الاثنين، 24 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2254 du 24.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بيـــان حزب العمال الشيوعي التونسي: بسبب الإقصاء ومشاركة الحزب الحاكم حزب العمال يتحفظ على مسيرة 24 جويلية بالعاصمة حزب تونس الخضراء: لا للعدوان على لبنان حزبحزب البعث العربي الاشتراكي – تونس: بيان مساندة لمقاومة الغزو والاحتلال الهيئة التونسية لنصرة لبنان:  بـــيـــان   الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت: بيــــــــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان: بيـــــــان عريضة تضامن مع الأساتذة المسقطين في شفاهي الكباس مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا: بيان رويترز: مسيرة حاشدة بتونس لدعم لبنان والفلسطينيين رويترز: سباق بحري بين تونس ولبنان يتحول الى رسالة للسلام في المتوسط أخبار تونس: الذكرى 49 لإعلان النظام الجمهوري – وفاء للتضحيات و تأصيل لمعاني السيادة والإرادة الحرة لحبيب امباركي: شهادة السجين نجيب الفراتي مختار العيدودي: الحق في الحكم والطمع في الحكم د. أبو خولة: حركة راشد الغنوشي في ذكراها الحسن رحيمي: استهداف لبنان ليس الا مواصلة للمشروع الأمريكي في المنطقة الحبيب أبو وليد المكني: تعميم ثقافة الهزيمة هو هدف العدوان على لبنان محمد العروسي الهاني : تحية من الأعماق للمقاومة الإسلامية لحزب الله في لبنان و  الشرف الذي نالنا بفضل جهادها محمد مورو: مصير حزب الله.. السم الذي لا يميتني يزيدني قوة تركي علي الربيعو: بربرية جديدة تعيد إسرائيل إلى مربع الفترة الحجرية توفيق المديني: في ضوء فلسفة روسو وميل وأتباعهما الحرية في المذهب الليبرالي الصباح الأسبوعي: هل سيكون الحدث الاعلامي لسنة 2007: تلفزة تونس 1 قناة خاصة قد تبدأ بثها في مارس القادم الصباح الأسبوعي: 12 منحرفا يحتجزون 9 أشخاص بينهم حامل ومعاقة في غرفة لمدة 5 ساعات ويعتدون عليهم أثناء حفل ختان الصباح الأسبوعي: نجار وضع رأسه تحت آلة قطع اللوح ثم شغّلها! الصباح الأسبوعي: شاب تونسي يقاضي وزارة الصحة ويطالب بـ 150 مليونا والمحكمة لم تنظر في القضية منذ عامين الصباح الأسبوعي: تجارة الموتى…  «آش يقول الميت قدّام غاسلو؟» الصباح الأسبوعي: مصافحة مع نائب رئيس جمعية ابن سينا للمساعدة الطبية النفسانية للاطفال والمراهقين: ما بين 50 و100 ألف طفل تونسي مرضى نفسيا أ ف ب: « عمارة يعقوبيان » يستقطب إقبالاً كبيرا في مهرجان قرطاج


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 

 

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات

تونس في 24 جويلية ‏2006

بيـــان

 

      لقد عبّر المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات عن موافقته المبدئيّة للمشاركة في مسيرة يوم الاثنين 24 جويلية 2006 و التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل تضامنا مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني في ما يتعرضان إليه من عدوان همجي من قبل إسرائيل وآلتها الحربيّة الشرسة.

 

 لقد كان المأمول أن يكون تنظيم هذه المسيرة تعبيرا عن التلاحم الحقيقي الصادق لجماهير شعبنا مع إخواننا ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل في لبنان وفلسطين- وهو أضعف الإيمان- إلاّ أنّ التعتيم الإعلامي الذي اتسم به « الإعداد » لهذه المسيرة وإقصاء أجهزة السلطة لبعض أحزاب المعارضة والجمعيات المستقلّة عن حضور جلسة الهيئة التنظيمية بمقر ولاية تونس واختيار السلطة لمسار تمرّ منه المظاهرة يحيد به عن أيّ اختلاط بالجماهير ويهمّشها. وهي مظاهر تدل بما لا يترك مجالا للشك أنّ السلطة لا تسعى إلاّ إلى الانخراط في مسيرة رسمية درءا للوم من ناحية واستحواذا على الحدث من ناحية أخرى.

 

وأمام المجرى الذي اتخذه هذا الحدث وإيمانا منه بحق الشعب التونسي في التعبير عن مؤازرته للشعوب العربية في ما تُكابده من عدوان إسرائيلي غاشم ومستمرّ تدعمه الإدارة الأمريكية بكلّ وضوح وبكلّ الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية، فإنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات  يعبّر عن رفضه الانخراط في مسيرة رسمية لا تعبّر عن حقيقة وجدان الشعب التونسي في هذه الظروف المريرة التي يعاني منها الوطن العربي.

 

والتكتل الديمقراطي إذ يعبّر عن أسفه لاضطراره أن يتخذ هذا الموقف، يؤكّد ما جاء في بيانه الصادر في 15 جويلية 2006 من إدانة للاعتداءات الإجرامية المتكررة على الشعبين الفلسطيني واللبناني وتحميله إسرائيل مسؤوليتها كاملة وتنديده بالصمت الرسمي العربي والمواقف المتخاذلة التي اتخذتها بعض الأنظمة، ومطالبته لجامعة الدول العربية بالتحرك القويّ والحازم لدى منظمة الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومن أجل إدانة العدوان على الشعب اللبناني ووضع حد له، ومن أجل العمل على إطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيليّة، كما يؤكد ما جاء في بيانه من « أنّ خطورة هذا الوضع تحتم على الحكومات العربية الإسراع بتنظيم قمة استثنائية فورية لاتخاذ التدابير المناسبة ومن ضمنها قطع العلاقات مع إسرائيل مهما كانت صيغتها ». 

 

الأمين العام

مصطفى بن جعفر


حزب العمال الشيوعي التونسي
بلاغ:

بسبب الإقصاء ومشاركة الحزب الحاكم حزب العمال يتحفظ على مسيرة 24 جويلية بالعاصمة

إن حزب العمال الشيوعي التونسي، بعد اطلاعه على الظروف التي يتم فيها الإعداد لمسيرة يوم الإثنين 24 جويلية 2006 بالعاصمة تونس للاحتجاج على الحرب العدوانية الني يشنها الكيان الصهيوني على لبنان وعلى قطاع غزة والضفة الغربية، وخصوصا ما عمدت إليه قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، بتعليمات من السلطة، من إقصاء لعديد الأحزاب والجمعيات والهيئات بدعوى أنها « غير قانونية »، مقابل تشريك الحزب الحاكم وأحزاب الديكور، وبالإضافة إلى إجراء المسيرة بشارع محمد الخامس بعيدا عن الحركة وعن الرأي العام الشعبي وتحت التأطير المباشر للبوليس السياسي:    1 –  يستنكر موقف قيادة الاتحاد الإقصائي الذي يتناقض مع رغبة غالبية القواعد النقابية ولا يخدم حركة المساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني. كما يضعها، أي قيادة الاتحاد، إلى جانب قمع حرية التعبير والتنظيم الذي تمارسه السلطة بشكل منهجي ودائم ضد كل طرف متمسك باستقلاليته وبحرية نشاطه، بما في ذلك هياكل الاتحاد ومناضلوه.    2 –  يعتبر أن قبول مشاركة الحزب الحاكم في المسيرة كشرط ضمني لإجرائها: –   يمثل تخليا عن حق كل القوى السياسية والجمعياتية والنقابية في التعبير عن مواقفها من القضايا الوطنية والعربية والدولية بشكل حرّ ومستقلّ، ويعطي السلطة فرصة للسطو على هذه المسيرة واحتوائها وتوظيفها. –   يبثّ البلبلة لدى الرأي العام حول حقيقة موقف نظام بن علي من العدوان على لبنان وغزة والضفة، وهو موقف، مثله مثل مواقف غالبية الأنظمة العربية، متخاذل ومتواطىء. –   يمسّ من مصداقية الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة. –   يطمس القمع الوحشي الذي تسلطه الدكتاتورية النوفمبرية على التحركات الاحتجاجية التي يخوضها النقابيون ومناضلو الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة منذ بداية العدوان (تونس، جندوبة، إلخ.). ويتغافل عن العسكرة التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد لمنع الشعب التونسي من التعبير عن مساندته للشعبين اللبناني والفلسطيني.    3 –  يدعو كافة مكونات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة إلى: –   التمسك بحقها في التعبير عن مواقفها بكل استقلالية. –   مواصلة الاحتجاج على العدوان الصهيوني وعلى الامبريالية الأمريكية التي تدعمه مباشرة وعلى الأنظمة العربية التي تشجعه بالصمت أو التواطؤ. –   تعبئة الشعب التونسي من أجل مساندة فعلية وعاجلة للشعبين اللبناني والفلسطيني ومقاومتهما الباسلة، وفضح موقف نظام بن علي المتخاذل إرضاء للإدارة الأمريكية ولهثا وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني. –   لا للإقصاء، لا للاحتواء. –   من أجل دعم فعلي وحقيقي للشعبين اللبناني والفلسطيني.
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 23 جويلية 2006
 
(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 23 جويلية 2006)


الأستاذة راضية النصراوي تعارض المشاركة في مسيرة يوم الإثنين 24 جويلية

علمنا أنّ الأستاذة راضية النصراوي عارضت خلال الاجتماع الذي عقدته لجنة نصرة لبنان يوم السبت 22 جويلية الجاري المشاركة في مسيرة يوم الإثنين 24 جويلية وذلك: 1) لإقصاء أحزاب وجمعيات وهيئات من المشاركة. 2) لمشاركة الحزب الحاكم في المسيرة والحال أنه المسؤول مباشرة عن قمع الاحتجاجات التي عرفتها البلاد تنديدا بالعدوان، كما أنه المسؤول عن غياب الحريات. ودعت بالمقابل القوى الديمقراطية والوطنية إلى التحرك باستقلالية عن السلطة الحاكمة وعدم توفير الفرصة لها للركوب على حركة المساندة والظهور زيفا بمظهر المتعاطف مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 23 جويلية 2006)

حزب  » تونس الخضراء »
تونس في 23 يوليو 2007

لا للعدوان على لبنان

يتواصل العدوان على التراب اللبناني البلد الشقيق من طرف الجيش الإسرائيلي وبتواطؤ دولي مفضوح صاحبه تعطل لم يسبق له مثيل للتضامن العربي الشعبي والرسمي. هذا وقد سبق العدوان الأخير الحرب التي أشعلتها القوات الحربية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وكنا قد نددنا في بيان يوم 09/07/2006 بهذا العدوان . إن الحرب الأخيرة على لبنان تستهدف وحدة لبنان وكل مقوماته وهي كذلك لتحطم كل مكتسبات هذا البلد الحضارية والحياتية ، الطرقات ، الجسور ، مراكز توليد الكهرباء ، المطار ، الأحياء والمباني السكانية ، المزارع وكل شبكات الاتصال الأخرى . لقد استشهد في هذا العدوان إلى هذا اليوم 300 مواطن مدني لبناني وتضرر آلاف الجرحى وتشرد مئات الآلاف من المواطنين الفقراء . إن حزب تونس الخضراء يندد بكل هذه الاعتداءات المتكررة والمسنودة دوليا من طرف القوى العظمى ويطالب بإيقافها ومعاقبة كل المعتدين . المنسق العام لحزب  » تونس الخضراء » عبد القادر الزيتوني

حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة     ذات رسالة خالدة وحدة    حرية   اشتراكية

بيان مساندة لمقاومة الغزو والاحتلال

في هذه المرحلة العقيمة من حياة النظام العربي الرسمي الرديء الممعن في الفساد والاستبداد والمتخاذل عجزا وقسرا عن التحرك والقيام بحد أدنى مشرّف، تواجه أمتنا العربية معركة المصير الواحد تعلقا بالوجود والهوية وبالكرامة والحرية والسيادة القومية الأمر الذي كلفها كل فظاعات التنكيل والتقتيل على يد أعدائها وحكامها أيضا… في مثل هذا المنعطف الخطير والصمت العربي الرسمي المخزي والانحياز الغربي المتصهين لم يعد خافيا استكمال مسلسل التآمر والاضطهاد والإذلال للعرب الذي بدأ باغتصاب فلسطين وتشريد شعبها ومواصلة التنكيل بمن ظل منه صامدا صابرا مجاهدا وحيدا على أرضه ثم تدمير واحتلال العراق وزرع الفتنة بين مكوناته تمهيدا لحرب أهلية تنهي العراق من الوجود وها هو اليوم ذلك العدو الأمريكي الصهيوني المتربص بنا جميعا يعيد الكرة باجتياح لبنان العربي لتدميره مرة ثانية واستئصال المقاومة الباسلة في جنوبه تمهيدا للهجوم على سوريا وإدخال المنطقة في أتون حرب استعمارية شاملة بقيادة الكيان الصهيوني ومن خلفه كل قوى الشر والعدوان لإنهاء أي مشروع عربي نهضوي سلمي أو مقاوم للاحتلال والتطبيع·· يحدث كل هذا بمباركة غربية استعمارية وبتواطؤ عربي رسمي يرى في المقاومة بأي شكل كانت تهديدا للوضع القائم  ولأمن الاحتلال. وعليه فإن البعثيين يدعون القوى الوطنية في تونس والقوى الحية في الأمة العربية إلى الارتقاء بمستوى الوعي وتوحيد ساحة النضال وجبهة القتال والوقوف المبدئي الحاسم إلى جانب شعبنا في لبنان ومقاومته الباسلة ودعم المقاومة الوطنية البطلة في العراق الثائر وفي فلسطين الأبية المجاهدة. كما ينبّهون أن العدو الصهيوني هو رأس حربة للإمبريالية المتوحشة ولحلفائها وعملائها في المنطقة وإن المخطط الاستعماري المتنامي في العقود الأخيرة يستهدف كل القوى العربية التحررية باجتثاث كل فصائل المقاومة المسلحة وترويض قوى المقاومة السلمية وحتى المهادنة لإنشاء شرق أوسط جديد خال من أي تحرك نضالي يأمن فيه الاحتلال على وجوده ومصالحه وتستقر فيه وتستمر أنظمة الفساد والاستبداد والتبعية المطلقة ولو كان على قاعدة التنكيل بالأمة وإبادة قواها. إن ما تقوم به آلة التدمير والقتل الإنجلوأمريكية في العراق وآلة التدمير والإبادة الصهيونية في فلسطين وما ترتكبه من جرائم وتخريب في لبنان تجعلنا بطريقة أو أخرى في صف المقاومة وامتدادا لها في مواجهة الخنوع والتخاذل الرسمي وفي مواجهة التطبيع بتفعيل سلاح المقاطعة الشعبية الشاملة لكل ما له صلة بقوى الاحتلال والعدوان. إن وقوفنا جبهة واحدة متلاحمة  لنصرة المقاومة المسلحة في كل ساحة عربية ثائرة بالدعم المادي والمعنوي هو وقفة شرف مع أنفسنا على طريق التحرر واستعادة الإرادة المصادرة والكرامة المهدورة والحقوق المنتهكة وفرض سيادة الشعب على حكامه المتخاذلين والمتنكرين لمصالحه الأساسية. إن البعثيين ومن منطلق إيمانهم بوحدة النضال الوطني والقومي والإنساني يعبرون عن تضامنهم الكامل مع المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها المناضلة وعن نصرتهم اللامحدودة للمقاومة اللبنانية العربية الوطنية ويحيون بإكبار صمود الشعب الفلسطيني واللبناني ويقفون إجلالا للشهداء الأبرار. وفي نفس الوقت يكبرون عاليا ثورة الشعب العراقي ويجلون أبطال المقاومة الوطنية المسلحة ويحيون صمودها وصمود قادة ثورة تموز الأسرى والمجاهدين من خلف القضبان وعلى رأسهم قائد الثورة الرفيق صدام حسين وزعيم المقاومة الرفيق المجاهد عزت إبراهيم الدوري وجميع الرفاق والأنصار وأحرار العراق  في ساحة القتال وفي معتقلات الاحتلال والحكومة العميلة. والعزة والإجلال لمن هم أكرم منا جميعا شهداء البعث من أبناء العروبة والإسلام. وإننا ومن منطلق حرصنا على سوريا المهددة وشعبها الصامد، ندعو القيادة الوطنية السورية إلى اغتنام فرصة المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني لتطوير وتوسيع ساحة المقاومة الشعبية لاستعادة الأراضي المحتلة في الجولان والمستخدمة مرتفعاتها في تدمير لبنان والحال أن العدوان لا حدود له وأن سوريا محطته القادمة لا قدر الله وأن ما تقوم به المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية كلها تصب في المعركة التحررية للأمة وسوريا في القلب منها والشعب العربي ينتظر منها الكثير بعدما فقد الأمل في الكثير من الأنظمة المستسلمة أصلا. * الخزي والعار للمتآمرين والمتخاذلين والمشككين في قدرات الأمة.  وليخسأ الرافضون للفعل المقاوم. * المجد والخلود للمقاومة في العراق وفلسطين ولبنان. * وإنها لثورة حتى التحرير الكامل أو الشهادة. حزب البعث العربي الاشتراكي تونس في 23 / 07 /2006 (المصدر: شبكة البصرة بتاريخ 24 جويلية 2006) الرابط: http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2006/0706/b3tht_240706.htm

الهيئة التونسية لنصرة لبنان 
تونس في 22 جويلية 2006   بـــيـــان
أقدم العدو الإسرائيلي على شنّ حملة عسكرية على لبنان بذريعة تحرير جنديين أسرتهما المقاومة اللبنانية في عملية عسكرية محدودة بهدف مبادلتهما بجزء من آلاف الأسرى اللبنانيين والعرب القابعين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة.
وقد اتخذت هذه الحملة المنفلتة والخارجة عن كل حدود شكل حرب مفتوحة على الشعب اللبناني حيث ضربت عليه حصارا بريا وبحريا وجويا ثم عمدت إلى تقطيع أوصاله ودمرت نصف بيروت وتتهيّأ لاجتياح الجنوب مجددا، مخلفة إلى حدّ الآن مئات الضحايا بين قتلى وجرحى جلهم من المدنيين العزّل ونصف مليون نازح بدون مأوى، إنها كارثة إنسانية بكلّ المقاييس.   إن هذا العدوان الوحشي ضدّ لبنان الشقيق وهذه الجريمة النكراء ضد الإنسانية قاطبة قد حدت بفعاليات المجتمع المدني والسياسي التونسي إلى التشكل فوريا في هيئة وطنية للدفاع عن لبنان ونصرة شعبه في هذا الظرف العصيب، وهي تعلن بهذه المناسبة ما يلي:   1-     إن  » الهيئة التونسية لنصرة لبنان » تدين بقوة هذا العدوان الإجرامي على لبنان وهي إذ تقف بكافة مكوناتها إجلالا وخشوعا أمام أرواح الشهداء والأبرياء الذين سقطوا جراء هذه الحملة المتواصلة وإكبارا لبطولة الشعب اللبناني ولمقاومته الباسلة فإنها تؤكد أن هذا الشعب الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء خلال العقود الثلاثة الأخيرة لا يمكن أن يقهر.  ونطالب بالوقف الفوري لهذا العدوان.
2-     تعتبر أن هذه الحملة العسكرية تندرج ضمن المخطط الأمريكي الإسرائيلي لإخضاع المنطقة العربية لأغراضها والتحكم بقدراتها وثرواتها بعد استباحة دولها وكسر إرادة شعوبها التواقة إلى العزة والكرامة. وما احتلال العراق وإعادة اجتياح غزة والجرائم التي ترتكب فيها يوميا إلا دليل على ذلك.
3-     تؤكد أن هذا الاعتداء الهمجي على لبنان ما كان ليتم لولا تخاذل المجتمع الدولي وهيئاته التي أصبحت أدوات طيعة بيد الولايات المتحدة لإضفاء الشرعية السياسية على سياساتها العدوانية في المنطقة والتغطية على جرائم إسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. ولولا جبن النظام الرسمي العربي وتواطؤ بعض أنظمته السافر مع العدو الصهيوني ضد مصالح الأمة بأسرها سعيا لاسترضاء العربدة الأمريكية الإسرائيلية وتوسلا للبقاء في الحكم.
4-     تعلن أنها مجندة للقيام بكافة أعمال وأشكال الدعم المتاحة التي يستوجبها واجب التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في هذه الظروف العصيبة، وتدعو الحكومات العربية التي أخلت بواجباتها الوطنية تجاه لبنان أن ترفع يدها عن حق شعوبها في نصرة الشعب اللبناني وعن حريته في التعبير عن ذلك. كما تدعو الحكومة التونسية إلى إطلاق حرية التظاهر.
5-     تناشد كافة الشعوب والقوى والمنظمات المحبة للعدل والسلام والمناهضة للحرب إلى الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني والفلسطيني والعراقي في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة.    الناطق الرسمي باسم الهيئة  البشير الصيد

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت بنزرت في 23 جويلية 2006  

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت:

بيـــــــــــان  

يعلم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان انه تقدم يوم الأربعاء 19 جويلية 2006 بمطلب كتابي للسيد والي بنزرت قصد الترخيص له بتنظيم مسيرة سلمية للتضامن مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني و التنديد بجرائم الحرب التي ترتكب في حق المواطنين العزل من طرف آلة الحرب الصهيونية.

و قد اتصلت السلطات الجهوية يوم الجمعة 21 جويلية 2006 مساءا بالأخ  علي بن سالم رئيس الفرع و أعلمته شفهيا انه « يتعذر عليها السماح للفرع بتنظيم مسيرة بمدينة بنزرت و بإمكان المنخرطين المشاركة في المسيرة التي ستنظم بيوم الاثنين 24 جويلية 2006 بتونس العاصمة ».

و على اثر  هذا الإعلان طوقت أهم شوارع المدينة و ازدادت التعزيزات الأمنية حول مقر الفرع المحاصر منذ قرابة السنة و تمت ملاحقة النشطاء بالمقاهي و بشوارع المدينة في محاولة من قوات الأمن لشل أي تحرك محتمل رغم أن هيئة الفرع لم تعلم الرأي العام بتاريخ المسيرة و مكان انطلاقها. إن هيئة الفرع إذ تعلم الرأي العام بذلك فإنها:

– تعتبر الرد الشفهي عن المطلب المكتوب مخالفا للقانون و أن منع المسيرة تم في خرق تام للإجراءات و للحقوق الأساسية للمواطنين الذين حرموا من حقهم في التظاهر السلمي و التعبير عن تضامنهم مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني ، هذا الحق المضمون بقوانين البلاد و المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية. – تعتبر انه من حق الرابطة أن تتظاهر سلميا بصفة مستقلة و أن تختار التوقيت و المكان و الأطراف المشاركة معها. – تندد بهذا المنع الآلي الذي تعتمده السلطة و الذي لم يقتصر على فرع بنزرت للرابطة بل على جميع فعاليات المجتمع المدني المستقلة و على فروع الرابطة و نذكر منها فرع جندوبة الذي أوقف رئيسه الأخ الهادي بن رمضان و احتفظ به في سيارة الأمن لمدة نصف ساعة يوم الجمعة 21 جويلية 2006 حين كان النقابيون و الرابطيون بصدد تنظيم مسيرة لنفس الغرض. 

عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –     فرع القيروان القيروان24- جويلية 2006 بيـــــــان
 

دعا الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان  إلى تجمع نقابي يوم السبت 22 جويلية 2006 وذلك تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان وفلسطين .كما ابلغ المكتب التنفيذي السلطات الجهوية عزمه تنظيم مسيرة سلمية تعبيرا من نقابيي الجهة عن تضامنهم مع الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذان يتعرضان للحصار والموت والتشريد.ومعلوم ان مسيرات عديدة قد خرجت في كثير من بلدان العالم – بما فيها إسرائيل – تندد بهذا العدوان الغاشم وتدعو إلى إيقافه.

لكن منذ صباح السبت تحولت الشوارع المؤدية  للاتحاد إلى ثكنة أمنية تتواجد فيها فرق مختلفة جاءت من جهات عديدة. ومع بداية التجمع بدأت هذه الفرق بمحاصرة المتجمعين من كل الجهات لمنعهم  من الخروج في مسيرة. وكالعادة في مثل هذه المناسبات وقع الاعتداء على العديد من النقابيين – بمن فيهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل – ضربا وركلا وشتما.

وفرعنا الذي  يشجب مصادرة السلطة الدائمة  حق مكونات المجتمع المدني – أحزابا و منظمات – في التعبير يستغرب ازدواج الخطاب الرسمي الذي يتحدث هذه الأيام   عن مساندة التونسيين للفلسطينيين واللبنانيين في محنتهم بينما  تصادر حقوق المواطن في التعبير عن هذه المساندة .

لذا فإننا ندين هذا الاعتداء الذي تعرض له نقابيو القيروان، كما ندين كل الاعتداءات التي حدثت في جهات أخرى مثل تونس وجندوبة وصفاقس وندعو السلطة – مرة أخرى –للتخلي عن الأسلوب الأمني في مواجهة حق المواطنين في التعبير و احترام دستور البلاد والمواثيق الدولية التي تسمح لهم بالتظاهر السلمي وتضمن لهم الحق في الاحتجاج والتعبيـر . عن هيئة الفرع الرئيس مسعود الرمضاني

 

بيان صادر عن :

مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا (WGFENA)

أدانت اليوم مجموعة عمل الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا (WGFENA) إقدام أجهزة الأمن التونسية على الاعتداء على الناشطة الحقوقية والكاتبة المعروفة نزيهة رجيبة « أم زياد » عقب محاصرة أجهزة الأمن لمقر المجلس الوطني للحريات بتونس ومنع أعضائه من حضور اجتماع كان مقرر عقده هناك . وكانت الكاتبة المعروفة ورئيسة تحرير مجلة كلمة تونس أم زياد قد توجهات لحضور الاجتماع الدوري بمقر المجلس الوطني للحريات صباح الجمعة الماضي 21 يوليو 2006 ، ففوجئت بعدد من رجال الشرطة يحاصرون مقر المجلس ويمنعون أي شخص من الاقتراب منه ، ثم قاموا بالاعتداء عليها وسبها بكلمات فاحشة ، وأجبروها على ركوب سيارة تاكسي ، قائلين للسائق  » خذها حيث تشاء وأفعل بها ما تريد فهي ……… – واصفين إياها بكلمة فاحشة –  » ، ثم أعقبوا ذلك بحصار منزلها طيلة اليوم . يأتي هذا قبيل احتفال تونس بمرور خمسون عاما على سن قانون الأحوال الشخصية والأسرة ، وهو القانون الذي يعد الأفضل عربيا ،إلا أن حقيقة الأمر تؤكد على أن المدون بالقانون شيء ، والواقع التونسي شيء أخر مختلف تماما ، حيث الانتهاكات اليومية الفظة والاعتداءات البدنية للناشطات الحقوقيات مثل أم زياد وغيرها . و ترى « مجموعة عمل الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا (WGFENA)  » أن هذا الاعتداء السافر على الكاتبة الصحفية والناشطة الحقوقية أم زياد يعد حلقة جديدة من سلسة الاعتداءات والانتهاكات البوليسية التي تمارسها الحكومة التونسية ضد كل من يجرؤ على نقد الأوضاع المتردية لحالة حقوق اِلإنسان في تونس في ظل حكومة تعد من الأكثر عداء لحقوق وحرية شعوبها . جدير بالذكر أن المجلس الوطني للحريات في تونس ، هو مؤسسة حقوقية تأسست في عام 1998 بهدف دعم استقلال القضاء والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وكفالة الحق في انتخابات حرة ، وقد اعتادت الحكومة التونسية التحرش به ، التعدي على أعضائه ومؤسسيه بسبب انتقادهم للممارسات البوليسية للحكومة التونسية . أما الكاتبة نزيهة رجيبة  » أم زياد » فهي عضوه بالمجلس الوطني للحريات ، ورئيسة تحرير مجلة كلمة تونس الاليكترونية  » المحجوبة في تونس  » فضلا عن كونها عضو بالهيئة الاستشارية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وقد تعرضت أم زياد لحملة منظمة من المضايقات الحكومية كان أخرها محاولة اختلاق و تلفيق فضيحة جنسية لزوجها عضو البرلمان السابق  » مختار الجلالي » قبل أشهر قليلة ، كعقاب لها على مواقفها الجريئة ضد الممارسات البوليسية ضد المواطنين التونسيين ودفاعها المستميت عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير . (المصدر: الشبكة العربية لحقوق الإنسان بتاريخ 24 جويلية 2006) الرابط: http://www.hrinfo.net/mena/wgfena/2006/pr0724.shtml


عريــــــــــــــــــــــــــــضة
نحن المواطنين الممضين أسفله، واثر تعمد وزارة التربية والتعليم إسقاط مجموعة من الطلبة في مناظرة « شهادة الكفاءة للتدريس في التعليم الثانوي، وذلك على خلفية أنشطتهم النقابية والسياسية:
– نساند هؤلاء المتخرجين ونعتبر إسقاطهم في المناظرة وحرمانهم من العمل انتهاكا صارخا لحق الشغل ولدستور البلاد ولكل المواثيق الدولية. – نندد بهذه الطريقة في الانتداب التي تعتمد الاعتبارات الأمنية على حساب المؤهلات العلمية والبيداغوجية . – ندعو مكونات المجتمع المدني – منظمات وأحزاب – للوقوف إلى جانب هؤلاء المتخرجين في المظلمة التي تعرضوا لها.

 

المهنة

الاسم

المهنة

الاسم

أستاذ متقاعد

أستاذ

أستاذ جامعي

محامي

فني / نقابي

محامي

حقوقية

أستاذ

تقني مخبر

قيم

تلميذ

أستاذ متقاعد

طبيبة

أستاذ

أستاذ/حقوقي

صيدلي

أستاذ

محامي

موظف

محامي

أستاذ

ودادية المقاومين

محام

معلم

أستاذة

معلم

معلم

أستاذ

أستاذ متقاعد

أستاذ

أستاذ

معلم

أستاذ

أستاذ

35- احمد الكيلاني

36- ألصحبي حمدي

37- رشيد ألشملي

38- أكرم مالك

39 – فتحي اللطيف

40- فوزي المقدم

41- رقية البعزاوي

42- عبد الباسط ذوادي

43- البشير العباسي

44- عبد الجليل الرمضاني

45- بلال الدالي

46- عبد الرحيم الماجري

47- ليلى بوقديدة

48- البرني العايدي

49- محمد بن حسن

50- محمد عطية

51- محمد حمزة

52- اكرم الفجاري

53- ناجي قاسم

54- محمد جمور

55- عبد الستار منصور

56- علي بن سالم

57- الهادي الناعي

58- سمير الميساوي

59- حنان المستيري

60- توفيق القداح

61- محمد العيادي

62- جمعة السالمي

63- عبد الكريم الماجري

64- الأزهر التيمومي

65- محمد الحمداوي

66- صالح ميساوي

67- حسن الشيحاوي

68- مصطفى محمدي

أستاذ

أستاذ متقاعد

أستاذ

أستاذ

أستاذ

أستاذ

أستاذ جامعي

فني – معمل التبغ

أستاذ

أستاذ

أستاذ

أستاذ

معلم

معلم

أستاذ

أستاذ

أستاذ

أستاذ

معلم

أستاذ

قيم

موظف بالبريد

سجين سياسي سابق

أستاذ

أستاذ

معلم

أستاذ

أستاذ

معلم

أستاذ

أستاذ

معلم

أستاذ

معلم

1- مسعود الرمضاني

2- الناصر العجيلي

3 – محمود السالمي

4 –  خليفة الفتايتي

5 –  لطفي ألمعروفي

6 –  فتحي الشريف

7 – سالم بوخداجة

8 – سالم ألحمدي

9 – محمد لطاهر لشامخي

10 – المعز الو هايبي

11 – محسن ألحامدي

12 – عبد الحميد العثيمني

13 – كمال السبوعي

14- خليفة الكامل

15- سالم الحداد

16 الهادي بن رمضان

17- محمد نجيب ألشابي

18- البرني شقران

19- المولدي الرمضاني

20- عبد العزيز السبري

21- حمدة معمر

22- ابراهيم الهادفي

23- علي البعزاوي

24- منجي مخلوفي

25- مكي العايدي

26 – صلاح الدين السالمي

27- محمد غنام

28- حسين نعات

29- محفوظ السماري

30- المنجي الهمامي

31- علي الاجنف

32-  يوسف العيادي

33- كمال العبداوي

34- نوفل الجبنوني  



حزب  » تونس الخضراء »
تونس في 23 يوليو 2007

نعي المناضل المنصف بن فرج

 
فجعت الأوساط الديمقراطية والسياسية بوفاة المناضل المنصف بن فرج عضو المكتب الوطني لحزب تونس الخضراء وهو كذلك عضو بارز في النواة الأولى للتأسيس. عرف المناضل منذ الستينات في العمل الديمقراطي في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس ثم شارك في تأسيس الحركة اليسارية الشبابية في الداخل والخارج. ولقد عمل بعد عودته إلى تونس كخبير دولي وشارك في وضع منهج دراسي في بلادنا مختص بالبيئة والتنمية المستدامة وله دراسات دولية بارزة . كما أسس الجمعية التونسية للمبادرة والتنمية المستدامة في 1998 وهي جمعية معترف بها رسميا. لقد عرفنا المناضل الراحل بطيبة أخلاقه العالية وبتفتحه على كل التيارات السياسية الديمقراطية التونسية. مات الفقيد في موقع عمله يوم الخميس 20 يوليو 2006 صباحا بساقية سيدي يوسف وهو يشرح للأهالي صلاحية إقامة مشروع سد كبير وتأثيراته الاجتماعية والبيئية. هذا ولقد شيع جنازته يوم الجمعة 21 يوليو 2006 في سوسة أهله وذويه وجمهور كبير من المناضلين والديمقراطيين والحقوقيين والنقابيين من سوسة وعدد مدن تونسية.                               رحم الله الفقيد ورزق أهله الصبر والسلوان المنسق العام لحزب  » تونس الخضراء » عبد القادر الزيتوني
 

 

مسيرة حاشدة بتونس لدعم لبنان والفلسطينيين

 

تونس (رويترز) – خرج الاف التونسيين يوم الاثنين في مسيرة حاشدة بوسط العاصمة للتعبير عن استنكارهم للحرب الاسرائيلية على لبنان مطالبين بوقف فوري لاطلاق النار وتوفير حماية دولية للبنان والفلسطينيين.

 

وردد المشاركون في المسيرة التي جابت شارع محمد الخامس الرئيسي بالعاصمة شعارات « انقذوا لبنان » و »اوقفوا جرائم الصهاينة » و »لا للحرب نعم للسلم ».

 

وطالب المتظاهرون الذي قدرت مصادر من الشرطة عددهم بنحو سبعة الاف مشارك الحكومات العربية « بالتدخل لحماية الشعب اللبناني والفلسطيني من القمع الاسرائيلي ».

 

ورفع عدد من المتظاهرين الاخرين لافتات كتب عليها « اوقفوا الحرب الاسرائيلية » و »المقاومة المقاومة ..لا تفاوض لا مساومة » مهاجمين بعض حكومات عربية لعجزها عن ايقاف الاعتداءات الاسرائلية في لبنان وغزة.

 

كما حمل المشاركون لافتات كتب عليها « عجب عجب ياحكام العرب » في اشارة للصمت الرسمي العربي.

 

واطلقت الحكومة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل حملة لجمع التبرعات المالية والادوية لمساعدة لبنان.

 

وشارك في المسيرة عدد من الاحزاب السياسية والمنظمات المدنية اضافة الى شخصيات سياسية معروفة في البلاد.

 

وصاح متظاهر يرفع علم فلسطين وعلم حزب الله « ان الاوان لوحدة عربية حقيقية ».

 

وتفجرت مظاهرات غاضبة في ارجاء الشرق الاوسط وعدة دول عربية وفي بعض الدول الغربية استنكارا للهجمات الاسرائيلية على لبنان وغزة.

 

غير ان المتظاهرين التونسيين لم يحرقوا اعلام اسرائيل او حليفتها امريكا مثلما جرى في اغلب العواصم العربية وكانت اغلب الشعارات تدعو للحوار ووقف اطلاق النار والتعبير عن التضامن مع اللبنانيين والفلسطينيين.

 

وقال عبد السلام جراد رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل المشارك في هذه التظاهرة « هذه المسيرة هي استنكار للعدوان الاسرائيلي الحقير على لبنان بدعم امريكي من (الرئيس الامريكي) جورج بوش وهي ايضا دعوة للسلام في الشرق الاوسط ».

 

وبدأت اسرائيل منذ نحو اسبوعين حربا على لبنان خلفت اكثر من 370 قتيلا ودمرت اغلب البنية التحتية وشلت الحركة فيها للضغط لاسترجاع جنديين اسيرين لدى جماعة حزب الله.

 

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اشار الى ان الحرب على لبنان قد تطول مشترطا نزع سلاح حزب الله وانسحابه من الجنوب واسترجاع الجنديين لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان.

 

كما تشن اسرائيل منذ الثامن والعشرين من يونيو حزيران الماضي حملة عسكرية على قطاع غزة بعد ان اسر مقاومون جنديا.

 

وقتل حزب الله خلال هجماته نحو عشرين اسرائيليا اكثرهم من الجنود.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 جويلية 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


سباق بحري بين تونس ولبنان يتحول الى رسالة للسلام في المتوسط

 

تونس (رويترز) – قال منظمو سباق نسائي للمراكب الشراعية كان من المقرر ان ينطلق في 13 اغسطس اب من ميناء سيدي بوسعيد التونسي باتجاه ميناء بيروت يوم الاثنين ان السباق سيغير مساره الى خمس موانيء اخرى مطلة على البحر المتوسط حاملا رسالة سلام ودعوة لوقف الحرب في لبنان. وكان من المقرر ان يتم تنظيم سباق نسائي للمراكب الشراعية ينطلق من ميناء سيدي بوسعيد ويصل الى ميناء بيروت في لبنان بمشاركة نساء من عدة بلدان مطلة على البحر المتوسط تنشيطا للحركة السياحية في البلدين اللذين يعتمد اقتصادهما على صناعة السياحة. وابلغت ايميلي دالبار وهي من لجنة تنظيم السباق في باريس رويترز عبر الهاتف « ان جوهر السباق البحري الذي سيجمع نحو خمسين امرأة من بلدان متوسطية تغير تماما … لن يتعلق الامر بتنافس بل سيتحول الى رحلة بحرية تدعو للسلم وايقاف الحرب على لبنان. » وبدأت اسرائيل منذ نحو اسبوعين هجمات ضد لبنان خلفت اكثر من 370 قتيلا ودمرت اغلب البنية التحتية وشلت الحركة في لبنان لاسترجاع جنديين اسيرين لدى جماعة حزب الله اللبنانية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اشار الى ان الحرب على لبنان قد تطول مشترطا نزع سلاح حزب الله وانسحابه من الجنوب واسترجاع الجنديين لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان. وقالت دالبار انه « بحكم الحرب على لبنان لن يتسنى الوصول لميناء بيروت وستصبح المتسابقات داعيات للسلام ستتجه كل مجموعة منهن الى بلد متوسطي حاملة رسالة تنديد بالحرب ودعوة للسلم والتعايش في كنف التسامح. » واشار المنظمون الى ان المشاركات ستصلن الى موانىء مرسيليا وموناكو واسبانيا واليونان وايطاليا وستلتقين هناك بممثلي منظمات مدنية وشخصيات سياسية وعامة معروفة لاطلاق نداء مشترك لوقف الحرب فورا. والمشاركات في (سباق عليسة) النسائي الذي تحول الى (رحلة بحرية للسلام) من المغرب وتونس ولبنان وفرنسا والبرتغال وايطاليا واليونان. وتقول الاسطورة أن (عليسة) بنت ملك صور هربت من مدينة صور اللبنانية وظلت تائهة سبع سنوات قبل ان تؤسس مملكة قرطاج عام 814 قبل الميلاد. ويأتي السباق احياء لذكراها ايضا. وكان وزير السياحة اللبناني جوزيف سركيس توقع خلال مؤتمر صحفي عقد بتونس في وقت سابق ان تساهم هذا التظاهرة البحرية في تنشيط صناعة السياحة احد القطاعات الحيوية في الاقتصاد اللبناني. واوضح المنظمون ان التغيير في مسار السباق حظي بموافقة الامم المتحدة الشريك الاساسي في تنظيم هذا الحدث البحري السياحي

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 جويلية 2006)


الذكرى 49 لإعلان النظام الجمهوري

وفاء للتضحيات و تأصيل لمعاني السيادة والإرادة الحرة

 

تحتفل تونس يوم الثلاثاء بالذكرى التاسعة والاربعين لاعلان النظام الجمهورى كمنعطف حاسم فى التاريخ الحديث للبلاد كرس معاني السيادة الوطنية والارادة الحرة للتونسيين وجسم الاقرار بالجميل لاجيال المقاومين والمناضلين الذين جاهدوا او استشهدوا في سبيل انعتاق تونس من الهيمنة الاجنبية وتخليصها من الحكم المطلق لياخذ التونسيون مصيرهم بايدهم.

 

وهى ذات المعاني والقيم التى جاء تغيير السابع من نوفمبر 1987 ليعطيها من منطلق الوفاء لهذه التضحيات كل ابعادها بوضع البلاد على طريق التحديث السياسى عبر دعم مؤسسات الجمهورية واثرائها وفقا لمتطلبات كل مرحلة من تطور المجتمع.

 

فقد شكل النظام الجمهورى ارضية انبنت عليها الاصلاحات التي شهدتها تونس المستقلة وفي مقدمتها اصدار الدستور التونسي في اول جوان 1959 فضلا عن اقرار جملة من التشريعات التحررية شملت سائر المجالات الاجتماعية.

 

وجاءت خلاصة لما نادت به نخب المصلحين التونسيين منذ القرن التاسع عشر سواء في مجال تحرير المراة او في مجالات التعليم والصحة.

 

وجسدت مسارات التنمية والاصلاح منذ التغيير ثبات الارادة السياسية في صيانة النظام الجمهورى ودعم مؤسساته ترسيخا لسيادة الشعب وتاكيدا لارادته العليا.

 

فكان العمل على توفير مقومات الكرامة لكل ابناء الشعب التونسي في كنف العدل والمساواة هدفا محوريا لكل الخيارات والسياسات.

 

وتتنزل ضمن هذا التمشي الاصلاحات السياسية المتلاحقة على درب ارساء دولة القانون والمؤسسات واقامة قاعدة متينة للديمقراطية والتعددية وحماية حقوق الانسان وفسح مجالات المبادرة والمشاركة في الشأن العام أمام مختلف القوى الحية للبلاد.

 

وما فتىء الرئيس زين العابدين بن علي يؤكد وفاء تونس لمكسب الجمهورية.

 

وقد جاء في خطابه في الذكرى 47 لاعلان الجمهورية في 25 جويلية 2004 انه « لما كانت قيم الجمهورية جزءا لا يتجزأ من تراثنا الثقافي ومخزوننا الاصلاحي فقد اتخذنا منها مرجعا لخياراتنا وبرامجنا نستلهم منه أقوم المسالك التي اشاعها في مجتمعنا الرواد من المفكرين والزعماء في المجالات السياسية والاجتماعية وفي ميادين التعليم وتحرير المرأة خاصة والاخذ بأسباب التقدم والمناعة عامة ».

 

وبادر رئيس الجمهورية منذ التحول الى تنقية الدستور من الشوائب التي علقت به بأن الغى الفصل الذى ينص على الرئاسة مدى الحياة وعمل على تكريس استقلالية جهاز القضاء باعتباره من دعائم النظام الجمهورى.

 

كما بادر باحداث المجلس الدستورى تأكيدا للارادة السياسية في ضمان توافق كل النصوص القانونية والتشريعية مع نص الدستور وروحه وفلسفته.

 

وتتجلى هذه الارادة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في 25 جويلية 2004 والتي أكد فيها العزم على المضي في »تعزيز قيم الجمهورية بكل ما ترمز اليه من معاني المواطنة والسلوكيات الحضارية والسياسية الراقية وحب الوطن والتفاني في خدمته والرفع من شأنه وعلى أن يضمن النظام الجمهورى ممارسة العمل السياسي لكل التونسيين والتونسيات في نطاق القانون والاحترام المتبادل والتعامل النزيه والتمسك بالثوابت المشتركة ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.

 

ويعتبر التنقيح الجوهرى للدستور الذى صادق عليه الشعب التونسي في أول استفتاء في 24 ماى 2002 اضافة حاسمة على طريق الاصلاح والتأسيس لجمهورية الغد سيما من خلال فتح مجالات أرحب للمشاركة وتمثيل الشعب ودعم المؤسسات التشريعية الوطنية باحداث مجلس المستشارين وتعديل نظام الانتخابات الرئاسية باتجاه تكريس خيار التعددية على هذا الصعيد علاوة على ادراج مبادىء حقوق الانسان والتضامن والولاء للوطن في نص الدستور تشديدا على الزامية احترامها من قبل الجميع سلطات عمومية ومجتمعا مدنيا ومواطنين.

 

وقد برزت ثوابت المشروع السياسي الاصلاحي بعد تغيير 7 نوفمبر من خلال اصدار جملة من النصوص القانونية منها خاصة قانون الاحزاب (3 ماى 1988) والتعديلات الخمسة التي أدخلت على مجلة الصحافة وتطوير مجلة الاحوال الشخصية في اتجاه دعم مكانة المراة كشريك مكتمل الحقوق والواجبات في الاسرة والمجتمع وفي مواقع القرار والمسؤولية.

 

وتبدو حصيلة الاصلاح خلال العقدين الاخيرين على درب ترسيخ مبادىء النظام الجمهورى في تونس وفيرة لا يضاهيها سوى تطلع التونسيين الى مستويات أعلى من التطور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهو تطلع يجد كل مشروعيته في الرصيد الكبير المنجز في سائر المجالات ويستمد جذوته من الفضاءات المتعددة التي توفرها تونس لابنائها للمشاركة في صياغة مستقبل جماعي أفضل دعما لمقومات السيادة ولاسباب المناعة والتزاما بالوفاء الدائم لتونس دون سواها.

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 24 جويلية 2006)


هاشمي رفسنجاني يستقبل السفير التونسي في طهران

طهران / ‪ ۲۴تموز/ يوليو/ ارنا استقبل رئيس مجمع تشخيص مصلحه النظام آيه الله اكبر هاشمي رفسنجاني اليوم الاثنين سفير تونس لدي طهران مولدي ساكري. واعتبر هاشمي رفسنجاني خلال هذا اللقاء بان وحده البلدان الاسلاميه هي اهم سبيل للتصدي لاعتداء‌ات الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين . واكد ان تطورات لبنان وفلسطين تشكل موضوعا مشتركا بين البلدان الاسلاميه التي ينبغي ان تتصدي للاعتداء‌ات وقتل المواطنين وتدمير البني التحتيه والمنازل في لبنان. وحول العلاقات بين ايران وتونس اعتبر الاسراع بتطوير هذه العلاقات امرا ضروريا مضيفا ان الطاقات في علاقات البلدين ممتازه بالنظر للقواسم المشتركه الدينيه والثقافيه وينبغي بذل جهود لتعزيز وتطوير العلاقات بين الجانبين وجعلها بالمستوي المطلوب . من جانبه اعتبر سفير تونس لدي طهران مولدي الساكري خلال هذا اللقاء منح حقوق الشعب الفلسطيني وعوده المهجرين وتاسيس دوله مستقله للفلسطينيين واعاده الاراضي المحتله الي اهلها بانها تشكل السبيل الوحيد لخلق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط . ودعا البلدان الاسلاميه لتقديم دعم قوي للبنان وفلسطين موء‌كدا اهميه قضيه فلسطين بالنسبه للعالم الاسلامي وانه دون حل هذه القضيه لا يمكن الوصول الي وضع مستقر . (المصدر: وكالة الأنباء الإيرانية إرنا بتاريخ 24 جويلية 2006) الرابط: http://www.irna.ir/ar/news/view/line-26/0607243439163159.htm


مأساة مساجين الرأي في تونس

الصحة و التغذية: شهادة السجين نجيب الفراتي

في بداية 1992 أصبت بفتق في مستوى أسفل البطن من الجهة اليسرى و رغم ترددي على أطباء مختلف السجون التي نقلت إليها فلم الق إلا المماطلة و التسويف و في الأثناء كبر الفتق تدريجيا و ظهر فتق جديد بالجهة اليمنى لأسفل البطن و كنت حينها في سجن الهوارب سنة 1992 و قد وعدني طبيب من القافلة الصحية التي زارت السجن بعرضي على جراح و لكن ذلك لم يتم إلا بعد مماطلة اظطرتني إلى الإضراب و عندها عرضت على جراح حدد موعد العملية في 7/1/1997 فانطلق مسلسل النقل التعسفية التي تسبق كل موعد فقد نقلت إلى سجن المنستير و لما حدد لي موعد جديد يوم 28فيفري نقلت مجددا إلى سجن تونس فقوبلت بتسويف جديد بل أن رئيس المصحة آنذاك الملازم أول نور الدين سمية, قال لي بالحرف الواحد:لا يمكن إخراجك إلى المستشفى إلا إذا بلغ الفتق درجة الخطورة تستدعي التدخل العاجل؟؟؟ و اثر التحركات التي قمت بها و مساعي عائلتي أجريت علي العملية في 25جوان1997 و تمت إعادتي إلى الزنزانة قبل مرور 24 ساعة على إجرائها
لحبيب امباركي سويسرا البريد الأكتروني:mbarkiha@yahoo.fr


 

الحق في الحكم والطمع في الحكم

مختار العيدودي تونس لماذا يصف عناصر الفريق الحاكم بتونس المعارضة بأنها طامعة  في الحكم وان كل تحركاتها تهدف إلى الحصول على الكراسي والمناصب والسلطة  والجاه ؟ أليس الحق في الحكم مشروعا للجميع دون استثناء أم أن من يحكم يريد الخلود في السلطة ويصف من يريد نزع الحكم منه بكونه طماعا انتهازيا ؟ إن عناصر الفريق الحاكم بتونس تعبد الكراسي والحكم والسلطة وتصف من يحاول منافستها بأبشع النعوت بهدف كسر إرادة المنافسين وزرع الضعف في نفوسهم كي لا تبقى لهم القوة النفسية في المطالبة بالحق في الحكم والحق في التداول على الحكم والحق على اقتسام السلطات . هل آن الرغبة في الحكم يعتبر طمعا أم حقا؟  أن الطرح مغلوط لهذه المسالة باعتبار أن كل النفوس السياسية تعشق الحكم والسلطة وهذا العشق هو ممارسة لحق مشروع لكل من يحمل بين طيات تفكيره مشروعا متوازنا للحكم والإدارة وعليه فان من يصفه بطمع وانتهازية يعتبر وصفا اعتباطيا وشخصيا غير قائم  على تحليل عقلاني  ومنطقي؟ أنا ارغب في الحكم وآنت ترغب في الحكم وهو يرغب في الحكم وهي ترغب في الحكم هذا كله آمر طبيعي وعادي ومشروع فكلنا نطمع في الحكم وهذا الطمع التلقائي موجود لدى مختلف أصناف البشر وهو طمع محمود إن بني على أسس وطروحات وتنظيرات وتنظيمات تتسم بالموضوعية والغاية منها خدمة المجموعة البشرية بأكملها فكل الأطراف الطامعة في الحكم ملزمة بطرح برنامج واضح المعالم أمام من يملك حق اختيار البرنامج الملائم وهنا يأتي دور الشعب والمواطنين ليقوموا بدورهم في الفرز والغربلة والتمحيص بين مختلف البرامج المطروحة التي تتنافس في أطار شفاف وموضوعي ؟  لماذا يخشى الفريق الحاكم بتونس هذا السيناريو الذي يتنافس فيه جميع الطامعين في الحكم والمتمسكين بحقهم  في الحكم ؟ لماذا يعمل الفريق الحاكم على تجنب أي حديث يكون محوره تنافس الجميع على السلطة والحكم ؟ لماذا يصاب عناصر الفريق الحاكم بالرعب حين يطرح موضوع حزب أو أحزاب سياسية دينية كانت آو غيرها بتونس؟ لماذا يفتعل عناصر الفريق الحاكم بتونس  الازمات الهامشية العابرة التي يتعلق موضوعها بكل شئ إلا بالتنافس على الحكم والسلطة ؟ لماذا يواصل الفريق الحاكم سياسة قمع المعارضة الفعلية بالسجن والاختطاف والترهيب والتهجير والاستقبال المشروط بإمضاء التزام بعدم ممارسة النشاط السياسي ؟ كل هذه الأسئلة تجول بخاطري ولااجد لها إلا جوابا واحدا وهو أن طمع عناصر الفريق الحاكم في السلطة والحكم ليس  طمعا موضوعيا  مبنيا  على برنامج يخدم كل المواطنين على حد السواء بل على العكس فهو طمع شخصي مبنى على الجشع والأنانية  والجهوية والاقصائية الهدف منه خدمة مصالح فئات دون أخرى والتملق لجهات أجنبية دون أخرى وهذه المواصفات تجعلنا نتساءل على مدى احترام عناصر الفريق الحاكم بتونس لمبادئ النظام الجمهوري الذي يقوم على احترام حق الجمهور في اختيار نوابه ورئيسه في عملية تنافسية نزيهة و جدية  بين كل الطامعين في الحكم سواء  كان طمعهم شخصيا أو موضوعيا ففي ذلك فليتنافس المتنافسون و لا أظن أن شعبنا ومواطنينا وجمهورنا على درجة من الغباء ليختاروا طامعا في الحكم ويترك من هو متمسك بالحق في الحكم لخدمة الجميع دون استثناء أو إقصاء . إن ما سبق بسطه يندرج في مسار حركة الأيدي والعقول النظيفة الداعمة للحرية والتحرر بتونس بما فيها حرية التمسك بالحق في الحكم. مختار العيدودي تونس 23جويلية2006


حركة راشد الغنوشي في ذكراها

د. أبو خولة (*)
احتفلت مؤخرا حركة النهضة الأصولية التونسية بذكري تأسيسها الـ 25 ، بتنظيم لقاء بالمركز الإسلامي بلندن. و قد استعمل  مؤسس الحركة وشيخها مدى الحياة، راشد الغنوشي، بهذه المناسبة « لهجة معتدلة » ، حيث أعلن أن الحركة « لم تعد تعتبر نفسها تحتكر الدين » على اعتبار أن الديمقراطية « ملك للعموم ». بل وصل به الأمر إلى حد التأكيد على أن الهدف الأساسي للحركة هو « إعادة الحريات من خلال عمل سلمى وشعبي » و من خلال « جبهة سياسية تعددية »، حسب ما ورد في مقال لمجلة « جون أفريك » بتاريخ 2 يوليو الماضي. لكن ترديد مثل هذه الاسطوانة المشروخة بخصوص « اعتدال الحركة الأصولية » لم يعد ينطلي على احد.
للتذكير، تم تخصيص أول ندوة صحفية عقدتها الحركة بعد إنشائها عام 1981 للتحامل على مجلة الأحوال الشخصية التونسية، التي مثلت الحجر الأساس لقاطرة الحداثة في هذا البلد (أنظر مقال العفيف الأخضر: الحداثة التونسية في عيدها الخميسين). وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحركة متطرفة اعتبرها المؤرخ الإسلامي التونسي الأستاذ محمد الطالبي حركة « طالبانية » و معتبرا الغنوشي « طالبانيا » لا أكثر ولا اقل (أنظر مقاله في أسبوعية جون أفريك بتاريخ 25/02/2005).
للتذكير، مؤسس الحركة وشيخها مدى الحياة – خريج مؤسسة فقه الإرهاب لما يسمى بكلية الشريعة بجامعة دمشق- له باع طويل في معاداة كل مظاهر الحداثة, بدءا من تنظيم النسل، أحد أهم عوامل تطور مستوى العيش في تونس خلال العقود الخمسة الماضية، الذي اعتبره « وأدا معاصرا ». كما سبق له أن قام بتكفير حكام عرب من أنور السادات إلى ياسر عرفات. وكأن هذا لا يكفي، اتهمت الحركة « الطالبانية » بعمليات إرهابية أكثرها شهرة  حرق حارس فرع تابع للحزب الحاكم بحي « باب سويقة » بمدينة تونس العاصمة، وهي الجريمة التي أدت إلى رد فعل قوي من طرف السلطة، ومثلت كارثة حقيقية لاتباع الحركة، بينما لاذ الغنوشي بالفرار -كعادته- للإقامة بين ظهراني أخيه حسن الترابي في الخرطوم، ومن ثم في لندن.
 من المؤكد أن « الشيخ » يدرك اليوم كل هذه الحقائق والتغييرات الطارئة على الساحتين التونسية والدولية، كما يدرك العزلة التي توجد فيها حركته. فزميله القيادي السابق عبد الفتاح مورو، سبق له و أن جمد عضويته في الحركة منذ جريمة باب سويقة. ومنظر الحركة صالح كركر تم طرده منها منذ سنوات. كما حدث أكثر من تصدع داخلي، بدليل ما صرح به أحد مسئولي الحركة السابقين، حبيب مكني، الذي قال  انه يأسف « لعدم قدرة الحركة على جلب المنخرطين الجدد بالعدد الكافي وباستفحال أزمة الانقسامات والتيارات المختلفة والصعوبات التي تعترضها لعقد جلسات فروعها، وكذلك فيما يخص إعداد مشروع سياسي خاص بها » (انظر مقال مجلة جون أفريك بتاريخ 2 يوليو 2006).
لقد أقنعت هذه الحقائق، بالإضافة للإفلاس الكامل و الشامل الذي منيت به التجارب الأصولية الأخرى من أفغانستان الطالبان إلى سودان حسن الترابي، بالإضافة لمسلخ حركة « الإنقاذ » الأصولية في الجارة الجزائر، الذي أدى إلى نحر 200 ألف مواطن و خسائر مادية تقدر بــ 30 مليار دولار، حسب تصريحات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الرأي العام ومعظم القيادات السياسية التونسية برفض مشروع  الحركة الطالباني. وهذا ما عبرت عنه منذ أشهر حركة التجديد التونسية و القوى اليسارية المتحالفة معها عندما أعلنت عن قطيعتها الكاملة مع التيار الأصولي مهما اختلفت مشاربه، نتيجة التناقض الأساسي بين برامج هذا الأخير  التكفيرية ومتطلبات المجتمعات العربية في الحداثة و التقدم. ونجزم ألا يكون هذا حدثا عرضيا و لا مقتصرا على تونس، بدليل أننا نرى بشائره في دول مثل المغرب، الأردن ومصر.
فلا عاقل يمكن أن يعول اليوم على مشروع سلفي جهادي ومتخلف، معاد للمرأة و غير المسلم و الحداثة و الديمقراطية و حقوق الإنسان و السلام بين الأمم و الشعوب. و سؤالنا هنا كيف تحترم « الدولة الإسلامية » كل هذا و قد سبق و أن حدد الغنوشي برنامجها « الطالباني » عندما اعتبر أن مهمتها ستكون  « منع الزواج بالفسقة والملحدين » و أعداء الإسلام عامة، بل لم يتورع عن الدعوة إلى شنق المفكرين الأحرار في الساحات العامة، كما سبق له وأن دعا إلى ذلك بخصوص العفيف الأخضر ورجاء بن سلامة. و الأرجح أن تزيد الكوارث الجديدة التي تسببت فيها حماس و حزب الله على رؤوس شعوب الشرق الأوسط، المدعومين -و بأي حرارة و بأي سفاق- من راشد الغنوشي، و من أعلى منبر قناة الجزيرة التي هو في واقع الأمر أحد « رؤساء تحريرها » الفعليين. بناء على هذه القناعة عند نخب المجتمعات العربية و صناع القرار، ستحصل بالتأكيد قطيعة كاملة بين قوى المجتمع المدني  و التيارات التكفيرية « الطالبانية »، مهما حاولت هذه الأخيرة الخداع و الالتفاف و التستر وراء الشعارات الفضفاضة بهدف تضليل العامة و من ثم الاستيلاء على الحكم. ففي الحالة التونسية، سوف يعني هذا العودة بالبلاد الحديثة قرونا إلى الوراء، بل إلى عصر « الخلافة الراشدة » كما سبق و أن كتب زعيم « الطالبانيين » التونسيين راشد الغنوشي (نفس المصدر السابق للاستاذ محمد الطالبي).
(*)بريد إلكتروني: llidc@hotmail.com . أبو خولة  


سيادته تعب كثيرا

توفيق رباحي (*) اذا كان من زمن يكشف بقوة تشابه القنوات التلفزيونية العربية التابعة للحكومات وانظمة الحكم حتي تصبح نسخة واحدة، فهو زمن الازمات والحروب. وهذه الايام نموذجا: من المغرب الاقصي الي البحرين واليمن: نشرات اخبار لا تحصي تبدأ جميعها بخبر تكرّم صاحب السمو او الفخامة او الجلالة (حسب الدولة ورغبة الحاكم بأمره) بأن امر بارسال مساعدات انسانية الي لبنان، او ان سيادته تعب كثيرا واجري اتصالات مع احد الرئيسين، ايميل لحود او فؤاد السنيورة (لسبب ما اغلب الاتصالات تتم مع السنيورة). حتي ان تونس7 رصّعت شاشتها بـ خبر عاجل احمر مضيئا علي طريقة الفضائيات الكبرى، لتبشّر بأن الرئيس بن علي أمر… بإرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان. مسرحية تجعلك تتصور المذيعين يشتغلون سكريتيرات عند رؤساء جمعيات خيرية يدفعون من مالهم الخاص، لا قادة دول يتبرعون من أموال شعبهم. (*) كاتب من اسرة القدس العربي toufik@alquds.co.uk (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 24 جويلية 2006)


 

 

استهداف لبنان ليس الا مواصلة للمشروع الأمريكي في المنطقة

 

الحسن رحيمي

 

               ليس من المستغرب اليوم على امبراطورية تواجدت في الاصل على انقاض الشعوب بسحق أغلبها وتشريد البقية للمناطق المجاورة أن تشجع وتساهم في الإستحواذ على خيرات ومقدرات الأمم والشعوب كما تفعل أمريكا اليوم.فتحت شعار ليس معي فهو ضدي تخوض الإمبريالية العالمية متمثلة أساسا في أمريكا حربا ضروسا من أجل بسط سيطرتها النهائية على شعوب العالم وخيراتهم متجاوزة كل الاعراف والمواثيق الدولية غير عابئة بما خلفته مطامحها الإستعمارية من خراب في العالم.

ولقد كان استهداف أبراجها في 11 سبتمبر 2001 الذريعة الكبرى التى تبرر بها امريكا حروبها التي خاضتها الى الآن فاستهدفت أفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف وخلفت وراءها ملايين المشردين وملايين الإصابات والعاهات وبشرت البقية بالديمقراطية والعيش الكريم، والمتابع للشأن الأفغاني ومطامح الإمبراطورية الجديدة يصبح من السهل عليه اكتشاف الأسباب الغير معلنة للحرب التي خاضتها امريكا بمباركة دولية ففي إطار بناء الإمبراطورية الامريكية وتمثيل دور شرطي العالم تعتبر أفغانستان منطقة استراتيجية مهمة في هذه المعادلة الامريكية فهي من ناحية تعتبر معبرمهم يطل على بحر قزوين وروسيا التي لا زالت تمثل معادلة مهمة للإمبريالية ومافيا المتاجرة في خيرات الشعوب ومستقبلها كما انها تمثل أيضا نقطة مراقبة مهمة على المارد الإقتصادي الصيني الذي بدا يتكون والذي سيمثل في المستقبل تهديدا للإقتصاد الامريكي وتوجهاته المتغلغلة في كل أنحاء العالم والمسيطر على أغلب توجهات الأمم السيايسة والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.

أما استهدافها للعراق فلم يشذ على القاعدة الأساسية للإمبريالية وطموحات أمريكا في المنطقة العربية فبعد ما شهده العراق من نهضة اقتصادية واجتماعية وعدم اعترافه بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية وتمسك االنظام العراقي بمشروعه القومي ورفضه فتح بلاده وخيرات شعبه للإمبريالية سعت أمريكا لإسقاط هذا النظام بكل الطرق فكان العدوان الهمجي في التسعينات والذي تمكن العراق من تجاوزه والحصار الجائر لمدة إثنى عشر سنة والإستهداف اليومي بالغارات على البنى التحتية و معامل الطحين والحليب وتحت ذريعة الديمقراطية وأسلحة الدمار الشامل استطاعت امريكا بمباركة الانظمة العربية احتلال العراق 09 أفريل 2003 وفرض ديمقراطية القنابل والتشريد والتعذيب الذي ينعم بها العراق اليوم وتنصيب حكومة ذكية أعلنت الولاء التام واللامشروط لــلأب الحنون راعي الديمقراطية وحقوق الإنسان كما فعلت جميع الأنظمة العربية من قبل والتى سلمت شعوبها للمطامح الأمريكية وأصبحت تحارب شعوبها بكل الاساليب للحفاظ على الإمتيازات التى قدمت لهم كالبقاء في السلطة ووضع اليد على ما تبقى في الاقطار التي يحكمونها بالحديد والنار ونهبه.

أما فلسطين فلن نسرد تاريخية الصراع العربي الصهيوني والاسباب الرئيسية لتوطين الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ولكن القضية الاساسية اليوم والتي لازالت تمثل شوكة في حلق أمريكا وربيبتها وهي المقاومة الشعبية التي ما هدأت منذ اغتصاب فلسطين واستسلام الانظمة العربية للأمر الواقع ولشعار العملية السياسية ومنطق السلام

 

الملغوم الذي فرضته امريكا عليهم من كام ديفيد وأوسلو وخارطة الطريق الى مشروع الشرق الاوسط الكبيرالمتمثل أساسا في نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان لما تمثلانه من تهديد للسلام في المنطقة اي للكيان الصهيوني وهو الكيان الوحيد الذي تستهدفه المقاومة العربية الشعبية وبالتالي فالمشروع الامريكي في المنطقة العربية بدا باحتلال العراق وتدمير كل بناه من اجل سلم اسرائيل والتى سبق واستهدفها النظام العراقي بالصواريخ في قلب تل أبيب وتلاها بالقرار 1559 و انسحاب الجيش السوري من لبنان ومحاولة نزع سلاح المقاومة بالجنوب اللبناني وذلك بتشكيل مجموعة من يعرفون ب14 آذارالناطق الرسمي باسم أمريكا ولتوجهاتها في لبنان وباستهداف لبنان وفلسطين اليوم عسكريا وبمباركة الأنظمة العربية التى لا حول وقوة لها الا بيانات الإستنكار والشجب وقمع المتظاهرين في جل الاقطارالعربية والتواطؤ على المقاومة العربية في كل من العراق ولبنان وفلسطين عبر وصفها بالإرهاب والوقوف صدا امام المساندة الشعبية للمقاومة عبر محاكمات وسجون بتهمة الإنضمام للمقاومة او التخطيط لذلك.ونفس هذه الانظمة التي باركت الإستعمار الإستيطاني في فلسطين تبارك اليوم الإحتلال الامريكي للعراق والعدوان الهمجي على فلسطين منذ وصول حماس للسلطة والتوغل الإسرائيلي في لبنان واستهداف المدنيين والبنى التحتية من مستشفيات ومطارات وجسورحفاظا على مكاسب وكراسي تدين بها للمقاومة الشعبية العربية التي طردت الإحتلال من الأرض العربية عبر منطق السلاح لا المهادنة والإستسلام وهنا يجدر التذكيرأن الإستعمار بكل اشكاله هو أولا وآخرا مجموعة مصالح واحتكارات وامتيازات اقتصادية استغلالية، تسخر من أجل المحافظة عليها كل الوسائل الممكنة ومن جملتها احتلال الارض وإقامة الحكومات الصورية التابعة ورشوة طبقات من الشعب الذي تنهب مصاله واشراكها في بعض فضلات هذه المصالح وهذه القاعدة الإستعمارية أفرزت طبقة عميلة للإمبريالية استحوذت على خيرات شعوبها وتقف ضد كل مشروع مقاومة وهذا ما يفسر استهداف الانظمة العربية للمقاومة وطبقة مستغلة لا تملك سوى سلاح المقاومة من اجل استرداد الحقوق والارض وهذه الطبقة تمثل السواد الأعظم من الشعب إن لم نقل أصبحت هى الشعب وما على هذه الطبقة الا تبني النضال والمقاومة واستنزاف الإستعماروآلته ونشر روح المقاومة والصمود وتحارب روح الإستسلام فالتاريخ أثبت ان لا يقاء للإستعمار مع انتفاضة الشعوب وهذا ما تعييه كل القوى الإستعمارية ومن بينها أمريكا وحربها من اجل نزع السلاح وفرض منطق العملية السياسية ليس الا تخوفا من ثورة الشعوب واستردادها لحقوقها واراضيها المغتصبة وأولها استرداد فلسطين من الكيان الغاصب ،فلا خوف على أمة ترفع السلاح.

 


تعميم ثقافة الهزيمة هو هدف العدوان على لبنان

الحبيب أبو وليد المكني

     تعرضت في المقال السابق الذي جعلت له عنوانا « حزب الله يخوض معركة الأمة .. أين هي الأمة الآن من المعركة » وهي عبارة جاءت في البيان المسجل الذين  الأمين   العام  لحزب الله إلى هذه الأمة . أردت فيه التنبيه إلى ضرورة القطع مع الأسلوب التقليدي الذي يتبعه  الخطاب العربي زمن المعارك و الذي ينقطع عن حقيقة الأوضاع و يستغرق في المبالغة في تقدير المواقف العسكرية و تقديم الوعود التي تبشر بالنصر على العدو ليكتشف الناس بعد أيام وجيزة في كل مرة أن الواقع خلاف ذلك و إن الأمة قد منيت بهزيمة جديدة ، ثم لتنطلق نفس الأصوات و الأقلام في ممارسة خطاب جلد الذات ، و نشر ثقافة الهزيمة بعودتها إلى  الأسباب و المسببات ،      فعلت ذلك لأننا ندرك جميعا أن الأمة بما هي عليه الآن ليست مؤهلة لخوض  معارك مصيرية و بالتالي فمن العبث أن يدخل البعض من قوى المقاومة في معارك من هذا الحجم  و ينتظر من هذه الأمة أن تقف بكل إمكانياتها معه فذلك هو اقرب للأمل الذي يفتقر إلى شروط التحقق مجتمعة إلا أن يكون نصرا من الله خارقا للنواميس و الأقدار التي جعلها في الكون وهذا موضوع آخر لا يملك أحدا وضعه ضمن دائرة التحليل و الاستنتاج … أردت أن ألتزم فيما أكتبه  بالمنطق الداخلي للتحليل  الذي نطرحه على أمتنا باستمرار و القاضي بأن الأمة لا يمكن أن تنتصر على أعدائها وهي خاضعة لأنظمة استبدادية فاقدة للشرعية الانتخابية و مرتبطة في قرارها بالدوائر الاستعمارية إلى ما تبقى من هذا الطرح الذي لسنا اليوم في معرض الحديث عنه  … و بمتابعتي لأحد الحوارات الدائرة بين ممثلي الفريقين الذين تعرضت لهما في مقالي السابق أكد لي مصداقية التحليل الذي  قمت به و لكنه كذلك حفزني إلى تناول الموضوع من جديد في ضوء محتوى الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة مع السيد حسن نصر لله و بثته كاملا  في الساعات الأولى من يوم 21ــ 7 ــ 2006 م .

ملخص الحوار بين الدكتورين  أحمد القديدي  و محمد عبدلله آل الزلفة.     الحوار أجرته قناة المستقلة و يمكن سماعه الآن على موقع  الوسط التونسية و نستسمج  في تلخيص ما يعنينا منه  كالآتي دون أن يغني ذلك عن سماع الحوار كاملا .       يركز الدكتور أحمد القديدي مداخلته على موضوع تحرير الأسرى و يرى أن لا إمكانية لذلك  إلا بمثل ما فعله حزب الله و حماس من أسر الجنود الثلاثة  و يؤكد على أن ما يجري من حرب اليوم هو عودة للوضع الطبيعي ــ مقاومة في مواجهة احتلال ـ بعد أن فشلت خيارات التسوية السلمية التي لم تخدم إلا إسرائيل بإخراج الدول العربية الواحدة تلو الأخرى من المعركة و التوقف عن الإعداد العسكري اللازم و رهن مكتسبات التنمية فيها للقرار الدولي المعادي  الذي أطلقت يده في بلداننا ليفعل فيها ما يشاء …         الدكتور عبد الله آل الزلفة عضو مجلس الشورى السعودي يعتبر أن المقاومة قد دخلت في مغامرة غير محسوبة العواقب ،و يؤكد على ضرورة الإعداد أولا للمعركة على مستوى إعادة تشكيل العقل العربي و بناء القدرات الاقتصادية و السياسية و العسكرية و بعدها تستطيع استخدام القوة لحل مشاكلها المتراكمة  ، ويضيف أن المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله تعمل ضمن ما أسماه  » بأجندا » خارجية لها علاقة بدولة إيران التي تريد أن تفتت المنطقة و تسيطر عليها و توظفها في تحقيق مصلحة سياستها النووية و الاستعمارية …       و يتهم  الد .القديدي محاوره بأنه لا يقدم حلا لمشكلة الأسرى و يريد تأبيد مشكلة الاحتلال وترك الأسرى بدون حل و القضية قد مر عليها الآن أزيد من نصف قرن و لا يمكن أن تنتظر إلى ما نهاية ، ويرى أن الحديث عن دور إيران المشبوه في المنطقة اليوم هو إثارة للنعرات الطائفية و يفتح باب الفتنة التي هي أشد من القتل و أنه يرفض البحث فيه في هذه اللحظة الزمنية الحاسمة لكنه يضيف أنه على خلاف مع المواقف المطروحة التي تساوي بين ما تسميه بالخطرين الإيراني و الإسرائيلي و يرى أن إيران في النهاية لا يمكن أن تكون إلا عمقا استراتيجيا للعرب في صراعهم مع إسرائيل و حلفائها بل لعلها طرف أساسي في هذا الصراع …      و في المقابل ظل الد . آل الزلفة يردد دعوته إلى إعادة تشكيل العقل العربي بما يجعله يتخلص من النزعة الخطابية بما هي خلط بين السياسة و الشعر و الأدب و إثارة العواطف ، و من ثم العمل على بناء عقلانية عربية تستند إلى مفردات الواقع و موازين القوى و تأخذ مواقفها على أساس المنطق و الحفاظ على المصالح الحيوية للأمة و ارتباطاتها الدولية و بالتالي الوصول إلى اتخاذ القارات البعيدة عن المغامرات التي جُربت فخَرّبت … و للإشارة  فقط فقد عمد كلاهما إلى الاستناد إلى الدروس المستخلصة من تاريخ مقاومة الشعوب في الجزائر وتونس و …و فيتنام و بعض المواقف التي اتخذها بعض الزعماء مثل  الملك عبد العزيز والملك فيصل من آل سعود و الحبيب بورقيبة ، و ذهب كل منهما أن تلك الشواهد  تؤيد رأيه … هذا بإيجاز شديد محتوى الحوار الذي يمثل نموذجا في مضمونه للسجال الدائر بين النخب العربية اليوم  و الذي سننظر فيه على ضوء معالم الخطاب الذي عبر عنه  زعيم حزب الله و أكد عليه رئيس حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية  إسماعيل هنية في خطبة ألقاها في نفس اليوم .

2 ــ معالم خطاب المقاومة بشقيها الفلسطيني و اللبناني ترفض المقاومة التحاليل التي تتناول الحرب الدائرة هذه الأيام في الأراضي الفلسطينية و اللبنانية  باعتبارها قد اندلعت بسبب خطف الجنود الثلاثة بل هي في نظرها قد بدأت قبل ذلك بوقت طويل و أخذت أشكالا متعددة  في مقدمتها الخطوات المتسارعة التي تنفذ بها إسرائيل مخططها الرامي لخلق واقع على الأرض يقضي للابد عن إمكانية استرداد القدس و الضفة الغربية و  إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها إضافة لقطاع غزة ، فما يجري من بناء الجدار العنصري و التوسع في المستوطنات و إعلان ضم غور الأردن و قطع أوصال مدينة القدس الشرقية ، و ما حصل من تدمير  لمعظم مقرات السيادة للسلطة الفلسطينية و ضلوع في قتل الزعيم ياسر عرفات كله قرارات حرب من جانب واحد غرضها تحقيق الانتصار النهائي على الأمة وفرض الاستسلام عليها حتى وهي تقبل بالرجوع إلى ما قبل حرب يونيو 1967م … هذا بعض ما يتعلق بالجانب الفلسطيني أما في لبنان فإن الحرب هناك تجري عن طريق صناعة المؤامرات التي تدار مباشرة من الإدارة الأمريكية و تسعى إلى التحكم في القرار اللبناني للوصول إلى خنق المقاومة التي يمثلها حزب الله بما في ذلك استصدار القرارات الدولية القاضية بإخراج سوريا من لبنان و تسليم المقاومة لسلاحها و حتى غزو العراق و الإصرار على منع إيران من امتلاك التقنية النووية و العمل على حصار سورية  و فرض الوصاية على الدول العربية الأخرى شرقا و غربا … الهدف كما أصبح واضحا هو كسر شوكة المقاومة بل أكثر من ذلك بكثير وهو التيئيس من فكر الممانعة و الصمود و التحرر و الاستقلالية و حفظ الكرامة ، ولما فشل ذلك كله في تركيع المقاومة  بعد أن نجح حزب الله في ترتيب الساحة اللبنانية بما يحفظ له سلاحه و يحقق للبنان قدرا من استقلالية القرار لا نجده عند كثير من الأقطار العربية الأكبر حجما و الأوفر مالا . و بعد أن حققت حركة حماس انتصار انتخابيا تولت بمقتضاه السلطة لم يعد للمحور المعادي من وسيلة لتحقيق أهدافه إلا شن الحرب المفتوحة بهدف تدمير مقومات الحياة في الأراضي الفلسطينية و فرض الاستسلام و تدمير لبنان و تحميل ذلك لحزب الله بما قد يؤدي إلى فتنة طائفية و إخراجه من المنافسة الاقتصادية الإقليمية .  الهدف إذن هو كسر إرادة التحدي و المقاومة ، القضاْء على ثقافة الصمود و الاستشهاد  ، فرض الاستسلام التام و تعميم ثقافة الهزيمة و فتح المنطقة بأكملها لتطبيق مخططات التفتيت و تنفيذ سياسة  » الفوضى البناءة » …ضمن ما يعرف بخطة الشرق الأوسط الكبير .
3 ــ لأننا في معركة الصمود و ليس التحرير تسقط حجج العقلانية العربية   فهذه الحرب التي تشن اليوم على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية و لبنان ،   تستهدف استكمال تركيع ما تبقى من القوى التي أظهرت بأسا في الصمود و المقاومة في البداية ثم انتقلت إلى القيام بعمليات عسكرية بالغة الدقة و الحرفية وهي أعمال ظن العدو أنها يحتكر تقنيتها ليحتفظ بتفوقه في المنطقة ، و جعلته يشعر بعمق الجرح الذي سببته له إلى درجة أنه أعلنها حربا شاملة يسترجع فيها ثقته في نفسه . و هكذا نتبين أن المقاومة اليوم ليست في موقع الجهاد من أجل التحرير و لكنها تصارع من اجل الدفاع عن ثقافة الصمود و الشرف و الكرامة و رفض الاستسلام  ، وقد تكون بعملياتها الأخيرة قد عجلت في اتخاذ قرار إعلان الحرب ، إلا أن القرار في جد ذاته كان قد أُتخذ قبل مدة وبقي أن يبحث عن ذريعة لوضعه موضع التنفيذ . و بالتالي فالحوارات الدائرة بين الفرقاء من النخب العربية تبدو في أغلب الحالات ليست في محلها . لأن المقاومة لا تتوهم أنها قادرة في الظروف التي تمر بها الأمة في هذه المرحلة أنها قادرة على إنجاز مهمة التحرير  حتى يطالبها العقلانيون بتجنب المغامرات الغير محسوبة و انتظار استكمال شروط النصر . و لأننا اليوم لسنا في معرض الحوار حول من يملك قرار السلم و الحرب بل الأمر يتعلق بحرب مفتوحة تشن علينا بمختلف الأشكال  حتى نتخلى عن هويتنا و ثقافتنا وحقوقنا… و  نقبل بموقع مذل بين الأمم في زمن العولمة المتوحشة ، أما القدرات العلمية و التقنية و المعرفية التي يدعو العقلانيون من بيننا لإعدادها قبل الدخول في المعارك المصيرية  فإنه لن يسمح بها إلا بشرط أن تصبح في  النهاية من مصلحة سادة العالم و أصحاب القرار فيه ( الهجرة) ، و السياسة الدولية المتبعة مع الأقطار العربية و الإسلامية  منذ حرب الكويت لا تقتصر فقط على حرماننا من تكنولوجيا العصر بل التدخل أيضا بإعلان الحروب و التهديد بها إن توصلنا نحن بقدراتنا الذاتية من امتلاكها( الملف النووي الإيراني) .   و إن صدقت رؤية قوى المقاومة والصمود و هذا بطبيعة الحال سيتبين في المستقبل القريب  عندما تتهيأ الظروف للقيام بالتحاليل الهادئة فإن هذه المعركة في  لبنان و الأراضي الفلسطينية هي من نوع المعارك التي تحتاج فيها الأمة فقط إلى إثبات قدرتها على الصمود و رفض الاستسلام لتحقق فيها النصر و إن لم تفعل ـ لا قدر الله ـ فلن يعود هناك معارك مصيرية تتطلب شرط النجاح في إعادة تشكيل العقول  و تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و إنما سيفتح الباب على مصراعيه لتنفيذ الخطط المشبوهة و يتواصل  مسلسل الانهيار و التبعية و الخضوع إلى أجل بعيد …

 

بسم الله الرحمان  الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في 24/07/2006
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية المحافظة على تراث الزعيم للحبيب بورقيبة

الحلقة الثالثة و الأخيرة تحية من الأعماق للمقاومة الإسلامية لحزب الله في لبنان و  الشرف الذي نالنا بفضل جهادها

إنّ المقاومة الإسلامية لحزب الله بلبنان أثلجت صدورنا و رفعت رؤوسنا عالية وأدخلت علينا السرور و البهجة وأعادت إلينا الكرامة و الشهامة العربية الإسلامية  التي سلبت منا منذ ربع قرن و منذ حرب 1982 الذي كان  فيه النصر لحزب الله و المقاومة الإسلامية و الهزيمة لجيش العدو الإسرائيلي هزيمة لن تنسى و  لن تمحى من ذاكرة العدو الصهيوني على مر السنين  
مواقف مشرفة للغاية
إنّ المتتبع اليوم للحوارات التلفزية و خاصة بقناتي الجزيرة و العربية يدرك أهمية الحوار و لذة و طعم  الحرية  الإعلامية.
و يدرك وضوح الرؤية و أسلوب الحوار الحر و الصراحة و الشجاعة بسواء من طرف الصحفي القدير على إدارة  الحوار أو الضيف و  المسؤول المدعو للحوار. و شكرا  لقناة  الجزيرة بالخصوص التي  لعبت دور هام في هذه الأيام  لا مثيل له دور الإعلام المسؤول الهادف الشجاع لإبراز الحقائق و توضيح الأمور و كشف نوايا العدو الإسرائيلي  وأنصاره المنحازين  سواء من الغرب و في المقدمة أمريكا و بريطانية و بعض القادة العرب مع  الأسف الشديد و المرارة القاسية و في المقابل هناك رجال أشاوس شجعان كرماء يقولون كلمة  الحق و لا يخافون لومة لائم و لا يخشون بطش العدو و لا مكر أمريكا
قال الله تعالى :  و  يمكرون و  يمكر الله و الله خير الماكرين صدق الله العظيم
رجال أمثال وئام  وهاب الدرزي و شارل أيوب المسيحي و عون  و غيرهم 
وقفوا وقفة الجدّ و الشهامة و  الكرامة و دافعوا بكل بسالة و حماس و عفوية و بكل إخلاص و صدق على مواقف حزب الله و أشادو بالمقاومة الإسلامية و نوهوا بها و شجعوها ووضحوا حقائق و مزايا المقاومة الإسلامية و إعترفوا بكل أمانة أنّ شرف لبنان و كرامة  لبنان يكمن في المحافظة  على المقاومة الإسلامية لحزب الله واشادو بخصال الزعيم القائد الصبور سماحة الشيخ حسن نصر الله نصره الله نصره الله. تلك هي شهادتهم الصريحة لم نسمعها مع الأسف الشديد من قادة العرب بل العكس سمعنا كلام  يحبط العزائم و يفشل ضعاف الإيمان و يشكك المتخاذلين  و ربما يخدم  مصالح اليهود الأكثر من العرب و  المسلمين لست أدري لماذا هذا الخوف و لماذا هذا الصمت الرهيب من عدد  هام  من قادتنا ….الخوف و الصمت و الراس المنكوس و الانبطاح الواضح أين  أبواق مصر أين  مواقف قادة مصر أين أبواق ليبيا و خطب قائد ليبيا الرنانة اين العرب أين المواقف…

قال الله تعالي : فأصبروا  حتى يحكم  الله بيننا و  هو خير الحاكمين صدق الله  العظيم

أقترح أن يكون الخميس الثاني من رجب 1427 هجري يوم  حداد عام
في كامل الدول العربية حداد على الشهداء الذين سقطوا في الايام الأخيرة من جراء الحرب المعلنة من  طرف العدو الإسرائيلي على لبنان الشقيق الجريح وأن يتضامن العرب على الاقل في مشاعر الحزن و المواسات في الضراء .

قال الله تعالى : على الله توكلنا ربنا افتح بيننا و  بين  قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين صدق  الله العظيم

واقترح أن يكون يوم الجمعة 3 رجب الأصم يوم صلاة الغائب في كل مساجدنا
 و جوامعنا في المشرق و المغرب ترحما على أرواح شهداء الغدر الإسرائيلي بلبنان و فلسطين  و العراق. و يكون يوم  تضامن بين  الأمة العربية الإسلامية حتى يشعر العدو البغيض إنّ الأمة العربية مازال فيها عرق ينبض و شهامة و كرامة  و روح معنوية صادقة و تضامن إسلامي و شعور وطني و ديني بأنّ العدو واحد

قال الله تعالى :  فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين. سورة الانعام صدق الله العظيم

أتركو الشعوب تعبّر و تدافع
لا نريد من  القادة  إلا الشىء القليل من التضحية و الشجاعة إذا  خفتم على الكراسي و المناصب و البقاء مدة اخرى و العلم لله و الآجال لا يعلمها إلا الله .

قال الله تعالى:  قال موسى لقومه إستعينوا بالله و أصبروا إنّ الأرض لله يورثها من  يشاء من  عباده و العاقبة للمتقين. صدق الله العظيم.

نرجو من  قادتنا الأفاضل أن  يتركو لنا حرية التعبير و حرية الكتابة و حرية تنظيم المسيرات للتنديد بالعدوان الغاشم البغيض الإسرائيلي. وإن لزم الأمر بالمشاركة بالمال و بالتطوع بالنفس و النفيس هذا ما نطلبه من  قادتنا على الأقل حرية التصرف و التعبير و  المشاركة  بالمال.

قال الله تعالى :  إنّ  الذين آمنوا و الذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله أولائك يرجون رحمة الله و الله غفور رحيم. صدق الله العظيم

عقاب الله عاجلا و آجلا لأعداء الإسلام
سبحان الله العظيم كل من ظلم و قهر الناس و تعدى على الحرمات و  المقدسات و المشاعر الإسلامية و تهكمّ على القرآن الكريم و على رسول الله صلى الله عليه و سلم و قتل الناس ظلما و عدوانا و بهتانا مثل ما فعل شارون في صبرا و شتيلا عام 1982 و كان جزائه من الله الموت أربا أربا أربا في سكرات الموت و العذاب في الدنيا و العار و الخزي و العذاب في في نار جهنم غدا إن شاء الله وآية  أخرى في تعذيب بوش الأكبر الذي كان سببا في حرب العراق الأولى عام 1991و اشعل فتيلها هو الآخر اليوم يعذب و هو مشلولا في كرسيه و العاقبة  للبقية التي طغت و تجبرت و ظلمت و تهكمت على الإسلام
و المسلمين و دعت لمحاربة كل الشرفاء المقاومين و إعتبرت المقاومة الشريفة إرهاب لا حول و لا قوة إلا بالله …
و مع الأسف هذه الرواية المغرضة ضد الإسلام و المسلمين صدقها بعض القادة العرب و راحوا يروجون لها و يتلذذون معانيها و يتسلون بها و هي كلمة حق اريد بها باطل
المقاومة و الجهاد أصبح إرهابا عندهم و الخونة و المتخاذلين أصدقاء و حلفاء و نزهاء إنقلبت المفاهيم و تغيرت القيم و عقاب الله آت لا ريب فيه و ما جناه فرعون و النمرود و عاد و ثمود و أصحاب الرسّ و شارون و بوش هو وارد لكل الطاغين و فراعين اليوم .

قال الله تعالى : إنّ ربك لا بالمرصاد . صدق الله العظيم

 

وإنّ 86 بالمائة  من  الأمريكان حسب إستطلاع الرأي لـ116 خبيرا أمريكيا الحرب على الإرهاب تتجه إلى هزيمة واشنطن حسبما نشرته اليوم الصباح الأسبوعي في ركن حول العالم الإثنين 24/07/2006 و عدد الخبراء بين الجمهوريين و الديمقراطيين في أمريكا 116 خبيرا .

قال الله تعالى : و شهد شاهد من  أهلها  صدق الله العظيم .

ختاما تحية إكبار و إعجاب و تقدير لرجال المقاومة الإسلامية لحزب الله و للقائد البطل الشيخ حسن  نصر الله قائد الأمة العربية جمعاء والي الجيش اللبناني و كل الشعب اللبناني الذي وقف وقفة الرجل الواحد لدحض عدو الله و عدو الأمة  الإسلامية من  عهد رسولنا صلى الله عليه و سلم إلى يوم يبعثون .

قال الله تعالى :  ولتجدّنا أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا. صدق الله العظيم

                                              محمد العروسي الهاني                 مناضل دستوري تونسي كاتب عام جمعية المحافظة على التراث البورقيبي     

 


مصير حزب الله..

السم الذي لا يميتني يزيدني قوة

محمد مورو (*)

 

العدوان الصهيوني واسع النطاق على لبنان، يستهدف بالدرجة الأولى تصفية حزب الله… وهو هدف إسرائيلي تقليدي، وهدف أميركي كذلك، ولكن هناك أيضاً مستجدات في هذا الصدد.

 

الطريقة التي تقوم بها إسرائيل بتنفيذ العدوان المسمى « الثمن الرادع » تؤشر إلى الهدف المرجو منه.

 

حرب مبيتة

 

الضربات الأساسية موجهة إلى المدنيين، بل إنه تم تنفيذ مذبحة في سكان قرية مروحين عند محاولتهم الخروج منها، وذلك بدون أي خطأ في الرصد الصهيوني أو أي مبرر عسكري.

 

ونلاحظ هنا أن العملية التي نفذها حزب الله « الوعد الصادق » كانت ضد دورية عسكرية صهيونية، وراح ضحيتها قتلى وأسرى من الجنود الصهاينة لا من المدنيين الإسرائيليين رغم اعترافنا طبعاً بعدم وجود مدنيين في إسرائيل، لأنها بمثابة معسكر وكل من يقيم عليها مغتصب لحق الآخرين.

 

المهم أنه بكل المقاييس حتى الإسرائيلية فإن ما قام به حزب الله في عملية الوعد الصادق كان ضد هدف عسكري، ومن قبل أقرت وزيرة الخارجية الصهيونية الحالية بأن استهداف المدنيين الإسرائيليين هو المرفوض، أما استهداف العسكريين الصهيونيين فهو مبرر.

 

وأياً كانت دوافع هذا التصريح من وزيرة الخارجية الإسرائيلية فإنه مقياس صهيوني يبرر العمل ضد العسكريين الصهاينة، أي أن عملية الوعد الصادق كانت مبررة من وجهة النظر الدولية والشرعية والإسرائيلية ذاتها.

 

ومن ثم فإن رد الفعل الواسع النطاق، واستهداف المدنيين بصورة متعمدة يعني أن هناك هدفا من وراء ذلك هو تحريض الشعب اللبناني على المقاومة، ويدخل في هذا الإطار ضرب مرافق المياه والكهرباء والطرق والكباري والجسور.

 

إنها رسالة إلى الداخل اللبناني لتكوين حصان طروادة لبنانيا أو إعطاء هذا الحصان الموجود أصلاً المبررات من مثل أن قرار التصعيد يجب ألا يكون لحزب الله وحده، لأنه يمس لبنان كله ولبنان كله يدفع الثمن.

 

ومن مثل أن أسر جنديين إسرائيليين حتى ولو كان معناه الإفراج عن أسرى لبنانيين في عملية تبادل لا يستحق هذا الثمن الباهظ الذي يدفعه لبنان، بل ويصل هؤلاء إلى حد القول إن الأسرى اللبنانيين ليسوا بالضرورة أعز على لبنان من القتلى الذين سقطوا في العدوان الصهيوني وهو قول منافق ومراوغ طبعا.

 

ومن مثل أن ما يفعله حزب الله يدمر الموسم السياحي، ويضر لبنان اقتصادياً وأنه حتى لو كان يضر إسرائيل بالمثل، فإن الاقتصاد الإسرائيلي أقوى من الاقتصاد اللبناني المنهك والمدين بنحو 40 مليار دولار وأن هناك سلطتين في لبنان ويجب إنهاء هذا الوضع، ويجب في النهاية نزع سلاح حزب الله.

 

استهدف الضرب الصهيوني أيضاً مكاتب حزب الله ومرافقه والمراكز التابعة له، والضاحية الجنوبية في بيروت وأيضاً استهدف الضرب الموانئ والمطار وكل الطرق المؤدية إلى سوريا، لمنع أي مساعدات عسكرية أو اقتصادية إيرانية أو سورية عبر سوريا، أي حصار حزب الله تمهيداً لتصفيته.

 

وبديهي أن حجم عملية الثمن الرادع لا تتلاءم مع عملية « الوعد الصادق » لأن الانتقام للعسكريين الصهاينة من قتلى وأسرى لا يكون بضرب المدنيين والمرافق.

 

أما محاولة فك أسر الجنديين الإسرائيليين المأسورين فلن يكون بهذه الطريقة، يكون مثلاً بجمع معلومات عن المكان المحتجزين فيه، ومن ثم القيام بعملية نوعية لتحريرهما.

 

وعموماً فإن عمليات خطف الجنود الصهاينة ليست جديدة، وتمت العشرات منها على يد المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وكان يتم التفاوض، وإطلاق سراح أسرى ومسجونين عرب وفلسطينيين في المقابل أو تنفيذ عملية محدودة ضد الخلية التي قامت بعملية الخطف مثلا.

 

توقيت مناسب

 

وهكذا فنحن أمام عملية لها أهداف أكبر من مجرد رد الفعل على عملية الوعد الصادق، إننا أمام محاولة واضحة للقضاء على حزب الله، وقد تم تجهيز المسرح لذلك.

 

فهناك القرار 1559، وهناك التباطؤ من مجلس الأمن، وهناك دعم وتنسيق مسبق من أميركا، بل هناك نوع من النقد لحزب الله تم على يد دول مثل روسيا أو دول أوروبية بل حتى دول عربية كبيرة اتهمت حزب الله بأن مغامراته تضر بشعوب المنطقة.

 

وهناك الداخل اللبناني المعقد، العداء التاريخي بين حزب الله والقطاع الانعزالي من الموارنة، أو قل العمالة التقليدية لهذا القطاع لإسرائيل وأميركا، باستثناء التيار الوطني الحر بقيادة ميشيل عون.

 

وهناك الموقف المتردي بين وليد جنبلاط وسوريا الذي يصب في النهاية في خانة العداء لحزب الله، وطلب نزع سلاحه باعتباره أكبر حلفاء سوريا.

 

وهناك تيار الحريري والعداء مع سوريا إضافة إلى المصالح التي يرتبط بها هذا التيار إقليمياً ودولياً، وهناك الخطأ التاريخي الذي وقع فيه شيعة العراق وعمالتهم ودعمهم للاحتلال الأميركي، ومواقف إيران المراوغة والمترددة، وأحياناً الطائفية والسُنية في الموضوعين الأفغاني والعراقي.

 

كل هذا يصرف القطاع الوطني -وهو الأصل- في سُنة لبنان عن حزب الله باعتباره حزباً شيعياً ومن ثم فإن المسرح تم تجهيزه لبنانياً وعربياً ودولياً للقضاء على حزب الله وتنفيذ القرار 1559 بنزع سلاح حزب الله، على يد الجيش الإسرائيلي.

 

هذا مجرد سيناريو أعدته إسرائيل وأميركا وحلفاؤهما في لبنان والمنطقة، ولكن الأمور لا تدور بهذه الطريقة لأن الطرف الآخر لن يقف مكتوف الأيدي، وإرادة أميركا وإسرائيل ليست قدرا مقدورا.

 

ومن ثم فإنني أعتقد أن حزب الله كان يدرك أن استهدافه قادم لا محالة فقرر اختيار الزمان والمكان لجر إسرائيل إلى المعركة، فاختار توقيتاً ممتازا كانت فيه إسرائيل تضرب بلا هوادة في غزة، وتحاصر الشعب الفلسطيني وتقتل وتذبح وتدمر الطرق والجسور والمرافق.

 

ولما عجزت الدول العربية أو حتى الحركات السياسية عن فعل شيء للشعب الفلسطيني أو حماس، قامت قوات حزب الله بالهجوم على دورية صهيونية وقتلت وأسرت جنودا صهاينة في عملية ناجحة تضاف إلى السجل الرائع لحزب الله.

 

ومن ثم فقد أعادت العزة والثقة إلى الإنسان العربي، وأعطت رسالة أيضاً أن حزب الله هو القوة الوحيدة العربية التي فعلت شيئاً من أجل الفلسطينيين، وهذا بالطبع يعيد إليها شيئاً من المشروعية الشعبية التي فقدتها بسبب مواقف شيعة العراق.

 

وكانت دوائر التخطيط في حزب الله تدرك أن إسرائيل لن تستطيع أن تصمت أمام شعبها على هذه الإهانة التي لحقت بالعسكرية الصهيونية في عملية الوعد الصادق، خاصة أنها جاءت بعد عملية أكثر روعة نفذتها حركات المقاومة في فلسطين هي عملية « الوهم المتبدد » التي تم فيها حفر نفق تحت أقدام الجيش الصهيوني، والوصول إلى موقع عسكري صهيوني في كفر سالم وتنفيذ معركة عسكرية رائعة انتهت بقتل جنود صهاينة وأسر جندي آخر جلعاد شاليت والعودة به.

 

ومن ثم فإن سكوت إسرائيل يعني ضياع أي إحساس بالأمان لدى الشعب الصهيوني بعد أن فقد الاطمئنان إلى ذراعه العسكرية، أي أن العدوان على لبنان كان أمراً حتمياً، وهذا يفيد حزب الله لأنه يجيء في الوقت المناسب له.

 

فالشارع العربي والإسلامي المستفز تماماً من العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، لن يجعل أحداً من الحكومات أو القوى في قدرة على الوقوف بقوة ضد حزب الله في لبنان أو خارجه.

 

ثم إن الضغط الأميركي والصهيوني على سوريا، إلى درجة تحليق طائرات إسرائيلية فوق القصر الرئاسي في دمشق يجعل قيام حزب الله بالعمل في ذلك الوقت يحظى بتحريض سوري أو رضا سوري ومن ثم دعم سوري.

 

وكذا الملف النووي الإيراني وتهديد أميركا باللجوء إلى مجلس الأمن في هذا الصدد، يجعل تحرك حزب الله هنا نوعاً من الرسالة إلى الأميركان بأن للإيرانيين ورقة قوية جداً تسمى حزب الله يمكنها العمل ضد إسرائيل وربما أميركا إذا لزم الأمر.

 

وهكذا فإن العملية تحظى بالتحريض الإيراني أو الرضا على الأقل ومن ثم الدعم المطلوب، وخاصة على مستوى الصواريخ متوسطة المدى أو الكاتيوشا أو أي دعم يحدده حزب الله.

 

وعملية الوعد الصادق ذاتها بما فيها من أسر جنديين إسرائيليين وإمكان مبادلتهما مع أسرى لبنانيين سيضغط بدوره شعبياً في لبنان لصالح حزب الله وخاصة عند الدروز « سمير القنطار لبناني درزي مثلا » واستهداف إسرائيل عموما يرضي السُنة تقليديا، فما بالك إذا كان ذلك دفاعا عن حكومة حماس.

 

حزب الله إذن كان يدرك أن لديه الكثير من الأوراق وهو بالطبع كان مستعدا لتلك الحرب، فأمكنه توجيه الصواريخ إلى المدن الصهيونية في الجليل ونهاريا وحيفا، وإظهار قدرته على الوصول إلى كل مكان في إسرائيل، وقتل وجرح إسرائيليين وبث شعور إسرائيلي كامل بعدم الأمان وهي قوة ردع لن تستطيع إسرائيل تحملها طويلا.

 

وهذا يعني أن تقديرات حزب الله كانت تقول إن بإمكاننا الصمود، وإن العدوان سينتهي حتماً ومن ثم نكون قد أجهضنا مخطط التصفية مبكراً وفي الوقت الملائم لنا، واستعدنا مشروعيتنا الثورية في الشارع العربي والإسلامي واللبناني بعد أن شوهتها مواقف شيعة العراق.

 

السم الذي لا يقتلني يزيدني قوة

 

وإذا ما انتهى العدوان بدون تصفية حزب الله فهذا يعني أن كثيراً من القوى ستغير موقفها من نزع سلاح حزب الله، لأن إسرائيل ذاتها مع مباركة دولية وأميركية وعربية –بدرجات مختلفة– لم تنجح في ذلك، إذاً فإن هذا الأمر صار غير متاح لسنوات طويلة على الأقل.

 

ولكن أخطر ما في الموضوع هو أن الدعم الإيراني والسوري لحزب الله أصبح أمراً حيوياً جداً، ومن ثم فإنه لو نجحت المفاوضات أو المساومات بين أميركا وإيران مثلاً، وتم نوع من تبادل المصالح –وهو أمر لا يزال مستبعداً ولكنه محتمل– فإن حزب الله وحده سيدفع الثمن.

 

ولعل قراءة تفاصيل المشروعات المطروحة دولياً والتي حملها المبعوثون الدوليون إلى بيروت والتي كانت تطرح بوضوح تبادل الأسرى، ووقف العدوان وانتشار الجيش اللبناني إلى الجنوب، ونزع سلاح حزب الله جزئياً أو كلياً لا يمكن فهمها إلا في إطار أنها جزء من صفقة متوقعة بين أميركا وإيران.

 

وحزب الله بداهة لن يقبل بنزع سلاحه مهما كانت الظروف لأنه أولاً قتل أميركان وإسرائيليين وقصف المدن الصهيونية بالصواريخ، أي أنه بمجرد نزع سلاحه سيكون عرضة لحملة مطالبة دولية بمحاكمة قادته وربما حمل عدد كبير من عناصره إلى سجن غوانتانامو.

 

إذا أفلت حزب الله من التصفية هذه المرة، فإنه سيزداد قوة، بل ربما يكون البديل لمزيد من التراجع الأميركي الصهيوني والصمود السوري الإيراني، وفي أقل الأحوال فإن السم الذي لا يقتلني يزيدني قوة.

 

(*) كاتب مصري

 

(المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 24 جويلية 2006)


 

بربرية جديدة تعيد إسرائيل إلى مربع الفترة الحجرية

تركي علي الربيعو (*)

 

في سياق العدوان الهمجي الإسرائيلي على لبنان الذي تجاوز كل المتوقع، وقطع مع « قواعد اللعبة » كما جاء على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يلحظ المتابع للشأن اللبناني وللجريمة التي ترتكب في حقه لتحقيق غايات بعيدة المدى بإجماع الكثير من السياسيين، أن هناك منطقين متجاورين ما يزالان يحكمان رؤية اللبنانيين للبنان ورؤية الآخرين للبنان.

 

الأول يرى ما جرى على أنه « مغامرة غير محسوبة » من حزب الله، وأن لبنان يكفيه ما فيه كما يقول المثل اللبناني الشائع، والمغامرة التي قادتها المقاومة الإسلامية دفعت إسرائيل إلى هدم البنية التحتية في لبنان.

 

ولا شك أن تلك البنية هي في جوهرها بنية سياحية تدر على لبنان في أشهر الصيف ما يعادل 4 أو 5 مليارات دولار، وهذا من شأنه أن ينعش الاقتصاد اللبناني الذي يمر بمرحلة مديونية لا مثيل لها في الشرق الأوسط تزيد على 40 مليار دولار بفوائد سنوية تزيد بدورها على 3 مليارات دولار.

 

أضف إلى ذلك العبء الكبير الذي يتحمله ما بات يعرف « بالديمقراطية التوافقية » في لبنان، أي ديمقراطية الطوائف التي نعتها الرئيس الأميركي بوش بالديمقراطية الهشة.

 

هذا المنطق الذي يقول به كثير من اللبنانيين، يلتقي كما أسلفت مع رؤية الآخر العربي الذي راح يصف ما جرى بأنه « مغامرة غير محسوبة » وأن « المواجهات غير المحسوبة » بحسب أطراف عربية اجتمعت في القاهرة، من شأنها أن تقود إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا ما حصل.

 

مع أن واقع ما حصل يشير صراحة إلى مرامي إسرائيل البعيدة التي تريد أن تجعل من قضية الجنديين الأسيرين القشة التي تقصم ظهر بعير حزب الله ومن ورائه أطراف أخرى.

 

لم تنفع الأخ العربي أو الآخر العربي استدراكاته في التمييز بين « المقاومة » و »المغامرات غير المحسوبة » وهو يرى هول الرد الإسرائيلي البافلوفي على حد تعبير الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين الذي أدان التدمير المنهجي الإسرائيلي للبنية التحتية اللبنانية الذي من شأنه أن يوحد اللبنانيين ضد إسرائيل (معاريف، 13 – 7 – 2006).

 

الطرفان اللبناني والعربي اللذان أدانا « المغامرة غير المحسوبة » لحزب الله، يحكمهما تصور للبنان يتقاطع بقوة ويلتقي مع التصور الإسرائيلي للبنان الذي عبر عنه جيدا السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن في جلسته بتاريخ 14-7-2006، حين أصر في خطابه أمام مجلس الأمن على العودة إلى التاريخ القريب للبنان في محاولة منه لتنشيط الذاكرة السياحية عن لبنان.

 

وبالضبط عاد إلى العام 1975 عندما كان لبنان منارة سياحية وكازينو كبيرا ومحجا لكل القاصدين للسياحة، باختصار وصف لبنان بأنه كان « سويسرا الشرق الأوسط » التي هدمها فيما بعد الإرهابيون الجدد من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الذين تنكبوا لواء المقاومة ضد إسرائيل.

 

من هنا أهمية ما تقوم به إسرائيل من حرب على الإرهاب وتدمير للبنية التحتية في محاولة منها إلى إعادة لبنان إلى سابق عهده.

 

المنطق الثاني الذي يجاور المنطق السابق في عقر داره ويتحداه لا يرى في تصديه للعدوان الإسرائيلي « مغامرة غير محسوبة »، لأن إسرائيل هي التي غيرت قواعد اللعبة، وذهبت تحت تأثيرات وتحريضات أميركية وحتى عربية كما يهمس البعض قياسا على ما يجري في فلسطين من تحريض على حماس، ونوازع شرق أوسطية جديدة إلى تصفية حساباتها مع المقاومة الإسلامية.

 

وهي إذا كانت شرعت الأبواب للحرب المفتوحة، فنحن -والقول لحسن نصر الله- ذاهبون إلى الحرب المفتوحة.

 

هذا المنطق يقطع مع الرؤية السابقة التي ترى لبنان ماخورا سياحيا وموضوعا للتدويل، لأن واقع اليوم أي بداية الألفية الجديدة، يقطع مع زمن الحرب الأهلية التي بدأت في العام 1975، ويقطع مع الرؤية السياحية التي تستجدي الآخرين، فلبنان قوي بأبنائه ومقاومته، وها هو يقرن الأقوال بالأفعال.

 

فما يقوم به العدو من ردود فعل بافلوفية -نسبة إلى بافلوف صاحب تجربة المنعكس الشرطي- ما هو إلا التعبير الحي عن الخوف الذي يستبطن سلوك إسبارطة إسرائيلية فقدت رؤيتها السياسية كما نعتها السيد حسن نصر الله، وغابت عنها المستجدات الحديثة على الساحة اللبنانية، خاصة قدرة حزب الله على التصدي لها ومفاجأتها في عقر دارها، من صفد إلى حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا كما هدد الأمين العام للحزب.

 

المنطق الثاني الذي يجسده واقع المقاومة على الأرض، وواقع التصرف الإسرائيلي الأرعن في ضربه للبنية التحتية في لبنان، ظنا منه أن من شأن ذلك أن يحرض الأطراف اللبنانية الأخرى، خاصة جماعة 14 آذار على حزب الله، لم يؤد إلى انقسام الساحة اللبنانية، بين مؤيد للمقاومة وما هو ضدها.

 

فلا شعار يعلو على صوت المعركة، وهذا ما يفسر هذا التأييد للمقاومة عند زعامات قوى 14 آذار، عند رئيس كتلة المستقبل الشيخ سعد الحريري، الذي وجد نفسه منخرطا في الإرث السياسي الذي تركه والده الراحل رفيق الحريري.

 

والمعروف عن الراحل أنه رغم تحفظاته على بعض « المغامرات غير المحسوبة » كان مدافعا جيدا عن المقاومة في الوسط الدولي، وكذلك رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وكذلك النائب وليد جنبلاط الذي أدان بشدة السلوك الإسرائيلي، داعيا إلى رص الصفوف لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي وصولا إلى موقف التيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون.

 

في الحوار المشترك حول الإسلام الذي ضم كلا من طارق رمضان وآلان غريش، يروي المدير العام لصحيفة لوموند ديبلوماتيك الحكاية التالية في إطار نقده للذاكرة الانتقائية التي تحكم سلوك الغرب عموما تجاه العالم الإسلامي.

 

يقول »في الغرب غالبا ما تكون الذاكرة انتقائية، فقد طوينا صفحة الاستعمار وجرائمه باستخفاف يزعجني »، والحادثة التي يرويها هي حادثة دنشواي عام 1906.

 

ذلك أن عددا من الضباط البريطانيين كانوا قد خرجوا إلى الصيد، وقد أطلقوا رشاش بنادقهم على حمام يربيه الناس، والحال أن فلاحين ساخطين قذفوهم بحجرين أو ثلاثة واحترق أحد البيوت وسارع أحد الضباط إلى طلب النجدة لكنه مات من جراء أزمة قلبية.

 

ثم وصلت التعزيزات وجرى تنظيم محاكمة، فحكم على أربعة من الفلاحين بالإعدام وشنقوا أمام عائلاتهم وجميع أفراد القرية، وحكم على آخرين بالسجن لمدة 15 سنة، بينما جرى جلد آخرين بلا رحمة.

 

من وجهة نظر غريش أن هذا شاهد حقا على بربرية مفروضة باسم الحضارة، بربرية دفعت بالفيلسوف البريطاني برنارد شو إلى التساؤل « لنتخيل للحظة أن خمسة جنود صينيين قد قاموا في الريف البريطاني بإطلاق الرشاش على الدجاج الرومي بحجة الصيد فكيف ستكون ردة فعلنا؟« 

 

من وجهة نظر العديد من المحللين أن نهج التاريخ وطاعون الحضارة ما زال يستبطن ويوجه الذاكرة الانتقائية لإسبرطة إسرائيلية، وكذلك الإدارة الأميركية في رؤيتها المنحازة كليا لإسرائيل.

 

وهذا ما يدفعهما دائما إلى الهروب للأمام في معالجتهما للمشاكل التي تواجههما، لأن الذاكرة الانتقائية للرئيس بوش لا تدعو إلى وقف إطلاق النار بل إلى محاسبة سوريا وإيران، والذاكرة الانتقائية لإسبرطة إسرائيلية يحكمها الحنين إلى ما سماه يوسي ييلين بالرد التلقائي البافلوفي أن « اضربوهم بقوة » هي التي ترفض بقوة أن تساوي بين جنديين إسرائيليين جرى أسرهما في عملية عسكرية بطولية مع عشرة آلاف أسير وأكثر في سجون العدو الإسرائيلي.

 

الآخر الفلسطيني أو اللبناني أو العراقي هو موضوع للذبح والاغتصاب والانتهاك، إذ لا يمكن من زاوية رؤية هولوكوستية لا تزال تحكم سلوك « إمبراطورية الخوف » الإسرائيلية أن تساوي بين الهولوكوست الإسرائيلي والهولوكوست الذي تقيمه إسرائيل على الفلسطينيين واللبنانيين كما جاء في حديث الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي وصف سلوك إسرائيل في لبنان بأنه هولوكوست جديد تقيمه إسرائيل على الأرض اللبنانية.

 

من وجهة نظر يوسي بيلين أن الغضب الإسرائيلي على العملية البطولية التي قامت بها المقاومة الإسلامية مفهوم، لكن شرط ألا يتحول إلى سياسة، وألا يعيد الإسرائيليين إلى ما يسميها بالفترة الحرجة التي سبقت خروج الإسرائيليين من لبنان واقترنت بالدموع والآلام والخوف والهلع ومئات الجنود الذين قضوا حتفهم.

 

واقع الحال يقول إن الغضب الإسرائيلي قد تحول إلى سياسة، والشاهد على ذلك ليس ما يجري في لبنان بل ما جرى ويجري في فلسطين، وأن صوت يوسي بيلين وغيره إن وجد يبدو نشازا في ضوء الغضب والرد التلقائي البافلوفي.

 

فلا مسيرات في إسرائيل تدين السلوك العسكري الإسرائيلي أو الذاكرة الانتقائية لإسرائيل كما حدث أثناء الاحتلال الإسرائيلي للبنان لعام 1982 عندما توجه أكثر من 400 ألف إسرائيلي إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية احتجاجا على غزو لبنان.

 

الغضب الإسرائيلي بات نهجا للتاريخ وسياسة وقوة تدميرية تمثلها خيارات شمشون (حوالي 400 رأس نووي) كما نعتها سيمور هيرش التي يراد لها أن تكون حكرا على إسرائيل دون غيرها.

 

لذلك ليس غريبا أن يلقى حزب الله كل هذا التأييد من الشارع العربي الذي عيل صبره من الأنظمة العربية العاجزة والمتهالكة أمام إسرائيل التي باتت عن حق بمثابة الدولة ضد الأمة حسب أطروحة برهان غليون، خاصة أنها تتبنى المنطق الإسرائيلي في رؤيتها لكل أشكال الممانعة والمقاومة لهذا المشروع، وذلك على طول الخط الممتد من حماس إلى المقاومة الإسلامية في لبنان إلى المقاومة العراقية في العراق.

 

لذلك ليس غريبا أن ينتصر المنطق الثاني الذي يرفض أن تكون لبنان مجرد سوق سياحية تلهو من فوقه الطائرات الإسرائيلية على المنطق الأول الذي ما زال محكوما بالرؤية الإسرائيلية السياحية للبنان؟

 

(*) كاتب سوري

 

(المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 23 جويلية 2006)


في ضوء فلسفة روسو وميل وأتباعهما الحرية في المذهب الليبرالي

توفيق المديني إن القضية المركزية في الايديولوجية الليبرالية هي حرية الأفراد بحسب وجهة نظر أحد أكبر روادها المخلصين، جون ستيورات ميل، في كتابه الشهير “في الحرية”. وقد شهد ميل مآزق الإنسان الفرد إزاء تنامي القوى الجديدة الصاعدة، قوى النزعة القومية البرجوازية، والثورة الصناعية، وإزاء الدولة – الأمة، والمنظمة الصناعية، أو المجموعة السياسية، أو الاجتماعية، التي كانت تقوم بتغيير العالم، بواسطة الصناعة الرأسمالية، والثورات الديمقراطية، التي شهدها القرن التاسع عشر في أوروبا، والصراعات بين التنظيمات السياسية.
من الواضح أنه لم تكن لدى ميل تنبؤات، على نقيض معاصريه ماركس، بيركهارت، وتوكفيل، فيما يتعلق بالنتائج السياسية والاجتماعية للثورة الصناعية، وللتقدم العلمي الهائل، ولصعود الايديولوجيات الشمولية الدنيوية، وما أفرزت من حروب فيما بينها على المجتمع المدني. وكان ميل قد “أيقض وخشي التوحيد القياسي، وأدرك أن مجتمعاً، باسم النزعة الخيرية، والديمقراطية، والمساواة، في طريقه إلى الوجود تتحول فيه الأهداف البشرية إلى أشكال أضيق وأصغر بشكل مصطنع، كما يجري تحويل غالبية البشر فيه (ولنستعمل عبارته هو) “الحالة الوسطية الجماعية” تحقق الأصالة والمواهب الفردية تدريجياً.
إن ميل يدافع في كراسه عن الحرية، عن الفرد أمام مخاطر الضغوطات الهائلة على المجتمع المدني، من جانب الدولة السياسية. وكانت له ريبة شديدة إزاء الديمقراطية باعتبارها الشكل العادل الوحيد للحكومة، ولكنه أكثر الأشكال جوراً على نحو كامل. يقول ميل: “ليس الفرد مسؤولاً عن تصرفاته أمام المجتمع بمقدار ما يبتعد عن المس بمصالح أي إنسان سواه”.ويتابع أن “السبب الوحيد الذي يبيح ممارسة السلطة ممارسة صحيحة على أي فرد في مجموعة متحضرة ضد إرادته هو أن ترد أذاه عن الآخرين. وأن خيره هو على أن يفعل أو يعاني… لأن ذلك برأيي لن يكون حكيماً ولا حتى مصيباً”.
ويدافع ميل عن الديمقراطية المباشرة لمصلحة المجتمع المدني، ويعتبر أن الحكم الصالح هو ذلك الذي يسعى وراء “تنمية فضيلة الشعب وذكائه”، ويطرح قضية الحرية في إطار التاريخ الحديث لأوروبا، على حساب الحكم، الذي يشارك فيه المجتمع المدني كله، حين يقول “إن المشاركة يجب أن تكون في كل مكان، وعلى أوسع نطاق تسمح به درجة التقدم العام في المجتمع، وأن الهدف النهائي لا يمكن أن يكون أقل من إشراك الجميع في السلطة العليا للدولة”. ويلتقي ميل في هذا المبدأ مع جان جاك روسو، الذي يقول في المشاركة السياسية للشعب “إن كل ما لم يوافق عليه الشعب بنفسه هو لاغ وليس بقانون”. إن ميل أصبح متخلفاً عن عصره، جراء تناقضه مع الدولة السياسية الديمقراطية البرجوازية الصاعدة، ويزداد تخلفاً أمام تنامي القوة الصاعدة للثورة الصناعية الثانية. ولذا، فهو يرتد إلى الخلف في محاولة للدمج بين النزعة العقلانية والنزعة الرومانتكية، التي ترتكز على معرفة الذات والمسؤولية التربوية، والمطالب الديمقراطية المباشرة، وسيادة الشعب. ويعلل هذا التخلف بقوله “إن مشكلة الحرية تطرح بإلحاح داخل الديمقراطية بقدر ما تزداد الحكومة ديمقراطية، بقدر ما ينقص ضمان الحرية الفردية”.
في هذا المجال، ينبه ميل من خطر هيمنة الدولة السياسية على الفرد في المجتمع الصناعي المعاصر، ولذا كان يرى أن هناك رباطاً بين الحرية ومشاركة المجتمع المدني، ويشاركه في هذه النقطة صديقة توكفيل. وقد رأيا بأن تبدأ هذه المشاركة السياسية على المستوى المحلي “فالمؤسسات القائمة على مبدأ المشاركة هي الخطوة الأولى للتربية السياسية”، وهي “المدرسة الابتدائية لتعليم فن الحكم”، أو بحسب تعبير توكفيل: “إن المؤسسات المحلية هي للحرية بمثابة المدارس الابتدائية للمعرفة”. ثم إن ميل متشائم من الديمقراطية في المجتمعات الصناعية، باعتبارها الشكل العادل الوحيد للدولة السياسية، ولكنها أكثر الأشكال ظلماً وجوراً، لأنها في الوقت عينه، هي حكم الأقلية، التي تملك رأس المال. وهو مرتاب جداً من تمركز السلطة ورقابة الجميع على كل فرد، لأن سلطة كهذه كما يقول توكفيل يمكن أن تحول أفراد المجتمع المدني بكامله إلى قطيع من “الحيوانات الخانعة المجتهدة التي ترعاها الحكومة”.
إن المذهب الليبرالي يركز على الفرد باعتباره أصل المجتمع المدني، وعلى الملكية الخاصة، بوصفها، هي “وحدها ما يجعل البشر أهلاً للحقوق السياسية”، وحيث بواسطة “الملكية حضّر الله العالم ونقل الإنسان من الصحراء إلى المدينة، ومن القوة إلى الرقة، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الجهالة إلى الحضارة”، والحرية الاجتماعية والسياسية بالنسبة إليه، تكمن في تطبيقاته العملية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، باعتبار تطورها تاريخياً، لا كقضية فلسفية مجردة.
ولنعد إلى مفاهيم الحرية داخل المجتمع المدني، فليس هناك حدود فاصلة كبيرة بين الحرية السلبية والحرية الايجابية. فالحرية السلبية ترتكز على حرية الفرد، بما لا يجوز للدولة السياسية أن تتعدى عليها، أو تتجاوز الحدود المرسومة لها. وهي في المحصلة النهائية عنصر من شبكة من القيم المدنية، التي تتضمن احترام الحقوق الشخصية، والحقوق المدنية، وقدسية الحرية الشخصية. أما الحرية الايجابية فتفتح عادة الأبواب للمشاركة السياسية للمجتمع المدني، وهي مرتبطة بهذا المعنى منطقياً على الأقل بالديمقراطية.
ومع ذلك، فإن مصالح العلاقة بين الديمقراطية والحرية الايجابية، هي أشد غموضاً، لأن المعنى الايجابي للحرية يكمن في محاولة إيجاد إجابة عن السؤال التالي: “من الذي يحكمني؟ أو من الذي يقرر من أنا، وماذا سأكون، أو ماذا سأفعل؟”، ولكن ممارسة الحرية الايجابية في الواقع بقدر ما هي تعبير عن رغبة عميقة للمشاركة السياسية من جانب المجتمع المدني، في إدارة شؤونه، تفضي في النهاية إلى الاصطدام الكبير بالايديولوجيات البرجوازية، والشمولية، التي تسيطر على عالمنا المعاصر.
ومن هنا ينفصل المجتمع المدني نهائياً عن الدولة السياسية، بل ويدخل في تناقض معها. وفي هذا الموقف الايديولوجي، تأكيد صريح على أن البرلمانيين ممثلي المجتمع المدني، ليسوا إلا منفذين وتابعين لقادة أحزابهم، ويحتفظون بامتيازات، ويخدمون في المحصلة النهائية مصالح الفئات الطبقية الحاكمة، وبالتالي مصالح أدوات الدولة السياسية سواء كانت دستورية أو غير دستورية، نوعية أم مغتصبة للسلطة. لقد كتب دافيد لويديو جورج، بأن “البرلمان ليس له أية رقابة حقيقية على السلطة التنفيذية، وأن هذه الرقابة وهم خالص”. لأنه مع تعاظم السلطة التنفيذية، وسلطة الرئيس، يزداد انفلات الرقابة البرلمانية، وهذا يقود إلى إضعاف السلطة التشريعية، أي إضعاف المجتمع المدني، ويصبح البرلمان عبارة عن أداة طيعة، والأمر عينه بالنسبة للنواب، في خدمة السياسة، التي تقرها الحكومة على هواها، حسب ما تقتضيه مصالح الاحتكارات الرأسمالية القومية، أو الطبقة الحاكمة، أو الحزب الشمولي المحتكر للسلطة. يقول كلود جوليان في هذا الصدد: “إذا كانت الحياة الديمقراطية مصابة بفقر الدم، فإن ذلك يعود قبل كل شيء إلى أن أساسها وهو الاستفتاء الانتخابي لا يتيح للمواطنين أن يعبروا”.
( المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية بتاري 24 جويلية 2006 )
 

هل سيكون الحدث الاعلامي لسنة 2007

** تلفزة تونس 1 قناة خاصة قد تبدأ بثها في مارس القادم

** تمويل تونسي 100% وتكلفة بـ 8 ملايين دينار وبث فضائي ثم ارضي ** تعاون مع قنوات تلفزية فرنسية وكفاءات تونسية في الموعد يجري العمل حثيثا على بعث قناة تونسية جديدة خاصة تحمل اسم «تلفزة تونس 1» (TT1)، اختير لها شعار «رؤية اخرى»، ويؤكد القائمون عليها انها قناة تونسية 100% وأنها ستتجه بقدر كبير الى مشاغل وانتظارات الفئة الشبابية وخاصة في المهجر ولكن دون قطرية ضيّقة، كما انها ستتعاون مع عدة شبكات معروفة اوروبية وعربية لاقتناء جزء هام من المادة التلفزية. في 2007  ويوضّح السيد فيصل الحبيب، المدير التنفيذي للقناة، في حديث «للأسبوعي» ان العزم يتجه الى انطلاق البث التلفزي الرسمي خلال سنة 2007 في موعد رمزي هو 20 ـ 21 مارس، الذي يوافق عيدي الاستقلال والشباب. وهذا بعد فترة بث تجريبي يتواصل بين 3 و4 أشهر. وللعلم فإن البث سيكون في مدة اولى رقميا فضائيا على هوتبيرد ونايلسات ثم يتحول الى هرتزي ارضي. وسيغطي تقريبا البلاد التونسية وجزءا من المنطقتين العربية والأوروبية. أغلب التصوير سيكون عبر التقنية عالية الجودة (haute définition) والآمال معلقة على الإسراع في بدء الإرسال الفضائي الرقمي من محطة بوقرنين.  وفي إجابة عن اسئلتنا نفى السيد فيصل الحبيب ان يكون تمويل القناة فرنسيا او ان تكون مرتبطة بوكالة الفرنكفونية عبر علاقات خاصة بقناة TV5 او غيرها، مؤكدا ان «تلفزة تونس 1» قناة تونسية بالكامل تمويلا وإدارة وعملا. فالادارة يتولاّها الدكتور طارق البشراوي بصفة ستكون على الأرجح صفة مدير عام للمؤسسة المالكة التي من المحتمل جدّا ـ ليس رسميا بعد ـ ان تتسمى «Tunisie Média com» اما التكلفة الأولية للتجهيز والأعباء الاولى لبعث القناة فقدرت بنحو 7 الى 8 ملايين دينار. بين التمويل والتعاون التمويل، وفق محدثنا مصدره الكلّي بنوك تونسية بل المشروع كله تونسي فكرة وتفكيرا وشعارا.. وحتى العاملون سيكون أغلبهم تونسيين على ان يتم لاحقا إدماج بعض المتعاونين المغاربيّين.  أما حكاية وكالة الفرنكفونية فالعلاقات الحالية بها، بتأكيد السيد الحبيب مجرد اتصالات اولية، وربما يثمر ذلك تعاونا مستقبليا في مجال الإنتاج.  لكن الاتصالات الجارية حاليا تشمل بالخصوص تلفزات TF1 وM6 وla cinquième، وقريبا arte (القناة الثقافية الفرنسية الألمانية) وكذلك راديو وتلفزيون العرب (art) وباقة روتانا كل ذلك، يقول محدّثنا، بغرض تبادل الخبرات والانتاج وفتح مجال تربصات تكوينية لأعوان TT1 هذه الاتصالات تتم بعناية السيد طارق البشراوي الذي هو ايضا، للعلم، مدير ورئيس تحرير مجلة Solidarité الصادرة عن تآلف الجمعيات التونسية بفرنسا (Collectif des ONG en France).  «تلفزة تونس 1» بصدد إعداد شبكة برامج اولية يتمثل الانتاج الذاتي (التونسي) فيها في حدود 30%، والبقية شراءات: وثائقيات «بالخصوص» وأفلام ومسلسلات.. مع وجود حصص حوارية لكن «بروح أخرى غير تقليدية» قائمة على تدخلات سريعة ميدانية للكاميرا أكثر من الكلام داخل الأستوديو، اعتبارا «لان الناس ملّوا الكلام الكثير».  تأكيدات رسمية  هذه الروح التي ستسعى الى تنويع البرمجة قدر الامكان واستهداف مختلف الفئات العمرية، ستجد القطاعات الشبابية فيها حظوظا وافرة، على غرار تناول المشاكل والمشاغل العديدة التي يواجهها أبناء الأجيال التونسية الأصل في فرنسا، من ضمن سائر التونسيين المقيمين بالخارج. والهدف: معالجة مشاغلهم وربطهم بالوطن الأمّ، أو بأوطانهم الأم في حال أبناء المغرب الكبير.  ولعله لهذا الغرض وبهذه المقاربة التشريكية احتاجت «تونس 1» الى انشاء «مجلس أصدقاء» اريد له أن يكون «الضمير الداخلي للقناة» بتشكّله من رجال أعمال وصحافيين وطلبة وتلاميذ وغيرهم.. وجود «تونس 1».. هل يمكن ترجمته بوجود وجهات نظر نقدية للسائد التلفزي التونسي الحالي؟ «هذا من طبيعة الأشياء، يجيبنا السيد فيصل الحبيب، لأجل الارتقاء بالفضاء السمعي البصرى».  رسميا، القناة الجديدة، غير قائمة الذات بعد، ولكنّ القائمين عليها كلهم ثقة في تحقيق مبتغاهم إذ أنهم تلقوا «تأكيدات مبدئية ثابتة» من الجهات الرسمية.  منير بودالي (المصدر: « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)  

غـــــــــــريـــــــــــــــــــب وسط حراسة 200 من زملائهم لمحيط المنزل بمنزل شاكر بصفاقس

** 12 منحرفا يحتجزون 9 أشخاص بينهم حامل ومعاقة في غرفة لمدة 5 ساعات ويعتدون عليهم أثناء حفل ختان

** بالحجارة رشقوهم وبالسواطير والعصي والسكاكين هددوهم ** خطة أمنية محكمة نفذها حرس حي شاكر أنقذت الـ 9 أنفار من مصير مجهول الاسبوعي ـ القسم القضائي  شهدت منطقة سيدي ليتم التابعة لمعتمدية منزل شاكر بولاية صفاقس خلال احدى الليالي الماضية حادثة غريبة وخطيرة وتمثل سابقة في حد ذاتها اقترفها منحرفون غير مسؤولين وتضرر فيها تسعة اشخاص ولولا التدخل الحازم لاعوان مركز الحرس الوطني بمنزل شاكر المدعمين بتعزيزات من اقليم الحرس الوطني بصفاقس لتحول الفرح الى مأتم بعد ان كان تحول وعلى مدى خمس ساعات الى ساحة للعنف والفوضى والرعب والاعتداءات المجانية.. فماذا حصل؟ وماهي الاسباب الحقيقية لهذه الحادثة؟ وماهي اطوارها والخسائر التي خلفتها؟ «الاسبوعي» حققت في الموضوع وتحصلت على المعلومات التالية: حفل ختان كشفت المعلومات المتوفرة ان عائلة اصيلة مدينة المكنين توجهت الى منزل ابنتها الكائن بمنطقة سيدي ليتم باحواز منزل شاكر للاحتفال بختان ابنها.. انطلقت في الليل السهرة التي احيتها فرقة موسيقية.. كان الجميع يرقصون عندما نشب خلاف بين بعض المدعوين واحد المتطفلين الذين كان في حالة سكر فتدخل حينها صاحب الحفل واصهاره لتهدئة الاجواء ولكن يبدو ان الشاب «المتطفل» تعرض لاعتداء بالعنف وهو ما فسح المجال لاعمال عنف خطيرة جدا. احتجاز لمدة 5 ساعات استنجد حينها الشاب بعدد كبير من اصدقائه وتحول الفرح الى ساحة عنف وسط تعالي صرخات النسوة واستهدف المنحرفون افراد عائلة الزوجة وحاصروهم في غرفة وانهالوا عليهم بوابل من الحجارة واشهروا السواطير والسكاكين والهراوات ومختلف الاسلحة البيضاء وهددوهم بالقتل دون مراعاة لوجود امرأة حامل وفتاة معاقة بين المحتجزين وتواصل هذا الاحتجاز على مدى خمس ساعات وسط حراسة مشددة على محيط المنزل امنها نحو مائتي فرد من اصدقاء المشبوه فيهم في محاولة لمنع اي تدخل لعناصر الحرس الوطني.
الانفراج تدخل اعوان مركز الحرس الوطني بمنزل شاكر كان سريعا ولكن العدد المهول للشبان الغاضبين دفعهم الى طلب تعزيزات من اقليم الحرس الوطني بصفاقس وبوصولها تم تنفيذ خطة امنية محكمة جدا نجح على اثرها المحققون في  تهدئة الشبان و«تحرير» افراد العائلة التسعة وهم شيخ عمره 60 سنة وزوجته (55 سنة) وصديقهما (50 سنة) وهو رجل اعمال وستة اخرين من بينهم امرأة حامل وفتاة متعددة الاعاقة. ثم انطلقت الابحاث على قدم وساق ليتمكن اثرها المحققون من القاء القبض على احد المشبوه فيهم فيما تتواصل المجهودات للايقاع بـ 11 شخصا اخرين شاركوا في هذه الحادثة الشاذة التي امتدت من الساعة صفر الى الخامسة صباحا من يوم الواقعة. اضرار متفاوتة هذا وقد خلفت هذه الحادثة اضرارا بدنية ونفسية طالت المتضررين الذين انقذوا باعجوبة بعد خمس ساعات عاشوها من الرعب واكيد ان الوحدات الامنية لاقليم الحرس الوطني بصفاقس ستتجند للقضاء على مثل هذه الاحداث التي قيل لنا ان مقترفيها من ذوي السوابق العدلية ومفتش عنهم ولكن تحصنهم بكروم الهندي والغابات الشاسعة حال دون الايقاع بهم. صابر المكشر (المصدر: « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)  

خاص: أصيب بالايدز منذ 26 عاما بسبب دم فرنسي ملوث

** شاب تونسي يقاضي وزارة الصحة ويطالب بـ 150 مليونا والمحكمة لم تنظر في القضية منذ عامين.

** هل أخفت الموظفة فعلا وثائق أصلية تدين الوزارة المتضرر عاطل عن العمل ويعيش الموت يوميا الاسبوعي – القسم القضائي تعود معاناة الشاب «م» (32 سنة) الى نحو ربع قرن، ففي احد ايام العام 1980 توجه رفقة شقيقه «ب» الى مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة لتلقي الاسعافات بعد إصابته في الركبة خاصة وأنه مصاب بمرض الناعورة (نافذ دم) emophile ولكن شاء «الاهمال» ان يضرب في عمق الشاب وشقيقه فنقل اليهما دم مستورد من فرنسا تبين انه ملوث وبالتالي صار «م» و«ب» مصابان بالايدز غير أن الاطارات الطبية حينها لم تعلمهما بالمرض. ونترك «م» يروي بقية المأساة كما عاشها وهو صغير وكبرت معه وظلت تلاحقه وتهدد في صباح كل يوم بتصفيته . دم ملوث يقول «م» بعد أن استرجع 26 سنة من حياته المليئة بالألم والمعاناة والدموع والاوهام والأحلام التي لن تتحقق: في سنة 1992 توفي شقيقي «ب» بعد اصابته بفيروس فقدان المناعة المكتسبة جراء خطأ طبي حصل سنة 1980 عندما قام الاطباء بإضافة كمية من الدم في جسمه بعد إصابته بنزيف داخلي جراء مرض وراثي يعاني منه (الناعورة) غير ان الدم تبين انه ملوث  فلم يقدر جسم شقيقي على صراع الفيروس طويلا وتوفي عام 1992. الصدمة ويضيف «م» بعد وفاته حاول الاطباء طمأنتي بعد أن اجروا لي تحاليل بقسم الامراض السارية أنني لم أصب بالفيروس رغم انهم اضافوا لنا الدم ذاته ولكن في العام 2001 اغمي عليّ وتم نقلي الى  مستشفى الرابطة وبعد إخضاعي لعدة فحوصات اعلموني بأنني مصاب بالداء القاتل منذ سنوات.. نزل علي الخبر نزول الصاعقة وكانت صدمتي عنيفة وتذكرت شقيقي «ب» ولكني حاولت الصمود لمعرفة الحقيقة. قضية عدلية ويواصل «م» سرد مأساته قائلا: لقد قررت مراسلة وزارة الصحة لمساعدتي على تخطي هذه الحالة ولكن مسؤوليها التزموا الصمت لذلك رفعت قضية عدلية لدى المحكمة الادارية بتاريخ 28 ديسمبر 2004 طالبت فيها بتعويضات من وزارة الصحة قدرها 150 الف دينار بعنوان الضرر البدني المادي خاصة وأنني عاجز بدنيا بنسبة 100% اضافة للضرر المعنوي ولكن الى اليوم لم تنظر المحكمة في شكايتي المدعمة بمختلف الوثائق» وهنا تذكر «م» حادثة قال عنها انها سخيفة واضاف عام 2004 التقيت بموظفة بوزارة الصحة لديها ملفي  الطبي وعندما  اعلمتها بانني  سأرفع قضية عدلية وطلبت منها  مدي بالوثائق  الاصلية لم تجبني وغادرت الموظفة لاحقا  الوزارة (في إطار نقلة) واختفت الوثائق. أموت يوميا ويختم «م» الذي ارهقه تذكر معاناته  وإعادة سردها حديثه بالقول: «انا اليوم  عاطل عن العمل  وعاجز عن ممارسة اي شغل بسبب المرض الوراثي  الذي اعاني منه منذ ولادتي واصابتي  بالايدز ورجائي من السلط المعنية التدخل  العاجل والانساني فأنا أموت في اليوم الواحد ألف مرة..» (المصدر: « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)

مصافحة مع نائب رئيس جمعية ابن سينا للمساعدة الطبية النفسانية للاطفال والمراهقين

ما بين 50 و100 ألف طفل تونسي مرضى نفسيا

– الانفتاح على الآخر بواسطة «البارابول» والانترنيت وراء التذبذب النفسي للأطفال والمراهقين – التفكك الأسري والطلاق من الأسباب الرئيسية لإصابة الأطفال بأمراض نفسية – قيمنا تمنعنا من تدهور الصحة النفسية للأطفال لما وصلت إليه في الغرب – ما بين 5 و10 آلاف طفل تونسي مصاب بالتوحد – رعينا مرضى نفسيين منذ أن كانوا في سن السابعة إلى أن بلغوا اليوم العقد الثاني تأسست جمعية ابن سينا في الثامن من ديسمبر سنة 1984 وهي جمعية اجتماعية خيرية اسعافية تعنى بوقاية وعلاج الامراض النفسانية للاطفال والمراهقين وأنجزت خلال العقدين الماضيين العديد من المشاريع. التقينا بالدكتور محمد أنور عشيش نائب رئيس الجمعية ورئيسها السابق وأحد مؤسسيها وأحد مؤسسي جمعية الرفيق وذلك للحديث عن أنشطتها ومشاريعها وعديد المسائل الاخرى والدكتور عشيش هو رئيس الرابطة الجهوية لرياضة المعوقين حاليا وهو الكاتب العام للشبكة المتوسطية للتوحد وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية في فرنسا والبحرين والشارقة ومصر وغيرها فكانت هذه المصافحة: حوار محمد القبي * ماهي الظروف التي تأسست فيها هذه الجمعية؟ – قبل اثنتين وعشرين سنة عملت طيلة عدة أعوام بعديد الجمعيات التي تعنى بالمعوقين بمختلف أنواعهم لا سيما أولئك الذين يشكون من إعاقة نفسية وهي أنواع عديدة لا سيما الاصابة بمرض «التوحد» (autisme)، فالمصابون بهذا المرض سواء من بين الاطفال أو المراهقين لا يجدون الرعاية الكافية لعدم وجود متخصصين للاحاطة بهم ولاحظت مع بعض الاصدقاء أنه لا وجود لامكانية معالجتهم فاتفقنا على تكوين جمعية مختصة في هذا الإطار خاصة أنه يوجد عدد كبير من الأشخاص مصابين بهذا المرض في بلادنا، فكنا وقتها عشرة تمكنا بمساعدة السلطات الجهوية والوطنية من تكوين هذه الجمعية ثم نجحنا في بعث العديد من المراكز التابعة لها. * هل لك أن تعرّف مرض التوحد وتبين تصرفات المصاب به؟ – يكون الشخص المتوحد في حالة انزوائية وانطوائية على ذاته، فهو يتعامل مع الماء ومختلف الاشياء والام بصفة بدائية، غير متمكن من الاستقلالية كثير الحركة والصياح، يقوم بردود فعل عشوائية، لا يفرق بين الذات والآخر، كلامه محدود وغير مفهوم، لا يفرط في الشيء بسهولة. له رغبة في التعلق بالجزء أكثر من الكل، ذكاؤه محدود لا يستطيع أن يأكل أو يبتلع المكسرات فهي تقلقه أو تزعجه، يخاف من بعض الاصوات مثل أصوات الآلات المنزلية، لا يدقق في الاشياء، لديه معرفة أو علاقة مرضية بالمكان فهو يختار مسلكا معينا عند التجول لا يريد أن يحيد عنه. مرض التوحد هو حالة علاقية مرضية لها من العناصر الظاهرة والطرق المحركة الشيء الثابت في العرض وغير الثابت في الدرجة وهي تختلف من شخص إلى آخر. * ماهي أبرز أهداف هذه الجمعية؟ – تهدف جمعيتنا إلى المساهمة في العمل المتعلق بالصحة النفسية للاطفال والمراهقين والوقاية ورعاية ذوي الاحتياجات الخصوصية والمصابين بالتوحد والإعاقة النفسية العميقة ومعاضدتهم على تخطي آلامهم النفسية والعلائقية والاندماج في أوساطهم العائلية والاجتماعية ومساعدة العائلات على تذليل صعوباتهم وتكييف معاملاتهم وعلاقاتهم مع أطفالهم وإعلام وتحسيس الرأي العام بمشاكل الأطفال والمراهقين المذهونين والذين يشكون من اضطرابات نفسية وحركية نفسية أخرى.  حينئذ هي جمعية اجتماعية هدفها الأساسي هو المساهمة في العمل المتعلق بالصحة النفسية للاطفال والمراهقين وتنمية المراكز المتخصصة في ذلك. * انطلقت جمعيتكم من لا شيء ثم بدأت تكبر شيئا فشيئا فما هي قيمة ممتلكاتها وكم تبلغ ميزانيتها؟ – تبلغ ميزانية التصرف حوالي 400 ألف دينار سنويا متأتية من الصناديق الاجتماعية بما قيمته حوالي 40 ألف دينار ووزارة الشؤون الاجتماعية ما يناهز 31 ألف دينار بالاضافة إلى ما يقدمه بعض الاشخاص من مساعدات من داخل البلاد وما تساهم به بعض الجمعيات وكذلك الولاية ما يقارب 5 الاف دينار وما تقدمه بعض الوزارات الاخرى كوزارات الشؤون الاجتماعية والتربية والصحة وذلك بدفع أجور بعض الاعوان والمربين والمتخصصين وتبلغ قيمة ممتلكات الجمعية ما يناهز مليارا ونصف المليار من المليمات وتتمثل في مركز الرحمة بطريق قرمدة ومركز الرشاد بطريق منزل شاكر ونادي الفروسية الريحان والضيعة الفلاحية الريحان. * من أهم إنجازات الجمعية المركز الطبي النفساني البيداغوجي «الرشاد» هل لك أن تحدثنا قليلا عنه؟ – هذا المركز يهدف إلى الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية والوقاية منها ورعاية الاطفال ذوي الاضطرابات النفسية والآلية الحركية وكذلك الاطفال ذوي الاضطرابات العلائقية في الوسط المدرسي فضلا عن الاهتمام بعدد آخر في مسبح للعلاج بالمياه الطبيعية بإشراف متخصصة في العلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء ويستقبل هذا المركز حوالي 250 طفلا سنويا تتراوح أعمارهم بين 3 و16 سنة.  ومن مكونات المركز أيضا مضيف شبابي لدعم موارد الجمعية وإدارة الجمعية وروضة دار الاطفال وبعض المكاتب التي تم تأجيرها لإدارة الشباب والطفولة. * ماهي أبرز الانشطة التي قامت بها الجمعية منذ بعثها إلى اليوم؟ – الاخذ بأيدي الاطفال والمراهقين المعوقين نفسانيا في مختلف مراكزنا ومساعدة الاطفال المصابين بالتوحد وتكوين الشبكة المتوسطية للتوحد ومقرها الرسمي صفاقس مع الاحتفاظ بالكتابة العامة وكل سنتين تقوم احدى الجمعيات المنخرطة بالتنسيق وهي في البحرين وفلسطين وسوريا والمغرب ومصر وفرنسا والرابطة الخليجية للتوحد، فضلا عن تونس هذا بالاضافة إلى انجاز مركز ابن سينا ومضيف الشباب الذي تم تدشينه في 20 جانفي من السنة الجارية. * ماهو الدور الذي تقوم به الشبكة المتوسطية للتوحد؟ – نسعى إلى تحقيق تبادل المعلومات من أجل إعداد وتدريب العاملين بمختلف المؤسسات والاشخاص المتصلين بالمصابين بالتوحد والشبكة لا تفضل أي اتجاه نظري معين أو أسلوبا خاصا برعاية أو تربية الاشخاص المصابين وتحترم استقلالية عمل كل عضو من أعضائها وتثري نفسها باختلافاتهم وعلى كل عضو من أعضائها أن يكون نشيطا في تحسين ظروف عيش الاشخاص المصابين وينبغي أن تحترم الطرق المستخدمة انسانية الشخص في مختلف أطوارها وتسعى الشبكة أيضا إلى نشر الوعي حول التشخيص والرعاية والتأهيل والطرق العلاجية النافعة وحث الجهات الرسمية والاهلية على تمكين ذوي التوحد على الاندماج في الحياة الاجتماعية ونشر المعلومات حول اضطراب التوحد وجعلها في متناول أولياء الأمور والباحثين. * ماهو عدد المصابين بمرض التوحد في تونس؟ – ليس هناك احصاء في بلادنا بخصوص هذا المرض ولكن بصفة عامة حسب المنظمة العالمية للصحة نسبة الاصابة به بين 5،0 و1 في الألف وهذا يعني أن عدد الاصابات في تونس يتراوح بين 5 و10 آلاف إصابة نظريا ونسبة الاصابة بمرض نفساني بين 5 و10 في الالف أي أن العدد يتراوح بين 50 ألفا و100 ألف مصاب في تونس حسب المنظمة العالمية للصحة. * في بداية القرن الحادي والعشرين يعيش العالم وضعا مختلفا، فعدد الاصابات بالامراض النفسية مرتفع جدا لا سيما في الدول المتقدمة وكذلك الدول التي يكون فيها مستوى العيش مرتفعا فهل نحن كتونسيين مهددون ببلوغ هذا الوضع بسبب الفراغ الذي يعيشه بعض الاطفال نتيجة أوضاع اجتماعية معينة؟ – هناك أسباب جسدية للإعاقة النفسية موجودة في البلدان التي هي في طور النمو، في تونس تمكنا من التغلب على ذلك عن طريق الوقاية والاهتمام بالاطفال وكذلك الامهات الحوامل، فنسبة الاصابة بإعاقة نفسية نتيجة أسباب جسدية أقل بكثير في تونس من النسبة الموجودة في البلدان التي هي في طريق النمو ومن بين الاسباب الأخرى علاقة الطفل بعائلته وفي بلادنا وجود العائلة أمر أساسي وذلك بتحقيق الترابط الاسري والاحاطة بالطفل والمحافظة على القيم مما يحقق الوقاية من الإصابة بالاعاقة النفسية ولكننا نعيش تفتحا على الآخر والقنوات الفضائية وشبكة الانترنات وهو ما يجعل بعض التذبذب في الشخصية لدى الطفل والمراهق وهذا من شأنه أن يجعله يصاب ببعض الامراض النفسية المتصلة بعلاقته بالمجتمع وبعائلته وبهويته، فالشخصية هوية فإذا ما تذبذبت فإن صاحبها يصاب نفسانيا، وثمة أسباب أخرى غير موجودة عندنا بوجود العائلة ولكن توجد لدينا أسباب مختلفة موجودة لدينا أكثر من بلدان أخرى باعتبار أن المسألة مرتبطة بالثقافة والهوية يمكن القول أن كل مجتمع يمكن أن يدافع عن نفسه بطريقة أو بأخرى ولكن بعض أفراده لا يتمكنون من ذلك وتبقى النسبة هي نفسها بين 5 و10 في الالف رغم اختلاف الاسباب. * وضعنا الاجتماعي يختلف عن وضعهم فهل يمكن أن نعيش الحالة التي يعيشونها وهي غريبة عنا؟ – لا أعتقد أننا سنصل إلى ما وصل إليه الغرب فلدينا ثقافتنا وهويتنا وشخصيتنا فهي بمثابة الحمية التي تقينا من ذلك الوضع، من وجهة نظري لا أتصور أننا سنعيش ذلك الوضع، فالشذوذ الجنسي الرسمي غير موجود في بلادنا بل تمنعه ديانتنا وتقاليدنا وقوانيننا الوضعية كذلك الزواج بدون عقد وترك الابناء في الملاجىء وارتفاع نسبة الطلاق، لذلك فقيمنا تحمينا من الاوضاع المزرية التي يعيشها العديد من الاطفال في الغرب أولئك المصابين بالعديد من الامراض النفسية. * جمعية ابن سينا للمساعدة الطبية النفسانية للأطفال أصبحت اليوم بصفة رسمية للاطفال والمراهقين، انطلاقا من هذه التسمية ماهي الاسباب التي تصيب هؤلاء بأمراض نفسانية في مجتمع عربي اسلامي له تقاليده ونواميسه وهويته وشخصيته وتحديدا في تونس؟ – الاسباب الاساسية توجد في فترة الطفولة لأن الشخصية تتكون خلال السنوات الست الأولى فهي التي ستكون الاساس لشخصية الانسان في مراهقته وكهولته، في سن المراهقة تتغير نوعا ما بظهور الرغبات الجنسية عند البلوغ، فالامراض النفسية متصلة بعلاقة الطفل بوالديه وبمحيطه ولكنها يمكن أن تظهر خلال فترة المراهقة وكذلك خلال الكهولة فغياب الإعلام وظهور التأويلات التي من شأنها أن تفاجىء المراهق وتوقعه في الخطإ مما سيفقده وعيه بجسمه وهذا سيؤثر على صحته ومن الاسباب الاخرى المشاكل العائلية كالطلاق وبعد الأم والاب وثقافة كل منهما ونشير إلى أن الاطفال الذين تابعناهم منذ بعث الجمعية أصبحوا مراهقين لذلك بعثنا مركز الريحان للمراهقين لإعانتهم على تحقيق التوازن العاطفي وإنماء تجاربهم العلائقية وتطوير امكاناتهم الذهنية وإثراء مكتسباتهم العقلية في مجالات تخص حياتهم اليومية والمهنية. (المصدر: « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)


تجارة الموتى…

«آش يقول الميت قدّام غاسلو؟»

إذا كان الزواج مكلف جدا فيما مضى فقد سعى عامة الناس للتخفيض من كلفته الى الحدود الدنيا اليوم وربما اصبح لا يتكلف شيئا على بعضهم الذين لا يريدون اهدار مالهم.. لكن الامر يختلف أمام الموت اذ لابد للميت من كفن وغسل وقبر ونقل وفرق.. وهذه الاجراءات والعادات خلقت بطول الزمن محترفيها الذين ابتدأوا هواة ثم أصبحوا محترفين وها هم اليوم تجار بأتم معنى الكلمة..
تجارة الموتى هذه بلغت حدودا لم تعد تحتمل من الاستغلال سنسعى للكشف عنها في التحقيق التالي: مباهاة ومساومة حتى في الاكفان.. يقول الحاج غزالي وهو من أقدم تجار لوازم الدفن في سوق سيدي محرز وقد تداول أجداده هذه المهنة «لقد حلل الله ورسوله هذه التجارة ونحن نراعي المسكين و«الزوالي» في اسعار الاكفان التي تتراوح اسعارها بين 35 و 70 دينارا وتختلف أثمانها حسب عدد القطع الموجودة داخل «الحرج» فهناك الكفن الشرعي ويحتوي على القطع الضرورية لدفن الميت كالقماش وبعض العطور اما «الحرج» الثاني وفيه كل اللوازم الضرورية والثانوية فيصل ثمنه احيانا الى 100 و150 دينارا عند بعض التجار». سألته عن سر هذه الاسعار المشطة نوعا ما فقال محدثي: كاي قطاع هناك دائما دخلاء على المهنة الذين يدخلون بعقلية البيع والشراء ولا يراعون الله حتى في مثل هذه التجارة ذات البعد الانساني مستغلين الحالة النفسية لعائلة الميت فيرفعون الاسعار بهدف الربح السريع واستغلال الفرص. ويضيف الحاج غزالي كما ألقي باللوم على بعض العائلات التونسية التي اعطت الفرصة لهؤلاء المحتكرين للترفيع في الاسعار بغرض التباهي والتفاخر في افراحهم وحتى في مآتمهم» وفي هذا الصدد يروي الحاج غزالي واقعة لامرأة تغسل الموتى و«تسعر» على طريقتها ولا تقبل التخفيض عن 180 دينارا الا اذا كان الميت ينقصه احد اعضائه او ما يعرف «بالطوابق» وفي احد المرات لم ترض بالاجرة التي تتقاضاها مسبقا فتركت الميت دون غسل وراحت في حال سبيلها. ويقول الحاج حسونة وهو ايضا تاجر لوازم الدفن «لم تنقطع الرحمة من قلوبنا يا بنيتي فنحن نراعي المساكين ونتصدق بالاكفان للمحتاجين لكن هناك من التجار من ماتت ضمائرهم وصاروا يبيعون الاكفان كبيعهم للخضر». تلاوة القرآن على روح الميت «سوق ودلال» ! اكد لنا طاهر انه اضطر لجلب مقرئين اثر وفاة والده وبلغت كلفة الشخص الواحد الـ35 دينارا وقد قبلوا مراعاته في السعر والتخفيض فيه بعد ان كان بـ 40 دينارا بعد بيع وشراء ومناقشة حادة وتلوا بعض السور على مضض» اما رفيقة 33 سنة فتقول في ذات السياق لقد فقدت النية حتى في قراءة القرآن وباتت المادة والمال يسيطران على العقول والنفوس حتى اضحت مواكب الدفن فريسة يترصدها اصحاب النفوس الضعيفة لجمع المال مستغلين الوضع المأساوي لعائلة الميت لاسيما اذا كانوا من الطبقات الثرية» وتواصل محدثتي قولها «لقد حضرت بنفسي احد مواكب العزاء ودهشت من المرأة المغسلة التي طلبت 150 دينارا تدفع لها مسبقا اما المقرئين فحدث ولا حرج فقد قدموا وطلبوا العشاء. وبعدما تناولوه اعربوا عن عدم رضاهم عن الكسكسي «اللي موش بنين». «أغزر للوجوه وفرق اللحم » السيد علي بن رمضان مؤذن ومقرئ بأحد جوامع العاصمة يرى أن الدخلاء على ميدان تلاوة القرآن الكريم صاروا اشبه بالمرتزقة الذي يحفظون سورتين او ثلاث و يجمعون انفسهم مترصدين مواكب الدفن في المنازل والمقابر عاملين بالمثل القائل «اغزر للوجوه وفرق اللحم» فاذا بدت علامات الوجاهة والثراء على منزل اهل الميت فانهم يرفعون في تسعيرة القراءة لتصل الى 50 دينارا للشخص الواحد ويؤكد محدثي ان احد المقرئين الذائع الصيت والمعروف بتلاوته الجيدة للقرآن وصوته الجهوري يشترط مبلغ 400 دينار صحبة 5 اشخاص ويسلم كل شخص منهم مبلغ 15 دينارا والبقية في «مكتوبو» ويبدي محدثنا علي استنكاره لمثل هذه السلوكات التي لا ترضي الشرع والعباد وقد ساهمت بعض العائلات التونسية في زرع هذه العادات السيئة في مآتمنا بجلبهم حشودا من المقرئين والقيام بالذبائح والمآدب و«الفرق» الاول والثاني والاربعين. وقد حضر محدثي احد المآتم حيث طبخت الملوخية والطاجين ووزعت المشروبات وقدمت النساء لتقديم العزاء بكامل زينتهن وبعضهن اتين للتو من عند الحلاقة. رأي الدين في تجارة الموت يقول الشيخ رياض الفرشيشي امام خمس بجامع صاحب الطابع «ان الرسول (ص) أباح تجارة لوازم الدفن والميت لأنها أرزاق تساق للعباد لكن دون استغلال او احتكار وقد تبرأ الدين الاسلامي الحنيف من تلاوة القرآن الكريم بأجر محدد او مساومة وبيع وشراء لانها صدقة على روح الميت» ويؤكد محدثي انه يكفي شراء قماش ابيض من نوع «عمبرقيز» وبعض العطورات ومواد التنظيف ولا يتجاوز سعر كل هذا الـ 20 دينارا اما قراءة القرآن على روح الميت فيكفي أن تتلى سورة ياسين على لسان احد اقرباء او جيران الميت وغير ذلك فهو من باب التفاخر والتباهي والتبذير ويرى الشيخ رياض اننا في تونس صرنا نفتقر لمقرئين حقيقيين واقل «كاشي» يتقاضاه المقرئ 10 أو 15 دينارا ومن الامور الشائعة في أسرنا التونسية انه يتم جلب المقرئين بين المغرب والعشاء حتى يتباهي اهل الميت امام الجيران بالحشد الكبير من الشيوخ زد على ذلك مظاهر توزيع المأكولات والحلويات والبقلاوة و«القاطو» وكأننا في فرح لا عزاء رغم أنه من المستحب جمع كل هذه الاموال وتقديمها كصدقة جارية على روح الميت خير له في آخرته. آمال الهلالي سؤال حائر لقد كشف لنا هذا التحقيق تجاوزات عدة بعضها سببه جشع البعض وحبهم للاستغلال وبعضها الآخر مرجعه تباهي أهل الميّت أو انهزامهم أمام الموت فيقولون: «ذهب الغالي فما بالك بوسخ دار الدنيا». في المقابل نجد أن بلدية الحاضرة حاولت تقنين هذه المسألة بأن ضبطت تسعيرات في حدود تعاملها وهو ما كشف بونا شاسعا بين ما هو معروض وما هو معمول به.. والسؤال المطروح لماذا لا تولي سلط الاشراف اهتماما خاصا بهذه «التجارة» وتقننها اكثر وتنظم التعامل معها بما يقلل من الاستغلال الفاحش. بين كفن ..وآخر الكفن الشرعي يقدر ثمنه بـ 35 دينارا ويحتوي على قطعة من القماش الابيض والقطن والعطور والزهر. أما الكفن الرفيع غيتراوح سعره بين 70 و100 دينار ويحتوي على القباقب والسترة و«الفوط» و«الحلالب» والقماش والقطن والعطور والزهر وعود القرنفل وشوش الورد واللوبان والطفل والابرة والخيط ويوضع في «كنسترو». مع العلم أن حرج المرأة يختلف عن الرجل بإضافة الحناء و«الفولارة» وطبعا يكون سعر «حرج» المرأة أرفع من الرجل. محافظ المقابر الاسلامية ببلدية تونس: أسعار المقرئين والقبور واليد العاملة تخضع للتعريفة القانونية المعمول بها وما خالف ذلك فهو تجاوز شخصي..! اتصلنا بمحافظ المقابر الاسلامية ببلدية تونس السيد عبد الوهاب بن يونس لمعرفة تفاصيل اكثر حول اسعار مواكب الدفن بكل مراحلها فأكد لنا ان كل الاسعار المقترحة مصادق عليها قانونيا من سلطات الاشراف وقد حددت كالآتي: يتقاضى شيخ القراء 10 دنانير وبقية المقرئين 8 دنانير للفرد الواحد وحدد معلوم الغاسل بـ 12 دينارا والصباب بـ 8 دنانير والقائم بعملية إخاطة الكفن بـ 8 دنانير أما خوجة فرق فحددت أجرته بـ 8 دنانير و500 مليم. وفيما يتعلق بعملية حفر وبناء القبور فقد حددت بمبلغ 45 دينارا للقبر الجديد والذي يتجاوز سن الميت فيه الـ 7 سنوات اما ما تحت هذه السن فيقدر ثمنه بـ 23 دينارا وفيما يتعلق بعملية إعادة فتح وبناء القبور القديمة فقد حددت تعريفته بـ 12 دينارا لميت لم يتجاوز عمره الـ 7 سنوات ومازاد عن ذلك فيقدر ثمنه بـ 23 دينارا ويشير محدثي أن هناك من اهل الميت من يضيف بعض الاكسسوارات على القبر كالرخام الذي يتراوح ثمن بنائه بين 10 و25 دينارا وبناء الكرسي لجلوس عائلة الميت حذو قبره وكلفته 15 دينارا (مع العلم ان هذا الكرسي غير مرخص فيه). وفيما يتعلق بمسألة نقل الميت فقد حددت التسعيرة بـ 17 دينارا كأجرة سيارات نقل الموتى وهناك من يقوم بكراء حافلة لنقل الميت واهله وقد حددت تعريفتها من طرف شركة نقل تونس وتتراوح الاسعار بين 12.5 و 53 د للذهاب او الرجوع وبين 25 دينارا و106 دنانير للذهاب والرجوع. وتتضمن هذه الاسعار الاداء على القيمة المضافة. ويؤكد عبد الوهاب بن يونس ان هذه الاسعار معمول بها قانونيا وتسعى إدارة المقابر الاسلامية لتطبيقها واذا كانت هناك تجاوزات من بعض المقاولين او المقرئين فهي تجاوزات شخصية يتحمل أهل الميت جزءا منها. أجور خيالية لغسل الموتى…! لم تخف السيدة م. الباي تعجبها واستغرابها من الاسعار المشطة التي يطلبها مغسلو الموتى فقد قامت بنفسها بتسليم احدى المغسلات مبلغ 120 دينارا بعد أن قامت بغسل والدتها ولم تستطع محدثتي أن ترفض هذا السعر لانها كانت مضطرة لغسل والدتها حتى يتمكن الاهل من دفنها ويتدخل زوجها في الحديث ليعلمنا ان رحلة الدفع لم تقف عند هذا الحد حيث طالب حفار قبور بالجلاز مبلغا ماليا قدر بـ 150 دينارا لاعداد القبر . اما السيد عادل فقد تعرض بدوره لهذا النوع من الابتزاز فبعد ان توفي صهره تكفل بجميع مصاريف الدفن وقد دفع للغاسل مبلغ 100 دينار بعد أن اصر هذا الاخير على عدم التنازل على ما دون هذا الاجر بدعوى انه تعب كثيرا في غسل الجثة. ثم قام محدثي بدفع مبلغ 150 دينارا لحفر القبر في احواز العاصمة واضاف مبلغ 70 دينارا لبنائه ورغم محاولاته المتكررة للتخفيض في الكلفة الا انه وكما يقال بالعامية «آش يقول الميت قدام غاسلو» ويواصل محدثي سرد رحلته مع المصاريف حيث اعطى مبلغ 50 دينارا اجور المقرئين الذين غادروا المكان بعد أن اكلوا وشربوا وقرأوا ما تيسر من السور ولم يعجبهم كثيرا المبلغ الزهيد الذي قبضوه وختم صاحبنا بمبلغ 50 دينارا أخرى أجرة المقرئين في المقبرة عند دفن صهره المتوفي لتتجاوز الكلفة الجملية لمراسم الدفن الـ 400 دينار دون احتساب بقية المصاريف الاخرى (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)  

أريانة انتحر بطريقة فظيعة جدا

نجار وضع رأسه تحت آلة قطع اللوح ثم شغّلها!

أريانة- الاسبوعي أقدم كهل في السابعة والاربعين من عمره على وضع حد لحياته خلال الاسبوع الفارط بطريقة فظيعة جدا وذلك بورشة نجارة على ملكه كائنة بمدينة أريانة. وعلمنا أن الهالك اختلى بنفسه يوم الواقعة بورشته وقرر الانتحار بسبب ظروف نفسية صعبة عاشها في الآونة الاخيرة وجعلته يحاول سابقا الهروب من الحياة ولكن تفطن قريبته للامر أفشل العملية غير أن المحاولة الثانية انتهت بوفاته إذ عمد الى وضع رأسه تحت آلة قطع اللوح  ثم شغلها فكانت المأساة ووصف  من تفطن للحادثة بأنها مأسوية. من جانب آخر تعهد أعوان فرقة الشرطة العدلية بأريانة المدينة بالبحث في ملابسات هذه الواقعة بإذن من السلط القضائية بالجهة بعد معاينة الجثة ورفعها  ونقلها الى مخبر الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لفحصها. ورجحت بعض المعلومات المتوفرة ان الهالك أصيب بأزمة نفسية حادة أثرت على توازنه ودفعته الى هذا المصير المؤلم. أبو معز (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 24 جويلية 2006)
 

 
 

« عمارة يعقوبيان » يستقطب إقبالاً كبيرا في مهرجان قرطاج

تونس – أ ف ب استقطب الفيلم المصري « عمارة يعقوبيان » للمخرج مروان حامد إقبالا كبيرا مساء السبت في إطار الدورة الـ41 لمهرجان قرطاج الدولي وتوقف النقاد طويلا عند أبعاده ومضمونه. عرض الفيلم في المسرح الأثري الروماني في قرطاج أمام نحو 12 ألف مشاهد لم يغادروا المكان طوال 3 ساعات رغم انقطاع الصورة والصوت مرارا. ويرسم المخرج مروان حامد في « عمارة يعقوبيان » صورة حياة حي وعمارة في وسط القاهرة بلغة جريئة تعالج قضايا المثلية الجنسية والتحرر والفساد والطبقية والتعذيب من دون أحكام مسبقة. وحظي الفيلم بنجاح لدى عرضه في عدد من المهرجانات العالمية ويشارك فيه حشد من نجوم السينما المصرية من أجيال مختلفة أمثال عادل إمام ونور الشريف ويسرا وهند صبري وأحمد بدير وأحمد راتب وإسعاد يونس وسمية الخشاب. والفيلم مأخوذ من رواية تحمل الاسم نفسه للروائي المصري علاء الأسواني صدرت عام 2000 وحققت مبيعات قياسية وترجمت إلى لغات أجنبية عدة. ومن العروض السينمائية المقررة في إطار المهرجان الذي يستمر حتى 16 أغسطس فيلم « حليم »، وفيلم « التلفزة جاية » للتونسي منصف ذويب و »كارطاغو » للمنتج أحمد بهاء الدين عطية وهو أول شريط تونسي كرتوني. (المصدر: صحيفة الوطن السعودية الصادرة يو 24 جويلية 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

14 janvier 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2062 du 14.01.2006  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué Babnet: Slim Chiboub

En savoir plus +

24 janvier 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3168 du 24.01.2009  archives : www.tunisnews.net   Reuters: Un millier de réfugiés s’évadent

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.