ الاعتداء يوم الثلاثاء17فيفري2009على جمع من المناضلين ببنزرت منهم بالخصوص خالد بوجمعة و ياسين البجاوي عضوي جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي إثر تجمعهم أمام مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان احتجاجا على إيقاف طارق السوسي استنطاق عدد من قدماء مساجين حركة النهضة(عجمي الو ريمي,لطفي العمد وني، محمود البلطي)إثر إمضائهم على عريضة موجهة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمطالبته بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في « الضفة » وتحذيرهم من القيام بأي نشاط سياسي أو حقوقي.   إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات:   1ـ تدين هذه الاعتداءات والممارسات القمعية التي ما انفكت تتكاثر خلال الفترة الأخيرة والتي تمثل انتهاكا لأبسط الحريات الفردية والعامة بما فيها حرية التنقل.   2ـ تهيب بكل القوى الديمقراطية للتصدي لهذه الممارسات التي لا تستثني أحدا والتي تعبر عمّا وصلته بلادنا من انغلاق سياسي خطير.   هيئة 18  أكتوبر للحقوق والحريات تونس في 24 فيفري 2009


الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان    Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme     تونس في 23 فيفري 2009 بيـــــــان  
لاتزال الدوائرالمسؤولة في تونس مصرة على انتهاج أسلوب المضايقات والترويع تجاه نشطاء المجتمع المدني والسياسي وإتباع منطق التطويق الممنهج للفضاء العام. وقد تابعت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في الأيام الأخيرة ببالغ الانشغال تواترهذا المنهج المتصاعد ضد عدد من مناضلي الرابطة والنشطاء الحقوقيين بلغ أحيانا حدود التعنيف البدني وانتهاك الحرمة الجسدية. – فمنذ ما يزيد عن تسعة أشهر يتواصل تشديد الملاحقات الأمنية اللصيقة ضد السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالقيروان ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وتتكرر شتى أنواع الضغوطات ضده عند تنقلاته أو أمام منزله ومقر عمله .  وقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الانتهاكات التي تطاله وأفراد عائلته تسلط عليه كعقاب على نشاطه الاجتماعي والحقوقي. كما تسلط ضروب من الضغوطات على عدد من المحامين المترافعين في قضايا الرأي وحقوق الإنسان إذ يلاحقون عند تحركاتهم في إطار مهمتهم ويمنعون أحيانا  من الوصول إلى السجون وزيارة موكليهم بل يصل الغلو أحيانا إلى التذرع بمداخيل وهمية لإخضاعهم لضرائب مشطة مثل ما حصل مؤخرا للمحامي والناشط الحقوقي والسياسي الأستاذ عبد الوهاب المعطر الذي قامت إدارة الضرائب بعقلة مكاسبه بدعوي عدم التصريح لديها بمداخيل طائلة وذلك رغم تقديم الأستاذ معطر الدليل القاطع على عدم صحة ما تدعيه الإدارة.  وعمدت قوات الأمن بداية الأسبوع إلى التدخل العنيف لتشتيت عدد من مناضلي فرع بنزرت للرابطة من بينهم السيد خالد بوجمعة والسيد ياسين البجاوي الذين تجمعوا أمام مقر الفرع للاستفسار عن مصير السيد طارق السوسي الذي تم جلبه بالقوة ودون أي مراعاة لإعاقته العضوية الشديدة لمركز الشرطة على خلفية توقيعه عريضة تطالب بإطلاق سراح السجناء لدى السلطة الفلسطينية. وتدخلت قوات الأمن بنابل صبيحة السبت 21 فيفري الحالي لمنع  السيد عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة للرابطة واحد قادة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين من التنقل إلى العاصمة لحضور اجتماع يهم مناضلي هذه الحركة. وقامت قوات الشرطة ببنزرت بملاحقة مجموعة من نشطاء نفس الحركة من بينهم السادة محمد الهادي بن سعيد ومحمد الزار وعلي الوسلاتي و محمد الحشاني ومنعتهم من التنقل إلى العاصمة لحضور نفس الاجتماع . كما تابعت الهيئة المضايقات اليومية المفروضة على السيدة زكية الضيفاوي والفريق العامل براديو « كلمة » الذي عمدت السلطات مؤخرا إلى منعه ومصادرة تجهيزاته وفتح تحقيق ضد مسؤوليه. إن الهيئة المديرة للرابطة وهي تتابع تفاقم هذه الانتهاكات ضد نشطاء المجتمع المدني والسياسي تعبر عن انشغالها العميق لتدخل السلطات السافر في شؤون الفعاليات المدنية والحقوقية والسياسية ولضيقها الذي لا مبرر له إطلاقا مع من يحمل رؤى مجتمعية وسياسية مختلفة عنها. و إذ تشجب الهيئة كل هذه الممارسات التي تضرب مبدأ حرية العمل السياسي السلمي و تتضارب مع ابسط مقتضيات الشرعة الدولية لحقوق الإنسان فإنها تدعو السلطات إلى مراجعة مقاربتها الأمنية في التعامل مع الفضاء العام والنشطاء في الحقول الاجتماعية والمدنية والسياسية. تعبر الهيئة عن تضامنها مع كل المناضلين من ضحايا هذه الانتهاكات في دفاعهم عن حقوقهم الأساسية.
 عن الهيئــة المديــرة الرئيــس المختــار الطريفــي   21، نهج بودليــر ـ العمران ـ 1005 تونس ــ الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892.866 البريد الإلكترونــي: ltdhcongres6@yahoo.fr  

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 24 / 02 / 2009 تضامنا مع القاضية كلثوم كنو

 

بلغ إلى علم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن القاضية كلثوم كنو قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان وعضو المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين تعرضت منذ ايام إلى عملية إهانة واعتداء لفظي داخل مكتبها أثناء مباشرتها العمل من طرف مجموعة من الأشخاص اقتحموا مكتبها عنوة وتمت معاينة هذا الاعتداء من قبل بعض كتبة المحكمة وقضاة وحتى أعوان امن. إن المرصد يأسف على وقوع هذا الاعتداء في حرمة المحكمة وعلى قاض أثناء أداء وظيفته وهو ما يعتبر إهانة خطيرة لحرمة المحكمة ولهيبة القضاة وهو يطلب من الجهات المختصة فتح تحقيق سريع في ملابسات هذا الاعتداء وإيقاف المعتدين , كما يأمل المرصد أن تتوفر مستقبلا حماية كافية للقضاة أثناء أداء مهامهم حتى لا يتكرر مثل هذا الاعتداء. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.unblog.fr                                           http://nakabi.blogspot.com                                        عن المرصد المنسق محمد العيادي  


تونس  الشرطة تراقب الصحافي عبدالله الزواري لليوم الرابع على التوالي

 
منذ 19 شباط/فبراير 2009 يتولى عدة شرطيين بلباس مدني مراقبة منزل رئيس التحرير السابق لأسبوعية الفجر عبدالله الزواري المنفي قسراً منذ أيلول/سبتمبر 2004 في مدينة زرزيس (على بعد 500 كلم جنوب تونس في محافظة مدنين) والمبعد عن أسرته المستقرة في تونس، بوقوف ثلاثة عناصر من الشرطة بالقرب منه وانتظار ثلاثة آخرين في السيارة. ومنذ ذلك اليوم، لم يطرأ أي تعديل على هذا الجهاز إلا نتيجة لتبديل العناصر. ولم يجرؤ عبدالله زواري على الخروج من منزله منذ ذلك الحين.  لا تزال أسباب هذه الرقابة غامضة. وقد أبلغ عبدالله الزواري مراسلون بلا حدود بما يلي: « لا أعرف الأسباب الدقيقة لهذه المراقبة. ولكنني أظن أنهم يريدون اقتيادي إلى مركز الشرطة واحتجازي ما إن أغادر منزلي كما حدث في المرة الأخيرة ».  الجدير بالذكر أن رئيس التحرير السابق لأسبوعية الفجر (المقرّبة من الحركة الإسلامية النهضة المحظورة منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين) هذا قضى 12 عاماً في السجن بتهمة « الانتماء إلى جمعية غير شرعية ». وقد أفرج عنه في السادس من حزيران/يونيو 2002 ليحكم عليه مجدداً في تشرين الأول/أكتوبر 2003 بالسجن لمدة 13 شهراً. ومنذ العام 2002، وضع قيد الرقابة الإدارية التي يفترض بأن تنتهي بعد بضعة أشهر. (المصدر : موقع منظمة « مراسلون بلا حدود » الإلكتروني يتاريخ 23 فيفري 2009 ).  الرابط :http://www.rsf.org/article.php3?id_article=30370
 


البعثات الديبلوماسية بتونس تجتمع للنظر في تدهور حقوق الإنسان

 
اجتمع مندوبو البعثات الدبلوماسية الأوربية بتونس الأيام الماضية تحت إشراف المندوبية الأوربية للنظر في تدهور أوضاع حقوق الإنسان في تونس بعد أن تلقت المندوبية عديد الرسائل والمطالب خاصة من الإتحاد الأوربي ومن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوربي للنظر في المسألة واتخاذ موقف. وقد نظر المجتمعون في تدهور أوضاع حرية التعبير في تونس، مثل الهجوم الذي تعرض له راديو « كلمة » والملاحقة المتواصلة لصحفييه، وكذلك مصادرة « الطريق الجديد ». كما نظروا في قضية الحوض المنجمي والأحكام القاسية التي سلطت على القيادات النقابية بالجهة. وقرروا ابلاغ قلقهم وانشغالهم إلى السلطة التونسية عما آلت إليه أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في تونس. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 23 فيفري 2009)
 


 

إرسال بعثة من الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان إلى جزيرة لامبيدوزا تدهور حالة المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين في الجزيرة

 
كوبنهاغن، في 20 شباط / فبراير 2009 الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان قلقة على وجه الخصوص من تدهور حالة المهاجرين واللاجئين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. فقد اندلعت بتاريخ 18 شباط / فبراير حركة ثورة في مركز تحديد الهوية والطرد الخاص بالجزيرة وتم إحراق جزء من البناية. حسب معلومات تلقاها رئيس فدرالية التونسيين مواطني الضفّتين، وهي فيدرالية عضوة في الشبكة،  فإن المواجهات بين المهاجرين وقوات مكافحة الشغب قد أدت إلى إصابة 14 شخصا بجروح.  تدهور الوضع كثيرا في الجزيرة منذ 14 كانون الثاني / يناير 2009، وهو التاريخ الذي قرر فيه وزير الداخلية الإيطالي عدم نقل المهاجرين الموجودين إلى القارة، بل ترحيلهم مباشرة من الجزيرة. كان لهذا القرار أثر بالغ الخطورة على شروط البدء في إجراءات اللجوء بالنسبة لطالبي اللجوء الموجودين على الجزيرة. و نتج عنه بالإضافة إلى ذلك إحداث ازدحام في مركز لامبيدوزا، حيث تم تجاوز قدرته الاستيعابية البالغة 850 مكانا تجاوزا كبيرا. قدّر العدد الإجمالي للمقيمين بتاريخ 23 كانون الثاني / يناير 2009، بما يناهز 2000 شخص. وقدّر بتاريخ 18 شباط / فبراير بما يناهز 1000 شخص، 863 منهم من التونسيين. في نفس الوقت، تم إبرام اتفاق بين السلطات الإيطالية والتونسية بغية تيسير طرد المهاجرين التونسيين إلى بلدهم الأم. صرح السيد كمال جندوبي رئيس الشبكة بأن  » إبرام هذا الاتفاق يطرح العديد من الأسئلة تتعلق باحترام حقوق المهاجرين. يتعين في هذا الصدد التذكير بأن القانون التونسي (المادة 35 – قانون 2004 – 06) ينص على عقوبة تصل إلى 6 أشهر سجنا لمن يغادر الأراضي التونسية بشكل غير قانوني ». سيزيد القانون من التوتر داخل المركز الذي سيخشى فيه المواطنون التونسيون، خصوصا أولئك القادمين من الحوض المنجمي لقفصة الذين كانوا ضحية عنف كبير من الشرطة، من إرجاعهم إلى وطنهم.   تطلب الشبكة من السلطات الإيطالية التخلي عن سياستها الحالية، التي تهدف إلى الاحتفاظ بالمهاجرين وطالبي اللجوء على الجزيرة. وتشدد على وجه الخصوص بضرورة أن تتخذ السلطات الإيطالية كل ما يلزم من إجراءات حتى تتيح لطالبي اللجوء الاستفادة من إجراءات لجوء منصفة. تذكر الشبكة من جهة أخرى السلطات الإيطالية بالتزاماتها الدولية، خصوصا فيما يتعلق بالمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. و من هنا تطلب من السلطات الإيطالية عدم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع السلطات التونسية والإحجام عن أي طرد يمكن أن يعرض أمن المهاجرين للخطر. في هذا السياق، قررت الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان والمنظمات الأعضاء فيها إرسال بعثة إلى جزيرة لامبيدوزا خلال الفترة من 25 إلى 27 شباط / فبراير 2009. سيتألف وفد البعثة من كلير روديي (مقررة البعثة) ومحي الدين شربيب (فيدرالية التونسيين مواطني الضفّتين) وأمية الصديق (فدرالية التونسيين مواطني الضفّتين) ومختار طريفي (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) وكريستوفر هين (المركز الإيطالي للاجئين). ستجتمع البعثة مع مختلف الفاعلين الموجودين في الجزيرة بغية الحصول على توضيحات عن حالة المهاجرين واللاجئين. (المصدر: موقع الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان بتاريخ 23 فيفري 2009) الرابط:http://ar.emhrn.net/pages/560/news/focus/69200


هيئة حقوقية تونسية تزور المهاجرين التونسيين غير الشرعيين المعتقلين في إيطاليا

 
تونس, تونس, 24 (UPI) — زار وفد من الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التونسية إيطاليا للإطلاع على وضع المهاجرين التونسيين غير الشرعيين المعتقلين حالياً في مراكز إيواء بجزر « لامبيدوزا » و »تراباني » و »كالتانيسيتا ». وذكرت وكالة الإذاعة التونسية الحكومية اليوم الثلاثاء أن الوفد الذي وصل الى ايطاليا أمس الاثنين برئاسة منصر الرويسي، زار مركز إيواء المهاجرين بجزيرة « لامبيدوزا » الذي شهد الأسبوع الماضي أعمال شغب أسفرت عن إصابة نحو 60 مهاجرا تونسيا. وأشارت الوكالة إلى أن الوفد التقى خلال الزيارة عدداً من التونسيين المعتقلين و »اطلع على أحوالهم وعلى المعاملة التي يلقونها من قبل السلطات الإيطالية ». وكان الوفد زار مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في « تراباني »، وسيزور اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء مركزيي الإيواء في « كالتانيسيتا » وروما، حيث يوجد عدد من التونسيين. وكانت الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في تونس أعربت في وقت سابق عن قلقها إزاء وضع المهاجرين التونسيين بمركز الإيواء بجزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية، عقب أعمال الشغب التي وُصفت بأنها « خطيرة ». وتعتبر جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية أقرب نقطة إلى الشواطىء التونسية لأنها تبعد عنها نحو 80 كم. وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى سقوط نحو 60 جريحا خلال مواجهات بين مهاجرين غير شرعيين وقوات الأمن الإيطالية وقعت داخل مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في « لامبيدوزا ». كما أشارت إلى أن نحو 70 مهاجرا تونسياً معتقلين حالياً في العاصمة المالطية أقدموا على إضرام النار داخل معتقلهم إحتجاجا على قرار ترحيلهم إلى تونس. يشار إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية يلقى بظلال كثيفة على العلاقات بين العواصم المغاربية والأوروبية، لا سيما بعدما تحوّلت دول المغرب العربي (تونس والجزائر وليبيا والمغرب) إلى ما يشبه منطقة عبور للعديد من الحالمين بالهجرة من أفريقيا إلى أوروبا، والذين تتزايد أعدادهم سنويا. وتطالب الدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا وإسبانيا، دول الضفة الجنوبية للمتوسّط بإحكام مراقبتها لسواحلها للحدّ من هذه الظاهرة، فيما ترى هذه الدول أن الهجرة غير الشرعية مسألة معقدة تستدعي تضافر كل الجهود حتى تتمكن دول البحر الأبيض المتوسط من السيطرة عليها.
 United Press International.

 
(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 24 فيفري  2009)

 

تحديد هوية المهاجرين

ملح: صابر التونسي

 
تحدثنا في نشرات سابقة وفي هذه النشرة عن معاناة المهاجرين في مركز « تحديد الهويات والطرد » بجزيرة لامبدوزا، واسمحوا لي أن أتحدث عن المشكلة التي تواجهها السلطات الإيطالية والأوربية عموما في التعامل مع المهاجرين المعبر عنهم بـ « الحارقين »، ذلك أن كثيرا من « الحارقين » يحرقون أوراقهم الثبوتية أو يؤمنونها في مكان ما، ويمتنعون عن ذكر هوياتهم أو بلدانهم فلا تجد السلط الأوربية إمكانية لإرجاعهم إلى بلدانهم لأنها لا تعرفها فتضطر للسماح لهم أن يعيشوا على أرضها بصفة الـ »بدون ». ولو أن السلطات الإيطالية في جزيرة « لامبدوزا » القريبة إلى تونس هددت المهاجرين لديها بأنها ستسلمهم للبوليس التونسي لتحديد هوياتهم فستجعل جميعهم يسارع بإخراج ما لديه من بيانات شخصية لأن جميعهم يعرف أن العصا تخرج ما اختفى، وما عجزت عنه العصا فتح له ثقب بالمثقب الكهربائي لتتدفق البيانات منه، أو علق حتى تنسكب البيانات من فمه لا إراديا ، أو يزفرها مع زفرة من الزفرات حين يغمس رأسه في سطل من الماء. ومن عجزت معه هذه الوسائل كلها فسيدفن في قبر مجهول وليس هناك من يطالب بثأر أو بدية « للمعروفين » فضلا عن المجاهيل. بل لعل بعض المهاجرين سيفضل بطن القرش عن مراكز البوليس التونسي. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 24 فيفري 2009)


دعــــــــــوة
 
تضامنا مع مساجين الحوض ألمنجمي ومع عائلاتهم، تنظم فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسوسة والمنستير والقيروان والمهدية ندوة تحت عنوان :  » من اجل إطلاق سراح كل مساجين الحوض ألمنجمي » وذلك يوم السبت 28 فيفري 2009 على الساعة الرابعة بعد الظهر، بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة. في حضوركم دعم لقضية مساجين الحوض المنجمي العادلة عن هيئة الفرع بسوسة : جمال مسلم عن هيئة فرع المنستير : سالم حداد عن هيئة فرع القيروان: مسعود الرمضاني عن هيئة فرع المهدية: محمد عطية  


     

المزونـــــة : صيحـة فـزع لأهالي الخبنـة                              استغلال نفوذ مدير المدرسة ورئيس الشعبة

 

الخبنة هي منطقة ريفية تابعة لمعتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد ، يعيش سكانها الخصاصة والفقر المدقع نظرا لافتقارها لمراكز العمل من جهة ، ولطول سنوات القحط والجفاف من جهة ثانية . كل زائر لهذه الجهة يلمح بدون عناء ارتسام علامات البؤس وتضاريس الشقاء على وجوه أهاليها ، غير أن قسوة الحياة وجبروت الطبيعة لم يغفرا لهم للإفلات من جبروت وسطوة بعض أبنائها ( المتعلمين ) المتنفذين في الجهة . لقد منّ الله على هذه الجهة رجلي تعليم ابتدائي ، استبشر الأهالي خيرا يوم تخرجهما ، وقبّلت الأرض تحت نعليهما أملا في أن يخرجا الجهة من عصر الظلمات ويخطوا على خطاهما باقي الشباب ، فهما يمثلان أول تخرج للوظيفة العمومية من أبنائها . غير أن أحلام وتمنيات الأهالي سرعان ما تهاوت وتحطمت على صخرة الواقع ، فأحد المعلمين المشار لهما سلفا يدعى عبد المجيد مساعدة ، هو الآن يشغل خطة مدير المدرسة الابتدائية  وهو عضو شعبة بالجهة ، فقد أفسد في الأرض وتفتقت قريحة جشعه إلى درجة ما فوقها درجة من الاستكبار والاستغلال الفاحش لأبناء قريته الفقيرة ، فقد دأب هذا الأخير على إجبار التلاميذ على التبرعات المالية ( بمناسبة وبغير مناسبة ) سرعان ما اتضح أنها تذهب إلى جيبه الخاص ، مستغلا في ذلك جهل المواطن البسيط ، ومعتمدا على أسلوب التخويف والترهيب لمن تساوره نفسه التنطع لإرادة الشعبة المتحكمة في أرزاق السكان . وقد بلغ من الخساسة الدنيئة والطمع الرخيص درجة سرقة مؤونة المطعم المدرسي ( خبز- حليب – علب سردينة وهريسة وزيتون وشامية…) وتحويلها إلى منزله ليتمعش منها ذريته ، أما التلاميذ الأبرياء فليأكلوا التراب ويذهبوا للجحيم ، ويتم تسويفهم بتعلات واهية من قبيل : أن الميزانية لا تكفي لتوفير أكلة دسمة وراقية طيلة شهر كامل ، ولهذا فإن أسبوع واحد من الأكلة الجيدة أفضل من شهر كامل من الأكلة المتواضعة …الخ . في السنة الماضية حظيت مدرسة الجهة بزيارة تبرع لجمعية خيرية فرنسية على متن خمسين سيارة محملة بأطنان من الأدوية واللباس والأقلام والكراسات والكتب والمحفظات والمعدات الرياضية وعشرات الحواسيب والهواتف الجوالة ، أي بما قيمته عشرات الآلاف من الدنانير، كلها تبرع لتلاميذ هذه الجهة المعوزة ، غير أن السيد المدير كان له رأي آخر ، حيث أبلغ المواطنين الحاضرين يومها أن هذه البضاعة غير مرخص لها وبالتالي عليهم التريث لاستجلاء الأمر ، وفي غضون أسابيع يقوم هذا السيد المدير وبالإشتراك مع رئيس الشعبة المدعو الحبيب المسعدي ( وهو الآخر معلم بهذه المدرسة ) ببيع كل هذه التبرعات واقتسام عائداتها ، عملية البيع تمت في مدينتي الحامة والقصرين وقد افتضح أمرهما صدفة على أيدي بعض أبناء الجهة أثناء الإنتصاب السوقي للبيع . السيد رئيس الشعبة غير مكترث بتطبيق القانون ولا بمصلحة البلاد ، فهو كثير الغياب عن المدرسة بتعلة الاجتماعات البيداغوجية والحزبية ، ولما سأله أحد الأولياء عن أحجية غياباته المسترسلة والتي تصل أحيانا إلى أسبوع متواصل ، كانت الإجابة كما هو مألوف ، حيث تحركت كل الغرائز الحيوانية لهذا المعلم وانقض على مخاطبه المسن لينفث فيه كل سمومه ويشبعه ضربا وركلا تحت وابل من السب والشتم وبذيء الألفاظ وفاحش الكلام وعلى مرأى ومسمع وذهول العامة ، وهو ما خلف سخطا واستياء عميقين لدى أهالي الجهة . لا يتسع المجال لحصر حالات التغول والفساد والانتهاكات القانونية على أيدي السيدين المدعوين عبد المجيد مساعدة والحبيب المسعدي وهي معلومة ومعروفة لدى كافة متساكني الجهة ، لذلك فنحن لم نجهر بسر ولم نأتي بجديد ، ولكن الجديد هو ارتفاع حالة التذمر والغليان والغضب الشعبي وهو مرشح للانفجار في أي لحظة وينذر بحدوث كارثة لا أحد يمكنه التنبؤ بطبيعتها أو بحجمها ، وعليه فنحن نتوجه بهذه الرسالة إلى صناع القرار والساهرين على أمورنا ( والي سيدي بوزيد ومعتمد المزونة ) وإلى الشرفاء والأحرار وأصحاب الضمائر الحية ( مهما كان موقعهم ) للتدخل العاجل لوضع حد لهذه التجاوزات المشينة والغير أخلاقية ، ولطي صفحة سوداء منسوخة من الأزمنة والعصور الغابرة ، عصور العبودية والإقطاعية ، عصور نعتقد أنها ولت بلا رجعة وحل محلها زمان القانون والمؤسسات .
الإمضـاء : مجموعة من مواطني الخبنة يونس المسعدي – أكرم المسعدي – محمد المسعدي – مهذب المسعدي – خ.م – ح.م – ر.م – ع.م – ……….   
 


تونس ترفض إتهامات بالتضييق على نشاط حزب معارض
 
تونس, تونس, 24 (UPI) —رفضت السلطات التونسية إتهامات وجّهها لها الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض بالتضييق على نشاطه عشية الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقرّرة في خريف العام الجاري. وقال مصدر رسمي في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه اليوم الثلاثاء، إن « جميع الأحزاب السياسية في تونس تمارس أنشطتها السياسية والإعلامية بحرية تامة »، واصفاً اتهامات الحزب المعارض بأنها « مزاعم ». وتنشط في تونس إلى جانب حزب « التجمّع الدستوري الديمقراطي » الحاكم، ثمانية أحزاب معارضة من بينها « الحزب الديمقراطي التقدمي »، وتتمثل خمسة من الأحزاب المعارضة في البرلمان بـ37 نائباً. وأكد المصدر الرسمي التونسي الذي لم يذكر إسمه، أنه لم يحدث أن منعت السلطات أعضاء في « الحزب الديمقراطي التقدمي » من حضور إجتماعات حزبية. وقلّل من « المزاعم الواهية » التي تطلقها قيادة الحزب، معتبراً أن هدفها « تحويل أنظار منخرطيه عن الإنقسامات الداخلية للحزب »، وكذلك عن قصوره « في استقطاب مناصرين له ». وكانت الأمينة العامة للحزب « الديمقراطي التقدمي التونسي » مية الجريبي اتهمت أمس الاثنين السلطات التونسية بأنها تواصل التضييق على نشاط حزبها وإستهداف أفراده ومحاصرة صحيفته، للحدّ من إنتشاره ومنعه من القيام بوظيفته عشية الإنتخابات العامة. وأشارت الجريبي في بيان إلى أن السلطات التونسية عمدت مؤخراً إلى منع أعضاء شباب في الحزب من حضور إجتماعات حزبية في محافظتي بنزرت وقفصة، كما ضغطت على شركة توزيع خاصة لمنع توزيع العددين الأخيرين من صحيفة « الموقف » الناطقة بإسم حزبها في الأسواق. لكنّ المصدر الرسمي التونسي ردّ على هذه الأقوال معتبراً أن صحيفة « الموقف »، « تصدر بإنتظام وتوزع في كامل أنحاء البلاد من دون أية قيود، شأنها في ذلك شأن كل الصحف الناطقة بإسم أحزاب المعارضة ». وتصدر في تونس، التي ألغت في وقت سابق الرقابة على المنشورات والكتب وجعلت مسألة منع التوزيع من إختصاص القضاء وحده، سبعة صحف معارضة هي »الموقف » و »الوحدة » و »مواطنون »، و »المستقبل »، و »الأفق »، و »الوطن » والطريق الجديد ».
 United Press International.
 
(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 24 فيفري  2009)
 


باحثون من مركز كارينغي للشرق الأوسط في نقابة الصحفيين وراديو 6 تونس

 

 يجرى أربعة باحثين من مركز كارينغي للشرق الأوسط لقاء مع الصحفيين، وذلك يوم الخميس 26 فيفري 2009 على الساعة الرابعة عصرا. والدعوة مفتوحة لكافة الزملاء للحضور، والمشاركة في النقاش. الباحثون الضيوف سيكون لهم لقاء كذلك في « إذاعة 6 تونس » بعد الندوة التي يعقدونها بمقرّ النقابة
( المصدر: مدونة زياد الهاني الإلكترونية بتاريخ 24 فيفري 2009)  

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net زيارة الشيخ راشد الغنوشي إلى الهند
 
من 22  فيفري الى 2 مارس 2008

بدأت زيارة الشيخ راشد الغنوشي إلى الهند بدعوة  من طرف الجماعة الاسلامية في الهند لحضور تخرج دفعة من طلاب الجامعة الاسلامية ب »كيرلا ».أمضى الشيخ عشرة أيام متنقلا بين مدن هندية رئيسية بترتيب من « الجماعة الاسلامية »ملقيا محاضرات عاقدا لقاءات وحوارات.  بدأ الشيخ رحلته من العاصمة البريطانية لندن إلى الدوحة ومنها إلى مطار كوتشن الهندي بمدينة تحمل نفس الإسم وتقع على شاطئء الجنوب الغربي للهند المقابل لبحر العرب. كان الوصول فجرا بعد رحلة من الدوحة إستمرت أربع ساعات . عند الوصول إلى مراقبة الجوازات بالمطار ورغم أن الشيخ متحصل على تأشيرة من السفارة الهندية بلندن إلا أن البوليس أكثر من سؤال الشيخ عن إسم الاب وعن كيفية أخذ التأشيرة وذهب العون طالبا مشورة مسؤوليه وقال العون من شرطة المطار أن إسم الشيخ ظهر في قائمة باللون الاحمر من الممنوعين، بما دل على سبق مساع أمنية ودبلوماسية تونسية. وبعد تدخلات من الجماعة الاسلامية الهندية ومن المسلمين العاملين بالمطار وقع السماح للشيخ بالدخول. وجد الشيخ في إستقباله قيادات الجماعة الاسلامية بولاية كيرلا – الهند نظامها فيدرالي تتمتع فيه كل ولاية بحكومة محلية وبرلمان محلي ومحكمة عليا كلها مستقلة عن العاصمة الفيدرالية. وفي كثير من الحالات لها لغة خاصة بها(17عشرة لغة معتمدة رسميا)- كان الاستقبال كبيرا وحارا وفي مقدمة المستقبلين رئيس الجماعة الاسلامية بهذه الولاية الشيخ عارف.  بعدها توجه الشيخ مع مجموعة من المرافقين الهنود إلى قسم الرحلات الداخلية بنفس المطار في رحلة إلى مدينة كاليكوت عاصمة ولاية كيرلا . دامت هذه الرحلة حوالي الاربعين دقيقة. انتقل منها الشيخ والوفد المرافق له الى متن سيارات مكيفة شقت طريقها بسرعة مجتازة قرى وحقولا تعلوها أشجار جوز الند الفارهة . استغرقت الرحلة ساعتين ونصف وصولا الى مقر الجامعة الاسلامية، هو مركب كبير يضم كلية للدعوة واصول الفقه وكلية للقرآن والحديث وكلية للمعلوماتية  وأخرى للغة العربية هذا طبعا إلى جانب المكاتب وسكن الاساتذة وسكن الطلاب..رست السيارتان أمام مقر الضيافة وهي إستراحة فخمة جعلت لاستضافة بعض المتبرعين من الخليج مثلا أو لبعض الزائرين المهمين. امضى ا لشيخ وبقية الوفد يومهم بين الراحة وبين التعرف على المنطقة وفي اليوم التالي وعند الظهر ألقى الشيخ محاضرة بعنوان:الاسلام في العالم الجديد، كانت هي المحاضرة الرئيسية في الحفل تحدث فيها الشيخ عن الاسلام في العصر الفرص المتاحة والتحديات ، وعن أحوال المسلمين سواء أكانوا في البلاد الاسلامية (أغلب سكانها مسلمون ويمثلون ثلثي المسلمين أم كانوا في بلاد هم فيها أقلية حتى ولو كانت أقلية كبيرة مثل المسلمين في الهند :حوالي 180مليونا) وما من شك أن هذا الوضع المختلف فرض ويفرض استراتيجيات مختلفة للحركة الاسلامية :ففي الحالة الاولى كثيرا ما جعلت الحركة الاسلامية هدفها الاسمى تطبيق الشريعة كان ذلك متعذرا في الحالة الثانية ، لأن القانون في الدولة الحديثة تصنعه الاغلبية، ولكن ذلك ليس مانعا للحركة الاسلامية من المشاركة في الحكم دفاعا عن وجودها ومصالحها وتطبيق ما هو متاح من الشريعة ولأن الشيخ يعلم موقف الجماعة المستنكف من المشاركة في حكم علماني لا يحتكم للشريعة تساوقا مع مبدإ الحاكمية عند الشيخ المؤسس مولانا أبو الاعلى المودودي فقد جعل مناقشة هذه الفكرة محورا أساسيا من محاور محاضراته وأحاديثه بما يخرج الجماعة من عزلتها النسبية ويفتح في وجهها باب المشاركة للتأثير في أكبر ديمقراطية في العالم  وذكّر الشيخ الاخوة الهنود عدم معقولية المطالبة بالدولة الاسلامية او تطبيق الشريعة باعتبارهم أقلية والاقلية أولويتها المحافظة على الوجود وليس الحكم ومشاركة المسلمين في المنتظم السياسي إحدى وسائل دفع غائلة المتطرفين الهندوس بالتعاون مع الاحزاب التي تدعم حق المسلمين في التواجد والتعبير والاستقلال بمؤسساتهم . هذا الكلام كان بوقع القنبلة أو بالحجر الذي يحرك المياه الراكدة إذ الرأي عندهم والذي  ورثوه من المؤسس الاول المرحوم ابو الاعلى المودودي وظلوا عليه عاكفين حتى يوم الناس هذا أن من مقتضيات الحاكمية أن لا يشاركوا في نظام سياسي ليست الحاكمية فيه لله تعالى.  وبعد أن إجتهد الشيخ في تبيان عدم صلاحية هذا الرأي وأنه يؤدي بالمسلمين الهنود وهم الاقلية التي لا تتجاوز 15 في المائة إلى العزلة والتهميش والاغتراب وأن الفراغ الذي يتركونه سيملؤه العلمانيون من طائفتهم أو المتطرفون الهندوس من الجهة المقابلة. وذكر لهم الشيخ أمثلة من السيرة في جواز المشاركة في حكم لا يمتثل للشريعة مثل إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم للنجاشي الاستمرار في حكم الحبشة بدون إعلان إسلامه عوض الالتحاق بالرسول بالمدينة ولما طلبوا بالمزيد من الامثلة ذكر لهم الشيخ مثال سيدنا يوسف عليه السلام الذي إشتغل مسؤولا عن الخزانة في حكم فرعوني. كانت إستجابة الشباب لآراء الشيخ كاسحة والحقيقة عامة أفراد الجماعة الاسلامية في كل الولايات التي زارها الشيخ والمحاضرات التي ألقاها تلقت آراء الشيخ بحماسة بالغة وإعتبرت دعوته هذه جاءت في الوقت الحسن وليس أفضل منه في مخاطبة الجماعة الاسلامية بها وتبيان مخاطر عدم المشاركة وإستغرب الشيخ عند محاضراته كيف أن الاسلاميين يطلبون المشاركة في أنظمة تمنعهم منها ويرفضونها في أنظمة تسمح بها. عند المساء أقيم حفل تخرج ضخم حضره الالاف من الطلاب والاهالي صلى بهم الشيخ المغرب وعند الحفل الذي حضره بعض أهل الخليج من المتبرعين ووكيل وزارة التربية في إحدى الدول الخليجية وألقى الشيخ كلمة مؤثرة عن العلم والجد في طلبه وأنه أحد أبواب نهضة الامة وتجددها وكيف أن أمة إقرأ كثيرا لا تعرف أن تقرأ حتى أنه عند إنتهاء الشيخ من إلقاء كلمته قام أحد الشيوخ من دولة خليجية بخلع ردائه على الشيخ إعجابا وهي عادة عربية للتعبير عن الاعجاب بما قيل. وخلال العشاء الفاخر الذي اقامته الجماعة على شرف الضيوف أثار الشيخ مسالة حرمان الطالبات من التكريم بمثل ما كرم زملاؤهن المتفوقين ، هل يعود ذلك الى غياب النبوغ والاجتهاد فيهن؟ أم ماذا؟ونسج على نفس المنوال الاخوة الخليجيون ناحين باللائمة على إدارة الجامعة ظلمها للطالبات . ولم يحر مدير الجامعة الدكتور عبد الحق الانصاري ولا نائبه الدكتور عبد السلام، جوابا ، وكان حالهما واضحا يكاد ينطق ب »يضيق صدري ولا ينطلق لساني » فالرجلان على مستوى من العلم والانفتاح رفيع إلا أن المناخ الهندي المسلم محافظ جدا ، حتى أننا لم نلحظ في أي مسجد من مساجد المدن الهندية العظمى التي زرناها أي مكان مخصص للمراة. ربما تكون صدمة الانفصال التي لم يتخلص منها المسلمون هنا بعد دافعا لهذا الانكماش والخوف من العصر.ملفت هنا في جنوب الهند أننا لم نلحظ من بين مئات الطالبات وأمهاتهن نقابا واحدا مكتفيات بالخمار بما دل على تمرد واضح على « حجاب »المودودي في هذه المنطقة الاكثر انفتاحا على العالم العربي والأكثر تقدما اقتصاديا، خلافا للحال في مدن أخرى. في مدينة كاليكوت في اليوم التالي 25-2-2008 سافر الشيخ إلى كاليكوت عاصمة ولاية كيرلا إلتقى فيها بأعضاء مجلس شورى الجماعة الاسلامية في الولاية وحاضرهم الشيخ عن مبدأ المشاركة الاسلامي وعن دور المرأة في المشروع الاسلامي وعن الديمقراطية بإعتبارها أفضل أداة توصل اليها الانسان حتى الآن لإدارة الاختلاف سلميا ، بلفظ آخر لتطبيق الشورى التي ظلت غالبا في تاريخنا تطبيقها قاصرا محدودا فظلت موعظة أخلاقية ولم تتحول الى نظام سياسي يحقق الشورى العامة في الشؤون العامة وتداول السلطة عبر الشورى الشعبية(الانتخابات)يمكن أن يستفيد منها المسلم في بناء الدولة الاسلامية على أساس من حرية اختيار الحاكم و حق جميع القوى الاجتماعية والسياسية في الترشح والانتخاب أو المشاركة في السلطة كلما كان ذلك متاحا كما هو حال الاقلية المسلمة في الهند. فكيف ترفضون فرصا للتاثير في القرار متاحة بينما اخوانكم في بلاد العرب يلهثون وراءها ولا يجدونها؟ إنكم تفرطون في أداء واجبات شرعية حفظا لوجودكم وتطويرا له بل حتى دفاعا عن الامة في دولة عظمى يمكن أن تتجه سياساتها في غياب تأثيركم الى التحالف مع أعداء الاسلام في الداخل والخارج . كل أعداء الاسلام متهافتون على التحالف مع هذه الدولة وفي مقدمتهم العدو الصهيوني. في الديمقراطية يمكن لأقلية لا يتعدى حجمها 5%من السكان أن تؤثر أيما تأثير في سياسة بلادها مثلما تفعل الاقليات اليهودية في الغرب فكيف بأقلية يزيد حجمها عن 15%. والحقيقة أن المسلمين في هذه الولاية نشطون في المستوى الاعلامي فلهم جريدة يومية(ميداموم) من أنجح جرائد المسلمين بل أنجحها في الهند حتى أنها تطبع في أنحاء مختلفة من الهند بل تطبع حتى في الخليج. كما هم بدؤوا نشاطا في المستوى السياسي إذ شاركوا في الانتخابات المحلية الماضية بدعم ائتلاف يساري شيوعي له مواقف جيدة في التصدي للسياسة الامركية الصهيونية داعما القضية الفلسطينية. قد تمهد هذه الخطوة لمشاركة أوسع قام الشيخ في هذه المدينة بزيارة شاطئها الذي يقع على الجانب الشرقي من بحر العرب وفيه نصب تذكاري للموقع الذي نزل فيه الرحالة البرتغالي فاسكوديغاما تجدر الاشارة هنا أن الوجود الاسلامي في هذه الولاية الهندية بدأ بالتراجع بعد أن قدم البرتغاليون على إثر إكتشافهم طريقا للهند عبر رأس الرجاء الصالح وبدؤوا بإستهداف المسلمين الهنود محمولين بصراعهم القريب مع المسلمين بشبه الجزيرة الايبيرية وأكمل البريطنيون لاحقا ما بدأه البرتغليون بإنهاء الحكم الاسلامي المغولي للهند فقتلوا بعض الملوك بالعاصمة دلهي ونفوا البقية. السفر الى دلهي الجديدة ،العاصمة في صباح اليوم التالي سافر الشيخ إلى العاصمة دلهي في رحلة داخلية بالطائرة دامت قرابة الاربع ساعات , وصل الشيخ في حدود الرابعة ظهرا كان له محاضرة بمسجد كبير مقام داخل مركز الجماعة الاسلامية حضرها أمير الجماعة الاسلامية في عموم الهند وكثير من قياداتها الكبرى وأعضاء مجلس الشورى فيها . جاء للسلام على الشيخ كثير من المهتمين بالشأن الاسلامي والمرحبين بقدوم الشيخ من المسلمين , بعدها إنتقل الشيخ لجلسة مفتوحة مع أعضاء مجلس الشورى في مقر الجماعة الاسلامية وكان الحديث فيها صريحا طرح الشيخ فيها آراء جديدة وجادل فيها إخوانه من قيادات الجماعة الاسلامية حول موضوع الحاكمية وموضوع المشاركة ووضع الاقلية المسلمة بالهند وحول أراء أبو الاعلى المودودي ومدى مطابقتها لمصالح المسلمين بهذه البلاد , وذكر لهم الشيخ أن أي كلام يأخذ منه ويرد إلا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا رأي ولا فكر يصلح لكل زمان ومكان إلا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفي اليوم الموالي دعت الجماعة النخبة الاسلامية في العاصمة الى محاضرة للشيخ حضرها بعض الدبلوماسيين المعتمدين  كان موضوعها الاسلام في عالم متأزم ماذا يستطيع أن يفعل؟ تولى الترجمة الى الاردية جامعي مفكر معروف هوالبرفسور ظفر الله خان الى تاج محل في اليوم الذي يليه سافر الشيخ إلى مدينة أقرا وفيها المعلم التاريخي تاج محل وهو معلم يظهر مدى الغنى والترف والتطور العمراني الذي وصله الملوك المسلمون المغول الذين حكموا الهند قرابة الثمانية قرون وبنوا فيها حضارة وخلفوا فيها أثرا لا يبلى .إلا أن الشيخ مع شدة اعجابه بالمستوى الرفيع الشامخ لفنون الزخرفة والكتابة والمعمار الذي تنضح به هذه التحفة الفنية الرائعة التي استحقت ان تعد احدى عجائب الدنيا السبع، خرج ممتعضا معبرا عن الأسى .كيف سمح هذا الملك بل كيف سمح له علماء عصره أن ينفق كل هذه الاموال الضخمة فقط من أجل بناء لقبر حبيبته. صحيح أن الوجه الايجابي لذلك هو مدى ما تحتله المراة من مكانة في قيم الاسلام فهي ليست متاع تقضى به حاجة ثم يرمى به جانبا. ولكن هلى كان هذا الملك (شاه جيهان) ضاقت به الحيل فلم يجد إلا هذا السبيل الترفي المشط للتعبير عن حبه؟ هل كانت كل رعيته يومئذ تجد كسرة الخبز وفحص قطى تأوي اليه. ولذلك لم يكن عجبا أن لا تمهله عدالة الله فثار عليه أبناؤه وعزلوه ورموا به في السجن حتى قضى فيه. هل بناء قبر يستحق كل هذه النفقات وهذه الصروح العجيبة بينما سنة المستوى في بناء القبور أن لا يعلى على سطح الارض. وما الفرق بين ما فعله هذا المسلم الجاهل المغرور وبين ما فعله فرعون في تشييد قبره ولو بجثث آلاف المساكين. إنها سنن الملوك في الترف والكبرياء وفي اليوم الموالي زار الشيخ  القلعة الحمراء بدلهي وكانت مركز السلطنة ومقر الحكم لأعظم ملوك الهند المغول جاهنشاه وفيها عرشه ومقر إقامته وإدارة ملكه ومسجد كبير , بنى البريطانيون في قلب القلعة بناية هي دون العمران المغولي جمالا وإتقانا . الحقيقة ليس للهند من تاريخ غير التاريخ الاسلامي وليس لهم من تراث يفخرون به غير التراث الاسلامي وكم تبدو جناية محمد علي جناح بالمسلمين كبيرة إذ تفرق مسلموا القارة الهندية على ثلاث دول وبقي الهندوس في دولة واحدة،ضعف المسلمون وتشتتوا وتحولوا أقلية ضعيفة تخاف الابادة بعد أن كانوا سادة البلد لقرون عديدة.  في حيدر آباد: بعد دلهي انتقل  الشيخ إلى حيدر آباد وهي ولاية هندية تقع على مسافة ساعتين بالطائرة وبالمناسبة هذه آخر ولاية هندية يقع إخراجها من الحكم الاسلامي عند إستقلال الهند عن الحكم البريطاني,  زار فيها الشيخ دائرة المعارف العثمانية وهو مركز مخطوطات يجمع مخطوطات عربية وإسلامية نادرة ويقوم بمراجعة وطبع كتب إسلامية قديمة ونادرة أغلب الباحثين فيه يجيدون العربية بطلاقة تحدثوا للشيخ عن عملهم العلمي والتحقيقي وسألهم الشيخ عن بعض المخطوطات والكتب القديمة وأغلبهم كما يقولون ممن ولد في دولة حيدرآباد الاسلامية ولكنهم عاشوا في دولة الهند أصبح المسلمون فيها أقلية مستضعفة. مساء حاضر الشيخ في مركز الجماعة بالولاية وكان الحضور كبيرا جدا ثم إنتقل الشيخ إلى مبنى جامعي حيث دعي للمحاضرة حول الاسلام والعولمة والنظام العالمي وكان الحضور من النخب الاسلامية بالمدينة .في مدينة موباي أكبر مدينة هندية بعدها إنتقل الشيخ إلى مدينة بومباي العاصمة الاقتصادية للهند وهي على مسافة ساعة بالطائرة من حيدرآباد وهي من الاكتظاظ مما لا يطاق وحال الجماعة الاسلامية فيها من الضعف بما لايقاس بمثيلاتها في الولايات الهندية الاخرى قام الاخوة بجولة مع الشيخ في المدينة متعرفين على معالمها و وتبوا بعدها زيارة بحرية في مركب سياحي على شاطئ بحرالعرب من الاراضي الهندية, مساء كان للشيخ محاضرة بمقر الجماعة حول موقع الحركة الاسلامية من التحديات الراهنة التي تواجه الامة وكان الحضور كبيرا غص به المكان الضيق نسبيا تلاها حوار مع نخبة من المثقفين المسلمين من محامين وجامعيين وخبراء دوليين سابقين في مقر إقامته بالنزل كان للشيخ حوار تلفزي مع قناة تلفزية شبابية محلية . في اليوم الذي يليه وعند الفجر ودع الشيخ مضيفيه في بومباي وإتجه إلى مطار بومباي عائدا إلى الدوحة في طريقه إلى لندن وكان ختام الجولة الهندية لقاء مع الجالية الاسلامية الهندية في الدوحة رحبوا بالشيخ وإستبشروا برحلته إلى بلادهم وشكروه عليها وفي كلمته تحدث الشيخ عن العبر من هذه الزيارة   نصح لهم الشيخ ودعا لهم بالتوفيق وللاسلام بالعزة في بلاد الهند تعتبر زيارة الشيخ راشد للهند الزيارة الثانية لزعيم إسلامي تونسي بعد الشيخ الثعالبي رحمه الله الذي كتب حولها كتابه الاسلام وقضية المنبوذين في الهند والشيخ راشد بدوره سيكتب كتيبا عن هذه الزيارة يرى النور قريبا إن شاء الله غالبا سيكتب بتفصيل عن زيارته مسجلا ما رآه الشيخ سريعا من العبر والعضات  بعد الرحلة 1- الحكم الاسلامي في الهند, ثمانية قرون كيف مضت برغم طول مدة الحكم الاسلامي لبلاد الهند يبقى السؤال مطروحا لماذا ظل المسلمون أقلية رغم طول مدة حكمهم يرى الشيخ أن المغول في حكمهم للهند لم يأخذوا من الاسلام إلا السيف أي جانب السلطان والغلبة وتركوا أو لم يحفلوا بجانب الدعوة والرسالة والآثار تشهد إذ هي في أغلبها قلاع منيعة حصينة , هل هي لحماية الناس أم للإحتماء منهم ,  فبقيت أرياف الهند وقراه هندوسية وثنية وإنشغل سلاطين المغول في التطاول في بنيان القبوروتشييد القصور وتكديس الثروات. فلما دار الزمان دورته وأسقط البريطانيون هؤلاء الملوك بين قتيل وشريد ومنفي وجد المسلمون أنفسهم أقلية في بلاد حكموها لقرون  » وتلك الايام نداولها بين الناس  » 2- إستقلال باكستان وتقسيم الهند، بما يجعل التساؤل مشروعا عما فعله محمد علي  جناح:جريمة أم إستقلالا؟ يحتفل الشعب الباكستاني بالإنفصال عن الهند ويعتبرونه يوما للإستقلال مستذكرين بزعمهم زعيم الاستقلال محمد علي جناح ولكن أنى للمسلمين أن يحتفلوا بهذا التقسيم وقد كانوا في بلد يمثلون فيه  قرابة الاربعين في المائة وهم نخبة الهند وسكان مدنه فتحولوا على يد هذا الزعيم إلى شتات مقسم على ثلاث دول الهند وباكستان وبنغلاداش بينما بقي الهندوس كتلة واحدة في دولة واحدة في طريقها للتحالف مع إسرائيل,  وقد كان غاندي عرض على جناح أن يرأس الهند الموحدة لكنه رفض وأصر على الانفصال ففتن المسلمون فتنة شديدة حتى ارتد بعضهم عن الاسلام خوفا على حياته والبقية تعيش على خوف وإتهام في ولائها , أما باكستان وبنغلادش فحال دولهم مما لا يفرح صديق هذا كله من إصرار هذا القدياني المسمى جناح وتآمر الاستعمار البريطاني الذي دعمه وسهل له أمره 3- الحاكمية عند أبي الاعلى المودودي: مما فهمته الجماعة الاسلامية في الهند من مؤسسها الاستاذ ابو الاعلى المودودي أن الحاكمية تقتضي عدم المشاركة في نظام حكم لا تكون حاكمية الله مرجعه الاساس أي الشريعة وبهذا الفهم حكم الجماعة على أنفسهم بالعزلة والهامشية أبد الدهر بإعتبار أن المسلمين سيظلون أقلية في المدى المنظور وبالنتيجة لن تكون الشريعة مرجعية للحكم على طول هذا المدى . عوض قراءة رأي المودودي في إطار من دول غالبية أهلها من المسلمين يصر بعض قيادات الجماعة الاسلامية بالهند على أن رأي المودودي ينطبق حتى على من هم في موقع الاقلية وفي هذه الحال تصبح فكرة الحاكمية خطيرة وذات أثر سلبي ولذلك دعا الشيخ قيادات الجماعة الاسلامية ومنتسبيها إلى تدبر أمرهم بطريق مختلف وإعمال العقل في النهوض بامرهم  وأن العصمة للنبي دون غيره من البشر ويؤكد الشيخ أن السياسة الشرعية قوامها المصلحة  وأنها تدور معها حيث دارت والحركة الاسلامية جاءت بالعودة لنصوص القرآن والسنة والبعد عن التقليد فكيف تقع الحركة الاسلامية في الهند ضحية التقليد والتقيد برأي الاستاذ المؤسس والذهول عن التغيرات وحوادث الحكم والدول . وفيما يلي تقرير مصور عن زيارة الشيخ الغنوشي للهند http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=224:indiapictureghannoushi&catid=36:news&Itemid=53


تحليل: التونسيون يتأسلمون إعلاميا

 
ذكر تقرير صادر عن مركز سيجما للإستشارات أن إذاعة الزيتونة الدينية هي الأكثر إستماعا في تونس لتليها إذاعة موزاييك للمنوعات بينما الإذاعة الوطنية فتقبع في أسفل اللائحة. هنا قراءة للأسباب.
 
سفيان الشورابي « قل لي عن الرؤية التي يتضمنها جهاز اتصالك أقول لك أي نموذج، سواء كان واضحا أو ضمنيا، تريد تشكيله لمجتمعك ». هكذا قال الباحث في العلوم الاتصالية الفرنسي دومينيك وولتن، وبالاستعانة بهذه المقولة ندرس ملامح عملية استطلاع أجراه مركز تونسي لسبر الآراء، أظهرت نتائجه النهائية ارتفاعا قياسيا في نسبة مستمعي إذاعة « الزيتونة » الدينية مقارنة ببقية الإذاعات التونسية العامة منها والخاصة. فما هو ذلك النموذج الاجتماعي الذي تعمل الحكومة التونسية على نشره إعلاميا؟  في تقرير صدر عن مركز « سيجما للاستشارات »، جاء أن نسبة استماع التونسيين لإذاعة « الزيتونة » الدينية الخاصة بلغت 12,1% تليها إذاعة « موازييك »للمنوعات الخاصة بنسبة 11,3% ثم إذاعة « الشباب » الرسمية فإذاعة « تونس الدولية » المتعددة اللغات ثم في المرتبة الأخيرة الإذاعة « الوطنية » الرسمية بنسبة 3,8%. أوليا، تكشف هذه النتائج تقاربا في نسبتي الإنصات بين إذاعتي « الزيتونة » و »موزاييك » إلا أن ملاحظات أساسية تبرز بوضوح معالم الإستراتيجية الإعلامية المسيطرة في تونس. أولى تلك الدلالات هي القفزة الهائلة التي حققتها إذاعة « الزيتونة » التي أسسها رجل الأعمال « الناجح جدا » محمد صخر الماطري، صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في 13 سبتمبر 2007. فالإذاعة لم تدخل المشهد الإعلامي إلا حديثا، بلوغها مرتبة متقدمة لا يعتبر أمرا بريئا أو طبيعيا حتى لو سلمنا بالجهود والطاقات الكبيرة التي يبذلها الفريق الإعلامي العامل بالإذاعة. فلا يخفى على أحد أن إنشاء وسيلة إعلامية في تونس تكون غير مرتبطة بشكل مباشر ومتين بالأجهزة الرسمية يعد حالة استثنائية ونادرة. فالهيمنة الشاملة والسيطرة المحكمة التي ترتكز عليها السياسة الحكومية في الميدان الإعلامي منذ عقود تُعتبر من أهم ما تتميز به تونس إقليميا ودوليا. ولا يُفهم فسح المجال أمام مبادرة إعلامية مستقلة هيكليا وتنظيميا عن هياكل الدولة إلا وفق منظور حسابات محددة سلفا ومعلومة لدى الجميع. أولى تلك القراءات المؤكدة التي تحيط بكل مشروع إعلامي جديد في تونس تكمن في وجوب توفر عوامل ضمان « انضباطه » المطلق للحكومة وللحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) والقطع، استباقا، مع فرضيات الالتفاف أو الارتداد عما هو مسطر له مسبقا. هذه القراءة تجد لها أسسا عبر سلوكيين معتمدين إلى حد اللحظة؛ أولهما حصر تمكين رخص بث الوسائل الإعلامية الخاصة على أفراد ومجموعات « قريبة » من دوائر اتخاذ القرار السياسي الحاكم دون سواها. وثانيها، التضييق على جميع قنوات الإعلام التي يطلقها الخارجون عن تلك الدائرة، وهم أساسا أحزاب المعارضة وبعض التجارب القليلة الجريئة (إذاعة « كلمة » الالكترونية وقناة « الحوار التونسي » الفضائية، الخ). ووفق هذا المنطق، فإن السماح بإنشاء إذاعة دينية في تونس لا يُفهم بالضرورة إلا في إطار سياق واحد: خدمة مصلحة الحكومة في المجال الديني. ولا نستغرب بتاتا أن تُسلم « مفاتيح » الإذاعة إلى أحد أقارب الرئيس التونسي دون غيره. غير أن السؤال الذي لا يتجرأ محررو استطلاع الآراء المذكور آنفا على طرحه هو: ما هو سر تزايد إقبال التونسيين للاستماع للإذاعة أصلا ولإذاعة « الزيتونة » الدينية تحديدا، في عالم يشهد حراكا ودينامية جوهرية في استعمال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة؟ المجتمع التونسي يتأسلم قال الإعلامي التونسي خميس الخياطي لمنصات « هذا أمر طبيعي إذا نظرنا إلى عودة العامل « الديني » إلى الحياة العامة في بلادنا –ولا أعني العامل « الإيماني » الذي لم يختف أبدا من هذه البلاد رغم ما يقال هنا وهناك عن المصالحة بين التونسي والإسلام. فظاهرة الإنصات إلى إذاعة الزيتونة تتماشى وظاهرة انتشار الحجاب في الشارع والمؤسسات العمومية والخاصة وظاهرة الالتزام المعاين بصلاة الجمعة في المساجد بصفة لا علاقة لها بما عهدناه في تونس. فأن يصلي الناس في الشوارع عوض الاكتفاء بفضاءات المساجد فذلك يعد عنصر ضغط اجتماعي يساير فرض الإنصات لإذاعة الزيتونة في سيارات التاكسي وعديد من المحلات التجارية والمقاهي وغير ذلك… » ذلك أنه، وعلى عكس ما تسعى لترويجه العديد من المواقع الالكترونية والمحطات التلفزيونية الموالية للتيارات الإسلامية، تعرف طبيعة السياسة الحكومية التونسية تقلبات جذرية في ما يخص تعاملها مع « المسألة الدينية » إجمالا. فخلال فترة التسعينات الحارقة تلقت السلطة الكثير من الانتقادات الصادرة من طرف الإسلاميين المقموعين متهمين إياها بـ »السلطة الكافرة » و »النظام المتواطئ مع الغرب المعادي للإسلام »، وهو ما انجر عنه بروز وتكاثر المجموعات الإرهابية وانتشار الفكر السلفي- الجهادي وأفرز في نهاية المطاف، إقدام إحدى تلك المجموعات على ارتكاب عمل إرهابي في شهر كانون الثاني/يناير 2007. ويرى المتابعون للشأن السياسي التونسي أنه منذ ذاك الحين، تغيرت السياسة والبرامج الحكومية « الدينية » بشكل محوري ومثير للغاية بما قد يهدد المكاسب الحداثية والتقدمية التي ترسخت داخل البناء المجتمعي-الثقافي التونسي. واتبعت السلطة في هذا الصدد منهجا جديدا لترويج عما أصبح يسمى بـ »الإسلام التونسي المعتدل » في مواجهة « الإسلام الدخيل المتطرف » قصد استمالة أتباع هذا الدين لقراءاتها ولتأويلاتها للإسلام، طبعا بما يحافظ على تماسكها وإدامة حكمها. فتعددت الملتقيات والندوات الفكرية والفقهية-الدينية لتسويق هذا المشروع محليا وإقليميا، وعُبئت إمكانيات هائلة للدعاية لهذا البرنامج، كلها بهدف سحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين التونسيين بمن فيهم الدعاة والواعظين، والاحتكار المطلق للمساحة الدينية بعد أن تمكنت منذ عقود من احتكار الساحة السياسية. وماذا عن الإذاعات الأخرى؟ ما عدا إذاعة « موزاييك » التي لا تبث حصص الأخبار إلا ثلاث مرات في اليوم ولا تنظم البرامج الحوارية السياسية وتقتصر على بث برامج التنشيط المنوعاتي والأغاني بجميع اللغات، فإن بقية الإذاعات تتبوأ مراتب متأخرة للغاية مقارنة بدور « التوعية والإطلاع » المفترض أن تقوم به. الصحفي في إذاعة « الطريق الجديد » المعارضة توفيق العياشي قال إن « احتلال إذاعة موزاييك للمرتبة الثانية في نسبة الاستماع الإذاعي يعدو إلى عدة أسباب، أهمها أن « موزاييك » تعد أول تجربة إذاعية خاصة في تونس نشأت وسط نسيج إعلامي يتميز برسمية خطابه وتخشب لغته في مجتمع يتعطش إلى جرأة وموضوعية في الإعلام المعروض، لذلك كانت إذاعة « موزاييك » في بداياتها « النشاز » بعد أن نجحت في القطع مع اللهجة التقليدية للإعلام الرسمي واعتمدت خطابا وفيا للسان الشارع واهتماماته الاستهلاكية الذي يتميز بقدر كبير من الفضول خاصة في المضامين الاجتماعية والفنية ». ولا شك أن سرعة انتشار إذاعتين خاصتين في تونس تعود في جانب منها إلى تآكل المادة الإعلامية الرسمية وترهل خطابها و »خشبيته » الغوبلزية (نسبة إلى رجل البروباغندا النازي غوبلز). ويفسر الخياطي جزئيا التغييرات التي تعرفها الخارطة الإعلامية بقوله « هذا أمر طبيعي في تونس كما في العديد من دول العالم حتى المتقدم منها. فالإذاعات العمومية ولكونها تخضع لرسالة اتصالية عمومية تحددها الدولة وتصرف عليها من المال العام فهدفها –نظريا- هو الاستجابة لرغبات جميع شرائح المجتمع، وبالتالي فإنها لا تحتل مركز الصدارة في نسب الإنصات مقارنة بالإذاعات الخاصة التي تعمل بجميع الوسائل وخاصة « السوقية » (نسبة إلى السوق) منها على جذب اهتمام فئة معينة الأكثر شعبية والأكثر تأثيرا في سوق الاستهلاك ». وأضاف أن صعود نجم إذاعة « الزيتونة » يعود أساسا إلى عامل الدعم الكبير الذي حظيت به وهي « الحالة التي لم تجدها الإذاعة الثقافية مثلا إلا بعد سنة من انطلاقها ». إشكاليات سبر الآراء من جانب آخر، لا يشجع البعض على الاطمئنان إلى نتائج مثل عمليات سبر الآراء تلك بسبب انعدام مناخ الحرية التي تعتبر الشرط المركزي الضروري توفره لرصد « باروماتر » مواقف وتطلعات عموم المواطنين. فقالت الأستاذة بكلية الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي لمنصات « أولا وكإشكال مبدئي، تطرح مسألة سبر الآراء عددا من الإشكاليات من حيث المصداقية حتى في الدول التي تتمتع بإمكانات هائلة. لذلك، يمكن أن نتساءل إذا كانت العينة المستجوبة تمثل فعلا الرأي العام، وأصلا فإن مفهوم الرأي العام في البلدان غير الديمقراطية ليس له معنى. أما ثانيا فلو فرضنا أن النتائج صادقة علميا، فهذا يدل على أن وسائل الإعلام المسموعة في بلدنا وهي رسمية في الأغلب قد فشلت فشلا ذريعا وأن الوقت قد حان لفتح المجال أمام الطلبات المتراكمة لتأسيس إذاعات خاصة في تونس. عندها، أي عندما تتحقق التعددية الإعلامية الصوتية، يمكن لنا أن نحلل نتائج سبر آراء حول الموضوع ». وعلى هذا الأساس، فإن الاستخلاصات والأحكام النابعة من سبر الآراء تبقى غير مطلقة أو مؤكدة إلا أنها تعطي صورة مبدئية لاتجاه أذواق التونسيين من جهة، ولأسلوب ورؤى الحكومة في هذا الميدان من جهة أخرى. (المصدر: موقع مصنقات الإلكتروني ( بيروت – لبنان ) بتاريخ 24 فيفري 2009 )
 

التونسيون محرومون من عمرة المولد النبوي الشريف هذا العام

 

تونس – خدمة قدس برس تسبّب تخلّف أكثر من ألف تونسي عن العودة من الأراضي السعودية بعد عمرة المولد النبوي الشريف العام الماضي في غلق السلطات السعودية نظام الحصول على التأشيرة للتونسيين هذا العام. ولا تزال وكالات الأسفار المتخصصة في تنظيم رحلات العمرة تترقب إلى حد اليوم ما ستسفر عنه المساعي الدبلوماسية لفض الإشكال العالق. وسبق أن أثيرت نفس المشكلة العام الماضي لكن تم تجاوزها في آخر لحظة، ولم تفلح تحذيرات السلطات السعودية والعقوبات التي تم التلويح بها من سجن وغرامات مالية في ثني مئات المعتمرين التونسيين عن انتهاك قوانين الإقامة السعودية والمكوث على الأراضي السعودية لغرض إدراك عمرة شهر رمضان أو الحج أو لأغراض أخرى تجارية أو بحثا عن عمل. كما سجّلت حالات وفيات أو إصابة بأمراض في صفوف المقيمين سرّيا. وتوقّعت تقارير صحفية في تونس أن يتم تسوية هذه المعضلة في الأيام القريبة على غرار العام الماضي خاصّة وأنّه لا يزال الوقت كافيا لبحث الحلول والاتفاق على إجراءات إضافية للتضييق على المخالفين.  

 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 24 فيفري 2009)
 
 

رئيس الدولة يهتم بالاستثمار الخارجي في المشاريع الكبرى

رجل أعمال صيني يعتزم الاستثمار في مشروع سياحي ترفيهي وسكني ضخم بمنطقة الهوارية

 
قرطاج 23 فيفري 2009 (وات) كان الاستثمار الخارجي في المشاريع الكبرى بتونس محل اهتمام ومتابعة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله يوم الاثنين لرجل اعمال صيني السيد دافيد شاو الذى يعتزم الاستثمار في مشروع سياحي ترفيهي وسكني ضخم بمنطقة الهوارية والذى عبر عن بالغ تقديره لرئيس الدولة على الفرصة التي اتاحها له بلقائه. كما اعرب عن انطباعه الجيد لما لقيه من مشاعر المودة وحسن الاستقبال في تونس قائلا في هذا الصدد:  » بامكان تونس ان تلعب دور قطب اقليمي لتطوير الانشطة السياحية والتجارية باعتبار موقعها الجغرافي ولما يسودها من سلم واستقرار وتقاليد حسن وفادة ». كما بين انه سيعمل على التحسيس باهمية هذا الموقع الملائم للاستثمار مبرزا في ذات السياق تاكيد الرئيس زين العابدين بن علي عمق علاقات الصداقة التونسية الصينية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 23 فيفري 2009)


 في أوّل مجلس وطني لجمعية القضاة:

مطالـب لتحسين الأوضـاع الماديـة والمهنيـة للقضـاة

 
تونس – الصّباح: عقدت جمعية القضاة التونسيين يوم الأحد 22 فيفري 2009 بأحد فنادق مدينة الكاف أوّل اجتماع لمجلسها الوطني بعد انعقاد المؤتمر الثاني عشر للجمعية في أواخر شهر ديسمبر الماضي وذلك بحضور ناهز المائة قاض. وتطرّق القضاة أعضاء المجلس الوطني خلال النقاش إلى مسائل ومطالب عديدة تعلّقت أساسا بأوضاعهم المادية والمهنية حيث صدرت الدعوة إلى ضرورة الإسراع بتسوية الوضعية العقارية والقانونية للمقاسم التي اقتناها القضاة عن طريق جمعيّتهم. وتطرّق أحد القضاة إلى الحديث عن علاقة بعض المحامين بالهيئات القضائيّة داعيا الجمعية لتبني موقف حيال ما اعتبره تجاوزات صادرة عن محامين في حقّ القضاة خلال انعقاد جلسات قضائية في بعض المحاكم، وطالب متدخّلون بتمكين بعض القضاة من البطاقة المهنية وتيسير اقتناء السيارات من فئة الأربعة خيول ومراجعة بعض بنود الاتفاقيات مع البنوك وشركات النقل الجوي بما يتماشى مع التطورات ومع تطلعات القضاة. وطالب البعض الآخر من المتدخلين بضرورة تحسين ظروف العمل في المحاكم وتوفير الإطار الإداري اللازم وكلّ مستلزمات العمل وخصوصا التجهيزات المكتبية إلى جانب إيجاد الحلول الملائمة لمشكلة الاقتطاع المزدوج للمساهمة المالية المحمولة على القضاة في نظام التامين على المرض وفي تعاونيّتهم. مشاغل القضاة وكان السيد عدنان الهاني رئيس جمعية القضاة توجّه في مستهلّ الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، بالشكر إلى رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للقضاء على العناية الموصولة التي ما فتئ يوليها للقضاة والقرارات التي اتخذها لفائدة القضاء. وقال أن انتخابات أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية جرت في كنف الديمقراطية والشفافية وأسفرت عن نسبة تجديد بلغت النصف من المجموع الجملي لنواب المحاكم وأكّدت الالتفاف الواسع للقضاة حول جمعيّتهم مشيرا إلى ما يلقاه المكتب التنفيذي من استعداد وتفهّم لدى وزارة العدل وحقوق الإنسان لدراسة ما جاء في لائحة مؤتمر الجمعية من توصيات تعلّقت خصوصا بمواصلة تحسين الوضع المادي للقضاة ومراجعة جراية تقاعدهم إلى جانب مزيد دعم البنية الأساسية للمحاكم وتعزيز الإطار الإداري بها وتدعيم الخدمات الاجتماعية لفائدة القضاة. وأشار رئيس الجمعية إلى تمسّك القضاة بضرورة أن تواصل جمعيّتهم مسيرتها الرصينة والهادئة وتكثيف تحرّكاتها على المستويين الوطني والدولي مؤكّدا أنّ الجمعيّة تظلّ الإطار الوحيد والشرعي للتعبير عن مشاغل القضاة وتطلّعاتهم والدفاع عن مصالحهم حتى يؤدوا رسالتهم النبيلة على أفضل وجه في كنف الاستقلالية والحياد بعيدا عن أي مزايدات أو إثارة والحرص في الآن نفسه على فرض الاحترام الواجب للهيئات القضائية. توصيات المجلس وفي ختام هذا الاجتماع أصدر المجلس الوطني لجمعية القضاة التونسيين لائحة أعرب فيها أعضاؤه عن عميق شكرهم لرئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للقضاء على إحاطته الموصولة بالقضاة ماديا ومعنويا وحرصه الدائم على دعم مكانة القاضي وضمان استقلالية القضاء باعتباره رافدا أساسيا لدولة القانون والمؤسسات. ونوّهوا بما عرفه المؤتمر الثاني عشر للجمعية من نجاح أكّده الحضور المتميّز للقضاة ومشاركتهم الفعالة في جميع أشغاله دلالة على التفاهم حول جمعيّتهم باعتبارها الإطار الشرعي والوحيد للدفاع عن مشاغلهم وتطلّعاتهم. وأعربوا عن اعتزازهم لحضور ضيوف رفيعي المستوى أشغال المؤتمر وفي مقدّمتهم رئيس الاتحاد العالمي للقضاة وما عبّروا عنه من مشاعر تقدير للقضاة التونسيين وجمعيتهم معبّرين عن ارتياحهم لما تميّز به اللقاء الذي جمع وزير العدل وحقوق الإنسان بالمكتب التنفيذي للجمعية، مباشرة على إثر انتخابه، من أجواء ثقة تؤكد حسن الاستعداد لمعالجة جميع مشاغل القضاة. وصادق المجلس الوطني على بيان أصدره المكتب التنفيذي بتاريخ 9 جانفي 2009 للتنديد بجرائم الحرب المقترفة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. مطالبة بمحاكم جديدة ودعا أعضاء المجلس الوطني المكتب التنفيذي إلى الانصراف بكلّ عزم لمعالجة الملفات المتعلقة بمشاغل القضاة وتطلعاتهم مذكرين بأنّ خصوصية العمل القضائي تستدعي إعادة هيكلة سلم تأجير القضاة وفقا للمعايير الدولية لاستقلال القضاء مع الترفيع في منحتي القضاء والاستمرار باعتبارهما منحتين خصوصيتين. واعتبرت لائحة المجلس أنّ التوصية الصادرة عن المؤتمر الثاني عشر حول المطالبة بسحب نظام التنفيل على القضاة بتمتيعهم بجراياتهم كاملة عند التقاعد أو العجز أو الوفاة، هي من أوكد طلباتهم اعتبارا لجسامة مسؤولياتهم ومخاطرها ووقعها على طاقاتهم البدنية. وأكّدت ضرورة مزيد دعم البنية الأساسية للمحاكم والشروع دون تأخير في تنفيذ برنامج صيانة قصر العدالة بتونس وبناء مقر محكمة ناحية تونس بالنظر للوضعية غير المقبولة التي عليها مقرها الحالي وانجاز بناء مقرات محكمة التعقيب ومجلس الدولة والمحكمة العقارية. وعبّر أعضاء المجلس الوطني عن تقديرهم لما تمّ إحداثه من محاكم ابتدائية ثانية بكلّ من تونس وصفاقس وسوسة، مسايرة لتنامي حجم العمل القضائي بها، داعين إلى مزيد تطوير الخارطة القضائية وإحداث محكمة ابتدائية ثانية بنابل ومحكمة استئناف ثانية بتونس. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 فيفري 2009)


 

مائوية شاعر الحرّية والخلود وثائق نادرة… وثيقـة أولــى حفلة تأبين الشاعر أبو القاسم الشابي الملتئمة بتونس يوم الأحد

 
21 أكتوبر 1934 تشرع الاسرة الثقافية الموسّعة بتونس انطلاقا من اليوم الثلاثاء 24 فيفري الجاري في الاحتفال بمائوية ميلاد الشاعر الكبير الخالد أبي القاسم الشابي. ومساهمة منّي في هذا الحدث الثقافي الهام الذي أذن بتنظيمه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إيمانا منه بمساهمة المثقّف التونسي الفعّالة منذ عهدي الاستعمار والحماية في بناء الدولة الحديثة وتحريرها وتقدّمها وإشعاعها، ارتأيت إفادة السادة قرّاء جريدة  » الصباح  » الغرّاء وإتحافهم بمقتطفات هامّة من وثيقة تاريخية نادرة كنت قد أشرت إليها في دراستيّ المتعلّقتين بالشاعر أبي القاسم الشابي وهما « البؤس والالم في قصيد الاشواق التائهة » و »ظاهرة الموت عند الشابي » وذلك في كتابي « قراءات نفسجدية لنصوص إبداعية » الصادر في شهر مارس من سنة 2005. ويتعلّق الامر بكتيّب صغير هو أشبه ما يكون بالنشرية يحمل عنوان « ذكرى الشابي » وهو عبارة عن « صورة مصغّرة من حفلة تأبين فقيد الادب التونسي المرحوم أبو القاسم الشابي التي أقامتها الشبيبة المدرسية يوم الاحد 21 أكتوبر 1934 » (أي بعد قرابة أسبوعين من وفاته) كما أشار إلى ذلك وفي وجه الكتيّب ناشره الطيب العنابي وهو « خريج جامع الزيتونة الاعظم ومدرسة ابن خلدون وكاتب الشبيبة المدرسية » وقد كان صدور هذه الوثيقة سنة 1934 حيث طبعت بمطبعة الاتحاد بتونس. أمّا عن محتوى هذا الكتيّب أو النشرية فقد بدأ بتمهيد للناشر الطيب العنابي حيث يشير فيه إلى أسباب نشره لهذه الوثيقة ـ  التي أصبحت جدّ هامّة اليوم ـ قائلا: « لقد رأيت أن أطبع هذه النشرة كمشاركة صغيرة في تخليد ذكرى المرحوم أبي القاسم الشابي وهي تحتوي على صورة مصغّرة من حفلة التأبين التي أقامتها جمعية الشبيبة المدرسية التونسية فرع قدماء الصادقية للفقيد العزيز يوم الاحد 21 أكتوبر 1934 ». أمّا عن بقية محتوى الكتيّب فقد وردت المداخلات أو جزء منها أو ملخّصا لبعضها بالوثيقة المذكورة مرتّبة حسب تداول المتدخلين في حفلة التأبين وقد كان الامر كالاتي: – الاستاذ الصادق المقدّم رئيس الشبيبة المدرسيـــــة (آن ذاك). – الصحفي الاستاذ الطيب بن عيسى صاحب جريدة « الوزير ». – الصادق حمادة التلميذ بالمدرسة الصادقية. – الاديب مصطفى خريّف. – الاديب الشيخ التيجاني بن سالم صاحب كتاب « تونس الحديثة ». – مصطفى المؤدّب المتطوّع بجامع الزيتونة. – مصطفى النملاغي. – الطاهر بسيّس. – عبد المجيد الشابي. – عبد العزيز الشابي (ابن عمّ الشاعر أبي القاسم الشابي). وإثر ذلك نجد ما ألقاه بالنيابة الاستاذ الصادق المقدّم من رسائل ونصوص وردت من جمعيات وشخصيات أدبية تعذّر عليها الحضور وهي: – كلمة شاعر الشباب محمود بورقيبة. – رسالة واردة من نادي الشباب المدرسي بصفاقس تحمل توقيع مصطفى الجد الكاتب العام  للنادي. – رسالة أحمد سالم بلغيث أمين مال الشباب المدرسي بصفاقس. – نصّ وارد من الجزائر بإمضاء كلّ من محمّد العيد ومفدي زكريا. – مكتوب وقصيد واردان من الشاعر مفدي زكريا. ونظرا لاهمية هذه الوثيقة التاريخية التي تعود إلى أكثر من 74 سنة خلت، يسعدني وعبر جريدة  » الصباح  » التي تتطلّع دوما للتفرّد والتميّز موافاة قرّاءها الكرام في تونس العزيزة وخارجها بمقتطفات من كتيّب  » ذكرى الشابي  » المشار إليه أعلاه – وكما وردت حرفيا وبكلّ أمانة (رغم وجود بعض الاخطاء التي قد تكون مطبعية بالاساس)  بكلمة السيد الصادق حمادة وكلمة الاديب الشيخ التيجاني بن سالم ومكتوب وقصيد الشاعر الجزائري مفدي زكريا آملا أن أكون قد ساهمت ولو بقسط في إحياء أثر قد يكون لفه الغبار وتناسته أقلام الباحثين وذلك لانّ أبا القاسم الشابي قد ولد شاعرا مكتنزا بآلامه وغادر الحياة مثقلا بأحلامه وترك للاجيال اللاحقة صرخة الوطن والحرية والكرامة وعزّة النفس وكبرياء العظماء. لذلك بقي وسيبقى شاعر تونس الاوّل والاكبر رغم ما يستشفّ هذه الايام من محاولات التصغير التي شرع بعضهم في رسمها على جدران الخيبة وبدأ آخرون في دقّ مسامير عجزهم على نعش الهزيمة والاستسلام والهروب من مرارة الحقيقة التي يرفضون الاعتراف بها، ولا أجد في النهاية أروع من ردّ مقنع على موقف هؤلاء غير إجابة الشاعر أبي القاسم الشابي نفسه في قصيده  » نشيد الجبّار  » الذي نظمه يوم 15 ديسمبر من سنة 1933 حيث يقول: وأقـول للجمـع الذيـن تجشّمـوا        هدمي وودّوا لو يخرّ بنائي ورأوا على الاشواك ظليّ هامدا      فتخيّلوا أنّي قضيت ذَ مائي وغـدوا يشبّون اللّهيـب بكـلّ مـا      وجدوا..، ليشووا فوقه أشلائي ومضوا يمدّون الخوان، ليأكلوا     لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي إنّي أقول لهم ووجهي مشرق     وعلى شفاهي بسمة استهزاء -: « إنّ المعـاول لا تهـدّ مناكبــي      والنّار لا تأتي على أعضائي » « فارموا إلى النّار الحشائش.. والعبوا    يا معشر الاطفال تحت سمائي » مقتطفات من نشرية  » ذكرى الشابي  » (1934) كلمة السيد الصادق حمادة التلميذ بالمدرسة الصادقية: منذ أسبوعين انتقلت إلى سماوات الخلد روح فقيد الشعر والادب المرحوم أبي القاسم الشابي. منذ أيّام قلائل عرجت تلك الرّوح الكريمة إلى الرفيق الاعلى لتتسلّى بمجاورته من جحود هذا الزّمن. مضى نصف شهر وقد صعدت تلك الرّوح الزكية نحو معالي الابدية قاصدة جنات عدن محفوفة بالانوار القدسية لتجد هناك عزاها من كنود أهل هذا العصر. تمتّعي أيّتها الرّوح النبيلة بمجاورة الملك الاسمى فقد أتى دورك من أن تسخري بهذا العالم الفاني بعدما أعرض عنك وأدار وجهه منك. لقد عشت في مكان لم يكن معدّا لك لولا القدر لقد احتملت من بغي هذا العالم الارضي ما لم يقدر على احتماله غيرك وعرفت من صروفه ما لم يعرفه أحد. فعيشي إذن قريرة العين وانسي ذلك الماضي المظلم وافتحي عينيك إلى نور الابدية المشرق واكتحلي به وغنّي واطربي وانشدي أناشيدك العذبة وردّدي أغاريدك الحلوة. تبختري أيّتها الرّوح الشهيدة في الفردوس الامين وتجوّلي وامرحي في دعة وسكون وتنعّمي في ظلّ ذلك المقرّ الابدي الهادي بما بخلت به عنك هذه الدنيا الحقيرة واقطفي من أزهار الجنة النضرة ما شئت أن تقطفي لتذهبي عنك تلك الزهرات الاثيمة التي وخزت تلك اليد البيضاء والاصابع (السمحاء) من غير أن تقترف ذنبا سوى أنّها أشارت بالاصلاح والتجديد. اسمحي الان أيّتها الرّوح الملائكية لصوتك الرّخيم الخالد أن ينشد أغاني تلك الحقائق السامية في جوّ الملكوت الالاهي واطلقي عنانة ودعيه يصدع بها ويتنوّح بصور الكون الفاتنة. اعزفي أيّتها القيثارة مالك سكتّ ألم تكوني الان بعيدة عن تلك الايادي المجرمة القاسية التي طالما حاولت تحطيمك وتكسيرك فاملئي إذن بدوّيك المشجي المسكر فضاء ذلك العالم السماوي الذي أضحيت فيه. أي أبا القاسم يا من رفعت مجد العربية وخدمت آدابنا القومية بصدق وإخلاص يكفيك فخرا ما خلدته لنفسك بين صفحات التاريخ بتلك الاثار القيمة. رحمك الله وتلقاك بعفوه وأسدل عليك ستار رحمته ومنّه. نم لقد مات من ملك رقاب القوافي وضرب في الفنّ بسهم وافر.  لقد مات زعيم النهضة الادبية وقائدها. لقد مات من أورث العربية مجدا وزادها فخرا. فابكي يا عين واحزن يا قلب ونوحي يا تونس فمصيبتك عظيمة وخسارتك فادحة. لقد مات أبو القاسم لكنّ ذكره حيّ لم يمت وسيدوم منقوشا على قرارة النفوس مدى الدّهر وسيظلّ أبدا منطبعا على صفحات القلوب وسينتقل إلى الجيل المقبل وسيكون له مثلا أعلى وأسوة حسنة يقتفي أثرها. وهل يفنى ذكر من خلّف آثارا لا تبليها يد الزّمن العابثة بكلّ شيء. وهل يزول ذكر من قد اجتهد في رفع أدب أمّته كلّها. فإن كان ذا فلمَ يخدم المرء طول عمره ولمَ يكدّ ويجتهد ؟. لقد خلّف الفقيد رحمه الله آثارا ثمينة قيّمة تدعو إلى الاعجاب بصاحبها وإلى الاعتراف له بالمقدرة والقيمة الادبية الرفيعة. فلطالما أسمعنا صوت قيثارته الرنين ولطالما متّعنا بقصائده الشيقة الغرّاء. سادتي إنّي مهما أطنبت في شكر هذا الرّجل الجليل الذي يعتبر أجل خسارة خسرها قطرنا العزيز فإنّي لست بمبالغ فهو ولا مراء لابرع شاعر أنجبته تونس في عصرنا هذا ولذا نرى الجرائد الشرقية قد فتحت له صدرها وجعلته في صدر محرّريها وكتابها. ومع هذا فقد عاش متروكا من مواطنيه فلم يعتن به أحد ولم يوجّه إليه أحد نظرة سوى أفراد قلائل من حاملي لواء العلم في هذا البلد حتّى أنّه لما أتى الحاضرة للاستدواء فقد جاءها غريبا وغادرها غريبا. وهذا شأن كلّ عظيم فقيمته الصادقة لا تعرف إلاّ بعد مماته. ولا تدرك إلاّ حينما يصير رهن القبر. فلننحني إذا بكلّ إجلال وتعظيم أمام تلك الشخصية البارزة التي فقدت وهي في زهرة الشباب ولنطأطئ الرؤوس طويلا إذعانا لرفعتها واعترافا بقيمتها متمنّين لها العفو والمغفرة من لدن العزيز الحكيم. كلمة الاديب الشيخ التيجاني بن سالم صاحب كتاب « تونس الحديثة »: أيّها السادة والشبان مات الشابي فترك فراغا لا يملاه غيره وقد تمضي أعوام وأعوام ولا تأتي سنة بمثله. فخسارة الوطن بموته فادحة ومصاب الشباب بذهابه عظيم. مات الشابي بعلّة تضخّم القلب واختطفته المنون في مقتبل الشباب فمضى شهيد قلبه ومضى فداء شباب كان يفهمه ويحبّه ويحنو عليه. عاش الشابي مختليا بشعره وحضر موته شقيقه وحده ودخل قبره وأمله وطيد في ملاقاة الحقيقة. فطوبى له ما كفته من الحياة الدنيا نفسه وطوبى له ما كانت نظرته الاخيرة لاخ يثق به ويطمئنّ إليه ويحبّه وطوبى له وقد كانت الموت عنده نهاية الخيبة وبداية للسير في سبيل الحقيقة. إنّ الذي تحتفلون بإحياء ذكراه يا سادة رمز الفتوّة في أهلها ورمز الشباب في حيويته ورمز الكهولة في تبصّرها ورمز الشيخوخة في ضعفها. فقد عاش الشابي مؤملا حسّاسا مفكّرا ومريضا أيضا. كان مبتليا بعلّة جاهره الطبّ باستحالة برئها فاستطاع بشجاعته وصبره أن يعيش شاعرا مفكّرا بصيرا تاركا للمرض حرّية عمله وحياة يحوطها الرعب مأذونة بتشويه الاحساس وإساءة التفكير. فبماذا نعلّل صحة تصوّرات الفقيد وصدق تصويره وهو كما علمنا طريد الموت على الدّوام ؟. إنّني يا سادتي مؤمن بالكرامة وهذه الحياة الغريبة للصديق الراحل لهي أكبر الكرامات. الشابي يا أيها الشبان والسادة مخلص في شعره بارع في صناعته فهو الاديب الفنان الذي يريك من ثنايا نتاجه جملة نفسه. فإن ارتحل أبو القاسم إلى جوار ربّه ففي ديوانه نجد روحه وجسمه. فهو شاعر عربيّ قادر على إبلاغ مشاعره وإحساساته نحو الحياة لسواه. فهو يطيل الملاحظة والتفكير حتّى يفهم ويتذوّق ويهضم ما داخل نفسه. ويجيد الوصف والتصوير حتّى يجعلك تلمس وتشمّ وترى ما يريد حكايته لك. الشابي يحترم نفسه في تواضع فجاء شعره سلسا متينا. والشابي مؤمن بالمثل العليا فجاء شعره بيضا من الحبّ والامل والرحمة والاحسان. والشابي يجرّ ماضيا فاجعا ويحمل جسما ضعيفا فامتلا شعره بأذكار الموت واستنكار نظم حياة الانسان. إنّنا جميعا كلّما سئمنا ضيق الحياة الدنيا سألناه تعالى حسن الخاتمة. أمّا شاعرنا فقد طلب الموت قصد التمتّع بروح الخير والكمال الواجب استكمالهما في كلّ مجتمع محترم شريف. سادتي لو مدّد الله حياة صديقنا الفاني لنازع العروبة حماية لغة القرآن ولشاد لتونسنا العزيزة مدرسة أدبية ممتازة لكنّه وقد لبّى داعي ربّه فلنتسلّ بما كان عليه صديقنا من الطمأنينة لمستقبله ساعة موته. قصيد الشاعر الجزائري مفدي زكريا (ألقاه نيابة عن الشاعر الذي قد تعذّر عليه حضور حفلة الـتأبين الصادق المقدّم رئيس الشبيبة المدرسية آنذاك) التقديم: أيّها الحفل الرّهيب في ساعة مؤخّرة جدّا بلغنا أنّكم تقيمون حفلة تأبين للشاعر الفحل المرحوم أبي القاسم الشابي يوم 21 أكتوبر ولم تكن الظروف لتسمح لي بمشاركتكم مشاركة كاملة إلاّ أنّ الواجب المقدّس وهو واجب مشاركة كلّ قطر من أقطار الشمال الافريقي في سرّائه وضرّائه مهما كانت الظروف قاسية جعلني أتقدّم إليكم بهذه القصيدة المنظومة تحت تأثير الاضطرابات الكثيرة وأخرى أنّ الرابطة القومية التي تربطني بالفقيد لا تدعني أتقهقر أمام شيء واجب لست في حلّ منه مهما كانت الاعذار معقولة وعسى أنّ عين رضاكم تتغاضى عمّا فيها من تقصير. القصيد: (بدون عنوان) طربت أمس هناء   واليوم أبكي عزاء تلك الدنيا عوّدتني   خداعـهـا والريـاء حتّـى رأيت سواء    بكـاءهـا والغنـاء و(أمّ دفر) عجـوز   تباشـر الفحشــاء أضاعت الرشد لمّا     أضاعت الخرفاء كم أجزلت لي رضاها   وبادلتنـي الـولاء وكم أرتنـي وجهـا     مهلّــلا وضّـــاء ونـاولتنـي ثغـرا     لثمت فيه الرّجاء حتّى إذا رمت وصلا    وجئت أرجو الوفاء رأيتها وهي تنسا   ب حيّــة رقطـاء وكم لها من إهاب     تغري به البسطاء حتّى إذا لمسوها    تبدّلــت حربــاء يا ناعي الشعر هلاّ    كفـى البلاد بـلاء فـي كلّ يـوم حـداد     يبقي البلاد خلاء في كلّ يوم مصاب    يبكي العيون دماء وأكبـد مزّقتـهـــا    يـد البـلاء أشــلاء وأنفس ضارعات     حرّى تعاني الشقاء في كلّ بيت أنين    يفتّـت الاحـشــاء وكم بها زفـرات    ألهبن هذا الفضاء أما كفاها صليـا     أمـا كفـى برحـاء مآتم تلو أخـرى    تذري القلوب هباء رحماك يا ربّ يا من   خلقتنــا ضعفــاء لم نذرع في الرزايا  إليـك إلاّ الدعـاء  ويا بني (تلك)!! مهلا  لا تركبوا الخيلاء كنّـا لكـم شرفـاء   كونوا لنا شرفاء يا خالد الذكر فاهنا   لقد بلغت البقاء نم في الضلوع وخذ هــــــذه القلوب غطاء بنيت فيها عروشا    لمن تركت البناء تبكيك زهر القوافي    فافرغ عليها العزاء قد كنت فيها أمينا    تقـــدّس الامنــــاء تروي الحديث عن القلــــب صادقا لا هراء فلـم تقلّـد لبيــــدا    فيــه ولا الخنسـاء فكان شعرك حرّا   وكنـت فيـه ثنـــاء والشّعر إن كان لغوا   فنـاد فيـه العفــاء يبلى غدا فيلقى   تصديـة ومكــــاء سئمت دهرك لمّا   عانيـت داء عيـاء فجئت للموت ترجو   على يديـه الشفـاء ناديت بالشعر عزرا   ئيـلا فلبّـى النّـداء ولو درى أنّها رو  ح شاعـر ما أسـاء كفى ذوي الشّعــــــــــــــر أن ينالوا البقـاء لو سامح الموت قوما   لسامـح الشعراء نم هانئا مطمئنّا    واطرح هناك العناء هذا رثائي وإن كنــــــــــــت  لا أجيد الرّثاء ولدت هشّا طروبا    وما ألفت البكاء فاقبل من الاخت منّي   تحيّـــــــة وولاء واسجد لربّك شكرا  ونل هناك الجزاء ــــــــــــــــــــ وثيقــــــة ثانيــــة قصة «رسالة للشابي» يرويها الأديب أبو القاسم كرو جاء في مداخلة للأديب الكبير ابو القاسم محمد كرو في خمسنية الشابي 1984 بعنوان «الشابي من خلال وثيقة نادرة بخطه او اضواء جديدة حول الخيال الشعري عند العرب» «هذه رسالة كتبها الشابي الى الدكتور علي الناصر الشاعر والطبيب السوري المولود بحماه سنة 1894 والمتوفي بحلب مقتولا بالرصاص داخل عيادته سنة 1970 ويعود الفضل الى الصديق سامي الكيالي الذي توسط في الحصول على هذه الرسالة من الدكتور الناصر وكان ذلك سنة 1966 على مرحلتين ففي الاولى نسخ لي الاستاذ الكيالي نصي الرسالة بخطه وفي الثانية بعث لي بنسخة مصورة عنها كما هي بخط الشابي». أغزر المؤلفين يعتبر الاديب الكبير ابو القاسم محمد كرو اغزر المؤلفين والمبدعين الذين كتبوا عن ابي القاسم الشابي وله في ذلك المؤلفات التالية: * الشابي: حياته وشعره: طبعته الاولى سنة 1952 * كفاح الشابي: الطبعة الاولى 1954 * آثار الشابي وصداه في الشرق: الضيعة الاولى 1961 * دراسات عن الشابي الطبعة الاولى 1966 * الشابي من خلال رسائلة الطبعة الاولى 1971 * نثر الشابي: الطبعة الاولى 1994 * رسائل حول الشابي: الطبعة الاولى 1994 * صور كلمات: الطبعة الاولى 1994 * شعراء المغرب (تحقيق) الطبعة الاولى 1994 الى جانب: اغاني الحياة والخيال الشعري عند العرب: كتابان اعيد نشرهما تحت اشراف اديـبنا الكبير ابو القاسم محمد كرو علاوة على اكثر من 100 مقالة منشورة و4 كتب مخطوطة (دفاعا عن الشابي ـ الشابي في الاذاعات ـ الشابي بخطه (ترجمته ـ قصائده نثره) الشابي شاعر احبه) ــــــــــــــــــــ وثيقــــة ثالـــثـــة ميخائيل نعيمة يتحدث عن الشابي بادر الأديب الكبير أبو القاسم كرّو  سنة 1952 باصدار أول كتاب حول شاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابي بعنوان «الشابي حياته ـ شعره». وقد سعى اديبنا الكبير أبو القاسم محمد كرو ـ أمد الله في انفاسه ـ باهداء نسخة من هذا الكتاب الى الأديب الكبير الراحل ميخائيل نعيمة الذي رحّب بالهدية من خلال رسالة بعث بها الى المؤلف عام 1953 وهذا ابرز ما جاء فيها: «… وأمّا كتابك عن الشابي فهو في نظري خدمة جليلة للأدب العربي وللمكتبة العربية فهذا الشاعر الفذ الذي طوت المنون صحيفة عمره وهو مايزال في ريق الشباب جدير بان يعرف العرب في كل اقطارهم اين بنت وكيف عاش وعمّا ذا تفتقت قريحته الجيّاشة بالثورة على الظلم والبشاعة والتواقة الى العدل والحرية والجمال، فليس يكفينا أن نعرف انه القائل: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا أبالغ اذا قلت ان أكثر الذين سمعوا بالشابي لا يكادون يذكرونه الا بتلك القصيدة «ارادة الحياة» فكتابك عنه قد جاء في وقته، بارك الله فيك». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 فيفري 2009)

 


أخبار سريعة  
 
 
في رحلة جويّة بين تونس وتوزر
 
علمت «الصباح» أنّ الرحلة الجوية المبرمجة على الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس بين تونس وتوزر لـ«طيران السابع» قد تأخّرت حوالي ساعتين بعد أن أقلعت الطّائرة في الوقت المحدّد لها… وعند بلوغها حوالي نصف المسافة عادت إلى مطار تونس قرطاج الدولي بعد اكتشاف خلل فنّي – وتمّ استبدالها بطائرة ثانية. علما وأنّ هذه الرحلة كانت على متنها مجموعة من الأدباء ورجال الفكر والإعلام المدعوين لحضور احتفالات مائوية ميلاد الشاعر أبو القاسم الشابي. في «الكنـام» بلغ المجموع العام للأطبّاء المتعاقدين مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض 4360 أي ما يعادل 2،87% يتوزعون كما يلي: – 2070 طبيب اختصاص أي ما يقارب 83%. – 2290 طب عام أ في حدود 91.6%. المراقبة الاقتصادية تم خلال سنة 2008 أجــراء أكثــر مـن 320 ألف عملية مراقبة في القطاع التجاري، رفع على إثرها حوالي 102 ألف مخـالفة، منها 87 الف مخالفة اقتصادية تعلقت بعدم توفر مقومات الفوترة، و5540 مخالفة ديوانية واقتصادية و9 آلاف مخالفة مسك وترويج منتوجات مجهولة المصدر. كما تم حجز ما يزيد عن 2 فاصل 2 مليون وحدة من منتوجات متنوعة (1,270 مليون قلم جاف، 350 الف وحدة بطريات جافة وولاعات غازية، 64 ألف وحدة تجميل، 400 الف قطعة من الألعاب النارية، 35 الف وحدة من الحلوى، 105 ألف وحدة من الأحذية والملابس الجاهزة، و9 ألاف متر من القماش. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 فيفري 2009)

فيلم ‘أطفال الجنة ‘ يفتتح فعاليات ‘أسبوع الفيلم الإيراني’ في تونس
 
تونس, 24 (UPI) — إنطلقت مساء أمس في تونس فعاليات « أسبوع الفيلم الإيراني »، الذي تنظمه اللجنة الثقافية الوطنية التونسية بالتعاون مع سفارة إيران في تونس بعرض لفيلم « أطفال الجنة  » للمخرج مجيد مجيدي. وسبق لفيلم « أطفال الجنة  » أن حصل على العديد من الجوائز في عدد من المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان مونتريال ،ووارسو، وسنغافورة والأرجنتين، كما كاد أن يحرز أول أوسكار في تاريخ السينما الإيرانية في عام 1998. ويروي هذا الفيلم قصة بسيطة بأسلوب وواقعي، بطلها طفل اسمه علي وأخته الصغيرة زهرة اللذان يواجهان مأزقا خطيرا يسعيان إلى معالجته بعيداً عن نظر والدهما سريع الغضب. وتبدأ قصة هذا الفيلم بالتركيز على الطفل علي الذي يحمل في يده كيسا بداخله حذاء جديد لأخته (زهرة، ولكن قبل أن يصل إلى المنزل يتوقف قليلا عند دكان لبيع الخضار، حيث أضاع حذاء أخته، ليدخل في دوامة البحث عن الحذاء المفقود، وينشغل هو وأخته زهرة في التخطيط للخروج من هذا المأزق. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة السينمائية التي تندرج في إطار التبادل الثقافي بين تونس وإيران،عرض7 أفلام تتناول مواضيع إجتماعية وتاريخية وكوميدية، إلى جانب عدد من الأفلام السياحية . وأبرز الأفلام التي سيتم عرضها خلال هذه التظاهرة التي ستتواصل فعالياتها لغاية الأول من شهر مارس/آذار المقبل، فيلم »المتبقي » للمخرج سيف الله داد، و » إبن مريم » للمخرج حميد جبلي، و »حذاء ميرزا » لمحمد متوسلاني، و » ابراهيم خليل الله » لمحمد رضا ورزي، و »السلاحف يمكن أن تطير » لبهمن قبادي. يشار إلى أن السينما الإيرانية سجلت إنتاج 140 فيلما خلال العام الماضي، مقابل 105 أفلام عام 2007، ما ساعدها على تعزيز حضورها في المهرجانات العالمية، والحصول على عدد من الجوائز. ويرجع تاريخ الإنتاج السينمائي في إيران إلى عام 1931 بظهور فيلم صامت بعنوان « ابي ورابي » للمخرج رضا مزده، ثم أُنتج بعد ذلك أول فيلم إيراني ناطق « فتاة من لورستان » بالإشتراك مع أستوديوهات « بومباي » بالهند. وإستفادت السينما الإيرانية كثيرا من تاريخها الطويل، كما تطورت بشكل لافت ما مكنها من الحصول على « السعفة الذهبية » لمهرجان كان السينمائي الدولي في عام 1997، وذلك عن فيلم » طعم الكرز » للمخرج عباس كياروستامي.
 United Press International.

 
 

(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 24 فيفري  2009)

 


أربعة قتلى وجريح واحد بحادث مرور في تونس
 
تونس, تونس, 24 (UPI) — قتل أربعة أشخاص وأصيب خامس بجروح في حادث إصطدام عنيف بين سيارة ودرّاجة نارية في تونس. وذكرت صحيفة « الصريح » التونسية اليوم الثلاثاء إن الحادث وقع عندما إصطدمت سيارة كان على متنها ثلاثة أشخاص بدرّاجة نارية من نوع « هارلي دافيدسون » على متنها شخصين على طريق السلطنية في محافظة صفاقس، 270 كم جنوب تونس العاصمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث أسفر عن إنشطار السيارة إلى نصفين، ومقتل شخصين من ركابها بالاضافة الى راكبي الدراجة النارية على الفور، بينما أصيب خامس بجروح خطيرة، ونُقل إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج. يشار إلى أن تونس تعتبر من بين الدول التي تكثر فيها حوادث المرور، إذ تشير تقارير رسمية اٍلى أن معدّل مثل هذه الحوادث يصل اٍلى 30 حادثاً يومياً تتسبّب بمقتل ثلاثة أشخاص و40 جريحا يومياً، أو ما يعادل قتيلاً كل خمس ساعات، إلى جانب الخسائر المادية الفادحة.
 United Press International
 

(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 24 فيفري  2009)


أبعاد الإفراج عن المعارض المصري أيمن نور:

فاتحة لبداية عهد جديد في العلاقات الأمريكية المصرية؟

 
يرى الكاتب والصحافي التونسي سليم بوخذير أن الإفراج عن أيمن نور، احد أهم رموز المعارضة المصرية الليبرالية، استوجبته دواع سياسية عديدة اجتمعت معا، كان أهمها رغبة الحكومة المصرية في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إدارة أوباما وتخفيف حالة الاحتقان، التي خلقها اعتقالها له في علاقتها مع المجتمع المدني المصري ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. أعلن النائب المصري العام أنّ إطلاق سراح المعارض المعروف أيمن نور تمّ لـ »أسباب صحية » وتبنّت المصادر الحكومية المصرية هذا التبرير، فيما قال نور إنّ الإفراج عنه، الذي اعتبره خطوة إيجابية، لم يتم بناء على أي صفقة أو أي حوار مع النظام المصري و أنّه لم يكن يعرف إلى آخر لحظة أنه مفرج عنه إلى أن أوصلته سيارة أمنية من السجن إلى بيته بحي الزمالك. في الواقع، لا يمكن للملاحظين أن يُصدّقوا بسهولة أنّ الإفراج عن أشهر معارض لنظام الرئيس المصري مبارك كان لـ »أسباب صحيّة »، فصحيح أنّ نور عانى من أزمات صحية كبيرة في السجن زادها تفاقما ما اشتكى منه من تعسف وتحامل عليه في السجن وحرمانه من حقوقه الأساسية، إلاّ أننا لو صدقنا أنّ الإفراج كان لِـ »أسباب صحّية » كما ذُكر، فلماذا إذن لم يتمّ قبل ذلك بسنتيْن مثلا أو حتى سنة؟ ألم تكن معاناة نور الصحّية في المعتقل متفاقمة من ذي قبل وتكرّر اشتكاؤه من هذه الناحية؟ تأخر الإفراج عن المشاكس ..وتداعيات متلاحقة وفي المقابل، لا يمكن لقسم آخر من الملاحظين أن يقتنع بأنّ الإفراج عن الوجه المعروف للمعارضة العلمانية في مصر كان فقط استجابة لطلب أمريكي متكرّر بالإفراج عن هذا المناضل المصري الليبرالي الذي يظل رقما هامّا ونوعيا في لوحة معادلات السياسة في مصر. ذلك أنّ المُطالبات الأمريكيّة الحثيثة للسلطات المصرية بالإفراج عن رئيس حزب الغد أيمن نور، لم تتوقف في السنوات الماضية حيث اعتبرت حكومة الرئيس بوش وقتها اعتقاله تقصيا من الحكومة المصرية من تعهدات الديمقراطية والحرية وحكم القانون. ومع أنّ عدم الإفراج عن نور طوال فترة حكم الرئيس بوش، خلق حالة نسبية من الجفاء بين الولايات المتحدة وحكومة مبارك، فإن النظام المصري لم يتخلّ عن إصراره على الاحتفاظ بالدكتور نور خلف القضبان، بعيدا عن محيطة العائلي والنضالي ومحروما من المشاركة في الحياة السياسيّة. فلماذا يكون -في رأي البعض- الإفراج عن نور مؤخرا بالذات وقبل زهاء 5 أشهر كما ذكر هو بنفسه من تاريخ نهاية حكمه، هو استجابة من حكومة مبارك للمطالبة الأمريكيّة بالإفراج عنه؟ لماذا تتأخر الاستجابة كل هذه السنوات؟ وفيما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جوردن دوجيد أن حكومة بلاده « لم تُبلغ مسبقا بالإفراج عن نور » مع ترحيبها بذلك، يقلّل سكوت كاربنتر، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في فترة حكم الرئيس بوش ومدير مشروع « فكرة » بواشنطن من صدقية أن الإفراج عن نور كان لـ »أسباب صحية »، ذلك أن المشاكل الصحية لنور في السجن كانت قائمة منذ سنة اعتقاله الأولى، وهو يرى أنّه لابدّ أن تكون هناك أسباب أكبر لاتخاذ الحكومة المصرية لقرار إطلاق سراح نور في مقدمتها المطالبات الأمريكية. ويرى سكوت كاربنتر أنّ ما كتبته صحيفة « واشنطن بوست » قبل يومين من الإفراج عن نور لابدّ وأن تكون استندت فيه إلى مصادر مطلعة. وكانت « واشنطن بوست » الأمريكية كتبت بتاريخ 16 فبراير مقالا اعتبر هجوما على الحكومة المصرية قبل فترة قصيرة من زيارة مرتقبة للرئيس مبارك إلى واشنطن في نيسان – أبريل القادم. وحثّت الصحيفة الرئيس الأمريكي أوباما على أن يُبلغ مصر أن واشنطن لن تتساهل مع اضطهاد المعارضين وأنه لابد لحكومة مصر بأن تفرج عن أيمن نور وأن تسقط التهم الموجهة للمفكر والمناضل من أجل حقوق المواطنة، سعد الدين إبراهيم، على خلفية كتاباته ونشاطه الحقوقي. من بوش إلى أوباما .. نور فاتحة العلاقة بالبيت الأبيض من الواضح أن الإفراج عن نور استوجبته دواع عديدة اجتمعت معا، فمن ناحية لم يتبقّ لمحكوميّة أيمن نور إلا بعض الأشهر، لذلك لن تربح الحكومة المصرية شيئا من مزيد الاستبقاء عليه في السجن للمدة القصيرة الباقية، ومن ناحية أخرى الرجل مرّ فعلا بظروف صحية صعبة كانت في تفاقم. كما يبدو أنّ الرئيس المصري، الذي وصل إلى ما يُشبه القطيعة مع واشنطن بسبب ملفّ الديمقراطية، الذي كان أيمن نور على رأس صفحاته، غير راغب في المحافظة على أي أسوار قد تكون بينه وبين البيت الأبيض في عهد ساكنه الجديد الرئيس أوباما، ولذلك اختارت الحكومة المصرية إعطاء الضوء الأخضر لأيمن نور في درب الحرية وذلك أملا في أن تنال هي أضواء خضراء كثيرة في طريق علاقتها بالولايات المتحدة، فضلا عن محاولة حكومة مبارك من خلال الإفراج عن نور تخفيف حالة الاحتقان التي خلقها اعتقالها له ليس في علاقتها بالمجتمع المدني المصري فقط، بل بعديد أطياف ومنظمات حقوق الإنسان الدولية الكبرى. وبعيدا عن التشكيك في مدى وجاهة القضية، التي سُجن بسببها رئيس حزب الغد، وعن علاقة كل ذلك بتجرُّئِه في دولة من العالم الثالث على منافسة الرئيس في الانتخابات الرئاسية بكل جدية، فإنّه لا يختلف اثنان في أنّ المشهد السياسي فقد الكثير من بريقه بعد استبعاد نور منه بعد الاعتقال. الساحة السياسية المصرية تستعيد بعد الإفراج عن نور نجما من نجومها المؤثّرين، وهو بلا شك يزيد فرص حصول منعطفات وتفاعلات جديدة في لوحة مُعادلات الحياة الحزبية والسياسية بمصر. آمال بتحريك الرمال في المشهد السياسي لقد استطاع نور أن يوجد نوعا من الحراك السياسي في الساحة المصرية قبل اعتقاله، كما استطاع أن يوجد نوعا من الاستقطاب غير التقليدي في المشهد السياسي المصري، الذي كانت تحكمه في الإجمال جبهتا جذب فقط، الأولى هي للسلطة والثانية جبهة جذب للتيار الإسلامي، الذي تمثله حركة الإخوان المسلمين. وحين ظهر أيمن نور، وخاصة بعد دخوله الانتخابات الرئاسية مع ما حرّكه ظهور حركة « كفاية » الليبيرالية من رمال في الساحة السياسية المصرية، بدا وكأنّ هناك إمكانية لخلق جبهة ثالثة للاستقطاب هي الجبهة العلمانية الليبرالية التي تختلف مع النخبة الحاكمة في تأجيل الإصلاحات السياسية وتتقاطع في مطالب الحرية مع جبهة الإسلام السياسي المعتدل فيما تختلف معها في المشروع الثقافي وفي مسائل أخرى كالتشريعات وعلاقة الدين بالدولة. ومن هذا المنطبق يأتي الإفراج عن أيمن نور، الذي أعلن فور نفضه لغبار السجن عن جسمه نيّته استئناف عمله السياسي وتمسكه بالنضال من أجل الإصلاح الديمقراطي، ليعطي انطباعا بأنّ دماء جديدة قد تُبعث في المشهد السياسي بمصر، خاصة وأن تجربة الاعتقال قد عززت مكانته كواحد من الأصوات المهمة للنضال من أجل الديمقراطية في مصر وحتى في المنطقة العربية. وما أحوج المشهد السياسي المصري الآن إلى حالة المدّّ هذه التي من المنتظر أن تعود وتيرتها إلى الارتفاع مع عودة أيمن نور، وما سيتركه ذلك من أثر إيجابي على مطالبات الإصلاح في مصر وفي المنطقة. سليم بوخذير حقوق الطبع: قنطرة 2009 سليم بوخذير، كاتب وصحافي تونسي (المصدر : موقع قنطرة (موقع يتبع راديو وتلفزيون ألمانيا) بتاريخ 24 فيفري 2009 ). الرابط:http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-870/i.html


إلغاء مناظرة السنة الرابعة أساسي!!
 
بقلم: برهان بسيّس يظلّ النقاش حول المدرسة احدى أهم المطارحات التي تمسّ مستقبل البلاد فلا شكّ أن قضايا النظام التربوي ليست مجرّد اشكالات فنيّة قطاعية بقدرما هي قضايا وطنية بامتياز تهمّ القاعدة التي سيقوم عليها مجمل البناء في بعده الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وهي: المدرسة. إنّ ضمور النقاش حول قضايا المدرسة في تونس يشير إلى إحدى مظاهر القصور في اهتمام النخب في بلادنا خاصة نخب الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية في لحظة تشكل فيها قضايا المدرسة والبدائل التربوية الحاضن الأبرز لحوارات وخلافات ونقاشات الأحزاب في أوروبا ليس أقلّها وضوحا وبروزا تلك المناظرات بين أحزاب فرنسا المتقدّمة إلى انتخابات الرئاسة السنة الفارطة والتي مثلّت قضايا المدرسة ومستقبلها محورا رئيسيا لها تماما كما في بلدان أخرى مثل بريطانيا أو ألمانيا أو السويد أو إسبانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية. النقاش حول المدرسة ليس ترفا أو مهمّة تقنية إنّه في قلب التحديات الخاصة بمستقبل البلد فمن المؤسف أن يتأخّر وتتقدّم على حسابه نقاشات الإيديولوجيا وهموم الخرائط البعيدة – على أهميتها – دون أن تلقى المدرسة نفس هذا الحماس الذي تقابل به بعض نخبنا نقاش قضايا العراق وفلسطين وأفغانستان!!! منذ أيّام أعلن وزير التربية السيد حاتم بن سالم قرار إلغاء مناظرة السنة الرابعة أساسي التي كانت قد أقرّت في عهد سلفه منذ سنتين تقريبا، ولا شكّ أنّ هذا القرار أثار لدى عديد المهتمين بقضايا نظامنا التربوي مخاوف مشروعة يستوعبها ويترجمها سؤال بسيط: لماذا أقرّت هذه المناظرة ولماذا يتمّ إلغاؤها؟!! هل أن كل المبرّرات التي تمّ دفعها على لسان المسؤولين السابقين حول الأهمية البيداغوجية لهذه المناظرة/التقييم واستناد قرارهم لأهم أطروحات ومقاربات علوم التربية تجديدا كانت خيالا ومصادرات على الواقع؟! هل كان الإستشهاد بتجارب الكنديين وغيرهم لتبرير هذه المناظرة في غير محلّه؟!! الإقرار ثم التراجع بشكل سريع لئن كان دليلا على استعداد متواصل للتجديد والتغيير في حقل دائم التغيّر مثل الحقل التربوي فإنّه يثير حزمة من الشكوك وانعدام الثقة لما ظهر من أخطاء الاختيارات  السابقة فما بالك ما خفي منها!!! ورغم ذلك فأنا أجد نفسي شخصيا من أنصار التراجع والمراجعة في أي توقيت أو سياق ما دامت الأخطاء واضحة ومثبتة وهو ما يجعل القرار الأخير لإلغاء المناظرة قرارا شجاعا ينبئ بأن هناك رغبة حقيقية في وزارة الإشراف لاقتحام كل  الأسئلة الإشكالية المحيطة بواقع مدرستنا التونسية بأسلوب المصارحة والمراجعة لأنّ الأخطر من ارتكاب الأخطاء هو الإصرار على الاستمرار فيها!!! (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 فيفري 2009)


 

اتحاد المغرب العربي قطار لم يغادر المحطة

 

صلاح الجورشي  مرت الآن عشرون سنة على تأسيس «اتحاد المغرب العربي»، الذي اجتمع خمسة من حكام الدول المكونة لهذه المنطقة بمدينة مراكش بتاريخ 17 فبراير 1989، ووقعوا وثيقة ميلاده. ثلاثة منهم اختفوا من المشهد السياسي، وهم الرئيس بن جديد الذي استقال تحت ضغط الجيش بعد نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أول انتخابات تشريعية نزيهة تنظم في الجزائر، ثم توفي الملك الحسن الثاني بعد أن مهد لانتقال سلس للسلطة، أما الثالث وهو معاوية فقد خرج من التاريخ بعد انقلاب عسكري أطاح به عندما كان خارج البلاد. كان قيام الاتحاد المغاربي حدثاً تاريخياً، لكنه مثل أحداث أخرى كبرى عرفها التاريخ العربي المعاصر، سرعان ما ينسخها توالي الأيام والسنوات، وتجعل منها مجرد ذكرى لا أثر لها في الذاكرة الجماعية، ولا تأثير لها على واقع الناس. لم يتبخر الاتحاد كهيكل إقليمي، لكنه بقي بمثابة الباخرة المعطوبة الراسية في مكانها تنتظر رفع أشرعتها لتنطلق من جديد في رحلتها الطويلة. في رصيد هذا الهيكل الإقليمي 37 اتفاقية، بعضها دخل حيز التنفيذ، لكن الكثير منها ينتظر الإرادة السياسية لتترجم إلى خطط، ولكي تتحول إلى أولوية محلية وإقليمية. كانت الدول الكبرى المهيمنة على العالم العربي، يزعجها كثيراً الحديث عن الوحدة العربية، خاصة في صبغتها الاندماجية. كانت هذه الدول ولا تزال ترفض تغيير الخارطة الجغرافية والسياسية للمنطقة سواء بالقوة كما فعل صدام حسين عندما غزا الكويت بدباباته جاعلاً منها المحافظة رقم 19، أو بالوفاق مثلما حصل مع تجربة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961. كما أن الدول الكبرى، بحكم تحالفها القوي بإسرائيل، تخشى من قيام دولة أو مجموعة دول عربية قوية ومتضامنة، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس سلبياً على ميزان القوى الإقليمي ويهدد أمن الدولة العبرية ومشروعها الاستيطاني. لا يعني ذلك أن كل التجارب الوحدوية في المنطقة فشلت بسبب التآمر الغربي كما يعتقد البعض، لكن من المؤكد أن الدول الغربية لم تكن راضية عن أي توجه وحدوي جاد. اليوم اختلف الأمر عن الأمس، على الأقل بالنسبة للمغرب العربي. لا يوجد اعتراض غربي على تفعيل الاتحاد المغاربي، ولا توجد مساعٍ معلومة من أجل عرقلة تنفيذ ما توقعه حكوماته من اتفاقيات في مختلف المجالات. على العكس من ذلك، هناك رغبة أميركية وأوروبية في أن تسرع دول المنطقة برفع الحواجز الجمركية بين اقتصادياتها، وأن تعجل الخطى في اتجاه تحقيق نسبة عالية من الاندماج، وبناء سوق مغاربية، لأن ذلك سيزيد من إغراء المستثمرين الأجانب، ويوفر فرصاً إضافية للحكومات الغربية للاستفادة من سوق تضم حوالي مئة مليون مستهلك. القطار المغاربي متوقف في مكانه لأن أصحابه اصطدموا منذ البداية بالخلاف الجزائري-المغربي حول معضلة الصحراء الغربية، هذا الملف الذي سمم الأجواء ولا يزال في كامل المنطقة، وبدا كأنه مشكلة مزمنة بدون حل. وكيف يمكن لهذا القطار أن يتحرك في حين أن الدولتين الكبيرتين والرئيسيتين في حالة خصام وقطيعة؟ كل الصيغ التي قدمت لتجاوز هذا الإشكال تم رفضها من هذا الطرف أو ذاك، في حين تؤكد الأحداث والدراسات العلمية أنه كلما تأخرت عملية الاندماج الاقتصادي بين دول الاتحاد ازدادت الكلفة ارتفاعاً. وهنا تبرز تداعيات السياسة على المصالح الاقتصادية، لتكشف حجم اللاعقلانية في الثقافة السياسية العربية. السياسة في العالم العربي دائما تتقدم على المصلحة، رغم أن السياسة يفترض فيها أن تقوم على المصالح. هذا ما يثبته التاريخ والعلوم السياسية وما تؤكده سياسات الدول الغربية وغيرها. ولعل ذلك يعود إلى دور المؤسسات في كل هذه الدول، في حين تغيب هذه المؤسسات أو تتراجع قيمتها في التجارب العربية أمام دور الحاكم الفرد، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة جداً. وبما أن الحكم الفردي هو مزاجي في الأساس، فإن ذلك يعد عاملاً أساسياً إلى جانب عوامل أخرى أسهمت في إفشال التجارب الوحدوية العربية منذ عام 1961 أو مبادرات التضامن التي تبرز بالخصوص في ظل الأزمات الإقليمية المتجددة. ومن يشكك في هذا عليه أن يتذكر ما حصل عند الهجوم البربري على مدينة غزة.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 24 فيفري 2009)  
 

لماذا أخفقت تجربة الوحدة
 
بقلم :توفيق المديني
بينت الحوادث التاريخية التي وقعت بعد الوحدة السورية المصرية أن هذه الأخيرة قد وضعت أسس هيمنة العسكر، وإلغاء السياسة من المجتمع. فالوزارات الأساسية تقلدها الضباط. والجيش له حضور وازن في السياسة، ودولة الوحدة حلت الأحزاب السياسية، وبدأت تنزع مؤسسات المجتمع المدني. إذا كانت الوحدة العربية هي مشروع قومي معاد للاستعمار، ومتصادم مع القوى الغربية والصهيونية، وتعبيراً عن عملية تاريخية لها تأثير على الوجود السياسي للأمة التي تنزع إلى التحرر والاستقلال، فإن تجسيدها الواقعي لا يتحقق إلا في سيرورة بناء مجتمع مدني حديث يتسع ويشمل جميع القوى والأحزاب السياسية والتيارات الفكرية المتمحورة حول حل مسألة الوحدة العربية حلاً ديمقراطياً، بصرف النظر عن أيديولوجيتها، وبرامجها السياسية، وأهدافها وتركيبها الاجتماعي وأساليب عملها. وكذلك بناء دولة ديمقراطية حديثة يفسح مجالها الحقوقي والسياسي لهذه الأحزاب حرية العمل والتعبير السياسيين، باعتبارها تمثيلات سياسية هي جزء من الحركة السياسية الجامعة للأمة العربية، وتعبر عن قوة اجتماعية هي جزء من الشعب، تتطلب والحال هذه أن يكون لها جميعها حقوق متساوية، وأن يكون لها دورها في نشر الوعي القومي الديمقراطي، وفي طرح برنامج لتحقيق الوحدة. وعلى الرغم من أن عبد الناصر حقق أوسع شعبية من خلال بناء دولة وحدوية ذات نزوع وحدوي، ومتطابقة هويتها مع هوية المجتمع، حيث أن السلطة يقودها حكام عرب، وذات صفة وطنية وتمثل الأكثرية الشعبية ــ رغم أنها لم تكن منتخبة إلا أنه كان هناك التفاف شعبي حولها ــ فإنه عجز عن تحقيق وحدة القوى والأحزاب السياسية المنظمة، وخلق الجبهة القومية المتحدة. وكان قصور الحركات القومية في وعي مسألة الوحدة العربية حال دون رؤيتها لمفهوم الوحدة كمفهوم أوسع يشمل جميع التيارات والأحزاب السياسية التي تعمل في المجال الفكري السياسي للأمة، ما لم تكن أيديولوجيتها مضادة للوحدة. وأن الوحدة مفهومة فهماً جدلياً سياسياً وتاريخياً لا تتحقق إلا على قاعدة احترام واقع التعدد والاختلاف والتعارض بين الأفراد والجماعات، والطبقات الاجتماعية داخل الأمة العربية، وعدم إنكار التعارضات الاجتماعية الملازمة لها ولا سيما الصراع الاجتماعي، ولذلك أخفقت أيضاً في إنجاز أي مشروع وحدوي، وفي الدفاع عن الوحدة السورية المصرية. لا شك أن الوحدة الاندماجية بين إقليمي الجمهورية العربية المتحدة اصطدمت بحقائق عديدة في الوطن العربي، ومنها: أولاً: أن الإمبريالية الأميركية التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية تريد استغلال ما أصاب بريطانيا وفرنسا من أنهاك، لكي تملأ «فراغ القوة» الذي نشأ في المشرق العربي، الذي نشأت فيه حركة قومية عربية حاشدة ولكنها عاطفية بقيادة جمال عبد الناصر تطمح إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي للأمة بواسطة الوحدة العربية الشاملة. وكانت الإمبراطورية الأميركية التي تقدر أهمية الوطن العربي في الصراع الدولي، وفي إستراتيجيتها الكونية، ترى أن السيطرة عليه هي فعلاً «معركة القرن». ولذا فقد كان ضرورياً للإمبريالية الأميركية أن تحارب الوحدة، لكي يبقي الوطن العربي هامشاً وتابعاً ومجزءاً. ثانياً: إن الحركات القومية بجميع تلاوينها القائدة الداعية إلى تحقيق الوحدة العربية لم تكن حركات ديمقراطية حديثة وعقلانية طرحت موضوع إنجاز الثورة الديمقراطية. فالوعي الأيديولوجي والسياسي للحركة القومية كان قاصراً نظرياً وعملياً، ويعود ذلك إلى أن الفئات الوسطى التي طرحت قضية الوحدة لم تستطع أن تكون قيادة ديمقراطية وشعبية، ولا قيادة فكرية. ثالثاً: شكل الانفصال ضربة قوية للمضمون العربي الوحدوي للسياسة الناصرية، لأن هذا المضمون هو نقطة احتكاك أساسيةإن لم نقل وحيدة بين النظام الناصري والإمبريالية . والحال هذه كان المضمون العربي الوحدوي للسياسة الناصرية المتحالفة مع الاتحاد السوفيتي هو الهدف المركزي المطلوب تصفيته من جانب القوى الإمبريالية الغربية وإسرائيل. لما كانت الديمقراطية هي مضمون الدولة الحديثة، قبل الوحدة وبعدها، فإنه في كل الأحوال لم يعد من العقلانية في شيء التضحية بالديمقراطية وحقوق الإنسان على مذبح الوحدة العربية. لقد فعل العرب ذلك في الماضي، فخسروا الوحدة العربية والديمقراطية.  كاتب تونسي
(المصدر: صحيفة « البيان »( يومية – الإمارات )آراء و أفكار،بتاريخ 24 فبراير2009 )

أردوغان: كدت أضرب مدير جلسة دافوس  
افتكار البنداري   قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إنه كاد أن يضرب مدير جلسة منتدى دافوس الاقتصادي الشهير عندما حاول الأخير أن يوقفه عن الكلام قبيل انسحابه من الجلسة احتجاجا على عدم منحه الوقت الكافي للرد على كلمة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز والتي تناولت عدوان إسرائيل الأخير على قطاع غزة. ونقلت صحيفة « السفير » اللبنانية اليوم الثلاثاء عن وسائل الإعلام التركية أن أردوغان قال: « ما إن وضع مدير الجلسة يده على كتفي حتى فكرت في لحظتها أن أضربه.. لقد خطر ببالي أن أفعل مثل هذا الأمر في اللحظة التي وصلت فيها يده إلى كتفي؛ لأنه لا يجوز أن يتصرف مدير جلسة هكذا مع رئيس وزراء.. إنها قلة تربية وسوء أدب ». وكان الموقف قد انفجر خلال جلسة نقاش بالمنتدى حول الوضع في غزة، والتي دافع فيها الرئيس الإسرائيلي بشراسة عن سياسة بلاده، رافعا صوته من حين لآخر، ومتوجها بالحديث مباشرة إلى رئيس الوزراء التركي. وكان رئيس الوزراء التركي قد انسحب من جلسة جمعته مع بيريز في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا في 29 يناير الماضي؛ احتجاجا على عدم إعطائه الفرصة لإكمال كلمته التي كان يفند فيها مزاعم بيريز التي دافع فيها عن سياسة بلاده بشأن العدوان على غزة. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقب انسحابه من الجلسة إنه انسحب لأنه رأى أن رفض مدير الجلسة ديفيد إغناتيوس إعطاءه الوقت الكافي « إهانة » لتركيا كدولة وشعب. وإغناتيوس كاتب عمود شهير بصحيفة « واشنطن بوست » الأمريكية، وهو معروف بتوجهاته الداعمة لإسرائيل. وبحسب الصحيفة فإن أردوغان نفى خلال تصريحاته التي أدلى بها للصحفيين في الطائرة التي أقلته بعد انتهاء مهرجانه الانتخابي في مدينة ديار بكر التركية أن يكون قد استغل موقفه بدافوس، الذي لاقى شعبية واسعة، في حشد مزيد من المؤيدين في حملته للانتخابات المحلية المقررة في 29 مارس القادم. وقال في هذا الأمر: « لا أريد أن أستثمرها.. لكن الأمة تأثرت بها، وتدرك مغزاها جيدا.. عندما كنت في افتتاح مركز ثقافي في محلة أقصاراي بإستانبول، وفيما كنت أهم بتقديم هدية إلى تلميذة صغيرة بادرتني بالقول: دقيقة واحدة.. وقبلتني ». وأشار إلى واقعة أخرى أثناء افتتاحه مدرسة ابتدائية في مدينة صقاريا عندما تقدمت منه تلميذة في الصف السابع وقالت له: « السيد رئيس حكومتنا.. إن موقفكم في دافوس أثّر كثيرا فيّ وفي أهلي ». وفور وصوله إلى مطار إستانبول عقب مغادرته الجلسة وجد أردوغان آلاف الأتراك في استقباله؛ احتفاء بموقفه مع بيريز. خارج تركيا وامتد تأثير موقف أردوغان في دافوس من داخل تركيا إلى خارجها؛ وهو ما أكده وزير الخارجية التركي علي باباجان الذي قال: إن الاستقبال الذي يلاقيه في أي بلد زارها بعد واقعة دافوس ليس كالذي كان قبلها. ونقلت صحيفة « ستار » التركية عن باباجان قوله: ما أن أسير في الشارع حتى يقترب مني من يعرفني ويقول لي: « بلغ سلامي لأردوغان ». وضرب على ذلك مثالا بالمرأة التي أوقفته في أحد شوارع مدينة بإحدى الدول لتقول له: « في كل فرصة سانحة أصلي من أجل أردوغان ومن أجل تركيا »، مشيرا إلى أن كثيرا ممن قابلهم قالوا له إنهم يعتبرون أن موقف أردوغان في دافوس يمثل الموقف التركي « وهذا له دلالة كبيرة ». ونفى أن يكون هذا الاحتفاء بموقف أردوغان قاصرا على البلدان الإسلامية فقط، مؤكدا في تصريح للصحيفة ردا على سؤال بهذا الصدد: « لا.. رأينا نفس ردود الفعل في الغرب مثلما شاهدت مؤخرا في ليتوانيا ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 24 فيفري   2009)

 

دعوة إلى وقف تهريب السلاح إلى غزة!

محمود المبارك    

 
ثمة حراك قانوني غربي كثيف هذه الأيام حول وقف تهريب السلاح إلى غزة. فقد كثر الحديث أخيراً عن أهمية وضع حدٍ لتهريب السلاح إلى غزة – خصوصاً بعد الحرب الأخيرة – على المستوى الإسرائيلي الرسمي والشعبي، الأمر الذي انعكس على سلوك الحكومات الغربية بشكل مباشر. ذلك أن قدرة المقاومة الفلسطينية على مواصلة إطلاق الصواريخ، على رغم القصف الإسرائيلي المكثف قبل وأثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، باتت مصدر قلق ليس للإسرائيليين فحسب، بل وللدول الغربية عموماً. من أجل ذلك، سارعت الدول الغربية إلى بذل جهود مضنية تمركزت حول منع تهريب الأسلحة إلى غزة براً وبحراً، فوقّعت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مع نظيرتها الإسرائيلية مذكرة تفاهم لمنع تهريب السلاح إلى غزة قبل نهاية الحرب على غزة بيومين، وواصلت الدول الغربية ضغوطها على الحكومة المصرية في تتبّع وهدم الأنفاق التي توصل رفح المصرية برفح الفلسطينية، بزعم أنها تستخدم لتهريب الأسلحة، كما أعلنت فرنسا عزمها إرسال فرقاطة للقيام بدوريات على ساحل غزة، منعاً لتهريب الأسلحة، وعقدت الدول الغربية مؤتمراً دولياً في الدنمارك شاركت فيه كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والنروج، إذ اتفقت الدول المشاركة على عقد مؤتمر آخر في لندن خلال أسابيع، بهدف دراسة الوضع القانوني لعملية مراقبة شواطئ غزة. وواضح أن هناك نية غربية لسنّ تشريعات قانونية تجرّم إيصال السلاح إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، عبر مؤتمرات قانونية يعكف الغرب اليوم على الإعداد لها. ولكن العجيب في الأمر أن تلك الجهود الغربية لم تقابل بأي حراك عربي، بل ولم تلق مجرد استهجان عربي رسمي، وكأن المقاومة الفلسطينية في غزة أصبحت الخطر الذي يهدد الغرب بحرب شاملة! ولعل السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل يعتبر حصول المقاومة الفلسطينية على السلاح أمراً مخالفاً للقوانين الدولية؟ وقبل الإجابة على السؤال، لا بد من الإشارة إلى أن قطاع غزة بوضعه الحالي اليوم – وكذلك بقية الأراضي التي تحتلها إسرائيل – تصنف في القانون الدولي على أنها أراضٍ واقعة تحت «الاحتلال غير المشروع»، كون إسرائيل احتلتها خلال حرب 1967، وهي تبعاً لذلك تخضع لقوانين الاحتلال المشرَّعة في المعاهدات الدولية. وإذ ان مسألة الاحتلال التي تنجم عن الحروب ليست مسألة طارئة في القوانين الدولية، فقد عالجت مواثيق دولية عدة حالتي الاحتلال والمقاومة بنصوص جلية لا تقبل الجدل. ولعل محور هذه المواثيق الدولية هو أن الاحتلال في الأصل أمر غير مشروع في القانون الدولي، وأن أي احتلال يقع أثناء حرب قائمة يجب أن ينتهي بنهاية الحرب. كما تؤكد المواثيق الدولية شرعية استخدام القوة العسكرية لمقاومة الاحتلال أثناء وبعد الحرب. فقد أكد اتفاق لاهاي لعامي 1899 و1907 مشروعية المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، كما جاء ذلك التأكيد في برتوكول جنيف عام 1925، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 الصادر عام 1960، المتعلق بإعلان استقلال البلدان والشعوب المستعمرة، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخرى العديدة التي يصعب حصرها في عجالة كهذه، فضلاً عن نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بحق الدفاع عن النفس. وبالنظر إلى المقاومة الفلسطينية، نجد أنه ينطبق عليها ما ينطبق على المناطق الواقعة تحت الاحتلال، بموجب المواثيق الدولية السالفة الذكر، وأنه تبعاً لذلك، فإن المقاومة الشعبية الفلسطينية لها حق الدفاع عن النفس في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، تماماً كما كان للشعوب الغربية ذلك الحق إبان مقاومتها للاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية، وإن كان من المثير للسخرية أن الغرب يقر ذلك الحق لنفسه ويحرم منه غيره، وأن الدول العربية لا تكاد تجد الحجة القانونية الدولية لتدعم حق أهل غزة الشرعي في الدفاع عن أنفسهم أمام الحكومات الغربية! ولعل أحد أهم تلك المواثيق الدولية التي لا تخفى هو ميثاق الأمم المتحدة ذاته، الذي نص في المادة 51 منه على أنه «ليس في هذا الميثاق ما يمنع الدول فرادى أو مجتمعة من استخدام حقها الطبيعي (وفي النسخة الفرنسية استخدمت لفظة «حقها الموروث») في مقاومة أي اعتداء على أراضيها». وعلى رغم جلاء هذا الحق القانوني الدولي، إلا أن عدداً من الحكومات العربية إما جهلاً وإما تجاهلاً، قبل بالزعم الغربي في أن حق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51، مقصور على «الدول» ولا يشمل الشعوب، ومن هذا المنطلق وافق بعض الحكومات العربية على منع إيصال السلاح إلى غزة. بيد أن المنطق الغربي في حصر حق الدفاع عن النفس في «الدول» التي تقع تحت اعتداء مسلح من دولة أخرى، وحرمان الشعوب من هذا الحق يتنافى مع مقاصد الميثاق. وسواء أخذنا بالنسخة الانكليزية (الحق الطبيعي) أو بالنسخة الفرنسية (الحق الموروث)، فإن المحصلة النهائية لحق «الدفاع عن النفس» أنه مشروع قبل إقرار ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، وأن الميثاق إنما يكرس هذا الحق الذي إن كان «طبيعياً» فهو موجود منذ الأزل، وإن كان «موروثاً» فهو موجود في المواثيق الدولية التي سبقت الأمم المتحدة، كما أكد هذا الفهم العديد من فقهاء القانون الدولي. فالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة إذاً، ليست مصدر حق الدفاع عن النفس، بقدر ما هي إقرار بوجوده. كما أن حصر حق الدفاع عن النفس بالمفهوم الوارد في هذه المادة على الدول من دون الشعوب ينافي روح الميثاق الذي أعطى الدول المعتدى عليها حقها في الدفاع عن النفس، إذ غني عن القول إن الدول حين تدافع عن نفسها فهي إنما تدافع بالدرجة الأولى عن شعوبها. وتبعاً لذلك، فإن القانون الدولي الذي يعطي الحق لأي دولة في الدفاع عن إقليمها أو شعبها حين تعرضها لاعتداء أو احتلال، لا يعقل أن يحرم هذا الشعب أو ذاك، حقه «الطبيعي» أو «الموروث»، في حال انعدام وجود الدولة، نتيجة الاحتلال الكامل، أو في حال عدم رغبة الحكومات في مقاومة الاحتلال. وحيث أننا نعيش في زمن التحرك الشعبي وليس الحكومي، كما تدل على ذلك حراكات الشعوب في العديد من المناطق في العالم، فإنه ربما بات واجباً على المؤسسات الحقوقية غير الحكومية الدعوة إلى مؤتمر قانوني دولي يعيد فيه الحق النظري للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحرير أراضيه بقوة الكفاح المسلح، طبقاً للمواثيق الدولية التي يريد الغرب منا تجاهلها. من يدري فربما رفضت حكومات عربية عقد مثل هذا المؤتمر على أراضيها! وربما عقد في دولة غربية، ولكن المهم أن يبعث الحقوقيون الدوليون المشاركون رسالة مفادها أننا نتفق مع الغرب في منع تهريب السلاح إلى غزة، وبدلاً من ذلك نطالب بفتح الطريق رسمياً لإيصال السلاح علناً إلى المقاومة في غزة! وإذا كان المفهوم القانوني يؤكد أنه «لا يضيع حق وراءه مطالب»، فإن تنصل الحكومات العربية من حقوق شعوبها لا يعفي كل من له القدرة على المطالبة بها من القيام بذلك الدور، فضلاً عن أنه ليس من المنطقي أن نخجل من مجرد المطالبة بحقوقنا في الوقت الذي يتبجح فيه الغرب بالاعتداء على حقوقنا! اليوم، حيث لا يزال الغرب يزداد تعنتاً كلما ازددنا إذعاناً له، ربما آن لنا أن نتعلم أن الغرب على وجه العموم، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، يحترمون من عنده مبادئ ثابتة لا يتنازل عنها، ولعل المثال الإيراني خير شاهد على ذلك. فإيران التي لم ترضخ للغرب قيد أنملة، استطاعت أن تحقق كل ما تريده لشعبها وتحظى بإكبار الغرب، في حين أن الأمة العربية لم تحقق شيئاً من تنازلاتها لحقوقها، التي لم تزدها في عين الغرب إلا ذلاً!
* حقوقي دولي ( المصدر:صحيفة « الحياة »( يومية – لندن ) بتاريخ 23 فيفري2009)


شياطين الكلام  
د. فايز أبو شمالة هل يشك عربي أن الدولة العبرية قد قامت سنة 1948على حساب الأرض العربية، فكيف يصفق كاتب للغاصب؟ وكيف لا يتشكك صبح مساء في وجود الدولة العبرية، وهو شاهد على قيامها بالقوة العسكرية؟ شياطين الكلام يتشككون، وخانوا الشهادة، وكذبوا القول عن قصدٍ، فعلي سبيل المثال: أن تمنع غزة الغاصب من النوم في حضنها بالقوة، فهذا نصر كبير، حتى ولو مزق جسدها، ونفل شعرها، وأكل أولادها، يكفيها فخراً أنها لم تستسلم لشهوة الغاصب الذي ما امتنعت عليه أجساد، ونفوس، وعقول شياطين الكلام الذين يشككون في نصر غزة، ويتمنون نصر غزة لمدينة دمشق السورية لأنها احتفلت مع الفلسطينيين بالنصر، ليأت شيطان كلام ويقول: الذي انتصر في غزة هي منظمة التحرير بصفتها قائدة نضال الشعب الفلسطيني، ليناقضه شيطان كلام ثالث، ويقول: لا، لقد جلبت لنا المقاومة أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، وأفسدت علينا خطة إقامة دولة فلسطينية من خلال أحزاب السلام. شيطان كلام آخر يقول: « شاليط » الجندي الأغلى في جيوش العالم، نظرا لرقم الضحايا الفلسطينيين الذين سفكت دماؤهم، ودمرت بيوتهم، وجرفت أراضيهم. الكاتب لم يكلف نفسه معرفة عدد شهداء انتفاضة الأقصى الذي بلغ خمسة آلاف شهيد، وجرحاها خمسين ألف، وكل ذلك قبل أسر « شليط ». ليأتي شيطان كلام آخر في اليوم التالي ليقول: « شليط » أغلى أسير، فمنذ أسره دمرت إسرائيل غزة عدة مرات، وأزهقت أرواح ما لا يقل عن ألفي فلسطيني وجرحت أعدادا تصل إلى سبعة آلاف، ولسوء حظ هذا، جاء رد « أمنون لبكن شاحك » في نفس اليوم قائلاً: لم نعلن الحرب على غزة من أجل « شليط » ،الحرب على غزة كانت بسبب الصواريخ، وحرب الاستنزاف التي تشنها علينا حماس. شياطين الكلام يهاجمون غزة إذا وافقت على التهدئة، ويتهمونها بالتخلي عن الضفة الغربية، وإذا حاربت غزة يهاجمونها بتهمة تدمير نفسها، وإلقاء يدها في التهلكة، وإذا توارى قادة حماس عن عيون الطائرات يتهمونهم بالجبن، وإذا تحرك الشهيد سعيد صيام، ونال الشهادة يتهم بالطيش، والتهور، وأخيراً أصغر شيطان كلام يقول: مع اتفاق التهدئة ستصير حماس شرطي يحمي حدود دولة إسرائيل. ولم يتنبه هذا الشيطان للدور الذي تقوم فيه قوات الأمن الفلسطينية منذ عام 1994، حتى اليوم، إضافة إلى مهمة التنسيق الأمني. شياطين الكلام ليسوا أفراداً، إنهم عصابة شيطنة تبدأ من صحيفة الشرق الأوسط، ولا تنتهي بآخر معلق لا يجيد كتابة اللغة العربية في موقع أصفر، ويصلي لأن تبقى فلسطين نائمة في سرير مغتصبها كي يضمن راتبه آخر الشهر. شياطين الكلام استعاروا مزمار داوود يتغني في أقلامهم لمعاكسة الحقائق، وعكس رغبتهم في تكسير عظم غزة الذي يعني هزيمة خط المقاومة، وبالتالي سلامة خط المساومة الذي يدافعون عنه، وليس مهماً أن يخسر الوطن، وتضيع فلسطين، المهم ألا ينكشف زيف خطواتهم السياسية الخاطئة، وهم يرفرفون: نأكل خبز الدول المانحة لنغرد على أشجارها. شياطين الكلام لا يقرون بالواقع الجديد، بأن جيلاً فلسطينياً أكثر تصميماً، وإرادة، وعزماً، وإدارة معركة قد فرض نفسه نداً للدولة العبرية، وهذا ما اكتشفه الشعب الفلسطيني بالملموس العملي، واكتشف أيضاً صدق شياطين الكلام، وهم يصفون بعضهم البعض، ويلخصوا درايتهم، ومهارتهم بأنهم: يقرءون على الناس ما يمحون، ويمحون في اليوم التالي من عقول الناس ما يكتبون. فإذا كان هذا منطقكم يا شياطين الكلام، عليكم أن تفتشوا عن شعب آخر لتسوسون، ومن ثم توسوسون، ليُصدّق ما تكذبون، ويعبد ما تعبدون.  
(المصدر: موقع صامدون الإلكتروني بتاريخ 24 فيفري 2009 )  


نتانياهو… عقبة أمام استراتيجية أوباما

 

باتريك سيل بعد تكليفه من قبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بتشكيل حكومة أصبح « بنيامين نتانياهو » زعيم حزب « الليكود » اليميني، مطالباً بالعمل على تكوين ائتلاف حاكم قبل حلول السابع عشر من مارس المقبل. ومن المتوقع أن ينخرط نتانياهو في مفاوضات ومساومات صعبة، مع شركائه المحتملين في الحكم، يخيم عليها شبح باراك أوباما، رئيس أميركا الجديد. وعندما يبدأ مهمته، سيركز نتانياهو اهتمامه الأساسي، على إيجاد طريقة لنزع فتيل التهديد الذي يمثله أوباما له، والذي تبدو آراؤه بشأن إيران، وبشأن حل الصراع العربي- الإسرائيلي على أساس خيار الدولتين، وبشأن العلاقات مع العالم الإسلامي متناقضة تماماً مع آراء نتانياهو الشخصية. الدلائل المبكرة تشير إلى أن نتانياهو سيلجأ إلى ثلاث استراتيجيات لتقليص، وتجنب، والتخلص في النهاية من أي ضغط محتمل من واشنطن خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي لا ينوي، على العكس تماماً من أوباما، إيلاءها أي أولوية. استراتيجية نتانياهو الأولى سوف تعتمد على تشكيل ائتلاف »معتدل » يتكون من حزب الليكود (27 صوتاً)، وحزب « كاديما » الذي يشكل تيار « الوسط »، الذي تقوده تسيبي ليفني (28 صوتاً)، وحزب « العمل »، الذي تدهورت مكانته كثيراً، والذي يقوده « إيهود باراك » (13) مقعداً. ومثل هذا الائتلاف سيتمكن من دون شك من اجتذاب أحزاب أصغر حجماً، وتكوين أغلبية مريحة في الكنيست، والذي يتكون من 120 مقعداً في نهاية المطاف. المشكلة الوحيدة التي قد تواجه زعيم حزب « الليكود » في هذا السياق هي أن « تسيبي ليفني » تُصر على الحصول على صلاحيات تخولها أن تكون فاعلة في عملية اتخاذ القرار في الائتلاف، وهو ما يرفض نتانياهو منحه إياها. أما « باراك »، فهو يعتقد أنه قد يكون من الحكمة، إعادة بناء حزبه المحطم، وهو في صفوف المعارضة. من وجهة نظر نتانياهو، سيكون هذا الائتلاف »المعتدل » أكثر قدرة على تحييد الضغط الذي قد يقع من جانب أوباما. فالبديل لذلك الائتلاف هو إقامة ائتلاف بين قوى « اليمين »، و »اليمين المتطرف » والأحزاب الدينية المتشددة، يضم « الليكود » مع حزب « اسرائيل بيتنا » العنصري الذي يقوده ليبرمان وغيرهما من الأحزاب المتشددة. ولكن مثل هذا الائتلاف سوف يجلب سخط العالم، ويساهم في المزيد من التشويه لصورة « إسرائيل »، التي تعرضت لضرر جسيم بسبب حرب غزة، كما سيساهم في تشكيل ضغط كبير على أصدقاء « إسرائيل » وجماعات الضغط في أميركا التي ستسعى إلى حمايتها من أوباما. أما استراتيجية نتانياهو الثانية، فتتمثل في مد قرون استشعار نحو سوريا في محاولة لإحياء المحادثات السورية- الإسرائيلية غير المباشرة، التي كانت تجري في الشهور الأخيرة بوساطة تركية قبل أن تقطعها سوريا من جانبها بسبب الحرب في غزة. والدافع الأساسي الذي يمكن أن يقف وراء سعي نتانياهو لإحياء المسار السوري، هو إيجاد مبرر أو حجة يمكن من خلالها مقاومة الضغط الأميركي المتوقع عليه لتحقيق تقدم على المسار الفلسطيني. فحجة عدم القدرة على تحقيق تقدم على المسارين في الوقت نفسه، هي حجة طالما استخدمتها « إسرائيل » لمنع أي تحرك نحو تحقيق السلام الشامل. على أي حال من الأحوال، لا توجد لدى نتانياهو نية للوفاء بمطلب سوريا الأساسي، وهو استعادة هضبة الجولان، كما أن سوريا من جانبها لن يكون لديها أي توقعات حقيقية من إحياء المحادثات، لأنها تعرف جيداً أنها لن تتمكن من التوصل إلى اتفاقية سلام مع « إسرائيل »، ما لم يتم تحقيق تقدم جوهري على المسار الفلسطيني أيضاً. لذلك، فإن المتوقع إذا ما تم إحياء المحادثات في نهاية المطاف، أن يسود شعور باللامبالاة لدى الطرفين بسبب عدم توقعهما لإمكانية تحقيق أي نتيجة إيجابية من خلال المفاوضات. أما استراتيجية نتانياهو الثالثة في التعامل مع أوباما، فهي التأكيد على خطورة التهديد الذي تمثله إيران وبرنامجها النووي، وذلك بهدف التقليل من شأن الطموحات الفلسطينية، ودفعها إلى مؤخرة المشهد. وقد بدت هذه الاستراتيجية في غاية الوضوح، عندما قام نتانياهو بمجرد تكليفه بتشكيل الحكومة بإطلاق تصريح شن من خلاله هجوماً على إيران وقال فيه إنه لا يخامره أدنى شك في أنها تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، وأنها تمثل أخطر تهديد يواجه دولة « إسرائيل » منذ قيامها عام 1948. والحقيقة الحديث عن الخطر الإيراني كان دائماً من التكتيكات التي يميل نتانياهو إلى اللجوء إليها. ولذلك نراه في الوقت الراهن يبذل قصارى جهده للحيلولة دون تبلور حوار أميركي ـ إيراني كما اقترح أوباما وكما ردت إيران عليه بشكل إيجابي. في شهادته هذا الشهر أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركية تنبأ الأدميرال « دنيس بلير » مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، بإمكانية حدوث مواجهة هذا العام بين « إسرائيل » وإيران، بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم لدى الجمهورية الإسلامية. مع ذلك، فإن معظم المراقبين في واشنطن يعتقدون أن « إسرائيل » لن تجرؤ على شن هجوم على إيران دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، وهو ضوء من غير المحتمل أن تعطيه إدارة باراك أوباما ل »إسرائيل ». بدلاً من ذلك، وكما جاء في صحيفة « الديلي تلجراف » يتوقع أن تلجأ « إسرائيل » إلى الأساليب السرية مثل التخريب، والشركات التي تعمل كواجهات، والعملاء المزدوجين، والاغتيال لتقويض أنشطة طهران النووية. فبحسب هذه الصحيفة هناك شائعات بأن الموساد هو الجهة التي تقف وراء اغتيال « آردشير حسنبور » الذي يعتبر من كبار علماء الذرة الإيرانيين، الذي مات في ظروف غامضة عام 2007. ويشار في هذا السياق إلى أن « زبيجينيو بريجنسكي » مستشار الرئيس جيمي كارتر للأمن القومي، وهو سياسي أميركي محنك منتقد ل »إسرائيل »، قد نصح الولايات المتحدة وإيران بالدخول في مفاوضات في أسرع وقت ممكن. معنى ذلك أن نتانياهو سيكون في حاجة إلى العمل بسرعة، وفي حاجة إلى استخدام كل ما لديه من دهاء إذا ما أراد أن يؤثر على تصميم أوباما على فتح صفحة جديدة مع إيران، وتعزيز عملية السلام العربي ـ الإسرائيلي، وبناء الجسور مع العالمين العربي والإسلامي.
( المصدر: م. ف. إ. عن الاتحاد الإماراتية بتاريخ 24 فيفري 2009 )  
 

تراقص بين دعاة التدخلية والمحافظين الجدد: سياسات واشنطن في العصر الحديث

 

 
بقلـــــــم: علـــي الجوادي (*)     تؤكد تقارير المكتب الإحصائي الأمريكي، ومركز التعداد الأمريكي أن حوالي 56 بالمائة من الأمريكيين يعتبرون أنفسهم من الطبقة الوسطي، وهي منتشرة في المؤسسات التربوية والجامعية والإدارية وفي دور الإعلام والصحافة. وتعكس أحوال ومكونات الطبقة الوسطى التي يعتمد عليها استقرار المجتمع الأمريكي، شكل وطبيعة وتكوين المجتمع الأمريكي على مستوى التنوع العرقي والثقافي واللغوي والطائفي (البيض والأمريكيون من أصول أفريقية وآسيوية ولاتينية وعربية). ونجم عن تعدد المشكلات التي تمس الحياة اليومية لهذه الطبقة خلال فترة حكم بوش الصغير، بدءا من ارتفاع نسبة الفقر إلى حوالي 12 بالمائة، وصعود معدل البطالة إلى أكثر من 9 بالمائة، ووصولا إلى ارتفاع أسعار الأغذية والوقود والعقارات السكنية(إضافة لفشل إدارة بوش في الحرب على «الإرهاب»)، ازدياد الحاجة لدى معظم عناصرها، مما دفعها إلى مزيد الاقتراض بهدف الإيفاء بتكاليـــف التعلــــيم والرعاية الصحية وشراء العقارات السكنية. وفي خضم هذه المشاكل وما أنتجته من يأس وإحباط، ومع انفجار الأزمة المالية العالمية الراهنة، باتت أكثرية عناصرها تطرح تساؤلات حول مستقبلها في ظل استمرار هذا الوضع، ومن ثم بدأت تبحث عن تغيير حقيقي داخل البيت الأبيض، يمكنها من تحسين أوضاعهـــــــا الاجتماعيــــة والاقتصادية، ويعيد القوة لواشنطن حتى تتمكن من مواصلة قيادة العالم خلال القرن الحادي والعشرين. ومع تنامي مشكلات هذه الطبقة وانفجار أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، طرح الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية التي شهدتها واشنطن في نوفمبر 2008، حلولا لهذه المشاكل، بالإضافة إلى انتقاده للسياسات الخارجية التي انتهجتها إدارة بوش الصغير، والتي أثبتت عدم كفاءتها خلال السنوات الثماني الماضية. فجــــــاء التغير في فوز باراك أوباما بهذه الانتخابات، وسيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه، ورحل الجمهوريون، ولو إلى حين، عن سدة الحكم في واشنطن. ويعد فوز أوباما دليلا على رفض غالبية الأمريكيين، رفضا قاطعا لأسلوب إدارة الجمهوريين للملفات الدولية الساخنة، كملف الإرهاب، وإدارة الحرب في العراق وفي أفغانستان، وإدارة الملف النووي لكوريا الشمالية، والملف الإيراني، إضافة إلى قضية تغير المناخ الناجم عن تكاثف غازات الاحتباس الحراري، وهو دليل أيضا على رغبة حقيقـــية لغالبيـــــة الشعب الأمريكي في إعطاء الحكومة الفيدرالية دورا أكبر في إدارة الاقتصاد، على عكس ما أراده معظم الأمريكيـــــين خلال العقود الثلاثة الماضية. ما حصل في الولايات المتحدة يوم 4 نوفمبر 2008 قد يكون شبيها بتحدى مرشح الحزب الديموقراطي فرانكلن روزفلت للرئيس الجمهوري هيربرت هووفر في انتخابات 1932، وهي الانتخابات التي تلت أزمة انهيار بورصة ووال سريت في يوم الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929، وبدء فترة الكساد الكبير الذي نغص حياة الأمريكيين في ثلاثينات القرن المنصرم. أزمة لطالما عانى منها الرئيس هووفر كثيرا، وفقد ثقة الشعب الأمريكي فيه بسبب عجزه على وقف انزلاق الاقتصاد في هاوية الانكماش. ليستغل روزفلت ما أسماه فشل هووفر كشعار لحملته الانتخابية، واعدا الناخبين بإصلاحات حقيقية في السياسات العامة قصد التغلب على تداعيات الكساد الكبير، وإنعاش الاقتصاد الأمريكي، وأطلق على برنامجه الإصلاحي «الصفقة الجديدة»، ففاز بتلك الانتخابات بأغلبية ساحقة بلغــــــت 472 صوتا مقابل 59 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي.   ما هي الوصفة التـي عالج بها روزفلت أزمـــة الكســـاد الكبير؟ إلى حد أواخر عشرينات القرن المنصرم، كانت حكومات الدول الصناعية تطبق وصفة الاقتصاد الكلاسيكي، وتنتهج قاعدة العرض والطلب، حسب قانون جون باتيست ساي، أي أن الأزمات الاقتصادية، إن وجدت، لا بد أن تعالج من ناحية العرض. إلى أن انقلب الاقتصادي البريطاني جون مينا رد كاينيز على نفسه وعلى مجمع الكلاسيكيين في أوائل الثلاثينات من نفس القرن، وأخرج نظريته العامة التي حصرت أزمات اقتصاد السوق في قصور الطلب الفعال، وقد مهد له السبيل في ذلك طوماص رو بار مالطيص. فمشكلة اقتصاد السوق تتلخص عند الكينيزيين في أن قدرة الاقتصاديات الرأسمالية على الإنتاج تفوق قدرتها على المبيعات، مع أن الحاجة قائمة ولكن المقدرة على الدفع مفقودة، ويرجع جزء كبير من هذا الفائض في الإنتاج إلى السلب المتنامي لدى ملاك وسائل الإنتاج، وإلى سوء توزيع الثروة. ومن هناء جاءت المطالبة بتدخل الدولة لكي تنشط الطلب الكلي الفعال عبر زيادة النفقات العامة، وعبر إعادة توزيع الدخول لصالح الفقراء قصد تحسين قدراتهم الشرائية. لأن الطبقة الفقيرة، وحتى الطبقة المتوسطة، تتميز بميل كبير للاستهلاك، مما يجعلها تنفق كل مليم جديد تكسبه على شراء السلع والخدمات، على عكس الأثرياء. فالمطلوب إذن من الدولة التدخل، هو تحويل (بواسطة الضرائب) جزء هام من مدخرات الأغنياء المسلوبة من الطبقة العاملة إلى ميزانيات تخصص للإنفاق على الفقراء، حتى يرتفع الطلب الفعال، ومن ثم ينتعش النمو ويزداد التشغيل. هذه هي الوصفة الكينيزية التي عالج بها الرئيس روزفلت اقتصاد أمريكا في ثلاثينات القرن الماضي، إلى أن تمكن من عبور مرحلة الكساد الكبير بنجاح عظيم، وحقق الأمان الاقتصادي لأبناء شعبه. زد على ذلك أن إدارة روزفلت هي التي أشرفت على بعث مؤسسات بروتون وود بوصفة أمريكية(إذ انقلب روزفلت على مقترحات كينيز، لصالح وصفة مواطنه، الاقتصادي هاري داك ستار وايت، خلال المفاوضات التي جمعتهما في ما بين 1941 و1945، حتى أن كاينيز أصيب بنوبة قلبية في تلك المفاوضات العسيرة، جعلته يقطع المحادثات ويعود إلى لندن، قبل أن يرجع مرة أخرى إلى بروتون وود لمواصلة هذه المفاوضات، والتي انتهت باعتماد مشروع وايت، وإسقاط المشروع البريطاني، وعاودت كاينيز سكتة قلبية ثانية في يوم 21 أفريل 1946، (حملته إلى ديار الآخرة)، ويضاف إلى سجل نجاحات روزفلت الانتصارات العسكرية في حرب ألمانيا النازية واليابان الفاشية. فروزفلت هو أول من جعل الاقتصاد الأمريكي أقوى اقتصاد رأسمالي عالمي، وهو أول من وضع الولايات المتحدة على سكة الزعامة للعالم الحر، واضعا بذلك حدا لهيمنة الإمبراطوريات الأوروبية بشكل عــام، وبريطانيا وفرنسا بوجه خاص. ومن ثم بدأ تدخل الدولة بمثابة الضمان الكبير لتحسين الحالة المعيشية للشعب الأمريكي، واستمر هذا المنهج متبعا إلى أن ظهرت بوادر ركود في الاقتصاد العالمي، ومنه الاقتصاد الأمريكي، إثر أزمة النفط في مطلع سبعينات القرن المنصرم، مواكبة لصعود اقتصاديات عظيمة منافسة للاقتصاد الأمريكي، وعلى رأسها الاقتصاد الياباني بوجه خاص، والاقتصاد الألماني بدرجة أقل، حينها بدا لكثير من الأمريكيـــــــــين، وكأن وصفة روزفلت لم تعد قادرة على توفير الرفاهية لمعظمهم. ومن ثمـة عبّــد الطريق لزحف المحافظين الجــدد. في أعقاب الحرب العالمية الثانية ساهم الليبرالي المتطرف، النمساوي الأصل، فريدرش فان هايك المتحصل على الجنسية البريطانية، في إعادة صياغة الليبرالية المحدثة، وأسس ثم نشط «الجمعية الدولية للمثقفين الليبراليين» المعروفة تحت اسم ـ la société de mont pèlerinـ) نسبة لمكان القرية السويسرية)، التي كانت تجمع أساتذة جامعيين مثل المجرى ـ  Michael Polanyiـ والفرنسي ــ Jacques Rueff والأمريكي ـMilton Friedman  مؤسس سيال (CIEL,1) شيكاغو الأمريكية والمتحصل على جائزة نوبل للاقتصاد لعام 1976. وكان الدافع لصياغة فريدرش فون هايك أراء الليبرالية المحدثة في ثلاثينات القرن المنصرم، تفنيد الاشتراكية عامة، والماركسية على وجه الخصوص، وإدانتهما باعتبار أنهما «طريق العبودية». وصمدت الليبرالية المحدثة، التي مهّدت الطريق لعولمة ما بعد سبعينات القرن العشرين، السنين الطوال. وآمن وقتها فون هايك أن المنهج الليبرالي المحدث سيحتاج إلى جيلين أو ثلاثة حتى يهيمن على الساحة الفكرية، ويغدو سياسة تنتهجها الحكومات. وعندما تطورت الليبرالية المحدثة، وأصبحــــت نظرية شبه متكاملة تهتدي بها السياسة الاقتصادية في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة، نال فون هايك جائزة نوبل للاقتصاد عام 1974، فهايك وفريدمان هما اللــذان مهدا الطريق للمحافظين الجدد. مع استفحال ركود الاقتصاد الأمريكي في عقد السبعينات من القرن الـ20، وانفجار أزمة الرهائن الأمريكيين في دولة «ولاية الفقيه» الإيرانية، أدرك الأمريكيون أنهم محافظون، فانتخبوا رونالد ريغن عام 1980، بـ489 صوتا مقابل 49 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، رغم مهاجمته من الرئيس جيمي كارتر، واصفا إياه باليمني الراديكالي، كما حقق الجمهوريون سيطرة كبيرة على الكونغرس بمجلسيه للمرة الأولى بعد ثلاثة عقود. وبدأ ريغن حياته السياسية في البيت الأبيض، وحال الاقتصاد الأمريكي ليس أفضل مما سيواجهه الرئيس باراك أوباما الآن، إلا أنه استطاع تحسين الوضع الاقتصادي بصورة كبيرة، وقاد الولايات المتحدة في حسم الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي بنصر عظيم. وعلى الساحة الدولية نجد لرغين حسابات دموية أيضا، لعل أفظعها التدخل في نيكاراغوا، فحين انتخب الشيوعي دانيال أورتيغا من الحركة الساندينية رئيسا لنيكاراغوا عام 1984 بنسبة 64 في المائة من الأصوات، في انتخابات أكد المراقبون الدوليون على أنها كانت حرة ونزيهة، واصل رئيس جمهورية أمريكا رغين بصورة غير شرعية تمويل وتسليح جماعات الكونترا حتى الإطاحة بالساندينيين، وأدت هذه المواجهات بحياة أكثر من 3 ألاف مدني. ودفع نجاح ريغن الاقتصادي والسياسي، إلى الاعتقاد بأن السياسات المحافظة التي تقلص من تدخل الدولة في دنيا المال والأعمال، وتقوى من شأن الملكية الفردية، هي الوصفة السهلة للنجاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ومهد رغين الطريق لآل بوش المتعطشين للحروب، كحاله هو، فإدارة بوش الصغير، كانت تعلن بوضوح أكبر من الإدارات السابقة بتفوق الولايات المتحدة في مجالات الأسلحة النووية والإشعاعية والكمياوية والبيولوجية والتكنولوجيا العسكرية، تفوقا مدعوما بأقوى اقتصاد عالمي، ونفــــــوذ كبير في ميدان الاتصالات، وصارت تهدد بإحباط أية محاولة للحد منه، وضرب مصــادر التمرد على النظام الدولي (الأمريكي الصنع) لا بالأسلحة الحربية فحسب، وإنما أيضا بالسلاح الاقتصادي والمالي والتكنولوجيا، يقول بوش الصغير: « بقوتنا وثروتنا سنجعل نحن الأمريكيين القرن الــ21 قرن سلام وحرية وأمل ». فوضع الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها القوى العظمى الوحيدة في العالم بات يعتبر واقعا ملموسا منذ أواخر ثمانينات القرن العشرين، وصار عنصرا بارزا وحاسما على الساحة الدولية منذ أحداث طائرات 11 سبتمبر المجنونة، في زمن لم تعد سياسة روسيا نهاية القرن العشرين، تقدم تحديا عاما أو فعلا موازنا للقيادة الأمريكية، ولو على الصعيد السياسي، فروسيا الأمس القريب، تضاءلت قدرتها على توجيه الأحداث خارج حدودها، بل كانت موسكو البارحة تبحث عن إيجاد أرضية مشتركة في النقاشات الجارية في الغرب بشأن القضايا الاستراتيجية الرئيسية، كمصادر الإرهاب وانفلات الأسلحة النووية، والتغيرات الكارثية في المناخ. ورغم أن الاتحاد الأوروبي بات يلعب دور المنافسة العنيدة في القوة الاقتصادية الدوليـــــة، إلا أن دوره في مجال الأمن العالمي يظــــل منقوصــــا، لا لأن أوروبـــــا الليبرالية كانت وتظل شريك الولايات المتحدة الرأسمالية في ميدان الدفاع المشترك عبر حلف شمال الأطلسي، وأنهما يعتمدان كل على الأخر لمواجهة التهديدات الجديدة، بل لأن الشخصية الأمنية الأوروبية المشتركة لا تزال منذ نشوئها عالقة بسيناريوهات محددة ومحدودة لإدارة الأزمات، وحتى عندما ينجح النفوذ الأوروبي في تعديل الممارسات العسكرية الأمريكية على الساحة الدولية، فإن ذلك ينسب عادة إلى دول أوروبية محددة ولزعمائها بدلا من أن يصب في رصيد الإتحاد الأوروبي ككل. الخلاصة هو أن إخفاق إدارة آل بوش في ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب، وإهمال مشكلات الطبقة الوسطي، بدءا من ازدياد معدلات البطالة، وانخفاض مستوى الدخل الحقيقي للطبقة الوسطي، واتجاه الكثير من الأمريكيين للعمل في القطاعات الخدمية والأعمال الصغيرة التي لا توفر مزايا الرعاية الصحية لعمّالها، وتفاوت غير مسبوق بين الدخول، وإجحاف العقود المبرمة مع أصحاب الأعمال، وازدياد تكاليف التعليم والرعاية الصحية، وصعود أسعار الأغذية والوقود، ووصولا إلى أزمة الرهن العقاري، وتداعياتها السلبية على أسواق المال والأعمال، تجمعت كلها وشكلت المحرك الرئيسي في هزيمة المحافظين الجدد في انتخابات نوفمبر الماضي، وفوز باراك أوباما، ومعه الكونغرس الذي أصبح ذا أغلبية ديمقراطية مريحة في كل من مجلس الشيوخ بأغلبية 59 صوتا ديمقراطيا مقابل 41 صوتا جمهوريا، ومجلس النواب بأغلبية 256 صوتا ديمقراطيا مقابل 178 صوتا للجمهوريين. وأصبح لدى الرئيس أوباما اليوم نفس الفرصة التاريخية التي اتيحت لروزفلــــــــت ولريغن، وبسببها استمع معظم الأمريكيين لنداء التغيير. وبناء على قناعته بضرورة تدخل الدولة في حيــــاة المواطـــــن الأمريكي، وإعطـــــاء الحكومة الفيدرالية دورا أكبــــر في إدارة الاقتصاد، أقر الكونغرس الأمريكي بمجلســـيه في الأيام القليلة الماضية خطة أوباما للنهوض الاقتصادي بقيمة 787 مليار دولار، ثلثها سيغطــــي التخفيضات الضريبــــية على الطبقة المتوسطة والسفلى، وجزء آخر سيوجه لإعادة رسملة البنوك، وإنعاش الإقراض، وشراء الأصول المتعثرة، ومواجهة البطالة، وإعادة جدولة ديون الشركات الفاشلة، ودعم قطاعي السكن والسيارات(فورد، وجنرال موتور، وكريزلار)، وإعادة تطوير البنية التحتية. وأمام أوباما أيضا قضايا على الصعيد الدولي، لا تقل أهمية على التحديات الداخلية، بدءا من تحسين الحوار مع المسلمين، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وسحب جنوده من العراق، وتحريك ملف غازات الاحتباس الحراري، وما رافقها من كوارث طبيعية مفجعـــة، وتراجع في المحاصيل الزراعية، وازدياد الأمراض الناجمة عن التلوث البيئي. فهل ينجح أوباما فيما فشل السابقــون؟ ————————————————– (*) إطار بنكي وحقوقي ونقابي وباحث وكاتب صحفي البريد الاكتروني: ali.jaouadi@yahoo.fr   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 24 فيفري 2009)  


على هامش ‘الحوار’ بين الشرق والغرب.. التغني بالماضي وحده لا يوقظ الموتى من قبورهم

   

محمد المحسن (*) كان الراحل توفيق الحكيم عصفورا قادما من الشرق، كذلك أحمد الصاوي محمد وطه حسين وهيكل، وبعدهم يحيى حقي ثم محمد مندور ولويس عوض وأنور عبد الملك..إلى عشرات المثقفين العرب الذين يجوبون العالم الأوروبي في وقتنا الحاضر. ومن الطبيعي أنّ هذه الأجيال المختلفة لم تصل باريس ولندن وروما في وقت واحد، بل هي أقبلت في أزمنة متباعدة، فبعضهم غادر البحر المتوسط من الشرق في أوائل القرن المنصرم، وبعضهم غادره عشية الحرب الكونية الثانية، والبعض الثالث ركب السّحاب الأبيض والأزرق عند آواخر الأربعينات وآواخر الخمسينات ولا زال…حتى نهاية السبعينات، حيث طرأت على نسيج بساط الرّيح تغيرات لا أوّل لها ولا آخر. ولو أنّ هذه’الأجيال’توجّهت في قارب واحد إلى مرسيليا، لرأت فرنسا بعدّة عيون، لإختلاف عين كل فرد عن الآخر.أما وأنّهم أبحروا وطاروا في عصور متباعدة، فلا شك أنّ صورة فرنسا وغيرها اختلفت من الألف إلى الياء. …وهذه كلّها بديهيات. ولكن المشكلة أنّ آخر الأجيال العربية التي وصلت إلى الغرب لا تكاد غالبيتها تراه، إلا بإحدى العينين التي سبق أن رأته منذ كانت الباخرة وسيلة المواصلات الوحيدة…إلى الشاطئ الآخر. فلا زال البعض يرى الغرب’روسيا أبيض’ كما رآه توفيق الحكيم منذ-زمن بعيد-، وإن استبدل الروسي الأبيض في ‘عصفور من الشرق’بالزنجي الأسود…فالفكرة في الحالين واحدة، وهي أنّ الشرق مهد الرّوح وأنّ الغرب مهد المادة، والإثنان لا يلتقيان كما قال رديارد كبلنغ شاعر الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، وكما ردّد من بعده العقّاد.بل وامتدّت الفكرة حتى كتاب’الشرق الفنان’ للمفكر العقلاني زكي نجيب محمود. وهي الفكرة التي تنتظم عددا من الأعمال الفنية العربية، شعرا ونثرا، فحوارنا مع الغرب لم ينقطع على طول الحبل المشدود بين نقيضين: الإنبهار الأعمى بالحضارة ‘الحديثة’ أو الإنكفاء على الذات لدرجة العودة إلى القرية أو الغابة أو القبيلة…وكان الشاعر الكبير ت.س.اليوت رائدا للحداثة في الشعر، وداعيا متحمّسا للعودة إلى القرون الوسطى.كذلك الكاتب الأمريكي هنري تورو، وغيرهم صفّ طويل ممن ثاروا على الحضارة الصناعية وفضّلوا عليها ‘برابرة الطبيعة’ أو الذين ثاروا على الحضارة الغربية وفضلوا عليها الشرق بسحره الرومانسي الغيبي التاريخي. ولكن المشكلة مع المثقف العربي تختلف، فقد نفهم ‘تمرّد’ بعض كتّاب أوروبا وأمريكا وأحيانا ‘ترفهم’ في التلهّف على الماضي أو الشرق، ولكن من الصعب أن يفهم المرء، النغمة ذاتها، في ‘قنديل أم هاشم’ حيث يعود الطبيب في قصّة يحيى حقي بأدوات العلم الحديث، ولكنّه سرعان ما يفضّل عليها في الممارسة خبرة ‘الخرافة’ الموروثة من عصور الإنحطاط أو الفقر أو الجهل.وفي جميع الأحوال ‘التخلّف ‘. واليوم… يبدو مثيرا للعطف مشهد المثقف المنتمي إلى دنيا التخلّف وهو يحاكم الحضارة ‘الغربية ‘ من موقع التقدّم عليها…رغم أنّه ‘يستخدم’ انجازات هذه الحضارة بدءا من الثياب حتى وسيلة المواصلات، فضلا عن ‘اللغات’ التي (يتغنّى) بها بين الحين والآخر. والقضية من بدايتها لا رأس لها ولا ذنب، بل هي مقلوبة رأسا على عقب…فليس حقيقيا مثلا أنّ الغرب هو المادة والشرق هو الرّوح، وليس صحيحا العكس أيضا. فالحضارة التي تنجب صوفو كليس وشكسبير وبيتهوفن وبيكاسو وشارلي شابلن، يستحيل أن تكون حضارة بلا روح. كذلك الحضارة التي تلد الرسول محمد- ص- والمسيح – عليه السلام – والمتنبي وابن رشد وطه حسين.كذلك فالحضارة التي اكتشفت القارات والبخار والنسبية والسبرنتيكا والكمبيوتر، هي بغير شك حضارة ‘مادية’ ولكن الذين ‘يستهلكون ‘منجزات هذه الحضارة دون فكرها بدءا من السيارات والطائرات والبنايات وانتهاء بالدواء مرورا بعشرات الخدمات ‘التكنولوجية’ لا يقلّون ‘مادية’ عن غيرهم، إلا من حيث أنّ مادية المنتجين أرقى بكثير من مادية المستهلكين. وليست القضية في خاتمة المطاف مساواة عادلة نخرج منها بالقول أنّنا مثلهم ماديون وروحيون، فالإشكال الحقيقي ليس بهذه البساطة. لأنّ واقعنا يقول أنّنا لأسباب مختلفة سقطنا في وهاد التخلّف أكثر من ستة قرون. كنّا رواد النهضة قبل ذلك في العصور الوسطى، وكانت أوروبا ظلاما حالكا.ولكن التغني بالماضي وحده لا يوقظ الموتى من قبورهم بل الوعي بالتخلّف الراهن، هو أوّل خطوات التقدّم. وليس عيبا في هذا الحال الإعتراف الإيجابي بتقدّم الحضارة في الغرب، وأقول ‘ الحضارة في الغرب ‘لا الحضارة الغربية إلاّ بمقدار ما أضاف إليها الإبداع الأوروبي والأمريكي. فالحقيقة أنّ الحضارة الإنسانية من إحدى الزوايا، هي مجمل تاريخ الإنسان في كل زمان ومكان، كوّنتها شعوب العالم كلّه في مراحل ازدهارها. والإبداع الغربي الحديث لا ينطلق من فراغ.بل هو يستند على تراكمات الماضي الذي شارك فيه الجميع، ومتغيراته النوعية. لذلك كان من ‘حقنا’ المشروع أن نتفاعل مع هذه الحضارة دون أي إحساس بالنقص، فنحن لا ‘نأخذ’ ولا ‘نستورد’ ولا نستردّ ‘دَيْنا’.بل نحن ‘ننهض’ من رقادنا الطويل من حيث انتهى الإبداع الإنساني لا من حيث كنا أو من حيث كان. والذين ينكرون هذه الحقيقة بإسم ‘الأصالة’ ينسون أنّ الفكر القومي نفسه لم يكن بعيدا جدا عن أفكار فيلسوف فرنسي هو برغسون ولا عن أفكار فيلسوف ألماني هو شبنغلر، ولا عن صور الوحدة القومية التي أحرزها الألمان والطليان. والذين يبالغون في رسم هذه الحقيقة وكأنّنا أمّة مقطوعة الجذور ينسون أنّ أحدَ أركان عصر النهضة الأوروبية (وهو الجذر الرئيسي للحضارة الغربية الحديثة) ليس بعيدا جدا عن ابن خلدون و ابن سينا و الكندي وابن رشد ومسكويه والفارابي. ماذا علينا أن نفعل ؟! علينا فقط فقط أن نعي تغيّر الشـــــكل من حضارة إلى أخـــرى، فالعاطفة أو الرّوح في الغرب تعبّر عن نفسها بأساليب تختلف عن الأشكال العربية أو الشرقية. ولكنّها موجودة في فنّهم وحياتهم، رغم آلام الحياة وأهوالها. كذلك ‘المادية ‘ عندنا موجودة، ربّما في أكثر أشكالها ابتذالا، ولكنّها تتخذ أشكالا مختلفة عن مثيلاتها في الغرب. ولكن.. مرض ‘التخلّف’ اللعين يصيبنا بالإزدواجية، فنحن’روحانيون’ بالكلام وأمام الغير، وماديون حتى العظم في الفكر والسلوك…في السّر شيء وفي العلن شيء آخر. وليس هذا مرضا أخلاقيا فحسب، بل هو نمط ثقافي أوّلا وأخيرا.. —————- (*) كاتب تونسي   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 24 فيفري 2009)  

Lire aussi ces articles

3 octobre 2007

Home – Accueil – TUNISNEWS 8 ème année, N° 2690 du 03.10.2007  archives : www.tunisnews.net   C.R.L.D.H. Tunisie: Le prisonnier politique

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.