TUNISNEWS
7 ème année, N° 2254 du 24.07.2006
التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بيـــان حزب العمال الشيوعي التونسي: بسبب الإقصاء ومشاركة الحزب الحاكم حزب العمال يتحفظ على مسيرة 24 جويلية بالعاصمة حزب تونس الخضراء: لا للعدوان على لبنان حزبحزب البعث العربي الاشتراكي – تونس: بيان مساندة لمقاومة الغزو والاحتلال الهيئة التونسية لنصرة لبنان: بـــيـــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت: بيــــــــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: بيـــــــان عريضة تضامن مع الأساتذة المسقطين في شفاهي الكباس مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا: بيان رويترز: مسيرة حاشدة بتونس لدعم لبنان والفلسطينيين رويترز: سباق بحري بين تونس ولبنان يتحول الى رسالة للسلام في المتوسط أخبار تونس: الذكرى 49 لإعلان النظام الجمهوري – وفاء للتضحيات و تأصيل لمعاني السيادة والإرادة الحرة لحبيب امباركي: شهادة السجين نجيب الفراتي مختار العيدودي: الحق في الحكم والطمع في الحكم د. أبو خولة: حركة راشد الغنوشي في ذكراها الحسن رحيمي: استهداف لبنان ليس الا مواصلة للمشروع الأمريكي في المنطقة الحبيب أبو وليد المكني: تعميم ثقافة الهزيمة هو هدف العدوان على لبنان محمد العروسي الهاني : تحية من الأعماق للمقاومة الإسلامية لحزب الله في لبنان و الشرف الذي نالنا بفضل جهادها محمد مورو: مصير حزب الله.. السم الذي لا يميتني يزيدني قوة تركي علي الربيعو: بربرية جديدة تعيد إسرائيل إلى مربع الفترة الحجرية توفيق المديني: في ضوء فلسفة روسو وميل وأتباعهما الحرية في المذهب الليبرالي الصباح الأسبوعي: هل سيكون الحدث الاعلامي لسنة 2007: تلفزة تونس 1 قناة خاصة قد تبدأ بثها في مارس القادم الصباح الأسبوعي: 12 منحرفا يحتجزون 9 أشخاص بينهم حامل ومعاقة في غرفة لمدة 5 ساعات ويعتدون عليهم أثناء حفل ختان الصباح الأسبوعي: نجار وضع رأسه تحت آلة قطع اللوح ثم شغّلها! الصباح الأسبوعي: شاب تونسي يقاضي وزارة الصحة ويطالب بـ 150 مليونا والمحكمة لم تنظر في القضية منذ عامين الصباح الأسبوعي: تجارة الموتى… «آش يقول الميت قدّام غاسلو؟» الصباح الأسبوعي: مصافحة مع نائب رئيس جمعية ابن سينا للمساعدة الطبية النفسانية للاطفال والمراهقين: ما بين 50 و100 ألف طفل تونسي مرضى نفسيا أ ف ب: “عمارة يعقوبيان” يستقطب إقبالاً كبيرا في مهرجان قرطاج
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات
تونس في 24 جويلية 2006
بيـــان
لقد عبّر المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات عن موافقته المبدئيّة للمشاركة في مسيرة يوم الاثنين 24 جويلية 2006 و التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل تضامنا مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني في ما يتعرضان إليه من عدوان همجي من قبل إسرائيل وآلتها الحربيّة الشرسة.
لقد كان المأمول أن يكون تنظيم هذه المسيرة تعبيرا عن التلاحم الحقيقي الصادق لجماهير شعبنا مع إخواننا ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل في لبنان وفلسطين- وهو أضعف الإيمان- إلاّ أنّ التعتيم الإعلامي الذي اتسم به “الإعداد” لهذه المسيرة وإقصاء أجهزة السلطة لبعض أحزاب المعارضة والجمعيات المستقلّة عن حضور جلسة الهيئة التنظيمية بمقر ولاية تونس واختيار السلطة لمسار تمرّ منه المظاهرة يحيد به عن أيّ اختلاط بالجماهير ويهمّشها. وهي مظاهر تدل بما لا يترك مجالا للشك أنّ السلطة لا تسعى إلاّ إلى الانخراط في مسيرة رسمية درءا للوم من ناحية واستحواذا على الحدث من ناحية أخرى.
وأمام المجرى الذي اتخذه هذا الحدث وإيمانا منه بحق الشعب التونسي في التعبير عن مؤازرته للشعوب العربية في ما تُكابده من عدوان إسرائيلي غاشم ومستمرّ تدعمه الإدارة الأمريكية بكلّ وضوح وبكلّ الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية، فإنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يعبّر عن رفضه الانخراط في مسيرة رسمية لا تعبّر عن حقيقة وجدان الشعب التونسي في هذه الظروف المريرة التي يعاني منها الوطن العربي.
والتكتل الديمقراطي إذ يعبّر عن أسفه لاضطراره أن يتخذ هذا الموقف، يؤكّد ما جاء في بيانه الصادر في 15 جويلية 2006 من إدانة للاعتداءات الإجرامية المتكررة على الشعبين الفلسطيني واللبناني وتحميله إسرائيل مسؤوليتها كاملة وتنديده بالصمت الرسمي العربي والمواقف المتخاذلة التي اتخذتها بعض الأنظمة، ومطالبته لجامعة الدول العربية بالتحرك القويّ والحازم لدى منظمة الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومن أجل إدانة العدوان على الشعب اللبناني ووضع حد له، ومن أجل العمل على إطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيليّة، كما يؤكد ما جاء في بيانه من “أنّ خطورة هذا الوضع تحتم على الحكومات العربية الإسراع بتنظيم قمة استثنائية فورية لاتخاذ التدابير المناسبة ومن ضمنها قطع العلاقات مع إسرائيل مهما كانت صيغتها”.
الأمين العام
مصطفى بن جعفر
بسبب الإقصاء ومشاركة الحزب الحاكم حزب العمال يتحفظ على مسيرة 24 جويلية بالعاصمة
الأستاذة راضية النصراوي تعارض المشاركة في مسيرة يوم الإثنين 24 جويلية
لا للعدوان على لبنان
بيان مساندة لمقاومة الغزو والاحتلال
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت:
بيـــــــــــان
يعلم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان انه تقدم يوم الأربعاء 19 جويلية 2006 بمطلب كتابي للسيد والي بنزرت قصد الترخيص له بتنظيم مسيرة سلمية للتضامن مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني و التنديد بجرائم الحرب التي ترتكب في حق المواطنين العزل من طرف آلة الحرب الصهيونية.
و قد اتصلت السلطات الجهوية يوم الجمعة 21 جويلية 2006 مساءا بالأخ علي بن سالم رئيس الفرع و أعلمته شفهيا انه “يتعذر عليها السماح للفرع بتنظيم مسيرة بمدينة بنزرت و بإمكان المنخرطين المشاركة في المسيرة التي ستنظم بيوم الاثنين 24 جويلية 2006 بتونس العاصمة”.
و على اثر هذا الإعلان طوقت أهم شوارع المدينة و ازدادت التعزيزات الأمنية حول مقر الفرع المحاصر منذ قرابة السنة و تمت ملاحقة النشطاء بالمقاهي و بشوارع المدينة في محاولة من قوات الأمن لشل أي تحرك محتمل رغم أن هيئة الفرع لم تعلم الرأي العام بتاريخ المسيرة و مكان انطلاقها. إن هيئة الفرع إذ تعلم الرأي العام بذلك فإنها:
– تعتبر الرد الشفهي عن المطلب المكتوب مخالفا للقانون و أن منع المسيرة تم في خرق تام للإجراءات و للحقوق الأساسية للمواطنين الذين حرموا من حقهم في التظاهر السلمي و التعبير عن تضامنهم مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني ، هذا الحق المضمون بقوانين البلاد و المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية. – تعتبر انه من حق الرابطة أن تتظاهر سلميا بصفة مستقلة و أن تختار التوقيت و المكان و الأطراف المشاركة معها. – تندد بهذا المنع الآلي الذي تعتمده السلطة و الذي لم يقتصر على فرع بنزرت للرابطة بل على جميع فعاليات المجتمع المدني المستقلة و على فروع الرابطة و نذكر منها فرع جندوبة الذي أوقف رئيسه الأخ الهادي بن رمضان و احتفظ به في سيارة الأمن لمدة نصف ساعة يوم الجمعة 21 جويلية 2006 حين كان النقابيون و الرابطيون بصدد تنظيم مسيرة لنفس الغرض.
عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم
دعا الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان إلى تجمع نقابي يوم السبت 22 جويلية 2006 وذلك تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان وفلسطين .كما ابلغ المكتب التنفيذي السلطات الجهوية عزمه تنظيم مسيرة سلمية تعبيرا من نقابيي الجهة عن تضامنهم مع الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذان يتعرضان للحصار والموت والتشريد.ومعلوم ان مسيرات عديدة قد خرجت في كثير من بلدان العالم – بما فيها إسرائيل – تندد بهذا العدوان الغاشم وتدعو إلى إيقافه.
لكن منذ صباح السبت تحولت الشوارع المؤدية للاتحاد إلى ثكنة أمنية تتواجد فيها فرق مختلفة جاءت من جهات عديدة. ومع بداية التجمع بدأت هذه الفرق بمحاصرة المتجمعين من كل الجهات لمنعهم من الخروج في مسيرة. وكالعادة في مثل هذه المناسبات وقع الاعتداء على العديد من النقابيين – بمن فيهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل – ضربا وركلا وشتما.
وفرعنا الذي يشجب مصادرة السلطة الدائمة حق مكونات المجتمع المدني – أحزابا و منظمات – في التعبير يستغرب ازدواج الخطاب الرسمي الذي يتحدث هذه الأيام عن مساندة التونسيين للفلسطينيين واللبنانيين في محنتهم بينما تصادر حقوق المواطن في التعبير عن هذه المساندة .
لذا فإننا ندين هذا الاعتداء الذي تعرض له نقابيو القيروان، كما ندين كل الاعتداءات التي حدثت في جهات أخرى مثل تونس وجندوبة وصفاقس وندعو السلطة – مرة أخرى –للتخلي عن الأسلوب الأمني في مواجهة حق المواطنين في التعبير و احترام دستور البلاد والمواثيق الدولية التي تسمح لهم بالتظاهر السلمي وتضمن لهم الحق في الاحتجاج والتعبيـر . عن هيئة الفرع الرئيس مسعود الرمضاني
مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا (WGFENA)
المهنة |
الاسم |
المهنة |
الاسم |
أستاذ متقاعد أستاذ أستاذ جامعي محامي فني / نقابي محامي حقوقية أستاذ تقني مخبر قيم تلميذ أستاذ متقاعد طبيبة أستاذ أستاذ/حقوقي صيدلي أستاذ محامي موظف محامي أستاذ ودادية المقاومين محام معلم أستاذة معلم معلم أستاذ أستاذ متقاعد أستاذ أستاذ معلم أستاذ أستاذ |
35- احمد الكيلاني 36- ألصحبي حمدي 37- رشيد ألشملي 38- أكرم مالك 39 – فتحي اللطيف 40- فوزي المقدم 41- رقية البعزاوي 42- عبد الباسط ذوادي 43- البشير العباسي 44- عبد الجليل الرمضاني 45- بلال الدالي 46- عبد الرحيم الماجري 47- ليلى بوقديدة 48- البرني العايدي 49- محمد بن حسن 50- محمد عطية 51- محمد حمزة 52- اكرم الفجاري 53- ناجي قاسم 54- محمد جمور 55- عبد الستار منصور 56- علي بن سالم 57- الهادي الناعي 58- سمير الميساوي 59- حنان المستيري 60- توفيق القداح 61- محمد العيادي 62- جمعة السالمي 63- عبد الكريم الماجري 64- الأزهر التيمومي 65- محمد الحمداوي 66- صالح ميساوي 67- حسن الشيحاوي 68- مصطفى محمدي |
أستاذ أستاذ متقاعد أستاذ أستاذ أستاذ أستاذ أستاذ جامعي فني – معمل التبغ أستاذ أستاذ أستاذ أستاذ معلم معلم أستاذ أستاذ أستاذ أستاذ معلم أستاذ قيم موظف بالبريد سجين سياسي سابق أستاذ أستاذ معلم أستاذ أستاذ معلم أستاذ أستاذ معلم أستاذ معلم |
1- مسعود الرمضاني 2- الناصر العجيلي 3 – محمود السالمي 4 – خليفة الفتايتي 5 – لطفي ألمعروفي 6 – فتحي الشريف 7 – سالم بوخداجة 8 – سالم ألحمدي 9 – محمد لطاهر لشامخي 10 – المعز الو هايبي 11 – محسن ألحامدي 12 – عبد الحميد العثيمني 13 – كمال السبوعي 14- خليفة الكامل 15- سالم الحداد 16 الهادي بن رمضان 17- محمد نجيب ألشابي 18- البرني شقران 19- المولدي الرمضاني 20- عبد العزيز السبري 21- حمدة معمر 22- ابراهيم الهادفي 23- علي البعزاوي 24- منجي مخلوفي 25- مكي العايدي 26 – صلاح الدين السالمي 27- محمد غنام 28- حسين نعات 29- محفوظ السماري 30- المنجي الهمامي 31- علي الاجنف 32- يوسف العيادي 33- كمال العبداوي 34- نوفل الجبنوني |
نعي المناضل المنصف بن فرج
مسيرة حاشدة بتونس لدعم لبنان والفلسطينيين
تونس (رويترز) – خرج الاف التونسيين يوم الاثنين في مسيرة حاشدة بوسط العاصمة للتعبير عن استنكارهم للحرب الاسرائيلية على لبنان مطالبين بوقف فوري لاطلاق النار وتوفير حماية دولية للبنان والفلسطينيين.
وردد المشاركون في المسيرة التي جابت شارع محمد الخامس الرئيسي بالعاصمة شعارات “انقذوا لبنان” و”اوقفوا جرائم الصهاينة” و”لا للحرب نعم للسلم”.
وطالب المتظاهرون الذي قدرت مصادر من الشرطة عددهم بنحو سبعة الاف مشارك الحكومات العربية “بالتدخل لحماية الشعب اللبناني والفلسطيني من القمع الاسرائيلي”.
ورفع عدد من المتظاهرين الاخرين لافتات كتب عليها “اوقفوا الحرب الاسرائيلية” و”المقاومة المقاومة ..لا تفاوض لا مساومة” مهاجمين بعض حكومات عربية لعجزها عن ايقاف الاعتداءات الاسرائلية في لبنان وغزة.
كما حمل المشاركون لافتات كتب عليها “عجب عجب ياحكام العرب” في اشارة للصمت الرسمي العربي.
واطلقت الحكومة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل حملة لجمع التبرعات المالية والادوية لمساعدة لبنان.
وشارك في المسيرة عدد من الاحزاب السياسية والمنظمات المدنية اضافة الى شخصيات سياسية معروفة في البلاد.
وصاح متظاهر يرفع علم فلسطين وعلم حزب الله “ان الاوان لوحدة عربية حقيقية”.
وتفجرت مظاهرات غاضبة في ارجاء الشرق الاوسط وعدة دول عربية وفي بعض الدول الغربية استنكارا للهجمات الاسرائيلية على لبنان وغزة.
غير ان المتظاهرين التونسيين لم يحرقوا اعلام اسرائيل او حليفتها امريكا مثلما جرى في اغلب العواصم العربية وكانت اغلب الشعارات تدعو للحوار ووقف اطلاق النار والتعبير عن التضامن مع اللبنانيين والفلسطينيين.
وقال عبد السلام جراد رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل المشارك في هذه التظاهرة “هذه المسيرة هي استنكار للعدوان الاسرائيلي الحقير على لبنان بدعم امريكي من (الرئيس الامريكي) جورج بوش وهي ايضا دعوة للسلام في الشرق الاوسط”.
وبدأت اسرائيل منذ نحو اسبوعين حربا على لبنان خلفت اكثر من 370 قتيلا ودمرت اغلب البنية التحتية وشلت الحركة فيها للضغط لاسترجاع جنديين اسيرين لدى جماعة حزب الله.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اشار الى ان الحرب على لبنان قد تطول مشترطا نزع سلاح حزب الله وانسحابه من الجنوب واسترجاع الجنديين لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان.
كما تشن اسرائيل منذ الثامن والعشرين من يونيو حزيران الماضي حملة عسكرية على قطاع غزة بعد ان اسر مقاومون جنديا.
وقتل حزب الله خلال هجماته نحو عشرين اسرائيليا اكثرهم من الجنود.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 جويلية 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
سباق بحري بين تونس ولبنان يتحول الى رسالة للسلام في المتوسط
تونس (رويترز) – قال منظمو سباق نسائي للمراكب الشراعية كان من المقرر ان ينطلق في 13 اغسطس اب من ميناء سيدي بوسعيد التونسي باتجاه ميناء بيروت يوم الاثنين ان السباق سيغير مساره الى خمس موانيء اخرى مطلة على البحر المتوسط حاملا رسالة سلام ودعوة لوقف الحرب في لبنان. وكان من المقرر ان يتم تنظيم سباق نسائي للمراكب الشراعية ينطلق من ميناء سيدي بوسعيد ويصل الى ميناء بيروت في لبنان بمشاركة نساء من عدة بلدان مطلة على البحر المتوسط تنشيطا للحركة السياحية في البلدين اللذين يعتمد اقتصادهما على صناعة السياحة. وابلغت ايميلي دالبار وهي من لجنة تنظيم السباق في باريس رويترز عبر الهاتف “ان جوهر السباق البحري الذي سيجمع نحو خمسين امرأة من بلدان متوسطية تغير تماما … لن يتعلق الامر بتنافس بل سيتحول الى رحلة بحرية تدعو للسلم وايقاف الحرب على لبنان.” وبدأت اسرائيل منذ نحو اسبوعين هجمات ضد لبنان خلفت اكثر من 370 قتيلا ودمرت اغلب البنية التحتية وشلت الحركة في لبنان لاسترجاع جنديين اسيرين لدى جماعة حزب الله اللبنانية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اشار الى ان الحرب على لبنان قد تطول مشترطا نزع سلاح حزب الله وانسحابه من الجنوب واسترجاع الجنديين لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان. وقالت دالبار انه “بحكم الحرب على لبنان لن يتسنى الوصول لميناء بيروت وستصبح المتسابقات داعيات للسلام ستتجه كل مجموعة منهن الى بلد متوسطي حاملة رسالة تنديد بالحرب ودعوة للسلم والتعايش في كنف التسامح.” واشار المنظمون الى ان المشاركات ستصلن الى موانىء مرسيليا وموناكو واسبانيا واليونان وايطاليا وستلتقين هناك بممثلي منظمات مدنية وشخصيات سياسية وعامة معروفة لاطلاق نداء مشترك لوقف الحرب فورا. والمشاركات في (سباق عليسة) النسائي الذي تحول الى (رحلة بحرية للسلام) من المغرب وتونس ولبنان وفرنسا والبرتغال وايطاليا واليونان. وتقول الاسطورة أن (عليسة) بنت ملك صور هربت من مدينة صور اللبنانية وظلت تائهة سبع سنوات قبل ان تؤسس مملكة قرطاج عام 814 قبل الميلاد. ويأتي السباق احياء لذكراها ايضا. وكان وزير السياحة اللبناني جوزيف سركيس توقع خلال مؤتمر صحفي عقد بتونس في وقت سابق ان تساهم هذا التظاهرة البحرية في تنشيط صناعة السياحة احد القطاعات الحيوية في الاقتصاد اللبناني. واوضح المنظمون ان التغيير في مسار السباق حظي بموافقة الامم المتحدة الشريك الاساسي في تنظيم هذا الحدث البحري السياحي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 جويلية 2006)
الذكرى 49 لإعلان النظام الجمهوري
وفاء للتضحيات و تأصيل لمعاني السيادة والإرادة الحرة
تحتفل تونس يوم الثلاثاء بالذكرى التاسعة والاربعين لاعلان النظام الجمهورى كمنعطف حاسم فى التاريخ الحديث للبلاد كرس معاني السيادة الوطنية والارادة الحرة للتونسيين وجسم الاقرار بالجميل لاجيال المقاومين والمناضلين الذين جاهدوا او استشهدوا في سبيل انعتاق تونس من الهيمنة الاجنبية وتخليصها من الحكم المطلق لياخذ التونسيون مصيرهم بايدهم.
وهى ذات المعاني والقيم التى جاء تغيير السابع من نوفمبر 1987 ليعطيها من منطلق الوفاء لهذه التضحيات كل ابعادها بوضع البلاد على طريق التحديث السياسى عبر دعم مؤسسات الجمهورية واثرائها وفقا لمتطلبات كل مرحلة من تطور المجتمع.
فقد شكل النظام الجمهورى ارضية انبنت عليها الاصلاحات التي شهدتها تونس المستقلة وفي مقدمتها اصدار الدستور التونسي في اول جوان 1959 فضلا عن اقرار جملة من التشريعات التحررية شملت سائر المجالات الاجتماعية.
وجاءت خلاصة لما نادت به نخب المصلحين التونسيين منذ القرن التاسع عشر سواء في مجال تحرير المراة او في مجالات التعليم والصحة.
وجسدت مسارات التنمية والاصلاح منذ التغيير ثبات الارادة السياسية في صيانة النظام الجمهورى ودعم مؤسساته ترسيخا لسيادة الشعب وتاكيدا لارادته العليا.
فكان العمل على توفير مقومات الكرامة لكل ابناء الشعب التونسي في كنف العدل والمساواة هدفا محوريا لكل الخيارات والسياسات.
وتتنزل ضمن هذا التمشي الاصلاحات السياسية المتلاحقة على درب ارساء دولة القانون والمؤسسات واقامة قاعدة متينة للديمقراطية والتعددية وحماية حقوق الانسان وفسح مجالات المبادرة والمشاركة في الشأن العام أمام مختلف القوى الحية للبلاد.
وما فتىء الرئيس زين العابدين بن علي يؤكد وفاء تونس لمكسب الجمهورية.
وقد جاء في خطابه في الذكرى 47 لاعلان الجمهورية في 25 جويلية 2004 انه “لما كانت قيم الجمهورية جزءا لا يتجزأ من تراثنا الثقافي ومخزوننا الاصلاحي فقد اتخذنا منها مرجعا لخياراتنا وبرامجنا نستلهم منه أقوم المسالك التي اشاعها في مجتمعنا الرواد من المفكرين والزعماء في المجالات السياسية والاجتماعية وفي ميادين التعليم وتحرير المرأة خاصة والاخذ بأسباب التقدم والمناعة عامة”.
وبادر رئيس الجمهورية منذ التحول الى تنقية الدستور من الشوائب التي علقت به بأن الغى الفصل الذى ينص على الرئاسة مدى الحياة وعمل على تكريس استقلالية جهاز القضاء باعتباره من دعائم النظام الجمهورى.
كما بادر باحداث المجلس الدستورى تأكيدا للارادة السياسية في ضمان توافق كل النصوص القانونية والتشريعية مع نص الدستور وروحه وفلسفته.
وتتجلى هذه الارادة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في 25 جويلية 2004 والتي أكد فيها العزم على المضي في”تعزيز قيم الجمهورية بكل ما ترمز اليه من معاني المواطنة والسلوكيات الحضارية والسياسية الراقية وحب الوطن والتفاني في خدمته والرفع من شأنه وعلى أن يضمن النظام الجمهورى ممارسة العمل السياسي لكل التونسيين والتونسيات في نطاق القانون والاحترام المتبادل والتعامل النزيه والتمسك بالثوابت المشتركة ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.
ويعتبر التنقيح الجوهرى للدستور الذى صادق عليه الشعب التونسي في أول استفتاء في 24 ماى 2002 اضافة حاسمة على طريق الاصلاح والتأسيس لجمهورية الغد سيما من خلال فتح مجالات أرحب للمشاركة وتمثيل الشعب ودعم المؤسسات التشريعية الوطنية باحداث مجلس المستشارين وتعديل نظام الانتخابات الرئاسية باتجاه تكريس خيار التعددية على هذا الصعيد علاوة على ادراج مبادىء حقوق الانسان والتضامن والولاء للوطن في نص الدستور تشديدا على الزامية احترامها من قبل الجميع سلطات عمومية ومجتمعا مدنيا ومواطنين.
وقد برزت ثوابت المشروع السياسي الاصلاحي بعد تغيير 7 نوفمبر من خلال اصدار جملة من النصوص القانونية منها خاصة قانون الاحزاب (3 ماى 1988) والتعديلات الخمسة التي أدخلت على مجلة الصحافة وتطوير مجلة الاحوال الشخصية في اتجاه دعم مكانة المراة كشريك مكتمل الحقوق والواجبات في الاسرة والمجتمع وفي مواقع القرار والمسؤولية.
وتبدو حصيلة الاصلاح خلال العقدين الاخيرين على درب ترسيخ مبادىء النظام الجمهورى في تونس وفيرة لا يضاهيها سوى تطلع التونسيين الى مستويات أعلى من التطور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهو تطلع يجد كل مشروعيته في الرصيد الكبير المنجز في سائر المجالات ويستمد جذوته من الفضاءات المتعددة التي توفرها تونس لابنائها للمشاركة في صياغة مستقبل جماعي أفضل دعما لمقومات السيادة ولاسباب المناعة والتزاما بالوفاء الدائم لتونس دون سواها.
(المصدر: موقع “أخبار تونس” بتاريخ 24 جويلية 2006)
هاشمي رفسنجاني يستقبل السفير التونسي في طهران
طهران / ۲۴تموز/ يوليو/ ارنا استقبل رئيس مجمع تشخيص مصلحه النظام آيه الله اكبر هاشمي رفسنجاني اليوم الاثنين سفير تونس لدي طهران مولدي ساكري. واعتبر هاشمي رفسنجاني خلال هذا اللقاء بان وحده البلدان الاسلاميه هي اهم سبيل للتصدي لاعتداءات الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين . واكد ان تطورات لبنان وفلسطين تشكل موضوعا مشتركا بين البلدان الاسلاميه التي ينبغي ان تتصدي للاعتداءات وقتل المواطنين وتدمير البني التحتيه والمنازل في لبنان. وحول العلاقات بين ايران وتونس اعتبر الاسراع بتطوير هذه العلاقات امرا ضروريا مضيفا ان الطاقات في علاقات البلدين ممتازه بالنظر للقواسم المشتركه الدينيه والثقافيه وينبغي بذل جهود لتعزيز وتطوير العلاقات بين الجانبين وجعلها بالمستوي المطلوب . من جانبه اعتبر سفير تونس لدي طهران مولدي الساكري خلال هذا اللقاء منح حقوق الشعب الفلسطيني وعوده المهجرين وتاسيس دوله مستقله للفلسطينيين واعاده الاراضي المحتله الي اهلها بانها تشكل السبيل الوحيد لخلق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط . ودعا البلدان الاسلاميه لتقديم دعم قوي للبنان وفلسطين موءكدا اهميه قضيه فلسطين بالنسبه للعالم الاسلامي وانه دون حل هذه القضيه لا يمكن الوصول الي وضع مستقر . (المصدر: وكالة الأنباء الإيرانية إرنا بتاريخ 24 جويلية 2006) الرابط: http://www.irna.ir/ar/news/view/line-26/0607243439163159.htm
مأساة مساجين الرأي في تونس
الصحة و التغذية: شهادة السجين نجيب الفراتي
الحق في الحكم والطمع في الحكم
حركة راشد الغنوشي في ذكراها
سيادته تعب كثيرا
استهداف لبنان ليس الا مواصلة للمشروع الأمريكي في المنطقة
الحسن رحيمي
ليس من المستغرب اليوم على ″امبراطورية″ تواجدت في الاصل على انقاض الشعوب بسحق أغلبها وتشريد البقية للمناطق المجاورة أن تشجع وتساهم في الإستحواذ على خيرات ومقدرات الأمم والشعوب كما تفعل أمريكا اليوم.فتحت شعار ليس معي فهو ضدي تخوض الإمبريالية العالمية متمثلة أساسا في أمريكا حربا ضروسا من أجل بسط سيطرتها النهائية على شعوب العالم وخيراتهم متجاوزة كل الاعراف والمواثيق الدولية غير عابئة بما خلفته مطامحها الإستعمارية من خراب في العالم.
ولقد كان استهداف أبراجها في 11 سبتمبر 2001 الذريعة الكبرى التى تبرر بها امريكا حروبها التي خاضتها الى الآن فاستهدفت أفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف وخلفت وراءها ملايين المشردين وملايين الإصابات والعاهات وبشرت البقية بالديمقراطية والعيش الكريم، والمتابع للشأن الأفغاني ومطامح الإمبراطورية الجديدة يصبح من السهل عليه اكتشاف الأسباب الغير معلنة للحرب التي خاضتها امريكا بمباركة دولية ففي إطار بناء الإمبراطورية الامريكية وتمثيل دور شرطي العالم تعتبر أفغانستان منطقة استراتيجية مهمة في هذه المعادلة الامريكية فهي من ناحية تعتبر معبرمهم يطل على بحر قزوين وروسيا التي لا زالت تمثل معادلة مهمة للإمبريالية ومافيا المتاجرة في خيرات الشعوب ومستقبلها كما انها تمثل أيضا نقطة مراقبة مهمة على المارد الإقتصادي الصيني الذي بدا يتكون والذي سيمثل في المستقبل تهديدا للإقتصاد الامريكي وتوجهاته المتغلغلة في كل أنحاء العالم والمسيطر على أغلب توجهات الأمم السيايسة والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
أما استهدافها للعراق فلم يشذ على القاعدة الأساسية للإمبريالية وطموحات أمريكا في المنطقة العربية فبعد ما شهده العراق من نهضة اقتصادية واجتماعية وعدم اعترافه بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية وتمسك االنظام العراقي بمشروعه القومي ورفضه فتح بلاده وخيرات شعبه للإمبريالية سعت أمريكا لإسقاط هذا النظام بكل الطرق فكان العدوان الهمجي في التسعينات والذي تمكن العراق من تجاوزه والحصار الجائر لمدة إثنى عشر سنة والإستهداف اليومي بالغارات على البنى التحتية و معامل الطحين والحليب وتحت ذريعة الديمقراطية وأسلحة الدمار الشامل استطاعت امريكا بمباركة الانظمة العربية احتلال العراق 09 أفريل 2003 وفرض ديمقراطية القنابل والتشريد والتعذيب الذي ينعم بها العراق اليوم وتنصيب حكومة ″ذكية″ أعلنت الولاء التام واللامشروط لــ″لأب الحنون″ راعي الديمقراطية وحقوق الإنسان كما فعلت جميع الأنظمة العربية من قبل والتى سلمت شعوبها للمطامح الأمريكية وأصبحت تحارب شعوبها بكل الاساليب للحفاظ على الإمتيازات التى قدمت لهم كالبقاء في السلطة ووضع اليد على ما تبقى في الاقطار التي يحكمونها بالحديد والنار ونهبه.
أما فلسطين فلن نسرد تاريخية الصراع العربي الصهيوني والاسباب الرئيسية لتوطين الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ولكن القضية الاساسية اليوم والتي لازالت تمثل شوكة في حلق أمريكا وربيبتها وهي المقاومة الشعبية التي ما هدأت منذ اغتصاب فلسطين واستسلام الانظمة العربية للأمر الواقع ولشعار العملية السياسية ومنطق السلام
الملغوم الذي فرضته امريكا عليهم من كام ديفيد وأوسلو وخارطة الطريق الى مشروع الشرق الاوسط الكبيرالمتمثل أساسا في نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان لما تمثلانه من تهديد للسلام في المنطقة اي للكيان الصهيوني وهو الكيان الوحيد الذي تستهدفه المقاومة العربية الشعبية وبالتالي فالمشروع الامريكي في المنطقة العربية بدا باحتلال العراق وتدمير كل بناه من اجل سلم اسرائيل والتى سبق واستهدفها النظام العراقي بالصواريخ في قلب تل أبيب وتلاها بالقرار 1559 و انسحاب الجيش السوري من لبنان ومحاولة نزع سلاح المقاومة بالجنوب اللبناني وذلك بتشكيل مجموعة من يعرفون ب14 آذارالناطق الرسمي باسم أمريكا ولتوجهاتها في لبنان وباستهداف لبنان وفلسطين اليوم عسكريا وبمباركة الأنظمة العربية التى لا حول وقوة لها الا بيانات الإستنكار والشجب وقمع المتظاهرين في جل الاقطارالعربية والتواطؤ على المقاومة العربية في كل من العراق ولبنان وفلسطين عبر وصفها بالإرهاب والوقوف صدا امام المساندة الشعبية للمقاومة عبر محاكمات وسجون بتهمة الإنضمام للمقاومة او التخطيط لذلك.ونفس هذه الانظمة التي باركت الإستعمار الإستيطاني في فلسطين تبارك اليوم الإحتلال الامريكي للعراق والعدوان الهمجي على فلسطين منذ وصول حماس للسلطة والتوغل الإسرائيلي في لبنان واستهداف المدنيين والبنى التحتية من مستشفيات ومطارات وجسورحفاظا على مكاسب وكراسي تدين بها للمقاومة الشعبية العربية التي طردت الإحتلال من الأرض العربية عبر منطق السلاح لا المهادنة والإستسلام وهنا يجدر التذكيرأن الإستعمار بكل اشكاله هو أولا وآخرا مجموعة مصالح واحتكارات وامتيازات اقتصادية استغلالية، تسخر من أجل المحافظة عليها كل الوسائل الممكنة ومن جملتها احتلال الارض وإقامة الحكومات الصورية التابعة ورشوة طبقات من الشعب الذي تنهب مصاله واشراكها في بعض فضلات هذه المصالح وهذه القاعدة الإستعمارية أفرزت طبقة عميلة للإمبريالية استحوذت على خيرات شعوبها وتقف ضد كل مشروع مقاومة وهذا ما يفسر استهداف الانظمة العربية للمقاومة وطبقة مستغلة لا تملك سوى سلاح المقاومة من اجل استرداد الحقوق والارض وهذه الطبقة تمثل السواد الأعظم من الشعب إن لم نقل أصبحت هى الشعب وما على هذه الطبقة الا تبني النضال والمقاومة واستنزاف الإستعماروآلته ونشر روح المقاومة والصمود وتحارب روح الإستسلام فالتاريخ أثبت ان لا يقاء للإستعمار مع انتفاضة الشعوب وهذا ما تعييه كل القوى الإستعمارية ومن بينها أمريكا وحربها من اجل نزع السلاح وفرض منطق العملية السياسية ليس الا تخوفا من ثورة الشعوب واستردادها لحقوقها واراضيها المغتصبة وأولها استرداد فلسطين من الكيان الغاصب ،فلا خوف على أمة ترفع السلاح.
تعميم ثقافة الهزيمة هو هدف العدوان على لبنان
تعرضت في المقال السابق الذي جعلت له عنوانا “حزب الله يخوض معركة الأمة .. أين هي الأمة الآن من المعركة” وهي عبارة جاءت في البيان المسجل الذين الأمين العام لحزب الله إلى هذه الأمة . أردت فيه التنبيه إلى ضرورة القطع مع الأسلوب التقليدي الذي يتبعه الخطاب العربي زمن المعارك و الذي ينقطع عن حقيقة الأوضاع و يستغرق في المبالغة في تقدير المواقف العسكرية و تقديم الوعود التي تبشر بالنصر على العدو ليكتشف الناس بعد أيام وجيزة في كل مرة أن الواقع خلاف ذلك و إن الأمة قد منيت بهزيمة جديدة ، ثم لتنطلق نفس الأصوات و الأقلام في ممارسة خطاب جلد الذات ، و نشر ثقافة الهزيمة بعودتها إلى الأسباب و المسببات ، فعلت ذلك لأننا ندرك جميعا أن الأمة بما هي عليه الآن ليست مؤهلة لخوض معارك مصيرية و بالتالي فمن العبث أن يدخل البعض من قوى المقاومة في معارك من هذا الحجم و ينتظر من هذه الأمة أن تقف بكل إمكانياتها معه فذلك هو اقرب للأمل الذي يفتقر إلى شروط التحقق مجتمعة إلا أن يكون نصرا من الله خارقا للنواميس و الأقدار التي جعلها في الكون وهذا موضوع آخر لا يملك أحدا وضعه ضمن دائرة التحليل و الاستنتاج … أردت أن ألتزم فيما أكتبه بالمنطق الداخلي للتحليل الذي نطرحه على أمتنا باستمرار و القاضي بأن الأمة لا يمكن أن تنتصر على أعدائها وهي خاضعة لأنظمة استبدادية فاقدة للشرعية الانتخابية و مرتبطة في قرارها بالدوائر الاستعمارية إلى ما تبقى من هذا الطرح الذي لسنا اليوم في معرض الحديث عنه … و بمتابعتي لأحد الحوارات الدائرة بين ممثلي الفريقين الذين تعرضت لهما في مقالي السابق أكد لي مصداقية التحليل الذي قمت به و لكنه كذلك حفزني إلى تناول الموضوع من جديد في ضوء محتوى الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة مع السيد حسن نصر لله و بثته كاملا في الساعات الأولى من يوم 21ــ 7 ــ 2006 م .
الحلقة الثالثة و الأخيرة تحية من الأعماق للمقاومة الإسلامية لحزب الله في لبنان و الشرف الذي نالنا بفضل جهادها
قال الله تعالي : فأصبروا حتى يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين صدق الله العظيم
قال الله تعالى : على الله توكلنا ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين صدق الله العظيم
قال الله تعالى : فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين. سورة الانعام صدق الله العظيم
قال الله تعالى: قال موسى لقومه إستعينوا بالله و أصبروا إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين. صدق الله العظيم.
قال الله تعالى : إنّ الذين آمنوا و الذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله أولائك يرجون رحمة الله و الله غفور رحيم. صدق الله العظيم
قال الله تعالى : إنّ ربك لا بالمرصاد . صدق الله العظيم
قال الله تعالى : و شهد شاهد من أهلها صدق الله العظيم .
قال الله تعالى : ولتجدّنا أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا. صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني مناضل دستوري تونسي كاتب عام جمعية المحافظة على التراث البورقيبي
مصير حزب الله..
السم الذي لا يميتني يزيدني قوة
محمد مورو (*)
العدوان الصهيوني واسع النطاق على لبنان، يستهدف بالدرجة الأولى تصفية حزب الله… وهو هدف إسرائيلي تقليدي، وهدف أميركي كذلك، ولكن هناك أيضاً مستجدات في هذا الصدد.
الطريقة التي تقوم بها إسرائيل بتنفيذ العدوان المسمى “الثمن الرادع” تؤشر إلى الهدف المرجو منه.
حرب مبيتة
الضربات الأساسية موجهة إلى المدنيين، بل إنه تم تنفيذ مذبحة في سكان قرية مروحين عند محاولتهم الخروج منها، وذلك بدون أي خطأ في الرصد الصهيوني أو أي مبرر عسكري.
ونلاحظ هنا أن العملية التي نفذها حزب الله “الوعد الصادق” كانت ضد دورية عسكرية صهيونية، وراح ضحيتها قتلى وأسرى من الجنود الصهاينة لا من المدنيين الإسرائيليين رغم اعترافنا طبعاً بعدم وجود مدنيين في إسرائيل، لأنها بمثابة معسكر وكل من يقيم عليها مغتصب لحق الآخرين.
المهم أنه بكل المقاييس حتى الإسرائيلية فإن ما قام به حزب الله في عملية الوعد الصادق كان ضد هدف عسكري، ومن قبل أقرت وزيرة الخارجية الصهيونية الحالية بأن استهداف المدنيين الإسرائيليين هو المرفوض، أما استهداف العسكريين الصهيونيين فهو مبرر.
وأياً كانت دوافع هذا التصريح من وزيرة الخارجية الإسرائيلية فإنه مقياس صهيوني يبرر العمل ضد العسكريين الصهاينة، أي أن عملية الوعد الصادق كانت مبررة من وجهة النظر الدولية والشرعية والإسرائيلية ذاتها.
ومن ثم فإن رد الفعل الواسع النطاق، واستهداف المدنيين بصورة متعمدة يعني أن هناك هدفا من وراء ذلك هو تحريض الشعب اللبناني على المقاومة، ويدخل في هذا الإطار ضرب مرافق المياه والكهرباء والطرق والكباري والجسور.
إنها رسالة إلى الداخل اللبناني لتكوين حصان طروادة لبنانيا أو إعطاء هذا الحصان الموجود أصلاً المبررات من مثل أن قرار التصعيد يجب ألا يكون لحزب الله وحده، لأنه يمس لبنان كله ولبنان كله يدفع الثمن.
ومن مثل أن أسر جنديين إسرائيليين حتى ولو كان معناه الإفراج عن أسرى لبنانيين في عملية تبادل لا يستحق هذا الثمن الباهظ الذي يدفعه لبنان، بل ويصل هؤلاء إلى حد القول إن الأسرى اللبنانيين ليسوا بالضرورة أعز على لبنان من القتلى الذين سقطوا في العدوان الصهيوني وهو قول منافق ومراوغ طبعا.
ومن مثل أن ما يفعله حزب الله يدمر الموسم السياحي، ويضر لبنان اقتصادياً وأنه حتى لو كان يضر إسرائيل بالمثل، فإن الاقتصاد الإسرائيلي أقوى من الاقتصاد اللبناني المنهك والمدين بنحو 40 مليار دولار وأن هناك سلطتين في لبنان ويجب إنهاء هذا الوضع، ويجب في النهاية نزع سلاح حزب الله.
استهدف الضرب الصهيوني أيضاً مكاتب حزب الله ومرافقه والمراكز التابعة له، والضاحية الجنوبية في بيروت وأيضاً استهدف الضرب الموانئ والمطار وكل الطرق المؤدية إلى سوريا، لمنع أي مساعدات عسكرية أو اقتصادية إيرانية أو سورية عبر سوريا، أي حصار حزب الله تمهيداً لتصفيته.
وبديهي أن حجم عملية الثمن الرادع لا تتلاءم مع عملية “الوعد الصادق” لأن الانتقام للعسكريين الصهاينة من قتلى وأسرى لا يكون بضرب المدنيين والمرافق.
أما محاولة فك أسر الجنديين الإسرائيليين المأسورين فلن يكون بهذه الطريقة، يكون مثلاً بجمع معلومات عن المكان المحتجزين فيه، ومن ثم القيام بعملية نوعية لتحريرهما.
وعموماً فإن عمليات خطف الجنود الصهاينة ليست جديدة، وتمت العشرات منها على يد المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وكان يتم التفاوض، وإطلاق سراح أسرى ومسجونين عرب وفلسطينيين في المقابل أو تنفيذ عملية محدودة ضد الخلية التي قامت بعملية الخطف مثلا.
توقيت مناسب
وهكذا فنحن أمام عملية لها أهداف أكبر من مجرد رد الفعل على عملية الوعد الصادق، إننا أمام محاولة واضحة للقضاء على حزب الله، وقد تم تجهيز المسرح لذلك.
فهناك القرار 1559، وهناك التباطؤ من مجلس الأمن، وهناك دعم وتنسيق مسبق من أميركا، بل هناك نوع من النقد لحزب الله تم على يد دول مثل روسيا أو دول أوروبية بل حتى دول عربية كبيرة اتهمت حزب الله بأن مغامراته تضر بشعوب المنطقة.
وهناك الداخل اللبناني المعقد، العداء التاريخي بين حزب الله والقطاع الانعزالي من الموارنة، أو قل العمالة التقليدية لهذا القطاع لإسرائيل وأميركا، باستثناء التيار الوطني الحر بقيادة ميشيل عون.
وهناك الموقف المتردي بين وليد جنبلاط وسوريا الذي يصب في النهاية في خانة العداء لحزب الله، وطلب نزع سلاحه باعتباره أكبر حلفاء سوريا.
وهناك تيار الحريري والعداء مع سوريا إضافة إلى المصالح التي يرتبط بها هذا التيار إقليمياً ودولياً، وهناك الخطأ التاريخي الذي وقع فيه شيعة العراق وعمالتهم ودعمهم للاحتلال الأميركي، ومواقف إيران المراوغة والمترددة، وأحياناً الطائفية والسُنية في الموضوعين الأفغاني والعراقي.
كل هذا يصرف القطاع الوطني -وهو الأصل- في سُنة لبنان عن حزب الله باعتباره حزباً شيعياً ومن ثم فإن المسرح تم تجهيزه لبنانياً وعربياً ودولياً للقضاء على حزب الله وتنفيذ القرار 1559 بنزع سلاح حزب الله، على يد الجيش الإسرائيلي.
هذا مجرد سيناريو أعدته إسرائيل وأميركا وحلفاؤهما في لبنان والمنطقة، ولكن الأمور لا تدور بهذه الطريقة لأن الطرف الآخر لن يقف مكتوف الأيدي، وإرادة أميركا وإسرائيل ليست قدرا مقدورا.
ومن ثم فإنني أعتقد أن حزب الله كان يدرك أن استهدافه قادم لا محالة فقرر اختيار الزمان والمكان لجر إسرائيل إلى المعركة، فاختار توقيتاً ممتازا كانت فيه إسرائيل تضرب بلا هوادة في غزة، وتحاصر الشعب الفلسطيني وتقتل وتذبح وتدمر الطرق والجسور والمرافق.
ولما عجزت الدول العربية أو حتى الحركات السياسية عن فعل شيء للشعب الفلسطيني أو حماس، قامت قوات حزب الله بالهجوم على دورية صهيونية وقتلت وأسرت جنودا صهاينة في عملية ناجحة تضاف إلى السجل الرائع لحزب الله.
ومن ثم فقد أعادت العزة والثقة إلى الإنسان العربي، وأعطت رسالة أيضاً أن حزب الله هو القوة الوحيدة العربية التي فعلت شيئاً من أجل الفلسطينيين، وهذا بالطبع يعيد إليها شيئاً من المشروعية الشعبية التي فقدتها بسبب مواقف شيعة العراق.
وكانت دوائر التخطيط في حزب الله تدرك أن إسرائيل لن تستطيع أن تصمت أمام شعبها على هذه الإهانة التي لحقت بالعسكرية الصهيونية في عملية الوعد الصادق، خاصة أنها جاءت بعد عملية أكثر روعة نفذتها حركات المقاومة في فلسطين هي عملية “الوهم المتبدد” التي تم فيها حفر نفق تحت أقدام الجيش الصهيوني، والوصول إلى موقع عسكري صهيوني في كفر سالم وتنفيذ معركة عسكرية رائعة انتهت بقتل جنود صهاينة وأسر جندي آخر جلعاد شاليت والعودة به.
ومن ثم فإن سكوت إسرائيل يعني ضياع أي إحساس بالأمان لدى الشعب الصهيوني بعد أن فقد الاطمئنان إلى ذراعه العسكرية، أي أن العدوان على لبنان كان أمراً حتمياً، وهذا يفيد حزب الله لأنه يجيء في الوقت المناسب له.
فالشارع العربي والإسلامي المستفز تماماً من العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، لن يجعل أحداً من الحكومات أو القوى في قدرة على الوقوف بقوة ضد حزب الله في لبنان أو خارجه.
ثم إن الضغط الأميركي والصهيوني على سوريا، إلى درجة تحليق طائرات إسرائيلية فوق القصر الرئاسي في دمشق يجعل قيام حزب الله بالعمل في ذلك الوقت يحظى بتحريض سوري أو رضا سوري ومن ثم دعم سوري.
وكذا الملف النووي الإيراني وتهديد أميركا باللجوء إلى مجلس الأمن في هذا الصدد، يجعل تحرك حزب الله هنا نوعاً من الرسالة إلى الأميركان بأن للإيرانيين ورقة قوية جداً تسمى حزب الله يمكنها العمل ضد إسرائيل وربما أميركا إذا لزم الأمر.
وهكذا فإن العملية تحظى بالتحريض الإيراني أو الرضا على الأقل ومن ثم الدعم المطلوب، وخاصة على مستوى الصواريخ متوسطة المدى أو الكاتيوشا أو أي دعم يحدده حزب الله.
وعملية الوعد الصادق ذاتها بما فيها من أسر جنديين إسرائيليين وإمكان مبادلتهما مع أسرى لبنانيين سيضغط بدوره شعبياً في لبنان لصالح حزب الله وخاصة عند الدروز “سمير القنطار لبناني درزي مثلا” واستهداف إسرائيل عموما يرضي السُنة تقليديا، فما بالك إذا كان ذلك دفاعا عن حكومة حماس.
حزب الله إذن كان يدرك أن لديه الكثير من الأوراق وهو بالطبع كان مستعدا لتلك الحرب، فأمكنه توجيه الصواريخ إلى المدن الصهيونية في الجليل ونهاريا وحيفا، وإظهار قدرته على الوصول إلى كل مكان في إسرائيل، وقتل وجرح إسرائيليين وبث شعور إسرائيلي كامل بعدم الأمان وهي قوة ردع لن تستطيع إسرائيل تحملها طويلا.
وهذا يعني أن تقديرات حزب الله كانت تقول إن بإمكاننا الصمود، وإن العدوان سينتهي حتماً ومن ثم نكون قد أجهضنا مخطط التصفية مبكراً وفي الوقت الملائم لنا، واستعدنا مشروعيتنا الثورية في الشارع العربي والإسلامي واللبناني بعد أن شوهتها مواقف شيعة العراق.
السم الذي لا يقتلني يزيدني قوة
وإذا ما انتهى العدوان بدون تصفية حزب الله فهذا يعني أن كثيراً من القوى ستغير موقفها من نزع سلاح حزب الله، لأن إسرائيل ذاتها مع مباركة دولية وأميركية وعربية –بدرجات مختلفة– لم تنجح في ذلك، إذاً فإن هذا الأمر صار غير متاح لسنوات طويلة على الأقل.
ولكن أخطر ما في الموضوع هو أن الدعم الإيراني والسوري لحزب الله أصبح أمراً حيوياً جداً، ومن ثم فإنه لو نجحت المفاوضات أو المساومات بين أميركا وإيران مثلاً، وتم نوع من تبادل المصالح –وهو أمر لا يزال مستبعداً ولكنه محتمل– فإن حزب الله وحده سيدفع الثمن.
ولعل قراءة تفاصيل المشروعات المطروحة دولياً والتي حملها المبعوثون الدوليون إلى بيروت والتي كانت تطرح بوضوح تبادل الأسرى، ووقف العدوان وانتشار الجيش اللبناني إلى الجنوب، ونزع سلاح حزب الله جزئياً أو كلياً لا يمكن فهمها إلا في إطار أنها جزء من صفقة متوقعة بين أميركا وإيران.
وحزب الله بداهة لن يقبل بنزع سلاحه مهما كانت الظروف لأنه أولاً قتل أميركان وإسرائيليين وقصف المدن الصهيونية بالصواريخ، أي أنه بمجرد نزع سلاحه سيكون عرضة لحملة مطالبة دولية بمحاكمة قادته وربما حمل عدد كبير من عناصره إلى سجن غوانتانامو.
إذا أفلت حزب الله من التصفية هذه المرة، فإنه سيزداد قوة، بل ربما يكون البديل لمزيد من التراجع الأميركي الصهيوني والصمود السوري الإيراني، وفي أقل الأحوال فإن السم الذي لا يقتلني يزيدني قوة.
(*) كاتب مصري
(المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 24 جويلية 2006)
بربرية جديدة تعيد إسرائيل إلى مربع الفترة الحجرية
تركي علي الربيعو (*)
في سياق العدوان الهمجي الإسرائيلي على لبنان الذي تجاوز كل المتوقع، وقطع مع “قواعد اللعبة” كما جاء على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يلحظ المتابع للشأن اللبناني وللجريمة التي ترتكب في حقه لتحقيق غايات بعيدة المدى بإجماع الكثير من السياسيين، أن هناك منطقين متجاورين ما يزالان يحكمان رؤية اللبنانيين للبنان ورؤية الآخرين للبنان.
الأول يرى ما جرى على أنه “مغامرة غير محسوبة” من حزب الله، وأن لبنان يكفيه ما فيه كما يقول المثل اللبناني الشائع، والمغامرة التي قادتها المقاومة الإسلامية دفعت إسرائيل إلى هدم البنية التحتية في لبنان.
ولا شك أن تلك البنية هي في جوهرها بنية سياحية تدر على لبنان في أشهر الصيف ما يعادل 4 أو 5 مليارات دولار، وهذا من شأنه أن ينعش الاقتصاد اللبناني الذي يمر بمرحلة مديونية لا مثيل لها في الشرق الأوسط تزيد على 40 مليار دولار بفوائد سنوية تزيد بدورها على 3 مليارات دولار.
أضف إلى ذلك العبء الكبير الذي يتحمله ما بات يعرف “بالديمقراطية التوافقية” في لبنان، أي ديمقراطية الطوائف التي نعتها الرئيس الأميركي بوش بالديمقراطية الهشة.
هذا المنطق الذي يقول به كثير من اللبنانيين، يلتقي كما أسلفت مع رؤية الآخر العربي الذي راح يصف ما جرى بأنه “مغامرة غير محسوبة” وأن “المواجهات غير المحسوبة” بحسب أطراف عربية اجتمعت في القاهرة، من شأنها أن تقود إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا ما حصل.
مع أن واقع ما حصل يشير صراحة إلى مرامي إسرائيل البعيدة التي تريد أن تجعل من قضية الجنديين الأسيرين القشة التي تقصم ظهر بعير حزب الله ومن ورائه أطراف أخرى.
لم تنفع الأخ العربي أو الآخر العربي استدراكاته في التمييز بين “المقاومة” و”المغامرات غير المحسوبة” وهو يرى هول الرد الإسرائيلي البافلوفي على حد تعبير الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين الذي أدان التدمير المنهجي الإسرائيلي للبنية التحتية اللبنانية الذي من شأنه أن يوحد اللبنانيين ضد إسرائيل (معاريف، 13 – 7 – 2006).
الطرفان اللبناني والعربي اللذان أدانا “المغامرة غير المحسوبة” لحزب الله، يحكمهما تصور للبنان يتقاطع بقوة ويلتقي مع التصور الإسرائيلي للبنان الذي عبر عنه جيدا السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن في جلسته بتاريخ 14-7-2006، حين أصر في خطابه أمام مجلس الأمن على العودة إلى التاريخ القريب للبنان في محاولة منه لتنشيط الذاكرة السياحية عن لبنان.
وبالضبط عاد إلى العام 1975 عندما كان لبنان منارة سياحية وكازينو كبيرا ومحجا لكل القاصدين للسياحة، باختصار وصف لبنان بأنه كان “سويسرا الشرق الأوسط” التي هدمها فيما بعد الإرهابيون الجدد من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الذين تنكبوا لواء المقاومة ضد إسرائيل.
من هنا أهمية ما تقوم به إسرائيل من حرب على الإرهاب وتدمير للبنية التحتية في محاولة منها إلى إعادة لبنان إلى سابق عهده.
المنطق الثاني الذي يجاور المنطق السابق في عقر داره ويتحداه لا يرى في تصديه للعدوان الإسرائيلي “مغامرة غير محسوبة”، لأن إسرائيل هي التي غيرت قواعد اللعبة، وذهبت تحت تأثيرات وتحريضات أميركية وحتى عربية كما يهمس البعض قياسا على ما يجري في فلسطين من تحريض على حماس، ونوازع شرق أوسطية جديدة إلى تصفية حساباتها مع المقاومة الإسلامية.
وهي إذا كانت شرعت الأبواب للحرب المفتوحة، فنحن -والقول لحسن نصر الله- ذاهبون إلى الحرب المفتوحة.
هذا المنطق يقطع مع الرؤية السابقة التي ترى لبنان ماخورا سياحيا وموضوعا للتدويل، لأن واقع اليوم أي بداية الألفية الجديدة، يقطع مع زمن الحرب الأهلية التي بدأت في العام 1975، ويقطع مع الرؤية السياحية التي تستجدي الآخرين، فلبنان قوي بأبنائه ومقاومته، وها هو يقرن الأقوال بالأفعال.
فما يقوم به العدو من ردود فعل بافلوفية -نسبة إلى بافلوف صاحب تجربة المنعكس الشرطي- ما هو إلا التعبير الحي عن الخوف الذي يستبطن سلوك إسبارطة إسرائيلية فقدت رؤيتها السياسية كما نعتها السيد حسن نصر الله، وغابت عنها المستجدات الحديثة على الساحة اللبنانية، خاصة قدرة حزب الله على التصدي لها ومفاجأتها في عقر دارها، من صفد إلى حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا كما هدد الأمين العام للحزب.
المنطق الثاني الذي يجسده واقع المقاومة على الأرض، وواقع التصرف الإسرائيلي الأرعن في ضربه للبنية التحتية في لبنان، ظنا منه أن من شأن ذلك أن يحرض الأطراف اللبنانية الأخرى، خاصة جماعة 14 آذار على حزب الله، لم يؤد إلى انقسام الساحة اللبنانية، بين مؤيد للمقاومة وما هو ضدها.
فلا شعار يعلو على صوت المعركة، وهذا ما يفسر هذا التأييد للمقاومة عند زعامات قوى 14 آذار، عند رئيس كتلة المستقبل الشيخ سعد الحريري، الذي وجد نفسه منخرطا في الإرث السياسي الذي تركه والده الراحل رفيق الحريري.
والمعروف عن الراحل أنه رغم تحفظاته على بعض “المغامرات غير المحسوبة” كان مدافعا جيدا عن المقاومة في الوسط الدولي، وكذلك رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وكذلك النائب وليد جنبلاط الذي أدان بشدة السلوك الإسرائيلي، داعيا إلى رص الصفوف لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي وصولا إلى موقف التيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون.
في الحوار المشترك حول الإسلام الذي ضم كلا من طارق رمضان وآلان غريش، يروي المدير العام لصحيفة لوموند ديبلوماتيك الحكاية التالية في إطار نقده للذاكرة الانتقائية التي تحكم سلوك الغرب عموما تجاه العالم الإسلامي.
يقول”في الغرب غالبا ما تكون الذاكرة انتقائية، فقد طوينا صفحة الاستعمار وجرائمه باستخفاف يزعجني”، والحادثة التي يرويها هي حادثة دنشواي عام 1906.
ذلك أن عددا من الضباط البريطانيين كانوا قد خرجوا إلى الصيد، وقد أطلقوا رشاش بنادقهم على حمام يربيه الناس، والحال أن فلاحين ساخطين قذفوهم بحجرين أو ثلاثة واحترق أحد البيوت وسارع أحد الضباط إلى طلب النجدة لكنه مات من جراء أزمة قلبية.
ثم وصلت التعزيزات وجرى تنظيم محاكمة، فحكم على أربعة من الفلاحين بالإعدام وشنقوا أمام عائلاتهم وجميع أفراد القرية، وحكم على آخرين بالسجن لمدة 15 سنة، بينما جرى جلد آخرين بلا رحمة.
من وجهة نظر غريش أن هذا شاهد حقا على بربرية مفروضة باسم الحضارة، بربرية دفعت بالفيلسوف البريطاني برنارد شو إلى التساؤل “لنتخيل للحظة أن خمسة جنود صينيين قد قاموا في الريف البريطاني بإطلاق الرشاش على الدجاج الرومي بحجة الصيد فكيف ستكون ردة فعلنا؟“
من وجهة نظر العديد من المحللين أن نهج التاريخ وطاعون الحضارة ما زال يستبطن ويوجه الذاكرة الانتقائية لإسبرطة إسرائيلية، وكذلك الإدارة الأميركية في رؤيتها المنحازة كليا لإسرائيل.
وهذا ما يدفعهما دائما إلى الهروب للأمام في معالجتهما للمشاكل التي تواجههما، لأن الذاكرة الانتقائية للرئيس بوش لا تدعو إلى وقف إطلاق النار بل إلى محاسبة سوريا وإيران، والذاكرة الانتقائية لإسبرطة إسرائيلية يحكمها الحنين إلى ما سماه يوسي ييلين بالرد التلقائي البافلوفي أن “اضربوهم بقوة” هي التي ترفض بقوة أن تساوي بين جنديين إسرائيليين جرى أسرهما في عملية عسكرية بطولية مع عشرة آلاف أسير وأكثر في سجون العدو الإسرائيلي.
الآخر الفلسطيني أو اللبناني أو العراقي هو موضوع للذبح والاغتصاب والانتهاك، إذ لا يمكن من زاوية رؤية هولوكوستية لا تزال تحكم سلوك “إمبراطورية الخوف” الإسرائيلية أن تساوي بين الهولوكوست الإسرائيلي والهولوكوست الذي تقيمه إسرائيل على الفلسطينيين واللبنانيين كما جاء في حديث الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي وصف سلوك إسرائيل في لبنان بأنه هولوكوست جديد تقيمه إسرائيل على الأرض اللبنانية.
من وجهة نظر يوسي بيلين أن الغضب الإسرائيلي على العملية البطولية التي قامت بها المقاومة الإسلامية مفهوم، لكن شرط ألا يتحول إلى سياسة، وألا يعيد الإسرائيليين إلى ما يسميها بالفترة الحرجة التي سبقت خروج الإسرائيليين من لبنان واقترنت بالدموع والآلام والخوف والهلع ومئات الجنود الذين قضوا حتفهم.
واقع الحال يقول إن الغضب الإسرائيلي قد تحول إلى سياسة، والشاهد على ذلك ليس ما يجري في لبنان بل ما جرى ويجري في فلسطين، وأن صوت يوسي بيلين وغيره إن وجد يبدو نشازا في ضوء الغضب والرد التلقائي البافلوفي.
فلا مسيرات في إسرائيل تدين السلوك العسكري الإسرائيلي أو الذاكرة الانتقائية لإسرائيل كما حدث أثناء الاحتلال الإسرائيلي للبنان لعام 1982 عندما توجه أكثر من 400 ألف إسرائيلي إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية احتجاجا على غزو لبنان.
الغضب الإسرائيلي بات نهجا للتاريخ وسياسة وقوة تدميرية تمثلها خيارات شمشون (حوالي 400 رأس نووي) كما نعتها سيمور هيرش التي يراد لها أن تكون حكرا على إسرائيل دون غيرها.
لذلك ليس غريبا أن يلقى حزب الله كل هذا التأييد من الشارع العربي الذي عيل صبره من الأنظمة العربية العاجزة والمتهالكة أمام إسرائيل التي باتت عن حق بمثابة الدولة ضد الأمة حسب أطروحة برهان غليون، خاصة أنها تتبنى المنطق الإسرائيلي في رؤيتها لكل أشكال الممانعة والمقاومة لهذا المشروع، وذلك على طول الخط الممتد من حماس إلى المقاومة الإسلامية في لبنان إلى المقاومة العراقية في العراق.
لذلك ليس غريبا أن ينتصر المنطق الثاني الذي يرفض أن تكون لبنان مجرد سوق سياحية تلهو من فوقه الطائرات الإسرائيلية على المنطق الأول الذي ما زال محكوما بالرؤية الإسرائيلية السياحية للبنان؟
(*) كاتب سوري
(المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 23 جويلية 2006)
في ضوء فلسفة روسو وميل وأتباعهما الحرية في المذهب الليبرالي
** تلفزة تونس 1 قناة خاصة قد تبدأ بثها في مارس القادم
** 12 منحرفا يحتجزون 9 أشخاص بينهم حامل ومعاقة في غرفة لمدة 5 ساعات ويعتدون عليهم أثناء حفل ختان
** شاب تونسي يقاضي وزارة الصحة ويطالب بـ 150 مليونا والمحكمة لم تنظر في القضية منذ عامين.
ما بين 50 و100 ألف طفل تونسي مرضى نفسيا
«آش يقول الميت قدّام غاسلو؟»
نجار وضع رأسه تحت آلة قطع اللوح ثم شغّلها!
“عمارة يعقوبيان” يستقطب إقبالاً كبيرا في مهرجان قرطاج