TUNISNEWS
6 ème année, N° 2101 du 21.02.2006
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت: بيــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة: بيــان المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع: تزايد الانتهاكات ضدّ حرية الصحافة النقابة الأساسية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس: بيـان نقـابـي الشباب العربي البعثي تونس : بيان تأسيسي اللقـاء الإصلاحي الديمقراطي: ” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه “ رويترز: معارضون تونسيون يدعون لتجمع احتجاجي للمطالبة بحرية الاجتماع الجزيرة.نت: احتجاجات بتونس للمطالبة بحرية الاجتماع العربية.نت : 70 رجل أمن تونسي “يسحلون” مراسل العربية.نت ويمنعون نشاطه رويترز: غرق 11 بحارا تونسيا والعثور على حطام سفينتهم قبالة الساحل القدس العربي: رئيسا حكومتي تونس والمغرب يجريان محادثات سياسية اقتصادية بالرباط خميس بن علي الماجري: الفاجعة العظيمة سليم بوخذير: صحْ…………………….آفيّون ! ( 3 ) مرسل الكسيبي: بين تونس وليبيا: رخيص دمك أيها العربي؟! الهادي بريك: الفن فقرة أساسية في رحلة الهجرة حسين المحمدي: مدلولات زيارة وكلمات وتواريخ تعيد إليها. ولؤم ما يقال عنها معارضة صالح الحاجة: هل يمكن أن يكون هو ؟ الصريح: معارض تونسي داخ أربع دوخات!! طارق الكحلاوي: رؤية تاريخية—فنية لمسألة الصور الكاريكاتورية للرسول (صلعم)
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت
75 شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف 72435440
بنزرت في 18 فيفري 2006
بيـــــــــان
طوقت قوات البوليس بالزي المدني اليوم السبت 18 فيفري مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت ، ووضعت حواجز في كل الاتجاهات المؤدية إليه حيث منعت المنخرطين من دخوله و الاقتراب منه ووصل الأمر إلي حد استعمال الدفع بالقوة ضدهم ثم واصلت إقتفاءهم ومطاردتهم عبر شوارع المدينة وحتى المقهى الذي اطردوا منه. وهدد البوليس المشرفين علي المقهى باتخاذ إجراءات “قانونية” إذا سمح لمناضلي فرع الرابطة بالجلوس فيها .
جاء ذلك اثر دعوة هيئة الفرع للمنخرطين إلى جلسة عامة لتدارس أوضاع الرابطة في ظل تواصل حصار مصحوب بجملة من فنيات التنكيل بشتى أنواعه الاجرامية، الذي تفرضه السلطة عليها وتمنع بمقتضاه جميع نشاطاتها مع مواصلة هذا المنهج المركز خاصة ضد مختلف هيئات الفروع بالبلاد التونسية.
و ليست هذه المرة الأولى التي تمنع فيها قوا ت الأمن منخرطي فرع بنزرت من الاجتماع، بل سبق لها أن منعت العديد من النشاطات منذ شهر سبتمبر الماضي تاريخ فرضها حصارا امنيا شديدا على مقر الفرع والتصدي لجميع المناضلين والمواطنين المستنجدين بفرع الرابطة بعد يئسهم من نزاهة بعض القضاة في قضايا سياسية ملفقة ومنعهم من الدخول والاتصال به ، مع الجدير بالذكر أن السلطة ، بداية من انعقاد قمة المعلومات بتونس في منتصف سبتمبر 2005 ، قطعت الانترنات والتلفون الموضوعين علي ذمة نشاط فرع الرابطة ببنزرت وليومنا الحاضر .
ان هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و بعد إعلامها الرأي العام بما حصل تعبر عن:
– إدانتها لهذه الأساليب القمعية التي تتمسك بها السلطة ضاربة عرض الحائط بجميع قوانين البلاد،(وهي من شرعتها )، و المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان التي تتباهي بالمصادقة عليها.
– تمسكها باستقلالية الرابطة عن كل احتواء وتدجين مهما كان مصدره ، وبحقها في الاجتماع بمنخرطيها وبالقيام بنشاطاتها العادية التي يخولها لها القانون
– دعوتها السلطات التونسية إلى الكف عن هذه الإجراءات الزجرية المقصود بها حرمان المواطنين من حقهم في الحياة الجمعياتية الحرة في ظل القانون.
– حثها كافة منخرطي الفرع على التجند للدفاع عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و التمسك بها كمكسب وطني ساهم منذ ثلاثين سنة في الدفاع عن الحقوق الأساسية للتونسيين، و في فضح جميع الممارسات القمعية الممنوعة وطنيا ودوليا وأخلاقيا التي تنتهجها السلطة منذ 15 سنة.
عن هيئة الفرع
علي بن سالم
إلـى السيـد : والـــي جندوبة تحيـــة طيبــة وبعد ؛ ببالغ الإنشغال ترفع هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الى سيادتكم هذا التقرير المتمثل في منعها من النشاط داخل مقرها الكائن بنهج محمد علي عمارة البقلوطي بجندوبة وذلك اليوم 21 فيفري 2006 من طرف عدد غفير من أعوان الأمن بالزي المدني دون موجب قانوني ودون الإستظهار بأي قرار كتابي في هذا الشأن . فلتجأنا الى سيادتكم بمقر الولاية من اجل المطالبة برفع الحصار الامني المضروب على المقر منذ شهر سبتمبر 2005 وحقـنا في النشاط العادي للفرع . وعند دخولنا الى مقر الولاية ؛ وامام مكتبكم التحق بنا السيد رئيس منطقة الشرطة مصحوبا بعدد غفير من اعوان الامن بالزي المدني وطلب منا مغادرة الولاية فورا . وبعد إعلامنا من طرف الحاجب بعدم وجودكم في مكتبكم وعدم وجود من يمثلكم انسحبت هيئة الفرع وبناء عليه فإن هيئة الفرع : 1 ـ تعبر لكم عن تنديدها لمنعها من النشاط داخل مقرها وعدم تمكينها من مقابلة المسؤول الأول بالجهة . 2 ـ تطلب من سيادتكم تحديد موعد لعقد جلسة مع هيئة الفرع للنظر في هذا الملف في أقرب الآجال . وفي الأخير تقبلوا سيدي الوالي فائق عبارات التقدير والإحترام . عن هيئـة الفـرع الرئيس الهادي بن رمضان
المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع
تونس في 18 فيفري 2006
تزايد الانتهاكات ضدّ حرية الصحافة
ينبّه المرصد الوطني لحرية الصحافة والإبداع والنشر الرأي العام إلى تزايد ممارسات الرقابة التي تستهدف الصحف التونسية والأجنبيّة في تونس.
فبعد مصادرة ثلاثة نشريات تونسية من الأكشاك أواخر الشهر الماضي.
1- منعت السلطات التونسية يوم 7 فيفري 2006 توزيع العدد 257 من المجلّة الأسبوعية “المرأة اليوم” التي تصدر من دبي، ويبدو أنّ سبب حجز المجلّة يعود إلى مقال للصحفي عزالدين الميهوبي تطرّق فيه إلى مرض الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
2- كما حجز عددي 4 و7 فيفري 2006 من صحيفة “لوموند” الفرنسية.
ويُذكر أنّ عدة صحف أجنبيّة ممنوعة من التوزيع في تونس، ومنها الصحف الجزائرية والمغربية، وصحيفتي “ليبيراسيون” و” لو كانار أونشيني” الفرنسيتين.
وكانت صحيفة “الحياة” اللندنية قد أوقف توزيعها في تونس منذ سنوات عديدة. أمّا صحيفة “القدس العربي” فيمنع توزيعها من حين لآخر.
3- عمدت عناصر البوليس السياسي إلى إيقاف مدافعين عن حقوق الإنسان وأعضاء من هيئة تحرير مجلّة “كلمة” في الطريق العام وتفتيشهم وافتكاك نسخ مطبوعة من العدد 40 من المجلّة كانت بحوزتهم.
يذكر أنّ مصالح وزارة الداخلية التونسية تتعمّد حرمان مجلّة “كلمة” من اعتمادها كنشرية مطبوعة رغم استكمال هيئة إدارتها للشروط القانونية المطلوبة.
وكان فريق مجلّة كلمة قد أعاد، وللمرّة الرابعة منذ 1999، القيام بإجراءات الإعلام يوم 10 سبتمبر 2005 حسب ما يضبطه القانون (بالفصل 13 من مجلّة الصحافة)، وذلك بحضور ممثلين عن بعثة “أيفيكس” إلى تونس، دون الحصول على الوصل القانوني الذي يخوّل إشهار المجلّة بالرائد الرسمي وطبعها.
ويقوم فريق “كلمة” بنشر المجلّة على شبكة الانترنت منذ سنة 2000، غير أنّ السلطات التونسية تحجب موقعها في تونس ولا يتمكّن القرّاء التونسيّون من الوصول إليها. ولهذه الأسباب قررت المجلّة أن يتمّ طبعها بوسائل ذاتية وتوزيعها في أوساط النشطاء.
والمرصد الوطني لحرية الصحافة والإبداع والنشر :
– يعبّر عن انشغاله لتصعيد الرقابة المسلّطة على الصحافة التونسية والأجنبيّة في الوقت الذي وعدت فيه السلطات بتحرير قطاع الصحافة في تونس.
– يذكّر بأنّه رغم إلغاء إجراء الإيداع القانوني للصحف والدوريات التونسية والذي تمّ إقراره أخيرا في مجلس النوّاب فإنّه ظلّ يمارس على الصحافة الأجنبيّة وتحوّل إلى شكل من أشكال الرقابة المسبقة التي تمارسها وزارة الداخلية كلّما انتقدت هذه الصحف السياسة التونسية أو تطرّقت إلى “مواضيع محرّمة”.
– يعتبر أنّ إلغاء الإيداع القانوني على الصحف والدوريات التونسية لم يكن دليلا على حرية التعبير بل العكس عادت آلة الرقابة. وهذا ما يدلّ على أنّ العائق لم يكن “الإيداع القانوني” الذي هو إجراء عادي لحفظ الذاكرة الوطنيّة، بل انغلاق السلطات العمومية إزاء أيّ مناخ لحرية الصحافة.
– يطالب بإلغاء وجوبيّة وصل الإعلام لنشر الصحف والدوريات الجديدة والسماح بحرية إنشاء المحطات الإذاعية والتلفزية للجميع.
عن المرصد
الرئيس
د- محمد الطالبي
الاتحاد العام التونسي للشغل
النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي
النقابة الأساسية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس
صفاقس في 18 فيفري 2006
بيـــــان نقـــــابــي
نحن الأساتذة الجامعيون بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس المجتمعون في وقفة احتجاجية على الاستفزازات العنصرية التي تقوم بها أطراف معادية للتعايش السلمي بين الحضارات والمجتمعات و التي تدفع إلى مزيد من القطيعة و العداء بين الشعوب نعـــبر عـــــــن:
– استنكارنا الشديد لنشر الرسوم المؤذية لنبئ الرحمة صلى الله عليه وسلم في العديد من الصحف الأوروبية إمعانا في امتهان المسلمين و تحديا لمشاعرهم تجاه رموزهم الحضارية وقيمهم الدينية.
– استهجاننا لانسياق فئات من السياسيين العنصريين في هذه الحملة تأكيدا على حقدهم و عداوتهم لقيم الشعوب الإسلامية واستهدافا لكرامتها
– دعوتنا لاتخاذ مواقف حازمة ومدروسة تجاه هذه الحملة المستهدفة لتحقير و إذلال المسلمين حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات العنصرية.
– تنبيهنا إلى أن تجرؤ العنصريين على استهداف المسلمين في قيمهم ورموزهم جاء نتيجة انخراط فئات عديدة في حملات التشكيك والانخراط الظالم في المنظومة الأمريكية لمقاومة الإرهاب.
عن المكتب التنفيذي للنقابة
الكاتب العام – عارف المعالج
لبنة جديدة بروح الشباب على درب الرسالة الخالدة إيمان مطلق برسالة الأمة ووفاء دائم لنضالات البعثيين بتونس
بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي
بسم الله الرحمان الرحيم
اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي
” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه “
ببالغ الأسى ينعى اللقاء الإصلاحي الديمقراطي رحيل شيخنا الجليل المرحوم عبد الرحمان خليف، ولقد فقدت أمتنا والشعب التونسي عالما جليلا ورجل ميدان، وناصرا للحق ومناهضا للطغيان.
ولقد تتالت المحن والابتلاءات على شيخنا رحمه الله، حتى قاربت رقبته الطاهرة حبل المشنقة، فما استكان وما انسحب، بل وقف وقفة الرجال الذين صدقوا وصبروا وصابروا، ولن تنس تونس والأجيال المتعاقبة بصمات المرحوم من تربية وتعليم وتحفيظ، ومن مواقف حاول من خلالها الشيخ الجليل إثبات تلازم العالم مع الجماهير والتصاقه بهموم الناس ولقاء فقه النظر مع فقه العمل.
لقد وقف المرحوم في مواطن يظل الوقوف فيها مجلبة للإذلال والمصاعب والتشريد والسجون، فرفض تدنيس المساجد واحترام مكانتها الخاصة، ورفض التأويل الجائر والمتعدي للمقدس الواضح والمثبت، فنادى بعدم الامتثال لدعوة الإفطار في رمضان، وناهض المواقف الرسمية ضد الحجاب.
واللقــاء الإصلاحي الديمقراطي الذي يعتبر فلسفته امتدادا لفكر الإصلاح وفقه الوقوف والصبر، وسلوكيات الحلم والسماحة والكلمة الطيبة، والذي مثله فقيدنا الشيخ الجليل المرحوم عبد الرحمان خليف خير تمثيل، فإنه يرفع تعازيه إلى الأسرة الكريمة وإلى أبناء القيروان وبناتها ، وإلى علماء تونس الأفاضل وإلى الشعب التونسي الوفي لتراثه ولعلمائه، وإلى كل عالم عامل وكل داع للحق بروية ورشد.
صادقا كنت، وصادقا عشت، وصادقا تغادرنا إلى منازل البقاء، وإنا لفراقك ياشيخنا لمحزونون.
رحم الله شيخنا عبد الرحمان خليف وأسكنه فراديس جنانه وجمعنا وإياه في جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
د.خالد الطراولي
باريس 21 محرم 1427 / 20 فيفري 2006.
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
تلاكسكالا: شبكة المترجمين من اجل التنوع اللغوي
تتشرف شبكة المترجمين من اجل التنوع اللغوي بإعلامكم بميلادها.
للتعرف علينا وعلى اعمالنا وعلى اهدافنا ندعوكم لقراءة بياننا واكتشاف ترجماتنا وذلك بدخول موقعنا: http://www.tlaxcala.es (عنوان البريد الألكتروني: tlaxcala@tlaxcala.es)
احتجاجات بتونس للمطالبة بحرية الاجتماع
70 رجل أمن تونسي “يسحلون” مراسل العربية.نت ويمنعون نشاطه
(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 21 فيفري 2006)
وصلة الموضوع: http://www.alarabiya.net/Articles/2006/02/21/21344.htm
غرق 11 بحارا تونسيا والعثور على حطام سفينتهم قبالة الساحل
تونس (رويترز) – اعلنت مصادر حكومية عن غرق 11 بحارا تونسيا بعد ان عثرت يوم الثلاثاء قوات من البحرية والجيش على حطام مركب صيدهم قبالة سواحل حلق الواد في ضواحي العاصمة دون العثور على أي جثة.
وكانت الاتصالات قد انقطعت بسفينة الصيد (الوسلاتية) وعلى متنها 11 بحارا في السادس من الشهر الجاري بعد أن غادرت ميناء حلق الواد باتجاه جزيرة زمبرة في المياه الاقليمية التونسية.
واستمرت عمليات البحث عن المركب نحو أسبوعين بأمر من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
ونقلت وكالة الانباء الحكومية عن مصادر من وزارة الموارد المائية قولها إن وحدات تابعة لجيش البحر والطيران قامت بتمشيط المنطقة التي شوهد فيها المركب قبل فقدانه واستعملت كل التقنيات بمساعدة مختصين أجانب مما مكن من تحديد موقع حطام المركب دون أن يعثر على أي جثة للبحارة.
واضافت نفس المصادر “بذلك استوفيت كل الوسائل التقنية التي يمكن اللجوء إليها في مثل هذه الحالة الاليمة”.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 21 فيفري 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
التأكد من هوية مركب “الوسلاتية” الغارق بقاع البحر
علمنا من مصدر مأذون بوزارة الفلاحة والموارد المائية أنه على اثر فقدان مركب الصيد بالجر “الوسلاتية” الذي أبحر من ميناء حلق الوادى ليلة 4 فيفرى 2006 وانقطعت أخباره منذ يوم الاثنين 6 فيفرى 2006 تم بتعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي تسخير جميع الوسائل المتوفرة للبحث عن المركب وعن البحارة الذين كانوا على متنه.
وقد قامت وحدات تابعة لجيشي البحر والطيران بتمشيط كامل المنطقة التي شوهد فيها المركب قبل فقدانه واستعملت كل التقنيات المتاحة وطنيا مما مكن من تحديد موقع حطام المركب.
وفي مرحلة ثانية تمت الاستعانة بخبرات وتجهيزات مختصين أجانب بما أدى الى التأكد من هوية المركب الغارق بقاع البحر في عمق يقارب المائة متر ودون الوصول الى أى نتيجة أخرى.
وبذلك تكون قد استوفيت كل الوسائل التقنية التي يمكن اللجوء اليها داخليا وخارجيا في مثل هذه الحالة الاليمة.
(المصدر: موقع “أخبار تونس” الرسمي بتاريخ 21 فيفري 2006)
رئيسا حكومتي تونس والمغرب يجريان محادثات سياسية اقتصادية بالرباط
الرباط ـ القدس العربي:
بدأت بالرباط ظهر امس الاثنين محادثات مغربية تونسية تتمحور، حسب المصادر الرسمية، حول التعاون الثنائي في الميدان التجاري الاقتصادي.
ووصل الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي الي الرباط ظهر امس في زيارة عمل قصيرة للمغرب لاجراء محادثات مع نظيره المغربي ادريس جطو.
وقال الغنوشي ان زيارته للمغرب تهدف الي ضمان متابعة تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والرفع من حجم المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة.
واكد جطو ان زيارة المسؤول التونسي تمكن من تقييم العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور بين البلدين حول عدد من الملفات وخاصة ملف المغرب العربي والعلاقات مع الاتحاد الاوروبي وان الطرفين يبحثان مواضيع تحرير قطاع النسيج وانعكاساته علي الصناعة بالبلدين، وارتفاع سعر المحروقات، وآخر المستجدات علي الساحة الدولية وخاصة القضية الفلسطينية وملف العراق.
ويشير طبيعة الوفد المرافق للمسؤول التونسي في زيارته للمغرب الي الطبيعة التجارية للزيارة والمباحثات التي يجريها حيث يضم الوفد وزير التجارة والصناعة التقليدية منذر الزنايدي، وكاتب الدولة لدي وزير الصناعة رضا بن مصباح، والرئيس المدير العام لاتصالات تونس احمد المحجوب.
الا ان الاوساط الدبلوماسية تتوقف امام الزيارة كونها تأتي بعد ايام قليلة من اجتماعات اللجنة التونسية الجزائرية المشتركة التي عقدت بتونس علي مستوي الوزير الاول والجولة المغاربية لوزير الدفاع الامريكي رونالد رامسفيلد ومدير مكتب التحقيقات الامريكي (اف بي اي) روبرت ميلور.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 فيفري 2006)
انتخابات المحامين الشبان:
ترشحان فقط وتكتّم عن التحالفات
* تونس ـ الشروق :
علمت «الشروق» أن الهيئة المديرة لجمعية المحامين الشبان لم تتلق الى غاية الأمس الا ترشحين اثنين فقط لعضوية الهيئة المقبلة التي ستنتخبها الجلسة العامة الانتخابية للجمعية المقرّر عقدها يوم 4 مارس المقبل بقصر العدالة بالعاصمة.
ويتعلق الأمر تحديدا بترشح كل من الاستاذ سامي شطورو (من صفاقس) والاستاذ هيثم خذير (من سوسة).
ويحصل هذا الشحّ في الترشحات رغم مرور أسبوع كامل عن فتح باب الترشح الذي سيغلق يوم الاثنين المقبل الموافق لـ 27 فيفري الجاري.
ويبدو أن عملية تقديم الترشحات قد أخذت خطّها ونسقها التقليدي الذي أخذته في كافة المواعيد الانتخابية السابقة حيث جرت العادة ان يتم تأجيل الترشحات الى اليوم او اليومين الأخيرين وهي عملية تدخل في سياق التكتيك الانتخابي للمحامين الشبان الذي ينبني أساسا على اخفاء التحالفات والتكتم عن التكتلات الانتخابية حتى لا يتم التشويش عليها وحتى لا تتداخل الاوراق.
* طريق الفوز
وللتذكير فإن التجارب السابقة أثبتت ان الفوز بعضوية جمعية المحامين الشبان يقتضي وجوبا خوض العملية الانتخابية ضمن التحالفات اما من يدخلها بصفة فردية ومستقلة فإن احتمال فوزه وصعوده يبقى ضعيفا جدا ان لم يكن منعدما. ولذلك يلاحظ حرص كل تحالف او تكتل على اخفاء الاسماء والوجوه التي سيراهن عليها وسيدخل بها السباق الانتخابي. ويمكن من هذا المنطلق ان نفهم جيدا فلسفة تأجيل تقديم الترشحات الى اللحظات الاخيرة بل ان المرجّح ان يقدم كل تحالف مرشحيه بصفة متفرّقة وليس دفعة واحدة.
وعموما سوف لن تكشف خيوط اللعبة الانتخابية ونسيج التحالفات الا خلال الجلسة الانتخابية عندما يتم توزيع قوائم المرشحين على الناخبين رغم ان حديث الكواليس والتسريبات تشير الى تشكل ثلاث قوائم الى حد الآن وتعود الاولى الى تيار المعارضة والثانية الى تيار اليسار المنشق عن التيار الاول وتمثل القائمة الثالثة المحامين التجمعيين.
وعلى صعيد آخر ينتطر ان تخضع الهيئة المديرة الحالية للجمعية ورئيسها الاستاذ لطفي العربي الى المحاسبة على أدائها خلال المدة النيابية الحالية وذلك خلال جلسة النقاش العام التي ستعقد يوم3 مارس المقبل.
* محاسبة
ويتوقع ان تواجه الهيئة المتخلية انتقادات لاذعة عن أدائها في بعض الملفات التي تشغل عموم المحامين وليس المحامين الشبان فحسب مثل ملف الحقوق الادبية للمحامين وحماية المحامي عند مباشرة المهنة وغير ذلك من الملفات التي يغلب عليها الطابع السياسي الذي لا يدخل ضمن مشمولات الجمعية ولكنه يطغى على أغلب اجتماعاتها واجتماعات المحامين بوجه عام.
الا أن هذا لا يمكن ان يحجب النقاط والجوانب الايجابية في اداء الهيئة المتخلية والتي من أبرزها التسهيلات التي أقرّت ويسّرت عملية حصول المحامين المتمرّنين على التساخير وكذلك المنحة المالية التي تم اقرارها لهم وقدرها 120 دينارا شهريا والتي سيتم الشروع في صرفها بداية مارس المقبل.
كما يحسب في رصيد الهيئة المديرة الحالية الاتفاقية التي أبرمتها مع بنك الاسكان والتي تخول للمحامين الشبان وخصوصا الجدد الحصول على قروض ميسرة من البنك وأيضا الاتفاقية الاخرى المبرمة مع شركة الخطوط الجوية التونسية والتي ينتفع المحامون الشبان بمقتضاها بتخفيض بنسبة 10 من تذكرة السفر وهو اجراء انطلق العمل به بداية من جانفي الفارط.
* محمد اليزيدي
(المصدر: صحيفة “الشروق” الصادرة يوم 20 فيفري 2006)
الفاجعة العظيمة
خميس بن علي الماجري
قال تعالى :” وبشّر الصّابرين الّذين إذا أصيبوا بمصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” اللّهمّ أجرنا في مصيبتنا وآخلفنا خيرا منها “
الموت نهاية كلّ حيّ وما كان ليخلد في هذه الفانية شيء ” كلّ من عليها فان 26 ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام .27 الرّحمان
لقد مات الأنبياء العظام ، فكيف يخلد غيرهم وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مّتّ فهم الخالدون 34 الأنبياء .
حكم المنيّة في البريّة جاري ………………. ما هذه الدّنيا بدار قرار
فالعيش نوم و المنيّة يقظة ………………. والمرء بينهما خيال ساري
إنّ مصيبة الموت فاجعة عظمى ورزيّة جلاّ تعظمان بفقد وارث من ورثة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في زمن عزّ فيه ورثته خاصّة في تونس ، فبفقده تصاب الأمّة باليتم . فأنّى تجد في الخضراء أبا رحيما ، وناصحا أمين ، وعالم جليلا ، ومجاهد ثابتا ، ورجلا شهما …
لعمرك ماالرّزيّة فقد مال …………………… ولا شاة تموت ولا بعير
ولكنّ الرّزيّة فقد شهم …………………… يموت بموته بشر كثير
إنّ فقد العلماء مصيبة عظيمة في الدين وهي أعظم من مصيبة الدّنيا ، وفقدانهم فقدان شرع وليس فقدان بدن . فعن الحسن البصري قال: كانوا يقولون: (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار). [رواه الدارمي ح342].
وعن أبي الدرداء في حديث في إسناده مجهول: أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم)) [روى الطبراني في الكبير. مجمع الزوائد 1/203]. ونحوه روى البزار عن عائشة مرفوعاً، وفيه من يضعف [مجمع الزوائد 1/201]
وقال عمر رضي الله عنه: موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه.
وقال ابن القيم: ووجه قول عمر أن هذا العالم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد، فنفعه مقصور على نفسه. [مفتاح دار السعادة 1/121].
وقال أيضا: لمّا كان صلاح الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناس كالبهائم، بل أسوأ حالاً كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلاّ خلف غيره له. [مفتاح دار السعادة 1/68]
وبموت العلماء يموت الإسلام ، يقول ابن مسعود: أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ يكون في القبيلة عالمان، فيموت أحدهما فيذهب نصف العلم، ويموت الآخر فيذهب علمهم كله.
وعنه رضي الله عنه أنه قال: (أتدرون كيف ينقص الإسلام ؟ قالوا: كما ينقص الثوب، وكما ينقص سمن الدابة، وكما ينقص الدرهم. قال: إن ذلك لمنه. وأكبر من ذلك موت العلماء) [رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله موثوقون. مجمع الزوائد 1/202] .
. قاله ابن القيّم في إعلام الموقّعين 1/7.
ما مات الشّيخ عبد الرّحمان خليف رحمه الله تعالى ولكن مات بنيان قوم
وما كان ”
خليف ” هلكه هلك واحد …… …. ولكنّه بنيان قوم تهدّماإنّ الّذي يعين بحمد الله على هذه الفاجعة العظيمة وعلى هذا المصاب الجلل أمور منها :
ـ الرّضا والتّسليم لأمر الله عزّ وجلّ وقدره .
ـ شهادة النّاس في الشّيخ وإجماعهم على علمه ورعه وجهاده وذبّه عن الشّريعة الغرّاء إلى آخر لحظات حياته وعلى فراش مرضه . وكيف لا يشهد له النّاس والعلماء هم شهود الله الّذين قرنهم الله تعالى باسمه واسم ملائكته
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم [آل عمران:18].
ـ تذكّر أعظم مصيبة مرّت على الأمّة جمعاء وهي مصيبة فقد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم . فهو القائل :”
من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته فيّ “إصبر لكلّ مصيبة وتجلّد …………….. وآعلم بأنّ الموت غير مخلّد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها ………….. فآذكر مصابك بالنّبيّ محمّد
ـ دعاء المولى عزّ وجلّ أن يخلفنا خيرا منه :فقد جاء في الصّحيح أنّ من قال حين المصيبة :” اللّهمّ أجرنا في مصيبتنا وآخلفنا خيرا منها .” إلاّ عوّضنا الله تعالى خيرا منها .
فنسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يخلّد ذكره وأن يعفو عنه وأن يتقبّله في العلماء العاملين مع الأنبياء والشّهداء والصّاحين ،وأن يرزق أهله وولده وطلبته عظيم الصّبر على قدر محبّته وتقديره وإجلاله وأن يهب تونسنا رجالا عظاما يحسنون الخلف لخير السّلف ينيرون الدّرب ويبصّرون السّبيل ..
اللّهمّ إنّنا نشهد لك ، أنّنا ندينك ونتقرّب إليك ، يا ألله يا ذا الجلال والإكرام ، باحترام العلماء الهداة.و أنّنا نعتقد أنّ إجلال الشّيخ العامل الهادي من إجلالك: ” إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان للقسط ” رواه أبو داود ح4843.
وإنّنا نشهد الله تعالى في الدّنيا والآخرة أنّ شيخنا الفاضل عبد الرّحمان خليف ـ رحمه الله تعالى ـ ممّن أراد الله بهم خيرا . ففي الصّحيحين عن معاوية رضي الله عنه قال : ” من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدّين”
ونشهد أنّ شيخنا كان فضله علينا عظيما وأنّه من ورثة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم : ”
فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة القدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهم، وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر.”ونشهد أنّ شيخنا كان ” جماعة” لما كان يحمله من همّ الآخرة ، ولما قاله من حقّ ولما مارسه من صدق . قال سفيان الثوري: “لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة”.
ونشهد أنّ الشّيخ لا ينقطع عمله للعلم النّافع الّذي تركه والولد الصّالح الّذي خلفه . لما جاء في الصّحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.ونشهد أنّه من علماء الخضراء العاملين ، القوّالين للحقّ ،الشّاهدين بالصّدق ، الثّابتين على العقيدة ، الصّادقين مع ربّهم على العهد ، هانت عليه نفسه في سبيل الله تعالى . لم يتبع كلّ ناعق ، ولم يمل مع كلّ ريح ، بل ثبت كالجبال الشّامخة قال علي رضي الله عنه: (يا كميل بن زياد: القلوب أوعية فخيرها أوعاها. احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يجيئوا إلى ركن وثيق). الفقيه والمتفقه 2/50.
ونشهد أنّ طغيان السّلطة في تونس إستخفّ به ، ولا يستخفّ بمثل الشّيخ من حملة العلم إلاّ منافق . ”
ثلاث لم يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط ” رواه الطبراني .ونشهد أنّ من آذى شيخنا ، ومن بقي منهم من الأحياء ، فقد آذى رسول الله قال ابن عباس رضي الله عنهما: (
من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله عز وجل).كان أوّل لقاء لي بالشّيخ عبد الرّحمان خليف ـ رحمه الله تعالى ـ في سنة 1978 في كلّيّة الشّريعة بتونس العاصمة يوم جاء يختبر حفظة القرآن في الكلّيّة ،ولم يكن هناك حفظة ، ولا أذكرأنّ أحدا عرض عليه القرآن ، ودخلت عليه ، وهو ينتظر من يقدم عليه ، فآستقبلني بحفاوة وقام من كرسيّه وآبتسم لي إبتسامة الّذي يعرفني حتّى يشجّعني على هذا الإمتحان العسير: عرض قرآن على رجل لا أعرفه معرفة شخصيّة ، ولكنّنا سمعنا جميعا أنّه العالم الّذي وقف أمام الطّاغية بورقيبة وهبّ معه الشّعب … كان مهابا ، جميل المنظر، صافي البشرة ، نظيف الهندام ، قليل الكلام ، تعدّ مفرداته عدّا ، غير أنّك ترى من وراء عينيه الصّافيتين ذكاء وحدّة وجدّا…وأذكر أنّه سألني أثناء العرض عليه عن معاني بعض الآيات وكان يعينني على الإجابة ، وكأنّه يرشدني إلى وجوب الحرص على الفهم .
ثمّ كان لي معه بعد ذلك صحبة ، حيث كنت أزوره إلى القيروان بعد بآستمرار ، وكان يكرمنا حيث يخصّص لنا وقتا طويلا عادة ما يكون وقت الضّحى في مسجده الجامع ، كنّا نتكلّم في كلّ شيء ، فقها وعلما وسياسة وغير ذلك …حتّى أنّه رحمه الله تعالى طرح علينا يستأنس برأينا حول مشاركته في الحياة السّياسيّة وعضويّته في مجلس النّوّاب ، وطرح لنا الجهات الّتي تدخّلت وآقترحت عليه الأمر وهم بعض طلبته المستشارين لساكن قصر قرطاج ،ولقد رأيت منه توقّفا مشوبا بالحرص على خوض تجربة المساهمة في إصلاح ما أفسده بورقيبة ،خاصّة وقد عاملته السّلطة المتمثّلة في القصر والوزارة الأولى ب”الإحترام الشّديد” وبعض مستشاري القصر ، فكنت من المشيرين عليه بالرّأي فحمدني على ذلك . ولقد دخل الرّجل من أجل الإصلاح ولكنّه عودي وأوذي فلم يعد لذلك أبدا ، حيث أنهى جهاده معهم بإنهاء عضويّه .. وكان ممّا قاله لي يوم جاء البكّوش الوزير الأوّل ل7 نوفمبر مع معمّر القذّافي حيث حضرا خطبة الجمعة فتعمّد الشّيخ رحمه الله أن يتناول مسألة القوميّة بالنّقد معرّجا على المنهج الإسلاميّ في الوحدة ، فما كان من القذّافي بعد الخطبة إلاّ أن شكر للشّيخ و قال له : ياشيخ لم أسمع الخطبة جيّدا وبالتّالي لم أفهمها ، وعلى كلّ حال هي مسجّلة ، فسأسمعها من جديد وسوف أردّ عليك !!! ولا أظنّ أنّ القذّافي ردّ عليه أبدا.
لقد كان الشّيخ ” جماعة ” بأتمّ معنى الكلمة ، فقد كان يناضل على جبهات متعدّد ة دعويّة وثقافيّة وأجتماعيّة أخلاقيّة ، حتّى إذا لم تجد السّلطة له آذانا صاغية فقد لقي إعتباره لدى بعض رجال الخليج ، فقدّموه في بعض قنواتهم حتّى يراه العالم العربيّ والإسلاميّ ، وكم كانت له صراعات ومرارات مع ” العهد الجديد ” الّذي آدّعى أنّه تصالح مع الإسلام رجالا ومؤسّسات وشعائر… ومن ذلك أنّه حكى لي رحمه الله تعالى أنّه يكدح لا من أجل إلغاء دور البغاء في مدينة القيروان ، بل من أجل إخراج ذلك الفساد وتلك المحال خارج المدينة …
إلى كلّ من يحبّ الشّيخ رحمه الله تعالى أن يتبع خطاه في طلب العلم ونشره بين النّاس فإنّ من أراد الله به خيرا فقّهه في الدّين ، ومن أراد الله به شرّا لم يفقّهه في الدّين ، ومن لم يتفقّه في الدّين فلا تدري في أيّ وادي شرّ يقع !!! نسأل الله العفو والعافية . قال تعالى :” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ” وقال : ” يا أيّتها النّفس المطمئنّة إرجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فآدخلي في عبادي وآدخلي جنّتي ”
الإبن البارّ لأهل العلم الهداة العاملين ، وخادم العلم الشّريف : خميس بن علي الماجري
صحْ…………………….آفيّون ! ( 3 )
بقلم : سليم بوخذير ( * )
….ما ذكّرني بحكاية صاحبنا هذا و بالتهديدات التي وجّهها لي في رمضان الفارط و التي سبق أن رميتها بعيدا و لم أرد عليها ، هو أنّ الحكاية تكررت و بنفس السيناريو تقريبا مؤخرا ، فهل تعرفون صوت من ذاك الذي طلع لي من الهاتف الجوّال على الساعة الواحدة صباحا مؤخرا ، أي والله الواحدة صباحا ، إنّه صوت صغيرة من نفس حجم صغيرنا الآخر ، بل و الغريب أنهما معا …
..عرفتها مجرّد سكرتيرة منذ سنوات معدودة جدا و كنت دائما من المقتنعين بأنها لا تعرف من الكتابة غير تدوين اسمها و لقبها و تسجيل المواعيد لمدرائها ، و هي نفسها كانت إلى وقت قريب جدا مقتنعة تماما بأن هذه هي كل امكاناتها في الكتابة …..فاذا بي بماذا أفاجأ أخيرا ؟ هل تدرون بماذا؟ بأن أختنا كبرت أختنا و كبرت و كبرت وكبرت في زمن قياسي و بطرق غير معلومة لديّ الى حدّ الان، لتطلع لي هكذا فجأة من شبكة الجوّال هي الأخرى في الساعات الأولى من أحد الأيام القليلة الماضية ، لتفعل بي ما فعل صاحبها سابقا ، فقد طلبتني مزمجرة هائجة مائجة هي بدورها ….نعم سكرتيرة أول أمس تطلع لي أنا اليوم مزمجرة غاضبة …
فالانسة السكرتيرة صارت على ما يبدو صحفية ( و السؤال هو كيف ومن أين و متى؟. ) و لكنّها صحفيّة على طريقة العم أسامة ، فهي لا تكتفي بمجرّد الانضمام الى مهنة لا تعرفها من قبل ، و لا يكفيها كذلك أنها لا تكتب الحقائق ، وذلك التزاما بتعليمات العم أسامة ، و إنّما لا بدّ لها أيضا أن تأخذ هي الأخرى نصيبها من التطاول على واحد ممّن يكتبون هذه الحقائق ….
فقد كنت كتبت تقريرا محايدا تماما عن موضوع مصادرة السلطات التونسية لمجلة ” المرأة اليوم ” بسبب إثارة الكاتب الجزائري الأستاذ عز الدين ميهوبي لمسألة مرض الرئيس التونسي في مقال له بالمجلة ، و نشرت التقرير في موقع ” العربية نت ” مساءها وتحديدا يوم السبت 11 فيفري …
و لكن و عوض أن يحتجّ عن التقرير الرئيس بن علي مثلا أو وزير الداخلية أو حتى أسامة الرمضاني و هم المعنيون أكثر من غيرهم بفحوى الموضوع ، لم يرفع أيّ منهم سمّاعة الهاتف ليزمجر و يتوعّد ويهدّد ، ولكنّ أختنا فعلتها … أجل فعلتها ، فقد ردّدت على مسمعيّ يومها كلاما من قبيل أن حكومتنا ( تعني حكومتها هي ) لها الحق في أن تصادر ” المرأة اليوم ” لأنها تجاوزت الحدّ في رأيها .. و تابعت قائلة إنّ هذا الذي اسمه الميهوبي ( حاشاه الأستاذ عز الدين ) إنما يكتب مقالات تتطاير منها الشّرور .هكذا نطقتها . … الى غير ذلك من الكلام الفارغ الذي ردّدته لي …قبل أن أقطع المكالمة…
و الآن ، هل تعرفون ، من أين تعيش هذه البنيّة التي كادت أن تقتلني لأنني كتبت عن مصادرة مجلة عربية بطريقة غير قانونية ولا تحتكم إلى أي قرار قضائي ، إنها تعيش من راتب قار من نفس هذه المجلة التي ساندت أختنا سكرتيرة الأمس قرار السلطات التونسية ُمصادرتها ، أي أنها تأكل الغلّة و تسبّ الملّة كما يقال و ذلك فقط ارضاء لخاطر العم أسامة و عطاياه الخفية و العلنية …فهل بعد هذا عجب يا ناس ؟..
بل أنّني أذهب بكم الى أكثر من هذا ، لأجزم أنّ مسألة اشتراط أن تكون مواطنا عاديّا بلا أي كفاءة تذكر حتّى يضمّوك الى الصحافة ، لا تنسحب فقط على من نصّبوهم علينا صحافيين ، بل تنسحب أيضا حتّى على من نصّبوهم على القطاع مسؤولين سامين .. فهذا الأمر ينسحب أيضا في رأيي حتّى على المدعو أسامة الرمضاني نفسه ، فعودوا الى تاريخ هذا الرجل ..ستجدونه فعلا قد نال عديد المناصب سابقا ، إلى أن وصل إلى منصبه الحالي على رأس القطاع ، و لكن دققوا النّظر بعد ذلك جيّدا في مسيرته تلك ، و عندها أتحدّاكم لو عثرتم لي على مقال واحد كتبه هذا المواطن في حياته و أتحدّاه هو نفسه الآن لو يكتب لنا مقالا اليوم و لو قصيرا جدا يثبت أنه ينتمي الى فئة أخرى من البشر غير هؤلاء الأمّيين الجدد الذين أتحدّث عنهم ….
ذلك أن ظاهرة الأمية العصرية هذه لم تعد مشروطة عليك اليوم في ” تونس العهد الجديد ” فقط عندما ترغب في التحول الى صحفي ، بل أيضا هي صارت مقياسا أساسيا على ما يبدو ، أيضا في اختيار اسم المسؤول الذي تُمنح له مقاليد قطاع الاعلام ، و عندما تحاول أن تعرف أيّ حكمة للحكومة في تعميمها هذا لهذه الأمية الصحفيّة الجديدة حتّى على المسؤولين الجدد على القطاع …تفهم السبب بيسر شديد ….
فحكومتنا الموقّرة وببساطة ، إنّما لا تريد من كلّ هذا يا سادة يا مادة ، فقط تكبيل قطاع الاعلام …. بل و أيضا إقالته أصلا من
الساّحة و استبعاده تماما من المشهد …تماما كما فعلت مع المجتمع المدني من منظمات و أحزاب ، فهي و بكلّ بساطة إنما خلقت لهم أحزابا و جمعيات وهمية كثيرة ، حتى يختفي كلّ صدى لأي ّ حزب حقيقيّ أو منظمة فعلية منها ، في الزحام ….
و هكذا فالأسلم أن لا نقول إنّ الحكومة و على مرّ السنوات الماضية كانت بصدد محاصرة الاعلام و رجال الاعلام .. و إنّما الأسلم و الأصحّ أن نقول إنّها ” شالت ” تماما قطاعا في البلد إسمه الاعلام و إستبعدت فئة من الناس إسمهم رجال الاعلام ، و خلقت بديلا عنهم وعن قطاعهم ، و بقصد واضح و جهد واضح ، قطاعا وهميّا سمّته ، ظلما و بهتانا ، قطاع الاعلام .. و أسندت مقاليده إلى من قد يمكن لنا اعتبارهم متعلمين في كل مجال ، إلاّ في علاقتهم بالمهنة الصحفيّة ، فهم فيها ، أميّون جدد و بإمتياز ..
و لكن ، و رغم كلّ هذطه الأسوار التي حاولت الحكومة اعلاءها في وجه الاعلام الحقيقي و رجاله الحقيقيين من خلال اعلاء شأن قطاع الاعلام الوهميهذا الذّي فرضته على التونسيين غصبا و مع سابقيّة الإضمار و الترصّد . و رغم كلّ هذه الزحمة الصحفيّة المظلّلة التّي سعت الى إشاعتها في المشهد الاعلامي التونسي من خلال تشجيعها المتواصل ، على ” تناسل ” سريع و كثيف لما يسمّى برهط الأميين الجدد .
فإنّ كل هذا المجهود المهول من الحكومة ، ذهب سدى و ضاع مع الريح ، فهو لم يستطع ( أعني المجهود ) أن يحقق أبسط هدف له ، و أعني أن يغطّي على حقيقة وجود صحافيين حقيقيين في البلد لهم كفاءة و لهم أيضا تعلق راسخ بشرف المهنة النبيلة الشادّين عليها بالنواجذ .
بل بامكاننا أن نذهب إلى أكثر من ذلك فنقول ، إن كل ّ هذا المجهود المهول لم يمنع العدد الموصوف ظلما بأنه قليل ، من الصحافيين الحقيقيين من أن يحقّقوا نصرا حقيقيا على الحكومة مرارا و تكرارا ، نعم ..نصرا حقيقيا في معركة يُفترض على الورق ، أن ّ الكفّة فيها هي مرجّحة لصالح الحكومة ، و نعني معركة انتاج اعلام مواز للاعلام المحاصر ، يقول الحقيقة و يوصل نورها المتدفّق إلى القارئ و المشاهد في الداخل و الخارج ، و ذلك ليس فقط بمضمون سليم صادق نزيه متطابق مع الحقائق في البلد ، و إنّما أيضا بشكل راق محترم ينمّ على كفاءة عالية لهؤلاء الاعلاميين التونسيين الذين اختاروا المهمّة الأصلية و الكلاسيكية و التاريخية التي من المفروض أنها مقدّرة على هذا المخلوق البشري الذي إسمه صحفي ، كما ذكرنا منذ البداية ، و نعني مهمّة قول الحقيقة و اشاعة أنوارها في كلّ الآفاق داخل الوطن و خارجه ..
و أمّا أولئك الأمّيين الجدد الذين تحدّثنا عنهم ، فإنّهم و مهما تكاثروا و أحدثوا من ضوضاء فارغة ، لن يستطيعوا ابدا أن يضمنوا لهم وجودا فعليا ، بل أصلا إنّ الاعتراف بهم طويلا لن يدوم طويلا، حتّى من قبل أنفسهم ذاتها التي تعرف انعدام علاقتهم تماما بهذه المهنة المحترمة التي تداولوا على محاولة تدنيسها التي إسمها صحافة …
فالشرفاء النزهاء الشادّين بالنواجذ على ميثاق شرف المهنة النبيلة و على قيمها الجميلة هم الأبقى حتما .. . و إنّ من هو بصدد ممارسة البيع في سوق ” الرذيلة الصحفية ” المنتشرة في هذا الزمان الغادر الذي تمرّبه تونس ، فإنه إنّما يبيع نفسه الرخيصة المتلائمة تماما مع فراغه الفكري و المهني الرّخيص ، و أمّا الحقيقة فلا تباع أبدا و لو حاول المحاولون ، لأنها و ببساطة لها في كل الأزمان فرسان أشاوس يحمونها …. التاريخ الذي لم تستفد حكومتنا الموقّرة من دروسه علّمنا هذا ..
و إنّ من صنعتهم لنا يا عم أسامة على مدى سنوات و سنوات ، ستلفظهم رحى التاريخ سريعا مثلما ستلفظك أنت شخصيا عن قريب ، و لن يصح الاّ الصحْ صدقني .. أما أنت و معك كلّ معشر الأميّين الجدد من أتباعك فلن تستطيعوا أن تكونوا فعلا يوما مّا صحافيين بحق ، لأنكم و ببساطة مجرّد …آفيين ، أجل… أنتم آفيّون ، صحْ.. أنتم آفيون!
صحْ …….آفيّون !
… و الآن فينيتو و كل واحد و لُوه تحيتو….
و سلامات يا صحْ…….آفة !
– انتهى
* صحفي تونسي
******************
ملاحظات إلى قرّاء ” تونيس نيوز ” …
كتب لي عديد قرّاء ” تونيس نيوز ” ، عبر بريدي الالكتروني ، على إثر مطالعتهم للحلقة الأولى و الثانية من هذا المقال أمس و أمس الأول ، والبعض الآخر منهم كتب معلّقا على مقالي ، ضمن موقع تونسي آخر بالخارج محجوب في تونس و قد أرسل لي أحد الأصدقاء بعضا من هذه التعليقات .و بعد اطلاعي على كلّ ما كتب أريد أن ألاحظ ما يلي :
لقد كانت أغلب التعليقات لائمة لي على أساس أنّ مقالي كان مخصّصا ، من وجهة نظر هؤلاء القرّاء ، للمطالبة بصحفيين يحملون شهائد جامعيّة ، و البعض منهم راح يذكّرني في ردوده تلك ، بمسألة أنّ الشهادة الجامعية لم و لن تكون الدليل الوحيد على كفاءة الانسان و ثقافته ، و هذا هو أسوأ ما كنت أخشاه ، و أعني أن يقرأ البعض مقالي هذا بحلقاته المختلفة قراءة غير سليمة ، فأين قرأتم في مقالي هذا يا أعزائي ، مع احترامي و حبّي الشديد لجميعكم ، عبارة أنني أطالب باحترام الشهائد الجامعيّة و اشتراطها على كل من يرغب في الانتماء الى المهنة الصحفية ، أنا يا أحبّتي ، طالبت باثباتات كفاءة ، و اثباتات الكفاءة هذه التي أعنيها ليست الشهائد الجامعية أساسا ، و إنّما مثلا الانتاجات الصحفية للراغب في الدخول الى المهنة، فهي نفسها تقف خير اثبات على كفاءة الصحفي من عدمها ، اذا ما إطّلع عليها مثلا صحافيون سبقوه إلى المهنة و مشهود لهم بكفاءتهم العالية و نزاهتم في الحكم و التقييم ، فشهدوا بعد ذلك أنها مقالات تنمّ عن كفاءة حقيقية في الكتابة الصحفية لصاحبها ، فانتاجات الصحفي ّ هي وحدها التي يمكن لها أن تفرّق بين الصحفي الكفء و الصحفي غير الكفء ، و ليست الشهادة الجامعية .
بل إنني أذهب الى أكثر من ذلك ، فأنا أعتبر أن الشهادة الجامعية التي تمنحها بالذات كلية الصحافة و علوم الأخبار التونسية في آخر السنة رابعة ، قد تكون في حالات عديدة دليلا على الضعف المهني نفسه للخرّيج و ليس على الكفاءة ، و ذلك اعتبارا الى ما عرفته برامج التعليم في هذا الاختصاص و في غيره على مدى السنوات العشر الأخيرة من ضعف و افراغ متعمّد له من محتواه ( مع استثنائ طبعا العدد القليل من خريجي هذه الكلية الذين متّعهم الله بالموهبة التي حوّلتهم الى صحافيين مجتهدين فعلا بعد أن صقلوها بالدُربة ).
* أخوكم سليم بوخذير
بين تونس وليبيا: رخيص دمك أيها العربي؟!
: الفن فقرة أساسية في رحلة الهجرة
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
بتلك الكلمات الشعرية العذبة إستقبل الناس ـ رجالا ونساء وشيوخا وشبابا وصبيانا ـ محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وبذات ذلك الجرس الموسيقي الخلاب منبعثا من حناجر طرية غضة مزفوفا بزغرودة من تصفيقات الايدي أناخ عليه السلام رحله صحبة رفيق دربه بعد رحلة طويلة كادحة شاقة لكنها ناجحة طوت عشرية كاملة من الزمن مليئة بالعذابات .
من علم أولئك الناس أنه عليه السلام لا يمانع في الفن الشعري ؟ لا أحد سوى كلمة واحدة في سورة الشعراء تقول ” هل أنبئكم على من تنزل الشياطين . تنزل على كل أفاك أثيم . يلقون السمع وأكثرهم كاذبون . والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لايفعلون . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وإنتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .”.
ثمة عنصر آخر تعلم منه الصحابة بالتأكيد كثيرا من خلقه ـ بمعناه العام الواسع في الحياة ـ عليه السلام وهو ما نسميه نحن اليوم الثقافة الاجتماعية أو الثقافة العملية ويسمى عند الفقهاء المسكوت عنه ولئن تعددت الاسماء فالمسمى واحد وهو ما تستفيده عمليا من خلال معايشتك عن قرب لرجل ما أو نمط ما أو مناخ ما إذ لا ينحصر التعليم في المقول بل أخطر التعليم وأكثره كما وأثرا ما يجنيه الانسان من خلال المعايشة أي السنة العملية لكل شخص وأحسن مثال على ذلك ما يتعلمه الطفل الصغير في سنوات صباه الاولى من أبويه أو من يقوم مقامهما وذلك من خلال ما ينخزن تلقائيا من صور وأصوات في قاع ذاكرته السفلى دون شعور منه ولا من مصدر تلك الاصوات والصور .
ذلك الضرب من التعليم والثقافة لا يطالب صاحبه بالدليل لان الدليل فقرة من خطاب المناطقة ثم الفقهاء في كل قانون سماوي أو وضعي ويكفي فيه الدليل الطبيعي حتى قال الفقيه الظاهري الثائر إبن حزم رحمه الله ” ليس على النافي دليل ” أي ليس على نافي المنع أو الحرمة دليل . وقريبا منه ما يعبر عنه في علم الحديث بالتواتر المعنوي .
وذلك هو معنى قوله ” ما فرطنا في الكتاب من شئ ” فإذا كان الكتاب هنا هو القرآن الكريم فإن القرآن لم يدل على كل شئ وما ينبغي له ذلك وليس ممكنا أصلا ولكن على قدر الرسوخ في علم قطعياته وثوابته وأصوله من جهة والرسوخ في فقه منهجه العام ـ وهو منهج مسكوت عنه على طالب العلم كشفه ـ من جهة ثانية … يتسنى لذلك الراسخ الكشف عن حكم كل شئ في الحياة إنطلاقا من الهدي القرآني . وخير من عبر على ذلك محمد عبده رحمه الله حين فسر هذه الاية بآية أخرى تقول ” فأسأل به خبيرا ” وفي موضع آخر لما سئل عن قول القرآن الكريم في الحدادة والنجارة .
الخلاصة مما تقدم هي إذن أن الشعر فن من فنون الحديث يتميز بالوزن والقافية وهو هنا شعر ملحون أي قابل لان يكون محل تلحين وأداء غنائي وهو ما وقع بالفعل أمامه عليه السلام ومن هنا ندرك أن قضية الفن في الاسلام مبتوت في إباحتها من خلال هذا الجزء الموضعي وما علينا بعد ذلك سوى أن نمضي في ذات الاتجاه ولكن بذات خلق الاسلام وكبائر أصوله ومن داخل نسقه العام أي بما عبر عنه الفقهاء : الاباحة المقيدة . والحقيقة أن كل مباح في الاسلام مقيد حتى لو كان شرب الماء الزلال وتناول الطعام الشهي والنوم وتعاطي الرياضة البدنية بل حتى العبادة المفروضة كالصلاة مثلا مقيدة بأوقات معلومة ومراسم معروفة وخاصة بعدم الطغيان على المطالب الاخرى حتى لو كانت نوما أو أكلا أو شربا أو جماعا أو لذة أو غناء . بل الحرية ذاتها مقيدة في الاسلام بعدم العدوان على حريات الاخرين .
أريد أن أخلص إلى حصيلة مهمة جدا وهي أنه يجب التمييز دوما بين إقرار المبدإ وبين إمكانية الاختلاف في تفاصيل تطبيقاته . إذ كل خلط بين ذينك المستويين يفضي إما إلى الشغب على المبدإ ذاته أو إلى فرض قيود ثقيلة على تطبيقاته أي تعطيله عمليا بعد إقراره مبدئيا .
الفن الاسلامي بكل ضروبه غذاء للذوق السليم تماما كقوت الصلاة للروح :
معلوم أن الانسان مركب من عدة أبعاد تماما ككل آلة أو جهاز معقد يحتاج إلى ماء هنا وزيت هناك وتشغيل هذا وإطفاء ذاك . لا يختلف الانسان عن أي جهاز سوى في حق الاختراع المضمون لكل صانع . يتكون الانسان من عقل وبدن وروح وذوق وقد تختلف الاسماء فتقول عاطفة بدل ذوق ونفس بدل روح وذهن بدل عقل وجسم بدل بدن ولكن المسميات واحدة أو تكاد.
لو نظرت إلى التشريع الاسلامي لالفيته حريصا على تلبية كل تلك الابعاد وتغذيتها فالصلاة قوت الروح والصيام مشترك بين الروح وبين البدن وبين البعد الجماعي للانسان والوضوء لعافية الجسم وستر العورة قوت الحياء وخلال الفطرة مشتركة بين البدن والذوق وفي صفوف الصلاة جمال والتطيب زينة بين الناس وضرب الدفوف في مناسبات الفرح تنمية لمشاعر العاطفة وتمتع بجمال الصوت وزينة الموسيقى وغير ذلك مما لا يحصى .
مشكلة الناس دوما : تثبيت الاصل ثم الاختلاف عليه عند الممارسة .
يحتدم الخلاف بين الناس اليوم في شأن الفن والموسيقى وأدواتها وإظهار الزينة والجمال صوتا وصورة وأداء بالجسم وإختلاطا بين الرجال والنساء وفرجة مباشرة أو عن بعد … الخ .
ولو ثبت الناس كلهم مبدأ واحدا بينهم تثبيتا أخلاقيا ملتزما لا لهو فيه وهو : الاسلام يعترف بالبعد الذوقي العاطفي للانسان ويعمل على تلبيته ولذلك يعترف بالفن الملتزم بآدابه وخلقه وموازينه العقدية والفكرية والسلوكية .
لو ثبت الناس ذلك منهجا ثم مضوا يتعاملون مع معطيات الفن كلها سواء إخترعوها هم أو إخترعها غيرهم على أساس من ذلك التثبيت المنهجي الاصلي من ناحية وعلى أساس من تهذيب كل فن بقدر المستطاع حتى يلبي شروط الاسلام فيه … ثم إعترفوا بخلق التسامح بينهم لما يختلفون في تقديره مما لا تحسمه النصوص حسما مانعا جامعا … لو نهجوا ذلك النهج لما كانت عندنا اليوم مشكلة إسمها : مشكلة الفن أو مشكلة المرأة أو مشكلة الحكم .
لا يعني ذلك طرد التنوع في الاجتهاد الاسلامي . أبدا أبدا وألف ألف كلا . ولكن يعني حسن التعامل مع معطيات ذلك الاجتهاد في كل عصر وكل مصر وكل مجال أي على أسس تقديم الاخوة والمتفق عليه وتأخير التلاغي المدمر والمختلف فيه .
حين يشتد ضغط الواقع لا يكون الحل في تشديد ضغط الماضي بل في التعامل مع الحاضر:
أقر العلم بأن لكل فعل رد فعل مناسب له في الوزن ومخالف له في الاتجاه كما أقر بأن الحياة مبناها الاستثارة والاستجابة وهي حقائق نطق بها الوحي الكريم أساس علم الاجتماع وعلم النفس وكل علم صالح نافع للانسان .
كثيرا ما نناقش نحن اليوم قضايا الفن والموسيقى والمرأة والحكم والقوانين الوضعية من منطلق نظري صرف يقوم على قياس المثال الذي نحمله فكرا على المتاح المبسوط عملا أمامنا وذلك منطلق يصلح للتعليم والتثقيف والتوعية والثقافة القولية كما يقال أي يصلح ذلك للدراسات مقارنة وبحثا . أما عندما ينطلق أهل الاصلاح والتغيير فينا لمباشرة الواقع بقصد فهمه والتعاون على تغيير موازين قواه ليحصل التغيير أو تتوفر شروطه على الاقل … عندها نحتاج بعد حفظ ثقافتنا القولية تلك إلى فقه واقعي يقوم على أسس ثلاثة دل عليها الاسلام وهي :
1 ــ مبدإ الضرورات التي تصل إلى حد إباحة المحظورات وتشتد الحاجة إلى ذلك بعموم البلوى كما يقول الفقهاء أي الشأن العام السائد الذي أضحى عرفا معروفا ونظاما مشروطا .
2 ــ السكوت عن منكر يؤدي تغييره إلى منكر أكبر منه سواء من جنسه أو من جنس غيره حتى قال عليه السلام ” صلوا وراء كل بر وفاجر ” .
3 ــ مراعاة قانون التدرج وهو قانون كوني وطبيعي وإجتماعي وإسلامي .
يضغط علينا اليوم الواقع العربي المتلبس بالواقع الغربي في قضايا كثيرة وكبيرة فماهو الحل :
1 ــ تجديد الايمان بما عندنا من ثوابت وقطعيات ومحكمات وتثبيتها في أنفسنا ومؤسساتنا .
2ــ معالجة تلك الامور بحسب أولوية المكانة وخطورة التأثير ثم بحسب موازين الخير والشر فيها ثم بحسب يسر أو عسر مسارات التغيير فيها .
فلو ظللنا نردد بيننا صلاحية ما عندنا وبطلان ما عندهم أو أقتحمنا تلك الدور ففجرناها وأحرقناها أو قاطعنا كل الناس الذين يتعاملون معها أو بنينا لانفسنا أديرة نعتكف فيها …
هل يغير ذلك منها شيئا ؟ لابل هل أن ذلك ممكنا لنا أصلا من ناحية عملية واقعية ؟ لن نختلف عندها مع من يطبع وضعه معها سوى في الاتجاه أما في خطإ المعالجة فنحن سواء .
فبالخلاصة فإن الانسان بحاجة دوما بعد كل رحلة مضنية إلى ساعة ترويح على النفس هي قوت لذوقه وتهذيب لنفسه تماما كقوت مناجاته ربه في سجوده لحياة قلبه . كذلك خلقنا من لم يستشرنا حين خلقنا فهل ننكر ذلك على أنفسنا أو عليه وهو يملك حق الصنعة وحق الاختراع ؟
تعالوا نتعاضد جميعا على تثبيت ذلك وبعد ذلك سموه فنا أو ترويحا أو أي إسم آخر .
تعالوا نتسامح في ما إختلفنا فيه في تطبيقات ذلك الترويح .
تعالوا نيسر الحياة على بعضنا بعضا فمن أذنب فليستغفر الله يجده غفارا توابا ومن لم يذنب فليبحث له عن رب آخر لا يعترف بذنب مذنب فلا يقبل أوبة آئب .
الهادي بريك / ألمانيا
مدلولات زيارة وكلمات وتواريخ تعيد إليها. ولؤم ما يقال عنها معارضة.
حسين المحمدي – تونس
أولا.. مدلولات زيارة وتذكير بتواريخ سبقتها
..الحرية مستقبل البشرية وأساس النّظام العالمي الجديد.التعليم انتشر بشكل سريع عبر الدول العربية دون أن يوازيه أدنى مشاركة جدية وحقيقية وتداولا على الحكم.
…فقر وبطالة وقمع جعل خيرة العقول والأذكياء يذهبون إلى خيار الدين هو الحل..وهو رد فعل متنوّع ومتعدد على الداخل وعلى الخارج…
..منذ11سبتمبر2001ومع تعدد خطب الرئيس بوش حول الديمقراطية وفعليا حماية لا مثيل لها للدكتاتوريات إذ باستثناء صدام لم يتغيرواحدا…بل جرت انتخابات في تونس وفي مصر من أتعس ما يكون وتبرير لها .بل في تونس حماية لفريق تعيس مبدئيا من هنا إلى 2014؟
..كلمة الحرية وكلمة التغيير وكلمة الإصلاح تسير باتجاه أن تصبح نكتة وان من يردّدها حاله يدعو للشفقة والرّثاء؟
…شخصيا قمت بتجربة ما.وضعت أمام جل السفراء الغربيين المعتمدين بتونس(باستثناء فرنسا)كتابا
يتضمن ما هو معلن من النظام عبر كل السياسات وبالمثل نتائج انتخابات 2004 وماي2005.أي قبل
حدوثها؟وكانت عينها.ولم يحرك هذا وذاك ساكنا.بل حماية للنظام من رجال الحرية زمن الحديث عنها
صباحا مساء؟
….احدالسفراء الاوروربيين …زرته ومنحني مايزيدعن الساعتين والنصف.ولم نتحدث عن تونس أكثر من دقيقتين.
….كان رجلا مهذبا إلى ابعد مجال.ذكيا.ويعمل بالأسلوب المباشر…سلمته نسخة من الكتاب.وفهمت انه أراد الحديث معي….ومنذ البداية قال لي حرفيا…اتركني أتكلم عن انتخاباتكم العربية وإذا لم تقتنع تحدث
عنها لاحقا.الرجل يعرف من المصدرعدد الناخبين الفعليين والمصوّتين والمترشحين وما تحصّلوا عليه ومن رشّحهم….الخلاصة يوجد لديه أن عدد المصوتين لم يتجاوز 10في المائة.وهنا فاجاته بشئ ما.
…هذا هو نظامنا في تونس.وهناك حديث عن معجزة اقتصادية….هذه المعجزة تحدث عنها الرئيس الفرنسي شيراك في 1995في حفل عشاء…وعندما نطق بالكلمة كان الجميع يضحك؟ومن الغد في مكاتبنا بالإدارة المركزية للحزب الحاكم(زمنها كنت رئيس دائرة مكلفا بالعلاقات مع المنظمات والجمعيات)كنا
نقول كلاما رهيبا في صاحب النعت…اليوم في 2006 يأتي وفدا من مجالس الشؤون العالمية الأمريكي
ويتحدث عن معجزة؟أي حرية ستنمو هنا؟وأي شعور بالارتياح نحو أمريكا سيولد؟وأي كسب لمعركة العقول والقلوب؟ومن الطبيعي هنا أن يكون الفوز للإسلام السياسي.وان تنتشر تجارة البيع والشراء
والكتابة حول أمريكا شرا حتى يكون جلب انتباه هذا المسئول وذاك.
…هناعيب أمريكي رهيب جداستكون نتائجه وخيمة جدا.صحف دارالأنواروالإعلان والحدث والصريح و….تخصصت في الشيطنة.وتلقى هذاالصحفي وذاك دعوة لزيارةالولايات المتحدة على أمل إقتناعه
بالعكس…وذهب هذاوذاك وسمعت منهم بعدالكلام كلاماكبيراجداوعادوايكتبون عن الشيطنة.
…مالم يدركه هذاالمسئول الأمريكي وذاك أن الجماعة لا تكتب من تلقاء نفسها.ولا تملك قلما حرا.يعني
لا يمكن أن تقتنع وان تقلع عن الكتابة.هي تعمل بالتعليمات وتكتب بما يرد إليها…
…مال أمريكي رهيب دفع ويدفع في الهواء.إذلا يمكن للمرء أن يبيع بضاعة عبر بيّاع وسخ وحقير ولئيم وسارق وقاتل ومزور….الناس تعلم أن من يبيع البضاعة هذا معدنه….كل الذين اعتمدتهم أمريكا ترويجا لبضاعتها لا يمكنهم بيعها ودليلي الميداني في ذلك الحالة التونسية
.زيارة رامسفيلد الأخيرة لتونس
يوم 11فيفري2006.زار الرجل المقبرة الأمريكية بتونس وترحّم على أرواح جنودا ضحوا بحياتهم منذ 63سنة لننعم نحن وغيرنا بالحرية؟ابرز الرجل الوزير أنها كانت المعركة الأشرس.وفي كلامه دلالات تاريخيةحاضرة ومستقبلية.وهوجميل أيضا.الرجل قال لصحافتنااللئيمةولخطابنااللئيم ولبرامجناالتربوية
التعيسة الكثير.في كلمة قال نحن حاربنا أمس واليوم من اجل الحرية والإنسان الفرد وليس النفط.تونس لم
ولا يوجد بها نفطا.
…يوم 4ماي2004
.وجهت تذكيراالى كل من رئيس وأعضاء مجلس النواب ورجال الأحزاب في تونس تذكيرا طالبت من خلاله التعجيل بالنظرفي إمكانيةالموافقةعلى منحي 30تقديما تضمن الترشح لرئاسة الجمهورية حالما يفتح الباب لذلك.ومن يومها انقلبت المعارضة في تونس وما يقال عنه مجتمعا مدنيا؟خلال زيارة باول في ديسمبر 2003صدرت بلاغات ونظمت احتجاجات في مقرات الأحزاب وفروع الرابطة و….وقيل لباول عد من حيث أتيت ولا نريدك وقدم إلينا قنديل وعطوان و….ليحدثوننا عن الإرهاب الأمريكي؟كل هذا والرجل وزيرا للخارجية ويومها لم يعلن المحمدي ترشحه ولم يتحدث عن صناعة الحرية ودور الأمريكي في ذلك….
…يوم 11فيفري 2006اي بعد أكثر من سنتين يأتي رامسفيلد بشحمه ولحمه.وهو الذي قالت فيه وعنه صحفنا ومعارضتنا وأحزابنا وخطابنا الرسمي و…أقذرالألفاظ والنعوت…ولا حراك؟انتهازية لا مثيل لها.المحمدي هناك.نحن بدورنا نمسح الأرض أمام أمريكا ونركض إليها.ومن بيت إلى بيت ومن حانة إلى أخرى ومن مقهى إلى آخر نشوّه الرجل.واللّه تشويههم أعطى نتائج عكسية جدا حتى لدى الأمريكي نفسه.سفارة أمريكا بطم طميمها وباول الجنرال والوزير و…..لم يكن الجميع يخيف؟ومجرد تذكير من
شخصي المحاصر بالليل والنهار قلب العقول والبطون و…ظهرا على عقب بما جعل ماما أمريكا تصبح
قبلة هذا وذاك…..الم اقل أن السياسة عقل وأخلاق ومسئولية وليست فركيشة؟الم اقل أن العقل وحده يصنع المعجزات وليس الأحزاب والضجيج والمال؟كتابنا الذي يصدر هذه الأيام يوضح هذا وغيره.
وهنا ماذا قلت يوم 4ماي2004؟وما هو وجه الشبه مع قاله رامسفيلد يوم 9فيفري2006؟وهل له علاقة بما كانت تقوله ما يسمى معارضة؟ومجتمعا مدنيا؟(سنرى بعد 18سنة من حكم بن علي انه لا توجد معارضة في تونس.وان من يجتمع بهم هذا الزائر وذاك هذه حقائقهم الميدانية.وبالتالي من يمسك بالفريق الحاكم يأخذ تونس إلى الهاوية ويهيا التربة لتطرف من أشنع ما يكون)
قلت حرفيا يوم 4ماي2004
….الوطن اكبرن أن يكون مجرد رقعةجغرافيةونمط واحدوأحسن مثال الجندي الأمريكي بات تليمان لاعب كرة القدم الذي تخلّى تلقائياعن عقدقيمته 3.6مليون دولاركان سيلعب بمقتضاها مع فريق أريزونا كاردينال
مفضّلا التطوّع في الجيش الأمريكي وباجرلا يتجاوز16الف دولارفي السنة؟.مات تليمان صاحب27سنة
في مارس 2004.على الحدود الأفغانية الباكستانية وهو يبحث عن عناصر القاعدة وطالبان.ترى لماذا تخلّى عن الشهرة والمجد والأضواء والمال؟..إنّهاالتضحيةمن اجل نهج الحرية.من اجلها دفع المال وقدّم النفس.وتليمان بلاده ليست محتلّة.لم يدافع عن رقعةجغرافية محددة.بل عن اللّيبرالية والإنسان الفرد.لم يتشبّث بالمال ويقتل من أجله البشر باسم الوطن.أن الحرّية والكرامة والمشاركة تصنع الأوطان المحفوظة ابد الدهر لان كل مواطن داخلها بطل في حجمه ومكانته وكل ذرّة من التراب يحسّ بأنهاملكا له.من اجل
هكذا رؤية ترشّحت.
يوم 4جوان2004ماذا كتبت الصريح؟وهل يمكن أن يكون رامسفيلد قرأهذاوذكرنابان تونس كانت على مر التاريخ صوتا للاعتدال والتسامح؟أظن ذلك.
.تم التركيز ضمن المقال على رامسفيلد بالاسم؟..ولكن اكبر صفعة تلقاها الأمريكيون والاسرائليون هي تلك التي حدثت عندما استعمل المناضلون في العراق وفلسطين نفس الأسلوب.فوظفوا الصورة لإبراز قدرتهم على الردع وبث الرعب في نفوس الأعداء عندما أجهزوا على الجاسوس الأمريكي في عملية قصاص مباشر وأعادوا توظيفها للتأكيد على مرجعياتهم الأخلاقية كمناضلين من اجل قضية مقدسة…
قال حرفيا رامسفيلد يوم11فيفري2006
…المقبرةالأمريكية بقرطاج تذكربان الحرية لها ثمن وان الأمم يجب أن تبقى يقظة من اجل حماية شعوبها.
…وفي خصوص ابعدا المحادثات التي دارت بين الرئيسين بنعلي وبوش ذكر أن التاريخ يعلمنا أن الحرية الاقتصادية والحرية السياسية أمران متلازمين وان كلاهما مرتبط وثيق الارتباط بالآخر من اجل تحقيق التطورعلى الأمد البعيد..وهو هنا يريد قول الكثير…
الرئيس بوش في 15ديسمبر2005
…ذكر في خطابه بتضحيات عالم ترك المخبر وذهب إلى العراق من اجل الحرية ومات هناك.
ثانيا..لؤم ما يقال عنها معارضة وتعرية لمن يمسك بفريق تونس
النظام في تونس له اليوم 18سنة في الحكم.واصدرنا كتابا وضع أمام العالم الحقائق.ونضع اليوم جوانب أخرى له ولمنتوجه من أحزاب وغيرها.والقول معها الإمساك بالفريق الحاكم يتنافى مع المستقبل.وحصر
زيارة هذا المسئول الغربي وغيره في مقابلة هذه الأحزاب والحوار مع رجال في الحكم من أتعس ما يكون صناعة قريبة جدا لكل أنواع التطرف وقتل لقيم الحرية والديمقراطية وتسفيه لما تتناقله تصريحات هنا وهناك.والدعوات التي يوججهها مركزدراسات هناوآخرهناك.بل السفارات الغربيةلا يعطيهالاحقا أدنى مصداقية. من هي المعارضة فعليامنذ 18سنة والى اليوم؟ولماذايحصرالغرب تعامله مع الإفلاس؟وكيف
نغيّر في تونس؟إذا كانت السفارات تحجب الحقائق؟ومراكز الدراسات لا تتوجه إلى الأفكار؟ولا تفتح الباب أمام رجالها؟والفضائيات الإعلامية تعمل الصالح الدكتاتوريات والمال القذر…؟انتخابات مصر وفلسطين قالت للعالم بإفلاس الحاكم العربي ومع ذلك هنا حماية لهذا الحاكم اللّئيم.وحديث عن الحرية؟
الغرب ومعارضتناالمدنيةوالدينية؟إلى أين تسيرتونس؟وماهوالمطلوب من كل تونسي مؤمن بالحرية
ويتواجدعبرالعالم الحر؟
1-ما قبل 7نوفمبر1987
كان هناك الحزب الحاكم والحزب الشيوعي وحركةالديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الوحدة الشعبية.وهي
الأحزاب المعترف بها قانونيا.وحركة الاتجاه الإسلامي كطرف اجتماعي وسياسي هام ولكن غير معترف بها.إلى جانب حزب العمل الشيوعي التونسي والتجمع الاشتراكي التقدمي.
ماهي نوعيةهذه الأحزاب؟ونوعية تركيزها واستقطابها منذ خلقت والى اليوم؟ولماذا تراهن عليها الأطراف الغربية تحديدا رغم علمها بإفلاسها؟إلا يعد هذا صناعة للإرهاب؟
1-الحزب الحاكم…يشرف عليه عمليا البوليس السياسي.من حيث المنخرطين والمترشحين.والمسئولين
داخل مختلف هيئاته وهياكله.لا يمكن قبول انخراطا واحدا أو إجراء مؤتمر لشعبة أو لجامعة أو الترشح للجنة مركزية الحزب إلا بعد استشارة بوليسية.وعشت طبيعة ونوعية هذه الاستشارات وذكرتها بالتفصيل عبر كتابي…النظيف نكرة…والفاسد رجل طيب…منخرطوا الحزب الحاكم.اعرفهم بالمكان والعدد الحقيقي وسيكون هذا ضمن الكتاب الجديد.وبعد 7نوفمبر صار الحزب جهازا خاويا للمبايعة والشكر والمديح…
2-الحزب الشيوعي..وجد من.1920 في بدايته كان فرعا من الحزب الشيوعي الفرنسي وتحرر؟سنة1937
وعلق نشاطه وطنيا سنة1963.ورفع التعليق سنة1981.وصار في 1993 حركة تجديد. ومنذ ما يزيد عن 23سنة وامينه العام محمدحرمل.وجل منخرطيه؟ من قفصةوالمتلوي والرديف…وهي مناطق مناجم…ومن
الوطن القبلي ومن مدينة حمام الأنف ومدينة جبل الجلود.. ولا يتواجد كمنخرطين فعليين داخل الحركة اليوم ما يزيد عن 150 منخرطا؟اعلم الرقم الصحيح.ومنذ1987 اقترب الحزب من الفريق الحاكم الى حد
جعله الحزب الزبون لدى النظام.يعني اقل دوار في سيدي بوزيد يفوق رجاله هذا الحزب؟وهناك من يراه
مؤطرا لشرائح من التونسيين وتعطى له أموالا؟ويتحدث رجاله عن الديمقراطية والمبادرة و….؟والقطب
والتيّار؟
3-حركة الديمقراطيين الاشتراكين
برزت الى الوجود سنة1978 في خضم سنة عرفت تحركات عمالية وطالبية هائلة.كان خاتمتها الخميس الأسود.ويومهامدير الأمن هورئيس الدولة الحالي.شاركت الحركة في اتخابات1981 وهزمت الحزب الحاكم من منطلق رد الفعل على النظام ورجاله ولما كان يتمتع به المستيري من حظوة لدى التونسيين والتونسيات.(وهو ما عمل فريق بنعلي على تدميره مباشرة اثر استلامه الحكم.الفريق لا ينسى).وبشهادة
مزالي وبلخوجة وغيرهم عرفت الانتخابات كغيرها منذ بداية الاستقلال التزوير الواسع.سنة1983 تم الاعتراف رسميا بالحركة.(وبنعلي يومها في بولونيا.منذ عودته في 1984لم يقع الاعتراف بأي حزب
بل اتحاد الشغل تم تفليقه والرابطة و…).وسنة1989 عرفت الحركة أزمة حادة سببها رفض المستيري
قبول قبل إجراء الانتخابات مقاعدا نيابية.وفي الصحيح بنعلي وفريقه الجهوي كانوا يعلمون انه طالما كان المستيري موجودا فان الغير سيكون قزما.لذا وجب إخراجه.والآتيان برجل من صناعة الحاكم.وفعلا
استقال المستيري من الحركة وذهب الى بيته من يومها.وجاء مواعدة.وعرفت الحركة من جديد أزمة ثانية سنة1992.واثر بلدية1995 دخل مواعدة السجن وجاء بولحية ومن يومها والحركة موزعة بين شرعيين وفانتوش.ومنذ التاريخ وبولحية يتعامل وكأنه رئيسا لشعبة صلب الحزب الحاكم.والحزب اليوم لا يتواجد به
فعليا(بطاقات مباعة) أكثر من 250او 300 مناضلا…اعرف الرقم الصحيح الى غاية جانفي 2006.وهذا
الإفلاس يروّج له الغرب.وفي الواقع إمساك بالفريق الحاكم.وحديث عن الحرية؟
4-حزب الوحدة الشعبية
أسس الحزب احمد بن صالح(وهو مناضلا تعب وتعب.وعاد ذات مرة الى تونس.وذهبت شخصية لمعرفة ما يريد.وكانت تحمل معها شيئا ما؟الرجل تحدث عن الرجل وما كان يحمله بألم وتعجّب؟إنها المهمّات القذرة.)سنة1973.وفي 1975 صدر بيان الحزب.وفي 1977انقسم الحزب الى وحدة شعبية 1و2.واحد
في الخارج و2في الداخل.وسنة 1983 تم الاعتراف بالحزب رقم 2 لصالح بلحاج عمر.اليوم يراسه احد الأقرباء من رئيس الحزب الحاكم.وصار حزبا زبونا لدى الدولة.بعضوية مجلس النواب تمتع.وبالمال
يتنعم وبغيرها.ولا يوجد لديه كمنخرطين ما يتجاوز العشرات.الرقم الصحيح معلوم.وهذا الحزب رشح
شخصا منه لرئاسية2004وهناك من يراهن عليه ولصالح من؟
5-حركة الاتجاه الإسلامي وحزب العمال الشيوعي والتجمع الاشتراكي باعتبارها غير معترف بها.
-حركة الاتجاه الإسلامي
.برزت الى الوجودسنة1971.وسنة1981 صارت الاتجاه الإسلامي وطلبت تأشيرة قانونية وفق ذلك.وسنة1988 صارت تسمّى النهضة.وعرفت منذ بداية الثمانينات محاكمات.وساهمت في تصعيد بنعلي الى الحكم
من منطلق حسابات سياسوية. ونالت نتيجة هذا محاكمات مست الآلاف.وأجبرت القيادات على الفرار الىالخارج.ومن يومها ومناضليها يعانون.وسيعانون لان لا شيئ تغير في استراتيجية الحزب؟تقريبا منذ 1991والنهضة تدور في نفس الشبح والتحالفات التي كما سنرى فالسة ومفلسة.
النهضة كشاهد عيان هي الحزب الوحيد الذي له امتدادا شعبيا ونافس الحزب الحاكم في انتخابات 89 بكل قوة وتفوق عليه في الكثير من الأماكن.مناضلوه عددهم الى غاية 1992 يتجاوز بضع عشرات الالاف.
اليوم بعد 18سنة خسر الحزب الكثير ولم يعد له ما يميزه عن الأحزاب الأخرى المتزلفة للسلطة والعاملة بالختلةوالحيلة.نظام ينهارمايمكن أن تأخذه منه فيه فائدة؟والمنهاريقول…إذااخذوامني القليل طلبواالكثير وعجلوابموتي.وتقريبامنذ2002 اخذالحزب العمل بسياسةالتودّدعلى أمل إطلاق سراح المساجين.
النظام لا يستجيب إلا لطلبات واشنطن القوية.خلال 18سنة وقع الكثير.وسنرى هذا في مقال لاحق.كل حزب أين يتواجد؟ومن أين يعيش؟وبالتالي ما هي نوعية الأحزاب التي يقابلها هذا المسئول وذاك؟
6-التجمع الاشتراكي التقدمي
برز تسميته سنة1983.تنظيما مخصصا للشحنات العربية المتجهة يسارا.تم الاعتراف به في 1988.
وصار سنة2001 الحزب الديمقراطي التقدمي.أسسه ويسيره الى اليوم احمد نجيب الشابي.له بضع مئات.
العدد معلوم تحديدا.وجل منخرطيه في تونس العاصمة.وبعد انتخابات 2004 وفي إطار تحالفات مع رجال من داخل النظام أسس جامعة في حمام سوسة وأخرى في المهدية.حليف النهضة ليس كحزب بل في شخص المؤسس.
7-حزب العمال الشيوعي
اطلقه حمة الهمامي سنة1986.له حولي 50من المنخرطين الفعليين.ينتمون بشكل خاص للطلبة. وحوكموامرات.واحدهم كلف بمهمة تستهدف جري الى ترهات.وهو صغير جدا على السياسة.وعلى فكرة الشيوعيون تقريبا كلهم جاؤوا الى السلطة وغلبواوزايدوا على المتشددين داخل الحزب الحاكم.ولهم ولع رهيب للمال والانتقال من حانة الى أخرى واصطناع المؤامرات والكتل.يمكن القول فيهم….إن دخلوا قرية افسدوا أهلها وأخلاقهم وطبيعتهم…احدرجال الشيوعية كان يعمل ذات يوم زبّالا في دولة عربية…وعندما تحصل على إجازته ذهب الى فرنساوصار يقول انه تحصل عليها من هناك وليس من الدولة العربية.وتقرب من وزير ما سنوات39و94و95
واليوم من رجال العمل لصالح النظام وينتظر بفارغ الصبر لو تعود النهضة للتحرك حتى يجد فرصة تعطيه حزبا وطريقا للسباب.الرجل الزبال هو اليوم من يتصور السياسة في اليسارو…وهؤلاء متحالفون مع النهضة؟ويقول الجورشي عندما يتجاوز الايديولوجي السياسي؟أي تحالف؟بل ختلة.
.نقف اليوم هنا.ونكمل لاحقا الحركات والأحزاب التي وجدت منذ 7نوفمبراو التي سمح لها بالنشاط دون اعتراف قانوني. من هي ولماذا؟الى جانب نوعية منخرطي كل حزب بما فيها الحاكم.وهل يوجد اختلافا بينها؟وما الذي تغير فعليا سياسيا منذ 7نوفمبر؟وبناء عليه لماذا برزت التطرف في تونس؟وأي نوعية يمكن في أحسن الحالات أن تبرز؟وما هو الفارق بين بنعلي وبورقيبة في هذه المجالات؟ونوعية اختياره مسئوليه؟
هذا وغيره سيعري ما بقي لغربين يراهنون على أحزابنا ونظامنا.تعرية ستلعب دورا كبيرا خلال رئاسيات غربية قادمة.وستعطي فكرة سيئة جدا حول العديد من عمل مراكز الدراسات والأحزاب الغربية معارضة وحاكمة.
حسين المحمدي- تونس
19 فيفري2006
مواطن تونسي ممنوع من العمل الحر. محاصر بالليل والنهار.في نظام يحميه الغرب.
الهاتف…0021671313589و0021698593848.
صالح الحاجة يتلهف على أوتوغراف من رامسفيلد الملطخة يداه بدماء المسلمين وفي الوقت الذي تتداول فيه كل وسائل الإعلام صور العار
صالح الحاجة: هل يمكن أن يكون هو ؟
عندما رأيته أمامي في السيارة… لم أصدق تساءلت، هل يمكن أن يكون هو ؟
ثم لعنت الشيطان … وطلبت من رفيقي أن ينظر معي وأنا
أسأله : هل هو بالفعل ؟ أم أنا مخطئ … فأكد لي بأنه هو بالفعل ولا أحد سواه.
وقلت لرفيقي : هل أنادي عليه ؟ هل أطلب منه، أوتوغراف… انه على بعد أمتار فقط مني .
ولكن أنا إلى الآن غير مصدق … ولا رفيقي كذلك… فكأن المسألة خيال في خيال !!!
لا يمكن أن يكون هو … إذ لو كان كذلك لمنعوا السير والمرور والحركة في هذا المكان… ولامتلأت الطرقات بقوات الشرطة … ولتغيرت الصورة تماما … ولما استطعنا أن نكون أنا وأنت هنا…
ووجدت نفسي أقول مرة أخرى أن المسألة خيال في خيال…
ولكن مع ذلك فهي ليست كذلك … إنها واقع عشته وعاشه معي
مئات الناس الذين أخذوا مثلي يتساءلون… وبين مصدقين ومكذبين…
ورحت أحكي لكل من أصادف وأقول لهم بل أؤكد لهم أنه هو
بعينه… وشحمه… ولحمه… ولا يمكن أن أخطئ فيه فأنا أعرفه من صوره في الصحافة والتلفيزيون …
وها أنا جئتك خصيصا لأنقل لك الواقعة لتكتب عنها …
وأرجو أن تصدقني و لا تتردد لحظة في شهادتي … فهي شهادة صدق…
* * *
هذه الشهادة سمعتها أمس من مواطن كريم و سعيد و (عامل كيف ) .
لقد رأى رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي يتجول في تونس وليست معه إلا حراسة عادية
ولم تكن معه ( الطامة والعامة )…وكانت سيارته تتحرك بسرعة محدودة جدا … وكان الناس حوله بسياراتهم … وعلى أرجلهم ينظرون إليه … وينظر إليهم … وقد يحيونه ويحييهم .
وأين يمكن أن يحدث هذا ؟
لا يمكن أن يحدث إلا في تونس … فمن دخل تونس فهو آمن…وهذه نعمة لا تقدر بثمن… وقد لا تعادلها كنوز الأرض مهما تعددت وكثرت… فما فائدة المال وأنت خائف على حياتك… وعلى أسرتك … وعلى مشاريعك … وعلى بيتك… وعلى كل شيء… لا فائدة منه ولا طعم للحياة أصلا.
ان رامسفيلد نفسه وهو وزير دفاع أكبر دولة … ولا يتحرك إلا ومعه ترسانة من الأسلحة والقوة والحرس والسيارات حتى في أمريكا نفسها … فانه عندما جاء إلى تونس كان يتحرك وكأنه في بيته … أو في حديقته.
هو نفسه عاد وقد أذهلته التجربة … عاد وهو في حالة دهشة شديدة… ولكن ذلك لا يحدث إلا في تونس.
* * *
قبل فترة زارني عدد من الأصدقاء الصحفيين الجزائريين فاستضفتهم واحتفلت بهم وسهرنا إلى ساعة متأخرة … وأكملنا السهرة في باب سويقة … وشربنا القهوة عند الفجر تقريبا . وعندما عدت بهم إلى الفندق … دمعن عيونهم وكانوا في غاية التأثر .
لقد كانوا في حالة سعادة ولكن في حالة ذهول كذلك… ولم يصدقوا أنهم سهروا إلى الفجر ولم يصابوا بسوء… ولم يزعجهم أحد … ولم يوقفهم أحد… ولم يسألهم أحد.
قالوا لي : هذه هي الحياة … ثم انحنوا بأدب وهم يقولون لي بالفرنسية : لا نملك إلا أن نرفع قبعاتنا لتونس.
وأعود إلى رامسفيلد لأقول أن جولته في تونس وتنقله من مكان إلى مكان وكأنه رجل من أيها الناس تركت في كل اللذين صحبوه في هذه الزيارة أطيب الأثر ولكنهم جميعا كانوا يتساءلون :كيف حققتم هذا الأمن والأمان في بلادكم؟
ما هي الوصفة التي تتبعونها لكي تنعم بلادكم بكل هذا الهدوء… وهذا الاستقرار… وهذا الاعتدال؟
لقد غادر أعضاء الوفد بمن فيهم رامسفيلد تونس وهم في حالة حب وتقدير وإعجاب واحترام لهذا البلد الصغير جغرافيا، الكبير حضاريا وسياسيا وثقافيا وفكريا وتعليميا واجتماعيا.
إن الثابت والأكيد أننا على الطريق نسير… وقد خطونا خطوات… ومازالت خطوات… فالطريق طويلة وشاقة وصعبة… وأما بنعمة ربك فحدث.
صالح الحاجة
(المصدر: جريدة الصريح الصادرة في 16 فيفري 2006، صفحة 3)
معارض تونسي داخ أربع دوخات!!
* تونس – الصريح
حل بتونس هذه الأيام معارض تونسي معروف يقيم في باريس منذ سنوات وسبق له أن قام بعدة تصرفات أساءت الى سمعة بلاده وتحالف مع بعض ” المسامير المصددة ” ومع بعض الوجوه التي مازالت تحن للاستعمار الفرنسي البائد ومازالت تخطب وده وتتعاون مع أذنابه وبقاياه.
حل هذا المعارض وكان يتوقع أن يلقى في المطار من يصده أو يمنعه أو يوبخه أو يقول له ولو قولا غليظا واحدا على اعتبار أن ” ما دواء الفم الابخر كان السواك الحار ” وإذا به يفاجئ بأن حلوله في المطار كان أمرا عاديا … فداخ… وخاب أمله.
ثم خرج من المطار وظل يلتفت خلفه فلم يجد سيارة شرطة… ولا عون أمن … ولا من يلاحقه… فداخ للمرة الثانية … وخاب أمله.
ومن المطار الى العاصمة … راح يتنقل من مقهى إلى مقهى ويتكلم وينتقد فكانت جلساته في المقاهي والمطاعم والشوارع تمر بسلام … ولم يجد من يراقبه … فداخ للمرة الثالثة… وخاب أمله.
وتحول من العاصمة الى داخل الجمهورية … وأخذ يتصل بهذا و ذاك … ويحكي … ويتكلم … وكالعادة لم يعثر على ضالته … فلقد كان يريد أن يشعر بأنه مراقب … وبأنه ملاحق… فداخ للمرة الرابعة … وخاب أمله.
وهنا اقتنع بأن كل ما كان يقال له عن المراقبة والملاحقة حكاية فارغة.
وكان صاحبنا يتمنى لو أنهم لاحقوه وراقبوه حتى يصبح ضحية…ويتحول إلى شهيد ومضطهد ومظلوم وبذلك يكون لديه رأس مال يصرف منه في الخارج من أموال أولئك اللذين لا يحبون الخير لتونس.
هذا المعارض سيعود إلى باريس وهو مصاب بالبهتة والدوخة وكمية ضخمة من خيبة الأمل والمرارة بعد أن كان يتوقع أنه سيصبح في تونس بطل الأبطال.
(المصدر :جريدة الصريح الصادرة في 16 فيفري 2006، صفحة 4)
(ملاحظة أولية: نعيد نشر المقال التالي نظرا للنقص الذي طرأ عليه في المرة الأولى حيث لم ننشر الهوامش والمراجع المصاحبة له. مع الإعتذار للكاتب الكريم وللسادة القراء)
التصوير كوسيط لخطاب الكراهية:
رؤية تاريخية—فنية لمسألة الصور الكاريكاتورية للرسول (صلعم)
طارق الكحلاوي (*)
اتجهت الآراء التي وقفت الى جانب نشر و إعادة نشر صور الكاريكاتور الدانماركية الى اعتبار القضية الرئيسية في الأزمة الراهنة هي الدفاع عن حق حرية التعبير و من ثمة يقع تعريف المعركة أنها أساسا بين قيم الحداثة (موقف نشر الصور) و القيم القروسطية (موقف رفض نشر الصور). غير أن ذلك ليس دقيقا لأنه من المعروف، بما في ذلك للأخيرين، أن السبب الرئيسي لما يجري بما في ذلك اتفاق غالبية الشارع العربي و الاسلامي على التنديد بالصور هو خطاب الكراهية (hate speech) الذي عبرت عنه و أوصلته للمتلقين المسلمين. إن الدفاع عن الحداثة يقتضي تحديدا رفض القيم القروسطية و ليس خطاب الكراهية و الدعاية العنصرية التي حملته هذه الصورإلا مركبا أساسيا من هذه القيم القروسطية. إنه من المؤمل فعلا أن تكون المعركة حقيقة بين قيم الحداثة و القيم القروسطية لولا أن موقف الكثيرين من المدافعين عن نشر الصور يشير الى أنهم لم يحققوا قطيعة ابستمولوجية مع القيم القروسطية الأوروبية، كما سنبين لاحقا، و لولا أن جزءا من الرفض العربي و الاسلامي يتجاهل أولوية القانون و حرية النشر في المجتمعات الديمقراطية خاصة حينما تتم مطالبة الأنظمة السياسية الأوروبية مصادرة الصحف و لا يعمل في المقابل على استصدار قوانين تنص بشكل واضح على تجريم الخطاب العنصري ضد الاسلام و المسلمين كما حدث بالنسبة لليهودية و اليهود في غالبية الدول الغربية.
إن الفرضية التي اقترحها صاموئيل هانتينغتون (Samuel Huntington) في بداية تسعينات القرن الماضي حول أن “صراع الحضارات” هو الشكل الأساسي للصراعات السياسية القادمة لم تعد مجرد احتمال مبني على رؤية سياسوية للعالم بل حدثا في طور التشكل. و في الواقع لم يكن تقييم هانتينغتون صحيحا نسبيا، للأسف، من حيث توقعاته المستقبلية فقط بل أيضا من جهة تحديده لطبيعة التجربة الحداثية الغربية، و هو أمر لا يتم الانتباه اليه كثيرا عند مراجعة أطروحاته، حيث اعتبر أنه لا يمكن تصور الحداثة الغربية خارج إطارها الثقافي و الذي بقي بالأساس إطارا مسيحيا-يهوديا. و على العكس من بعض الرؤى، الفرنسية بالأساس، و التي تمثل تيارا يعتقد أن التجربة الحداثية الغربية هي بالأساس تجربة لادينية فإن الأحداث تبين بشكل متزايد أهمية الأطراف المحافظة في المجتمعات الديمقراطية و هو ما يعكس استمرارأهمية الهوية الدينية في الواقع الثقافي الغربي. و هنا يصبح المشكل معقدا حيث أنه بالرغم من التوازنات (و ليس القطيعة الكاملة بالمناسبة) التي نجحت التجربة الحداثية الغربية في تحقيقها في علاقة الدين بالدولة فإنه يمكن ملاحظة تواصل ثقل الارث الثقافي الطويل لرؤية عنصرية تروج الكراهية تم تبريرها و لفترة طويلة على أسس دينية. إنه من الخفة الاعتقاد أن التحولات الغربية تجاه التحديث السياسي تتم بنفس النسق الذي تتم فيه عملية التحديث الثقافي و هي عملية لا تعني إستعداء الدين بقدر ما تعني إدماجه و الاعتراف بسلطاته الروحية. إن المثال الدانماركي مؤشر مناسب على تواصل أهمية الثقل السياسي لأطراف محافظة لم تحسم رؤيتها الدينية القديمة خاصة في علاقة بطبيعة الهوية الدانماركية و التي لايزال تمثلها ضمن إطار مسيحي كحد أدنى ثقافي. إن هذه الأطراف تمثل جزئيا صدى لرؤى ثقافية قروسطية لا تزال غير مواكبة للأسس العامة للنظام السياسي الديمقراطي. إن المشكل الأساسي الذي بدأت تزيح عنه الأحداث المتوالية الستار أن التهديد بنشوء حرب دينية قروسطية لا يأتي فقط من مجتمعات لازالت في ضفاف التجربة الحداثية بل أيضا من مجتمعات ساد الاعتقاد بأنها حققت الشروط النهائية لاستكمال المشروع الحداثي. غير أن رد (أو ردود؟) العالم الاسلامي مناسبة مهمة لفهم المفارقة الكبيرة المتمثلة في التباس حق الدفاع عن النفس و رد الخطاب العنصري بواقع غموض ماهية “النفس” هذه بسبب غياب مجال و امكانية النقاش حولها. و هذا الالتباس له علاقة قوية بالتباس آخر و هو القائم بين رد قيمة قروسطية مثل الخطاب العنصري و تبني خطاب مماثل كأسلوب في الرد أو عدم الاعتراف بحق حرية التعبير جملة و تفصيلا كرد “ثأري” على موقف الطرف المقابل.
سنحاول في الفقرات اللاحقة تفكيك هذه الأفكار العامة بشكل نحاول فيه التركيز على نقاط بقيت هامشية بالرغم من الكم الهائل مما قيل حول الموضوع و سنحاول بشكل رئيسي التركيز على المعطى التاريخي-الثقافي ذي التأثير الأطول زمنيا و الذي يملك الأولية في الواقع على العامل السياسي في تفسير الأزمة الراهنة.
حول العلمانية في الدانمارك و صحيفة “جيلاند بوست”
حسبما هو مذكور في الموقع الالكتروني الرسمي “الدانمارك الرسمية” (Official Denmark) التابع لـ “الوزارة الملكية للشؤون الخارجية”، فإن الدستور الدانماركي يقضي بالدعم القانوني و المالي و الاداري للكنيسة المهيمنة أي “الكنيسة اللوثرية الانجيلية” و التي حسب المصدر نفسه ينتسب اليها حوالي 84% من السكان (إحصائيات سنة 1998). غير أن في المجتمع الدانماركي أقليات دينية أخرى مسيحية (كاثوليك، أرتدوكس…) أو غير مسيحية (المسلمين و هم الأكثر عددا، اليهود…) و هي تتمتع بحقوق دستورية مماثلة بما في ذلك حق التعبد و حق التمتع بدعم حكومي بما في ذلك الاعفاء من الضرائب و لو أن تتبع مدى حصول ذلك ليس سهلا. غير أن الاعتراف القانوني و الرسمي بالأقليات الدينية غير الانجيلية لم يكن أزليا بل هو حديث جدا. و على سبيل المثال فحتى سنة 1969 لم يكن لأي من الأُطر الدينية حق تشريع وثائق الزواج باستثناء الكنيسة الانجيلية و التي كانت مُخولة بذلك بشرط الإعلام الموازي للسلطات المدنية. الأهم من ذلك أنه و بالرغم من الاعتراف الراهن بالأقليات الدينية غير الانجيلية فإن تمركز مؤسسات الكنيسة الانجيلية و تداخل صلاحياتها أحيانا مع صلاحيات الدولة يؤكد أن هناك علاقة خاصة بين الدولة و الكنيسة الانجيلية. و هكذا فإن الأكثرية الانجيلية اللوثرية تجتمع مع عدد آخر من الأقليات المسيحية فيما يسمى “الكنيسة القومية الدانماركية” (Danish National Church) و هي تخضع إداريا للحكومة عبر “وزارة الشؤون الدينية” غير أن الأهم من ذلك هو أن القساوسة الذين يتبعونها يتم تكوينهم حتى الآن في مؤسسات تربوية و جامعية حكومية في كوبنهاجن و ارهوس يتم تسييرها من قبل الدولة.
و ترجع هذه العلاقة الخاصة بين الكنيسة الانجيلية و الدولة الى دستور 1849 بعد موجة الثورات التي عمت أوروبا سنة 1848 و شملت الدانمارك و التي أطاحت بالملكية المطلقة و أقامت نظاما ملكيا دستوريا. و يعكس دستور 1849 علاقة توازن معقدة بين الدولة و الكنيسة حيث أقر من جهة بحرية التعبد لكنه أكد بصراحة على “عدم المساواة” الدينية من خلال إلزام الدولة بدعم خاص للكنيسة الانجيلية اللوثرية. لكن الكنيسة لا تبدو هي نفسها منذ ذلك الوقت فقد عرفت توجها داخليا لدمقرطة مؤسساتها، من خلال إلزام أغلب مؤسساتها بالانتخاب الدوري خاصة منذ بداية القرن العشرين، و التنوع الجنسي، من خلال منح النساء حق تصدر مناصب القيادة الدينية منذ سنة 1947 حتى أنه تم انتخاب أول سيدة في منصب الأسقفية سنة 1995. و بالرغم من التوجه اللاديني القوي في المجتمع الدانماركي خلال ستينات و سبعينات القرن العشرين فإن “الكنيسة القومية” بقيت مؤثرة بقوة بل استرجعت تأثيرها في الحياة الثقافية و السياسية خاصة في العشرية الأخيرة.
يمكن تتبع تأثيرالعلاقة الخاصة بين مؤسسات الدولة و “الكنيسة القومية” من خلال برامج القوى السياسية المهيمنة خاصة من بين الأطياف اليمينية. و هكذا فإنه لا يمكن فهم القوانين المعادية لمنح حق اللجوء و التشديد على اللاجئين و خاصة من ناحية تتبع “إدماجهم” في المجتمع الدانماركي و التي سنها الائتلاف اليميني الحاكم (الحزب الليبرالي و حزب الشعب المحافظ) منذ كانون الثاني (يناير) 2002 دون فهم الشعور الدانماركي المتزايد بـ”هوية ثقافية-دينية ثابتة” و الذي يستمد جزءا هاما من حيويته من تاريخ و التأثير المتواصل لـ”الكنيسة القومية”. و في الواقع هنا يأتي دور و مكانة صحيفة “جيلاند بوست” (Jyllands Post) و التي فقط من خلال فهم خلفياتها السياسية يمكن فهم دواعي نشرها للصور الكاريكاتورية. فهي أكثر صحيفة يومية مبيعا في الدانمارك (150 ألف نسخة) و رغم أنها رسميا صحيفة “مستقلة” فإنه من المعروف أنها تتبنى خطا تحريريا يمينيا و يرجع ذلك الى فترة قديمة نسبيا حينما بدأت تتلقى دعما ماليا من قبل الحزب المحافظ سنة 1938. في الحقيقة هذه المرحلة المبكرة مهمة للغاية حيث كانت “جيلاند بوست” تتدعم خلال العشرينات و الثلاثينات من القرن العشرين بشكل معلن القوى الفاشية و النازية عبر أوروبا و كانت لها علاقة قوية في الدانمارك بمتعاطفين مع الفوى الفاشية خاصة بقساوسة معادين للديمقراطية و قيادات عسكرية ملهمة بالتجربة الفاشية الايطالية. و حتى بعد سقوط النازية بقيت العلاقة الخاصة مع أطراف يمينية دانماركية محورا أساسيا في خط الصحيفة و هكذا تتأقلم مع الظرفية اليمينية العامة سواء خفتت أو قويت سطوة التيارات اليمينية و تحديدا في علاقة بنظرتها للـ”الآخر”. و لهذا فإن تصاعد النظرة السلبية للأجانب و خاصة المسلمين من قبل الحزب الشعب المحافظ أو غيره من التيارات اليمينية إثر أحداث 11 أيلول (سبتمبر) أدت الى تصعيد خط تحرير الصحيفة من مواقفها تجاه غير الدانماركيين من اللاجئين و على سبيل المثال فقد تعرضت الصحيفة للانتقادات من قبل عدد من مؤسسات رسمية و غير رسمية للنشر و الانتاج الثقافي جراء مقالاتها “العنصرية” تجاه اللاجئين الصوماليين سنة 2002. [i]
إن خط تحرير “جيلاند بوست” مؤشر رئيسي على صياغة أو إعادة صياغة مفاهيم ماهية “الدانماركي” و “الآخر” في المجتمع الدانماركي. و هنا لا يمكن عدم تحسس العلاقة بين معطيين أساسسين: ففي الوقت الذي تتصاعد فيه المشاعر الدينية التي تتجه لإعادة تعميق التداخل بين ماهو “دانماركي” و ماهو “انجيلي لوثري” فإن الصحيفة الأولى للتيار اليميني الديني تركز بشكل لافت و غير حداثي بالمرة (عنصري) على ماهو غير لوثري في الدنمارك و خاصة ماهو مسلم. إن نشر الصور لا يأتي في هذه الحالة في إطار تعبير ساذج و غير محسوب يستهدف تأكيد قيمة حداثية أساسية مثل حرية التعبير و النشر كما لا يأتي أيضا في إطار اختبار “حدود” هذه القيمة. و هكذا هناك نقطتين يجب التركيز عليهما: أولا، لم يكن هناك البتة في النموذج العلماني الدانماركي قطيعة مطلقة بين الكنيسة المهيمنة و الدولة بل هناك علاقة قوية تعترف بحقائق ثقافية اجتماعية تتميز بوجود أغلبية دينية انجيلية لا زالت ذات تأثير حتى الآن. ثانيا، بالرغم أن الشعور الديني لا يعني في ذاته نزعة لاحداثية فإنه الظرفية الدانماركية التي لا تتميز بتقاليد عريقة في التنوع الديني و الثقافي تجعل من التركز الديني الانجيلي مصدرا لتحديد هوية دانماركية ذات بعد واحد تطرد فعليا (و ليس بالضرورة دستوريا) الى الهامش ماهو غير انجيلي و هكذا فقط يمكن فهم تصرف الصحيفة الدانماركية و ليس على أساس تصور مجرد لمجال حداثي مجرد يمارس حرية مجردة للتعبير.
حول تقاليد تصوير المسلمين للرسول (صلعم)
إن مسألة تصوير الرسول (صلعم) ليست مسألة محورية في الأزمة الراهنة حيث لا يبدو الاحتجاج القائم هنا على فعل التصوير في ذاته بل على طبيعة التصوير. غير أن بعض الردود في العالم الاسلامي رددت مواقف تعكس رؤى لا تبدو دقيقة تاريخيا. حيث قام البعض برفض تصوير الرسول (صلعم) في ذاته مهما كانت طبيعته و تم تقديم ذلك على أنه موقف اسلامي بديهي و عليه الاجماع المطلق. غير أن الواقع غير ذلك. فمن جهة أولى لم يكن هناك إجماع على هذه النقطة في فترات تاريخية سابقة. و هكذا مثلا تم تصوير الرسول بأشكال مختلفة في عديد الأمثلة خاصة في التصوير الفارسي و التصوير المغولي (الهند) و التصوير العثماني. و في غالبية الأمثلة تم تصوير الرسول مع تغطية وجهه و تمييزه من خلال شعلة نار (هالة) فوق رأسه كما يتم في بعض هذه الأمثلة تجنب تصوير يديه أو ساقيه من خلال تطويل قميصه. و من أشهر المنمنمات (الصور الصغيرة التي تأتي عادة و لكن ليس ضرورة في إطار مخطوطات) الفارسية على هذا النوع هي تلك التي تأتي في إطار مؤلف قصائد الشاعر الفارسي الكبير نظامي و المسماة بـ”خمسة” حيث تعرض لحادثة الاسراء و المعراج في فصلها الأول “مخزن الأسرار” ومن المخطوطات المعروفة من هذا المؤلف مخطوطة رقم 791 في خزانة التوبكابي سراي في اسطنبول و الذي يرجع الى سنة 1506 ميلادية و فيها يظهر الرسول على ظهر البراق و وجهه مغطى. و من أشهر المنمنمات العثمانية على هذا النوع من صور الرسول تلك التي تتكرر في المؤلف العثماني “سير النبي” و من بين المخطوطات المعروفة لهذا المؤلف مخطوط رقم 1222 بخزانة التوبكابي سراي بإسطنبول و الذي يرجع الى سنة 1594 ميلادية و فيه ستة صور للرسول في مراحل مختلفة من سيرته و فيها يظهر دائما بجسده كاملا باستثناء غطاء الوجه و في بعضها تم تطويل قميصه لتغطية يديه و ساقيه. غير أنه في الفترة المبكرة من التصوير الفارسي و العثماني كان يتم تصوير الرسول بشكل كامل أي بوجه مكشوف. و من أول الأمثلة على ذلك بعض مخطوطات مؤلف أساسي في الأدب التاريخي في الفترة الوسيطة و هو “جامع التواريخ” لرشيد الدين حيث يتعرض لحادثة الاسراء و المعراج و في مخطوط معروف من هذا المؤلف نسخ باللغة العربية و لكنه تم تصويره على الأرجح في تبريز يرجع الى سنة 1306 ميلادية يظهر الرسول على ظهر البراق مكشوف الوجه و اليدين و المخطوط محفوظ في مكتبة جامعة ادنبره باسكتلنده تحت رمز مخطوط شرقي رقم 20. صور مماثلة موجودة أيضا في المخطوطات المبكرة من مؤلف آخر و هو “معراجنامه” و الذي يركز على رواية حادثة الاسراء و المعراج و من المخطوطات المعروفة من هذا المؤلف مخطوط بخزانة التوبكابي سراي رقم 2154 يرجع الى بين سنتي 1317 و 1335 ميلادية.
إن هذا التوجه لتصوير الرسول تاريخيا تزامن مع امتناع عن ذلك و يرجع هذا التنافر و غياب الاجماع في الحقيقة الى نقاش أكثر عمومية و هو شرعية تصوير الأجسام البشرية و هي مسألة إشكالية لم ينزل فيها نص محدد و لو أنه كانت هناك أغلبية ترفض تصوير الأجسام البشرية. غير أن هذه الأغلبية لم تنشأ منذ بداية الدولة الاسلامية حيث من المعروف أن الأمويين خلفوا تعبيرات مرئية لأجسام بشرية سواء من خلال صور لأجسام بشرية على الحيطان (حتى عارية مثلما ماهو موجود في قصير عمرة في الأردن حاليا) و حتى على النقود (صورة الخليفة متمنطقا سيفه في سلسلة مبكرة من الدنانير الأموية قبل التعريب الكامل للدينار). و في الحقيقة يتواصل غياب الاجماع حتى الآن حيث من الواضح في المجالات ذات الغالبية الشيعية أنه ليس فقط من الممكن تصوير شخصيات اسلامية رئيسية مثل علي و الحسين بل يمكن أيضا العثور على صور كثيرة الرواج للرسول. و من أشهر هذه الصور صورة فوتوغرافية لشاب يتم تقديمه على أنه الرسول رائجة خاصة في ايران (اكتشف باحثان سويسريان أخيرا أن الصورة أخذت في الأصل من قبل مصورين غربيين في تونس في بداية القرن العشرين). مقابل ذلك نعتقد أن غياب تقاليد التصوير الفني و خاصة تصوير الرسول في غالبية البلاد الاسلامية يقف وراء انتشار الاعتقاد الخاطئ بأن هناك إجماعا حول عدم تصوير الرسول و هو ما ساهم بالتأكيد في تعقيد الأزمة الراهنة. كما أنه من الضروري التأكيد على أن الصورالتي رسمت في الفترة الاسلامية الوسيطة خاصة في المجالين الفارسي و العثماني لم تكن معروفة لغالبية المسلمين حتى داخل هذين المجالين حيث كانت متاحة للمشاهدة فقط لحفنة صغيرة جدا من الناس بفعل أنها موجودة ضمن مخطوطات عالية القيمة لم تكن متوفرة بالضرورة لدى عامة الناس.
الأصول القروسطية للتصوير العنصري للرسول (صلعم)
إن المسألة الرئيسية في الأزمة الراهنة، إذا و على عكس الإعتقاد الخاطئ لدى البعض في العالمين الاسلامي و الغربي، ليست تصوير الرسول بشكل عام بل ما يمكن أن تحمله الصورة من تعبير للكراهية و الازدراء لأمة أو ديانة كاملة. إنه من المغالطة التشكيك في الطابع العنصري لهذه الصور تحت عنوان أنها “اشكالية فقط”: فكيف يمكن أن نصف موضوعيا صورة الرسول برأس ذي ملامح شيطانية بديهية و في نفس الوقت بشكل يشبه القنبلة؟ كيف يمكن أيضا أن نصف شكل الرسول و عيناه مغمضتان بعصابة و بشكل بشع و خلفه إمرأتين بملامح بلهاء؟
نعتقد هنا أن الخلفية الخاصة للصحيفة الدانماركية و تحديدا ما تمثله من فهم خاص ذي خلفية دينية-ثقافية للهوية الدانماركية يجعلها لا تعبر في الجوهر عن رؤية حداثية بل عن خط و رؤية ما قبل حداثية بما هي تواصل لتقاليد قروسطية عريقة في أوروبا المسيحية من استعمال الصورة و خاصة صورة الرسول لتوجيه خطاب الكراهية و الازدراء تجاه ديانة أو مجموعة دينية كاملة أي المسلمين و هو بالمناسبة نسق قروسطي عام لم يكن يقتصر على المسيحيين فحسب. و هكذا ليس التعبير المرئي المنشور في الصحيفة الدانماركية جزءا من منظومة قيمية حداثية بقدر ما هو من مخلفات الماضي القروسطي المثقل بهواجس الريبة و الكراهية تجاه الشعوب و الديانات الأخرى. هذه نقطة جوهرية، و على ما أعتقد، لم يقع التركيز عليها بما فيه الكفاية حتى الآن.
سبق ظهور الصور العنصرية ضد المسلمين و التي استعملت الرسول كشخصية محورية في الفترة القروسطية، سبقها، خطاب ثابت و منظم يستهدف تشويه الرسول كسبيل رئيسي لتشويه المسلمين و الذين كانوا يسمون في الخطاب اللاتيني “Saracens
“. و بلغ هذا الخطاب خلال القرن الثاني عشر ميلادي نقلة نوعية خاصة من حيث طبيعة الاتهامات و انتظامها و تحولها الى صيغ ثابتة يتم ترديدها عبر المجال المسيحي الأوروبي. ففي هذه الفترة كتبت أربع سير للرسول باللغة اللاتينية من قبل قساوسة و رهبان لقيت رواجا كبيرا في الأوساط المدرسية المسيحية ساهمت في ترسيخ أفكار ثابتة عبر الإعلاء من قيمة سلسلة من القصص المختلقة في التراث الفلكلوري المسيحي تركز على أنه “محتال” و “متعطش للدماء”. و هكذا باستعمالها المخيال الشعبي المسيحي كمصدر أساسي ساهمت هذه السير التأسيسية لصورة الرسول في الغرب المسيحي ليس فقط في إعادة تصويره في المخيال المدرسي بل أيضا في ترسيخ الصورة الشعبوية عوض تصحيحها.[ii]
و من الواضح للباحثين أن هذه “الصورة” المكتوبة كانت المصدر الرئيسي للصورة المرئية التي ستنشأ فيما بعد. و وفرت الصورة وسيطا مناسبا يقتصد مفردات النص و أصبح من المناسب تركز صورة الاسلام و المسلمين في صورة شخص الرسول نفسه. و هكذا ظهرت أول الصور من هذا النوع ضمن مؤلفات متأثرة بالسير الأربعة التأسيسية و من هذه الصور المبكرة صورة لشخص يشبه وحش غرائبي و ذي لحية طويلة وردت في مخطوط لاتيني من القرن الثاني عشر ميلادي بعنوان “في ظهور محمد” (De generatione Machumet) لراهب فرنسي من دير Cluny (محفوظ في مكتبة الأرسنال في باريس برقم 1162). صورة أخرى لقيت رواجا من حيث استنادها لروايات فلكلورية مسيحية و تهتم خاصة بقصة وفاة الرسول حيث تتحدث عن “أكل الخنازير” للرسول و تترجم الصورة هذه الرواية من خلال تصوير شخص الرسول برفقة خنزير و ذلك في مخطوط يرجع الى أواسط القرن الثالث عشر ميلادي (محفوظ في مكتبة معهد كوربوس كريستي في كامبردج تحت رقم 26). نوع آخر من صور الرسول ذات الطابع العنصري في الفترة القروسطية هي تصوير وحش أسود يخرج من فمه لحظة موته و يقع تصوير وجه الرسول بشكل يذكر بصور الشياطين المستعملة في القاموس المرئي القروسطي و تظهر هذه الصورة مثلا في مخطوط مؤلف تاريخي يرجع لأواسط القرن الثالث عشر ميلادي لراهب فرنسي باسم Pierre de Poitiers
(المخطوط محفوظ في مكتبة معهد إيتون في وندسور تحت رقم 96).[iii] مع تكثف الحملات الصليبية و ما رافقها من تصاعد للحملات التشويه المتبادلة أصبحت صورة شخص الرسول مرافقة لصورة صلاح الدين الأيوبي و أصبح كلاهما يمثلان المسلمين و الاسلام ذاته. و على سبيل المثال هناك مخطوط يرجع لسنة 1242 ميلادي لمؤلف باسم Alexander Laicus يصور كل من الرسول و صلاح الدين برؤوس حيوانات متوحشة يباركان مجموعة من المسلمين في مواجهة مجموعة من المسيحيين أمام الصليب.[iv] و لكن لم تكن صورة الرسول المشوهة وحدها المستعملة في تصوير المسلمين بل وقع بشكل موازي استعمال صورة لشخص أو شخوص غير محددة و ذات ملامح شيطانية لتختزل الصورة الجمعية للمسلمين غير أن في كلى الحالتين كان الخطاب ذي طبيعة مماثلة و في إطار نسق عام من القيم القروسطية التعميمية و هذه الصبغة تحديدا أي استعمال القدرة الاختزالية للصورة لتبليغ فكرة عنصرية و تعميمية هي ما شاهدناه في الصور الكاريكاتورية المنشورة في “جيلاند بوست”. إن أفضل مقارنة للنموذج الاسلامي هي مع النموذج اليهودي حيث يوفر ذلك أمرين أساسيين: أن أصول الكاريكاتور الذي راج ضد اليهود في القرنين التاسع عشر و العشرين يرجع الى أصول قروسطية و أن مواجهة اليهود لهذه الصور عبر القنوات القانونية و التشريعية ساهم بشكل كبير في الكشف عن الدور السلبي الذي يمكن أن تلعبه الصورة و كيفية حصاره و تهميشه و هو ما يمكن أن يكون سابقة على أساسها يستطيع المسلمون مواجهة الخطاب المعادي الموجه ضدهم و هو، للمفارقة، في جزء منه يرجع لبعض الأطراف اليهودية المتطرفة في الظرف الراهن.
الأصول القروسطية المسيحية لصور اليهود و مقاومتها قانونيا
بسبب وجود أقليات كبيرة من اليهود في المجتمعات المسيحية كانت الصور العنصرية لليهود في التراث القروسطي الأوروبي أكثر بكثير من صور المسلمين غير أن الكثير منها تداخل مع صور المسلمين باعتبار النظرة المسيحية التي تكفر الطرفين على حد السواء. و هكذا كانت الكثير من هذه الصور تجمع شخوص للشعوب غير المسيحية و يرمز كل منها لديانة محددة و هنا كان الكثير منها يرمز للإسلام و اليهودية. و قد قام عدد من الباحثين بدراسات عديدة حول الصور الخاصة باليهود و من أهمها موسوعة أنجزها هاينز شراكنبرغ Heinz Schreckenberg
بعنوان “اليهود في الفن المسيحي: تاريخ مصور”[v] أرخ فيها بالصور للعلاقة الوطيدة بين صور الكاريكاتور التي راجت في صحف القرن التاسع عشر و القرن العشرين خاصة خلال حملات معادية لليهود و الصور القروسطية حولهم و غيرهم من غير المسيحيين. من بين الأمثلة على هذه العلاقة هي استعمال غطاء رأس مهين خاص باليهود و رسم وجوه الشخوص اليهودية بأنوف معقفة و طويلة و هي خصائص استمرت مع بداية رواج الرسم الكاريكاتوري في تصوير اليهودي حتى فترة قريبة بما في ذلك خلال المرحلتين الفاشية في ايطاليا و النازية في ألمانيا. و قد تعامل اليهود مع هذه الصور بنفس القدر من الجدية مع تعاملهم مع أي أشكال أخرى من التعبير المعادية لهم و التي تم وسمها تحت خانة “معاداة السامية”. و هكذا و في إطار سلسلة القوانين التي تم تشريعها خاصة في أوروبا بين ثمانينات و تسعينات القرن العشرين تم تجريم ليس فقط “إنكار المحرقة اليهودية” بل أيضا أي “تحريض على كراهية اليهود” باستعمال “رموز” معادية لهم. نقطة “الرموز” مثلت مدخلا لمواجهة أشكال تصويرية متنوعة و هو ما جعل ليس فقط الصور النمطية المشوهة لليهود جريمة “تحريض على الكراهية” بل أيضا الرموز النازية بما في ذلك الصليب المعقوف.[vi]
غير أنه من الخطأ الاعتقاد أن موضوع تجريم خطاب الكراهية هو أمر بديهي في الظرفية الغربية الراهنة. حيث مازال هناك جدال كبير حول كيفية تحديد “خطاب الكراهية” و كيفية صياغة القوانين المتعلقة بهذا الشأن. و لذلك فإن غياب مثل هذه القوانين يؤدي الى وجود نوع من السلط الاجتماعية العرفية التي تفرض مواجهة و تهميش خطاب الكراهية و هو ما يحدث على سبيل المثال من قبل السود في الولايات المتحدة و الذين ينجحون نسبيا في حشد ما يكفي من الضغط كلما تجرأت بعض القوى للتصريح بمقولات عنصرية معادية للسود.[vii] من جهة أخرى يمكن أن تستعمل بعض الأطراف مسألة “خطاب الكراهية” بشكل تعميمي و غير دقيق و هو ما يحدث على سبيل المثال من قبل الأطراف الاسرائيلية خاصة في السنوات الأخيرة و التي تدفع تجاه تجريم الكاريكاتور العربي الموجه ضد شخصيات أو ممارسات إسرائيلية و مماثلته مع الخطاب العنصري تجاه اليهودية في العام و من ثمة تصنيفه تحت خانة “معاداة السامية”.
لكن تبقى أهم حجة أخلاقية في صالح المسلمين هي واقع المفارقة الناشئ من الوضع المميز لليهود المحميين قانونا من أي تمييز ديني أو غيره (و الذي يجب أن يكون حال أي طرف ديني أو كائن بشري في الواقع) حيث يشكل ذلك سابقة قانونية تفرض التفكير الجدي في تعميم محتواها على بقية المجموعات الدينية في المجال الأوروبي. إن المساواة الدينية في الاتحاد الأوروبي الناشئ غير مكتملة و هي تحدي حقيقي يؤكد أن هناك فرقا مهما بين التحديث السياسي و التحديث الثقافي حتى في المجال الذي يرى الكثير، بناء على رؤى مثالية، أنه بديهي الحداثة. في المقابل على الأقليات المسلمة تفهم طبيعة المجتمعات التي يعيشون فيها و أن جدة وجودهم هناك تفرض عليهم رؤية مرنة لا تفرط في الحقوق و لا تسكت على أي تهجم معادي أو تمييز و لكن أيضا لا تنتقل الى الانغلاق و استعداء الجميع. و عموما من البديهي أنه ليس و لن يكون أنجع سبيل لمواجهة خطاب الكراهية من خلال إعادة انتاج خطاب كراهية تعميمي مماثل و بالتالي من الضروري دائما التفريق بين خطاب الدفاع عن النفس و حق كره الكارهين و خطاب تعميمي يجعل مثلا من أي دانماركي مسؤول مباشرة عما نشرته صحيفة “جيلاند بوست”. و عموما لا يبدو أن ذلك سيكون مفيدا للأقليات المسلمة في أوروبا بما في ذلك المقيمة في الدانمارك.
(*) باحث تونسي في تاريخ الفن—جامعة بنسلفانيا (الولايات المتحدة)
http://arts-of-islam.blogspot.com
[1] كل المعطيات الخاصة بتاريخ الصحيفة موجودة في مقال مخصص بها في دائرة المعارف الالكترونية “ويكيبيديا” في نسختها الانجليزية.
2 من أهم الدراسات حول السير المسيحية المكتوبة حول الرسول في الفترة الوسيطة: Tolan, John. Saracens: Islam in the Medieval European Imagination.
3 تم نشر هذه الصور الثلاث (تحت أرقام 97 و 98 و 99) في أهم دراسة حول موضوع تشويه غير المسيحيين في الفن القروسطي الأوروبي: Strickland, Debra Higgs. Saracens, Demons, and Jews: Making Monsters in Medieval Art.
4 وردت هذه الصورة في دراسة هامة أخرى حول موضوع الفن القروسطي الخاص بالمسلمين: Barber, Malcolm. “How the West saw Medieval Islam” History Today, volume 47 (May 1997): pp. 44-49.
5 Schreckenberg, Heinz. The Jews in Christian Art: An Illustrated History. Continuum Intl Pub Group, 1997.
6 جدول تفصيلي بهذه القوانين و محتوياتها موجود في الملحق ب من المرجع التالي: Combating Holocaust Denial Through Law in the United Kingdom. Report by the Institute for Jewish Policy Research Law Panel. 2000.
7 في علاقة بالنقاش المفتوح حول تجريم خطاب الكراهية في الولايات المتحدة أنظر أحدث دراسة في هذا الشأن: Cortese, A. Opposing Hate Speech.
: Praeger. 2006.
كل المعطيات الخاصة بتاريخ الصحيفة موجودة في مقال مخصص بها في دائرة المعارف الالكترونية “ويكيبيديا” في نسختها الانجليزية.
[ii]من أهم الدراسات حول السير المسيحية المكتوبة حول الرسول في الفترة الوسيطة: Tolan, John. Saracens: Islam in the Medieval European Imagination.
تم نشر هذه الصور الثلاث (تحت أرقام 97 و 98 و 99) في أهم دراسة حول موضوع تشويه غير المسيحيين في الفن القروسطي الأوروبي: Strickland, Debra Higgs. Saracens, Demons, and Jews: Making Monsters in Medieval Art.
وردت هذه الصورة في دراسة هامة أخرى حول موضوع الفن القروسطي الخاص بالمسلمين: Barber, Malcolm. “How the West saw Medieval Islam” History Today, volume 47 (May 1997): pp. 44-49.
Schreckenberg, Heinz. The Jews in Christian Art: An Illustrated History. Continuum Intl Pub Group, 1997.
جدول تفصيلي بهذه القوانين و محتوياتها موجود في الملحق ب من المرجع التالي: Combating Holocaust Denial Through Law in the United Kingdom. Report by the Institute for Jewish Policy Research Law Panel. 2000.
في علاقة بالنقاش المفتوح حول تجريم خطاب الكراهية في الولايات المتحدة أنظر أحدث دراسة في هذا الشأن: Cortese, A. Opposing Hate Speech.
(المصدر صحيفة القدس العربي و موقع ميدل إيس أون لاين بتاريخ 18 فيفري 2006)