الاثنين، 3 أغسطس 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3359 du 03.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


السبيل أونلاين:هل ترفع الرقابة الأمنية عن عبد الله الزواري بعد رفع الرقابة الإدارية ؟

حــرية و إنـصاف:محاصرة منزل الناشط الحقوقي السيد حمزة حمزة

السبيل أونلاين:قوات الإحتلال الأمريكي تحيل السجين التونسي بالعراق طارق الحرزي على القوات العراقية

السبيل أونلاين:منع النساء المحجبات من زيارة مرضاهن بالمستشفى العسكري بتونس

القدس:طالب تونسي يطرد من الجامعة على خلفية التضامن مع سكان غزّة

بيان الهيئة السياسية لحركة التجديد

الحوار.نت : »كلمة حرّة »هل نفرح للزواري أم نحزن لبن سالم؟

وات:التقرير النهائي للجامعة الصيفية الوطنية يؤكد على اتاحة فرص اوسع لتحسين ظروف عيش الطبقة الوسطى  

حمادي الغربي:بعد السعودية.. التلفزيون التونسي يُحاكم دولة قطر

الأسبوعي:المفاوضات الاجتماعية في القطاع العام

جيلاني العبدلي:تونس: وطن وبوليس ورشوة (12) في السوق الأسبوعية لمدينة المحمدية

الاسبوعي:البنك الدولي يكشف نقائص الديوان الوطني للتطهير

الأسبوعي:مؤسف – احتفلت بعيد ميلادها الـ 76 منذ أيام وهي مرابطة أمام سفارة بلدها

رويترز:حادث مروري بتونس يحول موكب زفاف الى مأتم  

الأسبوعي:بعضهم فُصلت رؤوسهم و3 أشقاء ضمن الضحايا 8 قتلى و9 جرحى في أعقاب حفل عرس

الاسبوعي:جريمتان فظيعتان في فرنسا شيخ تونسي يخرّب جسد زوجته الشابة بالطعنات أمام طفليه

القدس العربي:غضب في الرباط من تهريب طفلين مغربيي الأب الى النروج بطريقة مافيوية

صلاح الجورشي:لبنان والديمقراطية الحذرة

طارق الكحلاوي:أحمد بن صالح (2)

عبدالسلام المسدّي :المسلك الشائك نحو اليونسكو

احميدة النيفر:المسلمون في الولايات المتحدة: أرقام وآفاق (2 من 3)

رويترز:جدل بين سكان غزة حول مؤشرات على « أسلمة » القطاع

بلال الحسن :فتح.. من الانشقاق إلى التلاشي *

القدس العربي:اعضاء مؤتمر عام فتح يتذمرون من عدم عدالة تمثيل اقاليم الحركة في الخارج

عبد الباري عطوان:السعودية: خطوة جيدة ولكن؟

‘القدس العربي’ :الدوري يدعو لمجلس سياسي وقيادة موحدة للمقاومة ويحذر البرزاني من ‘الذهاب بعيدا في إيذاء العراق’

أحمد البهنسي :خداع المساجين .. فساد إسرائيلي جديد بأمريكا


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

 


هل ترفع الرقابة الأمنية عن عبد الله الزواري بعد رفع الرقابة الإدارية ؟

  


السبيل أونلاين – تونس – خاص   قال مصدر مطلع للسبيل أونلاين اليوم الإثنين 03 أوت 2009 ، أن السجين السياسي السابق والصحفي عبد الله الزواري وصلته خلال الأيام الماضية معلومة من مصدر قضائي تعلمه أن الرقابة قد رفعت عنه .   وقد لاحظ الزواري في الأيام الأخيرة ، أن البوليس رفع عنه الرقابة بعد أن إختفت السيارة التى كانت ترابط قبالة بيته ، وقد تمكّن من القيام بزيارات لبعض أقاربه واحبابه في مدينة جرجيس وضواحيها ، دون أن يلاحظ الملاحقة البوليسية المعتادة .   وأكد المصدر أن الزواري مقتنع ان الرقابة تنتهي رسميا يوم 05 أوت الجاري ، لذلك سينتظر حتى التاريخ المذكور لإستيفاء الأجل ، ويكون بذلك قد رفعت عن الرقابة الإدارية الظالمة حسب المأمول رسميا .   وأشارت مصادرنا إلى أن الرقابة الأمنية ستبقى مسلّطة عليه ، كما هو شأن جل السجناء السياسيين السابقين .    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 03 أوت 2009)

 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 شعبان 1430 الموافق ل 03 أوت 2009

محاصرة منزل الناشط الحقوقي السيد حمزة حمزة


يتعرض منزل الناشط الحقوقي المهندس حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف للمحاصرة من قبل أعوان البوليس السياسي منذ يوم الأحد  02 أوت 2009 ، ويتواجد الأعوان المذكورون الذين يمتطون دراجات نارية بالقرب من منزل الناشط الحقوقي مما يسبب إزعاجا لأفراد عائلته ولجيرانه ولزائريه. كما خضع مقر المنظمة صباح هذا اليوم الاثنين 03 أوت 2009  لمحاصرة كبيرة زادت عن العادة حيث تواجد عدد إضافي بلغ زهاء 10 أعوان مما سبب حرجا كبيرا لحرفاء الأستاذ محمد النوري المحامي رئيس المنظمة ولزبائن حرفاء زملائه المحامين الذين يعملون معه في نفس المكتب. وليس هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها عضو أو عدة أعضاء من منظمة حرية وإنصاف للمحاصرة في منازلهم أو المتابعة والمراقبة اللصيقة، فقد دأبت فرق البوليس السياسي منذ مدة إلى تشديد حصارها حول مقر المنظمة ومراقبة أعضاء المكتب التنفيذي نهاية كل أسبوع. وحرية وإنصاف 1-تدين بشدة الحصار الأمني المستمر على منظمة  »حرية وإنصاف » على مستوى المقر وملاحقة أعضاء مكتبها التنفيذي ومراقبة منازلهم قصد ترهيب مناضليها وتعطيل سير مؤسساتها والحيلولة دون اتصال المواطنين المتضررين بها. 2-تعتبر محاصرة منازل بعض أعضاء مكتبها التنفيذي ومراقبتهم مراقبة لصيقة اعتداء غير مبرر على حق منظمتنا في النشاط بحرية وعلنية في إطار القانون. 3-تدعو السلطة إلى التحرك الفوري من أجل رفع كل أشكال المحاصرة والمتابعة والمراقبة اللصيقة المفروضة على أعضاء مكتبها التنفيذي ووضع حد لسياسة الإقصاء والتهميش والتضييق على العمل الحقوقي عموما والوفاء بكل التزامات الدولة التونسية فيما يخص التعهد بحماية نشطاء حقوق الإنسان وتنمية الحريات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


والده عبّر عن غشيته من التعذيب وتسليمه لسلطات تونس   السبيل أونلاين:قوات الإحتلال الأمريكي تحيل السجين التونسي بالعراق طارق الحرزي على القوات العراقية

  


السبيل أونلاين – تونس – خاص   اتصل السجين التونسي في العراق طارق الحرزي ، بوالده السيد الطاهر الحرزي يوم السبت 01 أوت 2009 ، وأبلغه بان سلطات الاحتلال الامريكي اعلمته بانه لم يعد على ذمة سلطات الاحتلال بسجن « كروبر » بالمنطقة الخضراء ببغداد ، وأنه سيقع تحويله الى ذمة السلطات العراقية التى ستحيله بدورها إلى سجن عراقي غير معلوم الى الان .   والشاب طارق بن الطاهرالعوني الحرزي من مواليد 03 ماي 1982، غادر البلاد التونسية نحو العراق سنة 2004 ووقع في أسر القوات العراقية حيث تعرض للتعذيب قبل ترحيله إلى سجن « كروبر » الأمريكي .   وعبّر والد الحرزي عن خشيته من تعرض نجله الى التعذيب أو تسليمه الى السلطات التونسية ، وما يمثله ذلك من خطر على حياته .   يذكر أن الرجل اليمنى للشاب طارق الحرزي وقع قطعها ، وتمّ تعويضها برجل اصطناعية .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 03 أوت 2009

 


منع النساء المحجبات من زيارة مرضاهن بالمستشفى العسكري بتونس


السبيل أونلاين – تونس – خاص كشفت رسالة وصلت السبيل أونلاين يوم الأحد 02 أوت 2009 ، أن العديد من النساء المحجبات منعن من زيارة مرضاهن في المستشفي العسكري بتونس العاصمة ، بين يومي 25 و 31 جويلية الماضي . وقال صاحب الرسالة ، والذى رمز إلى إسمه بحرفي (العين والام) ، أن النساء الاتي نزعن الحجاب وسلمن هوياتهن (بطاقة التعريف الوطنية) هن فقط من إستطعن الدخول . واستهجنت الرسالة المعاملات « الغير لائقة من طرف أعوان الشرطة وحتى الجيش والحرس الوطني » للمحجبات ، واشارت إلى أن الستر والإحتشام تحول الى ما يشبه الجريمة بينما يحظى التبرّج والسفور بالترحيب في تونس .

وفي ما يلي نص الرسالة كما وردتنا :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد فلقد تم منع العديد من النساء المحجبات من زيارة مرضاهم الموجودين بالمستشفى العسكري بتونس وذلك طيلة الأسبوع الماضي « 25.07 إلى 31.07 » و لم تتمكن من الدخول سوى النساء اللاتي قبلن بنزع الحجاب و تسليم بطاقات التعريف الوطنية. فإلى متى سوف نبقى نعاني من مثل هذه التصرفات و المعاملات الغير لائقة من طرف أعوان الشرطة وحتى الجيش و الحرس الوطني؟ فهل أصبح الإلتزام والتحشم والسترة شبهة وجريمة, أظن أننا في زمن أصبح فيه العري التبجح الإغراء وقلة الإحترام هي مفاتيح العبور من كل الأبواب وهي رمز المرور في شوارع تونس ومؤسساتها, فحينما أمر من أحد شوارع العاصمة أحس بالخجل و العار و الخزي لما أشاهده من مظاهر كفر فجور وفساد فكأنك تمر على إحدى قنوات الجنس أو أفظع, فأرض الزيتونة, أرض الفتوحات, أرض الإسلام, أصبحت في هذا الزمان بوابة و ملجأ آمنا للفجار و الكفار وخاصة الأجانب فوالله يجوبون الشوارع شبه عراة و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبي الله ونعم الوكيل في كل من تسبب فيه. وما على الرسول إلا البلاغ و الله شاهد على ما أقول. الإمضاء : ع.ل (المصدر: السبيل أونلاين.نت، بتاريخ 02 أوت 2009)  


طالب تونسي يطرد من الجامعة على خلفية التضامن مع سكان غزّة


تونس – قال « المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية » (مستقل) إن الطالب محمد اسماعيل الشويقي الذي يدرس في الصف الثاني من شعبة الفيزياء والكيمياء في كلية العلوم بمدينة المنستير (وسط)، أشعر أول من أمس (الخميس 30 جويلية 2009) بكونه طرد من الجامعة التونسية يوم 15 أيار (مايو) الماضي من دون إحالته على مجلس التأديب. وعزا المرصد قرار الطرد الى مشاركة الشويقي في فعاليات تضامنية طلابية مع أهالي غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع اواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري. وأبلغ الشويقي بقرار الطرد عبر رسالة عادية وصلت الى محل سكناه. وعبّر « المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية » عن أمله بأن تراجع إدارة الجامعة قرار الطرد « أو تُحيله على مجلس تأديب ان كان ارتكب اي مخالفة تستوجب ذلك وفق الترتياب القانونية الجاري بها العمل ». وكانت تونس أبصرت مثل غيرها من دول العالم حركة أهلية واسعة للتضامن مع قطاع غزّة أثناء العدوان وبعده، ولكن السلطات حظرت غالبية الفعاليات. (المصدر: صحيفة « القدس » (يومية – مدينة القدس) الصادرة يوم 1 أوت 2009) الرابط: http://www.alquds.com/node/181822

وصلتنا الرسالة التالية من الطالب محمد إسماعيل الشويقي:

بسم الله الرحمان الرحيم اني الممضي أسفله الطالب محمد اسماعيل الشويقي المرسم بكلية العلوم بالمنستير بالسنة الثانية فيزياء كيمياء للسنة الجامعية 2008/2009 الحالية  تعرضت إلى المظلمة التالية: وقع طردي من جامعة المنستير بتاريخ 15 ماي بدون استدعائي لمجلس تأديب فقط أرسلوا رسالة عادية لمقر سكناي بتاريخ 29 ماي تفيدني بطردي من جامعة المنستير و التهمة تعطيل سير الدروس بالكلية وقد يكون القصد من ذلك مشاركتي في فعاليات طلابية تضامنية مع غزة أواخر جانفي. و إني أناشدكم التضامن معي لإلغاء قرار طردي أو التخفيف فيه . هذا و كنت أتمنى التمكن من التمتع بحقي بالإحالة على مجلس تأديب على الأقل لا أن يتم الطرد اعتباطيا بهذه الطريقة. أشكر لكم تفهمكم .  


تونس في 01 أوت 2009 بيان الهيئة السياسية لحركة التجديد

 


   عقدت الهيئة السياسية لحركة التجديد يوم 1 أوت 2009 اجتماعا برئاسة أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد ونظرت في عدّة مسائل سياسية وتنظيمية واستعدادات الحركة للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستخوضها في إطار المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم ومستجدات الوضع السياسي. وبعد النقاش والتداول خلصت الهيئة السياسية للمواقف والقرارات التالية : أولا: تعبّر الهيئة السياسية عن انشغالها العميق إثر الإعلان عن المرصد الوطني للانتخابات وهي هيئة تؤكد مرّة أخرى، من حيث طريقة تعيينها وتركيبتها والصلاحيات المحدودة الموكولة لها، على الإصرار الذي تبديه السلطة في اتجاه جعل الانتخابات القادمة نسخة من سابقاتها. وقد بينت تجربة هذا المرصد في انتخابات 2004 عجزه عن أن يكون حقا هيئة مستقلة وذات نجاعة ومصداقية. كما تأسف الهيئة السياسية لعدم الاستجابة لمطلب أحزاب المعارضة الديمقراطية الدّاعي لفتح حوار وطني تشارك فيه جميع الأطراف يفضي إلى التوافق حول لجنة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات، وتكون ضامنا لسير الانتخابات في كنف الحياد والشفافية. وتعبّر الهيئة السياسية عن قلقها إزاء تمادي السلطة وحزبها في احتكار الفضاءات العمومية ووسائل الإعلام الوطنية لصالح الدّعاية لطرف واحد وكذلك إزاء تواصل الانغلاق وشتى أنواع المضايقات ورفض الانفراج خاصّة بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي والاستمرار في محاولات تدجين منظمات المجتمع المدني المستقلّة وخاصة منها النقابة الوطنية للصحافيين. ثانيا: تعبّر الهيئة السياسية من جدية عن أسف الحركة لقرار الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل الانحياز إلى مرشح الحزب الحاكم في تجاهل تام لطبيعة المنظمة النقابية واستقلاليتها وتنوّع الاتجاهات داخلها فضلا عن دورها المطلوب في ترسيخ التعددية والديمقراطية في البلاد. ثالثا: تدعو الهيئة السياسية إلى  مزيد تعزيز الوحدة وإحكام التنسيق بين مكوّنات المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم ومزيد تفعيل نشاطها والعمل على تدعيم صفوفها وتوسيعها. هذا وقد نظرت الهيئة السياسية في الأنشطة السياسية للفترة القادمة والقرارات الضرورية لضمان نجاحها.                             أحمد إبراهيم   الأمين الأول لحركة التجديد     

« كلمة حرّة » من الحوار.نت هل نفرح للزواري أم نحزن لبن سالم؟

 


قبل الفرح وقبل الحزن .. إلتقيت بالأمس مغربيا مثقفا يعمل إطارا في بعض مدن ما يعرف ( بالرور قبيط) بوسط غرب ألمانيا فذكر لي بسبب معرفته المهنية بكثير من التونسيين من غير المهجرين لأسباب سياسية أو فكرية بأن بعضا منهم صرح له في أكثر من مناسبة بأنه يحجم عن التردد عن المساجد في ألمانيا حتى عن صلاة الجمعة فضلا عن الأعياد والمناسبات إلا قليلا جدا بسبب ما تعرض له فلان وعلان في السنوات الماضية من ملاحقات بوليسية في الأيام الأولى لعودتهم إلى أرض الوطن لقضاء جزء من العطلة الصيفية .. سمعت هذا الكلام والذي لا إله إلا هو مرات ومرات من كثير من التونسيين والمغاربة ومن غيرهم كذلك على إمتداد السنوات الماضية .. أشعر بحزن شديد كلما يتناهى مثل ذلك إلى سمعي .. يطالبك محدثك بتوصيفات مدققة عن هذا الوضع الذي لا يكاد يصدقه عربي أو مسلم فوق الأرض بسبب عجبه العجاب لولا أن رواته من أخلص الأصدقاء لهم ومن أشد الأتقياء في معاملاتهم الظاهرة مع الناس في بلاد يعز أن ينجو فيها شريف من الردى بسبب أنها ( هوليود مفتوح على مصراعيه ليل نهار صباح مساء كما قال أحد جلسائنا في هذه المسامرة التي جمعتني يوم أمس بهذا الصديق المغربي ).. عندما يتكالب عليك الحزن العميق في مثل هذه المواقف ثم لا تجد مناصا من الإنخراط مع محدثك في الموضوع الذي يشغل باله .. عندها يتضاعف الشعور بالحزن وتدرك بالفعل بأن الحديث في هذا المستوى هو حديث عسير ترجو منه فكاكا لو تيسر لك ذلك.. ذلك هو وجه من وجوه جمهورية الرعب التونسية.. ذلك هو الوجه الذي يتجنب الخوض فيه أولئك الذين لم يلتقطوا من المشهد التونسي الكئيب الحزين على إمتداد سنوات جمر طويلة حامية سوى زاوية مظلمة لرئيس جاء مبشرا بالقضاء على الرئاسة مدى الحياة ثم إنتهى به الأمر بعد عقدين كاملين إلى ركل الدستور بقدميه مرات ومرات تطويعا له لإستيعاب شيخوخته التي لم يستوعبها الدستور .. زاوية مظلمة لذلك الرئيس إختصرت المشهد التونسي كله عند أولئك فكان ذلك دافعا لتزكية تأبيد رئاسته حتى يخطفه الموت وهو جاثم على صدور التونسيين بمثل ما فعل الموت ( الموت السياسي) مع بورقيبة وما بالعهد من قدم كما قالت العرب من قديم .. ذلك هو وجه من وجوه جمهورية الرعب التونسية .. مشهد بلغ رداءته بتزكية الإتحاد العام التونسي للشغل من خلال أمينه العام لرئاسة مدى الحياة. ذلك الإتحاد الشامخ الذي كان ذات يوم يفرض للعمال والمستضعفين والكادحين نصيبهم غير منقوص من حقوقهم وحرياتهم .. ذلك الإتحاد الذي قالت فيه ذات يوم سهير بلحسن ( التغيير في تونس رهين قوى ثلاث : السلطة + الإتحاد+ الحركة الإسلامية).. هوى الإتحاد أو أريد له أن يهوي تحت أقدام بينوشيه تونس .. أكرهت الحركة الإسلامية على ملازمة آخر حلقات وجودها توقيا من الصواعق والقاصفات الراجمات .. فخلا الجو للسلطة التي إلتحق بها العبيد من كل لون فكري وسياسي .. حتى الإسلاميون لم ينج بعضهم من ذلك الرجس وتلك النخاسة .. وأي رجس أنكى عليك وأي نخاسة أشد عليك وأنت تلتحق بالجنرال مزكيا له بعد ما ركل الدستور نفسه بقدميه .. هل نحن في جمهورية أم في مملكة أم في سلطة عائلة أو قبيلة أو نظام عسكري صارم أو حكم بوليسي جائر .. ذلك هو وجه من وجوه المشهد التونسي الكئيب الحزين .. مشهد لم يرحم حتى العائدين من مثل الدكتور أحمد العش الذي سيق إلى الإعتقال ولازال رهنه في أول عودة له إلى بلاده منذ عشرين عاما .. إذا كان ذاك هو المشهد التونسي والبلاد تتهيأ لإنتخابات رئاسية وتشريعية ما فوق الدستور بعدما أصبح الدستور سروال عبد الرحمان .. يفصل على مقاس العمر محطة بعد محطة .. إذا كان ذلك هو المشهد بين يدي الإنتخابات فكيف يكون بعدما يستقر الأمر للدولة من جديد!!! الزواري شبه حر شبه طليق .. والدكتور بن سالم شبه ميت شبه حي.. بلغ الإنتقام من الصحفي المناضل عبد الله الزواري ( 56 عاما) أشد أوجه. كيف لا والرجل قضى في سجون تونس شبابه كله وكهولته كلها. من عام 1981 حتى 2009 = 28 عاما. ( 16 عاما منها في السجن + 7 سنوات منها في الإقامة الجبرية بعيدا عن أهله بستمائة ميل+ 2 عامان منها في الإختفاء بسبب حكم غيابي = 25 عاما. البقية = 3 سنوات حرا طليقا في تونس). من مآسي هذه الحالة أن الصحفي الزواري الذي لقبه الإعلام الإلكتروني بالمنفي في وطنه سجن لمدة عام كامل بعد خروجه من السجن في الفترة الثالثة بسبب : الإبحار في الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) بينما كان في حالة إقامة جبرية بدون إذن الدولة!!! ثم سجن بفترة أخرى أقل في المدة نفسها بسبب : الذهاب إلى سوق أسبوعي قريب بغرض إقتناء حاجاته الأساسية للعيش!!! هل مطلوب منا أن نغمر حضرة الرئيس ببرقيات الولاء والتأييد والمساندة مكللة بعبارات الشكر الجزيل لأنه أطلق سراح الزواري من إقامة جبرية ظالمة لم تقض بها أي محكمة تونسية ولكنه المكر البوليسي في دولة بوليسية تتقن فن التشفي والتنكيل بمعارضيها .. أعني : بمعارضيها الحقيقيين!!! الزواري شبه حر .. لأنه سيظل رهين المتابعات والملاحقات والمساءلات ليل نهار صباح مساء أينما حل وإرتحل.. شأنه شأن السادة علي لعريض وحمادي الجبالي الذي إعتلى سطح بيته زبانية الدولة قبل زهاء عامين بمناسبة حفل زفاف إحدى كريماته وبذلك أصبحت البيوت بما فيها ومن فيها ملكا للدولة .. وهل هناك شيء في تونس خارج عن ملكية الدولة!!! دولة تحول بين المرء وعبادته ربه سبحانه حتى في مسجد مغمور في ألمانيا يبعد عن زبانية الدولة آلاف الأميال!!! هي دولة تملك مراقبة حفل زفاف الجبالي من فوق السطوح لعل السياسة اللعينة أو التآمر على أمن الدولة يتسلل إلى العروسين!!! تلك هي قصة رجل شامخ من رجال تونس .. ذلك هو حال الناس : هذا رجل يتحاشى الظهور في مساجد ألمانيا خوفا من البوليس التونسي الذي يبعد عنه آلاف الأميال .. وذاك جبل راس في الأرض شامخ في السماء يقضي ثلاثة عقود كاملة في السجن بكل أصناف السجن المتاحة في تونس فلا تلين له قناة ولا تخنع له نفس .. يظل الظالم عنده ظالما حتى يفيئ ويظل المظلوم عنه مظلوما حتى ينتصف له.. يحق لك أن تتراجع وتناسب أوضاعك في أي إتجاه شئت.. وذلك هو معنى الواقعية ولكن الذي لا يحق لك أبدا مطلقا هو : تزوير الحقائق التاريخية ومن أشد التزوير التاريخي الذي يسأل عنه المرء مرتين : مرة في الدنيا ومرة في الآخرة هو : تزكية الظالم من لدن رجل ينعم بالأمن إلا من أكره وقلبه مطمئن.. الدكتور بن سالم .. ضحية دولة بوليسية مجرمة.. لا يشغب علي الألم الحاد ورب الكعبة بمثل ما يشغب علي كلما ذكرت مأساة هذا الرجل أو ساقتني الأقدار لكتابة كلمة أو كلمتين عنه.. لست أدري إن كان الناس في تونس وخارجها يدركون حق الإدراك معنى أن يكون الرجل فقيها في دنيا العلوم الكونية من فيزياء وكيمياء إلى درجة أن يكون مشارا إليه بالبنان على أساس أنه خامس شخصية في هذا المجال من بين أكثر من ستة مليارات من الناس الذين يزحمون الأرض اليوم؟؟؟ لست أدري إن كان الناس يدركون حق الإدراك معنى أن يكون الرجل صاحب نظرية رياضية تدرس في جامعات أوروبا وأن يكون الرجل مؤسسا لكلية علمية جامعية وأن يكون الرجل عضوا مستشارا في عشرات المجامع العلمية الدولية في الفيزياء والرياضيات وغير ذلك؟؟؟ لست أدري إن كان الناس يقدرون مثل هذا الرجل حق قدره أم أنهم يلهون ويلعبون ويعبثون؟؟ لست أدري إن كانت الدولة برمتها في تونس ـ بكل رجالها ونسائها ومؤسساتها ومنظماتها وأحزابها ودواليبها ـ لست أدري إن كان كل أولئك لا يجف لهم حلق عندما يذكرون مأساة هذا الرجل الذي ليس له من جريرة في هذه الدنيا سوى أنه طلب العلا بالعلم فناله بفضل من الله سبحانه ثم خدم بلاده بجد وإخلاص.. لست أدري إن كان العقلاء من التونسيين يستمرؤون الوضع السيء جدا الذي آل إليه هذا الرجل الكبير العملاق بسبب أنه معارض سياسي.. ألهذا الحد تصبح المعارضة السياسية في تونس جريمة لا تغتفر حتى يوم القيامة يوم يفصل ربك سبحانه بين الخلائق وينبئهم بما كانوا يعملون!!! أنظر ما نقله الأخ العداسي في شأن الدكتور بن سالم.. 1 ــ الرجل مريض بأكثر من مرض عافاه الله ويسر له أسباب الشفاء. 2 ــ مرضه يقعده حتى عن صلاة الجمعة!!! 3 ــ الرجل طلب من إدارة البريد قطع خدمات الأنترنت عنه للسبب ذاته الذي جعل السيدين القوماني والجورشي يتوجهان برسالة مفتوحة قبل أسبوعين إلى رئيس الدولة يطلبان فيها منه التدخل للتمتع بحقهما في الأنترنت مقابل ما يؤديانه من ضرائب للدولة سيما أن الأنترنت لهما هي ماعون عمل وليس رحلة نزهة .. إذا كان قطع الأنترنت على الجورشي والقوماني مفهوم لأنهما يحدثان بعض الشغب على سير الأمور في الدولة بسبب إحترافهما لمهنة الصحافة.. إذا كان ذلك مفهوما من الدولة فما علاقة قطع الأنترنت على الدكتور بن سالم وهو الذي يخضع لإقامة جبرية عمرها اليوم عقدان كاملان أي مباشرة بعد خروجه من السجن في أوائل التسعينيات!!! قل لنفسك بربك ولا تقل لأحد سوى نفسك.. أي مستقبل وأي مصداقية لدولة لا يملك فيها أي وزير ولا أدنى منه مسؤولية أو أكثر في كل المستويات المركزية والجهوية والمحلية .. لا يملك فيها واحد منهم كلهم أجمعون إعادة الأنترنت لهذا المواطن أو ذاك إلا بإذن شخصي خاص مباشر من رئيس الدولة!!! هل يمكن أن توصف هذه الدولة بغير جمهورية الرعب المخيفة جدا والمظلمة جدا ظلاما لم تشهده حتى العصور الحجرية أو الستالينية القذرة!!! حدثنا قبل شهور مسؤول سياسي وسجين سابق في تونس .. إلتقيناه في بعض عواصم أوروبا عن حركة في الإدارة التونسية لا يعدم مواطن تونسي في العادة أن يباشرها.. قال لنا : في كثير من الأمور التي تطلب فيها قضاء حاجة إدارية يشير إليك الموظف الإداري ـ سيما إذا كان مسؤولا في تلك الإدارة ـ بسبابته إلى أعلى. والمفهوم من ذلك هو : أن هذا الأمر لا بد فيه من إذن رئاسي شخصي خاص حتى يقضى!!! ثم قال لنا : إذا إستجمعت شيئا من جرأتك رغم ذلك فحاولت التوصل إلى حل وفاقي يقول لك ذلك المسؤول الإداري الكبير : الأمر بيد سيادته .. توجه إلى سيادته بمكتوب لعلك تظفر بجواب إيجابي .. !!! هل بعد هذا القهر من قهر!!! أجل. هل بعد هذا القهر من قهر يمكن أن يسلط على رجل علم من أعلام الدنيا في مجال الرياضيات والفيزياء.. هل بعد هذا القهر من قهر يجعل الرجل مسرحا للأمراض يولد بعضها بعضا بسبب جريرة المعارضة السياسية السلمية .. عندما يصل القهر هذه الدرجة التي يفضل فيها عالم نحرير مثل هذا الرجل قطع الأنترنت عنه لأنه يدفع مستحقاتها المالية دون أن يستمتع بثمرة ذلك لأسباب أمنية وسياسية قهرية بالغة الإستخفاف بالإنسان .. عندما يصل القهر إلى مثل هذه الدرجات الحالكة من السوء .. عندما يصل القهر إلى مثل تلك الدرجات .. هل يحق لك أن تزكي الرئيس لولاية خامسة تستهزئ بالدستور وبشيخوخته وبشعب عديده 10 ملايين إنسي!!! ليس هناك أصدق من كلمة محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام يتوجه بها إلى هؤلاء وأولئك معا ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).. رداء الحياء هو الرداء الأخير الوحيد الذي لا يمكن أن ينزعه عنه شهم كريم.. أما الأردية الأخرى كلها فيمكن نزعها سواء كانت فكرا أو عقلانية أو قربى أو صداقة أو أخوة.. كلها أردية يمكن أن توضع لأسباب أو لأخرى.. أما إذا ألجأتك نفسك إلى نزع رداء الحياء فاعلم أنه لا خير فيك .. أجل. لا خير فيك.. أجل. لا خير فيك.. لك الله يا دكتور منصف.. لك الله يا دكتور منصف.. لك الله يا دكتور منصف.. سيئتك الوحيدة أنك كنت عالما من أبرز علماء عصرك.. سيئتك الأخرى أنك كنت تونسيا في زمن غير تونسي.. سيئتك الثالثة أنك عارضت دولة وحشية بوليسية واتتها الظروف من الشرق ومن الغرب.. لك الله يا دكتور منصف.. أما نحن جميعا فقد تخلينا عنك.. ماذا يمكن أن يصنع أمثالنا لرجل مثلك؟؟؟ كتبنا وإتصلنا وصرخنا وإعتصمنا وأضربنا وصبرنا ولن نزال صابرين بحوله سبحانه.. لك الله يا دكتور منصف.. بمثل ما تحاكم جرائم بورقيبة اليوم في صباط الظلام على منتدى الدكتور عبد الجليل التميمي .. بمثل ذلك تماما سيشهد التاريخ التونسي الحديث بعد سنوات إن شاء الله تعالى .. محاكمة الجلادين والمجرمين والقتلة في داخلية شارع بورقيبة وسجون 9 أفريل وبرج الرومي وكل مواقع التعذيب في سنوات الجمر الحارة الطويلة العجفاء.. صبرا جميلا آل بن سالم.. فإن موعدكم المحكمة الأخيرة لمن كان يؤمن بالمحكمة الأخيرة.. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 أوت 2009)  

التقرير النهائي للجامعة الصيفية الوطنية يؤكد

على اتاحة فرص اوسع لتحسين ظروف عيش الطبقة الوسطى

  


      توزر 2 اوت 2009 (وات) جدد المشاركون في اشغال الجامعة الصيفية الوطنية الثامنة عشرة الملتئمة بتوزر ايام 31 جويلية و1و2 اوت التزامهم بانجاح المحطات السياسية القادمة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية 2009 مؤكدين التفافهم حول صانع التغيير وصاحب الانجازات العملاقة والنجاحات الباهرة وتمسكهم به لمواصلة قيادة مسيرة التغيير نحو المزيد من النمو والرفاه والتقدم. وضمنوا التقرير النهائي للجامعة الصيفية الوطنية مشاعر اعتزازهم بريادة المقاربة المجتمعية للرئيس زين العابدين بن علي التي مكنت من توسيع الطبقة الوسطى ودعم مكانتها لتصبح المحرك الاساسي لمسار التنمية والركيزة الاساسية للاستقرار السياسي. وقد تم خلال الجلسة الختامية لاشغال الجامعة تلاوة هذا التقرير النهائي لاعمال الورشات الثلاث التي تمحورت حول الطبقة الوسطى في مشروع التغيير. واشار التقرير الى ما شكلته هذه التظاهرة من فضاء فكرى ثرى منوها بما افرزته الورشات الثلاث من مقترحات. واكد ان قوة المجتمعات ومناعتها تكمن في صلابة الطبقة الوسطى واتساعها لما توفره من اسباب التوازن والامن والاستقرار مع تثمين منوال التنمية الذى يقوم على التلازم بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي وهو تلازم رسخه الرئيس زين العابدين بن علي من خلال جعل الانسان هدفا لكل الخيارات التنموية . واشاد في هذا السياق بنجاح التجربة التونسية في الحفاظ على مكانة الطبقة الوسطى وتوسيع قاعدتها وتعزيز مكاسبها وجعلها عنصرا فاعلا في الاستقرار السياسي والوفاق الوطني في مناخ يتميز بالحرية والديمقراطية والتعددية السياسية. كما ثمنت اعمال الجامعة الصيفية الوطنية الثامنة عشرة في تقريرها الدور الهام الذى تضطلع به الطبقة الوسطى في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية مؤكدة على دعم قيم الحوار والعقلانية والتحديث صلب مكونات الطبقة الوسطى وتشريك المراة والشباب والمجتمع المدني في صيانة مكاسبها والاسهام في تطويرها ومزيد العناية بتشغيل الشباب باعتبار دور هذه الشريحة في تحسين مستوى عيش الفئات المتوسطة. كما اوصى المشاركون بضرورة دعم الرعاية والتغطية الصحية والاجتماعية للفئات الضعيفة بما يسهم في ادماجها ضمن شريحة الطبقة الوسطى وتكثيف انشطة هياكل التجمع في اتجاه الطبقة الوسطى فضلا عن تعزيز دور المؤسسة في النهوض بالانتدابات والتشغيل والانتاجية والعناية بدور الاسرة في تربية الابناء على قيمة العمل. ودعوا الى دفع الاستثمارات والبرامج التنموية في مختلف القطاعات بمناطق التنمية الجهوية لتمكين هذه الطبقة من فرص اوسع لتحسين ظروف عيشها الى جانب تفعيل دور المجتمع المدني للاحاطة بها. واكد التجمعيون ضرورة التمسك بالحداثة كقيمة اساسية من قيم الهوية الوطنية التونسية التي عملت تونس على تكريسها من خلال ديمقراطية التعليم ونادوا ببعث مراكز ثقافية بالخارج لمزيد الاحاطة بالاجيال الجديدة من المهاجرين وربطها بثقافتهم الام. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات –  حكومية) بتاريخ 2 أوت 2009)  


بعد السعودية.. التلفزيون التونسي يُحاكم دولة قطر


حمادي الغربي ** مقدمة عجيب أمر بلادنا… نصبت نفسها قاضيا على الامم الاخرى دون الحصول على تصريح من أحد …لقد تجاوزت عقدة الحركات السلفية التي كانت في فترة من الفترات تقوم بالدور الذي تلعبه تونس اليوم ،تُكفر جماعة مرة و توزع صك الغفران مرة اخرى، بالامس كانت مسرحية محاكمة المملكة عبر شاهدة اتهام سعودية الجنسية و كاتبة اشتهرت بروايتها- سيقان ملتوية- ذات طابع جنسي في أدب لم يألفه السعوديون من قبل و اليوم جلسة محاكمة جديدة بإخراج جديد ،المتهم دولة قطر و أداة الجريمة قناة الجزيرة و شهود الزور هذه المرة ليس واحدة مثل سابقتها مع السعودية بل هم كُثر، حتى تتفرق أصابع الادانة لأكثر من جهة و يصعب على قطر مواجهتهم جميعا و تستسلم للامر الواقع و تكف عن ملاحقة تجاوزات الآخرين . شاذة …هي بلادنا في كل شئ …لم تمر ليلة واحدة على زيارة أمير قطر لتونس و بعد الاتفاق على انجاز مشاريع استثمارية و كالعادة في مجال السياحة و الفندقة  بقيمة 5 مليار دولار، تشن قناة حنبعل حملة منظمة و مُعدة سلفا و بإحكام على دولة قطر و قناة الجزيرة و الشذوذ هنا و التناقض بين الاتفاق الاستثماري من جهة و الحملة المسعورة من جهة اخرى،و لتذكير القراء بمواقف سابقة شبيهة، حرب منظمة على الاسلام و اهله من جهة و الاحتفال بالقيروان كعاصمة الثقافة الاسلامية من جهة اخرى و مرة اخرى التنديد بالحرب الصهيونية على غزة و إن كانت على حياء و حذر شديدين و بعدها مباشرة فتح ابواب تونس على الاخر لاستقبال الحجيج اليهود بالجنوب التونسي و تحت حماية مشددة و مرة اخرى أيضا تُحجب الصفحات الالكترونية و يُمنع الابحار في اكثر المواقع شعبية لدى المثقفين بل و يُحاكم تونسيون بتهمة الابحار في النت و من الغد تُنظم تونس المؤتمر العالمي للمعلوماتية …انه الشذوذ السياسي بعينه .و في موقع آخر و من دون العالم الاسلامي تُعلن رسميا منع العمرة للغلابة التونسيين …إنها بلد العجائب و النفاق السياسي ؟ ** مكة و انفلونزا الخنازير لم يستح وزير الشعائر الدينية التونسية بعد الاجماع الفقهي و الطبي في كل من اوروبا و مصر على جواز اداء مناسك العمرة و الحج إلا لذوي الامراض المزمنة و الكبار في السن و الاطفال الصغار ، و لكن تونس تمنع رسميا أداء العمرة و يُحرم الشعب التونسي المؤمن في أحب الاشياء إليه بسبب قرار سياسي من السلطة التونسية و فتوى مشبوهة و متسرعة و متعجلة تُضفي على القرار السياسي الصبغة الاسلامية و الراي الفقهي الفاقد للضوابط الشرعية . إلا انه ظهر قريبا لقاح ضد مرض انفلونزا الخنازير و بدأت بعض الدول الغربية بتطعيم مواطنيها و حمايتهم من خطر الاصابة رغم أن بعض الجهات العلمية الموثوقة شككت في التهويل الاعلامي المقصود لتخويف الناس من مرض لا يختلف كثيرا عن الانفلونزا العادية و ذهب البعض الاخر بالقول انها هيستيريا إعلامية ورائها أغراض سياسية و مالية لا غير .و تبقى مكة المكرمة البلد المحمي برعاية الله و المحروسة بفضل دعوة سيدنا ابراهيم « و إذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا  » أي ذا أمن لا يرعب أهله و آمن من الافات و المكاره « و من دخله كان آمنا  »  و إني في هذا المقام أدعو كل تونسي متعافى عزم على اداء العمرة أن يتوكل على الله و يشد الرحال الى مكة المكرمة و يعلم انه في ضيافة الرحمان و ان السلطة التونسية المعادية لله ليس لها عليه سلطان في هذا الشأن و ان وزير الشعائر الدينية ليس بثقة و لا يُأخذ منه الفتوى لعدم أهليته و كفائته . ** تلفزيون حنبعل على حافة الافلاس الحملة الاعلامية المرتبة سلفا ضد قناة الجزيرة و دولة قطر طلعت علينا من شاشة حنبعل الخاصة و الذي استقال صاحبها من مهامه كرئيس لمجلس ادارة القناة و كلف ابنه برئاستها و قد شاعت انباء عن نية الرئيس الاب توقيف عمل هذه القناة بسبب صعوبات مالية و قد سبق للقناة ان قامت باجراءات تقشفية لانقاذ الموقف و الحفاظ على استمرارية القناة باقل التكاليف و من ضمن هذه الاجراءات التخلي على 60 فردا من طاقم القناة و التوقف عن بث مسلسلات عربية مدبلجة فضلا عن تخفيض الميزانية من 6,5 ملايين دينار الى 4,2 ملايين كما انها تخلت عن حقوق البث لمباريات الكاس التونسي لكرة القدم و ذلك بسبب الشح في الامكانيات ،و في هذا السياق المظلم كان لا بد من البحث عن منقذ و بأي ثمن ، فكانت زيارة رئيس مجلس الادارة لقناة حنبعل الى قصر قرطاج طلب النجدة و انقاذ ما يمكن انقاذه . تلقت حنبعل الدعم المادي و المعنوي من قبل رئيس الجمهورية و عليه يُمكن فهم الثوب الجديد التي ظهرت به القناة و خاصة في اظهار ولائها لقرطاج و سياسته المعمول بها و في هذا الاطار تأتي الحلقة الخاصة عن قناة الجزيرة و الهجمة المسعورة التي تفتقد للمعايير الصحفية و مهنة الصحافة كإظهار الرأي الاخر و هو الشعار الذي ترفعه الجزيرة و تلتزم به حتى مع خصومها و بذلك يكون رئيس قناة حنبعل أدى الواجب و سدد الدين الذي عليه . ** حملة إستباقية قد يتبادر الى ذهن القارئ ،لماذا هذه الحملة المنظمة ضد قناة الجزيرة و في مثل هذا الوقت بالذات ؟ ذهب بعض المحللين إلى ان قناة الجزيرة بالغت في مساندتها للمعارضة التونسية و هي لا ترى إلا نصف الكأس الفارغ و لا تُبصر ابدا لانجازات تونس العديدة و خاصة منها في الحداثة و تحرير المراة و تأتي هذه الرؤية بعد التغطية الاعلامية الناجحة لمؤتمر حق العودة الذي نظمه التونسيون المنفييون بالعالم و عبر القارات الخمسة و لكن فضلا على ما تقدم ذكره فإن النظام التونسي يُعاني من أرق و رعب شديدين من ان يُصاب بنكسة أو مفاجأة غير مدروسة مثل التي حدثت في إيران و التي كان فيها الاعلام اللاعب الاساسي و الناجح في تأييد الاصلاحيين و لذلك يستبق الاحداث و يقوم بإرسال رسائل انذار و تحذير لدولة قطر في ان تكف عن مساندتها للمعارضة التونسية والتشويش عليها في العرس الانتخابي المرتقب الذي ربما قد ينقلب الى مأتم و حزن دائمين خاصة و ان أحد المرشحين للرئاسة يملك في جعبته مفاجآت قد تربك حسابات النظام فضلا عن وجود فتوى شرعية لتحديد علاقة الراعي بالرعية وحكم التصويت لرئيس مسلم لشعب مسلم يعمل على فصل الاسلام من حياته عبر قوانين جائرة، زد على ذلك نية ترشح احد المعارضين الاسلاميين بالخارج للرئاسة . إن النظام التونسي لا يرى إلا بعين واحدة و في اتجاه واحد و لهدف واحد ..وهو ضمان الفوز بالانتخابات الرئاسية ….نعم رغم كل الامكانيات التي بين يديه مايزال يشك في الوصول الى مبتغاه ….إنه يوم الامتحان الصعب و لذلك سيدي القارئ الكريم يأتي قرار منع العمرة في الاطار . ** من المستفيد من المحاكمة التلفزية على غرار محاكمة السعودية ،التيار العلماني المتغرب الذي يتنصل من أي التزام ادبي او انتماء تاريخي او تواصل حضاري و امتداد عقائدي ،يريد لتونس ان تكون لقيطة في عالم الوحوش و المرتزقة يُريدونها ذليلة و تابعة و وحيدة بين رؤوس الاموال الجشعة ليس لها سند و مناعة عربية اسلامية تحميها في ايام الشدة و يوم يظهر الوجه الحقيقي للغرب المتعجرف و ما حرب العراق و سياسة بوش الصليبية خير شاهد على انانية الغرب و تعطشه للدماء .إن السياسة المعتدلة في العلاقات الخارجية و الدولية خير ضمان لاستقرار البلاد و مد جسور التعاون و التعامل مع الشرق و الغرب في ان واحد يجعل تونس تلعب دور الوسيط و المحاور الذكي و مرجعية لا يمكن الاستغناء عنها او الاستهانة بها ، أما ان ترمي كل البيض في سلة واحدة ….فلا . ** قناة الجزيرة…صوت الشعوب المحرومة على النظام التونسي قبل أن يُحاكم قناة الجزيرة عليه أن يُرتب بيته بالداخل و يرحم شعبه و يتصالح مع ربه و إسلامه و يُفرغ السجون من المظلومين و الابرياء و يُوقف قوافل الموت الجماعي بالبحر المتوسط و يُخفف من نسب الانتحار و الجريمة و يُحارب الفقر بدل مُحاربته للاسلام و أحكامه و يفتح الحدود على مصراعيها لابناء تونس البررة المبعدين و يُعطيهم الامان بأن لا يخونهم و لا يغدر بهم و هذا يجب ان يكون بحضور اممي و منظمات حقوقية دولية و موثق لان المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين ….بعدها لكل حادثة حديث . أما و نحن على هذه الحال ستبقى الجزيرة سندا منيعا للمظلومين و تبقى مصدرا موثوقا للاعلاميين و خنجرا حادا في صدر كل معتدي وولاءا و حبا من كل التونسيين .        ** اسئلة مشروعة : بعد محاكمة السعودية و قطر من المتهم التالي الذي سيتولى التلفزيون التونسي محاكمته ؟ هل المشروع الاستثماري السياحي سيرى النور قريبا ام يبقى في ادراج الارشيف ينتظر مصالحة اخرى ؟ هل المعارضة التونسية ترتقي لمستوى الحدث و تُدافع على قناة الجزيرة التي ساندتها في ايام المحنة ؟    هل تلجأ قناة الجزيرة للمعارضة التونسية و خاصة بالخارج و بالاخص الاسلاميين منهم الذين لاقوا الوان العذاب و تفتح لهم ابواب الاستديو المباشر و على الهواء للحديث عن معاناتهم و الظلم الذي سُلط عليهم من قبل النظام التونسي و تقديم قائمة الشهداء و المعذبين في السجون …و بذلك المعاملة بالمثل  . هل تستجيب الجزيرة لاستفزازات حنبعل و لا تغطي الانتخابات التونسية ؟ الايام القادمة تكشف المستور . (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 2 أوت 2009)  

شغل – المفاوضات الاجتماعية في القطاع العام

 


تونس ـ الأسبوعي: في لقاء جمعنا بالسيد المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالمنشآت والدواوين العمومية أفادنا بأن مفاوضات الزيادة في الأجور بالقطاع العام تجاوزت نسبة 75% من إجمالي المؤسسات العمومية بنهاية الأسبوع المنقضي. وأشار الى أن أهم المؤسسات العمومية من حيث عدد العمال المنتسبين لها قد أمضت حتى الآن على اتفاقيات للترفيع في الأجر ولم يبق إلا عدد ضئيل من المؤسسات ستلتحق قريبا بالركب ما إن تتم معالجة الجوانب المتعثرة في المفاوضات. 77 مؤسسة وبلغ مجموع المؤسسات العمومية الممضية على اتفاقيات للزيادة في الأجور حتى الآن حوالي 77 مؤسسة تشغل قرابة 90 ألف عون وموظف.. ولاتزال قاطرة المفاوضات التي انطلقت منذ 12 مارس الماضي بالشركات الجهوية للنقل العمومي الجماعي والبري للمسافرين والشركة الوطنية للنقل بين المدن وشركة نقل تونس تواصل سيرها بهدف إلحاق بقية المؤسسات.. علما وأن آخر مؤسسة عمومية أمضت على اتفاق للزيادة في الأجور هي شركة سبرولس بتاريخ 21 جويلية الجاري. ومؤسسات أخرى على الطريق وأعتبر الأمين العام المساعد جميع المؤسسات العمومية التي لا تزال المفاوضات جارية فيها بين الإدارة والطرف النقابي على نفس الدرجة من الأهمية عندما سألناه عن أهم المؤسسات بالنظر الى عدد المنتسبين لها والمتبقية هي الصناديق الإجتماعية والخطوط التونسية فيما يتعلق بالمكانيكيين بعد ان أمضى أعوان الأرض نهاية الأسبوع وإتصالات تونس والسنيت. وضع خاص وعن السنيت أشار المولدي الجندوبي الى أن هذه المؤسسة العريقة تعرف وضعا خاصا وهي في حاجة الى الدعم من قبل جميع الأطراف لأن لها فضلا على معظم التوانسة نظرا لما قدمته منذ مطلع الستينيات من أجلّ الخدمات ومساهمتها بقسط هام في توفير المسكن اللائق لكافة فئات الشعب التونسي.. والجميع مطالبون اليوم بتحسين ظروف عمل المنتسبين إليها سواء فيما يتعلق بالأجور أو بالجوانب الترتيبيّة، وتأسف الأمين العام المساعد لكون سلطة الإشراف لم تستجب للمطالب النقابية حتى اللحظة. إشكالية الصناديق الإجتماعية فيما يخص الصنادق الاجتماعية ذكر محدثنا أن الطرف النقابي قرر تأجيل النظر في منحة العدوى ونظام التقاعد وذلك قصد التقدم في باقي المطالب.. وبالرغم من تصلب الموقف الإداري المفاوض والذي يدفع في اتجاه الوصول إلى تنفيذ الإضراب غير مبال بنتائجه السلبية على المناخ الإجتماعي بالصناديق، قرر الطرف النقابي تعليق تنفيذ الإضراب المقرر ليومي 22 و23 جويلية الى تاريخ لاحق في انتظار ما ستسفر عنه مساعي الأميّن العام للمنظمة الشغيلة والأمين العام المساعد وذلك إيمانا بأن الحوار هو الأسلوب الأمثل لتحقيق المطالب وأنه أي الإضراب ليس هدفا في حدّ ذاته. تقدم وبلغت المفاوضات مراحل متقدمة جدّا بخمسة مؤسسات عمومية تنتمي لقطاع المالية منها الوكالة التونسية للتضامن ومركز الإعلامية بوزارة المالية ومعهد الإحصاء الكمي.. وببعض المؤسسات الأخرى كالمركز التقني للصناعات الكهربائية والميكانيكية والديوان التونسي للتجارة.. وبلغت المفاوضات مرحلة متقدمة جدّا بكل من الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وديوان المياه المعدنية.. ومايزال الطرف النقابي وإدارة مدينة العلوم وديوان تنمية رجيم معتوق بصدد التفاوض حول الزيادة في الأجور. سحب زيادة الوظيفة العمومية وتقرر سحب الزيادة المقررة بقطاع الوظيفة العمومية التي توصلت إليها الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل إثر المفاوضات الأخيرة على قرابة 31 مؤسسة عمومية وذلك بحكم أن ميزانيات تلك المؤسسات ترصد مباشرة من ميزانية الدولة ومن ضمن تلك المؤسسات ديوان مساكن القضاة وأعوان وزارة العدل ومعهد المناطق القاحلة ووكالة النهوض بالرياضة والحي الوطني الرياضي وديوان المساكن الاجتماعية ومركز الاستشعار عن بعد. ماذا بقي؟ ولم تمض بعد على اتفاقيات ثنائية للزيادة في الأجور قرابة 39 مؤسسة عمومية بمختلف القطاعات وهي مؤسسات تشغل حوالي 30 ألف عامل أهمّها اتصالات تونس (7800 عون) والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (4498 عونا) والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية (1197 عونا) والصندوق الوطني للتأمين على المرض (1561 عونا) وديوان الأسرة والعمران البشري (958 عونا). خير الدين العماري (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)


تونس: وطن وبوليس ورشوة (12)

في السوق الأسبوعية لمدينة المحمدية


بقلم: جيلاني العبدلي
قصدتُ صباح ذات خميس المدرسة الإعدادية أحمد ابن أبي الضياف بمدينة المحمدية، عبر شارعها الرئيسي 7نوفمبر 1987، رفقة أحد زملائي في العمل وفي المسؤولية النقابية. ولمّا بلغْنا مدخل السوق الأسبوعية المُتمدّد في موقف الحافلات التابع للشركة القومية للنقل العمومي، استولى على أنظارنا مشهد غريب، استفزّ مشاعرنا، وخدش كرامتنا، فتسمّرنا في أماكننا نواكب فصوله في ذهول وفضول. أربعة من أعوان الكومندوس لفرقة التدخل السريع التابعة لمنطقة الأمن الوطني بفوشانة، يحلّون بالمكان على وجه السرعة، ويُوقفون سيارتهم في غير نظام على حافة الطريق المختنقة، غير مكترثين بشلّ حركة السير، ويندفعون  مهرولين نحو كهل بدين من تجار السوق كان مشغولا بترصيف بضاعته وتنميق عروضه، وحالما يصلون إليه ينقضّون عليه، ينهشونه نهشا كما لو كانوا سباعا جياعا، يلكُمونه فيتثنّى، ويركُلونهُ فيتلوّى، ثم يطرحُونه بينهم أرضا، ويتولون دوسه في أماكن حساسة من جسده، ثمّ يُحكم أحدهم قبضته في رقبته ويظل يلطم رأسه على الإسفلت، وقد نزف أنفه من اللكم وتكدّم جبينه من اللطم، ثمّ يُقيّدون يديه إلى الخلف، وبعد ذلك يرفعُونه مرذولا ويدفعونه أمامهم مذلولا، يقذفونه برشّات أيديهم وزخّات أرجلهم، وحالما يبلُغون به سيّارتهم يرمونه كالجيفة داخلها، ويُغلّقون عليه الأبواب، ثمّ يُقلعُون في قيادة انفعالية مُنطلقين به إلى منطقة الأمن الوطني بفوشانة، مُخلّفين  وراءهم موجة من الذهول والاستياء، لدى جمهور واسع من السُّوقة وبعض من السابلة.  المسكينُ حين أغار عليه أعوانُ الأمن، لم يجدْ في نفسه حوْلا ولا قوة، ولم يلق في عموم المتفرّجين مُنجدا أو مُجيرا، فاستسلم لشهية جلاّديه الذين تباروا في النّيْل من جثته الثقيلة، وأذاقوه ألوانا من الأذى الجسدي والنفسي، وقدّمُوا في الوقت نفسه لنا نحنُ معشر الأشهاد، صورة مُعبّرة عن المدى الذي يُمكن أن يبلغه أعوان الأمن في انتهاك الحرمة الجسدية للمواطنين، وفي الحطّ من كرامتهم الإنسانية. عندما انتهى المشهدُ، خاض الجمهور في التحليل، وتباينوا في التأويل.  أحدُ المواطنين غير بعيد عنّي علّق على الضحيّة بالقول:  « لا شك أنّ ذلك الكهل قد قتل نفْسا بغير ذنْب » وقال آخرُ يُسايرُه في القول:  « ربّما يكونُ رئيسا لعصابة خطيرة وقع كشفُ خيوطها للتوّ، قد يكونُ تاجر مُخدّرات » وقال ثالثُ يُخالفهما الرأي: « أنا أعرفُ جيّدا ذاك الكهل، إنّه فلانُ بن فلان، هو عائلُ عائلة يُسخّر أيامه وبعضا من لياليه في كسب القوت، وما وقع اليوم، لم أجدْ له تفسيرا » وقال رابعُ في حذر كأنّي به يحتجّ:  « أيّا يكن الذنبُ المقترفُ، وأيّا يكن السببُ المكتنفُ، لا شيء  يبرّرُ تصفية الجسد وكسر النفس، لأنّ المحاكم وحدها مُخوّلة لتقويم الأخطاء ومؤهلة لتقرير الجزاء ». أما أنا وزميلي، فقد ازددنا في الأمر استغرابا واندهاشا، حين وجدْنا الضحيّة في اليوم الموالي جالسا بمقهى النسيم الواقع على شارع 7نوفمبر 1987 وآثارُ الغارة الأمنية بادية على وجهه، ممّا يعني أنّه لم يرتكبْ جُرما من شأن أعوان الأمن أن يبرّروا به انتهاكهمْ لحُرمته الجسدية والمعنوية. يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com

 


البنك الدولي يكشف نقائص الديوان الوطني للتطهير مشاكل مع وكالة حماية المحيط وزاد بشري فائض وضعف في التأطير


تونس – الأسبوعي – أصدر البنك الدولي منذ بضعة أيام تقريرا نهائيا يحمل عنوان: «نظرة استراتيجية حول الماء الصالح للشراب والتطهير في تونس: تقرير نهائي». ونظرا الى أهمية التقرير والى أن البنك الدولي جهة محايدة تساعد المؤسسات والحكومات في مختلف أنحاء العالم على التطوير والتحديث والتنمية فإننا اخترنا أن ننقل لكم أهم ما جاء في التقرير حول الديوان الوطني للتطهير (أوناس). خارج الشبكة رغم مرور 34 سنة على انبعاثه (التقرير لا يشمل سنة 2009 باعتبار أن الديوان أنشئ في  1974) فإن خدماته لا تغطي كافة المناطق البلدية ومناطق التنمية السياحية والصناعية. فمع نهاية سنة 2006 حسب التقرير شملت خدمات الديوان 5 ملايين و800 ألف ساكن من أصل 6 ملايين و700 ألف يمثلون العدد الجملي للسكان آنذاك. وتمثل نسبة التغطية 57.6% من مجموع السكان و87.8% من مجموع سكان المناطق الحضرية، علما بأن الديوان لا يفضل أن يأخذ على عاتقه تغطية المناطق غير الحضرية بحيث ظل (مع نهاية 2006 ) 813 ألف ساكن موزعين على 109 بلديات. إما خارج شبكة الديوان وإما تحت شبكة ضعيفة جدا تشرف عليها عادة البلديات. دون المواصفات! إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبة التغطية في المناطق الحضرية (86.6%) ونسبة التغطية في المناطق غير الحضرية (4.9% فقط حسب التقرير) فإن الملاحظ هو أن قطاع التطهير، وحسب ما ورد حرفيا في التقرير، يتطور بصفة غير عادلة بين ما أسماها «مدن الديوان» (Villes ONAS) و«مدن غير تابعة للديوان» (Villes Non-ONAS) . وبما أن تطهير المياه المستعملة هو أحد المهام الرئيسية للديوان فإن تقرير البنك الدولي كشف محدودية وسائل الديوان في هذا المجال والمشاكل الجمّة المترتبة عن ذلك. فالمواصفات العالمية تفرض ألا يتجاوز نسبة ما يعرف باسم 5DBO ثلاثين ملغ في اللتر الواحد بينما بلغت هذه النسبة في المياه المطهرة من قبل الديوان 43 ملغ في اللتر. كما لاحظ التقرير أن ما لا يقل عن 88  مليون متر مكعب من المياه المستعملة ألقيت في الطبيعة دون تطهير أي أنها غير مطابقة لمواصفات الالقاء (Normes de rejet). عجز المحطات سنة 2006 قام الديوان بتشغيل 95 محطة تطهير تبلغ طاقتها 250 مليون متر مكعب. وبما أن كميات المياه المستعملة تضاف اليها كميات الامطار، أكبر من طاقة استيعاب المحطات فإن هذا الوضع أدّى الى مشاكل كبيرة كشفت محدودية نظام التطهير الذي ظل يتطور ببطء شديد على مدى 34 سنة. ومن هذه المشاكل فيضان بعض هذه المحطات بسبب الضغط الشديد عليها دون غيرها والاوحال التي تنتج عن بقاء المياه المستعملة مدّة طويلة في المحطات. ولعل أكبر مشكل هو الغازات التي تفرزها هذه المحطات وتسمى les gaz Nauséabonds» وهي طبعا سبب تلك الروائح الكريهة التي تمثل مصدر إزعاج لكافة المناطق التي توجد بها محطات تطهير. وتضاف الى كل هذا كميات المياه الصناعية الملوثة التي تصب في هذه المحطات دون أن يقوم الصناعيون بمعالجتها قبل صرفها في القنوات العمومية. ونظرا الى عدم مطابقة المياه المطهرة للقانون والمواصفات فإنها ممنوعة في إعادة الاستعمال ولم يتم الانتفاع منها في الفلاحة مثلا الا بنسبة 29% فقط من جملة المياه المطهرة. وهذه النسبة استعملت في ريّ 9000 هكتار منها 760 ملعب قولف و340 مساحة خضراء. قلة تعاون وحسب التقرير فإنّ الديوان قليل التعاون مع الهياكل الاخرى خاصة منها التي لها دخل في نشاط الديوان على غرار وزارة الفلاحة ووكالة حماية المحيط التي تفرض مواصفات صارمة لتطهير الديوان الذي لم يتقيّد بتلك المواصفات بدعوى أن التقيد بها مكلف جدا. من جهة أخرى لا يسعى الديوان كذلك، حسب التقرير الى التعاون فيما يتعلق بالمعلومات. زاد بشري فائض يسند الديوان أغلب الدراسات والأشغال الى القطاع الخاص. وفي المقابل يقوم بصيانة منشآته واستغلالها وتنفيذ أعماله من خلال زاده البشري الخاص. وهذه السياسة التي تحتاج الى إعادة نظر حسب التقرير هي المسؤولة بنسبة كبيرة عن التضخم غير المبرر في الزاد البشري للديوان الذي يشغل 4991 شخصا (إحصاءات 2006) كما لاحظ التقرير أن هيكلة الزاد البشري تظهر ضعفا كبيرا في التأطير إذ يمثل أعوان التأطير 11% فقط بينما يمثل أعوان التنفيذ 73% وأعوان التسيير 16% . بلا تبرير ولعل أكبر ما يعيبه التقرير على الديوان -إضافة الى ما سبق- أن أعوان التنفيذ التقنيين لا تتجاوز نسبتهم 54.3% خلافا للقاعدة التي تقول إن العمل الميداني هو الذي يتطلب زادا بشريا أكبر . من جهة أخرى يستغرب التقرير من تعويل الديوان على القطاع الخاص في أغلب الدراسات وتقريبا في كافة الاشغال والحال أن «جيشا» كاملا من الموظفين يعمل بهذا الديوان..!! جمال المالكي   http://www.assabah.com.tn/pop_article.php?ID_art=23402

(المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)  

مؤسف – احتفلت بعيد ميلادها الـ 76 منذ أيام وهي مرابطة أمام سفارة بلدها
العروس تتـساءل هل يمكن النظر في ملـف الهجرة بناء على صور أو اختيار نزل؟

الدار البيضاء – تونس- الأسبوعي: كانت الرحلة المتجهة من تونس إلى الدار البيضاء (المغرب) الأسبوع الفارط على متن الخطوط الملكية كافية على مستوى الوقت لتطلعنا سيدة كندية عمرها ستة وسبعون عاما عن حكاية ارتباطها بشاب تونسي (34 سنة) وزواجها منه لكن فرحة العمر أو فرحة خريف العمر لم تكن تامة لان عقبات كثيرة حالت دون جمع هذين الزوجين بصفة تامة تحت سقف واحد.. ورغم تقدم سن هذه السيدة فإنها لم ترم المنديل وظلت تتكبد مشاق السفر خاصة مع عدم وجود خط مباشر رابط بين تونس وكندا وظلت تقطع المسافات لتقريب المسافات وإقناع السفارة الكندية لمنح التأشيرة لزوجها الشاب التونسي هشام والسماح له بمغادرة التراب التونسي والتوجه إلى كندا للعيش معها… وذكرت السيدة بيارات ترمبلاي في حديثها إلينا أنها تعرفت على زوجها الشاب التونسي هشام البجاوي من ضواحي العاصمة تونس عن طريق مواقع التعارف على الانترنات التي تعرف «بالتشات» ثم عن طريق اللقاء المباشر في تونس لتنتهي الحكاية في الأخير بالزواج… وأضافت هذه السيدة الكندية أن حالة الوحدة التي تعيشها في بيتها وهو فسيح الأرجاء وخال من كل ونيس وأنيس هو الذي دعاها في البداية إلى نوع من الملهاة عن طريق هذه المواقع الالكترونية المذكورة لكنها وجدت في هشام الشخص المختلف وهو ما دعاها إلى هذه المغامرة التي هي من وجهة نظر بعضنا مغامرة مجهولة ومجنونة لكنها أخذت حيز الواقع واليقين بعد الزواج وعقد القران الذي تم بموافقة السفارة الكندية نفسها وحسب الوثائق التي سلمتها  للزوجة لعقد القران في تونس… الأسباب غير المنتظرة ولم يكن في حسبان هذا الزوج انه ينتظره امتحانا صعبا وهو امتحان الفيزا التي رفضت إلى حد الآن السفارة الكندية منحها للشاب التونسي بالرغم من توفر كل المستندات القانونية وأهمها عقد القران …وفي الرسالة- الرد التي وصلتها من لجنة الهجرة وطلب اللجوء بتاريخ 3 ماي 2009 والتي سلمتنا السيدة بيارات ترامبلاي نسخة منها كانت أسباب الرفض متنوعة ومختلفة سنأتي على ذكرها فيما يلي بالتوازي مع رأي بيارات فيها ومنها نذكر الفارق الكبير جدا في السن والثقافة والديانة وهنا تساءلت المعنية لماذا وافقت السفارة الكندية بتونس بمنحها الوثائق اللازمة لعقد القران والموافقة على هذا الزواج. أما بالنسبة لاختلاف الديانة والثقافة فهي من وجهة نظر بيارات غير مطروحة طالما أن الزوجين يتبادلان الاحترام ويؤمنان بالاختلاف دون أن يضغط الواحد منهما على الآخر بتبني ديانته واعتناقها… وبخصوص فارق السن تساءلت بيارات إن كان بالفعل حاجزا وقالت: هل كان هذا السؤال سيطرح لو كنت أنا في سن الـ 34 وهشام في سن76 ؟ خاصة وان هذه الحالات المعكوسة موجودة بالفعل… أي انه يسمح للمسن الغربي بالتزوج من الشابة العربية التي لا تتجاوز العشرين أحيانا ثم أضافت «هل يحق لأحد أن يحدد لي من أحب ومع من سأرتبط؟ أعتقد أن كندا بلد رمز للحرية العامة والشخصية».. لكن المضحك فعلا والذي لا يعد منطقيا هي الأسباب الأخرى والمتمثلة في الاعتماد على صور الزفاف للوصول إلى نتيجة مفادها أن هذا الزواج غير سعيد والصور التي تجمعهما لا تبرز أية علاقة حب وود وهو ما يعني انه زواج غير حقيقي بالفعل… وقد حاولت بيارات تفسير هذا السبب للجنة الهجرة ذاكرة أن من طبع زوجها هشام انه خجول ومن طبع التونسيين عموما أنهم يخفون أحاسيسهم ومشاعر الحب… وقد تساءلت كيف يمكن الحكم على سعادتهما من خلال صورة… وبخصوص السبب الآخر الغريب الذي انتقدته بيارات وارتكزت عليه السفارة الكندية للرفض يتمثل في اختيار بيارات لنزل بمدينة سوسة عوض عن نزل في العاصمة بالقرب من بيت هشام زوجها… وقد شرحت للمسؤولين في السفارة أنها لا تعرف تونس جيدا وأنها اختارت هذا النزل بسوسة  من كندا بناء على سعر تفاضلي زيادة على أنها لم تزر تونس سابقا وكانت رغبتها وهي تختار هذا النزل أن تكون اقرب ما يكون من زوجها هشام لكن جهلها بالجغرافبا التونسية هو الذي أوقعها في سوء الاختيار.. كما ذكرت بيارات أن تعرّفها على هشام تمّ عن طريق موقع سكايب وعن طريق الهاتف لهذا ارتأت من الصالح ومن المفيد على كل المستويات بما في ذلك سلامتها ألا تنزل مباشرة ضيفة على أهل هشام قبل التعرف إليه عن قرب وفضلت أن يكون ذلك في الأول بعيدا عن الناس.. وفي الأول كان هشام زوجها يعودها كل يوم عن طريق القطار وسيارات الأجرة الرابطة بين تونس وسوسة.. وبعد زواجهما أقاما معا شهر العسل في عدة مناطق سياحية وفي ضيافة أهل هشام… وفي اتصال هاتفي بالزوج هشام أكد لنا ما سبق ذكره مشيرا إلى أن هذا الزواج لم يكن مصلحيا بدليل انه تمّ على الطريقة التونسية أي تحمل الزوج كل المصاريف والمستلزمات. النتيجة الصدمة وبعد هذه الأسباب التي أتينا على ذكرها والتي تمّ شرحها وتفسيرها من المعنيين بالأمر للسفارة الكندية في إطار اختبار نفسي كانت النتيجة بالحكم على علاقة بيارات وهشام بأنها غير منطقية وهدفها غير شريف وهو تمكين الزوج هشام من الهجرة إلى كندا عن طريق زواج ابيض كما يقال.. وعن هذا الأمر ذكرت بيارات أن هشام ليس في حاجة لها للهجرة إذ له أخ في ايطاليا وأخت في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعليه كان من السهل عليه الهجرة والخروج من تونس. وأضافت بيارات أن «هشاما» اقترح عليها الاستقرار في تونس لكنها رفضت ذلك.. علما وان «هشاما» هو الذي تكفل بكل شيء بما في ذلك تذكرة الطائرة على حد ما أعلمتنا به بيارات.. وبخصوص مسالة الأبناء ذكرت بيارات أنها بمثابة السؤال الفخ التي لم تكن تنتظره حيث طرح عليهما في الاختبار المذكور سلفا ما إذا كانا على رغبة في إنجاب الأبناء خاصة وأنها بلغت سن اليأس. ولم تقتنع السفارة في عدم تفكيرهما في إنجاب الأبناء وهو ما دعم رأيها في عدم منح التأشيرة لهشام.. بقي السؤال المطروح بعد معرفة وجهات نظر كل الاطراف هو هل حكم على هذه العلاقة بين هشام وبيارات بالنوايا ان انها تحمل اسباب فنائها في داخلها؟ وحيد عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)  


حادث مروري بتونس يحول موكب زفاف الى مأتم


تونس (رويترز) – قالت مصادر أمنية يوم الاثنين ان تصادما وقع بين سيارتين أثناء موكب زفاف ليل الأحد بمنطقة الرقاب الواقعة في وسط تونس مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وما لا يقل عن تسعة جرحى أغلبهم في حالة حرجة. وأضافت المصادر ان الحادث وقع إثر تصادم عنيف بين شاحنة تقل أقارب العريس وشاحنة اخرى ليتحول الفرح الى مأتم. وذكرت ان بين القتلى ثلاثة اخوة للعريس وعمه. وقالت ان ما لا يقل عن تسعة جرحى نقلوا لمستشفى الرقاب وان أغلبهم حالته حرجة. ومعدل حوادث المرور في تونس من بين أعلى المعدلات في العالم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أوت 2009)
 

بعضهم فُصلت رؤوسهم و3 أشقاء ضمن الضحايا 8 قتلى و9 جرحى في أعقاب حفل عرس

اصطدام عنيف بين شاحنة ثقيلة وعربتين إحداهما حاولت مجاوزة 14 سيارة دفعة واحدة سيدي بوزيد – الأسبوعي – القسم القضائي انقلبت فجأة الزغاريد والفرحة المنبعثة من منزل إحدى العائلات بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد فجر أمس الى صرخات وعويل إثر الفاجعة التي جدت على الطريق الرابطة بين منزلي عائلتي العروسين أثناء موكب الحنة وخلفت ثمانية قتلى على عين المكان وتسعة جرحى إصابات أربعة منهم خطيرة ووصفت حالتهم بالحرجة إضافة لإصابة ما بين عشرة الى عشرين شخصا بحالات الهلع والإغماء. صدمة حالة الصدمة خيّمت على الجهة كامل يوم أمس.. الجميع في حالة ذهول.. الحزن يلف قلوبهم من هول الفاجعة ..ثلاثة من أشقاء العريس قتلوا في الحادث.. عمّ العروس أيضا قتل.. صديق العريس قتل..زوجان قتلا.. ممرضة بمصحة خاصة قتلت.. طفل في التاسعة من بين القتلى وامرأة مجهولة الهوية قتلت أيضا هذا الحادث المريع بينما يصارع أربعة آخرون الموت بالمستشفى الجامعي بصفاقس من بينهم طالب وطفل ومراهقة. وقع الصدمة كان عنيفا جدا على أهالي وأقارب الضحايا والمصابين.. المستشفى المحلي بالرقاب تحول منذ الساعات الاولى من يوم أمس قبلة الجميع.. العشرات إن لم نقل المئات تجمعوا أمام المستشفى ..ما بين عشرة الى عشرين شخصا منهم أغمي عليهم من قوة الصدمة. «الأسبوعي» اتصلت بمصادر عديدة بحثا عن الحقيقة ..بحثا عن التفاصيل فكانت التفاصيل المؤلمة.. المأساوية التالية: الهدوء الذي سبق الكارثة قبل دقائق من منتصف الليلة الفاصلة بين يومي السبت والاحد كان الهدوء يخيم على مدينة الرقاب فيما بعض المنازل تشهد حفلات أعراس.. وفجأة قطعت أصوات منبهات سيارات بعض الاهالي الهدوء أثناء موكب حنّة أحد أبناء الجهة وما هي إلا دقائق حتى تسمّر كل من كان على الطريق.. على الرصيف.. أمام المحلات في أماكنهم.. وفسح المجال لسيارات الاسعاف والحماية المدنية والحرس الوطني.. الكل في حيرة.. الكل يتساءل.. ماذا جرى؟ وسريعا ما جاءت الإجابة.. حادث مرور فظيع على طريق صفاقس على بعد كيلومتر واحد من مدينة الرقاب تمثل في اصطدام عنيف جدا بين شاحنة ثقيلة وسيارتين أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على عين المكان. مجاوزة ممنوعة وذكر شاهد عيان «للأسبوعي» أن اثنين من الضحايا فصل رأساهما عن جسديهما بينما لحقت عدة تشوهات فظيعة ببقية الجثث.. ووصف شاهد عيان آخر المشهد على الطريق بـ«المجزرة» وهو يشاهد عددا كبيرا من القتلى والجرحى على الاسفلت وبعض الاشلاء البشرية متناثرة هنا وهناك. وذكر ثالث أن شاحنة خفيفة تحولت الى كوم من الحديد. من جانبها ذكرت مصادر أخرى أن الحادث هو ناجم عن مجاوزة ممنوعة قام بها سائق شاحنة خفيفة لنحو 14 سيارة متالية تسببت في اصطدام شاحنة ثقيلة بالشاحنة الخفيفة وسيارة وهو ما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص على عين المكان وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة وصفت بعضها بالخطيرة. مشهد فظيع وعلى جناح السرعة هرعت سيارات الاسعاف التابعة لمستشفيات الرقاب والمكناسي والمزونة وسيدي بوزيد والحماية المدنية والحرس الوطني والشرطة الى موقع الحادث لتقديم الاسعافات الاولية للجرحى ونقل خمسة منهم وهم إيناس الكحولي (15 سنة) مصابة في الظهر والصدر والكتف وعفاف الكحولي (مصابة بكسر مضاعف في اليدين) وحكيمة الكحولي (مصابة بكسر في الذراع الايمن) ونزار السليمي (مصاب في القفص الصدري) ودلندة بوعلاقي (مصابة في الكتف والظهر وبكسر في الحوض – الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد فيما نقل أربعة آخرون – من بينهم طالب يدعى محمد الكحولي (مصاب بنزيف داخلي وكدم في الرأس) وسوار الخليفي (16 سنة) مصابة في القفص الصدري والظهر إضافة لطفل يشكو من ارتجاج في المخ وبنية تعاني من اصابات بليغة الى المستشفى الجامعي بصفاقس. وتلقى عدد آخر ممن وصفت إصاباتهم بالطفيفة الاسعافات الاولية سواء ميدانيا (على عين المكان) أو بمستشفى الرقاب الذي جند ثلاثة أطباء وفريق من الممرضين لاستقبال الجرحى والمصابين بحالات هلع أو إغماء. إيقاف سائق الشاحنة الثقيلة من جانب آخر تحولت السلط الجهوية والمحلية وعلى رأسها والي سيدي بوزيد ومعتمد الرقاب الى موقع الحادث لمتابعة سير عمليات الاسعاف ومواساة المصابين وأهالي الضحايا فيما فتح أعوان حرس المرور بحثا في الحادث لكشف أسباب وقوعه وتحديد المسؤوليات. وفي هذا الاطار علمنا أن النيابة العمومية بابتدائية سيدي بوزيد أذنت بإيقاف سائق الشاحنة الثقيلة على ذمة الأبحاث. صابر المكشر علي فالحي (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)  

جريمتان فظيعتان في فرنسا شيخ تونسي يخرّب جسد زوجته الشابة بالطعنات أمام طفليه

الاسبوعي ـ القسم القضائي أقدم عامل بناء تونسي في الستين من عمره مساء أحد الأيام القليلة الفارطة على قتل زوجته التي تصغره بـ 27 سنة طعنا بسكين بمنزلها الكائن بنهج كيندي بمدينة أجاكسيو. ثم اتصل هاتفيا بأعوان الأمن ليخبرهم عن الجريمة. اتصال هاتفي وقالت وسائل الإعلام الفرنسية أن شخصا اتصل هاتفيا في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الواقعة بمركز الشرطة بأجاكسيو وأبلغ الأعوان أنه قتل زوجته وأمدهم بعنوان منزله فتوجه المحققون على جناح السرعة إلى المكان الذي حدده المتهم و بولوجهم البيت فوجئوا ببفظاعة المشهد… مشهد فظيع امرأة شابة طريحة الارض وجسمها مضرج بالدماء،طفلان في عمر الزهور مصدومان … وشيخ جالس على أريكة ينظر تارة إلى جثة زوجته … وتارة يسرق النظر إلى طفليه سارع المحققون بإشعار السلط القضائية واستدعاء المصالح الاجتماعية. طفلان في مهب الريح تحول مندوب حماية الطفولة على عين المكان وقام بنقل الطفلين الذين بدت عليهما علامات الاضطراب والصدمة إلى مركز للطفولة قصد رعايتهما ومتابعة حالتهما النفسية. وبالتوازي حلت السلط الامنية والقضائية بموطن الجريمة وأجرت المعاينة قبل الإذن بإيداع الجثة بمصلحة الطب الشرعي لفحصها واقتياد المتهم إلى المقر الأمني لمواصلة التحريات معه. سلسلة من الطعنات وذكرت صحيفة فرنسية نقلا عن مسؤول أمني أن الأعوان سبق لهم التدخل عدة مرات لفض الخلافات بين الزوجين ولكن يبدو أنها (الخلافات) بلغت ذروتها مساء يوم الواقعة فتسلح الزوج الذي يعمل في قطاع البناء بسكين جلبها من المطبخ وانهال على زوجته طعنا حتى الموت ثم اتصل بأعوان الأمن هاتفيا ليبلغ عن الجريمة. ورجح المصدر ذاته أن يكون الفارق الكبير في السن بين الزوجين سببا رئيسيا لتعدد مشاكلهما الناجمة عن تباين الرؤى في شتى المسائل.    *** … وكهل تونسي يجهز على مواطنه بطلقتين ناريتين في الطريق العام .الاسبوعي ـ القسم القضائي توصل محققو فرقة مقاومة الإجرام بالتنسيق مع أعوان فرقة الأبحاث والتدخل بمدينة سانت دينيس الفرنسية منذ أيام إلى الكشف عن حقيقة مقتل مهاجر تونسي في الثانية والأربعين من عمره يدعى الهادي بطلقتين ناريتين. ووفقا لما أوردته الصحف الفرنسية فإن الأعوان حصروا الشبهة في كهل تونسي عمره 48 سنة أوقفوه على ذمة الأبحاث ولئن حاول في البداية التظاهر يخلو ذهنه من أطوار الواقعة فإنه سرعان ماسقط في التناقض ليعترف بمسؤوليته عن مقتل مواطنه. وحسب ذات المصدر فإن خلافات نشبت بين طرفي الجريمة حول مسألة تتعلق بنشاطهما فقرر المتهم التخلص من الضحية. لذلك اتصل به وضرب له موعدا للقاء. وفي حدود الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الواقعة حضر الضحية وما أن لمحه المتهم حتى أطلق نحوه رصاصتين (عيار 9ملم) وفرّ. وقد تفطن متساكنو حي اورجيمون للطلق الناري فأشعروا أعوان الأمن الذين بحلولهم بالمكان عثروا على الكهل التونسي قتيلا على حافة الطريق وبالقرب منه دراجة نارية وخوذة. ورغم انعدام أية قرينة مادية قد تقود إلى القاتل فإن المحققين أجروا تحريات مكثفة تمكنوا إثرها من كشف الحقيقة وإيقاف القاتل الذي لم يكن سوى صديق الهالك ـ وإحالته على العدالة. صابر المكشر (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)

غضب في الرباط من تهريب طفلين مغربيي الأب الى النروج بطريقة مافيوية


تطوان (شمال المغرب) ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي ـ دولة النروج تمارس الهجرة السرية وبطريقة المافيا ».. هذا هو التعليق الذي استعملته الصحافة المغربية ودبلوماسية الرباط في وصف عملية أشرف عليها السفير النروجي في المغرب وتتعلق بـ »اختطاف » طفلين مغربيين قاصرين. تعود وقائع هذا الحادث الى الأسبوعين الماضيين لكنها ما زالت تتفاعل وتهدد بأزمة بين النروج والمغرب. فقد قام أفراد من كوماندو خاص قدم من النروج باختطاف طفلين من أم نروجية وأب مغربي هو البطل الأولمبي خالد السكاح الذي انفصل عن زوجته النروجية وأقام في الرباط منذ 2006 رفقة ابنيه سلمى وطارق (13 و16 سنة) وسط خلاف حول حضانتهما. في هذه الاثناء حكم القضاء النروجي لصالح الزوجة آنا سيسيليا بالحضانة، بينما حكم القضاء المغربي لصالح الأب خالد السكاح صاحب الميدالية الذهبية في عشرة آلاف متر في الألعاب الأولمبية ببرشلونة سنة 1992. وبما أن الطفلين كانا في المغرب، استنجدت سيسيليا بحكومة بلادها، فقررت أوسلو « اختطاف » الطفلين وإعادتهما الى حضانة أمهما بالنروج. والمثير في هذه القضية، علاوة على جانبها الانساني المؤلم، أن ما يتردد عن تصرف الحكومة النروجية يشبه الخيال. في هذا الصدد تفيد معلومات حصلت عليها « القدس العربي » أن ثلاثة عناصر من كوماندو نروجي قدموا الى المغرب بطريقة سرية عبر جنوب اسبانيا ودخلوا المياه المغربية على متن يخت فاخر دون إثارة الانتباه، بينما تفيد معلومات أخرى أنهم دخلوا بواسطة هويات مزيفة عبر مطار الدار البيضاء. وبحسب نفس المعلومات التي لم تتأكد رسميا، خطط الثلاثة رفقة شرطي سري تابع لسفارة النروج لاختطاف طارق وسلمى، بعد مراقبة حركات وسكنات خالد السكاح لعدة أيام بمساعدة بعض المغاربة. وفي آخر المطاف، اقتحم أعضاء الكوماندو الشقة التي توجد وسط حي أكدال في العاصمة الرباط وأخذا الابنين الى السفارة النروجية حيث كانت الأم في انتظارهما. ورغم أن السكاح أبلغ الأمن المغربي منذ أسابيع بمخاوف من خطر اختطاف ابنيه، إلا أن الشرطة لم توفر له الحماية. بقي طارق وسلمى برفقة أمهما سيسيليا عدة أيام في إقامة السفير بالرباط قبل ترحيلهم خلسة الى أوسلو. وفي رد فعل على ما حدث، استدعت وزارة الخارجية المغربية السفير أولاف بلوخوس وحملته مسؤولية ما قد يترتب عن أي عمل يخرق القانون المغربي من قبل ترحيل الابنين بطريقة غير مشروعة. وتؤكد أسبوعية « الحياة » المغربية أنه « في لحظة استقبال السفير (بالخارجية المغربية) كانت مجموعة من النروجيين تقوم بتهريب الطفلين خارج المغرب » بالتحايل مجددا على الأمن المغربي الذي كان يراقب إقامة السفير ومقر السفارة. وهنا تتحدث الصحيفة عن توجه أفراد الكومندو النروجي الى ميناء ترفيهي في اقليم تطوان بشمال البلاد، وهناك استقلوا جميعا يختا كان في انتظارهم نحو المياه الدولية، وعند الوصول الى المياه الدولية جرى رفع العلم النروجي فوق اليخت لتفادي تدخل البحرية المغربية. وعندما تأكد للخارجية المغربية أن عملية الترحيل قد تمت، أصدرت بيانا قالت فيه ان السفير النروجي تصرف « بطريقة مافيوية ». ولقي خالد السكاح تعاطفا كبيرا من الرأي العام المغربي الذي يتساءل عن الأسباب التي جعلت وزارة الخارجية لا تقرر طرد السفير النروجي، لا سيما وأن تورط أي دبلوماسي في حادث من هذا النوع يعتبر خرقا للسيادة المغربية. وتوقعت مصادر سياسية أن تكتفي دبلوماسية الرباط بالبيان شديد اللهجة ولن تقدم على خطوات أخرى مخافة من رد فعل أوسلو في ملف الصحراء الغربية، في حين أن النروج بدورها ستعمل على تغيير سفيرها في صمت مطلق. أما العدّاء العالمي خالد السكاح، فإضافة الى محنة حرمانه من ولديه، سيجد نفسه في ورطة قانونية ذلك أن الصحافة النروجية تفيد بأنه متابع بتهديد السفير النروجي بالقتل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 أوت 2009)


لبنان والديمقراطية الحذرة

 


بقلم: صلاح الجورشي (*) لبنان بلد قلق، لكنه مثير في تقلباته السياسية. ففي الوقت الذي يظن فيه الجميع أن البلد يسير نحو الانفجار تحدث وقائع في اللحظة الأخيرة لتعود الأمور إلى نصابها كأن شيئاً لم يكن. وهو ما يجسده التوجه الحالي لتشكيل حكومة وفاقية. لهذا رأيت من المفيد أن أعود بالقارئ إلى شهر يونيو الماضي، وتحديداً أجواء الانتخابات الأخيرة، حيث كنت ضمن فريق عربي قام بمراقبة الانتخابات البرلمانية اللبنانية. إذ منذ أن تم الإعلان عن الموعد النهائي لتنظيم هذه الانتخابات، حتى سارعت جهات دولية متعددة للتعبير عن رغبتها في المراقبة، وفي مقدمتها مركز كارتر، الرئيس الأميركي السابق، الذي انتقل بنفسه لكي يشرف على فريقه، وكذلك الشأن بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي انتدب 100 مراقب، بدؤوا عملهم منذ شهر أبريل الماضي. وفي لقاء جمع السيدين زياد عبدالصمد أمين عام «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» التي رفعت شعار «خلي عينك عليها»، ومحسن مرزوق المدير التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية تبلورت فكرة تأسيس فريق عربي لمراقبة الانتخابات. وتمت التجربة بقدر لا بأس به من النجاح، حيث ضم الفريق نشطاء وخبراء من 17 دولة عربية للكثير منهم خبرة سابقة في هذا المجال. هذه الفرصة مكنتني من الاقتراب أكثر من المجتمع اللبناني ونخبته التي شغلت العرب والعالم بصراعاتها وتقلبات زعمائها. ورغم كل ما يقال عن هذا الطرف أو ذاك فالمؤكد أن هذا البلد يملك طبقة سياسية لها تقاليدها وتراثها وعيوبها وقدراتها. قد يرى البعض أن معضلة لبنان تكمن في هذه الطبقة المتهمة بالأنانية وتغذية الطائفية وتقديم مصالحها على مصالح الشعب والانفراد بالنفوذ والثروة، وهو ما جعل اللبنانيين يتندرون يوم اجتمع رموز الفرقاء في الدوحة، ويتمنون سقوط الطائرة التي ستعيدهم إلى بيروت فيتخلص البلاد والعباد من «شرهم». لكن مع ذلك، فإن هؤلاء يجيدون اللعبة، وينجحون في كثير من الأحيان في إعادة إنتاج الخطاب السياسي بأكثر من أسلوب، مما جعل النخب العربية وحتى شرائح عادية من المواطنين العرب بفضل الفضائيات اللبنانية وغيرها، يعرفون رموز الساحة السياسية اللبنانية أكثر مما يعرفون رؤساء أحزابهم المحلية. فمن لا يعرف السيد حسن نصر الله وسعد الحريري ووليد جنبلاط وأمين جميّل والجنرال ميشال عون. فهؤلاء جميعاً دخلوا القاموس السياسي العربي، إلى جانب أماكن إقامتهم، والفنادق التي تحاوروا أو تخاصموا فيها.. إنها حالة استثنائية ونادرة في العالم العربي. لا يمكنك أن تدرك عمق الانتماء الطائفي في لبنان، إلا إذا تجولت في أحيائها ومناطقها في مناسبة مثل الانتخابات. وبقدر ما يشكل التنوع الديني والطائفي عنصر إثراء وإضافة على الأصعدة الثقافية والمعمارية والجمالية، بقدر ما يبرز لك طابعه السياسي المدمر والمعيق للمواطنة وبناء الدولة الحديثة والجامعة. فالكثير من اللبنانيين تراهم في هذه المعركة السياسية قد تراجعوا إلى الخلف، فلا عروبة توحّد، ولا وطنَ يجمع، ولا دولة تشكل مظلة، وإنما طائفة تحدد الأولويات وتؤسس للانتماء، وتوزع الولاء والمال، وتضمن النجاح والوصول إلى قبة البرلمان. مع ذلك، فإن اللبنانيين يتمتعون بقدرة عجيبة على إشعال حرب أهلية في خمس دقائق، وبنفس القدرة يمكنهم أن يتفقوا على حماية الأمن والسلام والتعايش في الخمس دقائق الموالية. إن حربهم وسلمهم فوق كف عفريت، لكنهم في النهاية يحبون الحياة، وقد أصبحوا في الفترة الأخيرة أشد تعلقا بالاستقرار. ولا شك في أن أجواء التخويف التي سبقت يوم الاقتراع، والتي نفخت فيها أطراف دولية وإقليمية عديدة، وفي مقدمتها إسرائيل والإدارة الأميركية إضافة إلى الأوروبيين وآخرين قد أثرت على نتائج الاقتراع، وأضعفت المعارضة التي كانت واثقة من انتصارها. قبول الجميع بنتائج الانتخابات يحسب لهذه الطبقة السياسية، ففي أجواء بلغت حداً عالياً من الاحتقان، كان بالإمكان أن يتم الطعن وأن يقع قلب الطاولة في آخر لحظة، لتخيّم بعد ذلك أجواء الحرب الأهلية من جديد. لكن كلمة السيد حسن نصرالله أبعدت شبح الانهيار، وأكدت وجود قيادات مسؤولة. وهو الشيء نفسه الذي قام به زعيم تيار المستقبل، عندما اعتبر أن المنتصر في هذا الاختبار هو لبنان، وأنه لا يوجد رابح أو خاسر. وهنا يبرز دهاء وليد جنبلاط، الذي فاجأ المعجبين به بالمواقف المتشددة التي اتخذها في سياق تحالفه مع بقية مكونات 14 آذار، ويتهيأ حالياً ليكون صمام أمان وحلقة الربط والتواصل بين الأغلبية والمعارضة، بعد أن نجح في امتصاص حالة التشنج التي سادت فترة طويلة بينه وبين زعيم حزب الله، حيث سيلتقي الرجلان في فترة قريبة لإعادة بناء جسور الثقة. لقد اعتبر جنبلاط أن الانتخابات نجحت تقنياً، لكن المشكل السياسي لا يزال مطروحاً برمته. بل انتقد بشدة الموقف الإسرائيلي، وتساءل مستهجناً عن خلفيات الترحيب الإسرائيلي بانتصار الأغلبية؟ الخلاصة أن لبنان سيبقى مجال اختبار لإمكانية تحقيق انتقال ديمقراطي سلمي في العالم العربي. ما تمت معاينته في عملية مراقبة الانتخابات يكشف إلى حد كبير أن هذا البلد يتمتع بثراء سياسي، ويمكنه أن يصبح فعلاً نموذجاً لمنطقة هدّها الاستبداد، لكن ذلك لا يمنع من القول بأن لبنان يبقى أرضاً تحتها ألغام كثيرة، ويصعب التكهن بالتوقيت الذي يمكن أن ينفجر أحدها. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أوت 2009)


أحمد بن صالح (2)

طارق الكحلاوي (*) اللقاء الذي صار بين أحمد بن صالح وصالح بن يوسف سنة 1953 في ستوكهولم أصبح مثيرا للاهتمام، بالتحديد من حيث التفاصيل الخاصة بالنظرة إلى «استقلالية» المنظمة النقابية التونسية عن الحزب الذي قاد مسيرة التحرير الوطني، وخاصة على عدم تفرده بالرؤية التي تميل إلى «تحالف» بين النقابة والحزب، خلال أواسط الخمسينيات، ولهذا يحتاج هذا اللقاء بعض التركيز والتأطير ضمن سياقه التاريخي. كان لقاءً للمشاركة غير المسبوقة للحزب في «الاشتراكية الدولية» (Socialist International) أحد المنظمات التي ستشكل حتى الآن أحد مراكز الثقل في العلاقات الدولية، وحيث سيحافظ بن صالح على وجود سياسي بارز حتى بعد إقصائه من السلطة في تونس. إذ نسج علاقات شخصية، مستفيدا من تمثيليته للحزب في بروكسيل، حيث كان أيضاً عضواً للمكتب التنفيذي في منظمة دولية أخرى شكلت منبراً مهماً بالنسبة للحركة الوطنية التونسية، ثم أيضاً في بدايات الدولة الوطنية «الكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة» (International Confederation of Free Trade Unions) التي تأسست سنة 1949 في سياق الجدال حول «مشروع مارشال» ومن ثم تأثر النقابات بالصراع بين معسكري الحرب الباردة، كانت منظمة نقابية دولية ستوفر مدخلاً خلفياً للنفوذ الأميركي الدولي والعلاقات المتنامية بين قوى التحرر الوطني والولايات المتحدة خلال الخمسينيات. وهكذا مثلما كان وسيصبح في سياق الحركة الوطنية، كان بن صالح خلال الخمسينيات يلعب دوراً مزدوجاً نقابياً-سياسياً على المستوى الدولي، سيمنحه بعض المساحة للتحرك عندما يفقد نفوذه في تونس. بوصفها امتداداً لـ «الأممية الاشتراكية» العتيدة أصبحت «الاشتراكية الدولية» الإطار الجامع للتيار «الاشتراكي- الديمقراطي» منذ مؤتمر فرانكفورت سنة 1951، وهو التيار الذي سيمثل قاطرة رئيسية للتحول نحو «دولة الحماية الاجتماعية» (welfare state) في السياق الغربي إثر الحرب العالمية الثانية بشكل عام. كما ستصبح «الكونفدرالية» النقابية المؤسسة حديثا وبسرعة الإطار الجامع للنقابات الموالية للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي كانت تخوض صراعات محلية وإقليمية ضد النقابات الموالية أو القريبة من الأحزاب الشيوعية. إذ كان أحد سمات المرحلة الصراع ليس بين الليبرالية والتوجهات ذات الطابع «الاجتماعي»، بل أيضا الصراع حول مضمون هذه التوجهات «الاجتماعية» بين التيارين «الاشتراكي الديمقراطي» والشيوعي. وبشكل عام قام هذا الصراع الأخير بتغيير «العالم الحر» أو المعسكر «الرأسمالي» تعريفه لذاته. هذا السياق التاريخي الذي كان تشكّل للتو أو بصدد التشكل حدث أمام أعين الجناحين النقابي والسياسي للحركة الوطنية، وبالتحديد أمام أعين الناشطين الوطنين العاملين في الخارج، مثلما هو حال أحمد بن صالح وصالح بن يوسف خلال تنقلاته خارج البلاد. إزاء عزلة دولية تفرضها علاقات قوة كبرى آنذاك مثلما هي فرنسا كانت هذه الفرص للتواجد ضمن منابر دولية سمحت بها تحولات الوضع الغربي الداخلي فرصا غير مسبوقة للتأسيس للذراع الدبلوماسية للحركة الوطنية. غير أنها في نهاية الأمر أسست أيضاً ليس لانخراطٍ ذرائعيٍ للحركة الوطنية في هذا التيار الدولي بل جعلتها تتأثر من حيث المضمون. وهكذا كانت دعوة صالح بن يوسف للمشاركة في مؤتمر ستوكهولم لـ «الاشتراكية الدولية» ليست مجرد مناسبة للتأثير الدبلوماسي القائم على قدم وساق في مصلحة الحركة الوطنية، بل أيضا جزءا من إرهاصات بداية التأسيس لتبني الحزب لخطاب ما بعد الاستقلال وأفكار بناء الدولة الوطنية. وهنا حدث لقاء بين الرجلين، بن يوسف وبن صالح، كان أيضا لقاءً فكرياً ساهم فيه بشكل حاسم السياق التاريخي الدولي، وبالتحديد الانخراط في تصاعد نفوذ التيار «الاشتراكي-الديمقراطي» على المستويين السياسي والنقابي. ولا يجب النظر إلى هذا الانخراط بشكل منفصل عن الإرهاص الدولي الآخر الحاسم بالنسبة لتشكل ملامح الحركة الوطنية، وبالتحديد تيار «عدم الانحياز» المنضوي ضمن الحركة «العالم-ثالثية» ذات العلاقة الوطيدة بالتيار «الاشتراكي-الديمقراطي» خاصة في الدول الغربية غير المنخرطة في تجارب استعمارية. هذا التيار الذي دخل مرحلة تأثير دولية جديدة غير مسبوقة إثر مؤتمر باندونغ سنة 1955. ما يجب التنصيص عليه هنا على الهامش أن مؤتمر باندونغ، هو المحطة الثانية وليس الأولى لمسار دولي في سيرة الشخصية الرئيسة المنافسة لبورقيبة في الحركة الوطنية صالح بن يوسف. والمحطة الدولية الأولى المهمشة نسبيا هي مؤتمر ستوكهولم سنة 1953. يشير بن صالح في هذا الإطار إلى «التحرير المشترك» بينه وبين بن يوسف للخطاب الذي ألقاه الأخير في ستوكهولم، والذي لا يزال يحتفظ بنسخة من مسودته بخطه وبتصحيحات لصالح بن يوسف. يتحدث بن صالح عن «الالتقاء العفوي» في اختيار العبارات وتحديد الأفكار الرئيسية للخطاب. وتبدو العبارة والفكرة الرئيسية في الخطاب، الذي كتب بالفرنسية، هي «العمالية على الطريقة التونسية» (Travaillisme a la Tunisienne). ورغم شكلها الفرنسي فالفكرة تعبر بوضوح عن «الاستقلالية» المرجعية على مستوى أفكار بناء الدولة الوطنية عن السياق الفرنسي. إذ كانت حينها ترجمة شائعة لتيار نموذجي بريطاني في التجارب الاشتراكية الديمقراطية، النموذج «العمالي» البريطاني والذي استبدل العبارة الإشكالية لـ «الاشتراكية» بعبارة «العمالية» (Labourism)، وهو ما لم يكن مجرد تحديد تمييز مرئي ولغوي بين «الاشتراكية الشيوعية» و «الاشتراكية الديمقراطية» في مجال أنجلوسكسوني لا يزال يحافظ على علوية مرجعيته «الليبرالية» وريبته من أي مرجعية «اشتراكية» في الشكل أو المضمون، بل عبّر أيضاً عن تجربة تنظيمية وفكرية خاصة في بريطانيا انتقلت لاحقا إلى المجال الشمال أوروبي الاسكندينافي. كان هناك وعيٌ بالتجربة العمالية البريطانية، حسب بن صالح، من قبل الاثنين عند تحرير الخطاب. طبعا هذا الوعي ومسار التأثر لا يعني ضرورة تمثُلٍ استنساخيٍ لهذه التجربة، ولكنْ تمثل استرشادي. النقطة الرئيسة هنا هي حول «التحالف» بل الارتباط العضوي التاريخي بين النقابي والسياسي. التحالف النقابي الواسع في بريطانيا (المؤسس منذ القرن التاسع عشر) «مؤتمر النقابات» (Trade Unions Congress) أسس منذ سنة 1900 لما سمي آنذاك بـ «اللجنة التمثيلية العمالية» والتي كان مقرراً لها أن تمثل «الطبقة العاملة البريطانية» في «مجلس العموم». كان يجب أن تمر عشريّتان على الأقل حتى أصبحت هذه اللجنة حزباً قائم الذات يلعب دوراً رئيسياً في الحياة السياسية البريطانية. طبعاً نموذج تأسيس النقابة لحزب يمثلها سياسيا ثم التميز التنظيمي لهذا الحزب عن النقابة، وانعكاس الوضع ليصبح «حزب العمال» البريطاني أحياناً منافساً لـ «مؤتمر النقابات»، ليس نفسه مسار العلاقة بين الجناحين النقابي والسياسي للحركة الوطنية التونسية. ينقل بن صالح مثلا حادثة الفيتو الحزبي الذي كان مسلطا عليه من قبل أحد أبرز مسؤولي الحزب (المنجي سليم) معترضا على انتخابه في موقع الكاتب العام لاتحاد الشغل، وكيف أن نقابيا كبيرا ذا نفوذ سياسي في الحزب مثل أحمد التليلي كان وحده القادر على رفع هذا الفيتو. وهي حادثة لا تبدو متعارضة مع مؤشرات أخرى على النفوذ الذي كان يملكه الحزب على النقابة، والذي يؤكد مرة أخرى أنه يوجد نوع من الفكرة السائدة السابقة علي بن صالح أو التي لا يتفرد بها والقاضية بعلاقة «تحالف» أو ربما «خضوع» من أحدهما للآخر. بما يعني أن فكرة «الاستقلالية» غير ممكنة وفقاً لسياق أواسط الخمسينيات وحتى بعدها في الستينيات، من جهة القيادات النقابية والسياسية على السواء. وهو ما يجعلنا أمام تاريخ «أسطوري» أو متوهم لمبدأ «الاستقلالية». من جهة أخرى فإن محصلة التجربة البريطانية هي هذا التحالف الهيكلي والفكري والسياسي، والذي كان على ما يبدو يجذب الاهتمام والانخراط لدى حركة وطنية لا يبدو أنها فكرت بما فيه الكفاية في ما بعد الاستقلال. أفكار مؤتمر ستوكهولم التي جمعت بن صالح ببن يوسف سيتم تبنيها آجلاً مع منح بن صالح خلال الستينيات صلاحيات كبرى في الملفين الاقتصادي والاجتماعي. غير أنها تعطلت في أوساط الخمسينيات خاصةً حسب بن صالح لارتياب بورقيبة من «ابتلاع» الحزب من قبل النقابة. لا يبدو ذلك مجانبا للصواب تماما، إذ أصبح الحزب ضعيفا في سياق الصراع البورقيبي اليوسفي إلى الحد الذي يمكن له فيه أن يذوب في مؤسسات أكثر قوة، وكان «اتحاد الشغل» أبرزها. غير أن ما حصل لاحقا، أن الحزب هو الذي «ابتلع» النقابة، وهو ما لم يكن لشهية بورقيبة المفتوحة دائما للابتلاع أن ترفضه بأية حال، ورغم أن بن صالح لم يكن متفردا في المسؤولية عن ذلك كما يمكن أن توحي به بعض القراءات الللاتاريخية. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 أوت 2009)  

المسلك الشائك نحو اليونسكو

عبدالسلام المسدّي (*) هناك -في العمل الدولي المشترك- نواميس ضابطة يؤسسها نص المواثيق ويتداولها القائمون والمشرفون وصناع القرار، ويتماحك بها ذوو المصالح المتفاوتة أو المتضاربة, وهناك أعراف تتخذ لنفسها بمرور الأيام سلطة تكاد تضارع سلطة المواثيق المثبتة، ولا يستنكف منها أحد ولا يتبرم طرف بذكرها أو بالتفاوض حولها كأعراف التداول على المناصب والخطط بحسب التوزع الجغرافي، وهذه سنن إذا ضاق المجال عنها لم يتردد أولو الشأن في تجاوزها أو اختراقها فما هي -في نهاية المطاف- إلا أعراف قد تتواتر وقد لا تطّرد. ولكنّ في العمل الدولي المشترك أعرافاً أخرى يتم الاصطلاح عليها والتواضع حولها في ضرب من العقد الضمني بين الأطراف الممسكين بالقرار، ولا أحد يتحدث بها باسم المواثيق، ولا أحد يتخذها مرجعاً من مراجع العمل الدولي المشترك، وكل ما فيها هو سلطة العرف خارج حدود النص. غير أن هذه الأعراف كثيراً ما تكتسب سطوة فائقة حتى تغدوَ قناعةً جماعية رغم منافاتها لمبدأ الممثالة المطلقة بين كل شركاء العمل الدولي المشترك. وتأتي مسألة اللغة في طليعة هذه الأعراف ذات السلطة العليا والتي يتكتم عليها الأطراف فيدرجونها ضمن المسكوت عنه، فمن لم يستبصر بها عن استشعار دقيق ضلت به السبل وقد تنزلق المسالك تحت الأقدام من حوله. ومما هو متعارف عليه في هذا الباب -على سبيل التمثيل وعلى سبيل الاستدلال في الوقت نفسه- أن الذي يتولى منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لا بدّ أن يكون مجيداً للغة الإنجليزية وللغة الفرنسية في الوقت نفسه وبنفس الكفاءة التداولية على الأقل. فإذا جئنا إلى منظمة العمل الثقافي الدولي المشترك وجدنا اليونسكو تقتدي بهدي المنظمة الأم وتزيد عليها بعض التدقيقات الخفية ضمن دائرة المحجوب والمستور والمسكوت عنه. وبديهيٌّ أن تكون السلطة الخفية للجانب اللغوي أقوى في مجال التربية والثقافة والعلوم مما هي عليه في حقل السياسة. وهنا ينبري أقنوم اللغة كأقوى ما تكون الأقانيم في المجال الدولي، فليس وارداً أن يتولى إدارة اليونسكو من لا يحذق الفرنسية أولاً، والإنجليزية تالياً، ولا يتردد الفرنسيون في التذكير بأنهم متمسكون بأن يتقن المترشحون اللغة الفرنسية لإدارة هذه المنظمة «الدولية» التي تتخذ باريس مقراً لها، وقد لذّ لهم أن يعيدوا هذا التذكير إبان كل حملة انتخابية سواء على لسان مسؤوليهم أو على لسان رجال الإعلام. وكل قارئ لما وراء الأحداث يستشف تناميَ هذا الإحساس الفرنسي، ويستشعر تزايد إصرارهم عليه منذ ملحمة «الاستثناء الثقافي» في معركة «الجات» ومنذ خروج الولايات المتحدة من منظمة اليونسكو (1984) قبل أن تعود إليها (2003). ليس هنا مجالُ الإطناب في أهمية العنصر اللغوي من حيث النفوذ الأدبي، ومن حيث الاستثمار المادي، ولكنّ سراً من الأسرار التي تفسر الترتيب الدولي في هذا المجال هو أن الفرنسيين -وقد رأيناهم، وخبرناهم، وماحكناهم بلغتهم، ففهمناهم من مواقع متعددة- لا يريدون أن يتحدثوا في بعض «الخيارات» التي يعتبرونها مصيرية بالنسبة لهم إلا بلُغتهم رغم إتقانهم للغات الأخرى، ثم إنهم مع ذلك غير مستعدين لأن يتحاوروا في هذه «الخيارات» عن طريق وسيط يترجم لهم أو يترجم عنهم. ومن تلك المفاتيح التفسيرية الخفية أن الفرنسيين قد فقدوا زمام المبادرة في الشأن الدولي الكبير وتأكدوا أن النظام الدولي الجديد بكل جحافله، من عولمة اقتصادية ونسقية أنجلوسكسونية، قد يجرفهم نحو زمرة المقامرين الخاسرين، وبحكم كل ذلك لاذوا ببعض الفتات الثقافي على المائدة الكونية، وهم الآن يتمسكون في إصرار عجيب بالفرنكوفونية كما لو أنها بديل في عصر البدائل منذ غاب الصراع الإيديولوجي المألوف. ومن هذا الباب قد يفتح الباحث نفقاً قصياً يجوس من خلاله إلى التوظيب الثقافي المسكوت عنه، وذلك بكشف التعالق المضمر بين تصور الفرنسيين لوظيفة اليونسكو وتصورهم لوظائف منظمة الأقطار الناطقة كلياً أو جزئياً بالفرنسية. ولكن الفرنسيين يحذقون لعبة الملاطفة، ويجنحون إلى الهدف الاستراتيجي وإن كان على حساب الكسب التكتيكي، ولذلك لا يفتؤون يذكّرون بأن المترشح لمنصب الأمانة العامة لا بد -في نظرهم- أن يكون متقناً للُغتي التداول -حسب عبارتهم- قاصدين بذلك الفرنسية والإنجليزية، والحقيقة أنهم يفضلون الفصيح بلسانهم على الفصيح بلسان غيرهم، ولا شك أنهم كانوا أكثر سعادة ببلاغة أحمد مختار مبو من ترحابهم بلكنة فريديريك مايور الإسباني، ومن شدّة إشفاقهم على تعثر كواسيهير ماتسورا الياباني اندفع يوعِز إلى مجلة «جون أفريك» بخبر يقول إنه يخصص أربع ساعات كل أسبوع لتحسين مستواه في اللغة الفرنسية (ع 2401- يناير 2007، ص 25). لقد كان الصراع الخفيّ في مسألة اليونسكو مثلثاً بين فرنسا والولايات المتحدة وكتلة العالم الثالث، ثم دخل في حلبة الصراع الحضورُ العربي الإسلامي، ولأول مرة يدخل بعنف على الخط صوت اللوبي الإسرائيلي، وهو صوت شرس لن يُسعده أن يتولى إدارة اليونسكو عربي مسلم، ويكفي أن نتذكر ما حاكه من مكيدةٍ بالغةٍ للمرشح العربي السابق د.غازي القصيبي، وهي قصة جارحة مضنية. في يوم من الأيام أقدمت فتاة فلسطينية في مقتبل العمر على تنفيذ عملية فدائية، فتحركت المشاعر الإنسانية ملفوفة بستائر شفافة لا تكاد تحجب قطرات الدم المتناثرة على ضفاف الوعي الإنساني النازف، وكان المشهد موحياً بعتمة الأنفاق التراجيدية فأنطق الشعراءَ بالشعر، والشاعرُ الأصيل لا يستأذنه الشعرُ في لحظة المأساة، فكتب الدكتور غازي القصيبي قصيدة يَرثي فيها الفتاة متألماً متوجعاً بما اضطرت إليه من إقدام على الاستشهاد، ونشرت القصيدة وبدا لبعضهم أن يترجمها، فتجند الأميركيون تحت ضغط اللوبي الإسرائيلي فوشوْا بغازي القصيبي لدى الحكومة البريطانية، وكان الشاعر سفيراً للمملكة العربية السعودية لديهم، بل وعميداً للسلك الدبلوماسي في لندن. آتت الوشاية ثمارها الحامضة فطلبت الحكومة البريطانية أن يغادر السفير منصبه ولم تمهله بأدنى الوقت، فغادر دون أن يؤديَ الواجبات التي تمليها الأعراف من توديعات رسمية أو بروتوكولية، وكان السبب المعلَن هو التحريض على الإرهاب. ولكن د.غازي القصيبي لم يغادر لندن في بضع ساعات إلا وقد أسند إليه الملك فهد رحمه الله حقيبة وزارية استحدثها في حينه هي وزارة الماء، فاغتاظ البريطانيون، وأوكلوا إلى وزير داخليتهم الأسبق مهمة التعقيب بأسلوب فجّ مُسف، قال: «لا نعلم أن في السعودية ماءً، كان الأجدر أن يسموه وزير الهواء» وهي معلومات أوردها مفصّلة محمد حسنين هيكل على قناة الأحلام الثانية (دريم 2) بتاريخ 6 أكتوبر 2002، مبرزاً بذلك استشراء تهمة الإرهاب. ود.غازي القصيبي لم يتكتم على ما حصل له، بل إنه يحمله كالنجمة المضيئة على كتفيه، وحين حاورته صحيفة «الفينيق» الثقافية (عمان 1 نوفمبر 2002) آثر أن يقدّم نفسه بالعبارات التالية: (المهنة السابقة: سفير وعميد السلك الدبلوماسي في بريطانيا قبل أن يكتب قصيدة للاستشهادية آيات الأخرس). (*) كاتب ووزير سابق من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 جويلية 2009)  

المسلمون في الولايات المتحدة: أرقام وآفاق (2 من 3)


احميدة النيفر (*) هل تغيرت أحوال المسلمين في الولايات المتحدة بما ينهي حالة الرعب التي حاصرتهم طوال سنوات حكم المحافظين الجدد بسياساتهم الأمنية التعسفية المستفيدة من قانون مقاومة الإرهاب؟ للتذكير فقد بلغت العلاقة مع المسلمين والإسلام في تلك السنوات حدّاً غير مسبوق من العدوانية والتهوّر جعل توم تانكريدو، النائب عن ولاية كولورادو في الكونغرس، يصرح بأن الولايات المتحدة قادرة على تدمير الأماكن المقدسة للمسلمين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) إذا ما نفذ متطرفون إسلاميون هجوماً على أميركا بأسلحة نووية. هذا التصريح كان نموذجاً من نماذج الرعونة والكراهية التي باركها المحافظون الجدد ودفعوا إليها في داخل الولايات المتحدة وخارجها والتي لخصها الكاتب سام هاريس حين قال: «لقد آن الأوان أن ندرك أننا لا نحارب الإرهاب ولكننا نخوض حرباً ضد الإسلام». بعد سبع سنوات مريرة وكالحة انكشف بصورة جليّة أن مقولات المحافظين الجدد انتهت -خاصة فيما رسمته من علاقة مع المسلمين والعالم الإسلامي- إلى فضيحة منكرة. لقد تأسست الخيارات السياسية للمحافظين الجدد على اعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية ترتكز على جملة قيم ظلت معتَمَدة في الداخل الأميركي وأنه ينبغي أن تُحمى وتُصدَّر خارجه بالقوة العسكرية إن اقتضى الأمر. مؤدى هذا المنطلق أمران: أولاً، الإقرار بوجود قيم سياسية دولية صالحة للجميع وأنه لا مجال للقبول بوجود خصوصيات محلية واعتبارات ثقافية تاريخية تقتضي أن تراعَى على حساب تلك القيم. ثانياً، أن الولايات المتحدة ذات مهمة رسالية في العالم تتمثل في الدفاع عن تلك القيم ومواجهة خصومها من دعاة الانعزال الأميركي ومن القائلين بضرورة احترام سيادة الأنظمة القائمة حفاظاً على الاستقرار الدولي وإقراراً بالواقعية السياسية. أثبتت السنوات السبع العجاف سوءَ إدارةٍ وتنكراً لقيم الديمقراطية وسيادة القانون ودوساً لكرامة الإنسان ومزيداً من العجز في مواجهة التحديات الدولية والمصاعب الاقتصادية والاجتماعية الداخلية. إلى هذه الأسباب الرئيسية التي رجحت انهيار خطة المحافظين الجدد خاصة في مواجهة الإسلام يبرز الأميركيون المسلمون بما يمثلونه من فاعلية في الواقع الموضوعي المحلي كأهم عامل من عوامل التصدي لصلف المحافظين الجدد وسذاجة رؤيتهم. تلتقي أربع دراسات علمية حديثة نشرت عن فاعلية الأميركيين المسلمين مؤكدة بالأرقام أهمية هذا الواقع الموضوعي بتفاصيله واحتمالاته بالنسبة إلى مستقبل الولايات المتحدة في مستوىً أول وبالنسبة إلى مسلمي العالم بدرجة ثانية. أحدث هذه الدراسات نشرتها مؤسسة «غالوب» (Gallup) لاستطلاع الرأي في واشنطن وأصدرتها في شهر مارس 2009 تحت عنوان «مشروع وقائع مسلمي الغرب» بإشراف الباحثة المصرية الأصل داليا مجاهد مديرة مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة «غالوب» والتي عينها أخيراً الرئيس أوباما عضواً في مجلسه الاستشاري للشراكة الدينية. من جهة ثانية نشرت جنان غزال، الليبية الأصل والباحثة في علم الاجتماع المنتمية إلى جامعة «ديوك» (Duke University) سنة 2008 دراسة مستفيضة عن «المسلمين في أميركا» اهتمت فيها بالجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية للمسلمين معتمدة في ذلك على أحدث الإحصائيات واستطلاعات الرأي عن ذات الموضوع. ثالثة هذه الدراسات أجراها مركز «بيو» للأبحاث (Pew Research Center) وأصدرها سنة 2007 تحت عنوان «الأميركيون المسلمون طبقة وسطى ومعظمهم ضمن التيار السائد»، موفراً بذلك جملة من المعلومات الدقيقة عن المسلمين في الولايات المتحدة وعن توجهاتهم وعلاقتها في صياغة الواقع الأميركي والعالمي. أما رابعة هذه الدراسات فهي للباحثة التونسية الأصل مليكة زغل أستاذة الأنثروبولوجيا وعلم اجتماع الأديان في جامعة شيكاغو والمتخصصة في الفكر السياسي الإسلامي في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة. انصب اهتمام الباحثة على حركة الأفكار وتأثير الأيديولوجيات الدينية على سياقات الصدام أو الحوار في المجتمعات العربية الإسلامية والغربية. من مجمل هذه الوثائق تبرز خمسة محاور تؤكد أن المسلمين رغم نسبتهم الديموغرافية مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان الولايات المتحدة (8 ملايين نسمة من حوالي 300 مليون ساكن) فإنهم يشكلون شريحة من المجتمع الأميركي آخذةً في النمو حجماً وأهمية. ذلك ما يغري الباحثين بالعناية بمختلف أوضاعهم رغم أن القانون لا يسمح لمؤسسات الإحصاء بطرح أسئلة عن معتقدات الناس وانتماءاتهم الدينية. تتعلّق أولى الملاحظات بالجانب العرقي للأميركيين المسلمين، إذ يتبين أنهم يتميزون بتنوع لا مثيل له عند نظرائهم من أتباع الديانات الأخرى. تبلغ نسبة المسلمين من أصل إفريقي %35 ومن البيض %28 ومن الآسيويين %18 ومن الإسبان %1، و%18 من أجناس مختلفة. لا مجال لمقارنة هذه النسب بما يماثلها لدى أتباع الديانات الأخرى حيث التنوع العرقي أقل بكثير، مثلاً: اليهود %93 من الجنس الأبيض وكذلك المورمون %91.. أما البروتستانت فـ %88 منهم من البيض و%8 من الأفارقة والكاثوليك %76 من البيض و%11 من الإسبان. تتعلق الملاحظة الثانية بالنسبة العالية للشباب في المجموعة المسلمة مقارنة بغيرهم إذ تبلغ نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة %36 من معدل المسلمين العام في حين لا تتجاوز النسبة عند البروتستانت %9 علماً بأن هذا المؤشر العمري لا يتجاوز في مجمل الشعب الأميركي %18. إذا انتقلنا إلى ملف التعليم ونسبة التمدرس يتبين أن الأميركيين المسلمين يحتلون الدرجة الثانية بالنسبة إلى هذا المؤشر ذلك أن %40 منهم أحرز مستوى تعليم ثانوي وتجاوزه مقارنة باليهود الذين سجلوا أعلى نسبة في ذات المؤشر وهي %61 ومقارنة بالمستوى الأميركي العام الذي لم تتجاوز نسبته %29. أما إذا نظرنا إلى الجانب المادي فإن مؤشر الدخل المالي الشهري للمسلمين يدل على أن %28 منهم له دخل قدره خمسة آلاف دولار وأكثر بينما %25 منهم لا يتجاوز دخله الشهري 2000 دولار. هذا ما يجعلهم بهذا المقياس في الدرجة الخامسة بعد اليهود (المعدل الأعلى %41 والمعدل الأدنى %10) والمورمون (من %34 إلى %16) والبروتستانت (من %31 إلى %16) والكاثوليك (من %30 إلى %20). يتعلق آخر هذه المعايير المعتبرة في تشخيص حالة الأميركيين المسلمين بما يعرف بنسبة النجاح. بعد دراسة حالة المسلمين في 140 بلداً تؤكد الأبحاث الإحصائية أن مسلمي أميركا في طليعة المسلمين في العالم الذين يعبرون عن رضاهم عن أنفسهم ويأتي بعدهم مسلمو ألمانيا ثم السعودية. ذلك أن %3 فقط من الأميركيين المسلمين يعلنون أنهم فشلوا في الحياة المهنية والروحية والعائلية مقارنة بـ %7 في فرنسا و%8 في المملكة المتحدة ممن يعلنون عن حالات الفشل. رغم أن هذه النسب تظل تقريبية فإنها تعطي صورة جلية عن فاعلية الأميركيين المسلمين وحظوظهم في المستقبل. لقد أثبتوا ذلك في مواجهة خروقات المحافظين الجدد وشناعات وسائل إعلامهم الدعائية. كانت تلك المحنة فرصة تاريخية أسهمت بصورة واضحة في إنضاج وعي قسم كبير من المسلمين أنفسهم. لقد اتسعت مشاغلهم القديمة المقتصرة على الجانب التعبدي الشخصي أو الجماعي كبناء مساجد لتتجه صوب المجالات العامة المشتركة مع غيرهم. في استطلاع آخر للرأي في أوساط أميركيين مسلمين سُئلوا عن ترتيب اهتماماتهم السياسية فكانت قضية التربية والتعليم في المقام الأول تليها مسألة الحريات ثم في المرتبة الثالثة القضية الفلسطينية. أعان على هذا التوسع في الرؤية تعدد الجمعيات الإسلامية المتخصصة التي اهتم البعض منها بالدعوة مثل (Islamic Circle of North America) بينما التفت آخرون إلى الشؤون العامة للأمة (Islamic Society of North America) في حين ركزت جمعية ثالثة على المسائل الشرعية (The Fiqh Council of North America) وتخصص آخرون في التكوين الجامعي (Muslim Students Association) تاركين مجال الدفاع عن الحقوق إلى (Council on American-Islamic Relations). هذه الحركية إذ لا تنفي وجود عقبات داخلية للمسلمين في الولايات المتحدة كالتعدد المذهبي ومتوسط النجاح في المجال العائلي فإنها تؤشر على حظوظ كبيرة للمستقبل. ذلك أن الولايات المتحدة لا تثير أي مشكل للمسلم من جهة تأقلمه في المشهد الاجتماعي والثقافي والديني الوطني. المعضلة تظل سياسية بامتياز لارتباطها بمراكز المال والإعلام. هي لذلك تبقى ظرفية يمكن تجاوزها بعناصر الفاعلية المتاحة يساعد عليها سياق ملائم من أبرز معالمه التراجع الملحوظ في الحدود العازلة بين الأعراق والهويات والذي كان نجاح الرئيس أوباما أحد أهم تعبيراته. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 جويلية 2009)  

جدل بين سكان غزة حول مؤشرات على « أسلمة » القطاع

 غزة (رويترز) – لا يستطيع الرجال السير عراة الصدور على شواطيء غزة ويطلب من أصحاب متاجر الملابس ازالة تماثيل عرض الملابس الداخلية كما يشتكي البعض من مطالبته أحيانا بابراز عقد الزواج اثناء سيره مع زوجته في الشارع. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان واخرون ان البعض في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحكم قطاع غزة يمارسون ضغوطا لتطبيق الشريعة الاسلامية في الوقت الذي يسعى فيه اخرون للانخراط مع العالم الغربي. وتنفي حماس التي اقتنصت السيطرة على القطاع من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثر قتال دار عام 2007 اعتزامها فرض الشريعة الاسلامية. لكن سكانا من غزة قالوا ان رجالا ملتحين يقولون انهم من وزارة الاوقاف ينصحون الناس باتباع القيم الاسلامية والاقلاع عن التدخين والالتزام بالزي الشرعي للرجال والنساء. وقال سعود الريس وهو صاحب محل ملابس « جاءنا ناس من حملة الفضيلة عرفوا عن حالهم من وزارة الاوقاف قالوا انه المانيكانات (تماثيل العرض) مغرية ومثيرة للغرائز. قالوا اذا ما رفعناها راح يصادروها. » وتنفي حكومة حماس المقالة اي محاولة لفرض الشريعة الاسلامية لكن قرارا اتخذه في الاونة الاخيرة قاضي القضاة المعين من قبل حماس يأمر المحاميات بتغطية الرأس أحيا المخاوف. وقال احمد ابو خالد ان ثلاثة شبان استوقفوه مؤخرا عندما ذهب ليسبح دون ارتداء قميص (تي. شيرت) على أحد شواطيء غزة وقالوا له ان هذا خطأ وحثوه على الالتزام بالقيم الاسلامية والاخلاقية. وقال ابو خالد « كانوا مهذبين لكنني لم أعتقد أنني أستطيع المجادلة. » وقال طالب ابو شعر وزير الاوقاف بحكومة غزة المقالة لرويترز ان الحملة التي تقوم بها وزارته « ثقافية وتعليمية لنشر الوعي العام ونحن لا نجبر أحدا على فعل شيء. » وأضاف « الحملة تنسجم مع ديننا الحنيف ومع عادات وتقاليد شعبنا. نحن نرى أن هناك مخاطر تتهدد الشباب وبعض المسلكيات التي تضر بالشعب ودورنا ترشيدي وتعبوي ولتنبيه ابناء شعبنا. » ومضى يقول « بعض الناس يضخمون الحملة بهدف توجيه الاتهامات للحكومة واثارة مخاوف الناس. نحن لا نُكره الناس على فعل ما لا يحبون. » وعبرت جماعات لحقوق الانسان عن قلقها بشأن قرارات اتخذها وزراء في حماس وتم تخفيف بعضها فيما بعد مثل الاستفسار عن طبيعة العلاقة التي تربط الرجال بالنساء اللاتي هن بصحبتهم. وتلقى خليل ابو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان شكاوى من أشخاص أوقفتهم الشرطة لتطلب منهم بطاقة الهوية وعقد الزواج لاثبات علاقاتهم بالنساء اللاتي يسرن معهم. وقال « القرار ألغي بعدما لاحظ بعض قادة حماس أن التطبيق سبب غضبا لدى الناس. هناك اعتقاد أن هناك أصواتا داخل حماس تدعو الحكومة لتطبيق الشريعة الاسلامية وهناك اخرون يرون أن الوقت لم يحن بعد لفرض أجندة حماس الداخلية على الناس وهم معنيون في هذا الوقت بما يقوله العالم الخارجي. » وكان رجال دين من حركة حماس قد انتقدوا بعض المخيمات الصيفية التي تقام للاطفال لتنظيمها أنشطة تجمع بين الجنسين من الفتيان والفتيات ومن بينها مخيمات للاجئين تديرها الامم المتحدة التي توفر كميات هائلة من المؤن لسكان غزة. وعلى الرغم من انتقاد كثيرين لمحاولة « أسلمة » غزة يقول بعض الاسلاميين المتشددين ان حماس فشلت في تطبيق حكم الله. ونفذت هذه الجماعات سلسلة من التفجيرات ضد مقاه ورموز مسيحية مما دفع حماس الى شن حملة أمنية. وأسفر انفجار قنبلة زرعت تحت مسرح في حفل زفاف بجنوب قطاع غزة عن اصابة 40 شخصا. وقال المهاجمون ان الموسيقى التي كانت تعزف في الحفل تتنافى مع الاسلام. وقالت حماس ان قواتها اعتقلت ثلاثة رجال وصفتهم بأنهم من أصحاب الفكر الخاطيء يقفون وراء الحادث. وتنأى حماس بنفسها دائما عن التطرف وقد نددت بالتفجيرات التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها في عواصم مختلفة. وفي الاونة الاخيرة قال اسماعيل هنية القيادي في حماس أمام جمع من الناس في أحد المساجد ان الحركة لن تسمح لاحد بأن يطبق القانون بيديه مهما كانت النوايا الحسنة التي يزعمها. من نضال المغربي (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أوت 2009)  

فتح.. من الانشقاق إلى التلاشي *

 


بلال الحسن ثلاثة نجوم ستسطع في سماء مؤتمر حركة فتح في بيت لحم يوم الرابع من أغسطس 2009. نجم ساطع يحمل اسم محمود عباس أبو مازن، ونجم مشع يحمل اسم فاروق القدومي أبو اللطف، ونجم قاتم يحمل اسم محمد غنيم أبو ماهر. محمود عباس أبو مازن سيكون النجم المركزي والرجل الذي سيهندس المؤتمر حركة سياسية جديدة، لشيء هلامي لم يتبلور كاملا بعد اسمه « السلطة الوطنية الفلسطينية ». يحمل المؤتمر اسم حركة فتح، ولكنه مؤتمر لا يمثل في هذه اللحظة سوى جزء من حركة فتح، بينما تعترض عليه أجزاء أخرى، أو أن أجزاء أخرى لا تستطيع الوصول إليه والتفاعل معه سلبا أو إيجابا. فاروق القدومي أبو اللطف هو النجم الغائب ولكنه النجم الذي يشاهده الجميع في المؤتمر، موجود بالقوة كما تقول كتب الفلسفة، يحمل في يمينه الوثيقة التي فجرها في مؤتمره الصحفي في عمان يوم 14/7/2009، متهما قادة في حركة فتح بالتواطؤ مع إسرائيل على التخلص من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وداعيا في الوقت نفسه إلى فتح تحقيق رسمي بمقتله، كيف مات؟ ومن المنفذون؟ وكيف نفذوا؟ ويحمل فاروق القدومي بيده اليسرى القدرة على تجسيد الانشقاق في الحركة، فهو يعتبر أن الانشقاق قد بدأ وتبلور على يدي محمود عباس عندما قرر منفردا عقد مؤتمر جزئي لحركة فتح في ظل الاحتلال، واعتبره خلافا للواقع مؤتمرا يمثل حركة فتح كلها. وهو يملك القدرة على القيام بالحركة المضادة لحركة محمود عباس، فيعلن في اجتماع أو في مهرجان أو في مؤتمر ما تبلور قيادة جديدة لحركة فتح، ويتحول الانشقاق بذلك إلى أمر واقع، تعبر عنه هياكل تنظيمية، ثم تبدأ حرب المطالبة بفتح التحقيق بمقتل عرفات. محمد غنيم أبو ماهر هو النجم الثالث المتواجد في الصورة، يراه الجميع، ولكنه نجم خافت الضوء لا يبهر نظر المحدقين إليه. إنه جزء أساسي من توازن النجوم الثلاثة ولا يمكن الاستغناء عنه، لقد كان المرجع التنظيمي في لحظات الخلاف، ولكنه كشف بسرعة عن موقفه مؤيدا لمحمود عباس وتوجهاته (تماما كما فعل أيام توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، حيث كان المعارضون يعتبرونه معهم، وفاجأهم بأنه ضالع مع الطرف الآخر). وهو لذلك سيكون الخصم الحقيقي لفاروق القدومي، لأنه وبحكم علاقاته التنظيمية (مسئول التعبئة والتنظيم في حركة فتح منذ سنوات طويلة)، يستطيع أن يواجه تحركات القدومي لبلورة الجسم التنظيمي المضاد، ويستطيع بالمقابل أن يكون الرجل الأساس في إنجاح مخطط محمود عباس أو فرض العزلة الجغرافية عليه. صراع هؤلاء الرجال الثلاثة مباشرة أو عبر التصريحات والمؤتمرات الصحفية سوف يكون المادة الأساسية داخل مؤتمر فتح في بيت لحم، والمادة الأساسية خارج مؤتمر فتح وداخل كل تنظيم للحركة في بلد عربي أو في بلد أوروبي أو حيث يتواجد تنظيم للحركة. المظهر الأساسي والراهن لهذا الصراع ينبئ عن تبلور الانشقاق داخل الحركة، وهو أمر منطقي ويمكن للتطورات أن ترسو عنده، ولكن الأمور قد تتطور باتجاه آخر يسير نحو التلاشي، تلاشي حركة فتح، ويكون الانشقاق في هذه الحالة خطوة أولى باتجاه التلاشي، حيث يبدأ انشقاق ثم يتلوه انشقاق ثان وثالث، ليكون التلاشي هو الحصيلة النهائية. وقد يتوافق ذلك مع تفتت من نوع آخر، حيث يدفع القرف أو اليأس الكثير من الكوادر نحو الابتعاد عن العمل الحركي والانزواء بعيدا عن كل نشاط، وهي حالة مألوفة في تاريخ الانشقاقات الحزبية. أهداف جديدة ولا بد هنا أيضا من مراقبة مواقف بعض الدول العربية القادرة على الفعل في هذه الحالة (سوريا – الأردن- مصر)، فهي تستطيع أن تشجع أو تحتضن أو تمول أو تستضيف، وإذا ظهرت مثل هذه الصورة فإنها ستساعد على بلورة حالة التلاشي تحت ستار حالات الانشقاق. تنشق.. أو تتلاشى حركة فتح التاريخية، ويبرز في الواجهة تنظيم جديد يحمل اسم فتح. وبينما كانت لحركة فتح التاريخية أهدافها ومهامها ووسائل عملها، فإن تنظيم فتح الوليد هذا له أهداف ومهام ووسائل عمل جديدة ومختلفة، بل وربما تكون نقيضا لفتح التاريخية. وهو تنظيم يسعى ويعمل من أجل الأهداف التالية: هدف أول: إنهاء الوجود المادي للعمل الفلسطيني المقاوم للاحتلال، سواء حمل اسم حركة فتح أو كتائب الأقصى أو أي تنظيم فدائي آخر، وذلك كشرط مسبق تتمسك به إسرائيل، ثم تنظر بعد ذلك لما ستعطيه للفلسطينيين. لقد ولد هذا المطلب على يد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وذلك في الوثيقة التي أعلنها عام 2002، وتضمنت دعوته لإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وأصبحت تعرف إعلاميا بـ »وعد بوش ». وقد تضمن هذا الوعد الطلب من الفلسطينيين أن يغيروا أنفسهم وأن ينبذوا « العنف »، وأن ينتخبوا قيادة جديدة تنبذ العنف هي أيضا بل وتقاومه. وحين قامت أحداث 11/9/2001 في نيويورك وواشنطن، وأطلق الرئيس بوش شعار الحرب على الإرهاب، قام أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بحربه التي أعاد فيها احتلال الضفة الغربية، واعتبرها حربا ضد « إرهاب » الفلسطينيين، ووافقه بوش على ذلك. كان الرئيس عرفات يرفض هذه المفاهيم الأميركية وتعرض بسبب ذلك للحصار والتسميم. ولكن المواقف تغيرت بعد وفاته، وبعد تسلم الرئيس محمود عباس للسلطة، وبدأت هنا تصريحات رسمية تعتبر مقاومة الاحتلال عملا عبثيا، وتطورت هذه المواقف إلى حد الاتصال بالمقاتلين وإغرائهم بأنهم إذا سلموا أنفسهم للسلطة، وتخلوا عن العمل الفدائي فإن السلطة ستحصل لهم على شهادة حسن سلوك من الجيش الإسرائيلي، وتكف إسرائيل عن ملاحقتهم. ثم تطورت الأمور أكثر، فصدر مرسوم رئاسي يعتبر كل تنظيم فدائي نوعا من « المليشيا » غير الشرعية، ويجب بالتالي حلها. واعتقل بالاستناد إلى ذلك أعضاء المليشيا الذين واصلوا عملهم وحوكموا وسجنوا بتهمة اقتناء سلاح غير شرعي. لقد حصل كل هذا على الأرض وبقرارات إدارية أو أمنية، وكان لا بد في النهاية من إيجاد إطار سياسي يشرعن هذه القضايا كلها. كان لا بد من ترجمة الفعل الأمني داخل إطار سياسي. ومهمة ما يسمى مؤتمر فتح أن يشرف على ولادة هذا الإطار السياسي، هو وكوادره وقياداته. فيكون الإطار السياسي هو (حزب السلطة)، ويكون برنامج الإطار السياسي هو بناء الإدارة والاقتصاد وليس مهمات التحرر الوطني. هدف ثان: بناء أمن فلسطيني من نوع جديد يتولى حماية التجربة الجديدة، لقد تكونت أجهزة الأمن الفلسطينية (بخيرها وشرها) من عناصر ومقاتلي الثورة الفلسطينية، وكان العاملون في أي فصيل أمني يمتلكون رصيدا نضاليا يخصهم، ويعرفون أن أي فصيل أمني آخر يمتلك رصيدا مماثلا، وقد عملوا جميعا من أجل مساعدة شعبهم وإيصاله إلى أهدافه. ونتج عن ذلك أن العاملين في أجهزة الأمن يتفاعلون مع قضايا شعبهم، ويتعاملون بحذر مع الجيش الإسرائيلي، ولا يتورعون عن مواجهة اعتداءاته بالسلاح. وبدهي أن هذا كله لا بد أن يتغير مع تغير الخط الإستراتيجي للتنظيم الحاكم، فحين تصبح المقاومة عملا عبثيا، فإن الأجهزة الأمنية التي ولدت من رحم الثورة الفلسطينية لا تصلح للمرحلة الجديدة، ولا بد من إستيلاد أجهزة أمنية جديدة تؤدي المهام المطلوبة منها. وقد ولدت من أجل ذلك حالة تعاون مثالية بين السلطة والإدارة الأميركية، السلطة توفر المتطوعين الجدد، والإدارة الأميركية تتولى توفير المال والسلاح. ويتولى التخطيط لهذه العملية والإشراف عليها وتنفيذها الجنرال الأميركي كيث دايتون. هدف ثالث: هو إحداث تغيير عميق في بنية الإدارة الفلسطينية، والأجهزة الإدارية الفلسطينية، سواء كانت أجهزة أمن أو أجهزة تعليمية أو أجهزة تعليمية داخل الوزارات. والوسيلة المثلى لذلك هي إقصاء كل الموظفين والإداريين والمعلمين والعاملين الذين جاؤوا إلى الإدارة من داخل مؤسسات المقاومة الفلسطينية، أو سبق لهم وكانوا على صلة ما تنظيمية أو فكرية أو نضالية أو إدارية مع تلك المؤسسات، وذلك من أجل بناء مؤسسات إدارية جديدة لا علاقة لها مع فكر المقاومة المسلحة ولا تجربة لها أبدا في مواجهة الاحتلال. وقد صدر من أجل تطبيق هذا الهدف قانون التقاعد الذي بدأ بإقصاء كل من بلغ الستين من العمر من داخل الجهاز الإداري الفلسطيني. أما داخل أجهزة الأمن فإن ما يجري هو تشجيع العاملين على أن يطلبوا التقاعد بأنفسهم، عندما يبلغون سن الخامسة والأربعين مع إغرائهم براتب أعلى. وتجري الأمور بطريقة قاسية في جهاز التعليم، حيث يفصل المدرسون الذين ينتمون إلى فكر سياسي مختلف. والنتيجة التي يتطلعون إليها هي بناء جهاز إداري فلسطيني لا يمت إلى مرحلة المقاومة بصلة. ويشرف على هذه العملية كلها سلام فياض وزير المالية أولا ثم رئيس الحكومة ثانيا. هذه الأهداف الثلاثة تتفاعل بعضها مع بعض، ثم تتلاقى في النهاية لتشكل نسقا واحدا خلاصته قبول الحل الذي تعرضه إسرائيل على الفلسطينيين، بعيدا عن حقوقهم ومطالبهم. وهذه الأهداف الثلاثة هي التي أفرزت حالة من الغضب الشعبي الفلسطيني، وحالة من الغضب والتململ داخل جمهور حركة فتح، وهي الخلفية الأعمق التي دفعت بفاروق القدومي لكي يعلن ما أعلن في مؤتمره الصحفي، دافعا الأمور نحو مواجهة مباشرة لا يستبعد أبدا أن تكون لها تفاعلاتها داخل مؤتمر حركة فتح، إذا ما عقد فعلا في موعده ومكانه. كاتب ومفكر فلسطيني (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 03 أوت 2009)  

اعضاء مؤتمر عام فتح يتذمرون من عدم عدالة تمثيل اقاليم الحركة في الخارج خلال حفل عشاء اقيم لهم في معسكر لقوات الاحتلال اخلته قبل شهور وحولته بلدية بيت ساحور لحديقة عامة


بيت لحم- القدس العربي ـ من وليد عوض ـ عبر الكثير من اعضاء المؤتمر العام لحركة فتح عن عدم رضاهم من تمثيل اقاليم الحركة وخاصة الخارجية في المؤتمر وذلك خلال حفل عشاء اقامته بلدية بيت ساحور وحضرته القدس العربي في حديقة شرق المدينة كانت قبل شهور معسكرا لقوات الاحتلال الاسرائيلي. واخلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قبل عدة شهور « معسكر عش الغراب » وفق ما هو معروف فلسطينيا، فبادرت بلدية بيت ساحور بمحافظة بيت لحم لتحويل تلك التلة التي كان ينطلق منها القتل والاعتقال ضد ابناء المحافظة الى حديقة عامة. وحرص رئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك على اصطحاب اعضاء مؤتمر عام فتح القادمين من الخارج مساء الليلة قبل الماضية لذلك المعسكر الذي تحول الى حديقة عامة لتناول العشاء هناك وسط حضور عدد من اهالي البلدة. الا ان اعضاء المؤتمر الضيوف كان حديثهم منصبا على المؤتمر العام للحركة وما يرافقه من اعتراضات وتظلمات سواء على مستوى التمثيل او التحضير. ولاحظت « القدس العربي » اعتراض معظم اعضاء المؤتمر القادمين من الخارج على نسبة تمثيل اقاليمهم في المؤتمر حيث اوضح احد اعضاء المؤتمر القادمين من ليبيا بان اقليمهم لم يحصل على التمثيل الذي يستحقه، فقاطعه محمد الحوراني السفير الفلسطيني في الجزائر قائلا « تعال شوف احنا في الجزائر »، فرد عليه ذلك العضو القادم من ليبيا قائلا « نحن في ليبيا لدينا اكثر من 50 الف فلسطيني بينهم 3000 مدرس ولم نحصل الا على 3 اعضاء من اصل 7 منتخبين »، فرد الحوراني قائلا « انا اسف » في حين واصل ذلك العضو حديثه بانفعال قائلا « الكويت التي لم يبق في اقليمها احد تأخذ حوالي 20 عضوا في المؤتمر هذا الكلام لا يجوز ». واعتراض ذلك العضو على تمثيل « الساحات » في المؤتمر وفق ما يصطلح عليه بين كوادر فتح لمسته « القدس العربي » عند معظم الذين التقتهم الا انهم يصرون على ان عقد المؤتمر بعد 20 عاما هو انجاز بحد ذاته وان كان هناك الكثير من الاخطاء التي وقعت سواء على مستوى التحضير او التمثيل. هذا واوضح استطلاع للرأي على مستوى اعضاء المؤتمر العام لحركة فتح ان 50% من ممثلي الشتات عبروا عن رضاهم عن عضوية المؤتمر، بينما صرح بذلك 36% من ممثلي غزة و34% من ممثلي الضفة الغربية. وأبدى ممثلو الشتات تفاؤلهم (82%) بنجاح المؤتمر، بالمقارنة مع 57% في الضفة و51% في غزة. ورغم تأكيد العديد من اعضاء المؤتمر لـ »القدس العربي » بان هناك ظلما لحق باقاليم الحركة في الخارج من ناحية تمثيلها في المؤتمر العام الا ان رئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك احد كوادر فتح اكد لـ »القدس العربي » على هامش العشاء الذي اقامه مساء الليلة قبل الماضية على شرف اعضاء المؤتمر القادمين من الخارج بان عقد المؤتمر بحد ذاته انجاز، مشيرا الى ان حضور 98٪ من اعضاء المؤتمر وخاصة القادمين من الخارج مؤشر على امكانية نجاح المؤتمر في تحقيق اهدافه. وأعرب غالبية أعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح الاثنين عن ثقتهم في نجاح المؤتمر وتمكنه من إحداث تغيير في قيادة الحركة وتوجهاتها وذلك قبل 24 ساعة من عقد المؤتمر. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية « اوراد » في رام الله، أن 61 بالمئة من أعضاء مؤتمر فتح السادس المقرر عقده اليوم بمدينة بيت لحم متفائلون بنجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه، فيما قال 15 بالمئة إنهم متشائمون. في حين رأى 52 بالمئة أن المؤتمر سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في توجه الحركة، بينما قال 26 بالمئة إن ذلك قابل للتحقيق إلى حد ما . وفي المقابل لم يتوقع 12 بالمئة أية تغييرات جدية. وأبدى 61 بالمئة من أعضاء فتح تأييدهم لعقد المؤتمر السادس للحركة في موعده المقرر اليوم الثلاثاء في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية تحت أي ظرف، وحتى في حالة عدم حضور أعضاء المؤتمر من قطاع غزة. وأظهر الاستطلاع أن أكثر النتائج خلافية تلك التي تتعلق بالعضوية والتمثيل وأداء اللجنة المختصة. وأكد 73 بالمئة من الأعضاء أنهم لا يتخوفون من انقسام حركة فتح كنتيجة للمؤتمر. وبين الاستطلاع انقسام أعضاء حركة فتح من غزة حول سيناريوهات التعامل مع تمثيلهم في حالة انعقاد المؤتمر وتغيبهم عنه، فوافق 44 بالمئة منهم على صيغة تأجيل الانتخابات لمقاعدهم حتى تتهيأ الظروف، بينما أيد 42 بالمئة صيغة « الكوتا » لغزة. وأعلنت حركة فتح فشل وساطات عربية وأجنبية لثني حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عن قرارها بمنع نحو 300 من أعضاء فتح في غزة من السفر إلى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر العام السادس. وأفاد الاستطلاع بأن 59 بالمئة من أعضاء فتح يرون أن المؤتمر سيؤدي إلى تغيير في القيادة الحالية لحركة فتح، و أبدى 38 بالمئة بأن ذلك سيحدث إلى حد ما. ولم يتوقع أربعة بالمئة أن يؤدي المؤتمر إلى تغييرات جدية في القيادة الحالية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 أوت 2009)  

السعودية: خطوة جيدة ولكن؟


عبد الباري عطوان ان ترفض المملكة العربية السعودية المطالب الامريكية بالاعتراف باسرائيل، والاقدام على خطوات تطبيعية معها مثلما ورد على لسان الامير سعود الفيصل وزير خارجيتها اثناء مؤتمره الصحافي الذي عقده مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة الماضي في واشنطن، فهذا موقف جيد، يأتي رداً على مسلسل ‘الابتزاز’ الاسرائيلي للعرب المستمر منذ توقيع اتفاقات اوسلو منذ ستة عشر عاماً تقريباً. فالاستيطان عمل غير مشروع، وانتهاك سافر للشرعية الدولية ومواثيقها، ومن يقدم عليه مجرم يجب ان يعاقب على جريمته، لا ان يكافأ مقابل تجميده مثلما تطالبنا ادارة الرئيس باراك اوباما من خلال وزيرة خارجيتها ومبعوثيها الى المنطقة. الحكومة السعودية لدغت من هذا الجحر قبل سبع سنوات تقريباً عندما تجاوبت مع ضغوط امريكية مماثلة، وتقدمت بمبادرة سلام فريدة من نوعها، عرضت التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة، ولكن الاسرائيليين تعاملوا معها مثلما تعاملوا مع نبيهم موسى وبقرته، ودون ان يقدموا تنازلاً واحداً للعرب في المقابل، ومن المنطقي ان تتحلى بكل الحذر الممكن حتى لا تلدغ مرة اخرى، ومن الجحر نفسه. العرب كوفئوا باعتمادهم هذه المبادرة في قمة بيروت عام 2003 بمضاعفة الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة، وبناء الجدار العنصري العازل، ومصادرة المزيد من الاراضي العربية، وهدم احياء كاملة في القدس المحتلة، وتدنيس المسجد الأقصى وتقويض أسسه من خلال الحفريات. الرد السعودي على مثل هذه المطالب الامريكية المهينة يجب ان يكون اقوى واكثر صراحة، لانه من غير المنطقي ان يتم تجاهل كل التنازلات العربية الضخمة، وتضخيم تنازل اسرائيلي ثانوي جداً، اي تجميد الاستيطان، ومطالبة العرب بدفع ثمنه مقدماً ودون اي ضمانات حقيقية بتطبيقه عملياً على الأرض. ‘ ‘ ‘ لماذا لم تطلب الادارة الامريكية من اسرائيل مكافأة العرب على مبادرتهم التي لبت جميع مطالبهم في التطبيع والاعتراف، وهم الذين تقدموا بها بناء على ضغوط امريكية تحت الذريعة نفسها، اي بناء جسور الثقة مع الحكومة الاسرائيلية، وتشجيعها على المضي قدماً في عملية السلام؟ ثم كم مرة تثق الحكومة السعودية نفسها بالوعود الامريكية بالضغط على اسرائيل للتجاوب مع ‘المرونة’ العربية في هذا الصدد؟ ألم يذهب الامير سعود الفيصل ووزراء خارجية عرب آخرون الى مؤتمر انابوليس للسلام في واشنطن بعد ان أسقطوا جميع شروطهم بوقف الاستيطان مقابل هذا الحضور، وعلى أمل أن تقدر الادارة الامريكية السابقة مثل هذه الخطوة، ليعود ايهود اولمرت (المعتدل) ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني من المؤتمر المذكور الى القدس المحتلة للبدء فوراً في تنفيذ مشاريع استيطانية جديدة في القدس المحتلة؟ نشعر بالأسف الشديد ونحن نرى اسرائيل والولايات المتحدة تحاولان استغلال بعض القلق العربي والخليجي منه بالذات، بطريقة بشعة من اجل الحصول على تطبيع عربي مجاني مع اسرائيل، وما يزيد من اسفنا ان بعض الحكومات العربية بدأت تتجاوب مع المطالب الامريكية ـ الاسرائيلية في هذا الصدد، سواء من خلال التطبيع الاعلامي، أو الاستعداد لفتح مكاتب تجارية أو الأجواء أمام الطائرات الاسرائيلية، ولذلك نعتقد بأن دور المملكة العربية السعودية أكبر من رفض المطالب الامريكية، من حيث قيادة تحرك عربي صارم لمنع اي تطبيع مجاني مع دولة تهود المقدسات، وتصادر الاراضي، وتجوع مليونا ونصف مليون عربي في قطاع غزة. نأمل أن تقود الحكومة السعودية حملة دولية لنصرة القدس المحتلة وأهلها في مواجهة عمليات التهويد هذه، وهدم المنازل، وتشريد المئات من أبنائها لتوطين المزيد من اليهود القادمين من مختلف أنحاء العالم، متشجعين بالخنوع العربي، وغياب أي تحرك رسمي، والسماح بالتحرك الشعبي على الأقل، لدعم المقاومة بأشكالها كافة. الحكومات العربية ارتكبت أخطاء كبيرة عندما فرطت في معظم ما في يدها من أوراق ضغط على أمريكا واسرائيل جريا وراء سراب وعود كاذبة بالسلام. فبعضها تبادل السفراء والسفارات، والبعض الآخر مكاتب تجارية، والثالث لقاءات ومصافحات علنية كأضعف الإيمان، وإثبات لحسن النوايا، وتحت ذريعة خلق أجواء ثقة لتشجيع عملية السلام. ‘ ‘ ‘ خدعنا شمعون بيريس بمشروعه للشرق الأوسط الكبير ومؤتمراته الاقتصادية كعمود فقري له، وخدعنا القائمون على مؤتمرات دافوس بشقيها العربي والسويسري للانخراط في حوار تطبيعي مباشر أو غير مباشر، وذهب الفلسطينيون والعرب الى كل المؤتمرات واللقاءات ابتداء من ‘واي ريفر’ ومرورا بالواي الأخرى ‘واي بلانتيشن’، وانتهاء بمؤتمر ‘أنابوليس’، فماذا جنى العرب من وراء كل هذه الهرولة غير الإحباط والمزيد من الاهانات وقلة الاحترام! لو اقدم القادة العرب على سحب مبادرتهم للسلام أثناء قمة الكويت العربية الاقتصادية أو شقيقتها قمة الدوحة العادية، أما كان وضعهم أفضل الآن، واستخدموا ورقة السحب هذه للمقايضة بوقف الاستيطان على الاقل بدلا من أن يكونوا دون اوراق حقيقية وفي موقف ضعيف أمام الطلبات الامريكية والاسرائيلية الحالية بالإقدام على خطوات تطبيعية؟ ‘ ‘ ‘ الولايات المتحدة هي التي بحاجة الى العرب وهي تمنى بالهزائم في أفغانستان والعراق، وتعاني من أزمات اقتصادية طاحنة في الداخل، وعجز مالي فاق التريليون دولار، ومعظم أزماتها هذه ناجمة عن سياساتها الداعمة لاسرائيل، وخوض الحروب ضد العرب والمسلمين نيابة عنها، ولضمان تفوقها العسكري، واستمرار احتلالها. ودولة تغرق في حروب استنزاف خاسرة، ماديا وبشريا، لا يمكن كسبها مثلما يؤكد معظم الخبراء، والتجارب التاريخية السابقة، يجب أن لا يسمح لها بإملاء شروط أو مطالب على العرب وهي على هذه الدرجة البائسة، لتغطية فشلها في فرض إرادتها على طفلها المدلل الذي لا يستطيع العيش دون دعمها المادي أو حمايتها العسكرية. نحن العرب، نتعالى على الشعوب الاسلامية الاخرى، ونعيرها بالتخلف، وليتنا نتعلم من تجاربها ‘المتخلفة’ هذه، فها هي حركة طالبان بأسلحتها البدائية، وعزلتها الدولية، تحارب حلف الناتو وقواته مجتمعة، ومعها القوات الباكستانية والأفغانية ‘فوق البيعة’، وتلحق بها خسائر كبيرة بصفة يومية، وترفض التفاوض وإلقاء السلاح إلا بشرط واحد وهو انسحاب جميع القوات الأجنبية من أراضيها. لا نطالب بالعودة إلى ‘الجاهلية الأولى’ التي كان العرب يدعمون فيها حركات المقاومة بالمال والسلاح، فهذا شرف لا نستطيع أن نحلم به، نطالب فقط بالصوم عن المبادرات والخطوات التطبيعية المجانية، ولو مؤقتا حتى تتضح نوايا الإدارة الأمريكية الحالية، ويهدأ غبار معركتها المزعومة حول الاستيطان مع حليفتها الاسرائيلية، ونتعرف على ما في جعبتها من خطط سلام، وبعدها لكل حادث حديث. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 أوت 2009)  

أكد على رفض اللقاء بالأمريكيين قبل الانسحاب وعودة الجيش

الدوري يدعو لمجلس سياسي وقيادة موحدة للمقاومة ويحذر البرزاني من ‘الذهاب بعيدا في إيذاء العراق’

03/08/2009 بغداد – ‘القدس العربي’ – من ضياء السامرائي: دعا نائب الرئيس العراقي السابق وأبرز المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية، عزة إبراهيم الدوري، كافة الجماعات المسلحة في العراق إلى ‘توحيد صفوفها’، وتشكيل ما أسماه ‘مجلساً وطنياً للمقاومة، يضم كافة القوى المسلحة وغير المسلحة’. وقال الدوري، الأمين العام لحزب ‘البعث’، في تسجــــيل صــــوتي تسلمت ‘القدس العربي’ نسخـــة منه ‘ندعـــو جميع الفصــــائل الجهــــادية المسلحة في الميدان، والأحزاب، والمنظمات، والتيارات خارج الوطن وداخله، إلى إقامة وحدة الجهاد الشاملة، على أساس ثوابت التحرير والاستقلال’. وقال نائب الرئيس العراقي ، في خطابه بمناسبة ‘ثورة 17 – 30 تموز/ يوليو 1968’، التي وصفها بأنها ‘أعز ثورات الأمة وأغلاها’: ‘إن من أهم أركان إستراتيجيتنا بناء مقاومة عراقية وطنية شعبية، تمثل العراق وشعب العراق بكل أطيافه وقومياته ودياناته، يضع فيها هذا الشعب العظيم كل ثقته، ويبني عليها كل آماله وتطلعاته’. وتابع نائب الرئيس العراقي، الذي فشلت القوات الأمريكية في اعتقاله منذ بدء الحرب على العراق في العام 2003، قائلاً: ‘هذه هي مقاومتنا، التي انطلقت منذ اليوم الأول لاحتلال بغداد، فهي مقاومة عراقية، بغدادية، بصراوية، موصلية، أنبارية، واسطية، إربيلية، سليمانية، مؤمنة بالعروبة وبدينها الحنيف، رسالة السماء إلى الأرض’. وأكد الدوري ان ‘ثوابت القيادة الموحدة’، تشمل ‘لا لقاء مع العدو للتفاوض إلا بعد الإعلان الرسمي لانسحابه الشامل والفوري من العراق.. وإعلان العدو الرسمي عن اعترافه بالمقاومة الموحدة الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق.. وإطلاق سراح جميع الأسرى والسجناء والموقوفين وبدون استثناء.. وإعادة الجيش والقوات المسلحة إلى الخدمة، وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال.. والتعهد بتعويض العراق على كل ما لحق به من أضرار بسبب الاحتلال ومن جرائه’. كما وجه الدوري رسالة إلى رئيس إقليم ‘كردستان’ مسعود البرزاني، قائلاً: ‘في هذه المناسبة العزيزة فإني أوجه رسالة باسم شعب العراق العظيم، عرباً وأكراداً وتركماناً وأقليات أخرى، إلى الأخ مسعود البرزاني بشكل خاص، وإلى قادة الاتحاد الوطني، أن لا يخدعهم التخلخل الظاهر الذي حصل في بنية العراق بفعل الاحتلالين الامبريالي الصهيوني، والإيراني الصفوي، ويذهبوا بعيداً في إيذاء العراق وشعبه وتاريخه’. وتابع في هذا الصدد: ‘أقول للأخ مسعود وللإخوة في قيادة الحزبين الرئيسيين، إن كل ما سيؤخذ بالباطل، حتى لو كان حقاً مشروعاً، وكل ما سيؤخذ بالقوة الجائرة المستعينة بأعداء الله والوطن، فسيسترد بالقوة الشرعية، فارجعوا إلى بيان آذار التاريخي ففيه كل ما يطمح إليه شعبنا العراقي العظيم، وبشكل خاص شعبنا الكردي العزيز، حيث فيه أبعد وأفضل مما تطالبون به اليوم’. وفي موقف يعكس حجم التحول في موقف حزب البعث وخاصة تجاه افراد القوات الامنية العراقية كان الدوري أعلن في خطاب له منع مقاتلة القوات العراقية وافراد الصحوات والعاملين في مؤسسات الدولة المدنية رغم انه وصف الحكومة العراقية آنذاك بالعميلة. وقال الدوري في خطابه ‘آنذاك قررنا…توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة من القوات الامبريالية الامريكية الباغية حيثما ستكون في أرض العراق ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الادارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس. وترفض الحكومة العراقية وعدد من القوى السياسية العراقية المؤتلفة مع الحكومة حاليا إجراء أي اتصالات مع قيادات البعث.

النص الكامل لخطاب عزة ابراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ صدق الله العظيم يا أبناء شعبنا العراقي العظيم يا أبناء امتنا العربية المجيدة أيها الأحرار في العالم أينما كنتم باسم البعث العظيم حزب الرسالة الخالدة وباسم جهاده المقدس أحييكم جميعا بتحية الإيمان الزاهي المتجدد في قلوب المؤمنين المجاهدين رجال البعث ورجال المقاومة البواسل صناع التاريخ الجديد العزيز المجيد للأمة والإنسانية. أيها الرفاق المناضلون في حزب الرسالة أينما كنتم في وطننا الكبير وفي بلاد المهجر، يا فرسان الجهاد المقدس على ارض العراق وفلسطين وأينما كنتم في بلاد العروبة والإسلام – نتحدث إليكم في هذا اليوم التاريخي العزيز المجيد عن ثورة هي من أعز ثورات الأمة وأغلاها ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز عام 1968 المجيدة الثورة النقية البيضاء التي لم يُرق فيها قطرة دم واحدة الثورة التي جاءت تحمل الرد القوي الشامل والعميق على تمزق الأمة وتخلفها وارتهانها وسلب إرادتها الثورة التي جاءت تحمل فكر الأمة وعقيدتها ورسالتها وتبشر ببزوغ فجرها الوضاء فجر الوحدة والحرية والنهضة الحضارية الثورة التي ارتكزت في انطلاقتها على تجربة الكفاح المرير الذي خاضته طلائع الأمة منذ بدايات القرن الماضي من أجل حريتها وتحررها ومن اجل استقلالها ووحدتها وبناء مستقبلها المنشود الثورة التي ارتكزت على تجربة ثورات الأمة الوطنية والقومية المجيدة ثورة مصر العروبة في الثالث والعشرين من تموز عام 1952 وثورة العراق الوطنية الكبرى في الرابع عشر من تموز عام 1958، ثم عروس الثورات في الثامن من شباط عام 1963 ثم الثامن من آذار عام 1963 في سوريا الحبيبة ثم ثورة اليمن ثم الجزائر ثم ثورة فلسطين إن ثورة العراق البيضاء مثلت جوهر تلك الثورات وخلاصتها في الإرادة الحرة القوية العزوم ثم في النزوع إلى الحرية والتحرر والاستقلال ثم في التطلع إلى الوحدة والتوحد ثم في العزم والإصرار على التغيير الجذري الشامل لواقع شعبنا وامتنا المتخلف المرير ثم في التصميم والعزم على تثوير كل عوامل الخير والإبداع والتجدد والبطولة والفداء في أبناء شعبنا وامتنا فانطلقت منذ يومها الأول في وعي شامل وعميق لمسؤولياتها التاريخية الوطنية والقومية والإنسانية فوضعت برنامجها الكفاحي الاستراتيجي بعيد المدى على أساس أوليات الأهداف الوطنية والقومية الستراتيجية اولا ثم الحيوية ثم المهمة ثم المهمة ثم التي تليها، في مسيرةٍ وطنية كبرى غنية بالعطاء والفداء حافلة بالتجديد والإبداع وبالانجازات والانتصارات التاريخية الهائلة، فنقلت العراق والأمة من منحدر الهبوط والتردي واليأس والقنوط والتسليم للقوى الطامعة في خيرات الأمة من الامبريالية والاستعمار والصهيونية وركيزتها الكيان المسخ في قلب وطننا إلى سُلم الصعود والسمو والتألق والتطلع إلى غد جديد، تعيد الأمة فيه دورها التاريخي الرسالي في مسيرة الإنسانية، فكان الهدف الأسمى للثورة وقيادتها الباسلة هو أن نقيم في العراق أول قاعدة صلبة ومتينة لانطلاقة الأمة في مسيرتها الكفاحية لتحقيق حريتها ووحدتها ولكي تبني عليها تجربتها الخاصة وتقيم فيها نظامها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد، فانطلقت هذه الثورة العظيمة ومنذ بزوغ يومها الأول إلى تحرير العراق والعراقيين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من كل ما يعيق انطلاق الشعب العظيم نحو بناء تجربته الوطنية القومية الحضارية، فكانت خطوتها الأولى هي تصفية شبكات التجسس والعمالة والخيانة فحصلت انتفاضة الثلاثين من تموز الأغر ثم الإجهاز على شبكات وخلايا وبؤر التجسس الأمريكية والانكليزية والإسرائيلية، والتي كانت تعشعش في عراقنا الحبيب تعبث بسيادته وتنتهك أمنه وحرماته ومقدساته، فاجتثتها من الأعماق، ومنذ ذلك اليوم قد أعلنت الامبريالية والصهيونية وعملائها في المنطقة وفي وطننا الكبير حربها ومجابهتها وتصديها لتلك الثورة الفتية المتحفزة، فسخرت كل طاقاتها لقتلها ووأدها كما فعلت مع ثورة الرابع عشر من رمضان وقبلها مع ثورة الرابع عشر من تموز وكما فعلت مع ثورة يوليو في مصر وثورة اليمن وكما فعلت وتفعل اليوم مع الثورة الفلسطينية، فمضت ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز في مسيرتها غير أبهةٍ ولا وجله، فأصدرت قانونا جذريا للإصلاح الزراعي ذي الرقم 17 لسنة 1970 فأنهت مظاهر الإقطاع والاستحواذ والعبودية في الريف العراقي إلى الأبد وعادت الأرضُ لأهلها وعدنا إلى مبدأ الأرض لمن يفلحها، ثم مضت ثورة تموز في الخطوة الثانية إلى تحشيد كل طاقات الشعب وإمكاناته لزجها في مسيرة الدفاع عن الوطن والأمة ومسيرة البناء الحضاري التي جاءت تحمل رايته وتبشر بقدومه، فأقامت قواعد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، ثم انطلقت في الخطوة الثالثة إلى تحرير الثروات الوطنية من قبضة الامبريالية والاستعمار، فقد كانت هذه الخيرات تـُسرق وتنهب على مدى عشرات السنين، فأممت النفط في أشجع وأجرأ قرار اتخذته القيادة في ذلك الزمن، تلك الجرأة والبسالة هزت الحزب الشيوعي العراقي الحليف في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية فقد كان مترددا بصدد التأميم ولا يرى بان الثورة قادرة عليه، ثم أعقب قرار التأميم قراراتٌ أخرى حررت كل ثروات العراق ووضعتها تحت الاستثمار الوطني المباشر كالنفط والكبريت والفوسفات. ويعلم شعبنا الأبي ويتذكر ما كانت عليه أسعار المشتقات النفطية وتيسر وجودها بين يديه ومع ذلك كله كنا نصدر الفائض من هذه المشتقات إلى اغلب دول الجوار. ثم انطلقت الثورة المباركة في الخطوة الرابعة لتثوير وتطوير واصلاح الريف المتخلف والمحروم من ابسط مقومات الحياة الإنسانية يعاني الجوع والعري والتخلف المدقع والمرض والأمية الواسعة في صفوف أبنائه. فأقول لكم يا أبناء شعبنا الأبي وانتم تعرفون يقينا ما حققته الثورة المباركة في هذا الميدان، وباختصار أقول حتى وصل التلفاز والثلاجة والمستوصف والمدرسة إلى أعماق الهور والى أعماق البوادي والسهول، والى أعالي جبال كردستان لولا التمرد الكردي وأسلوب معالجاته الخاطئة من قبل المركز، وحتى اصبح العراق في الصدارة واخذ الأولوية على جميع دول منطقة الشرق الأوسط في محو الأمية وبشهادة المؤسسات الأممية المتخصصة. ثم أقام أوسع شبكات الطرق والكهرباء ومشاريع الري والبزول والسدود وكان على رأس تلك المشاريع العملاقة التي لا يستطيع احد في الكون أن يغطي عليها اليوم لا الغزاة ولا عملائهم وإذنابهم ولا حتى حساد البعث ومبغضيه – مشروع سد الموصل وسد حديثة وسد حمرين وسد العظيم وسد حوران وسد مجبمين وسد بخمه العملاق الذي خربه وسرق معدات تنفيذه سراق الوطن من المخربين واللصوص وتحت إشراف وتوجيه الحكومة الإيرانية وبمباركة الغزاة المحتلين وسد مكحول الذي تعرض هو الاخر للنهب والسرق والتدمير، ثم مشاريع الري العملاقة كمشروع ري كركوك ومشروع ري الاسحاقي ومشروع ري الدجيل ومشروع الثرثار بذراعيه دجلة والفرات ومشروع ري الدلمج ومشروع ري الديوانية ومشروع ري 7 نيسان ومشروع جزيرة السيد احمد الرفاعي ومشروع الرضوانية ومشروع ري الوحدة ومشروع ري الجزيرة العملاق في نينوى الشمالي والجنوبي والشرقي ومئات المشاريع المتوسطة والصغيرة، ثم النهر الثالث النهر العظيم الذي يبدأ من محافظة صلاح الدين ويصب في مياه الخليج لاستصلاح الأراضي الزراعية قاطعا مئات الكيلو مترات لسحب مياه البزول من ارض السواد المباركة، ولقد ساهم في انجاز هذه الحضارة العظيمة في ريف العراق عشرات الآلاف من العلماء والمهندسين والفنيين الذين أعدتهم الثورة حتى أصبح التخطيط والتنفيذ لهذه المشاريع عراقي مئة بالمئة بما فيها السدود العملاقة، ثم أنشأت الثورة العشرات من مراكز البحوث والمختبرات فكان من اهم الانجازات الكبيرة لهذه المختبرات والمراكز إنتاج لقاح كو بغداد الذي كان يصدر إلى أوروبا وعلى رأسها بريطانيا وحتى وصل إنتاج الحبوب في السنوات الثلاث الأخيرة قبل الاحتلال إلى ثلاث ملايين ونصف المليون طن بفائض مليون طن عن حاجة العراق، حتى وصل معدل الإنتاجية للدونم الواحد 360 كيلو ووصل الإنتاج عند بعض المزارعين المبدعين في محافظة التأميم ونينوى وصلاح الدين بين طن ونصف إلى الطنين في الدونم الواحد والى أن حصلت الهجرة المعاكسة من المدينة إلى الريف. أيها المناضلون في حزب الرسالة أيها الثوار في فصائل وجيوش الجهاد يا أبناء العراق الأبي وبعد أن استكملت قيادة الثورة بناء القاعدة المادية والعلمية للقطاع الزراعي ونهضت به بقوة اتجهت في الخطوة الخامسة إلى تفجير الثورة الصناعية فانطلقت حملة التنمية الانفجارية الكبرى المشهودة والمشهورة، فأقامت على ارض العراق عشرات الآلاف من المشاريع الصناعية والخدمية على احدث الأسس والقواعد العلمية والتقنية الحضارية وبجناحيها العسكري والمدني الثقيل والخفيف ولكل مستوياتها الإستراتيجية والحيوية والمهمة، وجرى ذلك وفق مزاوجة علمية وعملية بين القطاع العام والقطاع الخاص مع توفير فرصة واسعة للقطاع الخاص تحت إشراف وقيادة القطاع العام، ومن أهم عناوين النهضة الصناعية بل الحضارية في العراق إعداد جيش من العلماء والمفكرين والباحثين والفنيين المبدعين في جميع علوم الحياة. لقد رافق هذا الانجاز الوطني الحضاري الهائل حملة التطوير الشامل والجذري لقطاع التعليم ابتدءا من محو أمية الأميين إلى الدراسات العليا والتخصصات الخاصة في شتى علوم الحياة والتقدم والتحضر وقد جرى ذلك كله على قاعدة التعليم المجاني الإجباري ففـُتحت الثورة عشرات الجامعات ومئات المعاهد والاف المدارس على امتداد مساحة العراق، وبهذا الجيش العظيم المنور بنور العلم والمعرفة والمسلح بإرادة الثورة وعزمها على تغيير الواقع المتخلف والمتردي لقطرنا العزيز انطلقت قيادة الثورة تبني مشاريع الحديد والصلب ومشاريع البتر وكيمياويات ومشاريع الفوسفات والكبريت ومشاريع الالكترونيات ومشاريع الإنتاج العسكري الثقيل والمتطور وكل مشاريع الصناعة الثقيلة في ميدانها المدني والعسكري وقد رافق ذلك كله مشاريع الخدمات العامة كالطرق الإستراتيجية والطرق العامة والطرق الخاصة وعلى رأسها الطريق الإستراتيجي الذي يربط البصرة في جنوب العراق مع سوريا والأردن ثم أكثر من مأتي ألف كيلومتر طرق عامة وخاصة مع مئات الجسور العملاقة يتقدمها الجسر ذي الطابقين والجسر المعلق. أما في ميدان الكهرباء فنقول مثلا واحدا وهو في نهاية السبعينات كانت دولة البعث تتفاوض مع بعض دول الجوار لبيعهم الكهرباء الفائض عن حاجة العراق لقد حصل هذا التطور الهائل وتحققت هذه المشاريع العملاقة تحت أقسى الظروف إذ أن أعداء الثورة والشعب لم يدعوها ولم يهادنوها يوما واحدا وبدأ العدو الامبريالي الصهيوني بتصعد المجابهة والتصدي لثورة تموز ومسيرتها العملاقة كلما كشفت عن هويتها وكل ما بان وظهر معدنها واصالتها، فاستخدمت الامبريالية كل عملائها وحلفائها في المنطقة لقتال الثورة والتصدي لها بالنيابة عنها، ضانة أنها قادرة على اسقاطها بهذه الطريقة أو ان تحرفها عن مسارها أو تقزمها كما فعلت مع ثورات الأمة والعالم الثالث قبلها، فبدأت بتحريك عملائها الصغار وجواسيسها وأذنابها في الداخل فحاكة المؤامرات تلوا المؤامرات حتى استنفذت كل إمكانات وطاقات هذا الصنف والصف من العملاء والخونة، وبعدها استخدمت الأحزاب الكردية أو المسالة الكردية بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني وقدمت الدعم اللامحدود لحركته في الشمال مستغلة أخطاء القيادة في معالجة هذه المسالة الحيوية والتعامل معها بما يجب وبما تستحق حتى وصلت حالة التمرد على الثورة وقيادتها إلى خيانة عظمى للوطن وتمرد وتآمر على شعب العراقي وأرضه وتاريخه ومستقبله كما تشاهدون اليوم وفي هذه المناسبة العزيزة فاني أوجه رسالة باسم شعب العراق العظيم عربا وأكرادا وتركمانا وأقليات أخرى إلى الأخ مسعود البرزاني بشكل خاص والى قادة الاتحاد الوطني، أن لا يخدعهم التخلخل الظاهر الذي حصل في بنية العراق بفعل الاحتلالين الامبريالي الصهيوني والإيراني الصفوي فيذهبوا بعيد في إيذاء العراق وشعبه وتاريخه، فان شعب العراق شعب حضاري انساني رسالي مضمون فيه حق أقلياته وحقوقها بكل شمولها وعمقها وهو وحده المخول بتوفيرها لمكوناته وليس الغزاة المحتلين ولا العملاء والخونة، وان هذا الشعب العظيم قادر على الدفاع عن نفسه ووطنه وسيادته ووحدته وقادر على الانتصار مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن وأقول للإخ مسعود وللاخوة في قيادة الحزبين الرئيسيين إن كل ما سيؤخذ بالباطل حتى لو كان حقا مشروعا وكل ما سيؤخذ بالقوة الجائرة المستعينة بأعداء الله والوطن فسيسترد بالقوة الشرعية، فارجعوا إلى بيان آذار التاريخي ففيه كل ما يطمح إليه شعبنا العراقي العظيم وبشكل خاص شعبنا الكردي العزيز حيث فيه ابعد وأفضل مما تطالبون به اليوم أو مما ستحصلون عليه. يا أبناء شعبنا العزيز لقد أخذت المسالة الكردية بسبب استخدامها كورقة وأداة للتصدي لمسيرة الثورة المجيدة الكثير من جهد الثورة ومن إمكاناتها واضرت ضررا بليغا بمصالح الشعب العراقي عربا واكرادا. أما الورقة الكبرى الثالثة التي استخدمتها الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ضد مسيرة العراق وثورته هي الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخميني رحمة الله عليه، لقد استغلت عنفوان هذه الثورة الشعبية ذات اللبوس الديني الطائفي التي جائت بعد ألفي عام من حكم الأكاسرة والملوك والجبابرة وبعد ألفي عام من الاستعباد والقهر والظلم الذي عانته منه الشعوب الإيرانية، فأغرت قيادتها وزينت لها بأنها قادرة على اكتساح العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، فرفعت شعار تصدير الثورة وتحرير القدس يمر عن طريق العراق وأعلن الخميني رحمة الله عليه الثورة على دولة البعث وثورته علنا وبدأ التنفيذ بإعمال تخريب واسعة داخل العراق وهجوم رسمي على طول الحدود العراقية مما اضطر قيادة الثورة إلى الرد المناسب وهكذا تحقق ما كانت تريده الامبريالية إذ وضعت أمام ثورة تموز اكبر قوة في المنطقة قاتلتها ثمان سنوات مريرة فانتصرت الثورة واندحرت الامبريالية والصهيونية فازدادوا حمقا وغضبا فنصبوا لها فخا جديدا وخطيرا فأمروا قيادة الكويت وحرضوها على التصدي للثورة المنتصرة وقيادتها الباسلة فأعلنت حربها الاقتصادية على العراق بالإضافة إلى تحرشاتها على الحدود وبتجاوزاتها على حقول النفط العراقية والمشتركة مما دفع القيادة واجبرها لترتكب اكبر خطأ مبدئي واستراتيجي في مسيرتها عند دخول الكويت واستعداء الأمة برمتها ثم استعداء العالم أصدقاءاً وأعداء، مما وفر الفرصة التي كانت تبحث عنها الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية ويحلمون بها لكي تُجهز على الثورة بكل قوتها مدعومة بأكثر من خمسين دولة في العالم بشكل مباشر وغير مباشر هكذا أيها المواطنون الشرفاء حاولوا اغتيال الثورة وتدمير مشروعها القومي التقدمي النهضويالحضاري ولقد اصطف النظام العربي برمته إلى جانب الغزاة في مؤامرة التصدي للثورة وتدمير مشروعها القومي الحضاري الإنساني – تلك الأنظمة التي وقفت الثورة وقيادتها الباسلة إلى جانبها ومعها في كل محنها ومعضلاتها ارادوا اغتيال الثورة التي قاتلت دفاعا عن الأمة وحريتها وسيادتها ثمان سنوات ضد الريح الصفراء العاتية القادمة من شرق الأمة، ودفعت من اجل ذلك ثمنا باهظا ولولا ثورة تموز العزيزة المجيدة وقيادتها الباسلة لاجتاحت الثورة الخمينية الطائفية الأمة برمتها , وهي الثورة العظيمة التي قاتلت دفاعا عن حرية الأمة ووحدتها وأرضها وتاريخها في فلسطين وفي سوريا وفي مصر وفي لبنان وفي السودان وفي موريتانيا وفي اريتريا وفي اليمن و قدمت الدعم والمساندة لجميع حركات التحرر في العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية , فهذه هي ثورة تموز المجيدة التي نحتفل بذكراها الواحدة والأربعون. فيا أيها المناضلون والمجاهدون ويا أحرار الأمة وأحرار العالم، اعلموا علم اليقين أن ثورة تموز المجيدة كانت وستبقى عصية على الاعداء فهاهي اليوم تتجدد وتواصل مسيرتها في التصدي لقوى الشر والظلام. وهاهي ثورة تموز تواصل انتصاراتها بنصر الله وتوفيقه على قوى الشر والظلام فتحطمت أمامها أعظم قوة شهدتها البشرية في حياتها وعلى امتداد تاريخها الطويل (متمثلة بالامبريالية الأمريكية والاستعمار البغيض والصهيونية المجرمة ومجموعة كبيرة من الدول السائرة في فلكها) وقد اقسم اليوم ثوارها وإخوانهم وأبنائهم وأحفادهم أبناء العراق العظيم أن لا يغمض لهم جفن وعلى ارض العراق غازي واحد يدنسها مهما طال الزمن وغلت التضحيات، وباسمهم وباسم شعب العراق المجيد الذي يحتضنهم ويمدهم بكل وسائل التصعيد والمطاولة وبكل أسباب النصر الحاسم والمؤزر، أقول للغزاة – أخرجوا من أرضنا بدون قيد أو شرط وسلموا العراق لأهله الشرعيين المقاومة الباسلة المسلحة وغير المسلحة وإلا فستبقى المقاومة وتتصاعد – ويتصاعد أدائها المبارك، تصب بأسها الشديد على رؤؤس جنودكم وعملائكم حتى هروبكم المحتوم تجرون أذيال الخيبة والخسران يلعنكم الله ويلعنكم اللاعنون يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. يا أبناء شعبنا العراقي العظيم يا أبناء ثورة تموز وقيادتها الباسلة قد وجب علـّي اليوم أن أذكر واذُكر ما قد أعدت ثورة تموز وقيادتها العظيمة للتصدي لقوى الغزو والعدوان منذ انطلاقتها الأولى إلى اليوم بالإضافة لكل ما ذكرناه في هذا الخطاب لان التظليل والتزوير الذي مارسه الغزاة وحلفائهم وعملائهم قد اثر تأثيرا خطيرا على العقول والأفكار (وخاصة على مثقفي الأمة وسياسيها وإعلامييها للأسف الشديد) في تغييب الحقائق التاريخية والمبدئية على ارض الصراع وعلى امتداد عمر الثورة المبارك لقد أراد العدو الغازي وحلفائه عملائه وأعداء البعث ومبغضيه وحساده تزوير التاريخ خاسئين فتاريخ الثورة ومسيرتها العملاقة كتب بأحرف من نور بل هو مكتوب في قلوب الخيرين والأحرار من أبناء شعبنا وامتنا فليخسأ أعداء البعث وثورته كبارهم وصغارهم يريدون أن يزورا التاريخ وأهله وصناعه أحياءاً يواصلون مسيرته المجيدة ليصنعوا تاريخا جديدا ومتجددا مجيدا. لقد أعدت الثورة للغزاة البغاة شعب العراق العظيم من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه بكل أطيافه وبكل أديانه وقومياته وطوائفه لقد دربت الثورة من العراقيين على فنون استخدام السلاح والقتال وحرب العصابات والقتال في الأرض المبنية ووزعت السلاح على أكثر من ثمانية ملايين عراقي، ووضعت الثورة في ارض العراق من السلاح والعتاد ما يكفي لمقاتلة العدو عشرات السنين وقبل ذلك ومعه قد قد أعدت الثورة جيش العراق العظيم جيش القادسية المجيدة جيش الرسالة المبارك الذي خاض معارك الوطن والأمة بكل بسالة وإقدام وقدم أغلى واعز التضحيات وحقق أروع الانتصارات التاريخية، وها هو اليوم يشكل المحور الأساس لجهادنا وكفاحنا وقاعدته الواسعة وروح الجهاد وعنفوانه وعلى أكتاف رجاله الأبطال قادة وأمرين وضباط وضباط صف وجنود قامت مسيرة الجهاد المبارك واستقامت واتسعت وتجذرت في أعماق ارض العراق وشعبه الأبي من الشمال إلى الجنوب ومن غربه إلى شرقه ويمثـّل رمزا لوحدته وأملا عريضا لتطلعاته. أيها الرفاق المجاهدون أيها الأخوة والأحبة هذه هي ثورتنا ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز متواصلة مسيرتها عطاءاً وإبداعا بطولة وفداء لم تتوقف ولا ساعة من ليل أو نهار، فليخسأ من يزعم ويقول إن ثورة البعث قد سقطت وليخسأ من يزعم ويقول أن جيشه استسلم وليخسأ من يزعم ويقول أن دولة البعث قد سقطت، فالعراق العظيم لم ولن يستسلم جيشه ولم ولن تستسلم قيادته والذي حصل هو اختفاء الحكومة الرسمية وأجهزتها أمام بطش القوة العظمى التي اجتاحت العراق، أما الدولة والقيادة وجيشها وقواتها المسلحة ومؤسساتها الحيوية فقد انتقلت إلى الصفحة الثانية من الحرب صفحة حرب التحرير الشعبية. أيها المناضلون أيها المجاهدون يا أحرار الأمة إن إستراتيجية البعث والمقاومة قد وُضعت على أساس مبادئ الثورة وفلسفتها وهديها وعلى أساس أهدافها ومنهجها الثوري الكفاحي وعلى هدى تجربتها الطويلة في صراعها مع أعداء الأمة والوطن (الامبريالية والاستعمار والصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل) فهي إستراتيجية شاملة وعميقة لمواجهة العدوان الشامل والعميق الذي يستهدف وجود الأمة ومستقبلها، فإستراتيجيتنا تستنفر وتستخدم كل عوامل القوة المادية والمعنوية في الشعب والأمة وفي كل ميادين الصراع العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد أنجزت قيادة الحزب والثورة صفحات مهمة للغاية من إستراتيجيتها هذه رغم كل الظلم والطغيان والعدوان الذي وقع عليها واستهدفها لقد شارك في حصارها وفي تزوير تاريخها والتشويش على مسيرتها ومحاولة طمس انجازاتها وانتصاراتها حتى من بعض من يدعي الوطنية والقومية ويدعي الدين والدين منه براء، سواء جرى ذلك بشكل مقصود ومخطط له أم بشكل غير مقصود فهو قد اضر بمسيرة الجهاد والتحرير ضررا بليغا وخطيرا وقد قدم خدمة مجانية للغزاة والمحتلين وعملائهم. أيها المجاهدون الأحرار أيها الثوار إن من أهم أركان إستراتيجيتنا هو بناء مقاومة عراقية وطنية شعبية تمثل العراق وشعب العراق بكل أطيافه وقومياته وأديانه يضع فيها هذا الشعب العظيم كل ثقته ويبني عليها كل أماله وتطلعاته فيحبها بل ويقدسها ويحتضنها ويقدم لها ويمدها بكل عوامل القوة والبقاء والمطاولة وتصعيد الأداء حتى تـُنهك العدو في كل ميادين الصراع ويستسلم لإرادتها وثوابتها أو ينهار أمامها ويولي هاربا هذه هي مقاومتنا التي انطلقت منذ اليوم الأول لاحتلال بغداد فهي مقاومة عراقية بغدادية بصراوية موصلية انبارية واسطية اربيلية سليمانية مؤمنة بالعروبة وبدينها الحنيف رسالة السماء إلى الارض، فلا ينفع بعد اليوم التشويش عليها والتظليل والتزوير وسوف لن ينطلي خداعهم على أي احد من أبناء شعبنا وامتنا وستنطق ارض العراق الطاهرة الطيبة بإذن الله تعالى طال الزمن أم قصر لتشهد لمن روى أديمها بدمه الطاهر ولمن سيحرر أهلها ويثأر لحرماتهم ومقدساتهم ولمن سيساهم بقوة مع طلائع الشعب الثائر في إعادة بناء الحضارة عليها فهي المقاومة الوطنية والإسلامية حقا الصادقة الأمينة على رسالتها والوفية لمبادئها. أيها المجاهدون البواسل نحذر مرة أخرى رفاقنا وإخواننا في الله والوطن والجهاد المقدس أن لا يدعوا خنادقهم تتداخل مع خنادق العدو فيقعوا في شباكه فيخسروا نضالهم وجهادهم ويخسروا أنفسهم، ولنمضي جميعا ومعا في مسيرة الجهاد والتحرير حتى يأتي نصر الله والفتح وان نصر الله لقريب ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله فإننا اليوم وفي هذه المناسبة التاريخية العزيزة ندعوهم جميعا فصائل جهادية مسلحة في الميدان وأحزاب ومنظمات وتيارات وشخصيات خارج الوطن وداخله إلى إقامة وحدة الجهاد الشاملة على أساس ثوابت التحرير والاستقلال وذلك بتشكيل مجلس وطني أو مجلس سياسي أو قيادة عليا موحدة تظم كل قوى المقاومة المسلحة والغير مسلحة هدفها الأول هو توحيد الموقف السياسي والخطاب السياسي والإعلامي وتفعيله وتصعيده كي يأخذ الدور الذي يستحقه وخاصة بعد الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة في الميدان العسكري وان تكون ثوابت القيادة الموحدة هي : أولا :لا لقاء مع العدو للتفاوض إلا بعد الإعلان الرسمي لانسحابه الشامل والفوري من العراق. ثم إعلان العدو الرسمي عن اعترافه بالمقاومة الموحدة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق. ثم إطلاق سراح جميع الأسرى والسجناء والموقوفون وبدون استثناء. ثم إعادة الجيش والقوات المسلحة إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال. ثم التعهد بتعويض العراق عن كل ما لحقه به من أضرار بسبب الاحتلال ومن جرائه. وممكن بعد ذلك أن تلتقي هذه القيادة مع أي جهة تريد اللقاء لكي تطرح ثوابت المقاومة وتسمع مع الذي يريد اللقاء ما يريد وعلى أن يعمل هذا المجلس أو القيادة الموحدة تحت إشراف المقاومة وقبل أن تضع سلاحها على تشكيل حكومة مؤقتة من وسط المقاومة للإعداد للانتخابات الشعبية التأسيسية التاريخية لكي يختار شعب العراق العظيم شعب البطولات والتضحيات قيادته التي يضع فيها ثقته ويبني عليها أماله، ونحن في القيادة العليا للجهاد والتحرير ماضون في التوحيد، وأبواب القيادة مفتوحة لكل من يحمل البندقية ويطلق الرصاص بوجه العدو المحتل وعملائه وكل من يرفض وجود المحتل ويناضل من اجل إخراجه وتحرير الوطن سواء كانوا فصائل أم أفراد أو جماعات أو جبهات أو تجمعات، ونؤكد مرة أخرى لكل من يريد تحرير العراق أن لا سبيل لتحريره سريعا وتحقيق النصر الحاسم والشامل على الغزاة المحتلين وعملائهم ولا سبيل لبناءه وتحقيق مستقبل اجياله إلا بوحدة المقاومة الشاملة وعلى أي مستوى من التوحيد والتوافق والتنسيق تحية الجهاد والاستشهاد والمحبة والاعتزاز إلى ثوار تموز الأفذاذ الأبطال حسب تسلسلهم في الثورة – الرفيق الأب القائد احمد حسن البكر والرفيق القائد صدام حسين سيد شهداء العصر شهيد الاضحى المبارك والرفيق الفارس الباسل صالح مهدي عماش أسكنهم الله فسيح جناته – ثم اللذين يلونهم في قيادة الحزب ومجلس قيادة الثورة وفي مفاصل الحزب والقوات المسلحة. تحية وتقدير للأبطال الفرسان والشجعان اللذين واصلوا المسيرة الثورية الجهادية وهم اليوم يصنعون تاريخا جديدا للأمة. تحية وتقدير إلى قادة وأمري وضباط ومقاتلي جيش العراق العظيم جيش القادسية المجيد جيش الثورة والانتصارات والمكرمات تحية وتقدير إلى قوى الأمن الوطني رجال المهمات الخاصة تحية لكل عراقي يقاتل المحتل ببندقيته أو بلسانه أو يرفضه بقلبه تحية إلى شعب العراق رجاله ونسائه شيبه وشبانه تحية إلى شهداء تموز تحية إلى شهداء ثورة التحرير يتقدمهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين تحية لشهداء فلسطين تحية لشعب غزة الصابر الصامد المجاهد الخزي والعار لعملاء الاحتلال وأذنابه وجواسيسه وخونة الشعب والوطن والأمة إلى ملتقى النصر القريب بإذن الله وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ – يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 أوت 2009)


خداع المساجين .. فساد إسرائيلي جديد بأمريكا


أحمد البهنسي    الفضيحة الجديدة تأتي بعد أقل من شهر على اعتقال شبكة فساد تضم حاخامات (أرشيف) اعتقلت الشرطة الإسرائيلية اليوم الإثنين عددا من الإسرائيليين والأمريكيين للاشتباه بضلوعهم في قضية احتيال جديدة على سلطات الضرائب في الولايات المتحدة، وذلك في حلقة جديدة من مسلسل فضائح الاحتيال التي يقوم بها إسرائيليون في بلاد العم سام ووصفتها الصحف الإسرائيلية بـ « الظاهرة ». وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الإثنين فإن المعتقلين اتبعوا أساليب احتيال مُمَنْهَجة للحصول على مستحقات ضريبية بعشرات ملايين الدولارات من السلطات الأمريكية وتحويلها إلى شركات وهمية إسرائيلية. وأضافت أن « عمليات الاحتيال التي أطلق عليها (خداع المساجين) اعتمدت بالأساس على تقديم طلبات استعادة ضرائب باسم مواطنين أمريكيين وتحويل الأموال إلى حسابات في بنوك إسرائيلية ». وتتلخص الاتهامات الموجهة للتشكيل العصابي الجديد المكون من 7 أشخاص، في ابتزاز سلطات الضرائب الأمريكية عن طريق استخدام وثائق مزيفة، وتقديم طلبات لاستعادة الضرائب المسجلة باسم سجناء أمريكيين في السجون الفيدرالية دون علمهم. بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقا في القضية بناء على طلب من سلطات الضرائب الأمريكية، وبالتعاون مع السلطات الأمنية والقانونية الأمريكية. « خداع المساجين » وكشفت الشرطة أن المتهم الرئيسي في هذه العملية التي أطلق عليها « خداع المساجين » هو مواطن إسرائيلي من سكان القدس يدعى نارفن بيركوفيتش يحمل الجنسية الأمريكية ويبلغ 62 عاما، هرب إلى إسرائيل قبل عدة أعوام لاتهامه في قضية غسيل أموال أخرى. ووفقا لصحيفة « معاريف » الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم، فإن عمليات التهريب بدأت أولى خطواتها عن طريق جمع المتهم الرئيسي في القضية معلومات تفصيلية عن المسجونين في السجون الفيدرالية الأمريكية، بدون علمهم، ومن ثم استخدام نماذج طلبات مزيفة يتم توجيهها لسلطات الضرائب الأمريكية للحصول على أموال الضرائب المستحقة لهم ويتم تحويلها بعد ذلك عن طريق عدد من المتهمين الآخرين في حسابات بنكية تم فتحها في بنوك أمريكية وإسرائيلية. وأشار مصدر في الشرطة الإسرائيلية إل أنه تجرى في الوقت الحالي محاولات كثيرة لتحديد عدد كبير من الحسابات البنكية التي تم تحويل هذه الأموال إليها، ما يعني احتمالية اعتقال عدد أكبر من المتهمين. ظاهرة جديدة وتأتي هذه القضية بعد أقل من شهر على تورط مجموعة من الإسرائيليين والأمريكيين في قضية غسيل أموال أخرى، ومحاولة خداع مجموعة من المسنين الأمريكيين والسطو على أموالهم. ففي يوم 21 من الشهر الماضي قدمت السلطات الأمريكية طلبا للشرطة الإسرائيلية بإلقاء القبض على 11 متهما إسرائيليا معظمهم من الجنود المسرحين من الجيش الإسرائيلي، بتهمة محاولتهم الاتصال بعشرات المسنين في الولايات المتحدة لتشغيل أموالهم في بورصة « رمات جان » الإسرائيلية ومن ثم السطو عليها. وبعد هذه الحادثة بيومين تفجرت فضيحة فساد أخرى هزت ولاية نيوجيريسي الأمريكية؛ حينما اعتقلت السلطات الأمريكية 44 شخصا من بينهم رؤساء بلديات في الولاية وعدد من الحاخامات والسياسيين للتحقيق معهم بتهم غسيل أموال وتجارة الأعضاء. وقادت التحقيقات التي بدأت باتهام المسئولين الأمريكيين بالتورط في عمليات رشوة وفساد إلى الكشف عن بيع وتهريب أعضاء بشرية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل عبر مؤسسات يهودية أمريكية. ووفقا لتعليق صحيفة « هاآرتس » الإسرائيلية مؤخرا، فإن عددا من الخبراء القانونيين الإسرائيليين يعتبرون أن هذه القضايا بمثابة الظاهرة الجديدة في إسرائيل، والتي من شأنها أن تؤثر على العلاقة مع الولايات المتحدة، منوهين في الوقت نفسه إلى أن تسليم المتهمين إلى واشنطن ليس الحل « فدولة إسرائيل لا يمكنها أن تمنع كل مواطنيها عن ارتكاب الخطأ والجرائم، ولكن واجبها أن تحاكمهم وتعاقبهم داخل إسرائيل ». (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 03 أوت 2009)
 

 

 

 
 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

12 mai 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1453 du 12.05.2004  archives : www.tunisnews.net الحياة: الاجتماع الاطول لوزراء الخارجية: التدقيق التونسي أتعب

En savoir plus +

16 février 2007

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2461 du 16.02.2007  archives : www.tunisnews.net “Pour la libération des

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.