الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: أخبـار سريعــة بيان صادر عن ممثلي طلبة كلية العلوم بصفاقس
سليم بوخذير: مواطنو حمام سوسة يُحذّرون الدكتور المنصف المرزوقي من تدريب السلطات لكلب مفترس لإطلاقه عليه عند الخروج في سوسة الحياة: دول الاتحاد المغاربي تحاول تطوير استخدامات الطاقة النووية
الجزيرة.نت: السينما الجزائرية والتونسية والفلسطينية تتصدر مهرجان دبي أنور بن قدور: رسالة إلى كافة النقابيين المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد صـابر التونسي: سـواك حـار (10) غسّان بن خليفة: لم تمنعه إعاقته من الإبداع..لكن البلديّة منعته !
الأخصرعمارة: لماذا لم تشمل الهيكلة النقابية الجديدة قطاع الفلاحة؟ أ
نيس الرّزقي: متى يعاد الفصاء العمومي إلى صاحبه الشّرعي؟
محسن: تقرير”التّنمية الإنسانيّة العربيّة” يرصد إستشراء التّزوير في الإنتخبات العربيّة
سالم بوخداجة: فولتير بعيد عن انصاف الإسلام بيار أبي صعب: تونس الحريّة!
توفيق المديني: السقوط إلى هاوية الحرب الأهلية في غزة
الحياة: إسلاميون يهددون بمقاضاة أسبوعية نشرت نكاتاً «مسيئة» .. المغرب: «العدالة والتنمية» ينتقد جطو لاستبعاد إشراكه في الائتلاف الحاكمبلال التليدي: حزب العدالة والتنمية.. مساهمة في تأسيس الخطاب
منتصر حمادة: صراع مغاربي على الإسلام الصوفي وإسلام الجالية في فرنسا
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
الرابطـة التونسيـــة للدفــاع عن حقـــوق الإنســـان
21، نهج بودليــر – العمــران – 1005 تونس
الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892866
البريـد الإلكترونـي : ltdhcongres6@yahoo.fr
أخبــار سريعــــة
تعلم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الصحفي لطفي الحجي أفرج عنه حوالي الساعة الثامنة ليلا البارحة الإثنين 18 ديسمبر 2006 من إحدى مقرات وزارة الداخلية بتونس. وقد كان أوقف ببنزرت أمام منزله من طرف مجموعة من أعوان الأمن، ووقعت نقلته إلى هناك لبحثه.
وقد اتضح أن الموضوع يتعلق بعلاقته الصحفية بقناة “الجزيرة” وقد رفض الإمضاء على المحضر واعتبر أن الإدارة تخرق القانون وتتعدى على حقوقه المهنية ولا حق لها بالتدخل في حياته المهنية.
هذا وقد قام جمع من النشطاء من الرابطة والأحزاب والنقابيين بجهة بنزرت بوقفة احتجاجية أمام مقر إقليم الشرطة ببنزرت دامت حوالي ساعتين وذلك مباشرة إثر إيقاف الصحفي لطفي الحجي، ثم تحولوا إلى منزله أين اعتصموا إلى حين حلوله ببيته.
بيان صادر عن ممثلي طلبة كلية العلوم بصفاقس
الجمعة 15 ديسمبر 2006
عاشت الجامعة التونسية طيلة يوم أمس (الخميس 14 ديسمبر 2006، التحرير) فعاليات انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية شاركت فيه جميع الطلبة بمختلف توجهاتهم الفكرية و انتماءاتهم السياسية و قد اتسم هذا الحدث للسنة الجامعية 2006/2007 بانقلاب الموازين المعهودة مما يعكس انتشار الوعي الطلابي و التحرر من التبعية للسلط الخارجية, إلا أن هذه العملية الإنتخابية تبقى دائما محل بعض اللبس والتجاوزات خاصة من الأطراف المدعمين من الدخلاء عن الساحة الطلابية.
وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات والتي بموجبها تحصلنا نحن مرشحوا القائمة المستقلة على 3 مقاعد من مجموع 4 فنحن ممثلوا الطلبة في المجلس العلمي بكلية العلوم بصفاقس:
– نستنكر و بشدة اختيار هذا التاريخ لإجراء الانتخابات والذي نعتبره عقبة أساسية كرسها صانعوا القرار لحرمان الطلبة النازحين من مختلف الجهات من ممارسة حقهم في ترشيح ممثلهم.
-نستنكر الأطواق الأمنية المفروضة على الكلية من جنوبها و غربها طيلة اليوم الذي تمت فيه عملية الانتخاب.
-كما نعبر عن أسفنا الشديد للمستوى المتدني الذي قدمه بعض الأطراف المشاركة في العملية الانتخابية على غرار طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي (من المعلوم أن مثل هذه الأطراف تستبيح كل الأساليب الحقيرة في مثل هذه المواقف, فقد أعلمنا أن بعض المرشحين قد قاموا بتوزيع المشروبات الكحولية داخل المبيت الجامعي الياسمين لكسب الأصوات كما قاموا باقتحام عدد من الغرف و تهديد المقيمين بالتعنيف إذا لم يمتثلوا… وقد تم الاستنجاد ببعض الطالبات من ذوي الكفاءات للإغراء… والقائمة تطول.)
-نجدد عزمنا على المضي قدما في تقديم كل ما نراه جديرا بخدمة الطالب في سبيل تحقيق ظروف دراسية أفضل تضمن للجميع النجاح و التألق في المجالات العلمية والفكرية.
ممثلو طلبة كلية العلوم بصفاقس
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 15 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net
تـهـنـئـة
الأخ عبد السلام جراد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل.
الإخوة أعضاء الهيئة التنفيذية للاتحاد.
تتقدم لكم الهيئة المديرة لجمعية الصحافيين التونسيين بأحر التهاني بمناسبة انتخابكم من قبل مناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل لتحمل أعباء قيادة هذه المنظمة العريقة.
لقد مثل مؤتمركم الأخير محطة هامة على درب تكريس الديمقراطية نعتز بها جميعا ونرجو تواصل التفاف كل العزائم الصادقة حول الاتحاد دعما لمناعته وتعزيزا لوحدته.
ونسجل بهذه المناسبة امتناننا للدعم اللاّمحدود الذي تلقاه جمعية الصحافيين التونسيين كممثل لعموم الصحافيين وكمدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية من قبل قيادة الاتحاد.
كما نؤكد على أهمية الترابط النضالي الذي تجلى بشكل أساسي فيما تسلط على جمعيتنا عندما رفضت الاعتراف بشرعية الانقلاب على القيادة الشرعية للاتحاد عام 1978.
وعزمنا معقود وأملنا كبير في مزيد تطوير العلاقات الوثيقة القائمة بين جمعية الصحافيين التونسيين والاتحاد العام التونسي للشغل بما يخدم تطلعاتنا المشتركة..
عاش الاتحاد التونسي للشغل حرا مستقلا مناضلا
عاشت جمعية الصحافيين التونسيين حرة مستقلة مناضلة…
أضواء على المؤتمر اللـ21 للاتحاد العام التونسي للشغل
إضاءة: مخلص التونسي
** هل سقط عبد النور المداحي فعلا في الانتخابات؟
كنّا ننتظر نتائج الانتخابات أمام قاعة المؤتمر وكانت المعلومات تتواتر تباعا حول عملية الفرز وعلمنا من أكثر من مصدر بأنّ عبد النور المداحي موجود ضمن الكوكبة المتنازعة على الفوز بعضوية المكتب التنفيذي وأنّ حظوظه وافرة في هذا الاتجاه. ثم خرج أحد الصحافيين وأعلمنا بأنّ محمد شندول قد خرج من السباق وأنّ كلّ من محمد الطرابلسي و بلقاسم العياري وعبد النور المداحي يتنافسون على المرتبتين الثانية عشرة والثالثة عشرة وأنّ عدد الأوراق التي لم يتم فرزها لا يتجاوز العشرة أوراق. لكن فتح القاعة وإعلان النتائج قد طال لحوالي ساعة لتعلن النتاج فوز كل من العياري والطرابلسي ب 192 صوتا و 194 صوتا وتسند للمداحي 171 صوتا فقط. فأي مصداقية لهذا الفارق مقارنة بالأخبار التي كنّا نتلقاها والمعلومة التي أوردها الصحافي وهل لا تكون يا سي عبد السلام قد جددت العهد مع ما حصل في مؤتمر الكرم؟
** المؤتمر المعسكر والمحاصر
انعقد المؤتمر تحت حصار بوليسي لافت حيث وضعت حواجز من البوليس تعاضده مجموعات من أعوان الاتحاد على كامل الطريق المؤدية للمنطقة السياحية الجديدة حيث يوجد النزل الذي احتضن المؤتمر وطلب من جميع المتجهين إلى هذه المنطقة الاستظهار ببطاقة نائب في المؤتمر“badge “ومنع كلّ من لم تكن لديه هذه البطاقة من دخول المنطقة. بل الأغرب من كلّ ذلك أنّ جميع النزل في مدينة المنستير قد امتنعت عن إيواء النقابيين الذين جاؤوا ليتابعوا المؤتمر من الخارج واضطر العديد منهم ليقضوا ليلتهم في نزل مدينة سوسة. ولم يرفع الحصار إلاّ في اليوم الموالي حين احتج المؤتمرون وطالبوا بكل إصرار بإنهاء هذا الحصار وبطرد البوليس من محيط النزل، وقد قاطعوا الأمين العام عديد المرات ومنعوه من قراءة التقرير العام ولم يتوقفوا عن الاحتجاج إلاّ حين وعدهم بالتدخل لدى من يهمه الأمر لفكّ الحصار وهو ما حصل فعلا مساء اليوم الأول وتمكّن النقابيون من المرابطة أمام النزل ومن الاتصال بالمؤتمرين. حيث استمرت الوضعية على هذا النحو إلى حدّ اليوم الثالث حين تجددت المطالبة بإدخالهم إلى النزل خاصّة بعد تهاطل الأمطار وقد وقعت الاستجابة من قبل الأمين العام لكنّ إدارة النزل رفضت فتح الباب بدعوى ضياع المفتاح، فاقتحموه بالقوة رغم تصدّي أعوان الحراسة واعتدائهم بالضرب على النقابيين.
** ضيوف المكتب التنفيذي لم يحظوا بحسن الوفادة
استدعى المكتب التنفيذي العديد من الضيوف من ممثلين عن النقابات العربية والأجنبية الأخرى (افريقية وأوروبية وأمريكية ) ومن ممثلي منظمات الهجرة ومن ممثلي المنظمات الوطنية حيث تولى الأمين العام تقديمهم وصفق لهم النواب بدرجات متفاوتة ما عدا ممثلي كلّ من اتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الفلاحين الذين قوبل ذكرهما بكامل البرودة بل قوطعت مداخلتيهما بالاحتجاج كلما تعرضا لـ “تحول السابع من نوفمبر”ولـ ” السياسة الرشيدة للرئيس بن علي“…
** النقابيون متضامنون مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
لقد عبّر نواب المؤتمر من خلال الحفاوة التي خصوا بها رئيس الربطة عن عمق تمسكهم بهذه المنظمة وعن إصرارهم على ضرورة إنهاء أزمتها كما رفعوا شعار “رابطة واتحاد وحدة وحدة في النضال” ممّا حدا بجل أعضاء المكتب التنفيذي ليتخذوا من قضية الرابطة محورا أساسيا من محاور دعايتهم وتأثيث مداخلاتهم. حتّى أنّ الأمين العام نفسه قد عبّر عن تضامنه مع الرابطة “التي تبقى في قلوب كلّ النقابيين” حسب تعبيره والتي حظيت بعديد تدخلاته وبأنّه سيبقى يتدخل لفائدتها ما بقيت الأزمة. لكنّه غمز لما يعتبره تدخلا منها في الشأن النقابي وعبّر عن رفضه لقيامها بزيارة العمال المعتصمين.
** المزايدة بالاستقلالية وبرفض وصاية السلطة
تمكن كلّ أعضاء المكتب التنفيذي من التقاط حرص النواب وإصرارهم على مبدأ الاستقلالية وعلى رفضهم تدجين المنظمة وإخضاعها لإملاءات السلطة فأطنبوا هم أيضا في الدفاع عن الاستقلالية. وإن كنّا لانستغرب ذلك من قبل بعض الأعضاء الذين عرفوا بهذا التوجه خلال مسيرتهم وكانوا يعلنون مثل هذه المواقف في كلّ المحطات إلاّ أنّ الأمر كان مريبا بالنسبة لأعضاء آخرين عرفوا بولائهم للسلطة واشتهروا بأنّهم أذرعتها داخل المنظمة لكنهم -وفي إطار المزايدة وفي إطار هامش المناورة الدعائية الذي مّنهم منه النظام استطاعوا أن يعلنوا هم أيضا حرصهم على استقلالية المنظمة وتمسكهم بها فقال رضا بوزريبة: ” أنّه ليس متاع السلطة وأنّه لايتشرف بأن يكون متاعها” وقال الهادي الغضباني بأنّ “الاتحاد هو المنظمة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دور الضدّ للسلطة ” وأنّ أعداء الاتحاد والسلطة يريدون بث الفتنة بين النقابيين من أجل التمهيد للتعددية النقابية.
** زلّة لسان فد تكون معبّرة
تردّد في أوساط النقابيين بأنّ الحصار المفروض على المؤتمر قد اتخذ بقرار من المركزية النقابية ومن أمينها العام بالتحديد الذي قدّم هذا الطلب لوزير الداخلية وقدّم معه قائمة في النقابيين غير المرغوب في حضورهم. وقال آخرون بأنّ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير هو من تولى هذا الأمر بالتنسيق مع والي الجهة. لكن لا دليل على جميع هذه الادعاءات وتبقى كلّها مجرد إشاعات، غير أنّ الأمين العام قال في معرض ردّه على احتجاج النواب وعلى دعوتهم الملحة “لرفع الحصار ولطرد البوليس” قال “سأعطي التعليمات بإبعاد البوليس” قبل أن يتدارك ويصحح “سأطلب من وزير الداخلية ليعطي أوامره بإخلاء الطريق من البوليس وبالكف عن مضايقة النقابيين“
** هل قيادة الاتحاد راضية عن عقد المؤتمر في مدينة المنستير؟
لا شيء يوحي بأنّ قيادة الاتحاد راضية على عقد المؤتمر في مدينة المنستير بل المرجح أنّها قبلت بذلك نتيجة ضغوط سلّطت عليها سواء في ما يتعلق باختيار المكان أو بخصوص منع بعض الأسماء من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي مثل المداحي والناجي مسعود لإضعاف تمثيلية على بن رمضان أو من خلال فرض ترشح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير. لكن يبدو أنّ الأمين العام قد قبل ببعض الشروط ورفض بعضها الآخر وهو ما جلب له غضب السلطة حيث رفض رئيس الدولة تلبية الدعوة بخصوص الإشراف على المؤتمر وامتنع والي الجهة عن تعويضه وحضور الجلسة الافتتاحية، وهو ما يفسر كذلك امتناع بلدية المنستير عن تعليق اللافتات الدعائية التي أعدّت للغرض وبقيت في المستودع وهو الذي يفسر عدم تمكين الكاتب العام للاتحاد الجهوي من المشاركة في افتتاح المؤتمر ومن مجرد الترحيب بالضيوف. وإذا ثبت وجود هذه الخلافات فإلى أين ستتجه العلاقة بين الاتحاد والسلطة في المستقبل؟
** فوضى التحالفات النقابية والتحالفات السياسية
الكل يعرف الالتقاء الحاصل بين مكونات هيئة 18 أكتوبر ورغبة أصحابها المعلنة في بناء جبهة عمل مشترك ضدّ الاستبداد. لكن ما لايدركه كلّ الناس هي تلك التحالفات النقابية التي تتعارض كليا مع ملاح تحالفات 18 أكتوبر. فنقابيو حزب العمّال وبعض النقابيين المنتمين للحساسية القومية وحتّى بعض النقابيين المنتمين للحزب الديمقراطي التقدمي قد تحالفوا – سواء من خلال التواجد على نفس القائمات أو من خلال التحرك داخل قاعة المؤتمر- مع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس والكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بأريانة ومع أعضاء المكتب التنفيذي اليعقوبي والماجدي والغضباني وبوزريبة (وكلهم معروفين بولائهم للسلطة) تحالفوا معهم وخاضوا حملة تشويه واسعة ضد علي بن رمضان بوصفه “خوانجي” ورفعوا ضدّه شعار”حركتنا مستمرة والسيستاني على برّة” مؤكدين بذلك تفوق إمكانياتهم الاستخباراتية على استخبارات وزارة الداخلية التّي عجزت عن إثبات هذه التهمة على بن رمضان وإلاّ لما تركته خارج السجن. في حين اختار بعض المنتمين لحزب العمل الوطني الديمقراطي المعادي لهيئة 18 أكتوبر الالتقاء مع علي بن رمضان وتكوين قائمة مشتركة معه وروّجوها دون حرج لكنّهم لم يلتزموا بها على مستوى التصويت.
** مؤتمر انتخابي شعاراته فضفاضة
منذ اليوم الأول للمؤتمر كان الجانب الانتخابي يمثل الهاجس الأساسي لدى جلّ النواب ولم تكن المداخلات -على كثرتها- عميقة ومركزة على بلورة مضامين من شأنها تحقيق نقلة نوعية في وعي المنظمة ولم تسع لضبط خطط وبدائل قادرة على تعبئة أوسع القواعد وحشدها لخوض معارك حاسمة للملفات الأساسية العالقة. فجلّ المؤتمرين لايمكثون إلاّ قليلا داخل القاعة و أغلبية المداخلات قد كررت بعضها ولم تتعدّ رفع الشعارات العامّة والفضفاضة. والجميع كان منهمكا في حشد التأييد لهذا المرشح أو تلك القائمة.
(المصدر: موقع مجلة “كلمة” بتاريخ 19 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=420
مواطنو حمام سوسة يُحذّرون الدكتور المنصف المرزوقي من تدريب السلطات لكلب مفترس
لإطلاقه عليه عند الخروج في سوسة
يُواصل عديد مواطني حمام سوسة تعبيرهم عن التضامن مع الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية واستنكارهم للإعتداءات التي استهدفته ورفاقه يوم 3 ديسمبر 2006 من قبل عناصر مأجورة من ميليشيات الحزب الحاكم بالمنطقة .
و بعد أن كشفوا للدكتور المرزوقي قائمة المعتدين و التي سبق أن نشرناها على أعمدة “تونيس نيوز” ، وجّه مواطنو حمام سوسة إبلاغا بنوايا خطيرة تستعدّ السلطات تنفيذها ضدّ الدكتور المرزوقي قريبا، فقد أبلغ مواطنو حمام سوسة بأنّ دوائر الحُكم بالمنطقة كلّفت شخصا من الحزب الحاكم يُدعى أحمد مرجان بتدريب كلب مُفترس لإطلاقه على الدكتور المرزوقي للنيل منه في أول خروج له للمنطقة .
و نحن لا نشكّ لحظة في مصداقية ما ذكره مواطنون شرفاء بحمام سوسة للدكتور المرزوقي، كما لا نستغرب أن تلجأ السلطات إلى مثل هذه الأساليب الخطرة لأنّنا لم نتعوّد منها نحو الدكتور المرزوقي منذ تاريخ عودته إلى تونس و نحو عديد النشطاء إلاّ بالإعتداء تلو الإعتداء في مسلسل سخيف للتشفّي فيه و محاولة إثنائه عن مواصلة الإقامة في بلده و ممارسته حياته العادية و السياسية كما يريد .
فغير غريب على سلطات لا تعرف وسيلة أخرى غير العنف للردّ على مُخالفيها ، أن تلجأ إلى وسيلة كهذه ، و إذ يُحمّل الدكتور المرزوقي المسؤولية هو و رفاقه في أن يناله أيّ أذى مستقبلا إلى هذا النظام الذي سبق له أن أقام فائق الأدلّة على نيّته المتواصلة استهداف أمن الدكتور المرزوقي، فإنّه يجدر التوضيح لنظام بن علي أنّه إذا كان يحْسب أنّ مثل هذه الوسائل ستُغيّر شيئا من تمسّك الدكتور المرزوقي بحقّه في الإقامة في بلده وممارسته خطّه النضالي و الدعوة إلى تجنّد الشعب للدفاع عن حقوقه المسلوبة ، فقد خاب حسابه، فالدكتور المرزوقي لا يخاف ولا يتراجع، وستُبدي الأيام للنظام أنّه هو الخاسر والرابح الوحيد في النهاية هي تونس و فجرها الذي أذّن بالبلج. .
القلم الحرّ سليم بوخذير
دول الاتحاد المغاربي تحاول تطوير استخدامات الطاقة النووية
تونس – سميرة الصدفي
أعلن رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء التونسية عثمان بن عرفة، أن تونس ستباشر بناء أول محطة كهرونووية، على ان تكون جاهزة في العام 2020، مُتوقعاً أن تؤمن بين 15 و20 في المئة من الإنتاج الإجمالي للطاقة في البلد.
كذلك أعلن المغرب عن تدشين مفاعل نووي من نوع «تريغا 2»، لأغراض سلمية «في غضون أسابيع». فيما سبقت الجزائر الجميع بالتوقيع على اتفاق مع الصين منذ 1983 لإنشاء مفاعل «السلام». وتعزز الاتجاه نحو استخدام الطاقة النووية بعد شراء مفاعل «نور» للأبحاث العلمية من الأرجنتين في 1989. وتعكس هذه التطورات، معطوفة على التجربة الليبية التي خطت خطوات كبيرة في المجال النووي، قبل التخلي عنها في أجواء المصالحة مع أميركا، الاعتماد المتزايد على الطاقة النووية بوصفها مصدراً أقل تلويثاً للبيئة من المحروقات التقليدية.
وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مشروع تونسي لإنشاء محطة مزدوجة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، تعمل بالطاقة النووية في منطقة غنوش، الواقعة في خليج قابس (جنوب). وتُقدر طاقة المحطة ب900 ميغاوات، ويُؤمل أن تُؤمن بعد بنائها بين 15 و20 في المئة من الإنتاج المحلي الإجمالي للطاقة. وعزا بن عرفة في لقاء مع الصحافيين أخيراً، اللجوء الى الطاقة النووية إلى انعكاسات ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية على موازنة الدولة، إذ أن زيادة دولار واحد فوق الـ 45 دولاراً لبرميل النفط كلفت البلد أكثر من 11 مليون دولار.
ودفعت مضاعفة السعر ثلاث مرات، خلال السنوات الأربع الماضية (بما فيها السنة الجارية)، السلطات الى وضع «خطة استراتيجية»، ترمي إلى ترشيد استهلاك الطاقة، وتطوير استخدام الطاقات المتجددة والبديلة، مثل الطاقة النووية والرياح والطاقة الشمسية.
ويستغرق إعداد الدراسات اللازمة لإنشاء المحطة النووية الجديدة أربع سنوات، أما أعمال البناء فتستغرق سبع سنوات، فيما يُتوقع أن تستمر المحطة في العمل على مدى 80 سنة. وشكلت الكلفة الزهيدة نسبياً لإنتاج الطاقة من مولد نووي، أحد العناصر التي شجعت التونسيين على السير في هذا الخيار، إذ أن سعر الكيلووات – ساعة من الطاقة النووية، أقل بنسبة 70 في المئة من استخراج الكهرباء بالطاقة الاحفورية (النفط والمحروقات)، علما أن الطلب على الطاقة في تونس ينمو بواقع 4 في المئة سنويا،ً أي بحجم 22 بليون كيلووات.
وستلبي المحطة حاجات مدن الجنوب التونسي من الكهرباء والماء الصالح للشرب مطلع العام 2020.
وأظهرت دراسة جدوى أعدها باحثون في «المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية»، بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية الفرنسية، أن الطاقة النووية هي القادرة على تأمين الكهرباء والماء بأسعار زهيدة نسبياً، قياساً على الكلفة المرتفعة للطاقة الأحفورية. وتواجه تونس عجزاً سنوياً في ميزان الطاقة يقدر ب689 مليون دينار (نحو 530 مليون دولار). وعلى رغم أن تونس تنتج الغاز الطبيعي، فإنها تتوقع عجزاً في هذا المجال اعتباراً من 2015، ولن تكفي الرسوم العينية التي يتقاضاها التونسيون لقاء عبور أنبوب الغاز الجزائري – الإيطالي في أراضي بلدهم لسد العجز، ما يجعل الطاقة النووية الخيار الوحيد المتاح أمامهم.
وأكد وزير البحث العلمي التونسي طيب الحضري، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي رحّب بالمشروع التونسي الخاص بإقامة مولد نووي لإنتاج الطاقة الكهربائية في جنوب البلاد.
وفي سياق متصل، اقتنى «المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية» التونسي العام الماضي، بالتعاون مع قطر وفرنسا، مُولداً إليكترونياً accélérateur électronique قيمته خمسة ملايين دولار، يُستخدم حالياً في التطبيقات التنموية والصناعية، وبخاصة في معالجة المواد الغذائية وتعقيمها، كما يساهم بنقل التكنولوجيا الحديثة، وتكوين الكوادر والخبرات البحثية في هذا المجال، مع تأمين خدمات تكنولوجية متطورة لأصحاب المؤسسات الاقتصادية، وهو الوحيد في نوعه في شمال أفريقيا.
وأطلق «المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية» ورشات بحثية وندوات علمية متخصصة حول موضوع «الاستخدامات والتطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية»، إضافة إلى خطة لتكوين كفاءات تونسية في مجالي العلوم والتكنولوجيا النووية. وعرفت تونس في الستينات أول مركز للعلوم النووية في شمال أفريقيا، أسسه العالم النووي الدكتور بشير التركي، إلا أن خلافات مع مسؤولين حكوميين حالت دون استمرار المركز. ويعتزم التونسيون تنمية استخدام الطاقة النووية للأهداف السلمية، وبخاصة الطب والزراعة وحماية البيئة والموارد المائية، ويتولى «المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية»، إدارة المشاريع التي تُنفذ في هذه القطاعات.
مفاعل مغربي سلمي
ويستعد المغرب لتدشين مفاعل نووي من نوع «تريغا 2»، لأغراض سلمية «في غضون أسابيع»، مشدداً التزامه اتفاقات الحد من انتشار الأسلحة النووية. وأكد مندوبه الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، السفير عمر زنيبر أمام مجلس حكام الوكالة، أن النقاش حول مخاطر الانتشار المرتبطة بالسلامة والأمن، «لا يجب أن يحجب المساهمة الكبرى للطاقة النووية في مجالات حيوية». واعتبر إخضاع المنشآت النووية في الشرق الأوسط لضمانات الوكالة الدولية، ومراقبتها «إجراء رئيسياً لإرساء الثقة». وأوضح أن المغرب مستعد لاستضافة دورات تدريب دولية لتنفيذ المخططات النووية ذات الأغراض السلمية، لكنه حض في الوقت نفسه على تعزيز اتفاق الحماية النووية في ضوء المخاطر المتزايدة للإرهاب النووي.
مفاعلا «السلام» و»نور» في الجزائر
وأقامت الجزائر عام 1993 أول مفاعل نووي في المغرب العربي، بالتعاون مع الصين، وبدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر وزير الخارجية الجزائري آنذاك محمد صالح الدمبري في رسالة إلى المدير العام للوكالة، بمناسبة اكتمال بناء المفاعل، أن الأمر يتعلق بحدث استثنائي على صعيد التعاون بين بلده والصين، «الذي أتاح لبلد نام الحصول على أحد المصادر اللازمة للتنمية»، مؤكداً أنه «لا يمكن الفصل بين مفهومي الأمن والتنمية». كذلك أثنى على «المساعدة الدائمة» التي لقيتها الجزائر من الوكالة الدولية، «ما أظهر إصرار البلدان (النامية) على العمل معاً للقضاء على ما ينشأ عن سباق التسلح، من عدم مساواة وغياب عدل، وقلة استقرار ونزاعات». وشدد على أن العلاقات بين الجزائر والوكالة الدولية اتسمت بالوضوح والصراحة والشفافية، مجدداً التزام بلده استثمار مفاعل «السلام»، للاستفادة من الميزات التكنولوجية، التي يُتيحها استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية، وتعهدها احترام الاتفاق الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية.
ووقعت الجزائر في تلك الفترة، على اتفاقين مع الوكالة الدولية، لصيانة مفاعلي «السلام» و»نور». ويعمل المفاعل الأول، الذي تبلغ طاقته 15 ميغاوات بالمياه الثقيلة، وبدأ إنتاجه رسمياً في كانون الأول (ديسمبر) 1993، واعتمد الجزائريون في بنائه على التكنولوجيا الصينية بموجب اتفاق توصل اليه البلدان في 1983. وشمل الاتفاق إنشاء مجمع نووي في منطقة بيرين، وإقامة مختبر للخلايا الساخنة ومختبرات فرعية أخرى. أما المرحلة الثانية من المشروع فتعلقت بإنشاء التجهيزات التي تمهد لإنتاج مادة البلوتونيوم. وركزت المرحلة الثالثة والأخيرة، على إنتاج تلك المادة اعتماداً على الوقود النووي، وتوصلت الجزائر والصين إلى اتفاق بهذا المعنى عام 1997. لكن الأرجنتين التي دخلت على الخط، اعتباراً من الثمانينات، باعت الجزائر مفاعل «نور»، الذي يُستخدم في إجراء الأبحاث العلمية.
وتعتبر التجربة الليبية في هذا المجال الأكثر إثارة للجدل، كونها لم تُركز على مفاعلات الأبحاث العلمية، وإنما اهتمت في الدرجة الأولى بالأهداف العسكرية.
وبعد سبع سنوات من إخضاعها لعقوبات دولية، قبلت ليبيا التخلي عن أسلحتها غير التقليدية وشحنت معظمها إلى أميركا، في مقابل تطبيع العلاقات الثنائية.
(المصدر: صحيفة “الحياة” الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
المنظمة الدولية للهجرات تنشئ صندوقا طارئا لمساعدة المهاجرين
جنيف ـ اف ب- ستنشيء المنظمة الدولية للهجرات صندوقا طارئا لمساعدة المهاجرين لاسباب اقتصادية، والذين يتعذر عليهم الخروج من البلدان التي تندلع فيها حروب واعمال عنف، كما جاء في بيان صدر بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر امس الاثنين.
وقال جان-فيليب شوزي المتحدث باسم المنظمة العالمية للهجرات لوكالة فرانس برس،ان هذا الصندوق سيتيح لنا تامين الوسائل اللازمة للاجلاء والمتابعة النفسانيةومساعدة هؤلاء الاشخاص علي الاندماج في بلدانهم .
واعتبر شوزي ان حوالي 2.5 مليون دولار (1.91 مليون يورو) يمكن حتي الاناستخدامها لاقامة جسر جوي في حال حصول ازمة جديدة.
وتدعم هذا المشروع عشرون حكومة وخصوصا من الدول النامية التي تواجه صعوبات فياستعادة مهاجريها لدي حصول ازمات.
واعلنت المنظمة التابعة للامم المتحدة في وقت اثار اجلاء الغربيين من لبنانفي تموز/يوليو-آب/اغسطس هذه السنة انتباه العالم اجمع، لم يحصل الامر نفسه مععشرات الاف العمال المهاجرين الذين لم يتمكنوا من مغادرة هذا البلد بوسائلهمالخاصة ولم يكن في وسع بلدانهم مساعدتهم .
وقد اجلت المنظمة العالمية للهجرات 11 الف مهاجر هذا الصيف من لبنان، وخصوصامن الخادمات في المنازل المتحدرات من بلدان اسيوية وافريقية.
وتدخلت ايضا في 2003 خلال حرب الخليج الثانية لاجلاء حوالي 3500 مهاجر كانالقسم الاكبر منهم افارقة، من العراق الي الاردن.
وفي 2003 ايضا، ساعدت المنظمة الدولية حوالي خمسة الاف مهاجر من بوركينا فاسوومالي هربوا من اعمال العنف في ليبيريا وساحل العاج.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
الرابط: http://al-akhbar.com/ar/node/16098
السينما الجزائرية والتونسية والفلسطينية تتصدر مهرجان دبي
فاز فيلم بركات للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في ختام مهرجان دبي السينمائي الدولي الثالث، فيما اختير كحلوشة التونسي كأفضل فيلم وثائقي و”أتمنى” الفلسطيني كأفضل فيلم قصير.
ووزعت جوائز المهر للسينما العربية في حفل ضخم بمنتجع صحراوي في دبي مساء أمس الأحد في ختام المهرجان الذي استمر أسبوعا، وشهد إلى جانب مسابقة الأفلام العربية التي نظمت للمرة الأولى عرض 115 فيلما من 47 دولة.
وفاز بالجائزة الذهبية عن فئة الأفلام الروائية الطويلة بركات للجزائرية جميلة صحراوي التي روت بفيلمها الذي يتضمن حوارات بالعربية والفرنسية، مسيرة امرأة تنطلق بحثا عن زوجها الصحفي المعارض بعدما خطفه مسلحون جزائريون. في حين منحت الفضية لفيلم فلافل للمخرج اللبناني ميشال كمون.
أما كحلوشة للمخرج التونسي نجيب بلقاضي، وهو من فئة الأفلام الوثائقية، فقد نال الجائزة الذهبية. وهو من أفلام المرح، ويصور حياة الدهان منصف كحلوشة من مدينة سوسة التونسية المولع بسينما السبعينيات. وحصلت المخرجة اليمنية خديجة السلامي على الجائزة الفضية.
وفي فئة الأفلام القصيرة، فاز فيلم الفلسطينية شيرين دعيبس “أتمنى” بالجائزة الذهبية. كما استحدثت اللجنة المنظمة هذه السنة جوائز جديدة للسينما العربية باسم “جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي” لأفضل أفلام روائية وتسجيلية وقصيرة، وتنافس بهذه المسابقة ثلاثون فيلما.
وضمت لجنة التحكيم مجموعة من صناع ونجوم السينما العربية والدولية مثل الممثلة المصرية ليلى علوي والمخرج المغربي إسماعيل فروخي والمخرج والمنتج التونسي رضا الباهي والمخرج والناقد اللبناني محمد سويد، بالإضافة إلى مدير مهرجان تورنتو الدولي للسينما باري أفريتش والمخرج الإيراني جعفر بناهي والناقدة السينمائية العالمية شيلا جونستون.
فعاليات أخرى
أما القسم الخارج على المسابقة، فتضمن سلسلة من الأفلام العربية والعالمية مقسمة لتسع فئات منها “عملية الجسر الثقافي” التي يهدف المنظمون من ورائها إلى رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين العالمين الإسلامي والغربي بحسب المنظمين.
ومن الفئات الأخرى “المقهى الأوروبي” المخصصة للأفلام الأوروبية، “إطلالات على آسيا”، “سينما شبه القارة الهندية”، إضافة لفئة الأفلام الوثائقية. كما تضمنت فعاليات المهرجان سلسلة من ورش العمل وجلسات النقاش والندوات التي شارك فيها صناع الأفلام وخبراء الفن السابع من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وعرضت أفلام المهرجان في مجموعة من المسارح وصالات السينما المغلقة والمكشوفة بدبي, وقد افتتح المهرجان بالفيلم الأميركي “بوبي” للمخرج إميليو ستيفنز بحضور بطليه جوشوا جاكسن ولورنس فيشبورن. وتم تكريم المخرج العالمي أوليفر ستون والسوري نبيل المالح.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 19 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
رسالة إلى كافة النقابيين المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد
وجه النقابي المعووف أنور بن قدّور رسالة إلى المتوشحين لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ، هذا نصها.
أخي العزيز،
أتمنى أن تصبح عضوا بالمكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل وهو حقك المشروع نظرا إلى نضالك النقابي وتضحياتك ، وأستسمحك أن تتفضل بالإجابة عن بعض الأسئلة للإستفادة والإفادة :
1 – هل ستتقيد بالمواقف الرسمية للإتحاد العام التونسي للشغل (المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية الوطنية ) وهل ستعمل على تكريس العمل الجماعي ورفض التفرقة بين النقابيين وأن لآ تتخلف عن إجتماعات المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية الوطنية ؟
2 – هل ستدافع عن إستقلالية الإتحاد العام التونسي للشغل وترفض تدخل القضاء في الشأن النقابي؟ وما هو إستعدادك للدفاع عن النقابات التي ترفض السلطة الإعتراف بها؟ وهل تتعهد بعدم إقحام الإتحاد في الصراعات السياسية وفي أي إنتخابات وطنية ؟
3 – هل ستتابع الملفات الكبرى (التأمين عن المرض ، المنظومة التربوية ، التغطية الصحية ، التقاعد، التأمين عن الشغل ) وتقوم بتعبئة منخرطي الإتحاد حول الإشكاليات المطروحة ؟
4 – هل ستتابع بكل مسؤولية وجدية ملفات التفاوض مع النقابات العامة والجامعات وتكون سندا حقيقيا لها وتمدها بإعلام مفصل وحقيقي حول لقاءاتك مع الطرف المقابل ؟
5 – هل ستلتزم برفض إزدواجية الخطاب :خطاب للنقابيين وللإستهلاك وخطاب ثان مغاير تماما مع الطرف المقابل ، وترفض إلهاء النقابيين بالمشاكل الهامشية وتجنب الخوض في الملفات الكبرى والحقيقية .
6 – هل ستشعر بالتحديات التي سيواجهها الإتحاد في الفترة المقبلة وهل ستعمل على تحديث العمل النقابي؟
7 – هل ستفعل التضامن النقابي وتساند مختلف الأشكال النضالية التي تقرها التشكيلات النقابية وتدافع عن الحق النقابي وعن النقابيين المطرودين وتتمسك بالحقوق المكتسبة للعمال ؟
8 – هل ستقبل الإشراف عن الهيئات الإدارية والمجالس القطاعية التي قد تنادي بالإضراب وتسعى إلى تمكين النقابات العامة والجامعات من هيآت إدارية كلما إقتضت الحاجة ؟ هل ستمضي على لوائح مختلف الهيئات الإدارية والمجالس القطاعية التي تنادي بالإضراب أو تصف حقيقة الأوضاع المهنية بالقطاع ؟
9 – هل ستحاول الضغط على مصاريف الإتحاد العام من خلال رفضك السفر مثلا إلى الخارج لحضور ندوات أو ملتقيات لا علاقة لقسمك بها، وهل ستمد أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية بتقارير كتابية ومفصلة حول كل المهام التي تقوم بها في الخارج ؟
10 – هل ستتبنى الدراسات التي يقوم بها الإتحاد العام عند التفاوض حول الزيادات العامة والخصوصية وموقف النقابات العامة والجامعات المعنية بالأمر وتطالب بتحسين القدرة الشرائية للعمال وتطوير الحوار الإجتماعي ومجلة الشغل ؟
11 – ما الجدوى في نظرك من الندوات الوطنية والجهوية التي يقوم بها الإتحاد العام إذا لم تقع متابعتها ولا يتم تبني توصياتها فعليا ولا تعمم على النقابات الأساسية ؟
12 – هل ستساهم في تدعيم موقع واب الإتحاد العام وفتحه لكافة التشكيلا ت النقابية وتفتح جريدة “الشعب” لكافة الطاقات والكفاءات النقابية ولا تستعمل الصنصرة الذاتية (التعتيم حول الإعتصامات والإضرابات ) وان تكف جريدة “الشعب”’عن نقل الخبر لتنتقل إلى التحليل المعمق والتحقيق الميداني لواقع العمل والعمال في المؤسسة ؟
13 – هل ستواجه كل الضغوطات لترفض الترقيات الإدارية والوظائف الجديدة ، ولترفض القيام بمشروع خاص (إحداث مؤسسة صناعية أوتجارية ) ولتفرض إستعمال نفوذك لقضاء مصالحك الشخصية والعائلية ولتحول الإتحاد العام إلى مكتب تشغيل وعلاقات ؟
14 – هل ستقبل المساءلة والتقييم الموضوعي لنشاط القسم المشرف عليه بصدر رحب ؟
15 – هل تلتزم بدفع جزء من راتبك أومن منحتك لفائدة صندوق التضامن النقابي؟
16 – هل سترفض الضغط على النقابيين المناضلين وترفض شراء الضمائر (مهمات بالخارج ، مساعدات ، تفرغات )…؟.
أملنا أن يتجاوزالنقابيون خلافاتهم وأن يرفعوا التحديات التي تواجه منظمتهم العتيدة كعادتهم ويوحدوا صفوفهم كما تجلى ذلك بصفة جلية وواضحة في كل الأزمات التي مر بها الإتحاد العام وفي كل المحطات ، ونذكر في هذا الصدد بمواقف الإطارات النقابية من الإضراب الإداري للتعليم العالي والبحث العلمي (الذي دام 6 أسابيع وما تلاه من إجراءات تعسفية ) وبالخصوص المواقف المشرفة للإخوة الهادي الغضباني وعلي بن رمضان ومحمد السحيمي.
مع كل التوفيق لإنجاح مؤتمر المنستير.
أنور بن قدور
عضو النقابة الأساسية للمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 18 ديسمبر 2006)
ســواك حــار (10)
* عندما تكتب الدكتورة رجاء بن سلامة عن الحجاب باعتباره الوجه الآخر لختان البنات البغيض في تونس حتى و إن عبرت بصراحة في آخر مقالها عن رفضها للتعامل الأمني مع المتحجبات، لا يكون ذلك أبدا مشاركة في حوار فكري وتعبير عن وجهة نظر من أخصائية في علم من العلوم (حبيب المكني)
** إن خلط الدكتورة بين ختان البنات والحجاب يدل على توظيف “مُحكم” لنكتة : “فاري وين مش انحطو”!!
* يلقى ستة آلاف تونسي حتفهم كل عام بسبب التدخين… وذَكرَ وزير الصحة التونسي (محمد رضا كشريد) …أن ما بين 55 و 60 %من الرجال في تونس هم من المدخنين فيما تصل نسبة التدخين بين التونسيات إلى 6%. (واس)
** ستة آلاف ضحية سنويا… ضعف ضحايا برجي التجارة العالمية!!… سنويا!!… أليس التدخين إرهابا يستحق مقاومة جدية؟؟ نتشرف بتصديرها للخارج!!
* وبيّنت دراسة أعدّها الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري، ونشرت نتائجها اليوم (الخميس) إنه “تم تسجيل حوالي 30 ألف حالة إجهاض إرادي تمّت داخل المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص خلال السنة الجارية”. (وكالة آكي للأنباء)
** إرهاب بعضه فوق بعض، متعدد الأشكال والجهات يبدأ بتعسير الزواج ويمر بنشر الإباحية وينتهي بقتل النفس!!
* وفسّر الديوان، وهو مؤسسة حكومية، تزايد إقبال التونسيات على عمليات الإجهاض إلى “تأخر سن الزّواج وطول فترة العزوبة” مضيفا أنه يعتزم التّقدّم باقتراح لتعديل النص القانوني الخاص بالإجهاض، قصد إجازة استخدام تقنية الإجهاض الدوائي إلى جانب الإجهاض الجراحي. (وكالة آكي للأنباء)
** بما أن آخر القلاع قد سقطت!! فلا بأس أن نغرف من “التقدمية” لنلحق بركب الأمم المتقدمة!! فنخلط أنسابنا ونسمح للإيدز أن يرتع في ربوعنا!!
* من جهة أخرى أشارت الدّراسة إلى تطوّر حالات الإجهاض لدى الشابات غير المتزوّجات من 1164 حالة عام 2002 إلى 2126 حالة إجهاض خلال سنة 2005 مما دفع هذه المؤسسة الحكومية إلى العمل على توفير وسائل وقائية ملائمة للشباب مثل الحبوب الاستعجالية المانعة للحمل، والواقي من الحمل وذلك لحماية الشباب من الأمراض المحتملة وللتّقليص من الحمل خارج إطار الزواج. (وكالة آكي للأنباء)
** تضاعف حالات الإجهاض لدى الفتيات غير المتزوجات دليل على نمو البلاد وتطورها!! (هكذا فُسر الأمر يوما ما على قناة 7)
* وأخيرا أفرجت وزارة الثقافة على مسرحية “خمسون” بعد عدّة أشهر من الانتظار تخللتها عدّة تحركات احتجاجية قام بها أحباء الفن وأغلب المهتمين بالشأن الثقافي. فهنيئا للمجموعة التي سهرت على إنجاز هذا العمل وعلى رأسها المخرج الفاضل الجعايبي وكاتبة النص جليلة بكار. وهنيئا للجمهور الذي سيتمكن من مشاهدة هذا العمل المسرحي الجيد. (وكالة روترز للأنباء)
** “ما يطيح الرطل كان الكيلو!”
* الحالة الحقوقية في تونس لا تخفى على أحد و هي معلومة من القاصي والداني و تتمثل أساسا في معضلة أو ظاهرة خطيرة وهي هذه المفارقة الغريبة والبون الشاسع بين النص والممارسة – بين التشريع والتطبيق على أرض الواقع. (محمد النوري)
** شد إيدك بالنص حتى ينوب الله بالتطبيق!!
*بصراحة و لما لهذه الأحداث من أهمية أو المحطات السياسية و الاجتماعية و حتى إطلاق سراح عدد من قيادات و مناضلي حركة النهضة و الذي رحبنا به رغم محدوديته فإني لا أعتبر هذه الأحداث بمثابة تحول أو منعرج في الحياة العامة لمجتمعنا لأن هذا المنعرج لن يتم إلا بإصلاحات عميقة و شاملة محورها احترام الحريات كل الحريات لكل الناس (محمد النوري)
** إذا كان حالنا بهذا السوء والطريق مستوية، فكيف سيكون لو أننا مررنا بمنعرج؟؟ وخاصة إذا لم يخفض “القائد” السرعة!!
*أرسل إليكم فلم للشرطة التونسية التي تخدم الشعب و هو عبارة عن رقصة لشرطي في الطريق العام مقابل بعض الأموال وهو بالصوت والصورة، وأرجو من السيد صابر التونسي أن يبدي رأيه في: “الشرطة في خدمة الشعب”؟؟؟(أبو عمر – تونس)
http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=33221#post33221
** على افتراض أن الفلم ليس “مفبركا”، لا أرى في الأمر أي إشكال!! فكما أن الحرة تجوع ولا تأكل من ثدييها فكذلك شرطتنا ترقص ولا تمد يدها للرشوة!! “وخدمة النهار ما فيها عار”!! وكما لاحظتم الرجل يرقص في الطريق العام وأمام الكاميرا!! ومن خدمة الشعب إضحاكه!
(النصوص منقولة عن الحوار نت وتونس نيوز)
ســـواك: صـــابر التونسي
لم تمنعه إعاقته من الإبداع..لكن البلديّة منعته !
غسّان بن خليفة
لمّا رأيته أوّل مرّة أمام مقرّ جريدة “الموقف”، توقّعتُ انّ ذلك الفتى المُقعَد الذي يتنّقل بصعوبة بكرسيّه المتحرّك، لا يعدو ان يكون مواطنًا قدِم إلينا طالبًا نشر مناشدة للسلط المختصّة كي تسدي له مساعدة ماليّة أو طبيّة ما. ولكنّ صورةً بقيت لا تفارق مخيّلتي منذ ذلك اليوم..صورة ابتسامته المشرقة الواثقة، المرتسمة دومًا على محيّاه رغم حدّة الآلام المزمنة التّي تسبّبها له إعاقته العضليّة، في تجسيد بليغ لإنتصار إرادة الحياة على “الداء والأعداء”.
قصّة نبيل الزايري ذي الإحدى وثلاثين عامًا هي من فئة الحكايات الواقعيّة التّي نسمع منها الكثير في مجتمعنا، والتي لا نجد من تعليق عليها سوى تلك العبارة الممتلئة إحباطًا وغضبًا “أيّ بلد هذا الذي نعيش فيه؟!” .
فنبيل الذي وُلِد بإعاقة عضويّة بالغة، حرمته منذ البداية من إستعمال يديه..بل وحتّى من الوقوف على قدميه، لم يندب حظّه العَثِر وصنَع من الضعف قوّة محوّلاً إعاقته إلى مصدر خلق وإبداع. فقد إكتشف منذ صغره انّه مولع بالرسم، وتمكّن بمساعدة مؤطّري “مركز تكوين المعاقين بالمرسى” من تحدّي إعاقته وتجاوزها بالعمل الدؤوب المضني، إلى ان أكمل صقل موهبته التّي بدأت تتمخضّ شيئًا فشيئًا عن لوحات تأخذ ألباب الناظرين وتُحدّثُهم عن مدى براعة أنامل..قدمه اليسرى.
نعم. نبيل هو ذلك الفتى الذي يرسم بقدميه والذي صادفه العديد منكم ولاشكّ بمدخل قصر المعارض بالكرم، ووقف مشدوهًا أمام جمال روحه المنعكسة ألوانًا على لوحاته. لكن ما قد لا يعرفه الجميع انّ هذا الشابّ المبدع لم يرضى قطّ ان يكون مجرّد مشهد فلكلوري يتفرّج عليه زوّار المعارض ومتابعو النشرة الجهويّة للأنباء، فهو شخص طموح له مشاريع عدّة في حياته المهنيّة..والخاصّة أيضًا، ومن أجل ذلك أراد ان يستثمر الموهبة التّي أكرمه الله بها ليجعل منها مورد رزق يعيش منه وحتّى لا يبقى عالة على عائلته الفقيرة. فإختار لنفسه منذ سنة 1991 موقعًا في قرية سيدي بوسعيد السياحيّة، متكبدًا مشقّة التنقّل اليومي في وسائل نقل عموميّة لا تتوفّر على مرافق خاصّة بالمعاقين، ومتحمّلاً تقلّبات الطقس ونزواته. وسرعان ما لاقت لوحاته إنبهار السوّاح والزائرين الذين أقبلوا على إقتنائها بشكل لافت. وهو الأمر الذي ربّما لم يرُق لأعوان التراتيب ببلديّة سيدي بوسعيد، إذ أعلموه بأنّ عليه الرحيل من هناك معتبرينه من فئة الباعة الممارسين لتجارة..موازية ! كما يمكن ان يُستَشَفّ من الردّ الأخير لرئيس البلديّة (بتاريخ 22/09/2006) على رسالة طالب فيها نبيل البلديّة بالوفاء بوعدها تخصيص مكان له بالسوق الجديد لبيع الصناعات التقليديّة.
يقول نبيل انّ البلديّة لم تكتف بحرمانه من الإنتصاب بنهج الهادي زرّوق، بل وتنكّرت لإلتزامها تجاهه بتمكينه من محلّ لرسم وعرض لوحاته، متسائلاً بحيرة عن ما إذا لم يكن مخطئًا عندما لم يقبل في الماضي دفع رشوة طلبها منه أحدهم مقابل غضّ الطرف عن..”انتصابه الفوضوي”…
كما انّه يتذكّر بمرارة ما لقيه من مضايقات وتنكيل غير مبرّر من بعض الأعوان الذين لم يستسيغوا اصراره على العودة إلى المكان الذي تعوّد عرض لوحاته فيه، فقاموا ذات مرّة بحمله عنوة و نقلوه في شاحنتهم إلى الشاطئ وتشفّيًا منه تركوه في الرمال التّي أعطبت كرسيّه المتحرّك، ممّا اضطرّه البقاء وحيدًا دون حراك حتّى المساء عندما صادف مرور شخص من هناك، مكنّه من مهاتفة والدته التّي كانت تبحث عنه هلِعةَ في كلّ مكان…
ليس هناك الكثير ممّا يمكن قوله عن نبيل، الذي يكفي ان تُمضي معه وقتًا قصيرًا حتّى تتعلّق به وتشدّك روحه المرحة وذكائه الوقّاد، وتتسائل معه بحيرة مشوبة بالغضب والأسى: هل يمثّل هذا الفتى المُقعَد خطرًا على السياحة والسوّاح في قرية سيدي بوسعيد؟ كيف يمكن معاملة فنّان مثله كما لو أنّه تاجر موازِ؟ كيف يمكن لدولة ما فتئت تتغنّى صباح مساء بما أنجزته لفائدة المعوقين ان تقبل بأن يبقى نبيل محرومًا من مورد رزقه الوحيد؟ فهو كما يقول لايطلب منّة ولاصدقة من أحد..فقط يطالب بإحترام حقّه في الشغل والكرامة.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 ديسمبر 2006)
متى يعاد الفصاء العمومي إلى صاحبه الشّرعي؟
أنيس الرّزقي
يشير التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنه وبالرغم ممأ حققته و تحققه تونس من تطور على مستوى التنمية الإقتصادية والبنية التحتية فإن حملات التضييق على النشطاء الحقوقيين والسياسيين والمحامين والصحفيين مازالت مستمرة ولا تزال الحريات العامة مقيدة بما في ذلك حرية الرأي والتعبير والحق في آلتجمع السلمي وتأسيس الجمعيات والحق في تكوين الأحزاب (أنظر موقع www.undp.org ).
وفي نفس السياق يعتبر تقرير مندوبي اللجنة الأوروبية في تونس أن تطوير المسار الديمقراطي واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان وحرية تأسيس الجمعيات والتعبير والتعددية الصحفية أوليات قصوى بالنسبة لتونس في نطاق علاقة الجوار مع الاتحاد آلأوروبي (أنظر موقع www.deltun.cec.eu.int ) ولكن الغريب والمثير للدهشة أن الحكومة التونسية تستنكر بقوة مثل هذه التقارير.
ومن ناحية التعددية الحزبية لا يتجاوز عدد الأحزاب القانونية اليوم التسعة بحساب الحزب الحاكم جلها حديثة التأسيس ويمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع وهي الحزب الحاكم الأحزاب البرلمانية أو الموالية ، الأحزاب المستقلة وأخيرا الأحزاب المبعدة أو المهمشة.
يحكم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي منذ الاستقلال وتولى زعامته الحبيب بورقيبة منذ 1956 إلى أواخر الثمانينات حين كان يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري وتولي الزعامة منذ 1987 الرئيس زين العابدين بن علي .والحقيقة أن هذا الحزب ساهم منذ تأسيسه في مقاومة هيمنة الاستعمار الفرنسي وتحقيق الاستقلال وبناء مؤسسآت الدولة الاجتماعية والاقتصادية ، لكنه في نفس الوقت أتسم في الفترتين أي ما قبل 1987 وما بعدهآ باحتكار الحكم والهيمنة على الدولة ومكونات المجتمع المدني، إذ أنه و حتي اليوم لا يمكن تقريبا أن تكون مسؤولا في أي مؤسسة عمومية أو حتى في جمعية غير حكومية دون أن تثبت ولاءك للحزب الحاكم .
وتحول هذه الهيمنة المفرطة دون تحقيق التوازن السياسي متعدد الأقطاب ، اذ أن أي حزب سياسي مهما كان وعيه ونزاهته لا يمكن أن يتخلص من نزعة الاستقطاب وتصبح الدولة جهازا تعبويا في خدمة حزب واحد مما يتنافي مع هيبتها و دورها المحايد.
ويصبح المواطن يخلط بين هيبة الدولة وهيبة الحزب الحاكم ويستحيل حينئذ على أي حزب سياسي آخرأن ينافسه.
وتعد الأحزاب البرلمانية أو الموالية ستة أحزاب وهي تتسم بكونها تعلن صراحة عن ارتياحها لسياسة و برامج الحزب الحاكم ويصل هذا الارتياح إلى حد مباركة مرشحه في الانتخابات الرئاسية . وفي الحقيقة لا تزن هذه الأحزاب الكثير في الشارع السياسي التونسي إلا أنها تتمتع بأربعة و ثلاثين مقعدا من مجمل مقاعد البرلمان وبدعم مالي من الدولة .
وتبقي هذه الأحزاب دون إنتظارات الشعب التونسي إن إنها لا تضيف أي حركية أو حتى تشويق للمشهد السياسي الوطني،أما الأحزاب المستقلة فهي تعد أثنين فقط الحزب الديمقراطي آلتقدمي بزعامة الأستاذ نجيب الشابي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بزعامة الدكتورمصطفي بن حعفر. وبالرنحم من قانونية هذين الحزبين وما يتسم به خطابهما من اتزان وواقعية إلا أنهما لا يزالان يتعرضان للمنع من العمل السياسي أي المنع من مباشرة التواصل الحر مع المواطنين ، إذ أنهما يمنعان أحيانا من عقد ندوات فكرية حتى في مقراتهما ناهيك عن حرمانهما من الظهور في الفضائيات العمومية الأخرى كالتلفزة والراديو والإنترنت . كما أن حرمانهما من مقاعد في البرلمان يؤدي حسب القانون التونسي إلى حرمانهما من أي دعم مالي من الدولة .
وتعد اليوم هذه الأحزاب أكثر من ثمانية بعضها مضى على تقديمه مطلب تأشيرة العمل عدة سنوات ، وهي عرضة لكل أشكال التهميش والمضايقات بتعلة الانتماء لمنظمات غير مرخص لها في ظل سياسة الإقصاء السائدة .ولولا إيمان شعبنا الراسخ بالعمل السلمي في ظل القانون لرأينا ما لا يحمد عقبآه مما تسميه أمريكا اليوم بالفوضى الخلاقة. وبات واضحا اليوم أن المشهد السياسي التونسي يسيطر عليه تيار واحد وللأسف مازآلت هناك قوة داخل نظام الحكم تصر على إنكار و إقصاء الرأي الأخر بشتى الأساليب.
ونحن نعتقد أن الحزب الحاكم يملك من الطاقات والكفاءات من ذوي الخبرة في إدارة أجهزة الدولة ما يضمن له التميز في الساحة السياسية التونسية حتى في مناخ ديمقراطي تنافسي حقيقي وأن أساليب المنع آلتي ذكرت لم تعد تليق بشعبنا ولا تؤسس للغد الأفضل .
وقد نتفهم أو نتقبل أن الوقت لم يحن بعد للمباشرة الفعلية للتداول ولكنه بالتأكيد حان وقت الانفتاح السياسي وبات ضرورة قصوى في زمن العولمة التي تفرض تنافسا شرسا على جميع مؤسساتنا الاقتصادية والعمومية وحتى السياسية ، ولذا فالمطوب اليوم إرجاع الفضاء العمومي لصاحبه الوحيد وهو الشعب التونسي الحر والمستقل .
(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)
لماذا لم تشمل الهيكلة النقابية الجديدة قطاع الفلاحة؟
الأخصرعمارة
إنخرط الإتحاد حديثا في منظمة جديدة (الكنفدوالية العالمية للنقابات CIS) من أهم أهدافها مجابهة العولمة البشعة والدفاع عن العمل القارواللاثق إلخ …. بأي أساليب ؟ بأية إستراتيجية ؟ بأية طريقة عمل ؟ بأي مناضلين؟ كيف يمكن أن نتعامل أمميا مع النقابات في العالم ؟ ومازالت التجاوزات والإقصاءآت تمارسر بأبشع أشكالها بمنظمتنا.
إثر مؤتمر قفصة الذي تلاه مد نقابي هائل ، شهد قطاع الفلاحة بجهة تونس حركية كبيرة متمثلة في تأسيس العديد من النقابات واصلاح وتغيير النقابات القائمة (ديوان الحبوب ، الإدارة المركزية )….، ولأول مرة في تاريخ قطاع الفلاحة تتواجد أربع مسؤولات نقابيات في ثلاث نقابات أساسية . جلب ذلك التحرك النوعي غير المسبوق انتباه الوزارة وأطراف نقابية ، فتعرض بعض النقابيين إلى النقل التعسفية والمضايقات. إثر ذلك ارتأى اغلبية النقابيين العاملين بالحي الإداري للوزارة ضرورة توحيد النقابات في نقابة موحدة (هيكلة معمول بها في جل القطاعات )، إلا أنهم صدموا بمعآرضة شديدة من اطراف “نقابية” والى أن إفتكت دور الإتحاد في أزمة 1985 لم يتمكنوا من توحيد نقابتهم .
في إعادة هيكلة الإتحاد سنة 1988، تمسك ما تبقى من النقابيين بضرورة الهيكلة في نقابة موحدة وتفاوضت المجموعة مع كل الأطراف بما فيها المعارضة وقبلت ترشحات لقائمة منافسة بعد الأجال القانونية .
إثر نتائج مؤتمر 31 جانفي 1989 و سقوط القائمة المنافسة ، إجتمع الخاسرون وأمضوا محضرا على أن تعاد 3 مؤتمرات للإدارات الرئيسية ، لكن المقاطعة من الزملاء كانت واعية ولم ترشح أحد للعضوية المجزأة .
إن ما تتعرض له النقابة الأساسية للمصالح المركزية بوزارة الفلاحة في كل مناسبة من تشتيت لمنخرطيها مثير لدهشة ، فمنذ تاسيسها وهي تناضل من أجل وجودها كرأي مخالف في قطاع الفلاحة غير موالية إلا لقواعدها.
تم فعلا حرمانها من نيابتها في مؤتمر سوسة و مؤتمر 94 ومؤتمر 99 ومؤتمر جربة ، لأن نفس الأطراف عرقلت هيكلتها. تصورنا أن الأمور قد تغيرت بعد مؤتمر جربة. لقد نغيرت في العديد من المسائل والمجالات إلا في بعض القطاعات وخاصة قطاع الفلاحة الذي بقي متخلفا وغير مواكب لتغييرات . لقد تمت هيكلة النقابة مجددا ني شهر جوان 2004 و راسلت الأقسام المعنية بالاتحاد لتسوية وضعيتها و جمع إنخراطاتها. لكن تدخلت نفس الأطراف للإبقاء على تشتتها واكتشفنا تقسيمات أخرى للعاملين بالإدارات المركزية (قائمة للمهندسين وقائمة كتب عيها طب عام وهم في الأصل اطباء بياطرة يعملون بإدارة الإنتاج الحيواني). وهنا لابد أن نتساءل إلى متي ستتواصل هذه الفوضى ومتي سيوضع حد للعابثين بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة ؟
إن هذه الأطراف تعرف جيدا ماذا يمكن أن تقدم هذه النقابة من كشف للحقائق وتباين في الراي وطرح المطالب ، لذلك تحرك نفس الأطراف أذنابها للإقصاء، لتواصل مغالطة وتضليل النقابيين لتستمر في المزايدة وتطرح نفسها كبديل مبدئي مناضل ونقي.
إن تبايننا في طرح المطالب بدأ منذ بداية الثمانينات لما كانت تطرح مطالب ثانوية ولا تعني كل الزملاء، بينما كنا نطالب بضرورة إبرام عقد إطاري مشترك ينظم علاقات الشغل في قطاع الفلاحة (تعاضديات ، وحدات إنتاجية إلخ )… والجميع يعلم الان الفراغ التشريعي الذي يعاني منه القطاع وعملته.
إن عدم وجود حماية كافية وأجر محترم للعامل الفلاحي يؤدّي إلى نفور الشباب من العمل الفلاحي بالرغم من صرف الدولة لمبالغ هامة لبناء وتجهيز مراكز التكوين الفلاحي وهي الأن شبه خالية من التلاميذ بالرغم من حالة البطالة السائدة. والى جانب ذك هناك العديد من الأنشطة الفلاحية الحديثة التي تفتقر إلى تشريعات تحمي عمالها وباعثيها ونتج عن ذلك عدم تمكين هذه الأنشطة من تعويضات في حالة حصول كارثة طبيعية لأن المراجع الموجودة تعوض للزراعات الكبرى وبقية الأنشطة المعروفة فقط ، وأما باقي الأنشطة فتعجزالوزارة عن إيجاد صيفة للتعويض لها.
إن التصور الشمولي من إختصاصنا نحن النقابيين ، لأنه من المفروض أن نناقش المسائل الإستراتيجية بكل حرية ولا نقتصر على الوزارة أو إتحاد الفلاحة والصيد البحري ليجدوا حلولا لها. وهنا نتساءل هل هناك قطاع في الإتحاد يمارس بهذا الشكل ؟ والى متي سينتظر الزملاء؟ أليس من حقهم التفكير في حلول اخرى للتنظم والنضال من أجل مطالبهم المادية والمعنوية ؟ ويشل الوضع الحالي بالإتحاد عمل القطاعات ، ولهذا من الضروري:
– إعادة الإعتبار للعمل النقابي القاعدي وارجاع كل الصلوحيات للهياكل الأساسية مثلما كان الحال في الثمانينات وأن تكون النقابات الأساسية والنيابات النقابية هي سيدة الموقف .
– إعطاء دور آخر للإتحادات الجهوية والمحلية يتمثل في برامج إجتماعية وثقافية وغيرها، وذلك لاستقطاب الشباب النافرمن العمل النقابي.
– تسهيل التواجد النوعي للعنصر النسائي داخل هياكل الإتحاد، وذلك بتمكينهن من شروط ترشح إستثنائية. فيجب أن لا ننسي أن الاتحاد وريث جامعة عموم العملة ، ومن المفروض أن نخجل من أنفسنا حين يمارس الإقصاء ضد مناضلات مضحيات بالعديد من الامتيازات من أجل أن يبقي الاتحاد ديمقراطيا ومستقلا ومناضلا.
(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)
ردّ:
فولتير بعيد عن انصاف الإسلام
سالم بوخداجة – جامعي
نشر في جريدة “الموقف” آراء وأفكار وأطروحات متنوعة فيها من تعدد الرأي وتنوعه واختلافه ما يدفع إلى حوار فكري. ومن اكتاب المثابرين على النشر في الجريدة السيد الحبيب المخ الذي فاجأني في العدد 382 من “الموقف” بمقال عنوانه “ثلاثة مفكرين غربيين أنصفوا الإسلام : الإسلام ونبيه في نظر فولتير” ويبدو أن المقال الصادر بالعدد المذكور جزء من بحث أوسع يشمل مفكرين آخرين لا أعلم من هما لكن الذي يهمني هو ما صدر في الجريدة إذ قرأت مندهشا حائرا ما تضمنه المقال من أفكار منسوبة إلى فولتير و سبق لي أن درست مسألة لطلبة شعبة العربية بكلية الآداب بسوسة عنوانها “الإسلام ونبيه عند بعض المسيحيين العرب” و تعرضنا في سياق هذا الدرس الى مواقف الأوروبيين وتطورها تاريخيا من “الإسلام ونبيه”. و تذكرت وأنا أقرأ مقال الأستاذ المخ أن لفولتير موقفا سلبيا من نبي الإسلام وهو مخالف تماما المخالفة لما ورد في المقال مما جعلني أتساءل عن مصادر الباحث ومراجعه التي عاد إليها في تحبير مقاله وفيه إشارة خاصة إلى كتاب فولتير المنشورسنة 1756 تحت عنوان “النبي محمد” وتأكد لي من خلال عدم إشارة الكتاب إلى أن الأمر يتعلق بمسرحية “فولتير التراجيدية” وعنوانها “محمد” أن السيد الباحث لا يعرف نص فولتيرولايعرف جنسه ولا يعرف أن العنوان الكامل لعمل فولتير هو “التعصب” أو “النبي محمد” وهو عنوان لا يدل كما أدعى الكاتب على إعجاب فولتير بالنبي، وهو الذي يقول في رسالة إلى بعض أصدقائه “إنني أصور محمدا متعصبا عنيفآ و محتالا” كما قال “عار على الجنس البشري أن من تاجرأصبح نبيا مشرعا وملكا. محمد، إنه يجسد خطر التعصب”. عد إلى كتاب الإسلام والمسيحية تأليف : اليكسي جورافسكي، الصادر في سلسلة عالم المعرفة .
ويقول فولتير في رسالة إلى ملك بووسيا “محمد عندي ليس سوى مراء بيده سلاح”، فأين ما يقوله فولتير في النبي محمد مما يسنده إليه السيد المخ من أقوال ممجدة لشخص نبي الإسلام ؟. ومن أي مرجع أشتق الكاتب مادة مقاله ؟. والحقيقة أن فولتير نبي الأنوار كان في ما كتب عن الإسلام ونبيه يرمي إلى مقاصد أخرى بعيدة كل البعد عن إنصاف الإسلام ونبيه. لقد كان منغرسا في سياق عصره ومشاغله الفكرية والفلسفية فلم يجد أفضل من “نبي الإسلام” ليجعل منه رمزا مضادا للأنوار مسقطا عليه مفاهيم القرن الثامن عشرومشاغله إسقاطا مناقشا به أطروحات سياسية فلسفية وخاصة منها أطروحة مكيافيللي. أما “محمد” فولتيرفهوشخص سلبي كما أنه يجسد في ذاته “الأمير” المثالي (الأخلاقي) وفي تصورات مكيافيللي ولكن هذه السمات بالذات هي التي تحوله إلى طاغية مستبد على رأي “فولتير”.
هذا هو في حقيقة الأمر موقف فولتير من “النبي” أوردناه إنارة للقارئ حتى لا ينساق وراء مقال الأستاذ المخ البعيد تمام البعد عن الحقيقة ويجب في النهاية أن نسأل الأستاذ المخ هل مازال فولتير في نظره هذا الفيلسوف التنويري العظيم ،أم أن موقفه من “النبي” الذي عرضناه في هذا الرد الوجيزسيغير موقف باحثنا منه ومن مكانته الفكرية .
سالم بوخداجة – جامعي
تعقيب من الحبيب المخ
اغتنمت مقال فولتيرالذي هو مفكر بالدرجة الأولى وليس فيلسوفا بالمعنى الذي نعرفه للفلسفة في زمانه وأعرف جيدا أنه يكره كل الأديان ويهاجمها فلما عثرت على هذا المقال المنشور بجريدة “العلم الأسبوعي” المغربية ، أخذت الفقرات مع العلم ان رأي الجريدة في فولتير ورد دون ذكر صاحبه. فاذا كان من نقد فليوجه الى الجريدة اذا تاكدت من الخطا. مع العلم ان المغرب الاقصى موطن الفلسفة العربية لان ففيه عابد الجابري والوقيدي وكمال عبد اللطيف وسعيد بن سعيد وعبد السلام بن عبد العال والعروي فلا يمكن ان يكتب مقال عن فولتير ويمر مر الكرام . هذا ما جعلني اتقدم بحذر لنقل فقرات من المقال عن فولتير وانا غيرمرتاح وعدت الى”قصة الفلسفة”لويل ديورانت فلم اجد الا هجوما على العهد القديم والعهد الجديد.
(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)
تقرير”التّنمية الإنسانيّة العربيّة” يرصد إستشراء التّزوير في الإنتخبات العربيّة
بقلم: محسن
انتهاك منهجي للحريّات العامّة وحريّة الرّأي والتّعبير واستهداف مستمرّ للفاعلين السّياسيين المعارضين ومناضلي حقوق الإنسان، هكذا تبدو اللّوحة التي رسمها تقرير”التنمية الإنسانيّة العربيّة”…لوحة قاتمة تغلب عليها الظّلال والمساحات المعتّمة والألوان الحالكة، إذ يشير التّقرير إلى الضّغوط المتزايدة على حريّة الرّأي والتّعبير والتي لم يبرأ منها أيّ نظام عربي من المحيط إلى الخليج. ومن نزع الجنسيّة عن المواطنين المعارضين إلى سنّ ترسانات القوانين الكابتة لحريّة الكلمة ومحاصرة الإعلاميين، ترتسم استراتيجيّة قمع حازت بفضلها المنطقة العربيّة قصب السّبق في قتل وسجن واختطاف الصحفيين، وغدا نشطاء حقوق الإنسان “هدفا ثابتا للإجراءات القمعيّة الرّسميّة، بما في ذلك التعرّض للملاحقة القانونيّة والاعتقال ، بل والقتل أحيانا، فيما تواجه العديد من منظّمات المجتمع المدني تحديّات قانونيّة تعيق عملها”. ويرصد التّقرير بعض التّفاوت بين الأنظمة العربيّة في ممارسة هذه الإستراتيجيّة، ففي حين تسمح بعضها بهامش ولو ضئيل لحريّة الكلمة والفعل المدني والسّياسي من أجل التّنفيس ومخافة الانفجار، فإنّ البعض الآخر لا يزال يصرّ على البقاء في نفس المربّع ويضرب التّقرير نموذجا لذلك ببلد من شمال إفريقيا لم يسمّه ـ وربّ إشارة أبلغ من عبارةـ “واصلت السّلطات فيه وضع العوائق في وجه الهيئات المدنيّة والجمعيّات المهنيّة المستقلّة والنّقابات ومنظّمات حقوق الإنسان كما نشطت في التّضييق على حريّة التّعبير عموما واستخدام الأنترنت خصوصا”.
وزادت الطّين بلّة الحملة الأمريكيّة على ما تسمّيه الإرهاب، إذ سارعت أغلب الأنظمة العربيّة إلى الانخراط في هذه الحملة خوفا أو طمعا، بل إنّ الكثير منها استغل هذه الحالة ليصفّي حساباته مع أيّ نفس معارض وذلك بسنّ قوانين استثنائية فضفاضة تجرّم كلّ فعل أونيّة للقول المختلف.
شرّ البليّة ما…يُصلح
سارعت الأنظمة العربيّة نتيجة ضغوط أمريكيّة في بداية حملتها، إلى تلقّف مقولة الإصلاح والمزايدة على معارضتها في هذا الشّأن وصار هذا المفهوم فاتحة كلام الزّعماء ومتنه، غير أنّ التّقرير يؤكّد أنّ كثيرا من الأنظمة التي تدّعي الحرص على التّغيير المستنير واصلت “انتهاكاتها للحقوق الإنسانيّة والسياسيّة، بل إنّ إدّعاء الإصلاح أضحى مجرّد ستار لإدامة أوضاع الاستبداد الرّاهنة”، جسّدتها انتخابات رئاسيّة على المقاس كرّست التفرّد والبقاء وكلّ ذلك بفضل “إصلاح” الدّساتير ونعمة الاستفتاءات تسعينيّة النّتائج. كما رصد التّقرير ما شاب الانتخابات النيابيّة في عديد الدّول العربيّة من “استشراء التّزوير لصالح مرشّحي الأحزاب الحاكمة”.
بقعة ضوء في لوحة قاتمة
إنّ قتامة اللّوحة أشدّ من إمكانية تبييضها، غير أنّ التّقرير حاول أن يبحث عن مناطق مضيئة في هذا المشهد المظلم، إذ رصد ما اعتبره تصاعدا لنضالات منظّمات المجتمع المدني التي أظهرت تضامنا مع الحركات السياسيّة ومقدرة على “الرّيادة في تحريك عجلة التّغيير السّياسي في بعض الأحيان”. وضرب لذلك مثلا بالحركيّة التي أضفتها “كفاية” على المشهد السيّاسي المصري، وبروز الجماهير في ساحة الفعل والحوار العام في لبنان، مطالبة بإصلاح الدّولة كما مثّل “إعلان دمشق” كسرا لسديميّة الحياة السياسيّة في سوريا وتكلّسها، وما مثّلته الانتخابات في السّاحة الفلسطينيّة من إمكانيّة واقعيّة لحياة سياسيّة ديمقراطيّة في الوطن العربي.
كما أكّد التّقرير على الزخم الشعبي الذي تمتلكه التيّارات الإسلاميّة ممّا يستوجب دمجها في الحقل السّياسي واستدامة الحوار معها ملاحظا ما حقّقته بعضها من تطوّر في مقاربتها لما “يتّصل ببعض الهموم الاجتماعية مثل احترام حقوق الإنسان والحكم الصّالح أو الدّيمقراطيّة … وهي التي ستنفي عن هذه التيّارات، حال وصولها الحكم، صفة الحكم الدّيني”. غير أنّ هذا المسعى دونه عوائق كثيرة يجب بذل الجهود المضنية لتجاوزها وتتعلّق، إضافة لتخوّفات وشكوك بعض القوى الاجتماعية المحليّة، بموقف الرّفض الذي تواجه به الأنظمة العربيّة والقوى الدّوليّة أيّ فوز تحقّقه هذه التيّارات.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 ديسمبر 2006)
تونس الحريّة!
بيار أبي صعب
كنا قد بدأنا نفقد الأمل في مشاهدة “خمسون” في تونس. يوماً بعد آخر، صرنا على يقين أن أحدث تجارب الفاضل الجعايبي وجليلة بكّار، وأنضجها على الأرجح، ولدت ميتة: قد تعرض المسرحية السجاليّة في بيروت أو طوكيو ــ فكّرنا في سرّنا ــ أو في أي مكان آخر من العالم… لكنّ الجمهور التونسي سيحرم منها! لماذا؟ لأن وزير الثقافة التونسي محمد العزيز ابن عاشور، رفض الترخيص لها، لاعتبارات غير موضوعية… وفي كلّ الأحوال غير قانونية. ومسرحية لا تعرض في المدينة التي تشكلت فيها، كأنّها لم تكن أصلاً!
واصلنا التضامن مع أصدقائنا في تونس. فعلنا ذلك من أجل المبدأ، ودعماً لمعنويات فنانين استثنائيين عملوا عاماً كاملاً على انجاز التجربة. لكننا، في قرارة أنفسنا، كنا شبه مقتنعين بأن الجعايبي وصحبه لن يربحوا المعركة! وداعاً “خمسون”، وداعاً للجهد والطاقة المهدورين، وداعاً للمتعة الموعودة والنقاش الحيوي الذي كان ليثيره العمل… وداعاً للمسرح التونسي (والعربي!) الذي يمضي من احباط الى انهيار.
نعترف اليوم بيأسنا، ونخجل من استسلامنا المبكر. نعم، الأعاجيب ما زالت ممكنة في العالم العربي. يكفي على الأرجح أن نحمل مشروعاً حقيقياً (وجعاً حقيقياً؟)، ونؤمن به. أن نرفض المساومة، وكل أشكال الابتزاز أو الاغراء. الجعايبي وبكّار والحبيب بلهادي لم يفعلوا أكثر من ذلك! خاضوا معركتهم بشجاعة، يحرّكهم إيمان عميق بالمؤسسات، بالمهنة، بالديموقراطيّة وبدولة القانون. والتفّ حولهم معظم المسرحيين والمثقفين، كما لم يحدث في تونس من دهر ربّما! ووصل النقاش حتّى البرلمان، حيث طلب بعض النواب السماح بعرض المسرحية. وكان لجماعة «فاميليا» ما أرادوا!
عندما بلَغنا النبأ لم نصدّق. إنّه انتصار لأهل الخشبة جميعاً، في بلد علي بن عيّاد… بل للمسرح العربي برمّته. حتى الوزير ابن عاشور خرج منتصراً، لأنه رضخ للعبة الديموقراطيّة، واتخذ قراراً لمصلحة الحركة الثقافية والاستقرار الأهلي في بلاده. إذ كيف يمكن أن نحارب التطرّف، ثم نصادر المسرح وحرية التعبير في الآن نفسه؟
(المصدر: صحيفة “الأخبار” اللبنانية الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
نحو أنسنة الليبرالية وتخليصها من عقد الغلو العلماني
ابــن خلــدون بمجلـس المستشاريـن
بقلم: الدكتور المنجي الكعبي
لفت نظري أكثر من مثقف وباحث في التراث الى ما جاء في مداخلة السيد جعفر ماجد، عند مناقشة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، في ميزانيتها لهذا العام بمجلس المستشارين، حول ما يسميه إقصاء الوزارة لمؤلَّفيْن هامين – سمّاهما – من مؤلفات العلامة ابن خلدون من مشروعها لطبع أعماله الكاملة.
ولم أكن بالذي خفي عنه ما ذكره العضو المحترم في الجلسة التي نقلت أشغالها جريدة «الصباح» يوم الثلاثاء 12 ديسمبر الجاري، أو بالذي لا يتابع ما ينقله إعلامنا من أشغال مجلسي النواب والمستشارين، غير أنّ من لفت نظرى الى ذلك لاحظ لي أنّ ما جاء في مداخلة العضو المذكور فيه شيء من الخطإ؛ وأنني مدعوّ، بمناسبة كتابتي في هذه الجريدة عن آثار ابن خلدون المطبوعة في تونس بمناسبة مائويته السادسة، أن أصححه إذ قد لا يكون تفطّن الى الغلط في عنوان أحد التأليفين اللذين ذكرهما لابن خلدون، لواجبِ أن يصحح نفسه أو يستدرك على الجريدة الخطأ، إذ قد يكون مجرّد تلفّظ منه غير واضح، ربما يستند اليه لتصحيح المعلومة التي أطلقها من منبر رسمي موقّر.
ثم وجدتني مضطرا الى أن أعقّب أيضًا على ما هو قلة إحاطة من جانبه بمؤلفات ابن خلدون المطبوعة في تونس، لأن تقديره بأن الوزارة، أو أهل الشأن من العلماء والباحثين والمثقفين وأهل الفكر والرأي عامة، غفلوا دونه عن اثنين من أعمال ابن خلدون، وصَفها بأنهما «على غاية من الأهمية»، هو تقدير غير دقيق، خاصة مع الدعوى من جانبه بأن الوزارة أقصت ذينك المؤلفين من اعتبارها، واستثنتهما من الطبع في الأعمال الكاملة لابن خلدون.
ونحن، وإن كنّا من خلال التغطية الصحفية لتلك الجلسة لا نعرف ما كان جواب الوزارة في الموضوع، نرى من واجبنا في حدود المعلومات التي ظهرت بالجريدة نقلا عن العضو المذكور أن نصحح للقراء ما يلي:
أوّلا: أن الكتاب المذكور باسم «الباب المحصّن» اسمه الصحيح هو «لُباب المحَصّل» باللام في الاول وفي الآخر، واسمه الكامل هو «لباب المحصل في أصول الدين» وهو اختصار لكتاب «محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين»، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (المتوفى 707 هـ/1209 م). وقد وضع ابن خلدون كتابه هذا «لباب المحصّل» في أول عهده بالتأليف، وكانت سنّه تسع عشرة سنة وبضعة شهور. وهو أول أعماله فيما يظهر كتمرين على قدرة الاستيعاب مع حسن الاختصار، ولذلك لا يعدّ من الأعمال التي يمكن أن توصف بالغاية في الأهمية، وابن خلدون نفسه يهمل ذكره، وإن كانت أهمية ذلك الكتاب فيما يعلم المحققون أنه موجود بخط ابن خلدون نفسه في بعض النسخ.
ومع ذلك فهذا الكتاب حظي بالنشر على الأقل ثلاث مرات، الاولى بعناية المستشرق ل . روبيو، بتطوان 1952؛ والثانية بدار الشروق ببيروت 1995؛ والثالثة طبع دار المعرفة الجامعية بالاسكندرية 1996.
ثانيا: أن كتاب «شفاء السائل في تهذيب المسائل»، هو كتاب في التصوّف. ولكنه مشكوك النسبة الى ابن خلدون، لأنه لم يرد ضمن تآليفه على يد من ترجموه إلا في وقت متأخر. والدكتور عبد الرحمان بدوي، وهو أشهر من حقق في «مؤلفات ابن خلدون» لم يؤكد نسبته الى مؤلفه لغياب دليل ثابت.
وهذا الكتاب وإن كان من الكتب المهمة – رغم نسبته المشكوك فيها الى ابن خلدون كما قلنا – نُشر أكثر من خمس مرات على الأقل فيما نعلم، اثنتين منها في تونس، بتحقيق زميلنا الاستاذ الدكتور أبو يعرب المرزوقي. وهناك ترجمة له بعناية المستشرق هنري بيريس ، عن دار سندباد، باريس 1981. ونشر قبل حوالي عشر سنوات بتحقيق الدكتور محمد مطيع الحافظ، عن دار الفكر بدمشق 1996.
والدار العربية للكتاب بتونس، التي نشرت «شفاء السائل» عام 1991، أعادت نشره في هذا العام (2006) بمناسبة المائوية السادسة لابن خلدون. وهي مؤسسة عمومية وتحظى برعاية وزارة الثقافة والمحافظـة على التراث.
حتى لا يظنّ ظانّ من غير العارفين بأهمية مؤلفات ابن خلدون بأن ما ذكره البرلماني المحترم صحيح. فقد بينّا أن أحد الكتابين اللذين أشار اليهما مختصر لكتاب قرأه ابن خلدون على أستاذه الآبلي وأعجب به فجرّب فيه قلمه بالتهذيب والتعليق؛ والثاني مشكوك النسبة الى ابن خلدون، وكل منهما منشور أكثر من نشرة. وما عدا ذلك، فليس لابن خلدون فيما يعرف بمؤلفاته الصغرى، بالقياس الى «تاريخه» الكبير الذي يتضمن «المقدمة» المشهورة و «التعريف» المشهور كذلك ولو شهرة أقل، غير ملخّصات وتقييدات قليلة في أصول الدين والفقه والمنطق والحساب، الى جانب شرح لرجَز في الأصول لصديقه لسان الدين ابن الخطيب وشرح لقصيدة البردة للأبوصيري، وكلها تقريبًا مفقودة، وكلها كذلك لا تذكر الى جانب كتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر» الواقع في عدة مجلدات.
ولذلك لا ينبغي، في السنة التي نحتفل فيها بالمائوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون وبداية انطلاق المشروع العظيم الذي يرعاه رئيس الدولة بنشر تاريخ ابن خلدون لأول مرة كاملا في بلادنا ، أن يُسجل من خلال صحافتنا الوطنية مأخذين على حياتنا الثقافية والفكرية في هذا العام: المأخذ الاوّل، قلة علم أحد الاعضاء المنسوبين للثقافة والعلم بمجلس المستشارين بما هو منشور في تونس من كتب العلامة ابن خلدون، وخاصة بأقلام علمائنا التونسيين وعن طريق بعض دور النشر لدينا؛ والمأخذ الثاني: قلة اهتمامه بواجب تصحيح كلامه المنشور والاستدراك على الجريدة، لكي لا تقرأ أجيالنا في المستقبل شيئا مما يثير شكوكها حول قلة ترابط ما بين الثقافة والصحافة والنشر والاعلام في بلادنا، وقلة تفاعل الاقلام والاصوات مع ما يقال ويصدر عن مؤسساتنا الدستورية من مداولات وقوانين.
تونس في 18/12/2006
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
السقوط إلى هاوية الحرب الأهلية في غزة
إسلاميون يهددون بمقاضاة أسبوعية نشرت نكاتاً «مسيئة» .. المغرب: «العدالة والتنمية» ينتقد جطو لاستبعاد إشراكه في الائتلاف الحاكم
حزب العدالة والتنمية.. مساهمة في تأسيس الخطاب
بلال التليدي (*)
بدأت بعض الانتقادات الموجهة إلى حزب العدالة والتنمية تركز على خطابه، وتلفت النظر إلى ازدواجيته، فهل يتعلق الأمر فعلا بازدواجية في الخطاب السياسي؟ أم يتعلق الأمر بخلاف فكري داخل الحزب، لم يصل إلى حد تشكيل تيارات بارزة تعبر عنه؟ أم الأمر لا يعدو أن يكون وجهات نظر خاصة يعبر عنها الأمين العام للحزب؟ أم أن الأمر يتعلق فقط بمسار تشكل خطاب سياسي جديد؟
هذه الأسئلة وغيرها تطرح من داخل حزب العدالة والتنمية ومن خارجه، فما معنى أن يكون حزب العدالة والتنمية حزبا سياسيا بمرجعية إسلامية؟ وهل قطع بهذا الاختيار مع انتمائه الحركي الإسلامي؟
وما معنى أن ينصح البعض حزب العدالة والتنمية بأن يكون على شاكلة الأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا؟ وما معنى أن يطرح الكثير داخل حزب العدالة والتنمية ضرورة الانتقال من خطاب التخليق إلى خطاب التدبير؟
هل يصل الأمر إلى درجة التأصيل للقطيعة مع أسلوب من الممارسة السياسية انتهجه الحزب في مرحلة من المراحل؟ أم أن المرحلة الراهنة بإكراهاتها تحتاج من الحزب أن ينصرف همه إلى تأسيس خطاب سياسي يجيب عن هذه الإشكالات بكل دقة؟
من الدعوة إلى السياسة
ينبغي أن نقرر أنه لا يمكن فهم خطاب حزب العدالة والتنمية وأسلوبه في العمل السياسي بذات الطريقة التي يفهم بها سلوك الأحزاب السياسية الأخرى.
ومرجع ذلك إلى أن حزب العدالة والتنمية لم ينشأ في الأصل نشأة سياسية طبيعية، فهو حصيلة مخاض فكري عرفته حركة دعوية اقتنعت بضرورة المشاركة السياسية، وأنتجت رؤية جديدة تعتبر العمل السياسي تخصصا من التخصصات، وأفردت لهذا التخصص رؤيته السياسية، وأنتجت أداتها السياسية لتصريف هذه الرؤية.
طبيعة نشأة الحزب إذن ليست سياسية، بل السياسة ضمن المنظور الأولي لم تكن سوى لازم من لوازم الدعوة، والفاعلون السياسيون في منشأ هذا الحزب لم يكونوا سوى الفاعلين الدعويين الذين دخلوا العمل السياسي برؤية دعوية يحضر فيها خطاب التخليق أكثر من أي خطاب آخر.
من الطبيعي أن يكون الخطاب والممارسة السياسيان لحزب العدالة والتنمية محكومين بهذه الرؤية التي تختصر العمل السياسي في بعده القيمي والتخليقي بحكم أن الممارسة السياسية في مرحلة النشأة لم تؤهل بعد الفاعل السياسي ضمن الحزب لأن ينتج رؤية سياسية تعنى أساسا بالتدبير.
ولذلك يكون من المنطقي أن نقرأ خطابه وممارسته السياسية في سياقها الزمني، وأن نقيسها بشروطها الذاتية والموضوعية.
ويمكن القول ضمن سياق النضج السياسي، بأن الحزب لم يعد مسكونا بذات الرؤية السابقة، ولم يعد العمل السياسي من لوازم الدعوة ومقتضياتها إذا تكلمنا عن الدعوة بمفهومها الخاص.
فهل نجح حزب العدالة والتنمية في أن يدشن خطابا سياسيا جديدا يقطع مع المنطق الدعوي؟ وهل نجح في أن يؤسس لخطاب التدبير؟ وما حدود حضور خطاب الهوية والتخليق في مشروعه وبرنامجه؟
نحو تمايز وظيفي وتكامل إستراتيجي
الدين يسعى لتحقيق المصالح بمجموعها دينية ودنيوية، والسياسة قصدها تحقيق مطلوب الناس في عالم دنياهم بما ييسر لهم شروط التعبد والثبات على الدين، والتقاطع بين السياسة والدعوة يكون في المشروع المجتمعي.
فالدعوة تسعى لبناء مجتمع قاعدته هي القيم والتصورات والنماذج الجديدة المنبثقة من الدين، والسياسة ضمن شروط الواقع الممكنة لا يمكن أن تحقق مطلوب الناس وتطلعاتهم، فهي تحتاج اضطرارا لمجتمع مؤطر برؤية جديدة تؤهله للتجاوب مع منهجيتها في التدبير.
السياسة تحتاج إلى الثقافة والقيم لجذب المجموع حتى يكون ملتفا حول الاختيارات السياسية التي انتهجتها. فهل يعني هذا التقاطع أن تقوم السياسة بنفس عمل الدعوة فتصير الدعوة هي السياسة وتصير السياسة هي الدعوة، أم أن السياسة تستعير مفردات الدعوة وتوظفها كلما دعت إلى ذلك الضرورة السياسية؟
التقاطع هنا لا يعني التطابق، وإنما يعني التكامل وتمايز الأدوار، فدور السياسة أن تحصن مكتسبات الدعوة، وأن تقننها في شكل قوانين واختيارات واضحة ما دامت قد تمتعت بشرعية اجتماعية.
وكل قيمة جديدة يتردد المجتمع في قبولها أو لم تمتلك بعد شرعية القبول فمن خطأ السياسة الخوض فيها وتقنينها، لما يمكن أن ينشأ عن ذلك من سحب للشرعية لا عن السياسة فحسب، ولكن عن القيمة نفسها.
فلا يمكن لطرف إسلامي أن يصدر قرارا بمنع الاختلاط في الشواطئ ابتداء، حتى تكون الدعوة قد قطعت أشواطا في إقناع الناس بهذه القيمة الجديدة، وحتى تصير مقبولة من لدن مجموع الشعب أو غالبيته.
فدور السياسة أن تبصر تطورات القيم، ودرجة إقبال الناس عليها، وكلما تمكنت قيمة من القيم بفضل رصيد الدعوة من التمتع بشرعية اجتماعية كان لزاما على السياسة أن تحصنها بسن سياسات وقوانين واضحة يلتف حولها الشعب.
وفي المقابل فكل قيمة لم تستطع الدعوة أن تمكن لها، فالسياسة أعجز عن التمكين لها، فمن الخطأ أن تقوم السياسة بما يجب على الدعوة أن تقوم به.
الدين والسياسة
يخيل للكثير أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني حين يصر على الحديث عن بعض الأطروحات الأصولية في المنتديات السياسية، أن الرجل ينصرف إلى الثقافة والفكر أكثر من اهتمامه بالسياسة ومستلزماتها.
والحال، أن رجلا مثل سعد الدين العثماني حين يزج بأطروحته الأصولية ضمن نقاش سياسي، فهو يرسل إشارات لها أبعادها السياسية.
فما علاقة تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم بحقل السياسة في المغرب؟ وما علاقة علم الأصول بالسياسة؟
قد يكون القصد هو وصل السياسة ببعدها المعرفي في وقت انقطعت فيه الممارسة السياسية عن أي قاعدة فكرية أو معرفية، وقد يكون القصد هو مساهمة من العثماني في تأصيل الممارسة السياسية، لكن الذي يغيب عن الكثير هو أن الرجل يؤسس لخطاب سياسي جديد يمكن أن نتعرف على أهم ملامحه من خلال ما يلي:
إن التمييز الأصولي الحاصل في تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم يسعف في بناء تصور تعددي يحدد للدين موقعه ومكانه، ويحدد للبشري ذوقه واختياره، ويعترف للسياسي بنظره وتقديره المصلحي بما يحقق مقاصد العدل والمصلحة والخير لهذه الأمة.
تصرفات محمد عليه الصلاة والسلام، باعتباره نبيا، تحدد موقع الدين ووظيفته الاجتماعية، وتصرفاته عليه السلام باعتباره بشرا تحدد الاختيارات الشخصية والذوقية للبشر باعتبارهم بشرا، وهذا بالطبع يفتح مجالا لتعدد الأذواق والطباع والأمزجة والأفكار.
وتصرفات النبي عليه الصلاة والسلام باعتباره إماما وقائدا تحدد المناطات التي تتأسس عليها السياسة. إنها تتأسس على النظر العقلي والتقدير المصلحي الذي يشترك فيه كل البشر، وتتقاسمه كل مكونات الطيف السياسي إسلامية كانت أم علمانية.
التمييز الأصولي بين تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم تعطي إمكانية كبيرة لبناء تصور فكري يؤصل للتعددية ليس فقط السياسية منها، وإنما أيضا التعددية الاجتماعية والفكرية.
بناء على هذه المقدمات يكون من الجائز للتيار الإسلامي أن يبدع برنامجه وتصوره السياسي انطلاقا من رؤيته واجتهاده من داخل النصوص الشرعية، ويجوز للعلماني أن يجتهد في قراءة الواقع ومكوناته انطلاقا من آلته الخاصة في النظر.
ويمكنه أن يبدع تصوره وبرنامجه السياسي على أساس أن يكون الصاهر لهذه الاختيارات والمختبر لصدقيتها هو الحراك السياسي والديناميكية المجتمعية.
الديمقراطية بمسلكيتها وآلياتها الإجرائية تبقى القناة الوحيدة لتصريف الخلاف على أساس أن يقبل الجميع.
بهذه الطريقة نفهم كيف يراهن الدكتور سعد الدين العثماني على مسألة أصولية ويستلهم مفرداتها في واقعه السياسي، ليحصل على فضيلة التأصيل، ثم ليؤسس الخطاب السياسي الجديد الذي يمد الجسور مع كل الفرقاء السياسيين ومكونات المعادلة السياسية.
الرؤية الجديدة في هذا التفصيل الأصولي هي أن السياسة والحقل السياسي سيبقى محكوما بالنظر المصلحي والتقدير العقلي، وتلك مسألة تقرب كل الفرقاء السياسيين إلى منطق حزب العدالة والتنمية في العمل السياسي، وتجعل التداول في جملة من القضايا السياسية ممكنا، وتبعد من ساحة النقاش موضوع احتكار الصفة الدينية أو توظيف الدين.
الشريعة والقانون
تطرح هذه الثنائية مشكلة حقيقية عند التيار الإسلامي والعلماني، فبينما تشكل الشريعة خطابا للحركة الإسلامية، يحذر التيار العلماني من هذا الخطاب ويعتبره تهديدا للديمقراطية وللقانون.
والالتباس فيما يبدو يرجع أساسا إلى تحديد مفهوم الشريعة وكيفية مآلها إلى قوانين.
الشريعة هي مجموع الدين الذي يستوعب ثوابت العقيدة وقيم التخليق وبواعث العمل والأحكام العملية، وهي بهذا المعنى لا تنصرف فقط إلى البعد القانوني والجنائي منه على الخصوص، فالشريعة وعاء كامل يتضمن العقيدة والتعبد والأخلاق والأحكام.
إن مثل هذا الفهم للشريعة يسمح ابتداء بالاتفاق على أرضية حد أدنى بين الطرفين، إذ لا اعتراض لدى العلماني على ما دون البعد القانوني والجنائي في الشريعة. وهي أرضية واسعة بالنظر إلى منسوب الدين المتفق عليه من الطرفين على هذا المستوى.
أما الأمر الثاني وهو مناط الخلاف وهو ما يتعلق بالبعد القانوني في الشريعة، فلا يمكن أن يؤول هذا البعد إلى ما نسميه اليوم قانونا حتى يكتسب شرعية اجتماعية، فإذا لم تحظ هذه الأحكام الشرعية بقبول شعبي فستبقى مجرد طرح فكري ينساب ضمن الديناميكية المجتمعية.
ويكون على التيار الإسلامي أن يتوسل بكل وسائل الإقناع والتوجيه والتنشئة الاجتماعية في سياق ديمقراطي سلمي لكسب الشرعية الاجتماعية.
وفي نفس السياق يمكن للتيار العلماني أن يتوسل بأدواته الإقناعية لبث خطاب آخر ومفاهيم أخرى وأحكام قانونية أخرى ضمن ديناميكية مجتمعية يكون فيها للديمقراطية الحسم في اختيار أي المشاريع الفكرية والاجتماعية حازت الشرعية الاجتماعية للتحول من مجرد خيارات مطروحة في الساحة ومبثوثة في المشهد الفكري والسياسي إلى قوانين اجتماعية تراضى عليها الشعب أو أغلب شرائحه في دورة ديمقراطية محدودة ريثما تتم مراجعتها أو تعزيزها وتأكيدها في دورة جديدة.
القيم والمشروع المجتمعي
هل سيكون برنامج حزب العدالة والتنمية في مسألة الآداب العامة هو القطع مع ما هو موجود مما يخالف قواعد الشريعة، أم إنه سيتعامل بمنطق آخر؟
للحركة الإسلامية رصيد من القيم المنبثقة من أصولها المرجعية، وللتيار العلماني قيمه المستمدة من خلاصة الكسب الفكري الذي آل إليه “العقل الكوني”.
وبين قيم الطرفين مجتمع متردد بين هؤلاء وهؤلاء، فتشده أصوله وخصوصيته إلى القيم التي تدعو إليها الحركة الإسلامية، وتفرض عليه تحولات العولمة الانخراط في أنماط من العلاقات والقيم الحداثية التي يدعو إليها التيار العلماني.
لا يشك أحد في أننا، بالنظر إلى موضوع القيم، بإزاء مشروعين مجتمعيين متناقضين، لكن من المفروض أن يتعايشا تحت سقف واحد، إذ لا بديل عن التعايش إلا الاحتراب.
الديناميكية المجتمعية تبقى أفضل طريقة لحسم موضوع القيم، والحراك الاجتماعي يبقى الحاسم في البت في هذا الموضوع، واختبار أي المشروعين أقدر على الصمود واستمالة الجماهير والوفاء بتطلعاتها.
غير أن هذا يطرح إشكالا واقعيا كثيرا ما نجد تعبيره في استنجاد أحد التيارين بثوابت الدستور ومقتضيات القانون لقطع الطريق على الامتداد القيمي لآخر، وهو ما يعكس حقيقة السجال القيمي بين التيارين.
فبينما يستمسك التيار الإسلامي بالدستور لمنع كل ما يمس بثوابت الأمة وما يستفز مشاعر المسلمين، يستمسك التيار العلماني بكل المقتضيات القانونية التي تدعو إلى حرية الفكر والإبداع، أو التي تمنع الانزلاق إلى مواقع الطائفية والفتنة، وتوظف كل هذه المقتضيات في معركة السجال القيمي.
الرؤية الجدية التي يقترحها خطاب الحزب الجديد، وهي المخرج الفكري المؤسس للتعددية الفكرية والسياسية في هذا المحور تنطلق من التمييز بين سياقين مختلفين تماما:
– سياق المس بالدين واستهداف عقائده والسخرية بالقواعد المعيارية للنظام المجتمعي، وهو الذي من شأنه أن يستفز مشاعر المسلمين ويدفعهم إلى رد الفعل، فنصير في حرب أهلية وفتنة مجتمعية لا سبيل إلى التحكم في نتائجها ومآلاتها.
في هذا السياق ينبغي أن نؤسس لقواعد مستقرة في الضمير العالمي والإنساني تمنع التذرع بالحرية لتهديد أسس الاستقرار المجتمعي، دون أن يعني ذلك مصادرة الفكر الذي له إلى أدوات المعرفة والمنهج تعلق.
فالنقاش الفكري المقترب من هذه الأدوات لا ينبغي أن يكون محرما حتى ولو كانت موضوعاته تتناول قضايا الدين بالمحاورة والمساءلة الشكية.
أما إذا كان المقصود هو الاستفزاز الذي يهدد وحدة المجموع، ويخلق بؤرا تهدد السلم والاستقرار المجتمعي، في هذا السياق بالذات يكون المنع مبررا لا باستهداف حرية الرأي والتعبير ولكن بالحفاظ على قواعد التعايش الاجتماعي.
– سياق القيم المجتمعية: في هذا المستوى ينبغي تحريك الديناميكية الاجتماعية فيه إلى أبعد مستوياتها، فيبادر كل تيار إلى طرح مشروعه القيمي وإقناع الناس به، والسعي نحو تغيير كل المقتضيات القانونية ذات الصلة بموضوع القيم لكن بالوسائل الديمقراطية المشروعة.
فالشرعية الاجتماعية هي التي ينبغي أن يكون المعول عليها في حسم المشروع القيمي الذي يريد كل طرف أن يقنع المجتمع بتبنيه.
وبعد، إنه من الصعب أن نتحدث عن خطاب سياسي لحزب العدالة والتنمية ما دام الحزب نفسه لم يجعل هذه العناصر محل نقاش مطرد داخل هياكله ومناضليه.
ومن الصعب أيضا أن نجزم بأن هذه الموضوعات وطريقة تمثلها صارت محل إجماع لدى قادة الحزب ومسؤوليه.
إننا نسمح لأنفسنا بالقول إنها محاولات لتشكل خطاب سياسي جديد، يقطع مع منطق الدعوة في العمل السياسي، ويجعل خطاب التدبير سابقا على أي اعتبار آخر، ولا يقطع مع خطاب التخليق، لكن يفصله عن منطقه الدعوي ويربطه بإطاره السياسي.
إذ يصبح مفهوم تخليق الإدارة والحياة العامة مرتبطا بالمنطق السياسي الذي يعني الشفافية والقانونية والنزاهة والاستقامة ولا علاقة له بمنطق الدعوة الذي يشترط القرب من الله والورع والتقوى.
إنه خطاب سياسي جديد، يقطع مع منطق الدولة العقائدية، ويؤسس لأرضية اللقاء مع جميع الفاعلين السياسيين، ويمد جسور التواصل والحوار مع الغرب، ويطمئن الجميع بقدرة هذا الحزب على التواصل، وأهليته للتدبير من موقع المسؤولية.
(*) كاتب مغربي
(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 ديسمبر 2006)
صراع مغاربي على الإسلام الصوفي وإسلام الجالية في فرنسا
منتصر حمادة (*)
اذا كانت هناك علاقة ولو غير مباشرة بين تنظيم الجزائر ملتقي دولي حول الطريقة التيجانية (تم ذلك من 23 الي 25 تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم) وبين اشراف المغرب علي تأسيس أول معهد للدراسات الانسانية في ليل بشمال فرنسا ومعترف به من طرف السلطات الفرنسية (في نفس الذي اختتم فيه مؤتمر التيجانية)، فلن تخرج عن قاعدة المجابهات السياسية القائمة بين الجارتين، والتي ان كانت تتخذ سمات سياسية أو استخباراتية أو أمنية في الغالب، فانها كانت مُغَلَّفة بطابع ديني صرف هذه المرة.
ولنبدأ بالملتقي الجزائري الذي كان مصيره التجاهل المغربي شبه التام في البدء، وتَجَسَّدَ ذلك عمليا عبر غياب التمثيلية المغربية في المؤتمر، بالرغم من اسقاط الجزائريين حضور الوفد الصحراوي من قائمة المدعوين من أجل تفادي ازعاج المدعوين المغاربة، وعندما سُئِلَ وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري أبو عبد الله غلام الله عن خلفيات غياب الوفد المغربي، صَرَّحَ بالحرف: نحن نحكم علي ظواهر الأمور.. والوفد المغربي أبلغني اعتذاراته بسبب تزامن الملتقي مع عمل مهم لهم خارج البلاد .
بالفعل، كانت مهام لوفود وزارية خارج المغرب في تلك الفترة، دون أن يكون هناك وفد واحد من وفود الوزارة في حفل تأسيس معهد ابن سينا في فرنسا الذي اعتبر انتصارا مغربيا أمام الجزائر في حرب طويلة امتدت لسنوات، دارت حول الفوز بتأسيس أول معهد اسلامي للدراسات الانسانية. والمفارقة أن غياب الوفد المغربي عن لقاء فرنسا، مرده خلاف مغربي/مغربي وليس بين المغرب والجزائر سوف نتطرق اليه لاحقا.
تسييس التصوف ضدا علي الجهاديين
انه احد شعارات المرحلة في ما أصبح يصطلح عليه بـ الحرب علي الارهاب .
فالمغرب، منخرط بشكل أو بآخر في هذه الجبهة بالذات، وبوتيرة تفوق انخراط باقي الدول العربية والاسلامية في الشق الخاص بتوظيف التصوف في هذه الحرب الكونية المفتوحة بين الادارة الأمريكية والحركات الاسلامية الجهادية، حتي أن الاسم الذي عَوَّضَ محمد العبادي علي رأس مديرية الأوقاف والشؤون الاسلامية ـ نتحدث هنا عن المنصب الثاني في الوزارة من حيث الأهمية ـ هو أحمد قسطاس والمنتمي هو الآخر الي الزاوية القادرية البودشيشية. (تبقي السينغال باعتبارها دولة تيجانية بامتياز، دولة اسلامية منافسة للمغرب في مجال توظيف التصوف، وقد تجلي ذلك في حربها ضد جماعة سلفية تُدعَي عباد الرحمن ، حيث استعانت داكار بزعماء التيجانية لجمع التأييد الشعبي ضد التوجهات المتشددة للجماعة) بالنسبة للجزائر، هناك اجماع من لدن المراقبين علي ان الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة استعان منذ صعوده الي سدة الحكم بتيار السلفية العلمية من جهة (علي غرار ما هو قائم اليوم في المغرب أيضا) وبالتيار الصوفي في حربه ضد الجهاديين، سواء تعلق الأمر بـ الجماعة الاسلامية المسلحة أو الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تتخذ من الصحراء الكبري منطقة استراتيجية لنشاطاتها.
تنظيم الملتقي يندرج اذن ضمن سياقات عدة، منها سياق الحرب علي الجهاديين، ومنها أيضا منافسة المغرب علي احتكار النطق باسم الزاوية التيجانية، وهناك سياق ثالث لم يحظ بكثير من الاهتمام، ومرده اشاعات روجت أثناء المؤتمر ومفادها أن بوتفليقة يتحدر من أصول تيجانية (يري أحد الكتاب أن اهتمام الجزائر بورقة الزاوية التيجانية يعود الي هرم السلطة الممثل في رئيس الجمهورية الذي لا يمكنه أن يزور ولاية الأغواط ـ أكثر من 4 زيارات في عهدة ونصف ـ من دون أن يتجه صوب المزار الشريف لأصحاب الطريقة ويلتقي بشيخ الطريقة، ولا أدل علي أن للسلطة مصلحة في تقربها من الطرق الصوفية. حفظ للبقاء والمراعاة الدائمة لكل ما يمكن أن يحرك نشاط الطريقة، مع التزام ضمني بحماية الكرسي بصورة الارادة الالهية والفتوي الدينية وتزكية من الشيخ تسهم في كسب أكبر وقت في الحكم وتغييب أكثر للمشروع الاسلامي الحضاري الهادف لنهضة الأمة . انظر: عبد القادر سعيد. الطريقة التيجانية: الورد، النفوذ والحكم. مقال مؤرخ في 7/7/1427 الموافق لـ26/11/2006).
احتكار النطق باسم الزاوية التيجانية
اعلان الجزائر عن تنظيم الملتقي كان شرارة اندلاع حرب تصريحات بين الجزائر والمغرب، تصب في التلويح بأحقية احتضان الطريقة وأتباعها. وهكذا أشار غلام الله (وزير الأوقاف والشؤون الدينية الجزائري) الي أن الجزائر ترغب في اعادة تأهيل الزوايا والطرق الدينية بغرض الدفاع عن الهوية الجزائرية ، في احالة الي الشق الديني الخاص بالحرب علي تنظيم القاعدة وأتباعه في المنطقة، أما رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم فقد صرح بأن جزائرية الطريقة التيجانية التي يبلغ عدد أتباعها أزيد من 350 مليون نسمة في العالم لا تحتاج الي الاعتراف ، دون اغفال معطي ميداني بعيد عن المقصود بتصريحات الجارين، يشير الي أن الجزائر تضم هي الأخري مجموعة من الطرق الصوفية، كالقادرية والرحمانية والهبرية، وفي الشق الخاص بالزاوية/الطريقة التيجانية، نجد أنها تضم أضرحة أبناء وأحفاد مؤسس الطريقة، وتحديدا بمدينة عين ماضي بالأغواط، والأهم من ذلك أن الزاوية التيجانية توجد في عين ماضي حيث يزورها منتسبو الطريقة من كل أصقاع العالم.
صدر الرد المغربي علي لسان أحمد يسف، رجل القصر في وزارتي المدغري والتوفيق، ورئيس المجلس العلمي الأعلي، عندما أكد في أول رد علي مؤسسة الاسلام الرسمي بأن تنظيم الجزائر للملتقي اياه يندرج في اطار موقفها من قضية وحدتنا الترابية . وهناك معطيات ميدانية تخدم الموقف المغربي من قبيل أن المغرب تعود علي تنظيم مؤتمر سنوي للطريقة، وكون مدينة فاس تضم ضريح أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة دون سواه.
الحضور الكبير للوفد السينغالي استفز المسؤولين المغاربة، فقد حضرت 31 شخصية مما يفوق 100 مدعو للملتقي، وذلك بالنظر الي ثقل النفوذ الكبير الذي تحظي به الطريقة في العالم، ومعلوم أن السنغال لديها كلمة مسموعة ونافذة لدي التيجانيين في كل العالم وليس في افريقيا فحسب، ومن هذه الخلفية نقرأ توظيف المسؤولين في البلدين لما صدر عن ممثلي الوفد السنغالي في الملتقي.
فوسائل الاعلام الجزائرية تعمدت الترويج لتصريحات رئيس المركز الاسلامي السنغالي والرئيس الموجه للطريقة التيجانية في السنغال المرشد أحمد غيان شيام، وجاء فيها أن مشاركته كعضو في الوفد تهدف الي توطيد العلاقات بين المسلمين في كل مكان بصفة عامة وبين السنغال والجزائر بصفة خاصة ، مؤكدا أن عدد أتباع الطريقة التيجانية في بلده السنغال لا يقل عن ستة ملايين تيجاني من مجموع 10 ملايين مواطن سنغالي، في حين روجت وسائل الاعلام المغربية الي ما صدر عن نفس المسؤول للمفارقة، والذي أشار الي أن المشاركة السنغالية تندرج في اطار الجانب الروحي فقط ، و أنه لا ينبغي فهمها علي أنها ضمانة سياسية . (زار الملك محمد السادس السينغال في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، وحسب ما جاء في جريدة الشروق الجزائرية عشية افتتاح الملتقي، فقد كان من بين أهداف الزيارة الملكية ثني الوفد السنغالي عن المشاركة في ملتقي الأغواط بالجزائر ) غابت مالي عن الملتقي الجزائري، بل واتخذت منابرها الاعلامية مواقف نقدية من المبادرة الجزائرية، وليس صدفة أن تروج وكالة المغرب العربي للأنباء (وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب) بعضا من هذه المواقف، ولكن في المقابل حضرت 100 شخصية ممثلة لثلاثين دولة منتسبة للطريقة وقدموا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومصر وسورية وليبيا وتونس والسودان والسنغال وغامبيا وكولومبيا، ولا توجد معطيات دقيقة عن حضور الوفد الليبي في الملتقي، ما بين تأكيد الأجهزة الجزائرية ونفي نظيرتها المغربية.
صراع مغربي داخلي حول اسلام فرنسا
بحضور ممثلين عن الحكومة الفرنسية وحكومة اقليم الشمال وبلدية ليل، اضافة الي أعضاء المكتب التنفيذي للمؤتمر الاسلامي الأوروبي، وممثلي الجمعيات والمراكز الاسلامية في فرنسا، افتتح يوم 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، (يوم اختتام أشغال الملتقي الجزائري حول الطريقة التيجانية) معهد ابن سينا للدراســــات الانسانية في فرنسا.
معهد ابن سينا هذا هو الأول من نوعه في أوروبا كونه مُعترفا به رسميا من الحكومة كمؤسسة تعليمية ويستند للبرنامج التعليمي الأوروبي، ويخضع لنظام التدريس الأوروبي الذي يقوم علي ثلاث مراحل، (اجازة، ماجستير، دكتوراه)، ويُعنَي بشكل خاص بتأهيل الأئمة والمرشدين، بما يتناسب مع أوضاع الأقليات المسلمة في أوروبا، ومن المفترض أن يغطي احتياجات المسلمين والمهتمين بالاسلام علي نطاق المنطقــــة الناطقة بالفرنســـية، وأن ـ بيت القصيد وراء التأسيس ـ يُمَهِّد لافتتاح معاهد مشابهة في الدول الأوروبية الأخري بالتعاون مع حكومات الدول والاتحاد الأوروبي.
الوصول الي بيت القصيد هذا يفسر الصراع السياسي الكبير القائم منذ سنوات بين الرباط والجزائر، والذي انتهي بظفر المغرب بصفقة الاشراف علي افتتاح معاهد مشابهة في الدول الأوروبية الأخري بالتعاون مع حكومات الدول والاتحاد الأوروبي ، ما دامت انتماءات أعضاء هيئة التدريس أو اللجنة الاستشارية بالمعهد تضم مشارب مذهبية وفكرية متعددة (نجد في لائحة الأساتذة الزائرين كلا من طه عبد الرحمن وعبد الكبير العلوي المدغري من المغرب ـ عبد الكبير العلوي هذا هو وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربي السابق ـ وعمار الطالبي ومحمد أركون من الجزائر وبرهان غليون من لبنان ومحمد المستيري (عضو سابق في حركة النهضة التونسية) وفوزية العشماوي من مصر والأستاذة بجنيف، وبالنسبة للأسماء الغربية، وجلها من فرنسا، نجد علي الخصوص بول بالطا وأوليفيه روا وفرانسوا بورغا وبيير جوكس وبرونو ايتيان..).
علي أن جانبا آخر من الصراع، كشفت عنه اللقاءات التي سبقت الاعلان عن تأسيس المعهد، والصراع مغربي داخل هذه المرة.
فاذا كان غياب الجامعات الجزائرية ضمن لائحة الجامعات التي أبرمت اتفاقية تعاون مع المعهد لا يثير الكثير من التساؤل، فان الأمر مختلف بالكلية مع غياب أية مؤسسة جامعية مغربية، لاعتبارين اثنين علي الأقل:
ـ يرتبط الأول بالحضور الوازن لجامعات اسلامية وغربية (هناك مؤسسة الأزهر بمصر وجامعة الزيتونة من تونس والجامعة الاسلامية بداكار والجامعة الاسلامية للدعوة ليبيا اضافة الي منظمة الاسيسكو وأكاديمية الفقه الاسلامي ومعاهد من الأردن واليمــــن.. هذا عن الشق العربي، وبالنسبة للجامعات الغربية، فهناك جامعات من لندن (أوكسفورد) والنمسا واسبانيا وهولندا…
ـ ويتعلق الاعتبار الثاني بعلاقات مؤسس المعهد محمد بشاري (الأمين العام للمؤتمر الاسلامي الأوروبي ورئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا )، فهو مقرب من دوائر الحكم بالمغرب، ما دام يمثل المغرب في المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية (في مواجهة دليل أبو بكر الذي يمثل الجزائر في المجلس وفؤاد العلوي أمين عام اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية الذي يمثل من يُصطَلحُ عليهم بـ اسلاميي فرنسا ، من منطلق انتمائهم للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين).
لم يشفع انتماء مؤسس المعهد للمغرب من أجل أن يحظي حدث الافتتاح بحضور ممثلين عن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، لأن الوزارة الوصية علي الشأن الديني في المغرب كانت طرفا في الصراع حول الانضمام الي المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، وقد امتدت تداعيات الصراع الي المحاكم الفرنسية، والتي انتصرت في نهاية المطاف لرجالات عبد الكبير العلوي المدغري (الوزير السابق) علي حساب رجالات أحمد التوفيق (وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربي الحالي)، والطريف أن الصراع المغربي/المغربي ساهمت فيه أطراف جزائرية.
وما بين الصراع المغربي ـ الجزائري حول احتكار النطق باسم الزاوية التيجانية، والصراع المغربي ـ الجزائري حول احتكار النطق باسم الاسلام الفرنسي، يتبين للمتتبعين أن هناك جولات قادمة في الطريق، ويتعلق بعضها بالمشهد الاسلامي في فرنسا، والبعض الآخر بواقع الاسلام الرسمي في عقر المغرب والجزائر علي حد سواء.
(*) كاتب من المغرب
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للناس
من جماعة الإخوان المسلمين
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
تتعرض جماعتنا لحملة شعواء تستهدف تشويه صورتها وتخويف الناس منها والتحريض عليها، شاركت فيها أجهزة إعلامية وأمنية ورسمية، على أثر استعراض بعض طلاب جامعة الأزهر لرياضات الكاراتيه والكونغوفو داخل الجامعة، وهو ما استنكرناه ورفضناه قبل أن يستنكره الناس، فشعر هؤلاء الطلبة بخطئهم فأصدروا بيانا يعتذرون فيه لجامعتهم وأساتذتهم وزملائهم، ووزعوه على كل الصحف وأجهزة الإعلام، إلا أنه للأسف الشديد لم ينشره معظمها، واستمرت فى حملة الافتراء على الجماعة والتحريض على البطش بها، الأمر الذى اتبعه الحملة الأمنية التى طالت ستة عشر شخصا من قيادات الجماعة وأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات ونحو مائة وأربعين من طلاب الأزهر، ولا تزال حملة التصعيد والتحريض مستمرة، وحتى لا تطغى دقات طبول الحرب الإعلامية هذه على ذاكرة الأمة فإننا نذكر بالآتى:
- إننا نتبنى منهجا إصلاحيا سلميا متدرجا مستمدا من الإسلام الذى يعنى ببناء الإنسان وبناء الأسرة وإصلاح المجتمع فى كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية فى مسارات متزامنة ومتشابكة، كما نرى أن هذا الإصلاح لابد أن يستند إلى المبادئ الخلقية فى كل جوانب الحياة فالصدق والأمانة والنزاهة والوفاء والتضحية والإخلاص يجب أن تكون عصب أى نشاط إضافة إلى الحرية والعدل والمساواة والحق، ومن هنا فقد أعلنا إيماننا بأن الشعب هو مصدر السلطات، وبالتعددية السياسية وبحق تكوين الأحزاب، وتداول السلطة سلميا، ونزاهة الانتخابات، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات، وحرية الصحافة، ورفضنا تماما استخدام العنف والإرهاب سبيلا لتحقيق مآرب سياسية أو غيرها .
- ولقد صدق سلوكُنا قولَنا فلقد أسهم الأستاذ عمر التلمسانى – رحمه الله – فى إزالة احتقانات طائفية وغير طائفية كثيرة، وقمنا بالتصدى لفكر التكفير والعنف، وحمينا عشرات الآلاف من الشباب من الوقوع فى هذا المنزلق، وأدنا كل جرائم العنف والاغتيال والإرهاب أيا كان مصدره، وطالبنا بدراسة أسبابه وعلاج جميع الأسباب، والسعى لتحقيق مصالحة وطنية، ووقف الاعتقال العشوائى والتعذيب والمحاكمات الصورية، ووجوب الإحالة إلى القضاء الطبيعى واحترام القانون وأحكام القضاء، وحقوق الإنسان، وعلاج الفقر والبطالة وتحقيق التكافل الاجتماعى، ومقاومة الفساد وأسهمنا فى العمل السياسى والنقابى والاجتماعى، وأقبل الناس علينا يمنحوننا ثقتهم فى النقابات ونوادى أعضاء هيئات التدريس ومجلس الشعب، واتحادات الطلاب، وبدلا من أن تكون المنافسة على تأييد الشعب منافسة شريفة إذا بالحكومة وغير المنصفين من العلمانيين يشنون علينا حملة لا هوادة فيها بغية إقصائنا عن الشعب وإقصاء الشعب عنا، تمثلت هذه الحملة فيما يلى :
– رفض الاعتراف بنا، ووصفنا بالجماعة المحظورة حتى يتسنى لهم البطش بنا وقتما يريدون، وتحجيم حركتنا ونشاطنا، وحرماننا من حقوقنا كمواطنين مصريين وكفصيل شعبى وسياسى كبير .
– استخدام الكتلة التصويتية للحزب الوطنى – والتى يعلم الجميع كيف حصلوا عليها – فى سن تشريعات أو مدها للتضييق عليها وإيقاع الأذى والظلم بنا، كقانون الطوارئ وقانون الأحزاب، ولجنة الأحزاب ومحكمة الأحزاب، وقانون النقابات والصحافة والسلطة القضائية .. وغيرها .
– تأجيل انتخابات المحليات لمدة عامين رغم الإجماع على فساد المجالس المحلية الحالية حتى لا ننافسهم فيها .
– وقف انتخابات النقابات المهنية ونوادى أعضاء هيئات التدريس بالجامعات خشية فوزنا فيها .
– تزوير انتخابات الغرف التجارية واتحادات العمال بعد شطب مرشحينا واعتقال آخرين.
– سجن عدد كبير من رجالنا قارب خمسة وعشرين ألفا خلال السنوات العشر الماضية ابتداء من طلبة بالثانوى إلى شيوخ بلغوا الثمانين من العمر، لدرجة أن السجون لم تخل من الإخوان ابتداء من سنة 1992 وحتى الآن .
– تعذيب عدد غير قليل من الإخوان فى مقار أمن الدولة وسقوط أحدهم شهيدا .
– تقديم ما يزيد على مائة وخمسين من قياداتنا لخمس محاكمات أمام القضاء العسكرى والحكم على معظمهم بالسجن من 3-5 سنوات بدون ذنب ولا جريرة.
– تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة فى عدد من الدوائر، واستخدام الرشوة والبلطجة والأمن فى الاعتداء على الناخبين وبعض القضاة إلى حد قتل عدد من المواطنين وإصابة الكثيرين، ورغم ذلك فقد نجح 88 نائبا من إخواننا، واعترف الدكتور نظيف بإسقاط 40 آخرين بالتزوير .
– استغلال التليفزيون والصحافة المسماة بالقومية فى شن حملات تشويهية وأكاذيب وافتراءات علينا دون السماح لنا بالرد أو توضيح الحقيقة .
– منع إذاعة جلسات مجلس الشعب فى التليفزيون، مثلما كان يحدث من قبل مع البرلمان السابق بهدف التعتيم الإعلامى على أنشطة وأداء نوابنا الثمانية والثمانين.
– الوقوف وراء منع صدور جريدة (آفاق عربية) التى كنا نكتب وننشر من خلالها، ومصادرة الكتب التى يجدونها فى بيوت الإخوان .
– إغلاق عدد من الشركات والأنشطة التجارية ومصادرة ما يجدونه فى بيوت الإخوان من أموال عند القبض عليهم .
– تحويل عدد كبير يبلغ الآلاف من المدرسين وأئمة المساجد إلى وظائف إدارية .
– منع عدد كبير من الإخوان من السفر للخارج بقرارات إدارية دون الحصول على أحكام قضائية بذلك، بل ضد الأحكام القضائية التى يحصل عليها بعض الممنوعين من السفر .
– ضرب المتظاهرين سلميا فى الشوارع تأييدا للقضاة، وسحلهم على الأرض بواسطة فرق الكاراتيه الخاصة بالأمن المركزى، واعتقال البعض الآخر وكان آخر المفرج عنهم من هذه القضية الدكتورين محمد مرسى وعصام العريان بعد سبعة أشهر وراء القضبان .
– هذا كله يدل على مدى الظلم والاضطهاد الذى نعانى منه على يد إخواننا فى الدين والوطن، بل على يد المسئولين عن توفير العدل والأمن والحرية لنا، ورغم ذلك فإننا نتذرع بالصبر والاحتساب، ونفتح عقولنا وصدورنا للحوار، ونمد أيدينا للتعاون حرصا على الصالح العام ولم نفكر لحظة فى الغضب لأنفسنا .
– ثم جاءت حكاية الطلبة، حيث منع طلاب الإخوان وغيرهم ممن لا يعرف الأمن انتماءاتهم من الترشيح لاتحادات الطلاب، ومن قبلت أوراق ترشيحهم منهم تم شطبه قبل بدء الانتخابات، وبالتالى لم ينجح إلا من حظى برضى الأمن، واضطر الطلاب الآخرون لإجراء انتخابات موازية لإنشاء اتحاد طلاب حر لا يخضع لإملاءات الإدارة والأمن، وهنا استعانت إحدى الجامعات بالبلطجية المسلحين بالأسلحة البيضاء للعدوان على الطلبة داخل الجامعة، وتحت سمع وبصر الحرس الجامعى الذى وقف يتفرج على العدوان ولم يتدخل، وأصيب عدد من طلاب الإخوان وحملوا إلى المستشفيات، وتم تحويل عدد من طلاب الاتحاد الحر إلى مجالس تأديب وفصل بعضهم من الدراسة لمدة شهر، الأمر الذى استثار حفيظة زملائهم فاعتصموا احتجاجا على هذا الفصل، وأثناء الاعتصام جرى العرض الذى تحدثنا عنه فى صدر هذا البيان والذى استنكرناه واعتذر الطلاب عنه، فهل هذا يستحق كل هذا الضجيج والتحريض والافتراءات أم أن وراء هذا الدخان الأسود الكثيف أمرا بُيِّتَ بليل ؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام .
أما نحن فسنظل نقتدى برسولنا صلى الله عليه وسلم الذى أوذى أشد الإيذاء فصبر صبرا جميلا وهو يدعو لقومه، وسنستجيب لإمامنا الراحل حسن البنا فى قوله : كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر ويرميهم بالثمر، ونردد معه قوله : “ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء، فنحن نعمل للناس فى سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ولن نكون عليكم يوما من الأيام”
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)(الطلاق:2-3)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد مهدى عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة فى : 28 من ذى القعدة 1427هـ – 19 من ديســمبر 2006م
زواج المتعة أحد أسباب الإقبال عليه التشيع “السري” يزداد انتشارا في الجزائر على يد عراقيين وشوام
انتشار في كامل التراب الجزائري
غير أن المشرف العام على شبكة “شيعة الجزائر” يذكر في حديثه لـ”العربية.نت” أن الاستبصار (التشيع) في الجزائر “مستمر بحمد الله والاستبصار أكثر من منتشر بل منفجر في كامل أرجاء التراب الجزائري متنقلا عبر كل الطبقات الاجتماعية فسابقا كان يدور بين الشبان والآن ببركة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) دخلت بيوت بكاملها في التشيع وسمعت أن أكبر متشيع عمره 69 سنة (أطال الله عمره الشريف)”. ولا يملك المشرف على شبكة “شيعة الجزائر” والذي يسمي نفسه (محمد العامري) أي إحصائيات أوأرقام على مدى انتشار التشيع بين الجزائريين، “ليس هناك إحصائيات حديثة وحتى إن كانت هناك إحصائيات تبقى سرا ولا تسلم لأيا كان لأسباب يطول شرحها”. ويشير العامري (30 عاما) إلى أن وجود جاليات شيعية من العراق وسوريا ولبنان في الجزائر ساعد على انتشار المذهب بين أهل البلاد، “إخوتنا العراقيون والسوريون واللبنانيون عندما كانوا في الجزائر كاساتذة ومدرسين لعبوا دورا في الدعوة وكانوا من الممهدين لقبول فكرة الولاء لمحمد وآله صلوات الله عليهم وعندما اندلعت الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وجد خط الإمام الخميني (قدس الله سره) أرضية خصبة لنشاطه في أرض الثورة والرفض”.
السلطات لا تمانع
وأوضح العامري لـ”العربية.نت” عدم وجود أي ممانعة من حيث المبدأ من قبل السلطات الجزائرية لانتشار التشيع، “المادة 61 من الدستور الجزائري تنص على الحرية الفردية لكافة الشعب في اختيار معتقداتهم التي يختارونها والحمد لله لا نعاني من أي مشاكل مع النظام حاليا وكما أن الشيعة لم يعتدوا على أي مادة من الدستور أو رمز من رموز الدولة. وإن كانت هناك بعض التحفظات عبر تصرفات بعض من يعتبرون أنفسهم فوق القانون فهم بالنسبة لنا لا يمثلون شيئا بل هم يزيدون من انتشار التشيع دون أن يشعروا بذلك لأن المظلوم منتصر عاجلا أو آجلا”. وعن أسباب تحوله للمذهب الشيعي، يقول العامرية: “ترعرعت وتربيت في محيط وحي يسمى معقل الشيعة في العاصمة ، وساهم ذلك المحيط بكل قوة ومتانة لكي أجد ضالتي من حيث المادة والمصادر والتوجيه والاستفادة من إخوتي المتشيعين ومنهم من هم أقاربي وأهلي”. ويردف قائلا: “أولى الصعوبات التي واجهتها كانت في الجامعة عندما سقطت طالبا في أيدي أساتذة كان التعصب هو عنوانهم والتفكير المحدود هو رمزهم والتخلف الفكري هو شعارهم فظلمت كثير إلى درجة أنهم كانوا يرفضون تصحيح أوراق الامتحانات التي كنت أجريها بحجة أنني دائما أخرج عن الموضوع وأعتمد على مصادر غير مقبولة وغير موثوقة وبحثى الشخصي هو عبارة عن تمرد على برنامجهم المسطر لنا (أو المفروض علينا) من قبل وزارة التربية والتعليم العالي”. ومن بين الأساتذة الذين درّسوني الدكتور خالدي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة بزريعة حيث تعلمت من الدراسة لديه أن الأستاذ يمكن أن يفيدك بمعلومة لكن قد يعجز عن إفادتك بفكرة وهذا لا يعني أن كل الأساتذة الذين درست عنهم على شكل الأستاذ خالدي فقد درست كذلك عند الأستاذ الدكتور جربال دحوا فقد أعجبت بتفكيره وشخصيته وموضوعيته في البحث والتحليل فكنت أكن له كل الود والاحترام رغم أني اختلف معه جذريا في الأفكار ومقومات الشخصية فكان أستاذا علمانيا لا يؤمن بأن الدين هو الحل لخلاص البشرية أما أنا فإسلامي هو عقيدتي”.
تشيعت بسبب “الإرهاب السلفي”
أما وداد وهي من سكان العاصمة، وقد تشيعت في رمضان 2003، فتعزو سبب تركها المذهب المالكي الذي يدين به معظم الجزائريين إلى العنف الذي عانت منه البلاد لسنوات عديدة على يد “جماعات سلفية” متطرفة والمجازر التي ارتكبت بحق “الأبرياء”. وتذكر في قصتها على موقع “شيعة الجزائر” أنها كانت تعيش “اضطراب ديني بسبب ما شاهدت في الجزائر وعمل السلفية فتركت الدين لفترة ليس كفرا بل انقطاع العبادات ثم التقيت بطريق الصدفة بشاب شيعي عراقي قبل رمضان بأسبوع لا أعرف لماذا سألته هل هو شيعي أم سني كأنه شئ دفعني إلى هذا السؤال”. وتتابع قائلة: “وأخذ ذلك الشاب يحدثني عن الشيعة وعن أهل البيت عليهم السلام وعن إمامة أهل البيت وأنهم سفن النجاة والهدى وأنهم مظلومون، فدخل حب أهل البيت عليهم السلام في قلبي وبهم عرفت الإسلام وأهميته وقوى إيماني أكثر عندما رأيت الإمام الرضا عليه السلام بالمنام فوضع يده الشريفة على كتفي وقال لي عليه السلام لا تخاف الله معك فازداد حبي بأهل البيت رغم معارضة الأهل واستهزائهم بي وبصلاتي ويلقبونني بسخرية بنت شيعية لكنني فخورة بهذا اللقب”. وفيما إذا كانت الأخبار التي تترددها بعض وسائل الإعلام عن ارتكاب ميلشيات شيعية مجازر بحق السنة في العراق قد أثرت على صورة الشيعة عند الجزائريين، يقول المشرف العام على “شبكة شيعة الجزائر” محمد العامري لـ”العربية.نت”: “نحن شعب واعي ونتعلم التجارب ونستفيد من خلال المحن والشدائد فالأحداث التي مرت بها الجزائر عبر عقود أعطتنا فهما أن وسائل الإعلام دائما مع الظالم وأساليبها كلها في خدمة الصهيونية العالمية ومواجهة أهل الحق بكل السبل ولا سيما الصحافة العربية التي يفتقد محلليها وصحفييها إلى الموضوعية في نقل الأخبار وناهيك عن الثقافة الإسلامية والعلوم التي تحتاج لها هذه المهنة”. ويتابع العامري نقده لوسائل الإعلام العربية، “كل الجزائريين يعلمون أن الشيعة هم ضحايا المجازر والتقتيل وانتهاك الحرمات فكم من سيارة انفجرت وقتلت العزل من الأبرياء والمستضعفين وكم من مسجد هدم وأحرق فوق رؤوس المصلين الشيعة من الشيوخ والأطفال مما يجعلنا نشعر بالحقد الطائفي الذي ينبع من محللي الفضائيات العربية، وحتى من قاتلوا الأمريكان من أتباع السيد الصدر يسمون (قتلى) وأما من يفجر نفسه لقتل الأبرياء فيدعون بالاستشهاد يين”.
الأمازيغ شيعة دون علمهم
وفي معرض الرد على سؤال لأحد أعضاء شبكة شيعة الجزائر فيما إذا كان المذهب منتشرا بين الأمازيغ، تجيب جزائرية من أصل بربري بوجود أمازيغ اعتنقوا التشيع، “يوجد ولله الحمد أمازيغ شيعة بالجزائر حتى الآن وذلك بفضل الله تعالى وبركة أهل البيت عليهم السلام منهم من يعرف ذلك ويستخدم التقية في تعامله مع من حوله لأن المتشيع بالجزائر يعتبر مرتدا عن دين الله تعالى وحشاه ذلك, ويحارب بشتى الطرق وأسهلها القتل من قبل (الوهابية) الذين يذبّحون الأبرياء باسم الإسلام. وتوضح تلك الفتاة التي أطلقت على نفسها اسم”الجيرواس” أن الأمازيغ بالأصل كانوا شيعة “وكانوا من الأوائل الذين فتحوا بيوتهم وصدورهم للفاطميين وحاربوا معهم جنبا لجنب وكانوا بالصفوف الأولى لا يخافون في ولاء أهل البيت عليهم السلام لومة لائم”. وتذكر “الجيرواس” عدة أمثلة للتأكيد على أمازيغ كانوا يعتنقون المذهب الشيعي، وذلك على حسب قولها: – بعض مناطق الأمازيغ لا يأكلون لحم الأرنب وهم لا يعلمون لماذا ؟!-واللحم محرم عندنا نحن الشيعة- – في عاشوراء يتوقف الأمازيغ عن العمل ويقولون إن العمل في مثل هذا اليوم يجلب النحس وأن ما اكتسبته خلال ذلك اليوم لا بركة فيه. – يذبحون في عاشوراء دجاجا أو طيرا، فالمهم هو إسالة الدم في ذلك اليوم معتبرين أن هذا أمر مباركا دون أن يعلموا أن هذه الدماء رمز للتذكرة بدماء الحسين عليه السلام وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء – عند الأمازيغ لا تجد أحدا اسمه ابوبكر أو عمر أو عائشة الخ.. لكنّك كثيرا ما تجد اسم سيدعلي, وسيد احمد وكلمة سيد لا تجدها في اسماء أخرى عدا اسم علي واسم احمد الذي هو في حد ذاته محمد. – إذا ذكر الأمازيغ اسم فاطمة سلام قالوا * للا فاطمة * أي السيد فاطمة، وإذا ذكروا عائشة لم يدرجو لقب (للا)
التشيع وزواج المتعة
ومن أسباب التشيع عند بعض الجزائريين كما يذكر الباحث فريد مسعودي في إحدى تحقيقاته التي نشرها على موقع “الشهاب”، هو زواج المتعة حيث اكتشف من خلال جلسته مع الشباب الشيعي الجزائري أنه “مدمن” على زواج المتعة فهو يسافر إلى سوريا ومنها إلى جنوب لبنان كلما سمحت له الظروف بذلك، “وأذكر أنه يتحسر دوما ويتأفف حد الأسى كلما عرج على وصف الجمال (اللبناني) الأخاذ، حسب وصفه، ولا أعتقد أنني مضطر بعد هذا للقول أن هذا الهيام الغرائزي “الذي يرى فيه حسين سنة حميدة يؤجر فاعلها” هو سبب تعلق هذا الشخص بهذا المذهب”. ويتابع مسعودي قائلا: “من خلال حسين(اسم الشاب الجزائري) عرفت أن المذهب الآن يشهد ارفع مراحل نموه ( فالإخوة) في قناة المنار (التابعة لحزب الله اللبناني) يبدعون في استقطاب المتعطشين (للجنس المأجور) وحينما سألته عن عدد إخوانه أطلعني أنه لا يمكن حصرهم ببساطة لأنهم كثر وهم حاليا منتشرون عبر كل ولايات الجمهورية أما أهمهم فلقد أكد لي أنه المدعو”محمود” الذي يحظى باحترام كبير في كل الحوزات العلمية في العراق ولبنان وحتى في قم”. أما تاجر الألبسة النسوية فيذكر لفريد مسعودي أن من أحد أسباب تشيعه هم أمانة التجار الشيعة الذين تعامل معهم في سوريا ولبنان، وقد صب جام غضبه – والكلام لمسعودي على “السنة” الحمقى والمتخلفين ذهنيا الذين يسرقون دوما من محل سمير عند أول فرصة ولا يعرفون للعهد معنى مستشهدا ببعض من مواقفه مع التجار الشيعة في دمشق الذين كانوا يعطونه سلعهم دون السؤال عن ثمنها إلى غاية عودته من الجزائر وبيعها.
جماعات إسلامية سودانية تحذر من مخطط كبير وراءه إيران:
قرى بأكملها تشيّعت والحسينيات والزوايا تنتشر في الخرطوم
الخرطوم – النور أحمد النور
أطلقت جماعات اسلامية سودانية حملة مناهضة للفكر الشيعي في البلاد، متهمة طهران بتبني تنظيمات تعتنق المذهب الشيعي، وطالبت الرئيس عمر البشير بإغلاق المستشارية الثقافية الايرانية في الخرطوم وفتح تحقيق فى دخول كتب شيعية وعرضها في معرض الكتاب في العاصمة السودانية اخيراً، علماً ان السلطات سحبت كتباً من الجناح الايراني فيه.
وعقد المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية الذي يضم «جماعة انصار السنة المحمدية» وجماعة «الاخوان المسلمين» و «مجلس الدعوة والطائفة الختمية» وجماعات أخرى، مؤتمراً صحافياً، بمعرفة السلطات، حمل فيه قادة هذه الجماعات على المذهب الشيعي. وقالوا «ان هناك مخططا كبيرا يقوده متشيعون من ورائهم تنظيمات شيعية وجهات اقليمية لنشر الفكر الشيعي في السودان». ووصفوا مفكري الشيعة بـ «الزندقة»، معلنين اتفاقهم على مقاومة ما اسموه «الخطر الشيعي» في السودان، ومشيرين الى انهم «رصدوا تبني اعتناق قرى بأكملها الفكر الشيعي وانتشار مساجد وحسينيات وزوايا وروافد اثني عشرية» في الخرطوم.
وطالب قادة الجماعات الاسلامية بالإغلاق الفوري للمستشارية الثقافية الإيرانية فى الخرطوم، وفتح تحقيق عاجل في دخول كتب المذهب الشيعي الى معرض الخرطوم الدولي للكتاب ورأوا انها تحتوى على عبارات «تسيء الى الصحابة والعقيدة الاسلامية».
ودعا المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية، في بيان وزعه خلال المؤتمر الصحافي الى «تضافر جهود المسلمين لمواجهة المذاهب الهدامة والعمل على وحدة الأمة وجمع كلمتها». وجاء في البيان «أن الشيعة لا يسمحون بنشر مذهب أهل السنة في بلادهم»، وأن «كتب الرافضة المعروضة في الخرطوم حرّفت القرآن ووصفت أبوبكر الصديق وعمر رضي الله عنهما بأوصاف غير لائقة».
وانتقد مراقب «الإخوان المسلمين» صادق عبدالله عبدالماجد دخول كتب الشيعة الى البلاد. وقال «إن دخولها يعني غياب الرقابة». وقال رئيس «جماعة أنصار السنة المحمدية (الإصلاح) أبو زيد محمد حمزة إن السفارة الإيرانية فى الخرطوم «تستقطب شباب ورجال السودان وتعلمهم المذهب الشيعي»، محمّلا «الحكومة المسؤولية عن ممارسات الجماعة الشيعية».
ونفى الامين العام لـ «مجلس الدعوة الإسلامية» ممثل الطائفة الختمية عمر حضرة علاقة الشيعة بالتصوف. وقال: «إنه يجب على الدولة أن تمنع أي حصانة ديبلوماسية تسمح بدخول كتب الشيعة». واعتبر الامين العام للمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية ياسر عثمان «أن إمكانات المد الشيعي كبيرة… وإيران التي تشابه في إمكاناتها الدول العظمى تقف وراء هذا المد».
وكانت السلطات سحبت كتباً من الجناح الايراني في معرض الخرطوم الدولي للكتاب اخيراً بعد ما هدد شباب بحرقه، بذريعة انه يعرض كتبا تحمل الفكر الشيعي اعتبروها مسيئة للصحابة والاسلام.
(المصدر: صحيفة “الحياة” الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)
تقرير سعودي: ايران انشأت دولة شيعية ضمن الدولة في العراق
محللون: حرب مخابراتية بين أجهزة عراقية مدعومة من السعودية وفرقة خاصة من الحرس الثوري
واشنطن ـ يو بي آي: زعم تقرير امني سعودي نشرته صحيفة واشنطن تايمز امس ان ايران انشأت دولة شيعية فعالة ضمن الدولة في العراق، وتتحدّي العراقيين السنّة والدول السنية المجاورة علي السواء.
واشار التقرير الي ان القوات العسكرية الايرانية تزوّد الميليشيات الشيعية في العراق بالاسلحة وتعمل علي تدريبها، وان الجمعيات الخيرية الايرانية تغدق الاموال علي المستشفيات والمدارس، وان طهران تنشط في دعم السياسيين العراقيين المريدين للجمهورية الاسلامية في ايران.
وجاء في التقرير، الذي وضعته لجنة مشروع التقييم الامني القومي السعودي، وهي مجموعة استشارية تتخذ من العاصمة السعودية، الرياض، مقراً لها، حيث فشل الامريكيون، تقدّم الايرانيون .
ووضعت اللجنة، التي حصلت علي تفويض من الحكومة السعودية لتزويدها بالتقييمات الامنية والاستخبارية، تقريرها في آذار/مارس الماضي غير انه لم يتم توزيعه علناً.
ويشير التقرير، استناداً الي مقابلات مع مسؤولين عسكريين واستخباريين في العراق والدول المجاورة الي ان عدد المتمردين السنّة في العراق يصل الي حوالي 77 الف عنصر في حين ان قوات الميليشيات الشيعية يبلغ عددها حوالي 35 الف عنصر.
واستناداً الي التقرير، فان ايران تخترق العراق من خلال قوات القدس وهي الفرقة الخاصة من الحرس الثوري الايراني المتخصصة في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية خلال الصراعات الحربية غير التقليدية.
وقال كبير المحللين الدفاعيين في مؤسسة (راند) في واشنطن اد اوكونيل ان الاستخبارات الايرانية كانت تحاول مواجهة شبكة التجسس السابقة المذهلة لـ الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين المعروفة باسم المخابرات .
واضاف اوكونيل انه خلال عهد صدام كان من بين كل ستة عراقيين راشدين تقريباً، مخبر مدفوع او غير مدفوع، وهي الشبكة التي لم تختف مع وصول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال القصة الحقيقية في العراق هي هذه الحرب غير التقليدية التي تدور تحت الارض بين جهاز المخابرات القديم الذي قد يتحوّل علناً الي جهاز بتفويض سعودي، ودائرة قوات القدس الخاصة للاستخبارات ومكافحة الاستخبارات .
واشرف علي التقرير الامني السعودي نواف العبيد الذي فصل مؤخراً من عمله، بعدما نشر في صحيفة واشنطن بوست مقالا حذر فيه من ان المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الايدي والسماح للعراقيين الشيعة بتدمير السكان السنة في العراق.
ويقول الديبلوماسيون في واشنطن والمحللون ان فصل العبيد من وظيفته كان قراراً اكثر حفظاً لماء الوجه من كونه قراراً عقابياً.
ويزعم التقرير ان ما تستخدمه ايران لتقوية نفوذها في العراق تضمن شبكة واسعة من المخبرين والدعم العسكري واللوجيستي للمجموعات المسلحة وحملات المساعدات الاجتماعية.
ويضيف التقرير ان طهران سعت للتأثير علي المسيرة السياسية في العراق من خلال اعطاء الدعم الي المجموعات المختلفة وخاصة الي المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق، اكبر الاحزاب الشيعية العراقية، الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم .
ويقول المحللون ان بعض المواطنين السعوديين يقومون بجمع التبرعات لصالح المتمردين السنّة.
وقالت ايزوبيل كولمان كبيرة الزملاء في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن لقد سمعتهم يقولون انه ليس من الصعب جمع بضعة مئات الآلاف من الدولارات وارسالها الي المتمردين عبر الحدود .
وعلي الرغم من مزاعم الحكيم بان قوات بدر ـ الجناح العسكري للحزب المدعومة من ايران ـ قد سلّمت اسلحتها، الا ان بعض عناصر هذه القوات ما يزالون يظهرون مدججين بالسلاح في شوارع بغداد.
ويشير التقرير الامني السعودي الي ان قوات بدر ما تزال مؤلفة من حوالي 25 الف عنصر، وان المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق يحظي بدعم حوالي 3 ملايين مناصر.
ويضيف التقرير ان جيش المهدي الذي يقوده رجل الدين الشيعي المناهض لامريكا السيد مقتدي الصدر مؤلف من حوالي 10 آلاف عنصر ويحظي بدعم حوالي 1.5 مليون مناصر.
وجاء في التقرير ان كلا من هذين التنظيمين ممتن لايران بطريقة او بأخري، وله علاقات باجهزة الاستخبارات والامن الايرانية. وان المعلومات الاستخبارية الحديثة تشير الي ان ضباط المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق يعملون في بعض الميليشيات الشيعية العراقية ووحدات الجيش وقوات الشرطة العراقية فعلياً .
واعترف المسؤولون الامريكيون بان الميليشيات الشيعية اخترقت قوات الشرطة، لكنهم لم يعلنوا صراحة ان هناك تدخلاً ايرانياً مباشراً في الاجهزة الامنية العراقية.
وحذر كولمن من ان التقرير، وعلي الرغم من عدم دقته بالضرورة، الا انه ليس منحازاً.
وقال انه يدق جرس الانذار بالنسبة الي الايرانيين، وصاغه العبيد بطريقة غير منحازة. ليس ان التقرير غير صحيح، بل انه غير منحاز .
وكتب العبيد في مقدمة التقرير، الذي جاء في اربعين صفحة، انه كان نتاج عمل استمر خمسة اشهر في العراق والدول المجاورة وخلاصة مقابلات مع مسؤولين عسكريين واستخباريين حاليين في المنطقة.
وجاء في التقرير ان لعناصر الشرطة العاديين وضباط الجيش العراقي ولاء اقوي لقوات بدر او جيش المهدي مما هو لوحداتهم الخاصة ، مضيفاً ان تنظيم بدر هو الآلية الرئيسية التي تستخدمها ايران لتحقيق اهدافها العسكرية والامنية والاستخبارية .
ويوفر التقرير معلومات تفصيلية عن حركة التمرد السنيّة.
ويذكر نقلاً عن قادة القبائل العراقية ان حركة التمرّد يقودها بشكل رئيسي قادة عسكريون سابقون وكبار الضباط في نظام البعث السابق، مضيفاً ان مجموعة صغيرة فقط من المتمردين تقودهم العصبية الدينية ومن بينهم مقاتلون اجانب. ومن بين الناشطين الفعليين الـ77 الفاً في حركة التمرد، 17 الفاً من الجهاديين، بينهم حوالي 5 آلاف مجاهد من شمال افريقيا والسودان واليمن ومصر والمملكة العربية السعودية.
اما الـ60 الفاً الباقون، فهم من الجيش العراقي السابق او قوات الفدائيين التي انشأها صدام حسين.
ويضيف التقرير ان الضباط الذين يقودون التمرّد لديهم منشآت ومراكز قيادة في سورية، الي جانب قواعد في مراكز استراتيجية يشكّل فيها السنة غالبية السكان .
ونظراً الي العلاقات القبائلية والعائلية والدينية القديمة بين السنّة العراقيين والمملكة العربية السعودية، يختم التقرير بان المملكة السعودية تشعر بمسؤولية خاصة لضمان استمرارية رفاهية وامن السنة في العراق .
ووجّه التقرير اقتراحات الي الحكومة السعودية من بينها استراتيجية شاملة تتضمن عناصر علنية واخري سرية للتعامل مع اسوأ السيناريوهات الممكنة في حال نشوب حرب اهلية واسعة النطاق في العراق.
كما يدعو التقرير الحكومة السعودية الي ابلاغ الولايات المتحدة بهذا التقييم، والايضاح بشكل لا لبس فيه انه في حال لم تتوقف العمليات الايرانية السرية في العراق، فان القيادة السعودية سوف تواجهها.
كما تضمنت الاقتراحات توجيه الحكومة السعودية دعوة الي اعلي مرجع شيعي في العراق، آية الله السيد علي السيستاني، لطمأنة الشيعة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 ديسمبر 2006)