الثلاثاء، 14 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2094 du 14.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


هيئة 18 أكتوبر بباريس: وحدة عمل من أجل الإنتقال الدّيمقراطي في تونس

عريضة مساندة إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان

قدس برس:  سلطات الأمن الليبية ستفرج عن 131 معتقلا غدا الأربعاء

الحياة : 60 في المئة من الخريجين في المغرب العربي عاطلون عن العمل لعجز الأسواق عن استيعابهم

مضحكات مبكيات كاشف الغطاء المعري

عبدالحميد العدّاسي : هل وقع استفزازنا بالفعل؟!

فاضل السّالك: مشاهد من مدينة الصمت

د.أحمد القديدي: شهادة ميلتن فريدمان على مخاطر العصر الراهن

مرسل الكسيبي: الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعيد فوز حماس

الهادي بريك:  الهجرة رغم سريتها مشروع جسم المشاركة والتعاضد

الصباح: الشيخ كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية « إن شانئك هوّ الأبتر »

الشروق: الرسوم المسيئة للرسول الكريم: مناورة من يقف وراءها

الصباح: تونس نموذج رائد في مقاومة الارهــاب والتطــرف

القدس العربي: الحلف الاطلسي يشيد بدور الجزائر في مكافحة الارهاب

الحياة: رامسفيلد: لا حظوظ لـ «القاعدة» في شمال افريقيا

إسلام أون لاين: فايننشال تايمز: بوش يتراجع عن دمقرطة العرب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

هيئة 18 أكتوبر بباريس من أجل الحقوق و الحرّيّات في تونس بيان  

وحدة عمل من أجل الإنتقال الدّيمقراطي في تونس

نعلن اليوم للعموم صدور الأرضيّة السّياسيّة المؤسّسة في باريس لإطار عمل مشترك هو « هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحرّيّات في تونس ». إنّ هدف هذا الإطار هو المساهمة في توفير شروط التّغيير الدّيمقراطي في تونس بارتباط مع « هيئة 18 أكتوبر » في تونس و مع اللّجان الجّهويّة و كلّ المبادرات المعبّرة عن تطلّعات شبيهة.   تضمّ الهيئة أهمّ أحزاب المعارضة التّونسيّة الممثّلة في باريس ( المؤتمر من أجل الجّمهوريّة ؛ حركة النّهضة ؛ حزب العمّال الشّيوعي التّونسي ؛ التّكتّل الدّيمقراطي من أجل العمل و الحرّيّات ؛ الوحدويّون النّاصريّون) و أهمّ الجّمعيّات المدافعة عن حقوق الإنسان في تونس (جمعيّة عائلات و أقرباء السّجناء السّياسيّين ؛ لجنة الدّفاع عن الحرّيّات و حقوق الإنسان في تونس ؛ التّضامن التّونسي ؛ المجلس الوطني للحرّيّات في تونس ؛ صوت حرّ ) بالإضافة لعدد من الوجوه المستقلّة النّاشطة داخل الجالية المهاجرة و المهجّرة التّونسيّة.   تحدّد الأرضيّة النّقاط المشتركة الّتي تلتزم بها مكوّنات الهيئة، و هي منظّمات و أفراد يحملون توجّهات فكريّة و حساسيّات سياسيّة مختلفة بل متضاربة أحيانا (إشتراكيّة ديمقراطيّة ؛ يسار شيوعي ؛ إسلام سياسي ؛ قوميّة عربيّة…). هكذا ترسم المعالم المبدئيّة الّتي تسمح بالتقاء مكوّنات الهيئة حول مقاومة الدّيكتاتوريّة و توفير شروط الإنتقال الدّيمقراطي.   إنّ تأسيس الهيئة و صياغة أرضيّتها و تحديد محاور برنامجها النّضالي هي نتاجا لحوار متواصل منذ بضعة أشهر بشكل شفّاف و ديمقراطيّ، و يبقى الإطار مفتوحا لكلّ من تبنّى مبادئ أرضيّتها من أفراد و منظّمات.   الوثائق المضافة الوثيقة المضافة رقم 1 – أرضيّة العمل المشترك و آليّات العمل و أوّل الممضين باللّغة العربيّة الوثيقة المضافة رقم 2 – أرضيّة العمل المشترك و آليّات العمل و أوّل الممضين باللّغة الفرنسيّة الوثيقة المضافة رقم 3 – أعضاء هيئة التّنسيق باللّغة العربيّة الوثيقة المضافة رقم 4 – أعضاء هيئة التّنسيق باللّغة الفرنسيّة   هيئة 18 أكتوبر بباريس من أجل الحقوق و الحرّيّات في تونس يوم الإثنين 13 فيفري 2006- ——————————————————————————————-

تــونـس

… دفاعا عن حقوق المجتمع…

أرضيّة للعمل السّياسي المشترك

 

 

هيئة 18 أكتوبر بباريس

للحقوق و الحرّيّات في تونس

 

-1-

 

إننا نفهم الحركية التي انطلقت في 18 أكتوبر 2005 كتواصل لمعارك شعبنا في تونس من اجل العدالة والحرية المتتالية خلال العشريات الماضية. ونساندها على أنّها مرحلة من مراحل النضالات الديمقراطية والاجتماعية والنقابية والسياسية والجمعوية التي خاضتها الحركة العمالية والطلابية والتلمذية والنسائية وحركات المساجين السياسيين وعائلاتهم والمعطلين عن العمل والفنانين والمثقفين والهيئات المهنية (من محامين وقضاة وصحافيين) ونضالات المدافعين عن حقوق الإنسان وحركات الجاليات المهاجرة والمهجّرة .

وبهذا المعنى فان مبادرة 18 أكتوبر والحراك الذي احتضنها وتلاها هي، دون أي إقصاء أو أسبقية، ملك لكل التونسيات والتونسيين المؤمنين بضرورة القطع مع الوضع الحالي باتجاه انتقال ديمقراطي فعلي، و السّاعين لتوفير شروطه.

 

-2-

نرى أهمية مبادرة 18 أكتوبر في اتّفاق ثلّة من ممثلي الأحزاب السّياسية والجمعيات من مختلف الاتجاهات وعدد من الأفراد ذوي الحساسيات المتباينة على ضرورة القطع الديمقراطي الفعلي مع الدكتاتورية. و في إبداء عزمهم، بناءا على تلك الضّرورة، على تجميع قواهم حول مطالب مشتركة في عمل نضاليّ من شأنه أن يؤثر على ميزان القوى السّياسي لكي يفرض أهدافه.

تكمن أهمّيّة المبادرة كذلك في مدى المساندة الّتي حضيت بها و الّتي بلغت كل الجهات في تونس وفي مواطن الهجرة التونسيّة، إضافة لامتداد صداها لكافةالأوساط السياسية والنقابية والجمعويّة، بل لتجاوزه تلك الأوساط نافذا لما هو أوسع من دوائرالمناضالين.

وتكمن في كون توجهها التّجميعي الواسع يرافقه همّ الوضوح و الشّفافية في تبيان مبادئ وضوابط نشاطها وأسس العلاقات السياسية الّتي تسعى لإرساءها، ذلك إضافة لمطالبها الثّلاث الأوّلية.

 

-3-

إن المطالب المرفوعة من قبل المضربين عن الطعام هي أهداف لازمة لا غنى عنها تشكل إجماعا صُلب القوى المعارضة للدكتاتورية :

– ضمان حرية التنظم الحزبي والجمعوي.

– ضمان حرية التعبير والإعلام.

– إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام.

الإضافة النوعية لمبادرة 18 أكتوبر هي في سعيها لتجاوز التّنديد والاحتجاج نحو إعداد القدرة السياسية الفعلية على فرض هذه الأهداف.

حتّى يتسنّى حشد هذه القدرة السّياسية، يجب على العمل النضالي أن يوفر شروط تجذره الشعبي. وحتى يكون كاسب للمصداقية اللازمة يتوجب عليه أن يعرض بوضوح قواعد عمله ومبادئه و عناصر الإجماع في صلبه.

 

-4-

إن المطالب التي تم طرحها خلال إضراب 18 اكتوبر عن الطعام تعدّ ضمن ألحّ الضرورات، و تحقيقها من أحوج المهام المطلوبة منّا. حتّى نكون في مستوى ذات روح المبادرة علينا أن نتقدم بالمزيد من الخطوات.

لذا، فإنّا ننوي وضع ضمن أولويّاتنا إطلاق الأنشطة و النقاشات على أوسع نطاق من أجل بلورة الإطار اسياسي و الفكري و البرنامجي للإلتقاء في سبيل مقاومة الدكتاتورية والدفاع عن حقوق المجتمع .

الأهداف التالية تمثل جزءا من المستحقات الدنيا للخروج من النّهج الإستبدادي، هي منذ الحين موضع اتفاق بيننا، نضيفها إلى المطالب الثلاثة الأولى .

– ضمان حق عودة اللاجئين السياسيين والمهجرين

– مكافحة الفساد ومقاضاة الأشخاص والهيئات المتورطة فيه.

– ضمان استقلالية القضاء وحياد الإدارة .

– ضمان احترام حقوق كافة السّجناء و ممارسة مراقبة فعليّة على ظروف الإعتقال في السجون التونسية، إلغاء كل أشكال التعذيب وسوء المعاملة وملاحقة المسئولين عن الانتهاكات .

 

-5-

إضافة للأهداف التي تتبناها فان وحدة عمل سياسي تحتاج إلى تامين اللحمة والثقة بين مكوناتها، هذا يقتضي منها الإلتزام الواضح بحد أدنى من المبادئ الأساسية. هذا من باب آخر، لازم لضمان مصداقية التقاء يجمع مكوّنات ذات الإتجاهات و البرامج المختلفة بل المتناقضة أحيانا.

المبادئ الثلاثة التالية هي ما يظبط الإطار الأوّلي لنشاطنا :

مبدأ المساواة. المساواة الفعلية والتامة بين جميع المواطنين دون تمييز على أساس الأصل الاجتماعي أو الجنسي أو التوجه الثقافي أو الوجودي.

مبدأ الاستقلال الوطني. سيادة البلاد الوطنية لا تنفصل عن حرية وكرامة مواطنيها، و يمر الانفتاح الضروري على العالم والتعاون المتكافئ مع سائر الدول و الشعوب عبر رفض إخضاع خيارات الشعب لأي شكل من أشكال الإجبار أو لضغوط قوى خارجية. بشكل أخص، فان رفض كل أشكال الهيمنة الاستعمارية والاعتداء والاحتلال، وإقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها و في مقاومة الاحتلال هما شرطان غيابهما يجعل كل خطاب وادّعاء ديمقراطي لاغ.

مبدأ رفض العنف كوسيلة لفض الخلافات السياسية والايديولجية ورفض عنف الدولة كوسيلة لفض النزاعات الاجتماعية والسياسية وضمان السلامة الجسدية للأفراد.

 

-6-

يعيش ما يقارب 10 في المائة من شعبنا خارج حدود الوطن. المهاجرون واللاجئون التونسيون، مهما كانت وضعياتهم الإدارية أو الاقتصادية، يساهمون بقسط هام في حياة البلاد و تطورها. هم جزء لا يتجزأ من المجتمع التونسي يمثّل نشاطه الاقتصادي مساهمة هامّة في الثروة الوطنية وتعدّ تعبيراتهم الثقافية والسياسية عناصر فاعلة في التطور السياسي والثقافي التونسي.

يجب الإقرار إذا بأن مساهمة المهاجرين و المهجّرين في مسار انعتاق المجتمع التونسي لا يندرج في باب المساندة والتضامن فحسب بل هو مشاركة كاملة و فعلية بما يفترضه ذلك من حقوق وواجبات.

.يجب كذلك الإقرار بأن المعانات التي يعيشها المهاجرون واللاجئون (مأساة المهاجرين السريين الذين يفرون من البؤس ويواجهون الأخطار و أشكال القمع و التعسف البوليسي، حالة المقيمين بالمهجر المعرضين للتمييز العنصري والمكافحين من اجل حقوقهم، التهجير القصرى للاجئين السياسيين وما تعانيه عائلاتهم من عقوبات جماعية) هي جزء من المأساة التونسية ولا يمكن لأي مسار تحرري أن يتجاهلها.

 

-7-

إنّ ما يجمعنا اليوم هو عزمنا على أن نكون في مستوى وعي يحمله العدد الأوسع من التّونسيّات و التّونسيّين، هو الوعي بأنّ الحال الّذي آل إليه النّظام القائم في البلاد قد تجاوز ما يمكن احتماله، و الوعي بالخطر الّذي يمثّله تواصل الدّكتاتوريّة و من ثمّة بضرورة الإسراع في القطع معها.

إنّ الهدف الّذي نطرحه على أنفسنا و الّذي نتعهّد بالعمل من أجله هو المساهمة في توفير شروط بروز قوى ديمقراطيّة و شعبيّة قادرة على فرض هذه القطيعة و على فتح إمكان تجاوزالوضع القائم نحو غد أفضل، عسى أن نفنّد نهائيا الطرح الزاعم بأن التطلع الديمقراطي يتناقض و الفضاء العربي الإسلامي الذي ينتمي له الشعب التونسي بوجه كامل.

 

-8-

إنّ ما يتوجّب علينا القطع معه هو نظام إستبدادي سماته —المشتدّة حدّة بمرور الزّمن— هي التّالية :

–    الإستفراد بالسّلطة و خصخصة مؤسّساتها ؛

–    مصادرة حقّ الشّعب في تحديد خياراته السّياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و الثّقافيّة، و في تقرير التّوجّهات المحدّدة لمصيره ؛

–    نكران حقّ الأفراد في التّمتّع بالمستلزمات الأساسيّة للعيش الكريم، و في التّعبير الحرّ عن قناعااتهم السّياسيّة و الفكريّة و في التّنظّم و النّشاط على أساسها ؛

–    عسكرة كل الفضاءات العامّة و الخاصّة والجنوح إلى القمع والمحاكمات السياسية والسجن والعنف والتعذيب المادي والمعنوي كأسلوب منهجي في إدارة المجتمع ؛

–    تعميم العلاقات الإقتصاديّة القائمة على النّهب و الفساد و الرّشوة و تفكيك الأملاك و الخدمات العامّة و التّفويت في القطاعات الأكثر ربحيّة في الإقتصاد الوطني.

-9-

إن ممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات والأفراد الممضين أسفله يعلنون اليوم الخميس 2 فيفري 2006 عن تأسيس لجنة 18 أكتوبر كهيكل قار للعمل والتنسيق وهو مفتوح لكل التونسيات والتونسيين المقيمين بالمهجر و الموافقين على هذه المبادئ.

تتعهد الهيئة بمهمة تنظيم الأنشطة والنقاشات والاتصال والتنسيق للمبادرات في علاقة بالأهداف المحدَّدة في هذا النص.

الجلسة العامة هي الإطار التقريري المحدد للتوجهات والخيارات السياسية وهي مفتوحة لكل المنخرطين كما أنها تحدد الآليات العامة و ضوابط العمل .

يتموقع تجمعنا في امتداد مبادرة 18 أكتوبر 2005 وهو يقيم علاقة شراكة مع هيئة 18اكتوبر بتونس مع محافضته على استقلاليته وهو يهدف إلى أن يكون شريكا لكل المبادرات ولكل التحركات السياسية والاجتماعية والثقافية في فرنسا والخارج التي تتماشى والأهداف والمبادئ المبينة في هذه الأرضية.

——————————————————

الممضون على الأرضية :

1- أحمد عمري

2- ألفة لملوم

3- أمية الصديق

4- اياد الدهماني (الوحدويون الناصريون)

5- براهيم بن جيلاني

6- بشير عبيد

7- بشير الظاهري

8- جلال بوراوي

9- حسين الباردي

10- حسين الجزيري (حركة النهضة)

11- خميس قسيلة

12- رشيد الطرابلسي

13- رياض بالطيب

14- رياض حجلاوي

15- زهير العيساوي

16- سفيان المخلوفي

17- سليم بن حميدان

18- سيف بن سالم

19- شكري الحمروني (المؤتمر من أجل الجمهورية)

20- صالح التقاز (صوت حر)

21- صدري خياري

22- طارق بن هيبة

23- طاهر العبيدي

24- عادل ثابت (حزب العمال الشيوعي التونسي)

25- عادل عفلوق

26- عبد الرزاق كيتار

27- عبد الستار الباجي

28- عبد الكريم محجوبي

29- عبد الوهاب الهمامي

30- عدنان بن يوسف

31- عفيفة مخلوفي

32- علي التليلي

33- عماد الدايمي

34- عماري قناوي

35- فاطمة بوعميد

36- فتحي الناعس (التضامن التونسي)

37- فتحي بلحاج

38- فتحي عبد الباقي ( لجنة عائلات وأقارب المساجين السياسيين)

39- قيس الدغري

40- قيس الرياحي

41- كريم عزوز

42- كمال الجندوبي ( االلجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الانسان بتونس)

43- كمال الفحل

44- لطفي الهمامي

45- مصطفى عمايدي

46- محسن بلطي

47- محسن الشابي

48- محمد بحر

49- محمد بن سالم

50- محمد بن سعيد

51- منجي خلفت

52- منصف قدوار

53- مهدي الشابي

54- ناجح الشعري

55- نور الدين بن تيشة (المجلس الوطني للحريات)

56- الهادي الجيلاني (التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات بتونس)

57- هادي يحمد

 

————————————————————————————————————————————–

مبادئ تنظيمية عامة لهيئة 18 اكتوبر بباريس

 

 إن هيئة 18 اكتوبر بباريس اطار نضالي من أجل الحريات والحقوق وفضاء للتفكير والحوار حول شروط الانتقال الديموقراطي في تونس. ان هذا الفضاء يجمع أحزابا سياسية وجمعيات و شخصيات مستقلة من توجهات فكرية وحساسيات متعددة يناضلون من أجل حرية التعبير والصحافة وحرية التنظم الحزبي والجمعوي ومن أجل اطلاق سراح المساجين السياسيين ومساجين الرأي ومن أجل سن قانون العفو التشريعي العام.

إن الهيئة فضاء للالتقاء، يبقى مفتوحا لكل المناضلين ولكل المنظمات الحزبية والجمعوية التي تتبنى أرضيتها التأسيسية. إن الهيئة تعتمد  في أسلوب عملها على  الشفافية والعمل الجماعي والبحث عن الوفاق.

إن هيئة 18 اكتوبر بباريس تطمح لتطوير علاقات تنسيق و تكامل مع كل المبادرات المماثلة في المهجر وتسعى إلى بناء علاقات تعاون وثيقة مع هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات بتونس ومع الهيئات الجهوية.

 

الجلسة العامة :

هي الاطار ذي المرجعية وساحة للحوار والالتزام مفتوحة لكل المناضلات والمناضلين. إن الجلسة العامة تتمتع بسلطة القرار والتوجيه وفي اطارها يتم صياغة ونقاش الخطوط العامة للبرامج والمبادرات الكبرى.

تجتمع الجلسة العامة كل ثلاثة أشهر وكلما اقتضت الضرورة ذلك.

 

هيئة التنسيق :

تنبثق عن الجلسة العامة وتتكون من أعضاء يمثلون مختلف الاتجاهات داخل الهيئة، ودورها تنفيذ القرارات وبلورة التوجهات العامة الصادرة عن الجلسة العامة .

إن هيئة التنسيق تدير عمليا النشاط وهي مدعوة لتجديد أعضاءها كل سنة ومكلفة بالتصرف في الشؤون المالية وتوفير حد أدنى من السكريتاريا الادارية.

إن هيئة التنسيق بامكانها تكليف أحد أعضائها بهمة منسق يكون دوره تنظيم العمل وضمان الاتصال مع الجلسة العامة وتتكلف بتحديد صلاحياته كما تأخذ على عاتقها تنشيط فضاء الحوار بالاعتماد على مجموعات عمل مفتوحة على اعضاء الجلسة العامة وغيرهم. 

 

التمويل :

تتكون ميزانية الهيئة من مساهمات منتسبيها، والأحزاب والجمعيات  المكونة لها. يساهم الأفراد بمعلوم أقله 5 يورو يتم جمعه مع انعقاد الجلسة العامة. الهيئة تقبل التبرعات طالما كان ذلك في اطار الشفافية وبما لا يمس  استقلاليتها.

 

—————————————————————

هيئة 18 اكتوبر بباريس

للحقوق والحريات في تونس

أعضاء هيئة التنسيق (حسب الترتيب الأبجدي)

ممثلو الأحزاب السياسية :

إياد الدهماني (الوحدويون الناصريون) – حسين الجزيري (حركة النهضة) – شكري الحمروني (المؤتمر من أجل الجمهورية) – عادل ثابت (حزب العمال الشيوعي التونسي) – الهادي الجيلاني (التكتل من أجل العمل والحريات).

ممثلو الجمعيات :

 صالح التقاز (صوت حر) – فتحي الناعس (التضامن التونسي)  – فتحي عبد الباقي ( لجنة عائلات وأقارب المساجين السياسيين) – كمال الجندوبي ( االلجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الانسان بتونس) –  نور الدين بن تيشة (المجلس الوطني للحريات)

أعضاء بصفة شخصية :

أمية الصديق – خميس قسيلة – طارق بن هيبة – طاهر العبيدي – سفيان المخلوفي – عبد الوهاب الهاني – فاطمة بوعميد – لطفي الهمامي

 

عريضة مساندة إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان

– الجزء الثاني-

 

نحن النقابيين الممضين أسفله, وبعد تسجيلنا الإعتداء الهمجي على المعلمين وممثليهم النقابيين المعتصمين بالإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان يوم الخميس 2 فيفري 2006 وتعنيفهم وتفريقهم بالقوة من قبل قوات البوليس ,

وتبعا للنجاح الباهر للإضراب الجهوي الإحتجاجي الذي شنّه المعلمون بالقيروان يوم الإثنين 6 فيفري 2006 دفاعا عن الكرامة وعن الحق النقابي وتصدّيا لقوّات القمع البوليسية المعتدية:

أوّلا: نندّد بشدّة بتلك الإعتداءات الخطيرة المتكرّرة التي تستهدف الحريات النقابية وكرامة المربين والتي تأتي مواصلة للإعتداءات التي طالت بالخصوص المعلمين بسيدي بوزيد وقفصة في 5 أكتوبر 2005 وقبلهم أساتذة التعليم الثانوي في 3 جوان 2003 …

ثانيا: نعتبر ذلك حلقة جديدة ضمن الهجمة التي تمعن السلطة في مواصلة شنّها ضدّ الحركة النقابية المناضلة ومختلف فصائل الحركة الشعبية وكلّ المنظمات المهنية والحقوقية المستقلة ومن ضمنها منع نشاط رابطة حقوق الإنسان وتنصيب هيئة على رأس جمعية القضاة ومنع عديد القوى من حقها في النشاط السياسي والجمعياتي والتضييق على النشاط الشبابي الطلابي.

ثالثا: نكبر عاليا الإضراب الناجح الذي شنّه المعلمون بالقيروان يوم 6 فيفري 2006 كخطوة نضالية راقية للردّ على تلك الإنتهاكات المشينة.

رابعا: نعبّر عن مساندتنا المطلقة للمعلّمين وعن تضامننا معهم في نضالاتهم المشروعة من أجل حقوقهم ودفاعا عن كرامتهم.

خامسا: ننبّه من خطورة النهج الرامي لتكريس سياسة القمع وتعميمها ضدّ الحركة النقابية العماليّة والشعبية ومحاولات تدجينها.

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل وطنيا مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

 

العدد

الإسم واللقب

الصفة

38

فوزي الجلالي

نقابي قاعدي-الصحة-

39

عبد الرزاق بن يونس

عضو نقابة مستشفى الهادي شاكر يصفاقس

40

البشير الغالي

عضو الفرع الجامعي للبنوك بصفاقس

41

محمد الفقي

نقابي أستاذ تعليم ثانوي

42

ماهر الجراية

نقابي أستاذ تعليم ثانوي

43

عبد الرزاق المكشر

كاتب عام الإتحاد المحلي الشابة وملولش

44

جلول زين الفال

نقابي تعليم ثانوي

45

محمد القرقوري

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس

46

محمد فليس

كاتب عام النيابة النقابية لشركة سوكويل بصفاقس

47

سالم قطاطة

نقابي تعليم أساسي بصفاقس

48

فتحي التليلي

نقابي تعليم أساسي بصفاقس

49

حسن العايدي

تعليم أساسي

50

عماد التريكي

تعليم أساسي

51

منعم النوري

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل شاكر

52

عبد القادر المكور

تعليم أساسي

53

الحسين لطيف

تعليم أساسي

54

منجي عز الدين

تعليم أساسي

55

نور الدين السعداوي

تعليم أساسي

56

روضة بن غزية

تعليم أساسي

57

فائزة الشعري

تعليم أساسي

58

سميرة وناس

تعليم أساسي

59

سلوى الزيادي

تعليم أساسي

60

منيرة بوكر

تعليم أساسي

61

محمد كانون

تعليم أساسي

62

نعمان الوكيل

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بصفاقس الجنوبية

63

عدنان المطيبع

تعليم أساسي

64

رضوان البهلول

تعليم أساسي

65

عز الدين قطاطة

تعليم أساسي

66

محمد المعالج

تعليم أساسي

67

جمال بن عطوش

تعليم أساسي

68

ريم بن سالم

تعليم أساسي

69

مراد الغربي

تعليم أساسي

70

رضوان قديش

تعليم أساسي

71

علي الفريخة

تعليم أساسي

72

الهادي السلامي

تعليم أساسي

73

منيرة المسدي

تعليم أساسي

74

نجوى بوخريص

تعليم أساسي

75

راضية الحبيب

تعليم أساسي

76

ليلى جراد

تعليم أساسي

77

مفيدة العش

تعليم أساسي

78

محمد التريكي

تعليم أساسي

79

محاسن عمار

تعليم أساسي

80

حسين لطيّف

تعليم أساسي

81

محمد المصمودي

تعليم أساسي

82

منجي الحمروني

تعليم أساسي

83

لطفي التونسي

تعليم أساسي

84

محمد العش

تعليم أساسي

85

المنجي عبد الهادي

تعليم أساسي

86

رابح واردة

عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس

87

لمياء الجرو عمار

تعليم أساسي

88

سهام ساسي

عضوة النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت

89

محمد بن عالية

تعليم أساسي

90

محمد لزهر السويسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بطينة

91

محمد الهادي سويسي

تعليم أساسي

92

أحمد شعبان

تعليم أساسي

93

المنصف بنحامد

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الدائر

94

محمد الهادي الكحولي

تعليم أساسي

95

فؤاد البريني

تعليم أساسي

96

رشدي الشريف

تعليم أساسي

97

مقداد الشيخ

تعليم أساسي

98

أنيس دمق

تعليم أساسي

99

مالك شورى

تعليم أساسي

100

حسن العايدي

تعليم أساسي

101

الحبيب بوعوني

تعليم أساسي

102

رشيد قاسم

تعليم أساسي

103

رضا عبد الناظر

تعليم أساسي

104

أنور الحسيني

تعليم أساسي

105

محمد بن الكحلة

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بطينة

106

مصطفى العقربي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة

107

ابراهيم بن الحاج

تعليم أساسي

108

عادل قاسم

تعليم أساسي

109

محمد خريفش

تعليم أساسي

110

محمد علي الغول

تعليم أساسي

111

لسعد عبد الهادي

تعليم أساسي

112

وحيد عبد الناظر

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالعامرة

113

عبد القادر المسعدي

تعليم أساسي

114

علي جابر

تعليم أساسي

115

محمد ذويب

تعليم أساسي

116

محمد بن حامد

تعليم أساسي

117

خميس ساسي

تربية بدنية

118

سعيد باش حانبه

نقابي تعليم ثانوي

119

سامي المهيري

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الزيت

120

أحمد بن أحمد

نقابي

121

علي عبد المقصود

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بصفاقس المدينة

122

عبد الرؤوف بن شعبان

نقابي تعليم ثانوي

123

سالم المتهني

نقابي تعليم ثانوي

124

نبيل بوشحيمة

نقابي تعليم ثانوي

125

محمد علي دمق

نقابي تعليم ثانوي

126

عبد الله بن سعد

إطار نقابي الفلاحة بقابس

127

محمد فرج

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه صفاقس الشمالية

128

عبد الجليل الفريحة

نقابي تعليم ثانوي

129

نجلاء الكسيبي

تعليم أساسي

130

لطفي حكيم

تعليم أساسي

                          


 

 صفاقس في 6 فيفري 2006

برقية مساندة- جزء ثاني

 

إلى الإخوة المعلمين ونقابيي التعليم الأساسي بالقيروان

 

إنّ المكاتب النقابية للنقابات والفروع الجامعية الممضية أسفله

وبعد تسجيلها الإعتداء الهمجي على المعلمين وممثليهم النقابيين المعتصمين بالإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان يوم الخميس 2 فيفري 2006 وتعنيفهم وتفريقهم بالقوة من قبل قوات البوليس ,

وتبعا للنجاح الباهر للإضراب الجهوي الإحتجاجي الذي شنّه المعلمون بالقيروان اليوم الإثنين 6 فيفري 2006 دفاعا عن الكرامة وعن الحق النقابي وتصدّيا لقوّات القمع البوليسية المعتدية:

أوّلا: تندّد بشدّة بتلك الإعتداءات الخطيرة المتكرّرة التي تستهدف الحريات النقابية وكرامة المربين والتي تأتي مواصلة للإعتداءات التي طالت بالخصوص المعلمين بسيدي بوزيد وقفصة في 5 أكتوبر 2005 وقبلهم أساتذة التعليم الثانوي في 3 جوان 2003 …

ثانيا: تعتبر ذلك حلقة جديدة ضمن الهجمة التي تمعن السلطة في مواصلة شنّها ضدّ الحركة النقابية المناضلة ومختلف فصائل الحركة الشعبية وكلّ المنظمات المهنية والحقوقية المستقلة ومن ضمنها منع نشاط رابطة حقوق الإنسان وتنصيب هيئة على رأس جمعية القضاة ومنع عديد القوى من حقها في النشاط السياسي والجمعياتي والتضييق على النشاط الشبابي الطلابي.

ثالثا: تكبر عاليا الإضراب الناجح الذي شنّه المعلمون اليوم كخطوة نضالية راقية للردّ على تلك الإنتهاكات المشينة.

رابعا: تعبّر عن مساندتها المطلقة للمعلّمين وعن تضامنها معهم في نضالاتهم المشروعة من أجل حقوقهم ودفاعا عن كرامتهم.

خامسا: تنبّه من خطورة النهج الرامي لتكريس سياسة القمع وتعميمها ضدّ الحركة النقابية العماليّة والشعبية ومحاولات تدجينها.

 

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

وطنيا مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

 

عن المكاتب النقابية التالية

20

عادل الورتاني

النقابة الأساسية لشركة ألاسكا بصفاقس

الكاتب العام

21

محمد فليس

النيابة النقابية لشركة تكييف الزيوت- سوكويل بصفاقس

الكاتب العام

22

محمد فرج

النقابة الأساسية للمياه صفاقس الشمالية

الكاتب العام

23

الحبيب لرقش

النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بساقية الدائر

الكاتب العام

24

عبد الرزاق المكشر

الإتحاد المحلي للشابة وملولش

الكاتب العام

25

نعمان الوكيل

النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بصفاقس الجنوبية

الكاتب العام

26

سالم قطاطة

النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بصفاقس المدينة

عضو النقابة


 

 

إخوان ليبيا يؤكدون الخبر ويتريثون فيالتعليق .. سلطات الأمن الليبية ستفرج عن 131 معتقلا غدا الأربعاء  

الرباطخدمة قدس برس علمت وكالة « قدس برس » أن السلطات الليبية تستعد حاليا، على قدموساق، لإطلاق سراح 131 معتقلا سياسيا، بينهم 85 شخصا من قيادات وأعضاء جماعةالإخوان المسلمين في ليبيا، غدا الأربعاء (15/2).

وقال عدد من أهالي المعتقلينفي اتصال مع « قدس برس »، إن السلطات الأمن الليبية أبلغتهم رسميا بقرار الإفراج عنالسجناء، وأن الإعداد قائم حاليا على استقبال الأسر الذين وجهت لهم دعوات للتوجهإلى فندق وسط العاصمة الليبية طرابلس، يعرف بفندق « الواحة« .

وأضافوا بأن عائلاتالأسر التي تسكن خارج طرابلس، مثل بنغازي التي تبعد1000 كم عن العاصمة، تم إبلاغهامنذ يوم الثلاثاء (14/2)، بضرورة التوجه بشكل عاجل إلى طرابلس، وأن تذاكر سفرهموإقامتهم مدفوعة من الدولة، وأن إقامتهم ستكون على حسابها في الفندقالمذكور. كما قال عدد منهم إن الأقسام الأمنية التابعة للأمن الداخلي، والتيتعرف بـ « المربعات الأمنية »، قد أبلغت الأسر بضرورة الحضور عند الساعة الثامنةوالنصف صباحا بالتوقيت المحلي، أمام معتقل « أبو سليم » لتسلم ذويهم.

من جهتها أكدقيادي في جماعة الإخوان المسلمين، لـ « قدس برس »، فضل عدم الكشف عن اسمه، الأنباءالمتواترة من قبل أهالي المعتقلين، مشيرا إلى أن جماعته تتريث في إبداء أي تعليق،حتى يتم إطلاق سراح أعضاء الجماعة بشكل نهائي.

يذكر أن السلطات الليبية سبق وأنأبلغت العائلات بنفس الطريقة، وبعد ساعات طويلة من الوقوف أمام السجن، أبلغتهممديرية السجن بالعودة إلى بيوتهم، دون إعطاء أي تفسير لقرار العدول عنالإفراج.

وقد أبدى عدد من الأسر خوفهم من تكرار ما وصفوها بـ « المعاناةالإنسانية » مجددا، معتبرين أن تراجع السلطات في كل مرة يتم إبلاغهم فيها، يسبب لهمولأطفالهم، شعورا كبيرا باليأس والإحباط النفسي، فضلا عن التعب الذي يتكبده أغلبهمبسبب بعد المسافة، ثم العودة بـ « خفي حنين »، على حد وصف أحدهم.

وكان سيف الإسلامالقذافي، قد أشار في حديثه يوم الجمعة (10/2)، مع صحيفة /دي برس/ النمساوية، أنهسوف يتم إطلاق سراح السجناء الذين كان قد وعد بالإفراج عنهم في ذكر تسلم والدهالعقيد معمر القذافي للسلطة، في 1 أيلول (سبتمبر) الماضي، إلا أن ذلك لميحصل.

ويرجع تاريخ القضية إلى ما قبل ثمان سنوات، عندما قامت السلطات الليبية فيحزيران (يونيو) عام 1998 باعتقال 152 شخصا، بتهمة الانتماء لجماعة الأخوانالمسلمين، وبعد عدد من المداولات التي جرت داخل محكمة الشعب (الملغاة)، صدر حكم في 16 شباط (فبراير) عام 2002، بإعدام مراقب الجماعة الدكتور عبد الله عز الدين ونائبهالدكتور سالم أبو حنك، والسجن مدى الحياة على 73 متهما، وعشر سنوات على 11 آخرين،وأخلي سبيل 66 متهما.

 

( المصدر موقع قدس برس بتاريخ 13 فيفري 2006  )


 60في المئة من الخريجين في المغرب العربي عاطلون عن العمل لعجز الأسواق عن استيعابهم

تونس – سميرة الصدفي

 

أظهر تقرير حديث أعده المكتب الدولي للعمل التابع للأمم المتحدة أن نسبة البطالة بين الشباب متقاربة في بلدان المغرب الأوسط الثلاثة تونس والجزائر والمغرب من حيث الهيكل، وقدرها بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة في المتوسط. لكن التقرير أفاد أن النسبة ترتفع إلى 60 في المئة بين الخريجين في البلدان الثلاثة، وقلل من الآمال بالحصول على فرصة عمل بالنسبة لهؤلاء بسبب عدم قدرة سوق العمل على استيعابهم.

 

وقدر التقرير نسبة الشباب من طالبي العمل الذين تجاوزت فترة عطالتهم السنة الواحدة بأكثر من 61 في المئة في الجزائر و69 في المئة في المغرب ولم يعط أرقاماً عن تونس.

 

وعزا التقرير تزايد نسبة البطالة بين الشباب إلى تزايد أعداد الوافدين إلى سوق العمل ونتائج سياسات التصحيح الاقتصادي التي أدت إلى طرد أعداد كبيرة من العمال بعد تخصيص منشآت عمومية. وأشار إلى ظهور أصناف جديدة من العمل وتطور الاقتصاد الموازي مع تكبد الاقتصادات المحلية خسائر بسبب عدم استثمار الكفاءات.

 

وطبقاً لاستنتاجات التقرير يستأثر قطاع الخدمات بنحو نصف العمالة النشطة في الجزائر وبنسبة أقل في تونس فيما يؤمن القطاع الزراعي في المغرب 45 في المئة من فرص العمل، وهي نسبة تشكل ضعف ما هو عليه الوضع في تونس والجزائر، ما يعني ارتباط سوق العمل المغربية بالقطاع الزراعي في مقابل ارتباط سوق العمل الجزائرية بقطاع الخدمات ووجود توازن بين القطاعين في تونس.

 

واقترح التقرير حلولاً جزئية تتمثل بوضع منظومة معلومات أكثر فاعلية وإنشاء مرصد للتشغيل لمساعدة أصحاب القرار على تحليل وضع قطاع العمل وتحسين حركة الوساطة بين طالبي العمل والمؤسسات الاقتصادية، إضافة الى تطوير الشراكة المغاربية في مجابهة مشكلة البطالة وتبادل الخبرات خصوصاً في مجال تشغيل الخريجين العاطلين من العمل.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 14 فيفري 2006)


حول إنتاج زيت الزيتون

تتوقع التقديرات أن يمثل الانتاج التونسي من زيت الزيتون هذا الموسم نحو 12% من الانتاج العالمي مما يضاعف فرص التصدير الذي من المنتظر أن تبلغ 160 ألف طن. علما بأن الاتحاد الأوروبي يؤمن لوحده ثلثي الانتاج العالمي المقدر سنويا بين مليونين و3 ملايين طن.

 

وبمقارنة عابرة مع الدول المنافسةلتونس تحتل إسبانيا المرتبة الأولى على صعيد الاتحاد الأوروبي حيث يتراوح معدل إنتاجها سنويا بين مليون و1,5 مليون طن لكنها تعاني بما يعرف بظاهرة «المعارمة» مثال ذلك أن انتاجها هذه السنة لا يتجاوز 700 ألف طن، ثم نجد اليونان بمعدل انتاج سنوي في حدود 300 ألف طن وإيطاليا  بـ250 ألف طن فالبرتغال بحوالي 150 ألف طن.

 

 توازن منظومة الألبان

تم إلى موفى شهر ديسمبر الماضي تصدير حوالي مليوني لتر من الحليب و3 آلاف طن من مشتقاته وخلال السنة الماضية بلغ الانتاج الجملي 924 مليون لتر. وفي نفس السنة تميزت منظومة الألبان باستعادة توازنها بسبب تحسين العوامل المناخية وتحسين انتاجية القطيع إضافة إلى استئناف المركزيات لنشاطها المعهود بحكم المؤشرات الايجابية للقطاع.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 


في وقت تزداد فيه صعوبة تشغيل الخرّيجين:

جمعيات متقاعدين أوروبية تعرض خدماتها مجانا على المؤسسات التونسية

 

* تونس (الشروق)

 

تكثفت في الفترة الأخيرة الاعلانات الاشهارية الصادرة عن جمعيات متقاعدين أوروبية (فرنسية وهولندية أساسا) تعرض فيها على المؤسسات التونسية الاستفادة من خبرات أعضائها بصفة مجانية وفي عدة مهن خدماتية مثل الدراسات والاستشارة والصيانة والهندسة المعمارية والتكوين والاعلامية.

ويؤكد المشرفون على هذه الجمعيات أن على المؤسسات الراغبة في الاستفادة من هذه الخبرات التكفل بتذاكر الطائرة وإقامة المتقاعدين ومصاريفهم اليومية دون دفع أجرة وأتعاب هؤلاء المتقاعدين عدا دفع مساهمة للجمعية تتراوح بين 300 و600 دينار بعنوان كل مهمة.

ويشير وجود وعمل هذه الجمعيات ببلادنا خلال هذه الفترة المتميزة بصعوبة تشغيل وانتصاب أصحاب الشهادات وخريجي الجامعات واشتداد المنافسة في مختلف أنشطة قطاع المنافسة تساؤلات عديدة باعتبار أن دخول هذه الجمعيات يعني في النهاية توريدا للبطالة وتضييقا على المؤسسات الخدماتية.

والأغرب أن عديد هذه الجمعيات انتصبت ببلادنا وأصبح لها مندوبون أو ممثلون وحسابات بنكية تودع بها معاليم المساهمة والتي بلغت ملايين الدينارات التي لم تستفد منها ميزانية الدولة باعتبار أنها لم تصرّح بوجودها كمنشأة ولا تدفع الأداءات والضرائب المنصوص عليها قانونا.

وعلمت «الشروق» أن بعض هياكل المهن الخدماتية تذمّرت من هذه المنافسة غير الشريفة وهذا الانتصاب غير القانوني وأن بعضها قدّم قضية لدى مجلس المنافسة مثل الغرفة الوطنية لمكاتب الدراسات والاستشارة والتكوين التابعة لمنظمة الأعراف.

ويطرح عمل هذه الجمعيات تساؤلات حول جدوى تخصيص أموال وآليات لتشغيل العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا في ظلّ السماح للمتقاعدين التونسيين والأجانب بمباشرة النشاط بوجه غير قانوني سواء كان بمقابل أو مجانا، ثمّ لماذا لم تتفطن المصالح الرسمية في وزارة التشغيل لهذا الأمر وانعكاساته خاصة وأن قانون المنافسة والأسعار يتيح لمجلس المنافسة أن يرفع بنفسه قضايا ضد مثل هذه الجمعيات دون انتظار أن يرفعها طرف آخر.

 

* نجم الدين العكاري

 

 (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 فيفري 2006)


(8) مضحكات مبكيات كاشف الغطاء المعري

 

همس صاخب  مرير: همس لي صديق وبكل مرارة  أنه  لم يفهم  لماذا ترفض فئة من المعارضة اليسارية المتطرفة مراجعة صادقة ونقدية لتوجهاتها المحنطة التي تجاوزها التاريخ في كل أصقاع الأرض وهي توجهات تقف في الاتجاه المعاكس مع عقيدة المجتمع وهويته ثم تكيل كل التهم لهذا المجتمع العاجز على الالتحام بطروحاتها والانخراط  معها في خندق النضال؟ أي نضال؟ النضال الذي يقطع مع عقيدتها وتاريخها وهويتها من أجل قيام المجتمع العالمي الحداثي؟؟؟

 

بكل مرارة وبعد تردد طويل، ذكر صديقي أنه ينقل حادثة بعد مرور فترة زمنية من تاريخ حصولها  – وقد تعمد الإشارة إليها في هذا الوقت المتأخر حتى لا ينعكس صداها سلبا على عمل نضالي شريف والمتمثل في إضراب الجوع الذي انطلق يوم 18 أكتوبر 2005.   وتتمثل الحادثة في زيارة قام بها  صديقي هذا– بعد أن تحمل مشاقّ السفر من الجنوب صحبة ثلة من المناضلين – لمجموعة من المضربين عن الطعام في جهة صفاقس للتعبير عن الدعم والمساندة لهم،، وقد كان من بين أفراد الوفد أحد أصدقائه الذي أقنعه بالسفر معهم  وبأهمية المشاركة لدعم المضربين وهو حديث عهد بالعمل الجمعياتي والمدني – وقد كانت الزيارة يوم أحد  خلال شهر رمضان  حوالي الساعة منتصف النهار،،،وقد فوجئ الزائرون بأن من بين المضربين عن الطعام المفترضين من كان يمارس التدخين وهو المسمى « فيصل ع »,,, وقد نقل لي مدى الضيق الذي لاحظه على ملامح صديقه وهو يسلم على المضربين فردا فردا  فيرد عليه أحدهم بدخان كثيف وكريه في وجهه وهو الذي يتحمل أثر الصيام ومتاعب السفر،،، وقد أحس  بحرج الموقف فسارع باختصار الزيارة وسمع من صديقه في طريق العودة ما جعله في موقف لا يحسد عليه،، حيث قال له « أنا الصائم الممسك عن الطعام كنت أخال أني سأزور مضربا عن الطعام فلم أجد غير مفطر يستفزني ويتحدى مشاعري،،،حتى ولو كان غير مؤمن بشريعة الاسلام أهكذا تمارس السياسة بالتحدي المباشر لمشاعر المسلمين وعقيدة المجتمع ثم نلومه لعدم التحامه مع هموم المعارضة وتحركاتها، وتذكرت  حينها الندوة الصحفية التي انعقدت في باريس وشارك فيها العديد من أطراف المعارضة بما فيها الاسلامية وتمت تلك الندوة في نهار رمضان وقد حرصت بعض اللأطراف الماركسية إلا أن تحضر على الطاولة قارورة الماء كما نقلتها قناة الجزيرة في حينها،،، ولمن يريد أن يتأكد فليعد إلى أرشيف الجزيرة؟؟؟ فأين الكياسة في ممارسة السياسة؟؟؟؟     

 

إن المتمعن في ممارسات السلطة الغاشمة في تونس يدرك وبكل وضوح مدى الحقد الأعمى الذي تكنه إلى كل مظاهر التدين في البلاد حتي أضحت لا تولي أي اهتمام لما عساها أن تكون ردود الفعل الشعبية على ممارسات تشتم من رائحتها كراهية  لهذا الدين وأهله شعارها و مبدؤها في ذلك » إن لم تستح فاصنع ما شئت »ً و إحدى تجليات تلك الممارسات عملها على غلق بيوت الصلاة التي حرص على إحداثها – بحثا عن الأجر و الثواب – بعض  أصحاب محطات  بيع المحروقات على الطرق الرئيسية لتيسير أداء الصلاة في أوقاتها للمسافرين وهو أمر على  ما يبدو  يتعارض مع سياسة الدولة  بالعمل على تجفيف منابع التدين وهي التي تعتبر الصلاة في أوقاتها مظهر من مظاهر التطرف المؤدي للإرهاب وقرينة إدانة لخصومها، وفي هذا الإطار تم غلق العديد من بيوت الصلاة كتلك الموجودة  في محطة بيع البنزين بالصخيرة التي كانت ملجئا للمسافرين منذ عشرات السنين وكذلك بيت الصلاة بمحطة الغرابة وغيرهما كثير، كما حرصت السلطة المستنفرة من كل مظاهر التدين على تعميم هذا الإغلاق حتى داخل المنتزهات العائلية الخاصة التي حرص أصحابها على توفير بيت للصلاة لتوفير متطلبات الراحة لزوارها, وهو ما تم في منتزه سيدي بوسعيد بمدينة المحرص من ولاية صفاقس، وأصبح بيت الصلاة ذو الشكل المعماري المتميز مغلقا على مدار الساعة يشكو هذا التصرف الحاقد والشيطاني ضد بيوت الله والذي لا يمكن أن يصدر إلا عن من يرمي إلى استئصال هذا الدين من ربوع هذه البلاد, لقد أصبح هذا السلوك المباشر المعادي للدين متفاقما في ظل سكوت وخرس علماء البلاد  وخطبائها وقد وصل الحد بالسلطة أن قامت بإغلاق بيت صلاة ميناء الصيد البحري بصفاقس لمنع جمهور الميناء من أداء الصلاة ولمزيد الاستفزاز  قامت بتحويله إلى مقر للحرس الوطني يتصيد من تظهر على ملامحه مظاهر التدين كاللحية، فأين موقف القائمين على أمور هذا الدين أمام هذه الممارسات الحاقدة التي صحبتها تراخيص بفتح المحلات لبيع الخمور لإشاعة الفساد والانحطاط الأخلاقي  – كما حصل في الميناء- تماما كما قام الصهاينة في فلسطين 48 بتحويل العديد من المساجد إلى مراتع للسوء،،، وليتمعن من شاء  في قول الله تعالى في هذه المسألة في سورة البقرة  » ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولائك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين, لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم »   

 

إن طريقة تعامل السلطة مع مسألة الحجاب لا تزال تعكس مدى استمرارها في سياسة تجفيف المنابع وللتمويه على سياستها الاستئصاليّة لكل مظاهر الالتزام الديني في المجتمع تدفع بأبواقها ممن باعوا ذممهم وكرامتهم مقابل دراهم معدودة أو مناصب معدومة السلطة والنفوذ لترويج تصريحات  مشوشة ومتناقضة لرفع الضغط عنها أمام التنديد الواسع في الداخل والخارج لمسها بمشروعية الحجاب وغيره من بديهيات الأحكام  الشرعية إمعانا منها في استفزاز مشاعر المسلمين، وتأتي هذه الدعاية التضليلية المتناقضة في ضل واقع يستمر فيه التنكيل والاضطهاد بالملتزمات بالزيّ الإسلامي  من مختلف الطبقات العمرية والاجتماعية وفي كل المواقع من مدارس إعدادية إلى معاهد ثانوية إلى الشوارع وكأن معضلة المجتمع في التنمية والرفاهية مرتبطة بقطعة القماش التي تضعها الفتاة الملتزمة على رأسها,,,وأما الملفت للانتباه في هذا الأمر وهو بيت القصيد أن تجد من يتمايل مع هذه المتناقضات المتكررة والمتلاعبة بالمشاعر ويأمل في بعضها خيرا وربما تراجعا عن سياسة مقاومة الحجاب وقد وصل الحد ببعضهم إلى مطالبة رأس السلطة إلى الحزم في إسكات الأصوات المعتدية على الحرمات وكأنهم نسوا ما صرح به رئيس الدولة نفسه وبكل مراوغة في خطاب عيد الجمهورية الماضي من كلام فضفاض ومتناقض ينبع من نفس العقلية والإستراتيجية ويصب في نفس الأهداف التشويهية والاستئصالية  وينسجم تماما مع سياسة النفاق والمغالطة فمتى يتم إدراك أن تلك السياسة – حتى وأن صحبها كر وفر – فهي متأصلة الأهداف والوسائل تماما كحركة الأفعى تبحث وتحاول إيذاء فريستها وكلما  اعترضها حاجز إلتوت وانحرفت في اتجاه آخر- ليس تراجعا عن عدوانيتها – ولكن للبحث عن ضحية أخرى تلدغها على حين غرة وبكل غدر،، وهل يمكن التخلص من عدوانية الأفعى المتوحشة وأذاها وإزالة مخاطرها وسمومها بغير بتر أطرافها وقطع رأسها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟          

 

قام جمع من طلبة كلية العلوم بصفاقس خلال الأسبوع الماضي بتحركات عديدة للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام تخللتها تدخلات خطابية حماسية للعديد من الطلبة وتعليق لمعلقات تذكر بخصال الرسول،  كما قام عدد من الطلبة بأداء صلاة ركعتين في بهو الكلية سائلين الله أن ينصر دينه وجنده ويدمر أعداءه الحاقدين على الاسلام ونبيه وكل من حالفهم،  وقد بلغني أنه تمت مداهمات ليلية للمنازل و للمبيتات التي يتواجد فيها أهم العناصر التي ظهرت في هذه التحركات وتم التحقيق معهم وتعنيفهم وتهديدهم إن عادوا إلى صنيعهم بالملاحقة والإحالة على القضاء، وقد خبت مجمل هذه التحركات إثر هذه الحملة من الترهيب.

 

10 فيفري 2006

كاشف الغطاء المعري

 

هل وقع استفزازنا بالفعل؟!

 

كتبه: عبدالحميد العدّاسي

 » إنهم (المسلمون) لا ينتجون، فكيف سيأكلون؟ « . قولة ردّدها سفير الدانمارك بالجزائر، فأثارت حفيظة بعضنا ووصفوا الكلام بالاستفزازي والمهين للمسلمين، سيّما والسفير يخاطبهم من على أرضهم. وقد وقفتُ قبل سماع قولته هذه مع بعض الصور التي كشفتها أحداث الرسوم المتخلّفة الشاذّة والتي كانت نشرتها صحيفة اليولاندس بوستن الدانماركيّة في محاولة لإيذاء الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين من بعده، فقد شدّتني خارطة المقاطعة المعروضة على شاشة إحدى القنوات الدانماركية حيث كان اللون الأحمر – المشير إلى تلكم المقاطعة – يومها، يُغطّي كلّ الدول العربيّة ابتداء من الخليج العربي وحتّى بلاد المليون شهيد، دون أن تشمل عُمان و لبنان. ولئن حمدت الله على التفاف المسلمين حول نبيّهم لنصرته، فقد تألّمت كثيرا لكثرة هذه الأفواه المُلقمة وهذه الأيادي المعطّلة عن الإنتاج وهذه الثُّديّ ( تُجمع كلمة ثدي على أثداء وثُديّ وثِديّ ) الناضبة وهذه الأرض الجدباء في بلادنا العربيّة ( فقد عمل الحكّام على تعطيل كفاءاتنا البشريّة لجعل بلادنا باستمرار بحاجة إلى الآخر الذي سيتغاضى مقابل ذلك عن جرائم الأنظمة المُعملة مخالبها فينا )، فإنّ مساحة الدانمارك لا تزيد عن أربع وأربعين ألف كيلومتر مربّع، أي أنّها فقط ربع مساحة تونس، أي بعبارة أخرى لو أنّنا حذفنا المنطقة الصحراوية ومنطقة السباسب من تونس لأبقينا على المساحة الجُملية التي بواسطتها تغذّي الدانمارك ملايينها الخمس أوالستّ وكلّ الملايين المُمَلينة من العرب  » الغيورين  » على دين الإسلام، المدافعين عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم!.. فهل أخطأ السفير؟!..ظنّي أنّ ذلك ليس كذلك…بل لقد قال فأصاب كبد الحقيقة، ولو كنّا مسلمين حقيقة لاعترفنا بذلك، ولرجعنا إلى أنفسنا ننخسها كي نستفزّها ونقوّمها كي نعلّمها كيف يكون الدّفاع عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم..فإنّه لن يكون إلاّ برفض تسلّط الظلمة على رقابنا، وإنّ ذلك لن يكون إلاّ باستصغار الدنيا وجعلها تحت الأقدام، ذليلة، تماما كما أرانا إيّاها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:  » لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء « ، فإنّ حبّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم وعظمة الدنيا لا يجتمعان في قلب مؤمن. وهنا يأتي السؤال الصريح، الذي إن أجبنا عليه بجرأة كنّا قابلين للاستفزاز، فإنّ الذي ينقصنا حقيقة هو الاستفزاز. والسؤال هو: هل الذي جرّأ هؤلاء الشواذّ على رسم تلك الرسومات هو وضاعتُهم وكرهُهم للمسلمين وجهلُهم بمقام الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فحسب، أم أنّ دنوّ قاماتنا – دائما بفعل حكّامنا – وجهلنا بديننا وجرأة الفاسدين فينا، هو العامل الرّئيس في ذلك؟!

شخصيّا أجزم بأنّه لو كان لملكنا حمى ذو ترصينة قويّة ما وقع فيه أمثال هؤلاء الأرجاس سواء من الدانماركيين أو من أشكالهم في كلّ البلاد في العالم  » عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وأهوى النعمان بإصبعيه إلى اليسرى: إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإنّ لكل ملك حمى ألا وإنّ حمى الله محارمه، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب « . فقضيّتنا إذن هاهنا…ووالله الذي لا إله غيره لو كنّا مسلمين صادقين ما تجرّأ على رسولنا أحد، ولو كان حكّامنا مخلصين لربّهم ولدينهم, طاردين الدنيا من قلوبهم ما وقع علينا ظلمُهم و لا أُغْرِيَ بنا السفهاء أبدا… ثمّ مَن الذي أساء إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم أكثر؟! أهو هذا الرسّام الجاهل الشاذّ، أم هذا الذي يقول عن نفسه أنّه مسلم ثمّ لا يتردّد في تسفيه النّبيّ الكريم، برفض سنّته والاستهزاء من متّبعيها، بل ولا يتورّع  حتّى في تكذيب الله سبحانه وتعالى بقصد أو بجهل؟!…

انظروا في تونسنا الخضراء مثلا، حيث فسدت المضغة التي أشار إليها الحبيب المصطفى في الحديث أعلاه: فهناك يُمنع اللّباس الشرعي ويُستهزأ بلابسيه ويعذّبون ويُحرمون من أبسط الحقوق كالتعليم والعمل والاستشفاء وإبداء الرأي والانخراط في العمل السياسي أو الجمعياتي، وهناك نِتاج بشري فاسد أوجده غياب عنصر الموازنة في البلاد يتحدّث عن مبادئ ديمقراطيّة متخلّفة جعلته يبدأ طريقه في السير إليها بمحاربة الله رأسا، فدعوا إلى المساواة في الإرث بين الرّجل والمرأة، وكأنّ ربّ المسلمين اليوم ليس هو مَن أنزل القرآن المحكم التامّ ( سبحان الله وأستغفر الله ولا إله إلاّ الله )،  وشباب من نسلهم – شُوّهت اتّجاهاتهم لعدم تجانس خلاياهم – يتحدّثون عن الحقوق الجنسية والإنجابية وحرية الجسد بعيدا عن الاتّجار به ( حسب ما أوردوا ). ومثقّفون (زعموا) انتصبوا جاهدين لتفتيت العائلة والقضاء على أهمّ مقوّم من مقوّمات المجتمع، وذلك باستيراد الأفكار الهدّامة القاضية بمحاربة الأبوي والذكوري والرجولي وغيرها من المقوّمات الضامنة لإبقاء الغيرة قائمة للدّفاع عن الذات…

قضيّتنا أنّنا لا نحسن النّظر إلى ما حولنا والتفكّر فيما حولنا، فيندفع البعض إلى مناقشة الله الكبير المتعال في أحكامه وانتقادها، دون أن يقوى على انتقاد هذا الحاكم الصغير الذليل المتاجر بأعراضنا وبرقابنا. وينتبه البعض إلى ما يقول السفير الدانماركي أو غيره من الأباعد ولا ينتبه إلى ما يقوله الأخزوري أو هذا الأستاذ الجامعي التافه الذي ردّ عليه السيد برهان بسيّس بمقال  » حين تفسد البوصلة  » بتاريخ 10 فيفري 2006 ( وإنّي رغم اختلافي الكبير مع الرّجل في الرأي، لا أجد حرجا في شكره على ما جاء في بعض ردهات مقاله ممّا يؤكّد غيرته على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كما لا يفوتني لومه على مواصلة الدسّ لمحاربة خصم سياسي لم يعمل على التعايش معه رغم ما يجمعما من غيرة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم )، وينطلق البعض الآخر إلى مقاطعة البضاعة الدّانماركية المغذّية للأبدان، القادمة من القطب*، دون أن يقوى على مقاطعة البضاعة الرّخيصة المخرّبة للبدن والعقل على حدّ السواء، وهي تُنتَج في بلادنا أو هي تُتداول فيها دون حرج أو حياء،  من الحشائش والمخدّرات والأبدان البشرية النّجسة الحاملة لفيروس فقدان المناعة الذاتية وغيرها من الأمراض النّاخرة في عظام المجتمع…

نعم فسدت المضغة أو كادت ففسد الجسد أو كاد، ولا مجال للعافية إلاّ بإعادة الإصلاح بعيدا عن النّفاق والرّياء… ويوم نصلح، لن يقوى أيّ وضيع على التطاول على مقدّساتنا… فنحن مَن أجرم حقيقة بحقّ الرسول الكريم وليس الأنعام التي لا تفقه…وأقوال السفير تظلّ مستفزّة ولكن هل استففزّتنا؟ أحسب أنّ علامة استفزازها لنا أن نكون مسلمين صادقين مع محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ تلك المعيّة هي التي ستجعلنا كما أراد الله محمّدا وأتباعه بقوله:  » محمّد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم « .. فهي معيّة تورث الرحمة وتُكسب العزّة، وبدونها سيكون هواننا على الله ثمّ على النّاس وعلى أشباه النّاس!…   

_____________________

*: لا يعني هذا أبدا معارضتي لهذه المقاطعة، فهي وسيلة من وسائل الضغط والترشيد، فإنّ ما ينقص بعض الساسة هنا أيضا هو الرشد، وقد أعانهم على ذلك مجموعة سمّوهم عبر وسائل الإعلام         » المسلمون الديمقراطيون « ، ويمكنني القول بأنّهم أناس قد خانوا دينهم بعدم الإلتزام بتعاليمهم وبتوفير المعلومات الخاطئة وباتّهام إخوانهم من المسلمين بالكذب، وبأنّهم خانوا الدانمارك كذلك إذ لو أخلصوا لبيّنوا حقيقة الجرم الذي اقترفته الصحيفة ولوقفوا عند عدم شجاعة السّاسة بتردّدهم في الاعتذار إلى المسلمين!.. 


 

 مشاهد من مدينة الصمت

المشهد الثالث

 

قطيع يمرّ في الساحة ..

يهتفون …

يصفقون …

يبتهلون … بالخلود

مررت بجانبهم … علّيَ أعرفهم

وجوه ناعمة …

وأجسام فاخرة …

رابطات أعناق فرنسية

أحذية إنجليزية

وروائح العطر الندية

هواتف جوالة …

وحافظات للذاكرة ـ المجمدة ـ الكترونية

خلتهم خرجوا من دار الندوة

بعد أن تدارسوا هموم الشعب المهان

اقتربت منهم … وأنا الظمآن

إلى جرعه حلم يطفأ عطش الحيران 

أجاب من يحصي العد … في بضع ثوان

بعد أن تأملني … يسترجع ذاكرة أزمان وأزمان

كيف عدت ؟؟؟

فأنا عهدتك في ذاكرة النسيان

أدركت أنهم نالوا شرف الجلوس على كأس الشعب مع السلطان

بعد أن نهموا من موائد الطعام

قلت لقد خول لي التجوال في الميدان

فقد تأكدوا أنه ما بقي بداخلي معنى الإنسان

الروح سافرت منذ زمان

ولم يبق سوى هياكل الحيوان

قال لقد اجتمع السادة الأعيان

يتلقون خطبة دوريّة …

ستزوق في عدة لجان

الواحدة لدحر البهتان

والأخرى تخرج بعد برهة … خطاب

من هيئات متجذرة في البيان

نزيهة الضمائر …

لا يمتد إليها الحيف

تناشد الملك بأن يتلحف بكل البنود

من دستور البلاد …

ويتفضل على العلم المفدّي

ويتنازل من أجل خير البلاد

وتكرم علينا بباقة أخرى من رحيق الزمان

فينتصر الحق

ويعمّ الأمان …

وتعلو فرحة الأوطان

سالت الدماء من إصبع قدمي المشققة

وغاصت في التراب

جررتها حتى لا تكشفها الدمعة الغارقة في الهوان

وقلت سلام منّي إلى شعب نام في الطريق

بعد أن أدركه عهد الأمان … 

                                                                     

 فاضل السّالك « عاشق البحر »

 


شهادة ميلتن فريدمان على مخاطر العصر الراهن

د.أحمد القديدي (*)

alqadidi@hotmail.com

 

هذا الرجل ليس كأي رجل من الناس، فهو الديناصور الباقي على قيد الحياة من فصيلة  الديناصورات الفكرية المنقرضة، وهو المولود عام 1912 أي له من العمر 94 عاما، وهو الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام 1976، وهو من أصول يهودية مما كان يؤهله لخوض غمار المغالطات و المهاترات و تزييف التاريخ لمصلحة إسرائيل كما يفعل أغلب اليهود، لكنه فضل الموضوعية على التحريف و اثر النزاهة على الانحياز. و حين كنا طلابا في جامعة السربون في السبعينات و حل بالجامعة ميلتن فريدمان أستاذا زائرا لم يجد آلاف الطلاب مكانا في قاعة الانفيتياتر للاستماع لمحاضرته و أذكر أن القاعة امتلأت و الباحة التاريخية للسربون اكتظت و عج بنا شارع فكتور كوزان و تعطلت حركة المرور، أيام كان التحصيل على العلم بهذا الثمن الغالي.

 

و للذين لم يعرفوا هذا العالم الاقتصادي العملاق نقول بأنه صاحب أعمق دراسة لليبرالية واقتصاد السوق صدرت في كتاب يعتبره الخبراء من أفضل ما كتب في الموضوع خلال القرن العشرين وهو بعنوان( الرأسمالية و الحرية ) ينظر فيه فريدمان للعلاقة الجدلية القائمة بين المعاملات الاقتصادية كنشاطات إنسانية و بين الحريات بمفهومها الفلسفي و المدني. وكان للعالم الجليل تأثير كبير على سياسات كل من مرغريت تاتشر و رونالد ريغن و كذلك نظرية نهاية التاريخ للمفكر الأمريكي فرنسيس فوكوياما و نظرية صدام الحضارات لصمويل هنتنجتن، لا بمعنى المجاراة و الموافقة و التأييد و لكن بالعكس بمعني النقد والتعديل والترشيد.

هذا الرجل يقف اليوم من أعلى هرم سنواته الأربعة و التسعين ليطل بقامته العالية على أحداث العالم و يقدم رؤاه الحكيمة للحلول التي يقترحها لمعضلات العصر و أزماته. و أنا أشكر جزيل الشكر بعض الصحف الخليجية التي نقلت هذه التأملات للقراء العرب.

 

أجاب الرجل عن سؤال يتعلق بأهم ما يشغل باله من القضايا الدولية الراهنة فقال: » إنني أتساءل عن مدى حظوظ الولايات المتحدة في النجاح في المشروع الذي خططته لنفسها لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بالقوة العسكرية، و أنا أعتقد أنه ما كان يجب علينا أن نحتل العراق، لأن ذلك أصاب مصداقية أمريكا و منزلتها في الصميم ». و عندما سئل العالم عن التعملق الصيني الذي غير قواعد اللعبة الجغراسياسية في العالم قال: » إن ما يحدث في الصين سبق أن حدث في التشيلي عندما نهض الاقتصاد و انعدمت الحرية السياسية، وثار الشيليون من أجل استرداد حرياتهم المسلوبة و سيحدث نفس الشيء في الصين لأن النمو الاقتصادي لا يمكن أن يتعايش طويلا مع النظام الاستبدادي، فتحرير الاقتصاد يبقى مستحيلا بدون تحرير الإنسان ».

و يحلل فريدمان حدثين هامين غيرا من التوازنات التقليدية للعالم و كان لهما أعظم تأثير على حياة الناس وهما: سقوط جدار برلين و انتشار شبكة انترنت.

 

عن انهيار جدار برلين تحت مطارق الشباب الألماني و فؤوسه يقول فريدمان: إن إسقاط هذا الجدار خدم الحرية في العالم بأكثر ألف مرة مما خدمتها الكتب و المقالات و المؤتمرات وأدبيات المعارضات، لأن الجدار كان يفصل لا بين شطري بلد واحد أرادت الحرب الباردة تقسيمه فحسب بل بين الغرب الليبرالي و الشرق الشيوعي، فكان  تحطيم ذلك الجدار تكريسا لقيم الحرية على أنقاض خراب الفكر الماركسي و انهيار إيديولوجيته الأحادية الشمولية. وبعده مباشرة جاءت للعالم النتيجة الطبيعية للحرية أي شبكة انترنت بعقيدتها الضرورية التي هي إلغاء الحدود و تحطيم الحواجز بين الدول و القارات و الشعوب من أجل تلاقي البشر وتبادل البضائع و تلاقح الثقافات. و يؤكد العلامة بأن انتصار الحرية الاقتصادية باتساع رقعة التبادل التجاري لن تنجح بدون اقرار الديمقراطية كحل توافقي بين الشعوب و كبديل عن النزاعات المسلحة و الدموية من أجل التداول على الحكم. و أعاد فريدمان للأذهان مثال التشيلي الذي يعرفه جيدا لأن الدكتاتور المخلوع بينوشي كان يستشيره، فقال: » إن التشيلي حقق انجازات اقتصادية معترف بها منذ بداية عهد الانقلاب على الرئيس ألندي لكن النظام لم يدرك أهمية الحريات و أحقية حقوق الإنسان و اعتقد بأن المكاسب المادية بامكانها تبرير القمع، وهو نفس الخطأ القاتل الذي ارتكبه هتلر في ألمانيا و موسوليني في ايطاليا بوابل الكوارث التي عاشتها الانسانية.

 

و في الشأن النقدي و الاقتصادي العالمي يعتقد ميلتن فريدمان بأن اليورو كان مشكلة للبلدان الأوروبية و لم يكن حلا، ضاربا المثل بألمانيا التي انخرطت في العملة الأوروبية المشتركة بقيمة صرف أقل من المارك عملتها العريقة مما جلب للاقتصاد الألماني الذي كان يحتل الصدارة أزمات حادة و أعاق مجال التصدير و فتح أبواب التضخم الاقتصادي، بل و شعر الألمان بأن بلادهم القوية الرائدة تحولت بعد يناير 1999 إلى ما يشبه بولندة التي كانت من الدول الهزيلة في الطابور الأوروبي أو إلى ما يشبه البرتغال التي انتشلها انضمامها إلى الاتحاد من منزلة العالم الثالث إلى منزلة الدول المتقدمة ! و يقر فريدمان بأن ألمانيا لا تستطيع الانفكاك بشكل سياسي من منطقة اليورو لأن هذا القرار كان سياسيا و لم يكن اقتصاديا أو نقديا.

 

و لا أخفي القراء العرب الكرام بأني أحاول أن أطلعهم على ما ينفع العالم العربي حين تقع عيناي على أفكار علماء من الغرب يجاهرون بالحق الذي يهم العرب و لا يقرأونه بأقلام عربية إلا فيما ندر. ذلك أن شهادة رجال في حجم ميلتن فريدمان لها وزنها اليوم و نحن نتحسس طريق الخلاص.

 

(*) كاتب وسياسي من تونس

 

(المصدر: نُـشـر هذا المقال في صحف « الشرق » القطرية و « الوطن » العُمانية و « البيان » الإماراتية الصادرة يوم 8 فيفري 2006)

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعيد فوز حماس

مرسل الكسيبي

reporteur2005@yahoo.de

 

14-02-2006

15 محرم

1427 هجري

 

كنت قد نشرت مقالا سابقا يوم 9-02-2006 تحت عنوان العلمانية أو الديمقراطية ؟ كلاهما مر! ,ولقد أوردت فيه بالحرف الواحد مايلي  *جاء فوز حماس ليشوش الرؤية على مراكز صناعة القرار الغربي, ومن هنا اضطرت بعض الدراسات الحديثة التي تسربت أخبارها إلى وسائل الاعلام للحديث عن معاودة الشعور بالخوف تجاه قضايا الانفتاح والاصلاح السياسي بالمنطقة العربية والاسلامية لقد وضع الحدث السياسي الفلسطيني أكثر من دائرة غربية ولاسيما الطرف الأمريكي منها أمام الاختيار بين ماهو علماني حتى وإن كان متسلطا وغير شرعي وبين ضرورات الاصلاح الديمقراطي وماتعنيه من إمكانيات الاكتساح الاسلامي غير المرغوب فيه لاعتبارات ثقافية وتاريخية وربما حتى عقدية –انتهى نص الاستشهاد من مقالي المشار اليه *

اليوم تجدني مضطرا للعودة الى الحديث عن الموضوع بعد أن تأكد لدي من خلال مااطلعت عليه من كتابات جد حديثة وموثوقة بأنه يسري اتجاه عام لدى الادارة الأمريكية بمراجعة سبل التعامل مع الحركات الاسلامية على ضوء انتصار حماس الأخير ,فلقد كشفت صحيفة الفايننشل تايمز البريطانية الصادرة يوم 13-02-2006

بأن المحافظين الجدد القريبين من الرئيس جورج دوبليو بوش بدؤوا يراجعون خططهم على ضوء افرازات نتائج الانتخابات الفلسطينية بل انها تحدثت عن كم هائل من التقارير والدراسات التي انهالت على ادارة الرئيس بوش ناصحة اياه بالابطاء والتروي في موضوع نشر الديمقراطية على مستوى دوائر الشرق الأوسط

 

ولعله مما يفهم من السياق العام الذي أوردته الجريدة البريطانية العريقة هو أن دوائر القرار الأمريكي بدأت تشهد انقساما فعليا تجاه سبل التعامل مع قضايا الاصلاح السياسي بالمنطقة العربية حتى انها بدأت تعمل على تنفيذ بعض هذه التوصيات حيث يتوقع على سبيل المثال أن يزداد حجم المساعدات العسكرية المقررة لمصر سنة 2007 

وفي اسشهاد أوردته شبكة الاسلام أون لاين عن الفايننشل تايمز في عددها ليوم أمس 13-02-200  

فان الباحث أريل كوهين في مؤسسة هريتج الداعمة للسياسة الخارجية للرئيس بوش يكون قد نصح بما يلي نصه  « الدرس المستفاد من فوز حماس هو أن عملية نشر الديمقراطية يجب أن يتم إبطاؤها وإضفاء صبغة واقعية عليها، إضافة إلى وجوب اعتبار الدمقرطة عملية طويلة المدى

بل ان الباحث الأمريكي المذكور رأى في فوز حماس حادثة كارثية تستوجب اعادة النظر في السياسات الشرق أوسطية

ومن خلال رصد اعلامي قام به المتخصصون في السياسات الخارجية الأمريكية فان الملحوظ بعيد فوز حماس هو تراجع الخطاب الأمريكي الرسمي عن التبشير بالديمقراطية بعد أن كان هذا الخطاب على حد قول بعضهم ماميز السياسية الخارجية الأمريكية على مدار سنة 2005

 

هل هي بشرى لبعض الأنظمة العربية المتهمة بالشمولية ؟

 

ظاهر الأمر هو بلا شك كذلك ,حيث بامكان بعض هذه الأنظمة الشاعرة بخطر منافسة التيار الاسلامي سياسيا أن تركن الى سياسة التمادي في القمع والتسلط على اعتبار أن الادارة الأمريكية في ظل ماعليه واقع تجاذبات مراجعتها للسياسة الخارجية ستغض الطرف أو تصمت عن خروقات نتائج الانتخابات أو خروقات قمع الجسم السياسي المعارض

لكن اذا ماأردنا الذهاب بعيدا الى الأجندة السياسية القريبة من مشاغل الدولة الأعظم فان بلدانا مثل سوريا وايران ستعفى من هذه القاعدة على اعتبار أن لواشنطن اشتباكا معلوما مع دمشق وطهران

 

أما عن بقية البلاد العربية التي يشكل تيار الاسلام الوسطي تحديا سياسيا لبعض أنظمتها فان المنصوح به هو عدم الاتكاء سياسيا على هذا التململ الذي أصاب صانعي القرار الأمريكي ,ولعل تداعيات أزمة الرسوم الكاريكاتيرية على الصعيد الدولي وماستفرزه من اكراهات مستقبلية,والمرونة التي أبدتها حركة الاخوان المسلمين المصرية وأيضا الواقعية السياسية التي بدأت تبديها حماس ينضاف الى كل هذا النجاح الذي لاقته تجربة العدالة والتنمية في تركيا والمغرب ثم جملة الدروس المستوعبة جزائريا سواء على مستوى الحركة الاسلامية أو على مستوى السلطة ثم المرونة التي يقع ابداؤها من قبل هذه الحركات في علاقتها بالصف المعارض وبالجهات الرسمية الحاكمة عبر المشاركة النسبية المسؤولة في الحياة العامة دون تهديد مباشر للقائمين على ادارة الشأن الرسمي ,كل ذلك مع مرور عامل الزمان قد يشكل بعدا تراكميا يدفع الادارة الأمريكية من جديد الى اعادة ترتيب أوراق السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط الكبير باتجاه يخدم مسار الاصلاح السياسي والانفتاح بوجه عام وقد تكون الأنظمة التي تورطت في فهم لحظي خاطئ لتداعيات الانتخابات الفلسطينية وقتها في خط المواجهة الساخنة مع واشنطن عندما تعاد قراءة السياسات والاستراتيجيات على أساس توطين الحل الأمثل للجميع وهو التعايش على أساس أن الوطن للجميع وأن المصالح الخارجية لايمكن أن تستمر الا في ظل قناعات راسخة بجدوى الانفتاح والاصلاح والاستقرار على أرضية تبادل المصالح المشتركة بوجه عادل ومنطقي ومعقول بين الدول والشعوب

 

المسار أمام الحركات الاسلامية واضح باتجاه العقلانية والاتزان

 

لانتحدث في هذا المبحث عن الحركات المتشنجة التي لاتتقن اليات العمل السياسي العلمي والرصين ,وانما قصدنا هنا الحركات الاجتماعية المتجذرة التي يفترض فيها أن تكون قد وعت الدرس بعد اخفاقات العقود الماضية

ومما يطلب بشكل ملح ولاسيما في هذه المرحلة الدولية الحساسة من هذه الحركات المعنية بهذا الخطاب حيث يتعرض الاسلام لحملة شرسة من قبل اليمين المتطرف في أكثر من قطر غربي هو مايلي

أولااصلاح العلاقات مع انظمة الحكم والوقوف على أرضية مشتركة تبحث عن القاسم الجامع ولعل أزمة الرسوم الكاريكاتيرية فرصة سانحة لتفهم مخاطر المرحلة التي باتت تستهدف الحاكم والمحكوم على أرضية أنه ثقافي مغاير

ثانيا-انتهاج الحلول الوسطى التي تحفظ للجميع كثيرا من المصداقية أمام الجماهير,ولعل تجارب المصالحة الوطنية في الجزائر والمغرب تجربتان جديرتان باعادة النظر والتأمل قصد تعميمهما على بلاد مثل تونس وليبيا وسوريا وموريطانيا

ثالثا-الاصلاح لابد أن يكون داخل هذه الحركات الاسلامية أبضا وذلك على أرضية تشبيب القيادات والتصالح مع الذات وتجديد الطروحات وتحديثها على ضوء المستجدات الاقليمية والعالمية وعدم التمادي في خطاب الاستعداء لأنظمة الحكم واستنفار أجهزتها الأمنية مما يفتح الباب واسعا أمام المساومات الخارجية ولعل بعض الحركات الاسلامية في الشمال الافريقي تكون أكبر طرف معني بهذا الموضوع مع استثناءات قليلة جدا في

منطقة الشرق الأوسط

رابعا-مطالب الاصلاح لابد أن تكون بشكل واعي ومتدرج يأخذ بعين الاعتبار حساسية الظرف العالمي والوفاء لروح المشروع الاسلامي الوسطي المعتدل بعيدا عن ردود الأفعال وتأليب الجماهير والتفكير في استبدال الأنظمة القائمة من خلال الخضوع لضغط جماعات العنف الثوري أو غيرها من الجماعات السياسية المزايدة في الثورية والنقاء الطهري

وخلاصة القول بأن الحركة الاسلامية تقف اليوم كما الأنظمة السياسية بالمنطقة على مفترق طرق فاما أن تحافظ جميعها على السفينة أو اما أن تصيبها لاقدر الله تعالى بالفاسد من الخرق ,وبلا شك فان صمام الأمان بالنسبة للجميع هو العقل والاتزان في مواجهة متطلبات الاصلاح الداخلي واغراءات الاستفزاز الخارجي الذي بدأ يعبر عن نفسه بشكل ثقافي وعقائدي ينذر بمرحلة خطيرة من عمر مرحلة مابعد الاستقلال الأول

 

مرسل الكسيبي

كاتب واعلامي تونسي مقيم بألمانيا

reporteur2005@yahoo.de

14-02-2006

 

*

يمكن مراجعة المقال المشار اليه بالأعلى على صحيفة سعوديات المستقلة وعلى موقع تونس نيوز وعلى موقع نسيج الاخباري بركن التقارير كما موقع الحوار نت بركن المنتدى

 


 

الهجرة رغم سريتها مشروع جسم المشاركة والتعاضد

كلمة في البداية في قضية السرية :
1 ــ تضغط علينا أحيانا بعض المفاهيم الغربية أو المعاصرة بثقلها فنتوارى خجلا ومن ذلك مسألة السرية في العمل الاسلامي . 2 ــ السرية والعلنية أشكال وأوعية وليست مواد ومضامين ولا خلاف في المقابل في أن كليهما يصنع شخصية ويبث ثقافة وأن لكليهما مجاله المحدد فمن المواضيع لا يصلح لها سوى السرية وأخرى سوى العلنية وثالثة يناسبها هذا و لا ذاك . 3 ــ الخلق الاسلامي يتشدد في التنديد بضرب واحد من السرية وهي السرية التي تستخدم ضد أعراض الناس وأموالهم وأنفسهم وهو متشدد في ذلك كثيرا يقطع كل ذريعة للغمز في كرامة الانسان حتى إنه قال  » لا يتناجى إثنان دون ثالث  » . هل يمكن لعاقل أن يفهم من ذلك أنه يجوز تناجي ثلاثة دون رابع أو مليون دون واحد ؟ . وفي  » المجادلة  » أصول التناجي . 4 ــ اللجوء إلى السرية إذن ضرب من الاضطرار عندما تحكم من حول الانسان كل أطواق التعبير الحر فيضحى سجينا دون سجان ولا حيطان . 5 ــ السيرة النبوية في قضية السرية موجهة بظروف الزمان والمكان والمصلحة فهو متغير لا ثابت وفق ضوابط السياسة الشرعية والمصلحة المرسلة . 6 ــ لا يلجأ إلى السرية في عالم الحريات سوى مجنون أو متآمر ضد مصالح الناس يخشى من مواجهتهم بما يدعو إليه أو عديم الثقة في بضاعته الفكرية . 7 ــ السرية في حياة الحركات والاحزاب والدول والمنظمات والجمعيات هي بمثابة الخصوصيات المنزلية لكل أسرة فهل ترضى أسرة بأن تقطن بيتا بلوريا يكشف ما فيه لمن هو خارجه بدعوى الحرص على العلنية أو نبذ السرية ؟ 8 ــ العبرة بالامن والسلام دوما فإذا ما بث الانسان لمن حوله الامن بلسانه ويده فلا يفتش في صدره عما يحوي ولا يطلب منه إجراء عملية جراحية للكشف عما في قلبه .

مشروع الهجرة رغم سريته وخطورته يجمع له كل الالوان لتشارك في بناء الخير:

تلك حكمة نبوية كريمة .

جمع مشروع الهجرة إليه من الرعاة راعي نعم الصديق أبا فهيرة .

كما جمع إليه من النساء أسماء وأمها وغيرهما

كما جمع إليه من الشباب عليا وعبدالله إبن الصديق

ومن الرجال أبابكر

ومن المشركين إبن أريقط

ومن بقية الناس المهاجرين الذين سبقوه إلى المدينة وهم بالعشرات

كان يمكن له عليه السلام أن يكتفي بنفسه أو برفيق دربه الصديق ولكنه حرص على جمع أكبر عدد ممكن من الناس في ذلك المشروع رغم سريته العالية وخطورته المؤكدة فبث ثقة في راع للاغنام وفي إمرأة بل نساء كثيرات هاجرن قبله وشاركن في إعداد رحلة الهجرة في أكبر وأخطر حلقاتها وفي مشرك وفي عائلة أبي بكر بأسرها وفي شابين  يافعين  .

تلك هي الفكرة الاساسية في هذا الدرس الجديد من دروس الهجرة النبوية الكريمة .

درس يقول بأن المشاريع الكبرى لابد لها من تضافر الجهود فيها حتى لو كانت سرية حرجة جدا وذلك يقدر بقدره دوما بطبيعة الحال .

درس يقول بأن أبواب الخير ليست محصورة في فلان وفلانه ولا مقصورة على علان وعلانة

أكبر ما علمنا الاسلام : كل إنسان فوق الارض مفيد صالح لشئ ولا ريب أبدا :

لقد ورثنا فكرة جاهلية إنحطاطية تقول بأن كثيرا من الاعمال لا يصلح لها سوى نوع مخصص من الناس لا بل أكثر الاعمال التي نصفها بالكبرى والعظمى وخاصة أعمال التفكير والتخطيط والانجاز الدقيق في مراحل معينة .

أجل تربينا على ذلك ونشأنا على كون المرأة مثلا لا تصلح سوى لحقير الاعمال أو ما تربينا على وصفه بالحقير في الحقيقة وأن الطفل الصغير مثلا لا يحسن به في حضرة الضيوف سوى اللوذ بالصمت وأن كلامه بين أيديهم بحق أو بباطل معرة في وجه أبيه وأن الامي لا يصلح لشئ في هذه الدنيا سوى للزراعة والرعي بل بث في روعنا بأن الزراعة والرعي والاعمال اليدوية بأسرها أقرب إلى العمل الحقير من الشريف وأن أفضل عمل هو عمل الوزير والمحافظ وموظف الادارة وأن المثقف هو من يتكلم الفرنسية والانجليزية ولو بتلعثم أما العربية فقد إنتهى زمنها وهي لغة المؤدب أوهي لغة القرآن الكريم الذي يتلى على الاموات أما الاحياء فلا شأن لهم به سوى ترنيمات صالحة قصيرة في الصلاة نقرا وطردا لاذى الجن وأن المدني المتحضر هو من يربط عنقه كما يفعل الافرنجة ويتقمص البنطلون ويرطن بكلمات أعجمية حتى لو لم يعرف معناها ولكنه يوحي بأنه تقدمي مثقف مدني متحضر ولا حرج عليه إن ترك الصلاة أو أنكرها أصلا لان الصلاة ربما تفيد بمن شارف على الادلاف إلى قبره كما بث في روعنا بأن الشيخ الكبير ـ من الرجال أما من النساء فالمأزق أعنف ـ لا يعتد برأيه خاصة في قضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ولا عبرة بتجربته ولا هو يعتقد في نفسه أصلا أن له تجربة يمكن أن يستفيد منها أبناؤه وحفدته والاجيال اللاحقة .

تراث كبير من الخرافات والاباطيل الجاهلية في ميزان الاسلام تربينا عليه لولا أن الله سبحانه من علينا بفضل من الحركة الاسلامية المعاصرة التي إنتشلتنا مما كنا فيه من جاهلية فكرية مقذعة . ربما يختلف الامر مع الاخوة في المشرق العربي ولكن بالتأكيد لا تخلو بيئة وإلى يوم الناس هذا من ضرب مماثل من جاهلية الافكار التي تصنع السلوك ولو كان مختلفا كما أوكيفا.

علمنا الاسلام أن العبرة في كل عمل بأمرين : الاخلاص أولا ثم الحاجة إليه :

يحوي الاسلام  شبكة  من القيم والمثل التي تشكل بمجموعها العقيدة المعقودة لدينه وشريعته ونظامه ولكن لما إنفصلت عرى الاسلام حكما أولا ثم ما تبع ذلك مما هو معلوم إندثرت معها كثير من القيم والمثل وأضحت علاقة الاسلام بها ضعيفة حتى لو أنشأتها التقوى  .

تشديد الاسلام على الاخلاص في كل أمر وشأن وعمل معلوم المقاصد وليس هنا محل الانبساط فيه ولكن لا بد من كلمة سريعة هنا وهي أن كثيرا من الناس يظنون أن الاخلاص ينفع صاحبه يوم القيامة أما في هذه الدنيا فلا وذلك وهم وجهل لان الاخلاص مركب المعنى : إخلاص يقصد به الله سبحانه وإخلاص يقصد به الاتقان والاحسان وهما اللذين أوصى بهما الاسلام .

الحاجة إلى العمل هو العامل الثاني الذي يرفع درجة العمل ودرجة العامل معا ولا ينظر بعد ذلك إلى ذلك العمل كبيرا كان أم صغيرا وهل قام به كبير أم صغير .

خذ إليك مثلا : عمال التنظيف بالمؤسسات والشوارع وفي كل تجمع بشري كثيرا ما لا يأبه الانسان لعملهم ويستهين به وربما بهم أصلا ولو أضرب هؤلاء أو بعضهم  لمدة يوم واحد فحسب في مطعم واحد أو حي واحد في مدينة واحدة لضجت الحياة ضجا وتوقفت عجلة التنمية وإنتشرت الامراض والكوابيس .

ذات المثل حدث معه عليه السلام يوم سأل عن إمرأة كانت تقم المسجد أي تنظفه من الحصى ومما يعلق به من نحو ذلك فأخبره أصحابه بأنها ماتت ودفنت فنهرهم بشدة قائلا  » هلا آذنتموني؟ » ثم ذهب وصلى على قبرها عليه السلام .

تعلم الصحابة ونحن من بعدهم درسا بليغا بأن العبرة في العمل ليس سوى بما يخلص فيه صاحبه ولكن لما كان ذلك غير معلوم للناس لان الاخلاص من التقوى والتقوى محلها القلب فإن التعويل من لدن الناس المحيطين يكون على العامل الثاني من العمل أي الحاجة إليه .

فإذا ما إحتاج المجتمع إلى عمل ما فإن ذلك العمل يكتسب مشروعيته من تلك الحاجة بقطع النظر عمن يقوم به ولا بكم يجازى ولا بمكان العمل ولو كان يتعلق بتنظيف أماكن خلاء الناس مثلا أو إسطبلات حيواناتهم .

العمل وحده هو الذي يكسب الانسان ثقته  في نفسه وفي ا لمجتمع :

حرص الاسلام على تناول كل إنسان لعمل ما يعني حرصه على تكريم الانسان وإكسابه الثقة في نفسه وأكساب المجتمع الحاجة إليه وتلك هي القيم المعنوية الاولى التي تزود الانسان فردا وجماعة بمعاني الكرامة والعزة والحرية والعدل ثم تتداول قيم التكامل المادي بين الناس وتتداعى معاني التكافل الاجتماعي بينهم ويتنزل المفهوم الخلدوني  » الانسان مدني بطبعه « . ولذلك قال عليه السلام  » إن الله يكره العبد البطال  » وحقق الاسلام معنى البطالة فعرفها بأنها الانقطاع عن الخير في حين عرفتها المادية الغربية الجائعة دوما حتى في يم ترفها الفاجر بأنها عدم حصول الانسان على دخل مالي وفي حين إعتبرت دولة الفاروق عليه الرضوان بان الام المرضعة إنسان عامل ورصدت لكل مولود أجرا ضمن برنامج حكومي في التغطية الاجتماعية فإن دولة أوربية متقدمة جدا كألمانيا مثلا لم يمر عليها سوى عهد قريب جدا لتعتبر بأن المرأة المرضعة إنسان عامل يستحق أجرا وذلك بعد مداولات مضنية في برلمانها وسائر مؤسساتها و لا شك أن حضور العامل الاجنبي الاكثر إستفادة من تشريع إجتماعي مماثل لعب دورا خبيثا .ولك أن تقارن ذلك بدولة الفاروق التي خصصت لليهود المسنين المواطنين في الدولة يومها أجرا تقاعديا شهريا دون نظر إلى دينه .

فبالخلاصة إذن فإن الدرس ا لبليغ هو أنه لا يوجد إنسان مخلوق فوق الارض لا يصلح لعمل ما وإن قلنا بذلك قلنا بعدم حكمته وعدله سبحانه إلا أن يكون ذلك الانسان من أولي الضرر .

أبلغ درس هنا هو أن الحكمة النبوية إقتضت في مشروع الهجرة رغم سريته وخطوة إنكشافه بأن يتضامن فيه كل الناس بقدر الامكان فيجد فيه الراعي مهمة إلى جانب مؤجره وهو الصديق كما تجد فيه المرأة دورها إلى جانب الرجل وكذا الصغير إلى جانب الكبير وكذا الاقل علما إلى جانب معلم البشرية قاطبة عليه السلام بل يجد فيه المشرك إلى جانب المسلم دوره .

أبلغ درس هنا هو أن تشريك كل الناس بقدر المستطاع في الاعمال الكبرى ضمانة ضد الاستبداد والتأله الفرعوني وإعادة الاعتبار لكرامة الانسان وحريته وشعوره بقيمته وبالحاجة إليه وإلى عمله .

أبلغ درس هنا هو أن العمل بعد عامل الاخلاص يكتسب مشروعيته من الحاجة الاجتماعية إليه.

تلك سياسات نبوية كريمة في الاقتصاد الاجتماعي لو أخذ بها أولو الامر اليوم لتخلصوا من أكثر ملف يطحن حكوماتهم وهو ملف البطالة ويليه ملف التمييز العنصري بين الناس ويليه ملف المديونية للمؤسسات والدول الغربية التي لا تمنح قرشا دون خصم قطرة كرامة .

أبلغ درس هنا هو أن القيادة الحكيمة تعمل على توظيف كل الناس بقدر المستطاع في عمل الخير لا تحتقر أميا ولا إمرأة ولا شابا ولا فقيرا ولا راعيا وليس في قاموسها صفة وضيع وشريف .

الهادي بريك / ألمانيا


« إن شانئك هوّ الأبتر »

بقلم: سماحة الشيخ كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية تونس – الصباح: تعقيبا على ما نشرته بعض الصحف الأوروبية من رسوم تسيء للرسول – صلى الله عليه وسلم – تفضل سماحة الشيخ كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية بايفاء «الصباح» بهذا النص توضيحا لموقفه حول هذه المسألة:  إن الانفلاتات التي تقع من حين إلى آخر، بواسطة بعض الأقلام الخبيثة المعتدية، والتي لا تقيم اعتبارا لتراث الشعوب ولا لمقدساتها، مع اعتمال وسائل رخيصة تهدف إلى استثارة المشاعر العامة، هذه الانفلاتات لا يمكن فهمها إلا في سياقها المغرض المتجني، الذي يتحين كل الوسائل والمكائد لاشعال فتيل الفتنة (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) «الأنفال 25». وإن إجلال الأنبياء والرسل واحترامهم، هو مبدأ أصيل، لا ينطلق من مبرر ديني فحسب، بل ينبني أيضا على معطى حضاري لازم، فهم يمثلون عبر التاريخ الإنساني الطويل، منارات للهداية والإصلاح، لانقاذ البشر مما يوبقهم في دركات الشقاء ويرديهم في العذاب الدنيوي والأخروي، قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت) «النحل 36»، وقال «وينجي اللّه الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزونون) «الزمر 61». وهذه الرسالة الجليلة في مقاصدها، قد اعتنقتها الشعوب والأمم بمختلف مشاربها،وأقبلت عليها طواعية ورغبة، وفتحت لها احضانها، لأنها وجدت في هدايتها ما يلامس أعماق الروح والوجدان، وفي تشريعاتها ما يستجيب لمتطلبات الفطرة السليمة المحققة للحياة المطمئنة السعيدة (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني ولا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) «النور 55». وما محاولات الاستهزاء والتشويه، التي ظهرت في الاونة الأخيرة، بواسطة رسوم كاريكاتورية دنيئة دناءة أصحابها، للنيل من شخص رسولنا الأكرم محمد – صلى الله عليه وسلم – وما هي بواصلة – الا أداة ماكرة لاستثارة العداوات، وهو ما لم يعد ينطلي على احد. ورغما عن كل هذه الترهات الخبيثة، سنظل على اعتقادنا الجازم، بأن الإسلام بما احتواه من مثل عليا وقيم عظيمة تدعو إلى التحابب بين بني البشر وتوجه إلى مبادئ عليا في المساواة والعدل والحرية المسؤولة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)«أثر»، سيظل الحصن الشامخ العتيد الذي لا يمكن للأيدي الوسخة ولا للضمائر المدخولة أن تطاوله. وسيبقى الإسلام ايضا، كما أراد الله له، روحا عالية من المحبة الطافحة، وأريحية لاحد لها تتسع لجميع البشر، وهي خاصية فيه تشهد له بسر دوامه وخلوده، وسيبقى رسول الاسلام ، صلوات الله وسلامه عليه، المثال الأمثل لجميع البشر، لانه تجمعت فيه كل الفضائل والكمالات التي اختص بها كل رسول ونبي لقوله تعالى (اولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده) «الأنعام 90»، وهو الأسوة العظيمة التي بلغت الأفق الأعلى في كرم الشعور الانساني وأصالة الأخلاق الانسانية الفاضلة بشهادة الله فيه (وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم 4). وهذا المقام الأسنى الذي ميّز  الله  به  خاتم  الأنبياء  والرسل،  يجعله في مأمن  عن سفه المستهزئين، مصانا في قدره العظيم عن أذاهم، محميا بعناية اللّه عن كيد الكائدين، قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) (الحجر 95)، وقال (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن) (الأنعام 10) والإسلام الذي استحثنا الى أن نتمثل قيم الرسالة الإسلامية الخالدة، هو الذي جعل في صميم المعتقد الكامل الصحيح الإيمان بجميع الأنبياء والرسل، اجلالا لمقامهم عند الله، واعترافا بفضلهم العظيم على البشرية جمعاء، وهو اقرار صريح بتكامل الرسالات ووحدة العقائد السماوية (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإلى المصير) «البقرة 285» ونهى في المقابل، عن انتقاص معتقدات الناس او لمزها بالسب والاهانة، فكان مبدأ اسلاميا ثابتا وقانونا تشريعيا عاما، في احترام المعتقدات والأديان، قال تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون اللّه فيسبوا اللّه عدوا بغير علم) «الأنعام 108». إن أضراب العاصي بن وائل السهمي لا ينقطعون في كل زمن، ولئن سمى القرآن العاصي بن وائل أبترا أي مقطوعا عن كل خير ورحمة، لسبه الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وتهكمه به، فإن هذا الحكم عام على أشباهه بقطع النظر عن اختلاف الألسن والتعبيرات. ولعلنا اليوم، في أمس الحاجة إلى مزيد تأكيد الحوار والحرص عليه، أكثر مما مضى، حتى ننجح في ابلاغ الصورة الحقيقة الناصعة عن الاسلام وعن سيرة الرسول العظيم  محمد – صلى اللّه عليه وسلم – فالشبهات لا يمكن درؤها ولا تنفيدها الا بالرد الفكري الرصين الذي يدحض بحجته القوية الأباطيل ويقوي الحجة على مدّعيها اعتمادا على قوله تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) «الأنبياء 18» (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 


الرسوم المسيئة للرسول الكريم: مناورة من يقف وراءها

بقلم الأستاذ عادل كعنيش

 

تتسع موجة غضب المسلمين وتتزايد احتجاجاتهم يوما بعد يوم على ما نشرته وما زالت تنشره بعض الصحف الأوروبية من رسوم تعمدت الإساءة لرسولنا الكريم مدنسة بذلك الإسلام والمسلمين.

تجاوزت الاحتجاجات مستوى التنديد والاستـنكار وبدأت تتبلور في اطار موقف شعبي يدعوالمسلمين الى مقاطعة منتوجات الدول التي بادرت بالاسـتفزاز والاساءة وأعني بذلك الدنمارك.

ان تاريخ انطلاق موجة الاساءة يعود بالتحديد الى يوم 2005/09/30 حين نشرت صحيفة جيلان بوست الدنماركية اثني عشر صورة كاريكاتورية أبرزت فيها الرسول ے وهويرتدي عمامة تحتها قنبلة لتصفه بالارهابي.

وقد أثار هذا التصرف آنذاك ردود فعل لدى الجالية المسلمة بالدنمارك التي تحركت بشكل مكثف وقامت بتحسيس ولفت نظر عديد الدول الإسلامية الى هذا التجاوز الخطير.

وفعلا كان لمبادرة الجالية الإسلامية صدى لدى الدول الإسلامية التي قام العديد من سفرائها بتقديم طلب الى رئيس الوزراء الدنماركي بهدف ملاقاته والتعبير له عن مدى استيائهم لهذا التصرف، الا أن هذا الأخير رفض قبولهم معلنا أن ما يمكنهم القيام به هواللجوء إلى القضاء وهوما تم فعلا الا أن المدّعي العام رفض قبول هذه الدعوى التي رفعت اليه بحجّة أن ما حصل يدخل تحت طائلة حرية الإعلام.

الحقيقة أن موقف رئيس الوزراء الدنماركي قد انتقد بشدة حتى من قبل بعض الديبلوماسيين الدنماركيّين أنفسهم الذين عملوا بالبلدان الإسلامية وقد أبرزوا موقفهم في مقال نشر بعديد الصحف الدنماركية اعتبروا من خلاله أن الحريات الدينية وحرية التعبير هي من الحريات التي يضمنها الدستور لكن استخدام هذه الحريات في إهانة أقلية دينية بصفة متعمدة ليس من التقاليد الدنماركية وقد رد الوزير الأول الدنماركي على ذلك بالقول بأن حرية التعبير هي من أهم الأسس الديمقراطية الدنماريكية و أنه لا يمكن الحد من هذه الحرية الا بالوسائل القضائية.

 

أمام رفض السلط الدانماركيّة فتح طريق الحوار مع المسلمين المحتجين على هذه الإساءة لم يبق للجالية الإسلامية سوى الرجوع لصحيفة جيلان بوست لاقناعها بتقديم اعتذار عما صدر عنها لكن رئيس تحرير هذه الصحيفة رفض ذلك معللا موقفه بأنه يعيش في دولة ديمقراطية أين تحظى الرسوم الكاريكاتورية بالقبول العام معتبرا أن الدين لا يمكن أن يشكل حدّا لحريّة التعبير.

أغلقت في وجه المسلمين المعتدلين كل أبواب الحوار، وللخروج من هذا المأزق وجد ممثلوا الدول الإسلاميّة الذين اجتمعوا في ديسمبر 2005 بالسعودية بمناسبة انعقاد ندوة المؤتمر الإسلامي أنفسهم يخوضون في هذا الموضوع بعد أن كان التطرف الديــــني ومقاومته هوأبرز المواضيع المطروحة للنقاش.

فاضطر 57 وفدا رسميا من دول إسلامية للتداول حول هذا الموضوع وتعهدت البلدان الإسلامية بالتحرك لوضع حد للهجمة الشرسة التي استهدف لها الإسـلام ولكن الموقف الذي اتخذته ندوة المؤتمر الإسلامي بالسعوديّة لم يؤخذ مأخذ الجد من طرف الصحافة الغربية بالعدول عن هذه الحملة، اذ قامت صحيفة نرويجية يوم 2006/01/10 بنشر الاثنيْ عشر صورة التي سبق أن نشرت بالصحيفة الدنماركيّة مما زاد في احتقان الجالية الإسلامية بالدنمارك والنرويج وجعل الكثير من الدول الإسلاميّة تضطر إلى اتخاذ مواقف ضد هذه الممارسات وتبدأ في مراجعة علاقاتها مع الدول المعنيّة.

مرة أخرى تستخف الصحافة الغربية بردود الفعل الرسمية والشعبية التي صدرت عن عديد الدول الإسلاميّة ومرة أخرى تواصل صحيفة أجنبية وهي فرنسية هذه المرة ونعني بذلك صحيفة فرانس سوار التي أقدمت يوم 2006/02/02 على الانضمام لهذه الحملة وذلك بتعمدها نشر نفس تلك الرسوم المريبة مما جعل السلطات في بعض البلدان وفي مقدمتها تونس تبادر في الحين الى حجز هذا العدد ، الشيء الذي اضطر مالك الصحيفة السيد ريمون لكّاح ذوالجنسية الفرنسية المصرية إلى طرد المدير المسؤول عن نشر هذه الصور.

تواصلت الإساءات حين قامت صحيفة شارلي هبدوالفرنسية يوم 2006/02/08 بنشر نفس تلك الرسوم مضيفة صورا أخرى تشير الى الرسول ص الى جانب شخصيات ترمز الى ديانات أخرى معتبرة أن هذا الإجراء يعتبر من قبيل التضامن الصحفي وأنها لا ترى مبررا لردود فعل العالم الإسلامي لأن ما فعلته حسب رأيها يرسخ ثقافة الحوار الذي يجب أن يكون بالريشة والقلم عوضا عن الخنجر والحزام الناسف وكأن ثقافة الحوار لا تكتمل إلاّ بالإساءة للرموز الدينية المقدّسة.

لم تقف ممارسات الصحافة الأجنبية عند هذا الحد بل إن لوبسارفاتور عمدت في المدة الأخيرة الى نشر تلك الرسوم عبر الأنترنات مشيرة الى أنها ستخصص ملفا كاملا لتدارس هذا الموضوع وسلكت نهجها ونهج الصحيفة الدنماركية صحف أجنبيّة أخرى.

هذه التصرفات التي تشكل لا محالة استفزازات متعمدة للإسلام والمسلمين أدت الى ردود فعل رسمية وشعبية لم تكن منتظرة ولا حتى متوقعة من طرف الذين حاكوا ونفّذوا هذه الحملة وستتواصل ردود الفعل هذه لأكثر من سبب.

ـ إن الرأي العام في البلاد العربية والإسلامية يدرك تمام الادراك أن هنالك فوارق كبيرة بين المواقف التي اتخذتها دول أوروبا الغربية ومواقف الولايات المتحدة الأمريكية من سائر القضايا العربية والإسلامية وهوما أدى الى تقارب كبير بين الأوروبيين والمسلمين وخاصة العرب منهم لذلك سعت الادارة الأمريكية منذ مدّة بكل ما أوتيت من جهد لضرب أي توادد بين الأوروبيين والمسلمين وهوأمر لا يخفى على أحد، وللوصول الى ذلك قد يكون وقع تحريك بعض القوى اليمينيّة بتنسيق مع اللوبيات اليهودية في الدنمارك التي هي متغلغلة هناك لتفجير هذه القضية المفتعلة وذلك تحت ستار حريــة الرأي والتعبير وكانت نتيجته أن تطاولت هذه الصحيفة على أشر ف الخلق والمرسلين.

فما نشر من صور مسيئة للرسول الكريم ليس تصرفا أحمق بل هومناورة مدبرة.

فلا يجوز حينئذ الوقوف موقف الصامت ازاء ما حصل لأن ذلك يشكل محاولة لضرب التقارب الأوروبي الإسلامي من جهة واعتداء سافرا على الإسلام من جهة أخرى.

ـ لأن هذه الرسوم الساخرة من المسلمين ومن رسولهم الكريم لا يمكن السكوت عنها لا لأن المبادئ الانسانية ترفض كل تشهير بالموتى كما ذهب الى ذلك إمام الأزهر في تبريره الضعيف بل لأن الرسول ے هو حي في قلوب وعقول كل المسلمين فالإساءة اليه قد خلعت القلوب وشنجت الألباب.

ان النيل من رمز الإسلام هوتعد لكل الخطوط الحمراء فالمسلمون هم أمة تحترم كل الأديــــان والمعتقدات وتقدس كل الرسل ولا تسمح بالتطاول لا على مريم العذراء ولا على المسيح عليــهما السلام ومن باب أولى وأحرى فانها ترفض أن يقع المس بشخصية الرسول ے.

ـ لأن حرية الرأي والتعبير لهما دلالة مختلفة في تفكيرنا فهي حريات لها ضوابط وقد انغرس هذا المبدأ في العمق السوسيولوجي للمجتمعات العربية الإسلامية.

فلا يمكن بعنوان حرية الرأي أن نسمح بالاعتداء على الحرمة الذاتية للغير أوالنيل من الثوابت التي ترتكز عليها مجتمعاتنا ومن باب أولى وأحرى فان النيل من الدين الإسلامي وخاصة من الرمز الذي جاء بهذا الدين يعتبر تحديا سافرا لكل المسلمين.

ـ لأن الإسلام جاء بتعاليم رائدة تجاوزت الوثنــية والتشبيه وألغت كل التجسيمات التي اعتمدتها الديانات السابقة من آلهة منحوتة وغيرها، فقد قال الله تعالى في سورة الإخلاص {قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحدا} فأي تجسيم هومرفوض سواء للإلاه أوالأنبياء.

ففي نفس هذا الإطار يرفض المسلمون تجسيد الرسل والأنبياء والخلفاء الراشدين من خلال ممارساتهم الفنية سواء كانت رسوما أومنحوتات أوأفلاما سينيمائية. على خلاف الغرب الذي يقبل ذلــك وما تصوير فيلم عذاب المسيح الا تجسيما لذلك لكن ما يسمح به الغرب في ثقافته ووجدانه لا يسري بالضرورة على المسلمين الذين يرفضون بشدّة ظهور شخصيات دينية في مرتبة الرسل والصحابة والخلفاء الراشدين في الأشرطة السنيمائية.

وقد برز هذا الموقف في فيلم الرسالة الذي اقتصر مخرجه المرحوم مصطفى العقاد على ابراز حلول الرسول ے بالمدينة المنـــوّرة بظهور رأس الناقة التي تقله، كما أن هذا الموضوع بقي الى وقت قريب منحوتا في ذاكرتنا الشعبية فما زلنا نتذكر كيف كان بالأمس القريب الأجداد وحتى الأباء يمنعون على أبنائهم اللعب بالدمى لأن في ذلك تجسيما للانسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى وفي ذلك دلالة على أن المجتمعات العربية والإسلامية تعطي القدسية للانسان فما بالنا لوتعلق الأمر بالأنبياء والمرسلين.

ـ وجود شعور عام لدى المجتمعات الإسلامية بالاضطهاد والاستهداف ويقينهم أن الادارة الأمريكية وبعض الأطراف الغربية بصدد شن حرب دينية على الإسلام قد لا تختلف كثيرا عن الحروب الصليبية وهذا التفكير يؤدي الى الشعور بالاستهداف ويجعل كل الأحداث وكأنها حلقات مؤامرة كبرى تحاك ضد الإسلام والمسليمن منذ صلاح الدين الى يومنا هذا.

الى جانب هذه العوامل فان العالم العربي الإسلامي شهد في العقد الأخير خيبات متتالية في الساحات السياسية والعسكرية والاقتصادية ولم يبق الا العامل الثقافي وهوخط الدفاع الأخير الذي تحول الى جبهة مواجهة واثبات وجود أمام الاختراقات المضادة الأمر الذي يسمح بالقول بأن الهوية العربية الإسلامية الآن في مفترق خطير إما أنها ستصمد أوأنها ستسقط فما حصل بمناسبة هذه الحملة هواثبات بأن الإسلام صامد بقوة أمام كل الاحتواءات و التحديات.

اذا كانت هذه هي العوامل التي أججت موجة الغضب العارمة التي اكتسحت العالم الإسلامي فكيف يمكن التصرف بعقلانية ازاء مجريات الأحداث ؟.

ان التعامل مع ما حصل لا يمكن أن يتم بطريقة انفعالية اذ أن حرق السفارات والاعتداء على الممتلكات هوأمر لا يخدم الإسلام في شيء وانما يقيم الدليل على أن المسلمين لم يسايروا مقتضيات العصر وغير قادرين على إدارة أزماتهم بالوسائل المناسبة.

يتعين البحث عن ردود فعل ناجعة وموجعة وليس هنالك أوجع بالنسبة للبلدان الغربية من المس باقتصادياتها ومقاطعة بضائعها حتى يعي المسؤولون فيها أن كل موقف يتخذونه ضد المسلمين من شأنه أن تكون له آثار سلبية على بلدانهم.

ان ما قد يطبق اليوم ضد الدنمارك البلد الأوروبي الصغير يتعين أن يصبح قاعدة سلوك في المستقبل مهما كان حجم الطرف المعتدي.

هنالك من يقول أنه لا يمكن معاقبة بلد من أجل تصرفات أقدمت عليها بعض الصحف بهذا البلد ولكن هذا الموقف ضعيف لأن الحكومة التي سايرت ما ظهر في الصحف ورفضت أي تفاوض مع ممثلي البلدان الإسلامية أصبحت مسؤولة بشكل مباشر عما صدر بهذه الصحف وذلك كما هوالشأن بالنسبة للدنمارك.

ولكن الأمر يختلف عندما تندد الدولة بصفة رسمية بموقف صحيفة ما، اذ يصبح موقف الصحيفة نشازا ولا يمكن أن تطال المقاطعات الاقتصادية تلك الدولة لأنها تفاعلت مع ذلك الموضوع بشكل ايجابي وأكدت احترامها للإسلام وذلك كما برز من خلال الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أكد مرة أخرى أنه على وعي كبير بالقضايا العربية الإسلامية ورفض أن ينساق الجانب الرسمي للدولة للمواقف التي ذهبت اليها بعض الصحف الفرنسية المعزولــة (صحف الإثارة والفضائح).

الى جانب المقاطعة فإنه لابد من التنبيه أن الإسلام يتعرض الى هجمة غير مسبوقة تنبع من حقد دفين تغذيه بعض العناصر اليمينية المتحالفة مع الصهيونية العالمية.

وقد ساعد هذه العناصر سوء فهم الإسلام وتعاليمه لدى الكثير من الأوساط الغربية وهذا الأمر يحتاج الى معالجة ذكية.

صحيح أن الإسلام يتمتع بجاذبية وهنالك من يدخل الإسلام بصفة مستمرة ولكن الأمر مقتصر على أقلية نخبوية بينما الجانب الأوفر من الرأي العام في أوروبا الغربية وأمريكا لا يعرف الكثير عن الإسلام.

دور العرب المسلمين حاليا في الدعوة والتعريف بالإسلام متواضع للغاية اذ أن العرب الذين هاجروا الى أوروبا غير متشبعين في أغلبيتهم بالثقافة الإسلامــية وفهمهم للإسلام سطحي. لذلك تخلّوا عن أي دور يمكن أن يقوموا به للتعريف بالإسلام لفائدة المسلمين غير العــرب وخاصة مسلمي آسيا الذين يلعبون دورا كبيرا في مجال الدعوة وقد ساعدهم على ذلك حذقهم اللّغة الأنقليزية ولكن ذلك يتراجع أمام سطحية التنــاول والتشنج عند تناول القضايا الإسلامية المعقدة فيبتعدون عن روح الإسلام الذي يتصف قبل كل شيء بالتسامح والاعتدال.

إنني مع القول بأنه لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى لكن على العرب المسلمين أن يضطلعوا بدورهم في التعريف بالإسلام حتى لا يبقى نموذج طالبان هوالمسيطر على الرأي العام الغربي في أوروبا.

كيف يمكن أن نعرف بالإسلام وشريعته السمحاء ؟

لوأخذنا اليوم المؤسسات التعليمية الدينية في العالم العربي وفي طليعتها الكليّة الزيتونية وجامعة الأزهر لوجدنا أنها تدرّس الفقه الإسلامي والشريعة ولكنها تشكونوعا من القصور في تأمين الدور الذي تسمح به مكانتها العلمية لأسباب نجد في مقدمتها النقص في إتقان اللّغات الأجنبية وهوأمر يشكل عقبة أمام وصول الإسلام الصحيح الى من يجب أن يصل اليه ومن التحديات الجلية اليوم الإسراع بإيجاد حل لهذا النقص مع تكثيف الجهود من أجل الوصول بصورة الإسلام الحقيقية الى كل من يريد أن يعرفها.

فوسطية الإسلام وابتعاده عن المغالاة والتطرف يؤهل العرب للتحدث عنه بلغة جديدة حتى تزول الأفكار الخاطئة التي وصلت للغرب عن هذا الدين.

صحيح أن الوضعية اليوم شائكة نوعا ما لأنه رغم أهمية الإسلام فان هنالك أكثر من أنموذج إسلامي فهنالك الانموذج السعودي والمصري والإيــراني والتركي والباكستاني والمغاربي التونسي وهي تتأرجح بين التشدد والاعتدال فبينما يبدوالإسلام في السعودية في تمسك مباشر بالكتاب والسنة فان الإسلام في مصر تكثر فيه الاحتفالات والطقوس بما يجعله كما يراه الكثير من المفكرين إسلاما سنيا مذهبا شيعيا تاريخا أما الإسلام في ايران فقد تحول الى سياسة رسمية لدولة إسلامية أما النموذج التركي فهوصورة من العلمانية مع بروز تيار ثقافي إسلاميّ يتعاظم يوما بعد يوم وهناك الأنموذج المغاربي التونسي الذي يقوم على الترويج للإسلام بالسماحة مع الغير والحكمة في معالجة الأمور والموعظة الحسنة في الدعوة لدين الله.

ويبقى الأنموذج الباكساتاني الذي يحتوي على أكثر العناصر تشددا فهوالانموذج الذي أفرز بمنطق الجوار والظروف حركة طالبان التي أساءت للإسلام كما لم يفعل غيرها لذلك فانه لابد من مبادرة جماعية للتعريف بالإسلام تكون مدروسة على معطيات يسهل تقبلها من طرف الغرب حتى يعرّف بالقواعد الأساسية للإسلام اذ أنه دين يعترف بالديانات السماوية السابقة ويحترم الأنبياء والمرسلين مهما كانت الأقوام التي أرسلوا إليها وهودين لا يتعارض مع الديمقراطيّة كما أنه يحترم المرأة ويصون حقوقها كما أنه دين ينبذ العنف ويصون حرية المعتقد وهذه كلها أشياء يجهلها الغرب ولابد من صياغتها في منظومة تقدم للرأي العام الغربي في كل المحافل الدولية حتى تزول النظرة السيئة عن الإسلام لدى الكثير منهم ولا يبقى سوى المتعنتون المترصدون بالإسلام فهؤلاء يقع عزلهم شيئا فشيئا.

كما يتعين الاشارة أن الاسلوب الذي سلكته الصحف التي قامت بالاساءة للإسلام من شأنه أن يضعف جبهة المعتدلين في الإسلام لأن هذا الأسلوب قد يجر غالبية المسلمين الى التسليم بأن هنالك مؤامرة ضدهم تنبع من حقد تاريخي كان قائما منذ العصور الوسطى فيقتنعون بأنه ليس هنالك من بديل سوى اللجوء الى أساليب المواجهة والتصادم وفي ذلك أكبر خطر يهدد البشرية جمعاء اذ أنه لابد من التنبّه للانزلاقات الخطيرة التي قد تترتب عن مثل هذه التصرفات.

ان عصر العولمة يفرض على الجميع أكثر من أي وقت مضى احترام كل الأديان وعدم الزج بها في أي خلافات في اطار مدونة سلوك تبقى المنظمة الأممية في الوقت الحاضر هي المؤهلة أكثر من غيرها لوضعها وصياغتها.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 


 

تونس نموذج رائد في مقاومة الارهــاب والتطــرف

بقلم: علي بن نصيب

 

لا أعتقد ان ملاحظا نزيها بامكانه ان ينكر الآن وسط ما يواجه العالم من تحديات ومخاطر انتشار ثقافة العنف والتطرف ريادة نموذج تونسي استشرف سنوات عديدة قبل 11 سبتمبر خطورة ترك الحبل على الغارب ليمارس «الاسلام السياسي» باسم الدين حربه المفتوحة على مقومات انتماء المسلم للتاريخ، ولعالم متضامن لا تمييز فيه عبر قاعدة العرق او الدين او الجنس او اللغة.

 

ولا اعتقد اكثر ان ملاحظا نزيها ينكر حاجة المجموعة الدوليـة الى التفكيـر العميق في خصائص هذا النموذج وقدرته على اخراج البــلاد من نفق العنف والظلامية الى رحــــاب  الأمن والاستقــــرار والمجتمع التعـــددي.

 

فهل ينكر أحد بعد سنوات من تأمل تجارب «الصراع» مع قوى الشر الارهابي قبل وبعد 11 سبتمبر ان تونس استطاعت بفضل الرئيس زين العابدين بن علي الخروج من المأزق الذي تخبطت فيه اعرق الديموقراطيات التي اضطرت الى مواجهة استراتيجيات اجرامية متسترة وراء قناع الدين بسياسات استئصالية جرتها احيانــا الى الوقــــوع في فخ مواجهــــة العنف بالعنف، وتضييق هوامش دولة القانون والحريات، واحتجاز الردود العادلة على الاجرام في مناطق ظل قانوني قوضت كثيرا من مقومات الليبرالية والديموقراطيــة وحقوق الانســــان  المكفولة بالمواثــــيق  والشرائع.

 

فقد نجحت تونس بفضل رؤية الرئيس بن علي الواضحة المميزة بين الاسلام دينا وحضارة ومحاولات تسييس الدين واحترام الديموقراطية وواجب جمع كل القوى تحت راية المشاركة، ومحاوات بعض القوى استغلال الحرية والديموقراطية للوصول الى السلطة وسط الفوضى العارمة، والحقد والتباغض.

 

ولتونس في هذا السياق ان تعتز وسط ما سُجل في السنوات الاخيرة من «مآس» وانتهاكات لحقوق الانسان في العالم، بأنها لم تفقد «الصواب» في مواجهة العنف والتطرف والارهاب، وبأن مقاربتها الشاملة لمخاطره درس صالح لمن لم يدرك بعد ان «الهجوم» على الفقر واسباب الاقصاء والتهميش وبناء ثقافة تنويرية متأصلة في هوية احترام الذات والآخر، افضل ضمان لتجفيف منابع هذا الوباء المستشري في «العقول» و«الممارسات» كخلايا السرطان.

 

فلتونس ان تعتز بانها سارت بثبات وسط كل الانتقادات «المجانية» لتبني هذا النموذج ليكون مدخلا لمصالحة شاملة بين الدولة والمواطن، بين الأمن والاستقرار ودولة القانون والمؤسسات، بين حقوق الانسان وحرياته، واحترام مقومات النظام الجمهوري.

 

فقد كان متاحا للرئيس بن علي في اجواء دولية تزايدت فيها المخاوف من صعود المتطرفين للسلطة في دول عديدة مطلع التسعينات، وأجواء داخلية مشحونة بتحريض قطاعات يسارية واسعة ضد الاصولية، ان يُطلق العنان «لسياسة أمنية» استئصالية بمباركة من يؤمنون بان «ألف شاه افضل من آية من ايات الله»، ولكن حكمة القيادة انقذت تونس من الوقوع في فخ القوانين الاستثنائية وحالات الطوارئ. فكانت نتيجة القضاء على خطر التطرف لانتخابات ديموقراطية تعددية ومشاركة واسعة ومسيرة بناء سياسي تحديثي متواصلة خرج منها للأسف الشديد من تعود نقل البندقية من كتف الى أخرى والرقص على كل الحيال، ليلتقي التطرف الديني بالتطرف اليساري، وليوافق شن طبقة كما يعلمنا تراثنا.

 

من هذا المنطلق تبدو الاستفادة من التجربة التونسية ضرورية في لحظة عالمية صعبة اصبح فيها «الشعور الديني» سلاحا قابلا للتوظيف، ومادة اولية في صناعات «الدمغجة» واتخاذها جسر عبور لضمير اسلامي رفض برنامج التطرف ومنوال الحكم الطالباني واختزال الاسلام في جملة من الرموز والطقوس الرافضة للحداثة.

 

ستبقى تونس بقيادتها الحكيمة صوت العقل الذي يحتاجه عالم ويجره التطرف الى الهوامش والحسابات الضيقة والمعادلات الواقعية لينسيه ان هزيمة الارهاب ليست الا نتيجة حتمية لانتصار التنمية والتحديث والتضامن، وقبل كل شيء انتصار الاسلام كشريك في عولمة تحترم الانسان في كل زمان ومكان؟

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 


 

الحلف الاطلسي يشيد بدور الجزائر في مكافحة الارهاب

 

الجزائر ـ يو بي أي: أشاد الفريق أول جيمس جونس القائد الأعلي لقوات الحلفاء والقائد العام للقوات الأمريكية في أوروبا بدور الجزائر في مكافحة ما يسمي بالإرهاب.

وقال جونس في برقية بعث بها الي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع والقائد الأعلي للقوات المسلحة نشرت امس الاثنين أهنئكم علي النجاح الذي أحرزته الجزائر في الحرب الكونية علي الإرهاب والتزامها الثابت الي جانب منظمة حلف شمال الأطلسي في إطار الحوار المتوسطي .

الي ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد خلال الزيــــارة الرسمية التي قام بها الي الجـــزائر الأحد إننا نقدر التعاون مـــع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب حق قدره.. هذا الأمر مهم للغاية بالنسبــة للبلدين .

وجاءت زيارة رامسفيلد وسط تكتم شديد من قبل السلطات والسفارة الأمريكية في الجزائر، حيث لم تتسرب لحد الآن أي معلومة رسمية ما عدا بعض التسريبات من قبل مقربين من الحكومة.

وتزامنت زيارته مع ابداء الجزائر رغبتها في تنظيم دوريات الناتو البحرية لمنع عمليات تهريب قد تلجأ اليها مجموعات توصف بالإرهابية عبر البحر المتوسط الي أوروبا.

وحسب صحيفة الخبر الجزائرية في عددها الصادر امس، فان الوزير الجزائري المنتدب للدفاع عبد الملك قنايزية نقل هذه الرغبة الي قادة حلف الناتو خلال مشاركته قبل يومين بمدينة صقلية الإيطالية في اطار الحوار الاورومتوسطي مع منظمة الناتو لاجتماع وزراء دفاع الحلف والدول المتوسطية (الجزائر تونس المغرب مصر الاردن موريتانيا) اسرائيل، وتقضي بتنظيم الدوريات المنظمة من قبل الحلف في عمليات رصد وتفتيش ومراقبة لحركة السفن التي تمر عبر جبل طارق وتدخل وتخرج إلي البحر المتوسط.

ومن المنتظر أن تشارك الجزائر التي انضمت رسميا الي الحوار الأطلسي ـ المتوسطي عام 2000 عقب تولي عبد العزيز بوتفليقة الحكم في البلاد وقراره بعد ذلك الانضمام الي الحملة الدولية ضد الإرهاب أيضا في قمة الرؤساء بريغا في ليتوانيا في تشرين الأول/اكتوبر المقبل التي يرتقب أن تحضرها الدول الشريكة.

وكانت تقارير صحافية تحدثت عن أن زيارة رامسفيلد للمنطقة المغاربية ولقائه بزعمائها جاءت بعد تحديد الإدارة الأمريكية لأربعة ملفات تتمثل في إرسال قوات عربية الي أفغانستان، ووقف تسلل مئات الشبان المغاربيين إلي العراق، والمناورات العسكرية الأمريكية المغاربية، والهجرة غير الشرعية الي الدول الغربية عبر شمال افريقيا، بالاضافة الي التنسيق الأمني والعسكري فيما يتعلق بتنظيم تمارين مشتركة في سياق ما يعرف بـ البان ساحل وهو برنامج مكافحة تسلل عناصر الجماعات المسلحة الي افريقيا خاصة تنظيم القاعدة.

كما تحدثت بعض الأنباء عن أن التقرير الأخير للبنتاغون كشف عن وجود 25 بالمئة من المقاتلين العرب بالعراق من منطقة المغرب العربي.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 


رامسفيلد: لا حظوظ لـ «القاعدة» في شمال افريقيا

الرباط – محمد الأشهب    

 

وصفت مصادر رسمية المحادثات التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في القصر الملكي في المنتجع الشتوي ايفرن في الأطلس المتوسط بأنها كانت «مهمة» وعرضت لمجالات التعاون القائم بين البلدين على الصعيدين العسكري والأمني، إضافة الى تطورات الأوضاع الاقليمية وتنامي ظاهرة الارهاب في بلدان الساحل جنوب الصحراء. وقال الوزير رامسفيلد في ختام المحادثات ان «القاعدة» لا حظوظ لها في التمركز في منطقة شمال افريقياً، منوهاً بالمنهجية التي التزمتها البلدان المغاربية الثلاثة، الجزائر وتونس والمغرب، في مواجهة التطرف «ما يجعل حظوظ القاعدة ضئيلة في المنطقة».

 

ورأى ان الاجراءات التي اتخذتها هذه الدول «مكنتها من العيش في سلام ومواجهة التطرف بنجاح». وسئل ان كان هناك قلق من وجود تنظيم «القاعدة» في بلدان الساحل والصحراء، فأجاب: «هناك مناطق عدة في العالم لا تخضع لسيطرة الحكومات. لكن لم تتخذ فيها الاجراءات نفسها التي رأيناها هنا». وكان الوزير رامسفيلد أوضح في مقابلة نشرتها صحيفة «لوماتان» أمس ان «القاعدة ومن يدور في فلكها ستعمل على محاولة التحكم في مناطق خارج دائرة القانون رغبة منها في خلق قواعد جديدة للعمليات، وهذا وقع تحديداً مع حركة طالبان في افغانستان». ورأى ان الحفاظ على الأمن على امتداد مضيق جبل طارق «مسألة حيوية بالنسبة لاستقرار المنطقة». وأوضح ان «حلفاءنا» استطاعوا احباط محاولة هجوم كانت «القاعدة» دبرته في مضيق جبل طارق في حزيران (يونيو) 2003.

 

وأضاف ان الولايات المتحدة تعمل مع شركائها وحلفائها في شمال افريقيا «من أجل الحؤول دون انتشار هذا النوع المهدد للأمن»، في اشارة الى منطقة الساحل جنوب الصحراء. وأكد ان واشنطن منشغلة بقدرة الجماعات المتشددة على التحرك في منطقة الصحراء. كما اعلن ان المناورات العسكرية البحرية التي اجرتها واشنطن مع دول جنوب البحر المتوسط «تعبر عن الانشغال بالتهديدات التي تحدق بمنطقة الشمال الافريقي»، موضحاً انها تخص الارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وتهريب المخدرات و «يبقى من الضروري على هذه الدول ان تعمل على تحسين القدرة في التواصل والعمل المشترك». واعتبر دور المغرب بهذا الصدد بالغ الأهمية «لأنه أقرب صديق الى الولايات المتحدة الأميركية. وهو واحد من بين حلفاء الناتو ويتوافر على قوات مسلحة لها وزنها، إضافة الى قربه من مضيق جبل طارق». وقال ان هناك محادثات دورية بين المغرب واميركا لتطوير التعاون العسكري الثنائي، مشيراً الى ان القيادة الأوروبية – الأميركية العسكرية في «الناتو» ستعمل على عقد اجتماع في الشهور القليلة المقبلة مع نظيراتها في القوات المسلحة المغربية للبحث في التعاون في الحرب على الارهاب وعمليات حفظ السلام.

 

وشارك في المحادثات المغربية – الاميركية اعضاء الوفد الأميركي وضم بيتر رودمان نائب وزير الدفاع المكلف السياسة الخارجية، وجيمس تساف رديس المستشار العسكري في وزارة الدفاع، والسفير الاميركي في الرباط شومان رايلي، ومن الجانب المغربي وزير الخارجية محمد بن عيسى والوزير المنتدب المكلف إدارة الدفاع الوطني عبدالرحمن السباعي والمنسق العام للقوات المغربية الجنرال عبدالعزيز بناني.

 

وأجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد ذلك محادثات مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بحضور بيتر غودرام مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وبيتر هايس السكرتير الخاص لجاك سترو. وكذلك الوزير المغربي المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري. وذكرت المصادر ان المحادثات عرضت الى الحرب على الارهاب وأزمة الشرق الأوسط والوضع الاقليمي في الشمال الافريقي، وتعتبر هذه أول زيارة لرئيس الديبلوماسية البريطانية الى المغرب منذ 23 سنة، بيد ان تزامنها وتفكيك السلطات المغربية خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» يدفع الى الاعتقاد بأهمية التنسيق المغربي – البريطاني في الحرب على الارهاب. لكن بريطانيا على رغم طلب السلطات المغربية تسليم مطلوبين كانت تتذرع بعدم وجود اتفاقات لتسليم المطلوبين، وإن كان القضاء المغربي دان رعايا يقيمون في بريطانيا وطلب الى السلطات في لندن تسليمهم. وكان لافتاً ان التحريات حول الشبكات الأخيرة التي ارتبط نشاطها بمنطقة الساحل والصحراء عرضت الى تورط رعايا مغاربة كانوا يقيمون في بريطانيا. ولا يعرف ان كانت الزيارة ستتوج بإبرام اتفاق بهذا الشأن أم ان ذلك سيبقى متروكاً لاتصالات بين وزيري العدل في البلدين.

 

وبارتباط مع موضوع الحرب على الارهاب، نفت مصادر رسمية في الرباط وجود اي معتقل سري أو عادي تحت تصرف الاستخبارات الاميركية. وقال مسؤول مغربي رفيع المستوى لـ «الحياة» امس «لا وجود لأي سجن سري في المغرب تحت وصاية أي إدارة اميركية أو غيرها، ولا يوجد سجن في هذا النطاق غير السجون الواقعة تحت نفوذ القضاء»، كما ان المغرب لم يتسلم من السلطات الاميركية اي معتقل من غوانتانامو غير حاملي الجنسية المغربية، في اشارة الى ثلاثة معتقلين سلموا الاسبوع الماضي وخمسة آخرين العام الماضي. واعتبر المسؤول المغربي ان تردد أنباء بهذا الصدد «يراد من ورائه التشكيك في التوجه الرامي الى تحسين سجل البلاد في احترام حقوق الانسان»، مؤكداً ان هذا الخيار لا رجعة فيه. واوضح ان مركز تمارة الذي جرى الحديث عنه «تابع للاستخبارات المدنية مثل اي جهاز في أي دولة له مقر وموظفون».

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 14 فيفري 2006)

 

 

فايننشال تايمز: بوش يتراجع عن دمقرطة العرب

محمد عبد الحليم   كشفت صحيفة « فايننشال تايمز » البريطانية عن أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تعيد النظر حاليا في خططها المعلنة لنشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط بعد الفوز الساحق لحركة حماس الإسلامية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة.   وأوضحت الصحيفة في تقرير (*) لها أن « المحافظين الجدد المقربين من الرئيس الأمريكي بدءوا يراجعون خططهم لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط بعد الفوز الساحق لحركة حماس في الانتخابات الفلسطينية ».   وأضافت أنه منذ ظهور نتائج تلك الانتخابات فإن « فيضا من التقارير والدراسات ينهال على إدارة بوش ينصحها بالتروي والإبطاء في مسألة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ».   كما صدرت توصيات عديدة من المراكز البحثية والفكرية المحافظة والداعمة للإدارة الجمهورية في البيت الأبيض تدعوها إلى « عدم الضغط على الأنظمة (العربية)، والتوقف عن المضي قدما في اتجاه فرض نموذج نشر الديمقراطية في شرق أوربا على دول المنطقة الإسلامية ».   ورأت « فايننشال تايمز » الإثنين 13-2-2006 أن الوضع الذي خلقه فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحدث انقسامات وتصدعات بدأت في الظهور بين صفوف المحافظين الجدد الذين تبوءوا منصب القيادة الأيديولوجية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.   وأوضحت أنه فيما يدافع بعضهم عن نتائج الانتخابات الفلسطينية باعتبارها وسيلة مفيدة لجعل حماس مسئولة عن تصرفاتها وتطويع مواقفها، انتقد البعض الآخر هذا الموقف انطلاقا من قناعاتهم الرافضة للتعامل مع الإٍسلاميين.   غير أن الصحيفة البريطانية أشارت في الوقت نفسه إلى أن المكاسب الانتخابية التي جناها الإسلاميون عام 2005 في إيران (فوز التيار المحافظ في انتخابات الرئاسة)، وفي مصر (فوز جماعة الإخوان المسلمين بخمس مقاعد البرلمان لأول مرة) وأخيرا في فلسطين، بدأت « تهز إيمان المسئولين الأمريكيين بفرض الديمقراطية في شرق أوربا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي على دول منطقة الشرق الأوسط، وباتت قناعتهم بتكرار هذا النموذج الأوربي بين دول المنطقة ضعيفة » بعد أن كانوا يرون أن نشر الديمقراطية وسيلة ناجعة لمكافحة « الإرهاب » القادم من تلك المنطقة.   رضا عن الأنظمة    ودللت « فايننشال تايمز » على أن الإدارة الأمريكية بالفعل بدأت تصغي إلى التوصيات الرامية إلى عدم التعجل في فرض الديمقراطية، بقولها: إنه « رغم الانتقادات التي وجهتها الإدارة إلى النظام المصري بسبب خروقاته في إدارة الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن الموازنة الأمريكية لعام 2007 يتوقع أن تشهد زيادة في حجم المعونات العسكرية التي تمنحها واشنطن للقاهرة باعتبارها « حليفا مهما في الحرب على الإرهاب ».   وعرضت الصحيفة للنصائح والنداءات التي تدعو بوش إلى عدم التسرع والضغط من أجل فرض الديمقراطية على الشرق الأوسط، ومنها ما قاله أريل كوهين الباحث في « مؤسسة هيريتج » -مركز الدراسات المحافظ الداعم للسياسة الخارجية لبوش-: إن « الدرس المستفاد من فوز حماس هو أن عملية نشر الديمقراطية يجب أن يتم إبطاؤها وإضفاء صبغة واقعية عليها، إضافة إلى وجوب اعتبار الدمقرطة عملية طويلة المدى »، معتبرا الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها.   ورأى كوهين، في ورقة بحثية عن الشرعية التي اكتسبتها حماس بفوزها في الانتخابات، أنه يجب أن يتم النظر إليها كـ »حادث كارثي يوجب إعادة تقويم السياسة (الأمريكية المتبعة) في الشرق الأوسط ».   كذلك فإن « نيكولاس جفوسديف »، رئيس التحرير التنفيذي لدورية « ناشيونال إنترست » الأمريكية التي تروج لاتباع سياسة خارجية « واقعية »، رأى بدوره أن بعض المسئولين الأمريكيين بدءوا بالفعل يشككون في الطرح الذي عبر عنه بوش في خطاب التنصيب لولايته الثانية قبل أكثر من عام حين قال: « إن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط يمثل ضرورة أخلاقية ومصلحة وطنية أمريكية ».   وأضاف جفوسديف أن « القناعة بإمكانية تطبيق نموذج ديمقراطية شرق أوربا على الشرق الأوسط بدأت تهتز بين المسئولين الأمريكيين ».   واستشهد على ذلك قائلا: إن الفتور الذي يبديه هؤلاء المسئولون إزاء الضغط والمطالبة بدمقرطة الشرق الأوسط بات واضحا؛ حيث اختفت تقريبا تصريحات مسئولي الإدارة الأمريكية الداعية إلى ذلك بعد أن كانت ملء السمع والبصر خلال العام الماضي.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 14 فيفري 2006)   (*) النص الحرفي لتقرير الفايننشال تايمز اللندنية بتاريخ 13 فيفري ‏2006‏‏

————————————————————-

Hamas triumph sparks bout of soul-searching in US

>By Guy Dinmore

 

>Published: February 13 2006 02:00

 

Shock waves from the victory of Hamas in last month’s Palestinian elections are not only reverberating within the Bush administration. The president’s conservative supporters are also voicing doubts over the wisdom of pressing ahead with a crash course in democracy for the Middle East.

 

Condoleezza Rice, secretary of state, is receiving reviews of where her officials went wrong with assessments and analysis of the pre-election picture, according to David Welch, the department’s top envoy for the region.

 

Defending what the administration calls a collective failure to foresee a victory by the Islamist group that the US classifies as « terrorist », Mr Welch told reporters last week: « I don’t know that anybody called this one, quote-unquote, ‘right’. » They knew about the « possibility » of Hamas winning a majority. « What we didn’t accurately calculate was the ‘probability’. »

 

Flying to London shortly after Fatah was voted out of office, Ms Rice told reporters she had asked for a « hard look » at « why nobody saw it coming ».

 

An official of the Central Intelligence Agency dismissed suggestions of another « intelligence failure ». « It is not our job to call elections, » she said.

 

Ariel Cohen of the Heritage Foundation, a conservative think-tank normally supportive of the Bush administration’s foreign policy, dismissed the claim that the group’s success was not foreseen. « It could be seen from 10 miles away, the size of a 60 tonne locomotive, » he told the FT. « Those who didn’t see it, cared not to look. »

 

The lesson for the Bush administration was that it should slow down, be pragmatic and see democratisation as a long-term process. Elections were not the goal, he said. In a paper for Heritage, he wrote that the democratic legitimacy acquired by Hamas should be viewed as a « catastrophic event that forces reassessment of policy in the Middle East« .

 

Clayton Swisher, analyst at the Middle East Institute, was an observer at the Palestinian polls. Several months ago he submitted a report to a senior State Department official advising that Hamas was growing in popularity. He said the Americans lacked empathy and information because they had stopped going to Gaza for security reasons.

 

« They [the US administration] have a vision of how things are supposed to be and don’t listen to alternatives, » he said. The late effort to spend US money on projects meant to cast Fatah in a good light had also backfired, he argued.

 

Nicholas Gvosdev, executive editor of the National Interest which promotes a « realist » foreign policy, said some officials were questioning the premise, set out in President George W. Bush’s second inaugural address a year ago, that spreading democracy was a moral imperative as well as in America‘s national interests.

 

After other electoral gains by Islamists in Iran, Iraq and Egypt, the faith of officials in the applicability of the east European model to the Middle East was being shaken, he said.

 

Cracks are also appearing among the neo-conservatives who have been in the ideological driving seat since the al-Qaeda attacks of September 2001. Some have defended the elections as useful in bringing Hamas to account. Others have criticised the administration.

 

The Bush administration’s explanation – that the Palestinian people had not voted against peace but for more efficient government services – has been rejected as « apologist » by Charles Krauthammer, a prominent conservative commentator.

 

« By a landslide, » he wrote, « the Palestinian people have chosen. . .rejectionism, Islamism, terrorism, rank anti-Semitism and the destruction of Israel in a romance of blood, death and revolution. Garbage collection on Wednesdays. »

 

Mr Krauthammer advocated that Hamas be cut off completely.

 

The Bush administration says it will not deal with Hamas. However, beneath the president’s rhetoric, analysts say, a certain degree of pragmatism prevails.

 

Despite criticism of Egypt‘s flawed elections and its jailing of an opposition politician, the US federal budget for 2007 released this week shows an increase in military funding to the important ally in the « war on terror ».

 

Find this article at:

http://news.ft.com/cms/s/ba3c3522-9c34-11da-8baa-0000779e2340,s01=1.html


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

24 février 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2104 du 24.02.2006  archives : www.tunisnews.net Vérité-Action: Tunisie – Intervention musclée

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.