الاثنين، 29 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3597 du 29.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:المجتمع المدني ..تحت الحصار  :.. تصعيد الحصار البوليسي على النشطاء و السجناء المسرّحين ..

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:اعـــــــــــــــــــــــــــــــــلام

حــرية و إنـصاف:اعتصام 150 عاملا ببلدية أم العرايس وضعية اجتماعية متردية.. يقابلها ..التسويف والمماطلة والتعنت

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين:*بيان : الامن التونسي يواصل استهدافه للصحافيين

كلمة:محامون يعترضون على عقد جلسة عامة

السبيل أونلاين: يتناول ملف المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة:يوم الأرض

المرصد التونسي:النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس :في ذكرى يوم الأرض المجد للشهداء و الخزي و العار للعملاء

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي :لاغ صحفي

المرصد التونسي:عملة الحضائر في بلدية ام العرايس- قفصة في اضراب

المرصد التونسي:وزارة التربية وانتصار بالنقاط على النقابة العامة للعليم الثانوي

مراد رقية:غياب حيادية الادارة الجهوية ي حملة الانتخابات البلدية*ولاية المنستير نموذجا*

العربي القاسمي:خاطرة : قِمَمٌ قِمَمْ

عبدالحميد العدّاسي:استفتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء

المنجي السلماني:لا تحزن يا عبد الحميد العداسي فحارس الصندوق معنا

عبدالباقي خليفة:قمة على شفير الهاوية .. كيف نتجنب السقوط ؟ تتحررالقدس عندما تتحرر الأمة من جلاديها ومحتليها

الشيخ:راشد الغنوشي :في العراق اليوم.. العلمانية أم الإسلام؟

فهمي هويدي:اختبار الأمة في امتحان القمة 

عبد الباري عطوان:مقترحات عملية للقمة المقبلة

بشير موسى نافع:استسلام السلطة الفلسطينية المطلق

القدس العربي:تقارير: القبض على جاسوس إسرائيلي دخل التراب الجزائري بجواز سفر مزور


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage / Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 

 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispp.free@ gmail.com تونس في 29 مارس 2010

المجتمع المدني ..تحت الحصار  : .. تصعيد الحصار البوليسي على النشطاء و السجناء المسرّحين ..


لم يعد مفاجئا لأحد أن تتزامن كل  » الاستحقاقات  » الإنتخابية التي تشهدها البلاد مع حملة بوليسية ضد النشطاء السياسيين و الحقوقيين و المساجين السياسيين المسرحين ، و قد عرفت الأسابيع الأخيرة تصعيدا خطيرا في المضايقات و المحاصرة و الرقابة البوليسية ضد عدد من رموز النشاط الحقوقي و السياسي ، فلا يزال عبد الكريم الهاروني يخضع لحصار بوليسي في مقر إقامته و المتابعة في كل تحركاته كما يتعرض الأستاذ نور الدين البحيري المحامي في الأيام الأخيرة إلى متابعة بوليسية لصيقة لا تفارقه في كل تنقلاته ، أما السجين السياسي السابق علي العريض فلا  يكاد الحصار يرفع عنه جزئيا حتى يعاد بأكثر تضييقا و ضراوة ، و إذ تعبر الجمعية عن استهجانها لتصعيد الرقابة و توسيعها لتتجاوز المساجين السياسيين المسرحين ، فإنها ترى فيها دليلا إضافيا يؤكد تهافت الردود الرسمية المستنكرة لما ورد في التقارير الحقوقية الأخيرة حول مظلمة المراقبة الإدارية و تأكيدا على أن سياسة الهروب إلى الأمام لن تساهم سوى في مضاعفة حالة الإحتقان في الداخل  ..و مزيد تشويه صورة البلاد  في الخارج .. عن الجمعيــــــــــة نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 29 مارس 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــلام


شنّ حوالي 150 عامل من عمال البلدية  بأم العرائس إضرابا عن العمل ، مطالبين بتطبيق محضر الجلسة الذي حرر بين السلط المحلية وممثليهم النقابيين منذ 3 مارس  2008و الخاص بالتغطية الاجتماعية والترسيم وتحسين ظروف العمل ، والذي لم تطبق أي من بنوده إلى حد الآن. وحسب بعض العمال الذين وقع الاتصال بهم ، فهم يعملون منذ عشرات السنين – بعضهم تجاوز الثلاثين سنة شغل-  في ظروف قاسية  ،  دون تحديد لساعات العمل و باجر لا يتجاوز  الأجر الأدنى الصناعي ، وأحيانا اقل،  ودون تغطية اجتماعية أو منحة تقاعد. اللجنة الوطنية تعبر عن مساندتها الكاملة  لعمال البلدية بأم العرائس وتدعو كل النقابيين للوقوف إلى جانبهم, كما تدعو السلط المحلية لاحترام تعهداتها وتطبيق ما جاء بمحضر الجلسة المشترك.
  اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 29 مارس 2010

اعتصام 150 عاملا ببلدية أم العرايس وضعية اجتماعية متردية.. يقابلها ..التسويف والمماطلة والتعنت


دخل 150 عاملا من عمال الحظيرة ببلدية أم العرايس من ولاية قفصة صباح اليوم الاثنين 29 مارس 2010 في اعتصام مفتوح بمقر البلدية للاحتجاج على تردي وضعياتهم الاجتماعية وللمطالبة بتسوية ملفاتهم الشغلية، علما بأن اجتماعا سابقا جمع ممثلين عن الحزب الحاكم ورئاسة البلدية والنقابة تمخض عن إمضاء محضر جلسة تتعهد بموجبه البلدية بتسوية وضعية 65 عاملا وذلك بانتدابهم رسميا وتسوية انخراطهم بأحد الصناديق الاجتماعية قبل فوات سنة 2008 على أن تتعهد البلدية أيضا بتسوية وضعية الباقين خلال سنة 2009. ومرت السنتان ولم تسوّ وضعية أي عامل منهم خاصة وأن أفضل واحد فيهم لا يتقاضى أكثر من 130 دينارا في الشهر. وقبل نحو 12 يوما هدد العمال رئاسة البلدية بالدخول في اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لطلباتهم وتنفيذ الوعود السابقة التي وافقت عليها البلدية، إلا أن معتمد الجهة سخر من مطالب العمال وقال  »من أراد مواصلة الشغل فله ذلك، ومن يرغب في ترك الشغل فليفعل، لن ننتدب من يفوق سنه 50 عاما، والبقية سننظر في مطالبهم في المستقبل ». وحرية وإنصاف 1) تعرب عن تضامنها الكامل مع العمال المعتصمين ببلدية أم العرايس وتضم صوتها إلى أصواتهم للمطالبة بتسوية وضعياتهم من خلال انتدابهم وتمتيعهم بالتغطية الاجتماعية والترفيع في أجورهم وتعويضهم عن السنوات الماضية. 2) تدين عدم التزام الإدارة بالتزاماتها في تسوية ملفات العمال وتدعو إلى ضمان حق العمال في الانتداب والتغطية الاجتماعية والكرامة. 3) تطالب السلطة بالاهتمام بملف عمال المناولة الذين يرزحون تحت نير  »العبودية المعاصرة » حيث يعيش مئات الآلاف منهم تحت خط الفقر محرومين من أبسط الحقوق التي يضمنها لهم القانون والدستور والمعاهدات الدولية.     
 عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين

*بيان  الامن التونسي يواصل استهدافه للصحافيين

 


قام أعوان من الأمن بالزي المدني  يوم الجمعة 26 مارس 2010 بإيقاف الزميل أيمن الرزقي اثناء اعداد تحقيق لفائدة صحيفة الطريق الجديد. وفي اتصال أكد الرزقي انه تعرض للإيقاف لما كان بصدد القيام بتقرير عن منطقة أم العرايس، موضحا أن أعوان الأمن عمدواالى مصادرة معدات عمله ومن بينها أدوات للتصوير. ولم يطلق سراح الرزقي الافي ساعة متأخرة، وبعد إشعاره بأنه ممنوع من إتمام مهمته، علما وان الزميل كان بصدد إعداد تقرير صحفي عن حالة البنية الأساسية بأم العرايس الواقعة بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة ،الجدير بالذكر انها ليست المرةالاولى التى يستهدف فيها. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين اذ تندد بما تعرض له الزميل الرزقي وبمنعه من القيام بعمله، ومصادرة أجهزة التصوير التى كانت معه فهي. تعبر عن انشغالها العميق لتصاعد حملة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في تونس، وهي الحملة التي تصاعدت بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولا زالت متواصلة إلى الآن. تدعو السلطة إلى الإقرار بان الجسم الصحفي المستقل أصبح أمرا واقعا في البلاد، وبأنه بات يشكل مفصلا رئيسيا من المشهد الإعلامي بالبلاد، ما يستوجب الاعتراف به وتمكينه من حقه في أداء رسالته الإعلامية بكل حياد واستقلالية والكف عن محاصرته.  من هذا المنطلق تجدد  اللجنة مطالبتها بإطلاق سراح الزميل توفيق بن بريك ووقف التتبعات ضد الزميل الفاهم بوكدوس، كما تدعوالىوقف استهداف الصحافيين ومحاصرتهم وهوما تكررمؤخرا حينما فرضت السلطة ما يشبه الإقامة الجبرية على عدد منهم لمنعهم من حضور الندوة الصحفية التي كانت منظمة هيومن رايتس ووتش تعتزم إقامتها بتونس. *اللجنة التونسية لحماية الصحافيين  


محامون يعترضون على عقد جلسة عامة


حرر من قبل التحرير في الأحد, 28. مارس 2010 طالب خمسون محاميا في بيان جماعي عميد الهيئة الوطنية للمحامين بالرجوع في دعوته للجلسة العامة المزمع عقدها يوم 3 أفريل المقبل لعرض ومناقشة أوضاع صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين. واعتبر البيان أنّ عميد المحامين يصرّ على عقد الجلسة المذكورة بقرار منفرد دون الرجوع إلى مجلس إدارة الصندوق. وكان قد تم تأجيل عقد هذه الجلسة بداية الشهر الجاري بسبب عدم اكتمال النصاب وسط دعوات لمقاطعتها من مجلس هيئة المحامين، حيث لم يتجاوز حضور المحامين خمسين شخصا. ويقول الممضون على البيان إنّ الجلسة المزمع عقدها ليس لها أي سند قانوني في النصوص المنظمة للصندوق، إضافة إلى نقاط خلافية أخرى مع عميد المحامين رئيس مجلس إدارة الصندوق تتعلق بطريقة تسييره ومراقبة أدائه.  ورغم معارضتهم لعقد الجلسة العامة فإنّ الممضين على البيان دعوا عموم المحامين إلى حضورها في صورة إصرار العميد على قراره، وأن يعملوا على الانخراط الفعلي في التصدي لكل محاولات سلبهم لإرادتهم وفرض الأمر الواقع بانتزاع تصويتهم أو مصادقتهم على ما قد يعرض عليهم من تقارير غير مستوفية لشروطها القانونية، حسب تعبير البيان. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 28 مارس 2010)


السبيل أونلاين يتناول ملف المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين

 


السبيل أونلاين – تونس – باريس – خاص   كان ميلاد « المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين » منذ أقل من سنة مضت ، تتويجا لحراك مضن من قبل فاعلين في الساحة المهجرية وكانت حلقته الأبرز المؤتمر التأسيسي الذي إنعقد بمدينة جينيف السويسرية بتاريخ 20 و21 جوان 2009 ، وقد شكّل ذلك المؤتمر حدثا إعلاميا وسياسيا إستثنائيا خطف الأضواء وشدّ إليه الأنظار محليا ودوليا ، وإستفاق العالم على مأساة الشتات التونسي الذي تعيشه مئات العائلات التونسية المهجّرة في أكثر من خمسين دولة في العالم .   ولعل أبرز ما ميّز هذا الحدث الوطني التاريخي البارز تزامنه مع أكبر لقاء لأبرز أطراف الحراك المدني والسياسي والذين إجتمعوا على هامش المؤتمر في ورشة حوار سياسي مغلق كانت نتيجته إصدار بيان سياسي في نهاية المؤتمر إتفقت فيه المعارضة التونسية عن تشخيص موحد للوضع العام بالبلاد وقررت تفعيل آليات العمل المشترك في أفق جبهة وطنية موحدة .   وبالنظر إلى حجم المؤتمر التأسيسي فقد علقت آمالا كبيرة على المنظمة والقائمين عليها ، إلا أن آداءها حسب المراقبين لم يكن في حجم الإنتظارات وكان طيلة الأشهر الثمانية الماضية ضعيفا إن لم يكن منعدما.   إن ما لا يعلمه الرأي العام هو أن المنظمة كأغلب مؤسسات المجتمع المدني والسياسي ببلادنا عانت وتعاني من مشاكل داخلية كشف جزءا منها البيان الأخير لهيئتها الإدارية ، فقد بدأ الإختلاف داخل المنظمة بحسب معلوماتنا الدقيقة أياما قليلة بعد المؤتمر التأسيسي حيث سبق لرئيسها السيد نور الدين ختروشي أن قدّم إستقالته الأولى بعد أقل من أسبوعين فقط من مؤتمر جينيف وتراجع عنها بضغط من بعض الأعضاء ثم جمّد مهامه كرئيس نهائيا شهرا بعد إنعقاد الهيئة الإدارية الأولى ، وبقيت المنظمة عمليا ومنذ أكتوبر 2009 بدون رئيس .   وما نريد التأكيد عليه بالمناسبة أن قضية الاجئين التونسيين هي قضيتنا بإعتبارنا موقعا إعلاميا وطنيا مهجّرا ، وأن تناول الأزمة التى تمر بها المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين هو من صلب العمل الإعلامي الوطني البديل ، ومن أهم منطلقاته تكريس الشفافية والبحث عن الحقيقة لإنارة الرأي العام بالمعلومة الصحيحة بعيدا عن مزاعم التشهير التي قد يتمترس وراءها من له مصلحة في التعتيم على ما يجري داخل المنظمة ، وعليه فإن ما يدور في منظمة المهجّرين لا يهم القائمين عليها فقط وإنما كل مكونات الساحة الوطنية .   وسعيا منّا إلى معرفة أسباب وخلفيات الأزمة قام السبيل أونلاين بإتصالات مكثفة بالأطراف المعنية داخل المنظمة ننشرها تباعا في شكل حوارات ونصوص ، وكان من المنتظر أن يكون الحوار الأول رسميا مع السيد عبد الرؤوف الماجري رئيس الهيئة الإدارية للمنظمة بوصفه من وقّع البيان الذي أعلن إقالة الرئيس ، وقد فوجئنا بعدم ردّه على أسئلتنا بالرغم من مراسلته في الأمر أربع مرات متتالية ، وقد نبهناه في مراسلتنا الأخيرة بأننا سننشر الحوار كاملا بدون أجوبته بما يحمّله وحده مسؤولية تأويلات صمته .   وهذه الرسالة التى وجهناها إلى رئيس الهيئة الإدارية للمنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين ونص الأسئلة :   السلام عليكم السيد عبد الرؤوف الماجري رئيس الهيئة الإدارية للمنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين   نظرا لإهتمام الرأي العام وإنشغاله بما يحدث داخل المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين وبوصفك رئيسا للهيئة الإدارية التى أصدرت آخر بيان مهم تضمن إستقالة الرئيس وبعض المسائل الأخرى نتوجه إليكم بعدد من الأسئلة نرمي من وراءها إجلاء الحقيقة وإنارة الرأي العام حولها ، ونرجوا أن تتفضلوا بالإجابة عنها ، مع وافر الشكر سلفا .   إدارة السبيل أونلاين   نص الأسئلة س 1 / السيد عبد الرؤوف الماجري وقّعتم بصفتكم رئيسا للهيئة الإدارية على بيان صدر بتاريخ 14 مارس 2010 أعلنتم فيه عن إستقالة الرئيس السيد نور الدين ختروشي بعد أن التمستم منه الاستقالة على ما جاء في هذا البيان ، لو تفضلتم بتفسير خلفيات هذا القرار وحيثياته ؟   س 2 / راجع السبيل أونلاين بدقة فصول مواد القانون الأساسي للمنظمة ولم نجد فيه أي تنصيص على إقالة الرئيس أو أعضاء المكتب التنفيذي ، فماهي المستندات القانونية والمسوغات الشرعية لطلبكم من الرئيس الإستقالة ، خصوصا وأن بعض الأعضاء المؤسسين للمنظمة إنسحبوا على خلفية عدم قانونية هذا الإجراء ؟   س 3 / مصادرنا أفادت أن رئيس المنظمة السيد نور الدين ختروشي قدم للهيئة الإدارية تقريرا مفصلا عن طبيعة المشاكل بينه وبعض أعضاء المكتب التنفيذي فهل أن إتفاقكم على طلب ضرورة استقالة الرئيس جاء كنتيجة لخلاصات لجنة التحقيق التي طالب بتشكيلها الرئيس ؟   س 4 / تفيد مصادرنا أن آلية التصويت هي التي حسمت خيار طلب استقالة الرئيس فهل وقع التصويت بحضور الرئيس أم عند غيابه عن الجلسة لمدة ساعتين لقضاء حاجة شخصية أكيدة ؟   س 5 / إذا كان للهيئة الإدارية حقّ إقالة الرئيس مثل ما ورد في بيانكم الأخير ، فلماذا لم تمارس الهيئة صلوحياتها وتعوض الرئيس في حين أنها عمليا شطبت مؤسسة الرئاسة ثم أقرّت خطة منسق من داخل المكتب التنفيذي ، وهو ما إعتبرته بعض الأطراف انقلابا على ما أقره المؤتمر ، فكيف تردّ على ذلك ؟   س 6 / يجمع المراقبون وغالبية أعضاء المنظمة أن السيد خترشي يمثل في شخصه وموقعه مركز التوازن داخل المنظمة بحساب استقلاليته عن الأحزاب والحركات السياسية أولا ثم بحساب توازن مواقفه السياسية التي عرف بها في الساحة ، ألا يخشى من فقدان المنظمة لكل توازناتها الداخلية بعد إقالته ؟    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 مارس 2010 )


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة يوم الأرض


في الثلاثين من شهر مارس، من كل سنة تخرج الجماهير الفلسطينية في مسيرات غضب حاشدة، تذكّر العالم بأن هناك أرضا تسمى فلسطين، وأن هناك شعبا تنتَزَع منه أرضُه، كل يوم، وأنه يتشبّث بها أكثر من تشبّثه بحياته وروحه، ويسجّل، في ذلك، عهدا، لا مثيلَ له بين العهود، وميثاقا، غليظا، لا مثيل له بين المواثيق، لا في التاريخ القديم ولا الحديث.. عهدا باركه ويباركه بالدم، وميثاقا عمّده، ويُعَمّده، بالدموع والعذاب والتشرد. هل هناك في الدنيا أرض تُسرَق، مثل الأرض الفلسطينية، والسارقُ يفاخر بسرقته، أمام كل الدنيا، ويلقى الدعم والمساندة والتشجيع من هذه » الشرعية الدولية »، ومباركة، مباشرة وغير مباشرة، من الأنظمة العربية؟ وهل هناك شعب، يُجلَد ويُقهر، وتُنتَهَك مقدساته وثقافته وتاريخه ووجوده، مثل الشعب الفلسطيني الأعزل، والحكامُ العرب، الذين يضعون أنفسهم أوصياء عليه وناطقين باسمه قد تعاونوا مع المغتصب في بناء الجدران العازلة لإحكام الحصار عليه وتجويعه، وكأنهم لم يكفهم ما فعلوه ويفعلونه ضده، فتنادوا على » قمم » العار والفضيحة يتنافسون في الخطابة والبلاغة بألسنة  » تغزل الحرير » وتفتح في  » الجنة » آلاف الأميال، وليس ذراعا.واحدا. ؟ ولْتظلوا كما أنتم..تمدّ ون الأيادي والأعناق ..تواصلون الإنبطاح.. وتتقوقعون… لكن الصهاينة لن يرضوا عن  » عروض تَعَرّيكم  » المقرف. فلترفعوا أيديكم عن الشعب الفلسطيني، لأن ثرثرتكم  » العنترية » لن تقتل ذبابة. أتركوه وهو يعرف كيف يواجه بصدور أطفاله ورجاله ونسائه آلة الحرب الصهيونية . ولكم أن تشاهدوا نضالاته عساكم تتعلمون منه الحقيقة والإباء والصمود، وهو في شهر مارس » تنتشر الأرضُ فيه.. مواعيد غامضة واحتفالا بسيطا » كما قال شاعره محمود درويشا مجسّما الإحتفال الفلسطيني بيوم الأرض من كل سنة. أما أنت، أيها الفلسطيني، المقيم في التشرد والمتشرد في إقاماتك، فلا تنتظرهم، بل عليك أن تقاوم حصارهم: »… سقط القناع عن القناع، عن القناع، سقط القناع. لا إخوة لك يا أخي، لا أصدقاء.. يا صديقي، لا قلاع. لا الماءُ عندك، لا الدواء، ولا السماء، ولا الدماء ولا الشراع.. ولا الأمام ولا الوراء. حاصرْ حصارك لا مفرّ » ، وبنضاله يحاصر الفلسطيني حصاره، مثلما شاعره محمود درويش، يحاصر موته. وكل عام والعرب العاربة تتوعد وتندّد وتفدّد، ولا نامت أعين الجبناء  

 
رئيس الفرع : عبد القادر الدردوري (29 مارس2010  


النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس :في ذكرى يوم الأرض المجد للشهداء و الخزي و العار للعملاء


في ذكرى يوم الأرض المجد للشهداء و الخزي و العار للعملاء أربعة وثلاثون عاماً مرت على يوم الأرض، يوم ثار أهلنا على تعسَف الغرباء وخفافيش الليل الصهاينة الذين جاؤوا من جهات الأرض الأربع ليسرقوا خبزنا وملحنا وماءنا وترابنا… ثار شعبنا السجين على الجلاد، وثارت المعاصم على القيود، وطارت العصافير من الحناجر إلى فضاءات الشهادة والحرية، وما زالت الأرض تطلب المزيد، وهي تستحقه… لم يرمز شهداء الثلاثين من آذار 1976 إلى يوم الأرض لأنهم الوحيدون، بل لاتصالهم المباشر بالمناسبة، فكل شهيد في فلسطين يرمز بشكل أو بآخر إلى التمسك بالأرض، وإلى أهمية الأرض، وهو بالتأكيد روى هذه الأرض بدمه… حتى لو استشهد في الشتات. وفي الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض وشهدائها الستة، كان العصيان والتصدي في ذلك اليوم إيذاناً بانبلاج فجر جديد يرفض تكرار مجازر كفر قاسم ونحالين وغيرها، ويرفض السكوت على الظلم ولو كلفه ذلك الشهيد تلو الشهيد… في الثلاثين من آذار 1976 هبّت الجماهير العربية الفلسطينية في الجليل والمثلث، للمشاركة في الإضراب والمظاهرات احتجاجا و رفضا لقرار وزير الحرب الصهيوني إسحاق رابين بمصادرة حوالي مئة ألف دونم من الأراضي العربية التي تعود لبلدات دير حنا وسخنين وعرابة في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 1948. في هذا اليوم، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى…هبّ أهلنا في فلسطين في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، عمدت خلالها قوات الاحتلال إلى قتل الفلسطينيين وإرهابهم ، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة من العرب الفلسطينيين وجُرح تسعة وأربعين شخصا واعتقل ثلاثمائة فلسطيني ، والشهداء السته هم : خير محمد سليم ياسين ابن 23 عاما من عرّابة وكان أول الشهداء، رجا حسين أبو ريّا ابن ثلاثين عاما من سخنين، خضر عيد محمود خلايلة ابن ثلاثة وعشرين عاما من سخنين، خديجة قاسم شواهنة ابنة ثلاث وعشرين سنة من سخنين، رأفت علي زهيري ابن واحد وعشرين عاما من مخيم نور شمس في قضاء طولكرم واستشهد في الطيبة، محسن حسن سيد طه، ابن خمسة عشر ربيعا من كفر كنّا، و يعتبر الصهاينة الأرض العربية في فلسطين الركيزة الأولى لإنجاح مشروعهم الاستيطاني التوسعي كما أشارت الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897 ، فمنذ نشوئه دأب الكيان العنصري الصهيوني على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا فيها منذ أن وجدت الأرض العربية، وذلك عبر ارتكاب المجازر المروّعة بحق الفلسطينيين، ولم تكتف سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعاً على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أرضهم حيت استمرت عصابات الاحتلال الصهيوني في مصادرة الأراضي الفلسطينية بشتى السبل والطرق فمازال سرطان الاستيطان يأكل الأرض الفلسطينية في الضفة وغزة وقامت قوات الاحتلال الصهيوني بالسيطرة الكاملة وشبه الكاملة على مساحات واسعة جدا من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف بناء مستوطنات أو التوسع فيها أو شق طرق التفافية للمستوطنين حتّى صار مجمل ما يسيطر عليه الكيان الصهيوني قرابة (85%) من مجمل مساحة أرض فلسطين التاريخية… لهذا فان إحياء ذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، ولا بكاء على ما مضى بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق بكل أشكال المقاومة. وقد شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا و تحريرها والتواصل معها. لقد سرقوا كل ما وقع تحت أيديهم من تراث ومعالم لذلك وجب علينا أن نستعيد تاريخنا من إحياء هذه الذكريات، تمهيدا لاستعادة جغرافيتنا المسلوبة. ذكرى يوم الأرض في هذه العام تأتي والعدو الصهيوني يواصل عملياته الإرهابية ضد أهلنا المرابطين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار وارتكاب للمجازر ضد الطفولة وضد الشجر والحجر وضد كل ما يرمز إلى هويتنا القومية. ذكرى يوم الأرض في هذه السنة تأتي في ظل مشاريع قديمة جديدة يسعى بمقتضاها الصهاينة الى تهويد القدس و غيرها من مدن فلسطين و قراها. و قد تجلى ذلك في ما أعلنوه من ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة و مسجد بلال بن رباح الذي يقع على مدخل بيت لحم قرب القدس الى ما يسمى باطلا بالتراث اليهودي كمقدمة لضم حوالي 150 موقع تاريخي اسلامي و مسيحي الى ذلك التراث المزعوم. يــوم الارض هو يوم فلسطين. يوم الكرامة و العزّة. يوم غزة و بغداد والجنوب والمقاومة وكل من قال لا ورفض كل مستوطن وعميل ومرتهن ومتواطئ وراضخ وخاضع وقابل ان يطأطئ رأسه للظلم واستسلم لأعداء أمته على أمته. في هذه المناسبة نستذكر شاعر الأرض الراحل محمود درويش عندما قال : أنا الأرض والأرض أنت خديجة ! لا تغلقي الباب لا تدخلي في الغياب سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل سنطردهم من هواء الجليل نعم سنطردهم، فما زالت الأرض عطشى، وما زالت الدماء تغلي في العروق، ولن يبخل العربي على أرضه بالبذور (الشهداء) ولا بالسقاية (الدم)، وسوف تنبت الأرض لنا أقمراً ونجوماً و أقواس قزح… وسوف تعود، لأن العودة قدر تاريخي وقرار قومي. عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس الكاتب العام عامر المنجة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي  بلاغ صحفي  


 تنظم جامعة تونس لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الأربعاء 31 مارس 2010على الساعة الخامسة مساء تظاهرة بمناسبة يوم الأرض وذلك بالمقر المركزي للحزب 80 شارع الهادي شاكر –تونس.     عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام


عملة الحضائر في بلدية ام العرايس- قفصة في اضراب

 


دخل اليوم 29 /03 / 2010 عملة الحضائر ببلدية ام العرايس – قفصة البالغ عددهم اكثر من 140 عامل في اضراب حضوري بمقر العمل احتجاجا على المماطلة في تسوية وضعيتهم وادماجهم حسب محضر اتفاق ابرم منذ سنة 2008 مع السلط الجهوية والمحلية يقضي بادماجهم وترسيمهم على دفعتين علما ان اغلب العملة قضوا عشرات السنين في العمل بالبلدية ولا يتحصلون على اية حقوق سواء من تغطية اجتماعية او منح او غيرها بل ان بعض العملة له 27 سنة وهو في هذه الوضعية. نقابي – قفصة مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية  


وزارة التربية وانتصار بالنقاط على النقابة العامة للعليم الثانوي


 
مثلت مسالة الأيام التكوينية   التي برمجتها الوزارة خلال العطلة الأخيرة  مجال تنافس وبالون اختبار بين إرادة الوزارة المصرة على انجاز الأيام التكوينية في موعدها وبين النقابة العامة للتعليم الثانوي التي اتخذت موقف رافض للأيام التكوينية خلال العطلة بل إنها دعت الأساتذة إلى مقاطعة الأيام التكوينية احتجاجا على برمجتها خلال العطلة من خلال بيان طغت عليه لغة التحدي لكن المتابع يلاحظ ان الايام التكوبينية أنجزت في موعدها وفي اغلب الجهات ولم يكن لدعوة المقاطعة أي تاثير يذكر خاصة وان الادارات الجهوية لجات الى سيناريوهات ملتوية ومتعددة لانجاحها من قبيل الترغيب والترهيب والتركيز على الاساتذة ذوي الوضعيات الهشة. عموما الايام التكوينية انجزت في موعدها وهو ما يعني نجاحا جزئيا للوزارة خلال هذه الجولة على حساب النقابة العامة   التي  تبين انها لا تتحكم جيدا في قاعدتها الاستاذية وان قنواتها الجهوية والمحلية في حاجة الى اصلاح لتسريع مرور المعلومة ووصولها الى الاساتذة اصحاب الشان  الاول. ويطرح هذا الفشل الاول عديد الاسئلة حول قدرة النقابة العامة على تاطير الاساتذة خلال  تحركات نضالية مستقبلية  وايضا في علاقتها بالوزارة التي يبدو  انها بصدد حساب  مدى تجاوب الاساتذة مع اول دعوة للمقاطعة يطلقها هذا الهيكل النقابي الجديد . اما الخاسر الاكبر فهو الطرف الاستاذي الذي بدا يغلب عليه الاحباط  ويفقد الثقة في كل شيء . عثمان التليلي  نقابي قاعدي من التعليم الثانوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


غياب حيادية الادارة الجهوية في حملة الانتخابات البلدية *ولاية المنستير نموذجا*

 


مراد رقية  
ان المتجول هذه الأيام عبر أكثر من وحدة من وحدات ولاية المنستير مثل قصرهلال والمكنين وزرمدين الى غير ذلك من الوحدات الأخرى ليلاحظ وأمام مقار المعتمديات والبلديات وجود لافتات مرحبة برأسي هرم السلطة بالولاية وهما والي المنستير ،والكاتب العام للجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي. وبرغم علمنا بالتوصيات الصادرة هذه الأيام عن رئاسة الجمهورية ورئاسة التجمع،وعن المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات،وبأن المسؤولين الجهويين مدنيين وسياسيين يتقاضون مرتباتهم من خزينة الدولة التونسية التي يموّلها عامة المواطنين أفرادا ومؤسسات فالمفترض تبعا لذلك وقوف الادارة الجهوية على الأقل في شقها الاداري على الحياد من كل القائمات المتهيأة لخوض غمار المحطة الانتخابية ليوم9ماي2010 الا أن وصول والي الجهة جنبا الى جنب مع كاتب عام لجنة التنسيق يفيدنا بما لا يدع مجالا للشك وللتقصي بأن الادارة الجهوية هي ليست على الحياد من هذه المحطة ،ولعل السبب في ذلك هو عدم الفصل بين التجمع والسلطة التنفيذية؟؟؟ لقد حضرت أشغال المجلس البلدي المتميز لمدينة قصرهلال ولاحظت حرص والي المنستير في تدخله على وجوب تكريس شمولية اللون الأحمر عبر شكر الحاضرين على دعم قائمات التجمع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية،وحثهم بذات المناسبة على وجوب التعبئة والاستعداد لمحطة9ماي2010 التي يجب أن تكرّس فردانية التجمع قياسا على محطة25 أكتوبر2009؟؟؟ والجميع يذكر بأن الخطب الرئاسية عبر المحطات الأخيرة أكدت جميعها على وجوب التزام احترام الرأي المخالف،وعلى ضرورة اتاحة الفرصة لجميع مكونات المشهد السياسي وصولا الى الغاء ثقافة التهميش والاقصاء التي اختزلتها في احدى الجلسات التمهيدية عبارة « البرّاني على برّة »،ولكن الممارسة تؤكد عكس ذلك تماما مما يبشّر بعدم تكافىء الفرص،وبالانحياز الكامل للادارة الجهوية للقائمات الحمراء المستفيدة لا من اختيار ثقة المواطن فيها وهي غير موجودة،ولكن من دعم الادارة اللامشروط لها،ومن استغلال أموال الخزينة العمومية دون قيود ولا محاسبة؟؟؟ ان التجمع الدستوري الديمقراطي الذي يعتمد التعيينات والتزكيات في صفوف القلة من مريديه،لا الانتخابات يوظف امكانيات المجموعة الوطنية للانفاق على المحطة الانتخابية البلدية من بدايتها الى نهايتها دعاية ووعودا وهدايا وسهرات وشماريخ،في حين تضطر القائمات المستقلة المعولة على ثقة ووفاء الناخب لا على سلطة الادارة،تضطر لتحمل كل الأعباء على وعد استرجاع نفقاتها اذا تخطت نسبة الثلاثة بالمائة وهو مظهر آخر من مظاهر الغبن المسلط على القائمات غير الحمراء،وهو درس يجب أن تستخلص منه الجماهير وخاصة دافع الجباية المحلية الدرس عبر التعرف على سبل انفاق الأموال العمومية والجباية المحلية من طرف صاحب الامتياز التجمع الدستوري وليس من عامة ممثلي الطيف المجتمعي والجمعياتي التونسي؟؟؟ ولعل ما زاد في استغرابنا ودهشتنا وصول والي المنستير مع كاتب عام لجنة تنسيق التجمع لمدينة قصرهلال المنشغلة هذه الأيام بصمت الادارةوالاعلام الموجه تجاه فضيحة رواق الاتحاد،وصوله لشحذ عزائم التجمعيين الهلاليين الذين يبدو بأنهم بلغوا أعلى درجات التشرذم والتناحر،وقد استوجبت »حصة الانصات والتقييم »التي انعقدت بمقر المعتمدية »تمليص الآذان » وتحميل المسؤولية لرأس الهيكل التجمعي بقصرهلال ما بلغته القواعد التجمعية من تفكك واهتراء لعله زاد  في تعقيد مهمة الادارة والديوان السياسي ولجنة التنسيق في ضبط قائمة المبشرين بالجنة الحمراء من مجموع ما تبقى من مريدي التجمع الدستوري بمدينة قصرهلال؟؟؟ ان احادية الخطاب و المواقف التي تميّز الادارة الجهوية تلقي بظلالها على محطة9ماي2010 التي يراد فيها للقائمات المستقلة »غير الحمراء »بأن تكون مجرّد مكمّل لحصة التعيينات التجمعية تماما كما حصل في محطة التعيينات التشريعية التي استأثر فيها التجمع صاحب مقولة »ادارة في خدمة المواطن »و »معا من أجل رفع التحديات » بنصيب الأسد ومنّ على بعض التنظيمات والدكاكين الديكورية ببعض المقاعد ايهاما لنا بوجود تعددية سياسية يعلم الجميع بأنها غير قائمة أساسا؟؟؟ لقد راكم التجمع الدستوري بقصرهلال الخيبات والتجاوزات التي شهد بها مريدي التجمع قبل غيرهم،وخاصة التجاوزات والخروقات المرتكبة من قبل البلدية التجمعية المنتهية مدتها والتي أصبح عامة الهلالية على علم وبينة من الفضائح التي تورطت فيها ولعل آخرها فضيحة »رواق الاتحاد »،وماوقوف السلطة الجهوية الى جانب هياكل التجمع بقصرهلال الا دليل على رضى هذه السلطة بتلك الخروقات والتجاوزات التي رفض برنامج »الحق معاك » الخوض فيها،وعلى عدم وقوفها على الحياد من كل تلك الملفات تطبيقا لمقولة لا فونتين:la loi du plus fort est toujours la meilleure. نهيب أخيرا بأحرار قصرهلال شيوخا وكهولا وشبابا،نساءا وشابات للاستعداد الكامل لمحطة9ماي2010 بمراجعة القائمات الانتخابية حصولا على بطاقاتهم المحجوزة ،المتحفظ عليها،اصلاحا لأخطائها المقصودة بهدف منع مشاركتهم،مع الاشارة الى تعمد البلدية التجمعية تغييب الشبان الذين بلغوا سن الثامنة عشرة وهم ذات الصنف الذي احتفل به في الاستشارة الشبابية الرافعة شعار »الشباب هو الحل وليس المشكل »،الاستعداد الأمثل حصولا على البطاقات المتلاعب بها،لمساعدة القائمة المستقلة التي أخذت على عاتقها  اعادة الثقة للعمل العام،ووضع حد للخروقات،وللتجاوزات المرتكبة بالليل وبالنهار تحت غطاء قانون الغاب ،وصمت السلطة الادارية خاصة في الملف-الفضيحة،ملف « رواق الاتحاد » الذي لعبت فيه المصاهرة الدور الأساسي؟؟؟ ان مدينتكم تنتظركم فلا تخذلوها،وتذكروا دائما قولة المرحوم المناضل أحمد بن سالم عيّاد التي أطلقها منذ سنة1949″البلدية مرفوضة لأنها مفروضة » رافعين شعار »أنتخب حقا لا شكلا،أو لا أدفع الجباية المحلية،كفى استبلاها للمواطن »؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 


خاطرة : قِمَمٌ قِمَمْ

 


قِمَمٌ قِمَمْ!!! لا تنزعج يا أيّها العربي واهدأ ثمّ نم فالفارس المغوار يحرس ثغرنا والقادة العظماء مجتمعون تحزبهم مشاكلنا ويعصرهم ألم لا تنزعج يا أيّها العربي يا طيف العدم لن يبخل العظماء عن أقصانا بأرواح وأموال ودم   قِمَمٌ قِمَمْ!!! يا أيها العربي لا تقلقت ولا تخشى الفشل فالحاكم العربي مغوار بطل والحاكم العربي إن غضب قتل والحاكم العربي عنوان الكرم بالغاز والبترول قد كفّى الأمم حتّى بني صهيون لم ينساهمُ والأولى بالمعروف أنساب ودم (أبناء العمومة) والحاكم العربي عين ساهرة في الجوّ والبحر وأنفاق الأمل (أنفاق غزّة) والحاكم العربي أفنى عمره في خدمة الأوطان من دون ملل عشرون عاما زد عليهم أو انقُصِ لم يسترح يوما ولم يعرف كلل لا يرتضي التّفويض يبخع نفسه يخشى على الأوطان من روع الزّلل   آهْ …  قِمَمٌ قِمَمْ!!! خمسون عاما … جوقة مخذولة عزفت لنا جبنا وغنّته بذل خضعت لصهيون وأمريكا ولم ترقب لنا إلاّ ولا صانت ذمم وغدا سيخطب قائد السّرب الفضيحة وسيملأ آذاننا قيئا وقهرا وخذلانا وهم   قِمَمٌ قِمَمْ!!! ضاعت القدس وأقصانا وبغداد الرّشيد يا أيّها العربي فالخطب جلل انهض … فالحاكم العربي قد خان ولم يُبقي أمل انهض لأمجادك لا عاش من يرضى بذل
العربي القاسمي نوشاتيل / سويسرا في 29 مارس 2010


استفتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الحملة الأمنية على المساجين الإسلاميين السابقين، ما هي دوافعها؟ منع الإسلاميين من إعادة تنظيم صفوفهم محاولة عزل الإسلاميين عن المجتمع إجراءات أمنية روتينية  

  منع الإسلاميين من إعادة تنظيم صفوفهم                      10.34 (39)  
محاولة عزل الإسلاميين عن المجتمع                        4.77% (18)  
إجراءات أمنية روتينية                                     84.88% (320)   مجموع الأصوات: 377   الحملة الأمنية على المساجين الإسلاميين السابقين، ما هي دوافعها؟   صباح اليوم الاثنين 29 مارس 2010، تشير نتائج الاستفتاء الذي دعا إليه موقع تونس-أونلاين.نت إلى تقدّم الرأي القائل بأنّ الحملة الأمنيّة التي تستهدف المساجين الإسلاميين هي إجراءات أمنيّة روتينيّة!… والتقدّم شاسع كما تبيّنه النتائج أعلاه، ما قد يجعل الملاحظ – لاسيّما الجاهل بالأحداث ودوافعها – يسلّم إذن بروتينيّة الروتين فيقبل بالإجراءات الأمنيّة ولا يعير الذين تستهدفهم اهتماما، طالما كان ذلك روتينا عايشه أو هو عايش أصحاب الحياة الرّوتينية الميّتة….   الاستفتاء تحدّث عن المساجين الإسلاميين دون غيرهم من المساجين السابقين ذلك أنّ الحملات لم تطل أحدا سواهم… ولعلّه لو عمّم ما غيّر في النّتيجة شيئا طالما سكن الرّوتين النّاس وقوْلَبهم على عدم الاستجابة إلى الاستفزازات… فلعلّ الاستفتاء أراد أن يستفزّ في النّاس معاني النصرة فينصروا مظلوما أو معاني الرّجولة فيقاوموا ظالما، ولكنّه (الاستفتاء) قد غفل ربّما عن فعل روتين كتّف الأيادي وعقد الألسنة وحبس الأفكار أكثر من عقدين من الزّمن إلى الدرجة التي صار معها الحبس أو القتل أو المراقبة المستمرّة أو ولادة من العزباء أو مبادلة بالنّساء أو محاولة منع الرزق الذي لا يُمنع وتقديم الآجال التي لا تُقدّم أمورا مقبولة…   وأسفي على هذا الذي صوّت للخيار الثالث كيف يؤسّس لروتينية الإجراءات البوليسية التي استهدفت نخبة المجتمع الطيّبة وغفلت أو هي هابت ووقّرت فسّاد أو مفاسد المجتمع النّاخرة لعظام المجتمع… فالروتين هو تناول الأشياء أو فعلها دائما بذات الطريقة المعتادة، وهو عند العسكريين درجة واهنة وهنانة لا تستدعي منهم أهبة أو تحضيرا أو استعدادا… فالرّوتين هو في النّهاية العادة والرّتابة والاستمراريّة الفاقدة للألوان؛ فلا جديد ولا تغيّر ولا حركة ولا تحريض ولا سبب للتحريض أي في كلمة تونسية قديمة « عجوز ما يهمّها قرص »…   فهل المصوّتون هنا مقتنعون برأيهم؟! وهل اقتناعهم بالرّأي – إن حصل – هو بيان للماهيّة الحقيقية لهذا الحكم البوليسي الذي باتت عادته الحَمْل على النّاس في بلدهم كي لا يأمنوا على أنفسهم وأولادهم؟! أو هو تعبير عن الموافقة لما يقوم به ذات النّظام ومساندة له في عدم القطع مع سياسة طال أمدها وعظمت خسائرها!.. فلا رغبة لهم في انفتاح ولا عدل ولا تآخ ولا أمن ولا أمان… ولا رغبة عندهم في اعتراف بآخر غير هذا الذي نسّاهم الآخر بما روّضهم عليه من روتين أمرض القلوب فما سلمت وغشّى البصيرة فما أبصرت وطمس العين فما رأت…   قد يقول قائل « ديمقراطيّ »: ولكن كيف تناقش نتائج أفرزتها الصناديق، وإذن كيف نأمنكم إذا ما سدتّم؟!… وأقول إنّي لا أناقش محتوى الصندون ولكنّي أتناقش مع الذّاهب إلى الصندوق ومع حارس الصندوق… فقد خشيت من خلال هذا التصويت أن يكون المصوّتون إنّما اصتفّوا روتينيا فصوّتوا للرّوتين دون انتباه إلى الخيارين الآخرين… وأمّا أنا فقد صوّت – بعيدا عن الرّتين – للخيار الثاني… ونسأل الله حسن الخاتمة… ولا بارك في سياسة بات روتينها حملات « أمنيّة » على المساجين وبات أمنها مفقودا في القلوب وفي السكن وفي الشوارع!… ثمّ لا أنسى في النّهاية أنّه استفتاء، والاستفتاءات في بلادنا العربيّة، وتونس مثالا قد بيّنت أنّ « الأغلبيّة » تصوّت للرّوتين!…     عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك  

 


لا تحزن يا عبد الحميد العداسي فحارس الصندوق معنا


المنجي السلماني
 

الحملة الأمنية على المساجين الإسلاميين السابقين، ما هي دوافعها؟ منع الإسلاميين من إعادة تنظيم صفوفهم42.30% (390) محاولة عزل الإسلاميين عن المجنمع22.34% (206) إجراءات أمنية روتينية35.36% (326) مجموع الأصوات: 922 « قد يقول قائل « ديمقراطيّ »: ولكن كيف تناقش نتائج أفرزتها الصناديق، وإذن كيف نأمنكم إذا ما سدتّم؟!…وأقول إنّي لا أناقش محتوى الصندون ولكنّي أتناقش مع الذّاهب إلى الصندوق ومع حارس الصندوق… »  مقتبس من مقال عبد الحميد العداسي يا سي عبد الحميد ها قد استجاب لك حارس الصندوق و غير نتائج التصويت في أقل من 30 دقيقة بعد ظهور مقالك « المؤنب للضمير » .. وفي ظرف  وجيز و قياسي  يعجز عنه حتى »فطاحلة » التزوير ـ عفوا اقصد التبرير ـ في بلداننا العربية و احزابنا الحاكمة أو المحكومة تغيّرت نتائج الصندوق المسكين الذي يدعي الجميع حبه وحب من يحترمه والرضى بما يجود به .. ولا تلاعب ببضاعته ولا احتقار لحكمه و لا استنكاف على الاحتكام اليه. في 30 دقيقة فقط يرتفع العدد الجملي من 377 الى 922 أى بزيادة 545 صوتا  ونسبة تنخفض من: 84.88%  الى 35.36% وهو عمل شبه مستحيل لأستحالة وجود هذا العدد من القراء في نفس الوقت و لهم نفس الراي في هذا الزمن القياسي، اضافة الى أن نظام الموقع لايسمح بالتصويت أكثر من مرة من جهاز واحد. لا يمكن ان نتهم هذا المعتدي على كرامة القارئ، (حارس الصندوق ) بانه ساذج او مغفل او حسن النية .. بل ما قام به من تصرف مهين هو امعان في الاستخفاف بعقولنا والتدليس المتعمد على الناس مع سابقيّة الاضمار وهو ما يجعلنا نشكك فى هذه الاستفتاءات، و في نتائجها  ونزاهة القائمين عليها. بهذا التصرف اللا اخلاقي الذي ينم على نفسية مريضة، يكون (حارس الصندوق ) قد كشف القناع عن تفكير متحجر وعقلية متحزبة لا تختلف مع احزاب السلطة في بلداننا لا في الشكل و لا في المضمون و خاصة المضمون وبذلك قد انكشف القناع يمكن القول : و اخيرا التحق الحبل بالدلو فاستقرا في قاع البئر و كما قال الشاعر « وتساووا جميعا فما مخبر  وماتوا جميعا ومات الخبر »  

قمة على شفير الهاوية .. كيف نتجنب السقوط ؟ تتحررالقدس عندما تتحرر الأمة من جلاديها ومحتليها

 


عبدالباقي خليفة عاد الرؤساء والأمراء العرب ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية العرب إلى قصورهم سالمين بعد حضور ما وصفت بالقمة العربية التي شهدتها مدينة سرت الليبية يومي 27 و28 مارس 2010 م دون الاتفاق على شئ له أهمية يعود بالنفع على الأمة الاسلامية والمضغة العربية جزء هام واستراتيجي في بنيتها الكلية . فقد تم تأخير كل شئ إلى  » القمة الاستثنائية  » التي يقال أنها ستعقد في شهر سبتمبر القادم . ويبدو أن ذلك تم حتى لا يدان الكيان الصهيوني ، في جريمة اغتيال محمود المبحوح ، كما تم إلغاء قمة تونس  حتى لا تتم إدانة نفس الكيان في جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمهما الله وبلغهما منازل الشهداء ، فتسقط الادانة بالتقادم . وهناك أسباب جوهرية أخرى لتأجيل النظر في المقترحات ، كاقتراح عمر موسى تكوين  » رابطة الجوار العربي  » وهي مقدمة لتأسيس  » رابطة الشرق الأوسط الكبير  » والذي يضم الكيان الصهيوني في مرحلة لاحقة . فإدراج تركيا كمرحلة أولى ليس سوى استدراج مقبول من قبل الشعوب المسلمة في الحيز العربي من الامة الاسلامية ، وبذلك يضرب عصفوران بحجر واحد ، وهما الوحدة العربية ، والوحدة الاسلامية   ، من خلال تكوين فضاء هلامي يضم دولا أخرى من افريقيا وآسيا ،وحتى أوربا ويا للمفارقة . وربما أوسع من ذلك ليشمل أمريكا. ويبدو الثمن الذي دفع للجانب الليبي ، لتكون القمة هزيلة ، وتخرج خالية الوفاض ، هو إلغاء تأشيرة دخول المواطنين الليبيين لدول  تشينغن والتي تضم جميع دول الاتحاد الاوروبي ، وسبق ذلك اعتذار ( غريب ) من الولايات المتحدة لطرابلس الغرب . ضلع آخر في أسباب تأجيل ( القمة ) إلى سبتمبر القادم ، يتمثل في إعطاء فرصة للكيان الصهيوني للقبول بمبادرة السلام العربية ، مقابل انضمامها لرابطة الجوار العربي ، وتحقيق حلم  » العقل الصهيوني والمال العربي  » ، وقد تم التركيز على موضوع  » رابطة الجوار العربي  » أكثر من اقتراح الرئيس اليمني إنشاء  » الاتحاد العربي  » بدل جامعة الدول العربية ، والتي كان انشاؤها باقتراح غربي ، حتى قيل  » أراد العرب الوحدة فألهوههم بجامعة الدول العربية ، وأراد المسلمون الوحدة فأنشئوا لهم منظمة المؤتمر الاسلامي  »  والجوار العربي ليس افريقيا وآسيا فحسب بل ايطاليا وفرنسا واسبانيا واليونان وقبرص ومالطا ، وبالتالي تأجلت آمال المسلمين للقمة الاستثنائية وذهبت صيحات أهالي غزة الذين تظاهروا مع وعود لملمة الصف العربي من قبل زعماء متفرقين ومتناحرين ومتصادمين ومختلفين وحتى معادين لبعضهم البعض ، وفاقد الشئ لا يعطيه ، كما يقولون . لقد استمرئ ، القادة العرب ، استغفال بعض الأوساط الغربية والصهيونية لهم بشكل يدفع للحيرة . لكن إذا أدركنا بأن المصالح الشخصية ومن ثم القطرية هي التي تملي على الأنظمة العربية مواقفها ، نعرف لماذا هم يتلاعبون بمشاعر الناس ومصائر الشعوب ، خدمة للأجندات الخارجية . ولو أخذنا مسيرة ما يسمى بالسلام والتي انطلقت من أوسلو قبل 18 سنة ، نجد  » العرب  » ينتقلون من ضياع إلى ضياع ، ومن فشل إلى آخر ،  ويسقطون باستمرار في الألاعيب السياسية للصهاينة والغرب على حد سواء ، فالصهاينة يعتبرون الضفة الغربية جزءا من أرض الميعاد ، ومستعدين لالهاء العرب 100 سنة أخرى في مفاوضات عبثية لا طائل من ورائها . وما يسمون بالقادة العرب ، لا يخفى عليهم ذلك ، ولكن لشعورهم بالعجز وافتقادهم للشجاعة لا يستطيعون قول ذلك  لشعوبهم ، فيلهون مواطنيهم الجياع والمتعطشين لتحرير الأقصى بطبخ الحصى لهم حتى يناموا بمفعول ما تنشره فضائيات أولئك القادة العظام من غناء ورقص وأفلام محلية وعربية ومدبلجة . في حين يستمر العدو في تهويد القدس وقضم الأراضي المحتلة . وفي ظل أوضاع بالغة التعقيد ، ولا سيما على الساحة الفلسطينية ، القضية الرئيسية للأمة ، إلى جانب قضايا أخرى من بينها ، العراق ، والسودان ، واليمن ، والصومال ، والمغرب ، نجد قادة الأنظمة العربية يهربون للأمام ، ويؤجلون البت في القضايا دون اعتبار لقيمة الزمن . لقد جرت  » القمة  » في ظل غياب عدد من الملوك والرؤساء والأمراء العرب ، وهو ما جرت عليه العادة في القمم الـ 22  وهو عدد الدول العربية . أي بمعدل قمة لكل دولة ، تساوي بدورها حلقة في مسلسل الاصفار ، في حال قارنا الخيبات بما يمكن وصفه جدلا وتجاوزا بالانجازات . جرت القمة والعدو الصهيوني يواصل تهويد القدس بل فلسطين كلها من خلال جملة من التغييرات الاستراتيجية على الأرض ، كبناء كنيس الخراب ، في القدس . وتوسيع الاستيطان في المدينة المقدسة ولا سيما في القدس الشرقية . بينما يتخبط قادة الأنظمة العربية ، بين دعوة الفلسطينيين إلى مواصلة المفاوضات غير المباشرة مع العدو ، وبين القول بعدم استئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان .ولم يعطهم العدو حتى فرصة لاقناع شعوبهم بالملهاة الجديدة واللعبة القائمة ، من خلال أحداث الأقصى في 5 مارس 2010 م وما جرى فيها من مواجهات بين قوات الاحتلال والشعب الفلسطيني مما أدى إلى جرح 71 فلسطينيا . يدرك قادة الأنظمة العربية أنهم أعجز من أن يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية ، ليس بسبب افتقاد الوسائل ولكن لغياب الارادة ، فكل زعيم لنظام تربطه مع الأطراف الصهيونية والغربية مصالح خاصة ، ومصالح تتعلق بنظامه وسلطته ، تعجزه عن فعل شئ للامة ولفلسطين . ولو تمعنا في ما قاله ( الأمين العام ) لجامعة الدول العربية عمر موسى للقناة السعودية الأولى قبل انعقاد قمة سيرت ، لتبين للجميع الموقف العربي الحقيقي من القضية الفلسطينية فعندما سئل عن عجز الجامعة عن ايجاد حل للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية الأخرى أجاب بكل بساطة  » لم تستطع الامم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد الاوروبي فكيف تحلها الجامعة العربية  » ؟!!! فهم منهزمون في أعماق أعماقهم إلى حد الاعتراف بالعجز ، وما يقولونه في وسائل الاعلام مجرد ضحك على الشغوب واستغفال لها . وهم يعلمون أن المبادرة التي قدموها في قمة بيروت سنة 2002 م رد عليها الكيان الصهيوني بمحاصرة عرفات ومن ثم قتله بالسم . ودعوة عمر موسى إلى موقف موحد في حال فشل السلام مع الكيان الصهيوني ، وكأن المفاوضات لم تفشل أصلا ، محاولة لتغطية الفشل ، وإخفاء العجز ، فقادة الأنظمة العربية يدركون  أن الصهاينة والغربيين يلاعبونهم ، كما يلاعب الكبار الصغار والذين يعلمون محدودية التفكير لدى من هم دونهم فيمررون عليهم حيلهم وألاعيبهم . وقد اعترف عمر موسى بذلك في الحوار المشار إليه ، حيث ذكر كتاب  » الألاعيب السياسية  » الذي صدر مؤخرا في أكثر من ألف صفحة ،ويتحدث بالأسماء والوقائع عن وقوع قادة الأنظمة العربية والمفوضين باسمها ، ومن بينهم عمر موسى كما اعترف بذلك ، في ألاعيب الساسة الصهاينة والغربيين . إذن قمة سيرت تكرار لتلك الالاعيب وذلك الفشل المستمر منذ قيام النظام العربي الرسمي في أربيعنيات القرن الماضي ، ولا يزال مستمرا بنفس الوتيرة حتى اليوم ، ويتحدث عن امكانية فشل عملية السلام كما لو كانت لم تفشل من خلال ما يجري على الأرض ومن ذلك بناء 1600 وحدة سكنية فوق الأراضي المحتلة سنة 1967 م ، واستمرار حصار غزة الذي تجاوز الألف يوم ، عند انعقاد قمة سيرت . لم تأت ( القمة بضم القاف ) والتي لها مدلول خاص في اللهجة المغاربية ، ولا سيما التونسية والليبية ، على قضية الأسرى ، ولم يتحدث أحد غير أهالي الأسرى ، والذين يشعرون بوجعهم ، عن صندوق لدعم الاسرى وذويهم ولا التحرك على الصعيد الدولي لتقديم المجرمين الصهاينة للقضاء الدولي ، وجعل عام 2010 م عام الأسرى الفلسطينيين والأحرار في سجون الأنظمة العربية ، ودعم المقدسيين وصمودهم بل الفلسطينيين عموما داخل الارض المحتلة . لقد بدا العدو واضحا فيما يريد ، مما أربك دعاة الاستسلام ، من خلال هدم المنازل وتهجير الفلسطيين وتغيير البنية الديمغرافية واستمرارالحفريات تحت المسجد الأقصى ، وانتهاك حرمته واغلاق أبوابه في وجه المصلين ، ومحاولات اقتحامه ، والسعي لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه ، واعلان المسجد الابراهيمي في الخليل تراثا يهوديا ، ومسجد بلال بن رباح ، وأسوار البلدة القديمة في القدس ضمن قائمة التراث الصهيوني . واستمرار حصار غزة للسنة الرابعة على التوالي ، ولم تصدر قمة سيرت قرارات واضحة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر أمام الاشخاص والبضائع ، واتخاذ قرار عاجل باعادة بناء المنازل وترميم المتصدع منها من جراء العدوان الاخير ، وإعادة النظر في الموقف السياسي لقادة الأنظمة العربية ، ليس بالذهاب للحرب التي تبقى خيارا لا سيما إذا فرضها العدو علينا ، وإنما بتصحيح المسار وإعادة الاعتبار للجماهير والامة وقواها السياسية ومجتمعها المدني وأصوات الأحرار الداعية لاشراك الامة في اتخاذ القرار إن لم يسلم لها لتولي أمرها بنفسها .  وبدل إدانة الانقلاب على نتائج الانتخابات في الأراضي الفلسطينية خارج الخط الأخضر ، والتخلص من التدخل الخارجي وإدانته ، وإعادة وثيقة المصالحة إلى نصها الذي وافقت عليه حماس ثم فوجئت باحداث تغييرات عليها عند التوقيع ، بدل ذلك يواصل البعض ، ولا سيما مصر إدانة موقف حماس ، والسعي مع الكيان الصهيوني للاطاحة بها من خلال جدار العار ، والذي يمهد لعدوان صهيوني على غزة ، كما يصرح بذلك قادة العدو . كل ذلك يجري والجماعة لا يزالون يخطبون ويظنون أنهم أسمعوا شعوبهم ما تريد سماعه ، بينما الشعوب لم تعد تقنع بما تسمع ولكن بما ترى ، حتى لو قال البعض ذلك ، كما لو أنه فرد في الامة وليس معنيا بالفعل والانجاز . ففشل العرب في وقف الممارسات الصهيونية الماضية في تهويد القدس مرجعه غياب الخطط الجاهزة للرد ، والتي تأخذ طابعا رقميا أو حروفيا كما يعمل العدو الذي لديه خطط للتراجع لو اضطر إلى التقهقر في مساعيه الرامية لتهويد فلسطين وطمس المعالم الاسلامية وربما المنطقة بأسرها وليس القدس فحسب . ومن ذلك اتخاذ قرار برفع الحصار عن غزة فورا ، ولو بقرار فردي من القاهرة مدعوما عربيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاعلامية وفي الساحات العربية والاسلامية والدولية . إن غياب بعض قادة الأنظمة العربية عن حضور القمم كما جرى مؤخرا مثل غياب رئيس لبنان ، والعراق ، ومصر ، ودولة الامارات العربية المتحدة ، إلى جانب ملوك السعودية ، والبحرين ، والمغرب ، ساهم في تكريس الانطباع عن العرب بأنهم متشاكسون  » تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى  » بل هذه الآية لا تنطبق عليهم  ، فهم أقرب لقوله تعالى  » فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء  » لمخالفتهم أمره سبحانه . وكان غياب دولة الامارات ، مميزا مما يجعل إدانة انتهاك الموساد الصهيوني للأراض الاماراتية ، واغتيال الشهيد محمود المبحوح ، غير ذي جدوى .وكان بالامكان أن يكون الوضع أكثر سريالية لو تمت دعوة حركة حماس أو رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لحضور المؤتمر ، حيث تم تسريب تهديدات لزعماء عرب بمقاطعة القمة في حال دعيت حماس كوفد أو ممثلة في رئيس مكتبها السياسي . فيما تبارى بعض من حضر ( القمة ) في كسب ود الجماهيرالعربية بخطابات حماسية ومرثيات بدون برامج ، وبدون مشاريع ، وبدون خطط قابلة للنقاش والتنفيذ . على قادة الأنظمة العربية أن يجيبوا الآن ، عن سؤال ما الذي أعدوه لانقاذ القدس وتصفية آثار عدوان 1967 ؟ . ما الذي قدموه لاعمار واسكان الفلسطينيين ودعمهم في مواجهة التهويد والاستيطان وحماية اسلامية القدس وعروبتها ودعم صمود الفلسطينيين ؟.  ما الذي قدموه في القمة على صعيد التحرك الدولي لتحقيق الدعم للقضية ؟  ما الذي أعد على الصعيد الاقتصادي لهذا الغرض ؟ ما التغييرات التي يتخذونها لاحترام الانسان ، وتنقية الاجواء ، حتى أصبح زعماء الأنظمة العربية  كأطفال مشاغبين داخل صف دراسي يديره أستاذ ضعيف الشخصية ؟. ماذا عن الانتقال لمجلس الامن لعرض مشروع قيام دولة فلسطينية على حدود 67 ؟ وماذا عن رفض الصهاينة  بوقاحة وجهرا حدود 67 ؟ وهل سيصمدون في رفض المفاوضات غير المباشرة دون وقف الاستيطان أم يواصلون المواقف البرتوكولية الهزيلة التي لا ترقى لمستوى التحديات والتهديدات التي يتعرض لها الاقصى ، بل الأمة بأسرها ؟ هل يستمرون في محادثات إضاعة الوقت ليكمل العدو جريمته ويكشف البعض بذلك عن تواطئ واضح ؟. هل يستمرون في تكريس الوصاية على الشعوب والامة ، والاستمرار في اعتقال الاحرار ومنع المظاهرات وجمع الاموال لفلسطين ؟ . القضية ليست قضية تدوير منصب الامين العام ، ولا رصد 500 مليون دولار للقدس ، يعتقد من تحدث عنها أنها لن تصل كما لم يصل مبلغ ملياري دولار لغزة ، تحدث عنها في قمة الكويت . وليست القضية فيما يجري في اليمن ولا في الصومال منذ 3 عقود ولا العراق منذ احتلاله سنة 2003 م وإنما هي قضية نظام عربي تغير العالم من حوله وظل على حاله . المشكلة ليست في القمة ومن يحضرها ولا يحضرها ، ولكنها في العمالة ، وفي الاستبداد والتواطئ مع الأعداء . وفي السرقات ونهب ثروات الشعوب ، ودفع الأتاوات والجزية للاخرين ، ورهن الامة وحاضرها ومستقبلها وحتى ماضيها للاخرين … أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع ، وتسكن في أوطان كما لو كانت قطعان من الماشية .. أمة تعاني من الرشوة والفساد والمحسوبية والتجزئة .  الهيكلة الحالية للانظمة العربية لا تساعد على حل أي مشكلة . فما يريده العرب لا يمكن أن تحققه القمم ولا الانظمة مجتمعة . إذ أن مصلحة الفرد ( الزعيم ) فوق النظام ، والنظام فوق الدولة ، والدولة فوق العرب  جميعا . إن غياب آلية في اختيار من يمثل الناس والشعوب والامة ، وغياب الحريات العامة . جعل من لم ينتخبه أحد يصرح في وقاحة  » السلام خيار استراتيجي وليذهب للحرب من لم يوقع مع اسرائيل اتفاقية سلام  » . ولمعالجة فشل قادة الأنظمة العربية لا بد من إدخال عنصر جديد هو العنصر الاسلامي والانساني الدولي وتنويع دوائر الدعم للقضية الفلسطينية ، دون خلط ، فليس الجوار العربي بديلا عن الحل الاسلامي ، وليبقى في إطار الدوائر المساعدة وليس دائرة واحدة تقضي على التمايز الاسلامي . لتبقى دول عدم الانحياز دائرة والمنظمات الحقوقية والاحزاب والحكومات المنصفة في الغرب والشعوب الغربية دوائر مستقلة تدعم الدائرة الاسلامية ، وليست جزءا من جوار لا يؤمن جوره . لا بد من استراتيجية للتعاطي المباشر مع شعوب العالم . فالقول بأن تديين القضية سيعطي اسرائيل دعم المنظمات المصهينة يثير السخرية كما لو أن هذه المنظمات لا تدعم اسرائيل فعلا . وكيف نمنع مسلم من التعبير عن اسلامية القدس وربطها بعقيدته ودينه ، وكيف يمكننا أن نقول له : يمكنك فقط  التعاطف الانساني .. هذا الكلام ولا شك ، خاص بالدوائر الانسانية ، خارج الحقل الاسلامي الكبير من طنجة إلى جاكرتا ، والأطراف المرتبطة بهذا المركز في العالم ؟!!!  

في العراق اليوم.. العلمانية أم الإسلام؟


راشد الغنوشي  
في ظل الاحتلال -وباستثناء المنطقة الكردية شبه المستقلة- مثلت الأحزاب الإسلامية وبخاصة ذات المرجعية الشيعية، العمود الفقري للعراق الجديد، إذ أمكن لها أن تملأ الفراغ الذي تركه تفكيك الدولة العراقية الوطنية، لتؤسس لدولة ذات صبغة أيدولوجية طائفية صارخة، بدءا بالأجهزة الأمنية والجيش، وانتهاء ببرامج ومؤسسات الصحة والتعليم والثقافة والدبلوماسية، ما قدم وقودا للتطرف والإرهاب المضاد. ورغم أن الهوس الطائفي والقتل على الهوية قد خفّت حدتهما مع المالكي كخطوة في اتجاه استعادة الوطنية العراقية، فإن ذلك لم يغير كثيرا من الطبيعة الطائفية للدولة، ومن مرارات التمييز، زادها حدة البروز المجدد لملامح من شبح صدّام طائفي، وهو ما يفسر في الانتخابات الأخيرة انحسار الشعارات الطائفية لحساب الشعارات الوطنية العلمانية. تؤكد النتائج النهائية تراجعا نسبيا للأحزاب الطائفية وتشظّيها، ومن ذلك تصدّر القائمة العراقية المتجاوزة للطائفية، وتليها قائمة دولة القانون الأقل طائفية من مثيلاتها، مستفيدة مما وفره لها الحكم من امتيازات وفرص للرتع. والسؤال هو: هل هناك فرصة أمام العراق لاستعادة وحدته الوطنية واندماجه الطائفي والعرقي الموروث على يد أحزاب ذات مرجعية إسلامية، أم أنه ضمن الظروف القائمة ستكون العلمانية المنفتحة خياره الوحيد؟ 1- أول ما يصدم في النتائج المعلنة: أ- أنه من غرائب انتخابات العراق أنه خلافا للمعتاد من أن المعارضة هي التي تشكك في النتائج، فاجأ رئيس الوزراء الجمهور بصبّ جام غضبه على اللجنة المشرفة على الانتخابات، فيما يشبه الرفض لعملها، مع أنه منذ أيام قليلة كان قد أثنى عليها عندما كانت بوادر النتائج لصالحه، فهل يكون مقياس نزاهتها مدى ملاءمة النتائج له؟! ومعناه أيضا أن السيد المالكي خلال سنوات قليلة من إقامته في المنطقة الخضراء تماهى مع السلطة بل مع الدولة، فلا يكاد يقدر على تصور نفسه خارجها، حتى جاء الشعب يوقظه، مع أنه ليس من المستبعد بذله الوسع لاحتفاظه بالموقع بكل وسيلة متاحة، ولذلك كانت صدمته كبرى. ب- انهيار جبهة التوافق (التكتل السني) فكان سقوطها مريعاً من 45 نائبا إلى ستة نواب فقط، وذلك بعدما فشل عمودها الفقري -الحزب الإسلامي- حتى في الاحتفاظ بتحالفاته السابقة، بله عن إضافة تحالفات جديدة، بل فشل حتى في الاحتفاظ بقياداته فتوزعوا على مختلف القوائم وبخاصة القائمة العراقية، حيث مثلوا مكونها الأساسي بزعامة طارق الهاشمي ورافع العيساوي وعبد الكريم السامرائي وأسامة النجيفي.. بما بدت معه العراقية كأنها ممثل السنة الحقيقي، مع أن متزعمها شيعي علماني، وهو ما جعل الموقع الطبيعي للحزب الإسلامي وسط حاضنته السنية أي « العراقية » على أي صورة ممكنة. أما وقد فشل في ذلك وأفرد.. فهو ما سيجعل مركزه السياسي بل استمراره مهددا، ما لم يصحح موقعه ويتموضع في مداره، ويقوم بمراجعات جذرية لسياساته ولمنهج إدارته لعلاقاته الداخلية بين السياسي والدعوي. ج- رغم بروز اتجاه عام نحو تفكك الكيانات الطائفية والعرقية، فتفككت جبهة التوافق وحصل قدر من التفكك شيعيا وكرديا، فإن التشيع حافظ على جسمين قويين ما كان لأحدهما على الأقل (الائتلاف الوطني) أن يقوم لولا الراعي الإيراني الحاضن، وهو ما يفتقده الوسط السني الذي يعاني حالة من اليتم مريعة لولا دخول تركيا على الخط حادبة على العراقية. أما ائتلاف المالكي فقد كان إلى جانب استفادته من موقعه في السلطة وما توفره من إمكانات هائلة في بلدٍ دولة القانون هي طموح، قد أفاد مما أضفته سياساته على شخصيته من سمت زعامة وطنية حازمة برزت من خلال تصدّيه للعنف الطائفي وما أبداه من قدر من التأبي إزاء طلبات الاحتلال والضغوط الإيرانية، وهو سمت مرغوب عراقيا توفره في زعامة بلد كبير كان له من الأمجاد ما لم يكن لغيره في العالمين. د- رغم ما اعتور هذه الانتخابات من ضروب بخس لقدرها، سواء أكان بسبب طعون في نزاهتها أم كان بسبب جريانها في ظل الاحتلال وتحت سقفه، فإنها بالمقاييس العربية لا يمكن اعتبارها إلا أنها من أفضل الموجود إن لم تكن أفضله من جهة حجم المشاركة (62%) ومن جهة تنوع الجماعات المشاركة، بما جعل النسبة التي حصلت عليها القائمة الأولى لا تكاد تصل إلى 20%، وهو ما يجعل المسافة بينها وبين معتاد النسب العربية (80 إلى 99%) لا تقارن، بما سيفرض التحالف بين عدة قوائم من أجل تشكيل الحكومة. هـ- ومن علامات الصدق في مثل هذه الانتخابات، توفّرها على إمكان صنع المفاجأة وصعوبة التنبؤ بالنتائج، بينما لا أحد في انتخابات مصرية أو تونسية مثلا يتوقع مفاجأة تقلب موازين القوة! و- المؤلم أن مثل هذه الانتخابات الحاملة بإمكان صنع المفاجآت لم تكد تتوافر إلا في ظل الاحتلال. ز- الولايات المتحدة التي تورطت بغباء لا نظير له في مأزق احتلال للعراق قادها والعالم إلى كوارث بلا حدود، وهي مصممة على الخروج من الحفرة -إذا استطاعت- في أجل محسوم، لم تكد تبدي اهتماما كبيرا بنوع الجهة التي ستفوز في هذه المنازلة، فهي وإن كانت لا ترغب في استمرار احتكار القبضة الشيعية لمقاليد الأمور حتى لا تترك وراءها عراقا في حضن إيراني وكأنها إنما حركت جيوشا عرمرم من أجل ذلك، هكذا الأحمق، إلا أنها في خضم مزاج من الإحباط يستبد بها، لم يعد يهمها من العراق غير الخروج من الحفرة. أما موقع العراق الجديد من إيران فالأمر على خلاف ذلك تماما. العراق هو الخندق الأول في جبهة أمنها القومي، ولذلك كما سهّلت مهمة استدراج الضبع الأميركي إلى المستنقع العراقي لاستنزافه، ولتحقّق بأظلافه ما عجزت عنه بأسنانها، فقد صممت على احتواء البلد. من هنا مثلت بدايات الإعلان على تقدّم العراقية حالة استنفار، اقتضت مما اقتضت الدعوة على عجل إلى طهران، ممثلي القوائم المتحالفة معها لحملهم على توحيد الكلمة حتى لا تتعرض جهود ومكاسب واختراقات السنوات الطويلة للخطر، مع بروز إمكان انتقال الحكم إلى العراقية حلفاء تركيا. ح- من مفاجآت هذه الانتخابات ليس السقوط المريع لجماعات بل السقوط المريع أيضا لرموز دينية مثل الشيخ جلال الصغير والشيخ همام حمودي ورموز سياسية مثل موفق الربيعي والجبوري والحاجم الحسني. ط- ومقابل ذلك حققت الزعامات السابقة في الحزب الإسلامي فوزا ساحقا وعلى رأسهم الهاشمي. فهل مواقف الأشخاص أم أحزابهم كانت هي مقياس الحكم؟ 2- لم تختلف تجربة حكم أحزاب إسلامية شيعية في العراق وعلى نحو ما في إيران، عن أشباهها السنية في أفغانستان والسودان والصومال.. من حيث عجزها عن إدارة الاختلاف سلميا وديمقراطيا، في مجتمع متعدد دينيا وعرقيا ومذهبيا، دون اللجوء إلى منطق الإقصاء والعنف بنزوع عارم إلى الاحتكار والانفراد، قد يبلغ حد تكفير المخالف لتسويغ استئصاله. صحيح أن للاحتلال وللضغوط والإغراءات الخارجية إسهاما فيما حصل من قبيل فرّق تسد، إلا أن ذلك لا يخفي ضعف موروث الفكر السياسي لدى هذه الجماعات وما يحمله من عوائق ذات طبيعة دينية سرعان ما تنقل المنافس على السلطة من موقع الشريك بالتساوي في الوطن، إلى موقع العدو الخائن والكافر الذي يحل بل يجب إقصاؤه واستئصاله. في موروثنا الثقافي السياسي إعاقة لم يتم تجاوزها، تتمثل في الخلط بين ثوابت الدين وهي مشتركة بين المؤمنين، وبين ما يختلف الناس حوله من شؤون الدنيا ومنها شؤون الحكم التي اكتفى فيها الدين بالتوجيه إلى العدل والشورى اشتراكا في الرأي بدل الانفراد. ومن مشتركات الدين ومقاصده يمكن أن تنبثق برامج وتصورات متعددة تؤسس لتعددية سياسية حزبية كما تأسست في الفقه تعددية مذهبية، تعددية فكرية وسياسية يتم الحسم بينها عندما يقتضي الأمر قرارا عمليا باللجوء إلى الشورى التي فشلنا في تحويلها إلى أداة للحكم، حيث نجح الغرب عبر الديمقراطية فغدا يدير اختلافاته على اتساعها سلميا، وظلت صراعاتنا على السلطة تدار بالسيف أو بالتسليم للمستبد، حذر الفتنة، ولم يشق طريق بين قرني الإحراج، طريق التغيير السلمي عبر الجهاد المدني. 3- إن تصور الدين نقطة يحتكر الوقوف عليها هذا الحزب أو ذاك بدل كونه مرجعية فكرية وقيمية وتشريعية قابلة لأن تنبثق منها تصورات وجماعات بلا حصر، هو ما قاد في التجربة الغربية إلى إقصاء الدين من المجال العام وحصره في خصوصيات الناس، بينما في تجربتنا ظل الدين مجالا مفتوحا للاجتهاد بما أتاح نشوء تعددية دينية ومذهبية بلا حد، إلا أنه في المجال السياسي لم تتوفق تجربتنا في تطوير الشورى إلى نظام سياسي يجسد التوجيه القرآني « وأمرُهم شورى بينهم ». ولقد حدّ من سلبية ذلك أن تدخّل الدولة التقليدية كان محدودا جدا في النشاط الديني والاجتماعي، وتلك كانت خلفية ثورة الإمام أحمد على دولة العباسيين، إذ طمحت إلى فرض فهم محدد للإسلام دينا ملزما. وخلافا لذلك فإن طبيعة الدولة الحديثة شديدة التدخل وقد جعلت أتاتورك وبورقيبة مثلا يطمحان حتى إلى التحكم في الشعائر الدينية، كما جعلت وزير التربية في العراق الجديد لا يتردد في إصدار برنامج موحد لأبناء العراق مصطبغ بصبغة طائفية صارخة حملت حتى بعض مراجع الشيعة على استنكارها. هذا المنزع الديني الطائفي جعل مستحيلا نشوء حزب عراقي فوق طائفي، وهو ما حملني يوما وأنا أمازح صديقيَّ الدكتور إبراهيم الجعفري والدكتور أسامة التكريتي يوم كانا زميلين في المهجر قبل انخراطهما في العملية السياسية، إذ سألت زعيم حزب الدعوة: العراق متعدد، فهل في حزب الدعوة مكوّن غير شيعي؟ فأجاب بالنفي، وهو نفس جواب ممثل الحزب الإسلامي عندما سألته: هل في الحزب الإسلامي مكوّن غير سني؟.. حملني أن أقول مازحا: يبدو أن حزب البعث -على دكتاتوريته البغيضة- أصلح لحكم العراق إذا أردنا أن يظل هناك وطن اسمه العراق، لأن البعث المجتث كان يتوفر على كل المكونات العراقية: سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين.. صدام وسعدون حمادي وطه ياسين وطارق عزيز. 4- الحقيقة أن هذا التطييف للأحزاب الإسلامية ليس حتميا ولا موروثا، فقد كان الحزب الإسلامي يستقطب سنة وشيعة، وحزب الدعوة قريب منه جدا، بل كان من زعماء الشيعة زعماء لكل العراق مثل محسن الحكيم. كما كان لزعماء السنة مثل الشيخ الصواف مؤسس الإخوان في العراق، أتباع في كل العراق. وفي مؤتمر القدس في ديسمبر/كانون الأول 1931 أمّ آية الله كاشف الغطاء صلاة الجمعة بكل العلماء المؤتمرين. إذن ستظل التكوينات العلمانية المنفتحة أصلح لحكم العراق، إلى أن تنجح الأحزاب الطائفية في الارتقاء بفكرها من المستوى الطائفي المنغلق إلى المستوى الإسلامي المنفتح على كل مكونات مجتمعاتنا المذهبية والدينية والعرقية، على أساس مبدأ المواطنة والاشتراك في برنامج وطني لحل مشكلاتنا منبثق من اجتهاد يستند إلى مرجعية أمتنا الإسلامية الحضارية التي تشترك فيها كل مكونات الجماعة الوطنية، فكلها مسلمة بالعقيدة والحضارة أو بالحضارة. 5- إن مستقبل العراق الحضن الأخصب والأعرق لحضارتنا، للغتنا وأدبنا وفقهنا وسائر علومنا ولأرحب تعددية دينية عرفها التاريخ حتى لكأنه متحف للديانات شاهد على عمقه الحضاري، مرتبط بمدى تطور أحزابه الدينية والعرقية من المستوى الطائفي الذي هي عليه الآن بما جعل الحزب الإسلامي مثلا عاجزا حتى عن استيعاب المكون السني الكردي بله أن يستوعب المذاهب غير السنية والديانات، ومثله نظراؤه في الطائفة الشيعية. وإلى أن يحصل ذلك التطور تظل العلمانية المنفتحة التي مثلتها « العراقية » فاحتضنت في ذكاء ممثلي أهم مكونات الجماعة الوطنية العراقية، التطور الأبرز في الانتخابات الأخيرة وبصيص الأمل -حسب تعبير صديقنا المؤرخ بشير نافع- في بقاء وطن عراقي موحد. 6- واضح ما كشفت عنه الانتخابات من توجه وطني للسنة سافر وعارم وطنيا بعيدا عن الطائفية، والطائفية فيها ليست أصيلة بل طارئة عابرة، بل رد فعل، فالجسم الرئيسي للأمة لا يكون طائفيا، حتى كانت هي التي صفّت الحساب مع التوجهات السلفية القاعدية المتطرفة في طائفيتها، بخلاف التزحزح عن الطائفية المذهبية لدى الشيعة والطائفية العرقية لدى الأكراد، إذ رغم ما حصل فيهما من اهتزاز وتحرك في الاتجاه الوطني فإنه نسبي نحسب أنه سيتعزز في الانتخابات القادمة، فيشفى العراق من مرض الطائفية الذي دمره ويستعيد عافيته قلعة من قلاع الحضارة العربية الإسلامية تحتضن في سماحة كل الطيف التعددي الديني والمذهبي والعرقي الواسع الذي أنتجه على امتداد التاريخ هذا الرحم الخصيب، فيتعايش الجميع على بساط المواطنة، ويتم الاستقطاب السياسي على أساس برامج ومواقف لا على أساس الهويات.. « وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 مارس  2010)


اختبار الأمة في امتحان القمة


فهمي هويدي عندما قال رئيس الوزراء التركي أمام القمة العربية إن مصير إسطنبول مرتبط بمصير القدس، ومصير تركيا مرتبط بمصير العالم العربي، فإنه بدا كأنه يغرد خارج السرب، لأن أغلب سامعيه من القادة العرب يبدو كأن لهم رأيا آخر في المسألة. (1) فاجأنا السيد رجب طيب أردوغان وذكرنا بحقيقة إستراتيجية نسيها كثيرون وتجاهلها الباقون، وهي أن نجاح إسرائيل في تهويد القدس واقتلاع الفلسطينيين منها يعد تتويجا لانتصارها وتمكينا يطلق يدها في المنطقة بأسرها، ليس فقط باعتبارها مشروعا توسعيا واستيطانيا، ولكن أيضا بحسبانها رأس حربة لمشروع الهيمنة الغربية، الراعي الحقيقي للدولة العبرية. وأمام ذلك التمكين فإنه لن يكون أحد بمنأى عن الخطر، ليس في العالم العربي وحده، وإنما أيضا في تركيا وإيران تحديدا، ذلك أن القدس من هذه الزاوية ليست مدينة فلسطينية عادية يتم تهويدها وابتلاعها، ولكنها رمز للعالم الإسلامي كله.  » نجاح إسرائيل في تهويد القدس واقتلاع الفلسطينيين منها يعد تتويجا لانتصارها وتمكينا يطلق يدها في المنطقة بأسرها، ليس فقط باعتبارها مشروعا توسعيا واستيطانيا، ولكن أيضا بحسبانها رأس حربة لمشروع الهيمنة الغربية  » لقد وصف أردوغان ما تفعله إسرائيل في القدس بأنه ضرب من الجنون. وتلك قراءة صحيحة من المنظور الإستراتيجي، لذلك فإن الاستمرار في ممارسة ذلك الجنون، ومن ثم تحويل اللامعقول إلى معقول، وترجمة العربدة الهوجاء إلى واقع يفرض نفسه بالقوة على الآخرين، يطرح معادلة جديدة تماما في المنطقة، تقلب موازينها وتهدد مستقبلها وتفتح شهية « المجانين » للإقدام على مزيد من التغول والاستقواء. هذا الذي أدركه رئيس الوزراء التركي، استحق أن يصفه الشاعر مريد البرغوثى بأنه « العربي الوحيد » في القمة، لكن الملاحظ أن العواصم العربية تتعامل معه بقدر مدهش من التراخي واللامبالاة، يختزل رد الفعل في بيانات للتنديد فقدت معناها وجدواها، وقرارات حذرة ليست في مستوى التحدي أو الخطر، تراوحت بين إنشاء مفوضية للقدس، وإعانة أهلها بخمسمائة مليون دولار، والاستغاثة بمحكمة العدل الدولية التي سبق لها أن أدانت إقامة الجدار، ولكن إسرائيل قابلت قرارها بازدراء واستهتار مشهودين، ونفذت مخططها كاملا بمباركة ورعاية من جانب أركان الهيمنة الغربية، ممثلة في الولايات المتحدة والرباعية الدولية. (2) حين انعقدت القمة في سرت كان التحدي صارخا ومحرجا للقادة العرب، فالسيد نتنياهو أعلن صراحة في واشنطن -في عقر دار الراعي الأميركي- أن القدس خارج المناقشة، وأن عملية تهويدها واقتلاع الفلسطينيين منها لن تتوقف. ولم يكذب رئيس بلدية المدينة خبرا، فلم يتوقف لحظة عن عملية الهدم والبناء سواء في الأحياء العربية أو بجوار المسجد الأقصى وتحته، حتى أصبح انهياره مسألة وقت لا أكثر، وهو جهد توازى مع استمرار محاولات اقتحام المسجد الأقصى من جانب مستوطنين وتحت رعاية الشرطة. في الوقت ذاته فإن حملة بناء الوحدات الاستيطانية تشهد اندفاعة قوية في الضفة الغربية وغور الأردن والجولان. بل ذهبت إسرائيل في تحديها وتوحشها إلى حد الاستيلاء على المساجد القديمة وتحويلها إلى آثار يهودية، كما حدث مع المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم. لقد نجح نتنياهو في إجهاض الوعود التي أطلقها الرئيس باراك أوباما في بداية العام بخصوص القضية الفلسطينية، التي كان وقف الاستيطان -مؤقتا بطبيعة الحال- مدخلا لإطلاق مفاوضات تمهد لإقامة الدولة الفلسطينية، بل إنه تحدى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن حين أعلن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة أثناء زيارته لإسرائيل (٩ مارس/آذار 2010)، وهو ما سبب للرجل حرجا قيل إنه أحدث أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، من ذلك النوع الذي يحدث داخل أي أسرة. حكومة نتنياهو فعلت ذلك كله قبل انعقاد القمة العربية، ومن الواضح أنها لم تكن قلقة من أي رد فعل عربي، ومطمئنة إلى أن القمة عاجزة عن أي فعل، بل عاجزة عن اتخاذ أي قرار سياسي جريء (سحب المبادرة العربية مثلا، أو قطع العلاقات واستخدام ورقة المصالح التجارية).  » إسرائيل لم تبد أي قلق من جانب العالم العربي وهي تفتك بالقدس وتطلق مشروعاتها الاستيطانية الوحشية في الضفة، لكنها عبرت عن قلقها من ردود الأفعال الأوروبية على تزوير جوازات سفر مواطنيها واستخدامها في جريمة قتل المبحوح  » وبينما لم تكترث إسرائيل بالقمة وحولت انعقادها في ليبيا إلى مادة للسخرية عبر عنها بعض المعلقين في صحفها، كان قلقها أكبر من ردود الأفعال الغربية على تزوير بعض جوازات سفر مواطنيها واستخدامها في جريمة قتل محمود المبحوح قيادي حركة حماس في دبي، ذلك أن قرار بريطانيا طرد أحد رجال الموساد في السفارة الإسرائيلية بلندن بسبب اتهامه بالتواطؤ في العملية أثار القلق في تل أبيب من احتمال أن تحذو كل من إيرلندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا حذوها، بعدما ثبت أن جوازات سفر مواطنيها استخدمت أيضا في العملية. المشهد من هذه الزاوية مسكون بمفارقة مخزية، فإسرائيل لم تبد أي قلق من جانب العالم العربي وهي تفتك بالقدس وتطلق مشروعاتها الاستيطانية الوحشية في الضفة، لكنها عبرت عن قلقها من ردود الأفعال الأوروبية على تزوير جوازات سفر مواطنيها واستخدامها في جريمة قتل المبحوح. (3) قراءة إسرائيل للموقف العربي لم تكن خاطئة، فقد ذكرت التقارير الصحفية التي خرجت من اجتماعات سرت أن مصر والأردن اعترضتا على استخدام القمة كورقة ضغط على إسرائيل، وهو ما تم أثناء اجتماعات وزراء الخارجية أعضاء لجنة مبادرة السلام، إذ عارض وزيرا خارجية البلدين اتخاذ أي قرارات تتعلق بإلغاء أو تجميد المبادرة العربية، بحجة أنها تشكل أساسا « لتسويق » الموقف العربي. ومما له دلالته الرمزية في هذا السياق أن المندوب السوري اقترح أن يطلق على اجتماع القادة قمة « التحدي »، ولكن وزير الخارجية المصري استثقل الكلمة باعتبار أنها ليست واردة في قاموس « الاعتدال »، فاقترح تسميتها قمة القدس وهو عنوان أكثر حيادا أخذ به. لم يكن مفاجئا الإبقاء على المبادرة العربية التي كان العاهل السعودي قد أعلن في قمة الكويت الاقتصادية التي عقدت أوائل العام الماضي أنها لن تبقى طويلا على الطاولة. ورغم مضي ثماني سنوات على إطلاقها فإنها ما زالت فوق الطاولة، ولم يملك القادة العرب شجاعة سحبها أو حتى تجميدها. ولأنها لم تحقق شيئا حتى الآن سوى مساندة الادعاء بإبراء الذمة العربية، فإنه بات يحق لنا أن نعتبرها حيلة للتسويف وليست ورقة للتسويق. أما الطاولة فلم تعد كذلك، ولكنها تحولت إلى مشجب علق عليه القادة المبادرة ثم انصرفوا. أي متابع لمؤشرات العلاقات العربية الإسرائيلية لا يفاجأ بحدود السقف الذي حكم موقف القمة وأداءها. ذلك أنه قبل عقد المؤتمر بأيام قليلة (يوم 24/3)، نشرت صحيفة « الشروق » المصرية أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة (إيباك) وجه التحية إلى مصر لقيامها ببناء السور الفولاذي العازل بين سيناء وغزة. وفي هذا الصدد تحدث مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف ممتدحا موقف مصر الذي اعتبره « ناضجا وشجاعا »، « لأنها أوشكت على الانتهاء من آخر مراحل الحاجز (السور) الذي يضيق الخناق على حماس، الأمر الذي يشكل خطوة مهمة نحو إحداث تغيير داخل غزة ». وقد استقبلت كلمته بتصفيق شديد من جانب الحضور، كما ذكر مراسل الجريدة في واشنطن. قبل ذلك بأيام قليلة (في 19/3) نشرت صحيفة « المصري اليوم » أن وفدا عسكريا أميركيا زار منطقة الحدود المصرية مع القطاع لتفقد المرحلة الأخيرة من الجدار الفولاذي والاطمئنان إلى حسن سير العمل في المشروع.  » السلطة الفلسطينية قامت بإجراءات غير مسبوقة لم يعهدها الفلسطينيون، أدت إلى كبت الشارع وعدم السماح له بالتعبير عن غضبه وسخطه إزاء الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة, وذلك للحيلولة دون اندلاع شرارة انتفاضة ثالثة  » وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية مخططات التوسع الاستيطاني واستمرار عمليات تهويد القدس، نشرت صحيفة « الشرق الأوسط » (عدد 23/3) تقريرا عن تقدم خطوات التطبيع بين إسرائيل والمغرب (التي ترأس لجنة القدس!)، تمثلت في عقد سلسلة من المؤتمرات منها ندوة عن تاريخ هجرات اليهود من منطقة المغرب العربي عقدت بمدينة الصويرة، وقبلها عقد الملتقى الدولي الثاني لليهود المغاربة في مراكش وشاركت فيه 17 شخصية من إسرائيل، وفي الرباط عقدت ندوة عن المحرقة التي تعرض لها اليهود. وقبل هذا كله شهدت وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني أحد المنتديات السياسية التي عقدت في مدينة طنجة. الحاصل في المغرب يتكرر بصورة أكثر حذرا في منطقة الخليج التي استقبلت وزيرا إسرائيليا بحجة مشاركته في مؤتمر دولي، وزار وزير خليجي رام الله أكثر من مرة بتأشيرة إسرائيلية. كما عقد بعض المسؤولين الأمنيين اجتماعات تنسيقية اشترك فيها نظراء لهم من مصر والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. ولأول مرة هذا العام وجهت إدارة مهرجان الجنادرية في المملكة السعودية دعوات المشاركة لعدد من دعاة التطبيع العلني مع إسرائيل، الذين ترددوا عليها أكثر من مرة. أما في الضفة الغربية فإن الأجهزة الأمنية تحكم قمع الجماهير وتكبلها لكي تتجنب احتمال انفجار الغضب الفلسطيني واندلاع شرارة انتفاضة ثالثة، وهو ما أعلنه وزير شؤون القدس في حكومة سلام فياض السابقة حاتم عبد القادر، إذ نشرت له صحيفة « الشرق الأوسط » يوم 17/3 حوارا قال فيه إن حكومة فياض الراهنة تمنع إطلاق يد الفلسطينيين في الضفة للقيام بأي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال. وأضاف أن ما تقوم به الحكومة بمثابة إجراءات غير مسبوقة لم يعهدها الفلسطينيون، أدت إلى كبت الشارع وعدم السماح له بالتعبير عن غضبه وسخطه إزاء الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة. (4) في كل مرة ينتقد فيها الاستسلام العربي المهين أمام إسرائيل يتم إسكات الأصوات الناقدة بدعوى أن الخيار الآخر هو الحرب، ورغم أن إسرائيل لم تستبعد ذلك الخيار، ولا تزال تخوض تلك الحرب بين الحين والآخر، فإن الطموح في العالم العربي أصبح أكثر تواضعا، إذ لم يعد أحد يتطلع في الوقت الراهن إلى تحرير فلسطين، وإنما أصبح الرجاء ألا يتم تضييع فلسطين. وأزعم في هذا الصدد أن عمليات المقاومة التي تمت إلى الآن لم يفكر قادتها في أنها ستؤدي إلى تحقيق التحرير، بقدر ما أرادوا بها إشعار الإسرائيليين بأن الاحتلال له تكلفته، وأنهم لن يظلوا في أمان وهم محتلون للأرض، وهذه التكلفة العالية هي التي دفعت إسرائيل إلى الانسحاب من غزة والخلاص من « همِّها ».  » رغم أنه لا أحد يستطيع الادعاء بأن حكومة حماس أنجزت شيئا على صعيد التحرير المنشود، فإنه أيضا لا أحد يشك في أن وجودها عطل مسيرة بيع فلسطين والتفريط في ثوابتها  » ورغم أنه لا أحد يستطيع الادعاء بأن حكومة حماس هناك أنجزت شيئا على صعيد التحرير المنشود، فإنه أيضا لا أحد يشك في أن وجودها عطل مسيرة بيع فلسطين والتفريط في ثوابتها. من ثم فإن تصوير الانقسام الحاصل على أنه صراع على السلطة بين فتح وحماس هو تبسيط لا يخلو من تدليس، لأنه في جوهره خلاف حول أسلوب التعامل مع الملف، وهل الممانعة والمقاومة هما الحل، أم أن الحل في التسليم والدوران في دوامة المفاوضات التي لم تثمر شيئا طوال الأعوام الـ19 الماضية؟ قبل أيام قليلة (في ٢٥/٣) نشرت صحيفة « الحياة » اللندنية حوارا مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي السيد رمضان شلح، سئل فيه عن بدائل العرب وخياراتهم في التعامل مع إسرائيل، فكان رده أنه ليس مطلوبا من الدول العربية في الوقت الراهن أن تستسلم أو تخوض حربا، وإنما غاية المراد منها أن تلتزم بحدود اللاحرب واللاسلم، وأن تترك الفلسطينيين بعد ذلك يتدبرون أمورهم مع الإسرائيليين. حتى هذا المطلب صار عسيرا لأن القرار العربي لم يعد مستقلا، ولأن ثمة إصرارا من الإسرائيليين والأميركيين على استثمار الانبطاح العربي الراهن في إغلاق الملف وتصفية القضية بتوقيع فلسطيني وإجماع عربي! (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 مارس 2010)

مقترحات عملية للقمة المقبلة


عبد الباري عطوان  
تجسد مؤتمرات القمة العربية قمة ‘العمل العربي المشترك’، باعتبارها الهيئة الاعلى، أو ‘مجلس ادارة’ الأمة العربية، ولكن اللافت أن قيمة هذه المؤتمرات تتراجع بشكل متسارع، ولم يعد هناك ‘عمل عربي’ حتى يكون مشتركا أو غير مشترك. يخرج المراقب بانطباعات لا بد من التوقف عندها من خلال متابعة أعمال القمة هذه على مدى اليومين الماضيين: الأول: أن زعيمي أكبر دولتين عربيتين من حيث الثروة أو عدد السكان، غابا عن هذه القمة، الاول، أي الرئيس حسني مبارك لأسباب مرضية صحية، والثاني العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز فلأسباب سياسية، بعضها يعود لخلاف قديم مع الزعيم الليبي معمر القذافي، فشلت جهود مصالحة قطرية وسورية في ازالته أو التخفيف من حدته، وبعضها الآخر يعود الى عدم التورط في خلافات أو مصادمات جديدة، أو حتى قرارات محرجة. الثاني: ان الزعماء العرب الذين شاركوا في القمة بدأوا يتحدثون مثل محللي الفضائيات، بل باتت نسبة كبيرة منهم تشكل خطابها أمام القمة بما يناسب الفضائيات، ويرضي جماهيرها. وهذا تطور خطير يتناقض مع مكانتهم ودورهم. الثالث: اذا كان الزعماء العرب يعترفون بتقصيرهم، وملل القاعدة الشعبية العربية من قراراتهم التي لا تطبق، واداناتهم وشجبهم، فلماذا لا يغيرون هذا الواقع، فهم يملكون الجيوش والارصدة والنفط وأجهزة الاستخبارات، وكل أسباب القوة والتأثير الأخرى. الرابع : تقلص الاهتمامين، الشعبي والاعلامي بالقمة الاخيرة الى الحدود الدنيا، وتقلص حجم ومستوى المشاركة ايضا، فمؤسسة القمة العربية ظلت دائما مغلقة على الزعماء، أي انها قمة زعماء وليست قمة دول، ولكن اللافت ان 14 ملكا ورئيسا وأميرا شاركوا فيها، بينما غاب الآخرون، وتدنى التمثيل الى مستوى السفراء في بعض الحالات. فماذا يفعل السفراء جنبا الى جنب مع الزعماء؟ الخامس: الشارع العربي بات يرفض ظاهرة ‘النقد الذاتي’ التي بدأ يقدم عليها زعماء عرب لتبرير عجزهم عن اتخاذ قرارات حاسمة، لان هذه الظاهرة تُستخدم لتبرير العجز، وامتصاص النقمة، وليس بهدف الاصلاح واتخاذ خطوات عملية. فالشعور بالذنب يجب أن يكون مقدمة أساسية للعمل، وليس للتهرب من المسؤولية. ‘ ‘ ‘ تستطيع الزعامات العربية، ورغم كل التحفظات على أمراضها الجسدية أو السياسية، وخلافنا الجذري مع توجهات معظمها الديكتاتورية، أن تتخذ اجراءات عملية لنصرة قضايا الأمة، وفرض وجهة نظرها اذا ارادت. فها هي ليبيا التي تستضيف القمة، تجبر الدول الاوروبية على التخلي عن سويسرا، وتتنصل من تبني موقفها بمنع تأشيرات الدخول عن الراغبين الليبيين، لسبب بسيط هو ان ليبيا عاملتها بالمثل وأوقفت منح رعاياها الأوروبيين تأشيرات دخول. فالاوروبيون يفهمون لغة المصلحة المادية، وليبيا لديها اسواق مربحة، وعوائد نفطية ضخمة. الكرامة الليبية انتفضت بسبب اهانة نجل الزعيم الليبي في سويسرا، فلماذا لا تنتفض الأمة بأسرها انتصارا للقدس المحتلة ومسجد أقصاها بالطريقة نفسها؟ علينا ان نتخيل ماذا لو ان الدول النفطية والغازية (نسبة الى الغاز) قررت ممارسة ضغوط على الشركات ورجال الاعمال الاوروبيين لدفع حكوماتهم على تغيير سياساتها تجاه دعم الاستيطان الاسرائيلي، أو المشاركة في حروب ضد العرب والمسلمين؟ تخصيص 500 مليون دولار لدعم المرابطين في القدس المحتلة وصمودهم خطوة مهينة لهؤلاء الذين يدافعون عن مقدسات الامة بالدم، ولكن لم يقل لنا أحد عن الآلية التي ستستخدم لإيصال هذه الاموال الى من يستحقها، ثم هل سيظل الزعماء العرب يلوحون بدفاتر شيكاتهم في كل مؤتمر قمة، وإصدار شيكات بدون رصيد حقيقي، أو غير قابلة للصرف بسبب ‘الفيتو’ الذي يفرضه حلفاؤهم الامريكان، بتحريض اسرائيلي، ويمنع وصول أي أموال لأهل الأرض المحتلة دون المرور عبر قنوات الدول الغربية المانحة، مثلما هو الحال في قطاع غزة؟ نواجه دائما باتهامات بأننا ننتقد دون ان نقدم أفكارا أو حلولا عملية للمشاكل العربية، السهلة منها أو المستعصية، ولكن هل لو قدمنا أفكارا، نحن وغيرنا، ستجد طريقها للتطبيق العملي؟.. سنحاول وهذا هو بعضها: أولا: طالما ان العرب منقسمون حاليا بين دول محور اعتدال واخرى ممانعة، فلماذا يستخدم هذا الانقسام كذريعة لاستمرار حالة الجمود الحالية الراهنة، والدوران في دائرة ‘اللا فعل’ كأنها قدر محتم علينا لا يمكن تغييره؟ ثانيا: عندما انقسم العرب الى معسكرين ‘دول الـ(مع)’ و’دول الضد’ اثناء أزمة الاحتلال العراقي للكويت، خرجت الدول المؤيدة للتدخل الامريكي بتكوين تجمع عربي يحمل اسم ‘دول اعلان دمشق’، وضم دول الخليج الست، علاوة على مصر وسورية. فلماذا لا تقوم الدول ‘الممانعة’ مثل سورية وليبيا والجزائر والسودان وقطر بتكوين تحالف جديد، أو تجمع اقليمي يضمها بعيدا عن المعسكر الآخر، وليكن اسمه ‘تجمع دول الكرامة’ تكون أول خطوة يقدم عليها سحب اعترافه بمبادرة السلام العربية، واستخدام السلاح الاقتصادي لنصرة القضايا العربية؟ ثالثا: أن يقوم التجمع العربي الجديد بالاتصال بدول الجوار مثل تركيا وايران، وبعض الدول الافريقية، والاندماج او التنسيق معها لتشكيل منظمة اقليمية اوسع تضع مصالح المنطقة الاقتصادية والسياسية على قمة الأولويات، وتتصدى لمشاريع الهيمنة الامريكية في المنطقة. رابعا: يظل التجمع العربي الجديد تحت مظلة جامعة الدول العربية، ويبقى الباب مفتوحا لمن يريد الانضمام اليه من دول محور الاعتدال، التي تقرر الانحياز لقضايا الامة والخروج من عباءة الهيمنة الامريكية. خامسا: يتم تبني ودعم جميع فصائل المقاومة العربية والفلسطينية بوجه خاص ومشاريعها، كبديل ضروري وحتمي لفشل ‘خيار السلام’ طالما ان القناعة بفشل هذا الخيار اصبحت راسخة ويؤمن بها الجميع تقريبا، معتدلين ومتطرفين. ‘ ‘ ‘ فكرة تجمع دول الجوار العربي التي طرحها السيد عمرو موسى امين عام الجامعة فكرة جميلة وعملية، ولكنها محاولة ‘هروب’ عربي، ورغبة في ‘تصدير’ المشاكل العربية الى الآخرين بسبب عدم القدرة، او ‘عدم الرغبة’ في حلها. ومع ذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو عما اذا كان هذا الجوار على هذه الدرجة من الغباء بحيث يتلقف قضايا عجز اهلها عن حلها؟ واذا كان هؤلاء اغبياء فعلا فماذا يمكن ان يقدم لهم حلفاؤهم الجدد؟ تركيا دولة بنت ديمقراطية على ارضية اقتصادية صلبة، وايران بنت قدرة عسكرية جبارة مدعومة بخيار نووي، سلميا كان ام عسكريا، فماذا لدى العرب غير الفساد والدكتاتورية، والتخلف والحكام المرضى والمسنين؟ الحوار مع ايران ممنوع حاليا ‘بفيتو’ مصري ـ سعودي مشترك، نتيجة لفيتو امريكي او بالتنسيق معه، فماذا يمنع الدول العربية الاخرى من كسر هذا الفيتو، اذا ارادت، والتحاور بشكل جدي مع ايران وتركيا واقامة محور او تجمع دول الجوار المذكور على اسس المصلحة المشتركة ونصرة الاماكن الاسلامية المقدسة؟ اليس من المفارقة ان يكون خطاب السيد رجب طيب اردوغان في قمة سرت هو الاقوى من بين خطابات اقرانه، بل والاكثر حرصا على المقدسات ومطالبة بانهاء الحصار عن غزة وأهلها؟ نخشى على السيد اردوغان من كثرة تردده على القمم والمؤتمرات العربية، نخشى عليه ان يصاب بفيروس العجز والدكتاتورية والفشل العربي، فنحن على ثقة راسخة ان اجسادهم وعقولهم محصنة، بل لديها مناعة قوية ضد فيروس الكرامة والديمقراطية المتغلغل في جيناته. كان يقال في الماضي ان العرب ‘ظاهرة صوتية’، حتى هذه باتت ‘مدحا’ نترحم عليه بالمقارنة مع الوضع الراهن، حيث أصبح العرب ‘حالة مرضية’ لا علاج لها.
 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 مارس2010)

 
 
 
 


استسلام السلطة الفلسطينية المطلق


بشير موسى نافع (*) ليس ثمة ما يمكن به وصف السياسة التي تتبعها السلطة الفلسطينية في رام الله سوى الاستسلام الكامل، الاستسلام للإرادة الإسرائيلية، الاستسلام لوهم عملية تفاوض، لا حدود أو أفق لها، والاستسلام لضغوط ووعود دولية، لم يعد من الممكن التفريق بين جدية تعاملها مع التفاوض من أجل السلام وانحيازها للجانب الإسرائيلي. حتى عندما يبدو بصيص ضوء في توازن القوى، بفعل توتر منخفض الدرجة بين واشنطن وتل أبيب، أو الانكشاف المستمر للسياسات الإسرائيلية أمام الرأي العام الغربي، أو بفعل تحرك شعبي فلسطيني وعربي، تأخذ السلطة الفلسطينية موقف من يطلق النار على قدميه. تصاعدت الآمال الفلسطينية والعربية بعودة الحياة إلى مسار المفاوضات حتى قبل أن يفوز أوباما في انتخابات الرئاسة. في ظل انهيار وضع بوش الداخلي وانحياز أركان إدارته المعروف للموقف الإسرائيلي، وترنح حكومة أولمرت، لم يعد هناك أمل في إحراز أي تقدم يذكر، ولا حتى في استمرار المفاوضات من أجل المفاوضات. المشكلة، أن حكومة السلطة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس عباس وظله الجديد سلام فياض، كانت قد حسمت موقفها بالتزام خيار التفاوض، وطرح كل الخيارات الأخرى جانباً، بغض النظر عن أية اعتبارات سياسية أو استراتيجية. وبذلك، أصبح فوز أوباما أملاً منشوداً لعباس ورئيس حكومته والأنظمة العربية القليلة المتبنية له. وفي التحضير لتولي أوباما مقاليد الحكم، تسارعت عجلة القمع الأمني في الضفة الغربية لكل من يشتبه بميول مقاومة، ووضعت القاهرة ثقلها كله خلف مشروع المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية. أطلقت إدارة أوباما حملة كبرى من العلاقات العامة، الموجهة أصلاً وفي دائرتها الأكبر للرأي العام العربي والإسلامي. وفي موازاة حملة العلاقات العامة، كلف الرئيس الجديد واحداً من أبرز السياسيين الأميركيين المخضرمين، جورج ميتشل، بتعهد ملف مفاوضات السلام العربية-الإسرائيلية، ومسارها الفلسطيني على وجه الخصوص. وبخلاف الشائع، كانت إدارة أوباما، وليس حكومة عباس، هي من وضع إيقاف الاستيطان شرطاً لانطلاق المفاوضات. والواضح أن ميتشل، الذي كان لاحظ خطورة استمرار التوسع الاستيطاني اليهودي على مشروع إقامة دولة فلسطينية، منذ تمثيله لإدارة بوش في جهود السلام، لعب دوراً أساسياً في إعادة مسألة الاستيطان إلى قلب عملية السلام. غير أنه لا أوباما، ولا السلطة الفلسطينية، ولا الدول العربية، كان بإمكانها فرض إيقاف الاستيطان، ولا حتى الإيقاف المؤقت. والطرف الأساسي هنا هو إدارة أوباما, فقد أمضى الرئيس الأميركي الجديد عامه الأول في انشغال يومي لمحاولة تمرير خطته الخاصة بإصلاح النظام الصحي للولايات المتحدة. يعرف أوباما أنه من دون تحقيق وعوده في هذا المجال، فسيحكم على إدارته بالفشل، حتى قبل أن يقترب موعد الانتخابات الرئاسية. ولكن حتى على صعيد أولويات السياسة الخارجية، كما الحرب في أفغانستان والملف النووي الإيراني، كانت خطوات إدارة أوباما تواجه عقبات جمة، لم تكن في حسابات الرئيس ومعاونيه الكبار. وكغيره في العالم، كان نتنياهو يقرأ وضع إدارة أوباما والصعوبات الجمة التي تواجهها، داخلياً وخارجياً. وكانت حكومة نتنياهو قد أصدرت قراراً مسبقاً باعتبار الحرم الإبراهيمي جزءاً من التراث اليهودي، من دون أصداء تذكر في العالم الإسلامي، سوى تصريح غاضب من رئيس الوزراء التركي. ثم جاء افتتاح كنيس يهودي ملاصق للمسجد الأقصى، وقرار بالتخطيط لبناء كنيس آخر في الجوار, وتلا الخطوتين الإعلان عن بناء آلاف من الوحدات السكنية في منطقة القدس، على أساس أن وعد نتنياهو المسبق للإدارة الأميركية بوقف مؤقت للاستيطان في الضفة الغربية لا يشمل بلدية القدس الكبرى. أدت سلسلة القرارات الإسرائيلية الاستفزازية إلى انفجار التظاهرات في مدينة القدس، وإلى تصاعد الغضب الفلسطيني الشعبي في فلسطين وخارجها, بل وإلى اندلاع احتجاجات شعبية في القاهرة واسطنبول وجاكرتا. اختار نتنياهو الصدام مع إدارة أوباما، بدلاً من محاولة استيعابها، معلناً عن البناء الجديد في القدس لحظة وصول نائب الرئيس الأميركي إلى الدولة العبرية في جهد جديد لإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهنا، بدا الأمر وكأن حكومة نتنياهو لا توجه إهانة للإدارة الأميركية وحسب، بل وتعيد رسم العلاقة مع واشنطن، وكأن الدولة العبرية هي الدولة العظمى، والولايات المتحدة هي ملحقها الشرق أوسطي. مثل هذه السياسة، التي أدت في السابق إلى رد فعل بالغ العنف من وزير خارجية بوش الأب، جيمس بيكر، في محادثات التحضير لمؤتمر مدريد مع إسحاق شامير، ورد فعل مشابه من بيل كلينتون تجاه نتنياهو نفسه في مباحثات واي ريفر، وكان لا بد أن تولد رد فعل مناسب، حتى من إدارة أوباما الضعيفة. ورغم أن الرئيس تجنب حتى الآن دخول حلبة الجدل، فقد جاء الرد الأميركي من هيلاري كلينتون، المعروفة بقربها من الموقف الإسرائيلي، ومن الجنرال باتريوس، قائد القيادة الأميركية الوسطى، المسؤولة عن الاستراتيجية الأميركية العسكرية في الفضاء الشرق أوسطي. في لحظة واحدة اجتمعت أمام السلطة الفلسطينية جملة من التطورات الإيجابية، التي كان يفترض أن تدفعها إلى مراجعة التزامها الدوغمائي وغير المسوغ، لا سياسياً ولا أخلاقياً، بمسار تفاوضي غير موجود وبمقاربة أمنية وقمعية لعلاقاتها بشعبها. وخلال العامين الأخيرين، تراجعت حظوظ الدولة العبرية بشكل غير مسبوق في دوائر الرأي العام الغربي، وفقد الإسرائيليون كلياً تقريباً علاقة التحالف التقليدية مع تركيا. وقد جاءت الأزمة القصيرة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، وحاجة إدارة أوباما المتزايدة للتفهم العربي والإسلامي لسياساته في أفغانستان وتجاه إيران، في وقت بدا وكأن الشارع الفلسطيني بات جاهزاً لخوض معركة إرادات أخرى مع حكومة نتنياهو. بانطلاق المظاهرات في القدس والخليل، ثم في نابلس، كان بإمكان السلطة الفلسطينية أن ترى اندلاع انتفاضة جديدة، على الأقل، باعتبارها عامل ضغط إضافي على حكومة نتنياهو لتحسين شروط التفاوض، أو حتى مجرد حجة لتعزيز موقف إدارة أوباما. ولكن لا عباس، المتجول أبداً خارج البلاد، ولا فياض، الملتزم أبداً سياسة القمع الأمني، يبدوان على استعداد لمجرد إعادة التفكير في السياسة التي تتزايد الشواهد على فشلها ووصولها إلى نهاية الطريق. إن لم تستطع إدارة أوباما، في السنوات الأولى من ولايتها، دفع المفاوضات قليلاً إلى الأمام، فمتى يمكن أن تستطيع؟ التوتر في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية هو توتر حقيقي وجاد, ولكنه لن يثني الإسرائيليين عن استمرار البناء في القدس, وسياسة دحر الوجود العربي والإسلامي في المدينة، وفرض أغلبية يهودية ساحقة، ليست سياسة الليكود فحسب، بل تدعمها كل الأحزاب الإسرائيلية. وسيضطر نتنياهو إلى الاعتذار لإدارة أوباما عن الاستفزاز والإهانة التي وجهتها حكومته لنائب الرئيس الأميركي، ولكنه لن يتراجع عن التوسع الاستيطاني في القدس. وكانت إدارة أوباما، حتى قبل الأزمة الأخيرة، قد خفضت توقعاتها لما يمكن أن تحققه في المسار الفلسطيني للمفاوضات, وهو الأمر الذي جاء الخلاف مع حكومة نتنياهو ليعيد التأكيد عليه. والأرجح، أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لم يعد يحتل موقعاً متقدماً في سلم الأولويات الأميركية، اللهم إلا بمقدار ما يوفره مظهر الحرص الأميركي على استمرار المفاوضات من غطاء للسياسات الأميركية في أفغانستان وتجاه الملف النووي الإيراني. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 25 مارس 2010)  


تقارير: القبض على جاسوس إسرائيلي دخل التراب الجزائري بجواز سفر مزور

 


كمال زايت الجزائر ـ ‘القدس العربي’: قالت تقارير إعلامية أن الشخص الذي قالت صحف إسرائيلية انه اختفى بأحد بلدان شمال إفريقيا هو جاسوس إسرائيلي دخل التراب الجزائري بجواز سفر مزور، قبل أن تقبض عليه قوات الأمن التي لا تزال تحقق في ظروف وملابسات دخوله إلى الجزائر. وقالت صحيفة ‘النهار’ (خاصة) في عددها الصادر أمس الأحد ان اسم الجاسوس الذي قبض عليه هو ألبيرتو، وأنه يبلغ من العمر 35 عاما، مشيرة إلى أنه دخل التراب الجزائري بجواز سفر إسباني مزور، وذلك عن طريق مدينة برشلونة بعد حصوله على التأشيرة من إحدى سفارات الجزائر بأوروبا. وأوضحت أن الجاسوس المفترض وصل إلى العاصمة الجزائرية ومنها انتقل إلى مدينة حاسي مسعود بولاية ‘ورقلة’ (800 كيلومتر جنوب العاصمة ) والتي أقام فيها مدة 10 أيام قبل أن تعتقله أجهزة الأمن في حي 1800 مسكن بوسط المدينة، مشددة على أنه نقل في أعقاب ذلك إلى العاصمة من أجل مواصلة التحقيق معه. وحاسي مسعود هي عاصمة صناعة النفط الجزائرية لأن في محيطها تقع أكبر حقول النفط والغاز الجزائرية. وذكرت أن المدعو ألبيرتو أقام بفندقين يسمى الأول فندق ‘أورجابان’ يستقبل عادة عمال الشركات البترولية والأجانب ويقع بحي 24 شباط/فبراير في مدخل المدينة، والثاني هو فندق ‘كومبتال’ الذي يقع في المنطقة الصناعية ويرتاده عادة الأوروبيون العاملون بالمنطقة. وكشفت الصحيفة أن ألبيرتو يتقن اللغة العربية ويتردد على الأحياء الشعبية، موضحة أنه كان يدعي بأنه مسلم، وأنه أدى الصلاة جماعة في مسجد بلال بن رباح. وذكرت أنه كان يجلس على المقاهي وكثيرا ما سأل عن ظروف معيشة السكان وأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، كما كان مهتما بالإسلاميين على وجه التحديد، إضافة إلى سؤاله عن الشركات النفطية والتشغيل والبطالة بالمنطقة. وذكــرت الصحيفة أن لزيارة مساعد رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الـ’اف.بي.آي’ جون بيستول إلى الجزائر علاقة بالقبض على الجاسوس الإسرائيلي، مشيــرة إلى أن الإدارة الأمريكية توسطت بغرض ضمان ترحيل ألبيرتو إلى إسرائيل، بسبب عدم وجود علاقات دبلــوماسية بين الجـزائر وتل أبيب، وبسبب تأكد السلطات الأمنية الجزائرية بأنه عميل لجهاز ‘الموساد’ الإسرائيلي. (المصدر: « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 29 مارس 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

21 juin 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2585 du 21.06.2007  archives : www.tunisnews.net     Associated Press:Tunis confirme la

En savoir plus +

11 juillet 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1513 du 11.07.2004  archives : www.tunisnews.net الرّابطة التّونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان: أخبار سريعة 

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.