الثلاثاء، 14 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2639 du 14.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات / متابعة “البديل عاجل”:كارثة بيئية “البديل عاجل”:إضراب جوع “البديل عاجل”:لجنة النظام تواصل نشاطها (1) “البديل عاجل”:لجنة النظام تواصل نشاطها (2) “البديل عاجل”:امتحان من طراز خاص  د. خــالد الطــراولي: الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟ (3 من 3) بشير العبيدي: منحة التعلّم… ومحنة البطالة مرسل الكسيبي: تونس تتأرجح بين مؤشرات الانفتاح ودلائل الفرملة الامجد الباجي: من قال لا للمسرح على قرطاج؟ جريدة “الإقتصادية”:البت في دعوى “تنمية” السعودية ضد الحكومة التونسية خلال أسبوعين صحيفة “الشرق”: الاستثمارات الخليجية «تخترق» العاصمة التونسية بشكل غير مسبوق … صحيفة “الشرق الأوسط” :المرأة التونسية: هل من طريق للتراجع؟ جريدة “الصباح”:هل أصبحت اللهجة التونسية فـــي حاجــة إلــى حمايــة؟ الشروق: خطير: 88 % من الشباب يستخدمون الكلام البذيء، والقانون عــاجـز صحيفة “الشرق”:تونس: تعديلات في أسعار مشتقات الحبوب لمواجهة ارتفاع الأسعار في السوق العالمية.. جريدة “الصباح”:في شارع مدريد بالعاصمة:انفجار أنبوب للماء وتسرّب لنصف ساعة جريدة “الصباح”:السوق السياحية الجزائرية وات: موكب تسلم المسؤولين الجدد في قطاع الإعلام مهامهم موقع “الجزيرة.نت” :غل يترشح رسميا لرئاسة تركيا  صحيفة “الحياة” :المغرب: هجوم إنتحاري فاشل يستهدف حافلة تقل سياحاً موقع “ليبيا اليوم”:خواطر وذكريات مع شيخ المحققين شيخنا الأستاذ الدكتور محمد الهادي أبو الأجفان رحمه الله هاشم صالح:من يكون الرجل الذي قطع ساركوزي إجازته لحضور جنازته؟   الجزيرة.نت: عرض لكتاب عبد الرحمن الكواكبي.. شهيد الحرية ومجدد الإسلام د. فيصل القاسم:تحية إلى “أمير الشعراء” و”شاعر العرب”!

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


يديعوت تكشف أسرار طرد سهى عرفات من تونس

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء النقاب عن سر طرد الرئيس التونسي لعقيلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات سهى الطويل “عرفات” من تونس قبل شهر.

وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد أصدر مرسوما سحب بموجبه جنسية سهى عرفات، وأبقى القصر الرئاسي طي الكتمان سبب خروج سهى وابنتها زهوة العاجل من البلاد.

وقالت يديعوت إن مغادرة سهى ترتبط بشبكة العلاقات الوثيقة التي تطورت بينها وبين نسيب الرئيس التونسي، شقيق زوجته ليلى”.

وأضافت: في أعقاب النشر عن الخطبة السرية – نسيب الرئيس متزوج من امرأة أخرى – هددت سهى برفع دعوى تشهير ضد “كل ناشري الثرثرة عديمة الأساس”، وادعت بشدة بأن العلاقات هي “مجرد تجارية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن سهى لا يمكنها أن تعود إلى فرنسا حيث كانت تسكن من قبل بسبب التحقيق الذي يجري ضدها هناك على نقل ملايين الدولارات التي تعود إلى أجهزة السلطة الفلسطينية لحساباتها البنكية الخاصة

(المصدر: موقع “وعد.. دعم حركة المقاومة” (لبنان) بتاريخ 14 أوت 2007)

الرابط: http://wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=11169


تونس تسحب الجنسية عن سهى عرفات والسبب مجهول

 
تونس (رويترز) – أعلنت تونس عن سحب الجنسية التونسية نهائيا من سهى عرفات أرملة الرئيس الفسطيني الراحل ياسر عرفات بعد أقل من عام من حصولها عليها دون أن تفسر أسباب هذا القرار المفاجيء. وجاء في الرائد الرسمي التونسي (النشرة الرسمية) انه تقرر سحب ” الجنسية التونسية من السيدة سهى بنت داود بن جبران الطويل المولودة بالقدس في 17 جويلية (يوليو) 1963 المتحصلة عليها بالتجنس.” ولم تعلن اسباب سحب الجنسية ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الحكومة كما رفضت مصادر في السفارة الفلسطينية وفي مكتب سهى عرفات في تونس التعليق.  لكن مصادر ذكرت أن سهى عرفات سافرت منذ نحو عشرة أيام الى مالطا برفقة ابنتها زهوة للاستقرار هناك. وحصلت سهى وزهوة عرفات في سبتمبر ايلول الماضي على الجنسية التونسية. وأقامت الاثنتان في تونس لفترة بعد رحيل عرفات عام 2004. وفي العام الماضي حصلت سهى على ترخيص لانشاء معهد خاص مع شركاء من تونس لتدريس المقررات الفرنسية. وأثار الترخيص بإنشاء هذا المعهد استياء بوعبدلي مالك احد أشهر المعاهد الخاصة بالعاصمة واتهم السلطات بالتسبب في غلق معهده محاباة لسهى عرفات. وتزوج الرئيس الفلسطيني بسهى عام 1990 بعد أن عملت بمكتبه وانجبت منه زهوة عام 1995. (المصدر: موقع “سويس إنفو” (سويسرا) بتاريخ 14 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

رفضت التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها

 سهى عرفات: الوضع الفلسطيني يشغلني أكثر

 
لندن , تونس – بارعة علم الدين
   رفضت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها التي كان الرئيس زين العابدين بن علي منحها لها العام الماضي، معتبرة أن «هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر» من السحب المفاجئ للجنسية التونسية. وقالت السيدة عرفات لـ «الحياة» في اتصال هاتفي من مالطا حيث تزور وابنتها زهوة ووالدتها شقيقها غابي الطويل وعائلته، وهو السفير الفلسطيني في لافاليتا، إن «ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع (سحب الجنسية) جملة وتفصيلاً». وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن خلافاً نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة (12 عاماً) متابعة دراستها فيها. وكانت تونس سحبت جنسيتها من عرفات بعد 11 شهراً من حصولها عليها. وحملت الجريدة الرسمية التونسية التي صدرت قبل أيام مرسوماً رئاسياً من سطرين «بسحب الجنسية التونسية من سهى داود الطويل» من دون شرح الأسباب. وحمل المرسوم المؤرخ في 2 آب (اغسطس) الجاري توقيع الرئيس بن علي الذي كان منحها الجنسية التونسية في أيلول (سبتمبر) الماضي. ولوحظ في الأسابيع الأخيرة غياب الحراسات المعتادة من محيط الفيلا التي كانت أرملة عرفات تقيم فيها على ساحل ضاحية قمرت في شمال العاصمة تونس. وتزامن غياب الحراسات مع مغادرتها البلاد مطلع الشهر الماضي إلى مالطا. وأقامت سهى الطويل في تونس منذ انضمت إلى مكتب عرفات في العام 1984 وقبل أن يتزوجها في العام 1990، ولم تغادرها سوى فترات قصيرة للإقامة في غزة ثم إلى فندق «ريتز» في باريس في العام 2000. وأفادت مصادر مطلعة أن الفيلا التي كانت تقيم فيها ملك للحكومة التونسية، وهي عبارة عن بيت ضيافة كان عرفات يستقبل فيه زواره الأجانب. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

شائعات عن خلافات مع زوجة الرئيس بن علي

تونس تسحب جنسيتها من سهى عرفات بدون توضيح الأسباب

 
دبي – العربية.نت  
سحبت تونس جنسيتها من سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد 11 شهراً من حصولها عليها, وحملت الجريدة الرسمية التي صدرت قبل أيام مرسوماً رئاسياً “بسحب الجنسية التونسية من سهى داود الطويل (سهى عرفات) من دون شرح الأسباب. وذكرت جريدة “الحياة” اللندنية اليوم 14-8-2007 أن المرسوم المؤرخ في 2 أغسطس/ آب الجاري حمل توقيع الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان منحها الجنسية التونسية في سبتمبر/أيلول الماضي. ورفضت سهى عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها، معتبرة أن “هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر” من السحب المفاجئ للجنسية التونسية, وذلك بحسب ما نشرته “الحياة”. وأكدت عرفات أن “ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع (سحب الجنسية) جملة وتفصيلاً”. وقالت مصادر مطلعة إن خلافاً نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة (12 عاماً) متابعة دراستها فيها. ولوحظ في الأسابيع الأخيرة غياب الحراسات المعتادة من محيط الفيلا التي كانت أرملة عرفات تقيم فيها على ساحل ضاحية قمرت في شمال العاصمة تونس. وتزامن غياب الحراسات مع مغادرتها البلاد مطلع الشهر الماضي إلى مالطا. وأفادت مصادر مطلعة أن الفيلا التي كانت تقيم فيها ملك للحكومة التونسية، وهي عبارة عن بيت ضيافة كان عرفات يستقبل فيه زواره الأجانب. وأقامت سهى الطويل في تونس منذ انضمت إلى مكتب عرفات في العام 1984 وقبل أن يتزوجها في العام 1990، ولم تغادرها سوى فترات قصيرة. (المصدر: موقع العربية.نت (دبي) بتاريخ 14 أوت 2007)

غموض حول سحب تونس للجنسية من سهى عرفات

 
نقلت صحيفة القدس العربي عن مراسلها في تونس ان الرئيس التونسي اصدر هذا الأسبوع في تطور مفاجئ، أمرا بسحب الجنسية التونسية نهائيا من ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات سهي بعد ان كانت حصلت عليها في خريف 2006. وأعلنت النشرة الرسمية للجمهورية التونسية المعروفة باسم الرائد الرسمي ان الأمر الرئاسي حمل عدد 1976 وصدر في اغسطس الجاري فيما لم تورد وسائل الاعلام التونسية النبأ. وجاء في نص الأمر الرئاسي مايلي: تسحب الجنسية التونسية من السيدة سهي بنت داوود بن جبران الطويل المولودة بالقدس في 17 يوليو 1963 المتحصلة عليها بالتجنس في سبتمبر 2006 ولم تورد الحكومة التونسية اي توضيحات لاسباب امر الرئيس بسحب الجنسية من سهي عرفات هكذا بشكل مفاجئ ولا الهدف من ذلك لكن مصادر قانونية قالت ان سحب الجنسية ينجم عنه فقدان ارملة الرئيس الفلسطيني لعديد حقوقها المادية والمعنوية في تونس كمواطنة تونسية. (المصدر: صحيفة “الراية” (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

لا تعليق فلسطينياً حول سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات

 
رفض سلمان الهرفي سفير فلسطين لدى تونس التعليق على التقارير التي أشارت إلى سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال الهرفي أمس (الاثنين) ليونايتد برس انترناشيونال، انه لم يبلغ بقرار سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات، ولم يطلع عليه. وبالتالي “لا تعليق لي حول هذا الأمر الذي أجهل أسبابه”. كما رفض الدبلوماسي الفلسطيني تأكيد أو نفي ما إذا كانت سهى عرفات قد غادرت تونس فعلاً لتقيم في مكان آخر، فيما أكدت مصادر فلسطينية مقربة من الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتونس ان سهى عرفات غادرت تونس مع ابنتها زهوة بعد اقامة استمرت أكثر من عشرة أعوام. ولم يتسن الاتصال بمكتب سهى عرفات بتونس، كما لم يتسن أيضاً الحصول على موقف رسمي تونسي باعتبار ان الاثنين عطلة رسمية (عيد المرأة) في الوقت الذي أكدت فيه المصادر الفلسطينية ليونايتدبرس انترناشيوال ان مغادرة سهى عرفات لتونس تمت الشهر الماضي، أي قبل صدور المرسوم المتعلق بسحب الجنسية التونسية منها. وكانت تقارير صحافية قد أشارت في وقت سابق إلى أن السلطات التونسية أصدرت مرسوماً يقضي بسحب الجنسية التونسية نهائياً من سهى عرفات التي منحت لها ولابنتها زهوة قبل عام”. وأشارت إلى ان هذا المرسوم نشر في العدد 1976 من الجريدة الرسمية للجمهورية التونسية التي تعرف باسم “الرائد الرسمي” الصادر في مطلع الشهر الجاري. وتقيم سهى عرفات في تونس برفقة ابنتها زهوة (12 عاماً) منذ وفاة زوجها ياسر عرفات في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام ،2004 وهي تحيط تحركاتها بكثير من السرية، كما تتجنب القيام بأنشطة سياسية أو اجتماعية. ويعود آخر ظهور علني لها برفقة ابنتها زهوة إلى منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي في ليبيا عندما حضرت حفلاً تم خلاله اطلاق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على واحد من أكبر ميادين العاصمة الليبية طرابلس، وهو ميدان “القادسية” في منطقة الظهرة وسط العاصمة. يشار إلى أن سهى عرفات ولدت في القدس عام ،1963 وهي تنحدر من عائلة فلسطينية مسيحية ثرية هي عائلة “الطويل”، حيث تزوجت الرئيس عرفات سراً عام 1990 وهي في سن 27 ربيعاً بينما يكبرها عرفات بنحو 30 عاماً. وفي عام 1992 أعلن رسمياً عن زواجها من عرفات، كما أعلن في الرابع والعشرين من شهر يوليو/ تموز من عام 1995 عن ولادة ابنتها الوحيدة زهوة في المستشفى الأمريكي بباريس. (يو. بي. آي) (المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 14 أوت 2007)
 

 
 

تونس تسحب الجنسية من سهى عرفات

سهى عرفات في مالطا.. بعد سحب الجنسية التونسية منها

 

 
تونس (CNN) — سحبت تونس جنسيتها من أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سهى، وفق ما أعلن مسؤولون الثلاثاء. وجاء في قرار صادر عن دائرة الأحوال المدنية التونسية، في الثاني من أغسطس/آب الحالي، أن سهى عرفات، البالغة من العمر 44 عاماً والمولودة في مدينة القدس، فقدت الجنسية، بعد أن منحت الجنسية التونسية العام الماضي. ولم يقدم القرار أي تفسير لهذه الخطوة التونسية، كما لم يشر إلى ابنة عرفات، زهوة، البالغة من العمر 12 عاماً والتي أصبحت مواطنة تونسية في اليوم نفسه الذي حصلت فيه والدتها على الجنسية، وفقاً للأسوشيتد برس. ويعتقد أن سهى غادرت تونس، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أنها توجهت إلى مالطا. يذكر أن أرملة الزعيم الفلسطيني كانت قد استقرت في تونس بعد وفاة زوجها في أحد المستشفيات الفرنسية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004. وفي مقابلة نشرتها صحيفة الحياة اللندنية الثلاثاء، رفضت سهى عرفات التعليق على قرار تونس سحب الجنسية منها، لكنها أشارت إلى أنها وصلت إلى العاصمة المالطية، فاليتا، حيث يشغل شقيقها غائب الطويل منصب السفير الفلسطيني. وكانت شائعات في وقت سابق قد ربطت بين سهى عرفات وشقيق ليلى بن علي، زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. غير أن سهى نفت الخبر على موقعها على الإنترنت عبر تصريح صادر عن مكتبها في غزة في ذلك الوقت، جاء فيه: “هذا الخبر عاري تماما من الصحة وهو تشويه لصورة الرئيس الراحل ياسر عرفات وأرملته وكريمته زهوة.” وأكد مكتب سهى عرفات بأنها “لن تتزوج بأحد بعد الرئيس الراحل ياسر عرفات وسيبقى الرئيس الراحل ياسر عرفات هو الرجل الوحيد في حياتها.” * المصدر : موقع قناة “سي.أن.أن” بالعربي بتاريخ 14 أوت 2007 .  الرابط: http://arabic.cnn.com/2007/entertainment/8/14/suha.arafat_tunis/  

شائعات عن خلافات مع زوجة الرئيس بن علي تونس تسحب جنسيتها من سهى عرفات بدون توضيح الأسباب

 

دبي – العربية.نت سحبت تونس جنسيتها من سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد 11 شهراً من حصولها عليها, وحملت الجريدة الرسمية التي صدرت قبل أيام مرسوماً رئاسياً “بسحب الجنسية التونسية من سهى داود الطويل (سهى عرفات) من دون شرح الأسباب. وذكرت جريدة “الحياة” اللندنية اليوم 14-8-2007 أن المرسوم المؤرخ في 2 أغسطس/ آب الجاري حمل توقيع الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان منحها الجنسية التونسية في سبتمبر/أيلول الماضي. ورفضت سهى عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها، معتبرة أن “هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر” من السحب المفاجئ للجنسية التونسية, وذلك بحسب ما نشرته “الحياة”. وأكدت عرفات أن “ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع (سحب الجنسية) جملة وتفصيلاً”. وقالت مصادر مطلعة إن خلافاً نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة (12 عاماً) متابعة دراستها فيها. ولوحظ في الأسابيع الأخيرة غياب الحراسات المعتادة من محيط الفيلا التي كانت أرملة عرفات تقيم فيها على ساحل ضاحية قمرت في شمال العاصمة تونس. وتزامن غياب الحراسات مع مغادرتها البلاد مطلع الشهر الماضي إلى مالطا. وأفادت مصادر مطلعة أن الفيلا التي كانت تقيم فيها ملك للحكومة التونسية، وهي عبارة عن بيت ضيافة كان عرفات يستقبل فيه زواره الأجانب. وأقامت سهى الطويل في تونس منذ انضمت إلى مكتب عرفات في العام 1984 وقبل أن يتزوجها في العام 1990، ولم تغادرها سوى فترات قصيرة. ·    (  المصدر : العربية نت بتاريخ 14 أوت 2007 .)  الرابط : https://il.nashman.com.ar/dmirror/http/www.alarabiya.net/articles/2007/08/14/37832.html  

دبلوماسي فلسطيني يرفض التعليق على سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات

رفض سلمان الهرفي سفير فلسطين لدى تونس التّعليق على التقارير التي أشارت في وقت سابق إلى سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال الهرفي أمس ل«يونايتد برس انترناشيونال» إنه لم يبلغ بقرار سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات، ولم يطلع عليه، وبالتالي «لا تعليق لي حول هذا الأمر الذي أجهل أسبابه». كما رفض الدبلوماسي الفلسطيني تأكيد أو نفي ما إذا كانت سهى عرفات قد غادرت تونس فعلاً لتقيم في مكان آخر، فيما أكدت مصادر فلسطينية مقربة من الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتونس أن سهى عرفات غادرت تونس مع ابنتها زهوة بعد إقامة استمرت أكثر من عشرة أعوام. ولم يتسن الاتصال بمكتب سهى عرفات بتونس، كما لم يتسن أيضاً الحصول على موقف رسمي تونسي باعتبار أن أمس الاثنين هو يوم عطلة رسمية (عيد المرأة)، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه المصادر الفلسطينية ل«يونايتدبرس انترناشيونال» أن «مغادرة سهى عرفات لتونس تمت الشهر الماضي، أي قبل صدور المرسوم المتعلق بسحب الجنسية التونسية منها». وكانت تقارير صحافية قد أشارت في وقت سابق إلى أن السلطات التونسية أصدرت مرسوماً يقضي بسحب الجنسية التونسية نهائياً من سهى عرفات التي منحت لها ولابنتها زهوة قبل عام، وأشارت إلى أن هذا المرسوم نشر في العدد 1967 من الجريدة الرسمية للجمهورية التونسية التي تعرف باسم «الرائد الرسمي» الصادر في مطلع الشهر الجاري. وتقيم سهى عرفات في تونس برفقة ابنتها زهوة (12 عاماً) منذ وفاة زوجها ياسر عرفات في نوفمبر من العام 2004، وهي تحيط تحركاتها بكثير من السرية، كما تتجنب القيام بأنشطة سياسية أو اجتماعية. يشار إلى أن سهى عرفات ولدت في القدس عام 1963، وهي تنحدر من عائلة فلسطينية مسيحية ثرية هي عائلة «الطويل»، حيث تزوجت الرئيس عرفات سراً عام 1990 ، وهي في سن 27 ربيعاً بينما يكبرها عرفات بنحو 30 عاما. (يوبي اي)  * المصدر : صحيفة “البيان” (يومية إماراتية) بتاريخ 14 أوت 2007 .  الرابط : http://www.alkhaleej.co.ae/articles/show_article.cfm?val=415894  

لا تعليق فلسطينياً حول سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات

 

رفض سلمان الهرفي سفير فلسطين لدى تونس التعليق على التقارير التي أشارت إلى سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال الهرفي أمس (الاثنين) ليونايتد برس انترناشيونال، انه لم يبلغ بقرار سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات، ولم يطلع عليه. وبالتالي “لا تعليق لي حول هذا الأمر الذي أجهل أسبابه”. كما رفض الدبلوماسي الفلسطيني تأكيد أو نفي ما إذا كانت سهى عرفات قد غادرت تونس فعلاً لتقيم في مكان آخر، فيما أكدت مصادر فلسطينية مقربة من الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتونس ان سهى عرفات غادرت تونس مع ابنتها زهوة بعد اقامة استمرت أكثر من عشرة أعوام. ولم يتسن الاتصال بمكتب سهى عرفات بتونس، كما لم يتسن أيضاً الحصول على موقف رسمي تونسي باعتبار ان الاثنين عطلة رسمية (عيد المرأة) في الوقت الذي أكدت فيه المصادر الفلسطينية ليونايتدبرس انترناشيوال ان مغادرة سهى عرفات لتونس تمت الشهر الماضي، أي قبل صدور المرسوم المتعلق بسحب الجنسية التونسية منها. وكانت تقارير صحافية قد أشارت في وقت سابق إلى أن السلطات التونسية أصدرت مرسوماً يقضي بسحب الجنسية التونسية نهائياً من سهى عرفات التي منحت لها ولابنتها زهوة قبل عام”. وأشارت إلى ان هذا المرسوم نشر في العدد 1976 من الجريدة الرسمية للجمهورية التونسية التي تعرف باسم “الرائد الرسمي” الصادر في مطلع الشهر الجاري. وتقيم سهى عرفات في تونس برفقة ابنتها زهوة (12 عاماً) منذ وفاة زوجها ياسر عرفات في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام ،2004 وهي تحيط تحركاتها بكثير من السرية، كما تتجنب القيام بأنشطة سياسية أو اجتماعية. ويعود آخر ظهور علني لها برفقة ابنتها زهوة إلى منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي في ليبيا عندما حضرت حفلاً تم خلاله اطلاق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على واحد من أكبر ميادين العاصمة الليبية طرابلس، وهو ميدان “القادسية” في منطقة الظهرة وسط العاصمة. يشار إلى أن سهى عرفات ولدت في القدس عام ،1963 وهي تنحدر من عائلة فلسطينية مسيحية ثرية هي عائلة “الطويل”، حيث تزوجت الرئيس عرفات سراً عام 1990 وهي في سن 27 ربيعاً بينما يكبرها عرفات بنحو 30 عاماً. وفي عام 1992 أعلن رسمياً عن زواجها من عرفات، كما أعلن في الرابع والعشرين من شهر يوليو/ تموز من عام 1995 عن ولادة ابنتها الوحيدة زهوة في المستشفى الأمريكي بباريس. (يو. بي. آي) إطبع الخبر ·      المصدر : صحيفة “أخبار الخليج” (يومية – الإمارات العربية ) نقلا عن وكالة ” يونايتد برس انترناشيونال” للأنباء  بتاريخ 14 أوت 2007 .   الرابط : http://www.alkhaleej.co.ae/articles/show_article.cfm?val=415894  

بشكل مفاجئ.. ودون ذكر الأسباب الرئاسة التونسية تسحب الجنسية من أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

 

أصدرت السلطات التونسية بشكل مفاجئ أمرا رئاسيا يقضي بسحب الجنسية التونسية نهائيا من أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “سهى الطويل” بعد أن كانت حصلت عليها في خريف 2006 . و أعلنت النشرة الرسمية للجمهورية التونسية المعروفة بإسم “الرائد الرسمي” أن الأمر الرئاسي حمل عدد 1976 و صدر في أغسطس الجاري. و جاء في نصّ الأمرالرئاسي ما يلي : “تُسحب الجنسيّة التونسية من السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل المولودة بالقدس في 17 جويلية – يوليو 1963 المتحصلة عليها بالتجنّس”. و كانت حكومة الرئيس زين العابدين بن علي قد منحت الجنسية التونسية إلى السيدة سهى عرفات في سبتمبر – أيلول 2006 ، و لم تورد الحكومة التونسية أي أسباب لهذا الإجراء. الدويك لـ” الحقيقة الدولية” : القانون الدولي يسمح بسحب الجنسية كونها بالتجنس  وفي متابعة للقرار سحب جنسية  سهى عرفات اكد المحامي الدولي محمد دويك في تصريحات خاصة لـ”الحقيقة الدولية” ان القانون الدولي يسمح للسلطات في اية دولة بسحب الجنسية من اي شخص منحت له سابقا باعتبارها جنسية “طارئة” يتم الحصول عليها  بالتجنس لا بارتباط الشخص بالارض . واضاف دويك  ان الدولة التي تمنح الجنسية لأي شخص من خارج وطنها تقوم بتوقيعه على شرط يسمح بسحب الجنسية في اي وقت، موضحا ان ذلك يتم  بتنسيب من وزير الداخلية لرئيس الدولة. واشار دويك الى ان اتخاذ مثل هذه القرارات بحق شخصيات معروفة  قد يكون عقب شعور الدولة ان هناك تجاوزات بحق الأمن العام  او الأمن الاقتصادي او اي ممارسات سياسية أخرى. المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – نضال الخرشة |13-8-2007|  الرابط : http://www.factjo.com/fullNews.aspx?id=1397  

الرئيس التونسي يُصدر أمرا مُفاجئا بسحب الجنسية من سهى عرفات – غادرت تونس بصفة نهائية الى مالطا

التاريخ : 13 / 08 / 2007  الساعة :  10:00 بيت لحم – لندن – معا – قالت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن انه وفي ” تطور مفاجئ، أصدر الرئيس التونسي هذا الأسبوع أمرا بسحب الجنسية التونسية نهائيا من أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات سهي، بعد أن كانت حصلت عليها في خريف 2006. ” وأعلنت النشرة الرسمية للجمهورية التونسية المعروفة باسم الرائد الرسمي أن الأمر الرئاسي حمل عدد 1976 وصدر في آب (اغسطس) الجاري، فيما لم تُورد وسائل الإعلام التونسية النبأ. وجاء في نص الأمر الرئاسي ما يلي: تُسحب الجنسية التونسية من السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل المولودة بالقدس في 17 تموز (يوليو) 1963 المتحصلة عليها بالتجنس”. وكانت حكومة الرئيس بن علي قد منحت الجنسية التونسية إلى السيدة سهى عرفات في ايلول (سبتمبر) 2006. ولم تُورد الحكومة التونسية أي توضيحات لأسباب أمر الرئيس بسحب الجنسية من سهى عرفات هكذا بشكل مفاجئ ولا الهدف من ذلك، لكن مصادر قانونية قالت إن سحب الجنسيّة ينجب عنه فقدان ارملة الرئيس الفلسطيني لعديد من حقوقها المادية والمعنوية في تونس كمواطنة تونسية. وعُرفت سهى الطويل عرفات بإقامتها وابنتها زهوة في تونس منذ رحيل زوجها في 2004 وبصداقتها بحرم الرئيس التونسي، ليلي الطرابلسي. وفي 18 آب (أغسطس) 2006، كانت ارملة الرئيس الفلسطيني نفت نبأ زواجها من صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شقيق حرمه ليلي بن علي. وقالت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية وقتها إن ما نشر من إشاعات عن زواجي من بلحسن الطرابلسي غير صحيح علي الإطلاق . ونقلت مصادر اعلامية معلومات عن مغادرة السيدة عرفات تونس وانتقالها للعيش في مالطا منذ أسابيع. وأورد الإعلامي التونسي توفيق العياشي أنه قد يكون وراء قرارها الرحيل الي مالطا خلاف حاد نشب بينها وبين بعض شركائها في مشاريع لها في تونس . لكن لا سهى عرفات ولا الحكومة التونسية علّقتا علي هذه الأنباء.   المصدر : وكالة “معا” للأنباء بتاريخ 14 أوت 007 . الرابط : http/www.maannews.net/ar/index.php=3fopr=3dShowDetails&ID=3d78100

 

كارثة بيئية

 
يتردد بين أهالي قفصة هذه الأيام خبر مفاده أن السلط هناك تعتزم تجريف حوالي 20 هكتارا من الغابات المجاورة للمدينة بما من شأنه أن يضرّ بالتوازن البيئي بالجهة التي تعاني كغيرها من الكثير من الجهات من تهديد التصحر. وحسب ما يروج فإن هذا الإجراء اتُّخِذَ في إطار عملية تهيئة عمرانية بالجهة فيما يؤكد الكثير من المطلعين أنّ بعض المستثمرين – وربما بعضهم بعلاقة بالعائلات القريبة من الحكم – تريد وضع يدها على هذه المنطقة لإقامة مشاريع هناك. وقد أثار هذا الخبر سخط الكثير من المواطنين والمناضلين السياسيين الذي لا يخفون نيتهم في مواجهة هذه العملية. (المصدر: “البديل عاجل” بتاريخ 13 أوت 2007 عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)

إضراب جوع
 
دخل السيد توفيق بن أحمد مسعود منذ يوم 4 أوت 2007 إضرابا عن الطعام بمقر سكناه 10 نهج رمادة بمدينة الشابة وذلك للمطالبة بحقه في العودة للعمل بعد أن تم طرده. وكان السيد توفيق مسعود يعمل منذ سنة 1992 في الشركة البريطانية للتنقيب عن البترول العاملة بتونس ويوعز طرده لمؤامرة “مافيوزية” – على حدّ تعبيره – حيكت ضده وانتهت بالتخلص منه. وقد تبنى عديد المناضلين وناشطي حقوق الإنسان في الجهة حالته ويدعون لمؤازرته في تحركه. (المصدر: “البديل عاجل” بتاريخ 13 أوت 2007 عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)

لجنة النظام تواصل نشاطها (1)

 
سيحال غدا الثلاثاء 14 أوت 2007 كل من السيدين رضا البرهومي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسبيطلة وساسي بوعلاق عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين سابقا على لجنة النظام الوطنية بتونس العاصمة للتحقيق معهم في أحداث القصرين التي جدت إثر اعتداء فرق من البوليس وأعضاء الشعب الدستورية على النقابيين بالجهة خلال شهر جوان الماضي. ويبدو أن إحالة السيدين البرهومي وبوعلاق على لجنة النظام تندرج ضمن عملية استهداف مدروسة لعناصر نقابية معينة وهي كذلك دفعة على الحساب إذ يروج ما مفاده أن قائمة أخرى من نقابيي الجهة ستستدعى للجنة النظام للتحقيق قريبا. (المصدر: “البديل عاجل” بتاريخ 13 أوت 2007 عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)

لجنة النظام تواصل نشاطها (2)

 
ويروج أن لجنة النظام الوطنية ستنتقل مباشرة بعد الانتهاء من استنطاق نقابيي القصرين إلى جهة قفصة حيث سـ”تبحث” عددا آخر من نقابيي قفصة منهم السادة الناصر قطواني الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي وعبد الوهاب عليبي عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي والسبتي الرداوي عضو لجنة النظام الجهوية بقفصة وآخرون (سننشر لاحقا قائمة فيهم). ويؤكد كثير من النقابيين بما في ذلك أعضاء من لجنة النظام الوطنية نفسها أن هذه القائمة هي مقدمة لقائمة أطول ستحال تباعا على بحث هذه اللجنة. ويرافق هذا الإصرار على تشغيل لجنة النظام تساؤلات ملحة حول أبعاد هذا الموقف علما وأن اجتماعات مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسع كانت عارضت مؤخرا وبشدّة مثل هذا التوجه. والسؤال المطروح هو من يقف وراء هذا التمشي وماذا يمكن أن ينجم عنه داخل المنظمة النقابية التي تتهددها في ذات الوقت تحديات كثيرة سيحفل بها الموسم الاجتماعي والنقابي الذي هو على الأبواب. (المصدر: “البديل عاجل” بتاريخ 13 أوت 2007 عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)

امتحان من طراز خاص

 
خضع الناجحون في المناظرة المجراة أخيرا لانتداب إطارات جدد بشركة فسفاط قفصة لامتحان كتابي ثاني أغرب ما فيه نوعية الأسئلة التي طلب من المترشحين الإجابة عليها لمدة ساعتين وهذه هي الأسئلة : – الموضة تعني بالنسبة لك : أن تتبعها بحذافيرها؟ أن تكيفها حسب مذاقك؟ أن تبتكرها؟ – هل ترتب غرفتك: بانتظام؟ حسب فترات؟ عندما تجبر على ذلك؟ – ذوو القربى يرحبون: بتوجهك نحو العدالة؟ إخلاصك؟ مشاعرك؟ – تتعرف أحيانا إلى : إعادة قراءة مذكراتك لتفادي الأخطاء؟ الخلط بين الأسماء؟ محاولة ما دار على مسامعك؟ – عند مواجهة الخطر : تحافظ على برودة دمك؟ تحاول أن تبقى هادئا؟ تبدو مذعورا؟ – هل تمنح الثقة : بسهولة؟ لبعض الأشخاص فقط؟ بصعوبة؟ – هل أنت معتز بنفسك : لا بالمرة؟ بالتأكيد؟ في بعض الأحيان؟ علما وأن الذين شاركوا في هذه المناظرة وخضعوا لهذا الامتحان النفسي/التقني !!! كلّهم من حملة شهادات الإجازة وبعضهم على شهادة المرحلة الثالثة من التعليم العالي. بدون تعليق (المصدر: “البديل عاجل” بتاريخ 13 أوت 2007 عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)

 


الخلاص الفردي ومشاريع العودة… أين الخلل ؟ (3 من 3)

 
 د. خــالد الطــراولي  ktraouli@yahoo.fr إن هذه العودة الفردية والخلاص الشخصي إذا تواصلت بهذا النسق و في ظل هذه المباركة العلنية أو المخفية لبعض الوجوه أو سكوت الرضا من بعض الجهات، تمثل حسب زعمي ضربة قاسية للمشروع تزيده ضعفا وضمورا، وتضاف إلى منهجية التفريغ والتهميش والاستئصال التي لا زالت تطاله منذ عقود حيث أُرغِمَ المشروع السياسي والفكري على الانسحاب والتواري، والابتعاد القسري عن البناء لعدم وجود الطاقات الكفيلة، المسجونة أو المشردة، أو لغلبة الواقع الموضوعي، أو لهيمنة البعد الحقوقي على ما سواه كما أسلفت الحديث عنه، وخاصة لعدم وجود خطة عملية في التوظيف والبناء الفكري والمعرفي في ذلك، وهو الأهم. والليلة كالبارحة، وها أن المشروع نفسه لا يجد في وطنه إطارا من الحريات الكفيلة ببنائه، فالسجن الكبير لا يسمح بالإبداع ولا حتى بالتواجد البريء، غير المشي حذو الحائط بدون صوت أو إشارة، ولا يدخل أبنائه المهاجر مكرهين إذا التزموا السكون والتهميش، ولكن ينسحب أو يضمر نتيجة تواصل واقع داخلي ضاغط ولا شك، ولكن هذه المرة برضاء بعض حامليه، بوعي أو بغير وعي، وهم يعودون بدونه على أجنحة من سراب. استراتيجية العامل المهجري لا أزلت أعتقد بأن عملية التغيير والإصلاح ترتكز أساسا على بناء وفاقي بين الداخل والخارج، وأن المهجر يشكل عنصرا ثابتا ومحددا في البعد الإعلامي والبناء الفكري للتحضير للتحول. ومن الصدفة التي جعلت المهجر ملاذا، أصبح هذا الأخير عاملا أساسيا في نجاح التغيير، وأن ضموره أو نهايته تعني موت مشروع التغيير أو تأخيره أو تهميشه وفشله. ولقد رأينا مركزية العامل الخارجي في عديد المواقف والحالات التي تعرضت لها المعارضة والتي ساهم المهجر من خلال تعبئته الإعلامية وتواجده المباشر على الساحة الدولية بالتعريف بالقضية والمساهمة في تعرية وجه الاستبداد. إن تساؤلات عديدة تفرض نفسها وهي من بديهيات منهجية العودة وهدفها : هل إذا عدنا عادت معنا حرياتنا، عادت معنا شاشاتنا وكتاباتنا وأقوالنا وأفعالنا؟، أم نعود مغللين مكبلين لنلتحق بقافلة الأفواه المكمومة والأيادي المضمومة والأوجه الملطومة؟ لقد عشنا في منافي تنفّسنا فيها معاني الحرية ونسماتها وأشواقها، ويصعب علينا التنفس خارج إطارها والتخلي عنها بعدما كنهنا مذاقها. كيف بنا ونحن لم نعرف الحرية ولا لونها ورضينا بالمنافي والتشريد من أجلها، كيف اليوم ونحن لمسنا حقيقتها مع نسبيتها في هذه البلاد الطيبة وعشنا أيامها ولياليها، أن نرضى بانفلاتها عنا؟ لقد خرجنا من أجل الحرية، فهل نعود بدونها؟ لقد خرجنا من أجل وطن جريح، فهل نطأ أرضه من جديد دون أن نضمد جراحه؟ [ خالد الطراولي المنفيون والمشردون جنان معلقة أم مأساة منفية 15.02.2006 رسالة اللقاء رقم 3] [www.liqaa.net إني أزعم أن المهجر وإن كان إطار تشريد ونفي ولجوء وعذابات وفراق وآلام، غير أنه كان “فرصة” ورب ضارة نافعة، في وجود إطار من حرية نسبية، معدومة في الوطن، وجب استغلالها الأقصى وتوظيف زمنها الثمين في البناء الفكري والإعلامي، ولا أن يقع ارتهان المعرفي بالحقوقي لأكثر من عقد ونصف من الزمن، فضمر كل البناء وأصبح فضفاضا لا يقاوم أي موجة نقد جدية أو حتى استخفاف هابط. إن هذه العودة “للعادية” للفرد الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية هي أكبر خطأ تجاه المشروع وأكثر خطر يطاله للتهميش واللامبالاة، حيث أنه إذا تخلى أهل الدار عن دارهم فمن يحمل المفاتيح ويفتح الأبواب، فهي إلى التلاشي ولو على مراحل لا محالة تسير. وهذه ” العادية” و”اللامبالاة” التي تتبعها، تجاه المشروع والذي طال المهجّرين والمبعَدين لن يبقى حكرا عليهم، وسيطال أطرافا أخرى في الداخل إذا تواصل تفريغ الخارج من شحناته، وعلينا أن نتساءل عن حال أكثر من 30 ألف سجين انتموا يوما لهذا المشروع، ونسأل أين هم؟؟؟ متـــى نعـــود إذا ؟ ليست هجرتنا نهائية حتى وإن طال الاستقرار حياتنا من أهل وعشيرة وأبناء وحتى أحفاد، ومشاريع خاصة وعامة، لكن هجرتنا كانت ولا تزال يوم يمّمنا وجوهنا شطر هذه البلاد الطيبة، من أجل مشروع الحرية. فهل عادت الحرية حتى نعود لنساهم مع الأحرار في بناء هذا الوطن العزيز!!! إن هذه العودة المغشوشة والتي لا ننسى مباركة السلطة لها، تبقى التزاما ثنائيا مباشرا أو غير مباشر، ونوعا من الاتفاق الجلي أو الخفي بين طرفين، سلطة وفرد، يسمح الأول للثاني بمقتضاه بالعودة إلى الوطن في مقابل الخروج من المشهد السياسي كفاعل، وعدم الخوض المباشر في الشأن العام، والالتزام بمواطنة سلبية صامتة. ولن نبني على أحلام وأمل مغشوش في العمل، حتى وإن زعم البعض أن العمل في الداخل سيكون عفويا ويمكن أن يعوض المؤسسة، بعد أن تخلفت هذه الأخيرة عن أداء واجبها، وفشلت في أداء مهمتها، وحملها الإطار المستبد على التواري والعدم. والبعض ينسى طبيعة النظام نفسه وتاريخه وتوجسه المفرط من أي عمل إصلاحي، مؤسساتيا كان أو عفويا، إذا تحسس منه خطابا أو ممارسة يمكن أن تؤذيه أو تعاديه أو لا تخدم مصالحه. إن ساعة الصفر السياسية وحتى الحضارية هي التي يتم فيها الإعلان عن نهاية عهد الاستفراد والاستبداد، والسماح بالكرامة والحرية والتعددية داخل البلاد، وخاصة لوجود أحزاب مدنية ذات مرجعية إسلامية، كما يحدث في بلاد الجوار. حينذاك، وحينذاك فقط لن يبقى لنا مبرر واحد للبقاء خارج أسوار المدينة، ولن يبقى لنا مبرر واحد للتخلف عن ركب البناء والمساهمة المباشرة في ازدهار الوطن ورفاهية مواطنيه. ولا يُفهَم من هذا أن وجودنا في المهجر يبقى مشروع انتظار ووقوفا على الأعراف، ولكن كما ذكرنا آنفا، وجود فعل، و مقام نضال وبناء، ومساندة. ولن تأتي ساعة الصفر هذه على طبق من ذهب ولا في لفاف من حرير ولا ترقبا لها على نهر السين أو التاميز ولا في عودة صامتة تمشي حذو الحائط وتنشر اليأس على الجميع… ولكن عبر ثبات على المبادئ وعمل متواصل ومرونة في التعامل وثقة في النفس وفي المصير. إن المحدد الأساسي للعودة أو البقاء ليست مصلحة الفرد، ولكن مصلحة المشروع، والفرد جزء منه، وليس المحدد نزوات وحنينا وإحباطا ويأسا، ولكن جدوى وفعالية الإطار، ولا نخال الإطار الداخلي اليوم مهيأ ويحمل قابلية التعامل بعقلانية ورشد مع المشروع الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية. إن العودة الصحيحة والسليمة هي عودة المشاريع المنبوذة والمشردة والمقصاة والمنفية مع أصحابها وذويها، وهذا لن يكون ناجعا إلا ضمن اتفاق شامل وحل جامع، يخلّص المشهد السياسي من عقلية الاستفراد وثقافة التفرد ومنهجية الإقصاء… مـــا العمـــل ؟ لا يضير المشروع اليوم أن الكثير من أوراق اللعبة في يد السلطة وهي تنتهج منهجية القطرة قطرة في التعامل مع المشهد السياسي، ولكنه كما قلت آنفا الصبر والعمل والمراهنة على النفس الطويل مع مرونة لا تلغي الثوابت وبراغماتية لا تزيل المبادئ، زيادة على الثقة في المشروع الذي نحمله وفي الوطن الذي ينتظره وفي أن الكثير من الأوراق والمكاسب التي نحملها لا يجب أن تغيب أو يقع تهميشها أو تغافلها وقد بُنيَ بعضها على صفحات من دماء وأنين وآلام. إن المطلوب اليوم من حركة النهضة، وهو الفصيل التي عبّر أحد قياداته بصفة فردية عن موافقة ضمنية لمنهجية الخلاص الفردي، توضيح موقفها في هذا الشأن ولا يجب أن تستهين بهذا المعطى الجديد، وأن تحسم أمرها فيه بكل حزم ووضوح… إن المطلوب اليوم من كل فرد ينتمي إلى المشروع الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية أن يراجع مواقفه على ضوء ما يترقبه منه هذا المشروع، ولا ينسى مسؤوليته تجاهه وتجاه وطن لا يزال يبحث عن خلاص. إن المطلوب اليوم من السلطة، ولعله يبدو غريبا، أن لا تغتر وتهنأ بمسعاها هذا في التشجيع على الخلاص الفردي وهي تظن الإتيان على الوجود الخارجي للمشروع بعد أن استتب لها الداخل أو يكاد. إن المطلوب منها أن تعلم أنه بمسعاها هذا، فإنها تواصل الإتيان على مشروع إصلاحي سلمي ديمقراطي، يحمله ولو مشردين ومبعدين، وطنيون كرماء لا يحبون إلا الخير للوطن، ولا يحبذون العنف أو المواجهة، ولكن يسعون بكل وطنية إلى تواجد ديمقراطي هادئ مع الجميع دون إقصاء أو تهميش. وهي بهذا الاستبعاد، وبوعي أو بغير وعي تهيئ السلطة الظروف المناسبة لنشأة بدائل أخرى تستدعي التطرف والمغالاة، لأن الطبيعة تهاب الفراغ. ومن مصلحة الوطن عامة الأمن والاستقرار والرفاهة لجميع مواطنيه. إن هذا الموقف الذي يتبناه اللقاء الإصلاحي الديمقراطي الذي أنتمي إليه، من رفض لهذا الخلاص الفردي الناتج عن بطالة فكرية وعدمية نضالية وفراغ سياسي، واعتباره مطية لضمور المشروع الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية، وتهميشا لدوره في المشهد العام، يتناغم مع مركزية المصالحة التي يتبناها “اللقــاء” في برنامجه والتي تعني مصالحة بين المشاريع قبل المصالحة بين الأفراد، وعودة هذه المشاريع المشردة إلى أوطانها مع حامليها بكل عز وكرامة، ولقاء سليم وسلمي بين الحاكم والمحكوم بعيدا عن الأضغان والحساسيات والمحاسبات والعداوات، والبناء على بياض. إن باب التفاؤل يبقى مفتوحا لأن ما خطه قلمي في هذه الصفحات ليس استثنائيا ولا أحمله لوحدي والحمد لله، فزيادة عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي، فهو موقف العديد ممن اقتربت منهم، وهذا كفيل بزرع بذرة أمل في غد أكثر إشراقا، وإن كان الحمل سيتضاعف على الجميع..، سلوانا أنه من أجل تونس، وتونس تستحق الكثير… لن يظن أحد أننا لا نملك مشاعر وعواطف ووجدانا، لا يظن أحد أن ليس لنا قلوبا جريحة أماتها كمدا فراق الأحبة من آباء وأمهات وإخوة وخلان… بعضنا لم ير والديه منذ عقود، وبعضنا أصبح يتيما وذهب الوالد والأم إلى لقاء السماء دون أن يتركوا عنوانا على الأرض… لن يظن أحد أن حنين الأوطان قد أسكته طول السفر ووعرة الطريق، فكم هي ساعات الليل الطويلة التي يرفض النوم فيها مغالبة الأجفان، لتحلق بنا المشاعر والأحاسيس في سماء بلا أنوار ولا ألوان، تحمل صورا حزينة عن دموع أهل وعشيرة أراد لها بعض أبناء جلدتنا ـ سامحهم الله ـ أن تعيش العذاب!!! لكن كل ذلك ينحبس حقيقة ويتوارى لما تكون نافذة الرؤيا وزاوية الفعل مرضاة رب وإسعاد شعب، حيث تصبح كل دقيقة حمل ومعاناة، كل دمعة حزن ومناجاة، كل ليلة بيضاء، كل دفعات يأس، كل مشاهد إحباط، كل ساعة بعيدا عن الأهل، كل صراع مع الضمير أو مع الشيطان… كل ذلك يصبح نسبيا ومطية نحو المطلق…نحو الله. أوت 2007

ـ انتهـــــى ـ

(المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net)

 

منحة التعلّم… ومحنة البطالة

بقلم : بشير العبيدي ـ باريس

alchatibi@yahoo.fr

 

تتناهى إلى الأسماع من حين إلى آخر صيحات مريرة، صادرة عن أولئك المتعلّمين ممن كانت تحتضنهم المدارس العليا والجامعات في القطر التونسي، في مختلف الاختصاصات. وأعترف أنني كلّما قرأت أو سمعت عن آلام هؤلاء المتعلّمين العاطلين، سألت نفسي عن صنيعها لو كانت في مثل حالاتهم، تتضوّر من مرّ علقم البطالة وقبح عملها في النّفوس، وإفسادها في الأسر وسائر المجتمع، فلا أجد لتساؤلي جوابا.

 

لكن هيهات، فليس من رأى كمن سمع. وإني على يقين من أن الفائزين بمنحة التّعلّم، ممن ابتلوا بمحنة البطالة، يتحمّلون أضعاف ما يعبّرون عنه من هوان.. كيف لا، وهم يرون أقرانا لهم ينعمون بالعمل، يشيّدون البنيان ويستجيدونها، ويتباهون بأجود العربات يتنفّجون بامتطائها، ويتراقصون على سنا الإضاءات الساطعة في محافل أيّامهم… فأيّ نفس تصمد لعتوّ تلك المقارنة، وأي حليم يطيب نفسا بذلك الاختلال؟

 

بيد أن الأمر ليس بالشفقة، على نبلها، ينظر إليه. فليس العاطلون المتعلّمون في حاجة إلى شفقة المشفقين ولا إلى تقاطر رحيق حلو عواطف المتأثرين، لأن كلّ الأحاسيس البديعة، على روعتها وإنسانيتها، إن قدّر لها أن تصنع تغييرا في حالتهم، فلا يكون التغيير مستديما إلا بقدر ديمومة تلك العواطف، وهي لا تدوم طويلا.

 

من هنا، تقتضي ضرورة الأشياء وواقع الأمر المعاش أن ينظر إلى البطالة في عمومها وإلى بطالة المتعلّمين على وجه الخصوص من زاوية كونها همّا جماعيا يتحدّى جماعة النّاس، حكّاما ومحكومين، في الوطن الواحد دون أن يقتصر عليهم. كما أنّه يعني، برتبة ما، الأمّة الواحدة من غير أن تعذر فيه سائر الأمم. هكذا عالمنا اليوم إذ ازدهرت بعض أمم شماله حينا من الدّهر، فما أفاقت بعض أمم جنوبه من غفلتها الجاهلة إلا بعد أن اُستحكمت ربطة المصالح، وتشبّكت عقد المنافع وتباعدت هوة القدرات المعرفية بين الأمم.

 

ومن الأكيد أن هذا الوصف غير خاف على أحد من أحياء أيامنا، بل لقد نذرنا بحصول خطبه بعض أمواتنا، وشاع أمر العولمة وعلمه النّاس، وليس العلم بآثار العولمة من قبيل ما يخبز خبزا لإطعام ذوي الحاجة من المتعلّمين العاطلين. لكنّ التذكير بذلك ضروري في أيامنا كي لا يدعي دعيّ، من الأفراد أو من المجموعات أو من الحكومات، أن بيديه صنعة سحر تخرج العاطلين المتعلّمين مما هم فيه. فالأمر أعقد من أن يتصدّى له طرف بمفرده، وإن أبلى البلاء.

 

والبطالة في أشد الحاجة لاعتمال الذكاء الجماعي، ذلك الذكاء الذي يتجاوز الحدود إلى فضاءات أرحب. وهي في أمس الاحتياج لتضافر جهود الجميع، بمن فيهم المعنيون بالأمر مباشرة وكذا المعنيون بالاستتباع، من ذوي الأمر والنهي أو من ذوي النقد والاعتراض. وإنه، من وجهة نظري، ليس أذهب لريح ذلك التعاون المشترك وليس أكثر تهديما للبنات جداره من تعريض أمر بطالة المتعلّمين في بلدنا تونس لفحش المتاجرة السّياسية أو المزايدة المذهبية المقيتة. وذلك أنه في دحر نسبة المتعلّمين من العاطلين في كل مصر، نصر لكلّ رجل أو إمرة من العاطلين، وهو فرحة لكل أسرة منتظرة، وهو كسب لكل أمة تائقة إلى النّهوض من كبوتها. فلا دام إذن فرح من تنكّب عن الصراط، فأبدى سرورا أو أضمره لتزايد أعداد المتعلّمين العاطلين نكاية في حاكم وإن كان باغيا، ولا دامت بهجة متبجّح بنقصان أعداد هؤلاء إن كان ذلك ملاذا لتأخير استحقاقات ترفع الضيم عمّن ضاق ذرعا بنكاية ذوي البغي.

 

وإنني إذ أشجع بكلّ قوة المقترح الذي قدّمه السيد الهاشمي الحامدي بإنشاء صندوق وطني يكون ركيزة لدعم العاطلين، أضيف هاهنا بعض المقترحات وغيرها من الأفكار أطرحها إثراء، لا ادعاء بعلم مكافحة البطالة، والله سبحانه ولي التوفيق.

 

مراجعة التسمية :

لست أدري إن كانت تسمية “أصحاب الشهادات العاطلين” هي أنسب اسم لحالة إخواننا العاطلين عن العمل من ذلك الصّنف. وإنما ألفت النظر إلى ذلك لأن التسمية توحي أن الشّهادة، لكون صاحبها حاملا لها هي مسوّغ تشغيله، وهي وحدها لا تكفي. والحقيقة أن تقديم الشهادة كمسوّغ هو من تأثير بعض الثقافات الأوربية وأساسا الفرنسية منها، إذ درجت في تقاليدها منذ عقود طويلة على إعلاء شأن الشهادة والتوسّل بها للحصول على عمل. وقد بدأ الفرنسيون أنفسهم يتفطّنون للأمر، وبدأ منظّروهم في طرح فكرة مراجعة المسألة. على أنني لست ممن يقلل من شأن الشهادات، لكن واقع العولمة اليوم يفرض مراجعة دورها في الحصول على فرصة عمل.. لذلك لعلّه من الأنسب استبدال مصطلح “أصحاب الشهادات” بتسمية من نوع “أصحاب الكفاءات” أو “المتأهلّون العاطلون”. شرط أن يحملوا الاسم حقيقة لا مجازا، فيكونوا أكفّاء ومتأهلين للعمل المطلوب منهم.

 

الحدّ من توظيف التّعليم  :

من الخطر على أممنا أن يرتبط مصير التعلّم بهدف أوحد هو الحصول على عمل أو وظيفة ما. فهو في نظري توظيف فاسد لا يخدم مصالح شعوبنا. وأتمنى ألا يؤدي وجود أصحاب الكفاءات العاطلين إلى زيادة تخلّف التعليم عندنا بعد أن راجت في صفوف الشباب تلك المقولة اللعينة التي يرددها أطفال ببغاوات على مَسمع ومَضحك من كهول أغبياء : “تقرأ وإلا ما تقراش، المستقبل ما ثمّاش..”. ومن التوظيف أيضا ما يروج عند بعض أبناء الموسرين من النّاس من ذلك الرّهط الذين قد لا يتورّعوا من القول أن التّعلّم لا فائدة فيه مع وجود الثروة العائلية.  ذلك لأن التعليم والتأهيل والتكوين بكلّ أنواعه من أدق وأنبل حقوق الإنسان وبه تميّز عن الأنعام، فلا يجوز أن نسمح في أممنا أن تتحوّل بطالة الكفاءات أو يسر المكتفين إلى صخرة تتكسّر على تضاريسها كلّ رغبة في التعلّم.

إخراج موضوع البطالة من حلبة العراك المذهبي :

كثيرا ما تضيع جهودنا سدى بسبب التّهافت الذي يسقط فيه البعض من تفسير أسباب البطالة تفسيرا اصطناعيا لا يمتّ إلى حقيقة الأمر إلا بصلة ضعيفة في كثير من الأحيان. ومن أمثلة ذلك، الإصرار على محاولة إخضاع الواقع للمفاهيم المجرّة والمختصرة من نوع الاقتصار على تفسيرات البطالة بأسباب لها علاقة بنمط وقوى الإنتاج دون تقديم مقترح عملي لا يهدّم البناء من أساسه، أو الاختصارات التي تدّعي أن أسباب البطالة كامنة في خروج المرأة للعمل،  أو غير ذلك من التفسيرات. وعلى فرض أن تصحّ تلك التفسيرات النظرية وتستقيم على سوقها، فإلى أن تتحقق نبوءاتها، يموت ناس ويحيا ناس، فيفوت الفوت على أجيال بأكملها لا يكتمل أداؤها وتوازنها إلا بوجود عمل شريف يدرّ ما به يُؤكل ما حضر ويُلبس ما ستر.  

 

إنشاء مرصد وطني مستقلّ للتأهيل المستمر

الواقع تسارعت وتيرته بما لم يترك وقتا لهضم التطورات التقانية والمعرفية بأنواعها في كثير من الجامعات والمعاهد العليا. والنتيجة أنه عندما تتخرّج أفواج الطلاب تترى، يكون القطار المعولم قد انتقل إلى محطّات متقدّمة، في الوقت الذي يكون المتعلّم فيه عاضّا بالنواجذ على شهادته فيكتشف بعدها، بكلّ مرارة، أنه بإمكانه أن يشرب ماءها. وقد نسب للإمام علي ابن أبي طالب عليه السّلام قوله “قيمة كلّ امرئ ما يحسنه”.

 فحريّ إذن أن يعمل كبار المتخصّصين على تأسيس مرصد وطني مستقل يرقب حركة السوق المحلية والمغاربية والعربية والعالمية، ويدرس الظواهر على ضوء معلومات “الرّصد التقاني” ويقوم بتوجيه قوى المجتمع الكامنة إلى اتجاهات صحيحة أو قريبة من الصحّة، وفق التقديرات المتوفّرة، وأن يتلقّف العاطلون من الكفاءات تلك التوجيهات وأن يعملوا على التأهل الذاتي المواتي لها بالاستفادة مما تتيحه الشبكة العالمية من شتّى المعارف. ثم لا يستنكف العاطلون من تغيير اختصاصاتهم وإعادة التوجيه، فالشهادة الجامعية هي، من وجه ما، أشبه برخصة سياقة السيارات: فمن تدرّب على سياقة سيّارة صغيرة، يعيد استعمال بعض مهاراته ومعارفه في قيادة عربة أكبر منها، وهكذا.  ومن الكياسة بمكان أن يعمل كلّ شاب على أن يكون ماهرا على الأقل في مهنتين : صناعة أو مهارة يدوية أو حرفية، ومهارة معرفية، يتقي بإحداها غوائل الدّهر إن أصابه في مقتل الأخرى. وهنا، لا بد أن يتساءل المعنيون بهذا الصّنف من البطالة :هل شحّت الأعمال لندرتها فحسب أم كذلك لأن ما نحسن فعله لا رواج لسوقه؟

 

إنشاء بوابة خاصة بأصحاب الكفاءات العاطلين :

مما يزيد البطالة شدّة، تفرّق أصحابها وتشرذم الجهود الفردية. ودعما لفكرة الذكاء والعطاء الجماعي، من الضروري إنشاء موقع بوّابة كشكل من أشكال التنظّم يربط الصلة بين شبكات العاطلين على العمل في أرجاء البلاد التونسية يكون منفتحا على الفضاء المغاربي والعربي والأوربي وبلغات متعددة. وينبني هذا المشروع على ميثاق واضح الفصول بيّن الالتزامات، درءا لطمع الطامعين ومحاباة المحابين. ويمكن أن يعرض العاطلون من خلال تلك البوّابة بيانات سيرهم الذاتية على صفحات مصنّفة على حسب الاختصاصات ورغبات أصحابها، والتنويه بكلّ مؤسسة تقوم بجهد لتشغيل هذا الصّنف من العاطلين، وتعرض الوضعيات على مختلف الشركات المحلية والعالمية، وتقترح مشاريع التعاقد التحتي، وتستدرّ المساعدات بأنواعها. ومن هذه المساعدات، أن يقوم العاملون في أوروبا من النّخب بإرسال أجهزة الحاسوب والطابعات والأجهزة المكتبية الصالحة للاستعمال الأساسي لمن لا يمكنهم الحصول على تلك الأجهزة في تونس لغلاء أثمانها، وذلك مما يسهّل الدخول على الشبكة العالمية ويوفر فرصا أكبر لوجود أعمال. ولا يقولنّ قائل أننا في غنى عن مزابل الغرب، ذلك لأنه من واجبنا أن ننتعل بنعل حتى نتمكن من صناعة الحذاء.. أأوفي هذا الباب، من الجدير التنويه إلى ضرورة أن يعرض العاطلون أنفسهم كأكفاء يريدون المشاركة في الدورة الاقتصادية وليس لاستدرار عطف زيد أو عمرو. 

 

استحداث مناسبة سنوية “شارع الكفاءات” :

يمكن أن تتعاون البلديات مع الشركاء الاجتماعيين والجمعيات المهنية بأنواعها في تنظيم مناسبة مفتوحة للجميع، تعرض فيه الشركات والحرفيون والمتخصّصون بأنواعهم أهمّ الأعمال التي يقومون بها وأصناف التخصّصات التي يحتاجونها لتطوير أعمالهم، بما يسمح بتقريب الهوة بين النظرية والواقع المعاش داخل فضاءات صناعة القيمة المضافة في البلاد.

 

ثم إن ذخيرة كبيرة غير مستعملة تتمثل في الكفاءات المنتشرة في شتى أنحاء العالم من التونسيين المشهود لهم بالمهارة والبراعة ولا فخر، هؤلاء الناس لا أحد يلتفت إليهم، فيما أعلم، إلا نادرا. فلم لا يقوم ولاة أمورنا بالسّهر على برنامج من مثل : “كافل الكفاءات العلمية”، يقوم بموجبه إطار عامل في الخارج، بكفالة إطار عاطل عن العمل في تونس من نفس اختصاصه، في شكل إرسال معلومات، وكتب ومجلات متخصصة ومواقع شبكة، وأجهزة مكتبية، وغير ذلك مما يضمن حدّا أدنى من التحيين في المعلومات، على أن تعفي الحكومة كلّ كافل من ثمن الإرسال. وإنما قد عاينت توفّر ذلك بشكل كبير في البلدان الغربية، وإنه كثيرا ما نلقي في المهملات أجهزة لا تزال صالحة للاستعمال، وإنما نلقيها بمفعول تطرّف ثقافة الاستهلاك المهلكة للحرث والنسل.

إن المقترحات قد تطول، وقد يفكّر كلّ منّا السّاعات الطويلة ويرسم في مخيلته أجمل الحدائق، ويغرس فيها أروع الأزهار، لكنّ مفتاح كلّ ذلك إخلاص الإرادة وحسن الإدارة. وإنما يترعرع كل ذلك ويستقيم على سوقه في ظلال الحريّة والأمن. والله أعلم.

 

بشير العبيدي ـ باريس

alchatibi@yahoo.fr

 


 

تونس تتأرجح بين مؤشرات الانفتاح ودلائل الفرملة

 

مرسل الكسيبي*-الوسط التونسية + صحف وشبكات اخبارية: في محاولة مني لفهم تطورات الوضع التونسي ومدى تطابق المناخ السياسي العام مع خطوة الافراج عن الدفعة الأخيرة من معتقلي الرأي, حاولت جاهدا الاتصال بمجموعة من الفاعلين الحقوقيين والسياسيين قصد معرفة مااذا كانت البلاد تشهد فعلا مؤشرات حقيقية على الانفتاح والانفراج السياسي العام … الجهات الرسمية تعطي مؤشرات تطمينية : اتصلت بأطراف قريبة من السلطة فكان الحديث في عمومه تطمينيا وايجابيا يوحي بأن خطوة العفو الرئاسي الخاص سوف لن تكون معزولة عن سياق مجموعة من الجرعات الاصلاحية ,التي تنوي الدولة ادخالها على الحياة العامة بمناسبتين لهما كبير الدلالة لدى كل الجهاز الرسمي الحاكم  : -حدث احتفال السلطات والحزب الحاكم بمرور عشرين سنة على تولي الرئيس بن علي لمقاليد الحكم والرئاسة بالجمهورية التونسية . – حدث استعداد الأوساط الحكومية للاعلان رسميا عن قبول الرئيس بن علي الترشح لدورة رئاسية جديدة تنظم انتخاباتها بعد حوالي سنتين من التاريخ الجاري . كانت اتجاهات الحديث تؤشر على أن ملف معتقلي حركة النهضة بات في طريقه الى الحل دون أن يعني ذلك استعدادا لمعالجة الملف بطريقة تقر بشرعية هذا التيار أو حقه في النشاط السياسي العلني , وهو مايعني أن التعاطي مع الملف الحزبي للحركة مازال يلقى اعتراضا قويا من قبل أجنحة واسعة ورسمية في السلطة . المنتظر على ضوء هذه المحادثات هو خفض الجناح في موضوعات حق التنقل والسفر والشغل والدراسة والحقوق الصحية كما التساهل مع عودة بعض المنفيين..,وهو مايخفف عموما من أجواء الاحتقان في علاقة بأعضاء وأنصار هذه الحركة التي تشهد حظرا على أنشطتها منذ تاريخ التأسيس سنة 1981. أطراف داخل الوسط المعارض تبدي قلقها : وفي الجهة المقابلة حيث الوسط المعارض وفعاليات المجتمع المدني , تفيد كل المؤشرات على أن فرملة أو اعاقة غير مفهومة لمناخات الانفراج والانفتاح تعيشها تونس حتى بعد  الخطوة الأخيرة للعفو الرئاسي الخاص , اذ روى معارضون بارزون قريبون من أوساط حزب النهضة أخبار مضايقات شديدة تعرضت لها عائلات بعض المفرج عنهم أو عوائل بعض الوجوه القيادية البارزة داخل هذا التيار , حيث روى أحد الأكاديمين البارزين خبر تعرض عائلة عالم الرياضيات والفيزياء الدكتور منصف بن سالم الى مضايقات أمنية شديدة بلغت حد اجهاض خطوبة ابنته في مناسبات عديدة على ضوء وعيد أمني مباشر تلقاه المتقدمون للخطبة . وذكرت مصادر حقوقية أن الأستاذ الحبيب اللوز الرئيس السابق للحركة وواحد من أكثر الشخصيات الاسلامية التونسية اعتدالا وشعبية , لايزال يخضع الى مراقبة كثيفة ولصيقة على مدار الساعة وهو ماأعاق تحركاته الهادفة الى تلقي العلاج نتاج صعوبات صحية بالغة على مستوى حاسة الابصار , اذ روت مصادر اعلامية من عاصمة الجنوب صفاقس أن سيارات وفرق أمنية عدة لازمته حتى حين تنقل الى طبيب العيون الذي باشر حالته أيام اقامته داخل السجون التونسية . المحجبات مرة أخرى وتساؤلات سياسية حائرة : وفيما تكررت المضايقات ضد المحجبات بشكل يوحي بتضارب الأوامر والتعليمات , حيث نشب صراع حول هذا الموضوع بين بعض الدوائر اليسارية الفاعلة داخل الحزب الحاكم وبعض الأطر الأمنية التي تمسكت بخطاب رئيس الجمهورية المتسامح مع تفاصيل الزي التونسي التقليدي , فان المشهد السياسي والأمني في تونس مازال متأرجحا بين تطمينات وخطوات انفراجية يصفها البعض بالمحدودة وبين ممارسات مصرة على عرقلة وفرملة كل أفق اصلاحي قد يضع البلاد على سكة احتفال حقيقي بالتغيير مع حلول ذكراه العشرين . وفيما حملت أوساط اسلامية معتدلة بعض أطراف اليسار الراديكالي المخترقة للسلطة مسؤولية هذه الفرملة الأمنية والسياسية , فان أطراف أخرى مازالت تشكك في وجود نوايا حقيقية لدى الأوساط الحاكمة في معالجة الأزمة من جذورها ,وهو مايضع البلاد في تقديرنا أمام تأرجح حقوقي ومطلبي مستمر قد تغذيه تذمرات كثير من المواطنين من صعوبات القدرة الشرائية وتراجع امكانات وحجم الطبقة الوسطى وتحديات اقليمية نتاج تصاعد مخاطر العنف وهو مايجعل تونس على موعد حتمي مع الاصلاح في ظل تطلع مؤسسة الرئاسة الى تعبيد طريق سالك نحو الاستقرار في الادارة والحكم . حرره مرسل الكسيبي بتاريخ 14 أغسطس 2007 :   reporteur2005@yahoo.de

 

(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 14 أوت 2007)

 


 

من قال لا للمسرح على قرطاج؟

 

 
قالوا المسرح لا في قرطاج. رجاء فرحات قال لا للمسرح على مسرح قرطاج الصيفي.ورفضوا مسرحية الفاضل الجعايبي.ورفضوا الاستماع الى الاصوات المنادية ببرمجة مسرحية تونسية على مسرح قرطاج. ثم جاءوا باليهودي قدو مليح وصنعوا حدثا  افحم المتابعين  للشان الثقافي في تونس من حيث اقبال السيول الانسانية . قالوا لا للمسرح التونسي وجاءوا بمسرحي فرنسي اسرائيلي على مسرح قرطاج اليس هذا عنوان الانتصار؟ اليس هذا رمزا لانتصار  القرار  الفرنسي الصهيوني   على  الحياة الثقافية في بلادنا.؟  رجاء فرحات  هذا الفرنسي  من قابس    جاء مباشرة   من فرنسا مكلفا بمتابعة  اشغال المدينة الثقافية   التي تمكنوا من  تجميد اشغالها سنوات  طالما لم يثبت  انهم سيكونون  اصحاب الشان الرئيسي في بناءها وفي ادارتها لاحقا.ثم القوا به على ظهر مهرجان قرطاج  وكلفوه بما كلفوه ان يعزل الفاضل الجعايبي  الذي هو ابنهم كما يقولون ولكنهم   لا يستثيقوه كثيرا.لديهم شكوك في ولاءه.وفي اهدافه الحقيقية.لطالما حلم الفضل الجعايبي بان تكون له ابوة مسرح عربي جديد. وهذا امر لا يعجبهم ولا يروق لهم.ولكنهم  يلجؤون دائما الى مقولة في الهم عندك ما تختار.فبين العروبيين الاجلاف  وبين نصف فركوفوني هم يفضلون الاخير. ولكن عندما تدخل اسرائيل في مرحلة  تخطيط دقيق  الى عزل المغرب العربي عن الشرق . فان انصاف الفركوفونيين والفنانين  الذين يدعون ان منبع الهامهم هي معانات شعوبهم  حتى وان كانت  مصارينهم مرتبطة عضويا  في جزءها الاسفل بفرنسا هؤلاء اناس يمثلون خطرا على  مشاريع اسرائيل .هم يعرفون ان الفاضل الجعايبي يخطط   عبر عرض مسرحيته في قرطاج   للاستحواذ على السوق في موسم 2008. هم يعرفون ان قرطاج هو موقع اعلامي  واشهاري كبير. لذلك  حرموه هذه المتعة .فهم لا يثقون فيه ولا يعتبرونه حليفامؤكدا مائة بالمائة  لهم ويفضلون ان يذوب كالملح  مع كل المسرحيين الذين ذوبوهم بالعلقم والقتال. لذلك لا مكان على مسرح قرطاج ليجمع  التوانسة   الا يهودي ابن يهودي  ابن سريفة يهودي. قدو مالح هذا ليس كوميدي وكل ما يفعله في الحقيقة هو  حزن اليهود على دمارهم الاتي .ولكن  وسائل الدعاية النازية الصهيونية صنعت منه عنوة وبالسيف  كوميدي مضحك. هناك شهادات ان  قاعات باكملها  كانت  تملا ببوليسية اسرائيل   مثلما يفعل التجمع عندنا. قاعة مملوءة بالتزوير.   ويامرونهم بالضحك حتى عندما كان يبكي المسكين قدو ماسط.قدو خرا. هناك في فرنسا صنعت الاسطورة. ثم جاؤوا بها الى الغرب العربي تماما كما  صنعوا للعقيد القدافي سوقا لشراء اسلحة و عيارات ونووي كي يقبضوا على قرار ليبيا ثلاثة او اربعة سنوات في انتظار ان  تهاجم اسرائيل ايران وتدمرها. تونس لا تحتاج الى  سوق بيع وشراء   هذا الشعب الذي انهكت قدرته على المقاومة  بعد سبعين سنة من الاستعمار وخمسين سنة من الحكم البوليسي هو على اتم الاستعداد للاحتفال مع   اليهود .هذا الشعب الذي  ارهقوه بالعقاقير وكل انواع سقوطية الفرنسيس لم يعد مهتما حتى بالجثث التي عبات الطرق ببغداد. هم يعلمون ان التوانسة دخلوا منذ سنوات الى  موت سريرية ولم تعد تعنيهم الموت التي عبات العالم من قتل الاسرائيليين والامريكان.  وسائل البروباغندا  الفرنكو اسرائيلية  تعلمت  تقنيات تجميع الاموات   للا حتفال بانتصارات وهمية. هم يعلمون ان التوانسة يموتون كالكلاب من المخ  مثل شارون.فلا يصعب عليهم تجميعهم  في احتفالاتهم  حول رموزهم التي صنعوها . على الذين لا علم لهم او لا يريدون الاعتراف  بالحقيقة ان  قرارا  مثل ذلك القرار  برفض المسرح التونسي في قرطاج كان قرارا يؤكد لا سيادية  القرار التونسي. ورغم ان الكثيرين باتوا في  وقت متقدم  لا يسمح لهم بمراجعات كبرى لمسيرة حياتهم  وحقيقة ولاءهم.فانه على الاقل ومن اضعف الايمان الاقرار بهذه الحقيقة بلادنا لا تمتلك قرارها الثقافي. الفرنسيس تمكنوا وعلى مدى كل هذه الاجيال من  الابقاء على وجودهم  ككيان استعماري حي  داخل نسيج القرار السياسي.وهم لا يفوتون اية فرصة لاشهار هذا الحضور  وايجاد المنابر التي  يعلنون من فوقها ان تونس هي جزء من امبراطوريتهم.وهذا جزء من الحرب النفسية المتواصلة  على  كل احرار تونس   والمناضلين من اجل استرداد كامل  سيادتها فوق ارضها. تلك التضاهرة في قرطا ج تقول  من يريد الادعاء ان ولاءه للشعب التونسي فالرسالة واضحة.حفلة غادي مالح  تقولان الشعب التونسي ولاءه لفرنسا واسرائيل.وطاح الكاف على ضلو.. والحقيقة انهم على حق.هؤلاء هم التوانسة هم دائما  متخلفون بجيل او جيلين.ناموا تحت القراصنة الاتراك وقبلوا اغبى واكبر استعمار كاراكوزي  في التاريخ ثم رقدوا في سرير رجل مخصي سموه ابو رقيبة  وهم الان يلهثون خلف يهود  دمرتهم  مجموعة صغيرة من اللبنانيين ولعبت لهم بامعائهم   التوانسة الذين تقودهم النساء من انوفهم  دائما يلهثون وراء السراب. الامجد الباجي     

 

 


 

 

يوم الثلاثاء أول يوم من شهر شعبان 1428

 
تونس 14 اوت 2007 (وات) جاء في بلاغ صادر عن مفتي الجمهورية التونسية ان يوم الثلاثاء 14 أوت 2007 هو أول يوم من شهر شعبان 1428 هجرى. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 14 أوت 2007)


 

 
المداح يؤكد أن الخسائر فاقت 79 مليون دولار ويتمسك “بحل عربي” للخلاف

البت في دعوى “تنمية” السعودية ضد الحكومة التونسية خلال أسبوعين

 
بقلم: محمد البركاتي من جدة تستأنف محكمة الاستثمار العربية التابعة لجامعة الدول العربية في 21 من آب (أغسطس) الجاري، النظر في الالتماس الذي تقدمت به شركة تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية السعودية حول إعادة النظر في الحكم الصادر من المحكمة بخصوص خلافها مع الحكومة التونسية بشأن العقد الموقع بين الطرفين. ويخول العقد الشركة السعودية استثمار حقوق البث الإذاعي والتلفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في تونس 2001. وكانت الحكومة التونسية قد ألغت العقد من طرفها، مما تسبب في تكبد “تنمية” خسائر فاقت 79 مليون دولار. في مايلي مزيداً من التفاصيل: تستأنف محكمة الاستثمار العربية التابعة لجامعة الدول العربية في الحادي والعشرين من آب (أغسطس) الجاري، النظر في الالتماس الذي تقدمت به شركة تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية السعودية حول إعادة النظر في الحكم الصادر من المحكمة بخصوص خلافها مع الحكومة التونسية حول العقد الموقع بين الطرفين، والذي يخول الشركة السعودية استثمار حقوق البث الإذاعي والتلفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في تونس 2001. وكانت الحكومة التونسية قد ألغت العقد من طرفها، مما تسبب في تكبد “تنمية” خسائر فاقت الـ 79 مليون دولار. وأكد عادل المداح رئيس “تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية”، أن شركته متمسكة بالوصول إلى حل القضية عربياً، على الرغم من سعيها الدائم ولمدة سبع سنوات وراء حقوقها مع الحكومة التونسية، موضحا أن الاستثمار العربي – العربي موضوع حالياً في “أنبوب اختبار ويواجه تحديات كبيرة، ولا بد من وجود آليات تعمل على تشجيع ودفع هذا الاستثمار وتوفر قوانين تحمي الاستثمار العربي قبل الأجنبي”. وشدد على أن جميع المطالبات موثقة بعقود تم توقيعها ومستندات خطية ووقائع ثبوتية ثابتة. كما أن الجانب التونسي ممثلاً في “المكلف العام” نفى أي صفة تمثيلية لغيره في هذه الدعوى ولم يعترض على طلبات “تنمية” وهو ما يعتبر إقراراً منه بأحقية الشركة فيها، موضحاً أن مطالبات “تنمية” بالتعويض ينطبق عليها ما قضت به المادة العاشرة فقرة (2) من الاتفاقية الموحدة لاستثمار الرساميل العربية في الدول العربية، التي نصت على أن “تكون قيمة التعويض مساوية لما لحق بالمستثمر العربي من ضرر تبعاً لنوع الضرر ومقداره”، والمادة (11) التي نصت في الفقرة (1) على أن “يكون التعويض نقداً إذا تعذر إعادة الاستثمار إلى حاله قبل وقوع الضرر”. وأضاف لقد أملت المدعى عليها أن تتخلى شركة تنمية عن قضيتها بعد النزيف المالي الذي تكبدته ولا تزال تتكبده حتى هذه اللحظة كي تصل إلى حقها. ومن الواضح أن المدعى عليها ارتكبت عدة مخالفات. وكانت القضية قد بدأت حين تعاقدت “تنمية للاستشارات الإدارية والتسويقية” مع الحكومة التونسية بتاريخ 16 تموز (يوليو) 1999 لاستثمار حقوق البث الإذاعي والتلفزيوني والإعلامي والإعلاني لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط تونس 2001 وتوابعها، إلا أنها وفي أواخر آب (أغسطس) من العام نفسه، اكتشفت “تنمية” تعاقد الحكومة التونسية مع الخطوط التونسية بذات موضوع العقد قبل أربعة أشهر من تعاقدها مع “تنمية”، رغم نص مقدمة العقد الموقع بين الطرفين على أن الحكومة التونسية “لم يسبق لها أن تعاقدت بأي صفة حول موضوع هذا العقد مع أي طرف كان، وقد حاولت “تنمية” حل الموضوع ودياً، وتم توقيع محضر بين طرفي العقد بتاريخ 15 أيلول (سبتمبر) 1999 أقر فيه الجانب التونسي بالمخالفات، وتضمن المحضر التزام الحكومة التونسية بتصحيح الوضع وإزالة المخالفات وهو ما لم تلتزم به الحكومة. يشار إلى أن “تنمية” تقدمت لمحكمة الاستثمار العربية في جامعة الدول العربية بتاريخ 14 كانون الثاني (يناير) 2003، وكانت أول قضية تنظر من قبل المحكمة. وطالبت “تنمية” بتعويضها عن الخسائر والأضرار المالية التي تكبدتها جراء إلغاء العقد مع الحكومة التونسية، وتقدر مطالباتها بنحو 79 مليون دولار. (المصدر: جريدة “الإقتصادية” (يومية – السعودية) بتاريخ 14 أوت 2007) الرابط: http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=91217

الاستثمارات الخليجية «تخترق» العاصمة التونسية بشكل غير مسبوق …

** الكويتيون أعطوا شرارتها الأولى.. قطر رقم جديد في المعادلة.. والإماراتيون قاموا بـ «استثمار تاريخي» ** الحكومة تهيئ الظروف لكي تكون عاصمة للأعمال في شمال إفريقيا، والمراقبون يطرحون توافر شروط سياسية لتحقيق ذلك

 
تونس- صالح عطية لم يشهد التعاون التونسي مع بلدان الخليج، هذه الطفرة التي عرفها خلال العامين الماضيين، حيث تكثـفت العلاقات بشكل لافت للنظر على أكثر من صعيد، قبل أن تتوج، بتوقيع الحكومة التونسية، اتفاقية مع شركة إماراتية، هي الأضخم في حجمها وإطارها ومضمونها وأهميتها في تاريخ البلاد.. التعاون التونسي- الخليجي، انطلق مطلع الستينيات من القرن المنقضي، عبر مشروعات فلاحية وفي مستوى البنية الأساسية (محولات وطرقات ومسالك فلاحية)، كانت الكويت بادرت بإنجازها من خلال تمويلات، بدأت متدرجة لكنها كانت ضخمة ومنتظمة، عبر الصندوق الكويتي للتنمية العربية، الذي يذكره المسؤولون التونسيون بكثير من الحميمية، باعتباره رافق الجهد التونسي من أجل التنمية والتقدم في البلاد، عندما كان التخطيط يجري على قدم وساق، لإخراجها من براثن التخلف والنمط الريفي، باتجاه الطور المديني، ونحو شكل من أشكال الحداثة التي كانت هدف الدولة الجديدة والجمهورية الخارجة للتوّ من جلباب الاستعمار الفرنسي.. ومع توالي السنوات، أخذت المساعدات الكويتية شكل الاستثمارات في قطاعات السياحة، (عبر سلسلة “أبو نواس” الشهيرة) والصناعة والبنية الأساسية ، إلى جانب بناء السدود والمسالك الفلاحية في المحافظات الشمالية للبلاد.. الخطوة الثانية ثم جاء بعد ذلك دور الاستثمارات السعودية، عبر مشروعات مشتركة، مالية ومصرفية وعقارية، أسهمت بقسط وافر في تغيير زوايا المشهد التونسي العام، قبل أن تتكثف في قطاعات مختلفة، بعد أن أيقن رجال الأعمال السعوديون، بأن التربة التونسية مثمرة وولاّدة، باعتبارها لا تقتصر على الجغرافيا التونسية فحسب، وإنما يصل مداها المحيط الأوروبي والمتوسطي بشكل عام، ويتيح أفقا جديدا لأموال سعودية ضخمة تبحث لها عن أطر ومنابت لإغنائها وتطويرها.. الغريب في الأمر، أن هذا الزخم في العلاقة بين تونس وكل من الكويت والمملكة العربية السعودية، لم يكن يعكس زخما مماثلا في مستوى التنسيق السياسي، في ضوء رهان الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، على نقاط ارتكاز أخرى في سياسته الخارجية، بعيدا عن إطار العلاقات بدول الخليج في تلك الفترة.. لقد مثّل هاجس التحديث على الطريقة الأوروبية، ذلك الضباب الكثيف الذي حجب الرؤية، فلم ير التونسيون آنذاك، سوى المثال الأوروبي والنموذج الأوروبي ماثلا أمامهم، الأمر الذي جعلهم يستعيضون عن العلاقة مع الخليج، أو بالأحرى، يقصرونها على بعض الاستثمارات المحدودة، فيما كانت دول المشرق وبعض بلدان الجوار الشمال إفريقي، قد تفطنت إلى هذا “الرقم الجديد” في المعادلة الدبلوماسية.. نظرة جديدة لكن هذه النظرة، سرعان ما تبدلت بمجرد قدوم رئيس الوزراء التونسي الأسبق، محمد مزالي مطلع الثمانينيات من القرن المنقضي، الذي لعب دورا مهما في تنشيط شرايين العلاقات التونسية- الخليجية، بشكل جعل المستثمرين الخليجيين يضعون تونس ضمن أجندة تحركهم واستراتيجية أنشطتهم.. وتزامن التحرك التونسي في الواقع، مع بوادر أزمة اقتصادية بدأت تطل برأسها بعد نحو خمسة وعشرين عاما من الحكم، في ضوء محدودية الثروات الطبيعية، فكان لا بد من “منشّطات” لهذا الاقتصاد، لكي يحافظ من خلالها على عناصر بقائه واستمراره، في عالم بدأ يشهد بعض التغيرات في ملامحه التي ستتبدل بشكل شبه كلي فيما بعد.. ومع انفجار العلاقات الدولية في أعقاب الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي بداية التسعينيات من القرن الماضي، وعلى الرغم من توقيع الحكومة التونسية في عام 1995، اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، كانت الأعين التونسية ترقب الحراك الخليجي وتتتبع خطاه، في مسعى لإحداث “اختراق” يصل إلى درجة الرهان “الاستراتيجي”، وهو ما حصل فعلا على امتداد العشرية الماضية على الأقل، حيث لم تشهد تونس هذا السياق النشيط في العلاقات مع دول الخليج مثلما تم خلال هذه الفترة.. وتزامن هذا النشاط الاستثماري الخليجي، مع مرور منطقة الخليج بحرب طويلة لم تضع أوزارها منذ عام 1990، عندما أقدم الرئيس العراقي الراحل على احتلال الكويت، وما استتبع ذلك من حرب دولية لتحريرها، قبل أن يدخل الخليج برمته في دوامة تداعيات احتلال العراق المستمرة منذ عام 2003، بالإضافة إلى تداعيات تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وهي أحداث اضطرت الرأسمال الخليجي إلى البحث عن مواطن آمنة، بعيدا عن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فكانت منطقة شمال إفريقيا، ومنها تونس، إحدى أبرز الدول المستفيدة من هذه المستجدات الإقليمية والدولية المتسارعة، سيما في ضوء الظروف الأمنية التي تعيشها المنطقة المغاربية، قياسا بدول عديدة لم تعد ملجأ آمنا بالنسبة للخليجيين، سواء الأوروبية منها أو الأمريكية أو حتى الآسيوية.. وأسهمت التقارير الدولية وتلك الصادرة عن مؤسسات عالمية متخصصة، والتي نوهت بالوضع الاقتصادي التونسي، من حيث شفافيته وقدرته التنافسية العالية، وحالة الاستقرار التي يمر بها خلال الأعوام العشرين الماضية، حيث كان معدل النمو في حدود 5 بالمائة، وهو معدل جيد قياسا بالظرفية الاقتصادية الدولية وتقلباتها، أسهمت هذه التقارير في تشجيع المستثمرين الخليجيين على إدراج الرقم التونسي ضمن حسابات أعمالهم، خصوصا بعد أن أقدمت الحكومة التونسية على تعديل أوتارها المتعلقة بقوانين الاستثمار، التي لم تكن تستجيب لبعض “الشروط” الخليجية.. بداية التحرك الخليجي وفاق حجم رؤوس الأموال الخليجية التي تدفقت على تونس في غضون السنوات القليلة الماضية، مائتي مليون دينار تونسي (الدولار يساوي 1,260 دينار تونسي) في عام 2005، فيما كانت هذه النسبة في حدود 97 مليون دينار خلال عام 2001، وهو ما يعني أن الاستثمارات الخليجية في تونس، زادت نسبتها بنحو 53 % خلال السنوات الخمس المنقضية. وبدأت المجموعات الكبرى في دول الخليج، تهتم بتونس للاستثمار في قطاعات واعدة، مثل الاتصالات والخدمات المالية والسياحة. من هذه الزاوية، تحركت الاستثمارات الكويتية، باتجاه تطوير تموقعها في الساحة التونسية.. فقرر البنك التونسي- الكويتي، وضع استراتيجية جديدة ترمي إلى تنويع الاستثمارات، والتوجه نحو المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، والموجهة كليا نحو التصدير، خصوصا أن الاقتصاد التونسي مرتبط شديد الارتباط بالجانب الأوروبي، بما يوفر للبنك هامشا أوسع لحراكه المالي.. وكان البنك التونسي- الكويتي قد تخصص خلال السنوات الطويلة الماضية، في تمويل المشاريع ذات الصبغة السياحية.. وأعلنت شركة “أم بي أي إنترناشيونال هولدينغ” الكويتية من جهتها، عن إحداث صندوق للاستثمارات السياحية برأسمال بلغت قيمته 65 مليون دينار تونسي، يهدف إلى تجديد وحدات فندقية قصد إعادة تشغيلها.. وكان الكويتيون قد أعلنوا في وقت سابق هذا العام، عن وضع استراتيجية جديدة لتطوير أدائهم في القطاع الصناعي التونسي، المقبل على تنافسية عالية بين المستثمرين من أنحاء مختلفة من العالم. توسيع الرقعة السعودية وفي خطوة متساوقة مع خيار المصرف التونسي الكويتي، قررت الشركة العقارية التونسية- السعودية، الترفيع في رأس مالها من 9 إلى 13 مليون دولار، ضمن رغبة تهدف إلى شراء أراض جديدة، بغية استمرار نشاطها إلى ما بعد الخماسية القادمة.. كما قررت الشركة المشتركة التي يعود تأسيسها إلى عام 1985، تطوير نشاطها، عبر الترفيع في معدل البناء السنوي من 6700 متر مربع، إلى 17 ألف متر مربع خلال الفـترة المقبلة، إلى جانب تنويع مصادر التمويل من خلال اللجوء إلى السوق المالية التونسية… وتطمح الشركة العقارية التونسية- السعودية، في سياق منافستها للمشروعات الكويتية، إلى تهيئة العديد من المركبات المعدة للسكن والأعمال من النوع الرفيع، وذلك على مساحة تقدر بـ120 ألف متر مربع، بينها “إنترنشيونال سيتي 1 و2 و3″، و”كليوباترا سنتر” و”إقامة الخزامى” و”ديار الرحاب 3 و4 و5″ و”دريـم سنتر”… وفي عام 2005، بلغ عدد الشركات ذات الرأسمال السعودي العاملة في قطاع السياحة، نحو 18 شركة توظف حوالي ثلاثة آلاف شخص، فيما ينشط المستثمرون السعوديون في القطاع المالي منذ مدة طويلة، عبر البنك التونسي- السعودي للتمويل. ويرجح المسؤولون التونسيون إمكانية الزيادة في حجم الاستثمارات السعودية في تونس خلال المرحلة المقبلة في ضوء اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. الرقم القطري الجديد بالموازاة مع هذه الدماء الجديدة في التعاون التونسي- الخليجي، دخلت قطر “على الخط” من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم مع تونس، تهدف إلى إنشاء مصفاة النفط بالصخيرة (320 كيلو متر جنوب العاصمة التونسية)، وهو أول مشروع من نوعه، تدخله الحكومة القطرية في بلد عربي في مجال إنتاج وصناعة البتروكيماويات.. وستنتج المصفاة في البداية، نحو 150 ألف برميل نفط يوميا، إلى جانب إنشاء مجمع للبتروكيماويات والأسمدة الكيماوية التي ستكون إحدى أهم الصناعات التي سيتم إنجازها بداية من عام 2011. وتتجاوز كلفة بناء هذه المصفاة، ملياري دولار تقريبا، وسط توقعات بأن تفتح آفاقا ضخمة لتونس في صناعة وإنتاج البتروكيماويات في البلاد… ومن غير المستبعد، أن تشهد المرحلة القادمة إقدام المستثمرين القطريين على مشروعات في قطاعات الخدمات والمصارف والاتصالات، وسط توقعات بأن تكون هذه الاستثمارات ضمن إطار يختلف عن بقية الاستثمارات الخليجية المتعارف عليها.. «الهجمة» الإماراتية على أن العامين الماضيين، كانا عامي الاستثمارات الإماراتية بامتياز.. ففي هذا الظرف الزمني الوجيز، قلب الإماراتيون معطيات الاستثمار لصالحهم، وباتوا أكبر مستثمر أجنبي بتونس، بعد أن كان الأوروبيون، وتحديداً الفرنسيين، الشريك التجاري الأول لتونس، وأكبر مستثمر فيها على امتداد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.. وشملت طفرة الاستثمارات الإماراتية فى تونس، مشاريع ضخمة فى عدة قطاعات، فاق حجمها إلى حد الآن سبعة مليارات دولار. فقد فازت شركة “تيكوم ـ ديغ” التابعة لشركة دبى القابضة فى مارس من عام 2006، بأكبر عملية خصخصة فى تونس، عبر عرض بلغ 3.5 مليار دينار (1.83 مليار يورو- 2.25 مليار دولار)، لشراء 35 بالمائة من رأسمال اتصالات تونس، وهو أكبر بكثير من عرض منافستها فى الجولة الأخيرة، شركة “فيفاندى يونيفرسال” الفرنسية المعروفة.. وأعلنت مجموعة “بوخاطر” نهاية شهر أكتوبر من ذات العام، عن مشروع ضخم هو الأول من نوعه فى تونس، ويتمثل فى إنشاء مدينة سكنية وترفيهية ورياضية متكاملة على ضفاف بحيرة تونس الشمالية، وهى أرقى المنتجعات السكنية والتجارية للعاصمة التونسية.. ويمتد المشروع، الذى بلغت اعتماداته خمسة مليارات دولار أمريكي، على مساحة 250 هكتاراً، ويضم 9 أكاديميات رياضية، وثلاثة أندية للغولف والتنس والرياضات البحرية… وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، قد استقبل في نوفمبر 2006، حسين السجواني، رئيس المجموعة الإماراتية “داماك”، التي تستثمر فى قطاعات مختلفة، كالعقارات والخدمات والصناعات الغذائية والتأمينات.. واختارت مجموعة “ماجد الفطيم” العاصمة التونسية، لكي تكون قاعدة لأنشطتها واستثماراتها فى منطقة شمال إفريقيا.. فقد أعلنت المجموعة مؤخراً أن من مهام فرعها بتونس، الذي أطلقت عليه تسمية “ماجد الفطيم شمال إفريقيا”، تقديم “خدمات استشارية ودراسات ومساعدة فى مجالات التسويق والتصرف والاستثمار”. من ناحية أخرى، أعلنت شركة دبى القابضة في وقت سابق، بدء العمل بمحفظة 300 مليون دولار للاستثمار فى الأسواق التونسية، من خلال الشركات الموجودة، أو من خلال الدخول فى سوق الأسهم التونسية وإنشاء شركات جديدة.. ويأتي التوجه الجديد للشركة فى إطار “خطط لتوسيع نشاطها فى البلدان العربية التى تعد تونس أولى محطاتها”. وكشفت “شركة إعمار العقارية” فى أبريل من العام المنقضي2007، تفاصيل خطتها الاستثمارية الجديدة فى تونس، التى تهدف إلى تطوير مشروع “مارينا القصور” على الساحل الشرقي التونسي، وذلك بكلفة إجمالية تصل إلى 1.88 مليار دولار.. ويقع المشروع السكنى الجديد، الذى يحتضن قرية سياحية فى وسطه، على مساحة 442 هكتاراً، فى أحد أجمل المواقع الطبيعية فى ولاية سوسة، باتجاه النهاية الجنوبية لخليج الحمامات… ويهدف المشروع إلى إقامة موقع سياحي على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، يتميز بكونه يوفر الراحة والاستجمام، حيث يطل على أهم المواقع الأثرية والثقافية فى تونس.. «مشروع القرن» لكن هذه المشروعات الإماراتية المختلفة، على أهميتها وجدواها الاقتصادية، كانت بمثابة “المقبّلات” لطبق إماراتي شهي أسال لعاب الحكومة التونسية، التي لم تتردد في فتح الأبواب على مصراعيها للرأسمال الإماراتي في تونس.. فكان مشروع “سما دبي” الاقتصادي والسياحي والعقاري، العنوان البارز لما وصف من قبل الإماراتيين بالذات، بـ “مشروع القرن”.. ولا يبدو أن الوصف مبالغ فيه على وجه الإطلاق، مادام أن هذا المشروع، هو الأضخم في تاريخ البلاد منذ استقلالها عام 1956.. حيث قدرت تكاليفه الإجمالية بنحو 14 مليار دولار أمريكي، وخصصت له مساحة 830 هكتاراً. فقد وقعت الحكومة التونسية مع شركة “سما دبي” الإماراتية في الآونة الأخيرة، اتفاقا لإنجاز هذا المشروع الذى يقع بالبحيرة الجنوبية للعاصمة التونسية، ويشتمل على مجمعات متكاملة، عقارية وسكنية وتجارية وخدماتية ومرافق أخرى ذات صلة.. وحسب الدراسة الأولية للمشروع التي أمكن لـ “الشرق” الاطلاع عليها، من المنتظر أن يشهد مشروع تجهيز البحيرة، إقبال نحو 2.5 ألف مؤسسة من تونس، ومختلف أنحاء العالم للتموقع فيها… كما سيتم إنجاز 14 فندقا من المستوى الراقي تحت علامات عالميّة، على غرار سلسلة “الجميرة” الإماراتية التي تمتلك فندق برج العرب بالإمارات العربية المتحدة.. ومن بين الأهداف الرئيسية للمستثمرين الإماراتيين بقيادة “دبي القابضة”، النهوض بالسياحة العلاجيّة في تونس، عبر الاستفادة من الخبرة التونسية في مجال السياحة الاستشفائية، التي تعد تونس أحد روادها في المنطقة العربية.. وكان محمد القرقاوي، رئيس مجلس إدارة “دبي القابضة” ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بالإمارات العربية المتحدة، قد أعلن في وقت سابق من العاصمة التونسية بالذات، عن نية مؤسسته، خلق منتجات سياحية جديدة في تونس بغاية استقطاب السائح الأوروبي، للتسوق في تونس خلال فصل الشتاء على سبيل المثال.. من ناحية أخرى، ستتولى شركة “سما دبي”، تنفيذ المشروع الجديد بكفاءات تونسية، ووفقا للخصوصيات المعمارية التونسية الأصيلة.. ويقدر عدد فرص العمل التي سيوفرها المشروع، بحوالي 140 ألف فرصة عمل جديدة.. وأقر الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي الاتفاق الموقع مع شركة سما دبي قبل أسبوع، بعد أن صدّق عليها البرلمان التونسي.. ويرى مراقبون، أن المشروع من شأنه أن يجعل من تونس، مركزا إقليميا للخدمات والأعمال، مثلما كانت تخطط الحكومة التونسية منذ أكثر من ثلاث سنوات.. فيما يتوقع أن يسهم ـ وفق مصادر رسمية ـ فى تحقيق هدف النمو المقدر بنحو 3،6 بالمائة خلال السنوات العشر القادمة.. وأوضح وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي، محمد النورى الجوينى في تصريح صحفي، أن “الموافقة على إنجاز هذا المشروع، الذي يتوقع أن تنطلق أشغاله خلال الأشهر القادمة، تأتى فى إطار الحرص على رفع حجم الاستثمار الخارجي، والتقليص من المديونية الخارجية ودفع التصدير، وإيجاد مزيد من مواطن العمل لأبناء البلاد”، على حدّ قوله، سيما وأن المشكل الذي يؤرق حكومة الرئيس بن علي، هو تزايد عدد العاطلين عن العمل..وهو ما يفسر مسارعة الحكومة إلى وضع برنامج تأهيلي خاص، لتوفير اليد العاملة لهذا المشروع كمّا ونوعا. تسريع الطيران الخليجي وفي الحقيقة، يأتي هذا التدفق الاستثماري الإماراتي والخليجي على تونس بشكل عام، إثر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص فتح البوابات الجوية للبلاد المطلة على الخليج، بشكل غير مسبوق، من خلال اتفاقات مكثفة مع الدوحة والكويت والإمارات وحتى البحرين، في خطوة ترمي إلى تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري، وتلبية تزايد المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تونس ودول الخليج، بالإضافة إلى تطوير القوانين المنظمة للاستثمار في تونس، وبروز الحكومة التونسية بإرادة سياسية منفتحة باتجاه هذه الاستثمارات، بشكل فاجأ المراقبين الذين لم يتوقعوا هذه الاستجابة التونسية السريعة، وهو ما وفر أرضية ملائمة ساعدت المستثمرين الخليجيين على فتح استثمارات في تونس.. لاشك أن الحكومة التونسية، حققت مكسبا اقتصاديا مهما، من خلال استقطاب هذه المشروعات الاستثمارية الضخمة، وغير المسبوقة في البلاد، لكن المراقبين يعتبرون أن ذلك غير كاف لتدشين نسبة نمو تستجيب لحاجات الاقتصاد التونسي ومستلزمات مواطنيه، واعتبر بعضهم أن شروط إنجاح هذه الاستثمارات، سياسية بالأساس، بل هي أوسع من مجرد توقيع اتفاقيات على أهميتها الاستراتيجية. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

المرأة التونسية: هل من طريق للتراجع؟

 
بقلم: آمال موسى (*) تحتفل المرأة التونسية اليوم بعيدها الوطني، الذي اقترن بحدث تاريخي وثوري تجاوز النصف قرن ويتمثل في إصدار مجلة الأحوال الشخصية في 13 اغسطس(آب) 1956، أي بعد قرابة خمسة اشهر من تاريخ حصول تونس على الاستقلال والتحرر من مرحلة حكم الاستعمار الفرنسي. وكما هو واضح فإن التاريخ المشار إليه، يدل على مدى وعي النخبة السياسية الحاكمة آنذاك بزعامة الراحل الحبيب بورقيبة، بأهمية معالجة وضع المرأة معالجة بنيوية تساعدها على الانتقال بأسرع وقت ممكن من إطار المفعول به والرقم المهمش الى إطار ما يسمى بالفاعل الاجتماعي، الذي يحتكم إليه أيضا الفعل الاجتماعي مسارا وتراكما، خصوصا أن مشروع التنمية والخروج من طور التخلف زمنا وثقافة وأنماط تفكير وسلوك، يشترطان ضخ نصف المجتمع بدفق الحياة وتأهيله قانونيا واجتماعيا للانخراط في معركة التقدم الكبرى. ولكن اللافت للانتباه بمعنى الجزع المخيف هو أن المرأة التونسية، التي كان يتحدث عنها باعتبارها النموذج العربي الاستثنائي وأنها صاحبة المكتسبات الكثيرة والنوعية والتي تشرئب لها أعناق النساء العربيات للمدونة الحقوقية التي تمتلكها، لاحظنا أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، أصبحت وضعيتها من منظور بعض الأطراف محفوفة ببعض المخاطر بسبب ظهور المؤشرات، التي وإن لم ترتق الى مستوى الظاهرة إلا أنها ملفتة وتطرح التساؤلات اللازمة. ورغم تدخل الخطاب السياسي الرسمي قائلا بشكل علني وواضح بأنه لا للتراجع في مكتسبات المرأة، فإن السياق الدولي وهيمنة الفكر الأصولي على الفضاء الاتصالي العربي، لم يبدد تماما القلق. وفي هذا السياق، نعتقد أن مقولة لا للتراجع عن مكتسبات المرأة التونسية، التي وردت في خطاب الرئيس الحالي زين العابدين بن علي وتحديدا في خطاب 25 يوليو(تموز) 2005، ليست شعارا سياسيا للتسويق الاعلامي، بقدر ما هو موقف مبدئي وحقيقي ليس بوسع تونس أن تختار سواه. ونقصد بذلك أن منظومة الحقوق والواجبات الخاصة بالمرأة التونسية، هي منخرطة في علاقات تعاقدية، تنظم جميعها المشروع التحديثي التونسي، الذي انطلق منذ فجر الاستقلال ومحكوم عليه بالمواصلة، باعتبار أن عملية التحديث مستمرة ولا تعرف نهاية. لذلك فإن مكتسبات المرأة التونسية، تشكل خطا أحمر، ممنوع التطاول عليه ، لأن مثل هذا التطاول، يعني التطاول على المشروع برمته وجملة وتفصيلا. وكل البنود الثورية التي وردت في قوانين مجلة الأحوال الشخصية، تعتبر مكتسبات، دخلت التاريخ ولا تنوي الخروج منه. وهذه المكتسبات هي قانون منع تعدد الزوجات وتحديد السن الدنيا للزواج لا تقل عن 17 عاما بالنسبة الى الفتاة، على أن تكون موافقتها شرط اتمام الزيجة بالإضافة الى أن منع الطلاق من جانب واحد وجعله ـ أي الطلاق ـ حكرا على المحاكم المدنية. كما أن مجلة الأحوال الشخصية لم تهمل والتاريخ يعود لأكثر من خمسين سنة قانون الميراث، بل قامت بتحويره وصار للمرأة كامل الحق في إرث ما يخلفه والدها دون أن يستطيع خصم شيء منه بعد أن كان قانون الميراث يقضي ألا ترث البنت كل ما يخلفه والدها عند انعدام الأخوة الذكور. وواصل المشروع التونسي تطوير المدونة الحقوقية للمرأة وتجسيد مفهومي المساواة والشراكة مع الرجل من خلال الاعتراف بحقها في الحضانة وفي حق المرأة التونسية منح جنسيتها الى أطفالها، في حال زواجها من غير تونسي. دون أن ننسى أن تونس قد صادقت منذ أكثر من عقدين على معاهدة رفض كافة أشكال التمييز ضد المرأة وأيضا البعد النوعي، الذي جسدته اصلاحات 1993، والتي سعت الى إحداث تطابق بين القانون التونسي والمقاييس الدولية لحقوق الانسان. وتكمن أهمية كل هذه المكتسبات في أنها نتاج فكر اصلاحي، ظهر وتعمق مع حركة الشباب التونسي (1906-1912)، التي نادت بتعليم البنت المسلمة والمناخ الحركي الثقافي العام للثلاثينيات من القرن الماضي، حيث صدر في صيف عام 1930 الكتاب الذي مهد لظهور مجلة الأحوال الشخصية ونقصد بذلك الكتاب الشهير «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» للمصلح التونسي الطاهر الحداد. لذلك فهي مكتسبات وإن ارتكزت على جرأة القرار السياسي وشجاعته، فهي تتمتع بمسار تاريخي، يجعل منها ذات جذور وتربة تاريخية وسوسيوثقافية خصبة، ساهمت في إنتاجها. والى جانب تجذرها في سياق تراكم الفكر الاصلاحي، فهي ذات صلة عضوية بالنظام الجمهوري، الذي تبنته تونس واحتفلت في الشهر الماضي بخمسينيته. ذلك أن ثقافة الجمهورية تنص على مفهوم المواطنة، الذي ينسحب على الجنسين ويمنح الحقوق ويملي الواجبات على الرجل والمرأة معا، مع الأخذ بعين الاعتبار البديهة التي تقول إن القانون المناصر لحقوق المرأة، يمثل ركنا أساسيا من أركان النظام الجمهوري. بل ان حتى ما توصف به التجربة التونسية بأنها أكثر التجارب العربية تضمنا لمظاهر العلمانية، هو بالأساس لصيق ما استوجبه ملف المرأة من معالجات. ومن الاصلاحات التي وصفت بالعلمانية إصدار مجلة الأحوال الشخصية وكذلك مظاهر أخرى على رأسها تحديد النسل والتعليم الإجباري، الشيء الذي جعل واستنادا الى تقديرات البنك الدولي معدل التحاق البنات بالتعليم الأساسي 100 % منذ عام 1998. وبالنظر الى هذه المعطيات، فإنه يصح الحديث عن مكتسبات بما يعنيه ذلك ضمنيا من استحالة التراجع لاعتبارات موضوعية وبنيوية قبل كل شيء. بالإضافة الى ما تفرضه علينا هذه المعطيات من ضرورة التوفيق في مقاربة عديد المشاكل، ذات علاقة بمعضلات اقتصادية كالبطالة وغيرها والتي أفرزت ظواهر العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج ووقوع البعض القليل ضحية غسيل دماغ، الذي تقوم به بعض الفضائيات ذات الخطاب الديني المتشدد والمنغلق. ومن الخطأ الفادح تفسير ظواهر هي نتاج عوامل اقتصادية بتفسيرات تتهم الخيارات الحداثوية، إذ يولد ذلك حالة لبس تنحرف بوجودها عملية الفهم. آما بالنسبة الى الفئة الليبرالية الحقوقية، التي ترى أن مسألة عدم المساواة في الإرث في القانون التونسي، تعد شكلا من أشكال التمييز ضد المرأة، فإن هذا الموقف الذي لا شك أنه مخلص للقيم والإطار المرجعي الفكري الذي يؤمن به، يتصف بشيء من اللا واقعية الراهنة، ذلك أن حاجة قانونية كهذه، يولدها الواقع ولادة طبيعية لا قيصرية وهي شديدة الارتباط بظروف انتاج الثروة ومالكها. ونعتقد أنه إذا كانت النساء في تونس يمثلن اليوم 31 % من قوة العمل، فإن هذه النسبة المحترمة مرشحة للازدياد، وبالتالي فإن منظومة القيم الثقافية والاجتماعية مقبلة بدورها مستقبلا وبشكل آلي للتطور، دون أن نتجاهل الانتماء الاسلامي لتونس وما إذا كان الاجتهاد الديني يقبل اعتماد القراءة التاريخية للقرآن في مسألة الرؤية الاسلامية للإرث. ولا ننسى من جهة أخرى أن ما ينص عليه القانون التونسي من حرية اختيار نظام الملكية المشتركة بالنسبة الى المتزوجين، مسألة ذات دلالات، تمهد لطموحات مستقبلية توسع من استحقاقات مفهومي المساواة والشراكة. فهل من الممكن التراجع عن مكتسبات المرأة التونسية والتي هي قوام المشروع التونسي ككل؟ قطعا لا. وأغلب الظن أن كل ما قد يقلق، هو كسحابات الصيف العابرة. (*) كاتبة وشاعرة من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2007)


 

خطير: 88 % من الشباب يستخدمون الكلام البذيء، والقانون عــاجـز

أكثر من ثلاثين تسمية يطلقها التونسيون عن العنف اللفظي المستخدم بينهم. فيتحدثون عن أزمة «الكلام الزايد» و «صحة الوجه» و «الهزّان والنفضان» وغيرها من التسميات التي تطلق عن المضايقات في الشوارع وفي الفضاءات العمومية والفضاءات الخاصة بين «جدران» العائلة الواحدة.

وقد أثبتت دراسة أنجزت حول ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب شملت عينة تتكون من 220 شابا (حوالي 62 ذكور و38 إناث) أغلبهم تلاميذ وطلبة (من أبناء الأحياء المتوسطة) أن أكثر من 88 من الشباب التونسي يستخدم الكلام البذيء.. خاصة في وقت الفراغ (60) أي العطلة الصيفية بالنسبة لهؤلاء!!!

تمثل الرغبة في إثبات الذات أبرز سبب لتفسير استخدام العنف اللفظي وفقا لما جاء في نتائج الدراسة. نفس النتائج تشير إلى أن الانفعال والاستفزاز سبب آخر يأتي في مرتبة ثانية بنسبة 37، يليه الموروث اللغوي (حوالي 8) والمزاح (حوالي 5).

هذا الأخير يعدّ أبرز معطّل «لتنفيذ» القانون في جريمة العنف اللفظي.. إذ تشير الدراسة السوسيو ـ ثقافية إلى أن العنف اللفظي المستخدم خاصة بين الشباب يرد في سياقات الفذلكة و»التنكيت» في أغلب الأحيان ما يحول دون اثبات التجريم لافتقاده ركن سوء «النيّة».. لكن هل يكفي الاستناد إلى عنصر المزاح لتفسير فشل القانون في الحد من الظاهرة؟!

أين الخلل الأصلي؟

وما الذي أسّس لهذا العنف على «أفواهنا»؟

* الأب والأخ الأكبر متهمان…!!

يتراوح العنف اللفظي المستخدم بين سب الجنس بدرجة أولى (41) وسب العائلة وسب القرابة والدعاء والتشبيه بالحيوان (5) وسب المعيشة والمنشأ

وهي ألفاظ تستخدم على أفواه مختلفة وبدرجات متفاوتة.. يكون الاخوة الذكور أكثر المستخدمين لها في أغلب الأحيان بحوالي 50. ويأتي الأب في مرتبة ثانية يليه الأخ الأكبر ثم الأخوات (7)… وقد ذكر 62 من المستجوبين أن الكلام البذيء مستخدم داخل الأسرة الواحدة.

 

تنتشر هذه «الألفاظ» في الشوارع وفي الأحياء السكنية كما تتواجد في المؤسسات التربوية (حوالي 22) وتنشأ خاصة على طاولات المقاهي (18) وفي الملاعب وقاعات الألعاب ووسائل النقل والمنزل (3).

ويواجه التونسي هذا العنف بدم «أبيض» أي لا يعيره أي اهتمام وفقا لما جاء في نتائج الدراسة. إذ تشير الأرقام إلى أن ردود الفعل يكون في طليعتها عدم الاكتراث بنسبة 36 ثم التدخل بالحسنى. في حين يأتي التعنيف والاشتكاء للسلط الأمنية في مرتبة أخيرة بنسبة 6.

عدم اللجوء إلى الحاكم والاحتكام إلى الدم «البارد» فسرته الدراسة بسببين.

يعود السبب الأول إلى «صعوبة الاجراءات عند الرغبة في التقاضي من أجل الضرر من العنف اللفظي» خاصة وأن النص التشريعي، الذي يضمن عقوبة بالسجن تتراوح بين 16 يوما وخمس سنوات لمرتكب الجريمة القولية، يستوجب وجود شهود وهو الأمر الأصعب بالنسبة للمشتكي.

أما السبب الثاني فهو يعود إلى عدم تحمّس الجهات المعنيّة إلى متابعة هذه الشكاوى فيتم أحيانا إقناع رافعها بالتخلّي عنها.

إلى جانب هذين السببين، توفر عنصر آخر عمّق فشل القانون في التصدي للظاهرة ألا وهو عدم معرفة الكثيرين بأن الشتيمة والتلفظ بالكلام البذيء جريمة يعاقب عليها المشرع التونسي.

* المقاهي… وقاعات الألعاب

كما فسرت الظاهرة طرحت الدراسة أيضا خطة عمل للحد من هذه الجريمة «القابعة» على أرصفتنا وعلى أبواب المقاهي والمدارس.

فكانت أبرز الاقتراحات إحداث يوم وطني للاقلاع عن الكلام البذيء… واضفاء مزيد من الصرامة في تطبيق القوانين المتعلقة بمخالفات مرتكبة بشأن الآداب العامة وأخلاقيات الشارع.

ولمعالجة هذا «الجرح المتعفّن» في المقاهي اقترحت الدراسة فرضية التدخل في مراقبة المقاهي من ذلك ادخال «منع استعمال العنف اللفظي» كشرط أساسي في كراس الشروط واخضاع العاملين في المقاهي إلى دورات تكوينية وتحسيسية حول موضوع مخاطر العنف اللفظي وإسناد المقاهي التي تقاوم الظاهرة جوائز تشجيعية.. وربما الاستعانة بمنشطين من خريجي المعاهد المختصة لاحكام توظيف المقاهي وتطوير وظائفها.. وكذلك عدم التساهل في إسناد رخص فتح المقاهي خاصة وأن هذا الفضاء هو أكثر الفضاءات استقطابا للشباب (31 من الشباب يرتادون المقاهي وفقا لما جاء في الاستشارة الشبابية الثالثة و10 المؤسسات التربوية و6 الفضاءات الثقافية والشبابية 8).

 

واقترحت الدراسة أيضا مراجعة قوانين اسناد الرخص بالنسبة لقاعات الألعاب وتغيير «هوية» المشرفين عليها بجعلهم من المربين أو المنشطين حتى يخضعوا النشاط إلى أهداف ترفيهية موجهة بعيدة عن التوتر والكلام البذيء.

كما أشارت إلى امكانية المراقبة الأمنية للسوق وذلك لمراقبة اللغة المتداولة إلى جانب مراقبة الأسعار والنظافة.

أما في المؤسسات التربوية، فيمثّل تطوير مضمون برامج التربية المدنية والدينية لتشمل نصوصا حول مخاطر العنف اللفظي وأخرى حول الثقافة الجنسية وإعادة النظر في أوقات فراغ التلاميذ في المعاهد والمدارس الاعدادية والتنسيق مع الأمن في مراقبة مداخل المؤسسات التربوية والأماكن المؤدية لها وردّ الاعتبار لصورة المربي وإعطاءه دورا أوسع في التنشئة حتى خارج المؤسسة ومزيد تشريك الأولياء في متابعة ومراقبة أبنائهم وتقاسم المسؤولية التربوية بين المؤسسة والأسرة.. مجموعة من الحلول لانقاذ أبواب المدارس وباحاتها من جريمة التلفظ البذيء و «الكلام السوقي» وفقا للتسميات التونسية.

(المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2007)


هل أصبحت اللهجة التونسية فـــي حاجــة إلــى حمايــة؟

 
بقلــم: محمـد بــن رجــب سألت المذيعة سيدة في الثلاثين من عمرها وهي خارجة من المسرح الأثري  بقرطاج عن رأيها في سهرة الفنانة صوفية صادق. فقالت هذه السيدة : – الحفلة السواري طيارة فريمون، لا شانتوز صوفية عندها  بالوفوا، سي فريمون فورميدابل، يلزم التوانسة يحبوا الفودادات متاعهم، أون – أ – مار من لي  ليباني الجدد، سي فريمون طيارة صوفية ، طيارة ، طيارة والسوراي ميرفايوز». كان يمكن أن أكتب هذا النص  بالفرنسية وارسم  الكلمات القليلة التي جاءت باللهجة الدراجة بالاحرف العربية ولكني حرصت أن ارسمها  كلها بالاحرف العربية، لأني أعتقد أن هذه السيدة وهي تدلي برأيها  تتصور أنها تتكلم  باللهجة الدارجة التونسية. وكان يمكن أن لا تلفت هذه السيدة نظري تماما  لو كانت هي وحدها التي استعملت هذه «اللهجة» التي جاءت أغلبها  باللغة الفرنسية  لكنها لم تكن نشازا.. ولا شاذة.. فلقد  تحدث جل  المستجوبين الى المذيعة بالفرنسية السليمة.. أو اللهجة اللقيطة التي تحتوي على جمل فرنسية كاملة أو «مكسرة» أو مخلوطة بكلمة ايطالية عابرة.. أو لقطة أنقليزية مدسوسة. وما هو واضح أن هذه اللهجة أصبحت رائجة جدا في كل الاوساط عبر الاذاعات والتلفزات التونسية ولا يمكن وصفها الا بكونها  لهجة  هجينة لا روح فيها ولا أبعاد. انها الآن تتشكل شيئا فشيئا  وتكتسح اللهجة الدارجة التونسية مفقدة إياها  روحها وعمقها  وانغراسها في العمق الاجتماعي والشعبي . وما يزعج حقا أن لا أحد يعمل  على ايقاف هذا التيار الذي يتحرك  بقوة جارفا اللهجة التونسية التي يعتبرها المختصون أقرب لهجة الى اللغة العربية الصافية. صحيح أن اللهجة  التونسية  بدأت تحمل  الالفاظ الفرنسية والايطالية  الدخيلة منذ القرن التاسع عشر ولئن لم يكن هذا الدخيل  خاليا من المخاطر على الروح التونسية الا  أن العملية «الامتزاجية» كانت مفهومة وربما مقنعة لأن  جل الالفاظ المتسربة في اللهجة التونسية كانت جلها  اسماء لأدوات صناعية أو لبضاعة فلاحية قادمة من الغرب  المتطور ولا حلّ للتونسيين غير تقبل اسماء أشياء لم نبتكرها  ولم نصنعها ولم نساهم في تطويرها  او في ترويجها  الا فيما بعد أي في القرن العشرين. وكان يمكن اليوم أن نواصل  تقبل الالفاظ والمصطلحات والمسميات الاجنبية للبضاعات والأدوات القادمة من كل أنحاء العالم ما دمنا  نواصل ا ستهلاك ما لا نصنع .. وما دمنا لا نساهم في ابداعها. لكن المتسرب الآن وبقوة واضحة  للعيان  وللاسماع هي جمل فرنسية كاملة.. وكلمات أنقليزية سليمة بلا تدخل من اللهجة التونسية اطلاقا، وهذه الجمل  تعوض  شيئا  فشيئا  اللهجة الدارجة. وقد بات واضحا أيضا أن بعض الفنانين التونسيين  تأثروا بما يجري  في لبنان وأصبحوا يؤدون أغنيات تجمع بين اللهجة الدارجة والفرنسية وبعض الكلمات الايطالية والانقليزية وهذه الاغاني لا تجد صعوبة في الترويج إطلاقا. هذه الظاهرة في الواقع  ليست جديدة وقد انتشرت بضع أغنيات باللهجة الهجينة في النصف الاول من القرن العشرين وهي من نوع «مصطفى يا مصطفى» و«شيري حبيتك» وغيرها.. لكنها أيضا كانت «مفهومة لانها  ليست «وليدة» شرعية إنما هي نتاج غير طبيعي في جسم اجتماعي لم يتقبلها بالسهولة التي نتصورها . أما اليوم فإن ما يجري  على اللهجة الدارجة أمر غير مفهوم  ولا هو مقبول  واذا ما تهاونا أكثر فإن التونسي  سيفقد لهجته  شيئا فشيئا ولن يكون مفهوما في جانب من الاوساط  الاجتماعية في تونس  ثم لن يكون مفهوما  في كامل البلاد العربية. ان الكثير من المواطنين العرب اذا ما قيل لهم هل تسمعون أغاني التونسيين  وهل تحبون المسرحيات التونسية  وهل تشاهدون  الافلام التونسية يقولون: لهجتكم التونسية غير مفهومة. يقولون هذا بوضوح كامل وهم يستمعون  الى لهجة تونسية جل ألفاظها  من العربية الفصحى الصافية.. فماذا سيقولون وما هو موقفهم  عندما  يستمعون الى  تونسيين من قبيل السيدة التي عرضنا «رأيها»  بالالفاظ التي استعملتها ؟ المطلوب منّا جميعا العمل على  صيانة اللهجة التونسية من الاندثار باتخاذ  اجراءات تطهيرية ليست أصعب من الاجراءات التي نتخذها لحماية البيئة في البر والبحر والجو.. أي أنها اجراءات بسيطة وعادية كأن ندعو عبر الاذاعات والتلفزات والجرائد  والمجلات  التونسية الى الحديث باللهجة الدارجة والتقليل اكثر ما يمكن من اللهجة الهجينة والجمل الأجنبية الكاملة، وأن ندعو المواطنين الذين يتحدثون الى الاذاعات والتلفزات التونسية ليستعملوا لهجة تونسية مقبولة. ويمكن للزملاء المذيعين والمقدمين والمنشطين والصحفيين تنبيه ضيوفهم  بكل  لياقة وأدب الى الاجتهاد حتى تكون لهجتهم  تونسية عادية، فلا بأس إن تسربت لفظة أجنبية خاصة  اذا كانت إسما أو مصطلحا  أو تعبّر عن مفهوم حضاري معين أما أن تصبح «لغة التخاطب» فلا. ليس علينا أن نتهاون في هذه المسألة وستكون النتائج إيجابية وتأثيرها  سيكون مهما؟ فهل أتى اليوم الذي لم نعد ندافع  فيه عن اللغة العربية حتى لا يكتسحها الدخيل بلا موجب  وأصبحنا  ندافع عن اللهجة التونسية  التي لم تكن في حاجة الى ذلك؟ وما يجب قوله الآن أن الدخيل في اللغة اذا كان متعلقا بالعلم والتكنولوجيا والاليكترونيك، فهو مقبول  رغم الجهود المبذولة في التعريب..أما إذا كان الدخيل  في مسائل  عادية وحوارات حياتية واجتماعية وفي الابداعات المسرحية والسينمائية والغنائية  وغيرها فهو غير مقبول على الاطلاق. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

تونس: تعديلات في أسعار مشتقات الحبوب لمواجهة ارتفاع الأسعار في السوق العالمية..

 
تونس – صالح عطية قررت الحكومة التونسية، الترفيع النسبي في أسعار مادة الحبوب ومشتقاتها بداية من يوم أمس (الأحد 12 أوت 2007، التحرير).. وذكر بيان لوزارة التجارة في تونس، تلقت “الشرق” نسخة منه، أن هذه الزيادة تأتي في سياق مواجهة “الارتفاع الحادّ في أسعار الحبوب في الأسواق العالمية”، والتي تجاوزت نسبته 50 في المائة بين بداية العام ونهاية شهر يوليو المنقضي، بسبب تقلص الإنتاج العالمي وازدياد الطلب على هذه المواد الأساسية في العالم.. وحرصت الحكومة التونسية، على أن تكون الزيادة في أسعار الحبوب ومشتقاته، وبخاصة مادة الخبز، طفيفة لتجنب أي رد فعل شعبي، ومراعاة القدرة الشرائية للتونسي، لا سيما وأن الترفيع في أسعار الخبز، كان تسبب في انتفاضة شعبية منتصف الثمانينيات من القرن المنقضي، على عهد الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، وهو الأمر الذي لم تنساه الذاكرة السياسية والشعبية في البلاد.. واكتفت الحكومة في هذا السياق، بقرار التخفيف في وزن الخبز، «من 450 إلى 400 غرام للخبزة كبيرة الحجم، ومن 250 إلى 220 غراما لقطعة الخبز من الحجم الصغير»، مع الحفاظ على ذات الأسعار المعمول بها حاليا.. لكنها قررت رفع سعر مادة السميد بنحو 30 مليما للكيلو غرام الواحد، والعجين الغذائي والكسكسي «المادة الأكثر استهلاكا في تونس»، بحوالي 60 مليما للكيلو غرام.. ووفق البيان الحكومي، فإن صندوق الدعم سيستمر في دعم أسعار المواد الأساسية بمقادير هامة، تفوق 210 مليمات بالنسبة إلى الكيلوغرام الواحد من العجين الغذائي والكسكسى، و197 مليما للكيلو غرام من مادة السميد، و100 مليم للخبز من الحجم الكبير.. وكانت الحكومة التونسية بررت هذه التعديلات في أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، بارتفاع نفقات صندوق الدعم، الذي من المتوقع أن يبلغ 542 مليون دينار تونسي «الدولار يساوي 1270 دينار»، مقابل تقديرات بحوالي 340 مليون دينار في بداية السنة الجارية، فيما تتوقع الحكومة، استمرار المنحى التصاعدي للأسعار العالمية خلال المدة القادمة، بما قد يسبب ضغوطات إضافية على صندوق الدعم، حسب تقديرها، خصوصا وأن جزءا هاما من الاحتياجات التونسية من الحبوب، يتم تغطيته عبر التوريد من السوق العالمية… الجدير بالذكر، أن الحكومة لجأت قبل فترة، إلى رفع أسعار عديد المواد الغذائية والمحروقات لمواجهة الارتفاع الكبير وغير المتوقع في أسعار البترول في السوق العالمية.. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 أوت 2007)

في شارع مدريد بالعاصمة: انفجار أنبوب للماء وتسرّب لنصف ساعة

 
تونس – الصباح: شهد شارع مدريد بالعاصمة بعد ظهر أول أمس تسربا للماء إثر انفجار أنبوب للماء الصالح للشراب تابع لـ«الصوناد» وقطره 300 ملم على مستوى نهج بلحسن جراد وقد غمرت المياه جانبا من الشارع (على طول مائة متر) بفعل قوة الإنسياب. وقد تواصل تدفق المياه لحوالي ثلاثين دقيقة فيما تدخل أعوان الصوناد لقطع الماء عن المنطقة كما تحولت الحماية المدنية على عين المكان وبذلك تم تلافي حصول أضرار وتعطيل حركة المرو في شارع حيوي بالعاصمة خاصة أنه تم تصريف المياه المتسربة عبر قنوات التطهير ولم يتبق في الشارع سوى بعض الأوحال. وتمت إعادة الماء في حدود منتصف الليل بعد عملية الإصلاح التي شهدت بعض العراقيل بسبب ضيق مكان انفجار الأنبوب وتشابك جذور الأشجار مع بعض أسلاك الهاتف والكهرباء. ن.ع (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

 

موكب تسلم المسؤولين الجدد في قطاع الإعلام مهامهم

تونس 14 أوت 2007 (وات) أشرف السيد رافع دخيل الوزير المكلف بالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين يوم الثلاثاء بمقر الوزارة على موكب تسلم خلاله المسؤولون الجدد في قطاع الاعلام مهامهم وهم السادة محمد الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء والصحراوى قمعون المدير العام للاعلام وعبد الجليل بوقرة المدير رئيس تحرير جريدة (الصحافة).

وألقى الوزير كلمة بالمناسبة هنأ فيها المسؤولين الجدد بالثقة العالية التي حباهم بها الرئيس زين العابدين بن علي بتعيينهم في مهامهم الجديدة متوجها بالشكر للمسؤولين السابقين على الجهود التي بذلوها في أدائهم لواجباتهم المهنية.

ولاحظ ان التعيينات الجديدة جاءت اثر خطاب رئيس الدولة يوم 25 جويلية 2007 في الذكرى الخمسين لاعلان الجمهورية الذى اكد فيه مجددا على /مزيد العمل لتطوير قطاع الاعلام حتى يكون اكثر جراة في التطرق الى مختلف المواضيع واشد التصاقا بمشاغل المواطنين وتطلعاتهم ويسهم في التبصير بالرهانات والتحديات/.

وأضاف ان ما تم اتخاذه من قرارات وخاصة في ما يتصل بالاعداد لبعث القناة الفضائية الثانية يبرز أن قطاع الاعلام في تونس مقدم على مرحلة جديدة تستوجب تضافر جهود الجميع لكسب رهاناتها كما يتطلب مواصلة جهود تاهيل القطاع وتطويره بما يتلاءم وما يعرفه المشهد الاتصالي العالمي من تطور.

وبين انه يتم حاليا اعداد التصورات والمقترحات المتصلة ببرنامج هيكلة القطاع السمعي البصرى وبتاهيل الشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر /سنيب/ بما يجسم ما تتوفر عليه هذه المؤسسة من امكانات مالية وبشرية كبيرة.

وتطرق السيد رافع دخيل الى الدور الريادى الذي تضطلع به وكالة تونس افريقيا للانباء على الساحة الاعلامية مؤكدا انها مدعوة اليوم اكثر من غيرها الى تطوير برامج عملها بما يستجيب للتطور على الساحة الدولية لا سيما من حيث اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة.

واعرب المسؤولون الجدد في قطاع الاعلام عن مشاعر الامتنان للرئيس زين العابدين بن علي للثقة التي وضعها في شخصهم مشيدين بالعناية الفائقة التي يوليها سيادة الرئيس للصحافيين وللعاملين في القطاع والتي جسمتها الاجراءات والمبادرات العديدة لتطوير المشهد الاتصالي في تونس.

كما اكدوا العزم على بذل كل الجهود للارتقاء بالقطاع بما يتلاءم والأهداف المرسومة في البرنامج الانتخابي لتونس الغد.

فقد عبر السيد محمد الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عن الإرادة التي تحدوه وكل العاملين بهذه المؤسسة العريقة التي قال انها تعد قاطرة الإعلام في تونس على أداء واجبهم بكل مسؤولية ووطنية من اجل الارتقاء بقطاع الإعلام والنهوض به بما يتلاءم والدور الذي أراده له رئيس الدولة خلال الفترة المقبلة.

ومن جهته ابرز السيد الصحراوى قمعون المدير العام للاعلام الجهود الرئاسية الرامية الى مزيد تطوير البنية التحتية والانتاجية لوسائل الاتصال وتوفير احسن الظروف للعاملين في قطاع الاعلام حتى يؤدوا رسالتهم على افضل وجه مؤكدا التفاف الاعلاميين حول خيارات رئيس الجمهورية الهادفة الى الارتقاء بتونس الى مصاف الدول المتقدمة.

واعرب السيد عبد الجليل بوقرة المدير رئيس التحرير جريدة /الصحافة/ عن اليقين بانه سيلقى كل الدعم للقيام بواجبه في افضل الظروف وعلى احسن وجه لاسيما وان الدولة ما فتئت توفر كل ممهدات النجاح والارتقاء بالاعلام والاعلاميين.

ومن جهته عبر السيد محمد بن عز الدين عن بالغ الشكر والامتنان للثقة التي منحها إياه الرئيس زين العابدين بن علي للاشراف على وكالة تونس إفريقيا للأنباء مشيدا بجهود العاملين بها خلال مدة إشرافه على هذه المؤسسة وبدورهم في الارتقاء بأداء الإعلام وفق ما أراده رئيس الدولة في تكريس مجتمع ديمقراطي تعددي.

(المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 14 أوت 2007)

 


 

مكاتب وساطة للدراسات الجامعية بالخارج

 

تونس 14 أوت 2007 (وات) تم الترخيص لعدد من مكاتب الوساطة للدراسة بالخارج في ممارسة خدمات الوساطة في مجال التعليم العالي .

وجاء في بلاغ أصدرته وزارة التعليم العالي و البحث العلمي والتكنولوجيا أنه بإمكان الطلبة الراغبين في مزاولة دراستهم بالخارج الاتصال بالمكاتب التالية :

شركة قلوبال سرفيس : 89 شارع الحرية –تونس (ترخيص عدد01/2007 مؤرخ في 11 اوت 2007)

الشركة العالمية للخدمات والدراسات بالخارج :42 شارع الهادي شاكر – تونس (ترخيص عدد02/2007 مؤرخ في 11 اوت 2007)

شركة سمارت كونكشن سارفيس :66 شارع جون جوريس- تونس(ترخيص عدد03/2007 مؤرخ في 11 اوت 2007)

شركة ورلد ستادي سنتر : 6 نهج المهدية –تونس (ترخيص عدد04/2007 مؤرخ في 11 اوت 2007)

(المصدر: وكالة تونس افريقيا (وات – رسمية) بتاريخ 14 أوت 2007)


الشيخ الألمعي محمد الهادي أبو الأجفان رحمه الله وأجزل له الثواب .. الأستاذ السابق في الجامعة الزيتونية والمحقق المشهود له.. رحل في صمت وتناساه وطنه لكن ذكراه تظل حية لدى كل من عرفه وعاشره وعرف قدره في أقطار العرب والمسلمين

خواطر وذكريات مع شيخ المحققين شيخنا الأستاذ الدكتور محمد الهادي أبو الأجفان رحمه الله

 
د. حمزة أبو فارس (*) في ضحى يوم الأربعاء التاسع عشر من رمضان 1427هـ كنت جالسا عند الدكتور جمال الدين عطية حفظه الله نتجاذب الحديث عن القواعد الفقهية، وكان يحدثني على إكمال الموضوع الذي كلفت الكتابة فيه في مقدمة معلمة القواعد الفقهية التي ستصدر عن المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، إذ دخل علينا الدكتور محمد يحيى بلال الخبير في المعلمة، فسأله الدكتور جمال الدين قائلا هل توفي الدكتور أبو الأجفان في تونس أو في مكة؟ فأجابه بقوله: في تونس. ولم أسمع كلمة (توفي) جيدا، فاستفسرت منهما ما له ؟ فقالا لي توفي، فاسترجعت وسألت عن تاريخ الوفاة؟ فأخبراني بأنها أمس. ولم يكن المتحدثان يعرفان علاقتي به. أدهشني الخبر فبقيت فترة وأنا جالس أمام الدكتور جمال الدين وأفكاري تدور وعشرات الأسئلة تمر بخاطري: إذن لن تكون تلك الجلسات الممتعة بتونس بمنزله أو في مقهى صيفي أو في مطعم شعبي. ولن تكون تلك الأحاديث التي لا تمل عن العلم والعلماء والكتب قديمها وحديثها، وعن الإشكالات الفقهية. ولن تكون تلك الجلسات المباركة في صحن المسجد الحرام بين صلاتي المغرب والعشاء، ولا في بيته بالعزيزية على مرمى حجر من جامعة أم القرى. ولن تكون تلك الرسائل التي كنا نتبادلها والتي تمثل لي احتفالا انتظره بفارغ الصبر؛ إذ كنت أكرر قراءة الرسالة أكثر من مرة ، وقد بلغ ما استلمته من رسائله ما يقارب المائة إن لم يتجاوزها. وهل توقف ذلك المشروع الذي كنا نحلم به ونتحدث عنه، وهو الاشتراك في كتابة موسوعة مصغرة في مصطلحات الفقه المالكي؟ نعم لقد توقف كل ذلك، وتوقف معه القلم الذي أكتب به: إذ لم يكن قصدي أن أكتب قصة أو قطعة أدبية، وما كان دأبي هذا. غادرت مكتب الدكتور جمال ورجعت إلى مكة بعد أن زودني الدكتور يحيى برقم ابن الدكتور أبو الأجفان، وقد نسيت أن هذا الرقم كان معي. اتصلت يوم الخميس بأنيس ابن الدكتور وعزيته وطلبت منه نقل العزاء إلى والدته وأخيه وأخواته وأصهارهم. وقبل أن أسمع خبر الوفاة كنت أهاتفه على هاتفه الجوال في مكة فتجيبني الاسطوانة بأنه غير فاعل، ذلك أني هاتفته أول رمضان قبل أن أسافر إلى مكة فأجابني ابنه بأنه نائم فهـل أوقظه؟ فكان الجواب بالنفي، وعلمت من ابنه بأنه سيسافر لأداء العمرة في أواخر رمضان، ففرحت بذلك مؤملا أن نلتقي كالعادة في مكة رغم أن عمله في جامعة أم القرى قد انتهى الصيف الماضي، وكأنه كان على موعد مع الوفاة. وقد زرت جامعة أم القرى مع صديقين عزيزين آملين أن نطلع على الأطاريح المسجلة والمناقشة في هذه الجامعة، وأن نلتقي الدكتور أبو الأجفان هناك حتى ولو لم يعد أستاذا في هذه الجامعة، أما الأمل الأول فقد حصل إلى حد ما، وأما الثاني فلم يحصل؛ إذ تبين أنه يوم وفاته بالضبط. ربما يوجه إلي سؤال ذي لوم وعتاب: هل تريد أن تكتب عن نفسك أو عن صديقك الفقيد؟ لذلك أعود فأقول: ولد شيخنا الأستاذ الدكتور محمد الهادي أبو الأجفان في القيروان يوم 6 / 5 / 1936. حفظ القرآن الكريم ثم انخرط في سلك التعليم الشرعي فتتلمذ لشيوخ كبار في تخصصات مختلفة ومن أهم شيوخه: 1 ـ العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور. أفردت حياته بالتأليف، وهو أشهر من أن يعرف به. 2 ـ العلامة الشيخ محمد الشاذلي النيفر. ولد سنة 1911 م بتونس تحصل على الثانوية الزيتونية وشهادة التعليم العالي الأستاذية من رتبة مساعد بطريق المناظرة والأستاذية من الرتبة الثانية بطريقة المناظرة، والأستاذية من الرتبة الأولى شغل منصب أستاذ محاضر بالكلية الزيتونة ثم صار عميدا لها. مؤلفاته كثيرة. توفي سنة199. 3 ـ الشيخ مختار بن محمود. 4 ـ الدكتور أحمد محمود بكير. ولد بسوسة سنة 1928 م، تحصل على الدكتوراه في الآداب من فرنسا، وقد عمل أستاذا بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين. له مؤلفات كثيرة منها: المدرسة المالكية في المشرق بالفرنسية، وقد حقق ترتيب المدارك للقاضي عياض. توفي سنة 5 ـ الشيخ أحمد بن ميلاد. تحصل الأستاذ الدكتور محمد أبو الأجفان على الإجازة في الشريعة من الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بتونس مع جائزة رئيس الدولة في شهر يونيو1965. ثم التحق بشعبة الفقه والسياسة الشرعية التابعة للدراسات العليا بالكلية سنة 1973 م وسجل أطروحة بعنوان الكليات الفقهية لابن غازي المكناسي المتوفى سنة 909 هـ . تقديم ودراسة وشرح، وقد نوقشت هذه الأطروحة يوم 5 /3 / 1981 م حصل بها على شهادة دكتوراه المرحلة الثالثة بتقدير حسن جدا، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ـ مع مرتبة الشرف الأولى سنة 1987 م. ** التدريس: عمل في سلك التدريس في الكلية الزيتونية التي أصبحت فيما بعد جامعة الزيتونة ـ ثم رئيسا لقسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة المذكورة، وتنقل في الدرجات العلمية حتى وصل درجة أستاذ. وتقاعد سنة 1996 م، وما أن تقاعد حتى انهالت عليه العروض للتدريس من جامعات عديدة اختار منها جامعة أم القرى ليكون بجوار الكعبة زهاء عشر سنوات قضاها أستاذا للدراسات العليا، درس أثناءها الفقه وأصوله والقواعد الفقهية وأصول البحث العلمي وغيرها. ** الإشراف على الرسائل والأطاريح ومناقشتها: أشرف خلال تدريسه بجامعة الزيتونية وجامعة أم القرى على عشرات الرسائل والأطاريح حصل بها طلبته على شهادات الماجستير والدكتوراه. وشارك في مناقشة عشرات الرسائل في الزيتونة بتونس وأم القرى بمكة المكرمة وجامعة الإمام بالرياض، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مشرفا ومناقشا، وكانت مناقشاته للطلبة مفيدة جدا. وقد حققت تحت إشرافه مجموعة من أمهات الفقه المالكي منها التوضيح شرح جامع الأمهات لخليل بن إسحاق الجندي والتبصرة للخمي. ** نشاطاته الأخرى: وكانت له نشاطات إذاعية مسموعة ومرئية منها: مساهمته في إعداد برنامج إذاعي أسبوعي بالإذاعة التونسية بعنوان (نور الإيمان)، بتحرير أركانه التالية: ـ المذاهب الإسلامية. ـ شخصيات إسلامية. ـ العبادة. ** المشاركة في المؤتمرات والندوات: أما عن مشاركته في الندوات والمؤتمرات فحدث ولا حرج، فقد شارك في مؤتمرات عديدة في تونس، والقيروان، ومدنين، والرياض، وجدة قدم فيها بحوثا متعددة أهمها: العرف في المذهب المالكي، الملكية وحمايتها في الإسلام، الشريعة الإسلامية وتنظيم العمران. اشترك في أعمال ورشة ( البحث الفقهي: طبيعته، خصائصه، مصادره) بالمنتدى الإسلامي بالشارقة بدولة الإمارات العربية. كتب بحثا في نطاق مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بتونس حول موضوع الحسبة. وكتب بحثا للمؤتمر الرابع للفقه المالكي بأبوظبي سنة 1986 م بعنوان (الاستحسان في المذهب المالكي) واشترك في مؤتمر المخطوطات الذي نظمه مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية مع المعهد العالي لإعداد المعلمين بزليتن ليبيا سنة 1988 م. وشارك في أعمال ندوة التواصل الثقافي بين أقطار المغرب العربي تنقلات العلماء والكتب التي نظمتها كلية الدعوة الإسلامية وعقدت في طرابلس ليبيا، وكان عنوان ورقته فيها (التواصل العلمي بين بلدان المغرب العربي في عصر ابن أبي الدنيا). وشارك في ندوات أخرى كثيرة في تونس والجزائر والمغرب ودبي ومصر ونيجيريا وغيرها . وقدم فيها بحوثا متنوعة. وكتب مقالات كثيرة في مجلة الهداية التونسية. وهو عضو في لجنة تدليل الفقه المالكي أو المذهب المالكي بالدليل الذي تولته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي، وهو خبير بالمجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، وقد حضر مع المجمع آخر دورة عقدت في السنة الماضية. وقد حصل على أوسمة وجوائز كثيرة منها: جائزة تحقيق التراث من وزارة الشؤون الثقافية أربع مرات في السنوات 1969 و 1980 و 1981 و 1983 م. وقد عرفت الفقيد الأستاذ الدكتور محمد أبو الأجفان قبل حوالى ربع قرن، حيث توطدت العلاقة من اللقاء الأول، وكأنها كانت قديمة والذي عرفه بي صديقي الدكتور عبد السلام محمد الشريف العالم، وكان إذ ذاك طالبا يحضر أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة من جامعة الزيتونة. وتوالت اللقاءات وزادت الرابطة، فلا يمر شهر إلا ورسالة تذهب ورسالة تجيء، ثم حلت الهواتف محل الرسائل ولا يمر عام إلا نلتقي فيه إما في تونس أو في مكة أو في كلتيهما، وتحولت العلاقة إلى عمل مشترك رغم بعد المسافة فحققنا معا كتابين من كتب التراث هما: التعريف بالرجال المذكورين في جامع الأمهات لابن فرحون، نشرته دار الحكمة بطرابلس ليبيا، والفروق الفقهية لأبي الفضل مسلم الدمشقي، وطبعته الطبعة الأولى دار الغرب الإسلامي ببيروت، وأخيرا ظهرت الطبعة الثانية بدار الحكمة بطرابلس، وكان الفقيد ينتظرها بفارغ الصبر؛ لأن بها إضافات مهمة، ولكنه رحل قبل أن يراها، فقد وصلت أول نسخها بعد شهرين من وفاته تقريبا. هذه العلاقة ذات ربع القرن جعلتني أعرف الفقيد عن ظهر كتب، بل أعرف عنه ما لم يعرفه كثير من أقاربه وأصدقائه، فقد عرفت فيه رجلا كريما نبيلا شجاعا في مواطن تنذر فيها الشجاعة، فعالا للخير، عرفني على كثير من الشخصيات العلمية في بلدان متعددة، منهم شيخنا محمد المنوني _ رحمه الله _ والشيخ محمد الشيباني، والدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، و صديقنا الدكتور محمد السليماني، وصديقنا الدكتور حسن الوراكلي الذي كانت تجمعه بالفقيد صداقة حميمة. كان الدكتور – رحمه الله – شغوفا بالكتب خصوصا الفقهية منها، كأنه حاسوب في معرفة المطبوع منها والمخطوط وخاصة ما يتعلق بالفقه المالكي. وكان – رحمه الله – جادا في حديثه لا تخرج من عنده إلا بفائدة، لا يضيع وقته إلا في أحاديث علمية، مهتما بأمور المسلمين في أنحاء المعمورة. كان بصحة جيدة إلى عهد قريب، عنده بدايات مرض السكري، ولكنه كان محافظا، كثير المشي على الأرجل، حتى إني لا أكاد ألحق به. وبدأ معه المرض سنة 2003 م حيث أجرى فحوصات طبية في جدة وتونس، واستدعت حالته إجراء عملية قسطــرة (تسريح الشرايين) ووضع لولب طبي بأحد الشرايين، وتمت العملية يوم 1 / 9 / 2003 م وكللت بالنجاح حسب التقرير الذي أعده الطبيب المختص الدكتور محمد كمون بتاريخ 14 / 9 / 2003 م. وطلب منه تناول أدوية معينة سبب له ألما في الرأس، فبعث إلي بالفاكس الوصفات المحتوية لأسماء هذه الأدوية مع التقارير الطبية لعرضها على بعض الأطباء المختصين عندنا، فعرضتها بالفعل، وكانت النتيجة الموافقة على تلك الأدوية. تكررت الفحوصات سنة 2004 م، ثم استعاد صحته سنة 2005 م حيث التقينا ثلاث مرات مرة في تونس ومرتين في مكة، وكان لا يشكو من شيء حتى إن إجابتي لبعض أصدقائه عند سؤالي عن صحته كانت: لم أره بمثل هذه الصحة منذ زمن، ثم لم أسمع عن المرض شيئا إلا بعد الوفاة حيث أخبرتني زوجته أنه مرض أحد عشر يوما، وأجريت له عملية كانت ناجحة، ثم حدثت الوفاة، وكان ما قدمته في أول مقالي هذا. قبل أن أختم كلامي بعرض قائمة لأعماله التحقيقية والتأليفية التي جعلته بحق يستحق لقب (شيخ المحققين) في نصف القرن الأخير، قبل أن أعرض ذلك أسجل هذه الحوار الذي حدث بيني وبينه في أمر اجتماعي في السنوات الأخيرة لم أعد أتذكر تاريخها، لكنها كانت في فصل الصيف وفي حجرة الضيافة في منزله، وكان بعض أحفاده يلعب ببعض محتويات الحجرة من التحف الثمينة التي كان أستاذنا يزين بها حجرته، وكاد الحفيد أن يكسر تلك التحفة، فأخذها منه بهدوء لكنه لم يتكلم، فقلت له: أنت الآن غاضب أشد الغضب، لكنك لا تستطيع أن تتكلم. فقال لي: كيف عرفت ذلك ؟ فأجبته بأنني مررت بتجربة عبث الأحفاد بأشياء جدهم الذي لا يحب أحدا أن يلمسها بله العبث بها، والجد لا يستطيع أن يلتفظ بكلمة غير أنه يكاد يتفجر غيظا في داخله. فقال: صدقت. وخير ما أختم به هذا الكلام ما ختم به الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان في مقال له نشرته صحيفة عكاظ السعودية 26 / 9 / 1427 هـ 18 / 10 / 2006 م، بعنوان: الأستاذ الدكتور محمد أبو الأجفان الفقيد المحقق إلى رحمة الله حيث جاء في أواخر مقاله: (فقدته مكة عالما معطاء، وفقدته بلاده تونس ابنا بارا، والأمة عالما فقيها، باحثا ومحققا واعيا، وفي الختام أسأل الله جل وعلا أن يجزيه عن العلم وأهله خير الجزاء، ولا أخالني وفيته حقه في رحلة عمرية قضاها في خدمة العلم، فقد حمدت له هذه البلاد (مكة) عطاءه، كما حمد له القيروان مسراه وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، والعزاء لكل ذي صلة بهذا العالم الجليل ولأهله وذويه). وأنا أضيف إلى ما قاله أستاذنا الدكتور أبو سليمان فأعزي نفسي فيه، وأعزي زوجته الصابرة المحتسبة، وابنيه أنيسا ورافعا وبناته وأصهاره، وصاحب المقال آنف الذكر الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، والصديق العزيز حسن الواركلي، وأعزي الزيتونة التي فقدت علما من أعلامها تفخر به و(إنا لله وإنا إليه راجعون). وهذه قائمة بأهم ما خلفه لنا شيخنا الأستاذ الدكتور من كتب ومقالات مطبوعة: ** تحقيق تراث: 1 – رحلة القلصادي ، لأبي الحسن علي القلصادي الأندلسي ـ الشركة التونسية للتوزيع ط1 تونس 1978 ( جائزة التشجيع على التحقيق سنة 1979 ) . 2 – انتصار الفقير السالك لترجيح مذهب الإمام مالك ، للشمس الراعي الأندلسي – دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1981 وصدرت منه طبعة على نفقة الشيخ بن زايد بن سلطان ولي العهد بأبو ظبي ( جائزة التشجيع على التحقيق سنة 1981 ) . 3 – برنامج المجاري ، لأبي عبد الله محمد المجاري الأندلسي – دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1982 . 4 – الإفادات والإنشادات ، للشاطبي أبي إسحاق إبراهيم الأندلسي ، ط 1 ، مؤسسة الرسالة بيروت 1983 ( جائزة التشجيع على التحقيق سنة 1983 ) ط2 سنة 1986 ـ ط3 سنة 1988 . 5 – الفتاوي للإمام أبي إسحاق الأندلسي ، ط 1 تونس 1984 ، ط 2 تونس 1985 ، ط 3 تونس 1987 ، نشر خاص ، مطبعة الكواكب ونشرها مجهول بالجزائر بالتصوير . 6 – فصول الأحكام وبيان ما مضى عليه العمل عند الفقهاء والحكام ، للقاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي – الدار العربية للكتاب تونس ، والمؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر ، 1985 . 7 – بلاغات النساء ، لأبي طاهر البغدادي ( تقديم وفهارس ) ، المكتبة العتيقة ، تونس 1985 . 8 – الجراب الجامع لأشتات العلوم والآداب ، لعبد الصمد كنون المغربي ط 2 – تونس 1985 . 9 – كشف النقاب عن تضمين الصناع ، لأبي علي الحسن بن رحال المعداني ، سلسلة إحياء التراث الإسلامي 1 – المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ( بيت الحكمة) والدار التونسية للنشر تونس 1986 ط2 دار البشائر الإسلامية بيروت 1996 . 10 – إرشاد السالك إلى أفعال المناسك ، لبرهان الدين إبراهيم بن فرحون ، المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ( بيت الحكمة ) تونس 1989 ( جزآن ) . 11 – المسائل الفقهية لأبي علي عمر بن قداح – مركو الدراسات الإسلامية بالقيروان – ط 1 سنة 1991 ط 2 منشورات الغا مالطا سنة 1996 . 12 – مختصر أحكام النظر ، لأبي العباس أحمد القباب الفاسي – مكتبة التوبة ، الرياض ومؤسسة الريان بيروت 1997 . 13 – الكليات الفقهية لأبي عبد الله المقري التلمساني – الدار العربية للكتاب ، تونس 1997 . 14 – المذهب في مسائل المذهب لابن راشد القفصي   جزآن _ المجمع الثقافي ، أبو ظبي ، 1422هـ2002 م . 15 – فتاوى قاضي الجماعة ابن سراج الأندلسي ط 1 المجمع الثقافي ، أبو ظبي 1999 . 16 – الكليات الفقهية ، لابن غازي المكناسي ( جاهز للطبع ) ** تأليف : 17 – الحياة الاجتماعية من خلال كتب الحسبة – منشورات مجلة الرسالة الإسلامية – وزارة الأوقاف بالعراق – 1983 . 18 – الإمام أبو عبد الله محمد المقري التلمساني – الدار العربية للكتاب ، تونس 1988. 19 – برهان الدين إبراهيم بن فرحون اليعمري المدني . ط 1 منشورات إلغا مالطة سنة 1997 . تحقيق بالاشتراك : 20 – أحكام في الطهارة والصلاة ، لابن لب الأندلسي – تونس 1980 . 21 – فهرس ابن عطية عبد الحق الأندلسي – ط 1 بيروت 1980 – ط 2 بيروت 1982 – دار الغرب الإسلامي – ( جائزة التشجيع على التحقيق سنة 1980 ) . 22 – درة الغواص في محاضرة الخواص ( ألغاز فقهية ) للبرهان بن فرحون – ط 1 – المكتبة العتيقة – ودار التراث مصر 1980 – ط 2 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1983. 23 – تحفة المصلي ، لأبي الحسن الشاذلي المنوفي – تونس 1984 . 24 – الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ ، لأبي محمد عبد الله ابن أبي زيد القيرواني ط 3 – مؤسسة الرسالة – بيروت والمكتبة العتيقة ، تونس 1985 . 25 – أصول الفتيا في مذهب الإمام مالك ، لابن حارث الخشني – ط 1 الدار العربية للكتاب ، تونس 1985 . 26 – الفروق الفقهية ، لأبي الفضل الدمشقي – ط 1 – دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1992 م والطبعة الثانية بدار الحكمة طرابلس ليبيا 2007 م. 27 – الرسالة الفقهية ، لابن أبي زيد القيرواني ، مع غرر المقالة في شرح غريب الرسالة ، لأبي عبد الله محمد بن منصور بن حمامة المغراوي ط 1 دار الغرب الإسلامي – بيروت 1986 ، ونشرته إدارة إحياء التراث الإسلامي بقطر – ط 2 دار الغرب الإسلامي بيروت 1997 بيروت 1991 . 28 – شرح حدود ابن عرفة ( الهداية الكافية الشافية لحقائق الإمام ابن عرفة الوافية ) لأبي عبد الله محمد الأنصاري الرصاع ط 1 دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1993 ( جزآن ) . 29 – التعريف بالرجال المذكورين في جامع الأمهات لابن الحاجب ، تأليف محمد ابن عبد السلام الأموي – دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع ، طرابلس ، ليبيا 1994 . 30 – عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة ، لنجم الدين بن شاس ، مجمع الفقه الإسلامي بجدة ط 1 على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ، سنة 1995 ( ثلاثة أجزاء ) . تأليف بالاشتراك : 31 – التربية من الكتاب والسنة ( كتاب مدرسي للثانية ثانوي ) . ** دراسات وأبحاث : 1 – من الآثار الفقهية لابن حارث الخشني – بالنشرة العلمية للكلية الزيتونة السنة 4 – العدد – 4 – سنة 1976 – 1977 . 2 – العرف في المذهب المالكي – ضمن كتاب ملتقى الإمام ابن عرفة ، منشورات الحياة الثقافية . تونس 1977 . 3 – الملكية وحمايتها في الإسلام – ضمن كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام ، منشورات الحياة الثقافية . تونس 1977 . 4 – من علماء الأندلس : أبو الحسن القلصادي – بمجلة ( البحث العلمي ) المغربية – الرباط عدد 29 – 30 – سنة 1399 = 1979 . 5 – القلصادي ألمع علماء الفرائض في عصره – بالنشرة العلمية للكلية الزيتونية ، العدد 6 – سنة 1403 – 1404 = 1982 – 1983 . 6 – العلاقات بين فقهاء المغرب العربي – ضمن كتاب بناء المغرب العربي ، مركز الدراسات و الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية ، تونس 1983 . 7 – عناية الإسلام بالطفولة من خلال كتاب ( شرعة الإسلام ) – بمجلة ( البحث العلمي) المغربية – عدد 34 – 1984 . 8 – كتاب مسائل السماسرة ، للإبياني ( تقديم وتعليق ) بمجلة أبحاث الاقتصاد الإسلامي ، العدد 2 ، المجلد الأول – المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامي ، جدة – 1984 . 9 – يحيى بن عمر من خلال كتابه ( الحجة في الرد على الإمام الشافعي ) بمجلة معهد المخطوطات العربية – المجلد 29 – الجزء 2 – شوال 1405 هـ – ربيع الآخر 1406 – يونيو – ديسمبر 1985 . 10 – الوقف على المسجد في المغرب والأندلس وأثره في التنمية والتوزيع – ضمن كتاب دراسات في الاقتصاد الإسلامي ، بحوث مختارة من المؤتمر الدولي الثاني من الاقتصاد الإسلامي – ط 1 سنة 1405 = 1985 ، جامعة الملك عبد العزيز ، جدة . 11 – الاستحسان في المذهب المالكي – ضمن كتاب بحوث المؤتمر الرابع للفقه المالكي – رئاسة القضاء الشرعي بأبو ظبي ، الإمارات العربية 1406 = 1986 . 12 – أحكام عمارة المسجد – بمجلة ( عالم البناء ) المصرية – نوفمبر 1987 . 13 – وضعية المخطوطات العربية بتونس – ضمن كتاب المخطوطات العربية في الغرب الإسلامي – مؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية – الدار البيضاء ، المغرب- 1990 . 14 – المذهب المالكي – بمجلة ( الهداية ) التونسية ، عدد 6 للسنة 14 وعدد1 للسنة 15  – أوت 1989 وجوان 1990 . 15 – إشعاع علمي لأعلام قيروانيين خارج بلادهم – ضمن كتاب ( القيروان عبر الندوات الإسلامية ) – مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان 1991 . 16 – موقف الإمام الشاطبي من الانحراف في مجالي الاجتهاد والتقليد بمجلة الهداية التونسية، عدد 1 للسنة 16 – أوت 1991 م . وأخيرا أعتذر لأصدقاء الفقيد وأحبائه عن هذا التقصير والتأخير ، وأشكر أولئك الذين كتبوا عنه في شبكة المعلومات ، غفر الله لفقيدنا ورحمه ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . (*) كاتب وباحث من ليبيا (المصدر: موقع “ليبيا اليوم” بتاريخ 10 أوت 2007) الرابط: http://www.libya-alyoum.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=9814&NrIssue=1&NrSection=14


السوق السياحية الجزائرية

 
تعد السوق الجزائرية من أهم الأسواق السياحية من حيث حجم الوافدين على بلادنا على امتداد السنة وخاصة خلال فصل الصيف.ونلاحظ ذلك من خلال الحركة الكثيفة لسيارات الأشقاء الجزائريين على الطرقات من المناطق الحدودية الغربية باتجاه مختلف المناطق السياحية . كما تفيد الإحصائيات السياحية في هذا السياق أن السنة الحالية وإلى غاية نهاية شهر جويلية الفارط سجلت توافد حوالي 459  ألف سائح جزائري على بلادنا بنسبة تطور 3 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.وقد سجل شهر جويلية لوحده دخول أكثر من 123 ألف جزائري عبر الحدودومقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة نجد أن نسبة الزيادة في عدد الوافدين من السوق الجزائرية تجاوز 7 بالمائة. من جهة أخرى يعتبر السائح الجزائري من أهم الجنسيات الوافدة على جهات الساحل التونسي وعلى جهة طبرقة وعين دراهم  كما يصنف السائح الجزائري في المراتب الأولى من حيث المساهمة في الحركة التجارية وفي بورصة الكراء وفي عدد الليالي المقضاة في فنادقنا والجزائري يعد الأكثر انفاقا في المنشآت السياحية مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى … كل هذه المعطيات إلى جانب الروابط الثقافية  والجغرافية والتاريخ النضالي المشترك  وخصوصية العلاقات السياسية والاقتصادية المتينة بين تونس والجزائر تجعل الأشقاء من الجزائر محل ترحيب وعناية بل وتفضيل أحيانا في تونس وهو ما يفسر في المقابل تفضيل الجزائريين للوجهة التونسية لقضاء عطلهم حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 80 بالمائة من حركة السفر للجزائيين تكون باتجاه تونس . ونشير على سبيل الذكر لا الحصر أنه في إطار العمل على جلب المزيد من السواح  الجزائريين إلى بلادنا  والعناية بمستوى الخدمات المقدمة للجزائريين الوافدين على بلادنا للسياحة أو التداوي أو التبضع، سيتم العمل في الفترة القادمة على تحسين الخدمات في المعابر البرية والبحرية والجوية وتحسين ظروف الاستقبال من خلال توفير محطات استقبال على مستوى مناطق العبور المختلفة بين تونس والجزائر لتلبية حاجيات المسافرين في الاتجاهيين.وستكون هذه المحطات – المزمع احداثها كذلك على الحدود التونسية الليبية –  محطات عصرية توفر جميع الخدمات التي يحتاجها المسافر من راحة وإقامة …الخ. يذكر كذلك أن اقتراحات كثيرة كان قد تم تقديمها في مناسبات مختلفة من قبل المهنيين في القطاع السياحي  لتعزيز الربط الجوي بين تونس والجزائر ودعم الرحلات غير المنتظمة إلى جانب إعادة إحياء الربط الحديدي بين البلدين وتعزيز تمثيلية الديوان الوطني للسياحة في الجزائر وتدعيم عمل نقابات التوجيه السياحي في المدن الكبرى للترويج للوجهة التونسية  مع العمل على تنمية البيوعات من خلال توسيع شبكة التسويق وتمتين العلاقة مع أبرز وكالات الأسفار الجزائرية .وينتظر أن يتم العمل على تجسين هذه الاقتراحات ضمن استراتيجية ديوان السياحية التي تعطي أولوية للسياحة المغاربية والعربية بشكل عام. منى اليحياوي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أوت 2007)

 


غل يترشح رسميا لرئاسة تركيا

  

                         أعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غل رسميا ترشحه لرئاسة البلاد، وأكد أنه سيكون مرشح حزب العدالة والتنمية للانتخابات التي ستجري في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال غول إن الحزب أيد ترشيحه “بعد مشاورات”, وأوضح أنه شرح لأعضاء وقادة حزب العمل القومي المعارض خلال اجتماعه بهم اليوم كيف سيتصرف إذا انتخبه البرلمان رئيسا. ومن المقرر أن يجري البرلمان التركي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين المقبل. وتعقد جلسة التصويت الأولى –وفق جدول أقره البرلمان الأسبوع الماضي- الاثنين المقبل, تتبعها بعد أربعة أيام جولة ثانية, ثم ثالثة بعد ثمانية أيام. وكان حزب العدالة والتنمية التركي قد أعلن أمس ترشيح غل للرئاسة, مؤذنا ربما بجولة جديدة من المواجهة مع الجيش والتيار العلماني. معركة برلمانية وتحتاج سلامة عملية انتخاب رئيس اكتمال نصاب البرلمان أي ثلثي الأصوات, في جولته الأولى والثانية, لكنه لا يحتاج هذا النصاب في الجولة الثالثة. ولا يملك حزب العدالة والتنمية أغلبية الثلثين في البرلمان الذي أفرزته انتخابات الشهر الماضي, حيث يعود له 46.5% من المقاعد. وقد دفع حزب العدالة والتنمية بغل ثانية رغم أن ترشيحه كان وراء إحدى أسوأ أزمات تركيا السياسية, بعد أن قررت الأحزاب العلمانية مقاطعة التصويت عليه في أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار, ما دفع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للدعوة لانتخابات مبكرة, على خلفية مظاهرات ضخمة للعلمانيين, رد عليها حزبه بتجمعات ضخمة لأنصاره. (المصدر: موقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أوت 2007 نقلا عن وكالات)

المغرب: هجوم إنتحاري فاشل يستهدف حافلة تقل سياحاً

 
الرباط – محمد الأشهب     الحياة     – 14/08/07// فشل هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل سياحاً في مدينة مكناس المغربية (120 كلم شمال الرباط) عندما ابتعد سائقها بضعة أمتار عن الانتحاري الذي فجر نفسه بقارورة غاز وأصيب بجروح خطرة، بعد أسابيع من رفع المغرب حال التأهب الأمني إلى أقصى درجاتها تحسباً لهجمات هدد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بشنها. وقال شهود إن الانتحاري حاول الاقتراب من الحافلة وهو يحمل قارورة الغاز في ساحة الهديم وسط مكناس، إلا أن سائقها فطن للأمر وأبعد مركبته بضعة أمتار. ولم يصب في التفجير أي من المواطنين والسياح الذين يقصدون الساحة الشهيرة مساء كل يوم. وبُترت ذراع الانتحاري في الانفجار، ما مكن قوات الأمن من اعتقاله بمساعدة المارة. وأعلنت مصادر أمنية أن السلطات فتحت تحقيقاً في الحادث وحددت هوية شخصين فارين كانا يرافقان الانتحاري. والهجوم هو الأول منذ رفع حال الاستنفار إلى أقصى درجاتها قبل نحو شهرين. ونشرت السلطات المغربية في وقت سابق لوائح بصور وأسماء مطلوبين تشتبه في أنهم يخططون لشن هجمات. وما زالت قوات الأمن تنصب حواجز عند مداخل المدن الرئيسية والمعابر والموانئ بحثاً عنهم. وكانت مكناس تؤوي عناصر متطرفة تورط بعضها في اغتيال مسؤول محلي ومقتل يهودي من أصول مغربية. واعتقلت السلطات عدداً من المطلوبين الذين كانوا يختبئون في أحياء هامشية في المدينة على خلفية الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أوت 2007)


من يكون الرجل الذي قطع ساركوزي إجازته لحضور جنازته؟

  

 
بقلم: هاشم صالح من هو هذا الرجل الذي قطع رئيس جمهورية فرنسا عطلته الصيفية من اجله لكي يحضر جنازته، لم يكن من السهل على نيكولا ساركوزي ان يترك زوجته وأطفاله والحياة الهنيئة على ضفاف احدى البحيرات الاميركية ويركب الطائرة ويسافر آلاف الكيلومترات من اجل بضع ساعات يقضيها في باريس امام نعش لوستيجر ثم يعود لاهثا الى حيث كان.. ينبغي ان يكون هذا الشخص من الأهمية بمكان لكي يكدر صفو العطلة الرئاسية وبخاصة ان ساركوزي كان على موعد هام مع جورج بوش في بيته العائلي صبيحة اليوم التالي. ينبغي العلم بان الكاردينال لوستيجر كان شخصا مرهوب الجانب وصاحب نفوذ ضخم داخل فرنسا وخارجها. وكانت انفجارات غضبه مشهورة وترعب رؤساء الوزراء بل وحتى رؤساء الجمهوريات.. وربما لم يلعب رجل دين دورا كبيرا في الساحة السياسية العالمية طيلة نصف القرن المنصرم مثلما فعل لوستيجر اذا ما استثنينا البابا يوحنا بولس الثاني بطبيعة الحال. نلخص اولا قصته في كلمات معدودات. ولد هارون لو ستيجر في عائلة يهودية عام 1926 من ابوين مهاجرين من بولونيا. وفي سن الرابعة عشرة يرسله ابواه الى مدينة اورليان لكي يختبئ عند عائلة مسيحية مع اخته خوفا عليهما من بطش النازيين وعملائهم الفرنسيين. كان ذلك عام 1940. وهذا ما دفعه الى اعتناق المسيحية قائلا: انه لم يتنكر لليهودية وإنما أكملها لأن المسيحية هي خاتمة اليهودية، ولكن عائلته بالطبع صدمت بهذا القرار المفاجئ والمذهل بالنسبة لليهود. فالكاثوليك هم الأعداء التاريخيون طيلة ألفي سنة تقريباً: أي حتى انعقاد المجمع الكنسي المدعو بالفاتيكان الثاني الذي أفتى بإعفاء اليهود من مسؤولية قتل المسيح. ولكن بما أن العائلة كانت مشغولة آنذاك وفي عز الحرب العالمية الثانية بأحداث جسام فإنها سكتت عن الموضوع. نقول ذلك على الرغم من ان والده رفض ان يحضر سيامته ككاهن مسيحي. ثم حصل عام 1942 حادث تراجيدي هز العائلة هزاً وترك جرحاً لا يندمل في أعماق هارون لوستيجر الذي أصبح جان ماري لوستيجر بعد اعتناق المسيحية الكاثوليكية. فقد وشى أحد الجيران بأمه الى المحتلين النازيين وكانت المسكينة قد بقيت في باريس لإدارة شؤون المخزن العائلي الصغير. وهكذا قبضوا عليها وأرسلوها الى معسكرات الاعتقال حيث لم تعد أبدا. من المعلوم ان الطفل لوستيجر عندما اعتنق المسيحية أرسل لوالديه رسالة اعتذار يقول فيها: لا تخافوا.. انا لم ألتحق بالعدو وإنما سأظل يهودياً!.. ولكن مع ذلك فإن قسما من الطائفة اليهودية ظل يحقد عليه ويعتبره مرتداً، بل وقد وصل الأمر بالحاخام الأكبر لإسرائيل (وهو أصولي متعصب) الى حد القول عام 1996: ان هارون لوستيجر الذي أصبح جان ماري لوستيجر خان شعبه ودينه. انه يمثل خط الاستئصال الروحي الذي يؤدي كالاستئصال الجسدي الى نهاية الشعب اليهودي .. وهذا هو حلم المسيحيين والفاتيكان منذ قديم الأزمان.. انتهى كلام مئير لو. ولكن بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ وجدنا نفس الحاخام الاكبر يستقبله بالأحضان في أحد المؤتمرات الكبرى التي عقدت في نيويورك بين شخصيات يهودية وشخصيات مسيحية. فما الذي تغير يا ترى؟ في الواقع ان لوستيجر استطاع ان يخدم القضية اليهودية أي قضية اسرائيل بالدرجة الأولى ـ بعد أن غير دينه والتحق «بالعدو» أكثر بكثير مما لو لم يفعل ذلك. ولو انه لم يغيره لما استطاع تقديم كل هذه الخدمات الكبرى. ولهذا السبب عفا عنه قادة اليهود، بل وصلوا عليه قبل ان يصلي عليه المسيحيون أنفسهم بحضور ساركوزي. فهو الذي أجبر الكنيسة الفرنسية على الاعتذار للشعب اليهودي وإعلان التوبة تجاهه عام 1997. وهو الذي ساهم في التقريب بين الكاثوليك واليهود الى أقصى حد ممكن ودفع بالتالي الفاتيكان إلى الاعتراف بإسرائيل. ومعلوم انه ظل متحفظا على ذلك لسنوات طويلة. وهو الذي ساهم في انجاح زيارة البابا الى الاماكن المقدسة في فلسطين عام 2000. فبناء على نصائحه ذهب يوحنا بولس الثاني الى حائط المبكى وخشع أمامه تحت انظار العالم اجمع .. هذا بالإضافة الى خدمات سرية عديدة لن تنكشف خفاياها الا بعد سنوات وسنوات. فالرجل كان محنكا بل ومن دهاة العصر. يقول عنه أحد العارفين: عندما تجتمع به ويتحدث اليك كان يحب ان يتأكد اولا من ان الابواب مغلقة وكنت تشعر بأنه يختبئ وراء كلامه الظاهري كلام آخر غير الذي يقوله. وبالتالي فالرجل كان ذا طبيعة سياسية بل ومهام سرية على ما يبدو. وكان ذا شخصية قوية ويرهب حتى رؤساء الجمهوريات كما ذكرنا. وعندما يضع هدفا نصب عينيه فانه كان يتوصل الى ما يريد غالبا. ولكن هل يمكن لرجل يحمل مثل هذه الصفات ان يكون رجلا تقيا وورعا بالفعل؟ ألم يكن السياسي فيه يتغلب على الديني؟ سؤال وجيه لا يمكن تحاشيه. وهل اعتنق المسيحية عن قناعة صادقة ام لأسباب تكتيكية واستراتيجية؟ سؤال مطروح على المستقبل القريب او البعيد. ونرجو الا نكون قد ظلمنا الرجل. في الواقع ان لوستيجر كان يريد ان ينتقم لأمه وطائفته التي غدر بها الغرب بشكل بشع وإجرامي اثناء الحرب العالمية الثانية. وقد عبر عن ذلك مرة عندما قال: كان أمامي خياران لا ثالث لهما: إما ان اسلك طريق الحقد على المسيحية والغرب، وإما ان اتبع طريق الغفران والنسيان.. وقد سلكت الطريق الثاني.. ولكنه لم يقل شيئا (على حد علمي) عن الفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة المحرقة النازية عدا ونقدا. فهل من العدل والإنصاف ان يدفع شعب فلسطين ثمن جريمة نكراء ارتكبها شعب آخر وعلى بعد آلاف الكيلومترات؟ على هذا السؤال لا يجيب الكاردينال الكبير ولا غيره بل ولا يطرحونه اصلا.. وهذا تصرف غير مسيحي، اقصد غير انجيلي، على الاطلاق. فالمسيح دعا الى قيم اخرى ابعد ما تكون عن العدوان والاحتلال واستئصال الناس من اراضيها وبيوتها. اقول ذلك وأنا من دعاة الحل السلمي والاعتراف المتبادل ووضع حد نهائي لهذا الصراع الذي دمر المنطقة العربية بأسرها وأصبح عالة على الجميع. ولكن الحق ينبغي ان يقال. فكما انه يحق للشعب اليهودي ان ينتقم من جلاديه النازيين ويطالب بالإنصاف، فانه يحق للشعب الفلسطيني ان يطالب بالمثل لا اكثر ولا اقل. (المصدر: صحيفة “الشرق الاوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أوت 2007)


من يكون الرجل الذي قطع ساركوزي إجازته لحضور جنازته؟

  

 
بقلم: هاشم صالح من هو هذا الرجل الذي قطع رئيس جمهورية فرنسا عطلته الصيفية من اجله لكي يحضر جنازته، لم يكن من السهل على نيكولا ساركوزي ان يترك زوجته وأطفاله والحياة الهنيئة على ضفاف احدى البحيرات الاميركية ويركب الطائرة ويسافر آلاف الكيلومترات من اجل بضع ساعات يقضيها في باريس امام نعش لوستيجر ثم يعود لاهثا الى حيث كان.. ينبغي ان يكون هذا الشخص من الأهمية بمكان لكي يكدر صفو العطلة الرئاسية وبخاصة ان ساركوزي كان على موعد هام مع جورج بوش في بيته العائلي صبيحة اليوم التالي. ينبغي العلم بان الكاردينال لوستيجر كان شخصا مرهوب الجانب وصاحب نفوذ ضخم داخل فرنسا وخارجها. وكانت انفجارات غضبه مشهورة وترعب رؤساء الوزراء بل وحتى رؤساء الجمهوريات.. وربما لم يلعب رجل دين دورا كبيرا في الساحة السياسية العالمية طيلة نصف القرن المنصرم مثلما فعل لوستيجر اذا ما استثنينا البابا يوحنا بولس الثاني بطبيعة الحال. نلخص اولا قصته في كلمات معدودات. ولد هارون لو ستيجر في عائلة يهودية عام 1926 من ابوين مهاجرين من بولونيا. وفي سن الرابعة عشرة يرسله ابواه الى مدينة اورليان لكي يختبئ عند عائلة مسيحية مع اخته خوفا عليهما من بطش النازيين وعملائهم الفرنسيين. كان ذلك عام 1940. وهذا ما دفعه الى اعتناق المسيحية قائلا: انه لم يتنكر لليهودية وإنما أكملها لأن المسيحية هي خاتمة اليهودية، ولكن عائلته بالطبع صدمت بهذا القرار المفاجئ والمذهل بالنسبة لليهود. فالكاثوليك هم الأعداء التاريخيون طيلة ألفي سنة تقريباً: أي حتى انعقاد المجمع الكنسي المدعو بالفاتيكان الثاني الذي أفتى بإعفاء اليهود من مسؤولية قتل المسيح. ولكن بما أن العائلة كانت مشغولة آنذاك وفي عز الحرب العالمية الثانية بأحداث جسام فإنها سكتت عن الموضوع. نقول ذلك على الرغم من ان والده رفض ان يحضر سيامته ككاهن مسيحي. ثم حصل عام 1942 حادث تراجيدي هز العائلة هزاً وترك جرحاً لا يندمل في أعماق هارون لوستيجر الذي أصبح جان ماري لوستيجر بعد اعتناق المسيحية الكاثوليكية. فقد وشى أحد الجيران بأمه الى المحتلين النازيين وكانت المسكينة قد بقيت في باريس لإدارة شؤون المخزن العائلي الصغير. وهكذا قبضوا عليها وأرسلوها الى معسكرات الاعتقال حيث لم تعد أبدا. من المعلوم ان الطفل لوستيجر عندما اعتنق المسيحية أرسل لوالديه رسالة اعتذار يقول فيها: لا تخافوا.. انا لم ألتحق بالعدو وإنما سأظل يهودياً!.. ولكن مع ذلك فإن قسما من الطائفة اليهودية ظل يحقد عليه ويعتبره مرتداً، بل وقد وصل الأمر بالحاخام الأكبر لإسرائيل (وهو أصولي متعصب) الى حد القول عام 1996: ان هارون لوستيجر الذي أصبح جان ماري لوستيجر خان شعبه ودينه. انه يمثل خط الاستئصال الروحي الذي يؤدي كالاستئصال الجسدي الى نهاية الشعب اليهودي .. وهذا هو حلم المسيحيين والفاتيكان منذ قديم الأزمان.. انتهى كلام مئير لو. ولكن بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ وجدنا نفس الحاخام الاكبر يستقبله بالأحضان في أحد المؤتمرات الكبرى التي عقدت في نيويورك بين شخصيات يهودية وشخصيات مسيحية. فما الذي تغير يا ترى؟ في الواقع ان لوستيجر استطاع ان يخدم القضية اليهودية أي قضية اسرائيل بالدرجة الأولى ـ بعد أن غير دينه والتحق «بالعدو» أكثر بكثير مما لو لم يفعل ذلك. ولو انه لم يغيره لما استطاع تقديم كل هذه الخدمات الكبرى. ولهذا السبب عفا عنه قادة اليهود، بل وصلوا عليه قبل ان يصلي عليه المسيحيون أنفسهم بحضور ساركوزي. فهو الذي أجبر الكنيسة الفرنسية على الاعتذار للشعب اليهودي وإعلان التوبة تجاهه عام 1997. وهو الذي ساهم في التقريب بين الكاثوليك واليهود الى أقصى حد ممكن ودفع بالتالي الفاتيكان إلى الاعتراف بإسرائيل. ومعلوم انه ظل متحفظا على ذلك لسنوات طويلة. وهو الذي ساهم في انجاح زيارة البابا الى الاماكن المقدسة في فلسطين عام 2000. فبناء على نصائحه ذهب يوحنا بولس الثاني الى حائط المبكى وخشع أمامه تحت انظار العالم اجمع .. هذا بالإضافة الى خدمات سرية عديدة لن تنكشف خفاياها الا بعد سنوات وسنوات. فالرجل كان محنكا بل ومن دهاة العصر. يقول عنه أحد العارفين: عندما تجتمع به ويتحدث اليك كان يحب ان يتأكد اولا من ان الابواب مغلقة وكنت تشعر بأنه يختبئ وراء كلامه الظاهري كلام آخر غير الذي يقوله. وبالتالي فالرجل كان ذا طبيعة سياسية بل ومهام سرية على ما يبدو. وكان ذا شخصية قوية ويرهب حتى رؤساء الجمهوريات كما ذكرنا. وعندما يضع هدفا نصب عينيه فانه كان يتوصل الى ما يريد غالبا. ولكن هل يمكن لرجل يحمل مثل هذه الصفات ان يكون رجلا تقيا وورعا بالفعل؟ ألم يكن السياسي فيه يتغلب على الديني؟ سؤال وجيه لا يمكن تحاشيه. وهل اعتنق المسيحية عن قناعة صادقة ام لأسباب تكتيكية واستراتيجية؟ سؤال مطروح على المستقبل القريب او البعيد. ونرجو الا نكون قد ظلمنا الرجل. في الواقع ان لوستيجر كان يريد ان ينتقم لأمه وطائفته التي غدر بها الغرب بشكل بشع وإجرامي اثناء الحرب العالمية الثانية. وقد عبر عن ذلك مرة عندما قال: كان أمامي خياران لا ثالث لهما: إما ان اسلك طريق الحقد على المسيحية والغرب، وإما ان اتبع طريق الغفران والنسيان.. وقد سلكت الطريق الثاني.. ولكنه لم يقل شيئا (على حد علمي) عن الفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة المحرقة النازية عدا ونقدا. فهل من العدل والإنصاف ان يدفع شعب فلسطين ثمن جريمة نكراء ارتكبها شعب آخر وعلى بعد آلاف الكيلومترات؟ على هذا السؤال لا يجيب الكاردينال الكبير ولا غيره بل ولا يطرحونه اصلا.. وهذا تصرف غير مسيحي، اقصد غير انجيلي، على الاطلاق. فالمسيح دعا الى قيم اخرى ابعد ما تكون عن العدوان والاحتلال واستئصال الناس من اراضيها وبيوتها. اقول ذلك وأنا من دعاة الحل السلمي والاعتراف المتبادل ووضع حد نهائي لهذا الصراع الذي دمر المنطقة العربية بأسرها وأصبح عالة على الجميع. ولكن الحق ينبغي ان يقال. فكما انه يحق للشعب اليهودي ان ينتقم من جلاديه النازيين ويطالب بالإنصاف، فانه يحق للشعب الفلسطيني ان يطالب بالمثل لا اكثر ولا اقل. (المصدر: صحيفة “الشرق الاوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أوت 2007)

عبد الرحمن الكواكبي

 عرض/ بدر محمد بدر

 
– الكتاب: عبد الرحمن الكواكبي.. شهيد الحرية ومجدد الإسلام – المؤلف: محمد عمارة – عدد الصفحات: 268 – الناشر: دار الشروق، القاهرة – الطبعة: الأولى/2007 “هل كان عبد الرحمن الكواكبي أحد رموز الإصلاح في القرن التاسع عشر علمانياً, يؤيد فصل الدين عن الدولة؟!”.. هذا هو السؤال الذي أفرد المفكر المعروف الدكتور محمد عمارة مقدمة طويلة -بلغت نحو ربع الكتاب الذي بين أيدينا- للإجابة عنه وتفنيد مزاعم القائلين به. وهذه المقدمة هي التي أضفت على هذا الإصدار قيمة علمية وثقافية وتاريخية كبيرة, خصوصا أن المؤلف فارس الحلبة في هذا الميدان.. ميدان دراسة أفكار وآراء وكتابات زعماء الإصلاح في العصر الحديث, وتحليلها وتوثيقها وبالتالي الدفاع عنها, وهو صاحب الأعمال الكاملة لزعماء من أمثال: جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي وغيرهم. في المقدمة يستعرض الدكتور محمد عمارة الكثير من النصوص التي أوردها أحد أبرز من اتهموا المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي بالعلمانية, وهو باحث لبناني مسيحي يدعى جان داية وهو في الوقت ذاته عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي. يعيد المؤلف قراءة هذه النصوص في سياقها الطبيعي وتحليلها, ليكشف لنا تهافت الاستدلال بها على الزعم بأن الكواكبي كان علمانيا يؤمن بفصل الدين عن الدولة. أول العلمانيين العرب يقرر المؤلف بأن هناك اتفاقا بين الباحثين على أن الدكتور علي عبد الرازق أول من قال بفصل الدين عن الدولة في العصر الحديث, وأنه لم يثبت أن أحداً سبقه في هذا المجال, وأن قراءة وتحليل كتابات الكواكبي لا يمكن أن تصنفه مؤيداً للعلمانية بحال من الأحوال, بل العكس هو الصحيح. ويسوق المؤلف بعض استدلالات جان داية ومنها قول الكواكبي “هذه أمم النمسا وأميركا قد هداها العلم إلى طرائق شتى وأصول راسخة للاتحاد الوطني دون الديني, والوفاق الجنسي دون المذهبي, والارتباط السياسي دون الإداري, فما بالنا لا نفكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها؟”. هذه المقولة أخذ منها جان داية تأييد الكواكبي لفصل الدين عن الدولة, لكن الدكتور عمارة وضع النص في سياقه الطبيعي ووجد أن الكواكبي كان يتحدث إلى نصارى العرب وليس إلى عامة المسلمين, وكان يقول لهم بأن وحدة الأوطان لا تشترط وحدة الدين, وأن الوفاق الجنسي بينهم وبين المسلمين -باعتبار الجميع من العرب- أقوى من الوفاق المذهبي بينهم وبين المستعمرين الأوروبيين. دليل آخر يسوقه جان داية على علمانية الكواكبي, منها نص ورد في كتابه “طبائع الاستبداد” يقول فيه “هل يجمع بين سلطتين أو ثلاثة في شخص واحد, أم تخصص كل وظيفة من السياسة والدين والتعليم وغيرها بمن يقوم بها بإتقان؟ ولا إتقان إلا بالاختصاص وفي الاختصاص كما جاء في الحكمة القرآنية {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} (الأحزاب:4)، ولذلك لا يجوز الجمع منعاً لاستفحال السلطة”. ويرد المؤلف على ذلك بأن الكواكبي هنا يحذر من الاستبداد الذي يؤدي إليه الجمع بين التخصصات المختلفة في شخص واحد, حتى لا تتكرر تجربة الكهانة الكنسية التي احتكرت الدين والدنيا جميعا في “الإكليروس”, ولم يكن خوفاً من المرجعية الإسلامية للدولة بحال من الأحوال, فالتخصص ضرورة حياتية وعملية, والمرجعية الإسلامية مرعية في جميع التخصصات. مصلح إسلامي ويؤكد المؤلف أن الكواكبي في كثير من صفحات آثاره الفكرية يتحدث عن المنهج الإسلامي في الإصلاح, وعن نظام الحكم الذي يسميه “الإسلامية”. وبوصفه مصلحاً إسلامياً يلتمس أصول الإصلاح وفلسفاته وقوانينه من “الإسلامية” ومن التجارب التاريخية لتطبيقات الإسلامية في الاجتماع الإسلامي. بل إن الكواكبي ذهب إلى نقد الحكماء الغربيين الذين استبعدوا الدين من مناهج الإصلاح والترقي والنهوض, ورأى أن هذا التوجه الغربي -العلماني- مرجعه طبيعة الدين النصراني المخالفة لطبيعة الإسلام. فإذا كان هناك عذر لهؤلاء الحكماء الغربيين في التوجه إلى العلمانية فإن النصرانية هي السبب, ومن ثم فلا عذر ولا مبرر لاختيار العلمانية التي تستبعد الدين من المرجعية الإصلاحية في ظلال الإسلام. لا تنتهي المقدمة إلا بعدما ينجح الدكتور عمارة في نسف كل أثر علمي لاتهام الكواكبي بأنه كان علمانيا يدعو إلى فصل الدين عن الدولة, والتأكيد على أنه كان علماً من أعلام تيار الإصلاح في الإسلام الذي لمع فيه الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم. ثم يستعرض المؤلف حياة عبد الرحمن الكواكبي الذي ولد عام 1854 في مدينة حلب السورية لأبوين شريفين يرجع نسبهما إلى البيت النبوي, ثم تعلم في المدرسة الكواكبية التي كان والده مدرساً فيها ومديراً لها, وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره عام 1876 عمل في جريدة “فرات” الرسمية, وسرعان ما تركها ليصدر أول جريدة باسم “الشهباء” في حلب بالاشتراك مع السيد هاشم العطار عام 1877. لكن الأتراك الذين كانوا يحكمون البلاد في تلك الفترة لم يتركوها أكثر من 16 عددا, بعدما ظهرت فيها مواهب الكواكبي في مقالاته النارية ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت بسبب الأتراك العثمانيين. ولم يستسلم الكواكبي فأسس جريدة الاعتدال عام 1879, وواصل فيها مقالاته النارية حتى أغلقت هي الأخرى. هذا هو السر ولكن ما هو السر في نزوع الكواكبي المبكر والعنيد إلى الثورة ضد العثمانيين الأتراك؟ يقول المؤلف إن السبب لا يرجع إلى شعوره بالحرمان الاقتصادي, ولا ثمرة لافتقاده المكان اللائق به في الولاية التي تربى فيها, لأنه نشأ في وضع اقتصادي جيد, وكانت له المناصب الكبيرة طوال الفترة التي كان يكتب فيها. لكن شعور الكواكبي بالظلم ورهافة إحساسه بالحرية وعشقه الذي لا يوصف لها, كان الدافع الأول لمواقفه وآرائه, على أن هذه الشجاعة النادرة التي جعلته يصارع طغيان العثمانيين لم يكن مصدرها فقط تلك السجايا الذاتية التي تحلت بها شخصيته العملاقة, وإنما كان له -إلى جانب ذلك- من تأييد الناس ومساندتهم لجهوده وجهاده زاد متجدد استعان به في نضاله. لقد كانت حياة الكواكبي وفكره قطعة من أمته وفكرها, وهذا هو السر في غياب النغمة اليائسة من حياته وفكره على السواء, رغم ما قاساه من آلام الغربة والهجرة ووحشة السجن وعذاب الاضطهاد. وعندما بلغت حدة الصراع بين الكواكبي والسلطة العثمانية بحلب ذروتها وبدأت المكائد ضده، قرر الهجرة إلى مصر ووصلها -حسب أصح التواريخ- عام 1899. وفي مصر وجد الكواكبي المناخ الحر والجو الصحي الذي يتيح له نشر أفكاره بعيداً عن تسلط العثمانيين, لأن الاحتلال الإنجليزي في مصر كان يتيح قدراً من الحرية لأعداء الأتراك, بالإضافة إلى اجتماع القيادات العربية الثائرة والحرة في أحضان القاهرة. وفي عام 1901 قام الكواكبي برحلة شهيرة استغرقت ستة أشهر زار فيها شرق أفريقيا وجنوبها، ودخل الحبشة وسلطنة هرر والصومال وشبه الجزيرة العربية. وزار سواحل آسيا الجنوبية والهند وبلغ جاوة بإندونيسيا وطاف بالسواحل الجنوبية للصين، وكانت دراسته لهذه البلاد تشمل -إلى جانب الناس والثقافات- الاقتصاد والأرض ومعادنها وكل ما يهم المثقف الموسوعي. وأودع نتائج هذه الرحلة أصول كتاب لم تمهله المنية حتى يخرجه إلى النور, وضاعت هذه الأصول. كما حالت المنية بينه وبين رحلة كان يزمع القيام بها إلى بلاد المغرب ليستكمل عملياً النظرة الفاحصة العميقة للوطن الذي عاش له وناضل في سبيل تحقيق أمانيه. وفاته المفاجئة لم يكد عبد الرحمن الكواكبي يستقر في القاهرة حتى استأجر الأتراك العثمانيون أحد عملائهم, فحضر إلى القاهرة ودس السم للكواكبي, فأدركته الوفاة الفجائية مساء الخميس 14 يونيو/ حزيران 1902, فعم الحزن والذهول كل الأحرار المناضلين في مصر والوطن العربي. وشيعت جنازته في موكب مهيب, ودفن بقرافة باب الوزير بسفح جبل المقطم على نفقة الخديوي عباس, وأقام له الشيخ علي يوسف صاحب جريدة “المؤيد” مأتماً استمر ثلاثة أيام. ويواصل المؤلف عبر صفحات الكتاب آراء ومواقف الكواكبي في العديد من القضايا الكبرى التي كان لها بريقها في عصره, ومنها موقفه من العروبة, فيقول إن الكواكبي كان سباقاً في اكتمال النظرة العربية القومية لديه, وكانت له ملاحظات عميقة وهو يدرس واقع الأمة وحياتها. لقد كان الكواكبي قومياً عربيا لكنه لا يعزل عروبته وقوميته عن دائرة الجامعة الإسلامية, وكان مصلحاً إسلامياً يعمل لتجديد الإسلام كي تتجدد به دنيا المسلمين, لكنه يؤكد على تميز الأمة العربية في إطار المحيط الإسلامي الكبير. وكان داعية للتمييز بين الدين والدولة, دونما فصل -كما هو الحال في العلمانية الأوروبية- ودونما وحدة تدخل الإسلام والمسلمين في إطار الكهانة الكنسية الأوروبية. ثم يتناول الكتاب رؤية الكواكبي للحرية ومشكلات الاستبداد إذ يقرر أن هدف من الديمقراطية والحرية والعدالة خدمة المجموع وسعادته, وهو لا يقصد فقط الحرية السياسية, بل كان يرى للديمقراطية مضمونا اجتماعيا, ويراها التزاما للإنسان إزاء قومه ومجتمعه, بقدر ما هي تحرير لهذا الإنسان. كلمات مأثورة فى نهاية الكتاب ينقل المؤلف بعضا من الكلمات المأثورة لعبد الرحمن الكواكبي ومنها: – “لقد تمحص عندي أن أصل الداء هو الاستبداد السياسي, ودواؤه هو الشورى الدستورية”. – “من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم, واستبداد النفس على العقل”. – “إن أعمال البشر في تحصيل المال ترجع إلى ثلاثة أصول: استحضاره المواد الأولية وتهيئته المواد للانتفاع بها، ثم توزيعها على الناس. وهي الأصول التي تسمى بالزراعة والصناعة والتجارة، وكل وسيلة خارجة عن هذه الأصول وفروعها الأولية, فهي وسيلة ظالمة لا خير فيها..”. – “إن المدارس تقلل الجنايات لا السجون, وإن القصاص والمعاقبة قلما يفيدان في زجر النفس”. – “إن الهرب من الموت موت!.. وطلب الموت حياة!.. والخوف من التعب تعب!.. والإقدام على التعب راحة!.. والحرية هي شجرة الخلد, وسقياها قطرات الدم المسفوح.. والإسارة (العبودية) هي شجرة الزقوم, وسقياها أنهر من الدم الأبيض, أي الدموع!”. (المصدر: موقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أوت 2007)
 

تحية إلى “أمير الشعراء” و”شاعر العرب”!

 
د. فيصل القاسم هل راحت السكرة وجاءت الفكرة؟ نرجو ذلك، فبعد أن أسرفت الفضائيات العربية في تزييف الوعي، وتسليع المشاهدة، وتقديم السخيف والسطحي والهابط من البرامج والمسابقات الشعبية الفنية والترفيهية، ومحاولة تغريب الذوق العربي، والإساءة إلى التراث، ها نحن نشهد الآن صحوة رائعة في بعض الفضائيات باتجاه الأسمى والأرقى في الثقافة العربية، فكما نجح برنامج “سوبر ستار” الشهير في إعادة الاعتبار للطرب العربي الأصيل، من خلال تشجيع التسابق والتنافس على تأدية الأغاني العربية الطربية المجيدة، وإحيائها، وإعادة الهيبة إليها بعدما كاد يأكلها الغبار على رفوف المكتبات الموسيقة المتهالكة، ها هو برنامج “أمير الشعراء” على قناة أبو ظبي، وبرنامج “شاعر العرب” على قناة المستقلة ينفضان الغبار عن فن العرب الأول، ألا وهو الشعر، بعدما كا يندثر أيضاً في الدواوين الصفراء، ويصبح في خبر كان. كم هو جميل أن يتم الالتفات إلى الشعر العربي كموضوع لبرنامج تلفزيوني جماهيري! وكم هو رائع أن يُخصص جزء يسير من ميزانيات التلفزيونات العربية الضخمة للشعر والشعراء الذين تَفاخر بهما العرب على مر الزمان، كأروع ما أنتجته الثقافة العربية! فإذا كانت اللغة الانجليزية لغة التجارة، والفرنسية لغة الحب والرومانسية، والروسية لغة السياسة، والألمانية لغة الحرب، فإن اللغة العربية هي لغة الشعر بامتياز. لكن انحطاطنا العربي العام أساء لتلك اللغة ومنتجاتها الشعرية العظيمة كما أساء لحياتنا العربية بشكل عام، وجعل الشعر والشعراء كائنات تثير الشفقة، ولم يعد لها محل من الإعراب حتى في محل مفعول به، أو مجرور في حياتنا العربية البائسة، مع الاحترام لحروف الجر وأدوات النصب. لم تسئ أمة لشعرها وشعرائها كما أساءت الأمة العربية في العقود الماضية، فبينما يحتفظ الانجليز في مكتباتهم المنزلية بمجلد الأعمال الكاملة لشاعرهم الأول شكسبير إلى جانب الكتاب المقدس، نجد أنه قلما تجد ديوان شعر في الكثير من المكتبات البيتية العربية، هذا إن وجدت المكتبات أصلاً. وكم كنت أشعر بحزن وأسى عميقين وأنا أنظر لكل من حاول أن يقرض شعراً في هذا الزمن العربي..! فحسب الشعراء الجدد هذه الأيام أن يمارسوا الشعر لإشباع رغبات شخصية لا أكثر ولا أقل، كما لو أن الشعر كفن جماهيري مهنة قديمة، يجب أن تنتهي برحيل نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم بعد عمر طويل للاثنين طبعاً. لكن كي لا نلوم فقط الوضع العربي العام على إهماله لأجمل ما في تراثنا الأدبي، يجب أن ننحي باللائمة على من يمكن أن نسميهم بـ”الموجة الشعرية الهابطة”، تماماً كما هو الحال مع الغناء الهابط الذي فـُرض على الإعلام العربي فرضاً، كما فُرض “الشعر” الأدونيسي على الساحة الأدبية العربية عنوة، لكن دون جدوى. فكما جاء برنامج “سوبرستار” ليثبت أن الأصل هو الأبقى، كما نرى من خلال الإقبال العظيم من قبل الأجيال الصاعدة على تأدية الأغاني الطربية الأصيلة، فإن برنامجي “أمير الشعراء” و” شاعر العرب” أثبتا أن كل الذين حاولوا تعهير الشعر العربي تحت مزاعم “أدبية” واهية لا محل لهم في الذائقة ولا المخيال الشعبي العربي، حتى لو مولَتهم كل وكالات الاستخبارات العالمية، وحاولت بهم اختراق الذوق العربي الأصيل. لنفترض أن المتسابقين في برنامجي أبو ظبي والمستقلة هم من نوعية الشعراء الذين يعنونون “دواوينهم” بـ “مجافاة السوط” أو “رعيان العزقة” أو “مرتقى الانقراص” أو الذين ينظمون أبياتاً على وزن “قامت شجرة، سقطت سمكة” لما نجح البرنامجان، ولما سمع بهما أحد، ولما انشدت إليهما الجماهير العربية بالملايين من المحيط إلى الخليج. قد يقول البعض: إن العرب شعب يهوى الخطابة، ولا عجب في انجذابه للشعر التقليدي، وتعلقه بالمسابقات الشعرية التلفزيونية الجديدة. ونحن نتساءل: وما العيب في ذلك؟ هل نقولب لكم هذه الملايين العربية التي رضعت ذائقتها من المتنبي لتستلذ بالشعر “الحديث” الذي لا يحمل من العربية إلا اسمها؟. ولا أبالغ إذا شبهت الشعر “الطارئ” بغناء “الواوا” أو “الشخابيط” أو “الأوباح” “وبحبك ياحمار”. ولا داعي للحط من قيمة هذا النوع من الغناء أو الشعر، فكلاهما عرف قيمته إعلامياً بعد ظهور برنامج “سوبرستار” و”أمير الشعراء” و”شاعر العرب”. ناهيك عن أن أمسية شعرية واحدة لنزار قباني كانت تجتذب أكثر مما تجتذبه أمسيات “بني أدونيس” وشركاه على مدى ألفي عام. فالشعر للناس، وليس للجحور. ولا ضير أبداً في تسخير السموات المفتوحة لـ”شعبنة” الشعر وغيره من صنوف الأدب(نسبة إلى شعب وليس إلى “شعبولا”)، وذلك كي لا تبقى العولمة الإعلامية مكباً للإسفاف والسفاسف. لقد أثبت البرنامجان الشعريان الجديدان أن المشاهد العربي ليس سخيفاً ولا هابطاً ولا مسفـّاً، ولا من جماعة “الجمهور عاوز كده”، بل هو ضحية للمبرمجين في التلفزة العربية، فهو مستعد لأن يصعد إلى الأعلى لو صعد القائمون على التلفزيونات العربية. فقد استقطب برنامجا المستقلة وأبو ظبي اهتماماً شعبياً منقطع النظير، بالرغم من أنهما أدبيان بامتياز. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن الجمهور العربي جمهور ذوّاق، لو توافر للفضائيات العربية بعض الذوق والتذوّق، كما يدل على أن هذا الفضاء التلفزيوني لا يتسع للغث فقط، بل للسمين أيضاً.
 
(المصدر: موقع التجديد العربي بتاريخ 12 أوت 2007)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

2 septembre 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2658 du 02.09.2007  archives : www.tunisnews.net C.R.L.D.H. Tunisie: Flash-Infos FTCR: Liberté

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.