الثلاثاء، 12 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2395 du 12.12.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيــــان الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: بمناسبة 10 ديسمبر: تفاقم انتهاك الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 عبد الحميد الصغير-زياد بومخلاء- كريم الصيفي: بلاغ اعلامي

موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان:الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير

رويترز:اربعة احزاب معارضة تونسية تكون جبهة مشتركة

 يو بي أي:خمس بوارج حربية للحلف الاطلسي ترسو في ميناء تونسي

افتتاحيةالموقف: وهذا درس آخر من البحرين

الموقف: حرب القنوات تحتدم فأين تونس منها؟

الموقف: يمنعون المؤتمر و يطالبون بعقده

الموقف:جمعية القضاة التونسيين: إنقلاب داخل الإنقلاب

د. خالد الطراولي: اذكروا معــارضتكم بخير!

مرسل الكسيبي: ماذا بعد اعتزال الشابي لرئاسة حزبه ؟

الاستاذ أحمد الكحلاوي في حوار مع أقلام أون لاين: العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر

كلمة:هشام جعيط يقدّم كتابه الجديد عن السيرة النبويّة

المنجي الفطناسي: أسبوع الحزن

مهاجر تونسي: بلغنا و بكل أسى… الشروق:

الفنان شريف علوي يتعرض إلى محاولة قتل في منزله

يو بي أي:تونسي يحرق جاره واٍبنه حتي الموت.. بأمر الجن!

الصباح: في مجلس المستشارين: مؤلّفات ابن خلدون.. مسرحية «خمسون» ..الفشل المدرسي.. الزي الطائفي والغيابات في الكليات

الصباح: في الذكرى السابعة والخمسين لاستشهاد الزعيم الدكتور الحبيب ثامر

القدس العربي:تسجيل فيديو لانتهاك جنسي لمعتقل يصعد الجدل حول التعذيب في أقسام الشرطة المصرية

خالد إبراهيم العمراوي: رجلان وحقيبتان مفخختان لتفجير الأمة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


تابعوا برنامج “عين على الديمقراطية” على قناة “الحرّة”

 سجّل  الأستاذ الإعلامي  محمد اليحيائي  معدّ و مقدّم برنامج “عين على الديمقراطية”  على قناة “الحرّة”  ضمن حلقته الجديدة لقائين مع كلّ من الأخت سهام بن سدرين الزميلة الصحفية و الناطق الرسمي للمجلس الوطني للحريّات و الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، حول أوضاع الحريات في تونس و التحرّشات الأخيرة المتواصلة  ضدّ الدكتور المرزوقي .
 و يُنتظر أن يُعرض الحواران في حلقة الغد

الإربعاء من البرنامج الذي يبثّ في أمسية كلّ إربعاء بتوقيت تونس

.

   برنامج عين على الديمقراطية” للزميل العزيز محمد اليحيائي هو واحد من البرامج الهامة جدا في المشهد الفضائي العربي  المتميّزة  بإهتمامها بقضايا الحريات و الديمقراطية في الوطن العربي ، و بإمكان المهتمين متابعته في أوقات مختلفة على قناة “الحرة”  في  بثّ الإعادة   ، كما يمكن متابعته أيضا في أوقات أخرى على قناة “الحرّة عراق”  .
*سليم بوخذير

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 12 / 12 /2006 بلاغ
 
تمكن السيد عبد المجيد بو حجيلة عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ووالد السجين السياسي السيد عبد اللطيف بو حجيلة المعتقل حاليا بسجن المرناقية من زيارة ابنه  بعدما منع من ذلك ثلاث مرات و قد جيء بابنه محمولا لا يقدر على الوقوف و يتكلم بصعوبة كبيرة نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه منذ 04 نوفمبر 2006 و بدت عليه زرقة في الوجه وقد قطعت الزيارة بعدما أغمي عليه علما بأن السجين السياسي السيد عبد اللطيف بو حجيلة محاكم بإحدى عشر سنة قضى منا ثماني سنوات بمختلف السجون التونسية وقد كانت أجريت عليه عملية جراحية لاستئصال أورام من الكلى و يشكو من مرض القلب و ضيق التنفس. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة جندوبة في 10 ديسمبر 2006 بيــــان  
اثر دعوة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كافة منخرطيه و مناضليه إلى اجتماع بمقره الكائن بنهج محمد علي للاحتفال بالذكرى الثامنة و الخمسين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تم اليوم 10 ديسمبر 2006 قطع جميع المنافذ إلي مدينة جندوبة و الطرقات المؤدية للمقر بحواجز حديدية و أمنية أمام أعضاء الفرع و نشطاء حقوق الإنسان من نقابيين و حقوقيين ومناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس الشيء الذي أدى إلى توزع المناضلين الحقوقيين في تجمعات منفصلة و التي تمحورت في ثلاثة محطات رئيسية يتواجد بها أعضاء من هيئة الفرع :   –         على مستوى مقهى المدينة تمت محاصرة الأخ نور الدين الصولي عضو هيئة الفرع مع جمع من مناضلي لجنةالتشغيل الجهوية بمساندة الاتحاد العام لطلبة تونس حيث قام هؤلاء برفع شعارات على أوراق وبتدخلات تطالب بحق الشغل و تم إخراج هذا الجمع بالقوة –          و سحب كل من شكري عثماني و نزار الحريزي إلى منطقة الشرطة تم الإفراج عنهما بتدخل من رئيس الفرع. –        على مستوى مقهى تونس تمت محاصرة الأخوين الهادي بن رمضان رئيس الفرع و بلقاسم المحسني عضو هيئة الفرع والعديد من المناضلين و اثر تعرض احد المواطنين إلى المضايقة و حجز بطاقة تعريفه و دعوته إلى مركز الشرطة تدخل رئيس الفرع منددا بهذه الممارسة وأكد أمام حشد من المواطنين على حق الفرع في الاجتماع و التنقل –         و التعبير وطالب بإطلاق سراح المواطن وتم ذلك . –        على مستوى المركب الثقافي تم منع جمع من مناضلي حقوق الإنسان من التوجه إلى مقر الفرع إثرها وقع رفع لافتتين ورقييتين بهما شعارات حول حق التنقل و التنظم إثرها دفع أعوان الأمن الأخ رابح الخرايفي مناضل الفرع و الكاتب العام لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة. –        كما تم منع الأخ سعيد المشيشي عضو هيئة الفرع من الخروج من مدينة بوسالم و منع الأخ الهادي المناعي عضو هيئة الفرع من دخول مدينة جندوبة. –        ومنع السادة المولدي الزوابي وعلاء بوغمدة عضوي اللجنة المحلية للدفاع عن خريجي الجامعة وحاملي الشهائد العليا ببوسالم وصلاح العلوي السجين السياسي السابق و رضا السمراني الناشط بالفرع من الدخول إلى مدينة جندوبة.   إن هيئة الفرع : -تشكر كل المناضلين الذين لبوا دعوة الفرع و استماتوا في الدفاع عن حقهم في الاجتماع داخل مقر الفرع و حقهم في التنقل و التعبير كما تحيي كل المواطنين الذين عبروا عن مساندتهم لمناضلي الفرع بالتواجد المكثف و التشجيع . ـ تثمن الإهتمام البالغ الذي خصه الأخ : المولدي الجندوبي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وعضو هيئة الفرع بالمهاتفة لمتابعة الوضع وذلك نظرا لتواجده خارج الولاية في مهمة نقابية -تندد بم تعرض له مناضلو الفرع من انتهاكات خطيرة تتنافي مع كل القوانين و المواثيق الدولية  وخاصة الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي من المفروض ان نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة  و الخمسين لصدوره. – تطالب السلطة برفع الحصار الامني المضروب على جميع مقراتها بما في ذلك المقر المركزي و تمكين الرابطة من القيام بنشاطها العادي و انجاز المؤتمر السادس في اقرب الاجال.                                                  عن هيئة الفرع                                                     الرئيس                                               الهادي بن رمضان


الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب

بمناسبة 10 ديسمبر: تفاقم انتهاك الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 
ما انفكت انتهاكات الحريات وحقوق الإنسان في تونس تتفاقم خلال السنوات الأخيرة ويزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم. وفي هذه السنة وباقتراب الاحتفال بذكرى صدور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 تشدد السلطات التونسية التضييق على الحريات وتمعن في النيل منها. ففي حين يعلن بن علي بمناسبة وبغير مناسبة “اهتمام” نظامه بحقوق الإنسان و”رعايته” لها، يمارس التعذيب يوميا في مخافر الشرطة والسجون التونسية، ويتعرّض النّشطاء الحقوقيون والسياسيون، نساء ورجالا، إلى الاعتداءات الجسدية والمعنوية في الشوارع وأمام مقرات الجمعيات والأحزاب وتتكاثف الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الجائرة وتمنع الاجتماعات والـــتظاهرات وتشتد محاصرة النشاط الحزبي والجمعياتي المستقل وتلجيم حرية التعبير. ففي يوم 24 أكتوبر الماضي تعرّض عدد من عائلات المساجين السياسيين وخاصة النساء منهن اللواتي أضربن عن الطعام لمدّة يوم واحد بمنزل السيّدة سامية عبّو احتجاجا على استمرار اعتقال ذويهن، إلى الضرب والإهانة في الشارع وفي مركز القرجاني بالعاصمة مما أحدث أضرارا بدنية هامة للبعض منهن. في مدينة قفصة تعرض الطالب سامي عمروسية إلى اعتداء وحشي من قبل أعوان البوليس السياسي، وهو في يومه السادس والثلاثين من إضراب الجوع الذي بدأه يوم 30 أكتوبر الفارط احتجاجا على طرده من الجامعات التونسية عقابا له على نشاطه النقابي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس. وقد تم ذلك الاعتداء عندما توجّه مصحوبا بعدد من نشطاء الحركة الطلابية إلى مقر رئاسة الجامعة بالجهة للمطالبة بتسوية وضعه. وللتذكير فقد أوقف وأحيل على القضاء عدد من مسؤولي الاتحاد الذين ساندوه وسلطت عليهم أحكام بالسجن مع إسعافهم بتأجيل التنفيذ من قبل محكمة قفصة الابتدائية يوم الثلاثاء 28 نوفمبر الماضي. كما تعرض يوم الخميس 7 ديسمبر الجاري، بمدينة الكاف كل من سامية عبّو زوجة الأستاذ محمد عبّو سجين الرأي، والدكتور المنصف المرزوقي رئيس “المؤتمر من أجل الجمهورية” والصحفي سليم بوخذير والمحامي سمير بن عمر الذين رافقوها إلى سجن الكاف إلى الاعتداء بالسب والشتم والضرب من قبل مليشيات تابعة للحزب الحاكم تحت حماية أعوان البوليس السياسي. ويتعرّض باستمرار أصحاب الشهائد العليا العاطلون عن العمل إلى العنف اللفظي والجسدي كلما حاولوا التوجه إلى السلطات للمطالبة بحقهم في الشغل أو تجمعوا أو اعتصموا أو أضربوا عن الطعام (تونس، القيروان، قفصة، الرديف…) احتجاجا على بطالتهم. وقد عاينت الجمعية آثار تلك الاعتداءات على أجساد عدد منهم من بينهم خاصّة فلّة الرياحي. وهاجمت يوم الاثنين 27 نوفمبر الماضي ميليشيات الحزب الحاكم طلبة كلية الآداب بالقيروان على مرأى ومسمع من البوليس والإدارة، مستعملة السكاكين والسلاسل والهراوات مخلّفة جروحا بليغة للعديد منهم (حسين السويسي، علي بن عبدالله، رشيد لحمودي، بدر الدين الشعباني، معز العياري، كريم إلاهي…). وتضاف هذه الاعتداءات إلى سابقاتها التي تخللت هذه السنة وشملت مناضلات ومناضلي الجمعيات والنقابات والهيئات المهنية (المحامون، الصحافيون،الرابطيون،.الخ.) والأحزاب لتصبح ظاهرة إجرامية بارزة، تهدد سلامة النشيطات والنشطاء وتؤشر لمرحلة جديدة خطيرة في الحياة العامة. ويؤكد كل الموقوفين خلال الأشهر الأخيرة وخاصة منهم الموقوفين في إطار ما يسمى بـ”قانون مقاومة الإرهاب” أنهم تعرّضوا خلال استنطاقهم لدى البوليس السياسي إلى صنوف من التعذيب الجسدي والمعنوي الذي خلّف للعديد منهم آثارا مادية ونفسية بالغة الخطورة. وقد وصل الأمر بأحد ضحايا هذه الاعتقالات التعسفية، هشام السعدي، إلى الإلقاء بنفسه من شباك مكتب التحقيق خلال شهر أكتوبر الماضي مما ألحق به كسورا بالغة الخطورة. ويواصل جهاز القضاء كعادته التغاضي عن ممارسة التعذيب التي تشكل جريمة في نظر التشريعات المحلية والدولية التي وقّعت عليها الدولة التونسية. وبهذه الصورة يظلّ الإفلات من العقاب هو القاعدة وهو ما يشجّع الجلادين ورؤساءهم على التمادي في ممارسة التعذيب. ويشتكي السجناء السياسيون الذين يقبع عدد منهم في السجن منذ ما يزيد عن الـ15 سنة، من استمرار تعرّضهم إلى سوء المعاملة وإلى الإهمال الصحي الذي أدى إلى وفاة البعض منهم بعد فترة قصيرة من مغادرة السجن على غرار ما حصل للسجين السياسي الهاشمي المكي، وتدهور صحّة البعض الآخر أو إصابته بعاهات أو أمراض مزمنة (الهادي الغالي، عبد اللطيف بوحجيلة، عبد الرحمان التليلي، سليم الحبيب، حافظ البرهومي، خالد العيوني، أيمن الدريدي…). كما تستمرّ عزلة بعض السجناء مثل السجين سيف الله بلحسين الذي يقضي عقابا بعشرات السنين سجنا. ولا تزال المصالح السجنية تتعمّد إبعاد السجناء السياسيين المحكوم منهم والذي مازال في حالة إيقاف عن عائلاتهم ومحامييهم لعزلهم عن العالم الخارجي أو حرمانهم من إعداد وسائل الدفاع عن أنفسهم (مواصلة حبس الأستاذ محمد عبو بسجن الكاف، تشتيت الشبان الموقوفين بمقتضى قانون الإرهاب بسجون خارج تونس العاصمة خلافا لما تنصّ عليه التشريعات). وتعمد السلطات بشكل مستمر إلى انتهاك حقوق الدفاع، فتمنع المحامين من زيارة منوبيهم وإن مكنتهم من ذلك فهي تفرض عليهم حضور أعوان إلى جانبهم إن لم يكن مكتب الزيارة ذاته مجّهزا بآلات التنصّت والتصوير، وهوما يمثل انتهاكا صارخا لسرّ المهنة. ويمعن نظام الحكم في الاعتداء على المدافعين عن حقوق الإنسان لثنيهم عن القيام بواجبهم متجاهلا المواثيق الدولية التي أمضى عليها. وفي هذا الإطار يتواصل اعتقال المحامي محمد عبو، كما يتواصل الحصار المضروب على منزل السيد علي بن سالم نائب رئيس الجمعية ورئيس فرع الرابطة ببنزرت والملاحقة الأمنية لعديد الناشطات والنشطاء في الحقل الحقوقي. وترتكب كل هذه الانتهاكات في إطار مواصلة السلطة مصادرة الحريات الفردية والعامة مصادرة تامة، وتضييق الخناق على كل الجمعيات والهيئات المستقلّة ووسائل الإعلام الحرّة وأحزاب المعارضة. إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب إذ تندد بهذه المناسبة بكافة مظاهر وأشكال انتهاك الحريات وحقوق الإنسان في تونس، 1 ـ تنبّه الرأي العام إلى خطورة وضع الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وإمعان نظام الحكم في عدم الوفاء بالتزاماته الدولية، والحال أنه عضو في مجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. 2 ـ تدعو كل الجمعيات، والهيئات والشخصيات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس وفي الخارج إلى تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل: – القضاء على ممارسة التعذيب وسوء المعاملة. – تمكين الهيئات الحقوقية الوطنية والإقليمية والدولية من زيارة أماكن الإيقاف (مراكز الأمن …) والاعتقال (السجون). – تحديد مدّة الإيقاف بـ48 ساعة غير قابلة للتمديد مع وجوب حضور المحامي أثناء البحث. – ضمان زيارة المحامي لمنوّبه خلال مدّة الإيقاف وخلال قضاء العقوبة بالسجن. – وضع حد للإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن ممارسة التعذيب والاعتداءات الجسدية أمرا وتنفيذا. – الكف عن هرسلة المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان، وفي هذا الإطار اطلاق سراح الأستاذ محمد عبو حالا ودون قيد أو شرط. – رفع الحصار عن كل الجمعيات والمنظمات والهيئات الحقوقية، وتمكينها من عقد مؤتمراتها وممارسة أنشطتها بكل حرية. – إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام. تونس في 10 ديسمبر 200
 
(المصدر: موقع الحوار نت يوم 11 ديسمبر 2006)


بسم الله الرحمان الرحيم بلاغ اعلامي  
 
تونس في 12 ديسمبر 2006 انا الطالب بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير رفقة زملائي  زياد بومخلاء وكريم الصيفي نحيط الراي العام داخل  الوطن  وخارجه انه في اطار التحركات الطلابية لانتخابات المجالس العلمية للسنة الحالية جدت احداث عنف تسبب فيها بعض من طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس ( النقابيين الرادكاليين) ومثلت هذه الحادثة الكيفية التي يتعامل بها بعض الاطراف من الاتحاد العام لطلبة  تونس مع الطلبة الاسلاميين
 خلاصة الوقائع: في اليوم الثاني للحملة الانتخابية بادر بعض  طلبة الاتحاد بعقد اجتماع عام حاولوا فيه الدفاع عن رؤيتهم ازاء مشاغل الطلبة مؤكدين ان الاتحاد هو”الممثل القانوني والشرعي والوحيد للطلبة “وفي هذا الاطار اعلنوا رفضهم القاطع لاي قائمة تخوض الانتخابات بصفة مستقلة وعمدوا الى كيل الاتهامات الخطيرة التي تمثلت في مجملها في اعتبار الطلبة المترشحيين بصفة مستقلة (زياد بو مخلاء وكريم الصيفي) امتداد للعنف داخل الجامعة وانهم محسوبون على طرف سياسي اضافة الى ان ترشحهم يهدف الى ضرب الحركة الطلابية ونظرا لكل هذه المعطيات وفي محاولة منا الرد على هذه المغالطات قوبلنا بالتعنيف من قبل مجموعة كبيرة من النقابيين الرادكاليين من بينهم  زهير و نجيب الدزيري وخاصة وسام السعيدي الذي صعد الموقف في مطالبة منه”لرفاقه” بدمي انا الطالب عبد الحميد الصغير ولولا التجائي وزملائي بمكتب السيد عميد الكلية وتدخل بعض الطلبة من بينهم بعض الاطراف من الاتحاد  لتطورت الى احداث دموية
 وامام هذه الممارسات الافصائية نعلن: –  استنكارنا الشديد لكل هذه التصرفات اللامسؤولة التي لا تخدم مصلحة الجامعة – عزمنا على مواصلة تبليغ اصواتنا في سعي منا على توفير مناخ تعددي يتسع لكل الاطراف عب دالحميد الصغير زياد بومخلاء كريم الصيفي


الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير

مؤتمر صحفي للإعلان عن تقرير جديد يكشف المحاولات المستمرة و الفاشلة لاحتواء الانترنت وتخويف مستخدميه

 
القاهرة في 10 ديسمبر 2006م مئات المواقع يتم حجبها عن المستخدمين العرب بمبررات عديدة ، ليس من بينها أي قرارات قضائية تعطي الحق للحكومات العربية في هذا الحجب ، وفي المقابل فهناك ألاف أخرى من المواقع التي تظهر للنور يتضمن الكثير منها نفس الموضوعات التي تضمنتها المواقع المحجوبة ، وهذا ما يجعل الحكومات العربية ناجحة فقط في إظهار عدائها لحرية التعبير وحق تداول المعلومات ، هذا ما يتضمنه تقرير جديد صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ويحمل عنوان “خصم عنيد : الإنترنت والحكومات العربية ” يتم الإعلان عنه يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2006م. ويتضمن التقرير معلومات عن السياسات التي تتبعها ثمانية عشرة دولة عربية ، للتعامل مع الانترنت ، وهي السياسات التي تشبه تكتيكات التعامل مع عدو أو خصم أجمعت أغلب الحكومات العربية على محاربته ، لكنه يتعافي بعد حجب أي موقع أو حبس ناشط ، ليرد الصاع صاعين ، عبر نشأة مواقع جديدة أو كسب مناصرين جدد لحرية التعبير على الانترنت . كما يتضمن التقرير فصلا عن نشأة المدونات العربية ونشاط المدونون العرب الذين برزوا بقوة كمناصر قوي ليس فقط لحرية استخدام الانترنت، بل لحرية التعبير وحقوق الإنسان بشكل عام في الفترة الأخيرة. وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ” ما نراه من الصراع بين الحكومات العربية وبين الانترنت هو جزء صغير من جبل الجليد الذي يمثل صراعا حقيقيا بين هذه الحكومات وحرية التعبير كملمح من ملامح الديمقراطية التي طال غيابها عن العالم العربي ، ونحن لسنا طرفا محايدا في هذا الصراع ، نحن داعمين لحرية التعبير وحرية استخدام الانترنت ومن ثم نحن حليف قوي للانترنت في هذا الصراع” . وقد جاء التقرير ليؤكد استمرار

صدارة تونس للدول العربية المعادية لحرية استخدام الانترنت

، وإن حاولت دول مثل السعودية وسوريا أن تحتل هذه الصدارة ، عبر ممارسة نفس التجاوزات التي اشتهرت بها تونس مثل الحجب والقبض على كتاب ومستخدمي الانترنت ، فضلا عن ليبيا التي شهدت مقتل أول صحفي عربي بسبب كتاباته على الانترنت وهو الصحفي ضيف الغزال ، الذي شوهت أصابعه كرسالة قاسية لكل الكتاب الرافضين للقمع والفساد. بالإضافة إلى مصر التي تسعى بجدية لإخفاء عدائها للانترنت والظهور بمظهر الدولة الداعمة له ، ولكن الهجمات التي شنتها على عدد من المدونين المنخرطين في حركة دعم الديمقراطية بل وتعذيب أحدهم وهو المدون محمد الشرقاوي ، ثم حبس المدون العلماني كريم عامر بسبب أرائه ، كشف عن استمرار النهج الثابت في العداء لكل قيم حرية الرأي والتعبير. كما يخلص التقرير إلى إن دولا كانت معروفة باعتدالها واحترامها النسبي لحرية استخدام الانترنت مثل الأردن والإمارات ، تراجعت ودخلت حلبة الصراع مع الانترنت ، في مقابل دولا تقف علي الحياد حتى الآن وتظهر احتراما لهذه الحرية مثل لبنان والمغرب . ويأتي هذا التقرير الثاني عن حرية استخدام الانترنت في العالم العربي ،و الذي أعده الصحفي إيهاب الزلاقي و الباحث القانوني جمال عيد وسالي سامي في 190 صفحة ، متضمنا 19فصلا عبارة عن فصول لـ 18 دولة عربية وفصل عن المدونات العربية ، بالإضافة إلى مقدمة عن العالم العربي . بعد التقرير الأول الذي أصدرته الشبكة العربية في منتصف عام 2004، تحت عنوان ” الإنترنت في العالم العربي : مساحة جديدة من القمع؟ ” . يعلن التقرير يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2006م في مؤتمر صحفي ، بمشاركة لجنة الشئون العربية ولجنة التدريب والمتابعة بنقابة الصحفيين المصرية وفي مقر النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا. وسوف يتم توزيع نسخ من التقرير باللغتين العربية والانجليزية في المؤتمر الصحفي ، فضلا عن إمكانية مطالعته على موقع الشبكة العربية : http://www.openarab.net/reports/ يعقد المؤتمر الصحفي باللغة العربية والانجليزية. لمزيد من المعلومات يمكنك الاتصال بـ إيهاب الزلاقي “الباحث الرئيسي” ت/ 0123510033 2 أو جمال عيد “المدير التنفيذي ” ت / ف : 5249905 -202 موبايل: 20101936884 أو سالي سامي ت/ 0105390095 2 (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 12 ديسمبر 1006) الرابط: http://hrinfo.net/press/2006/pr1210.shtml


 

اربعة احزاب معارضة تونسية تكون جبهة مشتركة

 
تونس (رويترز) –أعلنت اربعة احزاب معارضة في تونس يوم الثلاثاء عن تكوين ائتلاف مشترك يعرف “باللقاء الديمقراطي” لدفع الاصلاح في البلاد. وقالت أحزاب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم في بيان مشترك إن “ميلاد اللقاء الديمقراطي يأتي لغرض ايجاد الية لتفعيل العمل المشترك بين الاطراف السياسية المكونة له للاسهام في دفع حركة الاصلاح لانجاز المهام التاريخية المطروحة على الحركة الديمقراطية”. واضاف البيان إن امناء هذه الاحزاب اتفقوا على تدعيم دور المعارضة على الساحة الوطنية والخارجية والتصدي لكل اشكال تهميش وتعطيل فعلها والتشكيك في شرعيتها ومصداقيتها. واللقاء الديمقراطي هو ثاني ائتلاف حقوقي في البلاد بعد تحالف (18 اكتوبر) الذي يضم معارضين من تيارات متباعدة مثل الاسلاميين والعلمانيين والذي تصفه الحكومة بالتحالف المريب. لكن محمد بوشيحة أمين عام حزب الوحدة الشعبية قال لرويترز إن “اللقاء الديمقراطي ليس ردا على اي تكتل اخر وليس موجها ضد أحد من الحكومة ولا باقي المعارضة”. وأضاف بوشيحة “نريد من هذا اللقاء تنسيق اقتراحات ملموسة سياسيا واقتصاديا للمساهمة في دفع الاصلاح استجابة لمطلب رئيس الجمهورية الاخير”. وينظر معارضون اخرون لهذه الأحزاب الأربعة على أنها معارضة مقربة من الحكومة ويشككون في قدرة (اللقاء الديمقراطي) على القيام بدور فاعل وناجع باستثناء تعديد مكاسب السلطة. وفي تونس تسعة احزاب معترف بها بينما تحظر الحكومة خمسة أحزاب أبرزها حركة النهضة الاسلامية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

خمس بوارج حربية للحلف الاطلسي ترسو في ميناء تونسي

 
تونس ـ يو بي أي: ترسو بميناء ضاحية حلق الوادي شمالي تونس العاصمة وحدة بحرية من منظمة حلف الشمال الأطلسي الناتو تابعة للقوة العسكرية الدائمة للأطلسي في حوض البحر الأبيض المتوسط المعروفة اختصارا بـ سخحا 2 . ويقود هذه الوحدة البحرية التي تتألف من خمس بوارج حربية تابعة لخمس دول أطلسية هي (أمريكا وبريطانيا واليونان وتركيا واسبانيا)، الأميرال مايكل غروثوسن الذي أوضح في تصريح نشر امس الأحد أن زيارة هذه الوحدة البحرية العسكرية لتونس التي بدأت أمس، ستتواصل ثلاثة أيام. وقال ان الهدف من هذه الزيارة التي تندرج في اطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع تونس، هو تبادل الآراء والمعلومات والخبرات مع قيادة القوات البحرية التونسية، ودعم الحوار المتوسطي، باعتبار أن تونس عضو في برنامج الحوار المتوسطي الي جانب الجزائر ومصر والأردن وموريتانيا والمغرب. وأضاف الأميرال غروثوسن أن هذه الوحدة البحرية العسكرية الأطلسية التي تقودها البارجة اليونانية س بوبولينا ، ستنفذ بعض المهام والتدريبات العادية خلال زيارتها لتونس. ولم يوضح طبيعة هذه المهام والتدريبات، واكتفي بالاشارة الي أن رسو هذه الوحدة البحرية الأطلسية في ميناء تونسي يتيح الفرصة للتعريف بأنشطتها ولتوثيق الروابط والصلات مع البحرية التونسية بهدف تطوير التعاون في اطار برنامج الحوار المتوسطي . وأوضح أن الوحدة البحرية التي يقودها علي استعداد دائم للتدخل السريع في أوقات السلم وأثناء الأزمات والحروب، كما انها معنية بمراقبة المسالك البحرية، والتحركات غير الشرعية في حوض المتوسط . واعتبر في هذا السياق ان برنامج الحوار المتوسطي الذي بدأ العمل به منذ العام 1995 ضمن اطار منظمة حلف الشمال الأطلسي يهدف الي ارساء الأمن والاستقرار، والتعاون، والرخاء في منطقة المتوسط . يشار الي أن القوات البحرية العسكرية التابعة للقوة الدائمة للأطلسي في حوض البحر الأبيض المتوسط المعروفة باسم سخحا 2 ، أصبحت معنية بعمليات التدخل والتنسيق في مجال مكافحة الارهاب منذ مؤتمر الحلف الأطلسي في براغ عام 2002، حيث تم التأكيد علي أهمية استمرار هذا الدور خلال مؤتمر ريغا الأخير.
 

 

وهذا درس آخر من البحرين

رشيد خشانة بعد اليمن في طرف الجزيرة العربية وموريتانيا في أقصى المغرب العربي ها هي إمارة البحرين الصغيرة التي لاتملك نفطا ولا غازا تكتب لنا بأحرف عربية تجربة تعددية تضع البلدعلى سكة الإنتقال إلى الديمقراطية ، ولوعبر مراحل . في تونس لايكفي أن الديمقراطية مؤجلة منذ نصف قرن بدعوى أننا غير ناضجين لها، مثلما يتردد دائما في دوائرالحكم ، وإنما لم توضع أي خطة مرحلية لتحقيق تقدم فى هذا المجال ولوبطيئة .تعطى تأشيرات لأحزاب ثم يحاصر نشاطها كي تبقى التأشيرة حبرا على ورق . وتمنح التراخيص لجمعيات مستقلة (في العهد السابق ) ثم تطوق بألف حاجز وحاجز (قانوني وغير قانوني) لمنعها من النشاط . وتحصل صحف معارضة على حق الصدورلكن إذا التزمت الإستقلالية تحرم من كل أنواع الدعم وكأنها صحف اسرائيلية وليست تونسية (مع أن مبعوثي الصحف الإسرائيلية سمح لهم بدخول البلاد وتغطية عدة فعاليات بحرية تامة ). إلى متى سيبقى الحكم المستبد ينيخ بكلاكله على المجتمع ويقطع أنفاس النخب التي كادت تجف ينابيع عطائها من شدة الجدب المحيط بها؟ وهل أن مجتمعات الجزيرة العربية أوالصحراء الإفريقية أكثر أهلية منا لاستحقاق حياة سياسية و ثقافية عصرية يسود فيها حد أدنى من الحريات ؟ إن الناظر إلى تاريخنا الحديث ينبهر من خصوبة الحياة الصحفية والحزبية والجمعياتية طيلة القرن الماضي، وبخاصة في نصفه الأول ،والتي كانت علامة مضيئة في العالمين العربي والإسلامي. غير أننا اليوم نزلنا إلى أسفل السلم ومن غير المستبعد أن تصبح تونس مثلا سلبيا يشار له بالبنان على صعيد التخلف السياسي.بالطبع الأمر بأيدي نخبتنا التي تؤول إليها الكلمة الفصل في فرض حركية التطور الديمقراطي وعدم الإكتفاء بالإنتظار حتى تهدى الديمقراطية من فوق ، وقديما قيل ” كيفما تكونوا يولى عليكم”.  (المصدر: افتتاحية صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 8 ديسمبر 2006)

حرب القنوات تحتدم فأين تونس منها؟

 
دخلت حيز قنوات الأخبار الدولية منذ الأول من ديسمبر الجاري قناة جديدة هي “فرانس 24 ” في مقابل “سي.أن .أن ” الأمريكية و”بي.بي.سي وورلد” البريطانية. وقناة “آلجزيرة” القطرية . ولقد حددت مهمة “فرانس 24 ” بتقديم الأحبار العالمية من خلال نظرة و توجه فرنسيين. وتعود فكرة إنشاء قناة أخبارفرنسية النظر دولية إلى تسعينات القرن الماضي، وتحديدا إلى حرب الخليج الأولى عندما كانت كاميرات قناة “سي.أن .أن” على متن المدرعات الأميركية ، تنقل وحدها الحدث. وبدت الضرورة ملحة على إثر الإختلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا خلال حرب العراق الأخيرة ، في إطار محاولة تقديم وجهة النظر الفرنسية فيما يخص السياسة الدولية. وبعد عدة سنوات من التفكير تم مع نهاية عام 2005 إقرار مشروع قناة فرنسية للأخبار الدولية تبث مجانا، ليلا/نهارا طيلة أيام الأسبوع ، والقناة الجديدة رقمية لكن بدون ترميز. وتأسست لهذا الغرض شركة خاصة بتمويل عام من الحكومة ، كما تم الإتفاق على أن تساهم في”فرانس 24 ” مجموعة “بويغ ” و”تي.أف 1 “. وتجمع القنوات العامة وفرانس تلفزيون ، وأن تدعم القناة الدولية عبر تزوديها بمساندة مادية وبشرية (شبكة توزيع ، شبكة صحافيين ومراسلين عبرالعالم ….)ومع بداية عام 2006 تم تعيين ألان دوبوزداك الرئيس والمدير العام السابق لمجموعة “هافاس” الإعلانية رئيسا لمجلس إدارة “فرانس 24 ” التي حددت لها موازنة سنوية قدرها 80 مليون يورو. وأعدت للقناة الجديدة مكاتب خاصة يعمل فيها 170 صحفيا ثنائيي اللغة (فرنسي-إنكليزي أو فرنسي-عربي) مع 50 تقنيا. وفي السياق نفسه بدأت محطة “البحر المتوسط ” الإذاعية التي تبث منذ سنوات من طنجة إرسالا تلفزيا دائما بعد إنشائها قناة تلفزية إخبارية على غرار “الجزيرة”و”سي أن أن” وانتدبت عدة صحفيين من ضمنهم زملاء تونسيين بعضهم كان يعمل في “الجزيرة”. وأمام هذا التدفق الإعلامي الكثيف تبدو التلفزة التونسية نائمة في الحرير على سريرها الوثير فوق أعالي حي “نوتردام” تحيط بها أموال دافعي الضرائب الذين يعرضون عن برامجها الممجوجة . وفي الوقت الذي تتزايد نيه المنافسة على كسب المشاهدين بالخبرالخاص والآراء الحرة يستفحل مرض اللغة الخشبية في التلفزة التونسية ويفر ظل الرأي الحر وتحل بلاغات سوفياتية الطعم محل الخبر الموضوعي والروح المهنية . ر.خ موقع أنترنت :www.france24.fr (المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 8 ديسمبر 2006)

يمنعون المؤتمر و يطالبون بعقده

 
المختار الطريفي تتأكدمرة أخرى وبصورة مفضوحة وغير قابلة للتورية إرادة السلطة في الإجهاز نهائيا على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ،فقدعمدت قوات كبيرة من الأمن يوم الأحد 3 ديسمبر 2006 إلى منع عقد الندوة التي دعت إليها الهيئة المديرة الرؤساء الشرفيين للرابطة وأعضاء من هيئاتها المديرة السابقة وعدد من المثقفين من مختلف المشارب حول موضوع “الرابطة :الواقع والآفاق”، فقد حاصرت هذه القوات المقرالمركزي للرابطة بالعمران ، ومنعت جميع المدعويين من الوصول إليه ،ولم يتمكن من الدخول إلا أعضاء الهيئة المديرة. كما قامت قوات الأمن بالزي المدني بمحاصرة بعض المدعويين في مدنهم والحيلولة دون وصولهم إلى العاصمة وكان مدير الحريات العامة بوزارة الداخلية استدعى منذ أيام رئيس الرابطة ليعلمه شفويا بأن الأنشطة التي برمجتها ممنوعة بدعوى وجود حكم قضائي صادرفي جوان 2001 يمنع الهيئة المديرة من القيام بأي نشاط باستثناء عقد المؤتمرالوطني. ويهم الهيئة المديرة تأكيد ما قاله رئيس الرابطة للمسؤول المذكور بوزارة الداخلية : أولا: أن السلطة تقول أن ليس للهيئة المديرة إلا عقد المؤتمر وفق الحكم الصادر في جوان 2001، ولكنها في نفس الوقت تمنعها من عقد هذا المؤتمر. وقد جرت محاولتان لعقده في سبتمبر 2005 وماي 2006، لكن السلطة لجأت إلى استعمال القوة وحالت دون ذلك . وهذا التناقض الصارخ لم يعد يخفى على أحد. ثانيا : مهما كانت القراءة المقدمة لهذا الحكم الذي أعلنت الهيئة المديرة منذ صدوره أنه قرار سياسي مغلف قضائيا افلا دخل للسلطة و لوزارة الداخلية تحديدا في تنفيذه ، ذلك أنه لا يهم إلا الأطراف المشمولة به ، ووزارة الداخلية ليست من بينها، وتنفيذه يتم ، كبقية الأحكام المدنية ، بطلب من الطرف الذي استصدره ، وبواسطة عدول التنفيذ وفق الإجراءات المنصوص عليها بمجلة المرافعات المدنية والتجارية . وأن تدخل وزارة الداخلية بهذا الشكل يبرز بوضوح زيف الإدعاء بأن “الخلاف القائم خلاف داخلي بين الرابطيين”. فوزارة الداخلية والسلطة أكدتا بجلاء أنهما الطرف المقابل للرابطة ، ولا أحدغيرهما. ثالثا : على وزارة الداخلية ، إن أرادت منع نشاط الرابطة ، أن تصدر قرارا وتعلم به كتابيا الهيئة المديرة ، حتى تمارس هذه الأخيرة عند الاقتضاء حق التظلم أمام المحكمة الإدارية للمطالبة بإلغاء ذلك القرار لتجاوزه للسلطة . والوزارة برفضها تسليم قرارالمنع تخالف القانون بصورة صريحة وغير مبررة . رابعا : الرابطة ستواصل الدعوة إلى الأنشطة التي قررتها وستعمل على إنجاحها ما لم يتم إعلامها قانونيا بهذا المنع ومبرراته . وان كل منع لهذه الأنشطة بالقوة يعتبرتعديا على القانون وعلى الحقوق المضمونة لمنظمة معترف بها مثل الرابطة ، ومنها حق الاجتماع و التعبير. خامسا: يأتي هذاالمنع في الوقت الذي تفتح فيه أبواب النزل والمقرات وصفحات الجرائد و شاشات التلفزيون للحديث عن الرابطة والتهجم عليها والإدعاء بأن مسؤوليها يرفضون الحوار بين الرابطيين . وعليه فإن الهيئة المديرة تدين بشدة هذا الاعتداء الصارخ وتنبه إلى خطورته وخطورة الخطوات الأخرى التي عزمت السلطة على تنفيذها ومنها منع الندوة التكوينية المقررة ليومي 8 و9 ديسمبر 2006 حول مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اوذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . كما تدعو السلطة إلى الكف عن هذا التصرف وعدم التدخل في شؤون الرابطة وتمكينها من العمل بكل حرية ورفع الحصار المضروب منذ سبتمبر 2005 على مقرات الفروع داخل الجمهورية وعلى المقر المركزي بالعاصمة . وتؤكد الهيئة المديرة مرة أخرى التزامها بالحوار داخل هياكل الربطة والتشاور مع كل الرابطيين وجميع المعنيين بالشأن الرابطي، كانت الندوة التي تم إجهاضها اليوم من طرف قوات الأمن إحدى المحطات التي برمجتها الهيئة المديرة في هذا الشأن بهدف دعم وحدتها الداخلية و التوصل إلى رؤية مشتركة للتحديات الخطرة التي تواجهها الرابطة . كما تؤكد استعدادهآ الدائم ، رغم القمع المسلط عليها وعلى الرابطيين ، للحوار مع السلطة لحل المشاكل العالقة ، والقيام بأنشطتها وعقد مؤتمرها الوطني. وتدعو الرابطيين والرابطيات أيضا إلى الالتفاف حول منظمتهم والدفاع عنها لمنع كل محاولات إنهائها. كما تدعو كل القوى من منظمات وأحزاب وشخصيات وطنية ، وكذلك المنظمات الدولية وكل أصدقاء الرابطة إلى الوقوف إلى جانبها و مؤازرتها و التنديد بما تقوم به السلطة لخنقها والإجهاز عليها. (المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 8 ديسمبر 2006)

جمعية القضاة التونسيين: إنقلاب داخل الإنقلاب

 
سراج عدالة لا يمكن لماسمي بالمؤتمرالحادي عشرلجمعية القضاة التونسيين الذي عقد في اليوم الثالث من شهرديسمبر2006 بنزل بقمرت الأ أن يوصف “بمؤتمرالسقوط ” وذلك لسببين ،الأول السقوط المدوي لعراب المكتب المنصب القاضي خالد عبأس والثانيسقوط هيكل القضاة بعمق أكثربيدالشق الأكثرتطر فافي وزارة العدل والمرتبط أكثربالأجهزة الأمنية والحزب الحاكم ،الذين اختاروا الموالين الجدد. انطلقت أشغال المؤتمر الذي أطلقوا عليه رقم 11 مع الساعة التاسعة والنصف صباحا بحضور وزير العدل وحقوق الانسان ، وقرابة الألف قاض من جل محاكم البلاد . ومنذ البد اية تدخل رئيس الجمعيّة السابق القاضي خالد عبّاس الذي كانت كلماته مرتجفة ولم يقل غير تلك الجمل الممجوجة من قبيل إن جمعية القضاة التونسيين لن تكون أداة لتوظيفها من أي طرف “وافتخر بما ساهم فيه من انقلاب على المكتب الشرعي برئاسة القاضي الفاضل السيد أحمد الرحموني والقاضيات المناضلات كلثوم كنّو و روضة القرافي و وسيلة الكعبي في ديسمبر 2005 وقال انذه و زملاؤه ساهموا في تهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر الحادي عشر تحت شعارب في دعم استقلالية السلطة القضائية ضمان للعدل “. أنهى عباس كلمته دون أن يصفق له غير بعض القضاة الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة ، وبدأ مسلسل السقوط النهائي. كان واضحا بالنسبة إليه أن عدم مصافحته من قبل زملائه الذين قادوا معه انقلاب شتاء 2005 هي مؤشر على المصير الإنتخابي. وبالقرب من بهو النزل اقترب منه أحد القضاة بمحكمة بن عروس وخاطبه قائلا “سيدي الرئيس أكلت يوم كل الثور الأبيض” فأخذ أوراقه وغادرالنزل الى وجهة غيرمعروفة ، وبعد لحظات لحق به زميله حسين بالحاج مسعود واختفيا عن جمعية القضاة التونسيين نهائيا. لم يتدخل القضاة كما جرت العادة لعرض مشاغلهم ومشاكلهم بل تدخل قاضيان مجهولان وقالا كلاما لم يفهم منه غير عرض بعض القضايا الآنية المباشرة ، وتم التغاضي عن تسريب مشروع تنقيح القانون الأساسي للقضاة في 30 جويلية 2005 والتمييز بين القضاة في إسناد الخطط الوظيفية والمسؤوليات والامتيازات واشكالية الترقيات وخاصة النقل العقابية للقضاة ، وآخرها النقل التي شملت كل المناضلين في المكتب الشرعي لجمعية القضاة بمن فيهم الرئيس أحمد الرحموني وبدت تحالفات المؤتمر مبنية على قاعدة الولاءات الشخصية والتقرب الى بؤرالسلطة ومناطق النفوذ، إذ لم يطرح أي من المتدخلين الاثنين مسألة تحويرالقانون الأساسي لجمعية القضاة وخاصة إلغاء حق القضاة داخل الجمهورية في الترشح لعضوية المكتب التنفيذي. فوزارة العدل أخرجت القضاة المناضلين والمستقلين من العاصمة بقوة النقلة الدورية ثم صاغت القانون الأساسي في اتجاه منع القضاة العاملين خارج العاصمة من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للجمعية. بعد الانتهاء من الحصة الأ ولى تم تشكيل اللجان بعد أن عين الوكيل العام السابق لمحكمة الاستئناف بتونس رئيسا للمؤتمر. وبعدالغداء تفرق جل القضاة ثم بدأت عملية التصويت لاختيار سبعة أعضاء من 15 مترشحا 8 منهم سبق لهم النشاط داخل هياكل جمعية وذلك بعد أن سحب القضاة عبد الله بدور و نبيل عبيدي القاضيان بالمحكمة العقارية وعبد الرزاق بن منى القاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس ومحمد العادل بن اسماعيل القاضي بمحكمة التعقيب ترشحاتهم للمكتب التنفيذي للجمعية قبل يومين من المؤتمر. وبدا القاضي محرز بوقا ناشطا متحركا من مجلس إلى آخر. تواصلت العملية الانتخابية دون قائمات متنافسة ولا برامج متقارعة أمام برود الناخبين والطقس الى حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا عندما أعلن رئيس المؤتمرعن النتائج التي لم تكن مفاجئة ، وكانت كالتالي: عددالمقترعين 929 عددالأصوات الملغاة :64 الفائزون : 1. عدنان الهاني:529 صوتا 2.طارق ابراهم :519 صوتا 3.حاتم الدشراوي:516 صوتا 4.خديجة المزوغي:417 صوتا 5. رياض الغربي:381 صوتا 6. الطاهربن تركية :371 صوتا 7.وشكري بن صالح 316صوتا وللتاريخ حصل خالدعباس في المؤتمر على 242 صوتا فقط أي أقل من نائبه حسين بالحاج مسعودالذي حصل على 251 صوتا. وكان رئيس المؤتمر يتلو النتائج أمام 25 قاضيا وأعوان بالزي المدني وثلاثة صحافيين وبعض الموظفين . نتائج المؤتمر كانت متمحورة حول عزل وزارة العدل الرئيس السابق خالد عباس بعد أن انتهت مهمته فيص تصفية خصمه القاضي أحمد الرحموني (الذي مازال يحظى بثقة القضاة ) وكذللا تشتيت أعضاء الجمعية القاضيات المناضلات الثلاث . وكان دور عباس أيضا ضرب هياكل الجمعية وإلغاء حق قضاة الداخل في عضوية مكتبها التنفيذي و تسريب مشروع القانون الأساسي الذي كان هو عضوا ممثلا للقضاة في لجنة صياغته. والآن تستعمل وزآرة العدل فريقا جديدا من القضاة لمزيد تقسيم الأسرة القضائية . (المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 8 ديسمبر 2006)

رسالة اللقـــاء رقم (13)

اذكروا معــارضتكم بخير!

 
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr لا شك أن حالة التشرد والنفي والسجن قد تعاقبت على تونس ولم تترك بيتا أو حيا أو جماعة إلا طالها من بعيد أو قريب بعض منجزات سياسات الترويع والتهجير، لا شك أن الكثير من أبناء تونس وبناته لا يزالون يعيشون السجن الكبير وأن العديد من المنفيين يعانون ألم الغربة وحنين الأوطان… لا شك أن الألم عام وأن المأساة “ما فيها ما يختار” كما يقول المثل التونسي الأصيل… لا شك أن المسؤولية كبيرة أمام الله وأمام الوطن حتى لا تخرس ألسنتنا ولا تجف أقلامنا، حتى نساعد ولو بكلمة بسيطة أو بحرف مائل أو بمساعدة رمزية على إغاثة الملهوف وتعرية الاستبداد، وهي الكلمة الحق عند ملك جائر ولو كانت من وراء شاشات الحواسيب، وذلك أضعف الإيمان أو لعله أقواه، حتى لا يظن الاستبداد يوما أنه استفرد بالضحية وأغلق دونها السراديب والدهاليز الضيقة… نعم لن يهنأ لنا بال، ولن نضع أقلامنا ولن تخفت اصواتنا ولن نساوم ما دام الجلاد ينغص حياة الشرفاء… العمل من أجل الوطن الجريح مسؤولية الجميع ولا نخال أنفسنا إلا مقصرين. في ظل هذه الهبة التي رفضت الخنوع وموالاة الاستبداد، وهي كثير على قلتها، يطل علينا فريق من أبناء الوطن، صنف عايش همومنا وحمل معنا القضية وناضل من أجل الكلمة الحرة وناله النصب والويلات ولم يرحمه الاستبداد… صاحبنا في مشوارنا ولعله كان يحمل هم الوطن أكثر مما حملنا، كان يمشي على الشوك وعلى مسمع ومرمى من درة الجلاد… ثم غاب علينا فافتقدنا أثره على الانترنت ولم نعد نسمع عن حاله وعن مشواره، فلا اثر ولا كلمة ولا إشعار، خرج من الإطار وكأنه لم يكن يوما جارنا وعونا لنا على الباطل… أعني بذلك بعض الوجوه التي تعودنا على أقلامها وعلى جرأتها وإن اختلفنا معها مرجعية أو منهجية أو آلية عمل، غير أن معارضة الاستبداد كانت لقاءنا ومشوارنا. فما هي أخبار السيدة نائلة شرشور، والسيد الطيب السماتي  وغيرهم…؟؟؟ إن الحياة مليئة بالمفاجآت، مليئة بالبلاوي والمنغصات، وإن صلف العيش أحيانا والتعب والمرارة وفقدان الأمل أحيانا أخرى والإحباط وطول النفس ووعورة الطريق، وصولات الاستبداد وتهديداته واللعب على أوتار البطون الخاوية ومستلزمات العيش والوجود، مبررات يمكن أن تغير مسارات أفراد وجماعات، وبعيدا عن الدروس القيمية ومزاعم الأستاذية في الوطنية، فإنه لا يجب أن ننسى هذه الطاقات التي غادرتنا، ولعلها ترنو إلى من يتذكرها أو يمد العون لها أو يتفهم حالها، ولعل الكثير منها دفع ضريبة الوقوف والمقاومة والتحدي باهظا في نفسه وأهله وذويه. المعارضة كما فهمتها يوما هي لقاء أخلاقي يحمل مسؤولية أخلاقية وتاريخية من أجل إنقاذ الوطن، لقاء لا يقصي أحدا ولا يستصغر أحدا و لا يحقرنّ أي إضافة من أجل التحرير. إن الطريق لمواجهة الاستبداد لا يزال طويلا ومفروشا بالأشواك والاستدراجات، والمعارضة في حاجة دائمة إلى كسب الصوت الجديد والقلم الجديد، وكل معارض نفقده هو انتصار للاستبداد، كل صوت يصمت هو صوت جور يعلو من جديد، كل قلم ينضب هي أقلام مأجورة تشتعل… إن المعارضة جسد واحد وإن اختلفت أطرافه وتعددت، غير أنه إذا افتقد منه جزء أو طال بعضه سقم أو تردد، حمل كل الجسد علامات المرض وإرادات العلاج و ومقومات الشفاء. إن غياب أو تهميش هذا البعد الأخلاقي والإنساني في تعامل بعض المعارضة فيما بينها، والذي يتجاوز المشاريع السياسية الخاصة للزعيم ولحزبه، والتحالفات بين الأفراد والمجموعات يجعل تفاءلنا في نجاح أي عمل جماعي يتقلص مع الأيام نظرا لتغوّل الرؤية السياسية الضيقة والمشوارات الفردية على حساب نظرة بسيطة ولكنها عميقة تجعل من المعارض قبل أن يحمل برنامج حكم أو خطة عمل، هو رفيق درب وأخ وطن وصاحب منظومة قيم تجعل من المعارض قبل أن يعارض، أن يكون إنسانا وكفى، وتلك في الحقيقة إحدى أبعاد الأزمة الهيكلية التي تعيشها معارضتنا منذ زمان. المصدر:  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net  


ماذا بعد اعتزال الشابي لرئاسة حزبه ؟

 
ركن شؤون استراتيجية: حرره مرسل الكسيبي*-الوسط التونسية: في سابقة تستحق منا كتونسيين وعرب ومسلمين كل الثناء والتقدير وبالغ الاحترام ,أعلن الأستاذ أحمد نجيب الشابي الامين العام للحزب الديمقراطي التقدمي أحد أبرز أحزاب المعارضة في تونس يوم الاثنين 11-12-2006 وفي مؤتمر صحفي “عدم الترشح للامانة العامة للحزب في اطار سنة التدوال”. القرار الذي أقدم عليه الأستاذ الشابي والذي أصفه بالشجاع والمسؤول والحكيم ,اضطرني الى الجلوس أمام الحاسوب في ساعة متأخرة من الليل برغم زحمة الاهتمامات وكثرة المسؤوليات والحاح بعض الطلبات وشعور عارم بالارهاق من أجل أن أخط سطور هذا المقال الذي أعتبر كتابته تعبيرة صادقة تجاه شعور بالأمل راودني في زمن استوى فيه وضع كثير من الحكومات مع كثير من المعارضات ,حيث بدى لي أن موضوع التداول على السلطة يعد خطا أحمر لايمكن الخوض فيه من قبل النخب الا باتجاه محور السلطات . موضوع التداول كثيرا ماكان مطلبا أساسيا في نضالات النخب المعارضة داخل تونس وخارجها ,اذ أنه من الثابت بمكان اجتماع فعاليات المجتمع المدني وربما كثير من الشرائح الجماهيرية على ضرورة تقييد الحاكم والمسؤول الأول في الدولة أو حتى من هو دونه في السلم التنفيذي على الالتزام بمقتضيات التداول والتجديد في الهرم السياسي الرسمي ,غير أن الحديث حول الزام قادة الأحزاب المعارضة أنفسهم بمثل هذا المطلب العقلاني والأخلاقي كثيرا ماكان يقابل أصحابه بموجات من التشكيك والاستخفاف والتدجين والاتهام الذي يصل الى حد العمالة للسلطة والتخوين…! قبل سنة ونصف من هذا التاريخ سبق لي أن طالبت الأستاذ راشد الغنوشي الرئيس الحالي لحركة النهضة التونسية بفتح المجال واسعا أمام قيادات شبابية مخضرمة من الجيل الثاني للحركة كي يتولوا مهمة قام عليها لسنوات طوال منذ أن أعلنت الحركة عن نفسها في المنتظم الحزبي والسياسي سنة 1981,غير أن الكثيرين من أنصار الشيخ الغنوشي كتبوا مرارا وتكرارا بأن الحركة شهدت تداولا على رئاستها في مرات عدة وبأن الادعاء باحتكار رئيسها الحالي لهذا المنصب عار عن الصحة ,غير أني وان كنت أشاطرهم الرأي بصحة ماذكروه من معطيات ,فانني مازلت مقتنعا بحكم الخبرة والتجربة داخل الحركة بأن نفوذه داخلها وعلى مدار عقود متتالية كان لايضاهيه الا نفوذ المشائخ عبد الفتاح مورو والحبيب اللوز والدكتور صالح كركر-شفاه الله- وبأن من تداولوا على مناصب قيادية عليا فيها كانوا بمثابة وزراء في حكومة هؤلاء القادة البارزين. ولعلني من باب الانصاف لا أنكر بأن رجالا من أمثال الصادق شورو وحمادي الجبالي وعلى العريض والدكتور المنصف بن سالم والد.احمد لبيض واخرين كانوا يحتلون مكانة معنوية عظيمة في صفوف مناضلي النهضة ,غير أن وزن المشائخ كان حقيقة يفوق معنويا وتعبويا ماعداه من أوزان ,حيث أن قادة التوجيه الروحي والتربوي من أمثال الشيخ مورو والشيخ مبروك الزرن-رحمه الله تعالى- والشيخ الزمزمي والشيخ عبد العزيز الوكيل والشيخ اللوز واخرين حملهم مناضلو الحركة صفة المشائخ ,كان لهم من القدرة والنفوذ الأدبي والمعنوي على مناضلي النهضة ماعجز ربما عن تحقيقه قادة التنظيم. اليوم وبعد أن مرت تجربة الاسلاميين التونسيين بكثير من الاخفاقات والتي يتقاسمون فيها المسؤولية وبنسب مختلفة مع السلطة في المقام الأول ومع المعارضة العلمانية واللائكية بدرجة ثانية ,وبعد أن مرت الحركة منذ تاريخ الاعلان عن تأسيسها قبل عقدين ونصف بأكثر من عقبة ومحنة ومواجهة أمنية أدت الى رحيل العشرات من أبنائها وسجن عشرات الالاف من مناضليها أو المتعاطفين معها ثم الى نفي قسري للمئات من شبابها,حان الأوان وبدون توجيه كلمات الاتهام والقدح لأي طرف فيها سواء ممن مازال رابضا بداخلها أو مقيما على حواشيها وأطرافها,حان الوقت لمراجعة شؤون القيادة وتشبيبها وابعادها عن منطق الشرعية التاريخية والرموز والأسماء الكبيرة,حيث أن الشرعية لاتقاس بمعايير منظمة التحرير الفلسطينية وانما بالكفاءة والأمانة وضرورة المراجعة الاستراتيجية على خلفية بناء جسور جديدة مع المعارضة والحكم وكل الفعاليات المجتمعية ,وعلى خلفية الكف عن سياسة التخوين للمخالفين في الرأي والتشكيك في اسلامهم أو اخلاصهم أو أمانتهم بمجرد العودة الى تونس أو ترتيب أوضاعهم الشخصية والعائلية أو طرح فكرة انهاء حالة القطيعة مع السلطة أو ضرورة مراجعة فكرة الخصومة السياسية مع الحزب الحاكم أو غيره من الهيئات الرسمية في الحكم. لانريد من الاخوان الأفاضل في حركة النهضة أن يقابلوا نقدنا الهادف والهادئ هذا والذي نقدمه من باب النصح بمقولة “يطلقها ويوريها دار أبوها”,حيث أن اخراج البلاد من محنتها السياسية يعد مسؤولية وطنية جماعية وأن الاهتمام بما الت أو ستؤول اليه الأمور داخل البيت الوطني يعد مسؤولية أخلاقية نتقاسمها معهم وذلك بحكم وفائنا لقيم الاسلام الوسطي والمعتدل وبحكم نضالنا معهم داخل نفس البيت طيلة عقدين متتاليين وبحكم حرصنا على تقديم المصلحة العليا للبلاد على منطق الخلافات السياسية ومنطق الانتصار للذات على حساب الخلق والمبادئ والوفاء لدماء الشهداء الأبرار ومن أفنوا زهرة شبابهم وراء القضبان. ان النهضة مطالبة اليوم أكثر من غيرها بالاقدام على خطوة موازية  لما أقدم عليه الأستاذ أحمد نجيب الشابي ,وذلك باعتزال الشيخ راشد الغنوشي لمهمة رئاسة الحركة وترك الفرصة سانحة لاخرين مع تفرغه في مثل هذا العمر المتقدم-مع رجائنا لله تعالى له بالعمر المديد- لمهمة التفكير والتوثيق والتأريخ لتجربة الحركة الاسلامية التونسية ونظيرتها العربية والاسلامية مع حرص على نقد التجربة بعيدا عن العواطف وفي كنف الهدوء وفي ظل رغبة حقيقية وموضوعية بالمراجعة والنصح للقادم من الأجيال. مثل هذه الخطوة الجريئة والشجاعة والتي ننتظرها من رئيس النهضة التونسية لابد أن تكون مقرونة بسن قانون داخلي بعدم جواز تولي منصب رئاسة النهضة أكثر من نيابتين أو ثلاثة ,مع الدخول في مرحلة مراجعة جذرية لطبيعة العلاقة بين الخطاب السياسي النسبي والخطاب السياسي الذي يمعن في توظيف الديني في اطار قراءات خاطئة جرت على البلاد والعباد كثيرا من الضيق والضنك والكبد ,وهو مايعني في تقديري احترام المرجعية الاسلامية أخلاقيا وفيما تواترت عليه النصوص القطعية من تشريعات ,غير أنه لابد من تفريغ أهل العلم الشرعي والتخصصات الفقهية الاسلامية للبت في القضايا الخلافية بين العلمانيين والاسلاميين بعيدا عن منطق الوصاية الحركية التي تحمل بعدا شموليا في وعاء للسياسي والدعوي والثقافي والاجتماعي والنقابي وغيره من المجالات. لا أريد في هذا الموضع أن أتحول الى قاضي للقضاة وانما هي النصيحة الأخوية أقدمها لهؤلاء الاخوان الذين نأمل فيهم مراجعة للعلاقة مع اخوانهم من الاسلاميين الذين تسربوا من الحركة على أرضية خلاف في الاجتهاد السياسي ,كما نأمل منهم مراجعة استراتيجية وفكرية لمفهوم علاقة المعارضة بالسلطة على أساس النصح والتعاون فيما هو ممكن ووارد وراجح والنقد والمعارضة فيما هو خطأ وانحراف ونقصان ,وليس على أساس علاقة المغالبة والاقصاء المتبادل من الطرفين وعلى أساس منطق فرعون وموسى ومعسكر محمد-ص-وقريش . لاشك أن قضايا الحجاب والحرية الدينية الشخصية والجماعية في اطار ماتكفله الدولة من حقوق دستورية لمواطنيها كما موضوعات الحريات الأساسية وحقوق الانسان, تعد قضايا خطيرة ساهمت في مباعدة الشقة بين النهضة والسلطة ,غير أنني مازلت أعتقد بأن المراهنة بعيدا على موضوع تحالف 18 أكتوبر سوف لن يكون على الأرجح في نهاياته الا مراهنة مصرية على حركة كفاية ,التي يبدو انها تبخرت مع فخ تصريحات الحجاب التي ألقى بها الوزير فاروق حسني. أقدر نضال الدكتور المرزوقي واخوانه المناضلين الأشاوس في المؤتمر من أجل الجمهورية ,كما نضال الرفاق في حزب العمال الشيوعي على أرضية الحريات ,ولاأغفل في هذا الاطار عن الاشادة بنضال اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل ونضال أبطال الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ونضال غيرهم داخل الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين والمجلس الوطني للحريات ونضال كل جنود الخفاء داخل الأحزاب الوطنية بما في ذلك مناضلي التيار الاصلاحي الحكومي والذي يعاني في صمت داخل أجهزة التجمع الدستوري الديمقراطي ,وأدعو كل هؤلاء الى التفكير مليا فيما أقدم عليه الأستاذ أحمد نجيب الشابي بل والى الاقتداء بهذا المسلك السياسي الوطني والشريف, الذي نريد منه مثالا يحتذى به داخل أحزابنا وهيئاتنا الوطنية ,وذلك من أجل رؤية تونس على مسار التداول والتناوب الحقيقي بعيدا عن منطق مطالبة السلطة بشيء وممارسة شيء اخر داخل الجسم المعارض . امل أن تكون هذه الخطوة التاريخية للاستاذ الشابي الرئيس الحالي للحزب الديمقراطي التقدمي,منعرجا مركزيا في حياتنا الوطنية ومقدمة لتغيير سياسي هادئ تشهده كل الأحزاب والتيارات والجمعيات الأهلية التونسية وذلك في انتظار أن تتهيأ البلاد لاستحقاقات سياسية كبرى قادمة لامحالة بمشيئة الله. *كاتب وباحث في قضايا السياسة والاعلام ومدير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de  

(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 12 ديسمبر 2006)


الاستاذ أحمد الكحلاوي في حوار مع أقلام أون لاين:

 العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر

 
أجرى الحوار: أحمد قعلول  أكد الأستاذ أحمد الكحلاوي في حواره الذي خص به مجلة “أقلام أون لاين” أن كلا من العروبة والإسلام عقيدة وعمل وأنه لا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر، وبين أن حركات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان قد أدركت الأمر وهي تخوض معاركها على أسس واضحة معتبرة أن المسائل الدينية يتم الدفاع عنها في مناهج التعليم وبرامج الثقافة وفي القوانين والدستور. وبين الاستاذ الكحلاوي الشخصية القومية البارزة في تونس والمناضل المعروف في مجال الدفاع عن القضايا القومية في فلسطين والعراق أن التيارين العروبي والإسلامي يشتركان في العديد من المنطلقات والأهداف وأن جل الخلافات التي وقعت بينهما سببها العديد من الاختراقات الفكرية التي شككت في الكثير من المبادئ والأسس. وأكد الأستاذ الكحلاوي أن الصراعي الايديولوجي لم يخدم المصالح الوطنية للأمة خاصة وأنه بلغ حدود الاحتراب والفتنة وأصبح يمنع التركيز على إنجاز المهام الملحة للأمة. ودعا إلى ترك ذلك الصراع والاستعاضة عنه بالحوار والتفكير الإيجابي بما يقلص مسافات الاختلاف ويوسع مساحات التوافق. ولن يتحقق ذلك إلا عبر عملية تراكمية تتأثر بالأحداث وتؤثر فيها، فالممارسة الميدانية ترتقي بالأفكار وتعدل المفاهيم إلى ما هو أعلى وأنفع للأمة والإنسانية. والأستاذ أحمد الكحلاوي قيادي نقابي سابق ومناضل قومي. كان من أبرز رموز مرحلة كاملة من النضال النقابي والسياسي طيلة مرحلة السبعينات والثمانينات قائدا لواحدة من أهم نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل: نقابة التعليم الثانوي. تعرض الأستاذ الكحلاوي للاعتقال والتجريد من الصفة النقابية في أكثر من مناسبة في إطار الصراع من أجل استقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل وفي إطار الدفاع عن القضايا القومية ومناهضة التطبيع. ترأس وشارك بنشاط في هيئات تونسية مختلفة للدفاع عن العراق وفلسطين وهو عضو في المؤتمر القومي العربي، ورئيس “لجنة مقاومة التطبيع”. وفي ما يلي نص الحوار:

أقلام أون لاين: كيف تعرف التيار القومي وكيف تعرف التيار الإسلامي؟
تعود نشأة التيارين القومي والإسلامي خلال العصر الحديث اإلى أصل مشترك ومرجعية عربية وإسلامية واحدة. كان ذلك منذ بدايات القرن التاسع عشر على أيدي بعض القوميين العرب والمسلمين الذين بادروا كل من جهته بمطالبة السلطنة العثمانية ببعض الإصلاحات التي تضمن للعرب الحفاظ على خصوصياتهم القومية والتمسك بتراثهم ومنحهم حق  تعلم لغتهم العربية والعمل بها في الإدارة وفي غير ذلك من المعاملات الأخرى، وحقهم في الالتحاق بالوظائف المحلية. كما طالبوا بإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في الولايات العربية الخاضعة للسلطنة. وقد تزامن ذلك مع تصاعد الصراع بين الدول الاستعمارية الشيء الذي أثار خشية العرب من تغلغل الاستعمار الأوروبي في بلدانهم خاصة بعد غزوة نابليون لمصر زاعما تحريرها من سلطة المماليك وحماية الإسلام فيها وإعلانه شق قناة السويس وغزوه لسورية وكذلك احتلال الجزائر بدعوى نشر الحضارة والمدنية فيها وعدم تدخل السلطنة للدفاع عنها باعتبارها ولاية عثمانية. وتمت المطالبة بالإصلاحات في البداية دون الطعن بسلطة الباب العالي. وفي تلك الظروف بدأت تظهر يقظة عربية وشعور قومي تجسد بعمليات اتصال وتنسيق بين مجاهدين عرب مصريين وسوريين وحجازيين ومغاربة أثمرت مقاومات أهلية لذلك الاستعمار المباشر خلدتها وقائع مشهورة في مصر وبلاد الشام. وإن استجابت السلطنة ونفذت بعض الإصلاحات إلا أن هذه الأخيرة لم تمنع استمرار انشغال العرب بما كان يتهددهم من احتلال. وقد شهدت بلاد العرب منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر بداية نهضة فكرية ودينية وثقافية وانتشرت المدارس ودور الطباعة والنشر وتعددت الجمعيات الأدبية والعلمية والثقافية. ونتج عن ذلك قيام سجالات بين علماء ومفكرين وأدباء وسياسيين تناولت قراءات مختلة للوضع العربي والإسلامي وما كان قائما من قضايا وسبل حلها. ونظم عدد من القوميين العرب أول مؤتمر لهم في باريس سنة 1913 كما برزت عدة نزعات دينية وإصلاحية وقومية واجتماعية عملت على تعزيز الرابطة القومية دون أن تتخلى عن الرابطة الإسلامية، ونشرت التراث العربي والإسلامي، وعملت على توعية الجماهير العربية بما كان مطروحا من قضايا ومطلوبا من حلول وغير ذلك. وقد برز في قيادة ذلك الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي والفكري رواد من أمثال عبد الرحمان الكواكبي ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعبد العزيز الثعالبي وناصيف اليازجي وقاسم أمين والطاهر الحداد وساطع الحصري ونجيب عازوري وبطرس البستاني وغيرهم كثير. وأسس هؤلاء الجمعيات الفكرية والسياسية التي بدأت تطرح علانية أفكارها السياسية وتطالب باستقلال البلاد العربية عن السلطنة العثمانية. إن ذلك الزخم الكبير من المكاسب المتراكمة والإنتاجات المختلفة والأعمال الجليلة التي حل على رأسها الجهاد ضد الاستعمار والصهيونية الذي انطلق منذ الثلث الأول للقرن 19 كما حدث في الجزائر سيمثل بالنسبة لأجيال حركة التحرير العربية طيلة النصف الأول من القرن العشرين مصدرا للإلهام وأرضية للكفاح التحرري العربي الذي رغم كونه لم يستكمل إنجاز مهامه التاريخية المتمثلة في التحرير والوحدة فإنه نجح في تصفية الاحتلال الأوروبي المباشر خلال فترة الأربعينات والخمسينات، ذلك الاستعمار الذي كان من بين أهدافه تحطيم جميع محاولات إنشاء دولة عربية حديثة تكون في قلب الشرق الإسلامي وتقع على تخوم أوروبا. لذلك بادر الإنجليز منذ 1664 بإصدار نداء بإنشاء دولة لليهود على أرض العرب في فلسطين وأصدروا بشأنها “وعد بلفور” سنة 1917 وهيأوا لتنفيذها خطة “سايكس- بيكو” لتفتيت بلاد العرب وإضعاف الأمة وطرد الفلسطينيين من بلدهم وتشريدهم وجلب اليهود من بلاد الخزر ومن روسيا وأوروبا والولايات الأمريكية ليحلوا محلهم ويرتكبوا بذلك جريمة العصر باغتصاب فلسطين واستيطانها بالحديد والنار ومنع قيام الدولة العربية. جاء في تقرير لجنة كامبل بنرمان الإنجليزي منذ مطلع القرن العشرين ما يلي: إن الخطر على كيان الإمبراطوريات الاستعمارية يكمن بالدرجة الأولى في هذه المنطقة ـ يقصد المنطقة العربية ـ وذلك في تحررها وفي تثقيف شعبها وفي تطورها وتوحيد اتجاهات سكانها وفي تجميعها واتحادها حول عقيدة واحدة وهدف واحد. فعلى كافة الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار وضع هذه المنطقة مجزأة ومتأخرة وعلى إبقاء شعبها على ما هو عليه من التفكك والجهل والتناحر. وقد أوصى التقرير كوسيلة لدرء الخطر بضرورة أن تعمل تلك “الدول ذات المصالح المشتركة” على فصل الجزء العربي الإفريقي عن الجزء العربي الآسيوي واقترح إقامة حاجز بشري قوي وغريب عن المنطقة على هذا الجسر بحيث تكون في هذه المنطقة على مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة الأصليين.. ثم قاموا بزرع  الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بقوة الحديد والنار. وهذا ما أكد عليه الرئيس الأمريكي أيزنهاور سنة1951 بعد قيام الكيان الصهيوني سنة 1948 بقوله “ليس هناك في ما يتعلق بالقيمة الخالصة للأرض منطقة في العالم أكثر أهمية إستراتيجية من الشرق الأوسط..” فرأينا انتشارا واسعا للقواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربية. إن العروبة هي روابط تاريخية قومية ودينية ولغوية وثقافية ويشكل الإسلام جوهر الانتماء القومي وقد عاشت العروبة في التحام أبدي مع الإسلام باستثناء فترة الاستعمار الحديث ولقد وحد الإسلام بين القبائل العربية في المشرق والمغرب التي كانت تجمعها روابط اللغة والحضارة القديمة وشكل دولة عربية مسلمة امتدت من جبال الهملايا إلى جبال البيريني وأنجزت في غضون ثمانين سنة ما قضت حضارة الغرب الرومانية والإغريقية ثمانمائة سنة لتحقيقه. وقد انتشرت حضارة العرب المسلمين عدلا وحرية وأنوار معارف وعلوم في أوروبا التي كانت وقتها غارقة في غياهب الجهل والتخلف والوحشية واليوم يبدو أن قدر أمة رسالة الإسلام الخالدة أن تعود بقيادة التيار القومي الإسلامي لتتحمل مسؤولية وقف هذا الدمار الإمبريالي والطاعون الصهيوني الذي يهدد العرب وأمم العالم قاطبة في وجودها وفي مستقبلها. أقلام أون لاين: ما هي من حيث الجانب النظري أولا ثم الواقعي نقاط الالتقاء بين التيارين ونقاط الاختلاف؟ يلتقي التياران في الدعوة للوحدة وحماية الإسلام وأهله ودياره  من رجس الاستعمار والصهيونية وأداء فريضة الجهاد لتحقيق ذلك الهدف باعتباره واجبا دينيا وقوميا. ولئن ركز الفكر القومي العربي في دعوته للوحدة العربية على مفهوم الهوية العربية للأمة العربية والانطلاق من أن العرب في جميع أقطارهم يتماثلون في اللغة والثقافة والتاريخ ونمط الحياة ويشتركون في المصالح ويجمعهم نفس المصير، فإن التيار الإسلامي اعتمد في مجمله في الدعوة للأمة الإسلامية على مفهوم الهوية القائمة على العقيدة الإسلامية فهو يرى أن عامل الدين كاف لقيام وحدة إسلامية. نرى إذا أن كلا من الطرفين يؤمن بالوحدة ويطالب بها ويعمل على تحقيقها. ولكن الواقع يكشف أن قوى الإمبريالية في العالم تمنع الوحدة بالاحتلال وبالقوة العسكرية الغاشمة لأرض العرب وتنكل بهم وتدوس على مقدساتهم وهم الذين انتشرت بواسطتهم الدعوة الإسلامية وقامت على سواعدهم الدولة الإسلامية التي حكمت العالم بقيم العدل والحرية وبفضائل العلوم والفنون والمعارف لأكثر من ثمانية قرون. فلماذا اختلف التياران وتصارعا واستمرا لعقود طويلة في تجاهل الواقع الميداني؟  ومن استفاد من وقوعهما في تلك الخطيئة في حين ينطلق كلاهما من نفس المنطلقات وينهل من المنبع نفسه؟ من المؤكد أن أحد الأسباب في ذلك يعود لدسائس المعتدين ممن سكنت عقولهم وقلوبهم الأحقاد والأطماع  وقد وجدوا لهم أتباعا أعمت بصائرهم المواقع والمنافع. ولكن من المؤكد أيضا أن انحرافات سببتها صراعات ايديولوجية إلى جانب عدم الالتزام بالضوابط الوطنية وبالقيم العربية الإسلامية الأصيلة وقفت هي الأخرى خلف خطيئتهما المشتركة التي دفعت الأمة بسببها ثمنا باهضا لا يقاس بكنوز الدنيا. لقد استوعبت حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في فلسطين الوضع جيدا وقررتا الالتزام  بنهج وطني قومي وإسلامي يتمثل في خوض الجهاد من أجل تحرير الأرض والإنسان من عبودية الاحتلال والاستيطان اليهودي الصهيوني لفلسطين وأن المسائل الدينية يتم الدفاع عنها في مناهج التعليم وبرامج الثقافة وفي القوانين والدستور. وقد استوعب  مجاهدو العراق ولبنان الدرس نفسه  وسلكوا نهج مقاومة لا شيعي ولا سني بل وطني.   التياران يؤمنان بالتحرير وبالوحدة وليس أمامهما إلا أن يعملا سوية لقيادة الأمة نحو تحقيق تلك الواجبات المقدسة وهما يتحملان المسؤولية أمام الله وأمام أمة تصحو من جديد ويعلن شبابها كل يوم استنفارهم الوطني للدفاع عن عروبتهم وعن إسلامهم في وجه الاعتداءات الأمريكية والصهيونية. أقلام أون لاين: هل ترون أن الخلافات التي حكمت العلاقة التاريخية بين هذين التيارين ذات أبعاد إيديولوجية أم سياسية ظرفية يمكن أن تحكم تيارات ذات خلفية عقائدية واحدة؟ لقد أصر أعداؤنا على دق أسافين بيننا وكانوا مصدر خلافاتنا التي كانت إيديولوجية بالأساس والتي كانت لها بالطبع تبعات سياسية وكانوا من يصب الزيت ليغذيها. إنهم يعرفون السر في صمود الأمة ومكمن قوتها لذلك جندوا كل قواتهم للفصل بين ركني العروبة والإسلام – الساريتين اللتين يقوم عليهما بناء الأمة – وحاولوا ضرب العروبة بالإسلام وضرب الإسلام بالعروبة ثم شنوا حملة لاستئصال عناصر الهوية القومية صاحبتها حملات تسيء للإسلام ولنبيه ورموزه ولأهله وساعدهم على ذلك ماكان قائما من تباينات بين العروبيين والإسلاميين، وهي كلها خلافات مصطنعة وغير أصيلة ولا علاقة لها بالحياة الخاصة للعرب والمسلمين ولا تخدم قضاياهم وتلحق الضرر بمصيرهم. إن كلا من العروبة والإسلام عقيدة وعمل ولا يمكن لأحدهما تحقيق النصر بدون الآخر. وبالنظر إلى كل الثورات والحروب التي نشبت في التاريخ البشري نرى أنها تمت باتحاد القوميات والعقائد وتحت راياتهما، وإن ما تورط فيه التياران من صراعات  إيديولوجية  أضر بالعلاقة التاريخية التي جمعت بينهما وانعكس وبالا على الأمة. لقد لعبت الاختراقات في مجالات الثقافة والفكر وفي ميادين الإيديولوجيا السياسة وخاصة منذ أعمال المستشرقين والمدارس التقدمية المزعومة أدوارا خبيثة أثارت الشك فيما كان يعد يقينا وثوابت وتسببت في صراعات مدمرة عبر دس السم في الدسم كطرح متاهة هل الإسلام قلب العروبة أم العروبة قلب الإسلام؟ أو ما روج له على أيدي من يقدمون على أنهم أقطاب في علوم السياسة ومنتسبون لأعتى المكاتب الدراسية في أمريكا والعالم من أن الإسلام والديمقراطية طرفان لا يلتقيان اللهم إلا إذا كان اللقاء  يتم على قاعدة المشاريع الأمريكية وغير ذلك من المزاعم الصهيونية التي تقول بعدم إمكانية إنجاز إصلاحات سياسية في بلاد العرب والمسلمين إلا من خلال إصلاح مزعوم للإسلام، نرى اليوم عينات منه وحملات تقوم على التمييز وتدنيس القرآن والإساءة للرسول الكريم وحرق المساجد وغلق المدارس ومطاردة المسلمين في أوروبا وأمريكا. ونسمع تصريحات عنصرية حول الإسلام ورسوله الأكرم كالتي صدرت عن الحبر الأكبر وهلم جرا؟ أو ما كان يثار حول أن التيار القومي تيار علماني يعادي الدين في السياسة والمجتمع أو يجب أن يكون كذلك إمعانا في التشويه، وهذا لا يشفع  لجيوب في هذا التيار ومناهضين له يصرون على أن العلمانية هي الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الدولة القومية ما يستدعي فصل الدين عن الدولة وكأن العرب وتياراتهم المختلفة ملزمون باستيرد النموذج الغربي والعمل به بدل إحياء دينهم وتجديد ثقافتهم ودعم لغتهم واستكمال بناء وجودهم. لقد وجد داخل المجتمع العربي ذي المكونات المختلفة خاصة في ذروة  قوة الاتحاد السوفيتي وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العلاقات الدولية من كان يعتبر الإسلام – الرسالة المحمدية الخالدة ـ “دينا كهنوتيا” و”مقدسا قديما” لاعلاقة له بالعصر وبالحياة الدنيا للأمة وبأنه على التيار القومي أن يتخلى عن العقيدة الدينية للأمة وأن يكون “عصريا” ويتماثل مع النمط القومي الغربي وناقلا لأساساته الفكرية والثقافية وقيمه وحتى لنمط عيشه. وفي المقابل وعلى خلفية من الصراعات الأيديولوجية والسياسية جاء من في التيار الإسلامي يزعم أن الغرب الاستعماري زرع القومية لتدمير الإسلام بدل القول أن ذلك الغرب عمل ومازال على ضرب هذا بذاك وراح عدد من هؤلاء يركزون جهودهم لمناهضة من كان حريا بهم دعمه والمشاركة في جهوده. ولكن ليس كل ما تقدم من صراعات كان بسبب التأثيرات الأجنبية وحسب، بل إنه كان أيضا بسبب أجندات محلية لم تكن تر في مهام مقاومة الاحتلال والصهيونية واستكمال التحرير أولوية تتقدم الطموحات الداخلية كما حدث مع عبد الناصر مثلا وكما يحدث اليوم من خلال تعطيل حركة حماس بدعاوى الواقعية السياسية المزعومة أو ما يسمى بالشرعية الدولية الكاذبة وما يصاحب ذلك من دعوات باطلة تطالب بعدم عسكرة المقاومة أو سحب سلاحها وكأن الأعداء قد توقفوا عن الاحتلال أو نزعوا أسلحتهم. إن القول بأن الصراع الأيديولوجي لم يخدم المصالح الوطنية للأمة وبلغ حدود الاحتراب والفتنة وأصبح يمنع التركيز على إنجاز المهام الملحة للأمة هو قول صحيح يستوجب ترك ذلك الصراع والاستعاضة عنه بالحوار والتفكير الإيجابي بما يقلص مسافات الاختلاف ويوسع مساحات التوافق. ويتحقق ذلك من خلال عملية تراكمية تتأثر بالأحداث وتؤثر فيها، وتلعب الممارسة الميدانية دور الارتقاء بالأفكار وتعديل المفاهيم إلى ما هو أعلى وأنفع للأمة والإنسانية.  
  أقلام أون لاين: عرفت العلاقة بين التيار القومي والإسلامي مراحل من التوتر ثم مساعي لتوحيد الجهود ما هي رؤيتكم لهذا المسار من حيث أسباب الخلاف التي حكمته ثم مساعي التعاون والتنسيق وكيف تقيمونه؟
كانت أسباب الخلاف القومي الإسلامي كما ذكرنا إيديولوجية وسياسية وتتعلق في أحد أهم وجوهها بسلم الأولويات الوطنية والقومية لدى الطرفين والتي نعتقد أنه يقع على رأس تلك الأولويات قضايا النفير العام والتعبئة الشعبية العربية بهدف تحرير الأرض المغتصبة في فلسطين وفي العراق وفي لبنان وتحرير الإنسان العربي من عبودية الاحتلال والهيمنة الإمبريالية والصهيونية على أن يتم التطرق في المستوى القطري إلى المسائل الداخلية وفي مقدمتها الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية والثقافة الوطنية وتفعيل  دور القطر في الدفاع عن الأمن القومي العربي ومناهضة الصهـيونية وكل ما يتعلق بسلطة الحكم المحلية وتوجيهها بما يخدم شؤون المجتمع ومسائل التنمية ويدعم المشاركة في مقاومة الاحتلال ولا يعطلها ويتم ذلك في مناخ من المواطنة يمتن الوحدة الوطنية ويدعم التكافل الاجتماعي ويلبي حاجات الناس الضرورية ويخدم الكفاح القومي ويعزز التضامن العربي – الإسلامي والإنساني أفقيا وعموديا وفي كل المستويات.  لقد استدعى الأمر نزع الألغام وتطلب أن تستمر المساعي الجارية منذ بعض الوقت  لتوحيد الجهود بين التيارين. ومعلوم أن حدوث مجرد لقاء بين التيارين كان يثير فزع الدوائر الإمبريالية التي تكن العداء نفسه لكليهما، ويدخل الارتباك على الحملة العنصرية التي شنوها على القومية العربية وضد الإسلام بدعوى محاربة الاستبداد والتطرف والأصولية الإسلامية. وهي في الحقيقة حملة تستهدف الأمة في وجودها وفي هويتها التي أصبحت مهددة بالاستئصال وتريد زعزعة إيمانها وثقتها بنفسها وإضعاف قدرتها على الصمود وإنهاء مقاومتها وتفكيك أوصالها وتأبيد احتلال أرضها ونهب ثرواتها ومصادرة مستقبلها. لقد جمعت عدة لقاءات ممثلين عن التيارين في ندوات ومؤتمرات عديدة اتفقوا خلالها على حتمية وقف صراعات الماضي وإنهاء عقود من النفي المتبادل لبعضهما البعض وتحقيق مصالحة تاريخية تحشد القوى وتتصدى للأخطار المحدقة بالجميع وتساعد على البحث عن سبل القوة وبناء المصير الواحد وتعبئة كل القوى بما يكفل تعديل موازين القوى لصالح الصمود والمقاومة. كما تطلع الجميع خلال تلك الندوات والمؤتمرات إلى أن يكون العمل بين التيارين ليس مجرد تحالف تكتيكي ومؤقت بل انخراطا واعيا في مشروع إستراتيجي طويل المدى، مشروع لبناء المستقبل وليس مجرد خط دفاع مرحلي في وجه التحديات الراهنة. كما تناولت اللقاءات أهمية اعتماد الفهم والتفاهم وتوخي الشراكة بينهما وتشكيل جبهة تجمع التيارين وأن يرى كل منهما في الآخر نصيرا له، والتفتح على قوى العدل والحرية المناهضة للعدوان والإمبريالية في العالم.
أقلام أون لاين: ما هي آفاق التعاون بين التيارين القومي والإسلامي حسب تصوركم؟
سأبدأ بالقول إنه إذا كان أبناء الأمة يشتركون في الانتماء والهوية والمصير فإنهم بالضرورة شركاء في الصمود والمقاومة وفي الدفاع عن الأرض والإنسان العربيين وليسوا ولا يجب أن يكونوا مجرد متعاونين. أما عن أصل سؤالك فإنني أقول بأنها الصحوة الإسلامية الكبرى التي شملت ملايين العرب والمسلمين الذين  قرروا الوقوف معا في وجه تصعيد الحملة الأمريكية الصهيونية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية واستئصال كافة منابع القوة في الأمة بحرب التدمير والإبادة العسكرية وبحرب العقول والأفكار وإلحاق الهزيمة بالإسلام وإلحاق المنطقة العربية بعد إنهاكها وتفكيكها بالنظام الإمبراطوري الإمبريالي. لقد شهدت السنة الفاصلة بين 1987 و1988 انقلابا في الأوضاع العالمية خاصة بعد انهيار منظومة ااإتحاد السوفياتي وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية النصر وقيام العصر الأمريكي الجديد. لكنها كانت أيضا مفصلا تاريخيا لمرحلة جديدة كان الوطنيون العرب يتحسبون لها، فهي السنة التي كانت إيذانا بتجاوز صراعات كانت تعطل الكفاح الوطني والقومي والسنة التي توحد خلالها الفلسطينيون ضد الاحتلال وانطلقت أثناءها انتفاضة الحجارة. وهي أيضا السنة التي شهدت توقف الحرب الإيرانية – العراقية وانعطف خلالها العراق بكل قوته وبالكامل نحو فلسطين لأن مصيرنا من مصيرها، فإن هلكت هلكنا وإن نجت نجونا. إن آفاق ما سميته في سؤالك بـ”التعاون” يؤكده هذا الذي أنجزته المقاومة الإسلامية الباسلة في لبنان خلال طردها للاحتلال الصهيوني في الجنوب سنة 2000 وتصدي مجاهدي “حزب الله” للعدوان الإسرائيلي وما أحرزوه من انتصار”إستراتيجي وتاريخي” خلال تلك الملحمة التي أذلت الجيش الذي كان يقال عنه إنه الجيش الذي لايهزم، معربة عن أن الموقف العربي والوضع بين الأمة وعدوها الأمريكي الصهيوني أصبح مختلفا عما كان عليه قبل 12 تموز 2006 ما يعني أن عصرا جديدا من المقاومة قد حل. وقد مثل ذلك الصمود مناسبة فرز للقوى عززت صفوف المقاومة وعزلت المناوئين وفضحت دعاة الاستسلام اللذين تحركوا في وقت كانت فيه المقاومة في أوج صمودها وفي وقت كانت فيه الأمة في حاجة الى كل قوتها وهي تخوض حرب الوجود والمصير. كما أن آفاق “التعاون” بين التيارين تؤكده تجربة المقاومة الوطنية والإسلامية الباسلة في فلسطين وفي العراق وتعاظم التضحيات وظهور أجيال جديدة من المجاهدين الاستشهاديين شديدو الإخلاص لربهم ولأمتهم، وهم الذين سطروا خلال الانتفاضة الأولى والثانية في فلسطين أروع البطولات وحولوا فلسطين بالفعل إلى مقبرة للغزاة الصهاينة، وكذلك الأمر بالنسبة لمجاهدي العراق، الأبطال الذين أتوا إعجازا تاريخيا عندما حطموا بجهادهم أسطورة الجيش الأمريكي الأعظم  في العالم وأجبروا وزير الحرب الأمريكي على الاعتراف بأن “القوة العسكرية لن تحقق ما سماه النصر في العراق” مخالفا بذلك الأحلام المريضة لسادة البيت الأبيض، وهذا رغم مرورثلاث سنوات ونصف السنة من العدوان والإبادة والتدمير. ومنعوا المعتدين الأمريكان من تنفيذ برنامجهم المعادي للمنطقة العربية وما جاورها ما جعل الأزمة ترتد في الداخل الأمريكي-البريطاني وفي داخل الكيان الصهيوني. ولعل ما يثلج القلب كذلك هذه العودة القوية لأبطال المقاومة الأفغانية. التي تواجه قوات “الناتو” ذراع الاستعمار والصهيونية في العالم وتلحق بقواته أفدح الخسائر. ألا يدعو هذا الزخم العظيم من البسالة والتضحيات وتسابق أبناء الأمة من كل حدب وصوب نحو الشهادة ليس إلى التعاون فقط بل إلى المشاركة بالنفس والنفيس والتصدي بالقوة وبالسياسة وبالثقافة وبكل ما تملك الأمة من إيمان وإمكانيات وإعلان النفير العام لإلحاق الهزيمة بالعدو والوقوف في وجه مشاريعه الهدامة والانتصار للعروبة والإسلام؟ أليس الإسلام قوة للعروبة والقومية العربية إحياء للإسلام؟ 
  أقلام أون لاين: تواجه الأمة العربية مجموعة من التحديات أهمها ما تطرحه القوى الدولية من خطط على المنطقة وبرامج ربما تؤدي إلى إعادة تقسيمها وهيكلتها في كيانات سياسية وقومية جديدة، في سياق هذه التحديات أي مجال بقي للحديث عن مشاريع قومية أو إسلامية؟
بالعكس من ذلك تماما، فإن الأمة لن تتمكن من مواجهة ذلك التهديد وتلك التحديات إلا بمزيد التمترس خلف عروبتها وإسلامها والإستقواء على أعدائها بما تزخر به حضارتها من قوة ومناعة وحيوية وما يلزمها به دينها من فريضة الدفاع عن نفسها وما أمرها به من جهاد وتضحية وأن تعد لذلك ما استطاعت من قوة وبأس. وكما نجحت الأمة في إلحاق الهزيمة بمملكة القدس الصليبية فإنها ستتمكن من إلحاق الهزيمة بكيان الاستيطان الصهيوني في فلسطين وبالاحتلال الأمريكي في العراق. والدليل على ذلك هذا الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان بعدما أطردت من جنوبه قوات الاحتلال الصهيونية المدعومة بالترسانة الضخمة لقوى الاستعمار في العالم. والدليل الآخر يؤكده فشل الغزو الأمريكي في العراق وسقوط  خططه التي وضعها ليستعبد بواسطتها المنطقة. والدليل الأشد تعبيرا عن تصميم الأمة على الصمود والمقاومة ما يتميز به شعب فلسطين من صمود أسطوري وتضحية منقطعة النظير في مواجهة عصابات ذات ثقافة وعقيدة دموية وعنصرية. لقد أسقطت المقاومة ومازالت تسقط مشاريع الفتنة الأهلية المبرمج تعميمها في كل مدننا وقرانا من طرف غرف الظلام والعدوان الأمريكية. فيما مضى روجوا للقوميات القطرية كالفرعونية والأمازيغية والزنجية وغيرها ولكنهم فشلوا وسقطت رهاناتهم. وهم يروجون الآن لنزعات وهويات طائفية كالمارونية والشيعية والسنية والدرزية، كتصنيفهم لإسلام معتدل وآخر متطرف، ولكن مشاريعهم التقسيمية وخرائطهم الدموية لن تمر مهما فعلوا لأن العروبة المجاهدة أبقى وأقوى من خططهم ومن مؤامراتهم
أقلام أون لاين: تعرف الأمة العربية والاسلامية خلال هذه السنوات نموا واتساعا لثقافة المقاومة أكان ذلك من خلال النموذج الفلسطيني أو العراقي أو اللبناني، هل تمثل هذه الساحات مجالا للتعبير عن وحدة المشروع القومي والإسلامي؟
إن فلسطين والعراق ولبنان هي أقطار عربية ومسلمة والمقاومة الدائرة على أرضها يخوضها عرب مسلمون تحت راية الله أكبر راية الإسلام والعروبة. إن نموذج المقاومة في كل من فلسطين والعراق وفي لبنان يعبر عن إرادة الأمة وعما تطمح إليه من استقلال ووحدة وحرية. وهذه المقاومة الباسلة تعبر عن عنفوان الأمة، وتمثل عنوانا للمشروع القومي والإسلامي، وتبرز روح الصمود والممانعة التي تسكن الأمة، وهي  تمثل الأسلوب الوحيد للتخلص من نير الاحتلال ومن مظالمه. وتمثل ساحات فلسطين والعراق ولبنان مجال التعبير المركز على امتلاك الأمة لمشروع قومي إسلامي يوحدها في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني، وأن الأمة تلتحم بالمقاومة وتعمل من أجل انتصارها. والمطلوب اليوم بذل كل الجهد لإسناد المجاهدين ودعم الصمود الشعبي وتمتين الموقف السياسي للمقاومة ومنع تشويه إنجازاتها أو سرقة تضحيات الأمة والمجاهدين أو تحويلها إلى مجرد ورقة في هذه اليد أوغيرها. إن تلك الساحات المخضبة بدماء الشهداء تمثل الساحات الرئيسية لجهاد الأمة المعبر عن إصرارها على نشر المزيد من ثقافة الصمود والمقاومة وروح البذل والتضحية في صفوف أبنائها حتى تحقيق طموحها المشروع في بناء دولتها القومية الإسلامية المستقلة.
أقلام أون لاين: هل يمكن توسيع مجال المقاومة من الساحات التي تواجه فيها الأمة عدوا خارجيا مباشرا الى ساحات الصراع والنضال السياسي الداخلي، وكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟
إن طبيعة المرحلة التي تمر بها الأمة وهي تخوض رحلة استكمال تحررها وتحقيق نهضتها، مرحلة تتميز بتصاعد المقاومة العربية الهادفة للتخلص من الاحتلال وتوابعه. وتستوجب من الجميع الاتفاق على أسس ومنطلقات ما سميته في سؤالك بـ”التعاون” بين التيارين، وتحديد أهداف المرحلة، والاتفاق على صيغ المشاركة في فعاليات المقاومة والتحرير، ووضع سلم أولويات ينطلق من أن فلسطين والعراق ولبنان تمثل الساحات الرئيسية في الكفاح القومي الإسلامي، وإعلان الاتزام الكامل بما تتطلبه تلك الساحات من ضرورات، ووضع دستور أو ميثاق للعمل القومي الإسلامي تلتزم بموجبه كافة أطرافه وهي تواجه المعتدين بالعمل سوية على توخي الوحدة بدل الصراع واعتماد الحوار في معالجة ما تفرزه ساحات الكفاح والعمل العربية من قضايا وإشكاليات. فالتناقضات التي تنشأ بين إخوة السلاح تحل بالتي هي أحسن أي بالهداية كما كان شأن الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه. أما على المستوى القطري فيتوجب الدفاع بكل حزم عن الهوية العربية الإسلامية للقطر في مناهج التعليم وفي برامج الثقافة وفي وسائط الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وتعزيز حرية الإبداع وثقافة التضامن والمشاركة والدفاع عن سياسة المصالحة الوطنية. كما يتوجب التصدي لكافة أشكال التطبيع مع العدو ومناهضة الصهيونية وتنفيذ حملات مقاطعة البضائع ذات المنشأ الصهيوني ونشر ثقافة الصمود والمقاومة وتوسيع جبهة مناهضة الإمبريالية والصهيونية وحق الانخراط في المقاومة وتأسيس المنابر وتشكيل الهيئات الداعمة لذلك والتصدي للاختراقات الأجنبية أيا كان شكلها أو العنوان الذي تتستر به.
 
(المصدر: مجلة  أقلام أون لاين العدد التاسع عشر السنة الخامسة/ نوفمبر – ديسمبر   2006)
 


 

هشام جعيط يقدّم كتابه الجديد عن السيرة النبويّة

الامين محمد احتضن مدرج ابن خلدون بكلية 9 أفريل بتونس يوم 29 نوفمبر 2006 محاضرة قدم فيها الأستاذ هشام جعيط كتابه الجديد عن تاريخ الدعوة النبوية في إطار أبحاث في السيرة النبوية. وهو الجزء الثاني من مشروع ابتدأه بكتاب عن الوحي والنبوّة. وكانت المحاضرة مناسبة لعرض الجزء الأوّل من كتابه الجديد “تاريخية الدعوة النبويّة في مكة” سيتلوه لقاء آخر يوم 13 ديسمبر لعرض الجزء الثاني عن “تاريخية الدعوة النبويّة في المدينة”. إشكالية النصّ القرآني لاحظ المحاضر أنّ بعض الأحداث التي تعرضها كتب السيرة تتناقض مع المنطق التاريخي وذلك للتفاوت بين زمن الأحداث وزمن التداول. واعتبر في هذا السياق أنّ النص القرآني وثيقة يمكن اعتمادها من قبل المؤرخ لمحايثة سيرة الرسول. وقال في هذا الشأن: ” نحن محظوظون لوجود هذا النص الذي يمكن أن يلجأ إليه المؤرخ كمصدر تاريخي مهمّ يثبّت الوقائع. لكنّه اعتبر في نفس الوقت أنّ قراءة المؤمن لا زمنيّة وأنّ المؤرّخ مطالب بمقاربة موضوعية. واعتبر أنّه لا قيمة لما يحيل عليه بعض الباحثين من وجود نصوص قرآنية موازية “المصاحف الضائعة” مثل مصحف صنعاء (الذي يشتغل على تحقيقه فريق بحث تونسي بإشراف المنصف عبد الجليل وعبد المجيد الشرفي ورجاء بن سلامة ). واعتبر أن لا قيمة علمية لذلك وأنّ الدراسات النقدية في هذا الشأن “من باب السخافة” إذ لم يثبت وجود مسافة زمنية بين النطق بالقرآن وتدوينه كما لم يثبت أنّ القرآن تعرض لتبديل أو تغيير على مستوى نصوصه أثناء تدوينه أو جمعه. كما أشار إلى أنّ منطق القرآن ومعجمه وأسلوبه خاص به ولا يقارن بأيّ نصّ لاحق شعرا أو نثرا. مقاربة أنثروبولوجية وفي دراسته النقدية لكتب السيرة ذكر أنّ نصوص السيرة الأولى اقتبست منهج التأليف من إنجيل يوحنّا، إذ اطّلع ابن إسحاق على هذا الإنجيل بالسريانية. فالسيرة حسب تعبيره هي أناجيل المسلمين وتقدّم تصوّرا لشخص النبيّ ينتمي بعضه إلى الخيال وإن حافظ على النسق التاريخي العام. وفي سياق آخر اعتبر جعيط أنّ لفظة “محمّد” كنية للرسول وليس اسما وأنّ أصلها سرياني: محمّدان ورجّح أن يكون اسمه التاريخي “قُشَم” فوالده كان يسمّى أبو قشم. ولكنّ القرآن أضفى عليه لقبا دينيّا هو محمد الذي يتسمّى به العرب. وتساءل جعيط لماذا محمد ولماذا في ذلك الزمن. واعتبر أنّ هذا السؤال أنثروبولوجي لذلك اختار المقاربة الأنثروبولوجية لينتهي إلى أنّ الرسول كان يتحرك في قلب الثقافة القديمة وبحسّ سياسيّ متميّز لم يكن فيه عالة على قبيلته بني هاشم الذين كانوا فرعا خاملا وكان دورهم هامشيّا ضخّم منه كتّاب السير في العصر العباسي. وقد حافظ الرسول على الكثير من الطقوس والأعراف القديمة مع تغيير معناها. وفي آخر محاضرته نبّه هشام جعيط إلى أنّه يتعامل مع نصوص إخبارية ضمن منطق علميّ تاريخي موضوعي وأنّه حسب قوله ليس “مع الإسلاميين أو العلمانيين ولا مع التقاة أو الكفّار”.
 

(المصدر: مجلة “كلمة”، العدد 48 ديسمبر 2006)

الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=414


 

أسبوع الحزن
 
قال الكريم في كتايه الحكيم ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم زرحمة وأولئك هم المهتدون ). شهد الأسبوع المنصرم رحيل كوكبة من الآباء الأعزاء الأفاضل الأكارم والأمهات الصالحات التائبات القانتات. ورغم أن المصيبة عظيمة ومضاعفة ( لا يكفي أننا فقدنا أحب الناس إلينا إنما نحن كذلك محرومون بسبب الظلم والإستبداد من رؤيتهم وتوديعهم الوداع الأخير وتقبيل جباههم المنورة بآثار السجود وتشييعهم والصلاة على جثامينهم الطاهرة وتوريتهم التراب والدعاء لهم بالتثبيت عند السؤال ). فإننا نحمد الله الذي رزقنا السلوان والرضاء بقضاءه والإحتساب ووفقنا إلى الإستعانة بالصبر والصلاة وقول ما يرضيه. فالحمد لله على ما أخذ و على ما أعطى وأسأله عزوجل أن يرحم والدي ووالد الأخت جميلة القاسمي ووالد الأخ فتحي الخلفاوي ووالدة الأخ عبد الحميد العداسي ووالدة الأخ عبد الرحمان فلفول وكل أولياء الإخوة في الداخل والمهجر وكل أموات المسلمين رحمة واسعة وأن يغفر لهم مغفرة عامة وأن يعافهم ويعفو عنهم وأن يكرم نزلهم ويوسع لهم مدخلهم وأن يغسلهم بالماء والبرد والثلج وينقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأن يبدلهم دارا خيرا من دارهم وأهلا خيرا من أهلهم وأزواجا خيرا من أزواجهم ,وأن يسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ، وأن ينجيهم من عذاب القبر ومن عذاب النار. وأسأله عز وجل أن يجعل قبورهم روضا من رياض الجنة ولا يجعلها حفرة من حفر النار وأن يؤنس وحشتهم فيها وأن ينورها بنور القرآن. اللهم إن كانوا محسنين فزد في إحسانهم وإن كانوا مسيئين فتجاوز عنهم. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا ولا تضلنا بعدهم . اللهم إن كنا حرمنا رؤ يتهم في الدنيا فاجمعنا بهم في الآخرة في مقام أمين. اللهم من فرق بيننا وبينهم فأنزل عليه عذابا أليما لم يذقه أحد من الأولين والآخرين. تحية شكر من الأعماق إلى كل الإخوة الذين وقفوا إلى جانبي في هذا المصاب الجلل وقدموا لي التعازي ومنحوني السند المادي والمعنوي وكما قيل قديما المصيبة إذا عمت خفت. تحية شكر من الأعماق إلى أسرة الحوار نت و أسرة الوسط التونسية و أسرة تونس نيوز. تحية شكر من الأعماق إلى المناضل الحر الوطني الشريف الأبي الدكتور أحمد القديدي الذي أسعدتني مكالمته كثيرا. تحية شكر من الأعماق إلى السادة العلماء والمشايخ الكرام عصام العطار ، الهادي يريك ، محمد الهادي الزمزمي ، فتحي عيد ، محمد عنتر ، الشيخ اسماعيل، خميس الماجري والشيخين منصور ومصطفى الذين واساني بعضهم بالهاتف أومباشرة ودعا البعض الآخر للوالد من فوق المنابر. تحية شكر من الأعماق إلى الأخ والصديق العزيز عبد الحميد العداسي. تحية شكر من الأعماق إلى الإخوة الذين اتصلوا بي من تونس ومن فرنسا ومن إيطاليا ومن بريطانيا ومن سويسراومن ميونيخ ومن بون ومن هامبورغ ومن كيل ومن دورتموند ومن فرنكفورت.ومن دارمشتات. تحية شكر من الأعماق إلى إخوة وأخوات روسيلزهايم الأفاضل توانسة ومغاربة وأفارقة ومشارقة وأتراك. تحية شكر من الأعماق إلى كل الأقارب والأحباب والأصدقاء الذين وقفوا مع عائلتي وآزروها في محنتها وعوضوا غيابي. تحية شكر من الأعماق إلى كل الأخوات اللاتي قدمن التعازي والمساعدة لزوجتي في هذه الأيام. إلى هؤلاء جميعا جزاكم الله خيرا وشكر الله سعيكم ولا أراكم الله مكروها. أخيرا أقول الوالدان نعمة جليلة لا يعرف قيمتها إلا من حرم منها . وصيتي لنفسي ولإخوتي ( نحن الذين فقدنا أعزالناس )أن نعمل جاهدين على أن نكون صالحين من بعدهم ندعوا لهم ونتصدق لأجلهم ونحج عنهم إذا لم يحجوا ونهدي لهم ثواب الأعمال الصالحة. وصيتي للإخوة الذين مازال والديهم على قيد الحياة أكثروا من الإحسان إليهما ، أكثروا من برهما وطاعتهما وخدمتهما وطلب مرضاتهما ، واخفضوا لهما جناح الذل من الرحمة ولا تقولوا لهما أف وقولوا رب ارحمهما كما ربيانا صغارا، وقبلوا رؤوسهما وأيديهما وأقدامهما صباحا مساءا فهما الطريق إلى الجنة. المنجي الفطناسي
 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 12 ديسمبر 2006)


بلغنا و بكل أسى…

 
السلام عليكم و رحمة الله: بلغنا و بكل اسى ما يمارس على اخواننا و اخواتنا في تونس من انواع التنكيل و التشنيع من قبل الحكومة و اذنابها. المئات تقبع في سجون الظلم منذ آلاف السنين حتى حسبناهم من اهل الكهف, ولا نقول ازدادوا سبعا او تسعا كما ورد في القرآن, فليست الزيادة هنا بعدد السنين كما كان الحال مع اسلافهم و انما الزيادة بعدد المساجين. و كما ستتكلم ايدينا و ارجلنا يوم القيامة فانني لا استغرب ان تتكلم السجون التونسية عن محنة اهل الصبر فتقول” انطقنا الله الذي انطق كل شيء”… و المتامل في خدمات تونس المحلية و منها المستشفيات يكاد يجزم ان ظروف اقامة المرضى بها متدنية الى ابعد الحدود خاصة بالمناطق النائية و المعدومة, فلو كانت حالة المستشفيات بهذه الضحالة فما بالك بالوضعية في السجون؟! ان الوضع المتازم في السجون هو الذي درا بالاخوة الى التزام مبدا الجوع الاضطراري, ولنا هنا وقفة لكي نؤكد ان الجوع حتى الموت مرفوض في الاسلام و لكن الصيام و احتساب الاجر هو الاصل, و العبادة لله سبحانه و تعالى تقتضي ان نكون في كامل قوانا العقلية و البدنية الا من كان مريضا او مبتلى فالعبادة هنا مع الاستطاعة . و ارجو ان ترشدوني هنا ان اخطات. و لذلك فالدخول في اضراب عن الطعام يجب ان يكون بنية الصيام لله عز و جل و ان يكون مصحوبا بالسنن النبوية كالسحور و ان كان على كاس من الماء و الافطار و ان كان على كاس من الماء ليتحقق بذلك التعبد… اما الاضراب الكلي فهذا تشبه بحقوقيي الغرب و انتحار بطيء و احتجاج على سنة الابتلاء الالاهي في المقربين اليه من المؤمنين. و نحن جميعا نعلم انه بالابتلاء يمحص الله عباده و كلما ازداد الابتلاء كلما ازداد التقرب الى الله. و الله يعلم انه منا من يتمنى لو كانت عنده مثقال ذرة من ايمان هؤلاء المبتلين حتى يتذوق حلاوة الصبرو يعرف قدره عند الله عز و جل. و رسولنا الحبيب يقول انه يوم القيامة يتمنى اهل العافية( لما يروا ما انعم الله به من خير الجزاء على رجال الصبر) لو كانت قطعت ايديهم, في معنى الحديث. ..فصبرا يا جبال الشموخ صبرا, انا سندعو الله ان يخفف عنكم و ان يجمع شملكم باهاليكم في الدنيا و الآخرة و تحملوا حثالة السجون من الرعاع فكما قال رب موسى لموسى لما ساله عن سبب خلق النار: انها لمن لا جدوى له. فلا جدوى لمن اختاروا ان لا يختاروا. و لاهل الصبر في المهجر ممن تتوارد الانباء عنهم نقول حسبنا الله و نعم الوكيل فيمن لم يتمكن من رؤية احبته و ذويه و من المشي في جنازة امه او ابيه او احد من اقربائه او اخوته من آدم عليه السلام من اهل الاسلام. و نرجو من الله ان يجمعهم بهم في الجنة انه ولي ذلك و القادر عليه. .. مهاجر تونسي.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 12 ديسمبر 2006)


 

 

الفنان شريف علوي يتعرض إلى محاولة قتل في منزله

 
تجمع عدد من الفنانين والمحققين والفضوليين… صباح أمس أمام بهو قسم الجراحة بمستشفى الحبيب ثامر بتونس حيث يرقد الفنان شريف علوي الذي تعرض مساء الأحد إلى محاولة قتل من قبل «مجهولين». وقد تعرض الفنان إلى عدد من الطعنات بآلة حادة أصابت أجزاء مختلفة من بدنه كما أصيب باحدى يديه بمنزله بمدينة المروج جنوب العاصمة، مساء الأحد في حدود الساعة التاسعة ورغم أن الرواية النهائية والرسمية لم تتضح بعد. إلاّ أن المعطيات المتوفرة من خلال ما صرحت به زوجته وبعض أقاربة أو من خلال ما توصل إليه المحققون تفيد بأن الفنان شريف علوي أصيب بمنزله من قبل شخصين ما زالت هويتهما مجهولة إلى حد اللحظة. وحسب رواية زوجته السيدة ريم شاكر التي التقيناها ببهو قسم الجراحة بالطابق الثاني بمستشفى الحبيب ثامر فإنها اتصلت هاتفيا بزوجها مساء يوم الأحد فأبلغها بأنه في جهة الكرم وأنه متعب ويريد التوجه إلى منزله بجهة المروج ثم توجه بعد ذلك إلى أحد المقاهي بجهة العاصمة قبل أن يغادر. وفي المقابل توجهت الزوجة الى منزل والديها بجهة المنزه لتأخذ معها ابنتها وتلتحق بزوجها. وفي حدود الساعة التاسعة وعشر دقائق قالت السيدة ريم شاكر إنها تلقت مكالمة هاتفية من زوجها يطلب فيها النجدة ويبلغها بأنه تعرض إلى طعنات من قبل شخصين مجهولين اقتحما المنزل. وحسب رواية مخاطبتنا السيدة ريم فإنها اتصلت بشقيق زوجها وبجارهم عبر الهاتف وأبلغتهم بما تعرض له شريف علوي ثم سرعان ما لحقت بهم لتجده مصابا بطعنات وقالت ان الدماء كانت تكسو جسده المنهك. فسارعوا بنقله الى المستشفى حيث تم الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة وتم اخضاعه إلى جملة من الفحوصات ووقع اسعافه… وقد تم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس فأذن بالتحقيق في الجريمة والكشف عن كل ملابساتها وعهدت انابة عدلية لاحدى الفرق الأمنية المختصة ببن عروس وحسب نفس الرواية التي سردتها زوجته فإنه سبق وأن تعرضوا سابقا لعمليات سرقة كان آخرها سرقة سيارتها من أمام منزلها. فيما تفيد بعض الروايات الأخرى التي وردت على لسان بعض المطلعين على القضية أنه يرجح أن تكون دوافع الجريمة شخصية واستبعدت هذه المصادر موضوع السرقة، وقالت إن بعض الاشاعات تم ترويجها لكن لا يمكن الحسم في أي رواية إلا بعد انهاء الأبحاث والتحقيقات. وقد حل المحققون بالمستشفى لمعاينة الاصابات التي تعرض لها المتضرر وللاستماع إلى أقواله والى أقوال زوجته وأقاربه وبعض الشهود فيما أكد مصدر طبي على استقرار الحالة الصحية للسيد شريف علوي وأن الاصابات لا تمثل أي خطورة على حياته، وحسب بعض المصادر فإن الطعنات كانت بصدره وقرب كتفه وبكف احدى يديه وأفادت بأنه سيغادر المستشفى. وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس تم اخراجه من المستشفى ونقل الى منزله وقد بدا منهكا ومثقل الحركة. وكان بعض الفنانين والممثلين وأفراد عائلته وبعض أصدقائه متجمعين في المستشفى قبل أن يتأكدوا من مغادرته قسم الجراحة والعودة إلى منزله. وعموما، فإنه أمام عدم وجود رواية رسمية ونهائية لدوافع الجريمة ومن كان يقف وراءها فإنه لا يمكن الحسم في أي رواية قبل أن ينهي المحققون أبحاثهم، وتتم احالة الجاني أو الجناة على القضاء فقط ما يمكن تأكيده هو أن الفنان شريف علوي تعرض إلى محاولة قتل بمنزله بالمروج مساء الأحد الماضي حسبما أفاد المحققون.
 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)


تونسي يحرق جاره واٍبنه حتى الموت.. بأمر الجن!

 
تونس ـ يو بي آي: عمد مشعوذ تونسي الي إشعال النّار داخل منزل جاره مّا أدي إلى حريق هائل ذهب ضحيته صاحب المنزل وابنه، وبرر عمله بأن الجن أمره بذلك. وذكرت صحيفة الصّريح التونسية المستقلة امس الاثنين أن هذه الحادثة الأليمة وقعت في بلدة برج الوزير من محافظة أريانة الواقعة في منطقة تونس الكبري، حيث نشب حريق هائل داخل أحد المنازل أسفر عن مقتل شخص وابنه حرقا. وأوضحت أن التّحريات التي أجرتها السلطات الأمنية أثبتت أن مشعوذا يقطن بجوار المنزل الذي تعرض للحرق هو الذي أقدم علي ذلك، بناء علي أقوال زوجة القتيل التي أشارت اٍلي أن جارها المشعوذ أعلمها في وقت سابق أن منزلها سيتعرض اٍلى حريق هائل. وأضافت أن هذا المشعوذ اعترف أثناء التّحقيق معه بفعلته، وقال انه رأي في المنام منزل جاره يشتعل، فأبلغ صاحبة المنزل وحاول أن يخلصها من القدر المشؤوم بأن ألقي بخرقة محترقة داخل المنزل بهدف إبعاد النحس عن المنزل بعد أن أمره الجن بذلك . وبحسب الصحيفة التونسية، فان القضاء تولي قضية هذا المشعوذ،حيث أقرت المحكمة الابتدائية بثبوت إدانة المتّهم، وأصدرت حكما يقضي بسجنه مدي الحياة، غير أن المشعوذ طعن في الحكم، ولجأ الي محكمة الاستئناف التي ستنظر في قضيته خلال الأسابيع المقبلة. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)

في مجلس المستشارين:

مؤلّفات ابن خلدون.. مسرحية «خمسون» ..الفشل المدرسي.. الزي الطائفي والغيابات في الكليات

 
خصص مجلس المستشارين جلسته صباح امس برئاسة السيد عبدالله القلال لدراسة ومناقشة مشروع وزارات الثقافة والمحافظة على التراث والتربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات والشباب والرياضة والتربية البدنية. واتجه اهتمام المستشارين الى التأكيد على ضرورة مزيد الاهتمام بالجانب التربوي واعادة الهيبة للمؤسسات ورجال التعليم ومقاومة ظاهرة التلوث اللغوي ومزيد التفتح على الثقافات الاخرى والاخذ بكل اسباب التكنولوجيا دون قطيعة تامة مع الخصوصيات الوطنية. وزارة الثقافة والمحافظة على التراث: ابن خلدون.. ليس كتاب العبر فقط توقف عدد من المستشارين عند مناقشة ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث عند ابن خلدون من ذلك ان جعفر ماجد لاحظ ان مبادرة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بطبع الاعمال الكاملة لابن خلدون اقصت مؤلفين لهذا العلامة على غاية من الاهمية كتاب (الباب المحصّن) وكتاب (شفاء السائل) مطالبا الوزارة بضرورة ايلاء هذين المؤلفين المزيد من الاهتمام.. في حين تساءل رضا الملولي عن سر اقتصار احتفال الوزارة بسنة ابن خلدون على طبع اعماله الكاملة دون غيرها من التظاهرات مطالبا الوزارة بضرورة تجديد الدماء بالمندوبيات الجهوية للثقافة داخل البلاد كأن يتم اقرار مبدأ التناوب ونظام النقل بين المندوبين من ذلك ان عددا من المندوبين لم ينتقلوا من مواقعهم منذ 20 سنة وفشلوا في تجسيد الخيارات الثقافية الكبرى للدولة. ونادى بضرورة التعامل الواقعي مع المبدعين. وتساءل سمير المغراوي عن موقف الوزارة من مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي واقترح محمد المنصف الشابي انشاء متاحف جديدة متخصصة كمتحف لادوات العمل واخر للصناعات التقليدية والحرفيين وتساءلت منجية النفزي عن خطة الوزارة لمقاومة التطرف تجاه المسرح والسينما وخطتها في تحقيق المطبوعات والمخطوطات النادرة. وطالب محمد العلواني من الوزارة توضيحات فيما يتعلق بالغياب شبه التام للانتاج الثقافي التونسي في الفضائيات العربية واقترح الحبيب عاشور على الوزارة بعث فضاءات كبرى تعنى بالكتاب وان لا يقتصر النشاط الثقافي على المناسبات والمواعيد المتباعدة بعضها عن البعض. وتقدم فيصل التريكي باقتراح بعث لجنة وطنية لها فروع جهوية لجمع التراث التونسي بمختلف اختصاصاته متسائلا عن مخزون الشركة التونسية للتوزيع التراثي ومدى تفاعل الوزارة معه في حين اقترح محمد بن سدرين ضرورة تعميم المركبات الثقافية على كامل ولايات الجمهورية. وزارة التربية والتكوين: الفشل المدرسي ومنظومة إ.م.د والزي الطائفي مثلت ظاهرة الفشل المدرسي والبحث في اسبابها ومنظومة إ.م.د والسلوك داخل وخارج المؤسسات التربوية ابرز النقاط التي توقف عندها المستشارون عند مناقشتهم ميزانية وزارة التربية والتكوين. وتساءل سمير المغراوي عن برنامج الوزارة الجديد بخصوص انتداب المعلمين بعد التخلي عن مدارس تكوين المعلمين في حين طالب عبد الرزاق السماتي الوزارة بضرورة اعادة الاعتبار لقاعات المراجعة داخل المؤسسات التربوية تفاديا لكل ما من شأنه ان يساعد التلاميذ على التسكع خارج اوقات الدراسة وطالب بتوضيح حول موقف الوزارة من ظاهرة الانقطاع عن التعليم لمن سنهم دون الـ16 سنة. واقترح عماد شاكر على وزارة التربية والتكوين ضرورة التفكير في بعث مدرسة للتعليم الاساسي بسوسة موجهة الى المكفوفين وتساءلت منجية النفزي عن ظاهرة الزي الطائفي التي اكتسحت عديد المدارس والمعاهد

وقد ذهب في هذا الاتجاه رضا الملولي الذي اشار الى أنّ المدرسة الابتدائية بنهج روسيا عدد 17 والتي تعج بتلميذات صغيرات يرتدين الزي الطائفي مطالبا الوزارة بضرورة الحزم في هذه المسألة

. ملاحظا ان ظاهرة التلوث اللغوي التي اكتسحت مؤسساتنا التربوية تعود الى قلة الملقن الجيد وانعدام الحماس المفرط لدى البيداغوجي الكفء وطالب بضرورة البحث عن وسائل جديدة لاعادة الاعتبار للمدرسين وحتمية النهوض بالواقع اللغوي وتفعيل الجمعيات الثقافية داخل المؤسسات التوبوية وتوفير الحراسة الليلية للمؤسسات والمعاهد التربوية. واقترح الحبيب عاشور ادراج مادة حوار الحضارات والثقافات والاديان ضمن البرامج التعليمية وضرورة الترغيب في الفنون الراقية. وزارة التعليم العالي، نظام إ.م.د وإجبارية الحضور بالكليات تساءلت منجية النفزي عند مناقشة ميزانية وزارة التعليم العالي عن خطة الوزارة بخصوص مسألة التعليم عن بعد واشار محمد العلواني الى نسبة انخراط المؤسسات الجامعية في نظام إ.م.د. واقترحت رياض الزغل على الوزارة ضرورة التفكير في ضرورة تسويق المتخرجين للعمل بالخارج في حين توقف عدد من المستشارين عند ظاهرة الغيابات التي تعاني منها عديد الكليات مقترحين ضرورة تعميم اجبارية الحضور في هذه الكليات اسوة بالمعاهد العليا وطالب عبد الوهاب الباهي بضرورة توسيع اللغة الانقليزية في التعليم العالي الى جانب الاعلامية. وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية: التحكم في التصرف المالي والحكام الاجانب اتجهت اهتمامات المستشارين عند مناقشة ميزانية وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية الى  ظاهرة جلب الحكام الاجانب لادارة المقابلات الرياضية مطالبين بضرورة الحد من هذه الظاهرة والانتصار للحكم التونسي واقترح محمد علي بن علية رصد ميزانية خاصة للرياضة المدنية بالمدارس والمعاهد ومزيد دعم الرياضة للجميع.. وتساءل الحبيب عمار عن برنامج الوزارة لاحكام التصرف المالي داخل الهياكل والجمعيات الرياضية مطالبا بضرورة الحد من ظاهرة الاهتمام بما اعتبره اشكاليات «هامشية» في الاعلام حاثا مختلف المؤسسات الاعلامية على مزيد الاهتمام بالرياضات الفردية وتساءل منير المؤخر عن خطة الوزارة لتطوير المنشآت الرياضية. وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات: توظيف اداء خدمة للبحث العلمي ما شد الاهتمام عند التعرض لميزانية وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات اتجاه عدد من المستشارين الى ضرورة توظيف اداء يذهب للبحث العلمي وتنمية الكفاءات وطالب المختار التريكي الوزارة بضرورة التفكير في تنويع الابحاث العلمية لتشمل الجوانب الانتروبولوجية والجغراسياسية. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)


في الذكرى السابعة والخمسين لاستشهاد الزعيم الدكتور الحبيب ثامر اجتاز الحدود البحرية خلسة بين فرنسا وإسبانيا وكاد يغرق في النهر من أجل قضية تونس والمغرب العربي

 
إن من أنبل المعاني في تونس الوطن تحقيق المصالحة الوطنية والإعتراف بخدمات الزعماء والشهداء والمناضلين الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الوطن، خاصة زمن الإستعمار البغيض وفي سنوات القهر والإضطهاد، وفي هذا الإطار أحاول اليوم بعد البحث والتنقيب وتسليط الأضواء على نضال أحد زعماء تونس في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين إلى أن توفي شهيد الكفاح وهو في مهمة كان كلفه بها الديوان السياسي، إثر اصطدام الطائرة التي كان يركبها بقمة جبل، فسقط شهيد، النضال السياسي وفقدنا آنذاك بوفاته، وفقد الحزب الحر الدستوري التونسي والمغرب العربي زعيما كرس حياته وجهده للعمل على مقاومة الإستعمار في تونس والجزائر والمغرب وليبيا، وتحقيق العزة والكرامة لأبناء بلادنا وكل أقطار المغرب العربي. فمن هو الشهيد الدكتور الحبيب ثامر؟ وما هي أبرز أعماله البطولية ومساهماته النضالية من أجل تونس وشمال افريقيا والمغرب العربي؟ ولد الشهيد الحبيب ثامر في يوم 9 ماي 1909 بتونس العاصمة، في نهج سيدي بن عروس، من عائلة عريقة معتزة بجذورها العربية الإسلامية، إلى جانب علاقتها الوثيقة بالعائلة الحسينية الحاكمة، وتلقى تعلمه الإبتدائي والثانوي بالمدرسة الصادقية، التي كان أنشأها الوزير المصلح خير الدين باشا سنة 1875 في عهد محمد الصادق باي، لنشر العلوم العصرية والثقافة المستنيرة، وهناك تحصل على شهادة ختم الدروس، وعلى شهادة البكالوريا، ثم تحول إلى فرنسا، ليدرس الطب، في كلية تولوز أولا ثم في كلية الطب بباريس، وتخصص في الأمراض الصدرية وحصل على الدكتوراه في الطب سنة 1938، واختار أن يكون موضوع أطروحته عن «مقاومة مرض السل بتونس» وهو ما يعني اهتمامه بكل أحوال المجتمع التونسي ورغبته في مقاومة كل ما يصيبه من داء. وفي تلك الفترة بفرنسا، تمكن المرحوم الحبيب ثامر من الإتصال برفاق الدرب والنضال من التونسيين والجزائريين والمغاربة أمثال أحمد بن ميلاد وعلي البلهوان وفرحات عباس ومحمد الفاسي وغيرهم من الشباب المغاربي، وأعادوا إحياء جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين في خريف سنة 1930 أي في العام الذي استفحلت فيه الأوضاع بأقطارنا المغاربية، إذ احتفل المستعمرون بمئوية احتلال الجزائر، ثم بخمسينية إقامة الحماية بتونس، ونظموا المؤتمر الأفخرستي المسيحي بقرطاج، إلى جانب الأزمة الإقتصادية العالمية. وقد عملت الجمعية على مساعدة الطلبة العرب الوافدين من شمال افريقيا كي يواصلوا دراستهم بأوروبا، كما كثف أعضاؤها الإتصال باليد العاملة المغاربية لتوعيتها بأوضاعها وبأوضاع الأقطار الثلاثة الرازحة، آنذاك، تحت نير الإستعمار وبطشه. وتمادى أعضاء جمعية «طلبة شمال افريقيا المسلمين» في نشاطهم وكانت مطالبهم تتمحور حول مسائل جوهرية منها : توفير التعليم لأبناء أقطار المغرب العربي، إذ أن العلم هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتحرير الشعوب من كل أشكال الوصاية والهيمنة والإذلال، ومنها كذلك ضرورة استعمال اللغة العربية بصفة رسمية في المدارس والمعاهد، ونادوا بوجوب إقرار برنامج تعليمي موحد لكل بلدان المغرب العربي، وألحوا على إدراج مادة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وعلى ضرورة تعليم البنت والمرأة ضمانا لتربية الأجيال القادمة، ولقد كان دور الزعيم الشهيد الحبيب ثامر فاعلا في تلك الجمعية، بحيث كان كاتبها العام في الدورات الثلاث، ثم رئيسا لها فيما بعد ، بمؤازرة رفاق دربه المرحومين الهادي نويرة وعلي البلهوان والمنجي سليم والصادق المقدم وغيرهم من أبناء تونس، إلى حد أن المخابرات الفرنسية اعتبرت جمعية طلبة شمال افريقيا فيما بين سنة 1934 وسنة 1937 خلية دستورية تونسية في باريس. وقد تجلت في تلك الفترة وطنية المرحوم الحبيب ثامر ونضاله السياسي، وكذلك اتضح توجهه المغاربي، ولعل ذلك خير مساعد له على أن يكون فيما بعد من مؤسسي مكتب المغرب العربي في القاهرة سنة 1947. وفي سنة 1938، شهدت تونس أحداثا كبرى، أهمها حوادث 9 أفريل التي انتصر فيها الشعب وشبابه، بقيادة الزعيم الراحل المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وزعيم الشباب المرحوم علي بلهوان في مظاهرة عارمة، مطالبين فيها السلطات الإستعمارية بإقامة برلمان تونسي، ولكن البوليس الفرنسي قبض على الزعماء وزج بهم في السجن، إلا أن الحبيب ثامر، الذي عاد إلى أرض الوطن في تلك السنة بالذات، أخذ عن رفاقه المشعل وسطر برامج لإحياء الحركة الوطنية، وظل على استبساله ونضاله الدائم دون كلل ولا ملل حتى ألقي عليه القبض صحبة ابن خاله المناضل المرحوم الطيب سليم في جانفي 1941، وحكم عليهما بالسجن مدة عشرين سنة، مع الأشغال الشاقة، لولا دخول قوات المحور إلى تونس في نوفمبر 1942 فأطلق سراح المساجين السياسيين من السجن المدني بتونس إثر انتفاضة وعصيان أعلنوها بتدبير من الحبيب ثامر. وامتثل الحبيب ثامر لتعليمات الزعيم الحبيب بورقيبة بعدم الميل مع جيش المحور ضد جيوش الحلفاء، توقعا لهزيمة قوات المحور الوشيكة، وإيمانا منه بخطر الفاشية والأنظمة الكليانية على العالم، يؤكد ذلك مقاله الذي توجه به إلى الزعيم بورقيبة في جريدة «افريقيا الفتاة» التي كان يوم 7 فيفري 1947، كما تؤكد ذلك مواقف المناضل الحبيب ثامر المتصلبة في محادثاته مع رودولف، راهن ممثل النازية الذي أقام بدار حسين ( في تونس العاصمة )، وتحركه لإيقاف نشاط جمعية «شباب محمد» التي سخرها الألمان لأغراضهم الدنيئة، وقد كان المحور يحاصر المناضل الحبيب ثامر في كل مكان ويتابع تحركاته ويحلل بكل عناية كتاباته ومقالاته المتعددة والمتنوعة، حتى أنه كاد يقع في فخهم سنة 1944 عندما سافر إلى باريس في مهمة وطنية حزبية، إلا أنه خير أن يعود إلى تونس عبر اسبانيا خلسة، فقطع النهر سباحة، وكاد يموت غرقا، ولكنه نجا من الموت بأعجوبة، والتحق برفاقه هناك، وفي طليعتهم عميد المناضلين السفير الرشيد ادريس (أطال الله في عمره) والمرحومين الهادي السعيدي والطيب سليم وغيرهم. ولما علم الجماعة بوصول الزعيم الحبيب بورقيبة إلى القاهرة في أفريل 1945، اجتهدوا في الإلتحاق به، ولم يستطيعوا الحصول على التأشيرة المصرية إلا بعد أتعاب وتدخلات متنوعة ومشقة، وفي جوان من سنة 1946 تمكن الحبيب ثامر ورفاقه من دخول مصر، والإتصال بالزعيم بورقيبة، وقد تأسست قبل مجيئهم الجامعة العربية في 22 مارس 1945، ورغم ذلك فقد ظل المناضل الحبيب ثامر متشبثا بتوجهه المغاربي مدافعا عنه بقوة إلى أن التأم فيما بين 15 و22 فيفري 1947 مؤتمر الأحزاب المغاربية ووقع الإتفاق على تكوين مكتب المغرب العربي، تولى إدارته الحبيب ثامر. ولئن أقام المرحوم بمصر، فلقد ظل على صلة وثيقة بتونس وبأوضاعها، وكان ينشر عنها المقالات في أبرز وأكبر الجرائد المصرية، وألف كتابا قيما قام بنشره وتوزيعه على حسابه الخاص أرخ فيه تاريخ الحركة الوطنية التونسية عنوانه «هذه تونس » ، ورغم غيابه عن أرض الوطن، فقد انتخبه الدستوريون، يوم 17 أكتوبر 1948، في مؤتمر «دار سليم»، رئيسا مساعدا للحزب الحر الدستوري التونسي، اعترافا له بجليل الأعمال وبنضاله ووطنيته الصادقة والنزيهة ودون أهداف ولا غايات دنيوية. وفي شهر نوفمبر من سنة 1949، عهد الديوان السياسي إلى المرحوم الحبيب ثامر بمهمة تتمثل في حضور المؤتمر الإقتصادي الإسلامي الذي وقع في باكستان، بعاصمتها كاراتشي، فاضطلع بالمهمة على أحسن وجه ومثل تونس خير تمثيل، وإثر انتهاء أشغال المؤتمر، قام بجولة في باكستان، وألقى محاضرات هناك معرفا بالقضية التونسية، ولما كان عائدا من مدينة ( لاهور ) الباكستانية إلى العاصمة كاراتشي، ليلة الثلاثاء 13 ديسمبر سنة 1949، اصطدمت الطائرة التي كانت تقله، بقمة جبل، فلقي حتفه مع كل المسافرين، ومنهم علي الحمامي الجزائري ومحمد بن عبود المغربي. هذه فكرة موجزة عن حياة الزعيم الشهيد المرحوم الدكتور الحبيب ثامر الذي كان مثالا للوطنية وللعطاء والبذل والتضحية من أجل تونس وشعوب المغرب العربي والعروبة والإسلام قاطبة أذكر بها لعل الذكرى تنفع الذين لا يعرفون إلا القليل والقليل عن المرحوم الشهيد الدكتور الحبيب ثامر ودوره البطولي من أجل القضية الوطنية والتوجه المغاربي والعربي الإسلامي .  (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)


تسجيل فيديو لانتهاك جنسي لمعتقل يصعد الجدل حول التعذيب في أقسام الشرطة المصرية

 
القاهرة ـ من سينثيا جونستون: يظهر تسجيل مصور مفزع ما بدا أنه رجل مصري عار من وسطه الي قدميه يتلوي ألما فيما يهتك ضابط شرطة عرضه بعصا. ووقفت مجموعة من الضباط الآخرين يراقبون. وأثار تسجيل الفيديو الذي تناقلته المدونات المصرية علي شبكة الانترنت الشهر الماضي غضبا علي الشبكة في دولة تقول عنها جماعات حقوق الانسان ان التعذيب يحدث في مراكز الشرطة بها. وتقول السلطات ان هذه الحالات معزولة وان هذه ليست سياسة الشرطة. ويقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان الشريط الذي لم يتسن التأكد من صحته يلقي الضوء علي المعاملة السيئة التي يواجهها الكثير من المحتجزين في السجون المصرية وكيف أن هذا يتم دون تعرض مرتكبيه للعقاب. وقال ايليجا زروان وهو مستشار لمنظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) يتخذ من القاهرة مقرا له لن يفاجأ أحد اذا ثبتت صحته… في الوقت الذي لا يوجد فيه شيء لتأكيد صحة الشريط فان التعذيب منتشر بالتأكيد . وفي شريط الفيديو يصرخ الرجل مجهول الهوية ويداه موثوقتان وراء ظهره وساقاه معلقتان في الهواء وهو ممدد علي أرضية من البلاط الابيض فيما يجري هتك عرضه بما يبدو أنها عصا مكنسة او هراوة خشبية. ويقف عدة أشخاص اخرين لا تظهر وجوههم في التسجيل علي الاطلاق يراقبون فيما يصرخ الرجل معلهش يا باشا. حقك عليا يا باشا مخاطبا منتهكه. وبناء علي بعض الكلمات الواردة في التسجيل يعتقد نشطاء في مجال حقوق الانسان أن الضحية ربما يكون سائق حافلة صغيرة. وأحجم متحدث باسم وزارة الداخلية عن التعقيب علي التسجيل. وقالت جماعات لحقوق الانسان انه يتفق مع تقارير موثقة عن التعذيب في مصر لكن عددا منهم قال انه ليست لديه معلومات كافية بعد لتأكيد صحته. ويقول نشطاء ان هذا ليس أول شريط لهتك عرض رجل يزعم ممارسة الشرطة للعنف يبث عبر الانترنت في مصر لكنه قد يكون الاكثر ايذاء للمشاعر بسبب طبيعته الجنسية الصريحة. وقال المحامي ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة انه تقدم بشكوي الشهر الماضي للنيابة المصرية بشأن هذا الشريط وشريطين اخرين يظهران ما بدا أنهما مدنيان مصريان يضربان بأيدي الشرطة. وأضاف أنه شعر أن النيابة أخذت الشكوي علي محمل الجد وأنه يجري استجواب ضابطين علي الاقل. وتقول جماعات محلية ودولية لحقوق الانسان انها ليس لديها سبب للاعتقاد بأن التسجيل الخاص بارتكاب تلك الجريمة الجنسية بحق أحد المحتجزين غير حقيقي بالرغم من تردد البعض في تأكيد صحته لان مصدر الشريط غير معلوم كما أن الضحية لم يظهر. وقالت راجية شوقي وهي طبيبة من مركز النديم الذي يقدم المساعدة لضحايا العنف يبدو حقيقيا جدا… يتفق كثيرا مع ما رأيناه وما نعرفه وما أوردت عنه الكثير من منظمات حقوق الانسان المحلية والدولية تقارير ووثقته . ومضت تقول ما لم يتم كشفه بعد هو من التقط هذه الصور. هل هم أفراد من الشرطة يلهون مثلما حدث في سجن أبو غريب بالعراق أم ان أحد الحاضرين أراد المساعدة. . ويقول نشطاء ان أحد المشاهدين في الغرفة فيما يبدو سجل شريط الفيديو منخفض الجودة ربما باستخدام هاتف محمول. وقالت شوقي ان عنف الشرطة في مصر ينطوي عادة علي ضرب وانتهاكات جنسية ويكون ضحايا هذه الانتهاكات عادة عرايا ومهددين بالاغتصاب أو الفضيحة. وقال باحث متخصص في الشؤون المصرية بمنظمة العفو الدولية في لندن انه ما زال يحاول التحقق من صحة الشريط الذي سجل في غرفة ليست لها أي معالم مميزة. فلم يظهر من مرتكب الاعتداء او المتفرجين عليه سوي أقدامهم. وقال المدون محمد خالد أول من وضع هذا الشريط علي مدونته (دماغك) انه حصل علي التسجيل من جار له تلقاه علي هاتفه المحمول عبر تقنية البلوتوث. لكنه قال انه لا يعلم المصدر الاصلي. ومنذ ظهر هذا الشريط توالت المزاعم بالتعذيب في الظهور عبر المدونات المصرية. ونشرت مدونة (مصر حرة) صورا لنزيل بأحد السجون ظهره مغطي بكدمات حمراء اللون تقول انه أصيب بها اثر ضربه. كما اتهم موقع (اخوان ويب) التابع لجماعة الاخوان المحظورة في الآونة الاخيرة ضابطا بجهاز أمن الدولة بضرب رجل في الرابعة والخمسين من عمره للحصول علي اعتراف منه بأنه شارك في صلاة من أجل الفلسطينيين. وقال زروان مستشار منظمة (هيومان رايتس ووتش) ان قوانين الطوارئ في مصر والتي تسمح باحتجاز السجناء انفراديا تتيح عدم مساءلة الشرطة بصورة حقيقية وتخلق مناخا خصبا لازدهار التعذيب . وكان رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف قد قال ان مصر ستجري استفتاء الصيف القادم علي تعديلات دستورية تمهد الطريق لالغاء قانون الطوارئ الذي يطبق منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981. وقال نظيف انه يجري الان العمل علي استبدال قانون الطوارئ بقانون لمكافحة الارهاب. لكن محللين ونشطاء في مجال حقوق الانسان لا يتوقعون حدوث تغيير يذكر علي أرض الواقع. وقالت شوقي من مركز النديم ليست هناك أي ارادة سياسية لمواجهة هذه الظاهرة (التعذيب). حقيقة الامر أنها تحظي بدعم وموافقة السلطات التامة. والدعم المنتظم أيضا . وقال نشطاء في مجال حقوق الانسان انه في الوقت الذي أثار فيه شريط الفيديو الذي ينطوي علي انتهاكات جنسية موجة من الغضب علي شبكة الانترنت وفي دوائر اليسار وحقوق الانسان فانه قوبل برد فعل شعبي صامت. وأضافوا أن معظم المصريين لا يعلمون بوجود الشريط. فالصحف الرئيسية المملوكة للحكومة التي يعتمد الكثير من المصريين عليها في استقاء الاخبار اليومية لم تكتب عن الشريط. وكتبت عنه جريدة معارضة واحدة علي الاقل. واستقطبت مظاهرة مناهضة للتعذيب في الاسبوع الماضي بضع عشرات من المحتجين. وقال هشام قاسم الناشر والناشط في مجال حقوق الانسان لم يسبب موجة الغضب اللازمة بسبب نقص التركيز وعدم مبالاة الحكومة . وأضاف هناك درجة عالية من اللامبالاة في البلاد. في ظل أشياء كهذه يعض الناس علي شفاههم ويقولون.. يا له من شيء مروع.. وهذا كل شيء . (رويترز) (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 ديسمبر 2006)

 

رجلان وحقيبتان مفخختان لتفجير الأمة

الكاتب: خالد إبراهيم العمراوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [المجادلة:22].

 

لازال رويْبضة هذا الزمان يتمادون في الاستخفاف بمشاعر المسلمين، ويتحدونهم ويستفزونهم بشكل سافر وعار من برقع الحياء. وذلك بإظهار توددهم اللاّ محدود لأعداء هذه الأمة. وبالتمسح على أعتاب حوزاتهم الملعونة. وباستضافتهم، والحفاوة بهم على أرضنا، وفي عقر دارنا، وفرش السجاد الأحمر لهم ليمشوا فوقه بخيلاء، وبتبختر المتجبّرين، وكأنهم يمشون فوق سيل من دماءنا، وركام من أشلاءنا. ففي بحر أسبوع واحد، من آخر أسابيع الشهر المنصرم، أي نوفمبر 2006م. استقبلت الأردن وتركيا، رجلين مشبوهين، يمثلان حضارة الإرهاب والعدوان على الأمم، وخاصة الأمة الإسلامية. ففي رصيد حضارتهم، خزينة تاريخية، مثقلة بالملفات الإجرامية، يتصل حاضرها بماضيها. فحكام أوروبا وأمريكا الاستعماريون، وعلى رأسهم الإرهابي الأكبر، والسفاح الحالي ” جورج بوش الابن” قد أضافوا في العصر الحديث، إلى خزينة الإرهاب الصليبي القديم، الذي كانت ترعاه الكنيسة المسيحية، بقيادة الباباوات، ملفات الإرهاب الاستعماري الحديث. فكلا الرجلين، أي “بابا الفاتيكان” ومن وراءه الكنيسة المسيحية، و”جورج بوش الابن” ومن وراءه الدول الاستعمارية. كلاهما ترعرع وتربى في أحضان ثقافة الكره والعداء للغير، وبالأخص لهذه الأمة العتيدة. فأعمالهم وأقوالهم، قديمة كانت أو حديثة، تدل جميعها على مرض في نفسيتهم المتعالية والمتجبرة. وتفوح منها رائحة الحقد والبغض والحسد. فهما، أي هذان الرجلان، يحملان النظرة نفسها لهذه الأمة، إذ يعتبران أمة الإسلام، أمة ملعونة، يجب سحقها ومحقها، حتى لا يبقى لها جذر واحد ضارب في أعماق الأرض، فتَنبتُ من جديد. ولا نبض واحد حي، يبعث فيها الحياة فتنهض من جديد. وها إنكم سمعتم، ولازلتم تستمعون، إلى سفّاح أمريكا وهو يكرر ويجدد توصياته إلى خونة الأمة وعملاءها، بأن يتخذوا جميعهم موقفا موحدا في التصدي، لمن يسميهم ” بالمتطرفين والإرهابيين،” مخافة أن ينجحوا في مشروعهم الذي يعتبره ” مشروعا فاشيا، وظهورا لإمبراطورية الشر، التي ستلقي بظلالها المخيفة، على قدر كبير من هذه الكرة الأرضية. أو كما عبر هو “أنهم سيقيمونها من اندونيسيا إلى أسبانيا”. وهو بالطبع يتحدث هنا عن الخلافة الإسلامية. فتكرار هذا التحذير، وتجديد هذه التوصيات، لتدل على شيء واحد، لم يخفيه وأفصح عنه بكل وضوح في معظم تصريحاته، وكذلك في حديثه الأخير في الأردن، إذ عبر عن هاجس تخوفه من نجاح المسلمين المتشددين في العراق. الأمر الذي سيؤدي لا ماحالة إلى الإطاحة بالأنظمة العميلة في منطقة الشرق الأوسط، والتي يعتبرها” دولا معتدلة”. فهل بعد هذا البيان من بيان. فهو إذًا لا يريد لهذه الأمة أن تفلت من قبضته ولا من قبضة زمرة الاستعماريين وعملاءهم في العالم الإسلامي.

 

أما الرجل الثاني الذي استقبلته تركيا، فهو كذلك، ذاك الذي تقيا بما في أحشاءه، من حقد وبغض وعداوة لهذه الأمة المحمدية. فمنذ مدة قريبة، استمع العالم لما قاله بابا الفاتيكان ” بنديكتوس السادس عشر” في حق الدين الإسلامي ورسول الإسلام، أثناء محاضرته التي ألقاها في جامعة “راتيسبون” بألمانيا، والتي كان له فيها مقعد لتدريس علم اللاهوت وتاريخ العقيدة. وقد جاءت محاضرته تلك غداة الذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر، فعمد إلى ربط هذا الحدث بالدين الإسلامي، ليقول للحضور بشكل خبيث ومبطن، إن الإسلام دين إرهاب. ولذلك توارى وراء ذاك المقطع الذي استشهد به من الحوار الثنائي، الذي دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومسلم فارسي مثقف. إذ قال الإمبراطور للمسلم:” أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟، لن تجد إلا أشياء شريرة غير إنسانية!! مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف”. كما أنه لم يكتف بنقل هذا المقطع، وإنما أضاف عليه قوله:”إن الله في العقيدة الإسلامية مطلق السمو، ومشيئته ليست مرتبطة بأي شيء من مقولاتنا، ولا حتى بالعقل”. ثم قام بمقارنة بين الفكر الإسلامي، والفكر المسيحي المشبع بالفلسفة الإغريقية، ليقول للحضور الذين صفقوا له كثيرا، :” إن هذا الإسلام، يرفض العمل بما ينسجم مع العقل، ويعمل بكل ما هو مخالف للطبيعة الإلهية”.     

 

وهنا لا ندري بماذا نحاسب هذين الرجلين، أبالعقل، الذي يستشهدان به، وبالحجج والبراهين، أم بمفهوم الخيرية والشرّية، التي يتحدثان عنها. أم نحاسبهم بوثائقهم التي تحت أيديهم، وبما فيها من جملة الجرائم التي اقترفوها في حق الإنسانية عامة، وفي حق الأمة الإسلامية خاصة.

 

فمثلا: لماذا وقعت يد البابا “بنديكتوس” بالتحديد على هذا المقطع من كلام الإمبراطور البيزنطي، حينما أراد أن يتحدث عن الخير والشر في الأديان، ويقارن بين المسيحية والإسلام، في هذا الأمر، ولم تقع على أي مقطع أخر مما تحويه خزينته من جملة الوثائق والخطب الصليبية، كخطاب سلفه البابا “يوربان الثاني” الذي ألقاه في الكاتدرائية الفرنسية ” كليرمون فيرون،”بتاريخ 27 نوفمبر لسنة 1095م. فينقل لنا منه بعض الشيء، مع أنه خطاب مشهور، تناقله المؤرخون في كتبهم. وهو خطاب يصور لنا بوضوح الروح الصليبية الشريرة. أوَ لم يأت في هذا الخطاب، أن “يوربان الثاني” دعا أيامها، ملوك أوروبا من قلب الكاتدرائية إلى مقاتلة من سماهم “البرابرة والكفار” الذين تسلطوا على أكفان السيد المسيح، والذين لم يأت نبيهم إلا بالبهتان، وبأنهم (أي المسلمون) أمة مهانة وساقطة، وقد حرضهم حينها بقوله: “إنه من العار علينا نحن شعوب الأسياد أن تهزمنا أمة من المنحطين والسفلة، ونحن الذين لدينا الدين الصحيح”. هكذا كانت خطب أسلافه، وهكذا كانوا يخاطبون أتباعهم، بهذه الروح الشريرة، ولكن البابا تجاهل كل ذلك، وخيَّرَ الجدل البيزنطي العقيم، ليزعم أن دينهم دين المحبة والسلام، وأن ديننا دين الإرهاب والتطرف.

 

وحينما تحدث البابا عن العقل ودوره في فهم العقائد، فإننا نتساءل: متى تعرفت أوروبا على العقل ودوره في الحياة ؟. أوَ لم تكن حياتهم في اوروبا، حياة جهل وهمج، أوَ لم تستغل الكنيسة والباباوات، ومنهم “يوربان الثاني” ذاك الجهل، وتلك الهمجية، فهيج ملوك أوروبا وصعاليكها، وبعث فيهم شهية القتل والطمع والسطو على خيرات الشرق الإسلامي، وزيتونه وأعنابه ونخيله وأنهاره وبحاره، لكي يجد للفلاحين الفقراء والإقطاعيين، مخرجا لهم من سنوات القحط والجفاف وأمراض الزراعات التي تفشت حينها في أوروبا. وهي حالة من البؤس والشقاء تطرق إليها المؤرخ الفرنسي “جون توناي” وشرحها في عشرين صفحة تحت عنوان ( الحالة الاقتصادية والسياسية عند انطلاق الحروب الصليبية ) ضمن مؤلفه الذي يتحدث عن جذور الحضارة الغربية. فهؤلاء الهمج والصعاليك، حينما كانوا يجمعون فلولهم لمهاجمة العالم الإسلامي، لم تكن غايتهم وأهدافهم من وراء ذلك نشر رسالة حضارية، وتنوير العقل البشري. وإنما كانت الدوافع والأهداف، غرائزية بهائمية بحتة، تحركها المطامع، وشهية القتل وسفك الدماء. وقد اقترفوا من الجرائم البشعة، والدمار والخراب، الشيء الكثير، الذي لا يمكن أن يمحى أبدا من التاريخ،. ونحن على يقين من أن البابا له علم بذلك، ومطلع عما دونه المؤرخون الذين رافقوا تلك الحملات الصليبية. فهل له أن يخفي عنا هذا الأمر، أو ينكره!!! وكيف له أن ينكر تلك الفظائع المرعبة، كالتي حدثت في القدس، عام 1096م. حيث تحدث المؤرخون، عن سيل الدماء الذي بلغ الركب من هول المجزرة، وعن الأشلاء البشرية والأطراف المقطوعة، التي كانوا يشاهدونها تطفوا على سطح سيل الدماء… فعن أي خير وشر يتحدث هذا البابا، وعن أية مقارنة بين الإسلام والمسيحية, وهو يعلم أن في رصيد كنيسته هذا العار التاريخي!!! وكيف له أن يتحدث عن العقل ودوره في معرفة الحق من الباطل، ومعرفة الدين الصحيح من الباطل، ويخفي عنا أحوال أوروبا أيام القرون الوسطى، يوم كانت تحارب العقل، وتفتقر للعلوم العقلية، إلى درجة أنهم كانوا يحرقون مرضاهم من فرط جهلهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن المريض يسكنه الشيطان، فيتخلصون منه بالحرق. وما كانوا ليعرفوا الطب والمستشفيات والصيدلة، إلا بعد إن احتكوا بالمسلمين في الشرق، أيام الحروب الصليبية، وبعد أن شاهدوا على أبواب ديارهم، ازدهار الأندلس. فنقلوا حينها عن المسلمين كل العلوم العقلية، ومنها علوم التطبيب والزراعة والصناعة والملاحة والهندسة المعمارية، وغير ذلك كثير. فعن أي عقل مسيحي يتحدث هذا البابا؟

 

وأما رأس الإرهاب الأمريكي “بوش” الذي ينعت المسلمين بالتطرف والإرهاب، لمجرد أنهم حاربوا مشروعه، فبماذا هو الأخر يفسر لنا جرائم أمريكا. فهل له مثلا أن يخبرنا عما آل إليه أهل البلاد الأصليين، ( الهنود الحمر). أو عن أحوال السود، الذين استعملوهم كالدواب في بناء بلد ( تمثال الحرية ). أو عن مئات الآلاف التي قضت عليهم أمريكا في فترة قياسية جدا عام 1945م… أوَ نسي ما فعله الطيران الحربي الأمريكي بمدينة ” درسدن” الألمانية، حينما فصفها قصفا عشوائيا في مايو لعام 1945م، فقضوا على 150 ألف شخص مدني، وخربوا 60% من عمرانها، مع أنه لم يكن هناك أي داع لهذا القتل والتخريب، بحكم الزحف الروسي الذي تجاوزها، وعادت لا تمثل هدفا عسكريا، ولكن رغم ذلك قصفوها فصفا فضيعا، وبعد فترة وجيزة من هذا الحدث، أي في 6 أغسطس 1645م، قامت أمريكا، بأمر من “ترومان” بإلقاء قنبلة ذرية على مدينة ” “هيروشيما” اليابانية، فأودت بحياة (78،150) شخصا, بالإضافة لمئات المشوهين. وبعد ثلاثة أيام فقط، وبتاريخ 9 أغسطس 1945م، أمر “ترومان” ثانية بإلقاء القنبلة الذرية الثانية على مدينة ” ناكازاكي” اليابانية، فحصدت تلك القنبلة (73،884) قتيلا، و (60،000) جريح، وأبادت بشكل كامل، كل الحيوانات والنباتات والحشرات. وهكذا هي أمريكا إلى يوم الناس هذا، لا تنقطع عن الإرهاب والدمار والخراب والسطو على خيرات الشعوب الضعيفة، ويأتي بعد ذلك ساستها ليحدثوننا عن العنف الإسلامي، ويتهمون المسلمين بالتطرف والإرهاب.

 

وخلاصة القول، إن هذين الرجلين، الذين قدما إلى ديارنا، هما شخصيتان من نبات الحضارة الغربية، ولهما الخلفية نفسها تجاه الإسلام والمسلمين. وعليه فإنهما قدما إلينا وفي أيديهما حقيبتان مفخخان، بمتفجرات سياسية وعقائدية، قصد تفجير الأمة، ومحوها من الوجود، إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

 

فحقيبة “بوش الابن” تحوي مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومشروع الديمقراطية، والتعددية، إلى غير ذلك من المشاريع والخطط والمؤامرات، التي يحسبها، الجاهل الفاقد للوعي السياسي، مشاريع الخلاص والنجاة، من الدكتاتورية والاستبداد، في الوطن العربي والإسلامي. إلا أن هذه المشاريع في حقيقتها وضعت لمسخ الأمة، وسلخها عن حضارتها وهويتها الإسلامية، التي يتوجس الغرب خيفة من عودتها إلى الحياة. ولذا فإن كل الأموال الخيالية التي تنفقها أمريكا من أجل تثبيت الديمقراطية والتعددية في العالم الإسلامي، وكل الطاقات التي تسخرها لهذا الأمر، هي لا تقوم بها من أجل سواد عيون المسلمين، أو حبا فيهم وعطفا عليهم. أو سعيا جادا منها لتخليصهم من براثن أولئك الرويبظة الذين يحكمون المنطقة، كما يتصور أولئك المتهافتين على هذا المشروع الخبيث. وإنما هي مشاريع يراد بها قطع الطريق أمام الإسلام السياسي، والمحافظة على المشروع الاستعماري الرأسمالي، وهيمنة الحضارة الغربية على المسلمين، وعلى المصالح الحيوية في المنطقة. لأن ترسيخ الديمقراطية في المنطقة، وبعث التعددية الحزبية والحريات، يعني مقاومة ومصارعة المشروع الإسلامي. أما الذين يخالفوننا في هذا الرأي، ويعاكسوننا فيه، ويزعمون أن الديمقراطية، التي يبشر بها الغرب، والإسلام، صِنوان متلازمان، فإننا نسألهم في هذه الحالة، هل أصبحت أمريكا بحسب رأيكم، هي صاحبة المشروع الإسلامي، وهل هي التي ستتولى عنا استئناف الحياة الإسلامية، وإعادة سلطان الإسلام إلى الأرض، وعزة الإسلام للمسلمين، وهل هي التي ستتكفل عنا واجب حمل الدعوة إلى الإسلام ونشره في العالم،!!!. إن هذا لشيء عجاب.

 

وأما حقيبة البابا، فهي الأخرى مملوءة بمتفجرات عقائدية وفكرية. لأن البابا حريص على مواصلة مشروع حوار الأديان، وحريص على الدعوة إلى الحرية الدينية، وإلى التعايش السلمي بين الأديان، وغير ذلك من الأمور التي تستهدف عقيدة المسلمين والإسلام. فحوار الأديان كما تراه الكنيسة المسيحية. هو أن نعترف بعقيدتهم ودينهم، ونترك نقاشهم ودعوتهم للتحول عن عقيدتهم المنحرفة إلى عقيدة الإسلام، الذي يقوم على العقل، وليس على الخرافات والترهات. وأما الحرية الدينية التي يدعوننا إليها، فإنها تعني أن نلغي من ثقافتنا الإسلامية مفهوم الردة، ومحاسبة المرتدين. وفسح المجال أمام التبشير المسيحي. وأما مسألة التعايش السلمي بين الأديان. فذاك يعني تعطيل فريضة الجهاد، وواجب حمل الدعوة إلى العالم. وبمعنى آخر أن لا نفكر أبدا في العودة إلى الإسلام السياسي، واستئناف الفتوحات الإسلامية. وقد عبر البابا عن هذا الشعور حينما سارع لدى وصوله إلى أرض العثمانيين، بزيارة قبر الهالك سيء الذكر ” أتاتورك” الذي أراحهم من الخلافة الإسلامية. ليقدم له تحية إعجاب وإكبار. ولم يقم بنفس الزيارة لبقية قبور السلاطين العثمانيين، رحمهم الله، مع أنهم قدموا الكثير من المزايا لأوروبا. فهل هذا المقبور، لعنه الله، أفضل منهم؟ وأي خدمة قدمها للغرب، غير هذه الخيانة الكبرى، لله ورسوله والمؤمنين، بإلغائه الخلافة الإسلامية. إذا لم يكن هناك أي تفسير أخر لزيارة قبره بالتحديد، دون بقية الأضرحة الأخرى. فهو ليس ببطل من أبطال التاريخ، و لا عبقري من العباقرة العظام، و لا أحد القديسيين، حتى يتبرك به البابا، ولا أي شيء من هذا القبيل، سوى أنه خائن وعدو لهذه الأمة. والأمة الإسلامية لا تتشرف بذكره، ولذا فإن، البابا أراد بتلك الزيارة رفع رسالة إلى المسلمين يقول لهم فيها ( إننا نعظم هذا الرجل الذي دمر كيانكم، وأراحنا من بلاءكم. وإننا نكن الحب نفسه لمن يتودد إلينا ويستقبلنا بالأحضان).

 

هذه إذا نظرة إجمالية لأبعاد الزيارة الثنائية، واستكشاف لمحتوى الحقيبتين التين جاء بهما هذان الرجلان إلى منطقتنا. فلا يغرنكم شكلهما الخارجي، وإنما سلطوا عليهما أشعة الماسح الآلي، لتروا حقيقة ما فيهما من خطط ومشاريع خبيثة. واعلموا أيها المسلمون، أن حكامكم متواطئون معهم في هذه المؤامرات. فهم لا يفكرون فيكم ولا في عزتكم، وإنما يتوددون إلى الكفار ويبحثون عن العزة عندهم. أوَ لم تروا مثلا كيف يتمسح حكام تركيا على أعتاب الإتحاد الأوروبي، ويتوسلون إلى البابا، ليقف إلى جانبهم ويقول كلمة في صالح انضمامهم إلى هذا الإتحاد، أهكذا كان الأتراك العثمانيون يفعلون، أوَ كان حالهم كحال رويبضة هذا الزمان. بالقطع لا، لأن التاريخ يحدثنا عن رجال أخلصوا النية لله، وأرادوا العزة لأمتهم، فلم يكيدوا لها، كما كاد هؤلاء العملاء الخونة. ولنا في ذلك شواهد كثيرة، منها على سبيل الذكر لا الحصر، شهادة الصدر الأعظم ” كامل باشا” كما أوردها في كتابه ” تأريخ الدولة العلية العثمانية” عن وصية “عثمان ابن أرطغول” مؤسس الدولة العثمانية , لابنه “أورخان” إذ يقول له في تلك الوصية : ” اعلم يا بني, أن نشر الإسلام, وهداية الناس إليه, وحماية أعراض المسلمين وأموالهم, أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.. وقد أورد هذه الوصية بعباراتها الكاملة المؤرخ التركي المعاصر ” قادر مصر أوغلوا” في كتابه “مأساة بني عثمان” حيث قال “عثمان” لابنه “أورخان”: ” يا بني, إنني أنتقل إلى جوار ربي, وأنا فخور بأنك ستكون عادلا في الرعية, مجاهدا في سبيل الله, لنشر دين الإسلام.  

 

يا بني, أوصيك بعلماء الأمة، أدم رعايتهم, وأكثر من تبجيلهم, وانزل على مشورتهم, فإنهم لا يأمرون إلا بخير.

يا بني, إياك أن تفعل أمرا لا يرضي الله عز وجل وإذا صعب عليك أمر فسأل علماء الشريعة, فإنهم سيدلونك على الخير. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله, وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله وأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا…”. انتهى النقل. هكذا كان حكامكم السابقون، وإن شاء الله سيكون كذلك وأفضل من ذلك الخلفاء القادمون. أما حكامكم الحاليون، فلا ينفع معهم إلا البتر من جسم هذه الأمة، التي خانوها وباعوها إلى أعداءها بثمن بخس وزهيد. فهؤلاء الرويبضة ينطبق عليهم قول الله عز وجل : ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )[النساء:138/139].

 

 

خالد إبراهيم العمراوي

17 ذي القعدة 1427هـ

الموافق: 7 ديسمبر 2006م

 

(المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.