الاثنين، 7 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3667 du 07.06.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

  السبيل أولاين:فيديو:مطالب بالتحقيق بمقتل شبان الحوض المنجمي بمناسبة مرور عامين …

كلمة:أهالي “الرديف” يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين سنة 2008

بشير الحامدي:عامان مرا على قمع انتفاضة المناجم في الجنوب الغربي التونسي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت:بنزرت تجمع احتجاجي ناجح

القمع يطال أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي:بيـــــــان

 النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت:برقية إلى السيد وزير التربية

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي مدنين:إلى : السيد وزير التربية:برقية إحتجاج

خميس بن بريك:صحفي تونسي يواجه شبح السجن

موسوعة التميز والحضارة، هام جدّا / انتظروا جديد الطاهر العبيدي

منظمة صوت حر:تـــــــــــــــعـــــــــــــــــزيـــــــــــــــــــــــة

الاجتماع الدوري لأعضاء الهيئة العلمية  للمعهد العربي لحقوق الإنسان

في ذكرى الإعلان عن تأسيس حركة الاتجاه الإسلامي التونسية، النهضة حاليا:”29 سنة من أجل الحرية وسنضل على العــــهد”

الشيخ الهادي بريك:في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية.حركة النهضة بين الأمس واليوم.

منصف  أبو عمر سليمي:حركة النّهضة وحصاد ثلاثة عقود :الأخطاء القاتلة وغياب التداول و الشفافية  والمحاسبة  ولّدت الإنفجار   2\2

سامي النفزي :أدوار تكميليّة …بعضها من بعض

حركة النهضة تعزي الأخ بشير بن عمر:إنا لله وإنا إليه راجعون

الاسبوعي:في مشروع قانون 15 يوما سجنا لكل ولي يضرب أبناءه

الاسبوعي:لكشف التمييز في المعاملات :صحفية الأسبوعي تتنكر بحثا عن شغل…

الاسبوعي:اجراءات جديدة تلقى الرفض:تأشيرة العمرة مقابل الاستظهار بوثائق العمل وشهائد حضور التلاميذ

علي شرطاني:إشكالية الرعية والمواطنة    8/8

راشد الغنوشي :من يحاصر الآخر.. غزة أم أعداؤها؟

عبدالباقي خليفة :البعد الاستراتيجي لجريمة العدوان على أسطول الحرية

العرب:سفير إسرائيل لدى واشنطن: لن نقبل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم على قافلة كسر الحصار

الجزيرة.نت:تركيا تطالب بمقاضاة إسرائيل دوليا

الجزيرة.نت:سياسة تركيا الخارجية تقلق الغرب

عبد الباري عطوان:اردوغان وحملات التشكيك العربي

ايتان هابر:اسرائيل في خطر

الجزيرة.نت:مقترحات أوروبية لفك حصار غزة

العرب:ناشط يوناني:أحد الأتراك قُتل لمنعه من بث مشاهد الهجوم الإسرائيلي

القدس العربي:البرادعي يدعو لمقاطعة الانتخابات لانها ‘ديكور’ ويشترط دعما شعبيا واسعا ليتزعم التغيير


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm


 
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 07 جوان 2010

أخبار الحريات في تونس

 


1)    اعتقال الشاب نزار المنصوري بمدينة بنزرت: اعتقل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة ببنزرت نهار اليوم الاثنين 7 جوان 2010 الشاب نزار بن محمد الصالح المنصوري (28 عاما) من مقر عمله بإحدى الشركات بالمنطقة الصناعية بحي حشاد ببنزرت واقتادوه إلى جهة مجهولة، وقد استفسر عنه والده بكل المراكز وبمنطقة الشرطة ولكن دون جدوى. 2)    تأجيل النظر في قضية مجموعة بنزرت إلى 21 جوان المقبل: نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في القضية التي يحال فيها كل من محمد اللافي ورفيق اللافي والباشطبجي وسليم التراس من أجل تهم لها علاقة بقانون الارهاب اللادستوري، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم الاثنين 21 جوان 2010. 3)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


فيديو:مطالب بالتحقيق بمقتل شبان الحوض المنجمي بمناسبة مرور عامين …

 


فيديو:مطالب بالتحقيق بمقتل شبان الحوض المنجمي بمناسبة مرور عامين   السبيل أونلاين – تونس + فيديو   لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=fssdel3Grlk   مرّت سنتان على أحداث الحوض المنجمي و إطلاق النار على الشباب المتظاهر في مدينة الرديف ، أسفر عن وفاة كل من الحفناوي بن رضا المغزاوي الذي توفي برصاصة في ظهره ، وعبد الحق العمايدي الذي توفي بعد أشهر من المعاناة بالمستشفى .   وذلك بعد وفاة الشاب هشام بن جدو العلايمي بصعقة المولد الكهربائي لشركة فسفاط قفصة بتبديت، أين كان معتصما مع مجموعة من الشبان من أجل الحق في الشغل يوم 5 ماي 2008.   وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاة شبان الحوض المنجمي طالبت “اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي” ، بفتح تحقيق جدّي في ظروف وأسباب إطلاق النار وفي التجاوزات العديدة التي صاحبت اقتحام المنازل والمحلات ومحاسبة المسؤولين الفعليين عن تأزم الأوضاع في المنطقة وإفساد التفاوض .   وأشارت اللجنة في بيان الى أن “إطلاق النار خلّف زيادة على الضحيتين العشرات من الجرحى من ضمن شباب كان يطالب بالحق في الشغل والعيش الكريم ويحتج على المداهمات والتجاوزات والإتلاف في الممتلكات التي وقعت في الليلة السابقة بمدينة الرديف ، وتلته إيقافات ومحاكمات لكل القيادات التي كان لها دور هام في الحركة الاحتجاجية والمحافظة على صبغتها السلمية”.   كما طالبت اللجنة بطيّ ملف المحاكمات نهائيا بإصدار عفو عام على قيادات الحركة الاجتماعية المسرّحين وإرجاعهم إلى سالف عملهم وإطلاق سراح المسجونين وإيقاف التتبع ضد الملاحقين وسنّ سياسة حوار مع القيادات النقابية ومع المواطنين لإيجاد الحلول الجادة لقضايا البطالة والفقر والتدهور البيئي بمنطقة الحوض المنجمي .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 07 جوان 2010 )  


أهالي “الرديف” يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين سنة 2008


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأحد, 06. جوان 2010 شارك المئات من أهالي مدينة الرديف صباح يوم الأحد 6 جوان في إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد (الحفناوي المغزاوي ، عبد الحق العمايدي و هشام بن جدو ) الذين سقطوا قبل سنتين برصاص البوليس التونسي أثناء المشاركة في التحركات الاحتجاجية التي شهدتها مدن الحوض المنجمي سنة 2008. و في ذات السياق جددت “اللجنة الوطنية لمساندة أهالى الحوض المنجمي” مطالبة السلطات التونسية بفتح تحقيق جدي في ظروف و أسباب إطلاق النار على المتظاهرين مع محاسبة المسؤولين على هذه التجاوزات . و أكدت على ضرورة إصدار عفو عام يشمل جميع سجناء حركة الحوض المنجمي المسرحين و إيقاف التتبع ضد الملاحقين. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جوان 2010)


عامان مرا على قمع انتفاضة المناجم في الجنوب الغربي التونسي


عامان مرّا على قمع انتفاضة بلدات الحوض المنجمي في الجنوب الغربي التونسي. هذه الانتفاضة التي استمرت أكثر من ستة أشهروالتي مثلت سواء من حيث أشكال النضال أومن حيث التعبئة الشعبية وجماهيرية الحركة أومن حيث المطالب والشعارات التي رفعها المنتفضون تجاوزا جذريا لكل النضالات التي سبقتها ونقلة نوعية في النشاط الجماهيري في تونس في العشريتين الأخيرتين. وللتذكير فقد انطلقت احتجاجات مواطني هذه البلدات في جانفي 2008  على إثر انكشاف تلاعب شركة فوسفاط قفصة بمعية بعض أصحاب النفوذ في الجهة بمن فيهم بعض النقابيين الفاسدين بنتائج مناظرة أجريت لتشغيل بعض الشباب المعطل الحامل للشهادات. لقد تطور احتجاج مواطني الحوض المنجمي من مجرد احتجاج قام به بعض الشباب المعطلين عن العمل في بلدة الرديف من أجل إلغاء هذه المناظرة إلى انتفاضة شعبية شاملة انخرطت فيها البلدات المنجمية الأخرى المجاورة تحت شعار بارز هو الحق في الشغل وفي تنمية عادلة. ودون العودة إلى سرد أحداث الانتفاضة يمكن القول أنه وبرغم إقدام السلطة وفي أكثر من مرة على قمع الأهالي المنتفضين وترهيبهم ومحاصرة البلدات المنجمية فإن الانتفاضة استمرت بين كر وفر واستمر صمود مواطني الحوض المنجمي وخصوصا في بلدة الرديف برغم الحصار والقمع الذي بلغ حدّ إطلاق الرصاص على 3 متظاهرين  وقتلهم في الرديف يوم 06 جوان وهي حادثة أشرت بالملموس إلى أن السلطة قد قررت وضع حد للانتفاضة والإجهاز عليها وقمعها قمعا سافرا. وبالفعل فقد شهدت الأوضاع في بلدات الحوض المنجمي يوم 06 جوان 2008  تطورا خطيرا حيث عمدت قوات البوليس إلى محاصرة بلدة الرديف وعزلها عن باقي البلدات المنجمية وعن كامل البلاد وانطلقت في قمع الأهالي ومداهمة المنازل واقتحام المساكن و المتاجر والمقاهي والاعتداء على المتساكنين بشتى ضروب التنكيل والقمع والتعذيب.  وقد عرفت عديد أحياء البلدة مواجهات عنيفة بين المتساكنين العزل وقوات البوليس ممّا دفع بالمئات منهم إلى مغادرة منازلهم والالتجاء إلى الجبال المجاورة حفاظا على أرواحهم وهربا من شدة القمع. وقد أعقبت قوات القمع هذه الهجمة الشرسة باعتقال العشرات من المواطنين والنقابيين والزج بهم في مراكز الوقوف. ولم يقتصر القمع الهمجي على بلدة الرديف لقد شمل كذلك مواطني بلدة أم العرائس ومواطني بلدة المظيلة طيلة يومي 6 و7 أفريل. تدخل السلطة لقمع الانتفاضة كان متوقعا خصوصا بعد أن تبيّن أنها لم تسع إلى حل المشاكل المطروحة ولم تستجب لمطالب المحتجين وقد جاوز احتجاجهم الخمسة أشهر. لقد كانت السلطة وطيلة هذه الفترة تتحيّن الظروف وتبحث عن ذريعة لتكرس خيار القمع وإنهاء الانتفاضة بعد أن خسرت رهانها على تخريبها من الداخل وعلى امتصاص غضب المحتجين ببعض الوعود الزائفة وعلى إمكانية انحلالها ذاتيا بفعل وضع الانحصار والعزلة اللذين كانت تعاني منهما. تزامن قمع الانتفاضة بإيقاف العناصر المناضلة التي قادت هذا الاحتجاج وأطرته وزجت بهم السلطة في السجون وقامت بتعذيبهم وبمحاكمتهم محاكمات ترهيبية جائرة انعدمت فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة وأصدرت في حقهم أحكاما قاسية بالسجن. لقد جاء خيار القمع ليعري وبشكل سافر عجز السلطة عن تلبية مطالب المحتجين ويثبت أن ليس لها ما تقدمه غير القمع والمزيد من التهميش والتفقير ويكشف كذلك تورط بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل التي سهلت موضوعيا للسلطة قرار قمع الانتفاضة بتجريدها للعناصر النقابية  الفاعلة في قيادة الاحتجاجات من صفتهم النقابية ومنع وتحجير كل مبادرة نقابية ممكنة لمساندة الانتفاضة في فضاءات الإتحاد.     وعموما يمكن القول أن اختلال موازين القوى بين الإمكانيات النضالية للحركة الشعبية والسلطة هي التي قادت إلى انحصار الانتفاضة وسهلت قمعها . لكن ذلك لا يمنعنا من القول أنها وفي كل الحالات مثلت نقلة نوعية في النشاط الجماهيري في العشريتين الأخيرتين سواء من حيث الأشكال النضالية والتعبئة الشعبية وجماهيرية الحركة أومن حيث المطالب والشعارات التي رفعت. لقد أعادت انتفاضة البلدات المنجمية إلى الواجهة برغم عفويتها ومحليتها أهمية المقاومة ضد الاستغلال والتفقير والقمع ومصادرة الحريات عبر الانخراط في أشكال النضال الجذرية ولقد برهن على ذلك  مواطنو الحوض المنجمي والذين توصلوا وعن طريق تجربتهم الخاصة إلى ما يمكن أن تمنحه هذه الأشكال الجذرية من قدرة للجماهير عندما تنخرط فيها على الصمود والمقاومة. إن هذا الوعي هو الذي جعل انتفاضة المناجم انتفاضة تستمر أكثر من خمسة أشهر برغم كل القمع والمحاصرة. لقد أحيت انتفاضة الحوض المنجمي أيضا راية النضال من أجل المطالب المباشرة للجماهير الشعبية هذا البعد النضالي الذي غاب خلال العشريتين الفارطتين بفعل سياسة المشاركة التي أنجر إليها الإتحاد العام التونسي للشغل وبفعل عدم مراهنة المعارضة الديمقراطية بمختلف مكوناتها بما في ذلك جناحها اليساري على طرح الملف الاجتماعي وخوض نضالات على مستوى هذا السقف.  لقد أشر نشاط الجماهير في الحوض المنجمي كذلك لما للجماهير من إمكانيات غير محدودة  للمقاومة والنشاط عندما تفقد ثقتها في السياسات القائمة وعندما تجد من النخب من يساعدها على التخلص من ترددها وخوفها وينخرط معها وفي طليعتها من أجل تحقيق مطالبها المباشرة. [والكلام هنا موجه عموما للمعارضة الديمقراطية وتحديدا لمكونات جناحها اليساري الذي عجز وعلى امتداد خمسة أشهر عن تنظيم مساندة نشيطة وفعالة لهذه الانتفاضة تتجاوز إصدار البيانات والخطابات في الفضاءات المغلقة.] كما بينت الانتفاضة أيضا أن الجماهير يمكن وفي كل لحظة من اللحظات أن تتحرر من خوفها من جبروت السلطة وأجهزة الدولة القمعية متى آمنت هذه الجماهير بقوتها واتحدت على مطالبها.  لقد أسقطت التعبئة الجماهيرية والدور الذي لعبه العمال والشبيبة المعطلة والفلاحون الفقراء ومستخدمو الدولة والنساء سواء العاملات منهن أو ربات البيوت وأشكال النضال المتنوعة التي أبدعوها الرأي التبريري السائد في صفوف المعارضة الديمقراطية وفي صفوف مكونات جناحها  اليساري بكل تلويناته والذي مفاده أن هذه المعارضة لا يمكن لها أن تقدم أكثر مما تقدمه في ظل القمع السائد وسياسة القبضة الحديدية للسلطة وفي ظل غياب الوعي في صفوف الشعب وكأن مهمة توعية الشعب والرقي بأشكال نضاله ليست مهمة ملقاة على عاتقها. واليوم وبرغم مرور عامين على هذه الانتفاضة هاهي دار لقمان على حالها  لا بل ازدادت  الأوضاع سوءا سواء في منطقة الحوض المنجمي أو في البلاد ككل لذلك نقول أنه ولوضع حد لسياسات الإستغلال والتفقير التي تنتهجها السلطة الآن ولتغيير الأوضاع لا بد من العمل على خلق ميزان قوى جديد يسمح للجماهير بالنضال من أجل تحقيق مطالبها ولنا في بعض التجارب البعيدة والقريبة ما يؤكد هذا القول. وحده برنامج جذري تتفاعل فيه كل أبعاد النضال وملتصق بمطالب الجماهير المباشرة على قاعدة إستراتيجية طبقية مستقلة عن البرجوازية الليبرالية والبرجوازية الصغيرة الإصلاحية بكل تلويناتها قادر على التقدّم أشواطا بنضالات الحركة الاجتماعية نحو تحقيق أهدافها ومطالبها ليس فقط في منطقة الحوض المنجمي بل في كامل البلاد. ــــــــــــــــــــــــــــ بشير الحامدي 06 جوان 2010 


(الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 7 جوان 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

 


اعتصم اليوم بمقر التفقدية الجهوية للشغل بالقيروان ‘ وبحضور القيادات  النقابية بالجهة، أربعة عمال مطرودين من معمل “ريتون ” الألماني ، المنتصب منذ أشهر قرب معتمدية السبيخة، ولاية القيروان، وهم: ·       منى مستور ·       سميرة غوفة ·      عبد السلام الحامدي ·       محمد الفرحاني وخلال اعتصامهم رفعوا ثلاثة مطالب: إرجاعهم وبقية المطرودين تعسفا إلى سالف عملهم ، إيقاف التجاوزات الأخلاقية تجاه العمال والعاملات وتوفير وسائل الوقاية والمراقبة الطبية للعمال. وقد أكد لنا العمال ان عملية الطرد وقعت بشكل غير قانوني ، خاصة وان صاحب المصنع ومساعديه لايقبلون بالغياب بسبب المرض ( احد العمال استظهر بشهادة طبية بنه كان بالمستشفى)ولا بالاحتجاج على الوضع المهني. و حسب المعتصمين وكل النقابيين المساندين لهم ، ومنهم من أجرى جلسات عديدة للصلح ، فان صاحب المصنع ومساعديه يعاملون العملة باحتقار ولا مبالاة شديدين: فزيادة على غياب العناية الصحية والوقاية ، حيث يشتكي العمال من المواد الكيمائية القوية التي تتسبب أحيانا في تخديرهم فهم يطالبون  بفحوص طبية دورية وبقفازات تقيهم من المواد الخطرة التي يستعملونها في صناعة الأحذية. كذلك فهم يتعرضون إلى الاهانات اليومية التي تصل إلى حد تهديد العاملات وشتمهن بالكلام البذئ و رمي البعض منهن بالأحذية و غلق دورات المياه خلال العمل  ( إحدى العاملات  قالت إن المدير المسؤول تعمد غلق الباب عليها في دورة المياه أين  بقيت محتجزة  هناك  لساعات) إن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان: ·       يعبر عن مساندته التامة للعمال في النضال من اجل حقهم في الشغل وفي الكرامة الإنسانية ، ·       يندد بهذه الأساليب الغير قانونية وغير إنسانية في التعامل مع الشغالين،    ·       يدعو السلطات للتدخل من اجل إلزام صاحب المصنع ، وكل المستثمرين  في الجهة باحترام  التعهدات والقوانين المنظمة للشغل.   عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني  


بنزرت تجمع احتجاجي ناجح


بدعوة من النقابة العامة للتعليم الثانوي، تجمع المدرسون وإطاراتهم النقابية بجهة بنزرت يوم الاثنين 07 جوان حوالي الساعة الحادية عشر صباحا أمام مقر الإدارة الجهوية للتربية، احتجاجا على قرار وزارة التربية الزيادة في منحة الإصلاح في الامتحانات الوطنية من جانب واحد. رغم تواجد أعوان البوليس بالزي المدني بأعداد غفيرة، أصر المتجمعون على رفع لافتات وترديد شعارات تندد بضرب الحق النقابي المضمون دستوريا وحق التفاوض الجماعي الذي ضمنته المواثيق والاتفاقيات المحلية والدولية. كما عبر المتجمعون عن تمسكهم بهياكلهم النقابية ورفضهم لكل أشكال تهميش العمل النقابي مؤكدين أن النقابة العامة للتعليم الثانوي هي الممثل الشرعي والوحيد للأساتذة. وزعت النقابة الجهوية أثناء التجمع بيان تدين فيه الاعتداء الوحشي على عضوي النقابة العامة زهير المغزاوي ومحمد الحامدي وكاتب عام النقابة الجهوية بقابس عبد الجبار الرقيقي، ثم سلم المتجمعون حوالي الساعة الثانية عشرة إلى المدير الجهوي للتربية برقية احتجاج ترسل لوزير التربية.        عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت المكلف بالإعلام: خالد بوحاجب  


بيـــــــان القمع يطال أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي

 


حوالي الخامسة والنصف من مساء الخميس 03 جوان بعد انتهاء مسيرة التنديد بالعدوان على أسطول الحرية المتجه إلى غزة المحاصرة، بينما كان مناضلو ومناضلات التعليم الثانوي في طريق العودة إلى مقر الإتحاد العام لبدأ أشغال لقاء الجهات، إذ بمجموعة من أعوان البوليس بالزي المدني تهاجم المشاركين في المسيرة وتكيل لهم السب والشتم والكلام البذيء والضرب وتعتدي بطريقة وحشية على عضوي النقابة العامة زهير المغزاوي ومحمد الحامدي وكاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقابس عبد الجبار الرقيقي والعديد من المناضلين والمناضلات. إن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت : ·   تدين هذا الاعتداء الوحشي والهمجي الذي يكشف مرة أخرى عن أسلوب الترهيب والتصفية الذي تنتهجه الجهات الأمنية لمعاقبة الهياكل المناضلة أينما وجدت. ·   تعتبر هذا السلوك الهمجي اعتداءا على الحق النقابي وكرامة النقابيين. ·   تطالب بتتبع المعتدين قضائيا ومحاسبة المحرضين على الاعتداء. ·   تؤكد أن سياسة ′′العصا′′ لن تثني النقابيين عن مواصلة النضال من أجل تحقيق المطالب المهنية ودعم القضية الوطنية.      النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت  


برقية إلى السيد وزير التربية


إن الأساتذة بجهة بنزرت وإطاراتهم النقابية يحتجون على قرار وزارتكم المضمن بالأمر عدد 1191 لسنة 2010 المؤرخ في 24 ماي 2010 القاضي بالزيادة في منحة إصلاح الامتحانات الوطنية من جانب واحد ويعتبرون الزيادة هزيلة و القرار ضربا للحق النقابي المضمون دستوريا ولحق التفاوض الجماعي واستهتارا بكل المواثيق والاتفاقيات المحلية والدولية وتعطيلا للمفاوضات في الملف المطلبي لقطاع التعليم الثانوي. إن الأساتذة وإطاراتهم النقابية بجهة بنزرت يعتبرون هذا السلوك الغريب جزءا من مخطط وزارتكم لتهميش العمل النقابي واستبدال الطرف النقابي بأطر وجمعيات مشبوهة تزيف إرادة المدرسين. إن الأساتذة وإطاراتهم النقابية بجهة بنزرت يؤكدون أن النقابة العامة للتعليم الثانوي المنتخبة في مؤتمر ديمقراطي هي الممثل الشرعي و الوحيد لقطاع التعليم الثانوي ويعبرون عن استعدادهم للدفاع عن هياكلهم المنتخبة ومطالبهم المشروعة بكافة الأشكال النضالية.      النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت  


الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين النقابة الجهوية للتعليم الثانوي مدنين في :07/06/2010 إلى : السيد وزير التربية ع/ط المدير الجهوي للتربية بمدنين برقية إحتجاج  

تحية تربوية وبعد ، نحن مدرسي التعليم الثانوي والتربية البدنية بمدنين المتجمعين اليوم الاثنين 07 جوان 2010 أمام الإدارة الجهوية للتربية تحت إشراف نقابتنا الجهوية و نقاباتنا الأساسية تلبية لدعوة نقابتنا العامة احتجاجا على ما أقدمت عليه وزارة التربية من تصرّف أحادي الجانب متعلق بالزيادة في مكافأة إصلاح مختلف الامتحانات الوطنية نعبّر عن : ـ تنديدنا بهذا التصرّف و نعتبره ضربا صريحا للحق النقابي و لحق التفاوض الجماعي و نحمّلكم مسؤولية ما يمكن أن ينجرّ عنه من تبعات . ـ استنكارنا لغلق أبواب الإدارة الجهوية للتربية هذا اليوم في وجه المربين أثناء أوقات العمل بداية من الساعة الحادية عشر صباحا. ونؤكّد استعدادنا الكامل للدفاع عن حقوقنا بكل الأشكال المشروعة. و السلام عن المتجمعين أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي محسن لشيهب صلاح المز لوط مسعود لبيض — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

صحفي تونسي يواجه شبح السجن


خميس بن بريك-تونس يواجه الصحفي التونسي الفاهم بوكدوس إمكانية تثبيت حكم ابتدائي صدر بحقه منذ أشهر يقضي بسجنه أربعة أعوام, بتهمة نقله للأحتجاجات التي وقعت بولاية قفصة بالجنوب الغربي في يناير/ كانون الثاني2008 فيما بات يعرف بأحداث الحوض المنجمي. وأكد بوكدوس أن السلطة تعمدت توجيه التهم إليه بهدف حبسه عقابا له على تغطيته لأحداث الاحتجاج الشعبي على الفساد الإداري والبطالة والفقر بمدن ولاية قفصة, لصالح موقع إلكتروني وتلفزيون على الإنترنت. وكانت المحكمة قد أصدرت في 13 يناير/ كانون الثاني 2010 حكما بسجن بوكدوس أربعة أعوام, بتهمة انخراطه في عصابة والمشاركة في وفاق لارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك. وقال بوكدوس للجزيرة نت إنه يخشى من تثبيت الحكم بجلسة الاستئناف, وأضاف “تردي مناخ الحريات بالبلاد يجعلني أعتقد أن الحكم سيثبت”. وقال بوكدوس إنه يحاكم منذ عام 2008 في قضية سياسية يعاقبه فيها القضاء على نقله الأحداث التي بذلت السلطة جهدا للتعتيم عنها. وصدر أول حكم بالسجن بحق بوكدوس غيابيا ستة أعوام في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2008, وحكم عليه بجلسة استئناف في فبراير/ شباط 2009 وبنفس المدة. ولكنه بقي متخفيا عن الأنظار أكثر من عام. ضريبة التخفي ويقول بوكدوس إنه دفع ضريبة التخفي -ليبقى بعيدا عن الأنظار 16 شهرا- من خلال البعد عن العائلة والحرمان من العمل والافتقار للعلاج الطبي المناسب خاصة وأنه يعاني من الربو منذ أكثر من عشرين عاما. وقرر بوكدوس العودة والاعتراض على الحكم الذي خفف مطلع هذا العام إلى أربعة أعوام. وقال بوكدوس إن الشرطة منعت النشطاء الحقوقيين من حضور محاكمته التي شابتها خروقات عديدة, ولم تتوفر فيها أي شروط أو ضمانات لمحاكمة عادلة. وأضاف أن حرية الصحافة بتونس تعرف أشدّ نكساتها السنوات الأخيرة, مشيرا إلى أن “السّلطة تستعمل شتّى الطرق والوسائل الزجريّة وغير المشروعة لإحكام قبضتها بالكامل على الإعلام”. واعتبر بوكدوس أن محاكمة الصحفيين التونسيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف لا تستند التهم المقدمة خلالها إلى قرائن وحجج يعتد بها, بل تستند إلى قضاء خاضع للسلطة. من جانبه انتقد نقيب الصحفيين التونسيين المعزول ناجي البغوري هذه المحاكمات, وأكد للجزيرة نت أنّ قطاع الإعلام يشكو كثيرا من التضييقات والانتهاكات. وتنفي السلطة الادعاءات الموجهة ضدّها بفبركة وافتعال مثل هذه القضايا، معتبرة أن هؤلاء الصحفيين واجهوا قضايا حق عام وأنهم خضعوا لمحاكمات عادلة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان  2010)


موسوعة التميز والحضارة

هام جدّا / انتظروا جديد الطاهر العبيدي


في نفس الساعة التي وقعت فيها عملية الإنزال وقصف أسطول الحرية، كان زميلنا – الطاهر العبيدي – المبعوث الخاص لموسوعة التميز والحضارة، على أحد المعابر ليدخل إلى فلسطين أرض الإسراء والمعراج، رفقة الأمين العام للموسوعة الدكتور أسامة الطوري. وقريبا ستقرؤون تحقيقات ميدانية – وحوارات – ومشاهدات – ومقابلات – وارتسامات – وعيّنات أرضية للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، الواقف بشموخ وكبرياء على حدود التماس، متحدّيا كل أنواع الحصار… وستتابعون إنشاء الله عدة تفاصيل مهمّة بإمضاء موفدنا الخاص إلى فلسطين، الطاهر العبيدي المستشار الإعلامي بأوربا والمغرب العربي لموسوعة التميز والحضارة، وستكون يوميات الرحلة مستقاة ميدانيا من أريحا – نابلس – جامعة بير زيت – القدس الشريف – جبل أبو غنيم – بيت لحم – الخليل – راما لله – طول كرم – وادي الموت – المخيمات – والمعابر والجسور – والجدار العازل… والعديد من البلدات الفلسطينية التي رسمت لوحات رائعة من الصمود الوطني والثقافي، والاقتصادي والاجتماعي والميداني، والتصدي اليومي للاحتلال في فلسطين، التي تتوازى فيها الأحزان إلى جانب الأفراح، وذات التربة المباركة والتضاريس الجغرافية الرائعة، والطبيعة الخلابة.. فليس من شاهد كمن سمع، وليس من رأى كمن قرأ، وليس من مارس  كمن بحث، وليس من عايش كمن تفرج على الشاشات وسمع الأثير، وليس القابض على الجمر كما القابض على أزرار الكمبيوتر.  موسوعة التميز والحضارة www.tamayoz.net  

تـــــــــــــــعـــــــــــــــــزيـــــــــــــــــــــــة

على إثر الجريمة الآثمة و المتمثلة في قرصنة العدو الصهيوني لقافلة الحرية في عرض المياه الدولية و التي راح ضحيتها تسعة شهداء أتراك ممن على متن الباخرة التركية مرمرة، تتقدم منظمة صوت حر بباريس بأحر التعازي للشعب التركي وقيادته في شهدائهم و شهداء الأمة الإسلامية و كل غيور و مدافع عن حق الإنسان في العيش بكرامة و إباء، معتبرة أن الذين استشهدوا برصاص الإجرام و الغدر الصهيوني إنما استشهدوا دفاعا عن الحق ونصرة المظلومين والمضطهدين في أرض فلسطين المحتلة ودفعوا  دماءهم و أرواحهم  من أجل رفع حصار البغي والعسف عن غزة الجريحة الصابرة، داعين المولى عز وجل أن يتقبلهم في عليين وأن يرزق أهلهم وذويهم وجميع الشعب التركي جميل الصبر و الرضا.
عن منظمة صوت حر د. نجيب العاشوري باريس في 04 جوان 2010  


الاجتماع الدوري لأعضاء الهيئة العلمية  للمعهد العربي لحقوق الإنسان

 


25 و26 ماي 2010 انعقد بتونس العاصمة يومي 25 و26 ماي 2010 الاجتماع الدوري للهيأة العلمية للمعهد العربي لحقوق الإنسان تحت شعار “من أجل دعم استمرارية المعهد كبيت خبرة إقليمية في مجال التربية على حقوق الإنسان” بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين من عدة بلدان عربية. وافتتحها رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان أ.د الطيب البكوش بعرض ركز فيه على التوجهات الجديدة في الخطة الاستراتيجية للمعهد الجارية 2008- 2011 والقادمة 2012-2015 التي يراد منها تطوير المعهد العربي لحقوق الإنسان من مجرد منظمة حقوقية تثقيفية إلى بيت خبرة وتوفير أسباب استمرار يته في خدمة ثقافة حقوق الإنسان في البلاد العربية. وقد حلل في كلمته، المقصود ببيت الخبرة وشروط استمرار يته مركزا على تجارب بناء نماذج العمل القائمة على التخطيط الاستراتيجي وتنسيق البرامج المندمجة وتشريك المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الرسمية للنهوض بحقوق الإنسان. ومن التجارب السابقة في بناء النماذج ، إدماج التربية على حقوق الإنسان في المناهج التعليمية وتوجيه اهتمام الوسائط الإعلامية إلى حقوق الإنسان ونموذج التقييم وقياس الأثر في مجال تدريب المدربين وماستر حقوق الطفل، وهي نماذج في حاجة إلى المواصلة والتوسيع والتعميق. ومن النماذج الجارية والمستقبلية ، بناء نموذج نشر ثقافة حقوق الإنسان في أوساط الفئات المهمشة والتثقيف الشعبي وذلك بالتركيز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن شروط الاستمرارية أشار رئيس المعهد إلى مشروع بعث مركز متخصص في التربية على حقوق الإنسان.  وإثر كلمة رئيس المعهد تعرضت السيدة لمياء قرار، المديرة التنفيذية للمعهد في كلمتها إلى التحديات والفرص الداخلية والخارجية أمام تنفيذ هذه التوجهات الجديدة. وقد دار بعد ذلك نقاش حول هذه المحاور الهامة. وتوزع المشاركون إلى ثلاث مجموعات عمل قدمت نتائج أعمالها في اليوم الثاني من اجتماع الهيأة العلمية: 1-    لجنة الهياكل الاستراتيجية لفروع المعهد العربي لحقوق الإنسان:تناولت موضوع تعزيز دور الهياكل المتخصصة والفروع التابعة للمعهد العربي في مجال التخطيط والبرمجة و التفكير الاستراتيجي لضمان إشعاع المعهد العربي كبيت خبرة متخصص في مجال التربية على حقوق الإنسان. 2-لجنة الخطة الاستراتيجية الجارية وسبل تنفيذ بقية الأنشطة: تناولت تحليل وتقييم محاور برنامج عمل الخطة الإستراتيجية الحالية 2008 -2011 وإبراز الصعوبات التي حالت دون تنفيذ بعض الأنشطة المبرمجة خلالها. 3-لجنة الخطة القادمة 2012-2015:تناولت مسألة الإطار المستقبلي للمعهد (رسالته ومهامه ووسائل عمله) ) مع تقديم التوجهات والخطوط العريضة للخطة الإستراتيجية القادمة للمعهد العربي . وقد ناقش المشاركون تقارير اللجان والتوصيات التي سترفع إلى مجلس الإدارة القادم. ( جويلية 2010).   ندوة إقليمية حول: “إشكاليات حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وإعمالها في البلدان العربية” تونس، 26-27/05/2010 على إثر اجتماع الهيئة العلمية، تم عقد الندوة الإقليمية حول: “إشكاليات حماية الحقوق الاقتصادية الاجتماعية وإعمالها في البلدان العربية”، يومي 26 و 27 ماي2010 بدعم من مؤسستي فورد و المستقبل. و في جلسة الافتتاح  رحبت السيدة لمياء قرار المديرة التنفيذية للمعهد بالحاضرين وأحالت الكلمة تباعا إلى رئيسة مؤسسة المستقبل ورئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان. وقد قدمت الأستاذة نبيلة حمزة في كلمتها  نبذة عن أهم أهداف وأنشطة  مؤسستها وركزت على أهم الإشكاليات التي تواجه اليوم إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية.  ثم تناول أ.د. الطيب البكوش ، رئيس مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان الكلمة واضعا الورشة في إطارها.  وقدم عرضا حلل فيه الخلفية التاريخية للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية معللا عدم اشتمال الندوة على الحقوق الثقافية لأنها كانت في البداية غير واضحة المعالم ولم يقع التعمق في تحديدها إلا في السنين الأخيرة مما حولها من الذيل إلى مركز الصدارة ، وهو ما يجعلها جديرة بأن نخصها بندوة متميزة . ولهذه الأسباب تم التركيز في هذه الندوة على الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية . كما لاحظ أن المعهد يعتزم مضاعفة الاهتمام بهذه الحقوق نظرا إلى تزايد عدد المنظمات العربية غير الحكومية العاملة في مجال التنمية والبيئة وغيرها بدون أن تكون لها خلفية حقوقية هي في الواقع ضرورية لربط العلاقة ونشر الوعي بأهمية الثقافة الحقوقية في كل عمل اجتماعي. وقد أكد في هذه الكلمة على أن  محاور الندوة تتنزل ضمن التوجهات الجديدة للمعهد العربي، مثل الاهتمام بالفئات المهمشة التي لم تحض في السابق بعناية كافية، وسوف يبدأ العمل بهذه التوجهات في ما تبقى من الخطة الجارية 2008-2011 مع  تركيز أكبر في الخطة القادمة 2012-2015 على هذه القضايا .    تم عرض عدد من المحاضرات المشفوعة بنقاش وهي على التوالي: *  مداخلة حول: “الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وإشكالاتها في زمن العولمة وفي ضوء الوضع الدولي والإقليمي الراهن ( أ . محمود بن رمضان)  * مداخلتان حول: “أدوات التقاضي والمساعدة القانونية في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: “نموذج الحق في الصحة وحقوق العمال”. * ( أ.حسام بهجت و أ.خالد علي) *    مداخلة حول: “تطوير السياسات من أجل إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (أ. علاء شلبي) *    مداخلتان حول: “أدوات إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية”. ( أ. جمال الشاهدي و أ. رولا بدران) *    مداخلة حول: “أيّ دور لمنظمات المجتمع المدني العربي في مجال حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وإعمالها؟  أ. أحمد كرعود   الدورة التدريبية المغاربية حول  التقنيات الحديثة في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان 26 -28 ماي 2010
   نظم المعهد العربي لحقوق الإنسان الدورة التدريبية المغاربية حول التقنيات الحديثة لنشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال استعمال التقنيات السمعية البصرية، من 26 إلى 28 ماي 2010 بتونس العاصمة وذلك بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية. وقد شارك في هذه الدورة 17 مشاركة ومشاركا من ثلاثة بلدان مغاربية ( تونس والجزائر والمغرب). وقد نشط هذه الدورة المدرب الكونغولي “بوكيني واروزي” من مؤسسة الشاهد WITNESS. وقد تمثل الهدف العام للدورة في الإطلاع على التقنيات الحديثة لاستعمال الفيديو وتزويد المشاركين بمهارات عملية حول التوثيق في مجال حقوق الإنسان. بعد التعرف على الإطار النظري الخاص باستعمال تقنيات الفيديو واختيار المواضيع الخاصة بحقوق الإنسان قام المشاركون بتطبيق تلك التقنيات وذلك من خلال إعداد وتقديم وتقييم نماذج من الإنتاج حول مواضيع  العنف ضد المرأة والأطفال المتشردين وحماية البيئة وحرية التنقل وحرية الرأي والتعبير.  
روضة المعلاوي مسؤولة برنامج الموقع والإعلام بالمعهد العربي لحقوق الإنسان  


في ذكرى الإعلان عن تأسيس حركة الاتجاه الإسلامي التونسية، النهضة حاليا 6 جوان 1981 – 6 جوان 2010 “29 سنة من أجل الحرية وسنضل على العــــهد”

 


عقدت مساء السبت 05جوان 2010 بمدينة باريس أمسية إحتفالية  إحياءً لذكرى تأسيس حركة الاتجاه الاسلامي سابقا النهضة حاليا بمشاركة جملة من التيارات السياسية التونسية و بحضور كثيف من أبناء حركة النهضة بالمهجر و مجموعة من أصدقائهم. و بهذه المناسبة التي حرصت حركة النهضة على إحيائها سنويا اختارت الحركة التأكيد على مبادئها في الدفاع عن الحرية بالتعاون مع جميع مكونات المجتمع التونسي. كما لم يفتها أن ترسل ببعض الرسائل في اتجاهات مختلفة.
جاء الاحتفال بعد أن شارك الجميع في المسيرة الضخمة التي جابت شوارع باريس من أجل التضامن مع قافلة الحرية و التنديد بالعدوان الصهيوني على المتضامنين على متن الأسطول و دعوة لرفع الحصار عن أهلنا في غزة.
“29 سنة من أجل الحرية وسنضل على العــــهد” ذاك هو الشعار الذي انتظم أغلب المداخلات. و كما كانت غزة حاضرة قبل بداية الاحتفال فقد حضرت كذلك بدايتة، و ذلك عندما بثت كلمة الشيخ راشد الغنوشي الرئيس الحالي لحركة النهضة و التي كانت مسجلة صبيحة نفس اليوم نظرا لتواصل منعه من دخول فرنسا. حضرت غزة  عبر كلمة الشيخ الغنوشي و الذي أكد فيها على مبدئية القضية  و بعدها النضالي التحرري الذي من أجله تحتفل النهضة  بالذكرى 29 لتأسيسها ، فغزة هي عنوان التحرر والنهوض داخل هذه الأمّة وهي بوصلتها في كدحها وكفاحها من أجل التحرّر والحريّة فغزّة تحاصر إسرائيل بعد أن ظنّت إسرائيل أنها تحاصرها. معركة الحريّة في تونس هي معركة كل التونسيين.. كل الأحزاب السياسية المعارضة و الجادّة.. كل أطراف المجتمع المدني التونسي ومنظماته الأهلية.. الكل مدعو لأن يساهم في رفع القيود التي تكبّل الحريّات في تونس فاتجاه التاريخ توجهه غزّة بكل إصرار وعزّة  وتصوبه نحو الحريّة وما ينبغي لاتجاه الواقع في تونس إلا أن يتماثل مع اتجاه واقع هذه الأمة.
الإسلام في اتجاه متصاعد وهويّة الأمّة تتجذر في كيانها ومعركة الهويّة في تونس أيضا حسمت لصالح تجذر هويّتها ، وان كان هناك من معركة واجبة في تونس اليوم فهي معركة الحريّــــات…إذاً فكما غزّة تحاصر عدوّها الغاشم ، عدوّها الإسرائيلي بعدما ظن لفترة انه يحاصرها ، فان الحريّة في تونس تحاصر الاستبداد وأهله..
  ولأن تونس تتّسع لكل أبنائها فلا بد أن تتسع ثقافة الأحزاب السياسية في تونس خطاباً وممارسة إلى الرأي الآخر ولا بدّ أن تلتقي الإرادات رغم اختلافات وجهات النظر على برنامج سياسي يعيد مطلب الحريّة في بعده السياسي إلى قلب الحراك النضالي التونسي ويجمع كل الأطراف السياسية . تلك هي جملة المعاني التي جاءت في مصافحة الشيخ راشد مختتما كلامه بتحيّة موّجهة لرئيسه الأسبق، رئيس حركة النهضة الدكتور الحر الصادق شورو وكل اخوانه الآخرين: الدولاتلي و علي العريض و العجمي الجبالي و الهاروني و إخوانهم الاخرين.    
  “من أجل الخروج من مأزق الإستبداد في تونس ” ذاك هو العنوان الثاني لهذا  الإحتفال فبعد تحيّة الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ” الصديق الصعب والشرس” كما يصف نفسه، لشهداء سفينة الحريّة وخاصة منهم الأتراك أوصل التحية إلى المناضلين في تونس الذين سقطوا أيضا في معركة الحريّة، و وقف الجميع تلبية لدعوة الدكتور المرزوقي  تكريما تكريما لشهداء القافلة وقراءة الفاتحة على ارواحهم. كلمة الدكتور المرزوقي كانت قصيرة ولكنها مركّزة . وكعادته الوجهة والبوصلة  عنده واضحة ، انه الاستبداد والاستعمار الداخلي الذي يحكم شعب تونس، مذكرا بمقولته بالحاكم الذي ” لا يَصلُح ولا يُصْلِح” وأنه مازال على رأيه في أن لا أحدا من التيارات الفكريّة عنده الحل لوحده وفقط مشيرا لسوء الفهم الذي حصل بعد ما كتب مقاله قبل أشهر “الإسلام ليس الحل” ، موضحا في هذا الإطار أن الجميع يشترك في الحلول ولذلك تأتي أهميّة العمل المشترك والتعاون فلا أحد من التيارات الفكرية والسياسية تملك لوحدها الحل الكامل على حد تعبيره وفكرته. وأنهى الدكتور مداخلته بتهنئة الحاضرين بذكرى  ميلاد حركتهم داعيا لهم التوفيق والسداد. كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساء عندما انهي الدكتور المرزوقي مداخلته.
ثم  توقف الحفل لصلاة المغرب وتناول وجبة عشاء …بعد ذلك تواصلت الأمسية بتقديم السيد أمية الصديق عن الحزب الديمقراطي التقدمي مداخلته في هذا الحفل مركزا على مكونات ثلاثة تختزن حصائل التدافع الفكري الذي تعيشه تونس بين مختلف فصائلها السياسية الجادّة. فتونس، وكما قال ، بحاجة إلى يسار ولكنه اليسار المدافع عن العدالة الاجتماعية والذي يحترم هويّة شعبه العربية الإسلامية كما أنه و في ذات الوقت في حاجة  إلى حركة إسلامية ولكنها الحركة المدافعة عن المظلومين والمنحازة إلى حقوقهم في العدالة الاجتماعية و تونس بحاجة أيضا الى  تيارها القومي المدافع عن عروبة تونس وإسلاميتها. تونس بحاجة حقيقة إلى هؤلاء جميعا و ليس بالمعنى الآني والبراغماتي لأن مشروع الحريّة في تونس لا يمكن أن يقوم عليه طرف واحد دون الآخرين. بعد ذلك أحيلت الكلمة إلى ممثل حركة النهضة ، الدكتور محمد بن سالم الذي انطلق من الشعار الثاني المرفوع داخل القاعة ألا وهو ” الحريّة لسجين الحريّة الدكتور الصادق شورو” قائلا: لا بد من تحيّة شيخ المدافعين عن الحريّة الدكتور الصادق شورو وكل القابضين عن الجمر في تونس وتحيّة المهاجرين وتحيّة كل أصدقاء حركتنا، حركة النهضة، الذين شاركوها احتفالها هذا .كما حيّ الدكتور محمد بن سالم الشيخ راشد الغنوشي على ما قام ويقوم به من أجل الحريّة في تونس وفي كل العالم، مستنكرا ومستهجنا الحملة القذرة التي يقودها بعض المشبوهين في النيل من سمعته الساطعة على المستوى الوطني و الإقليمي و الدولي والتي شهد بها البعيد قبل القريب .وفي ختام كلمته،  ذكّر الدكتور محمد بن سالم  على مبدئيّة حركة النهضة و حرصها على وحدتها وقبول الرأي المخالف و التباين إن كان ضمن صفوفها أو خارجها. إذ هو تباين وتنوّع تحتاجه الحركة وهو دليل قوتها و صلابتها وديمقراطيتها. ثم و بعد هذه المداخلة، اختتم الاحتفال.
هوامش:

1.غصّت قاعة الإحتفال بالإخوة والأخوات والأطفال. 2.جاءت الوفود من سويسرا، وألمانيا، وهولندا و ايطاليا إضافة إلى المضيفين  الإخوة بفرنسا. 3.نشط الاحتفال الأخ حسين الجزيري. 4.” الطاجين والبقلاوة ” كعادتهما كانتا حاضرتين في الأكلة التي قدمت للحاضرين مع القهوة والشاي والمشروبات. 5.عرض كتاب ” مواطنون تحت الحصار” للبيع. 6.صحيفة ” الموقف” لسان حال  الحزب الديمقراطي التقدمي كانت حاضرة واقتناها الكثير من الحاضرين.  7.كانت الفقرات الفنية من إحياء فرقة ” الزيتونة” من سويسرا وكانت كالعادة نجم اللقاء بأناشيدها الملتزمة و المبدئية وبحلة جديدة من الأغاني الوطنية و” الحزبية” ، حيث غنت للوطن وللمهجرين وللصامدين وعلى رأسهم الشيخين شورو والغنوشي  نذكر منها:  هبي يا بشائر هبي .. هبي على نهضتنا هبي… هبي يا بشائر هبي  على الزيتونة هبي احمي يا ربي احمي ..احمي نهضتنا احمي  وخليها يا ربي ديمة في قلبي..   صامد…صامد  صامد يا  شورو صامد يا غنوشي سير سير ..وكما سجل عود و صوت الأخ محسن الزمزمي حضورهما المميز. 8. التفاعل كان واضحا من الإخوة والأخوات والذي تمثل في التصفيق والزغاريد والتكبير وخاصة بعد مداخلة ومصافحة الشيخ راشد الغنوشي للحاضرين وكذلك تفاعلا مع أغاني فرقة الزيتونة و لالاخ الزمزمي وكلمة ممثل النهضة السيد محمد بن سالم.  


في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية. حركة النهضة بين الأمس واليوم.

 


((( 4 ))). مواصلة مع مختلف معالجات الحركة للحاجات التي قامت لتلبيتها. ما هو الغرض من بسط مختلف معالجات الحركة للتحديات التي قامت لمواجهتها؟ 1 ـ التذكير بالثوابت القطعية التي ضمنتها الحركة بطاقة هويتها من أول يوم. 2 ـ التذكير بأن كسب الحركة بعد أزيد من أربعة عقود كان وفيا بالجملة لهويتها. 3 ـ أخطاء الطريق التي لا يسلم منها صاحب سبيل لا يدعي العصمة كذبا أخطاء إمتزجت فيها داعيات الإكراه من لدن أشد السلط العربية والإسلامية جورا ضد الهوية الوطنية للأمة وضد حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية من جهة مع كونها أخطاء تقديرية في الحقل السياسي وليست أخطاء فكرية والفارق بين الأمرين عند العقلاء فارق شاسع من جهة أخرى فضلا عن كون تلك الأخطاء كان يغلب عليها الطابع الداخلي بما ضيق على الحركة ـ في بعض المراحل ـ فرصا أفسح للمبادرة ولكن المؤكد أن الحركة لم تجن بأخطائها الداخلية على نفس واحدة من جهة ثالثة بل إنها كانت ـ ولن تزال ـ أكبر عامل من عوامل إستقرار البلاد لتجنيبها نيران جهنم التي فتحت أبوابها في الجزائر والمغرب ومصر وليبيا والخليج إلخ.. 4 ـ للتذكير بأن الحركة ـ رغم أخطائها ـ كانت أملا ـ ولن تزال ـ لتونس تلبي لها مع شركاء الطريق في كل حقول الإصلاح ما به تضع أقدامها من جديد على درب النهضة ضمن دائرتها العربية الإسلامية على قاعدة الهوية الوطنية المطعمة بقيم الحداثة والديمقراطية. غير أن نظام الحكم ـ في العهدين القديم والجديد ـ إختار الإقصاء ودعوة فرعون التي جنت على فرعون نفسه : ما أريكم إلا ما أرى!!! لذلك كان الإنتظام ضمن العروبة والإسلام وفضاء التفكير العقدي المستهدي بقيمه من مثل التوحيد ( ليس عقيدة فحسب ولكن أثر ذلك على الشخصية المعاصرة بما يكسبها المناعة ويعصمها من التشظي والتخاذل) والمقاصدية والنقدية والسننية والسببية والمقارنة .. لذلك كان الإنتظام ضمن ذلك الفضاء ثلاثي الأبعاد ( عروبة + إسلام + وسطية) خير ما أعدته الحركة لمواجهة التحديات التي قامت لتلبيتها وهو ما تكفلت به الحلقة المنصرمة من هذه السلسلة. 2 ـ الإنتظام ضمن منهاج إصلاحي ديمقراطي. الإشكالية الحضارية والمعالجة البراقماتية. ليس هناك من إشكالية حضارية ثقافية من العيار الثقيل جدا لن تزال لعقود أخرى طويلة تستأثر بنصيب الأسد في المقاربات الإنسانية ( إسلامية وغربية ومنصفة ومجحفة) من مثل إشكالية الإسلام والغرب أو الإسلام والديمقراطية أو الإسلام والعالمانية أو الإسلام والحداثة وكلها أسماء لحقل واحد وليس لشيء واحد. منشأ الإشكالية معروف عند أهل الصنعة وليس هو سوى آثار ما عبر عنه الشيخ المرحوم محمد الغزالي بعقدتي الجمل وصفين أو ما عبر عنه المستشار طارق البشري بين الوافد والموروث ولعلها من منن القدر العجيب أن يكون مؤسس الحركة وزعيمها الشيخ الغنوشي أحد فرسان تلك الإشكالية الحضارية الثقيلة بل إنه لك أن تقول بإطمئنان بأن نهج الحركة الفكري هو عنوان كتاب للرجل كتبه بالإشتراك : نحن والغرب وذلك قبل زهاء أربعة عقود تقريبا. نحن والغرب : ليس عنوان كتاب ولكنه عنوان مرحلة حضارية هي مرحلة أفول من جانب ومرحلة صعود من جانب آخر. هي مرحلة إنتقالية بين سقوط الخلافة العثمانية وبين تمكن الصحوة الإسلامية العاصرة من منافذ التأثير ومعاقد التوجيه. معالجة براقماتية لا بد منها. البراقماتيا معناها النفعية والمقصود منها هنا أن الحركة إعتمدت المنهج البراغماتي في تناول أعقد وأثقل إشكالية حضارية لزماننا بما يعني : التقدم على درب تفكيك العلاقة بين الإسلام والغرب من جهة ومعالجة الوضع التونسي عمليا من خلال العلاقة ذاتها والمنهج ذاته من جهة أخرى ولذلك ووجهت الحركة بسيل من الإنتقادات عام 1981 بسبب إعلانها تبني المنهج الديمقراطي طريقا للإصلاح وذلك هو معنى قولك : حركة النهضة هي أول حركة في التاريخ الإسلامي طرا مطلقا تتبنى العمل السياسي الديمقراطي بمقتضياته الإدارية من مثل تقديم مطلب تأشيرة.. حقيقة طوى التاريخ الثقيل الذي جاء بعد ذلك الإعلان جزء كبيرا منها والرمال كفيلة دوما بدفن ما تحتها.. جمع الخيار الديمقراطي للحركة بين الحكمة والحرج. بقدر ما كان ذلك الخيار ينم عن حكمة بالغة من جانب الحركة كان ينشئ إحراجات ثقيلة في الجانب الآخر : جانب السلطة وإمتداداتها في داخل البلاد و من يرعاها من خارج البلاد. لك أن تقول بإطمئنان كبير بأن الحركة الإسلامية المعاصرة ( بدء من الإخوان المسلمين وليس إنتهاء بهم ولا بأحد) كانت أكبر إمتحان تتعرض له التجربة الغربية الديمقراطية ليؤول الإمتحان بالضرورة إلى حقيقة لن تزال الأيام الحبلى تكشف عنها : حول الديمقراطية الغربية وعور موازينها وإختلال أرصدتها في عالم الفطرة والسنن. ربما كانت الفيس الجزائرية ضربة قوية عاتية أو مسمارا حادا في ذلك النعش ولكن ضربات أخرى موفقة حكيمة تعتصم بالصبر كفيلة بهذه الأيلولة بعد عقود إن شاء الله تعالى : الإسلام هو الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بعلاقة الحاكم بالمحكوم والمؤسسة بالفضاء الشعبي وسلطة الإعلام بالرأي الآخر. والديمقراطية هي الإسلام عندما يتعلق الأمر بجانبه السياسي والإعلامي وإدارة المعارك الفكرية أو قل : عندما تكون الديمقراطية منهج إدارة محايد لا يتلبس بحقله الفلسفي المصدري.لك أن تقول أن بورقيبة إنما شن حملة هوجاء ضد الحركة ـ ولكنها في كل الحالات لا تقاس بالحملات الإستئصالية التي يقودها خلفه المنقلب ضده بسبب إختلاف شديد جدا في ثقافة الرجلين ـ بسبب خيارها الديمقراطي فإذا كان ذلك الخيار متأسسا على ما كرس بورقيبة حياته لوأده أي الإسلام فإن مبررات المواجهة أكثر من أن تحصى. الشريعة والديمقراطية. بعض المسائل لا ينفع فيها تضلع من العلم الشرعي ـ وخاصة فروعها دون أصولها ـ إذا كان وعي صاحبها بالزمان والمكان والحاجات والضرورات والموازنات والأولويات وما عبر عنه الفقه قديما بالفرائض الكفائية .. إذا كان ذلك صفرا أو قريبا من الصفر فإن العلم الشرعي قد يكون عبئا ثقيلا على صاحبه لأنه يثير له إشكالا عقديا خطيرا جدا هو : الإسلام التاريخي والمدون في كتبه على خصومة مع العصر. من علامات موت الإنسان : وجود خصومة في عقله بين الإسلام والعصر. سؤال يطرحه بعض السذج : لم لم تطالب حركة النهضة ولو مرة واحدة في حياتها بتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس؟ وهذا هو الجواب : 1 ـ لأن الشريعة فرع عن أصل وليست أصلا لفرع. 2 ـ لأن الشريعة منهاج كامل متكامل وليس هو مقصور على الجانب الجزائي والعقابي. 3 ـ لأن الذي يطلب شيئا من فاقد له لا يسمى في اللغة والعرف سوى مرفوعا عنه القلم. إبتليت تونس ـ وليس كغيرها من البلاد العربية والإسلامية عدا تركيا من زاوية الكيف إن لم يكن من زاويتي الكم والكيف معا ـ بعالمانية غربية شديدة الشراسة وغريبة العداوة للإسلام دينا فضلا عن كونه منهاج حياة. الأمر سابق لبورقيبة من جهة ومتداخل العوامل من جهة أخرى بسبب أن أعرق حزب ـ غير الحزب الحاكم ـ هو الحزب الشيوعي التونسي المؤسس عام 1920 وعلاقة تونس من جوانب كثيرة بفرنسا معروفة فضلا عن تذرر المجتمع قبليا وما يسمى في تونس ( عروشيا) من زمن مبكر وعوامل التضاريس والتاريخ والإنسجام الذي هو نعمة ونقمة في الآن نفسه .. كل ذلك جعل من تونس مرتعا خصبا جدا للعالمانية الغربية شديدة الشراسة والعداوة للإسلام دينا.. العالمانية ( حتى بتقسيمات الدكتور عمارة وغيره : عالمانية جزئية وكلية) هي التحدي العقدي الأكبر في وجه الإسلام اليوم. ليس الإستبداد السياسي هو التحدي العقدي الأكبر للإسلام اليوم رغم أنه تحد عقدي عملي يعمل عمل الجرثومة في الجسم. لكن المشكلة المعقدة هي : إلتقاء الإستبداد السياسي اليوم في كثير من بلداننا ـ تونس مثلا في العهد النوفمبري ـ مع العالمانية إلتقاء تحالف.. إذا كان ذلك كذلك فإن مواجهة العالمانية عقديا أي فكريا وثقافيا أولوية مقدمة على تطبيق الشريعة لأن الشريعة فرع عن العقيدة وليس العكس. دعك من الأغرار الذين يستعيدون معارك كلامية عقدية عفا عنها الزمن. هؤلاء لو علم العالمانيون بسفاهتهم العقلية لدروا عليهم أموالا طائلة سخاء على معارك جانبية.. الحركة تعمل على تطبيق الشريعة السياسية والإقتصادية والعمرانية. دعنا نتفرغ للجزء الثالث من سؤالك. الحركة لم تطالب بتطبيق الشريعة لأنه لا يوجد من تطالبه بذلك في تونس. هل تطالب بورقيبة أم تطالب بن علي؟ بورقيبة لا يعني ثقافيا وحضاريا سوى التمكين للثقافة الفرنسية فلسفة في الحياة وإدارة للحكم إلا جانبه الديمقراطي والإعلامي. أما بن علي فلا يعدو أن يكون في أحسن الأحوال عصا غليظة يبطش بها العالمانيون المتحالفون معه ومع عائلته وعائلة أصهاره وبقية المشهد المافيوي وهو في الحقيقة من هذا الجانب في موضع رث للغاية لأنه ينفذ دون وعي منه سياسة الأرض المحروقة ضد هوية البلاد ومصالحها الإستراتيجية دون أن يكون يوما في حياته جزء من مشروع من هذا القبيل ولا مقارنة بينه وبين بورقيبة الذي صنع تونس المعاصرة على يديه وعينيه صنعا عجيبا. فاقد الشيء إذن لا يعطيه كما قالت العرب. المطالبة بشيء غالبا ما تكون عجزا أو حمقا أو إحراجا سياسيا ذكيا.الحركة لم تتبن منهج المطالبة إلا من باب الإحراج ـ من مثل مطالبتها بإقالة محمد الشرفي الوزير الأسبق الذي مكن له بن علي ليقوم بتجفيف منابع التدين في البرنامج الدراسي التعليمي ـ.إنما تبنت الحركة منهج العمل السياسي بمقتضياته الداخلية والخارجية المعروفة لأجل توطئة الأجواء وتمهيد المناخات في البلاد إنتقالا لمرحلة ديمقراطية تكون كفيلة بتطبيق المنهاج الإسلامي السياسي ومخه قطعا : الحرية والكرامة والعدالة وإرادة المواطن والمجتمع والتداول على السلطة ورعاية الهوية الوطنية للبلاد ( العروبة والإسلام والجمهورية) وغير ذلك مما هو معروف. تلك هي مقاربة الحركة : الحرية هي مناط الخير كله. مقاربة تقوم على أن الحرية هي الشرط المشروط لتطبيق ما أمكن من الخير وتنفيذ ما تسنى من مقاصد الإسلام العظمى وأصوله الكبرى من مثل وحدة الجماعة وشوراها ورغدها المادي ومناعتها العسكرية فضلا عن كرامة الإنسان المقدمة عقيدة معقودة وليست مستحبا أو نافلة. مقاربة قوامها أن الإنسان إذا تحرر من العبودية لغير خالقه ومالكه سبحانه فإنه جدير بالخلافة والأمانة والعمارة والعبادة وإقامة القسط بين الناس. مقاربة قوامها أن الإنسان يقاد من عقله أولا تصديقا ثم من قلبه ثانيا حبا فإذا تحرر صنع العجائب والمعجزات. هو طريق شاق طويل دون ريب ولكن نتائجه مضمونة بإذنه سبحانه والأهم من ذلك أن المراكمة عليه ممكنة لئلا تلعن أمة أختها. لسان حال الحركة يقول : الحرية مناط التكليف فلا يكلف مستعبد خائف ولا يعول على جزع جشع ومادامت السلطة تبث الهلع في الناس فإن منافذ النماء والرقي كلها مغلقة ما كان منها ماديا وما كان منها معنويا. المتنكر للشريعة جحودا بعد علم كافر دون ريب. أما الواضع لها ـ مطالبة أو تطبيقا ـ في مناخ غير مناسب ليس سوى فتانا يصرف الناس عن الإسلام بعرض نموذج سيء ولن تشفع له نيته “ الحسنة “ والإسلام لا ينفعه الدراويش.. الديمقراطية والجهاد. هذا سؤال سأله أحد الصحافيين يوم 06 جوان حزيران 1981 في الندوة الصحفية. أجاب الشيخ الغنوشي ـ قبل ثلاثة عقود ـ بأن مقاربة الحركة للجهاد تقوم على أن كل عمل يقوم به مسلم منتصرا به لقيم الإسلام في أي جانب من جوانب الحياة مخلصا وجهه له وحده سبحانه يعد جهادا في سبيل الله. وليس القتال سوى مظهر وحيد من مظاهر الجهاد.كان ذلك قبل نشوء السلفية الجهادية التي تأخذ البريء بجريرة الظالم وقبل أن تختلط كثير من الحوابل بكثير من النوابل.. ولكن الرمال كفيلة بطمر الثمائن والرجال كفيلون بالتنقيب عن الثمائن. وحتى لقاء قابل. الهادي بريك ـ ألمانيا  
 


حركة النّهضة وحصاد ثلاثة عقود :الأخطاء القاتلة وغياب التداول و الشفافية  والمحاسبة  ولّدت الإنفجار   2\2


في البدية أنصح بعض الإخوة الذين يردّدون الإسطوانة المشروخة ( من مثل هذا المقال شرط من شروط التوبة ,  هذا المقال كتب له   ,هذا مقال من أجل جواز السفر  هذا سب للحركة لن تستفيد منه إلا السلطة ألخ …..) أنصحهم بالكف عن الهروب والمراوغة  وأن يردّوا علي مقالات الإخوة بكلّ أدب وإحترام  إن كانوا يملكون ردّ , أمّا سياسة تكميم الأفواه  والإتهامات الباطلة  فلن ترهب أحدا ومقالات التخوين لن تسكت أحدا عن قول الحق   , وحركة  النهضة ليست ملكا خاصّا لأحد وليست مزرعة خاصّة لمجموعة معيّنة  بل هي إرث عام يحق لجميع من إكتوا بنار هذه المحرقة   ان يدلوا فيها بدلوهم  ويشخصوا الخور والأمراض التي نسفت بمشروع أفنوا من أجله زهرة شبابهم  وهي تجربة إنسانية  تحتمل  الخطأ والصواب  كما أن هؤلاء القوم لا يمكن لهم أن يزايدوا علينا  فقد دفعنا نحن وأهالينا  فاتورة خياراتهم الكارثية كاملة دون نقصان بينما زجّوا هم بنا  في مستنقع  الألغام  وفرّوا بجلودهم  وقد صبرنا وتحمّلنا آذاهم  ومكابرتهم عشرون سنة كاملة  آملين أن يعودوا إلي جادّة الحق ولكن  لا حياة لمن تنادي ثمّ نسأل هؤلاء الإخوة الذين يعتبرون  أن مايكتب من مقالات  لتشخيص الأمراض التي نخرت جسم الحركة والنفق المظلم  الذي أدخلتها فيه قيادتها طوال العشرين سنة الفارطة نسألهم إن كان  هذة الكتابات هي تكملة  لما تقوله الصحف الصفراء والحمراء  في تونس  أليس ما تكتبونه أنتم من تخوين  وتحقير واتهامات باطلة لإخوانكم هي صحف صفراء من نوع آخر ؟؟؟ ولو إفترضنا أنّ ما تتهمون به إخوانكم صحيح فمن أوصل  هؤلاء الإخوة  الذين كانوا أعزاء في وطنهم الي مثل هذه الحالة  من الذلّة والهوان غير نهجكم الكارثي منذ 1991 والي غاية اليوم  وتنصّلكم من المسؤولية وإصراركم علي تأبيد الأزمة حماية لأنفسكم من المساءلة والمحاسبة ؟؟ أعود إلي  صلب الموضوع وتكملة لما ذكرته في  الجزء الأوّل  فإنّ أبناء الحركة وأتباعها قد إستأمنوا قيادة الحركة علي تسيير قافلة الإصلاح والدعوة   وكان أمام القيادة  طريق سالكة وآمنة لكنّها طويلة جدّا تتخلّلها عقبات وأشواك وأوحال لكنّ صبر وأحتساب أبناء الحركة  وأتباعنا كان  أكبر من كل  تلك العقبات وإيمانهم بمشروع الإصلاح والدعوة إلي الله كان كفيلا بتجاوز تلك الأشواك والأوحال قدوتهم في ذلك صبر واحتساب الأنبياء والصّالحين واالمصلحين  وعوض أن تسلك قيادة الحركة بأبنائها هذه الطريق السالكة والآمنة  استعجلت أمرها  وحادت بهم عن هذا المسلك لتزج بهم في طريق محفوف بالألغام  بعد أن اكدت لهم  بأن هذه الطريق سالكة وسريعة وأنها تتوفّر علي كاسحات ألغام كفيلة بحمايتهم من الوقوع في المطبّات  بل أنّ أغلب أبناء الحركة وأتباعها كانوا يظنّون إلي آخر لحظة أن قيادتهم تسلك بهم الطريق الأوّلى  الآمنة ولم يعلموا أبدا بهذه الطريق الثانية إلاّ بعد أن وقعوا في مستنقع الألغام فبترت  أطرافهم وأصيبوا بعاهات  مستديمة  وفي هذه الأثناء أمّنت القيادة لنفسها مسالك جانبية  للفرار والنجاة  بجلدها لأنها كانت تدرك أن إمكانية المرور السليم من هذه الطّريق ضئيلة جدّا بل ربّما  معدومة وبعد أن تمكّن بعض أتباع الحركة من الفرار من مستنقع الألغام هذا بعد ان نزفت دماؤهم وبترت أطرافهم إلتحقوا بقيادة  الحركة في الخارج  وبعد وصولهم سألوها  لماذا زجّت بهم في مستنقع الألغام هذا وتركت الطريق الآمنة  والطويلة  فأجابتهم القيادة بأن المسؤول عن بتر أطرافهم وعاهاتهم المستديمة وضياع مشروعهم هو من زرع الألغام  وليست  خيارات القيادة !!!وعندما سألوا القيادة مرّة أخري لماذا زجّت بهم في مستنقع الألغام هذا ثمّ فرّت بجلدها وتركتهم ينزفون  أجابتهم القيادة  باّن المصلحة العامّة وضرورة المحافظة  علي كيان الحركة هي سبب وجيه  لفرار القيادة !!وما عليهم إلاّ أن يكفّوا  عن الخوض في مثل هذه المواضيع التي هي نزغ من عمل الشيطان !! واستشهدت القيادة لهم بالآية الكريمة  ” يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم”  وطلبت منهم أن يتكتّلوا من  جديد خلفها من أجل الإنتقام ممّن زرع الألغام !!كما أعلمت القيادة  أتباعها  ان طرحهم مثل هذه الأسئلة  يضعهم  في شبهة الردّة والخيانة لأنّ أغلبهم كان قد عاهدها  علي السمع والطاعة في المغنم والمكره وأقسموا  لها  أنّها لو قطعت بهم البحر لقطعوه معها  وهذا يقاس عليه حسب  قياس القيادة طبعا  وأنّها(اي القيادة )لو زجّت  بهم في مستنقع الألغام وفرّت وتركتهم  لخاضوا غمار  هذة الملحمة غير مولّين ولآ مدبرين  !!  ثمّ أن أتباع الحركة سألوا القيادة مرّة أخري لماذا أدان الشيخ عبدالفتّاح مورو وثلاثة من أكبر قيادات الحركة  أنذاك الخيار الذي سلكته القيادة  في 1991  وانسحبوا من الحركة  فأجابتهم القيادة بأنّ الشيخ عبد الفتاح مورو وصحبه  إرتكبوا افعالا ترقي إلي  مستوى   الخيانة العظمى والتولّى  يوم الزحف !! ثمّ توالت الأخطاء والتجاوزات بعد ذلك حيث  تعرّض أبناء الحركة وأتباعها والمتعاطفون معها والمكتوون بنار محنتها والذين تمكّنوا من مغادرة البلاد  الي ممارسات وتجاوزات فيها من الإهانة والظلم ما لا يتصوره العقل  وقد كانت محطّات العبور أو المهاجر المؤقتة وسيلة لتمحيص ومعرفة مدى قدرة قيادات الحركة  علي مساعدة  وتسيير وإدارة شؤون مجموعات صغيرة من أتباع الحركة  خلال تواجدهم المؤقت أو الدّائم في محطّات العبور الأساسية (السودان ,ليبيا, الجزائر,سوريا  ,تركيا  ,إيطاليا ….) إلاّ أنّ تلك القيادات إستغلت حالة إنقطاع السبل و قلّة الحيلة والأوضاع المادّية والنفسية الصعبة  للكثير من أتباع الحركة  ليمارسوا  بحقّهم أشكال مختلفة من الظلم  والحقرة والتمييز الجهوى المقيت والإهمال  وتكميم الأفواه حتّي أنّ الواحد من أتباع الحركة كان يفرّ من بلده تونس  تاركا وراءه  عائلته  وعشيرته  وحتّي أولاده وزوجته  ويعبر الحدود ويواجه الموت  مرّات ومرّات  حتّي إذا وصل إلي البلاد التي  قصدها  كان يمنّي نفسه بأن يجد أخوة له يحتضنونه  ويواسونه ويكفكفون دمعته  ويؤونه  ويخفّفون من وطأة مصيبته  ولكنّه يصطدم بغلظة وأمتهان  قيادات الحركة له  وسلوكيات وتجاوزات يندى لها الجبين  خاصّة إذا لم يكن مسنودا من أحد القيادات في الخارج أو من أبناء جهته  ويكون معرّضا الي جميع أشكال التجاوزات من قبل قيادات الحركة إذا لم يكن يعرف أحدا في تلك البلاد ” غير معروف لدينا  علي قول القيادي  عبد الحميد !!” حتّى أن بعض أتباع الحركة  وتحت وطأة الصدمة من سوء المعاملة  حمدوا الله  لأنّ هذة القيادات لم تتمكّن من  حكم البلد”تونس”  وتساءلوا إذا كانت تلك القيادات  تعامل مجموعات قليلة  من أتباع  الحركة  مثل هذة المعاملة  المهينة فكيف كانت ستعامل  أبناء الشعب  بجميع ألوانهم وأطيافهم وتبايناتهم لو انّها  تمكّنت من الحكم  وإدارة شؤون البلاد ؟؟؟ ثم أن الأدهي والأمر أنه لم يحاسب أي أحد من هذة القيادات علي ما إرتكبه من إنتهاكات وتجاوزات  بحقّ إخوانه في المهاجر المؤقتة  أو الدائمة  بل قامت قيادة الحركة  بترقية أغلبهم تنظيميا   وتجاهلت جميع المطالب بمحاسبتهم  بل انّ بعض القيادات العليا للحركة أقرّت  مرض  الجهوية المقيتة   وزكّته  معتبرين أن  الضروف  تلزم كل أبناء جهة  بخدمة أبناء جهتهم !!؟؟ وقد خلّف مقال لأحد قيادات النهضة  سابقا في السودان ” سمي نفسه عبد الحميد ” مرارة كبيرة وأثار إستغراب  الكثير من أتباع الحركة  الذين كانوا في السودان  حيث ذكر في هذا المقال  التأبيني للمرحوم مجاهد الذيبي قبل مدّة  انّه  لم يكتشف  شهامة  ورجولة  ونقاء معدن  المرحوم  إلاّ بعد سفر هذا الأخيرمن السودان الي سويسرا  ” ولم يغيّر ولم يبدّل” !!؟؟  وبرّر الإنتهاكات الفظيعة  بحق المرحوم مجاهد الذيبي   (والكثير من أتباع الحركة ممن كان علي نفس حالته ) من إهمال  وحقرة  وتهميش وإقصاء وتشكيك  في براءة الذمة  وجعلهم محل شبهة وريبة وشك بين  إخوانهم  الي أنّه بكل بساطة لم يكن معروفا لدي القيادة ” لم يكن معروفا لدينا “!!؟؟ ولم يكلّف هذا  القيادي نفسه عناء الإعتذار العلني للمرحوم  مجاهد الذيبى ومن تعرّض مثله لتلك المعاملة السيئة بكل المقاييس    وقد توفي المرحوم بجلطة قلبية  بعد أن تراكمت عليه الهموم والمصائب  والشدائد  ولعلّ أشدّها كان ظلم ذوي القربي من  القيادات  حتّى أنه إتجه رحمه الله الي العزلة في إحدي  الزوايا في السودان لينأي بنفسه   عن الإحتكاك بمن أساء إليه وقد رزقه الله حفظ القرآن الكريم كاملا  كما أنّ هذا القيادي ” عبد الحميد” قد ربط بين  إكتشافه لشهامة ونقاء معدن المرحوم  بعد عشرات السنين من النسيان  وبين  إحجام  هذا الأخير  عن كشف تلك التجاوزات الخطيرة بحقّه  بقوله “لم يبدّل ولم يغيّر “!! أي أنّه لو تكلّم  وكشف ما تعرّض له من ضيم وظلم  ( هو والكثير من أتباع الحركة )علي يد قيادات الحركة في السودان  لتغيّرت نظرة القيادة نحوه ولصنّف ربّما في زمرة  المتساقطين !! ولم يذكر لنا القيادي “عبد الحميد” هل أنّه  إجتهد  هو وقيادة الحركة  أنذاك لمعرفة من هو مجاهد الذيبي مثلا أو غيره من أتباع الحركة وأنصارها أنذاك ؟؟؟أم أن تركه لسنوات هو ومجموعة من أتباع الحركة  في وضع” ليس معروف لدينا ” يعاملون علي أساس أنّهم أقرب إلي المخبرين منهم  الى الموالين   كان أسهل وأيسر ؟؟؟؟  منصف  أبو عمر سليمي 


أدوار تكميليّة …بعضها من بعض


تحبّر هذه الأيام على صفحات الأنترنت وبالمكشوف ,,مقالات ,, تشهيريّة تكميليّة لما تقوم به الصحافة الصفراء والحمراء  ومن على شاكلتها ، تدور هذه الترهات والأراجيف والأكاذيب في مجملها حول ادعاءات باطلة تمس من صمعة خصم سياسي ,,حركة النهضة,, ، وان كان هذا النفير الذي استديعت له كل مجهودات الدولة التونسية منذ بداية التسعينات وشاركت فيه نخب يساريّة متطرّفة اقصائيّة وأخرى انتهازيّة ظنت أن الوقت قد حان للأنتصار على خصم أقلقهم كثيرا سواء في النقابات أو الجامعات ناهيك على مستوى التوسّع الشعبي وحضوره لدى عموم الشعب. قلت بدأ هذا الهجوم الهستيري بحملة اعتقالات طالت لأكثر من40.000 شاب من خيرة شباب تونس، منهم التلميذ والطالب والمهندس والطبيب والخبير والنقيب والعامل ووووو.. وقد كانت حملة  الإعتقالات هذه  متزامنة أيضا بحملة اعلامية مجنونة على الصحف مفادها : حاصروا هؤولاء، اتصلوا بالأمن اذا رأيتم أحدهم، ..هؤولاء ظلامييون، رجعييون، تكفيرييون،…وقد تواصلت هذه الحملة مستعملة كل امكانيات الدولة من أموال ومؤسسات و…الى حدود 1998…ولم تخلو هذه الفترة من ضرب وسلخ وقتل الكثيريين من أعضاء وحتى في كثير من المرات من انصار الحركة الإسلامية في غياب تــــام لتدخّل وتنديد للمنظمات الحقوقية التونسية يقيادة آنذاك وجوه كنا نظن أنها مبدئية في دفاعها عن حقوق الإنسان ولكن للأسفلم لم تحرّك ساكنا ان لم تكن أصلا متواطئة… أفاقت الدولة بعد هذه الحقبة الظلماء، أو قل اقتنعت الدولة أن الحركة مازالت على قيد الحياة و أن طريقة العصا وحدها لن تفيد فساهمت في تشجيع تديّن ذو فكر متشدد ّ حتى تحاصر به التدين المعتدل لدى حركة النهضة ظانة مرة أخرى في نجاعة هذه الخطة الجهنميّة والتي تواصلت مع خطة تجفيف المنابع التي أوحى بها اليساري الراحل محمد الشرفي وبتشجييع من بعض الشخصيات التي تدعي التديّن .ولكن مع مرور الأيام أصبحت الدولة كلها في مشكل آخر…اذا تواصل هذا التشويه ومنذ أواخر 1989 والغاية منه وكما قلنا ضرب ومحو مشروع الحركة الإسلامية ، حركة النهضة والذي شهد له القريب والبعيد بوسطيته وسعة افقه وقبوله بالآخر المغاير والمخالف حتى أنه لا يرى مانعا ان يقبل برئيس للبلاد رجل شيوعي لا يؤمن أصلا بالدين اذا انتخبه الشعب…والغريب في الأمر أن هذا التشويه الإعلامي والذي يقوم على أساس أن انتهاء المشروع يتم حتما بعد انهاء الرجال الذين قاموا عليه …هذا التشويه يقوم عليه اليوم أو قل يساهم فيه ومن وراء حجاب أشخاص مشبوه فيهم مرتين ، مرة لأنهم كانوا في يوم من الأيام يحسبون أنفسهم أنهم موالين لهذا المشروع ومرة أخرى لأنهم كانوا أصلا ذوي طبائع عنفية متشددة .. ولا عجب في ذلك أن يكون أنواع من هؤولاء في هذا الجسم في يوم من الأيام..فقد دخل الحركة بعضا من هؤولاء.ولذلك ترى من حين لآخر بعضا من هؤولاء المشوّشون على فضح الإستبداد  الذين ما ان يسكت  أحدا حتى يزعق آخر   في شبه كتابات تكتب له ويمضي هو عليها بدعوى أنه المحبّر لها…هيهات…   منهم من يدعي اليوم ظلما وبهتانا انه يتقدم الصفوف لدرايته في العلم السياسي مرة والاجتماعي مرة أخرى والدعوي الاسلامي ثالثة وكأني به يعظ شباب ورجال الحركة الذين هم أصلا متصدرين للعمل الإسلامي الدعوي على الأقل ان لم نقل الخيري والثقافي… هذه أدوار تكميليّة يقوم بها هؤولاء خارج البلاد لتكملة دور آخر داخله… و لسائل أن يسأل لماذا لا تنشر هذه الخزعبلات على صفحات الصحف الصفراء الداخلية؟؟؟ لما كل هذا الحرص على نشرها على صفحات مواقع افتراضية من مثل الحوار نت وتونس نيوز وتونس اونلاين والفجر نيوز وووو.. دور هؤولاء المشوشين لابد أن يكون على أحسن حال وعلى وتيرة متواصلة حتى يقنعوا اسيادهم في أنهم قدموا خدمة لهم وبالتالي تفتح لهم عودة سياحية لأقل من اسبوع ويبقوا تحت طائلة الأحكام مؤجلة التنفيذ… وكأني بهم أي السلطة تلتزم شروط التوبة: الكف عن المعصية وهجرها، التوبة من المعصية والعزم على أن لا يعود اليها مرة أخرى..أليس هذا بالضبط ما تشترطه السلطة على من يريد الحصول على جواز سفره: الإستقالة، التبرئ من الماضي والإلتزام بعدم النشاط مرة اخرى في المجال السياسي.. مصيبة والله.. أن يكون القياس هنا صائب.. أعرف أن هذا الكلام يعجب المستبد وأهله ولكن عندما يختلط الحابل بالنابل وجب الكي… ولو بالنار الحامية…لذلك جاء هذا التوضيح والنشر  
سامي النفزي

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تعزي الأخ بشير بن عمر

إنا لله وإنا إليه راجعون


تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ وفاة الأخت زهرة بلليلة زوجة الأخ السجين السياسي السابق بشير بن عمر أصيل غليسيا  ولاية دوز إثر حادث مرور يوم الأحد 06 جوان 2010 وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم حركة النهضة بأصدق التعازي للأخ بشير بن عمر وكل أفراد عائلة الفقيدة سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة وأن يدخلها فراديس الجنان إنه غفور رحيم. قال تعالى ” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي”
لندن في 07 جوان 2010 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي  


في مشروع قانون 15 يوما سجنا لكل ولي يضرب أبناءه


تونس-الاسبوعي علمت «الأسبوعي» أن مشروع القانون الذي صادقت عليه الحكومة في آخر اجتماع لمجلس الوزراء والمتعلّق بمعاقبة مرتكبي العنف ضد من لهم سلطة عليه يهدف إلى إلغاء عبارة «وتأديب الصبي ممّن له سلطة عليه لا يستوجب العقاب» الواردة بالفصل 319 من المجلّة الجزائية. ويذكر أن القانون الجزائي التونسي يعاقب أحد الأبوين عند ارتكابه العنف تجاه أولاده، بشرط أن يكون العنف قاتلا (210 جزائي) أو ناجم عنه سقوط أو عاهة دائمة… العنف الخفيف لا يستوجب العقاب ويقرّ المشرع في الفصل319  من المجلة الجزائية ما يلي «يستوجب العقوبات المذكورة الأشخاص الذين يرتكبون المعارك أو الضرب أو العنف ولا ينجر منه لصحة الغير أدنى تأثير معتبر أو دائم، وتأديب الصبي ممن له سلطة عليه لا يستوجب العقاب»… وهو ما يعني أن القانون الجزائي التونسي لا يجرّم في حقيقة الأمر فعل التأديب العادي الذي يقترفه الآباء في حق الأبناء ويقصد بالعقوبات المذكورة تلك الواردة صلب الفصل 315 جزائي والذي ينصّ على «يعاقب بالسجن مدّة خمسة عشر يوما وبخطية مالية».. وبالتالي فانّ العنف الخفيف الذي يكون القصد منه مجرّد تأديب الطفل فان القانون الجزائي التونسي لا يعاقب الأبوين عن ارتكابه، إلا أن اتفاقية حقوق الطفل المصادق عليها من قبل الدولة التونسية منذ سنة 1991 ومجلة حماية الطفل الصادرة سنة 1995 توحيان بضرورة تفادي مثل هذا السلوك العنيف إزاء الطفل، مهما كان السبب وتوخي طرق تربوية وتأديبية أخرى. العنف بدايته تأديب ونهايته ضرر من أبرز الأسباب الداعية لإلغاء العبارة المذكورة من الفصل الوارد ذكره آنفا حسب ما ذكرت مصادرنا هو تجسيم خيارات تونس في مجالات حماية الطفل وذلك بحذف العذر القانوني لفائدة الأشخاص الذين لهم سلطة على الطفل في استعمال العنف البدني كوسيلة لتأديبه. وهو ما ينسجم مع أحكام الدستور التونسي الداعي لضمان الحرمة الجسدية ومع مجلّة حماية الطفل التي ضمنت حمايته من التعرّض للتعذيب والاعتداء على سلامته البدنية وخاصّة المادة 19 من اتفاقية الأمم المتحدة التي صادقت عليها بلادنا في 29 نوفمبر 1991 والتي نصت على حماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية. وهو ما أكّده فقه القضاء التونسي من خطورة استعمال العنف ضد الأطفال الذي يأخذ في البداية شكل التأديب ثم ينتهي في الغالب بإحداث أضرار بدنية قد تخلّف عاهات. إلا أن ذلك لا يحجب الثغرات البينة في هذا الشأن وهي هل أن هذا التنقيح إذا كتب له أن يرى النور فهل سينسحب على كل من له سلطة معنوية وأدبية على الطفل كالمعلّم في المدرسة والأستاذ ومنشطي رياض الأطفال ألخ…؟  منية العرفاوي (المصدر: جريدة “الصباح” الاسبوعي الصادرة يوم 07 جوان 2010)


لكشف التمييز في المعاملات صحفية الأسبوعي تتنكر بحثا عن شغل…


” جبرية وموش مزيانة  من الباب طردوها ”  قافزة وزعبانة من النهار الأول قبلوها “”  تقمصت الدورين: فاطمة سحيم تونس-الاسبوعي في نفس الإدارة 3 مواعيد للاختبار عندما تجملت… والطرد من الباب عندما تنكرت في شكل فتاة قبيحة  بائعات المحلات الراقية رفضن أن تقيس الملابس بتعلة عدم   وجود المقاسات العون البلدي قام بواجبه مع القبيحة وأضاف للواجب خدمات مجانية مع الجميلة نادل المقهى رفض خدمتها وهي قبيحة وعندما… عادت اليه جميلة عرض خدمات أخرى عليها الفكرة كما ولدت في ذهني… كانت التحقيق في كيفية تعامل الناس مع المرأة القبيحة الشكل غير أن هذا النمط الكلاسيكي من التحقيقات اعتبره رئيس التحرير  عاديا جدا ولا يتضمن الإضافة المرجوة مؤكدا على أن أفضل زاوية للتطرق إلى هذا الموضوع تكون من منظار التفرقة التي يعامل بها الناس قبيحة الشكل أو غير «القافزة» وغيرهما من الفتيات الجميلات «القافزات» وأن أفضل أدوات العمل الصحفي لتجسيم ذلك هو التجربة الذاتية التي اقترح عليّ أن أخوضها بوجهين مختلفين وجه المرأة القبيحة و المرأة الجميلة…تجربة متفردة أثارت في نفسي مخاوف عديدة ورغبات شديدة… مخاوف من ردود أفعال الناس ورغبات في سبر أغوار الشخصيتين والبعض من فئات المجتمع الذين كان عليّ التعامل معهم بوجهين مختلفين.  أمضينا أياما ونحن نخطط وندرس كل كبيرة  وصغيرة وانتهينا إلى ضبط عناصر واضحة تعتمد أولا على التنكر ثانيا على التعامل مع نفس الأشخاص والإدارات والمؤسسات الترفيهية لنقف على الفوارق في التعامل. الاتفاق كان أن أتقمص شخصية الفتاة التي تبدو بلهاء قبيحة الشكل لكنها فتاة عادية لا تختلف في شيء عن الاخريات… سعيت إلى وضع  بعض من المساحيق التي تضفي عليّ مسحة من لا تتقن فن التجميل لكنها تريد أن تتجمل وعملت على أن أزين شعري دون أن تكون لي القدرة المالية على التجمل لدى حلاقة و لبست ما ستر لكنه ليس بالموضة واتجهت صوب الأماكن المحددة والتي عدت إليها في الغد ولكن في شكل آخر حيث تقمصت شخصية الفتاة الجميلة  فتزينت مثلما تتزين الأنيقات ولبست ثيابا مثيرة بعض الشيء وخضت التجربة بوجه آخر وفي كلتا الحالتين كنت صاحبة شهادة عليا…وهذا ما عايناه: بداية مثيرة كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا – وكان ذلك موعد انطلاقي بعد أن أمضيت أكثر من ساعة في التنكر ولأصبح قبيحة-  هدفي الأول  كان البحث عن شغل… وهو هدف مشروع لكنه صعب المنال  لذلك أردت أن أختبر حظوظ فتاة مثلي في هذه السوق  حتى تتاح لي فرصة المقارنة من الغد في وضع آخر…ولهذا الغرض قمنا بانتقاء بعض المؤسسات التي ترغب في انتدابات فقصدتها… طرقت باب إحدى المؤسسات بمنطقة البحيرة حيث تتواجد العديد من الشركات الخاصة… فتحت لي الباب امرأة أنيقة نظرت إلي في البداية بامتعاض و استغراب مخفية ابتسامة، ثم  سألتني عن  حاجتي فأجبتها  بأنني ارغب في شغل.. لم تسألني عن مؤهلاتي ولا عن نوعية الشغل بل انفجرت ضاحكة ثم صمتت و كأنها أحسّت بأنها جرحتني… صمتها كان يخفي اضطرابا… ربما شعرت بأنها أساءت لي لكنها كانت تريد التخلص مني مهما كان الثمن..لذلك طلبت مني أن أعود من الغد وأحمل معي الوثائق اللازمة…ترى ماهي هذه الوثائق اللازمة وعلى أية ساعة… تدافعت الأسئلة في ذهني و ما إن هممت بنطقها حتى فوجئت بالباب يغلق…طرقت مجددا لكن لا مجيب كنت أشعر أنها من خلال عدسة الباب العجيبة كانت ترمقني و كنت استمع  إلى قهقهاتها…انتظرت بعض الشيء فإذا بالضحكات تتواتر…علمت حينها أنني أصبحت «فرجة» من خلف الباب  و أنها دعت جميع من كانوا بالداخل  لمشاهدتي من خلال العدسة… السيرك… لم تحبط عزائمي التجربة الأولى و ما رافقها من ردود فعل بل شجعتني على خوض تجارب أخرى و قد بدأت تتضح في ذهني ملامح بعض الأشخاص الذين يظنون أن الآخر لابد أن يكون مثلهم أو لا يكون… تحولت إلى بناية إدارية ثانية بنفس المنطقة…كل شيء يوحي بعظمة المكان وأهمية المؤسسات التي تحويه توقفت عند باب «الشركة التونسية للـ…» والتي تتمركز في جانب هام من الطابق الأول…قرعت الجرس ففتح الباب آليا قلت لعله طالع خير ولجت فاستقبلني شخص جاءني في عجل وكأنه تلقى تعليمات و دون سلام سألني عن حاجتي… تعمدت اخذ نفس عميق لإطالة زمن البقاء بتلك المؤسسة التي توقعت انه سيكون قصيرا جدا ثم بادرته بالسلام فأعاد السؤال..أجبته ببرودة دم أني قدمت من منطقة الكبارية ثم صمّت بعض الوقت.. فتغيرت اللهجة إلى حدود لا تطاق «اتكلم ولاّ سامحنا» قالها «بنرفزة» فأجبته باني ابحث عن شغل فكان رده أن الشغل غير متوفر…ألححت عليه بالقول «ياوخيّ بجاه ربي…يرحم إلي جابوك…براس وليداتك»… شعرت حينها انه بدأ يلين بعض الشيء إلى ان هزني و هزه صوت امرأة أنيقة وجميلة قادم من عمق الممر«اشكون حللها الباب… أش تعمل لهنا هاذي… توا هكا ناس أجانب يجيونا ودّخلوا ها المنظر…ما هو عود شوفو في الكاميرا قبل… عيطولي للعساس إلي مدخلنا الهمل…» قاطعتها بحنية تتضمن حزما «يا مادام راني مانيش همل..راني نحب نخدم» فأجابت «وأحنا مناش بيرو شغل ولا سيرك…هيا سامحني» في تلك اللحظة شعر الموظف بأن عليه أن يكون حازما وأن يقتل داخله رقة القلب فدفعني بشكل ذكرني بمسرحية لمين النهدي المكي وزكية عندما كان سائق عم المكي  يدفع المدعوات بعد أن قرر العم صاحب «مصنع القازوز» إيقاف الحفل…لحظتها  وحتى أحرج الجميع صرخت « شبيك تدز»…نحي يدك من غادي » وفي لمحة بصر وجدت نفسي في بهو الطابق والباب يغلق خلفي وأصوات خلفه تعلو…بعضها يشتم و البعض الآخر يقهقه فقد شد صراخ تلك المرأة جل الموظفين الذين خرجوا من مكاتبهم لاستطلاع الأمر. في المقهى تكرر السيناريو بمكتب شركة مجاورة وكان نفس الصد بنفس الشكل… لم يسأل أحد عن مؤهلاتي ولم يطلب مني ملفا لقد كان مظهري وحده كاف للحسم لذلك قررت أن أضع حدا لرحلة بحث عن شغل لن احصل عليه في المكاتب الراقية… والحقيقة فقد اخذ مني العياء مأخذه لذلك أردت أن أستريح بعض الشيء و لم لا أترشف قهوة الصباح أنستني استعدادات التنكر… حينئذ لمعت بذهني فكرة…ماذا لو احتسي هذه القهوة في مقهى معروف جدا بالبحيرة لا يؤمه إلا الميسورون لغلاء أسعار مشروباته… توجهت صوب مقهى «الـ….»وجلست بإحدى الطاولات المنتصبة في فضائه الخارجي رأيت النادل يقترب مني لكنه عاد أدراجه بمجرد أن تثبت في ملامحي …مرت الدقائق ثقيلة فقررت أن ادعوه بالإشارة لكنه غض النظر عني مواصلا خدمة بقية الحرفاء الذين كانوا يرمقونني بين الفينة و الأخرى بنظرات فيها من «الحقرة» والسخرية الكثير…ساعتها قررت أن أدعو صديقتي التي تعمل غير بعيد عن المكان لأمر عاجل  فلم تمض دقائق إلا وحلت بالمكان تفرست في وجوه كل الجالسين لكنها لم تعرني اهتماما بل شعرت عندما أعملت النظر في الجهة التي اجلس بها أنها شاهدتني بنوع من الاشمئزاز وكأني نشاز…ولجت إلى داخل المقهى ثم عادت لتمعن النظر مجددا …ثم تناولت هاتفها الجوال و طلبت …شعرت بهزات هاتفي الذي قطعت عنه الرنات ففهمت أنها تبحث عني …لم اجب …أعادت الكرة ثانيا ثم غادرت المكان… ساعتها و بعد أن تأكدت أنها وصلت إلى مكتبها اتصلت بها معتذرة لعدم قدومي لأمر طارئ…شعرت ان تنكري نجح و ان ما أقوم به عين الصواب خصوصا وقد مرت عشرون دقيقة على  حضوري في المقهى الذي يبدو و أنه  اقلق العديد و أن النادل قد بدأ صبره ينفذ فغادرت المحل واعدة إياهم في قرارة نفسي بان أعود من الغد و أن غدا لناظره لقريب… في المحلات الراقية… غادرت المقهى صوب المحلات التي لا يؤمها إلا الميسورون و أنا أتساءل أي استقبال سأحظى به  أم ترى سأكون على قدم المساواة مع بقية الزبائن الأثرياء…في أول ممر داخل الفضاء التجاري المجاور للمقهى كانت النظرات ترمقني باستهزاء. ولجت احد  تلك المحلات وبمجرد أن تجاوزت عتبة الباب حتى انتفضت امرأة من داخل المحل  قدمت إليّ في عجل مخفية ابتسامة استهزاء خلف سؤالها عن حاجتي فأجبتها بأنني أريد أن القي نظرة على الموديلات و آخر صيحات الموضة  انفجرت ضاحكة وقالت:«أيا يعيّش اختي مولات البوتيك ما تحبش سامحني»… أجبتها بأنه لي الحق في أن أنتقي الملابس المعروضة فأجابتني «هيا عاد ما تفددنيش اللبسة هاذي عندها اماليها…ارجع نهار آخر نجيبو حاجات على كيفك» وانفجرت مرة أخرى ضاحكة إلى حد امتلاء مقلتيها دموعا  قائلة «هايّا عاد قبل ما تجي مولات البوتيك». غادرت في صمت نحو محل آخر لا يقل عن الأول فخامة وما إن دخلت حتى بلغ صدى شهقة إحدى البائعات مسامعي وهي تنادي زميلاتها «يا إيمان…يا ألفة…يا زينب ايجاو شوفو الدموازيل » ألقيت التحية وتقدمت خطوات داخل المحل  متجهة مباشرة صوب الثياب المعلقة أتفحصها وإذا بقهقهات تتعالى من خلفي…تتخللها تعليقات حول  مظهري  وتسريحة شعري «ملاّ لبسة وملا هيأة تصلح تتحط في متحف:«قالت إحداهن… تجاهلت تعاليقهن مصممة على ممارسة حقي الذي خوله لي القانون ففوجئت بمن يترصد حركاتي أينما توجهت دون أن ينبس بكلمة…كان الفتى ينتظر ربما أن اسرق شيئا… لذلك قررت أن أقيس بعض الملابس و هنا كانت الطامة الكبرى إذ كلما طلبت قيس لباس ما إلا وقيل لي أن مقاسي غير موجود… ثم وبحزم شديد  قدمت إحداهن وطلبت مني مغادرة المحل لأنهم سيغلقونه… غادرته لألج محلا آخر معروف بنوعية معينة من الزبائن لان أسعاره جد مرتفعة و ما إن دفعت  الباب اعترضت سبيلي امرأة أنيقة تطلعت فيّ من الأسفل إلى الأعلى وابتسمت ابتسامة توحي بالسخرية والاستغراب والجدية في نفس الوقت كأنها كانت تريد أن تتخلص مني بأية طريقة… اتجهت صوبي وسألتني إن  كانت تستطيع مساعدتي أجبتها «شكرا أريد فقط أن اطّلع على بعض الموديلات…سمحت لي بالدخول بابتسامة مصطنعة  أحسست من خلالها أنها  أجبرت على استقبالي  غير أن انتباه الزبونات و امتعاضهن مني دفعها للاقتراب وطلبت بحزم أن لا المس الثياب و أكتفي بالمشاهدة عن بعد …وقد شعرت بتوترها بعض الشيء من خلال تأففها و ضرب كعبها على الأرض بصفة مسترسلة في الوقت الذي بدأت الزبونات في مغادرة المحل …شعرت باني سأسبب لها المتاعب فقررت المغادرة… في البلدية مرت ساعات عن حلولي في منطقة البحيرة قررت بعدها الرحيل نحو وجهة أخرى…فإن لم أحظ بحقي في منطقة راقية فهل سألقى نفس المصير عندما ادخل مرفقا عموميا لكل التونسيين الحق في خدماته؟… قصدت إحدى البلديات و كانت خطتي أن أقدم عريضة ضد من  يلقي  الفضلات أمام منزلنا…دخلت مقر البلدية فلم تختلف نظرة عون الاستقبال عن نظرات أهل البحيرة ،فتجاهلت نظراته تلك  و سألته من المسؤول عن العرائض فوجهني إلى شخص آخر وكانت نظراته تلاحقني وتمتماته تتلاشى مع ابتعادي عنه… توجهت إلى الشخص المعني أين كان  يجلس خلف شباك لم يتفطن لوجودي لأنه كان منهمكا في قراءة جريدة… ألقيت التحية فرفع رأسه و نظر إليّ …صمتّ قليلا ثم ردّ  التحية بمثلها وفي الحقيقة انه رغم ما ترويه نظراته من استغراب إلا أنها كانت تدل أيضا  على الشفقة  أكثر من الاحتقار  فسألني عن حاجتي  فأخبرته بما جئت من أجله فأجابني بان مطلبي هذا يتبع دائرة بلدية أخرى و لا يمكن له مساعدتي في ذلك رغم إلحاحي…غادرت المكان و أسئلة  عدة تحاصرني أهمها إن كنت نجحت في كشف القناع عن تعامل الناس مع قبيحة الشكل لكن جل هذه الأسئلة ظلت معلقة في انتظار ما سيكون عليه تعامل نفس الأشخاص من الغد… الوجه الآخر… في صباح اليوم التالي كان  عليّ الاستعداد لتقمص دور الفتاة الجميلة الأنيقة. فتجملت لدى حلاقة وارتديت ثيابا مثيرة وانتعلت كعبا عاليا وتعطرت بأرفع أنواع العطور  …ثم  كانت الوجهة صوب نفس الأماكن التي قصدتها في المرة الأولى فكانت الانطلاقة مع المؤسسات التي طرقت أبوابها بحثا عن شغل…كان الخوف يثقل حركاتي ويشدني إلى الوراء و كان هاجس التفطن لي يقلقني ويرفع درجة حرارتي رغم أني كنت ألبس ملابس خفيفة .كنت أشعر بالعرق  يتصبب وبأناملي ترتعش عندما امتدت لتقرع جرس باب المؤسسة الأولى ففتحت لي نفس المرأة الأنيقة التي استقبلتني قبل يوم …وعلى عكس ما حدث قبل يوم بدت جد مهذبة  بل سبقتني بإلقاء التحية  فرددت بمثلها و طلبت مقابلة  مدير المؤسسة بكثير من الاحترام  قبل أن تسألني إن كانت تستطيع مساعدتي فأجبتها باللغة الفرنسية  بأنني ارغب في وظيفة.. سألتني عن مؤهلاتي العلمية واللغات التي أتحدثها أجبتها بما توقعت أنها تريد سماعه فطلبت  مني إعداد جملة من الوثائق و ضبطت لي موعدا من الغد على الساعة العاشرة صباحا مع المسؤول عن الموارد البشرية…شكرتها وودعتها لكنها رافقتني إلى الباب خاتمة لقاءنا بالقول «تمشيشي تجي موخّر…مرحبا بيك» فابتسمت وأوهمتها أن ذلك لن يحصل…ما إن أغلقت الباب حتى تنفست الصعداء وشعرت أن الحيلة قد انطلت وأن مؤشرات نجاح تجربتي تبدو ظاهره للعيان…وهو ما حدّ من توتّري و شجعني على المضيّ قدما فاتجهت نحو المبنى الفخم الذي كنت  به محل   استهزاء وطردت منه «شر طردة»… قرعت الجرس ففتح لي الباب آليا استقبلني نفس الموظف الذي استقبلني في المرة الأولى  ألقيت عليه التحية  بصوت ناعم فيه الكثير من الرقة،  رحب بي و طلب مني الدخول إلى قاعة الاستقبال  وسألني باللغة الفرنسية إن كان يستطيع مساعدتي أجبته بدلال  أنني أبحث عن شغل بعد أن  علمت أن مؤسستهم ترغب في انتدابات تتماشى مع مؤهلاتي  كانت إجابتي مماثلة لإجابة المرة السابقة لكن الفضول تحول إلى ابتسامة عريضة …هل هي رقتي و دلالي أم مظهري أم الاثنين الذين غيّرا المعطيات…أخرجني صوته الرقيق من أتون هذه التساؤلات عندما سمعته يقول «صحيح وإنشاء الله تشدها إنتي البلاصة…باين فيك ذكية برشة…ويشرفنا كي تولي تخدم معانا على الأقل  امرأة مزيانة كيفك تنورلنا البيرو «قلت ماذا لو عرف انه أمام نفس المرأة…لكن يبدو أن هذا الرجل كان مهتما بأشياء أخرى  إذ بعد أسئلة قصيرة عن  مؤهلاتي العلمية  تطرق إلى  مواضيع أخرى كالارتباط و الأماكن التي اقصدها للترفيه… بما أشعرني من خلال حديثه بأنه يريد أن أبقى معه أكثر وقت ممكن…ثم طلب مني أن أجهز ملف فيه كل الوثائق اللازمة وسيعمل على تحديد موعد للقاء المدير كما انه وعدني بالتدخل لصالحي «ما تخافش يا للة.. اتو نقول فيك كليمة حلوة كيفك»…ثم غاب عني قليلا وعاد رفقة المرأة الأنيقة التي نعتتني «بالهمل»…ألقت التحية   مبتسمة ورحبت بقدومي وكانت في غاية اللطف معي …وكأن من كانت تتحدث معي لم تكن التي طردتني قبل يوم… شكرتها فقالت بصوت هادئ أن الموظف قد حدثها عني و أنها ستدرس ملفي  مضيفة أن المظهر شيء مهم إضافة للانضباط و التفاني في العمل… ودعتها مبتسمة و اتجهت نحو الباب وقد رافقني الموظف قائلا «مرحبا بيك… عن قريب إنشاء الله» تذكرت عرس المكي و زكية فانفجرت ضاحكة…  بعد اللقاء الثاني انتهيت إلى قناعة أن المظاهر تعمي البصيرة لذلك توجهت صوب الوجهة الثالثة و أنا متأكدة بان لا أحد يتفطن لي وهو ما تم فعلا …فوجدت نفس الترحاب والاستقبال الجيد…ولم تمض ساعة من الزمن إلا وكنت قد  تدبرت 3 مواعيد للحصول على عمل لا اعلم إن كانت النتيجة ستكون ايجابية فيما بعد لكن المهم أنني استقبلت بشكل مميز …الفرق كان واضحا خلال يومين  ففي اليوم الأول غادرت مطرودة ومنبوذة ومن الغد قوبلت بأحسن استقبال… وفي المرتين لم أعامل وفق مؤهلاتي بل وفق مظهري. حفاوة بالغة… شجعني ذاك الاستقبال المغاير من نفس الأفراد لشخصي كما شجعتني قدرتي الفائقة على التمويه و جهلهم الصارخ و حكمهم على المظاهر وعدم تفطنهم إلى أن نفس الشخص هو مخاطبهم بالأمس و من الغد… شجعني كل هذا على أن أواصل هذه التجربة الفريدة فكانت وجهتي الثانية المقهى… واخترت الجلوس إلى إحدى الطاولات البعيدة نوعا ما عن أنظار النادل الذي تجاهلني بالأمس لاختبر إن كانت معاملته ستتغير…لكن ما إن جلست حتى فاجأني بالحضور تعلو محياه ابتسامة عريضة «عسلامة مرحبا بيك مادام» و بادرني بتقديم لائحة المشروبات لكني اقتصرت على طلب فنجان  قهوة…  ولم تمض دقائق معدودات حتى كان ما طلبته فوق الطاولة…  وبينما كنت أترشف فنجان القهوة  بتأن، كنت ألمح  النادل يسترق النظر إلي و كلما لمحته إلا و ابتسم لي… قلت لعله شك في…لكن الواقع عكس ذلك فقد بادرني بالسؤال إن كنت ارغب في شيء ما فهمت ساعتها أشياء أخرى فقررت دفع الحساب ومغادرة المقهى في اتجاه المحلات التجارية التي زرتها بالأمس…  ولجت إلى أول محل زرته   فرحبت بي البائعة مبتسمة في البداية لم تلحق بي مثلما فعلت بالأمس  و لكنها كانت تتفحص ملامحي من بعيد  توجست خيفة من كونها تفطنت إلى ما كنت عليه بالأمس…لكن يبدو ان خشيتي لم تكن في محلها بعد أن   اقتربت مني و ظلت تنظر إليّ ودون أن اسألها قالت «الموديلا ت هذي جديدة و ما تقعدش»… استغليت الفرصة وبقيت استفسر كثيرا لاختبار صبرها  لكنها بقيت محافظة على نفس الابتسامة وتجيبني بكل احترام  طلبت منها أن تجلب لي بعض الموديلات لقياسها قبل شرائها فكانت تلبي كل ما آمرها به برحابة صدر و كأنها ترى فيّ الزبونة التي يمكنها أن تملأ «الكاسة فلوس»…بعد مرور بعض من الوقت تعللت بأني نسيت دفتر الشيكات في السيارة واني سأجلبه و أعود لشراء ما أعجبني… معاملة مغايرة… خرجت من ذلك المحل و توجهت إلى المحل الثاني حيث  توجد «إيمان وألفة و زينب» دخلت ولم يكن الاستقبال هناك اقل حفاوة عن سابقه  قطعت خطوات داخل المحل و انتظرت أن يتبعني أحد مثلما حصل معي سابقا لكن ذلك لم يحدث كنت أتجول  في أرجاء  المحل بكل حرية…اقتربت مني إحدى البائعات مبتسمة و قالت «عجبتك حاجة مادام»  شكرتها مبتسمة وطلبت أن أجرب بعض الثياب ثم طلبت  نفس المقاس الذي  أنكرت توفره البارحة… فوفرته لي بل أضافت بلغة فرنسية «لدينا كل المقاسات»…جربت بعض ما جلبته لي ثم أوهمتها هي الأخرى أنني نسيت «كارت الفيزا» في السيارة… غادرت نحو المحل الثالث مستغربة عماء بصيرة البعض و حكمهم على المظاهر…فلو وفروا لي المقاس منذ يوم لكنت اشتريته أما اليوم فكذبت وصدقوني… دفعت الباب فلم تكن في استقبالي تلك السيدة الأنيقة… ظننت أنها ليست موجودة في المحل..واصلت السير صوب الثياب المعلقة واعتمدت   تقليبها وتلمس نوعية قماشها… لمعرفة ان كان سيتم ردعي عن ذلك…وفجأة اقتربت مني بائعة لم المحها بالأمس و سألتني «نعاونك في حاجة مادام؟…عجبتك حاجة…؟ «ابتسمت لها وبقيت استفسر إن كانوا سيجلبون موديلات معينة  لهذه الصائفة  وفي تلك اللحظة لمحت  فجأة  المرأة الأنيقة كانت متجهة صوبي  و قالت -وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة تقدير و ترحاب»- إنشاء الله على قريب… كان تحب تنجم تخلي les cordonnées  متاعك وإحنا نتصلو بيك أول  ما تجينا الـ commande  …مضيفة «أما زادة الموديلات هاذي مزيانة برشة والطلب عليها برشة…» أدركت من خلال اهتمامها بي  أنها  لم تتفطن لشيء…رغم أنني كنت أحدثها بنفس النبرة و اللهجة التي حدثتها بها بالأمس… تجاذبنا الحديث لبعض الوقت حول الموضة…و لإنهاء المحادثة  أخبرتها أنني ركنت  السيارة  بالطريق و قد أخشى عليها «الشنقال» فودعتني قائلة «البوتيك بوتيكك»… في المرفق العمومي كل الأمور كانت تجري على أفضل حال وهو ما شجعني على التحول إلى آخر محطة عند البلدية…دخلت مقر البلدية فاعترضني عون الاستقبال الذي  كان يرمقني بنظرات إعجاب وابتسامة عريضة أراد من خلالها الترحيب بي  ألقيت التحية و سألته من المسؤول عن العرائض  انتفض من مكانه و أصر على مرافقتي إلى الشخص المعني الجالس خلف الشباك  وعند اقترابنا منه  قال «المدام عندها مشكلة…» نظر إليّ نفس المسؤول الذي إلتقيته قبل يوم ورحب بقدومي قائلا «مرحبا تفضل  إنشاء الله خير» أخبرته بصوت خافت فيه الكثير من الرقة ما جئت لأجله فأجابني نفس جواب البارحة (أن مطلبي يتبع دائرة بلدية أخرى) نظرت وكأنني أترجاه وقلت:« ما تنجمش تعاوني » ضحك و بدا كأنه  كان ينتظر ذلك السؤال« باهي يا للاّ عندي شكون في الدائرة غادي اتو نكلمو يتلها بيك»… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ. عبد الله الأحمدي: التمييز جريمة يعاقب  عليها القانون ينص الفصل 6 من الدستور التونسي على أن كل المواطنين متساوون في الحقوق و الواجبات وهم سواسية أمام القانون  كما يشير الفصل 7 أن المواطن يتمتع بحقوقه كاملة بالطرق و الشروط المبنية بالقانون و لا يحد هذه الحقوق إلا بقانون يتخذ لاحترام حقوق الغير ولصالح الأمن العام والدفاع الوطني و لازدهار الاقتصاد و للنهوض الاجتماعي… وفي هذا الصدد يقول الأستاذ عبدالله الاحمدي أن التصرفات التي تنم على التمييز هو موقف غير حضاري و غير أخلاقي يتنافى مع ما جاء في الدستور والقوانين الدولية التي تحجر مثل هذه التصرفات كما أنها مواقف منافية لقيم التآزر و التضامن وهي مس من كرامة الإنسان وهو الشيء الذي يعاقب عليه القانون عند إثبات ذلك ويكون مدعاة للتعويض الأدبي وهو إما أن يكتفي المتضرر بالمليم الرمزي أو طلب مبلغ معنوي لجبر الضرر أما إذا كان فعل التمييز مصحوبا بأقوال أو تصرفات أو إشارات فهو موجب للعقاب لجريمة القذف و الشتم و هتك العرض وفي هذه الحالة يتم تتبع المتهم جزائيا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ على الفايس بوك قبلوا الجميلة وتجاهلوا القبيحة الكل يعلم أن «الفايس بوك» هو من المواقع الالكترونية التي يتواصل فيها العديد وخاصة من ليس لهم حظ العثور على أصدقاء ميدانيا يستطيع أن يحقق ذلك في العالم الافتراضي لذا قلت لم لا أضع صورة لفتاة قبيحة الشكل و صورة لفتاة جميلة الشكل وأرسل مجموعة دعوات صداقة لمجموعة من الأشخاص  فكانت النتيجة أن القبيحة وعلى امتداد سبعة أيام لم يقبلها إلا 4 أشخاص فقط…بينما الفتاة الجميلة ارتفع عدد أصدقائها إلى أكثر من 20 شخصا في فترة وجيزة… كما ارتفع عدد الرسائل إلى أكثر من 15 رسالة إعجاب بجمال صاحبة الصفحة خلال ساعات… دليل آخر على أن المظهر والجمال هما في المرتبة الأولى لتقييم الأشخاص.. رحلة لمدة  يومين عشتهما بوجهين مختلفين استطعت ان اكشف أن الجمال وحسن المظهر هو مفتاح كل الأبواب المغلقة في مجتمع حكم على قبيحة الشكل بالإقصاء وحرمها من حقوقها التي شرعت لها مثلها مثل بقية الأفراد مهما اختلفت مظاهرهم وثرواتهم…إلى متى ستظل القبيحة مصدر سخرية؟   و إلى متى سيظل المظهر الخارجي هو الذي يحكم المعاملات الإنسانية…؟ أسئلة تنتظر الإجابة. (المصدر: جريدة “الصباح” الاسبوعي الصادرة يوم 07 جوان 2010)


اجراءات جديدة تلقى الرفض تأشيرة العمرة مقابل الاستظهار بوثائق العمل وشهائد حضور التلاميذ


تونس-الاسبوعي لم يقع الى حد نهاية الأسبوع التوصل الى حل في مسألة «تخلف» المعتمرين إذ يرفض أصحاب الوكالات إمضاء الاتفاقية الإطارية التي أعدتها شركة الخدمات الوطنية والإقامات بهدف مكافحة الظاهرة.  وكنا أشرنا في العدد الفارط الى أن الجامعة التونسية لوكالات الاسفار ترفض جملة وتفصيلا تحمل مسؤولية التخلف في العمرة  على ضوء ما نصّ عليه مشروع الاتفاقية الاطارية التي حصلت «الأسبوعي» على نسخة منها..كما حصلت على نسخة من «إلتزام المعتمر» الذي ترفض أيضا وكالات الأسفار اعتماده.. وبتصفحنا لهذه الاتفاقية نلاحظ أنه ورد بالبند الثالث منها : «تتعهد وكالة الاسفار بالتحري في مقصد حرفائها من أداء مناسك العمرة خصوصا منهم صغار السن، وأصحاب المهن الحرّة، والنساء المتزوجات من المقيمين بالمملكة العربية السعودية.. الخ.. ولها في سبيل ذلك أن تشترط تقديم كل ما يثبت نية الاعتمار فحسب، مثل شهادة العمل، بطاقات الخلاص، شهادة التصريح للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بأجور الثلاثيات الأربع الاخيرة، شهادة حضور حديثة الاصدار بالنسبة الى التلاميذ والطلبة الى غير ذلك من الإثباتات الممكنة، وتتولى في إطار تأمين مسؤوليتها عن تخلف حرفائها، الزامهم بتوقيع التزام مع التعريف بالامضاء (حسب النموذج المصاحب يقصد به التزام المعتمر) يتحملون بموجبه تبعات التخلف. ولها في سبيل ضمان حقوقها، أن تضيف  شروطا أخرى الى الالتزام عند الاقتضاء، وهو ما ترفضه الجامعة لأنه ليس من مشمولاتها. التزام ولكن…! وبالإضافة الى أن مشروع الاتفاقية يلزم وكالة الاسفار بتقصي مقاصد ونوايا وأفكار المعتمر نجدها أيضا مطالبة بمد المعتمر بالالتزام المذكور آنفا والذي يتضمن 12 شرطا منها تسديده مبلغ 1200 دينار الى وكالة الأسفار التي أمنت رحلته في حالة ثبوت تخلفه بالبقاع المقدسة مع الاقرار دون قيد أو شرط أنه يحق لوكالة الاسفار مطالبته بجبر كل الأضرار المادية والمعنوية المترتبة عنه.. كما يقر أيضا أنه من حق وكالة الأسفار (في حالة تخلفه) أن ترفع شكوى ضده الى السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية الواقع بدائرتها مقر إقامته لاضراره بالحق العام باعتبار أن التخلف يؤدي الى إغلاق النظام الآلي الخاص بالتأشيرات على الجمهورية التونسية وحرمان المواطنين من أداء مناسك العمرة… والثابت أن وكالات الأسفار لم تعتمد هذا الالتزام طالما لم تمض الجامعة على الاتفاقية الاطارية، وترى مصادر من الجامعة أنه من غير القانوني مقاضاة معتمر على مخالفة ارتكبها خارج التراب التونسي.. جبر الأضرار ومقاضاة المتخلف ويؤيّد الالتزام المذكور البند عدد 17 (جديد) من الاتفاقية إذ جاء فيه «على وكالة الاسفار خلال 72 ساعة من تاريخ إعلامها من طرف شركة الخدمات الوطنية والإقامات بتسجيل حالات تخلف في أي مجموعة من المجموعات التابعة لها، أن تقدم ما يثبت انتفاء ذلك، وفي حال عدم الاثبات تلزم الوكالة بتسديد غرامة غير قابلة للاسترجاع تقدر بألف ومائتي دينار عن كل معتمر ثبت تخلفه بالبقاع المقدسة وتخضع الحالات المبررة لتقدير الشركة لارجاع الغرامة».. ويأتي البند 17 مكرر (جديد) ليزيد في تشديد العقوبات التي تنتظر وكالة الأسفار اذ جاء فيه «إذا زاد عدد المتخلفين عن الواحد فإنه يتم تعليق التعامل مع الوكالة بصفة آلية الى حين تسوية وضعيتها. أما فيما يتعلق بالملفات المودعة لدى الشركة في تاريخ اتخاذ قرار التعليق فإنه يتم الزام الوكالة بتسديد المبلغ المذكور بالبند 17 (جديد) عن كل جواز  سفر عند الفوترة، ويتم الاحتفاظ بكامل المبلغ الى حين عودة كافة أفراد المجموعة الى أرض الوطن، وعلى الوكالة الأدلاء بما يثبت ذلك لاسترجاع المبلغ الخاص بكل معتمر ثبتت عودته. ولوكالة الاسفار المتضررة الرجوع عند الاقتضاء على حريفها لدى المحاكم المختصة لجبر الضرر الحاصل لها والمتأتي من تسديد الغرامات وايقاف تعاملها  في مجال تنظيم رحلات العمرة». الحلول المرّة… ولاحظت مصادرنا أن مثل هذه الاجراءات لا يمكن لها أن تقضي على ظاهرة التخلف ومن غير الممكن معاقبة كل وكالات الاسفار بسبب أحد المتخلفين اذ تناهى الى مسامع بعض الوكالات أن «فيزا التخلف» بلغ سعرها 1.5 ألف دينار (1500 دينار تدفع زائدة للوسيط من أجل ضمان تأشيرة للمعتمر الذي ينوي انتظار موسم الحج).. وبالتالي فإن غلق النظام الآلي  الخاص بالتأشيرة سيضر بالقطاع ككل في المقابل لم تخف مصادرنا أن الحلول موجودة ويمكن الاستئناس بتجارب عديد الدول العربية. وذلك بفتح مجال التعامل بين بعض وكالات الاسفار مع عدة شركاء سعوديين (مقدمي الخدمات) وذلك باعداد كراس شروط محدد وإدراج معايير ومقاييس معيّنة يشترط على وكالة الاسفار المتخصصة أن تتوفر فيها للتعامل مع الشريك  السعودي بما يثري المنافسة بين الوكالات وأيضا مقدمي الخدمات في السعودية وتتم العملية تحت إشراف وزارتي  السياحة والشؤون الدينية وبالتالي تتحمل كل وكالة أسفار مسؤوليتها وفي حالة ثبوت حالات تخلف لا يتم غلق النظام الآلي الخاص بالتأشيرات الا على الوكالة المعنية دون غيرها. ويبدو أن هذا الملف مرشح للتطور خاصة أن عمرة رجب قد حلت والى حد الآن لم يقع تمكين وكالات الاسفار من الاسعار التي تصرّ على موقفها الرافض للاتفاقية الاطارية و«التزام المعتمر» وتنتظر في الوقت ذاته ايجاد حلول أخرى حتى تنطلق في إعداد أفواج المعتمر خلال الاشهر المقبلة..  عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة “الصباح” الاسبوعي الصادرة يوم 07 جوان 2010)
 


إشكالية الرعية والمواطنة    8/8


بقلم علي شرطاني – تونس     وبعد عقود من الزمن، وبعد انتهاء نظام الخلافة الإسلامية الراشدة على أساس من نظام الحكم الإسلامي الشوري، وفي إطار الثقافة الإسلامية الأصولية الأصيلة، وبعد أن فعل الملك الظالم العضوض الذي حلّ محل نظام الخلافة الراشدة في نفس الثقافة التي لم يستطع إن يحرفها ولم يتخذ بديلا ثقافيا عنها فعله، وبعد أن ضاع المعنى الحقيقي الصحيح للراعي والرعية، وبعد أن حل المعنى المنحرف الفاسد الذي يبني عليه العلمانيون رفضهم لمعنى الرعية ويصرون على أن يحلوا محله معنى المواطنة محله، تشاء الأقدار ولحكمة لله أصبحت معلومة، يتولى الخلافة عمر بن عبد العزيز حفيد عمر بن الخطاب ليعيد للنظام الإسلامي العادل طبيعته الشورية العادلة، وليجعل نهاية لمظالم الملك العضوض المنحرف الفاسد، ولمعنى الرعية الذي يكرس دونية الإنسان ويقبل فيه بانتزاع منه حقوقه وعدم الإعتراف له بها، ولترى الأمة والعالم بوجوده على الأمة حاكما عادلا ورعا تقيا، نفس المشاهد التي عرفها المسلمون والعالم من حولهم في ذلك الوقت في عهد من كانوا قد سبقوه من الخلفاء الراشدين، ليتوج بذلك تاريخيا الخليفة الراشد الخامس بما أعاد به للرعية قيمتها الحقيقية وللراعي مكانته ودوره الحقيقي في إعادة الإعتبار للراعي وللرعية. – [ كان الوليد بن عبد الملك قد هدم جزءا كبيرا من كنيسة يوحنا ليقيم عليه امتداد المسجد الأموي المشيد. وحين ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة شكا إليه نصارى دمشق ما حدث لكنيستهم. ..وهكذا أصدر أمره العجيب بهدم ذلك الجزء الكبير من المسجد وإعادة الأرض التي أقيم عليها إلى الكنيسة. …ولم يجد العلماء سبيلا لإنقاذ المسجد سوى أن يفاوضوا زعماء الكنيسة في دمشق ويعقدوا معهم اتفاقا يرضونه ويتنازلوا بموجبه عن الجزء المأخوذ من كنيستهم. ثم ذهب وفد من الفريقين لإبلاغ الخليفة نبأ الإتفاق فيحمد الله عليه ثم يقره ويرضاه…] – [ حمل إليه بريده يوما رسالة من الجيزة بمصر. أما صاحبة الرسالة فاسمها ” فرتونة السوداء ” تشكوا لأمير المؤمنين أن لها حائطا متهدما لدارها يتسوره اللصوص ويسرقون دجاجها وليس معها مال تنفقه في ا السبيل. ولا يكاد الخليفة يتلو الرسالة وهو في عاصمة الخلافة بالشام حتى يكتب إلى واليه على مصر أيوب بن شرحبيل هذا الخطاب.. ” من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أيوب بن شرحبيل: سلام الله عليكم..” ” أما بعد فإن فرتونة السوداء كتبت إلي تشكو قصر حائطها وأن دجاجها يسرق منها وتسأل تحصينه لها. فإذا جاءك كتابي هذا فاركب بنفسك وحصنه لها “.. وبنفس البريد الذي حمل هذا الكتاب لوالي مصر حمل كتابا آخر من الخليفة لفرتونة السوداء.. ” من عبد الله عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء. سلام الله عليك.. ” أما بعد فقد بلغني كتابك وما ذكرت فيه من قصر حائطك حيث يقتحم عليك ويسرق دجاجك. وقد كتبت إلى أيوب بن شرحبيل آمره أن يبني لك الحائط حتى يحصنه مما تخافين إن شاء الله “.. يقول بن الحكم الذي روى لنا هذه الواقعة الباهرة: ” فلما جاء الكتاب إلى أيوب بن شرحبيل ركب نفسه حتى أتى الجيزة وظل يسأل عن فرتونة حتى وجدها فإذا هي سوداء مسكينة فأعلى لها حائطها”..] لقد قصدت أن أورد أمثلة متعددة بتعدد أوجه الحياة وبتعدد القضايا وبتعدد الفئات والمستويات الإجتماعية، ولقد حرصت كذلك على أن يكون ذلك قد حصل في أزمنة متفرقة وفي فترات متباعدة في الزمن، وبعد أن حل صلاح الإسلام وعقيدة التوحيد محل فساد الجاهلية وعقيدة الشرك، وبعد أن استعاد المسلمون عن طريق الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رصي الله عنه نظام الخلافة الراشدة أي نظام الحكم الإسلامي الصالح بعد إفساده وإحلال نظام الحكم العضوض الظالم الفاسد محله عقودا من الزمن. وقد قصدت أن أؤكد بذلك   شمول معنى الرعية في الثقافة الإسلامية، وكيف أنه لا قيمة لأحد في التطبيقات الصحيحة للنظام الإسلامي الشوري العادل الصالح أمام المحافظة على إعطاء كل ذي حق حقه، بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو طائفته أو موقعه مهما علا ومهما سفل تحقيقا لمعنى الرعية ولقيمة الرعية التي يشترك كل الناس في الثقافة الإسلامية وفي نظام الحكم الإسلامي لتحقيقهما وفي رعاية مصالح بعضهم بعضا وإعطاء الحقوق بعضهم لبعض، وللراعي حقوق وعليه واجبات وللرعية حقوق وعليها واجبات.وإذا كان التنازع دائما من أجل الحقوق وليس من أجل الواجبات، فإن أولياء أمور المسلمين الذي يديرون أمور المسلمين وغير المسلمين من خلال دفة الحكم في النظام الإسلامي نيابة عنهم وتحت مراقبتهم وواجب محاسبتهم، من حق الناس عليهم ومن واجبهم نحوهم، ومن حق الله عليهم ومن واجبهم نحوه، باعتبارهم رعاة، أن يفوا بحقوق الرعية التي أوجبها الله لهم عليهم. فلا قيمة في النظام الإسلامي، الذي جاء ليحقق الرعاية الكاملة بالناس، وليمكن للمعنى الكامل للرعية، لحاكم ولا لمحكوم، لا لقائد جيش ولا لقاض، لا لوال ولا لخازن بيت مال، فالكل في خدمة الرعية باعتبار أن الكل في الثقافة الإسلامية لنظام الحكم الإسلامي رعاة ورعية في نفس الوقت. فتحقيق الرعاية لا يتم إلا بإعطاء الناس حقوقهم كاملة، ولا يهم عنئذ أن يكون الناس رعايا أو مواطنون. فإذا كانت المواطنة لا تتحقق إلا بالحصول على الحقوق الكاملة لكل فرد في المجتمع، فإن الرعية لا تتحقق بحلاف ذلك كما بينا ولا تتحقق كذلك إلا بذلك. ولا يهم عندئذ أن يكون الفرد مواطنا أو رعية بصرف النظر عن طبيعة النظام الذي يتحقق به ذلك. إلا أن الفرق في تحقيق حقوق الرعية في النظام الإسلامي يكمن في أن ذلك التحقيق يعبد به الله، وهذه مسألة جوهرية وأساسية بالنسبة للمسلمين، ومن خلال ذلك يعبد غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى الخاضعين له ما يعتقدون من آلهة وفق ما تدعونهم إليه أديانهم ونحلهم وعقائدهم، وأما تحقيق حقوق المواطنين في النظام العلماني لا يعبد به الله ويفرض الإزدواجية في المعايير وفي الخطاب وفي المعتقد…                          وبذلك فإنه لا حرج في استعمال مصطلح الرعية الذي يبدو أشمل وأكمل  من استعمال مصطلح المواطنة، وأنه لا حرج من استعمال مصطلح المواطنة في الثقافة الإسلامية وفي نظام الحكم الإسلامي إذا كان سيكون له شمول وكمال مصطلح الرعية. فالذي أدعوا إليه، أن يجتنب العلمانيون ومن يحذ حذوهم من الإسلاميين وغيرهم النظر إلى أن استعمال مصطلح الرعية لا يرتقي إلى مستوى استعمال مصطلح المواطنة. وأننا إذا كنا رعايا فإننا ناقصوا المواطنة. وإننا إذا كنا مواطنيين فإننا نكون قد خرجنا من وضعية الرعية التي أصبح ينظر إليها ويتم التعاطي معها على أنها وضعية دونية. ولا يهم بعد ذلك أن نكون رعايا أو مواطنين. ولا يهم إذا ما استعملنا هذا المصلح أو ذاك للتدليل على المواطنة أو الرعية، بالرغم من اعتقادي حتى قبل البحث في الموضوع أن معنى الرعية هو المعنى الأصح والأشمل والأصيل في ثقافتنا الإسلامية. وحتى إذا كان هناك من يرى خلاف ذلك، فإن تطوير المصطلح يكون أفضل من التنصل من استعماله وإلغائه ورفضه على أنه لا يفي بالغرض، وأنه من التعبيرات القديمة الدالة على الدونية والنقصان، وأن المواطنة لا تتحقق حتى ينتهي التعامل مع الأفراد في مختلف المجموعات في الشعب الواحد والأمة الواحدة على أنهم رعايا… وقد رأينا في التطبيقات الصحيحة لنظام الحكم الإسلامي الشوري الصالح، أي للنظام السياسي للشريعة الإسلامية، كيف أن الرعية معنية بمراقبة الوالي وإعطاء رأيهم فيه، ومعنية بمعرفة سبب عزل قائد الجيش حتى وهو في طور استكمال وإنهاء المراحل الأخيرة من الإعداد والإستعداد للمعركة، ومعنية بمراقبة ومحاسبة القيادة السياسية في إمارة المسلمين في موقع الخلافة على قطعة قماش بدا لأحد الرعية أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد ميز بها نفسه دون سائر الرعية التي لا يجد أي منها ذكرا كان أو أنثى امرأة كانت أو رجل حرجا في الإحتجاج والرفض والمحاسبة في أي شأن من شؤون حياة الراعي والرعية في أي وقت وأي مكان. فإذا كان لا وجود في عهد الخلافة الراشدة التي كانت مرجعيتها الثقافة الإسلامية إلا لمصطلح الراعي والرعية وحتى في العهد الذي تم الإنقلاب فيه عليها وإحلال الملك العضوض محلها، ولا وجود فيها كذلك لمصطلحات الحاكم والمواطن والمواطنة..، فإن هذه المصطلحات لم تكن موجودة من بعد ولا من قبل إلا في الديمقراطيات الغربية في الغرب اليوم. إن الذين يلقون الكلمات جزافا ولا يعيرون اهتماما لما يقولون، هم الذين لا علاقة لهم بثقافة الإسلام ولا بتاريخ الإسلام وبالحضارة الإسلامية. وهم الذين لا إيمان لهم إلا بهدم كل ما له علاقة بذلك وإلغائه، على أنه من القديم الذي لم يعد فيه ما يصلح لأبناء الأمة ولا للإنسان عامة في هذا الزمان. وهم الذين اتخذوا من الغرب قبلة وقدوة وأصبحوا يستنكفون من أن تكون الكعبة المشرفة قبلتهم والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتهم، ودون أن يدرسوا ولا أن يتبينوا، كانوا أشد ما يكونوا حرصا على رفض القديم الثقافي العربي الإسلامي الأصيل، وتلقف الجديد الثقافي الغربي الصليبي الصهيوني اليهودي الحديث. ومن هنا جاء استبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير في كل شيء تقريبا. ومن هنا كان رفضهم لذواتهم وقبولهم بذوات الآخرين المخالفين لهم وليس المختلفين معهم. وبعد التشهير بمصطلح الرعية الذي اعتقدوا اعتقادا خاطئا من غير درس ولا مراجعة على أنه الأدنى وأنه الأبعد عن الإيفاء بالمعنى المطلوب، وإظهار شدة الحرص على استبداله بمصطلح المواطنة على أنه الأكمل والأصوب والموفي بالمعنى المطلوب أكثر، فقد جاءت ألسنة هؤلاء لاهجة هذه الأيام، وبمناسبة ما يسمى الإستحقاق الإنتخابي للرئاسة وللمجلس التشريعي المقرر ليوم 25 اكتوبر 2009 ،بالتشهير بمصطلح البيعة كمصطلح عربي إسلامي آخر مقابل مصطلح الإنتخابات، من غير تثبت كذلك ولا روية، ومن غير مراجعة لما تعنيه البيعة وما يعنيه الإنتخاب وما الفرق بين هذا وذاك، باعتبار الزمان والمرجعية الثقافية لكل من هذين المصطلحين القديم منهما والحديث. أنا لا أريد بالضرورة أن نحافظ على هذه المصطلحات وأن لا يكون لنا استعمال إلا لها وأن لا نستعمل غيرها، ولكن الذي أريد أن أشير وأن أنبه إليه، أن لا يكون رفضنا قاطعا لهذه وقبولنا الذي لا بديل لنا عنه لتلك. فليس أقل من أن يكون استعمالنا لأي المصطلحات جائزا ولا حرج منه، على أن كل هذه المصطلحات لها تقريبا ذات المعنى وذات المفهوم. وهي التي كلها موفية بالغرض بصرف النظر عن أن يكون ذاك المصطلح قديما أو حديثا، عربيا إسلاميا كان أو غربيا أو شرقيا. وإذا كانت كلمة ” الرعية ” القديمة في تراثنا وفي موروثنا الثقافي غير مستساغة لغة لدى العلمانيين ومن كان على خطاهم وعلى طريقتهم بوعي أو بغير وعي باكتراث أو بغير اكتراث بقصد أو بغير قصد عن دراسة ومراجعة أو عن غير ذلك من الإسلاميين فإنها اصطلاحا تحمل معنى أكمل وأشمل للحقوق والواجبات ووالعدي والمساوات بين كل الناس على اختلاف أعراقهم وألوانهم وأديانهم.. من المعنى الذي عليه المواطنة والذي مازالت قابلة للتطور باتجاهه.     والحكمة ضالة المؤمن أين ما وجدها فهو أحق الناس بها كما جاء تأكيد ذلك في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم.        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                [….] عن كتاب: خلفاء الرسول – خالد محمد خالد.(بتصرف ).      


من يحاصر الآخر.. غزة أم أعداؤها؟


راشد الغنوشي الحصار الدولي الذي فرضته الإمبراطورية الصهيونية على غزة مستخدمة كل أذرعها العسكرية والإعلامية وتحالفاتها مع المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وأذنابه في المنطقة والعالم من أجل الإجهاز على التمرد الذي قاده الإسلام في غزة متحالفا مع كل المتضررين من الهيمنة الأميركية الصهيونية، يوشك أن يتآكل وينهار لينحسر زبده الطافي عن ميزان جديد للقوة في العلاقات الدولية، بل مبشرا بعالم جديد، فما هي أبعاده ومعالمه؟ 1- صمود غزة الأسطوري الأساس: أ- ما كان أحد يتوقع أن تصمد حماس في غزة، في مواجهة الجهاز الرهيب جهاز الأمن الوقائي الذي صرف النظام الدولي على تدريبه وتجهيزه مئات الملايين من الدولارات، وانهار في ساعات معدودات كأوراق الخريف على يد بضع مئات من أبناء القسام، فيما عرف بالحسم الذي لولاه لكان حال غزة لا يختلف في شيء عن الضفة، يسرح ويمرح في مدنها وقراها جنود الاحتلال وأعوانه واستخباراته آمنين مطمئنين يعتقلون ويقتلون من شاؤوا أمام سمع وبصر عشرات الآلاف من قوات أمن “السلطة الوطنية”، بل هؤلاء أنفسهم طالما تعرّضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال لإرهابهم ودفعهم إلى المزيد من الجد في ملاحقة وإحباط كل محاولة للمقاومة حتى وهي فكرة قبل أن تتحول إلى فعل، بينما محاولة اعتقال أحد في غزة الحرة أو تخليص أسير يقتضي من عصابات الانحلال المغامرة شنّ حرب شاملة، وفعلوها دون أن يظفروا بطائل. فبأي مقياس من مقاييس الإنصاف والعدل يبخّس البعض من مبادرة الحسم التي حررت غزة ونقلتها من حالة الاحتلال إلى حالة الاستعصاء الرائع، أو أن تقع التسوية بين وضع غزة ووضع رام الله، فيوضع الطرفان في كيس واحد على أن ما بينهما لا يعدو كونه نزاعا على السلطة، وأن عليهما أن يتوحدا، دون تساؤل: على أي أرضية: أرضية المقاومة أم أرضية التسوية السراب؟ في تجاهل لحقيقة المشكل أنه صراع بين مقاومة واحتلال. صمود غزة الأسطوري هو الذي حرك هذه الأمواج العالمية من التعاطف ويهدّد بتحولات هامة في العلاقات الدولية. ب- وما كان لغزة الصغيرة أن تصمد في مواجهة الحصار الخانق وفي مواجهة الحرب الوحشية الشاملة التي شنت عليها من قبل جيش ترتعد فرقا منه دول المنطقة وجيوشها، لولا الالتحام الصميم بين عموم الشعب الغزي وبين قيادة حماس المنتخبة، لا لأن هذه بلا أخطاء وإنما لأنها تعيش عيشة الناس ومعهم في مخيماتهم ومساجدهم. وشعوبنا تملك طاقات لا تنفد للصبر وللتضحية إن هي وثقت في عدالة وشجاعة قيادتها، بما جعل كل خطط الكيان الصهيوني الهادفة إلى اقتلاع حماس من حصنها الغزي خشية على مستقبل الكيان المدعوم من نظام دولي وإقليمي متواطئين، تبوء بالفشل الذريع. ج- درس غزة واضح: أن صمود المؤمنين أهل الحق مهما كانت إمكاناتهم المادية متواضعة في مواجهة غطرسة القوة وعربدتها، أمر ممكن. إن حجارة الأطفال التي تطورت إلى صواريخ بدائية قد أمكن لها عندما عملت في أيدٍ تحركها قلوب عامرة بالإيمان والتصميم على المقاومة، أن تصنع ميزان قوة جديدا، إذ السياسة فن تغيير موازين القوة وليس الخضوع لها. لم يكن لأحمد ياسين غير بقية جسد منهك وكرسي متحرك، ومع ذلك كان بقوته الروحية وتصميمه على المقاومة وتغيير موازين القوة مرعبا لشارون الذي تركه الله آية.. ومن ذلك أسطول الحرية. 2- وانتصر أسطول الحرية: هو أسطول تبدو ذخائره الوحيدة أغذية وأدوية وألعابا للأطفال الغزيين وإسمنتا لبناء وترميم مساكن غزية هدمها الاحتلال الغاشم فوق رؤوس أصحابها فظلوا جاثمين فوق خرائبها ملتحفين السماء ينتظرون أن يجود عليهم النظام الدولي والإقليمي فيأذن لهم في استيراد مواد البناء، فلم يجرؤ على إغضاب صهيون المتذرع بمنع المقاومة من احتمال الإفادة من تلك المواد. والحقيقة أن الذخائر الأساسية المحركة لسفن هذا الأسطول والتي تملأ جوانبه قوة، هي المعاني العظيمة والقيم السامية التي تزخر بها صدور الرجال والنساء الذين أقدموا على هذه الغزوة الإنسانية والذين مولوها تمويلا شعبيا، فهذا جهد المجتمع المدني الإسلامي والإنساني في مواجهة المجتمع العسكري الطاغوتي الدولي وعميله الإقليمي. إنه مجتمع الإيمان، مجتمع الحق والإنسانية في مواجهة غطرسة القوة الأميركية والصهيونية وسكرتها. وجوهر هذا الجهد الحقيقي الإيمان بمظلومية أهل غزة والإعجاب بصمودهم، بما طفحت معه القلوب غضبا ونقمة على الاحتلال الصهيوني وعلى القوى الدولية والإقليمية المتواطئة معه ضد أطفال أهل غزة، فنذر هؤلاء الأبطال حياتهم لاختراق هذا الحصار الغاشم وعزموا على أن يواجهوا بصدور عارية عرام القوة والغطرسة والتوحش والتواطؤ والجبن والنذالة والخسة. وكانوا من الحصافة والحكمة أن استدرجوا الدب الإسرائيلي الغبي المغرور إلى الوقوع في شباكهم، سواء أكان بما حملوه من مواد أولية ضرورية لحياة كل إنسان، متجردين من كل سلاح يمكن أن يستند إليه الوحش لتبرير استخدامه آلته الحربية المرعبة ضدهم، أم بالتنوع الهائل للمشاركين في الأسطول: تنوع في الأعمار والألوان والأديان واللغات ذكورا وإناثا كبارا وصغارا، بما يبعد صورة الجيش المنظم المدرب، فكانت المنازلة سافرة بين معاني الإنسانية مجتمعة ومعاني الغطرسة والتوحش مكثفة. ورغم المحاولة الفاشلة للوحش أن يسيطر على الموقف من كل الجهات وبخاصة في مستوى الصورة، فإنه سرعان ما خسر المعركة الإعلامية، فقد واجه بالتنكيل والإهانة والغطرسة والخساسة إعلاميين وأطباء ومفكرين وإغاثيين شهودا ينتمون إلى ملل وثقافات مختلفة تمكّن من تعبئتهم. وخلال يومين أو ثلاثة فقط نجح أيما نجاح في أن يشق في قلب كل منهم أخدودا لا يردم من الكراهية للصهيونية، بما لمس من وحشيتها فاكتوى وعيه وكل كيانه بالنقمة عليها وامتلأ تصميما على مواصلة النزال ضدها والانتصار لضحاياها الفلسطينيين، وذلك هو ما ردده بلسان واحد كل من مر بتلك التجربة الإنسانية القاسية أنه لن يكل ولن يمل في النضال ضد الصهيونية، لما عاش من توحش جنودها وجبنهم، فتساءل: كيف بمن اكتوى بنارها طيلة ستين سنة؟ وبذلك تحقق لقضية فلسطين وخصوصا غزة من الألسن الناطقة بمظلوميتها ما لم يحدث خلال عشرات السنين من الاحتلال، ودليل ذلك هذه الملايين التي تجوب عواصم الدنيا ومدنها وحتى قراها صارخين في وجه الظلم الصهيوني وحلفائه. ومن الشواهد على الانتصار الباهر لأسطول الحرية، الحرج الذي شكلته هذه الموجة الاحتجاجية العالمية للأنظمة والحكومات التي تراوحت ردود أفعالها من قطع العلاقات وسحب السفراء إلى الاحتجاج، إلى اجتماع المؤسسة الدولية للإدانة وفتح التحقيق، حتى الإدارة الأميركية المتصهينة الحامية للكيان المتوحش رغم التماسها العذر له أنه في حالة دفاع عن النفس!! وكأن أسطول الحرية مشحونا بالأسلحة الفتاكة هو الذي صبّح تل أبيب بهجوم كاسح، فقد حمّلت الحصار المسؤولية عما حدث. نظام مبارك نفسه أشد الضالعين بعد الكيان الصهيوني في الحصار الإجرامي الأثيم وقتل أطفال غزة ومرضاها، بدا كأن زلزال أسطول الحرية أحيا مواته فأعلن فجأة عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى!! فما الذي حدث؟ ما الذي تغير؟ لماذا باءت بالفشل حتى خلال الحرب على غزة كل استغاثات أهلها ومعهم الأمة والإنسانية تستجديه وتتوسل إليه أن يحنّ على جيرانه وأطفالهم فينفّس مما يعانونه من ضيق الصهيوني، بدل أن يشاركه، فما كان جوابه غير الإعلان عن إقامة جدار فولاذي حول غزة بتمويل وإشراف أميركيين. فما الذي تغير اليوم؟ هل لأن الذين دفعوه إلى التورط في حصار جيرانه هم أنفسهم أخذوا يتراجعون تحت ضغط الرأي العام الإنساني؟ أم هو التنفيس من احتقان شارع مصري يتصاعد غليانه ويوشك أن ينفجر في وجهه، ولا ينتظر إلا الصاعق الذي منّ الله به على الأمة ممثلا في قضية فلسطين؟ ورغم ما في كل هذه المواقف من مجاملات ولغة دبلوماسية تصل إلى حد النفاق، فالثابت أن أسطول الحرية فتح ثغرات في جدار الحصار فلن يعود إلى ما كان عليه، إلا أن الأساطيل الإنسانية ينبغي أن تصعّد حملاتها المباركة ضده. إن الذي يحتضر اليوم ليس الحصار الغشوم وحسب وإنما أهم من ذلك سببه أي الاحتلال. إن الطريقة التي تصرف بها مع أسطول الحرية واضحة الدلالة على مستوى قاتل من الغباء والحماقة وفقدان الأعصاب والانقطاع عن حركة الزمن ومنها التطور الإعلامي الكاشف وتصاعد الضيق به حتى بين عقلاء اليهود.. إنه ماض قدما في طريق سلفه في جنوب أفريقيا الهالك. 3- الإسلام وغزة يعودان بالترك إلى الصف الأول من معركة الأمة: إن صحوة الإسلام في تركيا التي قادها الرجل العظيم نجم الدين أربكان وتابعها تلاميذه الشجعان أردوغان وغل والنعمان.. قد عادت بعد أربعة عقود من الكفاح الناصب الرشيد بالأمة التركية العظيمة إلى قدر معقول من التصالح مع تاريخها الإسلامي التليد، حيث تبوأت سدة الزعامة في الأمة زهاء خمسة قرون، قاطعة شوطا بعيدا في التخلص المتدرج من علمنة متطرفة، والاتجاه شرقا، لا سيما وقد أدارت لها الظهر أوروبا التي راهنت عليها الأتاتوركية على أنها جزء منها، فباء الرهان بالانضمام إلى النادي المسيحي بالفشل الذريع. في هذه اللحظة من سياق التطور التركي، حيرة بين غرب معرض وصحوة إسلامية متصاعدة، تأتي القضية الفلسطينية وبخاصة قضية غزة والقدس لتكمل المشوار، وتقوم بمهمة تحويل الصحوة من مجرد توجه ديني ومسلك فردي ومجتمعي إلى مشروع سياسي حضاري إسلامي تتبوأ فيه وتتهيأ به تركيا لتحتل موقع الزعامة في شرق يشكو فراغا قاتلا في الزعامة، لا سيما بعد انسحاب مصر من هذا الموقع وتحولها بالتدريج ملحقا من ملحقات الأمن الصهيوني تتوسل به تموّلا وقربا من الأميركان وتأمينا لسلطة العائلة، وبعد خروج العراق من معادلة المنطقة منذ حرب الخليج الأولى، فما بقي في المنطقة من لاعب غير الصهاينة وإيران.. الأولون “هم العدو” بنص الكتاب وشواهد الواقع. أما الأخيرون فمع أنهم من الأمة، ودورهم عموما إيجابي في قضية الأمة الأساسية قضية فلسطين مع مآخذ عليهم في قضايا أخرى مثل العراق وأفغانستان، وبصرف النظر عن ذلك، فهناك عوائق ذاتية تصعّب قبول ترشحهم لدور الزعامة للأمة. في هذا السياق من تصاعد صحوة الإسلام في الأمة ومنها تركيا وحيرة هذه الأخيرة إزاء الصد الأوروبي، تأتي قضية غزة لتمثل الوسيط المفعّل لمهمة الدفع السريع صوب ردم الهوة بين العرب والأتراك وتحويل الصحوة الدينية إلى مشروع سياسي، آخذ في التشكل بسرعة، ولمّا يكتمل تجاوزه لعوائق داخلية كثيرة يمكن تجاوزها، فيأتي أسطول الحرية في الوقت المناسب ليعطي هذا التحول التاريخي المهم دفعا قويا جدا يخسر به الصهاينة أهم حليف لهم في المنطقة، وذلك في نظام ديمقراطي يستمد شرعيته من اتجاهات الرأي العام، وهي اليوم مجمعة على إدانة الصهيونية ومعاقبتها على ولوغها في دم تركي بريء، محمولة بنزوع عارم إلى الثأر لكرامة أمة تركية طعنت في كبريائها، بما سيجعل التنافس الانتخابي في اتجاه التصعيد مع الصهيونية وليس التصالح معها. إنه لا يمكن تفسير هذه الحماقة الصهيونية إلا بما يسميه بعض الفلاسفة مكر التاريخ، وبلغة الإسلام قدر الله ومكره بأعدائه “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” (آل عمران: 53).. إنها الدماء الزكية لشهداء غزة ومعاناتهم وصبرهم بدأت تثمر وتزهر. 4- الإسلام عائد فاعلا قويا في السياسة الدولية: وخلافا للفلسفات المتشائمة حول نهايات التاريخ وموت الأيدولوجيات وما تنبأت به الفلسفات الوضعية من أن عصر العلم قد طوى صفحة الديانات، الثابت اليوم بالنسبة للدين الحق دين الإسلام أشبّ رسالات السماء أنه يشهد صحوة يتصاعد مدها كمّا وكيفا، فالمسلمون في بداية القرن العشرين كانوا لا يمثلون أكثر من 4% من سكان العالم بينما سكان أوروبا كانوا يمثلون 40%، ثم تحولت النسبة في بداية القرن الجديد جذريا فسكان أوروبا لا يزيدون عن 4% بينما عالم الإسلام يبلغ 20% ويتوقع أن يبلغ في نهاية القرن 40%. وفي مستوى الكيف المسلمون اليوم أحسن إسلاما من أسلافهم منذ قرون، وأكثر حرصا على تعاليمه، لا يمنعهم من ذلك غير العديد من حكوماتهم المعزولة شعبيا، ولن تصمد طويلا في مواجهة المد الإسلامي والتحرري. والمسلمون اليوم أكثر وعيا بعصرهم وبعلومه من أجيال سابقة، والإسلام اليوم أسرع الديانات انتشارا وامتدادا في الجغرافيا، وتكفي نظرة واحدة للمسيرات التي تجوب شوارع العالم لتلمس أثر الإسلام فيها وفي السياسات العالمية التي لا تزال -بأثر العداوات التاريخية وأثر الصهاينة- تصر على استبعاده، إلا أنها لن تقاوم إلى الأبد حقائق الواقع، ولا بد في النهاية أن تختار مصالحها وهي مع المسلمين لا مع الصهيونية فتميطها جانبا، والضيق بالتسلط الصهيوني على القرار الغربي في ازدياد، والقضية الفلسطينية تسرع بالعلاقات بين الإسلام والغرب في هذا الاتجاه. كما أن القضية الفلسطينية تمثل مؤشرا مهمّا على اتجاهات الرأي العام في الأمة، فمنذ فرضت هذه القضية نفسها في مركز القضايا غدا لواء القيادة في الأمة معقودا لحاملها: دانت الأمة لعبد الناصر وأيدولوجيته بسببها، ثم لياسر عرفات وخطّه، وهي اليوم مع حماس وحلفائها وأصدقائها. وواضحٌ الدورُ الذي ينهض به الإسلام الفلسطيني سواء أكان ممثلا في غزة والضفة أم في الـ48 أم في المهاجر الممتدة. إن الإسلام ممثلا بحماس خاصة يمثل العدسة المجمّعة لطاقات الأمة حول هذه القضية المباركة، مستقطبة لها قوى تحررية متزايدة كانت بالأمس تتجمع حول قضية الجزائر أو فيتنام. نظرة واحدة للحركة العالمية “غزة الحرة” وما تجنده حولها من قوى تحررية من كل الملل والاتجاهات التحررية، وما أنجزته من حملات لكسر الحصار عن غزة سبيلا للقضاء على الاحتلال جملة، تكشف بجلاء عن الدور الريادي العالمي التحرري الذي يقوم به الإسلام عامة والإسلام الفلسطيني والتركي خاصة. ولم يكن صدفة أن يؤقّت الصهاينة هجومهم على أسطول الحرية بصلاة الفجر رغم وجود غير مسلمين، ولكن من الواضح أن الإسلام هو العمود الفقري الذي يقود معارك الأمة الكبرى اليوم وفيما يستقبل، فهذا زمن الإسلام وحلفائه، وكأنّ مؤذّن الكون يؤذّن، فيشقّ صوته عنان السماء وينداح في الأرجاء، يؤذّن مع النبي نوح عليه السلام وسط الطوفان، مناديا ابنه إلى سفينة النجاة “يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء, قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم” (سورة هود: 41 و42). (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان  2010)


البعد الاستراتيجي لجريمة العدوان على أسطول الحرية

 


عبدالباقي خليفة سقط النظام العربي برمته في جب الألاعيب الصهيونية ، ويحتاج لمن ينقذه من ورطته . فقد صدق النظام العربي ، بل بعض النخب المقعدة بالحالة الاسلامية المتصاعدة في المنطقة، بأن حصار غزة هو مجرد موقف سياسي ، من نظلم سياسي يحكم غزة منذ 2006 م . وأن الحصار يمكن أن يرفع بمجرد عودة ، الحرس القديم ، إلى غزة ، متمثلا في العباسيين أو بالأحرى الفياضيين لحكم غزة . هذه البساطة والسذاجة في التحليل ، والرؤية السياسية ، المستوحاة من الخبث الصهيوني ، وراء كل الكوارث االتي حاقت بالأمة وبدرجة أولى فلسطين ، منذ ثورة القسام وحتى اليوم . لماذاالإصرارعلى حصار غزة ؟ : لقد تعذرالعدو الصهيوني بالعديد من الأعذارالكاذبة لتبريرالحصار على غزة ، فمرة بسبب الصواريخ ، ومرة باسقاط حماس ، من خلال العدوان الذي بلغ أوج وحشيته وبربريته العام الماضي ، ومرة بسبب أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط . لكن تلك التبريرات وإن كانت من وجهة نظر استراتيجية تكتيكية مقارنة بالهدف الاستراتيجي ، أوهي مقدمة لتحقيقه ، وأحد المراحل التدريجية ، فإن الهدف النهائي هو جعل حياة سكان غزة جحيما لا يطاق ، يدفعهم على المدى الطويل للرحيل عن غزة أوالفناء الذاتي . ولتحقيق هذه الاستراتيجية يعمل الكيان الصهيوني على 1 ) منع المصالحة الفلسطينية ما لم تكن وفق شروطه ، والتي حاول البعض فرضها في وقت سابق . 2 ) استمرار الحصار بكل قساوته لإحداث حالة من اليأس والتململ وحتى الثورة في وجه حكومة حماس ، وهو ما ثبت فشله 3 ) منع أي قوافل إغاثة ،عبر البر، أو أساطيل إغاثة عبر البحر ، وفي هذا الإطار تأتي عملية منع أسطول الحرية . وهذا ما يفسر الهلع الصهيوني من مجرد مواد إغاثية ، وعربات للمعاقين ، ومنازل صناعية . فهذا يعني فشل استراتيجي للمشورع الصهيوني الذي بني على إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين ، واحلال صهاينة محلهم . لقد استخدم الكيان الصهيوني ، أساليب مختلفة ، في كل من الضفة الغربية والقدس من جهة ، وغزة من جهة أخرى . فالمناطق التي لا توجد بها مقاومة مسلحة ، يحاصرها بالمستوطنات كالضفة الغربية ، ويسحب فيها هويات سكانها كالمقدسيين مثلا .ويبني فيها الكنس ، ويحفر تحتها الأنفاق ، كالمسجد الأقصى . ويطرد منها الفسطينيين بقرارات تعسفية . أما غزة على سبيل المثال فلا يستطيع الكيان الصهيوني أن يمارس فيها استراتيجيته السابقة لافراغ الأرض من سكانها . وإنما يستخدم فيها استراتيجية العدوان العسكري والحصار الاقتصادي ، بعد أن قام بترحيل المستوطنين حتى لا تكون مغتصباتهم عرضة لصواريخ المقاومة ومقاومتها المسلحة . ولذلك يحارب العدو الصهيوني أي محاولة لكسر الحصار عن غزة ، ويشاركه في ذلك ويا للعار أنظمة غبية في منتهى الغباء السياسي . فمن أجل بقائها في السلطة ، ومن أجل التوريث ، وبسبب رعبها من الحرية والمشاركة الشعبية فضلا عن التمثيل الحقيقي للشعب ، تضع يدها في يد الصهاينة وأعوانهم . العدوان على أسطول الحرية : لقد كشف العدوان على اسطول الحرية بأن القضية ، تتجاوز مسألة وجود حماس في غزة . تلك القلعة التي بقيت في منآى عن المقبرة الجماعية السياسية للأنظمة العربية . فعمل العدو الصهيوني على جعلها مقبرة جماعية بيولوجية واقتصادية ، والمرور على جماجم أهلها إلى دول الجوار الأخرى ، والتي لم يسعفها تحالفها المعلن والخفي مع العدو من استهدافها ، بالتخطيط لجعلها الوطن البديل للفلسطينيين ، واعلان بأن الملك عبدالله هو آخر ملك في الأردن ؟!!! إن العدوان على اسطول الحرية الذي كان متوجها لرفع الحصار عن مليون ونصف المليون انسان من سكان القطاع ، ما كان ليحصل لولا مشاركة أطراف عربية في حصار غزة . ولولا اغلاق معبر رفح ، وسد الأنفاق وإقامة الجدار الفولاذي ، ولولا التجربة المرة لقوافل فك الحصار السابقة . فقد كانت التجربة مرة ، حيث تعرض المتضامنون لاعتداءات ، وقتل أناس تحت التعذيب ، وآخرون في البحر ، وآخرون على الحدود ، والكثير من الفلسطينيين داخل الانفاق بعد ضخها بالغاز السام . ولولا بقية ضمير لدى قوات الأمن المصرية لكانت النتائج أشد مما حصل مع المتضامنين في اسطول الحرية على يد الكموندوس الصهيوني في عرض المياه الدولية . لقد أقدم الكيان الصهيوني الغاصب يوم الاثنين 31 مايو 2010 م على جريمة قرصنة أودت بحياة ما يزيد عن 20 شخصا وجرح العشرات . وهي الجريمة التي أدانتها العديد من الدول والمنظمات الدولية والاحزاب والحركات وجمعيات الدفاع عن حقوق الانسان وغيرها .كما عبرت الجماهيرفي مختلف أنحاء العالم عن إدانتها وكشف الوحشية الصهيونية التي فاقت فضائعها ممارسات النازية والفاشية والاجرام الدولي . إن الكيان الصهيوني هو التجسيد الحقيقي للارهاب والدناءة والانحطاط الانساني على كافة المستويات . وربما هذا ما بدا العالم يدركه ويستوعبه بالتدرج من خلال ما شاهدناه من إدانات على المستوى الشعبي ، والذي سيكون له ما بعده بعون الله . فشل الاستراتيجية الصهيونية : لقد فشلت الاستراتيجية في حصار غزة ، وهذا ما أكده خالد مشعل بعد مجزرة أسطول الحرية ، بأنه ” لا حصاربعد الآن “وهو ما أدركته على ما يبدو وعلى طريقتها ، سلطة فياض ، التي سارعت للبحث عن تفاهمات مع حماس ، بعد فشل الحصار ، حيث دعت روسيا والاتحاد الاوروبي لرفع الحصار ، وأعلنت مصر عن فتح معبر رفح أمام المعونات الانسانية . وقبل كل ذلك اعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده لن تتخلى عن قطاع غزة وستظل تدعمه بكل قوة . ودعا أردوغان الكيان الصهيوني لرفع الحصار عن غزة . ووصف ما قام بها الكيان الصهيوني بأنه “عمل دنئ وغير مقبول ” بينما عبرت الشقيقة الكبرى عن ( الأسف ) وقالت عن المجزرة بلسان الناطق باسم الخارجية المصرية بأنها ( تستحق الإدانة ) وكلمة ” تستحق” تختلف عن الإدانة فأحيانا يقول الاستاذ عن التلميذ يستحق الجائزة دون أن يمنحها له . أو يقول إنه يستحق الرسوب دون أن يرسبه ، وفي الغالب يكون الأمر مجرد لفت انتباه . ولم يكتف الكيان الصهيوني بمجزرة اسطول الحرية ، فتابع جرائمه في غزة حيث قصف طيرانه القطاع مما أسفر عن سقوط 5 شهداء ، وهو ما يؤكد نقمة الصهاينة على قطاع غزة الذي سبب لهم كل تلك الانتقادات ، وتغير الموقف التركي في المنطقة لغير صالح الكيان الصهيوني ، بسبب قطاع غزة . وفشل الاستراتيجية الصهيونية ، لا يتوقف عند فشل الترهيب من خلال المجزرة ، حيث أعلنت الحملة العالمية عن تسيير اسطول جديد . كما أن الفشل الصهيوني لا يقف عند حد الادانات الواسعة والمطالبات باطلاق سراح الراهئن والسفن ، وفتح المعابر ، وإنما في التقييمات الصهيونية ذاتها ، فقد اعترفت المصادر الصهيونية بأن ” هناك فشلا استخباريا ، أتبعه فشل عسكري ، قاد إلى فشل سياسي ” وأن ” الردع ( الاسرائيلي ) تلقى ضربة شديدة ، والصورة ( الاسرائلية ) تلقت ضربة قاضية وكل هذا جعل ( اسرائيل ) دولة قراصنة ” وأن حركة حماس كما كتبت ، يدعوت احرنوت ، ” حققت نصرا هائلا من دون أن تطلق صاروخا واحدا ، بينما في المقابل فشلت حكومة نتنياهو فشلا مطلقا ، وهذا الفشل سيلقي بآثاره السلبية على العلاقات مع تركيا ودول أوروبية أخرى ” وأن الحصار أخفق ولم يضعف حماس ” وتوقعت رحلة بحرية تركية جديدة قد تكون مرفقة بسفن حربية .  


سفير إسرائيل لدى واشنطن: لن نقبل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم على قافلة كسر الحصار


2010-06-07 واشنطن – REUTERS  قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة ميخائيل أورين أمس إن إسرائيل سترفض أن تقوم لجنة دولية بدراسة الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الإسرائيلية على سفن مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة وقتل فيه تسعة نشطاء أتراك. وأضاف أورين في برنامج تذيعه محطة فوكس نيوز “نحن نرفض اللجنة الدولية. ونبحث مع إدارة أوباما السبل التي يمكن من خلالها إجراء التحقيق”. وكان مسؤول إسرائيلي قد صرح أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اقترح إجراء تحقيق متعدد الجنسيات حول الهجوم الذي شنته إسرائيل على السفينة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن بان اقترح تشكيل لجنة يرأسها رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر، وتضم ممثلين من تركيا التي كانت ترفع علمها سفينة المساعدات وإسرائيل والولايات المتحدة. ومضى المسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن نتنياهو بحث الاقتراح مع بان السبت ويعتزم عقد اجتماع مع كبار الوزراء بالحكومة لمناقشة ما إذا كانت إسرائيل ستشارك في التحقيق. وتحدث زعماء إسرائيليون علانية عن إجراء تحقيق إسرائيلي مع وجود مراقبين أجانب. كما قالت الأمم المتحدة في موقعها على الإنترنت إن بان بحث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان “خيارات المضي قدما في التحقيق الذي طالب به مجلس الأمن” في إشارة إلى دعوة المجلس إلى إجراء تحقيق محايد. واعتلت البحرية الإسرائيلية مجددا السفينة (ريتشل كوري) التي كانت تحمل مساعدات إلى غزة السبت. وانتهت عملية اعتلاء السفينة دون عنف بعد جهود دبلوماسية لتجنب أي حوادث مؤسفة. وبعد واقعة يوم الاثنين الماضي تضررت بشدة علاقات تركيا مع إسرائيل. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الأمل هو أن يساعد التعاون بين إسرائيل وتركيا في لجنة التحقيق في إصلاح العلاقات بين البلدين. وأضاف أن إسرائيل تريد أيضا معرفة ما إذا كانت الحكومة التركية راعية للسفينة مافي مرمرة. وقال نتنياهو في مستهل اجتماعه الحكومي الأسبوعي إن مجموعة أصغر من “المتطرفين الذين يتبنون العنف” اعتلوا السفينة بشكل منفصل بنية الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين. وأضاف “طبقا للمعلومات المتاحة لدينا حاليا فإن هذه المجموعة اعتلت السفينة بشكل منفصل من مدينة مختلفة وبتنظيم منفصل وكانت مزودة بمعدات بشكل منفصل… ودون اجتياز إجراءات التفتيش مثل الآخرين”. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 07 جوان 2010)


تركيا تطالب بمقاضاة إسرائيل دوليا


قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري بشار الأسد في إسطنبول إن بلاده لا يمكن أن تلتزم الصمت بعد الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية، ودعا إلى تشكيل هيئة تحقيق دولية لتقصي الحادث. وقال أردوغان إن الذين ارتكبوا هذا العمل “يجب ألا يتركوا دون أن يدفعوا ثمن جرائمهم وفقا للقانون الدولي”. كما حذر من أن قطاع غزة تحول إلى سجن كبير بسبب الحصار الإسرائيلي، ووصف ذلك بأنه جريمة ضد الإنسانية لا تقبلها كافة النظم والشرائع و”نحن لا يمكن أن نقبل بهذا العقاب الجماعي واللاإنساني”. ودعا رئيس الوزراء التركي المجتمع الدولي “باتخاذ الإجراءات الضرورية لمجابهة أعمال إسرائيل غير القانونية” قائلا إن هناك أكثر من مائة قرار صادر من مجلس الأمن تخص إسرائيل لم يتم تطبيقها. ثمن الوساطة من جانبه قال الأسد إن إسرائيل أرادت من خلال الهجوم على القافلة أن تدفع تركيا ثمن وساطتها النزيهة في عملية السلام. وأضاف أنه لا بد لإسرائيل أن تدرك أنها طالما استمرت في احتلال أرض عربية فإنها ستبقى عدوة في نظر أصحاب هذه الأرض. ووصف الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية بأنه جريمة بشعة “وهي جزء من طبيعة إسرائيل” مشيرا إلى أن إسرائيل ارتكبت هذه الفعلة لمنع أي سفينة أخرى من التقدم نحو غزة “لأن الحديث عن حصار الفلسطينيين ممنوع بالنسبة لإسرائيل”. وقال الأسد إن الذي حدث “امتداد لجرائم إسرائيل عبر التاريخ ولكن الجديد فيه أن إسرائيل فشلت هذه المرة أن تتهم هؤلاء الأبرياء بأنهم إرهابيون رغم أنها حاولت وادعت بأنهم كذلك”. وذكر أن “الحديث عن السلام بمثابة الجرح المتقيئ بالنسبة لإسرائيل ولذلك وعندما لمست تركيا هذا الجرح من خلال مبادرتها للسلام والاستجابة السورية فضح ذلك إسرائيل لأنها هي من يعرقل السلام”. تقييم العلاقات وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو طلب من إسرائيل بيان موقفها صراحة من لجنة التحقيق الدولية. وأضاف داود أوغلو في معرض رده على أسئلة الصحفيين أن تركيا تواصل تقييم علاقاتها العسكرية مع إسرائيل، وأن مسار هذه العلاقات مرهون بمواقفها. وبالتزامن مع زيارة الرئيس السوري، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أنقرة لعقد محادثات مع القيادة السياسية التركية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن التلفزيون التركي أن عباس سيلتقي اليوم الاثنين أردوغان والرئيس عبد الله غل. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عباس سيقدم تعازيه للرئيس في قتلى السفينة التركية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان  2010)


سياسة تركيا الخارجية تقلق الغرب

 


تحت عنوان “تحركات السياسة الخارجية لتركيا تثير قلقا في الغرب وفي الداخل” كتبت واشنطن بوست أن مظاهرة السبت الماضي في إسطنبول بدت متناقضة مع صورة تركيا التي طالما عرفها الغرب صديقة علمانية لإسرائيل والولايات المتحدة. ففي المظاهرة كانت النسوة يرتدين الحجاب والرجال يضعون عصابة حماس المكتوبة بالعربية ويرددون عبارات التنديد بإسرائيل. وقالت الصحيفة إن الغضب الشعبي اشتعل في الأيام الأخيرة بسبب الهجوم الدموي الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية التي كانت متجهة إلى غزة الواقعة تحت الحصار الإسرائيلي. وقد حدثت الواقعة في وقت كانت تعزز فيه تركيا علاقاتها بالحكومات الإسلامية في المنطقة وتتحول إلى صاحبة صوت أعلى في تأييدها للفلسطينيين ومحاولة منع العقوبات الأممية الجديدة على إيران. وأثار هذا الأمر تساؤلا في الداخل والخارج: هل تسعى تركيا للابتعاد عن الغرب؟ لكن الحكومة الإسلامية هناك تقول لا. ويقول بعض المحللين إن المسألة أبسط من ذلك, ويضيفون أن تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وصاحبة الاقتصاد الناشئ- تريد أن تكون قوة إقليمية بسياسة خارجية مستقلة. جيران تركيا ويدعو قادة تركيا لسياسة خارجية خالية من المشاكل مع الجيران، وقد حسنوا بشكل ملحوظ علاقاتهم بمنافسيهم في فترات سابقة كسوريا، التي كانت تؤوي المقاتلين الأكراد، وإيران التي كانت في السابق مصدرا محتملا للتطرف الإسلامي. وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الجديدة تقوم، جزئيا، على توسيع العلاقات التجارية. فقد نما الاقتصاد التركي بسرعة ببروز مراكز تصدير ديناميكية سميت نمور الأناضول. كما نمت تجارة تركيا مع جيرانها أكثر من عشرين مرة منذ عام 1991 إلى عام 2008. كذلك سعى قادة الدولة الطموحون لاستغلال النفوذ الإقليمي المتنامي للقيام بدور عالمي أكبر. فقد توسطت تركيا بين إسرائيل وسوريا، قبل أن تنهي حرب إسرائيل على غزة هذه المباحثات. ومؤخرا سعت هي والبرازيل لإرسال يورانيوم إيران المنخفض التخصيب لمعالجته في الخارج، في اتفاق كان يهدف إلى تجنب العقوبات الأممية التي أيدتها واشنطن. وهذا الأمر سهل لتركيا لعب دور دولي أكبر، بالنظر إلى موقعها الجيوبولوتيكي ووضعها الجديد كإحدى الدول الصناعية المتقدمة العشرين. وعلق أحد المحللين الأتراك بأن الحكومة الحالية لها صبغة أيديولوجية بدت واضحة في القضية الفلسطينية وصار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ناقدا صريحا لإسرائيل في عدة مواقف. ودائرته الانتخابية متدينة وتكن عداء لإسرائيل. وقال آخر إن العلاقات التركية الإسرائيلية كانت تاريخيا حميمة، حيث كان  الجانبان يتبادلان المساعدات العسكرية والشكوك تجاه الدول العربية. لكن بتحسين تركيا علاقاتها بجيرانها لم تعد بحاجة لدعم إسرائيل. أكثر حساسية ووصف المحللون الحكومة الحالية بأنها أصبحت أكثر حساسية للرأي العام والناخبون يشعرون بسلطة أكبر وخاصة المتدينين منهم. وأصبح المواطنون أكثر اتصالا بالعالم، بما في ذلك ما يخص القضايا الإسلامية في العالم الخارجي. لكن مع هذه الاستقلالية الجديدة في السياسة الخارجية ما زالت تركيا على علاقة قوية بالغرب وما زال الاتحاد الأوروبي من أكبر أسواقها. وقد لعبت القوات التركية دورا هاما في عمليات الناتو في أفغانستان. وختمت واشنطن بوست بما قاله أردوغان إن بلده يريد أن يحافظ على علاقاته بالغرب والشرق وليس هناك شيء اسمه الانفكاك من طرف والتحول إلى طرف آخر. واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان  2010)


اردوغان وحملات التشكيك العربي


عبد الباري عطوان 6/7/2010 تراهن اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية من خلفها على انحسار الاهتمام العالمي بالمجزرة الاسرائيلية التي ارتكبت ضد سفن الحرية وشهدائها، ولذلك لا بد من استمرار الضغوط الشعبية والرسمية لابقاء هذا الزخم الذي انعكس في مظاهرات عمت مختلف عواصم العالم مستمرا حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل نهائي، واجراء تحقيق دولي محايد ومستقل لاظهار الحقائق كاملة وتقديم المتورطين الاسرائيليين في جرائم الحرب هذه الى العدالة الدولية، ونيل العقاب الذي يستحقونه. اعتراض سفن في عرض البحر، وخطفها الى ميناء اسدود الفلسطيني المحتل هو عمل يعكس ابشع انواع القرصنة، حتى لو تمت هذه العملية بطرق سلمية مثلما ادعت السلطات الاسرائيلية طوال يوم امس من خلال التباهي بعدم حدوث اي اعمال عنف على ظهر السفينة الايرلندية ‘ريتشيل كوري’، على عكس ما حدث للسفينة التركية مرمرة والنشطاء الذين كانوا على ظهرها. من الرسائل المؤثرة التي قرأتها تعليقا على احد مقالاتي السابقة، واحدة من قارئ صومالي قال فيها صاحبها انه كان يشعر بالخجل لان بعض الصوماليين اقدم على اعمال قرصنة وخطف السفن، ولكنه بعد ان تابع القرصنة الاسرائيلية واقدام فرق الكوماندوز الاسرائيليين باقتحام سفن الحرية لمنع وصول الطعام والدواء والكراسي المتحركة للعجزة، ومواد البناء بات يشعر ان هؤلاء القراصنة الصوماليين ارفع اخلاقا واكثر انسانية من الاسرائيليين (مع الفارق في الدوافع والنوايا) لانهم لم يعتدوا على احد، ولم يقتلوا ايا من البحارة، بل ان عددا كبيرا منهم لقي حتفه نتيجة عمله هذا. وختم القارئ رسالته بالقول انه يأمل ان يواجه القراصنة الاسرائيليون الذين يقولون انهم ينتمون الى دولة ديمقراطية عضو في الامم المتحدة ما واجهه ويواجهه القراصنة الصوماليون اي المثول امام العدالة نفسها. ‘ ‘ ‘ وحتى تستمر هذه القضية حية، ويتم قطع الطريق على المحاولات الاسرائيلية والغربية عموما لطمسها، تماما مثلما جرى طمس تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، لا بد من استمرار قوة الدفع الحالية، حتى تتحقق الاهداف، ولا تضيع دماء شهداء سفن الحرية هباء، ونقترح التالي: اولا: نتمنى ان يمضي السيد رجب طيب اردوغان قدما في مشروعه الذي تحدث عنه حول نواياه الذهاب الى ميناء غزة المحاصر على رأس قافلة سفن تركية محمية بسفن حربية تابعة للاسطول التركي ورافعة لعلم حلف الناتو الذي تعتبر تركيا عضوا اصيلا فيه، وان لا يرضخ للضغوط الامريكية التي تطالبه بالعدول عن هذه الخطوة. نعرف ان هناك اصواتا تركية، ومن المؤسف عربية ايضا، تشكك في نواياه، وتقول له بان لا يكون عربيا اكثر من العرب، وتذكره بان دولا عربية كبرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية لا تفعل شيئا لكسر حصار قطاع غزة، ولكن الله اختاره لهذه المهمة الانسانية، وكذلك اكثر من مليار ونصف المليار مسلم يعتبرونه الناطق باسمهم المعبر عن مشاعرهم، والقادة العظام لا يختارون اقدارهم، وانما تكتب عليهم. ثانيا: يجب رفض اي ضغوط اسرائيلية وامريكية واوروبية لمنع اجراء تحقيق دولي مستقل في مجزرة السفينة التركية ‘مرمرة’، ودعم بان كي.مون امين عام الامم المتحدة الذي طالب بهذا الامر. حكومة نتنياهو قالت على لسان سفيرها في واشنطن ميخائيل اورين انها ترفض مثل هذا التحقيق، لانها دولة ديمقراطية ولديها القدرة والحق في اجراء التحقيق بنفسها، وهذا كلام مردود على اصحابه، ويشكل حلقة جديدة من حلقات الكذب والخداع الاسرائيلية. فالدولة الديمقراطية لا تمارس اعمال القرصنة وخطف السفن وركابها، ولا تقتل الابرياء بالرصاص الحي (صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية قالت ان التحقيقات في المجزرة اثبتت ان بعض النشطاء الاتراك قتلوا برصاص في جبهتهم ومن على بعد 45 سنتمترا). ثالثا: لا بد من اللجوء الى المحاكم الدولية والمحلية في اوروبا وامريكا لرفع دعاوى قضائية ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين المتورطين في هذه المجزرة، مثل نتنياهو وايهود باراك وزير الدفاع، وغابي اشكنازي قائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي. تماما مثلما فعل اليهود لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين امام محكمة نورنبيرغ، وهناك العديد من المنظمات والجمعيات المتعاطفة مع القضايا الانسانية المستعدة للقيام بهذا العمل، فقط تحتاج الى الدعم المالي لتغطية نفقاتها، وهناك اكثر من الفي مليار دولار من الاموال العربية مستثمرة في الغرب يمكن استخدام بعض ‘فراطتها’ في هذا المضمار. رابعاً: رفض جميع المقترحات التي تروج لها اسرائيل، وتجد دعماً في اوساط حكومات غربية، بتفتيش سفن الاغاثة في ميناء اسدود للتأكد من عدم وجود أسلحة على متنها، ثم السماح لها بالذهاب الى قطاع غزة. فالهدف من سفن الاغاثة هذه لم يكن محصوراً في ايصال المواد الأساسية، وانما كسر الحصار، ولفت الاهتمام الى السجن الكبير الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني في ظروف معيشية وانسانية ونفسية صعبة. خامساً: لا بد من التأكيد دائماً على حقيقة مهمة واساسية، وهي ان حصار قطاع غزة هو احد الاعراض الجانبية لمرض اخطر وهو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، وحرمان اكثر من عشرة ملايين فلسطيني من حقوقهم وثوابتهم الوطنية مثل حق العودة واقامة دولتهم المستقلة على ارضهم وانهاء الاحتلال والاستيطان باشكاله كافة، وعودة القدس المحتلة الى السيادة العربية بجميع مقدساتها المسيحية والاسلامية. ‘ ‘ ‘ نخشى على هذه الهبة الشعبية الرائعة التي سادت العالم بأسره، انتصاراً للمحاصرين الصامدين في قطاع غزة من مؤامرات بعض الحكومات العربية التي كانت اكثر انزعاجاً من اسرائيل تجاهها، لانها تكشف تقاعسها عن اداء الحد الادنى من واجباتها القومية والاسلامية. مثلما نخشى على السيد رجب طيب اردوغان من ضغوط هؤلاء ومؤامراتهم وحملاتهم الاعلامية التي تشكك في نواياه، تماماً مثلما شككوا في كل القادة الشرفاء الذين انتصروا للحقوق العربية الاسلامية في فلسطين. فالحكومة الاسرائيلية بدأت اتصالاتها ببعض المسؤولين العرب لاجهاض هذا الزخم الشعبي، وتطويقه قبل ان يتطور الى حرب سفن تتدفق الى القطاع من مختلف انحاء العالم. فاحدى وكالات الانباء العالمية (وكالة الصحافة الالمانية) نقلت خبراً من القاهرة عن وصول مبعوث اسرائيلي سري الى القاهرة على متن طائرة خاصة لنقل رسائل الى القيادة المصرية حول كيفية تنسيق المواقف لمواجهة حملات كسر الحصار هذه، كما كشفت صحيفة ‘الشروق’ المصرية المستقلة قبل يومين عن اقدام الحكومة المصرية على فتح معبر رفح بناء على طلب رسمي اسرائيلي لتخفيف الحصار وامتصاص النقمة العالمية بعد مجزرة سفينة ‘مرمرة’. اسرائيل تعيش حالياً اسوأ ايامها، وتبدو منبوذة مكروهة مدانة بالقرصنة والاجرام في مختلف انحاء العالم، والغربي منه على وجه الخصوص، ونحن هنا نتحدث عن الشعوب اي الرأي العام وليس عن الحكومات المتآمرة الداعمة لجرائمها ومجازرها، فقد كان من المؤسف ان يبرق وليم هيغ وزير الخارجية البريطاني الى الحكومة الاسرائيلية مهنئا إياها على عدم استخدام العنف في تعاطيها مع سفينة ريتشيل كوري الايرلندية، وكأن خطف هذه السفينة المدنية بعد اقتحامها عمل مشروع وقانوني. هؤلاء المسؤولون الغربيون المنافقون يجب ان يعروا امام العالم بأسره، وكذلك بعض وسائل اعلامهم التي ترفض ان تذكر اسم الشهيدة الامريكية ريتشيل كوري التي حملت السفينة الايرلندية اسمها، حتى لا تضطر الى الاشارة الى انها استشهدت سحقاً تحت عجلات بلدوزر اسرائيلي رمت بنفسها امامه لمنعه من هدم منزل في رفح المحتلة. نحن لا نعمم.. واعترف انني شعرت لأول مرة في حياتي باني كاتب ‘معتدل’ بعد ان قرأت افتتاحيات صحف بريطانية مثل ‘الغارديان’، و’الاندبندنت’، و’الديلي ميرور’ وحتى مجلة ‘الايكونوميست’ الاسبوعية المحافظة، فما قالته هذه الصحف عن القرصنة الاسرائيلية والمجازر الاخرى في قطاع غزة ولبنان تتواضع امامه مقالاتنا لصدقها وموضوعيتها وانحيازها للحق والضعفاء في مواجهة الغطرسة الدموية الاسرائيلية. ومن المؤسف ان تقوم صحف حكومية مصرية بانتقاد تركيا بدلا من الاشادة بجهودها لكسر الحصار، رغم ان العلاقات الرسمية بين القاهرة وانقرة كانت جيدة تقليديا حتى وقوع مجزرة الحرية. وكأن البعض لا يريد ان يرحم ولا ان يترك رحمة الله تنزل على المحاصرين. وبدلا من ان ينحاز اولئك الى الجماهير المصرية الغفيرة التي خرجت في ‘جمعة الغضب’ انتصارا لغزة، قرروا الاستمرار في المماطلة بادخال المساعدات رغم ان المعبر ‘مفتوح’ من الناحية الرسمية على الاقل. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 جوان  2010)
 


اسرائيل في خطر


ايتان هابر 6/7/2010 درءا لسوء الفهم: نحن محقون. نحن محقون جدا. نحن دوما محقون. نحن محقون ايضا حتى عندما نخطىء. حسنا، وماذا في ذلك؟ هل سيسجلوننا الان في الكتاب الذهبي للحق؟ هل حاييم هخت سينتج عنا مسلسلا آخر بعنوان ‘خروج المحق’؟ نحن محقون عندما نقول ان العالم كله ضدنا، ان العالم متهكم، وحشي، بل ولاسامي. ولكن ما حصل مؤخرا، اساسا مع الاسطول التركي، ملزم بان يوقظ عندنا الغافين، ان يقرع كل اجراس التحذير وان يشعل كل الاضواء الحمراء: ايها الرفاق الاعزاء، دولة اسرائيل في خطر. اسرائيل تمر بعملية نزع شرعية في العالم، والعالم الشرير هذا، بعد ان يسحب شرعية من دولة ما، يتعاطى معها كالغبار. امام ناظرينا العالم ينقلب رأسا على عقب: في هذا العالم يعيش اليوم اكثر من مليار ونصف مليار مسلم، غير قليلين منهم، ممن يسعون الى انقاذ انفسهم من حياة الجهل، يهاجرون بجموعهم، ولا سيما الى بلدان اوروبا. ملايين المسلمين يحتلون اوروبا ويتركون سكانها وزعماءها عديمي الوسيلة حيال المساجد، ‘البرقع’، والصلوات خمس مرات في اليوم. كل زعيم، في كل دولة، ولا سيما في اوروبا، يجري اليوم حسابا بسيطا: يريد أن يبقى سياسيا وهو يريد أن ينقذ دولته وثقافته. دولة اسرائيل لا تشمل في ‘كله مشمول’ لزعماء المعمورة. حتى زمن اخير مضى تغلبت اسرائيل على كل العوائق السياسية، الامنية والاقتصادية لديها، لانها اعتمدت على دعم الولايات المتحدة. وفهم العالم بان اسرائيل هي الولاية الـ 51 لامريكا ومن يريد ان يتورط مع امريكا؟ مع ريح الاسناد الهائلة هذه غض الجميع النظر عما اسموه ‘احتلالا’ وعندنا اسموه ‘عودة صهيون’، و’بداية الخلاص’ وجملة الاسماء المغسولة الاخرى. عصرنا الليمونة الامريكية حتى آخر قطرة، وعندما قال الامريكيون لنا، مثلا، بان مشروع الاستيطان لا يروق لهم، غنينا ورقصنا لهم ‘اعطوا المشورة وسنخرقها’. كان لاسرائيل زعماء حكماء. مناحيم بيغن، مثلا. الرجل أقام مع مصر سلاما، يصمد منذ ثلاثين سنة. اسحق رابين وشمعون بيريس مثلا واصلا مساعي المصالحة والسلام، توصلا الى اتفاق مع الفلسطينيين (لم يحترم) ومع الاردن (يصمد منذ 15 سنة)، والاساس فهما بانه فتحت ‘نافذة فرص’ لم يسبق لها مثيل ومن يدري اذا كانت ستعود (روسيا انهارت، سورية استلقت على الارضية). العالم كله اعرب عن عطفه على سرائيل 33 دولة اخرى اعترفت بها، نحو 80 ملكاً، ورئيساً ورئيس وزراء وصلوا لزيارتها والاقتصاد ازدهر. بعد رابين وبيريس واصل ايهود باراك، ارئيل شارون وايهود اولمرت ‘مسيرة السلام’، تحدثوا مع زعماء عرب، التقوا، بحثوا وبالاساس زرعوا الامل. كل تلك السنين ازداد العالم الاسلامي واصبح قوة سياسية، اقتصادية وعسكرية. زعماء العالم تابعوا بقلق ما يجري واجروا الحساب: مليار وربع مليار مسلم قد لا يكونون محقين، ولكنهم قادرون على أن يثيروا المشاكل وان يقلبوا العالم. في هذه الاثناء اغلقت ‘نافذة الفرص’ وتبدد الحلم الاسرائيلي بشل عداء ايران من خلال اتفاقات مع الفلسطينيين والسوريين. في هذه الاثناء أيضا قام في الولايات المتحدة رئيس فهم القوة المهددة لمليار وربع مليار مسلم. وان كان هو (لا يزال) ملتزما بمواصلة أمن اسرائيل، ولكن الاعمال خلف ‘اعطوا مشورتكم وسنخرقها’ أثارت اعصابه. اوباما اوضح لاسرائيل بانه ليس ‘ابنا وحيدا’، ولهذه اللحظة انتظرت دول عديدة، ولا سيما اسلامية. اما الان فان العالم ‘يجري الحساب’ معنا. الولايات المتحدة لا تزال تمنح الثقة لنتنياهو وباراك، ولكن حبات الرمل تنفد في ساعة الرمل لواشنطن. في البيت الابيض يتوقعون مسيرة سلمية، ان لم يكن السلام نفسه. غير أنه في هذه الاثناء لا توجد لا مسيرة ولا سلام. اوباما ينظر من النافذة في الغرفة البيضاوية، يرى ساحات خضراء وحديقة ورود مزدهرة، ولكن خلف الحديقة، في الافق، يرى محيطا من مليار وربع مليار مسلم. تسونامي مهدد. في الوضع الحالي علينا قبل كل شيء أن نفهم ما يجري، وان نتصرف بحكمة وان نعرف متى نتقدم ومتى نتراجع. ليس عارا دراسة خطواتنا بحكمة. ذات مرة كنا حكماء ومحقين في نفس الوقت. اما الان؟ الان نحن محقون. يديعوت 06.06. 2010  


مقترحات أوروبية لفك حصار غزة


عرضت فرنسا وبريطانيا حلا أوروبيا لرفع الحصار عن غزة وضمان وصول المواد الأساسية دون تهديد أمن إسرائيل التي رفضت دعوات بقبول تحقيق دولي مستقل بالهجوم على أسطول الحرية ومقنل عدد من ناشطيه. فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن الحصار المفروض على قطاع غزة لا يمكن أن يستمر على هذا النحو عارضا مساعدة الاتحاد الاوروبي على ضمان تدفق المواد الأساسية والإنسانية مع عدم وصول الأسلحة إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وجاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده كوشنر الأحد مع نظيره البريطاني وليام هيغ في باريس وأبدى فيه الطرفان استعداد الاتحاد الأوروبي لمراقبة البضائع والسلع الداخلة إلى قطاع غزة عن طريق المعابر بما فيها تلك القادمة عن طريق البحر.
اتفاق المعبر من جانبه قال الوزير البريطاني -الذي استهل في باريس جولة على عدد من العواصم الأوروبية- إن الاتحاد الأوروبي قادر على تقديم المساعدة كما فعل بالماضي بخصوص مسألة المعابر مع قطاع غزة. يشار إلى أن فرنسا وبريطانيا سبق وعرضتا إرسال سفن حربية قبالة شواطئ غزة لمراقبة ومنع وصول ما وصف في حينه بتهريب الأسلحة بحرا إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2009. كما سبق وساهم الاتحاد الأوروبي ببعثة من المراقبين على معبر رفح مع الجانب المصري بالتعاون مع السلطة الفلسطينية حتى العام 2007 عندما علقت العمل بما كان يعرف باسم اتفاق معبر رفح لأسباب أمنية إثر سيطرة حركة حماس على القطاع. وعلى الرغم من أن العمل بالاتفاق متوقف منذ ذلك التاريخ، فإن الاتحاد الأوروبي أقر الشهر الماضي تمديد تفويض البعثة الأوروبية في معبر رفح عاما إضافيا.
التحقيق الدولي كما دعا كوشنر وهيغ الحكومة الإسرائيلية للقبول بتحقيق دولي مستقل ونزيه بشأن الاعتداء على قافلة أسطول الحرية يوم الاثنين الماضي في المياه الدولية قبالة غزة والذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص من الجنسية التركية وجرح آخرين كانوا جميعهم على متن السفينة التركية مرمرة. وبهذا الصدد، قال هيغ إنه من المهم أن يكون هناك تحقيق دولي مستقل وشفاف في الحادث، مشددا على ضرورة مشاركة دولية في التحقيق المقترح، مشيرا إلى أنه أبلغ الحكومة الإسرائيلية بهذا الموقف. وكانت وسائل الإعلام الفرنسية قد نقلت الأحد عن مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي أن الأخير أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه القبول بتحقيق دولي حيادي بالهجوم على قافلة الحرية.
إسرائيل ترفض وأصدر مكتب نتنياهو أمس الأحد بيانا أكد فيه إجراء محادثات هاتفية مع ساركوزي وجوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي -الذي يقوم حاليا بزيارة إلى مصر- مشيرا إلى أن نتنياهو شدد في حديثه على أن إسرائيل تصرفت كأي دولة “مهددة بآلاف الصواريخ والقذائف”. وفي واشنطن، قال السفير الإسرائيلي مايكل أورين إن تل أبيب ترفض التحقيق الدولي باعتبارها “دولة ديمقراطية لديها القدرة والحق على إجراء التحقيق بنفسها”، لافتا إلى أن تل أبيب على اتصال بالإدارة الأميركية للبحث في الطريقة التي يمكن من خلالها إجراء التحقيق المقترح. ويتوجه إلى نيويورك اليوم الاثنين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لإطلاع الدبلوماسيين الإسرائيليين في أميركا الشمالية على مواقف الحكومة من موضوع قافلة الحرية.
الموقف التركي  من جانبه وفي تصريح تلفزيوني الأحد، اعتبر وزير الخارجية التركي أن رفض إسرائيل لإجراء تحقيق دولي يدل على رغبتها بالتستر على الحقائق المتصلة بقيام جنود بحريتها بالاعتداء على قافلة الحرية في المياه الدولية. يذكر أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة اقترح تشكيل لجنة تحقيق دولية يترأسها رئيس الوزراء النيوزلندي الأسبق جيفري بالمر وعضوية ممثلين عن تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة. وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن نتنياهو بحث هذا الاقتراح مع بان يوم السبت الماضي قبل أن يطلع وزراء حزب الليكود في الحكومة على مضمونه أمس حيث نقلت مصادر مطلعة أن الحكومة الإسرائيلية تفضل البحث ببدائل أخرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان  2010)


ناشط يوناني: أحد الأتراك قُتل لمنعه من بث مشاهد الهجوم الإسرائيلي


2010-06-07 أثينا – AFP  اتهم ناشط يوناني كان على متن السفينة التركية التي كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة، القوات الإسرائيلية بأنها قتلت تركياً لأنه كان ينقل على الإنترنت صورا عن الهجوم، وذلك في حديث نشرته أمس صحيفة يونانية. وقال ديمتري بليونيس لصحيفة “الفتيروتيبيا” اليسارية: “بعد نصف ساعة من وقوع الهجوم ورغم الحرب الإلكترونية، استمرت سفينة مافي مرمرة في بث صور على الإنترنت بفضل نظام متطور كان يديره متطوع تركي، ثم رأيته قتيلا بعد أن أصيب برصاصة في الرأس”. وأضاف بليونيس -وهو أحد اليونانيين اللذين كانا على السفينة التركية-: “كانت أولوية الإسرائيليين وقف بث مشاهد الهجوم، وكان الأتراك نشروا على السفينة ربما مئة كاميرا كانت تبث صورا بانتظام، وانقطع البث عندما قتل الشخص الذي كان يدير الشبكة”. وقتل تسعة أتراك بينهم تركي يحمل الجنسية الأميركية خلال الهجوم الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة. وتقول إسرائيل إن قواتها فتحت النار دفاعا عن النفس وتبث منذ ذلك صورا لدعم روايتها. وقال بليونيس إنه لجأ خلال الهجوم إلى المركز الإعلامي على السفينة بناء على طلب القبطان التركي لدى وقوع الهجوم، وبعد السيطرة على السفينة “تعرض الصحافيون للضرب من قبل عناصر الكوماندوز الإسرائيلي الذين حطموا كافة الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف”. وتحدث عدد من الناشطين اليونانيين الـ37 الذين شاركوا في العملية المؤيدة للفلسطينيين عن تعرضهم لسوء المعاملة خلال الهجوم وفترة احتجازهم في إسرائيل. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 07 جوان 2010)
 
 


قال في حديث لـ’القدس العربي’ انه ليس قائدا ولا مرشحا.. وأكد حق الاخوان في حزب

البرادعي يدعو لمقاطعة الانتخابات لانها ‘ديكور’ ويشترط دعما شعبيا واسعا ليتزعم التغيير


6/7/2010 القاهرة ـ ‘القدس العربي’ من احمد القاعود: دعا الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مقاطعة الانتخابات في مصر معتبرا انها مجرد ‘ديكور ديمقراطي’ في نظام قائم على حزب واحد، وشدد في حديث مطول لـ’القدس العربي’ انه لن يشارك في العمل السياسي او الانتخابات ضمن الشروط الحالية، لانها ستؤدي دائما الى فوز ساحق للحزب الحاكم. ورفض البرادعي الانتقادات التي توجه اليه لكثرة سفرياته للخارج وقال ان لديه مسؤوليات وارتباطات دولية لا يستطيع التخلي عنها، مع الاستمرار في القيام بدوره في الداخل مذكرا بانه ليس قائدا بل مطالب بالتغيير ومشارك فيه، وانه ‘كلما اعطاه الشعب الزخم والصلاحية بالتوقيع على البيان استطاع ان يقوم بدوره’ مشيرا الى انه يريد ان يرى مئات الالاف وملايين المطالبين بالتغيير وهذا لم يحدث بعد. واكد البرادعي ان الجمعية الوطنية اطار شعبي وليست حزبا ولا تملك مقرات او تمويلا، وتقوم على الاف المتطوعين الذين يجمعون التوقيعات على البيان، ولم ينتخب احد فيها، ولا يجب ان تشخصن او يتحكم فيها شخص واحد. ورفض التعليق على امكانية ترشح جمال مبارك او عمرو موسى لرئاسة الجمهورية وقال ‘لا يعنيني من سيترشح ولكن كيف وعلى اي اساس’ معتبرا ان الدستور مليء بالتشوهات وان القضاء غير مستقل، ورغم وجود 30 حزبا الا ان احدا لا يعرف اسماءها، اننا يجب ان نكون اما نظاما ديمقراطيا او غير ديمقراطي ‘فالمرأة لا تستطيع ان تكون نصف حامل’. وحول موقفه من جماعة ‘الاخوان’ قال انه يؤيد حقهم بانشاء حزب مفتوح للجميع على مرجعية اسلامية، ولكن ليس على اساس اسلامي، في اطار دولة مدنية تحترم الدستور، مشيرا الى ان المرجعية الاسلامية هي القيم الدينية العليا، وهو ما يشبه الوضع القائم في اوروبا، ونفى انه دعا الى تغيير المادة الثانية في الدستور التي تجعل الشريعة مصدرا رئيسيا للتشريع، الا انه شدد على ضرورة مدنية الدولة. ونفى انه دعا للاعتراف بالبهائية متهما بعض رؤساء التحرير والقنوات السلفية بشن مهاترات غير اخلاقية ضده. وعلى المستوى الاقليمي دعا البرادعي الى فتح كل المعابر وانهاء الحصار المفروض على غزة، وطالب بعودة مصر الى قيادة العالم العربي كما كانت دائما منارة للحرية، وقال ان انضمام العرب الى معاهدة حظر الانتشار النووي في ظل امتلاك اسرائيل اسلحة نووية كان خطأ. وبالنسبة لايران قال انها اعلنت عدم رغبتها في امتلاك سلاح نووي كما انها عضو في المعاهدة. وقال انه شعر بالحزن بسبب قرار الكويت ترحيل عدد من انصاره، ودعاها الى اعادتهم، واشار الى انه سيقابلهم قريبا، واعلن انه سيزور لندن للقاء الجالية المصرية بعد ايام مؤكدا على حق سبعة ملايين مصري بالخارج في التصويت. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 جوان  2010)
 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

17 août 2011

Home – Accueil فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.