الاثنين، 23 فبراير 2009

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3198du 23 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الطلبة المضربون عن الطعام: يوميات الإضراب والصمود عــــــــــــــــدد (11-12) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الصحفي عبد الله الزواري: نفي جائر  ..و حصار خانق.. !

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

المكتب التنفيذي لاتحاد العام لطلبة تونس : بيـــــــــــــان

الجزيرة.نت : قافلة غالوي لغزة تنطلق من الجزائر نحو تونس

وطن: أشهر صحيفة معارضة في تونس تثني لأول مرة على إذاعة وقناة تلفزية قريبة من الرئيس التونسي

رويترز:حزب معارض في تونس يشتكي من “تضييق السلطة عليه”

د ب أ:حزب معارض يتهم السلطات في تونس بالتضييق عليه عشية الانتخابات والحكومة تنفي

كلمة: عنف السلطة وتشنجها يتصاعد في مواجهة المواطنين

كلمة:”بن يونس” يأسف لحال مصالح الأمن من عنف الشباب

الحدود المغربية:الصحافي والمعارض التونسي مرسل الكسيبي:”نحن أمام نظام مهووس بالأمن وقتل السياسة”

جيلاني العبدلي: تونس: نعمة الديمقراطية في الخطة الاستشرافية: من 1956 إلى 2116

دعوة إلى إزالة حماس من القائمة الاروبية للمنظمات الإرهابية:نداء هام جدا

الصباح الأسبوعي:«حارقون» تونسيون غاضبون دمّروا نصف معتقل «لمبدوزا» وأحرقوه

الصباح الأسبوعي:مالطا: احتجاجا على ترحيلهم70«حارقا» تونسيا أحدثوا الفوضى وأضرموا النار في معتقل

قدس برس : تونس: مطالبة بوقف برنامج للأطفال بسبب “ميوعته”

الصباح الأسبوعي:منذ حلقته الأولى.. برنامج “سفيان شو” للأطفال يثير جدلا متزايدا واستنكار الأولياء داخل تونس وخارجها

الصباح الأسبوعي:بعد أسبوع من نشر هذا المقال، “الصباح الأسبوعي” تنشر بعض ردود القراء

الصباح الأسبوعي:مدير قناة «الجزيرة» على المباشر وسفيان الشعري عن طريق وسيط!

يو بي أي:قوات الأمن بتونس تحبط محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية وتعتقل 12 شابا

السينمائي التونسي إبراهيم اللطيف لإيلاف:بعت سيارتي ورهنت منزلي من أجل فيلم سيني شيتا

رويترز: تونس تعرض أفلاما إيرانية ضمن //أسبوع السينما الإيرانية//

يو بي أي:تونس تشارك بـ15 فيلما في مهرجان ‘فاسباكو’ السينمائي ببوركينافاسو

الأسبوعي:القبض على مهاجر تونسي متهم بتهريب 100 كلغ كوكايين بقيمة 17 مليون دينار

رشيد خشانة  : فرصة للسلام في دارفور

توفيق المديني:دلالات تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة الإسرائيلية

خالد الحروب:ميثاق حماس» يزداد عبئاً عليها… وعلى الفلسطينيين

سميح خلف : اسرى فتح خلف قضبان السجون وعملية النسيان

رويترز: ليبيا تمدد الاجتماعات بشأن خطط توزيع ثروة النفط

رويترز:إيران: تصريحات المسؤول الإيراني عن البحرين أُسيء فهمها

اسلام اولاين :آخر رجال النظام الخاص في الإخوان: أحمد عادل كمال: يتحدث لأول مرة عن دوره في اغتيال الخازندار


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


إضراب جوع من أجل الحق في الدراسة

ميات الإضراب والصمود (11+12)

بعد 11 يوم من اضرابهم عن الطعام يواصل الطلبة المطرودون تحركهم بمقر الإتحاد العام لطلبة تونس تحت حصار مكثف للبوليس السياسي ومساندة المناضلين والطلبة السبت 21/02/2009 زيارات – زار المضربين منجي اللوز عن هيئة 18 أكتوبر وعبر عن مساندته للطلبة المضربين عن الطعام وعن حق الإتحاد في عقد مؤتمره الموحد في آجاله المحددة. كما قامت المناضلة الحقوقية نجوى الرزقي بزيارة تضامنية لمقر الإضراب. – – زار وفد من راديو كلمة المضربين وعبر عن مساندته لحق الطلبة المطرودين على خلفية نشاطهم النقابي في الرجوع إلى مقاعد الدراسة. مكالمات هاتفية اتصل بالمضربين للتعبير عن مساندته لقضيتهم كل من: المناضل الحقوقي والمناضل السابق بالإتحاد العام لطلبة تونس – فرنسا- الفنانة الملتزمة ريم البنا – فلسطين- المناضل الحقوقي علي الجلولي- شاهين السافي عن الشباب الديمقراطي التقدمي- محمد الهادي حمدة – كاتب عام فرع قفصة عن الحزب الديمقراطي التقدمي- رمضان بن عمر – معلم نقابي- أمسية غنائية: أثثت المناضلة ألفة البعزاوي والفنانة بفرقة البحث الموسيقي أمسية غنائية بمقر الإضراب رافقها فيها الحضور الطلابي الكثيف في أجواء نضالية واحتفالية. وفود طلابية واصل الطلبة توافدهم من كامل جهات البلاد – بنزرت، صفاقس، قابس- للتعبير عن مساندتهم اللامشروطة مع مطالب المضربين وعبروا عن استعدادهم للدخول في إضراب جوع للمساندة. الأحد 22/02/2009 قامت قوات الأمن المحاصرة لمقر الإضراب بمنع أمين عام حزب العمال الشيوعي التونسي والمحامية والحقوقية راضية النصراوي من الالتحاق بمقر الإضراب لمساندة المضربين. عن لجنة الإعلام


لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر ” الحرية لجميع المساجين السياسيين”   “الحرية للدكتور الصادق شورو” الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 23 فيفري 2009

الصحفي عبد الله الزواري: نفي جائر  ..و حصار خانق.. !

يعيش السجين السياسي السابق عبد الله الزواري في الأسابيع الأخيرة ، في ظل حصار بوليسي خانق فالسلطات الأمنية الجهوية التي تسخّر منذ سنة 2002  ثلاث أعوان بوليس بزي مدني لمراقبة منزله طوال اليوم ولملاحقته بـ(شاحنة ميتسوبتشي .. تابعة لوزارة الفلاحة… !) ، كثفت منذ الخميس الماضي 19 فيفري2008 في أعداد الأعوان المطبقين على مقر إقامته تحت إمرة  رئيس مركز الأمن المدعو عامر الطالبي كما أن سيارة تابعة لفرقة الإرشاد(رقمها-5028/101) أصبحت  لا تغادر محيط مقر إقامة أقربائه الذين أجبروا على إيوائه  في منفاه .. ويُذكر أن الصحفي عبد الله الزواري الذي حُكم عليه في القضية عدد 76110 بالمحكمة العسكرية بتونس في تسعينات القرن الماضي كان قضى متنقلاً بين السجون التونسية 11 سنة سجنا واُفرج عنه بعد انقضاء مدة حكمه في جوان 2002 ، لكنه وُوجِه فور خروجه من السجن، بعقوبة تكميلية ممثلة في الحكم بخمسة سنوات مراقبة إدارية، اُجبر من قبل وزير الداخلية على قضائها بالجنوب التونسي، و خلال تلك الفترة حُكم عليه مجدداً في مناسبتين( 8 أشهر ثم 9 أشهر) بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية.وبعد خمسة سنوات قضاها تحت المراقبة الإدارية كان يُفترض أن تنتهي مدتها في  5 جوان 2007، أعلمه رئيس مركز الأمن الوطني بحاسي الجربي شفاهياً بقرار تمديد عقوبة المراقبة الإدارية لمدة قدرها  .. 26 شهراً.. ورغم أن المحكمة الإدارية أنصفت السيد عبد الله الزواري وقضت بالدرجة الأولى بإلغاء قرار وزيرالداخلية إجبار السيد الزواري على الإقامة بالجنوب التونسي إلا أن صدور القرار بعد إنقضاء الخمس سنوات لم يفد المتضرر، ويرجح أن عدم تعيين جلسة الإستئناف إلى اليوم ليس إلا مؤشر على أن صدور حكم المحكمة الإدارية لن يكون قبل أن تنقضي الأشهر الـ26 مجدداً .. والجمعية إذ تسجّل استهجانها لضروب قمع الحريات الأساسية في تونس وابتداع السلطة لشتى الإتهامات الملفقة لمغالطة الرأي العام، فإنها تذكّر أن  مقر إقامة الصحفي عبد الله الزواري  ، قبل سجنه وبعده  ، في  8 نهج أبي زمعة البلوي- رادس بن عروس(12كم شرق تونس العاصمة) كما تشير إلى ذلك كل الوثائق الثبوتية الخاصة به وتؤكده بطاقة الخروج من السجن، كما تؤكد الجمعية  على أنه لم يعد مقبولاً أن يستمر نفي الزواري بالجنوب التونسي (500 كم جنوب  تونس العاصمة ) بعيداً عن أهله، بقرارات أمنية شفوية، ودون موجبات قضائية و تعتبر أن تقاعس القضاء  عن تعيين موعد للجلسة الإستئنافية لدى المحكمة الإدارية،هو بمثابة المصادقة على القرارات الأمنية الجائرة بنفي الصحفي عبد الله الزواري . عن الجمعيـــــة        الرئيس         الأستاذة سعيدة العكرمي  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 صفر 1430 الموافق ل 23 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)الإفراج عن علاء الدين الحرباوي و وجدي الأكحل: تم في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين 23 فيفري 2009 الإفراج عن الشابين علاء الدين الحرباوي و وجدي الأكحل أصيلي مدينة المنستير بعد أن بقيا رهن الاعتقال بإدارة أمن الدولة مدة 19 يوما كاملة. 2 )استمرار محاصرة منزل الصحفي عبد الله الزواري: لا يزال أعوان البوليس السياسي يحاصرون منزل الصحفي المنفي في وطنه السيد عبد الله الزواري بأقصى الجنوب التونسي لليوم الخامس على التوالي . و حرية و إنصاف تدعو أحرار العالم من ناشطين حقوقيين و مناضلين سياسيين و صحفيين و منظمات و أحزاب للاتصال بالصحفي عبد الله الزواري للتعبير له عن تضامنهم معه و مساندتهم له و رفضهم لما يخضع له من مضايقات و اعتداء على حريته و تهديد لسلامته.  رقم الهاتف:  21.530.601
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


المكتب التنفيذي لاتحاد العام لطلبة تونس
بيـــــــــــــان  
لليوم الثالث عشر على التوالي يتواصل إضراب الجوع الذي يشنه مجموعة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بالمقر المركزي 19 نهج نابلس تونس دفاعا عن حقهم في الدراسة وحق المنظمة في النشاط وتسوية كل الملفات النقابية العالقة بعد أن استنفذ المكتب التنفيذي كل السبل لتسويتها. وإذ كنا ننتظر تفاعلا ايجابيا من قبل السلطات المعنية خاصة بعد المراسلات والنداءات التي توجه بها المكتب التنفيذي والتي تضمنت ردودا وتوضيحات لعديد المسائل والافتراءات معبرا في ذات الوقت عن تمسكه بالحوار الجدي والمسؤول لمعالجة كل القضايا العالقة، لكن ما راعنا إلا وأن اتصل اليوم رئيس منطقة الشرطة بباب بحر بالأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس مهددا ومتوعدا مستعملا في ذلك عبارات نابية لا تليق بالتعامل مع المسؤول الأول في منظمة وطنية وهو ما يتناقض وأبسط مقومات السلوك المدني والقانوني. وعليه يهم المكتب التنفيذي أن يتوجه إلى الرأي العام الطلابي والوطني بالتالي: 1. استنكارنا لسلوك رئيس منطقة الشرطة بباب بحر الذي يتناقض مع قوانين البلاد ودستورها ومطالبتنا بفتح تحقيق حول ما أقدم عليه وما تضمنه هذا السلوك من اعتداء على الأمين العام والمنظمة الطلابية عموما. 2. إن تمسكنا بالدفاع عن حق مناضلينا في الدراسة وعن مناخ جامعي سليم بعيدا عن كل أشكال الزجر والقهر التي لم يسلم منها أي طرف جامعي هو حق مشروع يكفله الدستور خاصة أمام سياسة الانغلاق التي انتهجتها وزارة التعليم العالي. 3. إن كل محاولات التهديد والوعيد والإرباك لن تثنينا عن الدفاع عن حقوق مناضلينا وحق المنظمة في عقد مؤتمرها دون تدخل أو وصاية بكل الأشكال المشروعة. ختاما نهيب بكل القوى الوطنية الوقوف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس حتى يتسنى له عقد مؤتمره وإيقاف نزيف المؤامرات التي تحاك ضده. عن المكتب التنفيذي الأمين العام عزالدين زعتور


قافلة غالوي لغزة تنطلق من الجزائر نحو تونس

 

تواصل قافلة “شريان الحياة” مشوارها نحو قطاع غزة حيث انطلقت اليوم من الجزائر إلى تونس في محطة جديدة من المرحلة المغاربية للرحلة التي انطلقت من العاصمة البريطانية قبل تسعة أيام. وقد تحركت قافلة المساعدات الإنسانية التي يقودها البرلماني البريطاني جورج غالوي ظهر اليوم من العاصمة الجزائرية إلى تونس. وقبل الانطلاق استقبل وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي النائب غالوي. وفي أعقاب ذلك اللقاء قال غالوي إن إسرائيل دولة عنصرية ويجب التعامل معها بتلك الصفة، مشيرا إلى أنها لا تحترم القانون الإنساني الدولي وإنه ليس لها الحق في معاقبة الشعب الفلسطيني بسبب اختياراته السياسية. وكانت قافلة شريان الحياة قد وصلت إلى الجزائر أول أمس السبت بعد أن عبرت الحدود المشتركة مع المغرب، وذلك في تطور فتح مؤقتا تلك الحدود التي لا تزال مغلقة منذ 15 عاما. وتتشكل القافلة المتوجهة إلى غزة من أكثر من مائة سيارة وشاحنة وسيارات إسعاف ويرافقها أكثر من 150 بريطانيا يهدفون إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة. وبعد تونس ستكون المحطات التالية للقافلة هي ليبيا ومصر قبل دخول القطاع. ويقول منظمو القافلة إنهم تلقوا تطمينات من السلطات المصرية بالسماح لهم بالعبور. وقد كانت القافلة قد وصلت إلى مدينة طنجة (شمالي المغرب) الأربعاء الماضي واستقبلتها في ميناء المدينة شخصيات تمثل عدة هيئات مغربية وعربية. ويتوقع أن تقطع القافلة البريطانية حوالي 8000 كيلومتر من بريطانيا إلى فلسطين مرورا ببلجيكا وفرنسا وإسبانيا وبلدان المغرب العربي ثم مصر. وقد بدأت الرحلة يوم 14 فبراير/ شباط وستنتهي في التاسع من مارس/آذار المقبل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 فيفري 2009)
 

هجومها على المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أثار جدلا:

أشهر صحيفة معارضة في تونس تثني لأول مرة على إذاعة وقناة تلفزية قريبة من الرئيس التونسي

 
هجومها على المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أثار جدلا: أشهر صحيفة معارضة في تونس تثني لأول مرة على إذاعة وقناة تلفزية قريبة من الرئيس التونسي في ما اعتبر أمرا لافتا في تونس ، تحدّثت أشهر صحيفة معارضة في تونس لأوّل مرّة عمّا وصفته ب “جرأة صار يتميّز الإعلام الخاص بها ” في تونس مثنية على محطة تلفزية وأخرى إذاعية كلاهما لقريبين من عائلة الرئيس التونسي .  وقالت صحيفة “الموقف” الأسبوعية الناطقة بإسم الحزب الديمقراطي التقدمي (مرخص له) في عددها الجديد إنّ “بعض وسائل الإعلام الخاصة في الفترة الأخيرة تشهد نقلة نوعيّة في المواضيع التي تتناولها وخاصة في مستوى إذاعة موزاييك وقناة حنبعل” ، على حدّ وصف الصحيفة . وتابعت الصحيفة أنّ “العديد من المواطنين تحدث في أكثر من مناسبة عن الجرأة التي أصبح يميز بها إعلامنا (الإعلام التونسي)”. واعتبرت الصحيفة أنّ برامج الإذاعة والتلفزة في تونس صارت “تتناول مواضيع كانت في السابق تدرج ضمن قائمة المحظورات ” وأن “الجرأة طبعت وسائل إعلامنا” ، لكنّها عادت لتقول إنّ “هذه الجرأة بقيت منقوصة” . وهذه أول مرة تتحدث فيها صحيفة “الموقف” التي هي أشهر صحيفة معارضة في تونس عن “جرأة تطبع وسائل الإعلام التونسي” ، بعد أن إشتهرت الصحيفة لسنوات بإنتقاداتها الشديدة لأوضاع حرية الإعلام في تونس وإعتبارها أن حرية الصحافة في تونس منتهكة وأن الحكومة تضيق على الصحافة والصحافيين . الصحيفة تهاجم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ولأوّل مرّة كذلك ، إنتقدت الصحيفة التونسية المنظمات الدولية لحقوق الإنسان على تقاريرها حول تونس معتبرة هذه التقارير بأنها “تفتقد إلى حد من مصداقيتها” . وهاجمت “الموقف” تقريرالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن تونس حول حرية الأنترنت متهمة إيّاه بأنه راهن على “تصريحات بعض الوجوه الحقوقية التي لا تتقن أبسط أبجديات الأنترنت” ، دون أن تذكرهم الصحيفة بالإسم . وإتهمت الصحيفة تقرير اللجنة الدولية لحماية الصحافيين بنيويورك عن تونس بأنّه “تضمّن عديد الثغرات” وأنه “أثار جدلا حول بعض الحالات الواردة به في أوساط المهتمين بالشأن الحقوقي التونسي” ، دون أن تحدد الصحيفة بالإسم الحالات التي قالت إنّ الجدل أثير حولها . وإتهمت الصحيفة اللجنة الدولية لحماية الصحافيين ب “أخذ التصريحات كمُسلمات” ، حسب وصفها . وشكّكت الصحيفة في حيادية المنظمات الحقوقية الدولية بإتهامها ب “إقتصار تقاريرها على حالات الإعتداء على فئة دون أخرى” . وإتهمت “الموقف” بعض الحقوقيين في تونس بما وصفته ب”التمعش من لعب دور الضحية” ، متابعة أن أحد الحقوقيين يتلقى منحة سنوية من بعض الجهات أصبح يوهم الآخرين بالإعتداء عليه” ، دون أن تذكره إسمه ولا إسم الجهة التي ترسل له المنحة . وإتّهمت الصحيفة منظمة العفو الدولية بإستنساخها لبيانات عدد من المنظمات الحقوقية المحلية المحظورة . وقالت الصحيفة إنّها “قامت بفتح تحقيق” بشأن إتهامات صحف قريبة من الحكومة لجمعية “نساء ديمقراطيات” ب”الركض وراء التمويل الأجنبي” . وتابعت الصحيفة أنّ جهة قريبة من “مصادرة التمويل” أفادتها بأنّ ما ورد بالصحف القريبة من الحكومة “فيه الكثير من المغالطات”. وقالت الصحيفة إن مؤسسة “نيومان” طالبت جمعية “نساء ديمقراطيات” بإسترجاع مبلغ منحة لها بعنوان نساء مغاربيات – مساواة وتم إرجاع المبلغ ” . وكانت بعض الصحف القريبة من الحكومة نشرت الخبر في إطار هجومها المعتاد على هذه الجمعية النسائية التونسية التي تناصبها الحكومة العداء ، وذكرت بعض المعطيات التي أيدتها صحيفة “الموقف” في عددها الأخير . وإعتبرت “الموقف” في المقال ذاته أن عدم دعم الحكومة التونسية لبعض المنظمات هو “الذي دفع بعضها إلى التمويلات الأجنبية” . وأثار العدد الجديد من صحيفة “الموقف” حدلا واسعا في تونس . وتشتهر تونس بإنتهاكات حقوق الإنسان حسب تقاريرالمنظمات الدولية وتضييقها على الصحافيين وإعتقالها للمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان . وتحتكر الحكومة في تونس الفضاء الإعلامي التلفزيوني و الإذاعي حيث لا تسند تراخيص الإذاعات والمحطات الخاصة إلا للقريبين منها ، ويشتكي الصحافيون من حرمانهم من تراخيص لإنشاء صحف مستقلة . (المصدر: صحيفة “وطن” (أليكترونية – أمريكا) بتاريخ 22 فيفري 2009) الرابط:http://watan.com/200902229217/2009-02-22-17-52-00.html

حزب معارض في تونس يشتكي من “تضييق السلطة عليه”

 

 
تونس (رويترز) – قال الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس يوم الاثنين إنه يتعرض للتضييق عليه بشكل مستمر من قبل سلطات بلاده. وقال الحزب في بيان حصلت رويترز على نسخة منه إن “السلطة تواصل التضييق على نشاط الحزب الديمقراطي واستهداف مناضليه ومحاصرة صحيفته في محاولة متجددة للحد من انتشاره ولمنعه من القيام بوظيفته كقوة سياسية عشية الانتخابات العامة لعام 2009”. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق حكومي. لكن عادة ما تنفي الحكومة مثل هذه الاتهامات وتقول ان حرية العمل السياسي مضمونة في البلاد وفقا لما يكفله القانون. وأوضح البيان الممهور بتوقيع امينته العامة مية الجريبي ان السلطة عمدت الى منع منخرطين شبان في الحزب من حضور اجتماعات سياسية للحزب في بنزرت وقفصة. كما اتهم الحزب وهو أحد ثمانية أحزاب معارضة صغيرة في تونس سلطات بلاده “بالضغط على شركة توزيع خاصة لمنع توزيع العددين الاخيرين من صحيفة الوقف الناطقة بلسانه في الاسواق بغية تكبيدها خسائر مالية”. ويؤكد مسؤولون حكوميون باستمرار أن حرية الصحافة متاحة وأن المواضيع الجرئية التي تتناولها الصحف المعارضة والنقد الموجه للحكومة ضمن صفحاتها دليل على التعبير الحر في البلاد. (المصدر: وكالة أنباء رويتز بتاريخ 23 فيفري 2009 )


حزب معارض يتهم السلطات في تونس بالتضييق
عليه عشية الانتخابات والحكومة تنفي
 
 
تونس 23 شباط/فبراير (د ب أ)- اتهم الحزب الديمقراطي التقدمي (راديكالي معارض غير ممثل في البرلمان) السلطات التونسية بـ”التضييق على نشاطه واستهداف مناضليه ومحاصرة صحيفته في محاولة متجددة للحد من انتشاره ولمنعه من القيام بوظيفته كقوة سياسية عشية الانتخابات العامة لسنة 2009″. وقالت مية الجريبي /48 عاما/ الأمينة العامة للحزب في بيان أصدره الحزب اليوم الاثنين إن السلطات قامت “بالضغط” على شركة توزيع خاصة “لمنع توزيع العددين الأخيرين من صحيفة الموقف الأسبوعية (الناطقة باسم الحزب) بغية تكبيدها خسائر مالية.. وحملها على الاحتجاب”. وأضافت أن الحزب قرر “تنظيم حملة سياسية للوقوف ضد هذه الانتهاكات والدفاع عن حقه في العمل السياسي المستقل والدفاع عن حق التونسيين في انتخابات حرة ونزيهة يختارون فيها من يمثلهم بعيدا عن كل أشكال الضغط والإكراه”. من جانبها نفت السلطات التونسية هذه الاتهامات ووصفتها بـ”المزاعم الواهية”. وقال مصدر رسمي في بيان له: “إن كل هذه المزاعم الواهية ما هي في الواقع إلا علة ما انفكت تلجأ إليها قيادة هذا الحزب لتحويل أنظار منخرطيه عن الانقسامات الداخلية للحزب وكذلك عن قصور هذا الحزب في استقطاب مناصرين له”. وأضاف:”بعكس ما يحاول الترويج له الحزب الديمقراطي التقدمي، فإن صحيفة الموقف الناطقة باسمه تصدر بانتظام وتوزع في كامل أنحاء البلاد دون أية قيود، شأنها في ذلك شأن كل الصحف الناطقة باسم أحزاب المعارضة”. ولفت إلى أن “جميع الأحزاب السياسية في تونس تمارس أنشطتها السياسية والإعلامية بحرية تامة”.   (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 23 فيفري  2009)  


عنف السلطة وتشنجها يتصاعد في مواجهة المواطنين

 

 
نشرة في الحدث السياسي,  يبدو أن السلطة تفقد يوما بعد يوم كل أدوات التواصل مع المواطنين ولم يبق لها غير لغة القمع وتسليط جحافل البوليس لقمع المناضلين ومنعم من القيام بأنشطتهم السلمية والمدنية وقد أصبحت هذه الممارسات تتكرر يوميا وفي أماكن مختلفة من تراب البلاد. البوليس السياسي يمنع نشطاء حقوقيين بالمنستير من الجلوس في المقاهي من ذلك ما حصل في ولاية المنستيريوم الأحد 22 فيفري من منع للإجتماع بمقر حزب التجديد الذي دعى له فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقصيبة المديوني لمناقشة أوضاع المهاجرين التونسيين بجزيرة لامبدوزا الإيطالية وقد منع المناضلون من عقد الإجتماع وتمت متابعتهم ومنعهم حتى من الجلوس في المقاهي ولما تحولوا إلى مدينة المنستير تمت محاصرتهم في أحد المقاهي وسط المدينة بأعداد غفيرة من البوليس والميليشيا تشابكوا معهم كلاميا ومنعوا صاحب المقهى من استقبالهم.
… و يمنع نشطاء سياسيين من التنقل إلى تونس العاصمة علمت كلمة أن عناصر البوليس السياسي منعت نشطاء سياسيين تابعين لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين كانوا يعتزمون الإنتقال من عدة مدن تونسية والإلتحاق بالعاصمة تونس للمشاركة في اعتصام يتعلق بشأن حزبي داخلي ومع ذلك فقد تدخل البوليس السياسي لمنع أعضاء حركة الديمقراطيين الإشتراكيين من الإلتحاق بالعاصمة <!–[ وتم اجبارهم على البقاء في بيوتهم وهو ما أكده لنا الأستاذ محمد الهادي بن سعيد الذي تم منعه هو الآخر من مغادرة بنزرت باتجاه العاصمة وأعرب لنا عن استغرابه من تدخل السلطة في شأن حزبي خاص ومناصرتها لطرف على آخر. …و يعتدي على نشطاء سياسيين بقفصة اعتدت مجموعة من أعوان الأمن بالزي المدني ظهر يوم الأحد 22 فيفري بالعنف الشديد على كل من الآنسة غزالة محمدي  والسيدين رشاد محمدي ومعز الجماعي، كان ذلك قرب محطة الشركة الجهوية للنقل بقفصة   حيث كان رشاد وغزالة المحمدي برفقة معز الجماعي المتجه الى مكان إقامته بعد زيارة قام بها إلى قفصة لتوديعه، وقد صرح السيد رشاد محمدي لراديو كلمة أنه تعرض لاعتداء همجي صحبة رفاقه، وقال إن أحد المعتدين هو محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة. كما تعرض السيد معز الجماعي كذلك لضرر بدني بسبب الإعتداء عليه  استلزم راحة طبية ب  21 يوم ،  وقد ذكر السيد رشاد محمدي أنهم سيرفعون قضية عدلية ضد المعتدين.  
(المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 فيفري 2009)  


“بن يونس” يأسف لحال مصالح الأمن من عنف الشباب

 
نشرة وائل لندلسي  كتب الصحفي كمال بن بن يونس في جريدة الصباح لعدد السبت مقالا تحدث فيه عن تعاقب الاجتماعات في وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة لبحث ملفات تتعلق بالقضايا التي تعرض على مصالح الأمن والمحاكم محليا وجهويا ووطنيا وسببها العنف اللفظي والمادي للشباب.  وقال إن وزيرا التربية والشباب والرياضة أعلنا عن عدة إجراءات تهدف إلى نشر سلوكات متحضرة في المؤسسات التربوية والملاعب. و أهمل الصحفي “المستقل” كعادته ملفات العنف اللفظي و المادي التي يمارسها أعوان مصالح الداخلية – التي تشتكي اليوم من ارتفاع شكاوى الاعتداءات المادية و اللفظية- ضد المواطنين والنشطاء السياسيين و النقابيين والحقوقيين والصحفيين . (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 22 فيفري 2009)
 


الصحافي والمعارض التونسي مرسل الكسيبي: “نحن أمام نظام مهووس بالأمن وقتل السياسة”

 
الزميل الصحافي مرسل الكسيبي،رئيس تحرير الوسط التونسية الصادرة من ألمانيا،يقربنا من الوضع البئيس الذي توجد عليه الحريات بتونس،وفي مقدمتها المضايقات المستمرة التي تطال رجال ونساء الصحافة المستقلة و المعارضة،كما يربط مسألة بناء صرح مغاربي حقيقي بشرط إطلاق مشاريع سياسية من داخل جميع البلدان المعنية،تضع الدمقرطة و الحريات أهدافا أساسية لها،وإلا سيكون بناء بدون جدوى.وثمن في هذا الإطار فكرة إحداث تنسيقية مغاربية لحقوق الإنسان،واصفا إياها “بالخطوة الذكيةّ”. حاوره  بوعلام غبشي  
كيف تشخص للقراء الوضع الذي توجد عليه الصحافة التونسية اليوم؟ وضع الصحافة في تونس تلخصه حالة حجب أهم المواقع الإلكترونية المؤثرة في المشهد الإعلامي والسياسي التونسي،إذ قامت السلطات بإنشاء ما يسمى بالوكالة التونسية للانترنيت والتي تكفلت بغلق كل المنابر الصحفية التونسية المستقلة والمعارضة في الفضاء الإلكتروني،هذا علاوة على مصادرة الكثير من الصحف وإحالة أخرى على المحاكمة،ولم يكن مصادرة العدد الأخير من صحيفة الطريق،لسان حال حزب التجديد المعارض،إلا قطرة في بحر انتهاكات واعتداءات على حرية الإعلام منذ عشرين سنة تقريبا. يمكنكم أيضا التأمل في ما تنشره الصحافة التونسية من تحقيقات وتغطيات،حتى تدركوا حجم الابتذال الذي صارت عليه صحفنا الرسمية وشبه الرسمية،إذ تكون في مضمونها نسخة مطابقة الأصل لصحيفة شعبية تافهة،لولا بعض الصحف القليلة والنادرة المحدودة الانتشار والمحسوبة بشكل أو اخر على أحزاب المعارضة. أما بالنسبة لواقع الإعلام المرئي أو المسموع فإننا نشهد تعددا في المنابر دون ثراء في المضمون الفكري أو التثقيفي أو السياسي،لولا بعض الاختراقات التي حققتها إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم أو إذاعة الموزاييك أو قناة حنعبل الفضائية،أخدا بعين الاعتبار أن هذا الاختراق لم يصل إلى مستوى التعاطي الشفاف والجريء مع الوضع الحقوقي أوالسياسي أو بعض الملفات الحساسة المرتبطة بالشأن العام. كيف يتصرف الإعلاميون والحقوقيون أمام هذا التصلب للنظام التونسي في تعاطيه مع الحريات؟ يبدي الكثير من الإعلاميين التونسيين رفضهم لهذه الأوضاع القمعية المخيمة على القطاع،ويحاولون التكتل داخل هياكلهم النقابية والمهنية والجمعوية من أجل فرض فضاء إعلامي متحرر عن سلطان ورقابة الدولة وشموليتها.يمكن رصد روح مبادرة شجاعة من خلال تجرئ الكثيرين على التعاطي مع ملفات سياسية واجتماعية حساسة،حيث يحاول البعض تغطية تطورات الوضع السياسي في أمانة ونزاهة وروح نقدية فيها كثير من الجرأة.لقد سجل الاعلاميون التونسيون ملاحم خالدة عبر تحركات رمزية ومعبرة فمنهم من التجأ إلى الإضراب عن الطعام ومنهم من ساهم في تحركات احتجاجية ميدانية ومنهم من تمرد على القالب وتعاطى مع موضوعات الفساد،ودفع الثمن بدخوله السجن،ومنهم من اكتوى بنار المنفى لعقود متتالية ورفض الخنوع وحاول إيصال الام التونسيين والتونسيات إلى الرأي العام العربي والدولي.هذا علاوة على ما نرصده من مقاومة ميدانية مستميتة عبر إنشاء مواقع إلكترونية وصحف الواب والانخراط في عالم المدونات والشبكات الاجتماعية العالمية المؤثرة أو المساهمة في معركة الفضائيات عبر إبراز الوجه القمعي للسلطة وخروقاتها الممنهجة ضد الحريات.هناك فعلا ديناميكية اعلامية مشرفة تمثل قوة رفض مقابل إعلام رسمي خانع وباهت وتافه يحاول أن يواصل مسرحية الكذب في زمن ثورة الإعلام والاتصالات.إن معسكر المقاومة الإعلامية يدفع اليوم ضريبة الحرية،ويخلد بالتوازي تاريخا نضاليا مشرفا سيكون حتما طريق التونسيين نحو مستقبل أفضل و أرقى لبلدهم. برأيك،ما الدواعي التي تجعل النظام التونسي غير مستعد للانفتاح على الحريات،وإطلاق أوراش الإصلاحات السياسية؟ إننا بالتأكيد أمام نظام سياسي ذي طبيعة خاصة،ففي الوقت الذي سارت فيه أنظمة مغاربية وعربية وإفريقية إلى المصالحة مع شعوبها عبر توسيع دائرة المشاركة السياسية وتنظيم انتخابات حرة وشفافة،وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من بلدان المنطقة إلى تعزيز رصيدهها في مجال الحريات وفي مجال احترام الشرعية الدولية لحقوق الإنسان،في الوقت ذاته نرى النظام التونسي مجدفا باتجاه معاكس للتاريخ إذ يوما بعد يوم يثبت للمراقبين وللمحللين والمعنيين بالشأن العام أنه من طينة ذات طبيعة أمنية لا تترك مجالا للسياسة أن تزدهر ولا للثقافة أن تعمل حراكها في المجتمع،مع الحرص على إجهاض كل محاولات إحياء الفكر  السياسي التي حملت لوائها نخب من كل المشارب والتيارات.على مدار عشرين سنة وقف التونسيون في حيرة من أمرهم اتجاه الداء العضال الذي أصاب مؤسساتهم الساياسية،وقد توصل بهم الحصاد إلى آلاف من معتقلي الرأي و آلاف من المنفيين وعشرات الآلاف من ضحايا الاستبداد على أكثر من صعيد.هناك عملية قتل متعمدة للسياسة في ظل سيطرة نخبة أمنية وتحالفات عائلية على القرار السياسي،حتى الحزب الحاكم وقع تهميشه وأصبح واجهة برلمانية أواستشارية لماكينة ضخمة ابتلعت طاقات التونسيين أو دفعت بها اتجاه المهجر أو قوارب الموت.نحن أمام تفكك لقدرات المجتمع وعوامل الحصانة الأخلاقية والثقافية والسياسية فيه،في مقابل صناعة أقلية تتحكم في الثروة والقرار ومصير شعب له رصيد تاريخي وحضاري عريق منذ آلاف السنوات. لكن ما الدواعي لا ستمرار النظام في اجترار سنوات خنق الحريات؟ هناك خوف شديد من المحاسبة على رصيد حقوقي وسياسي سيء جدا بموازاة هلع من فتح ملفات ذات علاقة بموضوعات الفساد مع إدراك جيد لتراجع مهول للرصيد الشعبي في حالة الانفتاح الإعلامي أو التوجه بجدية نحو التطوير والتغيير والإصلاح.فالنظام يدرك أن رصيده من المعارضين أو رصيده مع الكثير من الأهالي كان قمعيا وتسلطيا،وهو ما يجعله يؤمن بأنه دخل في طريق مسدود وذي اتجاه واحد هو عدم التنفيس على مواطنيه مخافة محاسبته على حقبة من الألم والعذاب في تونس المعاصر.نحن للأسف الشديد مع نظام ذي طبيعة مهووسة بالأمن وقتل السياسة ووأد الأمل وهو ما يجعل امكانات الإصلاح من داخل المنظومة السياسية الحالية شاقة وعسيرة. وضع عامل الديمقراطية كشرط أساسي بالنسبة للحكومات الأوروبية لانضمام بلدانها إلى الأسرة الأوروبية.هل في اعتقادك يمكن الحديث عن كتلة مغاربية اليوم بالمنطقة،بديمقراطية غائبة في بعض بلدانها و هشة للغاية في دول أخرى منها؟ الاتحاد المغاربي لايمكن أن تكون له جدوى سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية مالم تنخرط بلدان المنطقة حقا في مشاريع للاصلاح السياسي الحقيقي ومالم تشعر شعوبنا بانفتاح جاد ودمقرطة فعلية , اذ أن شرط الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة والاحتكام لسلطة القانون مع اعتماد اليات دولة المؤسسات هي من البديهيات لقيمة أي تكتل اقليمي أو دولي معاصر , وأظن أن منطقتنا مازالت بعيدة بمسافات كبيرة عن هذه الأبجديات السياسية مع فارق في درجات الانفتاح والتداول في كل من المغرب والجزائر وموريتانيا , حيث تشهد هذه البلدان ديناميكية ايجابية نتمناها في تونس من باب تحقيق الحد الأدنى السياسي على الصعيد المغاربي .  هناك دينامية لدى المجتمع المدني بتونس كما بباقي البلدان المغاربية،هل التنسيق فيما بين مكوناته مغاربيا،بإمكانه أن يشكل قوة موازية للسلطات التي تصر على النيل من حريات الأفراد والجماعات بالمنطقة؟ دينامية المجتمع المدني في تونس مازالت في تقديري مكبوحة في مدى قوة فاعلية نتائجها بالحسابات الايديولوجية الضيقة , اذ بمقدور مكونات المجتمع الأهلي أن تحدث التوازن مابين دولة متغولة ومابين مجتمع يتطلع نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . ان مشكلة المجتمع المدني التونسي تكمن في انقسامات تياراته وفاعليه حول أطروحات اليسار واليمين وهو مافتح الباب واسعا أمام السلطات كي تجهض كل أشكال التوحد والنضال المشترك على أرضية القاسم الوطني المشترك . من جهة ثانية فان احياء أشكال التنسيق المؤسساتي المشترك بين المجتمعات المدنية المغاربية يعد حصنا منيعا في وجه جموح وجنوح الدولة نحو  تهميش النخب ومؤسسات المجتمع الأهلي , اذ لابد من الانتباه الى أن تحصيل الاستقلال لم يكن بجهود قومية وقطرية ضيقة بقدر ماأنه جاء كنتيجة لتنسيق الشعوب وحركات التحرر الوطني العربية والمغاربية فيما بينها . وحينئذ فان حماية حقوق الأفراد والجماعات يبقى مرهونا فعلا بتطوير أشكال التنسيق والتعاون بين أطراف وجوارح المجتمعات المدنية المغاربية  وماسواها من مجتمعات مدنية صديقة وشقيقة . في هذا السياق تأسست مؤخرا تنسيقية حقوق الإنسان المغاربية،كيف تنظر لهذه التجربة الحديثة كفاعل تونسي؟ تنسيقية حقوق الانسان المغاربية تعد خطوة ذكية وعملية في الاتجاه الصحيح  وأظن أن نجاحها في افراز هياكل ومؤسسات بأقطار المغرب العربي مع تبادل الخبرات والمعلومات والزيارات واحداث تمثيليات لها على صعيد مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة خير سبيل لكبح جماح القمع أو التسلط أو انتهاك حقوق الانسان ببعض البلدان المغاربية . وما تعليقك على سلوكات البوليس التونسي تجاه منسقها ع الحميد أمين عندما حل مؤخرا بتونس؟ القيام بطرد الأستاذ عبد الحميد أمين بمجرد حلوله ضيفا على تونس من خلال بوابة مطار قرطاج الدولي , تعد في نظرنا خطوة متخلفة على أكثر من صعيد , وهي تؤكد واقع اجهاض العقل السياسي في اتخاذ القرار كما ارتباك السلطات وفزعها من نضالات المجتمع المدني المحلي أو المغاربي … على العموم نعبر نيابة عن كل أحرار تونس وشرفائها عن تضامننا المطلق مع الأستاذ عبد الحميد أمين ونرجو أن يستمر في مشواره النضالي النبيل من أجل مغرب عربي موحد , ديمقراطي ومتقدم . دار حديث في الأسابيع الأخيرة حول تدابير اتخدها النظام التونسي لعودة المعارضين بالخارج إلى أرض الوطن.هل هي بداية مصالحة بدأ يؤسس لها النظام مع الشعب؟ لقد كانت تجربتي بهذا الصدد اعلان وفاة لمشروع مصالحة وطنية سعينا وراءها منذ سنة 2005 , اذ يعلم الجميع بأنني واحد من أشهر الذين رفعوا لواء المصالحة ودافعوا عنها , غير أن السلطات لم تقابلني  بتاريخ 8 جانفي 2009 الا بالاعتقال التحفظي ووضع الكلبشات بين يدي مع الحكم علي بسنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ هذا مع احالتي على القضاء في قضية ثالثة تعد تصفية لحساب سابق مع حركة النهضة التي جمدت نشاطي بها منذ خمس سنوات . اذا ليست هناك نوايا مصالحة في تونس مادام قادة مشروع المصالحة  ورافعي لوائه يحاكمون بالسجن وتوضع أسماؤهم على قوائم المطلوبين بالمطارات والموانئ عند دخول البلاد وعند الخروج منها , مع الاحتفاظ ببرقيات تفتيش في شأنهم الى حد هذه الساعة , وهو مااكتشفته فعليا حين زرت التراب الوطني بعد غياب عنها طال  سبعة عشر عاما . يعلم الجميع أن النظام التونسي مسنود من الغرب بشكل متين لأنه يحسب له أنه اجتث الإسلاميين من المشهد السياسي التونسي.كيف تقرأ هذه المقاربة الغربية للنظام التونسي؟ لا أعتقد أن النظام التونسي مسنود والى حد هذا اليوم من دول الغرب بنفس تلك القوة التي كان عليها الاسناد حقبة التسعينات , اذ ثمة اختراقات بارزة  حققتها المعارضة وقوى المجتمع المدني منذ مطلع الألفية الجديدة , بل منذ نهاية التسعينات تقريبا , فالسلطات التونسية باتت مكشوفة الظهر اعلاميا وحقوقيا وسياسيا في كل بلدان أوروبا وأمريكا , ورجال الاعلام والسياسة والمؤسسات الحقوقية والديبلوماسيون ينظرون الى رصيد تونس على صعيد الحريات بكثير من القلق والريبة وهم يخشون كل الخشية أن تكون هذه السياسات مقدمة لاحداث فراغ يذهب بأمن ومستقبل البلاد . اننا نلمس تذمرا كبيرا على مستوى مؤسسات صنع القرار الأوروبي أو الأمريكي من مردود تونس كنظام رسمي على مستوى حريات مواطنيها وحريات هياكلها الجمعوية والحزبية  أو حرية وسائل اعلامها المصادرة , ولكن الرهان لدى هؤلاء يبقى  على المؤسسات الأهلية المحلية في استعادة ابجديات دولة القانون والمؤسسات وبديهيات الدولة المعاصرة والحديثة , حيث الفصل بين السلطات وضمان الحريات العامة والفردية واحترام تعهدات تونس الدولية في مجال حقوق الانسان ومناهضة التعذيب .   ألا يمكن تحميل جزء من المسؤولية للحركة الإسلامية بتونس التي وفرت للسلطات ذريعة تدبير الشأن السياسي والحقوقي بالطريقة السائدة اليوم؟ ليس من الحكمة أو المنطق محاسبة الحركة الاسلامية التونسية والى اليوم على تراجع مناخ الحريات أو موضوعة الاصلاح السياسي , فهذا التبرير ربما كان معقولا  الى حد ما حتى أواسط التسعينات , لكن بعد ذلك أصبح هذا التبرير ساقطا بمعايير الأخلاق والسياسة والحداثة , وأظن أن  ترديد هذه الاسطوانة  والى اليوم يعد وجها اخر لعملة القمع والتسلط والاستبداد  , بل انه وجه من وجوه الفشل السياسي في ادارة حوار وطني جاد ننتقل بموجبه الى حالة ديمقراطية واصلاحية جادة  ومتدرجة . متى تكون العودة إلى تونس بالنسبة لك؟ عندما يتهيأ الظرف على الصعيد الوطني وعندما تنضج ظروف الانتقال نحو تجربة اصلاحية وديمقراطية نتطلع اليها . وفي الختام أحيي بالمناسبة صحيفة الحدود المغربية على ماتبذله من جهد لتنويري للرأي العام العربي والمغاربي وحتى الدولي . (المصدر: صحيفة “الحدود المغربية” (أليكترونية – المغرب) بتاريخ 20 فيفري 2009) الرابط:http://www.alhoudoud.com/news.php?action=view&id=478

 


 تونس: نعمة الديمقراطية في الخطة الاستشرافية: من 1956 إلى 2116

 
نحن في تونس خصّنا الله بنعمتين:  خصّنا بنعمة صغرى، حين أوجدنا في نقطة من الكرة الأرضية، بعيدة عن الزلازل والبراكين والأعاصير، فجنّبنا انقراضا محقّقا. وخصّنا بنعمة كبرى، حين أورثنا من طور الاستعمار حزبا واحدا حاكما غاشما، قذفنا معه حلاوة الشبع، ويا لها من حلاوة،  ويا له من شبع. وهكذا فزنا بالحسنيين، وفازت تونسنا بفضل الله خالقنا. ولمّا بلانا الله بشراذم من المعارضين المخالفين من ذوي الغيرة والحسد والنوايا السيئة والنفوس المريضة، ألقينا ما طالته أيدينا منهم على مر الأزمان في ظلمات الدهاليز والزنازين والمحتشدات، فآحتضر منهم من احتضر، وكثير منهم لا زال ينتظر، وعشنا في أمان واطمئنان هانئين مستقرّين، لا يشغلنا ” تسونامي” ولا “كاترينا” ولا “ريتا” مادمنا في حفظ الله ورعايته، ولا يزعجنا ما جرى في مصر أو في المغرب أو في مورطا نيا، بل حتى ما جدّ في جورجيا أو في أوكرانيا، ما دمنا في ظلّ الحزب الواحد ووصايته، لا حرمنا الله من خيراته وبركاته. فالحزب الحاكم – أعزّكم ربّكم- منذ أن آلت إليه البلاد والعباد، اعتنق مذهب الحلول والاتّحاد، وعلّمنا كيف تحلّ الدولة في جسد الحزب الواحد، على قاعدة الحلاّج في قوله: “ما تحت الجبّة إلا الله “. وانتشرت صولاته في الأنحاء والأرجاء، وشاعت جولاته في الداخل والخارج، وامتدّت ظلاله وآياته في كل رقعة وبقعة، فحيثما ولّيت وجهك – رعاك الله- وجدت شعبة حزبيّة ترابيّة كانت أم مهنيّة، شموع – ما شاء الله- مضيئة في كل الربوع. حزب أتى على كلّ شاردة وواردة، وسخّر كلّ هابّة ودابّة في بلادنا الخالدة، لتنفيذ خطّة صيغت برؤية ثاقبة وفلسفة رائدة، خطّة متدرّجة مراحلها متكاملة، أعتقد والفضل لله الذي أفهمني، أنّها مقسّمة إلى ثلاث أحقاب بيّنة، مقدار الواحدة منها خمسون سنة مما تعدّون. في الخمسينية الهالكة: من 1956 إلى 2005 تمحور أساسا اهتمام الحزب الواحد الأحد، على إرساء بنية أساسية متميزة، وبناء دولة قويّة متغوّلة، وكان النجاح حليفه والتوفيق رديفه. زر إن كنت من المتشكّكين واجهات المدن،  وجُب أمّهات الشوارع والمؤسسات، لترى بأمّ عينك العجب العجاب، ودعك بربّك من الواجهات الخلفيّة، والطرقات الثانويّة، والممرّات الفرعيّة، والأحياء الهامشية، فرعايتها موصولة ودراساتها جاهزة، لكنّ تكاليفها باهظة وآجال تنفيذها غيب لا يعلمه إلا الله.  وإذا تناهى إلى مسمعك – أعزك الله- قول من نوع: ” يا اللّي مزيّن من برّة آش حالك من الدّاخل؟” فآحذر قائله، لا شكّ أنّه داعية فتنة، أو صائد في المياه الآسنة، وتأكد، تأكد جيدا أنّ عيونا تراقبه وأخطارا تلاحقه. وفي الخمسينية الآتية: من 2006 إلى 2056  فنعتقد أنّ الحزب الواعد قد خطّ برامجه، وسنّ على بركة سننه ليصهر جهوده، ويركّز برامجه، على بناء اقتصاد قويّ لا تزعزعه الأعاصير، وعلى تحويل بلادنا المعزّزة إلى جنّة خالدة لن نجوع فيها، ولن نعرى، ولن نعتلّ، ولن نشقى، ولن تجد فيها – أطال الله عمرك- ما ألفته من الآلاف المؤلّفة من المعطّلين، والمهمّشين، والمشرّدين، والفقراء، والمحرومين والمكلومين، ولن نجد زمنئذ – حفظك الله- أثرا لظواهر الرّشوة، والمحسوبية، والجريمة، والهجرة السّرية. نعم، في الخمسينية القادمة سيعمّ الرخاء، ويسود الهناء، ما دام الحزب الخالد قد شدّ الأسباب، ودقّ الأوتاد، حين سنّ إعادة الهيكلة، ونهج الخصخصة، وزواج العولمة. ألا، فليبشر بنو الوطن بالآتي الزّاهر، وليمت كمدا من كانت في قلبه ذرّة من الحسد. أما الخمسينية الخاتمة: من 2056 إلى 2116  الواضح – والله أعلم- أنّ الحزب الحاكم بعد استكماله للبنية الأساسية، وبنائه للدولة، وبعد فراغه من إصلاحاته الاقتصادية، وما لم تقتض أحكام الضرورة قرارا في التمديد، سيقرّ العزم، ويتحلّى بالحزم، لإرساء أسس متينة، وقواعد صلبة للديمقراطية وحقوق الإنسان. وسيستبشر الحقوقيون، ويهنأ الديمقراطيون، حين تُحقّق مطالبهم التي طالما رفعوها في غير مواقيتها، وأثاروا من أجلها الشغب، وهدّدوا الأمن، وتآمروا على الوطن والدين، وكوّنوا جمعيات مفسدين. وحين يُطلق سراح الباقين على قيد الحياة، من السجناء السياسيين إن كانوا من فصيلة الديناصورات.  وحين يُسنّ العفو التشريعي العام، وتُجبر أضرار المتضررين، ويُطلق العنان لجميع الحريات الفردية والجماعية، ولكل الحقوق المعلومة في التنظّم والتمويل والنشاط والتعبير والتأليف.  وحين تُرفع المراقبة الأمنيّة على النشطاء، ومقرّات الأحزاب، والجمعيات المستقلة، ويزول حجز الجوازات، ومنع التجمعات، والمؤتمرات والمسيرات.  وحين تنتفي الملاحقات والمحاكمات، وتُفتح أبواب المشاركة والمكاشفة والمساءلة والمحاسبة، ويصبح الجميع أمام القانون سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين تجمّعي (الحزب الحاكم) ومعارض إلا بالجدّ والصدق. هذه كما ترون – أطال الله أعماركم ولا خيب لكم آمالا- الخطّة الضافيّة، الواضحة، الشافيّة، للحزب الفائز في كل انتخاب بالنسبة السحريّة 99.99 بالمائة، خطّة متدرّجة، قراءاتها محكمة، وحساباتها مدقّقة، وبرامجها مبيّنة. فإذا شيّد الحزب الصالح لكل زمان ومكان جمهورية الغد التي بها وعد، شعر براحة الضمير إلى الأبد، وسلّم المشعل ساعتها، لمن يحسن التدبير ويُحكم التسيير إن وُجد. ألا فتعقّلوا أيها الحقوقيون، وتفهّموا أيها الديمقراطيون، وافقهوا سياسة المراحل وحكمة التدرّج، وأجّلوا تصوّراتكم ومقترحاتكم ومساهماتكم، ولا تشوّشوا، ولا تستعجلوا، وانتظروا القرن القادم إنّا معكم منتظرون، هو قرنكم الذي به وُعدتم. ألا فآستعدّوا له من الآن، وتوكّلوا على ربّكم إن كنتم صادقين، وشمّروا على سواعدكم إن كنتم عازمين. سدّد الله خطى الحزب الواحد الأحد، حزب الأمس واليوم والغد، وكلّل خطّته بالنجاح والفلاح، وسامح الله الحقوقيين والديمقراطيين المشاغبين، وغفر لهم ما قدّموا وما أخّروا، إنّهم قوم لم يفقهوا سياسة الحزب الواحد، الحاكم الأحد من المهد إلى الأبد.   جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي مقتطف من كتاب: مواقف وطرائف (ص:49-50-51-52-53 )
 
 


نداء هام جدا

الرجاء إضافة توقيعكم والتوزيع بكثافة

 
حتى الأن وقعت النداء عشرات الشخصيات منها خوسيه ساراماغو البرتغالي الحائز على جائزة نوبل للأداب و مارياد ماغواير الايرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام.  يرجى ارسال التواقيع الى: المنسق العربي للحملة: دياب أبو جهجه   dyab.aboujahjah@arabeuropean.org المنسقة الأوروبية للحملة: نادين روزا روسوnadinerr@gmail.com   دعوة إلى إزالة حماس من القائمة الاروبية للمنظمات الإرهابية بروكسل ١ شباط  ٢٠٠٩ بمناسبة الإنتخابات الاروبية في حزيران ، نوجه نداءً عاجلاً إلى جميع المرشحين ال ٧٣٦ إلى مقاعد البرلمان الاروبي نطالبهم الإلتزام  بإزالة حماس ومنظمات فلسطينية أخرى مباشرةً و بدون شروط من القائمة الاروبية للمنظمات الإرهابية و نطالب الإتحاد الاروبي أن يعترف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني و هذا يعني الإعتراف بحماس كحركة شرعية للتحرر الوطني

الاسم           الكنية           العمل             البلد            البريد الالكتروني


أعمال شغب تطلبت تدخل 400 عون أمن و50 عون حماية مدنيّة «حارقون» تونسيون غاضبون دمّروا نصف معتقل «لمبدوزا» وأحرقوه

عشرات الجرحى بينهم 22 عون أمن وإيقاف 20 تونسيّـا نقل مئات المهاجرين التونسيين الى معتقلات أخرى استعدادا لترحيلهم نحو تونس

 
107 «حارقين» على قائمة الترحيل وقالت وسائل الإعلام الايطالية أن المعتقل يعيش منذ أسابيع حالة من الغليان بعد أن وضع المئات من المعتقلين على قائمة الترحيل جلّهم تونسيون. وفي يوم الحادثة علم حوالي 300 «حارق» تونسي- كانوا دخلوا قبل أيام في إضراب جوع تنديدا بالظروف القاسية لاعتقالهم وأيضا  للاعتراض على ترحيل 107 مهاجرين غير شرعيين تونسيين الى روما ومنها الى تونس- أن البعض منهم تسلموا الطعام أثناء توزيع الأكل فحصلت مناوشات بين العشرات منهم وتبادلوا الاتهامات والعنف.  أثناء هذه التطورات حاول عشرات التونسيين تجاوز النقاط والحواجز الأمنية والهروب الجماعي من المعتقل غير أن تدخل أعوان الحراسة ورجال الأمن كان عنيفا بعد وصول تعزيزات كبيرة (400 عون  شاركوا في السيطرة على الفوضى) حينها انفجر الوضع وراح الحارقون التونسيون بمساندة البعض من المهاجرين المغاربة في خلع الابواب وتجهيزات دورات المياه وإلقائها باتجاه عشرات الأعوان الذين ردوا بالعصي والغاز في محاولة للسيطرة على أعمال الشغب. صدامات مع أعوان الأمن غير أن ذلك لم يحصل بل احتدت الصدامات قبل أن يتعمد بعض الغاضبين الى إضرام النار في عشرات الحشايا مما تسبب في اندلاع حريق هائل تصاعدت خلاله ألسنة اللهب الى أكثر من عشرة أمتار فيما غطت سحب من الدخان الكثيف سماء الجزيرة الواقعة بأقصى الجنوب الايطالي وبلغت بعض المدن الصغيرة المجاورة ما أدى الى غليان آخر خارج المعتقل وتجمع عشرات المواطنين للتنديد بالسلطات الايطالية وبإجراءات اعتقال المئات من المهاجرين فيما اتهم رئيس بلدية لمبدوزا الحكومة بالمسؤولية عن هذه الاحداث -وفقا لما أوردته الصحف الايطالية- وطالب وزير الداخلية الايطالي بالاستقالة لاخفاقه في معالجة القضية كما طلب إخلاء المعتقل فورا وأضاف: «المعتقل تحول الى مكان خطير لشعور المهاجرين داخله بالحرمان» وحسب ذات المصدر فإن رئيس بلدية لمبدوزا بصدد التحضير لقرار يمنع استعمال الماء العمومي جرّاء تلوثه -ربما- إثر الحريق الهائل. مطالبة بتسوية الوضعية وفي سياق متصل طالبت لورابولديتي الناطقة الرسمية باسم وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وزير الداخلية بأخذ قرارات عاجلة لتسوية الوضعية داخل المعتقل والتخفيف من حدة الغليان بين المهاجرين غير الشرعيين في حين سيتحول وفد عن الاتحاد الاوروبي في مارس القادم لمعاينة الاوضاع هناك. 50 عون حماية في الموعد وفي خضم هذه التطورات الخطيرة وانتشار الحريق هرعت شاحنات الاطفاء نحو المعتقل وشارك 50 عون حماية وطائرة عمودية في عملية الاطفاء التي تواصلت لعدة ساعات. لتنطلق في نفس الليلة عملية ترحيل عشرات المهاجرين غير الشرعيين التونسيين. وفي هذا الاطار قالت الصحف الايطالية أن 180 حارقا جلهم تونسيون نقلوا جوا الى معتقلات بمنطقتي قوريسيا وقاليري بجزيرة سردانيا ونقل 120 آخرون الى كلابريا كما نقل 20 مهاجرا غير شرعي تونسي الى معتقل نهج برينا ليسكي بطورينو. ماذا خلفت المواجهة؟ وفي داخل المعتقل ألقى أعوان الأمن القبض على عشرين «حارقا» تونسيا يشتبه في مسؤوليتهم عن وقوع الاحداث التي خلفت -حسب ما أوردته وسائل الاعلام الايطالية- دمارا كبيرا بمباني المعتقل بلغت نسبته حوالي 60% وبالتالي فإن معتقل لمبدوزا الذي كان يتواجد  فيه زمن وقوع أعمال الشغب 863 «حارقا» لم يعد يتسع سوى لأقل من نصف طاقة استيعابه الحقيقية. والى جانب الخسائر المادية الفادحة فإنّ المواجهة خلفت عشرات الجرحى جلهم من أعوان أمن.  وأكيد أن الأيام القادمة ستحمل أخبارا جديدة من داخل المعتقل نفسه اعتبارا لتواصل الاحتقان وحالة الغليان بين المهاجرين غير الشرعيين الذين يمثلون نسبة 38% من المساجين في ايطاليا البالغ عددهم 59 ألفا. وكان اتفاقا حصل قبل أسابيع بين وزيري الداخلية التونسي والايطالي يقضي بترحيل 1200 «حارق» الى تونس بينهم  500 قبل موفى مارس القادم. صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 23 فيفري 2009 )

 


مالطا: احتجاجا على ترحيلهم

70 «حارقا» تونسيا أحدثوا الفوضى وأضرموا النار في معتقل

 
الأسبوعي – القسم القضائي: يبدو أن الأحداث التي جدت بمعتقل لمبدوزا الايطالي قد بلغت الى مسامع المهاجرين غير الشرعيين المعتقلين بمالطا. إذ نقلت وكالات الأنباء عن وزارة العدل المالطية قولها إن 70 حارقا تونسيا قاموا صباح يوم الخميس الفارط بأعمال شغب داخل معتقل «هال فار» بلافات وأضرموا النار في الحشايا مما استدعى تدخل أعوان الأمن والحماية المدنية. وحسب ذات المصدر فإن المهاجرين غير الشرعيين التونسيين علموا بأنهم  على قائمة المرحلين نحو بلدانهم  فأحدثوا الفوضى داخل المعتقل وأضرموا النار في الحشايا متسببين في اندلاع حريق لم يخمد الا بتدخل أعوان الحماية المدنية. وكان «الحارقون» التونسيون وصلوا يوم غرة فيفري الفارط الى السواحل المالطية ضمن مجموعة تضم 262 مهاجرا غير شرعي من جنسيات إفريـقية مختلفة بعد مشاركتهم في عملية إبحار خلسة انطلقت من السواحل الليبية. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 23 فيفري 2009 )


تونس: مطالبة بوقف برنامج للأطفال بسبب “ميوعته”

 

تونس – خدمة قدس برس أثار برنامج تلفزيوني أسبوعي للأطفال يبثه التلفزيون الحكومي التونسي، حفيظة عدد من المراقبين الإعلاميين في البلاد، بسبب ما اعتبر عملا تجاريا لا يراعي المستوى العمري والذهني للطفل. ودعا مدير أسبوعية “أخبار الجمهورية” الحكومة التونسية للتدخل لإيقاف البرنامج، مشدّدا على أنّ هذا البرنامج “يقدم صورة مائعة واصطناعية عن أطفال هذا البلد ومن الواجب حماية الطفولة من تقليد نموذج مغر وخطير على نموّ شخصية متوازنة وسليمة”. وتابع منصف ابن مراد في افتتاحية صحيفته اليوم الاثنين (23/2) “إنّ تقديم فتيات تونسيات عمرهنّ يناهز ست سنوات على وجوههنّ كيلوغرامات مساحيق أو مرتديات فساتين مشقوقة أمر خطير جدا”، وتساءل “أهذا هو النموذج الذي نقدمه للفتيات الأخريات التونسيات؟”، مضيفا  “ما هي الصورة التي نقدمها للشعوب العربية وهي تتابع المشاهد الغريبة وكأنّ الفتيات اللائى زينوهنّ وألبسوهنّ سنّهن فوق الحادي والعشرين؟”. ويؤدي سفيان الشعري وهو ممثل كوميدي برز في السنوات الأخيرة في مسلسل رمضاني برنامج “سفيان شو” الذي يتابعه جمهور كبير من الأطفال، وهو نسخة مقلدة من برنامج “مدرسة الموهوبين” لجاك مارتان على القناة الفرنسية الثانية. وترتكز النسخة التونسية على التقليد غير أنّ أسبوعية “الصباح” تساءلت هي بدورها “هل معقول أن نلقن الأطفال الأناشيد أم أغاني الإثارة المجسدة؟ وهل من المعقول أن نعلمه كيف يقلد المغنيين أم نغذي فيه طموحه الدراسي بالتعرف على علماء ونوابغ؟ هل بطفل كهذا سنبني مستقبل تونس وغدها العلمي و الاختراعي والصناعي؟” وفق تساؤل الصحيفة.    
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  23 فيفري2009)

منذ حلقته الأولى.. برنامج “سفيان شو” للأطفال يثير جدلا متزايدا واستنكار الأولياء داخل تونس وخارجها
 
خطورته في انبتات الطفل وغربته عن وطنه برنامج «سفيان شو» هـل هو للأطفال أم للكبار.. وهل هو تثقيفي أم تجاري؟ لعل من أطرف التعليقات وابلغها التي سمعتها بعد مشاهدة الحلقة الأولى من برنامج «سفيان شو» هي الصادرة عن ندين ابنة أحد الزملاء الصحفيين وهي تتابع هذه الحلقة مع والدها الذي كان ينتقد أداء سفيان الشعري. وبما أن هذه الطفلة البريئة التي لا يتجاوز سنها 4 سنوات مرتبط في ذهنها حضور السبوعي بشقيقه الدكتور سليمان لبيض فقد أجابت أباها بقولها لماذا لا يعاقبه شقيقه سليمان الأبيض لأنه في ذهنها سفيان ليس الا السبوعي. والأكيد أن من شاهد الحلقة الأولى من برنامج «سفيان شو» من الأطفال على غرار الطفلة ندين أو حتى من الكبار قد أصيب بالدهشة.والأكيد أنه لو لم يكن سفيان الشعري ومن معه ممن يعرفهم الجمهور التونسي لخيّل إلينا أننا أمام محطة تلفزيونية أجنبية وليست تونس7  لما حملته تلك الصورة الغريبة عنا والتي لا تمثلنا ولا تمثل حتى المجتمع الأمريكي أو الأوروبي لأنها مجتمعات حريصة كل الحرص على تثقيف ناشئتها وفق أسس علمية وتصورات تأخذ بعين الاعتبار العوامل النفسية والعمرية والاجتماعية والحضارية للطفل. فثقافة الطفل وكتابه وتلفزيونه وبرامجه هي بالتأكيد مختلفة كل الاختلاف على ثقافة الكهول باعتبار أن درجة التقبل مختلفة بحكم عامل السن. ما حدث في برنامج «سفيان شو» هو تقديم صورة لها مخلفات نفسانية ومركبات نقص لدى أطفالنا وعندما نقول أطفالنا أعني الأطفال التونسيين ولا أتحدث عن نسبة 0,005 بالمائة من الأطفال الذين يعيشون في تونس والذين يولدون في القطن ويتناولون «السومون» و«الكافيار» أثناء اللمجة. وليس بالضرورة أن الذين قدمهم البرنامج هم من هذه الطبقة بل أراد لهم سفيان الشعري والمسؤولون عن هذا البرنامج تلك القشور وذاك الزيف وكل المظاهر الوهمية التي يتفاخر بها  الكبار من «ماكياج» النساء إلى «جال» الرجال. إلى الآن لا نقدر أن نتصور شعور تلك الطفلة التي زينت كما تزين بعض العرائس المغرمات بأنواع الدهن وهي تشاهد نفسها ترتدي «بيريك» (شعر اصطناعي) وتضع على وجهها الألوان الأربعة. ما حدث في تلك الحلقة أننا عمدنا إلى مغالطة الأطفال وتعليمهم الغش منذ الصغر وهو أمر خطير عندما يتغنون بطريقة البلاي باك ونفقدهم كل عفوية وتلقائية بتغيير لوكهم من طفل إلى شاب أو كهل ويزيد في الطين بلة عندما تغذي والدة أحد المشاركين هذا الوعي في ابنها وتقول له أريد أن تنتبه فقط لجمالك وأناقتك و«جال شعرك» وقد تقصد كذلك مغازلتك للبنات… وهي نصائح تتجاوز عمر طفلها… ما حدث أيضا في هذا البرنامج أننا قتلنا في أطفالنا وخاصة المشاهدين منهم والذين يعدون بالملايين كل البراءة والتلقائية بزيف الأضواء والبروتوكولات التي عاهدناها عند صناعة النجوم من ورق. فهل الطفل في حاجة لذلك أم هو في حاجة إلى برامج تذكي فيه قدراته  الخفية وتنمي فيه مواهبه الحقيقية؟ وهل من المعقول أن نقدم «مزاودي» على أساس أنه نموذج وقدوة لطفل ما زال غير قادر على التمييز والاختيار وهل من المعقول أن نعلمه في روضات الأطفال أغاني الكليبات ونجوم ستار أكاديمي عوض أنشودة «نغسل وجهي بالصابون ونشرب كاس حليب سخون»..؟ هل معقول أن نلقن الأطفال الأناشيد أم أغاني الإثارة المجسدة؟ وهل من المعقول أن نعلمه كيف يقلد أليسا وسمير الوصيف أم نغذي فيه طموحه  الدراسي بالتعرف على علماء ونوابغ؟ هل بطفل كهذا سنبني مستقبل تونس وغدها العلمي والاختراعي والصناعي… وهل من المعقول على أفراد لجنة التحكيم أن يدعموا هذه الغرائب أم أنه تنطبق عليهم مقولة  «فاقد الشيء لا يعطيه» على اعتبار ثقافتهم ومستواهم التعليمي المحدود. الأكيد أن هذه الأسئلة العديدة وغيرها التي لم نأت عليها لن تقدر أن تصور كل الذهول والحيرة التي أصيب بها الأطفال وأولياؤهم وهم يشاهدون تلك الحلقة الأولى من «سفيان شو». ولعل الذي يغيب عن معدي هذا البرنامج  -بعلم أو عمدا-  هو أن البرامج الموجهة للطفل هي بالأساس برامج تعليمية ولها توقيتها ولا تبث في «البرايم تايم» وهي على خطورة  كبيرة لان الطفل-  كما يحلو للبعض تشبيهه -هو ورقة بيضاء نخط عليها ما نريد فكيف يمكن له أن يقبل على حياة جيدة وذات معنى إذا ما قلنا له أن أليسا هي قدوته التي يجب أن يقتدي بها. لا بد أن يدرك هؤلاء أن مفهوم التطور والتفتح وغيرها من المقولات إنما نتعسف بها على الأطفال  في تلك السن. والأكيد أن الكثير منا مطّلع على برامج الأطفال في العالم العربي أو حتى الغربي ولعل بعضنا قد تابع «مدرسة الموهوبين» لجاك مارتان على القناة الفرنسية أو تابع برنامج «لعب عيال» على الفضائية المصرية وغيرهما من البرامج الأخرى للأطفال بما في ذلك الأمريكية فكل هذه البرامج حريصة على إبراز المواهب وتعليم الطفل كيف يخرج من محيطه الضيق إلى محيط أرحب بتدرج وتحثه على بناء مستقبل الإبداع والمعرفة. ولا شك أن أطفال تونس في حاجة إلى هذه البرامج وليس إلى برامج ترسخ فكرة «تقرا وإلا ما تقراش المستقبل ما فماش» أو تعلمه الأسلوب السهل والوهمي للرقي والنجاح المادي. فلا تعويض للعلم وشهائده. وبخصوص سفيان الشعري فنحن معه في دور السبوعي لكن ما أبعده عن التنشيط وهي ملاحظة تنسحب على كل الممثلين مثله  الذين شاهدناهم إلى حد الآن في ادوار التنشيط التلفزي. جميعهم ودون ذكر أسماء. والأكيد انه من الهام أن يحترم كل واحد منا حجمه  ولا يدعي كثيرا في الموهبة الوهمية المتعلقة بمجالات الفن والإعلام ويجرب كل شيء لان من يعلم كل شيء (بالمصري متاع كلو) هو في الحقيقة لا يعرف أي شيء… وأن استغلال هذه الوجوه الهدف الوحيد منه الاستثراء بجلب المستشهرين والمشهرين.. ومن همّه الإثراء لايهمه مستقبل هذا الوطن. وحيد عبد الله (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2009)


بعد أسبوع من نشر هذا المقال، “الصباح الأسبوعي” تنشر بعض ردود القراء
 
وردت علينا عن طريق البريد الإلكتروني عدة ردود من القراء حول حول مقال برنامج «سفيان شو» هل هو للأطفال أم للكبار… وهل هو تثقيفي أم تجاري؟ نورد أبرزها: * «بالفعل أشكركم… النقد كان محررا بطريقة واعية… يا للخجل لقناتنا الوطنية». عبد السلام اليحياوي * «إنه برنامج كارثة ويستحسن إلغاؤه». ameldhril@yahoo.fr * «بارك الله فيك في التقرير الذي احتوى على تحليل عميق… هذا البرنامج يمس كثيرا مستقبلنا كتونسيين… مع تشجيعاتي». abouamina@bluecium.ch * أخي العزيز لقد قلت صوابا ولك الشكر. مع أني مؤمن بالحداثة، فكرا وحياة، فقد صار بإمكاني وزوجتي وطفلتي الاستغناء عن التلفزة وخدماتها الوهمية. وبما أني أشتغل في التلفزة فقد أتيحت لي بالصدفة، مشاهدة بعض الدقائق من هذا البرنامج الكارثة، وكان رد فعلي المباشر في قولي لمن حضر: الأموال التي تصرف من أجل التعليم والتثقيف ذاهبة هباء والطاقات للأسف مهدورة هذا فساد وإفساد ومن العار أن ننحط إلى هذا المستوى. على المواطن أن يعي تخليه عن المشاهدة وعن التلفزة أصلا بداية أمل للخروج من هذا المستنقع. naimdos@yahoo.fr * شكرا يا وحيد ألم يقل الرصافي قبل الشعري وغيره: من لي بتربية البنات فإنها علة الشرق في ذلك الاخفاق الأم مدرسة إن أنت أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق تحياتي يا سي وحيد وسلامي على الناشئة من البزنس-مان. smjlidi@yahoo.fr * لقد صدمت أنا وأولادي حين شاهدنا هذا البرنامج وخاصة أن ابني يعشق «السبوعي». كنا ننتظر صوت طفل وليس صوت عبد الحليم. وكان ستار صغار مميز عن هذا البرنامج مع رضوان حيث يبرز عفوية الطفل والتلقائية وليس التصنع والميوعة وحركات الكبار من فنانين نأسف لهذا البرنامج الذي أتمنى أن لا يواصل على هذا النحو ونكون ألغينا براءة الطفولة وأظهرنا تفاهة الكبار منا. souhaila-blg@yahoo.fr * أيها الأخ الكريم: لا يشك أحد أن كل ملاحظاتك منطقية ومسؤولة وإننا نتبادل نفس الشعور وللأسف الشديد على ما وصل إليه حال الإنتاج التلفزي من انحدار يوحي بإفلاس الطاقم المسؤول وضعف فادح في الأداء من حيث النوعية حقا إنها مهزلة. 33386@se.com.sa (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2009)


مدير قناة «الجزيرة» على المباشر وسفيان الشعري عن طريق وسيط!
 
أثار المقال النقدي الذي كتبته حول برنامج «سفيان شو» ردود فعل مباشرة وغير مباشرة. ومن المكالمات الهاتفية التي فاجأتني  تلك التي أتت من مدير قناة متخصصة في تلفزيون وثقافة الطفل وأعني قناة الجزيرة للأطفال. كانت هذه المكالمة بحضور صديقي الممثل القدير أحمد السنوسي الذي كنت أزوره ببيته بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة وهو بالمناسبة يتعافى تدريجيا بعد وضعه الصحي الحرج الذي  عاشه منذ أشهر. ولم تكن هذه المكالمة القادمة من الجزيرة بغاية عرض عمل بها وهي التي يعمل فيها عدة أصدقاء وزملاء صحفيين تونسيين يشعّون ويتميزون بكل اقتدار كما هو الشأن لتونسيين آخرين في قنوات عربية وعالمية أخرى وهو فخر لنا. كما لا توجد عندي رغبة لمغادرة تونس أصلا عدا السفر من حين لآخر فأنا مرتاح في بلدي.. على خلاف كل هذه الفرضيات كانت هذه المكالمة مجرد مجاملة وشكر من مدير قناة الجزيرة للأطفال وكم هو صعب الشكر عند الذين في نفوسهم مرض من أهل المهنة الذين يبغضون بعضهم البعض حتى على القدرة على قول كلمة حق. كما تضمنت هذه المكالمة الهاتفية حديثا عاما بيني وبين مدير قناة الجزيرة للاطفال عن ثقافة الطفل وتأييده لما كتبت حول برنامج «سفيان شو» ووجوب مراعاته للخصوصية الإدراكية والعمرية للطفل. وباعتبار أن مدير قناة الجزيرة للأطفال محمود بوناب هو تونسي ويهمه كثيرا طفلها ومستقبلها فقد تحدثنا أيضا عن التشريعات والقوانين والانجازات الرائدة التي قدمتها بلادنا لفائدة الطفل وهي التي أمضت على اتفاقيات جينيف سنة  1959ومعاهدات الأمم المتحدة سنة .1989 بالمناسبة أذكر حوارا لي مع الفنان دريد لحام (نوفمبر 1999) وهو سفير اليونيسف لاتفاقيات حقوق الطفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ذكر فيه على سبيل الدعابة انه بعد أن اكتشف القرارات الهامة والانجازات العظيمة في مجال حقوق الطفل عندنا تمنى لو كان صغيرا يعيش في تونس ويتمتع بهذه الحقوق لما وجده من رعاية وتشريعات هامة  للطفولة في بلادنا. كما أشار دريد لحام في هذا الحوار إلى أن تقارير اليونسيف تؤكد أن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررا من البرامج التلفزيونية التي تلغي حق الطفل في برمجة تربوية خاصة به كما أشار إلى عدم إكراهه على الانخراط  اللاواعي في متابعة مادة تلفزيونية لا تراعي حاجياته النفسية والذهنية والذوقية حتى لا يتخلى عن طفولته التي قد تكون لها انعكاسات خفية لاحقا. وأكد دريد لحام أن مسألة حقوق الطفل ليست معركة مع الصغار بقدر ما هي معركة مع عقليات الكبار التي تتعسف عليهم فمخاطبة الصغار فنيا أكثر صعوبة ومسؤولية من مخاطبة الكبار لهذا علينا أن نكون على دراية بطرق تفكيرهم حتى نقدم لهم المادة التلفزيونية المناسبة. وعند انتهاء المكالمة وغلق الخط جاء تعليق  أحمد السنوسي – وهو لمن لا يعرفه صاحب نكتة وسرعة بديهة نادرة-  قال: «كنت على يقين أنها مكالمة من خارج تونس فلو كانت من الداخل لما كانت مكالمة شكر أو تنويه …بل شتم وتهديد». وفي اعتقادي لم يكن السيد أحمد محقا في كل ما قال لأن هذا المقال كان موضوعا لبعض البرامج الإذاعية وكانت ردود الفعل حوله في الغالب مؤيدة إلا من سفيان الشعري الذي وجه لي وصية مع إحدى الزميلات تضمنت غضبه الشديد حسب ما أبلغتني به صاحبة الوصية ودعاني عن طريقها بأن أنقده باسمي الحقيقي وليس باسم خفي ومستعار. وباعتباره قد اهتم بالشكل وليس بالمضمون فهي مناسبة لأعلمه وأعلم غيره ممن يصطادون في الماء العكر بان إمضائي الصحفي «وحيد» ليس اسما مستعارا فهو اسمي الحقيقي في  العائلة وكل الأهل والأصدقاء في بلدتي و «عبد الله» هو اسم الوالد رحمه الله . وحتى يطمئن سفيان الشعري أكثر أدعوه إلى التثبت في هذا الإمضاء في وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين تحديدا في الاستمارة الخاصة ببطاقة صحفي محترف حيث يطالب الصحفي بضرورة التنصيص على إمضائه الصحفي وعدم تغييره. كما أحيطه علما بأن هذا الإمضاء هو أقدم تاريخا من مشواره الفني كممثل طبعا وليس كمساعد إنتاج وأمضيت به في عدة جرائد  أسبوعية ويومية تونسية وعالمية وانسحبت من هذه الجرائد لأنها تضحي بصحافييها بسبب رد من أشخاص لا قيمة لهم سوى علاقاتهم المشبوهة حتى لا أقول إن بعض المسؤولين على التحرير في بعض الجرائد يضيق صدرهم بتميز صحفي من الصحفيين الذين يعملون معهم أو يخيرون علاقة نفاق قائمة على الاستغلال مع فنان حتى يستعملوه حتى في الغناء في أعراسهم أو أعراس أقربائهم  وأنا أعي ما أقول وواثق بالحجج على بعض الأمثلة. كما أنني لست مسؤولا على محدودية اطلاع سفيان الشعري فمثله مثل بعضهم لا يقرأ كتابا ولا جريدة إلا في المناسبات التي يذكر فيها بنقد نزيه يكشف عيوبه وما أكثرهم أولائك الذين يضيق صدرهم بالنقد. وحيد عبد الله (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2009)

قوات الأمن بتونس تحبط محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية وتعتقل 12 شابا

 
 
تونس, تونس,  23 شباط-فبراير (يو بي أي) — أحبطت السلطات الأمنية التونسية محاولة جديدة للهجرة السرية إلى السواحل الايطالية واعتقلت خلالها 12 شاباً. وذكرت صحيفة الأسبوعي التونسية اليوم الإثنين أن عملية إحباط هذه المحاولة نفذتها وحدة من الحرس الوطني (الدرك) في مدينة بن قردان الواقعة على بعد 550 كم جنوب تونس العاصمة، غير البعيدة عن الحدود مع ليبيا. وأوضحت الصحيفة أن وحدة الحرس الوطني تمكنت من إعتقال 12 شابا داخل شاحنة كانوا يعتزمون العبور إلى التراب الليبي، ومن ثمة للإبحار خلسة إلى السواحل الإيطالية. ويتزامن الكشف عن إحباط هذه المحاولة الجديدة للهجرة غير الشرعية، مع تقارير إعلامية تشير إلى أن نحو 70 مهاجرا تونسياً معتقلين حالياً في العاصمة المالطية أقدموا على إضرام النار داخل معتقلهم إحتجاجا على قرار ترحيلهم إلى تونس. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المهاجرين كانوا اعتقلوا في بداية فبراير/شباط الجاري قرب السواحل المالطية ضمن مجموعة تضم 262 مهاجرا غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة، بعد مشاركتهم في عملية إبحار خلسة إنطلقت من السواحل الليبية. يشار إلى أن أعمال الشغب داخل معسكرات تجميع المهاجرين غير الشرعيين تكرّرت أخيراً، إذ وقعت خلال الأسبوع الماضي مواجهات بين مهاجرين غير شرعيين وقوات الأمن الإيطالية داخل معسكر لإستقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أسفرت عن سقوط 60 جريحاً.   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 23 فيفري  2009)  


 

السينمائي التونسي إبراهيم اللطيف لإيلاف:بعت سيارتي ورهنت منزلي من أجل فيلم سيني شيتا

 

 
 
آمال الهلالي أغنية الفيلم هدية من”ماسكوت” ولم نقلد بوزيد ولا العبدلي سيني شيتا باع خلال يومين 6500 تذكرة الفيلم هدية  لروح رفيق دربي الياس الزرلي أمال الهلالي من تونس:يعد المخرج التونسي إبراهيم اللطيف من الجيل الجديد من المخرجين التونسيين الذين غيروا في التوجه السينمائي التونسي  برؤية  اخراجية مختلفة وبتصور سينمائي يقطع مع المشهد الذي طبع  السينما التونسية خلال سنوات وقد شكل خروج شريطه السينمائي الطويل “سيني شيتا”أو 7شارع الحبيب بورقيبة”للقاعات التونسية منذ ثلاث أيام حدثا سينمائيا بارزا لاسيما وان الضجة الإعلامية التي صاحبت الفيلم قبل تصويره وبعد عرضه كانت من العوامل المساهمة في نجاحه وقد تحصل الفيلم خلال مشاركته في مهرجانات عربية وعالمية على38 جائزةوهو من بطولة درة زروق وعبد المنعم شويات وجعفر القاسمي ومحمد علي بن جمعة  ويروي الفيلم بشكل كوميدي ساخر مغامرة ثلاث شبان جمعهم حب السينما لكن في ظل قلة الإمكانيات خططوا لسرقة احد البنوك.”إيلاف” التقت صاحب العمل للحديث أكثر عن سيني شيتا وكواليس تصويره  وعن تجربة اللطيف السينمائية وواقع الانتاج السينمائي في تونس. هل نستطيع القول أن نجاح شريطك  السينمائي القصير”فيزا” كان عاملا لمواصلتك في نفس التوجه  الكوميدي الساخر؟ نوعا ما لكن هذا التوجه الكوميدي في أفلامي انطلقت فيه منذ أكثر من 12 سنة في شريط “ضحكة زايدة” ثم واصلته مع”فيزا “والعين اللي ماتشوفكش” وأخيرا سيني شيتا”الذي فاعتقادي بدا يعرف نفس النجاح بسبب الطرح الكوميدي  وكذلك لافتقار الانتاج السينمائي التونسي بشكل عام لهذا المنحى الكوميدي والجمهور متعطش له.نحن أخطانا في تقييمنا للجمهور التونسي وحصره في بوتقة بعض الأفلام… هل تقصد هنا أفلام العري والحمامات التي ميزت حقبة زمنية من السينما التونسية؟ أنا وضعت نفسي في مكان المشاهد التونسي  ولم ارد ان احصر نفسي في سينما المؤلف التي تعبر عن رؤيا خاصة للمخرج أو السيناريست وتهمش تطلعات ورغبات المشاهد أنا أقدس المشاهد وأؤمن أنه حين يقتطع التذكرة لدخول العرض  من الضروري والواجب كمخرج أن اهدي له “شو” وعرض متكامل فنحن لسنا في عملية مخادعة للجمهور بل نحاول أن نقترب  له. شي آخر مهم جدا وهو أن الفيلم أعاد العائلات التونسية بمختلف شرائحها لدخول السينما وهي مطمئنة لما سيقدم من مادة سينمائية تراعي ضوابط وأخلاقيات الأسر التونسية.   راهنت في الشريط على وجوه سينمائية معروفة على غرار محمد علي بن جمعة وعبد المنعم شويات ومحمد قريع وجعفر القاسمي الا يمكن اعتبار ذلك من عوامل نجاح الفيلم جماهيريا؟ اكيد جدا  وهو اختيار مقصود أردت الاعتماد على ممثلين محترفين والاهم من ذلك أن جلهم قادمون من مدرسة الفن الرابع لأني أؤمن بالممثل المسرحي والتكوين المسرحي الذي يظهر قدرات الممثل  ويعطيه أكثر حرفية  خلافا لممثل التلفزيون والسينما. الفيلم صاحبته ضجة إعلامية  قبل العرض تتعلق أساسا بحرمانك من الدعم ثم صاحبته بعد ذلك ضجة تسويقية ودعائية حين عرض في القاعات؟ هل هي استراتيجية مقصودة ومبرمجة كنوع من البروباقند للفيلم؟ نحن اشتغلنا على الفيلم بحرفية كبيرة منذ بدايته صحيح ان مسألة حرماني من الدعم كانت حافزا لي لمواصلة العمل حتى النهاية لكن ايضا انا قبل ان اكون مخرج عندي دراية بمسألة علوم الاتصال والتسويق وخططت لحملة اعلامية وتسويقية لم تحدث سابقا في أي عمل سينمائي وخصصت مايقارب ال250 مليون دينار ميزانية لتسويق الفيلم من خلال وسائل الاعلام  او في الفضاءات التجارية الكبرى او بالاس ام اس  هذا الشيئ بدأ يعطي أكله والحمد لله وقد سجل سيني شيتا بعد عرضه خلال يومين فقط مايقارب ال5600 متفرج في تونس العاصمة فقط  وهو رقم قياسي تجاوز ماحققه فيلم “ثلاثون” للفاضل الجزيري طبعا هذا خلال اليومين الاولين والبقية انشاء الله . اذا عائدات الفيلم ستخلصك من الديون  المتراكمة خلال مدة قصيرة؟ -يبتسم- ياريت !!!  ميزانية الفيلم قدرت ب 750 ألف دولار ولابد من 400 ألف متفرج حتى يستخلص الفيلم كل الديون المتخلدة بذمتي  وهذا الأمر صعب نوعا ما في تونس نظرا لقلة القاعات العرض. رغم أن الفيلم الآن يعرض في 7 قاعات بالعاصمة والثامنة في محافظة بنزرت شمال تونس وهذا رقم قياسي في عدد دور العرض. الفيلم كما تعلمين حرم من الدعم وأنتجته على نفقاتي الخاصة وبمساعدة بعض الزملاء والمحيطين بي والقروض البنكية  كما أني بعت سيارتي ورهنت منزلي من اجل إتمامه وأنا سعيد بأن الفيلم رأى النور وشاهده آلاف التونسيين. هل تعتبر نفسك في ورطة مادية الآن؟ أجل ككل المخرجين الذين يفتقرون للدعم  لان إنتاج الفيلم بقيمة 750 ألف دينار يضاهي شراء فيلا فخمة بجهة قمرت السياحية؟؟؟   أكدت في عدة مناسبات انه لابد للمخرج أن يسعى لجلب الجمهور وليس الجمهور هو الذي يسعى للذهاب إلى القاعات ومشاهدة العروض لماذا هذا الموقف؟ نحن نلوم على الجمهور التونسي لأنه هجر القاعات السينمائية ونعلق عليه شماعة تقصيرنا كمنتجين سينمائيين  لكن في المقابل ماذا قدمنا له لحثه على الذهاب لدور العرض  ومن هنا بدأنا حملتنا الدعائية لفيلم “سيني شيتا”حيث وضعنا إستراتيجية تسويقية متكاملة تذهب للجمهور حيث هو في الشارع أو في البيت أو في السيارة أو في الفضاءات التجارية  كما قمنا بتخصيص سيارة للربح عن طريق الإجابة على سؤال طريف وسهل يتعلق بالفيلم وهي مهداة من مستشهر مشكور والسحب النهائي سيكون خلال شهر جوان. الأغنية  المميز للفيلم والذي أداها محمد علي بن جمعة بمصاحبة فرقة الراب الشهيرة”ماسكوت” اعتبره البعض تقليد واضح للموسيقى التصويرية لشريط “آخر فيلم” للنوري بوزيد التي أداها بطل الفيلم أنذاك لطفي العبدلي بمصاحبة مهدي ار تو ان ؟ أنا  لم أقلد النوري بوزيد ولا  لطفي العبدلي و نحن اشتغلنا في البداية على موسيقى الفنان عاطف لخوة  لكن الموسيقة النهائية للفيلم والأغنية المصاحبة له كانت هدية من المجموعة الشابة”ماسكوت” التي شاهدت الفيلم وأعجبت به واتصل أعضاءها بمحمد علي بن جمعة  وتم انهاء العمل والأغنية والحمد لله ناجحة ومطلوبة. نهاية الفيلم كانت سعيدة باعتلاء أبطال الشريط السجادة الحمراء في” كان”والأمر ليس تمثيلا بل حقيقة كيف كانت الأجواء هناك؟ لقد أردت أن أكافئ الممثلين الذين اجتهدوا واعطو من وقتهم و جهدهم من اجل خروج الفيلم بشكل جيد ومتميز وكانت هديتي لهم هو الذهاب لمهرجان” كان” وتم تصوير المشاهد النهائية للفيلم في أجواء حقيقية وقد تحصلت على موافقة إدارة مهرجان كان للتصوير وكانت أجمل الذكريات التي ستظل عالقة بذاكرة كل الممثلين والتقنيين  وكامل أسرة عمل ” سيني شيتا” . الا تخشى في ظل نجاح العمل القرصنة السينمائية التي أحبطت في مامضى اعمال سينمائية تونسية ؟ أكيد  أخاف ككل المخرجين التونسيين وهذه مسالة لايمكن لسيني شيتا أو غيرها أن تجد لها حل وانشاء الله” مايتقرصنش”. في المقابل سجلتم بكل أسف رحيل احد فريق العمل الراحل الياس الزرلي؟ الفيلم اهديه لروح المخرج الراحل ورفيق الدرب الياس الزرلي  الذي كان يعلم قبل رحيله بمعاناتي ومحدودية ميزانية الفيلم وساهم في تصوير الفيلم ولكن المنية أختطفته  قبل أن يشاهد العمل رحمه الله. بعد سيني شيتا هل هناك اعمال سينمائية قادمة؟ أكيد أنا بصدد التحضير لشريط سينمائي بعنوان”فلوس أكاديمي”وسأواصل في نفس المنحى الكوميدي الساخروسأسلط الضوء على برامج تلفزيون الواقع  واكتشاف المواهب “كستار أكاديمي” وغيرها  ومكانتها عند الجمهور التونسي والمشاهدين بشكل عام  .بداية العمل ستكون في شهر أفريل القادم. وهل هناك دعم من وزارة الثقافة ؟ أجل تحصلت على منحة دعم بقيمة 300 ألف دينار وهو مبلغ قليل جدا لكنه يعطيني على الأقل شحنة معنوية لبدأ العمل. (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 23 فيفري 2009)
 

تونس تعرض أفلاما إيرانية ضمن //أسبوع السينما الإيرانية//
 
تونس 23 فبراير شباط /رويترز/  يعرض عدد من الأفلام الإيرانية في تونس ضمن مهرجان //أسبوع السينما الإيرانية// الذي يفتتح اليوم الاثنين بعرض فيلم //أطفال الجنة// للمخرج مجيد مجيدي. وقالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء ان المهرجان الذي يشترك في تنظيمه سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واللجنة الثقافية الوطنية يهدف لإتاحة الفرصة للاطلاع على النهضة التي تشهدها السينما الإيرانية مما ساهم في إثبات وجودها في الساحة العالمية السينمائية منذ التسعينات. وتأتي إقامة هذا المهرجان السينمائي بتونس بعد يومين من تعبير تونس عن أسفها لتصريحات مسؤول إيراني وصفتها بأنها تمس سيادة واستقلال البحرين. وتسعى ايران التي نفت تلك التصريحات الى تعزيز انفتاحها على دول العالم العربي في مواجهة تهديدات امريكية واوروبية بعزلها. وسيعرض خلال المهرجان الذي يستمر حتى مطلع مارس اذار سبعة افلام تتناول مواضيع ذات صبغة اجتماعية وتاريخية وسياسية وهزلية. ومن بين الافلام المقرر عرضها //المتبقي// لسيف الله داد و//ابن مريم// لحميد جبلي و//حذاء ميرزا// لمحمد متوسلاتي و//إبراهيم خليل الله// لمحمد رضا ورزي و//السلاحف يمكن ان تطير// لبهمن قبادي. ويختتم أسبوع السينما الإيرانية بعرض فيلم//ألوان الفردوس// لمجيد مجيدي//. ويرجع تاريخ الإنتاج السينمائي في إيران الى عام 1931 بظهور فيلم صامت بعنوان //ابي ورابي// للمخرج رضا مزده. ومع ظهور موجة جديدة من المخرجين الإيرانيين في فترة الستينات بدأت السينما الإيرانية تضع بصماتها وتجسم ذلك مع فيلم //البقرة// عام 1969 الذي أخرجه داريوش مهرجوني حيث أسس لنهج الواقعية.   (المصدر: وكالة (رويترز) للأنباء بتاريخ 23 فيفري  2009)

تونس تشارك بـ15 فيلما في مهرجان ‘فاسباكو’ السينمائي ببوركينافاسو
 
 
 
تونس, تونس,  23 شباط-فبراير (يو بي أي) — تشارك تونس بـ15 فيلما سينمائيا في الدورة 21 لمهرجان بان أفريكان السينمائي  فاسباكو التي ستنطلق فعالياتها خلال الفترة ما بين من 28 فبراير/شباط إلى السابع من مارس/آذار بعاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو. وقال مصدر مقرب من وزارة الثقافة التونسية اليوم الاثنين ليونايتدبرس إنترناشونال، إن أبرز الأفلام التونسية التي ستشارك في هذا المهرجان الأفريقي هي المشروع للمخرج الشاب محمد علي النهدي، وشطر محبة للمخرجة كلثوم برناز، وللجنة غفران وجحيم للمخرج مراد بالشيخ. وأضاف أن تونس ستشارك أيضا في قسم مسابقة أفلام الفيديو بفيلم ذاكرة إمرأة لأسعد الورتاني، وأولاد لينين للمخرجة نادية الفاني. وينتظر أن يتم خلال هذه الدورة الجديدة لمهرجان  واغادوغو السينمائي ،تكريم المخرج المصري الكبير الراحل يوسف شاهين و المخرج الإيطالي الراحل مايكل انجلو أنطونيوني، والمخرج السويدي الراحل انجمار برجمان. يشار إلى أن مهرجان فاسباكو السينمائي يعتبر أول مهرجان أفريقي للأفلام السينمائية، حيث انطلق عام 1969 في العاصمة واغادوغو.   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 23 فيفري  2009)

مطلوب في ألمانيا منذ سنوات ومحل تفتيش أوروبي القبض على مهاجر تونسي متهم بتهريب 100 كلغ كوكايين بقيمة 17 مليون دينار

 

الأسبوعي- القسم القضائي: ألقى أعوان فرقة مكافحة المخدرات ببرفامو الإيطالية منذ أيام القبض على عنصر وصف بالخطير جدا في عالم ترويج المخدرات وهو مهاجر تونسي في الخامسة والثلاثين من عمره. وقالت وسائل الاعلام  الايطالية التي أوردت الخبر أن المتهم صدرت في شأنه منذ مدة طويلة بطاقة تفتيش أوروبية ومطلوب من طرف السلط الأمنية والقضائية الألمانية منذ سنوات. وحسب ذات المصدر فإن المهاجر  التونسي  إنغمس منذ سنوات في عالم ترويج المخدرات قبل أن ينضم للمافيا الايطالية وعرف بأنه مهرب ومروّج من طراز عال قادر على التخفي باستعمال  وثائق مدلسة حتى أن السلط الأمنية الألمانية فشلت في تعقبه واعتقاله رغم مروره المتواصل  بالأراضي  الألمانية عند تهريبه كميات متفاوتة من مادة الكوكايين المخدرة. وذكرت صحيفة محلية أن المتهم نجح خلال الثمانية أشهر الاخيرة في تهريب مائة كيلوغرام من الكوكايين من هولندا الى إيطاليا مرورا بألمانيا. وأضافت نقلا عن مصدر أمني إيطالي أن الشاب التونسي كان يمر في كل عملية تهريب للمخدرات غرب مدينتي روتردام وأمستردام الهولنديتين ودورتموند وأخان الالمانيتين قبل الوصول الى التراب الايطالي  وأنه نجح في التخفي بطريقة مذهلة. غير أنه وقع أخيرا في كمين لأعوان فرقة مكافحة المخدرات ببرفامو الذين ألقوا القبض عليه بينما كان داخل شقة يستغلها رفقة صديقته الايطالية على وجه الكراء. وأشارت الصحف الايطالية الى أن الاعوان حجزوا 16 كيلوغراما من الكوكايين في حين اعترف المتهم بتهريبه نحو 100 كيلوغرام من هذه المادة بما يعادل 9 ملايين يورو أي نحو 17 مليون دينار تونسي ويواجه هذا الشاب عقوبة لا تقل عن الـ 15 سنة سجنا.   صابر المكشر   (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2009)  

فرصة للسلام في دارفور

 

 
رشيد خشانة  الأرجح أن الأمور تسير في اتجاه التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يضع حداً للنزاع في دارفور، بعد الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه في الدوحة السلطات السودانية وحركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المسلحة في دارفور. ومن المتوقع أن تقوم دول الجوار في الأيام المقبلة بتحرك للدفع في اتجاه تكريس اتفاق الدوحة، على ما قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في التصريحات التي أدلى بها في الخرطوم. وإذا ما سارت الأمور في الاتجاه الإيجابي ستعمل جميع الأطراف في المرحلة المقبلة على تهيئة الأجواء لمؤتمر دولي يضع حداً نهائياً للنزاع، وهذا يحتاج التزاما واضحا من الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والصين، لدعم السلام في دارفور، واستطراد إنهاء الخلافات بين السودان وجيرانها الذين تتهمهم بدعم التمرد. لماذا نجحت الوساطة القطرية فيما أخفقت المحاولات السابقة للتقريب بين الفرقاء؟ لم يكن من باب الصُدفة أن الاتفاق الذي رعته ليبيا في السنة قبل الماضية انهار سريعاً، لأن إسرائيل وأميركا اتفقتا على إحباطه. أما اليوم فتتجه السياسة الأميركية في ظل الإدارة الجديدة نحو تبريد النزاعات والحد من مصادر التوتر في العالم. صحيح أن واشنطن لم تُعلن دعمها للاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه في الدوحة الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، لكنها لم تعارضه أيضاً. وهذا ما يؤشر إلى وجود ضوء أخضر أميركي للتسوية في دارفور. من الواضح أن إسرائيل ستكون الخاسر الأول من اتفاق السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور إذا ما كُتب له أن يُنفذ. من هنا يمكن رصد تباعد بدأ يتبلور بين السياستين الأميركية والإسرائيلية في شأن نزاع دارفور، ففيما تستقبل الدولة العبرية بعض قادة التمرد وتُحرضهم على الاستمرار في القتال وتمدهم بالسلاح والعتاد والمال، تنتهج واشنطن مسلكاً آخر يمنح الفرصة لتسوية النزاع سلماً. ويكفي أن نلحظ المنطق الذي اعتمدته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها للصين والذي طغى عليه تغليب المصالح الاقتصادية على القيم والمبادئ الديمقراطية، كي ندرك أن هناك مراعاة للقواسم المشتركة بين واشنطن وبكين. ولا يجهل الأميركيون أن الجولة الحالية للرئيس الصيني هو جينتاو في إفريقيا هي رسالةٌ مفادها أن الصينيين يعتزمون تعزيز حضورهم في بلدان القارة ومن ضمنها السودان. كذلك يرى نظام الفريق عمر البشير في الصين حليفه الأول في مجلس الأمن والمنظمات الدولية لمنع تحريك ملاحقة دولية في حقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب. والظاهر أن هناك تشجيعا أميركيا صامتا لاستكمال الحوار مع باقي الفصائل تمهيدا للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي، وهناك مساعٍ قطرية لحض فصائل المتمردين الأخرى على الانضمام لمسار المصالحة. طبعاً ما زال الطريق طويلاً ومحفوفاً بمخاطر جمة، غير أن المناخ تغير. وينبغي التقاط هذه الفرصة لإحلال السلام في المنطقة بعد حرب مدمرة استمرت ست سنوات وسقط خلالها 300 ألف قتيل، حسب إحصاءات الأمم المتحدة و10 آلاف فقط بحسب الحكومة السودانية، بالإضافة لنحو 3 ملايين لاجئ تركوا بيوتهم ليعيشوا تحت الخيام في ظروف ضنكة. والمُرجح أن الدوحة تعمل على تهيئة الأجواء لمؤتمر دولي يضع حداً نهائياً للنزاع باعتباره الإطار الملائم لإشراك جميع الأطراف الإقليمية والدولية، بالإضافة طبعا إلى الفرقاء السودانيين، في صُنع السلام، واستطراداً الالتزام به. وهذا يحتاج التزاما واضحا من الدول الكبرى لدعم السلام في دارفور، خاصة من بريطانيا التي تبدو وكأنها تُعامل السودان بمنطق الثأر وتصفية الحسابات الموروثة من الحقبة الاستعمارية. في المقابل تُبدي الصين اهتماماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بالسودان وتُعامله على أنه ركيزة مهمة لانتشارها الاستراتيجي في إفريقيا. وتُظهر الصين من خلال الجولة الحالية لرئيسها في القارة، وهي الرابعة في نوعها منذ سنة 2003، أنها حريصة على مصادر الطاقة التي تحتاجها نهضتها الصناعية والزراعية. وتستورد الصين أكثر من ثلث حاجاتها النفطية من إفريقيا خاصة من أنغولا، لكنها تبدي أيضا اهتماما كبيرا بنفط السودان، وهذا ما يُفسر وقوفها بقوة إلى جانب الحكومة السودانية في مجلس الأمن وفي وجه الحملات التي قادتها دول غربية سعياً لملاحقة الرئيس البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب قبل نهاية الشهر الجاري. وإذا ثبت أن واشنطن لن تعارض التوصل إلى اتفاق سلام يُنهي النزاع في دارفور، سيغدو من الصعب على العواصم الغربية المعادية للنظام السوداني أن تُعطل مسار التسوية السلمية، وهذا المنحى سيُنهي %70 من مصادر الخلافات بين السودان وجيرانه الذين يتهمهم بدعم التمرد. ليس سراً أن منطقتي وسط إفريقيا وشرقها تُعانيان من صراعات وحروب عبثية بين الجيران سواء بين السودان وإفريقيا الوسطى، أو بين إثيوبيا وإريتريا، أو بين السودان وأثيوبيا، أو الصومال وأثيوبيا، أو السودان وأوغندا.. غير أن هذا المناخ سيتغير إذا ما عاد السلام إلى دارفور التي تشكل بؤرة للعنف والعنف المضاد ومصدرا للمشاحنات بين الجيران. من نافل القول التأكيد على أن نهاية الحرب في دارفور لن تحل كل المشاكل العالقة، وفي مقدمتها الخلافات الحدودية، فهي لن تعيد الاستقرار للمنطقة بعصا سحرية، لكنها الخطوة الأولى اللازمة نحو إنهاء معاناة ملايين البشر الذين يتضورون من الجوع ويعيشون في خيام وملاجئ بلا أدنى مقومات الكرامة.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 23 فيفري  2009)  

دلالات تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة الإسرائيلية



 
توفيق المديني كلف رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيريس زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة الإسرائيلية، في ضوء امتلاك أحزاب اليمين واليمين المتطرف غالبية المقاعد في الكنيست الإسرائيلي، علماً أن حزب «كاديما» بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هو الذي يملك العدد الأكبر من مقاعد الكنيست 29 مقعدا من أصل 120مقعدا، متقدما بمقعد واحد على حزب «الليكود» (28 مقعدا) في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي جرت يوم 10 فبراير الماضي، والتي لم تسفر عن تشكل أغلبية حكومية، وهذا الأمر لم يكن مفاجئاً، لأن القضية تتعلق بطريقة الانتخابات النسبية المتبعة التي تشجع التفتت في اللعبة السياسية الإسرائيلية. وقد أصبح هذا تقليدا في إسرائيل، حيث ما انفك التكتلان الكبيران التقليديان -اليمين المتمحور حول حزب «الليكود»، واليسار المتمحور حول حزب «العمل»- يضعفان. وكانت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أفرزت اصطفافا حزبيا، جعل إسرائيل محكومة بخيارين لجهة تشكيل الحكومة المقبلة، أحلاهما مر، إما بقيادة تسيبي ليفني، أو بقيادة زعيم اليمين التقليدي بنيامين نتنياهو. وفي مثل هذه الحالة، لا ليفني ولا نتنياهو يستطيع كل منهما تشكيل الحكومة من دون اللجوء إلى الرابح الأكبر في هذه الانتخابات: أفيغدورليبرمان زعيم حزب اليمين المتطرف الاستيطاني «إسرائيل بيتنا»، الذي احتل المرتبة الثالثة، وكسب مقاعد إضافية (11 مقعدا ً في الكنيست السابقة إلى 15 مقعدا حاليا)، والذي طرح صيغة جديدة لليمين المتطرف، ليست هي العودة إلى «إسرائيل الكبرى» التي تفترضها ضمنا صيغة نتنياهو، وإنما الحل الديموغرافي – الجغرافي، الذي يريد أن تكون إسرائيل دولة يهودية صافية، وذلك عبرالقيام بالترانسفير لفلسطينيي 1948، وضم المستوطنين وأرضهم في الضفة الغربية إلى إسرائيل. وعقب تكليفه بتشكيل الحكومة، أدلى نتنياهو بتصريح صحافي قال فيه: إن «إسرائيل تجتاز مرحلة مصيرية، وعليها مواجهة تحديات هائلة. إيران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وتشكل التهديد الأكبر لوجودنا ومنذ حرب الاستقلال». وأعرب عن تفضيله: «تأليف أوسع حكومة وحدة وطنية ممكنة». وقال: «أوجه ندائي إلى تسيبي ليفني وإيهود باراك زعيمي كاديما (28 نائبا)، و العمل (13 نائبا) لرص الصفوف والعمل معاً. سيكونان أول من سألتقيهم، من أجل تأليف أوسع حكومة وحدة وطنية ممكنة». الدلالة الأولى في تكليف بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، هو أن مركز الجاذبية للإئتلاف الحكومي المقبل سيتجه نحو اليمين (65 نائبا من نواب الكنيست الـ120 بفضل دعم أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية) – أكثر من حكومة إيهود أولمرت السابقة. والحال هذه من المستحيل على رئيس الحكومة المقبل أن يأمر بإزالة مستوطنة عشوائية، أو الحد من التوسع للمستوطنات الأخرى، من دون أن يقود ذلك إلى تفجر الإئتلاف الحكومي المتجه يميناً: قوامه السلم «الاقتصادي» للفلسطينيين، والسلم مقابل السلم للسوريين، والحل الجذري للبرنامج النووي الإيراني. غير أن هذا الإئتلاف الحكومي في حال تشكله لن يصمد كثيرا أمام الوقائع، نظرا للتناقض المستفحل بين حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة افيغدور ليبرمان الذي تتعارض مطالبه المدنية، مثل إقرار الزواج المدني مع مواقف الأحزاب الدينية مثل «شاس» التي ترفض الزواج المدني. لكن السؤال الذي يطرحه المحللون، وهو أن الإسرائيليين الذين يعيشون منذ عشر سنوات على قلق أجوبة عن واحدة من الأسئلة الكبرى المطروحة على إسرائيل جديا- وهو مسار السلام الفلسطيني- الإسرائيلي؟ الوضع في فلسطين المحتلة هو على النحو التالي: هناك «حماس» التي خرجت من دون شك معززة سياسياً على حساب حركة «فتح» من جراء الحرب الأخيرة على غزة، ومن الجانب الإسرائيلي هناك مجتمع يزداد توغلا نحو التطرف والاستيطان، متذرعاً بالمسألة الأمنية، وهو يعيش أزمة وجودية. يقول البروفسور باروخ كيمرلينغ: أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية في القدس، بشأن الكراهية المتأصلة للمجتمع الصهيوني للفلسطينيين: «إن إسرائيل هي دولة مهاجرين/مستوطنين، أقيمت خلافا لإرادة ومصالح غالبية سكان البقعة الجغرافية التي أنشئت (إسرائيل) عليها وقامت باحتلالها وتوسيعها، وخلافا لإرادة ومصالح سكان المنطقة بأسرها. لا عجب إذاً أنه نشأت داخل المجتمع اليهودي منذ بداية تبلوره في هذه المنطقة فوبيا وجودية، ولا عجب أن هذا المجتمع مازال مسكونا حتى هذا اليوم، بفوبيا وجودية، تشكل أحد الأسباب الرئيسة لكراهية العرب». بالنظر إلى التركيبة الجديدة للكنيست الإسرائيلي المقبل، فإننا نجد في صفوف اليمين غالبية مطلقة من النواب تعارض حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، يعيشان جنبا إلى جنب. وفي مثل هذه الظروف تبدو آفاق معاودة مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين محدودة، بصرف النظر عن النداءات التي تأتي من الخارج، سواء أكانت من الولايات المتحدة الأميركية، أم من الاتحاد الأوروبي، أم من فرنسا، حيث يتمنى رئيسها ساركوزي «أن يكون للسلطات الإسرائيلية الجديدة هاجس السلام». ومهما يكن رئيس الحكومة المقبل، فإن إمكانيات معاودة الحوار الفعال بصورة سريعة مع السلطة الفلسطينية للتوصل إلى حل مرضٍ، هي محدودة جدا في حال تسيبي ليفني التي تترأس حزب «كاديما»، والتي أرادت أن تُظهر للناخب الإسرائيلي أنها قادرة على خوض الحرب، لا قيادة إسرائيل إلى السلام، لذلك أغلقت كل النوافذ التي فتحها أولمرت في سنته الأخيرة بشأن التسوية النهائية مع الفلسطينيين. وكانت ليفني بوصفها وزيرة الخارجية قادت المفاوضات مع الفلسطينيين طيلة الخمسة عشر شهرا الأخيرة، ولكن من دون أية نتائج تذكر. فلاتزال الهوة التي تفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين عميقة.فقد رفضت ليفني رفضا كاملا في مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية، التطرق إلى نقطتين أساسيتين تهمان الشعب الفلسطيني، وهما، وضع القدس، وحق العودة. أما فيما يتعلق بالاستيطان، فقد تسارع في عهدها. وإذا كانت ليفني قد أعلنت أنها مع حل الدولتين، فلأنها تريد المحافظة على الطابع اليهودي للدولة الإسرائيلية، لكن حكومتها رفضت دائما دفع الثمن من أجل التوصل لمثل هذا الحل.أما بالنسبة إلى بنيامين نتنياهو، فقد اعتبر دائما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليس شريكا حقيقيا. وهو يعارض بشدة تقسيم القدس، وإزالة المستوطنات العشوائية. وتكمن توجهاته بشأن مسار السلام في المنطقة، في تحقيق السلم «الاقتصادي» للفلسطينيين، ورفضه إعادة هضبة الجولان المحتلة للسوريين. وفي ضوء هذه المواقف الصهيونية، أعلن الرئيس محمود عباس أنه لن يتعامل مع حكومة إسرائيلية لا توافق على عملية السلام، بينما اعتبرت حركة «حماس» أن تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة يشكل اتجاها إلى «الأكثر تطرفا»، و«لا يؤشر إلى مرحلة من الأمن والاستقرار في المنطقة».
كاتب من تونس  
(المصدر: صحيفة “أوان ” (يومية – كويتية)بتاريخ 22 فيفري 2009)  


ميثاق حماس» يزداد عبئاً عليها… وعلى الفلسطينيين

 

خالد الحروب (*) في النص القرآني وكما هو معروف هناك آيات ناسخة وآيات منسوخة، بمعنى أن النص المقدس نفسه تعرض للتغيير وفق معطيات جديدة. الخليفة عمر بن الخطاب، وكما هو معروف أيضاً، عطل تطبيق بعض الحدود مجتهداً ومقدراً عدم مناسبة الظروف لممارسة تلك الحدود. هناك في قلب التقليد الديني، ومن دون استطراد في إيراد الأمثلة، آليات للاجتهاد وشواهد لا تحصى تشير إلى معنى أساسي يتخطى إفساح المجال لإمكانية التغيير، بل ويفترض حتميته. إذا كان النص القرآني ذاته قد أقر التغيير على الآيات، فمن باب أولى أن تشتغل سنة التغيير تلك على أي نص بشري يُكتب في سياق معين وظرف وزمان خاصين ومن قبل أناس محددين. وإذا كان ما هو معلوم بالدين بالضرورة قد تم الاجتهاد فيه وتعطيل تطبيقه، كما فعل الخليفة عمر، فمن باب أولى أن يشتغل الاجتهاد بحرية أوسع في ما يقع خارج إطار ما هو ديني بالتعريف. يُساق هذا التقديم في إطار الحديث عن ميثاق حماس وضرورة تغييره لأن ما يجلبه على الفلسطينيين من مضار، ناهيك عن حماس، صار مما لا يمكن قبوله أو الاستمرار في السكوت عنه. «ميثاق حماس» ليس نصاً مقدساً، ولا الحديث عن تغييره موجبٌ لإثارة الحساسية الكبيرة التي تُلحظ عند بعض قادة أو أفراد أو أنصار حماس. عندما كانت حماس تنظيماً صغيراً كان يُسمح لها ويُتاح ما لا يُسمح ولا يُتاح في الوقت الحاضر. ليس مقبولاً فلسطينياً، قبل أن يكون دولياً أو عالمياً، أن تصعد حركة سياسية فلسطينية إلى قلب الشرعية الفلسطينية وتنافس عليها وهي ما تزال تنوء بحمل نص مرهق لا يمكن الدفاع عنه مثل «ميثاق حماس». لماذا يجب أن يتغير الميثاق، وكيف، وماذا سيعود ذلك على حماس والفلسطينيين؟ يجب أن يتغير ميثاق حماس لأنه لا يعبر عن جوهر النضال الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني، ويعمد إلى استخدام خطاب تخلت عنه حماس منذ أمد بعيد. الميثاق يركز على اليهود بكونهم أتباع ديانة ويعلن عداوته لهم بكونهم كذلك وليس بكونهم معتدين. وينزلق إلى تبني كل مقولات معاداة السامية الأوروبية واستيرادها، والترويج إلى «المؤامرة اليهودية العالمية» حيث اليهود عملوا، كما يقول الميثاق، على «جمع ثروات مادية هائلة ومؤثرة، سخروها لتحقيق حلمهم، فبالأموال سيطروا على وسائل الإعلام العالمية… وبالأموال فجروا الثورات في مختلف بقاع العالم، لتحقيق مصالحهم وجني الثمار، فهم من وراء الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية ومعظم ما سمعنا عن ثورات هنا وهناك…». من المعيب حقاً أن يبقى مثل هذا النص في ميثاق أي تنظيم فلسطيني يدعو إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني. هل تقف حماس مع الإقطاع الأوروبي المتحالف مع الكنيسة الطاغية ضد الثورة الفرنسية؟ وهل تقف ضد مبادئ المواطنة والإخاء والمساواة التي جاءت بها الثورة الفرنسية وتنسب كل هذه المبادئ إلى «مؤامرة يهودية» وتفضل عليها سيطرة ملوك الإقطاع وتحكمهم في البشر آنذاك كـ «أشياء» وتقف ضد تحولهم إلى «مواطنين» متساوين؟ وهل تقف حماس كما يوحي النص مع بشاعة استغلال الرأسمال الأوروبي للطبقة العاملة وطحن الشرائح الفقيرة من قبل أرباب العمل وملاك المصانع؟ خطاب حماس بعيداً عن الميثاق لا يمت للميثاق بصلة. كل قادة حماس في الداخل ابتداء من الشيخ احمد ياسين، إلى عبدالعزيز الرنتيسي، إلى محمود الزهار، إلى إسماعيل هنية، وقادتها في الخارج من خالد مشعل إلى موسى أبو مرزوق، وكثير آخرين، يكررون أن معركتهم هي ضد الصهيونية وليس ضد اليهودية كدين. ويشيرون بفخر إلى التعايش اليهودي – المسيحي – الإسلامي في فلسطين والعالم العربي على مدار قرون طويلة. وليس هناك في خطابهم استشهادات بـ «بروتوكولات حكماء صهيون»، وهو كتاب مفبرك وسخيف أنتجته اللاسامية الأوروبية لتبرير جرائمها ضد يهودها، ثم لفظته الآن وصدرته إلى العالم العربي، وتورط ميثاق حماس في الإشارة إليه والاستشهاد به. لا تستطيع حماس أن تتحدث مع أوروبا والعالم أجمع ومقولات الميثاق تحاصرها. فهناك ماكينة إعلامية هائلة للوبيات صهيونية وإسرائيلية قامت بترجمة مقولات الميثاق ربما إلى كل لغات العالم، وسمعت أخيراً أنه ترجم إلى اللغة الصينية، وذلك كله بهدف إثبات «لاسامية» حماس والفلسطينيين وأهدافهم في إبادة اليهود! في عشرات اللقاءات التي تحدث فيها كاتب هذه السطور عن حماس خلال السنوات الثلاث الماضية في أوروبا والولايات المتحدة، ومن اللقاءات الشعبية إلى الرسمية في وزارات الخارجية أو البرلمانات أو هيئات الاتحاد الأوروبي، ترفع مقولات ميثاق حماس ليس لتشوه صورة هذه الحركة الفلسطينية فحسب، بل ولتحرف كل النقاش حول أهداف الحركة الوطنية الفلسطينية المشروعة وحقوق الفلسطينيين. قادة حماس الذين يتواصلون مع العالم الخارجي يدركون الثمن الباهظ الذي تدفعه حركتهم لقاء التمسك بوثيقة لم تعد لها قيمة في أدبيات حماس مقارنة بما أنتجته من وثائق تالية، أكثر عمقاً وتسيساً وأهمية. ويدرك هؤلاء القادة أن الميثاق صدر عندما صدر في آب (اغسطس) 1988، بشكل متسرع ومن دون نقاش حقيقي لمضامينه، ولم يعبر عن وعي حماس حتى في ذلك الوقت ناهيك أن يعكس حقيقتها الآن. وإذا كان هذا التقدير متفائلاً وغير دقيق، أي بمعنى أن الميثاق يعبر فعلاً وحقيقة عن جوهر حماس، فإن على قادة حماس أن يعلنوا ذلك بالفم الملآن حتى يتم تأييد أو معارضة حماس بناء على وضوح موقفها من الميثاق، وحتى يتم التفاوض أو مقاطعة حماس بناء أيضاً على ذلك الوضوح. بيد أن سياسة حماس إزاء الميثاق، حتى الآن، يبدو أنها خليط من الإهمال المتعمد ودفن الرؤوس في الرمال، والأمل بأن يتم «نسيان» الميثاق مع مرور الزمن. ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً: مع تصاعد قوة وحضور حماس هناك تركيز مُضاعف ومتصاعد على ميثاقها والاستشهاد به للتدليل على عدم صلاحية هذه الحركة للسياسة أو للانفتاح عليها. من المفهوم طبعاً أن يتضمن الجدل الرافض لتعديل الميثاق حجة مثل الخشية من الاتهام المتوقع بأن حماس تغير من أيديولوجيتها وتتنازل وهي تتبع مسار منظمة التحرير الفلسطينية. وهذه حجة لا قيمة لها في السياسة لأن التغيير ليس عيباً في حد ذاته، بل مطلوب وفيه استجابة واعية للمعطيات الجديدة. والأهم أيضاً هو مضمون التغيير. فما هو مطلوب بشكل ملح لا يتعدى التخلص من كل الإشارات العنصرية والتي تستهدف اليهود كأبناء ديانة والتي تتورط في مسار اللاسامية الأوروبي. من الممكن أيضاً أن يتضمن ذلك الجدل حجة التوقيت، فسيُقال دوماً إن التوقيت غير مناسب فسيُفهم منه هذا أو ذاك. وهذه أيضاً حجة لا قيمة لها إذ لن يكون هناك أبداً توقيت «مناسب»، فالحدث السياسي الفلسطيني والإقليمي سريع الإيقاع ويحمل دوماً مفاجآت تجعل توقيت اليوم أفضل من توقيت الغد. والحجة الثالثة قد تحاول القول إن هذا التغيير يجب أن يأتي ضمن صفقة أكبر ويُقدم كتنازل وليس كمبادرة ذاتية «مجانية». وهذا منطق يشوه نصاعة الحق الفلسطيني ولا يفيده. وكأن التخلي عن خطابات فيها شبهة العنصرية والتفرقة الدينية لا يأتي بوعي ذاتي، بل نتيجة لضغط خارجي وكتنازل براغماتي لا يعكس قناعة مترسخة بل مساومات عابرة. ما يمكن أن تقوم به حماس هو أن تحول تعديل الميثاق إلى مبادرة هجومية، تقضي من خلالها على مسوغات لا تُحصى في طول وعرض العالم ساهمت في حصار الحركة وحصار فلسطين وشعبها خلال السنوات القليلة الماضية. وربما يمكن القول إن اللحظة الراهنة هي التوقيت الأفضل للقيام بمبادرة تعديل الميثاق: لحظة الانحدار الإسرائيلي الجماعي نحو اليمين، ولحظة رغبة الإدارة الأميركية بالانفتاح على قضايا المنطقة والتحدث مع «كل الأطراف»، ولحظة اتساع القناعة الأوروبية بضرورة تغيير السياسة الجماعية إزاء فلسطين التي انضبطت بتفاهة ومن دون خجل على إيقاع سياسة جورج بوش الانحيازية. إحدى أهم مقولات اليمين الإسرائيلي وأتباعه وأنصاره في كل العالم هي أن هدف حماس والفلسطينيين هو تطبيق إبادة ثانية لليهود وهذه المرة في فلسطين، تناظر إبادتهم في أوروبا على أيد النازية العنصرية. ليس هناك أقوى تأثيراً في المخيلة الغربية والأوروبية من إثارة إرث الفعل النازي ضد يهود القارة. ميثاق حماس يوفر العتاد الجاهز ويمثل هدية دائمة الحضور للاقتباس منه والتدليل على ذلك. وبهذا تصبح المعركة اللفظية التي يثيرها الميثاق كأنها المعركة الحقيقية، وليس ما يحدث على الأرض من واقع احتلالي يترسخ ويتكرس. من ناحية عملية يمكن لحماس، ويجب، أن تقوم بواحد من أمرين إزاء الميثاق: الأول أن تقوم بتغييره جذرياً، والثاني أن تقوم بالحذف الفوري للمواد الطافحة بإعلان المعركة ضد اليهود كأبناء ديانة. كل ما سبق لا يعكس أية أوهام بأن تغيير الميثاق سيجر تغيراً فورياً وجذرياً في نظرة العالم إلى حماس والفلسطينيين وبجرة قلم. لكنه يعكس قناعة بأن ذلك التغيير ضروري من ناحية ضمير ووجدان النضال الفلسطيني والعربي الذي يجب أن يظل منطلقاً من مبادئ إنسانية عميقة، ومنطلقاً من تاريخ بهي في «أخلاق الحروب» يتم دوماً، وبحق، التباهي به، يبتدأ من عدم الاعتداء على غير المحاربين وينتهي إلى العفو المبهر عند المقدرة كما في مثال صلاح الدين وسواه. ——————————————- (*) كاتب أردني – فلسطيني، جامعة كامبريدج   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 23 فيفري  2009)  


اسرى فتح خلف قضبان السجون وعملية النسيان

 
بناء على طلب من زوجة مروان البرغوثي  مقدم للإخوة في حماس وضعت حماس من ضمن مطالبها في صفقة شاليط الاخ مروان البرغوثي كأحد الاسماء المطلوب الافراج عنها ضمن صفقة شاليط ، وكذلك تناقلت الانباء نبأ أن من ضمن اللوائح الاخ المناضل أحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية وقيل أن حكومة الاحتلال قد وافقت على الافراج عن سعدات من ضمن الصفقة بحيث يتم اقصاءه إلى سوريا .   عندما لجأت زوجة البرغوثي وهي المحامية القانونية إلى حماس كانت رؤيتها أن سلطة أوسلو ليس لديها ما يكفي من الضغوط لكي تتم عملية الافراج عن البعض وتعلم زوجة البرغوثي أن ملف الاسرى الذي تحمله سلطة دايتون لا يحتوي على اسماء المناضلين التي تعارضت ممارساتهم وسلوكهم مع بنود دايتون وتوجهاته الامنية ولأن السلطة الفلسطينية في هذا الملف لا تنتظر إلا هبات ومكرمات القاتل أولمرت من خلال علاقة عباس بأولمرت وما قدمه من تنازلات أمنية وضغوط على كثير من المناضلين مارستها حكومته وخاصة تجاه كتائب شهداء الاقصى .   الجميع نظر إلى حماس بأنها تجاوزت عقدة الفصائلية الفلسطينية إلى الشمولية الفلسطينية ، هذا المجال الرحب من المسؤولية نحو الشعب الفلسطيني وكما ورد في الانباء بأن ملف تبادل الاسرى يحتوي على فلسطينيين من داخل 48 وفلسطينيين من حماس والجبهة الشعبية بأمينها العام .   ولكن نسيت حماس جزء من ملف الأسرى وهم الاسرى الفتحاويين المناضلين والمجاهدين من كتائب شهداء الاقصى والذين كان لهم الشدة والصلابة في مواجهة العدو الصهيوني ، هؤلاء الابطال التي ترتعش منهم دوائر أوسلو وشخوصها وأدواتها ، فليس من مصلحة تجار أوسلو أن يفرج عن هؤلاء الأسرى ذوي العزائم الصلبة والذين يحملون كثير من المتغيرات ان افرج عنهم ، ولذلك هل اسرى فتح وكتائب شهداء الاقصى أصبحوا في طي النسيان وهل غابت الجهة المسؤولة عنهم ومن لهم ؟؟؟ هل يعقل أن يبقى هؤلاء الاسرى المحكومين بعدة مؤبدات داخل سجون الاحتلال واذا كان لحماس  رؤية في محاولة الافراج عن مروان البرغوثي بالاضافة إلى العوامل الانسانية فمن حقها ذلك كقوة فرضت نفسها بجدارة على الساحة النضالية والامنية والسياسية الفلسطينية وما من فلسطيني إلا انتابته السعادة عندما تطالب حماس بالافراج عن مروان البرغوثي والاخ سعدات وربما في الحسابات الصهيونية وكما صرح بعض المسؤولين الصهاينة أنهم يتوقعون الافراج عن مروان قبل صفقة شاليط في تدخل واضح في الشأن وفي المعادلة الفلسطينية وخاصة المعادلة الفتحاوية الفتحاوية –  والمعادلة الفتحاوية الحمساوية ويبقى مروان برغوثي أخ مناضل من مناضلي الساحة الفلسطينية .   ولكن اضم صوتي لصوت عائلات الاسرى في مخيم بلاطة وما حوله حول اضرابهم ومطالبتهم ومناشدتهم للإخوة في حماس بعد ان تنصلت قيادة أوسلو من مسؤولياتها تجاههم وهم المناضلين الاشداء الذين يشرفون حماس وكل حملة البندقية في الساحة الفلسطينية وتعلم حماس أن الاخوة الاسرى في كتائب شهداء الاقصى داخل معتقلات الاحتلال وخارج المعتقلات لم يدخلوا يوماً في عملية التجاذبات ولم يصطفوا يوماً مع طابور دايتون في الساحة الفلسطينية ولم تلطخ ممارساتهم يوماً بأي اقتتال مع الاخوة في حماس وغير حماس بل هم اخوة درب واخوة سلاح لكل من حماس والجهاد الاسلامي واللجان وكتائب أبو علي مصطفى .   من الجنون أن تتخلى حماس أيضا عن المناضلين والمجاهدين الاسرى في الساحة الفلسطينية امثال :- 1- خالد خديش المحكوم بالسجن المؤبد مرتين اضافة الى 20 عاما 2- علام الكعبي تسعة مؤبدات وخمسة عشر عاما. 3- واخوة علام الكعبي والمحكومين بمدى الحياة . 4- الاسير ناصر عويص المحكوم بالسجن المؤبد 14 مرة وخمسين عاما   هؤلاء الابطال وبحكم الواجب الوطني والديني والاخلاقي لا يمكن تجاوزهم في ملف الاسرى مع شاليط ونأمل من الاخوة في حماس هم واخوة لهم ذو احكام العالية بالمؤبدات أن يكونو ضمن هذا المف بهذا شرف لحماس وشرف للبندقية الفلسطينية والكرامة الفلسطينية التي لا يمكن ان تتخلى يوماً عن ابنائها بعيدا ً عن اي نزعة  فصائلة .   بقلم/ سميح خلف
 
 


 ليبيا تمدد الاجتماعات بشأن خطط توزيع ثروة النفط
 
طرابلس (رويترز) – منح الليبيون يوما اضافيا ليدرسوا خطة طرحها زعيمهم معمر القذافي لحل الحكومة وتسليم اموال النفط مباشرة الى سكان البلاد الذين يبلغ تعدادهم خمسة ملايين نسمة. وقالت وسائل الاعلام ان اجتماعات استمرت خمسة ايام كان من المقرر ان تنتهي يوم الاحد ولكن يمكن تمديدها الان الى يوم الاثنين 23 فيفري. وقال بيان رسمي في اذاعة ليبيا ان السلطات سمحت للشعب بمتابعة النقاش يوم الاثنين حيث ان بعض المؤتمرات تحتاج الى يوم اخر لاستكمال المناقشة حول قضية الثروة النفطية. ويري القذافي ان الفساد متغلغل في الحكومة حتى ان الوسيلة الوحيدة لتخليص ليبيا من الفساد هو حل الوزارات وتوزيع اكثر من 30 مليار دولار من عائدات النفط السنوية مباشرة الى الشعب. وتدفق الليبيون على أماكن عامة في القرى والمدن لحضور اجتماعات المؤتمرات الشعبية الاساسية في الجماهيرية الليبية. وركز النقاش على سيناريوهات وضعها خبراء الحكومة حول وسائل توزيع ثروة النفط. وتقسم السيناريوهات السكان الى خمس درجات من الدخل والثروة. وسيحصل نحو مليون ليبي في ادني درجة على نحو 30 الف دينار (22990 دولارا) لكل واحد سنويا. وهناك نحو نصف مليون في اعلى درجة لن يحصلوا الا على 1288 دينار لكل منهم. والمؤتمرات الشعبية الاساسية هي العمود الفقري للنظام الحاكم في الجماهيرية الليبية حيث تمثل بالفعل اكبر الهيئات التنفيذية والتشريعية بالبلاد كما تمثل المؤتمرات المواطنين على مستوى الاحياء والقرى وتصوت على القوانين وعلى سياسة الحكومة. لكن من الناحية الفعلية فالقذافي هو الذي يتخذ القرارات المتعلقة بالامور السياسة الاساسية ولاسيما النفط. ومن المقرر ان يجمع مؤتمر الشعب العام قرارات المؤتمرات الشعبية الاساسية في نهاية المناقشات ويعلن ما اذا كانت الاغلبية تدعم اقتراح القذافي وهي نتيجة معروفة سلفا حيث ان مؤيديه يهيمنون على جميع مستويات السلطة. ويعارض مشروع القذافي كبار المسؤولين الذين قد يفقدون وظائفهم اذا ماتم الغاء الحكومة. وابلغ مسؤولون القذافي في نوفمبر تشرين الثاني بان الاقتراح قد يتسبب في اضرار على الامد الطويل للاقتصاد الليبي من خلال زيادة التضخم وتشجيع هجرة رأس المال من ليبيا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 فيفري 2009)


إيران: تصريحات المسؤول الإيراني عن البحرين أُسيء فهمها
 
طهران (رويترز) – قالت إيران يوم الاثنين ان التقارير التي شكك فيها مسؤول ايراني في سيادة البحرين أُسيء فهمها وأسيء تفسيرها. وطبقا لتقارير اعلامية فقد قال علي أكبر ناطق نوري وهو مستشار مقرب للزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في وقت سابق من هذا الشهر ان لايران السيادة على البحرين. ودعت دول الخليج العربية ايران يوم الاحد الى إدانة التصريحات التي رفضها وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله ال خليفة في وقت سابق باعتبارها غير مسؤولة. وقال حسن قشقاوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي دون ذكر تفاصيل “كان تصريح سبب سوء فهم كما كان هناك بعض من سوء التفسير.” وأضاف أن العلاقات بين ايران والبحرين “تعتمد على الاحترام المتبادل.” وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء أن وزير الداخلية الايراني صادق محصولي وهو حليف مقرب من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يعتزم زيارة البحرين يوم الثلاثاء لمناقشة التعاون الاقليمي. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل. ونفت ايران مرارا ان تكون لديها مطالب تمس سيادة البحرين لكن التوترات تسلط الضوء على الشكوك العميقة بين الدول الخليجية العربية وايران. ويساور الدول الخليجية العربية القلق بشأن انتشار النفوذ الايراني في العراق ولبنان وقطاع غزة وتأثيرها المحتمل على الشيعة هناك. واوقفت البحرين المحادثات مع ايران بشأن واردات الغاز الطبيعي بسبب تلك التصريحات واستدعى وزير الخارجية البحريني السفير الايراني للاحتجاج في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال قشقاوي ان تعاقدا بشأن الغاز سيكون له قيمة لايران والبحرين مشيرا الى رغبة البلدين في تنفيذه. وتابع أن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي “أصر على تحسين العلاقات المتبادلة” في محادثات مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة. ولم يوضح متى أجريا المحادثات. وتخلى شاه ايران الراحل عن مطالبة إيران بالبحرين في عام 1970 قبل عام من تحول الجزيرة الموجودة على الجانب الآخر من الخليج الى دولة مستقلة. وتجنب الزعماء الايرانيون إثارة قضية البحرين منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 على الرغم من انها تثار من آن لآخر في الصحافة اثناء فترات التوتر مع الدول العربية المحافظة عبر الخليج. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 فيفري 2009)


اسلام اولاين :آخر رجال النظام الخاص في الإخوان

أحمد عادل كمال يتحدث لأول مرة عن دوره في اغتيال الخازندار

   

صلاح الدين حسن (*)   لماذا أنشا البنا النظام الخاص؟ ولماذا غضب الإخوان من النقراشي؟ ثم لماذا لم يفصل البنا السندي عندما قتل الخازندار؟ وهل قام بعمليات عنف ضد مصريين بعلمه أيضا؟ وهل قام النظام الخاص برصد وتتبع رجالات الأحزاب بأمره؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على صقر النظام الخاص أحمد عادل كمال المؤرخ الإسلامي والرجل الذي آمن ومازال يؤمن بأفكار ومبادئ وأهمية النظام الخاص. حاولنا معه أن نتتبع ونستقرئ الأحداث التاريخية منذ نشأة النظام الخاص في عام 1938 وحتى قيام الثورة ومع أن الرجل تربى على مبادئ السرية والكتمان في أحضان النظام الخاص وهو من المؤيدين له لدرجة فصله من الجماعة بسبب تمسكه به إلا أنه باعتباره مؤرخا إسلاميا يعي جيدا أهمية التاريخ والتأريخ فقد كان صريحا معنا إلى حدا كبير، لكن الرجل مازال لديه ما يخفيه ولا يود ذكره إلى وسائل الإعلام فقد طلب منا إقفال الكاسيت 3 مرات ليبوح بأشياء لا يريد أن يبوح بها…   النظام الخاص..لماذا؟ *لأي هدف أنشأ النظام الخاص؟. – النظام أنشئ في البداية لجمع السلاح وإرساله لفلسطين، وكان هذا في عام 1937 بعد طلب الحاج أمين الحسيني هذا وقام الإمام البنا بجمعه من الأرياف ولكن بعد أن أرسل السلاح اكتشف المجاهدون في فلسطين أن به نسبة كبيرة فاسدة لا تعمل فأنشأ البنا النظام الخاص لكي يكون هناك من يتعامل مع الأسلحة عن دراسة وعلم، كما أن الحاج أمين الحسيني أرسل للبنا وقال له لدينا السلاح والمال نريد مجاهدين.   *هل يعقل أن جمع السلاح وإرساله إلى فلسطين كان يستدعى إنشاء جهاز سرى في البلاد؟ – النظام الخاص في هذا الوقت كان محدودا ولم يكن العدد كبيرا حتى عام 1945 عندما انتهت الحرب العالمية وجميع البلاد العربية والإسلامية محتلة والأمة بدون خلافة وأتاتورك كان أعدم مسلمين في ميادين عامة حتى تنتهي فكرة الإسلام، والإمام رضي الله عنه كان مخيرا بين الاستسلام وبين المقاومة فاختار المقاومة رحمه الله.   *ألم يكن هناك هدف آخر للنظام مثل حماية الجماعة وهى في طريقها لتحقيق دولة إسلامية؟ – لم يكن هذا موجودا.   * ولكن حدث أن النظام تخلص ممن رأى أنهم عقبة في تحقيق أهداف الجماعة وقتل مصريين مسلمين لأنه رآهم أعداء للدعوة؟ – فعلا وقعت أحداث من النظام الخاص فعلها إخوان من النظام الخاص، إنما كانت أعمالا فردية كان أولها اغتيال أحمد بك الخازندار، وهذه كان لها تأثير كبير على الدعوة ولكن كما قلت لك وجود النظام كان ضروريا للمقاومة.   صدام بين الإخوان والسعديين *ولكن كان الثمن هو صدام عنيف بين الإخوان والسعديين أودى بحياة النقراشي ثم البنا وتسبب في نكبة للجماعة مازالت تعانى من آثارها إلى الآن؟ – فعلا هذا صحيح.. لكن التوسع بدأ من 1945 ومع ذلك في 1947 كان عدده 2000 فقط وبدأ عملياته عام 1946 بعملية ضد الجنود الإنجليز في عيد الميلاد وكنت من اقترح الهجوم عليهم فقد كانوا يسكرون داخل محلات مخصصة لهم في وسط البلد ثم يخرجون ليعربدوا في الشوارع ويعتدوا على النساء والحرمات وإذا تدخل شخص كانوا يضربونه بكعوب البنادق حتى لو أدى ذلك إلى قتله.. قرر النظام تلقين هؤلاء درسا وكان المخطط أن يستلم كل أخ قنبلة شديدة الانفجار ثم يلقي بها من تحت باب الحانة التي تمتلئ بهم لكن لسوء الحظ بعد تسليم القنابل للإخوان وصدرت الأوامر بالتنفيذ جاء شخص في حوالي الساعة الثامنة مساء يقود سيارة وألقى قنبلة أمام نادي الاتحاد المصري الإنجليزي وبعدها مباشرة أعلن البوليس المصري والبوليس الحربي الإنجليزي حالة الطوارئ وانتشروا في الشوارع لمنع أي محاولة جديدة.   * هذه القضية التي حكم فيها الخازندار على أعضاء النظام الخاص فقررتم قتله؟ – النقراشي كان لا يألو جهدا في ضرب العناصر الوطنية التي تقاوم الإنجليز، والسير رونالد كامبل قال له في اتصال تليفوني أنا واثق من أن سلطات الأمن تحت قيادتك تبذل ما في وسعها للقبض على مرتكبي الحادث، وهنا أريد أن أقول إن مجيء الخازندار إلى القاهرة لم يكن صدفة كان هناك في الإسكندرية قضية مماثلة لعدد من الشبان الوطنيين اتهموا بالاعتداء على جنود حلفاء ونظرت القضية أمام محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة أحمد بك الخازندار رئيس محكمة استئناف الإسكندرية وصدر الحكم ضد الشباب الوطني بأقصى عقوبة فلما قبض على الإخوان الذين نفذوا عمليات الكريسماس صدر قرار بنقل الخازندار ليشغل وظيفة رئيس محكمة استئناف القاهرة وقدمت إليه القضيتان؛ القضية المتهم فيها حسين ونفيس والقضية المتهم فيها عبد المنعم عبد العال.   *في النهاية حكم الخازندار بأحكام قانونية ولم يخرج عن الدستور واستند في أحكامه على معاهدة 36 وكانت معاهدة شرعية مصدق عليها من البرلمان.. فماذا كان المبرر لقتله؟ – في الحقيقة كان الخازندار مستفزا لنا كشباب ممتلئ بالحماسة والغيرة على وطنه ودينه.. أنا حضرت المحاكمة وترافع فيها فتحي رضوان وبنى دفاعه الأساسي على أن هؤلاء الشباب لم يفعلوا شيئا فالبوليس قبض عليهم في الشارع ولم يكن هناك شهود فصرخ الخازندار: دول مسكوا معاهم قنابل يا أستاذ؟ فرد رضوان: هذا دليل على أنهم لم يفجروا، فقال الخازندار: أومال كانت معاهم بتعمل إيه؟ قال رضوان: في هذه الليلة رميت قنابل كثيرة فرأى المتهم جسما غريبا في الشارع فأخذه من باب حب الاستطلاع فوضعها في جيبه ليكتشفها فيما بعد وقال فتحي رضوان: نفترض أنهم كانوا يريدون أن يضربوا بها فمن كانوا سيضربون؟ هذا احتلال جاسم على نفوسنا طيلة 75 سنة فرأيت الخازندار انتفض من على المنصة وقال: إيه؟ أنت بتقول إيه يا أستاذ؟ دول حلفاء جاءوا ليدفعوا عننا وموجودين بموجب معاهدة شرف؟ إيه ده؟ الله الله.. طلعت من المحكمة قلت: الراجل ده لازم ياخدوا معاه تصرف.   *البنا كان موافق على هذه العملية “الكريسماس”؟ – نعم كان موافقا.   *هل كان يعلم بعملية الخازندار؟ – لا لا كان لا يعلم.. عبد الرحمن السندي كان المسئول عن قتل الخازندار أرسل له اثنين لكي يصطادوه واستبعد ابتداء أنه يضرب في المحكمة.   شخصية السندي المثيرة للجدل *شخصية السندي كانت مثيرة للجدل والإخوان أنفسهم اختلفوا حوله ونسب له صلاح شادي في كتابه حصاد العمر السبب في نكبة الجماعة..صف لنا شخصية السندي من وجهة نظرك؟ – الحقيقة كان رجل مخلصا، وكان متشبعا بفكرة النظام الخاص مما لا يسمح معه بكلام في أي مجال آخر ولا شك أنه كان له أخطاء، منها مثلا أنه لم يرجع للإمام البنا في قرار قتل الخازندار لكنه كان مؤمنا إيمانا لا حدود له بفرضية الجهاد في سبيل الله وحبب ذلك إلى قلبه فأفرغ ذلك الإيمان في النظام الخاص أخلص له كل الإخلاص كان يعشقه ويغار عليه وضحى في ذلك بكل غال وكان يربط كل تكليف بتوقيت وكان سؤاله التقليدي متى؟ ثم يتبع متى بلماذا؟ ومع أنه كانت له قبضة حديدية فإن قلبه كان قلب طفل ومع أنه كان مرهقا في متابعته فإنه كان عاطفيا لأبعد الحدود وكان عنيدا وكان مريضا بالقلب وكان الأطباء ينصحونه بالراحة لكنه كان لا يستجيب ويقول إذا قعدت مرضت وإذا تحركت شفيت.   *رجل في قوة التزامه وحماسه التنظيمي يعطي أمرا بقتل قاض مصري بدون إذن قائده ويجلب الكوارث على جماعته؟ – بعد حادثة اغتيال الخازندار استدعى الإمام البنا قادة النظام وكانوا خمسة وقال لعبد الرحمن أنت أخطأت 3 أخطاء: الخطأ الأول أنه عمل غير مشروع يخالف شريعة الإسلام، الخطأ الثاني أنك لم تستأذني ولم ترجع إلي، عبد الرحمن قال له الخازندار أخطأ، فقال له البنا نعم أخطأ ولكن من الذي قال إنه عندما يخطئ نقتله؟ في شرع من؟.   *البنا أنشأ النظام ووضع له أهدافه والسندي كان قائده وكان أولى الناس بمعرفة أهداف النظام فكون أنه يأمر بقتل الخازندار إذن نستنتج أن فكرة قتل مصريين يعتبرون أعداء للجماعة كانت قائمة واغتيال قادة في النظام كالنقراشي لم تكن مستبعدة من أهداف النظام ونشاطاته؟ – فكرة قتل الخازندار كانت فكرتنا كلنا في ذلك الوقت لأن الخازندار كان خائنا من وجهة نظرنا.   *لماذا لم يفصل السندي بسبب خطئه؟ – لأنه عمل عملا كبيرا وأنشأ نظاما كبيرا ولم يكن أحد غيره يستطيع أن يسيره.. والبنا بعد كده قال مفيش عملية تتعمل إلا بعد أمر كتابي مني حتى إن أخواننا مصطفى مشهور وأحمد حسنين قالوا له خلاص فضيلتك إحنا اتفقنا وعرفنا ولازم أي حاجة بعد كده نعرف أن فضيلتك اللي أمرت بيها وغير كده مش هنعمل وبلاش الأمر الكتابي   *ولكن العمليات استمرت بعد ذلك…؟ – نعم حدث خطأ، السيد فايز رحمه الله عندما أمر بقتل النقراشي.   *عبد الرحمن السندي كان عنده 22 سنة عندما قاد النظام أليس غريبا أن يثق البنا في مجموعة صغيرة من الشباب في أمور خطيرة كهذه؟ – كلنا كنا صغيرين.   النظام الخاص وشرعية الجماعة *بإنشائكم النظام الخاص ضيعتم شرعية الجماعة.. ماذا كنتم تنتظرون من النقراشي كيف كانت تتصرف معكم الدولة وأنتم تخرجون على الشرعية؟ – الدولة هي التي اضطرتنا لذلك.   *كيف؟ – لما ابتدأنا نجمع سلاحا من أجل المجاهدين لفلسطين كان سلاح الأرياف فاسد فأخذنا إذنا لسيارتين من سيارات جريدة الإخوان لكي تذهب إلى الصحراء الغربية لكي تجمع السلاح فقد كان السلاح هناك كثير والذخيرة كذلك فعندما انهزمت جيوش الحلفاء تركت أسلحتها وعندما ارتدت جيوش المحور كانت تترك أسلحتها وكلا الجيشين كانا لا يستخدم أسلحة الآخر فكان اليهود يذهبون لجمع السلاح من هناك وذهبنا نحن أيضا وكنا قد أخذنا ترخيصا بذلك لكن النقراشي ألغى هذا التصريح في توقيت خطير فقد كان لنا في فلسطين 2000 متطوع وكان الأستاذ البنا لا يرى توجيه جيوش عربية للحرب بل كان يرى أن فكرة ذهاب المتطوعين ستكون أجدى لأن اليهود كانوا عبارة عن متطوعين أيضا.   *قمتم بعمليات رصد لرجال الأحزاب وقمتم بحصرهم ودراسة مساكنهم ومسالكهم وأنشأتم جهاز مخابرات للتتبع الشيوعية وسبعة أحزاب وهيئات ونقابات العمال والبوليس السياسي وأنشأتم جهاز عمليات وجعلتم مكتبا لكل إقليم.. وتلومون النقراشي على حل الجماعة؟ – هذا هو الذي أخاف النقراشي وأقدم بسببه على حل الجماعة.   * أليس من حقه أن يخاف بعد كل هذا؟ – النقراشي حل الإخوان وهم لهم جيش يحارب في فلسطين فاعتبرناها خيانة.   *ولكنك قلت لي قبل ذلك إن النظام أنشئ لا لكي يدخل في خلافات الأحزاب فماذا كانت كل هذه الدراسات والخطط والتتبع؟ – كانت لمجرد التدريب.   * البنا كان يعلم بذلك؟ – كان هناك أشياء يعرفها وهناك أشياء لا يعرفها.. كان يعرف الأشياء المشروعة ولا يعرف الأشياء غير المشروعة مثل قتل الخازندار والنقراشي   *أنا أسأل في هذه النقطة كان يعرف إجراءكم لعمليات الرصد التي ذكرتها؟ – كان يعرف.   *ولماذا هذا كله؟ – كان يفيد الجماعة في معرفة سياسة كل شخص ويعرف ما يدور حوله   *هل صحيح جهاز مخابرات النظام تجسس على أعضاء في الجماعة؟ – نعم هناك شخص عرفوا أشياء عنه وأنه على صلة براقصة يهودية وكان يسكر مع شلة له وأبلغوا هذا للإمام البنا.   *ولكن هذه حرمة الحياة الخاصة؟ – أخونا هذا كان من الأشخاص التي ترأس جريدة الإخوان فكان مهما أن يعرف المرشد.   *لكن من ناحية المبدأ لا يجوز أن أراقب أشخاصا؟ – كان هناك رصد لغيره فجاء معهم بالصدفة.   *كانت مشروعة أم غير مشروعة.. كان هناك تعليمات بها أم لا؟ – أنا لا أدرى.. أنا شخصيا قمت بعمليات استعلامات عن يهود كانوا يعقدون اجتماعات دورية في جمعيات أنشئوها في حي الضاهر وضبطت التقرير التي كتبتها بخط يدي في قضية السيارة الجيب وجاءوا بخبير عرف أنها مكتوبة بخط يدي.   *البنا عرف إن فيه بعض العناصر من البوليس اخترقت الإخوان وتركهم لكي يسرب للبوليس اللي عايز يسربه.. -نعم الرجل كان عنده حس أمني وأنت عندما تتأمل هذه النقطة تجد أنه كان عنده مخ سليم لأنه كان ممكن يفصلهم من الجماعة لكن كان ممكن يكون هناك غيرهم لا يعرفهم فأحب أن يكونوا تحت عينيه.   *لكن من ناحية المبدأ ممكن يكون شك في أشخاص غير متورطين ثم ماذا كان لديه من خطأ ليداريه.. المفترض أنه شفاف وليس لديه ما يخفيه؟ – لكن اللى قصادك ليس كذلك وهم غير راغبين في نجاحنا.   قصة مقتل الخازندار *كيف عرفت أنهم سيقتلون الخازندار؟ – لأول مرة أقول هذا.. الخازندار نقل إلى القاهرة من الإسكندرية ولم يكن أحد يعرف مكانه والسندي كان لا يريد قتله في المحكمة وأنا كنت شغال في بنك القاهرة وفوجئت بأن الخازندار قد فتح له حساب عندنا فأخذت معلومات عنه ومنها عنوانه وبلغتها لقيادتي في النظام وكنت أعلم بأن هناك تخطيطا لقتله.. وبناء على هذه المعلومات تم قتل الخازندار.   *هل كنت ترغب في تقديم الدية لعائلة الخازندار؟ – سـألت في هذا الموضوع وكانت الإجابة أن القاتل ليس عليه دية بل الدية على العاقلة وهي هنا الدولة أو المجتمع والحكومة دفعت تعويض لعائلة الخازندار فنحن ليس علينا دية.   *الأهم من الدية هو الاعتذار عن قتله؟ – نعم معاك في هذا.   *حاولت تهريب الجناة بعد قتل الخازندار.. لماذا وهم مخطئون وأنتم علمتم موقف البنا وقال لكم إنه عمل غير شرعي؟ – لا بالعكس نحن اعتبرناهم مجنيا عليهم مثلهم مثل الخازندار وفعلوها بحسن نية.   *البنا كان يعرف موضوع التهريب؟ – لا أعرف.   * قمتم بتجهيز قنابل لاستخدامها ضد الشرطة.. البنا كان يعلم ذلك؟ – معرفش.. لكن البوليس قبلها كان أطلق النار في مظاهرة كوبرى عباس وكانت مطالبنا مشروعة: السودان والاستقلال وكانت مظاهرة سلمية.   *أيا كان الأمر لا يعطيكم المبرر ولا المشروعية لضرب البوليس بالقنابل. – صمت.   جهاد من أجل فلسطين *قبض على أعضاء من النظام الخاص وهم يتدربون على استعمال أسلحة في جبل المقطم ثم ادعيتم أنهم كانوا يتدربون من أجل فلسطين ولم يكن الأمر كذلك وجاء أمين الحسيني مفتي فلسطين وشهد بما ادعيتم.. هل كنتم تأخذون فلسطين كواجهة؟ – كان لابد من إخراجهم، فهل كان المطلوب أن نقول إنهم يعملون لقلب نظام الحكم؟ والحاج أمين الحسيني كان معنا دوما وشهد معنا في قضية السيارة الجيب وقال إن الإخوان مشتركون معه في الجهاد منذ 36 وهذا حقيقي.   *ولكن التدريب لم يكن لأجل فلسطين؟ – كانت تدريبات لفلسطين وغير فلسطين كانت تدريبات لتقوية الجهاز.   *لماذا لم يحل البنا النظام الخاص بعد مقتل الخازندار؟ – كنا ما زلنا نحتاج له وأيضا البلد تحتاج له.   *لكن النظام هو الذي نكب الجماعة. – لا، البلد كانت محتلة.   *وماذا فعل النظام الخاص للاحتلال.. عملية تفجير لم تقتل أحدا وقبض على منفذيها.. هل هذا كل ما فعله النظام ضد الاحتلال؟ – النظام لم يأخذ فرصته.   *الحكمة كانت تقول بحل النظام كي لا تتكرر أخطاؤه؟ – كانت أخطاؤه فردية وكانت له إيجابياته.   *فصلكم الهضيبي لأنكم كنتم مصرين أن تعلموا نظاما خاصا؟ – صحيح، لكن بعد ذلك عمل نظاما خاصا، وسموه التنظيم السري وجاء بيوسف طلعت قائدا له ويوسف طلعت كان من النظام الخاص وكان جنديا وهم كانوا يريدون جنديا مطيعا بخلاف عبد الرحمن اللى كان بيعمل رأسه برأس اللى أكبر منه.   *حتى مع البنا؟ -حتى مع البنا.. كان جريئا على عكس يوسف طلعت كان جنديا مطيعا وأنا سألته ذات يوم كيف ستعمل نظاما خاصا؟ قال: ببركة طاعة المرشد، قلت بركة طاعة المرشد ماذا تعمل؟ وفى النهاية قبض عليهم كلهم وحوكموا في محكمة الشعب بدون ذنب ولا جريرة.   *ولكن الهضيبي فكر في نظام يكون تحت السيطرة ولا يخطئ كسابقه ويعمل كوارث؟ – وماذا كانت النتيجة، كان ضعيفا وهربوا الهضيبي وكانت هناك حالة من الارتباك.   *لماذا فصلك الهضيبي؟ – من أجل النظام الخاص.   *ما هو الشيء الذي تخاف من سؤال الله فيه يوم الحساب؟ – موضوع أحمد بك الخازندار لأنها عملية أنا شاركت فيها لا أستطيع أن أقول لربي أنا مليش دعوة.   *لو استقبلت من العمر ما استدبرت هل كنت تدخل الإخوان والنظام الخاص؟ – نعم.. بسبب الاحتلال وفلسطين وأنا ضد الاستسلام ومع المقاومة وهذه أمتكم أمة واحدة. ———————— (*) صحفي مصري   
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 22 فيفري 2009)

Lire aussi ces articles

29 mars 2009

Home – Accueil     TUNISNEWS 8 ème année, N° 3232 du 29.03.2009  archives : www.tunisnews.net   Journée de Soutien aux

En savoir plus +

30 mars 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3598 du 30.03.2010  archives : www.tunisnews.net  François Gèze, Jean-François Julliard et Gilles Perrault:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.