الاثنين، 28 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2805 du 28.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حلقة جديدة ..من مسلسل لا ينتهي ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: ..المساجين السياسيون المسرحون :  بين وصفات العلاج ..و ” تسهيلات ” الإدماج ..! حرّية و إنصاف: القلم الحر سليم بوخذير محروم من الزيارة حرّية و إنصاف: اعتقال الصحبي عتيق و كمال الحجام حرّية و إنصاف: مضايقات يتعرض لها السيدان الحبيب بوسنينة و عبد العزيز بن سعيد حرّية و إنصاف: تشييع الطاهر الشادلي إلى مثواه الأخير حرّية و إنصاف: مهدي الساحلي يتعرض لضغط أمني شديد – الطالب ربيع الورغي في السجن  حرّية و إنصاف: رسالة من  والدة التلميذة زينب بوملاسة التي حرمت من جائزتها بسبب ارتدائها للحجاب فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بــيـــــــان عبدالله الـزواري: السيد الصحبي عتيق في ضيافتهم من جديد مناضلون من جهتي سوسة و المنستير : بيان حركة التجديد تنعى الزعيم جورج حبش الحزب الديمقراطي التقدمي  جامعة جندوبـة : اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني في القطاع استنطاق للمواقف ودعوة لتفعيل التضامن ا ف ب: تونس: محاكمة “مجاهدين” متورطين في مواجهات مسلحة وطن: الشرطة التونسية تنتزع حجاب فتاة بالقوة شبكة الصحافة العربية: هل ستفي النقابة التونسية الجديدة بالعهد؟ د ب أ: قناة تونسية تنتقد لومير لاعتدائه على مراسلها في غانا النفطي حولة: من اجل غزة
محمـد العـروسـي الهانـي: تألق فضائية مغربية في المدة الأخيرة  حول بث المسيرة النضالية للزعيم الحبيب بورقيبة صوت الشعب: أحداث 26 جانفي 1978 – الأسباب والمجريات والدروس الحياة: قناة «هانيبعل» التونسية تنتشر مشرقاً الحياة: نابل وحمّامات تستقطبان مليون سائح في السنة الصباح: في البلاغات التي لا يتحمّل أصحابها المسؤولية الصباح: بماذا نصح المخرج الجيلاني السعدي المتفرجين على «عرس الذيب» وكيف برّر مشهد العراء المجاني؟ توفيق المديني: مؤتمر هرتسليا أمام أزمات إسرائيل د .  أحمد الخميسي : أبو تريكه يسجل هدف التعاطف مع غزة زهير الخويلدي: رحل جورج حبش أول من حاول الجمع بين الماركسية والقومية والإسلام


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1 الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 جانفي 2008 متابعات إخبارية 

كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “: حلقة جديدة ..من مسلسل لا ينتهي ..!

 
نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الإثنين  28 جانفي 2008 في القضية عدد 14235 التي يحال فيها كل من : أيمن الحكيري و آدم بوقديدة و حلمي الرطيبي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و نصر الدين العلوي  بتهمة عدم إشعار السلط ذات النظر بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية  طبق الفصلين 13 و 22 من قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب  ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي ، و قد قرر القاضي ، بعد تلاوة قرار دائرة الإتهام ، تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 22 فيفري 2008 لاستنطاق المتهمين و للمرافعة  . كما  قررت نفس الدائرة تأخير النظر في القضية التي يحال فيها كل من سالم مزهود و مراد بوسنينة بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” لجلسة يوم 15 فيفري 2008 و اعتبار ذلك تأخيرا نهائيا . إن الجمعية إذ تعاين أن بعض الدوائر الإستئنافية أصبحت تبادر مؤخرا إلى التخفيف في الأحكام القاسية الصادرة ابتدائيا بحق بعض المتهمين ، فإنها تلاحظ بأسف أن سيل الإيقافات و المحاكمات لا يزال متواصلا و أن أغلب الملفات لا تتعلق بأعمال مادية و لا بجرائم  بل بنوايا و ..أفكار..! . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28  جانفي 2008

..المساجين السياسيون المسرحون : بين وصفات العلاج ..و ” تسهيلات ” الإدماج ..!

 
* لم تعد الدوائر الأمنية تكلف نفسها عناء توجيه استدعاء للسجناء السياسيين المسرحين لمساءلتهم حول أنشطتهم و تحركاتهم و اتصالاتهم بل أصبحت تعمد إلى اصطحابهم من منازلهم دون أي إذن قضائي أو استدعاء إداري .. فبعد عمليات الإحتجاز المتكررة للسيد علي العريض القيادي في حركة النهضة و السجين السياسي السابق تم اليوم الإثنين 28 جانفي 2008 احتجاز السيد الصحبي عتيق عدة ساعات بمقر وزارة الداخلية  حيث تم التنبيه عليه بعدم عقد الإجتماعات غير المرخص فيها و عدم النشاط في إطار حركة النهضة و قد رفض الإمضاء على محضر يلتزم فيه بذلك ، علما بأن المضايقات غير القانونية و غير المبررة  بحقه  تكررت و طالت  زوجته و عائلته ، * كما قام أعوان من فرقة الإستعلامات بإستجواب السيد كمال الحجام السجين السياسي السابق بتهمة  بعقد اجتماعات و النشاط في إطار حركة النهضة وقد تم التنبيه عليه بعدم عقد أي اجتماعات في منزله أو خارجه ، وقد رفض السيد كمال الحجام هذه الإتهامات معتبراً أن القانون لا يمنعه من مقابلة أصدقائه والتواصل مع المساجين السياسيين المسرحين . * أما في مدينة العالية من ولاية بنزرت فلا يزال رئيس مركز الأمن مصرا على تجويع السجين السياسي السابق السيد الحبيب بوسنينة بمنعه من كسب قوته حيث يعمد إلى  الإعتداء عليه أمام حرفائه بالسوق الأسبوعية مما حكم عليه ببطالة إجبارية و أضر بتجارة صاحب المحل السجين السياسي السابق السيد عبد العزيز بن سعيد . و الجمعية إذ تستنكر هذه الممارسات اللاقانونية بحق مساجين رأي قضوا زهرة شبابهم في أقبية السجون ، فهي تؤكد بأن إدماج السجناء المسرحين يبقى شعارا مفرغا من كل مضمون إن لم يتم الإقلاع عن سياسة العقوبة الأبدية و ما تعنيه من تضييقات أمنية و حصار اقتصادي ،  عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين        رئيس الجمعية  الأستاذة سعيدة العكرمي


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008  

القلم الحر سليم بوخذير محروم من الزيارة

 
منعت إدارة سجن صفاقس عائلة السجين السياسي الصحفي سليم بوخذير من زيارته يوم الخميس 24/01/2008 بدون تقديم أي سبب وجيه و هو ما جعل والدته و أخته و زوجته يتوجسن خيفة من أن يكون أصابه مكروه . و قد حاولن زيارته في اليوم الموالي لكن إدارة السجن حرمتهن من حقهن في الزيارة. و حرية و إنصاف 1) تعتبر زيارة السجين الوسيلة الوحيدة للتحقق من وضعه داخل السجن و من حالته الصحية خاصة إذا لم تكن ظروف اعتقاله طبيعية مثلما هو الحال للصحفي سليم بوخذير الذي وضع بالسجن المضيق ( cachot  ). 2) تطالب إدارة السجن بعدم التضييق على المساجين أو اتخاذ عقاب ضدهم يقضي بحرمانهم من حقهم في زيارة أهلهم و أقاربهم حتى تبقى العلاقة بين السجين و أهله قائمة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008  

اعتقال الصحبي عتيق و كمال الحجام

 
1) اقتادت اليوم الاثنين 28/01/2008 على الساعة الثانية و الربع بعد الزوال عناصر من البوليس السياسي المناضل السياسي و القيادي بحركة النهضة السيد الصحبي عتيق من منزله الكائن بحي التضامن و لم يطلقوا سراحه إلا في الخامسة و عشر دقائق مساء. و قد تمحورت الأسئلة حول علاقته بالنهضويين و مواصلته لنشاطه السياسي و عن سبب اتصاله بمنظمة حرية و إنصاف و هددوه في صورة استمراره في الاتصال بقيادات حركة النهضة أنهم سيتخذون ضده الاجراءات اللازمة و قد أكد لهم أن النشاط السياسي ليس ممنوعا و أن الحركة التي ينتمي إليها لا تمارس العنف و هي تطالب بالعمل السياسي العلني والقانوني فرد عليه المسؤول :  ” لستُ إلاّ رجل أمن ” و لم يمض السيد الصحبي عتيق على المحضر المحرر. 2) كما تم اليوم الاثنين 28/01/2008 على الساعة الرابعة مساء إيقاف السجين السياسي السابق السيد كمال الحجام من قبل البوليس السياسي و اقتادوه إلى مركز نهج يوغسلافيا بالعاصمة أين سئل عن علاقته بالنهضويين مؤكدين له أن هذه العلاقة فيها خروج عن القانون فكان رده أن علاقته بالاسلاميين هي علاقة إنسانية عادية و حرر عليه محضر تنبيه في الغرض و أمضى عليه. و حرية و إنصاف  تندد بالمضايقات و الايقافات المتواصلة التي يتعرض لها المساجين السياسيون السابقون و هو ما يؤكد استمرار سياسة التشفي و التنكيل المتبعة ضدهم مما يعمق مأساتهم خصوصا و أنهم خرجوا من السجون بأمراض مستعصية أدت إلى عديد الوفايات في صفوفهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008  

مضايقات يتعرض لها السيدان الحبيب بوسنينة و عبد العزيز بن سعيد

 
يتعرض السجينان السياسيان السابقان السيدان الحبيب بوسنينة و عبد العزيز بن سعيد لاستهداف متواصل من قبل رئيس مركز شرطة العالية ببنزرت الذي يقتادهما إلى المركز المذكور كلما رأى واحدا منهما و يشبعهما تهديدا و وعيدا قائلا :” نجوّعكم !! نجوّعكم !!  “.علما بأن السيدين الحبيب و عبد العزيز يعملان تاجرين متجولين بالأسواق. و حرية و إنصاف تندد بهذه الهرسلة شبه اليومية التي يتعرض لها السيدان الحبيب بوسنينة و عبد العزيز بن سعيد و تطالب بوقف هذه المضايقات و التجاوزات الصارخة للقانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008  

إنا لله و إنا إليه راجعون تشييع الطاهر الشادلي إلى مثواه الأخير

 
شيّع جمع من المساجين السياسيين السابقين يوم الخميس 24/01/2008 جثمان السجين السياسي السابق و أحد أعضاء حركة النهضة الفقيد الطاهر بن محمد بن الطاهر الشاذلي إلى مثواه الأخير بمقبرة الدندان و قد حضر تشييع الجنازة جمع من المساجين السياسيين السابقين ومن أقارب و أهالي الفقيد. و قد توفي الفقيد الطاهر الشاذلي رحمه الله نتيجة إصابته بورم في المخ Thumeur cérébrale أصيب به في السجن و استفحل بعد خروجه نتيجة الاهمال الصحي و التعطيلات الادارية . و حرية و إنصاف : 1) تتقدم بأحر التعازي إلى كافة عائلة الفقيد سائلة المولى عز و جل أن يرحمه رحمة واسعة و أن يتغمد ذويه بجميل الصبر و السلوان. 2) تطالب بوضع حد لهذه المأساة التي مات بسببها عدد كبير من المسرحين من أبناء حركة النهضة و تطالب بإطلاق سراح بقية المساجين السياسيين و سجناء الرأي نظرا للظروف الصعبة التي يعانون منها داخل السجون كانعدام العناية الصحية اللازمة خ 6اصة و أن أغلبهم أصيبوا بأمراض مزمنة يصعب علاجها داخل السجن. 3) تحمل السلطة المصير البائس للسجناء المسرحين الآيلين إلى نفس النتيجة. 4) تدعو إلى فتح تحقيق لدراسة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة عديد المساجين السياسيين المسرحين بنفس المرض منهم ثلاثة في عشرة أيام و هم السادة أحمد البوعزيز والطاهر الشادلي و منجي العياري.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008  

مهدي الساحلي يتعرض لضغط أمني شديد

يتعرض الطالب مهدي الساحلي مرسم بالسنة الثانية علوم بكلية العلوم بتونس ، و أصيل دار شعبان بنابل إلى ضغوط كبيرة من قبل البوليس السياسي لمدّهم بمعلومات عن نشاطه بالجامعة و لمّا تمسك بعدم ممارسته لأي نشاط طُلب منه مدّهم بقائمة الطلبة المستقلين التي نخّب لها.    

الطالب ربيع الورغي في السجن

  على إثر الحكم بالسجن مدة ثلاثة أشهر ونصف يوم 22/01/2008 علىالطالب ربيع الورغي الناشط صلب الاتحاد العام لطلبة تونس و المطرود من كلية العلوم ببنزرت بسبب نشاطه النقابي أضرب طلبة المعهد التحضيري ببنزرت عن الدروس يوم الاثنين 21/01/2008 و أضرب طلبة المعهد العالي للاقتصاد و التصرف عن الدروس طيلة أيام 21 و 22 و 23 جانفي 2008 كما دخل طلبة كلية العلوم ببنزرت في إضراب مفتوح عن الدروس منذ 21/01/2008 ، و قد قرر طلبة كليات بنزرت الدخول في إضراب عن الطعام يوم الخميس 31/01/2008 تضامنا مع زميلهم الطالب ربيع الورغي السجين حاليا و مطالبين بحرية العمل النقابي و السياسي داخل أسوار الجامعة داعين إلى وقف كل التتبعات القضائية و الأمنية ضد عموم الطلبة و إلى عودة المطرودين من زملائهم.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 28 جانفي 2008 وصلتنا رسالة من السيدة رفيعة عطية بوملاسة والدة التلميذة زينب بوملاسة التي حرمت من جائزتها بسبب ارتدائها للحجاب ، هذا نصها : بسم الله الرحمان الرحيم

تحية تقدير لتلامذة السنة الثانية علوم بمعهد الامتياز بالجديدة

 
أبى جمع من تلامذة ثانية علوم 2 بمعهد الامتياز بالجديدة إلا أن يلقنوا مدير المعهد المدعو عادل الفهري درسا في الحق ونبذ الظلم والتعسف مهما كان مصدره. هؤلاء الشباب اليافعين ممن تقل أعمارهم عن السبع عشرة سنة رفضوا تسلم شهائد التفوق المسندة إليهم من قبل إدارة المعهد لمّا حُرمت صديقتهم المتحصلة على أحسن معدل في القسم (17 من 20) من هذه الجائزة تحت طائلة مظلمة سلطها عليها المدير المدعو عادل الفهري في بداية السنة عندما تعمد طردها لمدة ثلاثة أيام بسبب عدم امتثالها لأوامر الإدارة والمتمثلة في منعها من دخول المعهد وهي ترتدي “الفولارة التونسية”، هذا المسؤول بسط هذا السيف على رقبة التلميذة زينب بوملاسة يلاحقها بالعقوبات المجانية ويتعمد إلحاق الأذى بنفسيتها الصغيرة وبمعنوياتها الطموحة الحالمة بالتفوق، وكسر إرادة حب العمل والعلم لديها ليعطي مثلا لبقية التلاميذ في التخاذل والتكاسل والعزوف عن الدراسة طالما أن كل متفوق من أبنائنا هو عرضة للإهانة وللحط من المعنويات. ونحن نتساءل كأساتذة كيف ينسى المدعو عادل الفهري أن مجده إنما يبنى على عاتق هؤلاء العباقرة الصغار وأن ارتقاءه في المناصب لدى وزارة التربية إنما يتأسس  من رحيق أمثال زينب. والسؤال الأكبر أليس حب الوطن والحرص على تقدمه مسؤولية الجميع كل من موقعه؟ وطالما أن ثروة تونس في أبنائها وخاصة شبابها فحريّ بكل مسؤول وبكل مواطن أن يرعى هذه الثروة وأن يساعدها على النجاح والتفوق وأن ينأى بها عن الانحراف والتطرف. أليست هذه السنة (2008) هي سنة الشباب كما ذكر رئيس الدولة في أحد خطاباته؟ فكيف يسمح إذا بهدر مجهود الشباب ودفعهم إلى اليأس بسبب قرارات غير مسؤولة وضاربة في التشفي والإقصاء؟ فأي تشريع سماوي أو أرضي يسمح بهذه الانتهاكات ويحمي مثل هؤلاء المسؤولين الذين لا تحركهم إلا المصلحة الخاصة والرغبة الجامحة في الارتقاء في سلّم الإدارة والمناصب؟                عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفطة في : 27 جانفي 2008  بــيـــــــان  
 
يتابع فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بكل انشغال الإيقافات والتتبعات الحاصلة في صفوف ناشطين طلابيين ضمن هيكل الإتحاد العام لطلبة تونس ـ ومنهم من ينتمي لجهة توزر ـ على خلفية مطالبهم بتحسين الأكلة بالمطعم الجامعي وإيجاد حلول لمشكل السكن . والفرع إذ يدين بشدة هذه الهجمة الشرسة على مناضلي وأنصار الإتحاد العام لطلبة تونس على خلفية نشاطهم النقابي المكفول قانونا ، فإنه يدعو إلى 1.    الإفراج عن كل الموقوفين وإيقاف الملاحقات 2.    احترام ممارسة العمل النقابي داخل الجامعة 3.     فك كل أنواع المحاصرة المضروبة على الكليات والأحياء الجامعية بسوسة. عن هيئة الفرع الرئيس شكري الذويبي


بسم الله

السيد الصحبي عتيق في ضيافتهم من جديد

 

 
قدمت سيارة تقل أعوان في زي مدني إلى بيت السيد الصحبي عتيق السجين السياسي السابق المسرح أخيرا و اصطحبته معها، و قد تكون وجهتهم نحو مقر “أمن الدولة” بوزارة الداخلية.. علما بأن قبل أيام قليلة جاء آخرون إلى البيت و لم يكن السيد الصحبي موجودا به فأعلموا زوجته بإبلاغه دعوتهم له للحضور لديهم، و كان هذا الاستدعاء شفويا و هو بالتالي مخالف لما ينص عليه القانون من ضرورة التنصيص على الجهة الداعية و التوقيت و السبب… كان هذا اليوم  الاثنين 28 جانفي 2008 مع الساعة الثانية ظهرا.. عبدالله الـزواري  


 
 
قصيبة المديوني في 17 جانفي 2008 بيان  
 
نحن مناضلي المجتمع المدني و النقابيين و الحساسيات السياسية من جهتي سوسة و المنستير المجتمعين بمقر حركة التجديد يوم الأحد 27 جانفي 2008 بقصيبة المديوني مناصرة و إسنادا للطلبة الموقوفين و المطلوبين للقضاء في ما عرف بقضية “طلبة سوسة ” إيمانا منا بالدفاع عن حرية العمل النقابي المستقل بالجامعة و تكريسا لشعار ” الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الديمقراطية ” نعبر عن تنديدنا الشديد بالهجمة الشرسة على مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس و شجبنا للإيقافات التي يتعرض لها طلبة سوسة على وجه التخصيص و نحمل السلطة مسؤولية تدهور الأوضاع الطلابية و ضرب الحريات العامة و الفردية و انتهاك حقوق الإنسان . نطالب السلطة بإطلاق سراح جميع الموقوفين و إيقاف التتبع في حق الطلبة و حفظ الملف نهائيا . ندعو كافة المجتمع المدني من نقابات و جمعيات حقوقية و الأحزاب السياسية للعمل و اخذ المبادرة من اجل توسيع حملة المساندة و ابتداع و تطوير الأشكال النضالية المختلفة الكفيلة بالدفاع عن الطلبة الموقوفين و المطلوبين . عن المجتمعين


حركة التجديد تنعى الزعيم جورج حبش

 

بكامل الأسى وفائق الجلل تنعى حركة التجديد المناضل الفلسطيني والعربي والأممي الكبير الرفيق جورج حبش، مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي قضى حياته كلها في النضال الدؤوب والمتعدد الأشكال من أجل نصرة القضية الوطنية الفلسطينية وقضايا التحرر في الوطن العربي وفي العالم.

 

وحركة التجديد إذ تتوجه بأصدق عبارات التعزية والمؤاساة إلى أرملة الفقيد وابنتيه وكافة عائلته وإلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي مقدمتهم الرفيق ألمناضل السير أحمد سعدات وكامل الفلسطينيين والفلسطينيات في الأرض السليبة والشتات، فإنها تؤكد من جديد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في مجابهته الباسلة للحصار والعدوان اليومي الذي تسلطه عليه الآلية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية بدعم من الحكومة الأمريكية، وفي نضاله من أجل تحرير وطنه وفرض احترام حقه في العودة إلى أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما تعبر عن أملها في أن يكون الإرث النضالي السياسي والفكري العظيم الذي تركه الفقيد الحكيم حافزا لجميع الفصائل كي يتجاوزوا الإنقسامات والنزاعات الفئوية ويضعوا مصلحة الكفاح من أجل الهداف الوطنية السامية فوق كل اعتبار.

 

إن فكر الرفيق جورج حبش سيظل حيا ومؤثرا باستمرار ومسيرته النضالية ستبقى دوما مثال يحتذى في الصمود واللتزام بقضايا الوطن والشعب والوفاء لقيم الحرية والعدالة.

 

تونس في 26 جانفي 2008

عن حركة التجديد

الأمين الول

أحمد إبراهيم


بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إعلام من إدارة موقع السبيل أونلاين

 
يشهد السبيل أونلاين بطأ في التصفح هذه الفترة والسبب يعود إلى مشاكل لدى السرفر مستضيف الموقع . ونحن نعمل جاهدين لوضح حد لهذا الإشكال وقد قطعنا أشواطا عملية في سبيل تحقيق ذلك , فقد حجزنا مكانا للموقع لدى مستضيف جديد وإجراءات النقل تتطلب بعض الوقت والعمل جاري لإنجاز ذلك , ونحن نأسف بالغ الأسف لهذا الخلل الخارج عن نطاقنا ونعتذر لكل السادة والسيدات للتأخر في نشر مراسلاتهم ونعدهم بأن تأخذ طريقها للنشر حال الإنتهاء من إجراءات نقل الموقع . نحن نقدر عاليا حرصكم ونشكر لكم حسن تفهمكم . إدارة السبيـــــل أونــــلايــن www.assabilonline.net info@assabilonline.net

دعوة  
 
تتشرف اللجنة الجهوية لمساندة الطلبة الموقوفين و المطلوبين للقضاء بسوسة باستدعائكم للمشاركة في فعاليات اليوم الوطني المفتوح لمساندة طلبة سوسة المسجونين و ذلك  يوم الأحد 3 فيفري 2008 بداية من الساعة العاشرة صباحا 10.00 بمقر جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي . العنوان

الطابق الاول عمارة تروكاديرو نهج الاخت جوزيفين – تروكادرو سوسة

تتخلل اليوم مداخلات شعرية و موسيقية


الحزب الديمقراطي التقدمي  جامعة جندوبـــة

اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني في القطاع استنطاق للمواقف ودعوة لتفعيل التضامن

 

جندوبة في 27 جانفي 2008       تفاعلا مع قرار قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي حول الحملة الوطنية والدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة قطاع غزة لاسيما في الظروف الصعبة التي يعيشها، والهجمة الصهيونية الشرسة التي يتعرض لها وتضامنا مع هذا الشعب الفلسطيني الذي لازال يسدد فواتير قرار وحق تمسكه بأرضه وبتاريخه وحقه في تقرير المصير، وبدعوة من جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبــــة انتظم صباح هذا اليوم الأحد 27 جانفي 2008 اجتماع تضامني حضره إلى جانب أعضاء الهيئة الأخ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب والأخ الهادي بن رمضان رئيس فرع رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة وعدد من النقابيين ومناضلي الجهة .   وفي افتتاحه للاجتماع وبعد ترحيبه بالحضور أكد الكاتب العام للجامعة بأن هذا الاجتماع التضامني هو اقل ما يمكن ان يقدم للشعب الفلسطيني الشقيق  واعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية كل القوى الديمقراطية الوطنية والعربية وكل قوى التحرر العالمي باعتبارها تعكس ما توصلت له “إبداعات” الظلم والاستبداد والغطرسة الصهيونية والأطراف التي تقف معها وورائها وتساندها لتمرير مشاريعها ضد شعب اعزل يطوق إلى الحرية كحق من حقوق مواطنته وحياته الطبيعية.    وأشار إلى أن دعوة الجامعة تتنزل في أطار التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وان الحزب لا يؤسس تضامنه هذا إلا على أساس حق الشعب الفلسطيني في القطاع كان أو في الضفة الغربية في الاستقرار والأمان وان هذين المطلبين لا يتحققا في ظل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية وصمت بعض الحكومات العربية وسكوتها عن مخططات العدو الهدامة فهوالذي شجع إسرائيل في التسريع وتنويع عقابها وحربها على الفلسطينيين وبالتالي حرمانه من حقه في تقرير مصيره.   من جهة أخرى لاحظ بان المشردين عبر حدود جزيرة سيناء يعكس نتائج ذلك الصمت والذي لا تشترك فيه الحكومات العربية فحسب بل كل مكونات المشهد السياسي والنقابي والحقوقي والإعلامي خاصة في تونس فلا احد يستثني ان  التصعيد الإسرائيلي الخطير في القطاع وأجزاء من الضفة الغربية قد تزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة أمام عجز هذه الأنظمة على القيام بأي شكل من أشكال التضامن العربي الهادف للتمسك بحق تاريخي وحضاري يشهد بــه كل أحرار العالم كما يعكس تخاذل العديد من هذه الانظمة في نصرة الشعب الفلسطيني.   واعتبر أن المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني هي تعبير عن فشل كل المفاوضات التي عقدتها الحكومة الفلسطينية والحكومات العربية مع الكيان الصهيوني والقوى الغربية من مدريد إلى انابوليس مرورا بأوسلو وباريس والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها،وان إسرائيل استغلت هذه المؤتمرات لتمرير مشاريعها الاستيطانية وتطبيع علاقاتها مع العديد من الأنظمة العربية.    وتطرق الحاضرون إلى تشخيص وتوصيف الواقع العربي الأليم لاسيما في هذه الظروف العصيبة رغم ما تعرفه العديد من أقطار العالم النامي من تحولات نحو الديمقراطية ومدى تهميش العديد من الحكومات العربية لقضايا شعوبها المركزية  وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودور قوى المعادلة في المنطقة في ردع شوكة إسرائيل وعلى رأسها سوريا والمقاومة اللبنانية وان تحطيم الجدار الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية هو يعكس مدى حجم الأزمة التي يعيشها سكان قطاع غزة من جهة ومدى قوة الحركة الشعبية في صناعة القرارات وما لعبته المراة من دور فعال في هذه المرحلة وهذا الوضع.   وفي مداخلته أكد السيد الهادي بن رمضان ان قضية فلسطين في القطاع كانت أو في الضفة هي قضية كل التونسيين وكل العرب والمسلمين وان التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يخضع لأي خلفية إيديولوجية او سياسية ويجب ان يكون كذلك بل يخضع فقط لجوانب إنسانية بحتة والى حق ثابت عبر سيرورة التاريخ ولاحظ بان مكونات المجتمع المدني في تونس وفي العديد من الأقطار العربية لازالت لم تبلغ بعد الشكل المطلوب لتكون ورقة ضغط فاعلة في الساحة الوطنية والدولية  وردع اسرائيل ومن ورائها عما تقوم به من جرائم بشعة وتحديها للمواثيق والاتفاقيات الدولية وهو أمر يدعو إلى مراجعة المواقف والطروحات في إطار تجاوز النظرات والتصورات الضيقة التي لاتقدم للمشهد السياسي والحقوقي والنقابي الوطني والعربي ما يتطلبه  العرب في مثل هذه القضايا المصيرية.   واعتبر السيد الطيب الورغي أن الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزة يتنزل في إطار تجويع هذا الشعب من اجل سلب إرادته وقدرته على التقدم وبناء دولته في إطار الشرعية الدولية الحقيقية كما لاحظ بان سوريا  وحزب الله يبقيا  العقبة الأكثر تأثيرا في تحقيق إسرائيل لمشاريعها الهمجية واللاانسانية وما عجز إسرائيل عن امتلاك قطاع غزة بالشكل الذي يروق لها إلا دليلا على فشلها في مواجهة هذه القوى التي أثبتت على أنها قادرة على أن تكون محرارالمعادلــة السياسية في الشرق الأوسط.  وندد الحضور بالصمت العربي في هذا الملف الحساس وخاصة مكونات المجتمع المدني التونسي والتي اقتصر بعضها عن إصدار بيانات ودعوا عبر جملة من المقترحات إلى البحث عن مبادرات جديدة لاسيما على المستوى الجهـــــوي  وذلك لنصرة القضايا الوطنية والعربية وتفعيل أشكال التضامن معها وخاصة مع الشعب الفلسطيني في المحنة التي يمر بها حاليا. كما ثمنوا مبادرة الجامعة والحزب الديمقراطي التقدمي الداعية لفك الحصار على غزة والشعب ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية ضد مناضلي فلسطين ومناصريها في الوطن العربي واعتبروا ان المبادرة تعكس شمولية نظرة الحزب إلى القضايا العربية والقومية وتجذر رؤاه الحضارية . المولدي الزوابي


 

تونس: محاكمة “مجاهدين” متورطين في مواجهات مسلحة

 

تونس – ا ف ب – مثل تونسيان ينتميان الى مجموعة من ثلاثين مجاهدا، حكم على اثنين منهم بالاعدام اواخر ديسمبر لاشتراكهما في مواجهات مسلحة ضد القوات المسلحة في 2006 و2007، امام محكمة الدرجة الاولى في العاصمة التونسية.

 

ويلاحق محمد محمودي “22 عاما” وطارق حمامي “32 عاما” بتهمة الانتساب الى منظمة ارهابية وتلقي التدريب العسكري واستعمال السلاح (كالاشنيكوف وآر.بي.جي) واجتياز الحدود بطريقة غير شرعية مع الجزائر، كما جاء في الاتهام الذي تلي السبت في الغرفة الجنائية الرابعة. وقد اعتقل الموقوفان بينما كان في حوزتهما قنابل في 27 ابريل 2006.

 

وسبق اعتقالهما المواجهات المسلحة التي وقعت اواخر ديسمبر 2006 وبداية يناير 2007، في جنوب العاصمة التونسية، وتسببت كما افادت حصيلة رسمية، بمقتل جندي وشرطي واثني عشر مجاهدا.

 

وتقول السلطات التونسية ان النواة الصلبة للمجموعة المؤلفة من ستة اشخاص (خمسة تونسيين وموريتاني واحد) تسللت في 2006 مع اسلحة عبر الحدود الجزائرية بعدما اقامت في ادغال الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت فرع القاعدة في المغرب الاسلامي. وجاء في الاتهام ان محمد محمودي وطارق حمامي شاركا في عمليات ارهابية في الجزائر ذبح خلالها دركيان وصودرت اسلحتهما.

 

وخلال استجوابهما، رفضا هذه الاتهامات ونفيا الاعداد لاعتداءات في تونس، واكد محمودي ان مروره في الادغال الجزائرية كان تحضيرا للجهاد في العراق. وتحددت الجلسة المقبلة في الثاني من فبراير. واكد المتهمان اللذان مثلا مع اثنين من المهربين انهم “ارغما” على العودة الى تونس بسبب القصف الذي قام به الجيش الجزائري في جبال ابو غفر (شرق الجزائر) حيث كانا موجودين. واعترفا بأنهما اجتازا الحدود مع قادة المجموعة الذين قتلوا في المواجهات.

 

(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)

 


 

الشرطة التونسية تنتزع حجاب فتاة بالقوة

 
قامت عناصر من الشرطة التونسية بنزع حجاب فتاة من على رأسها بالقوة في منطقة حي الخضراء بالعاصمة التونسية وإلقاءه أرضا وذلك أثناء توجهها إلى الدراسة غير عابئين بتوسلاتها وصراخها. وقالت الفتاة التونسية التي تدعى “حنان الكوكي” الطالبة بكلية العلوم: حسب تصريحات نقلها موقع “محيط:” إن رجال الشرطة اعترضوها وهي في طريقها إلى الجامعة، وانتزعوا منها محفظتها وقاموا بتفتيشها. ثم قاموا بنزع حجابها من على رأسها بالقوة ورموا به على الأرض, علما بأنّها كانت ترتدي “فولارة تونسية”. وقالت الكوكي أنها قاومتهم ورفضت الانصياع لطلبهم بخلع الحجاب، وهو ما دفعهم إلى القيام بجرها لإرغامها على الصعود إلى سيارة الأمن تحت وابل من التهديد والسباب اللااخلاقي، دون النظر إلى توسلاتها وصراخها. يذكر ان عناصر الشرطة احتجزت بطاقة التعريف الوطنية “الهوية” الخاصة بالفتاة، وبطاقة الجامعة ورخصة القيادة وجميع وثائقها الشخصية الأخرى، وبعد اخلاء سبيلها اعربت ضحية الاعتداء عن عزمها تقديم شكوى رسمية ضد هذه العناصر الأمنية لمقاضاتهم لما اقترفوه في حقها من انتهاكات.
 
(المصدر: موقع “وطن” بتاريخ 26 جانفي 2008)


 

 

من اجل غزة

من اجل غزة تحركت جماهير الأمة العربية في كل أقطارها تقريبا ماعدا  تونس . هل تبلد ذهن المواطن العربي في تونس إلى هذا الحد؟ هل فقد فجأة انتماءه القومي ؟ أم ماذا؟ هل نجحت سياسة السلطة في إيجاد مواطن  سلبي تجاه ما يعانيه إخوانه في غزة والضفة  اعني فلسطين العربية  وعراق المقاومة و الصومال والسودان و … ؟ أين الشارع العربي في تونس من نصرة قضايا أمته  وأبناء شعبه ؟ هل أن النخب  السياسية في تونس أصبحت لاتعير الاهتمام الذي تستحقه القضية القومية كما دأبت عليه منذ سنوات ؟ أم أن الشأن السياسي اليومي أهم من قضية فلسطين وحصار غزة ؟ أم هي سياسة الحلول الأمنية الممنهجة من طرف نظام الحكم هي التي تحول دون الاستجابة لنداء أطفال غزة وهم يستغيثون لنجدتهم وفك الحصار عنهم ؟ إننا لا يمكن أن نجيب إلا بالرفض على كل تلك التساؤلات لان حجم ما يعانيه إخواننا في غزة فاق كل التصورات والحدود . إن حجم الكارثة والدمار الذي لحق بجماهير شعبنا في فلسطين  لا يبرر السكوت عنه بأي حال من الأحوال مهما تعددت الأسباب والتعلات .فالقبضة الأمنية أو الشأن السياسي اليومي أو الضغوطات الاجتماعية تعيشها  كل جماهير امتنا  وقواها التقدمية في كل قطر . فإننا يجب أن نخجل من أنفسنا لما نرى على الفضائيات كل بني جلدتنا تحركوا مساندين ومساهمين في فك الحصار ومنددين بالعدو الصهيوني وتواطىء الرجعية العربية في صمتها الرسمي  ضد ما يحصل لأطفال فلسطين . من اجل غزة كسرت الجماهير العربية في مصر العروبة الحدود المصطنعة في رفح والعريش لنجدة إخوانهم ورفع المعانات عنهم. من اجل غزة تدفقت الجماهير من فلسطين ومصر تعانق بعضها في مشهد  يعبر عن روح الوحدة التي تسود الجماهير العربية وترفض وصاية الأنظمة الإقليمية الرجعية العميلة على مصيرها وعلى مقدراتها   من اجل غزة خرجت الجماهير العربية في كل من الأردن والخليج ولبنان واليمن والسودان والمغرب والجزائر موريتانيا وليبيا  و ….لتتضامن مع نفسها في محنتها  .  من اجل غزة وأطفال غزة وشهداء غزة يجب أن ترتفع أصواتنا و حناجرنا.  لنكن صفا واحدا وشعبا واحدا في وجه الغطرسة الصهيونية وعربدة الامبريالية الأمريكية وصمت الرجعية العربية .
النفطي حولة
بتاريخ 29 جانفي 2008
 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين    الرسالة رقم 381 على موقع تونس نيوز
 بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن التونسي والعربي والإسلامي رسالة 10/12/2005 للملك الشاب محمد السادس نصره الله ستبقى خالدة   فـي الصميـم وضـع النقـاط علـى الحـروف

تألق فضائية مغربية في المدة الأخيرة حول بث المسيرة النضالية للزعيم الحبيب بورقيبة

كتبت يوم 10/12/2005 بموقع تونس نيوز في بداية نشاطي الإعلامي عبر هذا الموقع الهام الديمقراطي، كتبت حول اللفتة الكريمة الرائعة التي قام بها ملك الشاب محمد السادس عاهل المملكة المغربية حفظه الله ونصره للمملكة المغربية. حيث أذن خلال شهر ديسمبر 2005 بإسناد أوسمة هامة لزعماء من تونس والجزائر وفرنسا. وقد كان في طليعة الموسمين نجل الزعيم الحبيب بورقيبة الذي حضر الحفل الرسمي وتسلم الوسام العلوي الأكبر برعاية وعناية شخصية من لدن العاهل المغربي الملك محمد السادس رعاه الله. وأشرف ولي العهد السابق مولاي رشيد شقيق الملك على حفل رسمي سلم خلاله الوسام العلوي لعدة شخصيات وزعماء من المغرب العربي الكبير وفرنسا وقد سلم الوسام العلوي المسند للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله إلى نجله الحبيب بورقيبة الابن الذي حضر الحفل ولبى الدعوة بكل سرور. وتسلم الوسام الثاني الذي أسند للزعيم النقابي فرحات حشاد رحمه الله وتسلمه نجله نور الدين حشاد السفير بالجامعة العربية الأمين العام المساعد للجامعة بتونس سابقا. والوسام الثالث أسند إلى الزعيم حسين آيت أحمد من جبهة التحرير الجزائرية. الذي حضر الحفل بنفسه. والوسام الرابع أسند إلى الجنرال ديغول رئيس الجمهورية فرنسا وتسلمه حفيده الذي حضر الحفل الرسمي. وتأتي هذه اللفتة الكريمة من لدن الملك الشاب محمد السادس عاهل المغرب الذي أبى إلا أن يكرم الزعماء الكبار وأن يكرم أنجالهم وأحفادهم وهذه لفتة سامية وملكية يسجلها له التاريخ بأحرف ذهبية ولا غرابة في ذلك فالملك الشاب نجل الملك الحسن الثاني وحفيده الملك محمد الخامس ومن عائلة علوية شريفة وعريقة ومتأصلة ولها جذورها وتاريخها ومجدها ودورها الفاعل ومن أشرف العائلات في المغرب في العرش العلوي. وجاء هذا التكريم في الوقت المناسب والظرف المناسب اعترافا من المملكة المغربية للزعماء الكبار الذين قدموا تضحيات جسام من أجل تحرير المغرب العربي الكبير وناضلوا من أجل استرجاع السيادة والكرامة والحرية للشعوب المغاربية وكان لهم دور هام وفاعل وعلى رأسهم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ونال نجله شرف الوسام العلوي الأكبر. وقد نوهت في مقالي المشار إليه بتاريخ 10/12/2005 بمبادرة الملك الشاب محمد السادس نصره الله الذي كان نسخة من والده الحسن الثاني وجده الملك المصلح محمد الخامس وحمهما الله وقد أعاد بهذه اللفتة الكريمة الاعتبار للزعيم الراحل العملاق الحبيب بورقيبة رحمه الله ولنجله الحبيب بورقيبة الابن حفظه الله وكلنا يعلم أن يوم 28/02/1961 ابن العملاق في التاريخ الزعيم الحبيب بورقيبة إلا أن يعلق زيارته إلى فرنسا وجلسته مع الجنرال ديغول حول قضية الجزائر. وسافر إلى الرباط حالا لحضور تشييع جثمان المرحوم المغفور له الملك محمد الخامس رحمه الله وجزاه الله خيرا ورفع الزعيم الراحل بورقيبة الجثمان على كتفيه حبا وتقديرا ووفاء لروح الفقيد محمد الخامس رحمه الله. رفيقه في الكفاح الوطني وهذا الموقف الذي جاء بعد فتور حصل عام 1960 بمناسبة اعتراف تونس باستقلال موريتانيا وسرعان ما حصل الوئام والانسجام وعادت المياه إلى مجاريها بعبقرية الزعيم بورقيبة. وهذا الموقف تأثر به نجله الملك الحسن الثاني رحمه الله. وأصبح من ذلك التاريخ يعتبر الزعيم الحبيب بورقيبة الأب الروحي له وقالها بصريح العبارة وفي عديد المناسبات عبر الملك الحسن الثاني بأن الزعيم بورقيبة هو الأب الروحي له وللمغرب. والتاريخ يعيد نفسه ها هو نجله محمد السادس عاهل المملكة المغربية بعد 45 سنة يأذن بإسناد الوسام العلوي الأكبر للزعيم العملاق الحبيب بورقيبة اعترافا له بالجميل ولأهل الوفاء وأهل الإخلاص والمجد والمحبة والوقار وأهل الفضل والشرف والنبل وبعد حوالي عامين وشهر جاء دور الفضائية المغربية الرائدة الشجاعة فقد تابع شعبنا التونسي منذ عشرة أيام حصة تلفزية دامت حوالي 3 ساعات وأبرزت في هذه الحصة الرائعة الممتازة والصادقة مسيرة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ودامت 3 ساعات وقامت ببث حياة الزعيم الراحل منذ طفولة وشبابه وكهولته وحياته في مجال الدراسة. وحياته في الصحافة والعمل الإعلامي. ونشاطه السياسي الطويل ونضاله الطويل وواجباته السياسية والنضالية ومعاناته والمحن الذي عاشها والسجون والمنافي والإبعاد وحياته النضالية والكر والفر ومواقفه الشجاعة وحكمته وحنكته السياسية وسياسة المراحل وعبقريته وذكائه في الأوقات الحرجة وجرأته عند الشدائد والمحن وقدرته على الخطابة وإدارته للحوار والندوات الصحفية والمفاوضات. ونجاحه السياسي في مجال تحرير الوطن وبناء الدولة العصرية الحديثة والجلاء العسكري على قاعدة بنزرت ونجاحه في وضع التشريعات الاجتماعية وخاصة نشر التعليم وتعميمه ونجاحه في مجال تحرير المرأة وإصدار مجلة الأحوال الشخصية وسياسة التنظيم العائلي وسياسة حسن الجوار والسلم ودوره في تحرير الشعوب. فشكرا لهذه القناة المغربية الرائدة وهل من مزيد ونقترح إعادة هذا البرنامج الرائع وشتان بين تلفزة مغربنا وتلفزتنا… ولا مقارنة بينهما إلى متى تلفزتنا غائبة… قال الله تعالى : ” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 

 

الذكرى الثلاثون للخميس الأسود:

أحداث 26 جانفي 1978 – الأسباب والمجريات والدروس

 

المصدر: صوت الشعب، جانفي 2008، العدد 260 سلسة جديدة.

يوم 26 من هذا الشهر تكون قد مرت ثلاثون سنة كاملة على أحداث الخميس الأسود، أحداث يوم الخميس 26 جانفي 1978 الدامية التي هزت البلاد وأودت بحياة المئات من التونسيين وخلفت الآلاف من الجرحى إثر الاصطدامات العنيفة بين النقابيين وجماهير العمال المتظاهرين من جهة وقوات البوليس والجيش وميليشيات الحزب الحاكم من جهة أخرى التي كان يقودها في ذلك الوقت الرئيس الحالي زين العابدين بن علي.

ففي ذلك اليوم عمّت المسيرات والمظاهرات العمالية والشعبية شوارع وضواحي تونس العاصمة وكبريات المدن التونسية ورافقتها مصادمات وأعمال عنف وحرق وتكسير كانت مجموعات ميليشيات “الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم (“التجمع” الآن) أول من أشعل فتيلها لجر المتظاهرين والغاضبين لفوضى العنف [1] قصد إقامة الدليل وإثبات التهمة على أن الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل دفاعا عن استقلاليته وعن مصالح الشغالين ليس إضرابا مشروعا بل هو إضراب “تقوده خلفيات سياسية مشبوهة” و”عصيان مدني يهدد الأمن والنظام العام..”. [2]

وكانت النتيجة عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وقد اعترفت الحكومة آنذاك (حكومة الهادي نويرة) بسقوط 52 قتيلا و365 جريحا في ما تحدثت تقارير أخرى مستقلة عن مقتل ما يزيد عن 400 شخص وجرح أكثر من ألف.

وضمن النتيجة أيضا عدد ضخم من المعتقلين، من النقابيين، مسؤولين مركزيين وجهويين ومن مختلف القطاعات ونشطاء، ومن العمال والمتظاهرين وممن ألصقت بهم تهم التكسير والتعدي على أملاك الغير وما إلى ذلك من التهم المعروفة. في مثل هذا الجو تم تدبير الانقلاب على الاتحاد العام التونسي للشغل وتنصيب قيادة موالية للحكومة (جماعة المنصبين بقيادة التيجاني عبيد) ونسجت خيوط المحاكمة الشهيرة ضد القيادة النقابية الشرعية.

وفوق كل ذلك فقد شهد يوم 26 جانفي 78 دخول الجيش لأول مرة في تاريخ تونس الحديث، على ركح الأحداث السياسية وكطرف لفض النزاع المدني بين الحكومة والمنظمة النقابية.

فما هي أسباب هذه الأحداث وكيف تطورت الأوضاع قبل أن يحصل الانفجار؟

1 – الأسباب البعيدة:

عرف الاقتصاد التونسي طوال النصف الأول من عشرية السبعينات من القرن الماضي تحسنا ملحوظا مقارنة بالفترة التي سبقته وتجربة التعاضد البنصالحية. وساعد على ذلك جملة من الظروف الاقتصادية الدولية والمحلية وكذلك العوامل المناخية، فتمكنت حكومة نويرة ذات التوجه الليبرالي من تحقيق معدلات نمو إيجابية ومن تنشيط الدورة الاقتصادية وتعديل الموازين العامة الاقتصادية والمالية للدولة ومن تحسين المقدرة الشرائية وإنعاش الاستهلاك ومن التحكم نسبيا في نسب البطالة والتضخم والتداين.

فعلى الصعيد الاقتصادي شهدت أسعار البترول وبعض المواد المنجمية الأخرى ارتفاعا مهما في السوق العالمية [3] وشرعت الاحتكارات والبلدان الرأسمالية في إعادة توطين رساميلها واستثماراتها خاصة في قطاعات النسيج والسياحة وبعض الأنشطة الأخرى وهو ما أملى على الحكومة آنذاك قوانين أفريل 1972 و74 و76 والخاصة بالاستثمارات الأجنبية وإلى جانب ذلك تتالت عدة مواسم فلاحية جيدة كانت كلها ضمن الظروف التي استفادت منها الحكومة التونسية آنذاك لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

غير أن هذه الظروف لم تدم طويلا وسرعان ما حلت محلها ظروف صعبة خاصة مع دخول النظام الرأسمالي العالمي في أزمته الحادة ابتداء من سنة 1973. هذه الأزمة التي انعكست بصورة مضاعفة على بلادنا كغيرها من البلدان ذات الاقتصاديات الضعيفة والتابعة. وبذلك بدأ نسق النمو يتراجع والتوازنات العامة في الاختلال وعادت نسب التضخم والتداين والبطالة للارتفاع وتدنت المقدرة الشرائية وارتفعت مجددا معدلات البطالة والفقر وباتت الفوارق بين الطبقات والجهات وكذلك سوء التصرف في المال العام ظاهرة مثيرة لحالة من التذمر العام.

لقد فشلت خطة التنمية الليبرالية المتبعة منذ مجيء حكومة نويرة ولم يتحقق مشروع “المجتمع الوسط” و”العدالة الاجتماعية” بل العكس هو الذي حصل إذ سرعان ما انقلبت الأزمة الاقتصادية إلى أزمة عامة اجتماعية فسياسية.

ومن المعلوم أيضا أن تلك الفترة كانت قد شهدت على الصعيد السياسي إرساء وهيمنة نمط الحكم الفردي ذي الطابع الفاشستي الرافض لأبسط مظاهر الديمقراطية والحريات داخل منظومة نظام الحكم حيث تمت إزاحة ممثلي التوجه الليبرالي (أحمد المستيري) وبُويع بورقيبة رئيسا مدى الحياة وانتصبت المحاكمات ضد تيارات اليسار الجديد سنة 1974 (مجموعات آفاق/العامل التونسي…) وحركة الوحدة الشعبية وجرى الانقلاب على الاتحاد العام لطلبة تونس وقمع حركة الشباب التلمذي والطالبي بشدة (1972، 1975، 1976…).

لقد اجتمعت كل الشروط لكي ينشب ذلك الخلاف بين المنظمة النقابية والحكومة ولكي يسير بمثل تلك السرعة نحو المأزق العام ويتحول من مجرد نزاع مطلبي في الظاهر إلى أزمة سياسية متعددة الأوجه والأبعاد كان يوم 26 جانفي 1978 ميقات انفجارها. فما بين شهر مارس 1977، تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني 14 للاتحاد العام التونسي للشغل، (المنزه – تونس) الذي دُعِيَ رئيس الدولة الحبيب بورقيبة لافتتاحه، وشهر جانفي 78 مرت تسعة أشهر ملأى بالأحداث والتطورات والتوترات المتصاعدة بنسق لم يكن أحد يتوقعه ولم يكن بمقدور لا الحكومة ولا المنظمة النقابية منعه من أن ينتهي بالاصطدام المحتوم الإضراب العام يوم الخميس الأسود الذي سيظل واحدا من أحلك الأيام في تاريخ بلادنا.

2 – الأسباب المباشرة:

عندما عقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره الرابع عشر شهر مارس 1977 لم يكن هناك ما يبعث على الاعتقاد ولا حتى على سبيل الاحتمال أن توترات حادة ستطرأ على علاقة الاتحاد والحكومة. فقد أكد الزعيم النقابي الحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد وعضو الديوان السياسي للحزب الحاكم، أثناء أشغال المؤتمر الذي التأم تحت عنوان “حرية وتقدم” موالاته لبورقيبة قائلا: أنه “إذا كان البعض يتبنى الاشتراكية ويوالي الماركسية اللينينية فإن الاتحاد والنقابيين في تونس لا يوالون إلا الزعيم بورقيبة ولا يتبعون غير منهج البورقيبية، المنهج الأمثل والأنسب لتونس”. وكان ذلك علامة على أن الأمور كانت تسير في تمام الانسجام والتفاهم في ما كان يسمى آنذاك بـ”السياسة التعاقدية” كإطار “للتفاوض” و”لفض النزاعات الشغلية و”معالجة مسائل الأجور ومطالب العمال” و”تحقيق السلم الاجتماعية“. لكن ذلك لم يمنع أن تشهد الأشهر التسعة الموالية نسقا متصاعدا من الخلافات والتوتر كانت الزيارة التي أداها الوفد النقابي بقيادة الحبيب عاشور إلى ليبيا ما بين 14 و17 ماي 1977 نقطة انطلاقها الأولى. فرغم مباركة بورقيبة هذه الزيارة ونتائجها فإنها أثارت كثيرا من القلق لدى الوزير الأول الهادي نويرة وعلى أساسها تراكمت كل مشاكل الفترة اللاحقة حتى تاريخ إعلان الإضراب العام. والحقيقة أن هذه الزيارة لم تكن نقابية بحتة بل تعدّت المفاهمات النقابية بين المنظمة النقابية التونسية والنقابات الليبية حول قضايا التكوين النقابي والمهني وأوضاع العمال التونسيين العاملين في ليبيا إلى قضايا سياسية كانت محل نزاع بين البلدين أهمها اتفاقية الوحدة المبرمة قبل ثلاث سنوات في جربة والتي راجعتها الحكومة التونسية من جانب واحد وكذلك النزاع الحدودي حول الجرف القاري الغني بالبترول [4]. وتفاعلا مع ذلك بدأ الخطاب النقابي يأخذ منحى متجذرا حيال الصعوبات الاجتماعية ومظاهر سوء التصرف وخاصة الزيادات الكبيرة التي شهدت الأسعار في ربيع وصائفة 1977، لذلك تساءلت جريدة الشعب بتاريخ 26 أوت 1977 في افتتاحيتها تحت عنوان لا للعبث بقوت الشعب” لماذا هذه الموجة العاتية من الأسعار الملتهبة؟ أين الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمقاومة الاحتكار والحد من ارتفاع الأسعار؟ لتجيب “لقد بلغ الأمر حدا من الاستفحال لا يمكن السكوت عما يجري دون خشية من التوترات الاجتماعية… أما أن تبقى الأجور ثابتة جامدة والأسعار تتصاعد كالسهم في السماء فهذا أقل ما يقال فيه إنه ليس من حزم الأمور فكيف يعقل أن تبقى الأجور ثابتة وترتفع أسعار بعض المواد الضرورية لحياة المواطن بنسبة مائة بالمائة أو أن تشمل الزيادة دفعة واحدة وبدون استئذان معظم المواد الغذائية”.

وعلى وقع هذه النبرة الحادة تواترت اجتماعات الهياكل القيادية للمنظمة النقابية لتعلن وبصراحة متزايدة الوضوح رفض سياسة الحكومة والاستعداد لمواجهتها وشكلت الهيئة الإدارية الوطنية المنعقدة بتاريخ 15 سبتمبر 1977 والتي تمحورت أشغالها حول الحملة التي تستهدف الاتحاد، وارتفاع الأسعار والاحتكار والمضاربات والثراء الفاحش، ووضع علاقات الاتحاد بالحزب ومستقبلها…” منعرجا حاسما إذ وضعت لائحة في المطالب العامة الملحة للعمال ومنها انطلقت حملة تصعيد صريحة منبهة إلى أن “مكيدة 64 – 65 لن تعاد” [5] وبات الوضع ينذر بانفجار وشيك.

ولم تكن التهدئة الناجمة عن اجتماع بورقيبة بالوزير الأول الهادي نويرة ووزير الداخلية الطاهر بلخوجة والأمين العام للاتحاد الحبيب عاشور إلا ظرفية جدا إذ لم يكتب لها الدوام والصمود أمام الأحكام الصادرة في حق بعض النقابيين والمشاركين في مظاهرة كانت جدّت بصفاقس يوم 9 سبتمبر 1977 وخاصة على إثر أحداث قصر هلال ومنزل بورقيبة موفى شهر أكتوبر التي جرت خلالها مواجهات عنيفة بين أعوان البوليس والجيش من جهة والعمال وأهالي هاتين المدينتين من جهة ثانية.

وأمام تصاعد نسق الأحداث اتخذت دورية اجتماعات الهيئات القيادية للاتحاد، المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية الوطنية وندوات الإطارات القطاعية والجهوية نسقا متصاعدا وبدأت دائرة اهتماماتها تتسع لتشمل قضايا لم تكن تطرح من قبل بمثل تلك الجرأة والحدّة مثل مراجعة علاقة الاتحاد بالحزب الحاكم ومراجعة نظام الأجور ومسألة توزيع ثروات البلاد وثمرة مجهود العمل وقضايا الحريات وحرية الصحافة على وجه الخصوص. بل أكثر من ذلك صار هنالك ضغط كبير من أجل اتخاذ موقف عملي تجاه التحرشات التي يتعرض لها الاتحاد والنقابيون. وفي خط مواز لذلك تكثفت حركة الإضرابات لتشمل جميع القطاعات والجهات تقريبا. وباكتشاف وجود نية أو مخطط لاغتيال الأمين العام الحبيب عاشور في مستهل شهر نوفمبر 1977 من قبل بعض غلاة حزب الدستور بالساحل ارتسم خط القطيعة النهائي بين الحكومة والاتحاد وبات من المألوف الحديث في الأوساط النقابية الحديث عن “التيار الفاشستي” و”عصابة اليد الحمراء الجديدة” و”نزعات الإرهاب والتصفية الجسدية”. وبالمقابل جندت الحكومة كل ما في حوزتها من وسائل إعدادا للمواجهة المحتومة.

كان الطرفان، الاتحاد العام التونسي للشغل من جهة والحكومة ومنظمة الأعراف والحزب الدستوري من جهة ثانية، على قناعة عميقة بأن لا مجال مذّاك فصاعدا للتصالح لذلك اتجه كل إلى حشد قواه وتجنيدها لكسب المعركة التي اتخذت وعلى المكشوف طابع الصراع السياسي الواضح من أجل إزاحة الطرف المقابل والاستفراد بسدة الحكم.

في هذا الإطار دعت الهيئة الإدارية الوطنية أعضاء القيادة النقابية إلى الانسلاخ عن الحزب الحاكم ودعت لانعقاد المجلس الوطني لاتخاذ قرار الإضراب العام الذي تم التمهيد له بإضرابات قطاعية كبيرة ناجحة (المناجم نوفمبر 1977، التعليم، الإضرابات الجهوية احتجاجا على نية اغتيال الأمين العام…).

كانت الأزمة على درجة من الاحتدام ولم تكن في الواقع تشق قاعدة المجتمع عن قمته، أي أنها لم تكن تقابل فقط بين الشعب والطبقة العاملة على وجه الخصوص من جهة والبرجوازية الحاكمة وخاصة الفريق الليبرالي ذي التوجه السياسي الفاشستي كما عبرت عن ذلك المنظمة النقابية آنذاك من جهة أخرى، إنما كانت الأزمة على درجة من العمق مست حتى أعلىالمجتمع”، أي خلقت شروخا وسط الفريق الحاكم الذي انقسم على نفسه بخصوص كيفية معالجة الأوضاع. ففي حين كان البعض بقيادة صقور الحزب الحاكم (الهادي نويرة وعبد الله فرحات ومحمد الصياح وعامر بن عائشة وغيرهم…) يرى أن تجاوز الأزمة لا يتم إلا “بالضرب على أيدي العابثين” و”الصائدين في الماء العكر الذين في قلوبهم مرض”، فإن البعض الآخر من ذات الفريق كان يرجح طريق الحوار والتفاعل مع المطالب النقابية وتهدئة الأجواء وتلافي تعريض النظام للهزات (الطاهر بلخوجة، عزوز الأصرم…). وبما أن الغلبة كانت للفريق الأول فقد طغى على توجه الحكومة والحزب الحاكم تصور هذا الفريق مما أدى إلى إقالة أحد أبرز وجوه الحكومة أنذاك، وزير الداخلية الطاهر بلخوجة وجيء بدلا عنه بأحد المتحمسين لنهج التشدد (بصورة وقتية) وزير الدفاع عبد الله فرحات قبل أن يقع تعيين الضاوي حنابلية، كما جيء بأحد كولونالات الجيش، زين العابدين بن علي (الرئيس الحالي) مديرا للأمن مكان عبد المجيد سلامة، ذي التكوين الحقوقي.

هذا القرار الذي اعتبره الاتحاد خطيرا ودليلا على الاتجاه نحو مزيد عسكرة الحياة المدنية [6] تبعته تطورات كبيرة أهمها استقالة عدد من الوزراء احتجاجا على هذه الخطوة. وبذلك حسمت مرحلة الشد والصراع السلمي من أجل توحيد صفوف البرجوازية وأجنحتها وانفتح المجال على مصراعيه لمرحلة جديدة، مرحلة الحسم العنيف: الإضراب العام من جانب الاتحاد العام التونسي للشغل واستعمال أقصى درجات العنف حياله باستعمال البوليس والجيش من جانب الحكومة.

وقد لخصت افتتاحية جريدة الشعب بتاريخ 30 ديسمبر 1977 هذه الأزمة واستتباعاتها المحتملة [7].

وكان يوم 26 جانفي، تاريخ الإضراب العام الذي قرره المجلس الوطني للاتحاد المنعقد أيام 8 و9 و10 جانفي 1978 يوم الحسم بعد أن فشلت كل المساعي الداخلية والخارجية بما في ذلك تدخل الأمين العام للكنفدرالية العالمية للنقابات الحرة السيد أوتو كريستن وممثل النقابات الأمريكية بأوروبا ارفينغ براون. (يتبع)

[1] انظر تغطية الندوة الصحفية للسيد أحمد المستيري – جريدة الرأي العدد 7 بتاريخ 9 فيفري 1978.

[2] تلك هي بعض من التهم الموجهة للقيادة النقابية أمام محكمة أمن الدولة بالإضافة إلى تهم أخرى من قبيل “التآمر على أمن الدولة والتواطؤ مع الخارج…”

[3] كانت تونس في تلك الفترة منتجا للبترول وتنتج سنويا حوالي 4 مليون طن من البترول الخام فيما لا يتعدى استهلاكها السنوي من هذه المادة المليونين والنصف.

[4] جاء في تصريح السيد الحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد أمام المكتب التنفيذي الموسع بتاريخ 5 نوفمبر 1977 ما يلي: “أنتم تعرفون جيدا أننا عشنا في المدة الأخيرة ظروفا خاصة نظرا لشدة الهجومات وبالأخص بعد حوادث قصر هلال الأليمة… وأنتم تتذكرون جيدا أن الاتحاد عقد على إثر ذلك هيئة إدارية اتخذ فيها المواقف الضرورية التي يمليها الوضع وكانت النتيجة أن أيّد الشعب التونسي بمختلف طبقاته وبمختلف التيارات السياسية المتواجدة داخله مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل وقد وصلت درجة التأييد إلى حد أن بعض الإخوان طرحوا أسئلة حول طبيعة هذا التأييد… وكان ردنا هو أن البلاد تمر بأزمة وهي سياسية قبل كل شيء…ثم هي أزمة اقتصادية ذلك أن اقتصاد البلاد يتعرض لاهتزازات عنيفة فالبطالة تهدد عشرات الآلاف من التونسيين. ولهذا اتصلنا بإخواننا في النقابات الليبية الذين أظهروا استعدادا كبيرا للتعاون خاصة وأنهم يعرفون أن الاتحاد العام التونسي للشغل ليس منظمة تخريب أو استعمال سلاح… كما أظهروا استعدادا كبيرا لتشغيل اليد العاملة التونسية. وبعد رجوع وفد الاتحاد إلى تونس كنا نظن أن النتائج التي تحصلنا عليها تخدم مصلحة بلادنا حيث ستلقى ما تستحق من الرضا لكن ما راعنا إلا والهجومات والنقد الشديد ينهال على الاتحاد كأنه ارتكب جريمة شنيعة… وما جريمة الاتحاد التي هوجم من أجلها غير قيامه بعمل لصالح الشعب التونسي… لكن إكبار الشعب التونسي لأعمال الاتحاد أمر يمرض له البعض… وكل ما أقوله في هذا الشأن هو أن الاتحاد سيواصل عمله لفائدة الشعب. ثم بعد ذلك وصلنا إلى درجة القطيعة… ولو لم يقع الاتصال بالرئيس لحصل ما لا تحمد عقباه… ثم خلت أن الأمور رجعت إلى نصابها لكن ما أن تغيبتُ حتى وقعت المصيبة… وقد تعودنا أن تقع مصيبة كلما تغيبتُ عن الاتحاد… وأقصد هنا أحداث قصر هلال… ونحن كاتحاد اتصلنا منذ مدة بعيدة بشكاوي من عمال قصر هلال تدين سوء التصرف والعبث. وفي هذا الميدان لنا تجربة كبيرة. فقد حاولنا منذ رجوعنا للاتحاد سنة 1970 أن نلفت نظر الحكومة إلى مظاهر سوء التصرف… وقد حدث أن قدمنا سابقا ملفا حول سوء التصرف في الميدان الفلاحي لكن الملف الذي قدمناه وجد مكانا له في أحد الرفوف وجمدت القضية.

وحدث نفس الشيء بالنسبة للشركة التونسية للتوزيع ولحد الآن ما زال الموظف الذي كشف عن سوء التصرف يعاني من البطالة. لقد وصل الأمر إلى أن البعض أصبح يبحث عن أتفه التعلات لتغطية أمر السرّاق.

أعود مرة أخرى إلى مسألة قصر هلال لأذكر أن العمال هناك يشتكون من سوء التصرف منذ ثلاثة سنوات وأصبح حديثهم في النقابة والشعبة والبلدية لا يدور إلا حول هذا الموضوع. ولن أعيد على مسامعكم أطوار القضية الباقية… أذكر فقط أنه في النهاية تدخّل الجيش ونحن كاتحاد ضد تدخل الجيش… لقد أرادوا تحويل قصر هلال مسقط رأس الحزب إلى وكر من أوكار العنصرية… وإيمانا منا بشرعية مطالب العمال هناك ساندنا العمال… ولكن الحكومة اعتبرت مساندتنا لهم عملا إجراميا… ونحن من جانبنا ما زلنا نتمسك بإطلاق سراح كافة العمال الذين وقع اعتقالهم.

وبعد العملية تعكرت العلاقات بدرجة كبيرة… وشرع بعض الأشخاص في السعي إلى تحويل الشعب المهنية إلى نقابات مما هو مخالف للقوانين وذلك بقصد تعطيل نشاط الاتحاد وهضم حقوق العمال، ورأينا أنهم أحرار في تكوين نقابات حزبية لكن نذكرهم بأن الاتحاد ولد حرا وعاش حرا وسيبقى حرا ولن يأخذ التعليمات لا من حزب الدستور ولا من الحزب الشيوعي ولا من أي حزب آخر أو جهة أخرى… التعليمات التي يأتمر بها الاتحاد هي أوامر القاعدة العمالية العريضة وإذا ما أراد يوما الشغالون تغيير المنهج الذي يسير عليه الاتحاد واختيار فكر سياسي معين فيمكنهم أن يفعلوا ذلك في مؤتمر الاتحاد.

أريد أن أقول لكم أنه يوجد بالبلاد التونسية أناس يمقتون أي نفس ديمقراطي حر… يريدون الحرية لهم ويرفضونها على غيرهم… أما نحن كعمال فعلينا أن نسير إلى الأمام ولا يصح أن تشغلنا هذه الهوامش عن عملنا الدؤوب وللنهوض بالطبقة الشغيلة وفي نفس الوقت يجب أن نتمسك بحقنا في إبداء رأينا بكل حرية في كافة الميادين…” – جريدة الشعب عدد 95 سلسلة جديدة – بتاريخ 11 نوفمبر 1977

[5] انظر جريدة الشعب عدد 87 بتاريخ 17 نوفمبر 1977 الصفحة 3 “مكيدة 64-65 لن تعاد”.

[6] انظر بيان المكتب التنفيذي بتاريخ 24 ديسمبر 1977.

[7] الاستقالات : يوم تمت تنحية الطاهر بلخوجة من وزارة الداخلية (23 ديسمبر 1977) استقال عبد العزيز لصرم من وزارة الاقتصاد الوطني وفي بحر الـ48 ساعة الموالية قدم الوزراء الآتي ذكرهم استقالتهم: الحبيب الشطي من وزارة الخارجية المنجي الكعلي من وزارة الصحة العمومية المنصف بلحاج عمر من العلاقات مع مجلس الأمة والكتابة العامة للحكومة محمد الناصر من وزارة الشؤون الاجتماعية أحمد بالنور من كتابة الدولة للدفاع الوطني

بيانات المكتب التنفيذي (نماذج)

بيان المكتب التنفيذي 25 أكتوبر 1977

اجتمع المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 1977 بدار الاتحاد العام التونسي للشغل برئاسة أمينه العام.

وقد وقع النظر في الوضع العام بالبلاد واستعرض النشاط النقابي وأحوال العمال في مختلف الجهات والقطاعات.

وتركز النظر بالخصوص على أحداث قصر هلال ومضاعفاتها وخاصة الأبعاد الخطيرة التي ينطوي عليها استعمال العنف ضد العمال وسابقة تدخل الجيش.

واتخذ المكتب التنفيذي جملة من القرارات والإجراءات ومنها :

1 – ضرورة إرجاع كافة عمال سوجيتاكس إلى مراكز عملهم دون ميز

2 – ضرورة إطلاق سراح الموقوفين والمساجين إثر أحداث قصر هلال ومنزل بورقيبة.

3 – التمسك ببعث لجنة مشتركة بين السلطة والاتحاد للبحث في أسباب وتطورات أحداث قصر هلال وتحديد المسؤوليات فيها طبقا لما جاء في تقرير الاتحاد المقدم للسلط في الموضوع.

4 – اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد للمماطلات المتسببة في تراكم المشاكل وفقدان الثقة في جدوى الحوار والشعور بأن الإضراب هو الحل الوحيد للدفاع عن حقوق العمال.

والملاحظ في هذا الصدد أن هناك تضاربا بين النهج اللامركزي الذي وقع اختياره والاقتناع به لحل المشاكل النقابية في مستوى المؤسسات والجهات وبين المنشور الحكومي الذي يحجر على المؤسسات الاقتصادية القومية تلبية طلبات العمال قبل موافقة سلطة الإشراف.

5 – العمل على تنفيذ قرارات الاتحاد وخاصة منها لائحة الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 15 سبتمبر1977

6 – عقد هيئة إدارية للاتحاد العام يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 1977.

بيان المكتب التنفيذي، 8 نوفمبر 1977

اجتمع المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 1977 بدار الاتحاد، ونظر في المسائل المدرجة في جدول أعمال الهيئة الإدارية للاتحاد المقرر عقدها يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 1977.

وتأكيدا لبلاغه الصادر ظهر يوم الاثنين 7 نوفمبر الجاري واجتنابا لكل تأويل خاطئ له، يدعو المكتب التنفيذي من جديد الهياكل النقابية التي قررت القيام بإضرابات للاحتجاج على نية وإعداد اغتيال الأمين العام للاتحاد، إلى اليقظة والسهر على اجتناب كل عمل تلقائي فوضوي وعدم الانزلاق أمام الاستفزازات مهما كان مصدرها والتمسك بالانضباط والنظام وأن تكون هذه الإضرابات محدودة الزمن.

بيان المكتب التنفيذي، 24 ديسمبر 1977

اجتمع المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت 24 ديسمبر 1977 وبعد استعراضه ومناقشته للوضع العام بالبلاد وأخذ رأي الكتاب العامين للجامعات والنقابات العامة والقومية أصدر البيان التالي:

إن الاتحاد العام التونسي للشغل رغم اجتنابه التدخل في شؤون الحكومة، يرى أن تعيين وزير الدفاع وزيرا للداخلية وتعيين عقيد في الجندية على الإدارة العامة للأمن الوطني يمثل منعرجا في سياسة التصلب وأن الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.

إن الاتحاد العام التونسي للشغل ما زال وسيبقى متشبثا بالمبادئ الديمقراطية أساس دستور البلاد.

والاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة الجماهيرية الوفية لتقاليدها الشعبية الوطنية سيواصل عمله في خدمة مصالح الطبقة الشغيلة بكل شجاعة ويقظة.

(المصدر: “البديـل عاجل” (من قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 جانفي 2008)


 

هل ستفي النقابة التونسية الجديدة بالعهد؟

 

ظهر إلى الوجود مؤخرا الإتحاد الوطني للصحافيين التونسيين، ليحل محل جمعية الصحافيين التونسيين (AJT)  التي لن ينعاها أحد، لأن هذه الجمعية التي أنشأت قبل ما يزيد عن أربع سنوات لطالما عرفت بعلاقتها الوثيقة مع النظام التونسي الذي ينتهك الحريات. هل هذا يبشر بتغير المجال الإعلامي التونسي؟

 

“بدأت المقاومة في وجه نظام معاد لحرية الصحافة تحقق المكاسب” حسب تصريح كمال العبيدي، الخبير التونسي في مجال الإعلام، إلى شبكة الصحافة العربية (*).

 

وحيا الإتحاد الدولي للصحافيين (FIJ) ومقره بروكسيل إنشاء هذه النقابة الجديدة، وخاصة وأنه يواكب رفع الحظر على موقع أنترنيت الإتحاد الدولي للصحافيين الذي سرى لمدة سنتين. “هذا تعديل تاريخي. بإمكان الصحافة التونسية أن تنطلق مجددا في بلد لطالما عانى فيه الصحافييون”، حسب تصريح إيدان وايت، الأمين العام للإتحاد.

 

هل التفاؤل في محله؟ بلا شك لأن أكثر من نصف الأعضاء التسعة في اللجنة الإدارية لهذه النقابة الجديدة، الذين انتخبوا يوم 13 يناير/كانون الثاني من طرف 400 صحافيا شاركوا في تأسيس النقابة بعد حل جمعية الصحافيين التونسيين، معروفون بإستقلاليتهم وجسارتهم. “واحتل المقعد الأول الصحافي ناجي بغوري بعدد 215 صوتا” كما أشار رشيد خشانة، رئيس تحرير جريدة “الموقف” اليومية إلى شبكة الصحافة العربية. “وقد تمت إزاحة ناجي بغوري، العضو السابق في الجمعية المنحلة والصحافي لدى جريدة “الصحافة”، في  2005 من رئاسة الجمعية لأنه قاطع التقرير الرسمي الخاص بوضعية الصحافة مقترحا نسخة أقرب إلى الواقع”، كما يذكر رئيس تحرير جريدة الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي (PDP).

 

“من الواضح أن الصحافيين التونسيين الشباب بحاجة إلى وجوه جديدة، وهذا التصويت هو تعيبر عن الغضب لأن المرشحين الأقرب من النظام قد أقصووا” على حد تعليق خشانا. وربما هنا تكمن المفاجأة والأمل في بزوغ مجال تونسي جديد للصحافة.

 

“لم يركض الجيل الجديد من الصحافيين وراء سراب وعود تحسين الظروف الإجتماعية التي لطالما استهووا بها ” كما صرح خشانة.

 

تصويت يعبر عن الغضب

 

هل توقعت السلطات هذه النتائج ؟ ألم تكن تحاول فقط تحسين مصداقية جمعية الصحافيين التونسيين بإعطائها إسما آخر؟ ماذا لو خرجت العملية برمتها من سيطرتها؟

 

بالنسبة لكمال العبيدي هذه ليست المرة الأولى التي يخلق الصحافيون التونسيون الشباب المفاجأة من خلال السيطرة بشكل ديمقراطي على نقابة أو جمعية مهنية كان النظام يظن أنه قادر على التحكم فيها إلى الأبد.

 

“لقد شهدنا هزيمة نكراء لحقت بالدمى الأساسية التي كلفها النظام بإنشاء نقابة جديدة من أجل قطع الطريق أمام نقابة أخرى في 2004، والتي أدى نشوؤها سنة 2004 إلى موجة عابرة من الأمل داخل عالم الصحافة، وتذكر بأن مقاومة نظام أشرس من النظام الفرنسي الإستعماري في تعامله مع الصحافة قد أصبحت تحقق تقدما.” أردف خشانة قائلا.

 

من جهة أخرى، إن كان النظام ينوي حقا إنشاء نقابة لها تمثيل حقيقي لماذا لم يرخص النقابة المستقلة التي أنشأت في 2004 والتي لا تزال محظورة إلى اليوم؟

 

مثل هذه التساؤلات تدعونا إلى توخي الحذر “هناك حسب علمي أن ضغوطا تمارس على أعضاء اللجنة لكي لا تحظى الشخصيات الأكثر إستقلالية بالمناصب المحورية” أضاف خشانة. ” إن مهام النقابة الجديدة ليست يسيرة البتة، لأن النظام الذي إستطاع خلال العقدين الماضيين أن يحول الجمعية السابقة، التي كانت من ضمن المنظمات المهنية الأكثر استقلالية في العالم العربي، إلى أداة سعاية ووشاية لدعم سياسة بنعلي، سيبذل قصاراه لكي يحول هذه النقابة الواعدة إلى نقابة “مذعنة ومدجنة”. أضاف كمال العبيدي.

 

إضافة إلى هذا، فالمطالبات المادية والشرعية التي ينادي بها الصحافيون التونسيون والتي طغت على النقاش، حيث هناك من يتقاضى أقل من 100 أورو شهريا، لا يجب أن تلهينا عن المطالبات الأخرى الخاصة بتوسيع مجال حرية التعبير. “سيستأهل التيار المستقل داخل النقابة كل الدعم الذي سيقدمه كل صحافي شريف إن إنخرط فعلا في الدفاع بجدية عن ضحايا إنتهاكات حرية الصحافة، ومن بينهم سليم بوخذير الذي يقبع في السجن حاليا، والعمل على تحرير المهنة من قبضة سلطة العصور الوسطى”، إختتم العبيدي كلامه. 

 

(المصدر: شبكة الصحافة العربية بتاريخ 23 جانفي 2008)

الرابط: http://www.arabpressnetwork.org/articlesv2.php?id=1803&lang=ar

 

(*) شبكة الصحافة العربية شبكة الكترونية للصحف العربية يديرها الاتحاد العالمي للصحافة (وان )  وتمولها مجموعة (جي بي بوليتيكين) الدنماركية الصحافية الرائدة

 

– تدعم شبكة الصحافة العربية تطوير وتنمية صحافة مستقلة في العالم العربي عبر تمهيد السبيل من اجل تشجيع تبادل الأفكار والخبرات بين ناشري الصحف ورؤساء تحريرها.

 

– تهدف الشبكة أيضاً إلى دعم الصحف فيما يتصل بتطوير استراتيجياتها التجارية من خلال تزويد أعضائها بأحدث المعارف والاستراتيجيات وأكثرها نجاحاً في مجال صناعة الصحف.


 
 

اتهم القناة بالهجوم عليه باستمرار

قناة تونسية تنتقد لومير لاعتدائه على مراسلها في غانا

 

تونس – د ب أ – استنكرت قناة “هانيبال” الرياضية التونسية الخاصة “اعتداء” الفرنسي روجيه لومير المدير الفني للمنتخب على مراسلها في تامالي بعد انتهاء مباراة “نسور قرطاج” وجنوب إفريقيا.

 

وبثت قناة “هانيبال” عقب المباراة التي أقيمت مساء الأحد وانتهت بفوز تونس 3/1 صورا للومير مشتبكا مع مراسلها بسام الطرابلسي. حيث ظهر المدرب الفرنسي وهو يصرخ بأعلى صوته، ويطالب المراسل بالابتعاد وعدم التصوير.

 

وقالت القناة إن لومير ضرب مراسلها وشتمه عندما حاول التقاط صور له داخل المكان المخصص للصحفيين بعد المباراة.

 

وأضافت أن المدرب الفرنسي احتجز منذ ثلاثة أيام “ساقا ثلاثية” لكاميرا الصحفي نفسه ورفض إرجاعها إليه، موضحة أن لومير ردد حينها “يجب أن أعاقبهم” في إشارة للقناة.

 

واستهجن معز بن غربية مقدم البرامج الرياضية بالقناة تصرف لومير، معتبرا أنه لا يعكس شخصية مواطن قادم من بلد ديمقراطي يقدس الصحافة.

 

وطالب بن غربية المسؤولين التونسيين بالتدخل لوقف مضايقات لومير لطاقم القناة في تامالي، حيث تقام مباريات المنتخب التونسي ضمن المجموعة الرابعة لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها غانا حاليا.

 

وأرجع مراقبون تصرفات لومير إلى غضبه من القناة التي دأبت على مهاجمته، وبثها مؤخرا تصريحات صحفية للاعب زياد الجزيري -المستبعد من تشكيلة تونس في البطولة- وصف فيها لومير بأنه صاحب عقلية “استعمارية”.

 

(المصدر: موقع “العربية.نت” (دبي) بتاريخ 28 جانفي 2008)

 


 

قناة «هانيبعل» التونسية تنتشر مشرقاً

تونس – سميرة الصدفي     

 

تستعد قناة «هانيبعل» التونسية الخاصة للانتشار في المشرق بإطلاق قناة ثانية مُخصصة للشرق الأوسط. وأفاد مسؤولون في القناة أن وفداً تلفزيونياً مصرياً زار تونس في الأيام الأخيرة لإعداد ترتيبات إطلاق القناة الجديدة «هانيبعل الشرق» التي ستبدأ البث التجريبي اعتباراً من 13 الشهر المقبل.

 

ويتزامن هذا التاريخ مع الذكرى الثالثة لانطلاقة القناة الأم بعد احتكار القطاع العام للبث التلفزيوني طوال أربعين عاماً. وتوجد في تونس حالياً قناتان عموميتان «تونس 7» و «قناة 21» الخاصة بالشباب وقناة خاصة واحدة. وأوضح المسؤولون أن «هانيبعل الشرق» ستبث على القمر الاصطناعي «نايل سات» انطلاقاً من مصر، غير أن البرمجة والإدارة ستكونان في مكاتب القناة الأم في تونس. وستُركز الشبكة البرامجية الأولى على المسلسلات التونسية والسورية والمصرية والخليجية والمغاربية.

 

ولاقت القناة خلال السنوات الثلاث التي مضت على إنشائها إقبالاً على برامجها بعدما فسحت مجالاً للتعليق الحر على المباريات الرياضية لم يكن مُتاحاً في القناتين العموميتين. وبات برنامجها الرياضي «بالمكشوف» يحظى بشعبية كبيرة لأنه لا يتوانى عن توجيه النقد الى رؤساء النوادي الرياضية الكبيرة والمدربين بمن فيهم مدرب المنتخب التونسي. غير أن إحدى الحلقات الأخيرة من البرنامج أثارت ضجة واسعة بعدما اعتبر مسؤولون رياضيون أن النقد زاد عن حده وخرج عن المألوف بنقل صور مثيرة من مباراة ساخنة في كرة القدم. وكانت اللقطة الأكثر إثارة هي بث سباب بين مدرب ورئيس ناد على الهواء.

 

وعقد وزير الإعلام رافع دخيل اجتماعاً طارئاً مع المسؤولين عن البرامج الرياضية في وسائل الإعلام المحلية ودارت المناقشات حول موضوع «هل يجوز بث جميع ما يُسجل ويُصور في الملاعب؟». وأصدر المجلس الأعلى للاتصال وهو هيئة استشارية رسمية بياناً حض الإعلاميين على تفادي الإثارة والقذف والمغالاة وإلهاب المشاعر وشدد على ضرورة توخي الموضوعية والتعاطي الرصين مع الأحداث الرياضية.

 

غير أن المعلق فتحي المولدي أحد المحللين الرياضيين البارزين في قناة «هانيبعل» نفى اجتياز الخطوط الحمر، وأكد أن أسرة البرنامج تشاهد الصور قبل بثها، وأنها ترددت قبل بث صور الخلاف بين المدرب والرئيس، ثم بثتها مع انتقاد قاس لتلك الممارسات، ما حمل رئيس النادي على الاعتذار علناً للمدرب لاحقاً. وتساءل المولدي: «هل يتجاسر رئيس ناد على شتم مدرب بعد اليوم؟».

 

واعتبر مُعدو البرنامج أن أسلوبهم في التعاطي مع الأحداث الرياضية جـديد لأنه يكرس قطيعة مع الخطاب الواحد السائد في القنوات الرسمية، لكنهم واثقون بتعود الجمهور عليه.

 

أكثـر من ذلك قـال المولـدي إن التـعاطي الجـديد يشكل ضغـطاً عـلى قـنـاتي «تونس 7» و «قناة 21» كي تتـغـيرا، ورأى أن ميـزة القنوات الخاصة أنها تحمل القنوات العمومية على التطوير والتجديد.

 

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)

 

 


 

مدينتان تونسيتان شهدتا بدايات السياحة الخارجية …

نابل وحمّامات تستقطبان مليون سائح في السنة

تونس – سميرة الصدفي     

 

يزور مدينتي نابل والحمامات التونسيتين مليون سائح في السنة، فهما تستقطبان فئات مختلفة من السياح بعضها يميل للبحر والبعض الآخر يعشق المواقع الأثرية والمدن التاريخية وبعض ثالث مولع بلعبة الغولف التي يمارسها الهواة في ملعبين منفصلين. وشملت الخدمات السياحية في السنوات الأخيرة سياحة العلاج من خلال محطات العلاج الطبيعي والعلاج بالأعشاب ومراكز التأهيل الصحي.

 

تقع نابل على ساحل البحر المتوسط على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة تونس، وهي مركز محافظة زراعية وسياحية مهمة في البلد، ولا يبعد عنها منتجع الحمامات سوى عشرة كيلومترات فقط. واستوطنهما الاندلسيون الذين طردوا من اسبانيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر لتشابه مناخهما مع مناخ جنوب اسبانيا.

 

واستفادت المدينتان من الحرف التقليدية التي أتى بها الأندلسيون فصار أهلهما يحذقون صناعة الفخار والسجاد والجلد والخشب والأبنوس والنقوش المختلفة، وصقل الحجارة والمحفورات على الرخام. ولا يمكن لزائر نابل اليوم أن يتفادى جولة في أسواق المشغولات التقليدية التي تنتشر في المدينة القديمة وتكشف عراقة أهلها ومدى حذقهم المشغولات الموروثة عن الأسلاف. ويتوقف السياح أمام الخزافين العاملين في ورشاتهم ليتابعوا أعمال تطويع الطين وتشكيله كي يتحول إلى أواني من الفخار قبل صهره في الأفران ثم طليه بألوان مختلفة. وفي أكبر ميدان في قلب مدينة نابل تقوم آنية عملاقة من الفخار كناية على عراقة هذه الصناعة في المنطقة.

 

مناطيد وزوارق شراعية

 

وتستقطب نابل والحمامات أيضاً أعداداً كبيرة من السياح الغربيين الذين يأتون إليهما بحثا عن الشمس وزرقة السماء وصفاء البحر. وينتشر هؤلاء على طول السواحل المترامية الأطراف والممتدة بين المدينتين لينسوا مشاغلهم وهمومهم فيصعدون على المناطيد أو يركبون الزوارق الشرعية أو يمارسون رياضاتهم المفضلة على رمال الشاطئ الذهبية. أما المولعون بالمواقع التراثية فيزورون بعضاً من المدن التاريخية المنتشرة في المنطقة ومن ضمنها الكهوف الفينيقية في مدينة هوارية وقلعتا الحمامات وقليبية ومدينتا نيابوليس وكركوان. ويحرص أهالي نابل والحمامات على تحسين أداء العاملين في القطاع السياحي كون منطقتهم هي الأولى التي أبصرت ولادة السياحة في البلد منذ أكثر من أربعين عاماً، وأقاموا مدرستين سياحيتين في المدينتين.

 

وتطورت السياحة العلاجية في السنوات الأخيرة بعد إنشاء سبعة مراكز للعلاج بمياه البحر، اضافة لعدد أكبر من مراكز العلاج الطبيعي والإسترخاء التي تستخدم المياه المعدنية. واحتلت تونس بفضل هذه المراكز الرتبة الثانية في العالم بعد فرنسا بوصفها وجهة مفضلة للسياحة العلاجية.

 

وعلى رغم تزايد اقبال الجزائريين والليبيين على زيارة المدينتين، خصوصاً في الصيف، ما زال الأوروبيون يتبوأون المركز الأول بين زوار المدينتين وفي مقدمهم الفرنسيون والألمان والبريطانيون والطليان. وتشتمل البنية الأساسية السياحية في نابل وحمامات على 123 فندقاً من أحجام مختلفة (41 ألف سرير)، لكن غالبية الفنادق في المحطة السياحية الحديثة «ياسمين حمامات» التي أقيمت في جنوب المدينة هي من فئتي أربع وخمس نجوم. وتضم المحطة وحدها 20 ألف سرير موزعة على 43 فندقاً. وزادت أهمية المحطة مع إنشاء مارينا عند أطرافها قادرة على استقبال 719 يختاً وسفينة سياحية، اضافة إلى سلسلة من المحطات والمقاهي والمحلات التجارية. وتُعتبر مارينا حمامات أكبر ميناء ترفيهي حالياً في أفريقيا.

 

… وأسوار ومسارح

 

واستطاعت «ياسمين الحمامات» استقطاب صنف آخر من السياح بعد إقامة مشروع «المدينة» المصغرة في وسطها، وهي تختزل عدة مدن تونسية أصيلة مثل صفاقس وتونس والقيروان ومهدية، إذ اقتبست أسماء شوارعها وأبوابها التاريخية ومعالمها المُميزة من تلك الحواضر العريقة. و «المدينة» مسيجة بسور جميل مُقتبس من الأسوار التاريخية، وتُحاكي عمارتها وأسواقها وبيوتها وشوارعها المدن القديمة في تونس. وتضم أيضاً قاعات للعروض المسرحية والسينمائية ومركزاً للمؤتمرات، بالاضافة إلى أنواع مختلفة من المطاعم والمقاهي التي أقيمت على طراز مقاهي عريقة في مدن تونسية خصوصاً ضاحية سيدي أبو سعيد.

 

يجلس السياح الذين يقيمون في شقق مفروشة أو بيوت داخل «المدينة» أو في الفنادق المجاورة قبالة البحر ويتركون أطفالهم يلهون في مدينة الألعاب «قرطاج لاند»، الواقعة عند أطراف السور وتستقبل الزوار في مدخلها تشكيلة من الفيلة المصنوعة من النحاس وعلى ظهورها المقاتلون الذين غزا بهم القائد القرطاجي هانيبعل اسبانيا وإيطاليا في العصور القديمة.

 

ومن خلال «المدينة» التي تضم قاعة مؤتمرات تتسع لـ1800 شخص والمارينا التي تضم قاعة أكبر تتسع لـ2200 شخص بدأت تتطور سياحة المؤتمرات في المنطقة. ولوحظ أن حمامات استضافت أحد الإجتماعات التحضيرية للقمة العالمية الأخيرة لمجتمع المعلومات، فيما صارت مكاتب السفريات الأوروبية تختارها مكاناً لعقد مؤتمراتها السنوية.

 

وربما من ميزات هذه المنطقة السياحية أنها لا تبعد عن مطار العاصمة تونس سوى ساعة واحدة بالسيارة، كما أن موقعها الذي يتوسط البلد يتيح للسياح زيارة المدن القريبة مثل سوسة ومنستير، والاطلاع على مواقع أثرية من ضمنها مسرح «الجم» الروماني وفسيفساء سلقطة وآثار قرطاج ومدينتي القيروان والمهدية العاصمتين التاريخيتين للبلد في العصر الإسلامي.

 

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)

 

 


في البلاغات التي لا يتحمّل أصحابها المسؤولية

 

شدّ انتباهي بلاغان صادران عن جهات حكومية لم يفصل صدور الأول عن الثاني غير أيام قليلة لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ورغم أن البلاغين صادرين عن الجهات نفسها تقريبا فإنّ طريقة كتابتهما توحي بأن من خطّهما جهتان لا علاقة لهما ببعضهما البعض.

 

فالبلاغ الاول الصادر عن وزارتي الفلاحة والموارد المائية والتجارة والصناعات التقليدية تحت عنوان «الترفيع في سعر الحليب الطازج في مستوى الانتاج» والذي عمّم على كل الصحف وتلته حوارات لجهات مسؤولة جاء فيه «أنه في نطاق سياسة الدولة الرامية لتشجيع انتاج الحليب وتحسين مستوى دخل الفلاحين وتشجيع المربين للمحافظة على القطيع…تقرر الترفيع في ثمن الحليب الطازج بـ50 مليما للتر الواحد ليصبح ثمن البيع 500 مليم للتر على مستوى الانتاج..»

 

أما البلاغ  الثاني الوارد على بعض المؤسسات الاعلامية من وزارة التجارة والصناعات التقليدية فقد جاء فيه أنه «تم ادخال تعديل على أسعار الحليب للشراب المعقم» موردا الاسعار الجديدة مضيفا «أن هذا التعديل يأتي بعد الزيادة التي أدخلت على أسعار الحليب على مستوى الانتاج والتي تهدف الى تشجيع المربين للمحافظة على القطيع..»

 

واذا كان البلاغ الأول حاملا لصفة الطرف الناشر وهما الوزارتان متحدثا عن الترفيع محددا قيمته ومعللا أسبابه فإنّ البلاغ الثاني نُسب للمجهول «تم يوم أمس ادخال تعديل» أي بعد فوات الأوان وما خلفه ذلك من خلافات في المحلات التجارية متحدثا عن تعديل بما يزيد الغموض خصوصا وقد اختلطت الامور في ذهن المستهلك لكثرة التعديلات- والمعلوم لغويا أن التعديل قد يكون بالزيادة أو التخفيض- معللا دواعي التعديل في جانب منه بنفس التعليلات التي اعتمدت للترفيع على مستوى الانتاج.

 

وقبل أن أواصل طرح وجهة نظري أؤكد أني لا أناقش الزيادة على مستوى الانتاج ولا على مستوى البيع بالتفصيل على اعتبار أني كبقية التونسيين واع بالارتفاع التي تشهده مختلف أسعار المواد الاولية وانعكاسات هذا الارتفاع على السوق الداخلية وعلى ميزانية الدولة.. غير أن ما يثيرني هي تلك الطريقة التي عومل بها المواطن وبشكل مختلف خلال أيام معدودات فعندما تم اقرار الزيادة على مستوى الانتاج تقدمت وزارتان وأكاد أقول تدافعتا للاعلان عن ذلك وعندما تقرر الترفيع عفوا التعديل في أسعار البيع للعموم أصبح المعلن مبنيّا للمجهول وبرّر التعديل بنفس الاسباب التي بررّ بها الترفيع على مستوى الانتاج تقريبا مع التنصيص كذلك على أن الدولة كانت بادرت بإلغاء المعاليم الموظفة عند التوريد منذ نوفمبر المنقضي.

 

وإذا كنا تعوّدنا على هذه الانماط الجاهزة من البلاغات وقبلها المستهلك في العهود الماضية فإنّ التطورات التي شهدتها بلادنا خلال العشرين سنة من التغيير والوعي الذي أصبح يتميز به المواطن بفضل ارتقاء مستوى تكوينه ومستوى عيشه لم تعد تسمح لا بقبول هذه الاشكال من التبليغ ولا بالطريقة المعتمدة لتجسيم هذه القرارات.. فعندما  تُحَدّث الوزارتان  مربي الأبقار عن «سياسة الدولة الرامية لتشجيع انتاج الحليب» وتمتعّهم بزيادة قدرها خمسون مليما للتر الواحد ثم بعد 5 أيام يتم الترفيع في أسعار البيع للعموم بأكثر من القيمة المعلن عنها فإنّ المنتج كما المستهلك يخرجان بحقيقة واحدة هي أن الدولة أخذت من جيب المواطن لتضع في جيب مربّي الابقار.

 

ورغم أن منطق السوق يفترض أن يكون الحال على ما هو عليه بحيث لا يسدد المستهلك الا ثمن الكلفة الحقيقية للانتاج ينضاف اليها هامش الربح ولا يبيع المنتج إلا بسعر الكلفة ينضاف اليها  هامش الربح المنطقي فإنّ طريقة الابلاغ تذهب بنا بعيدا عن هذا المنطق بل تزجّ بالدولة في متاهات هي في غنى عن الدخول فيها..

 

لذلك فإن بعض الأجهزة الحكومية مطالبة اليوم بمراجعة الاساليب البائدة في الابلاغ بما يُشعر المواطن بأنه يُعامل معاملة الانسان الرشيد.

 

حافظ الغريبي

 

(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)

 


بماذا نصح المخرج الجيلاني السعدي المتفرجين على «عرس الذيب» وكيف برّر مشهد العراء المجاني؟

 

في اطار انشطة المنتدى الثقافي بصفاقس نظم نادي السينما «الطاهر شريعة» بفضاء المسرح البلدي لقاء فكريا مع المخرج الجيلاني السعدي حول شريطه «عرس الذيب» الذي بدا محملا بدلالات رمزية منفتحة على كل التأويلات من خلال طرحه لقضايا العنف الجسدي والفراغ الثقافي والاخلاقي التي بدأت دائرتها تتسع ليس لدى فئة المراهقين فقط وانما حتى لدى بعض الكهول، الا انه وكعادة اغلب الافلام التونسية لم يخل من الاسقاطات الجنسية الموظفة لاغراض تجارية مفضوحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر أخفى المخرج الجيلاني السعدي جسد البطلة «سلوى» في مشهد الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له من قبل أبناء حارتها في حين تعمد كشفه دون موجب وبشكل ممطط في مشهد الاستحمام، وعندما سألناه عن الدلالات او الرؤى التي تقف وراء هذا الاختيار.. تصوروا بماذا اجاب «ما اعلمه ان أمهاتنا وأخواتنا عندما يستحممن فإنهن ينزعن ثيابهن؟!!» بل اكثر من ذلك فقد قدم نصائح ثمينة للعائلة التونسية ودعا كل فرد ان يشاهد الفيلم بمفرده حتى لا يصاب بالحرج ولكن هل سيرفض المخرج الجيلاني السعدي ان يعرض شريطه على شاشة التلفزة التونسية؟ ام انه في هذه الحالة سيفرض ان يكون لكل فرد جهاز تلفزيون خاص به؟!!

 

وبعيدا عن المنطق الاخلاقوي في الحكم على مستوى الاشرطة السينمائية التونسية فان اجماع جل المخرجين على العزف على وتر مشاهد العرى والجنس و«تدوير الحزام» في الكباريهات والخمارات يطرح اكثر من نقطة استفهام غير بريئة يرجعها البعض الى الاكراهات التي يمارسها الممولون الاجانب المرتبطة كما يرون بطبيعة المجتمعات العربية التي تعاني من عقد كبت جنسي مزمن!

 

رجاء.. تخلصوا من هذه الكليشيات التي سجنتم فيها انفسكم وحلقوا عاليا بافكاركم فالمجتمعات التونسية والعربية في حاجة الى ان تتناولوا قضاياها المصيرية والجوهرية باكثر عمق.

 

انور ـ غ

 

(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جانفي 2008)

 


مؤتمر هرتسليا أمام أزمات إسرائيل

 
توفيق المديني انعقد في 21 ديسمبر (كانون الثاني) من العام 2007 ، المؤتمر الصهيوني السنوي المسمى «مؤتمر هرتسليا الثامن لميزان المناعة القومي»، والذي تشارك فيه عادة، فعاليات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية وبحثية وإعلامية من إسرائيل، كما تشارك قيادات أميركية وإسرائيلية مرتبطة باللوبي الإسرائيلي في أميركا. واللافت في هذا المؤتمر الذي عقد مؤخرا، مشاركة رئيس حكومة السلطة الفلسطينية د.سلام فياض الذي قدم مداخلة في الندوة التي عقدت حول: (الدبلوماسية والسياسة في الجبهة الإسرائيلية-العربية). وكان رئيس المؤتمر البروفيسور عوزي أراد المستشار السياسي السابق لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو قد قدم برفقة باحثين آخرين، أبرزهم الجغرافي من جامعة تل أبيب بروفيسور جدعون بيجر، ورقة عمل في مؤتمر هرتسليا الذي خصص ندوة واسعة حولها بحضور عدد كبير من رجالات السياسة والأمن والمؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية. ويقترح أراد رئيس مركز هرتسليا للسياسات الاستراتيجية في معهد هرتسليا، عملية تبادل أراض رباعية لتسوية الخلاف بين سوريا وإسرائيل حول الجولان المحتل منذ أربعة عقود بحيث تحتفظ الأخيرة بـ 200 كم مربع (12 % من الجولان المحتل) في غربي الهضبة وفيها يقيم عشرة آلاف مستوطن، فيما سيتم إخلاء ستة آلاف مستوطن آخر من منازلهم. وتدعو الدراسة لإبقاء أجزاء من الجولان تحت السيادة الإسرائيلية وتقترح تعويض سوريا عنها بأراض متساوية المساحة في لبنان وبأراض من الأردن بالتساوي أيضا مقابل تعويض إسرائيل لهما بمساحات مماثلة، على أن يتم تحويل جبل الشيخ لمنطقة سياحية واقتصادية مشتركة للبنان وسوريا وإسرائيل. وتوضح الخطة المسماة «خطة أراد بيجر» أن لبنان يطالب بمزارع شبعا ويسمع أحيانا مطالب لاستعادة القرى اللبنانية السبع الموجودة ضمن الجليل وهي تربيخا، هونين، النبي يوشع، صلحة، قدس، المالكية وآبل القمح التي تقول خطة ترسيم الحدود بين بريطانيا وفرنسا الانتدابيتين، ضمها عام 1924 لفلسطين، وتم احتلالها عام 1948وحاز سكانها عام 1994 على الجنسية اللبنانية. إن المحلل لماجرى داخل المؤتمر، يمكن أن يستخلص عناوين ثلاثة، أولها: أزمة الحكم داخل الكيان الصهيوني، وثانيها: تراجع هيبة ومكانة أميركا في المنطقة والعالم، وثالثها: تتعلق بالملف النووي وبالتهديد الإيراني لإسرائيل، وبالتحدي الذي تمثله المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتراجع قوة الردع الصهيونية. لقد هيمن مناخ الأزمة التي ترتبت على نتائج «حرب لبنان الثانية»، حيث يقول المراسل السياسي لصحيفة هآرتس الصهيونية ألوف بين، إن «ما خيّم على المؤتمر أكثر من أي شيء آخر، هو مناخ التحقيقات التي دارت في ظلها الحياة السياسية داخل إسرائيل، وإنه بدل أن تُطرح في هذا المؤتمر أفكارٌ جديدة من قبل المشاركين فيه، بدا السياسيون والعسكريون ورجال المخابرات، منهمكين حتى النخاع في الإعداد لإفاداتهم أمام لجنة فينوغراد أو أمام أي تحقيق جنائي سوف يمثلون أمامه». أداء معتل ويمر الحكم في إسرائيل بأزمة إستراتيجية عميقة، تتجلى في غياب الزعامة وفي الأداء المعتل لمؤسسات الدولة، وفي وجود حالة من عدم الثقة واليقين. وإذا كان بعض المشاركين في المؤتمر، قد حاول التقليل من خطورة هذه الأزمة، بالحديث المدعّم باستطلاعات الرأي، عن أن الأزمة لم تنفذ إلى جسم المجتمع الإسرائيلي الذي ما زال يعبر عن مستوى عالٍ من المناعة، فإن هناك قسما آخر يعتقد بأن الأزمة من منظور تاريخي، تعكس غياب التوازن في تطور النخب داخل إسرائيل، فالنخب السياسية أضحت هابطة وهزيلة وغير ملائمة، فيما عجزت النخب الأكاديمية عن تقديم قيادات تجدد الزعامة القائمة. وإمساكاً بجذر الأزمة، يعود البروفيسور يسرائيل أومان (الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، والحائز على جائزة نوبل)، إلى العبارة التي وردت على لسان إيهود أولمرت أثناء وجوده في مدينة البتراء الأثرية في الأردن حين قال: (إننا شعب أصيب بالتعب)، ليرى أن هذه العبارة إذ يقولها رئيس منتخب من الشعب الإسرائيلي، فإنها إنما تعكس أجواء من انتخبوه، وانطلاقاً من هذه الرؤية يقول البروفسور المذكور: (ها نحن أخيراً نلتقي بالعدو الحقيقي لإسرائيل، المتمثل فينا نحن، مجسداً في واقع أننا فقدنا قوة الدفع الداخلية، ذلك أن كل الأعداء الخارجين أمكن مواجهتهم في السابق عندما كنا نملك الدافعة الذاتية). تراجع مكانة أمبركا وقد تطرق المؤتمر إلى تراجع مكانة أميركا في العالم،فها هي الولايات المتحدة الأميركية بعد أربع سنوات على غزوها واحتلالها للعراق، تبدو في ضعف مستمر، وأن قدرتها على النهوض بعبء إصلاح العالم في تراجع متواصل. وهناك من يعتقد بأنه سيحلّ مكان تيار المحافظين الجدد في انتخابات عام 2008، قيادة محافظة انعزالية..وإلى ذلك، يستمر التآكل في قدرة أوروبا والولايات المتحدة على التعاون، إذ انخفض بصورة دراماتيكية عدد الدول الأوروبية التي تنظر بإيجابية إلى هيمنة وتفرد الولايات المتحدة. ثم إن تراجع قوة الولايات المتحدة الأميركية، ووجود فجوات بينها وبين أوروبا، من شأنه أن يضعف قدرة الغرب على مواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد النظام العالمي. مراهنات أميركا وإسرائيل وغني عن الإيضاح، أن قلق المؤتمرين الصهاينة إزاء تراجع قوة أميركا في المنطقة والعالم، وإسرائيل قوية بقوة أميركا، وضعيفة بضعفها. وهذا ماجعل بعض الإسرائيليين يطرحون الدعوة إلى الدخول رسمياً في حلف الناتو، في ظل تراجع قوة الردع الإسرائيلية، مع إدراكهم أن هذا الحل لن يخرج الطرفين الصهيوني والغربي الاستعماري من أزمة لا تبدو عابرة. وبشأن الخطر النووي الإيراني وخطر السياسة الإيرانية على إسرائيل، ناقش المؤتمرون، السيناريوهات الممكنة لدرء هذا الخطر، ليغلب الرأي القائل، بأن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران تستهدف مفاعلاتها النووية ومراكز قوتها، يمكنه أن يشوّش المشروع النووي دون أن يقضي عليه، وأن يربك إيران دون أن يكسر عمودها الفقري، وأن مثل هذه النتيجة، لا تعادل الثمن الذي يمكن أن تدفعه أميركا وإسرائيل في مواجهة ردة الفعل الانتقامية الإيرانية. لذلك فإنه مع دون استبعاد خيار الضربة العسكرية ولو في سياق الضغوط والتهديد، فإن الحل الأسلم، يقوم على إحداث انقلاب في السياسة الإيرانية لصالح البرغماتيين والمعتدلين الذين يمثلون الجيل الأول من قادة الثورة الإسلامية المتشكل من تحالف مركز قم الديني مع البازار، بإزاحة جيل الحرس الثوري الإيديولوجي الذي يعبر عنه الرئيس الحالي أحمدي نجاد عن مركز القرار. ويمكن تحقيق ذلك، عبر ضغوط دولية، وحملة نفسية، وعقوبات اقتصادية يفترض فيها ألا تضعف تيار الاعتدال، ومن الواضح، عبر نتائج الانتخابات المحلية (كما يقول التلخيص)، أن تيار التشدد في إيران، يلقى مقاومة جدية من جانب قوى الاعتدال، ( وذلك ما يجب أن يراهن عليه الحلف الأميركي-الغربي-الصهيوني). كاتب من تونس
صحيفة أوان(يومية كويتية) الاثنين, 28 يناير 2008


 

أبو تريكه يسجل هدف التعاطف مع غزة

 

د .  أحمد الخميسي قام محمد أبو تريكه لاعب كرة القدم المصرية المعروف ، ونجمها اللامع أثناء مباراة مصر والسودان في دورة كأس أفريقيا برفع ” فانلة ” اللعب الحمراء التي كان يرتديها ليظهر للعالم كله من تحتها  فانلة أخرى بيضاء مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية ” تعاطفا مع غزة ” ! مستهينا بإمكانية أن يتخذ اتحاد الكرة الأفريقي قرارا بوقفه عن اللعب نظرا لمنع الشعارات السياسية خلال المباريات ، ومستهينا بإمكانية أن يخسر فريقه بخروجه من المباريات كأس أفريقيا ، ومستهينا بكل ما قد يعرضه له موقفه من غضب أو استياء رسمي . وبذلك سجل أبو تريكة أجمل أهداف حياته كلها ، لأنه الهدف الذي احتشد فيه تأييد الشعب المصري كله لنضال شعب فلسطين البطل وصمود غزة . هدف لم يسجله أبو تريكة بقدمه بل برأسه وبقلبه وباعتزازه بكرامته كمواطن مصري. إنه الهدف الذي اجتمعت فيه جنبا إلي جنب كل صفات اللاعب الماهر الفنان مع صفات المواطن الحقيقي . وأثبت ” أبو تريكة ” لمئات الآلاف من محبي كرة القدم الذين تابعوا المباراة أن الأمر ” ليس لعبة ” ، وأن تحت سطح كل ما يبدو مألوفا ، ثمة قلب آخر ، ونبض آخر ، تحت سطح لشوارع مصر الهادئة ، وتحت سطح منازلها الساكنة ، وتحت مظهر البشر الاعتيادي ، توجد قضية أخرى ، لأن الأمر ” ليس لعبة ” . فلا حصار الفلسطينيين ، ولا تجويعهم ، ولا كل مساعي الإبادة المستمرة يمكن أن تمر هكذا من دون أن تؤرق مصر ، ومن دون أن تثير غضبها وتعاطفها مع غزة . سجل أبو تريكة هدفا بأقدام مصر كلها، بتأييدها لحق فلسطين في التحرر ، بعدائها لإسرائيل والصهيونية ، بإدراكها أن كل حديث عن السلام هو أوهام ، وأنه لا خلاص لمصر من دون أن تتحرر من التبعية . لقد فزنا في المباراة في كل الأحوال ، وفزنا بكأس أفريقيا ، وبكئوس كل مباريات الكرة في العالم بمختلف أنواعها ، فالأمر ” ليس لعبة ” في نهاية المطاف .

 


 

رحل جورج حبش
أول من حاول الجمع بين الماركسية والقومية والإسلام:

 

 
زهير الخويلدي             “حق العودة لا يقبل التصرف…أما بالمعنى الاستراتيجي فنريد أن تقوم دولة فلسطين الديمقراطية التي تتضمن حقوقا متساوية للجميع…” جورج حبش [1] شيع اليوم  في عمان عاصمة الأردن جنازة مناضل فلسطيني كبير كثيرا ما تداولت اسمه وسائل الإعلام والجرائد والمجلات باعتباره أحد مفجري الكفاح المسلح ضد الاغتصاب الإسرائيلي لأرض فلسطين منذ نكبة 1948 أو بعد نكسة 1967 هذا المناضل هو  جورج حبش.  حكيم الثورة كما يطلق عليه رفاقه وأصدقاء القضية رجل استثنائي بكل المقاييس فهو مناضل تاريخي وقائد ميداني عاش بسيطا متقشفا وظل قريبا من مؤيديه ورجاله وعزف منذ البداية عن حياة الرفاهة والبرجوازية التي أصابت بقية الفصائل نتيجة تدفق الأموال العربية عليها وكان غني الروح ويتدفق نشاطا وحيوية بل انه حمل وزر الهموم الفلسطينية لعقود وآمن بالمبادئ الوطنية واستبسل في الدفاع عن الثوابت القومية واستعمل جميع الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح والدعاية الإعلامية لجلب أنظار العالم منذ السبعينات الى عدالة هذه القضية واحترم أثناء ذلك الخصوصيات الحضارية للشعب العربي المسلم في فلسطين. والحق أن المرحوم يحظى باحترام كبير في الشارع العربي وبتعاطف جميع محبي الخير والعدل ومناصري القضايا الانسانية في العالم لكونه أسس حركة تحرر وطني سماها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن تربى في حضن اليسار الماركسي وساهم في نشر أفكار القوميين العرب على الأرض العربية في فلسطين ولكنه لم يصطدم بالعقيدة الإسلامية كما فعل بقية العلمانيين بل كانت علمانيته جزئية مؤمنة على الرغم من انحداره من أصل مسيحي لذلك اعتبر الإسلام جزء من الثقافة الوطنية وأحد العوامل الحضارية التي تساعد على استعادة القدس من العدو الصهيوني ونادي بأن يكون العاصمة التاريخية للدولة الفلسطينية المنتظرة وركز على البعد الروحي القداسي لهذه المدينة الجليلة.ولذلك فان الشعبية بادرت الى التحالف مع الفصائل التي لها مرجعية إسلامية ودعمتها في المقاومة وفي المسار الديمقراطي التي سلكته فيما بعد ورفضت الدخول في حكومة حماس وعارضت سياسة الاستفراد والانقلاب على الشرعية حتى لو كان ذلك من أجل مقاومة الفساد والبيروقراطية. في الواقع يعتبر حبش من الجيل المؤسس على الساحة السياسية العربية فهو قد عاصر كباب الزعامات اليسارية والقومية وأسس حركة القوميين العرب ومنظمة التحرير وشارك في المجلس الوطني الفلسطيني وأعلن من نزل الصنوبر بالجزائر مع قيادات منظمة التحرير عن قيام الدولة الفلسطينية ولكنه قاوم مسار السلام وندد مفاوضات مدريد وأوسلو وعارض كل مشاريع الانبطاح والتطبيع وقد شاركت حركته الجبهة الشعبية مع بقية القوى الوطنية والإسلامية في الداخل الفلسطيني في الانتفاضة الأولى والثانية وآمنت بالعمل الجبهوي المشترك دون إقصاء أو تمييز على أساس إيديولوجي ونادت بتوحيد جميع القوى والمنظمات تحت راية المقاومة والصمود وقد قدمت العديد من الشهداء وعلى رأسهم أبو علي مصطفى كما لايزال أحمد سعدات رهن الاعتقال الإسرائيلي بعدما تم اختطافه من سجن فلسطيني في رام الله. إن الفكرة التي آمن بها الحكيم هي ضرورة اصطفاف كل المناضلين الوطنيين واليساريين والقوميين والإسلاميين في جبهة واحدة على يسار الصهيونية والامبريالية وان الالتزام بهذه الفكرة وترجمتها على الصعيد العملي السياسي هو طريق الأمان للنجاة من لهب هذه العولمة الاختراقية الاستيطانية. إن الوحدة الوطنية بين كل التنويعات والحساسيات هي وحدها التي تكفل التمسك بحق العودة بالنسبة لفلسطيني الخارج وبالدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض المغتصبة وعاصمتها القدس. جورج حبش توفي عن عمر يناهز الثمانين بعد أن ولد في مدينة اللد المحتلة منذ 1928 وقد مثل مدرسة في الثورية والأخلاق الثورية وعلم الناس كيف يكونوا ديمقراطيين وأكد لهم أن المواقع والمناصب غير مهمة في الفعل السياسي وقد قالت المناضلة ليلى خالد عند تأبينه:”أن الحكيم مثل مدرسة وجامعة لنا جميعا من أجل التمسك بحق العودة…لقد لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يحلم بالعودة الى أرض فلسطين” وكانت الأنباء التي تأتيه في آخر حياته عن الحصار في عزة والاجتياحات في الضفة وعن الانقسام والصراع الفلسطيني الفلسطيني تقلقه وتزعجه كثيرا لأنه كان من أشد المتحمسين للوحدة والاعتصام والتكاتف وكان يرى أن الهدف واحد وبالتالي لابد أن تكون الوسيلة واحدة وفي متناول الجميع ويشارك فيها الجميع وهي تحرير فلسطين وبالتالي لا ينبغي أن يحتكر أي فصيل المشروعية النضالية لنفسه مهما كان حجمه في الساحة ومهما كان حجم الآخرين.  رحل من كان ينادي بزوال الحدود دون أن تزول الحدود التي وضعها الاستعمار ومازالت تقطع أوصال الأمة العربية.رحل نصير الفقراء والمظلومين والمستضعفين دون أن يزول الظلم ودون أن تنهزم قوى رأس المال والاحتكار والاستكبار فهل تقدر التعاليم التي بشر بها والتزم بها كامل حياته على استكمال مشروع التحرير والوحدة والتغيير والتنمية والتقدم؟  رحم الله الرجل الذي جعلنا نحب الماركسية والقومية في ذلك الوقت دون أن نكره إسلامنا ووطننا، لقد انطفئ بكل أسف نجما ظل نوره يضيء لنا الطريق لعقود فمن بعده له القدرة على إضاءة الطريق للأجيال القادمة حتى لا تتيه عن قبلتها وتفقد البوصلة؟ * كاتب فلسفي [1]   مقابلة مع جورج حبش عام 2006  أجراها وديع عواودة نشرت في جريدة الخليج الإماراتية

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

11 juin 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1848 du 11.06.2005  archives : www.tunisnews.net الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيان – تجاوزات

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.