الاثنين، 21 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2798 du 21.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: قضيّة الصحفي بوخذير في طورها الاستئنافي – المحكمة ترفض سماع الشهود وتقرّر الحكم الابتدائي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيــــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة: بيــــان 1 – 2 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان : بيــــــان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محكمة الإستئناف تؤجل النظر في قضية متهمين بـ » الإرهاب  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محمد الصّالح قسومة.. تحت الإقامة الجبرية ..! حرّية و إنصاف: بيان المنظمة الوطنية للدفـاع عن حقوق الانسان بتونس: بيــــــان محامون ضد الفساد المالي:إعــلام لـعـمـوم الـمـحامـيـن طلبة تونس: أخبار الجامعة رويترز:وزراء الداخلية العرب يجتمعون في تونس لمكافحة الإرهاب يو بي أي: وزراء الداخلية العرب يجتمعون في تونس لبحث مكافحة الإرهاب آكي: واشنطن تعتزم دعـم المجتمع المدني في تونس ماليا رويترز: حزب معارض بتونس يعلن مشاركته في انتخابات الرئاسة المقبلة يو بي أي: حزب تونسي معارض يدعو إلى حملة تضامن عربية واسعة مع الشعب الفلسطيني يو بي أي: حزب تونسي يستنكر حصار غزة والصمت العربي تجاهه يو بي أي:  تونس تؤكد رفضها لمنطق القوة وتطالب المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين يو بي أي: تونس وجنوب إفريقيا تبحثان تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري يو بي أي: هزة أرضية بقوة 4.1 درجات قبالة سواحل جزيرة جربة التونسية واس: الخنزير الوحشي.. حيوان غير مرغوب فيه بتونس عبدالله الـزواري: محمد صالح قسومة… و عبثية إطلاق سراحه في نوفمبر الماضي الدكتور منصف المرزوقي لـ « وطن »: من يبصق على النخل لا يسيل لعابه إلا على وجهه !! صحيفة « العرب اليوم » في مقابلة شاملة مع المفكر الاسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي محمد البشير بوعلي: الأخ المناضل مرسل الكسيبي من الوسط إلى الانحياز
مرسل الكسيبي: مصافحة وفاء للمظلوم ويد متواصلة بالخير من أجل مصلحة تونس – تعقيبا على مقال الأخ محمد البشير بوعلي لاجئ تونسي في سويسرا: الى السيد مرسل الكسيبي – الرجاء منك كلمة في سفارة تونس بسويسرا رضوان المقراني: شكوى من تصرفات الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي بشير الحامدي: النقابي التابع الشاذلي قاري: عندما تتحول منابر وجهات النظر إلى منابر للقذف الامجد الباجي: العنصرية الان وهنا محمد المحسن حمدوني: من ثقافتنا عمر القرايدي: اسرائيل بين فكي الكماشة الاسلامية عبد الباري عطوان: صبرا يا أهل غزة خالد الشامي: هولوكوست غـزة والدور العربي محمود عزت: نصرة فلسطين..  واجبات عملية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين    

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1 الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع
تونس في 21 جانفي 2008

قضيّة الصحفي بوخذير في طورها الاستئنافي المحكمة ترفض سماع الشهود وتقرّر الحكم الابتدائي

 
نظرت يوم 18 جانفي 2008 محكمة صفاقس برئاسة القاضي محمد بن عبد الله في قضية الصحفي سليم بوخذير وقررت تقرير الحكم الابتدائي بالسجن لمدة عام بتهمة النيل من موظف عمومي والاعتداء على الأخلاق الحميدة وعدم الاستظهار ببطاقة الهوية.  وقد تولى الدفاع عدد من المحامين ساندوا منوبهم في ردّه للتهم المنسوبة إليه، وقد أبرزوا ما اتسم به الحكم الابتدائي من ضعف في التعليل وسكوته عن الإخلالات الشكلية التي شابت محضر الاحتفاظ بما يصير احتجاز منوبهم تعسّفيّا في نظر القانون، كما لاحظوا انعدام ضمانات الحياد عند تحرير محاضر البحث التي تولاها أعوان الأمن الذين كانوا في مركز المتضرّر والقائم بتوجيه الاتهام في آن واحد. أمّا من حيث الأصل فقد أتوا على الخلفيّة الكيديّة للقضيّة بعد أن ثبت أنّ أعوان الأمن قد تعاملوا مع السيد سليم بوخذير بما لا يتطابق مع القانون الخاص بالهويّة الذي لا يخوّل لهم سوى تحرير محضر مخالفة لعدم الإدلاء ببطاقة الهوية لا غير، كما أنّ اثنين من الركاب قد أدلوا بشهادة غير مستوفاة الشروط القانونيّة من ضرورة أداء اليمين ونفي القوادح وهو ما يعد منهم تصرّفا يؤكد تجاوز النفوذ. وحضر عدد من المراقبين هذه المحاكمة من بينهم نائبة رئيس المرصد وممثلون عن المجلس الوطني للحريات والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين. وكان الصحفي سليم بوخذير قد أوقف يوم 26 نوفمبر 2007 بعد أن خاض إضرابا عن الطعام للمطالبة بجواز سفره. ولفقت له تهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة وهضم جانب موظف في الشرطة. وقد حكم عليه في الطور الابتدائي بسنة سجنا نافذة. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: –  يعتبر أنّ الصحفي سليم بوخذير بريء مما نسب إليه ويطالب بإطلاق سراحه. –   يشدّد على ما شاب إجراءات محاكمة الصحفي سليم بوخذير من مخالفات لشروط المحاكمة العادلة. –  يطالب جميع المناضلين الحقوقيين والسياسيين بتكثيف الضغط على السلطة التونسيّة من أجل إطلاق سراح الصحفي بوخذير. عن المرصد نائبة الرئيس نزيهة رجيبة


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  تونس في 21/01/2008 بيـــــــــان
 
 أقرت المحكمة الابتدائية بصفاقس يوم الجمعة 18 جانفي 2008 الحكم بالسجن لمدة عام على الصحفي سليم بوخذير، وهو الحكم الذي كانت أصدرته ابتدائيا محكمة ناحية ساقية الزيت يوم 04 ديسمبر2007 بتهمة الإعتداء بالقول على موظف حال مباشرته لمهامه والإعتداء على الأخلاق الحميدة وعدم الإستظهار بما يثبت هويته . وكان تم إيقاف السيد سليم بوخذير في 24 نوفمبر الماضي حين كان يستقل سيارة أجرة عائدا من صفاقس إلى تونس . وبين المحامون الذين  ترافعوا دفاعا عن بوخذير أن ملف القضية خلو من أي دليل إدانة للصحفي وان هذه المحاكمة  يراد من ورائها معاقبة سليم بوخذير عن كتاباته المنددة بالفساد والناقدة بشكل حاد للسلطة ورموزها وعما يصدر عنه من مواقف ومنها إضراب الجوع الذي شنه صحبة الأستاذ محمد النوري المحامي ورئيس جمعية « حرية وإنصاف » لمدة عشرين يوما  للمطالبة بتمكينه من جواز سفره. وقد نفى بوخذير أمام المحكمة مرة أخرى التهم التي أحيل من أجلها مؤكدا انه رفض تسليم بطاقة هويته لان الأعوان خاطبوه باسمه مما يفيد أنهم يعرفونه ولا حاجة لهم بتلك البطاقة. وكان السيد سليم بوخذير الذي يراسل عددا من الصحف منها  » القدس العربي  » في لندن ومواقع الكترونية إخبارية والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر مرة أخرى عن تضامنها مع السيد سليم بوخذير وتدعو إلى بإطلاق سراحه وحفظ هذا الملف نهائيا . كما تدعو السلطة إلى الكف عن ملاحقته وتمكينه من حقه في ممارسة مهنته بكل حرية وبعيدا عن كل الضغوطات والتهديدات كتمكينه من كل حقوق المواطنة ومنها حقه في التنقل داخل البلاد وخارجها وتمكينه لذلك من جواز سفر كما يضمن ذلك الدستور التونسي و المواثيق الدولية . عـن الهيئـة المديـرة المختـار الطريفــي رئيـــس الرابطــة


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة جندوبة في 19 جانفي 2008  بيـــــــان 
 
 يوم الخميس 17 جانفي 2008 منعت أعداد غفيرة من أعوان الأمن بالزى المدني والزى الرسمي عن طريق حواجز حديدية وبشرية أساتذة التعليم الثانوي من الوصول إلى الإدارة الجهوية للتربية والتكوين بجندوبة والتجمع للاحتجاج على وزارة التربية والتكوين  في إطار الإضراب الذي ينفذونه يومي 16 و 17 جانفي 2008 . إن هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن : 1 ــ مساندتها اللامشروطة للإضراب الأساتذة وتجمعهمى من أجل الدفاع عن حقهم النقابي وحق ا لشغل. 2 ــ تنديده بمنع التجمع والذي يتناقض مع حرية التنقل وحرية والتعبير طبقا لما نص عليه دستور البلاد والمواثيق الدولية   . عن هيئة الفرع  الرئيس  الهادي بن رمضان   


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة جندوبة في 20 جانفي 2008 بيــــان
 
 
يوم السبت 19 جانفي 2008 بقرية الزرايبية معتمدية غار الدماء من ولاية جندوبة      ( 180 كلم عن مدينة تونس ) تعرضت سيارة الأستاذ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي إلى اعتداء تمثل في تهشيم البلور الأمامي بواسطة حجارة كبيرة من قبل أربعة أشخاص غرباء مجهولين الهوية . كما تعرض السيد منير الهويشري احد أصدقاء الحزب وأصيل القرية للاعتداء بالعنف الشديد من طرف أحدهم . علما وان هذا الاعتداء تم في ظروف تميزت بقيام الأستاذ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي والسيد المولدي الزوابي مراسل قناة الحوار التونسي رفقة السيد منير الهويشري للقيام بزيارة ميدانية لقرية الزرايبية مساء يوم الثلاثاء 15 جانفي 2008 للقيام بتقرير ميداني وتغطية تلفزية لقناة الحوار التونسي حول الوضع الاجتماعي المتردي لسكان القرية كما أن هذه الزيارة كانت ضمن النشاط السياسي لحزب علني . إن هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن : 1 ــ تمسكها بحق الأحزاب السياسية في النشاط العلني والزيارات الميدانية وضمن برامجها الداخلية . 2 ــ تنديدها بهذا الاعتداء السافر الذي يعتبر اعتداءا على الحق فى العمل السياسي وحرية الإعلام  والعمل الصحفي التي تعتبر من حقوق الإنسان الأساسية . 3 ــ تعبر عن تضامنها مع الأستاذ رابح الخرايفي ومنير الهويشري . 4 ــ تطالب السلط المعنية بفتح تحقيق جدي ونزيه لمحاسبة المعتدين . عن هيئة الفرع   الرئيس الهادي بن رمضان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –      فرع القيروان القيروان في 21-01-2008 بيــــــــان

 
وسط صمت دولي مريب ،يتعرض المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة إلى عمليات تقتيل جماعي خلفت العشرات من الضحايا من بينهم العديد من النساء والأطفال .كما أوقفت إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية وأغلقت المعابر   وتوقفت محطات الكهرباء بقرار من قوات الاحتلال الإسرائيلي ليعيش المواطنون هناك وضعا إنسانيا خطيرا  بدون مرافق أساسية ، كما يعيش المرضى في المستشفيات وضعا مأسويا حيث توقفت الآلات الطبية ومعدات الإسعاف الأولية  . وفرعنا الذي يندد بهذا التصعيد الذي يتخذ شكل العقاب الجماعي من قبل قوات  الاحتلال ضد مواطني القطاع ، فانه يعتبر ما يحدث جريمة في حق الإنسانية وان السكوت عنها  يدفع بالاحتلال لمزيد الانتهاكات وسقوط مزيدا من الضحايا ،كما يغذي مشاعر الإحباط  والاحتقان والعنف. كما ندعو كل المنظمات المستقلة والنقابات العمالية والأحزاب السياسية للتعبير عن رفضها للانتهاكات الخطيرة التي تقع في غزة  وتحميل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي ترتكب في حق الفلسطينيين   للاحتلال والضغط  على الحكومات حتى تقوم بواجباتها الإنسانية و تتخذ مواقف أكثر صرامة في مواجهة  العقاب الجماعي الذي يخضع له مليون ونصف فلسطيني في القطاع . عن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان مسعود الرمضاني


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 21 جانفي 2008 متابعات إخبارية

كشف الحساب لقضاء .. » يكافح الإرهاب « ..! محكمة الإستئناف تؤجل النظر في قضية متهمين بـ » الإرهاب « 

 

 
نظرت  الدائرة الجنائية 12 بمحكمة الإستئناف بتونس   برئاسة القاضي رضا الدرويش اليوم الإثنين   21جانفي 2008 في القضية عدد 10598 التي يحال فيها كل من  : زياد الفرشيشي و منصف السعيداني و أحمد المقعدي و محمد الجبالي و محجوب الطرابلسي و حسان المقعدي و منذر العماري بتهم الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأستاذان سمير بن عمر و أنور القوصري   و قد قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 31 جانفي 2008 ، علما بأن المحكمة الإبتدائية بتونس كانت أصدرت حكما بسجن كل من المتهمين مدة 5 سنوات .        عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 21 جانفي 2008

محمد الصّالح قسومة.. تحت الإقامة الجبرية ..!

 
لم يكد محمد الصالح قسومة يغادر السجن بعد إيقافه ظلما حتى تفتقت أذهان البوليس السياسي عن أساليب جديدة لمحاصرته و اضطهاده ، فقد تمت دعوته يوم الأحد (..! ) 20 جانفي 2008 لإعلامه بوجوب الإمضاء اليومي ..! ، و قد رفض قسومة الإنصياع لهذا الإجراء التعسفي لأن قرار المراقبة الإدارية لا يتضمن مطلقا وجوب الإمضاء ، و لم يتوقف التعسف عند هذا الحد فقد اخترع  رئيس مركز الحرس الوطني بالسواسي الملازم جمعة شلبي إجراءا جديدا هو وجوب إعلام السلط الأمنية عن كل تحرك يقوم به محمد الصالح قسومة سواء كان داخل الولاية أو خارجها مما يعني عمليا إخضاعه للإقامة الجبرية ..! علما بأن  قرار المراقبة الإدارية الصادر عن وزير الداخلية تحت  عدد 17958 بتاريخ 12 نوفمبر 2007 لا يتضمن إلا وجوب الإقامة بعنوان محدد ( دون أي التزام آخر) حيث   ينص على ما يلي :   » الفصل الأول : عيّن مكان إقامة المسمى محمد الصالح عمار حسن قسومة الواقع سراحه شرطيا بتاريخ 07 نوفمبر 2007 بالعنوان التالي : أولاد مولاهم ، السواسي ، المهدية ، وذلك لمدة خمسة أعوام مراقبة إدارية عملا بالحكم المشار إليه ( الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتونس بتاريخ 27 أوت 1992 )   . الفصل الثاني : لا يمكن للمعني بالأمر تغيير مكان إقامته  المبين بالفصل الأول من هذا القرار بدون رخصة . الفصل الثالث : يترتب عن مخالفة قرار المراقبة الإدارية التتبع العدلي طبقا للفصل 150من المجلة الجزائية . الفصل الرابع : المدير العام للأمن الوطني و المدير العام آمر الحرس الوطني مكلفان كل في ما يخصه بتنفيذ هذا القرار « .   و الجمعية إذ تؤكد على أن ما يتعرض له محمد الصالح قسومة قد تجاوز كل الحدود و لا تفسير له إلا الرغبة في التشفي و الإنتقام  فهي تحمل المسؤولية كاملة لكل من يساهم في اضطهاده و منعه من التداوي و تعتبرهم متعمّدين تعريضه للقتل البطيء ..عن سبق إصرار..!  عن الجمعيـــــة الهيئــــــــــة المديــــــــــــــــرة  

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 21 جانفي 2008 بيان  

يتعرض الشعب الفلسطيني منذ أسابيع إلى اعتداء متواصل من قبل الجيش الصهيوني خلف العشرات من الشهداء و الجرحى ، و قد فرض هذا الكيان المغتصب حصارا خانقا على غزة تسبب في قطع التيار الكهربائي على كامل المدينة بما ينذر بسقوط العديد من الضحايا بعد تعذر تشغيل المرافق الحيوية كأقسام العناية المركزة و تصفية الدم بالمستشفيات و المخابز و غيرها و ذلك في ظل صمت عربي رسمي مطبق مما شجع الكيان الصهيوني على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم. و إذ تندد منظمة حرية و إنصاف بهذه الأعمال الاجرامية البشعة التي طالت الحقوق الأساسية للمواطن الفلسطيني من حق الحياة إلى حق العلاج و الحق في الأمان فإنها تطالب جميع القوى الحرة في العالم لتعبئة الراي العام للضغط على الحكومات قصد دفعها لتحمل مسؤولياتها و العمل من أجل انهاء الحصار القاتل المفروض على الشعب الفلسطيني الأعزل. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

المنظمة الوطنية للدفـاع عن حقوق الانسان بتونس 03    ـارع مدريــد ونس     تونس بتـاريخ : 16 جـانفى 2008   بيــــــــــان
        تتـابع المنظمة الوطنية للدفـاع عن حقوق الانسـان بتونس بانشغـال كبير ملف احـالة الاستاذ محمد نجيب الزمنى المحـامى بنـابل و الكـاتب العـام لجامعة نـابل لحزب الوحدة الشعبية   على القضـاء بمحكمة قرمبـالية من أجل تهمة التحيل و قد جـاء ذلك بموجب قيـام المسماة  » اكرام الشطى  »  على مسؤوليتهـا الشخصية أمـام السيد حـاكم التحقيق بقرمبـالية و يأتى ذلك بعد أن تولى السيد حـاكم التحقيق حفظ التهمة الموجهة ضد الاستاذ محمد نجيب الزمنى. الا أن المسماة  » اكرام الشطى   » قد أعـادت تحريك التتبع بموجبب قيام على المسؤولية الشخصية و قد تولى السيد حـاكم التحقيق بقرمبالية حفظ التهمة الا أن دائرة الاتهـام بمحكمة الاستئنـاف بنـابل قد نقضت قرار الحفظ و أحـالت الاستاذ محمد نجيب على القضـاء من أجل التحيل . و بمتابعة الملف فانه قد اتضح للمنظمة أن تتبع الاستاذ محمد نجيب قد تأسس على رفضه نيابة المرأة  »  اكرام الشطى  »  التى تطـالب بتتبعه لكونه حسب رأيهـا و بعدم نيابتهـا قد فوت عليهـا فرصة الحصول على منـافع مدنية و كأنه ليس بالبلاد من المحـامين الا الاستاذ محمد نجيب الزمنى لتنوبه للدفاع عنهـا .كمـا أن المراجعات لـدى أهل الاختصـاص التى قـامت بهـا المنظمة قد أكدت أن جريمة التحيل لا يمكن لهـا أن تقوم الا  اذا توفر فيها عنصري الخزعبلات و تحقيق الربح المـادي نتيجة تلك الخزعبلات .ان المنظمة و هي تعـاين احـالة الاستاذ محمد نجيب الزمنى على العدالة فهي تسجل تعجبهـا لتلك الاحـالة التى تأتى فى ظرف لم يقبض فيه الاستاذ محمد نجيب من الشاكية أي مليم كمـا أنه لم يقم بأية خزعبلات و لم يحقق أي مصلحة مـادية . ان المنظمة  تستغرب وجود تتبع ضد الاستاذ محمد نجيب الزمنى و تسجل باستياء عميق أن يقع تحريك بعض المواطنيـــن قصد النيل من شرف منـاضلي الوطن القبلي الشرفـاء المعروفين بانضباطهم و وطنيتهم . ان المنظمة و هي تتـابع سير القضية بصفتهـا ملاحظ قد عـاينت موقف النيابة العمومية المطـالب بحفظ الملف على امتداد مراحل التحقيق كمـا أن المنظمة و فى الظرف الذى تسجــــل فيه باستيـاء شديد قرار دائرة الاتهـام بمحكمة الاستئنـاف بنـابل المتمثل فى نقض قرار السيد حـاكم التحقيق بقرمبالية و القاضى بالحفظ و احـالة الاستاذ محمد نجيب الزمنى على العدالة فهي تسجل بارتيـاح الظروف الطيبة التى جرت فيهـا وقـائع الجلسة الاولى يوم الثلاثـاء 15 جانفى 2008  و انطبـاق المواصفات المعمول بهـا عـالميـا فى مجـال القضـاء عليهـا و فرصة الدفـاع التى منحهـا السيد القاضى رئيس الجلسة للاستاذ محمد نجيب الزمنى و هو مـا يعطى المنظمة أملا مشروعـا فى أن ينتصر منطق القانون على منطق تحريك المواطنين ضد المنـاضلين الوطنيين .   ان المنظمة الوطنية  للدفـأع عن حقوق الانسان بتونس . 01 ـ تعلن مساندتهـا و دعمهـا اللامشروط للاستاذ محمد نجيب الزمنى و تتمنى أن ينتصر مبدأ تطبيق القـانون على تحريك المواطنين بالشكـايات الجوفـاء ضد المناضلين الوطنيين . 02 ـ تعتبر هـذه المحـاكمة تتجـاوز شخص الاستاذ محمد نجيب الزمنى لتفتح بـادرة لتحريك المواطنين بالشكـايات ضد المنـاضلين الوطنيين و هي تدعو كل من لـه شأن بحقوق الانسان فى تونس الـى مسـاندة الاستاذ محمد نجيب الزمنى . 03 ـ تعتبر المنظمة أن ملف احـالة الاستاذ محمد نجيب الزمنى يهدف الـى الحد من الحرية المقدسة للمحـامى فى اختيـار حرفـــــائه و رفض من لا يريـــد نيابته و هو حق كرسه قـــــانون مهنة المحــــاماة و الاعراف الدولية المنظمة لمهنة المحـاماة عـالميـا . 04 ـ تتمنى المنظمة أن يسود منطق العقل على منطق تحريك المواطنين بالشكايات ضد المناضلين الوطنيين . 05 ـ تعتبر المنظمة أن صفة الاستاذ محمد نجيب الزمنى ككاتب عـام شرعي لفرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان بنـابل لا يمنعهـا من مساندته باعتبـار أن المنظمة تدافع عن كل التونسيين مهمـا اختلفت مشاربهم .     رئيس المنظمــة الوطنية للدفـاع عن حقوق الانسان بتونس السيد بشير بجـاوي


 

إعــلام لـعـمـوم الـمـحامـيـن

 
كانت انتظارات عموم المحامين ، قبل انتخابات جويلية 2007 الأخيرة على مستوى كبير من الأهمية والجدية على الصعيدين المادي والمعنوي، غير انه بعدها بأشهر قليلة ظهرت العديد من الحقائق المستجدة والغريبة عن تاريخ المحاماة التونسية لتخيب للأسف  تلك التطلعات. ففي غياب الإعلام والشفافية أصبح القطاع يدار وكأنه تنظيم سري وتم تجاهل المكاسب التاريخية لسمعة المحاماة التونسية المناضلة وخنقت فضاءات الحوار والنقاش حول هموم المحامين الرئيسية وسادت الإشاعة محل الحقيقة وبدأت تلوح في الأفق بوادر استبداد فردي لا يعير أدنى أهمية للتسيير الديمقراطي من قبل العميد الحالي وكثر الحديث عن سوء التصرف والفساد المالي والسعي لشراء الذمم وهذه بعض العينات التي نقدمها على سبيل البرهنة لا الحصر: 1) منذ شهر أوت 2007 تم تجاهل المواقف السابقة للهياكل المناصرة لزملائنا  المحامين الشرفاء في القطر الليبي بعد ما تعرضوا له من انقلاب وسطو على هياكلهم المنتخبة من طرف السلط الليبية ليرتمي مجلس الهيئة بدافع قوي من العميد الصيد في أحضان المجموعة الانقلابية المعزولة عن المحامين في ليبيا إلى حد دمجهم في الوفد الرسمي التونسي المشارك في مؤتمر الاتحاد الدولي للمحامين المنعقد في باريس بما خلفه ذلك من همس وتقولات عن الدوافع الحقيقية لذلك واستمرار هذا السلوك لتوأمة المحاماة التونسية المناضلة المستقلة الديمقراطية مع هيئة منصبة غير معترف بها لدى من يفترض أنها تمثلهم. 2) الترفيع في أوامر الصرف المخولة لعميد المحامين إلى عشرة آلاف دينار بعد أن كان لا يتجاوز سوى ألف وخمسمائة دينار والترفيع في منحة السفر إلى أربعمائة دينار عن اليوم الواحد مع إحتساب يومين إضافيين بعنوان يوم الذهاب ويوم الإياب مع العلم أن القانون لا يسمح لأي إطار سام في الدولة من رئيس مصلحة إلى وزير بأكثر من مائتي دينار لليوم الواحد ومائة دينار إذا كان المسافر مكفولا من الجهة صاحبة الدعوة. هذا ويلاحظ تبعا لهذه المغريات الشهوة المحمومة للسفر لدى عميد المحامين منذ هذا الترفيع الذي فاقت سفراته في ستة أشهر الاثنى عشرة. 3)  الصرف بلا حساب على خطي هاتف محمول تحت التصرف الشخصي للعميد  بلغت تكلفة أحدهما ألف وخمسمائة دينار شهريا علما بأن صندوق الهيئة تكفل حتى بشراء الجهازين؟؟؟. وقد راج مؤخرا في غياب التأكيد انه يحصل على مائتي دينار يوميا نقدا لأغراض غير واضحة. 4) التدخل السافر لعميد المحامين في انتخابات المحامين الشبان القادمة لفائدة شخص معروف بتبعيته له بل وتجاوز هذا المنحى الذي لم يكن معروفا إلى الصرف على حملة مرشحه خالد الكريشي الانتخابية باختلاف المناسبات وصرف الملايين من أموال المحاماة على موائد المحامين الشباب والسعي لاستمالتهم واستجلابهم للاستهلاك والإقامة مجانا كما سيحدث في ندوة سوسة القادمة وهو ما أعلن عنه العميد صراحة أثناء دعوته المحامين الشباب الجدد بنزل افريكا لمأدبة فاخرة جدا كلفت صندوق الهيئة فاتورة باهظة جدا  تجاوزت العشرة آلاف دينار دون علم أو موافقة المجلس. 5)  لقد أصبحت السيارة التي اشتراها المجلس لاستعمال العميد بهدف الارتقاء بهيبته  ومظهر المحاماة أمام الرأي العام والقطاعات الأخرى حديث الكثير من المحامين حيث تستهلك أكثر من سبعمائة لتر من المحروقات في شهر واحد إضافة إلى مصاريف أخرى تحمل عليها (مصاريف السائق، والتأمين الذي يفوق الألفي دينار سنويا، والأداء، والإصلاحات حيث أنها تتنقل كثيرا…كثيرا… .) 6)  لقد صدر الأمر المنظم للمعهد الأعلى للمحاماة وسط صمت مطبق من العميد ورئيس الفرع اللذان طالما أوهما المحامين بأنهما قادا الاعتصام ومعارضة معهد يخضع لوزارة العدل ومنع الاثنان ولو مجرد بيان يندد بصدور الأمر المذكور. 7)  لقد تم التطبيع مع السلطة والخلية حتى أن البعض يقول أن كاتب عام الخلية المعروف هو العميد الفعلي للمهنة ولعدم الإطناب في هذا الباب فسترون مظاهر التطبيع في حركية الجلسة العامة الإخبارية ليوم 19 جانفي 2008 بين من كانوا يشوشون ويصرخون والعميد الحالي بأم أعينكم . تونس في 18-01-2008 محامون ضد الفساد المالي.

 

 طلبــــة تــــونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET

مأساة في الوسط الجامعي :  جريمــة قتل متبوعة بعملية انتحــار

 

 
صفاقس – مراسل  » طلبة تونس  » : مرة أخرى تشهد الساحة الجامعية حدثا مأساويا صدم الجميع و هز المشاعر حيث أقدم طالب متحصل على الأستاذية في علوم التصرف – وهو أصيل منطقة حاجب العيون من ولاية القيروان – على قتل زميلة له تدعى سهام المرزوقي – أصيلة سيدي بوزيد – و تدرس بالسنة الثانية اختصاص علوم فيزيائية  في كلية العلوم بصفاقس و قد حدثت أطوار الجريمة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا ( 11.00 ) من يوم أول أمس الإربعاء 16 جانفي 2008  و بالقرب من أغلب الكليات و المبيتات الجامعية و تحديدا على مستوى القاصة الرابطة بين طريق المطار و منطقة حي الحبيب السكنية و صورة الجريمة أن الضحية كانت في طريقها إلى اجتياز امتحان مقرر على الساعة الحادية عشر صباحا بكلية العلوم بصفاقس أين تزاول دراستها الجامعية و في الطريق الرابط بين المطعم الجامعي  » الزياتين  » و الكلية و بالقرب من إحدى المدارس الإعدادية اعترض الجاني سبيلها و أمام مرأى و مسمع و دهشة التلامذة و الطلبة و بعض المارة و متساكني المنطقة المتاخمة للمعهد الأعلى للرياضة و التربية البدنية المتواجدين بالقرب من مسرح الجريمة عاجلها بعدة طعنات على مستوى وجهها و في أماكن مختلفة من جسمها كانت كافية لإزهاق روحها و أمام هول ما اقترفت يداه قرر وضع حد لحياته فغرز أداة الجريمة في بطنه بقوة لدرجة أن نصل السكين خرج من ظهره و لم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذه من الموت حيث فاضت روحه في المستشفى الجامعي بصفاقس أين تم نقله على جناح السرعة …… و أمام هول ما شاهدوه أغمي على العديد من الطلبة و التلاميذ الذين سارعت سيارات الإسعاف بنقلهم إلى المستشفى و على إثر ذلك قررت إدارة كلية العلوم إلغاء الإمتحانات المقررة لذلك اليوم و إرجاءها إلى يوم الجمعة 18 جانفي و تؤكد هذه الحادثة المأساوية مدى ما بلغته الحالة النفسية من ضعف و هشاشة لدى العديد من الطلبة و خاصة الخريجين العاطلين عن العمل حيث أنه لا يكفي أن يتلقوا مختلف العلوم و المعارف دون أن يكونوا محصنين إيمانيا و ثقافيا و فكريا و إجتماعيا لمواجهة تحديات الحياة التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم فالمشاكل تحاصرهم من كل جانب و تتعقد مع مرور الأيام أما الحلول فهي قليلة و ليست بالسهلة و لا تبذل إدارات المؤسسات الجامعية أي جهد يذكر لمعالجة الوضعية النفسية أ و الإجتماعية السيئة لعدد كبير من الطلبة و الدليل على ذلك أنه لا يوجد أخصائي نفسي أو إجتماعي في المؤسسة التي يدرس بها الطالب و يمكن أن يرجع إليه عندما تسوء حالته النفسية و تضيق به السبل ….  و بسبب ذلك يمكن ملاحظة تفاقم المشاكل في صفوف الطلبة من سرقة و مخدرات و انحراف أخلاقي و سلوك عدواني بلغ مستويات خطيرة مع تكرر جرائم القتل خلال السنوات الأخيرة في الوسط الجامعي و بالتحديد داخل المؤسسات الجامعية أو في محيطها القريب  و قد روعت حادثة مقتل الطالبة التي تدرس بالمعهد الوطني للفلاحة بتونس و التي جدت أطوارها في بداية السنة الجامعية الفارطة 2006 – 2007 هزت الجميع و بعثت الرعب و الخوف في قلوب الكثيرين بسبب تغلغل العنف الدموي إلى ساحات الكليات و المعاهد العليا و التي لم تشهد مثل هذه الجرائم خلال السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي بالرغم من خلو المؤسسات الجامعية من البوليس الجامعي                                       

أجواء متوترة في بعض المؤسسات الجامعية في سوسة

سوسة – مراسل  » طلبة تونس  » : شهدت مدينة سوسة خلال النصف الأول من شهر جانفي الحالي 2008 اعتقالات واسعة في صفوف الطلبة على إثر الأحداث التي شهدها أحد المطاعم الجامعية بسبب مقاطعة الطلبة للوجبات المقدمة و حصول حالة من الفوضى داخل المطعم … و قد انتهكت قوات البوليس حرمة المؤسسات الجامعية و اعتدت بالضرب على الطلبة و الأساتذة محدثة كدمات و جروحا للعديد منهم و قد حدث ذلك بالخصوص في كلية الآداب التي تم فيها إلغاء الإمتحانات و تأجيلها إلى وقت لاحق  و لا يزال الحصار مضروبا على العديد من الكليات و الأحياء الجامعية … و كانت إحتجاجات و تحركات طلابية قد حصلت في منتصف شهر نوفمبر 2007 بالحي الجامعي  » الرياض  » بسوسة للمطالبة بتحسين الأكلة بالمطعم الجامعي و إيجاد حلول لمشكلة السكن إلا أن الإدارة واجهت هذه المطالب بالرفض و قد تم اعتقال عدد كبير من الطلبة خاصة من مناضلي و أنصار الإتحاد العام لطلبة تونس و أحيل خمسة عشر منهم على النيابة العمومية بالمحكمة الإبندائية بسوسة يوم الإثنين 19 نوفمبر 2007 و تم التحقيق معهم من قبل قاضي التحقيق أبو بكر سقير بناء على تهم  » تعطيل حرية العمل و انتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة و النهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد الأكل طبق أحكام الفصول 255 و 136 و 257 فقرة ثانية من المجلة الجنائية  » ….  

 
الطلبة المستقلون بصفا قس
بسم الله الرحمان الرحيم نتابع بكل حسرة وألم وقلوبنا تقتر دما من أجل إخواننا في غزة وهم يتعرضون لهذه الهجمة الشرسة البربرية الصهيونية  تحت مرأى ومسمع من العالم وصمت و لا مبالاة عربية وإسلامية ونحن نتفرج ونلعب و نغني ونمرح ونشاهد كرة القدم (الكان) وكأن مليون أو يزيد في قطاع غزة ليسوا مسلمين لا يعنينا حصارهم لا يعنينا افتقادهم لأبسط مقومات العيش من خبز وماء ودواء لا يعنينا أن يقطع عنهم الكهرباء في البيوت والمستشفيات ولا يعنينا أن يموت منهم المريض والطفل والشيخ والنساء… هذه المرة لن نستنكر ولن نندد ولن نحمل الكيان الصهيوني والأمريكان المسؤولية .لأن من يحاصر غزة هم العملاء العرب والإنبطاحيين الخونة من عباس ومليشياته والأنظمة العربية العميلة التي هرولة إلي مؤتمر « الحرب » أنابوليس  والمرحّبة بالسيد « بوش » في زيارته الأخيرة للمنطقة لتعد له الولائم وليتموا معه صفقات السلاح وليقلدوه سيفا عربيا قيل أنه رمز للكرم العربي… لكنه سلّط على رقاب الأبرياء في غزة والعراق وأفغانستان والصومال… أي كرم وأي كرامة وأي عزّة و مقدّرات الخليج من النفط هي الأولى في العالم وغزة تبات تحت الظلام لأن إسرائيل تمن عليها بشحنات المحروقات لتوليد الكهرباء . يا إخواننا في غزة حسبكم الله هو حسبكم واعذرونا في ضعفنا وفي هواننا يا إخواننا لا تستغربوا كيف يعادكم العرب قبل العدو فقط لأنكم إسلاميون يا إخواننا لا تعجبوا كيف أن الدنيا تقوم ولا تقعد من أجل موت » كلب » في كاليفورنيا وشهدائنا بالعشرات لا يعيرهم أحد اهتماما وكأن المسلم ليس بكائن حي هذا إن قطعنا من إنسانيته. يا إخواننا اليوم يعاديكم كل العالم لأنكم اخترتم طريق الحق و نهج الإسلام     يا إخواننا نقول لكم صبرا جميلا وبشرى لكم الجنة إنشاء الله « إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم منبعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون » (106 أل عمران) « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة, يقاتلون في سبيل الله فيقتلون, وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن, ومن أوفى بعهده من الله, فاستبشروا بيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » (111 التوبة) الخزي والعار لكل الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو المتحاملة على شعوبها عن الطلبة المستقلون بصفا قس 21-01- 2008 طلبــــــــــــــة تــــــــونس

بيان صحفي مونت كارلو الدولية بتونس بمناسبة سنة الترجمة

 
تقدم مونت كارلو الدولية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2007 ندوات ثقافية من مراكز ثقافية في عدد من  المدن العربية وعلى غرار الندوة التي تقدمها شهريا من معهد العالم العربي في باريس.   بالإضافة إلى هذه اللقاءات التي تقدم من القاهرة وأبو ظبي والمغرب  والتي تندرج في إطار شبكة البرامج الجديدة ستقام في مدن عربية أخرى ندوات استثنائية مرتبطة بالحدث الثقافي.  وهكذا  وبمناسبة إعلان سنة الترجمة في تونس  ستقدم  مونت كارلو الدولية  في « بيت الحكمة »  يوم  الاثنين في الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير عند الساعة الثالثة بعد الظهر ندوة حول « سنة الترجمة في تونس » تستضيف خلالها علياء قديح: – عبد الوهاب بوحديبة  رئيس « بيت الحكمة » – محمد محجوب  مدير مركز الترجمة – سمية قمرتي مديرة المكتبة الوطنية.   لمزيد من المعلومات: مسؤولة الإعلام: رانية البراق +33 1 56 40 17 40 rania.barrak@mc-doualiya.com

وزراء الداخلية العرب يجتمعون في تونس لمكافحة الإرهاب

 
تونس (رويترز) – أُعلن يوم الاثنين ان وزراء الداخلية العرب سيجتمعون الأسبوع المقبل في تونس لدراسة تنفيذ خطط لمواجهة ظاهرة الارهاب. وقالت الأمانة العامة لوزراء الداخلية العرب في بيان حصلت رويترز على نسخة منه ان الاجتماع سينعقد يومي 30 و31 من الشهر الحالي وسيشهد أيضا مشاركة وفود أمنية رفيعة المستوى إضافة لممثلين عن جامعة الدول العربية. وينتظر ان تناقش الدورة الخامسة والعشرون من مجلس وزراء الداخلية العرب تعزيز التعاون العربي في مجال الامن وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب. وستكون بلدان شمال افريقيا محط الأنظار نظرا للخطر المتزايد الذي أصبح يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والذي تبنى عدة تفجيرات في الجزائر في الآونة الأخيرة. وقال البيان ان الخطة الاعلامية العربية للتوعية الأمنية وخطة مكافحة المخدرات ستكون أيضا من بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2008)

 


وزراء الداخلية العرب يجتمعون في تونس لبحث مكافحة الإرهاب

 
تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: يجتمع وزراء الداخلية العرب غداً الثلاثاء المقبل بتونس لبحث ومناقشة جملة من المسائل التي تهمّ سبل مكافحة الإرهاب، والتّعاون الأمني بين الدول العربية، وتثبيت دعائم الأمن والاٍستقرار في المنطقة. وقالت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تتخذ من تونس مقرا لها في بيان وزعته اليوم الاثنين، إن الاجتماع المرتقب لوزراء الداخلية العرب، يندرج في سياق الدورة الخامسة والعشرين لمجلس الوزراء التي ستتواصل أعمالها على مدى يومين. وأضافت في بيانها إن كافة وزراء الداخلية في الدول العربية سيشاركون في هذه الدورة إلى جانب وفود أمنية رفيعة، ومندوبين عن جامعة الدول العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والإتحاد الرياضي العربي للشرطة. ويتوقّع أن تهيمن قضايا الاٍرهاب وسبل مكافحة التّطرف والعنف، وتجفيف الموارد المالية للمنظمات الإرهابية، ومسألة الفساد والجرائم المرتبطة بالمخدّرات وغسيل الأموال على أعمال هذه الدورة. وبحسب ألأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي تتخذ من تونس مقرا لها، فإن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن مناقشة تقرير الأمير نايف بن عبد العزيز بصفته الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية، إلى جانب عدد من الخطط والبرامج الأمنية العربية. كما سيتم خلال هذه الدورة بحث خطة مكافحة الإرهاب، والخطة الأمنية العربية الخامسة، والوقاية من الجريمة، وخطة مكافحة المخدرات،والخطة الإعلامية العربية للتوعية الأمنية.


واشنطن تعتزم دعـم المجتمع المدني في تونس ماليا

 
تونس – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – أعلن برنامج حكومي أميركي عن اعتزامه تقديم منح محلية لمختلف أطراف المجتمع المدني كالجمعيات غير الحكومية، والجامعات والمنظمات المهنية والاتحادات النسوية والشبابية في تونس. وذكر دبلوماسيون أميركيون في تونس أن هذه المنح، المندرجة في إطار مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، « تهدف إلى دعم المشاريع التي تعزز المشاركة السياسية، والاستثمار والحكم الرشيد والشفافية، ودور المرأة في المجتمع وكذالك إلى تحسين جودة التعليم »، حسبما جاء في بيان لهم وحسب الدبلوماسيون، فإن برنامج المنح المحلية لمبادرة الشراكة « يتميز بتشجيعه للمشاريع المتجددة النابعة من المنظمات الأهلية عبر تقديم دعم آني وفعال » . وستوفر مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط هذه السنة 3 ملايين دولار في إطار برنامج المنح المحلية في مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.  وستتراوح قيمة المنح عادة بين عشرة وخمسة وعشرين ألف دولار أميركي لمشاريع سنوية. يذكر أن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط التي انطلقت قبل أكثر من خمسة أعوام خلت قدمت أكثر من 430 مليون دولار لقرابة 350 مشروع في سبعة عشر دولة عربية لدعم الديمقراطية والاقتصاد ولتحسين التعليم وتعزيز دور المرأة.   (المصدر: وكالة وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2008)


حزب معارض بتونس يعلن مشاركته في انتخابات الرئاسة المقبلة

 
تونس (رويترز) – أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي أحد أبرز أحزاب المعارضة في تونس يوم الاثنين عن نيته المشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني من العام المقبل. وقالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي الذي قاطع الانتخابات البرلمانية عام 2004 ولم يشارك في انتخابات الرئاسة في نفس العام إن الحزب قرر المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وهذا أول إعلان من حزب سياسي عن المشاركة في الانتخابات المقبلة. وفي تونس تسعة أحزاب سياسية أبرزها التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يضم أكثر من مليوني عضو. وأضافت الجريبي في حوار نشرته صحيفة لوتان المحلية الناطقة بالفرنسية « نعم سنشارك في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسنحدد العناوين الكبرى لبرنامجنا عند انعقاد اللجنة المركزية. » ولم تعلن الجريبي عن اسم مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة لكن يعتقد على نطاق واسع ان السياسي المخضرم نجيب الشابي سيكون هو مرشح الحزب خلال هذه الانتخابات. واعتبرت الجريبي ان « الانتخابات لن تكون شفافة وحرة إلا بتنقية المناخ السياسي ودون حرية للصحافة تكفل حوارا حقيقيا. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2008)


حزب تونسي معارض يدعو إلى حملة تضامن عربية واسعة مع الشعب الفلسطيني

 
تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: دعت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي(حزب معارض معترف به)إلى حملة تضامن عربية واسعة مع الشعب الفلسطيني، وإستنكرت الموقف العربي الرسمي تجاه « المأساة الفلسطينية ». وشددت في بيان وزعته مساء اليوم الإثنين على ضرورة أن تشمل حملة التضامن التي دعت إليها « الدعم السياسي بالضغط على العواصم المؤثرة والتحرك في المحافل الدولية لوضع حد للمجازر،وتقديم العون الطبي وخاصة الإسعافات العاجلة للجرحى،وكسر الحصار المالي المضروب على الفلسطينيين ». ولاحظت أن « الموجة الجديدة من المجازر التي تستهدف الشعب الفلسطيني لم تتوقف، وبلغت من الإعتداءات درجة مفزعة إذ أستخدم خلالها جيش الإحتلال الإسرائيلي الطائرات والدبابات والمدافع الثقيلة على نطاق واسع ». واعتبرت أن هذه المجازر تجري في ظل « صمت متواطئ من الحكومات العربية والمنظمات الدولية التي تتفرج على إنتهاك جيش الإحتلال للإتفاقات والمعاهدات الدولية بشأن حماية المدنيين والتجمعات السكنية في وقت الإحتلال ». وقالت الجريبي في بيانها إن حزبها إذ يستنكر الموقف الرسمي العربي « المُمالئ لدولة الإحتلال والماضي في مسار التطبيع العلني والسري معها »، يُنبه إلى خطورة الحصار التجويعي المضروب على الفلسطينيين وخاصة في غزة، ما يُهدد بحدوث مجاعة وكوارث إنسانية مختلفة في القطاع. ومن جهة أخرى،ادان محامو تونس ما وصفوه ب »الإبادة الجماعية » التي تمارسها إسرائيل داخل الآراضي الفلسطينية،وتخلي النظام العربي الرسمي عن دعم الشعب الفلسطيني في وقت شددت إسرائيل فيه حصارها على قطاع غزة. وقالت الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين في بيان وزع مساء اليوم الإثنين ،إن الإعتداءات التي تتعرض لها غزة وصلت إلى مستوى « الإبادة الجماعية » بعد أن تم غلق المعابر وقطع الإمدادات التموينية. 

 

حزب تونسي يستنكر حصار غزة والصمت العربي تجاهه

تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: استنكر حزب تونسي معارض بشدة اليوم الاثنين « الإعتداءات الإسرائيلية » على الفلسطينيين،والصمت العربي تجاهه،ودعا العرب إلى كسر الحصار المفروض. وإعتبر الإتحاد الديمقراطي الوحدوي،حزب معارض معترف به،في بيان حمل توقيع أمينه العام أحمد الأينوبلي أن ما وصفه بالعدوان الدموي والحصار القاتل المفروض على غزة،هو « نتيجة معلنة لزيارة المجرم (الرئيس الاميركي جورج)بوش للمنطقة العربية ». وأضاف أن الإدارة الأميركية تعلن يوميا « عداءها للعروبة والإسلام والديمقراطية ،ولحق أمتنا العربية في الحرية والتحرر،ومقاومة العدوان والإحتلال ،وتتدخل بشكل سافر في الشأن الوطني الخاص للدول العربية ». وأهاب الحزب التونسي في بيانه بكل القوى الوطنية والقومية من أجل مساندة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة،مستنكرا في نفس الوقت ما وصفه بالصمت العربي الرسمي على العدوان الإسرائيلي-الأميركي. وطالب السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس بمواجهة « العدوان الإسرائيلي،والتوقف عن المفاوضات العبثية مع العدو،والعمل من أجل إستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ». كما طالب الدول العربية،وفي مقدمتها مصر بكسر الحصار المفروض على غزة، وممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية « راعية الإرهاب الصهيوني،وإعتبار الكيان الصهيوني حركة عنصرية ». وناشد من جهة أخرى دول الإتحاد الأوروبي،وخاصة منها فرنسا وألمانيا التحرك من أجل حماية الشعب الفلسطيني من « الإبادة المنظمة ».

تونس تؤكد رفضها لمنطق القوة وتطالب المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين

 
تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: أعلنت تونس رفضها لمنطق القوة ولجميع أشكال الممارسات التعسفية وإجراءات الحصار والإغلاق وقطع كافة الإمدادات والمستلزمات الأساسية للحياة عن الشعب الفلسطيني. وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزع مساء اليوم الإثنين إن تونس تتابع ببالغ الإنشغال والقلق ما آلت إليه الأوضاع في الآراضي الفلسطينية،وخاصة في قطاع غزة من تدهور بالغ ينذر بحصول كارثة إنسانية. وأضافت الخارجية التونسية في بيانها أن تونس تعتبر أن إستمرار هذا التصعيد « يمثل تهديداً خطيراً للمساعي الجارية لتحريك مسار المفاوضات ولمستقبل العملية السلمية كما يدفع الأوضاع بالمنطقة نحو مزيد من التعقيد والتأزم ». وجددت بالمقابل مطالبتها المجموعة الدولية بضرورة التدخل الفوري والناجع لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة له.  

تونس وجنوب إفريقيا تبحثان تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري

تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: بحث وزير الدفاع كمال مرجان في العاصمة التونسية اليوم الإثنين علاقات التعاون بين بلاده وجنوب إفريقيا في مجال الأمن البحري مع الفريق بحري ج. موديمو رئيس أركان البحرية الوطنية لجنوب إفريقيا. وبحسب وكالة الأنباء التونسية الحكومية،فإن الجانبين التونسي والجنوب إفريقي إستعرضا خلال هذه المحادثات « آفاق التعاون بين البحريتين الوطنيتين وتبادل التجارب خاصة في مجال الأمن البحري من أجل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين ». وكانت اللجنة العسكرية المشتركة بين تونس وجنوب إفريقيا التي عقدت دورتها الأولى بمدينة كاب في شهر سبتمبر/أيلول 2006 قد أسفرت عن إتفاق حول جملة من القرارات الرامية إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين ،خاصة في مجال التكوين والمشاركة في العمليات الدولية لحفظ السلام.

زلـزال يهز جنوب تونس ولا تقارير عن وقوع إصابات

 
تونس (رويترز) – قال معهد الأرصاد في تونس يوم الاثنين ان زلزالا بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر ضرب جزيرة جربة الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوبي العاصمة تونس. وأضاف معهد الأرصاد ان الهزة سجلت في الساعة التاسعة و46 دقيقة من ليل الأحد وذلك في عرض البحر شمال غربي جزيرة جربة. وقال ان سكان غرب جزيرة جربة أحسوا بالهزة لكنه لم يذكر ما اذا كان الزلزال قد تسبب في وقوع خسائر مادية أو بشرية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2008)

الخنزير الوحشي.. حيوان غير مرغوب فيه بتونس

 
تونس – واس – بدأت اليوم حملة واسعة للقضاء على الخنزير الوحشى بمدنية توزر التونسية الواقعة جنوب البلاد بمشاركة صيادين متخصصين من تونس وفرنسا وسويسرا . وتأتى هذه الحملة التى تستمر الى الثامن من شهر فبراير المقبل فى محاولة للقضاء على ذلك الحيوان الذى يتسبب فى خسائر كبيرة للمزروعات ويثير الرعب بين الاهالى والحد من اعداده المتزايدة . ورغم الجهود الكبيرة التى تبذلها السلطات للقضاء على الخنزير الوحشى عبر حملات الصيد الا ان النتائج لاتزال هزيلة لعدم توفر الخبرات الكافية لاصطياده ففى منطقتي توزر الجنوبية وعين دراهم الواقعة شرق البلاد تم القضاء على 1764 خنزيرا منذ سنة 1986 الى سنة 2007 وهى حصيلة ضئيلة فى ضوء اعداد كبيرة فى تلك المناطق. وقد ظهرالخنزير الوحشى فى تونس لاول مرة في الستينات من القرن الماضي من منطقة تمغزة بمدينة توزر الجنوبية وهي منطقة جبلية حدودية مع الجزائر ثم غاب عن الانظار وظهر من جديد في ذات المنطقة سنة 1984 قادما عبر المسالك الجبلية الوعرة فوجد بواحات الجريد مخابئ ذات مناخ مناسب مع وفرة الغذاء فاستقر في الخنادق وبين الاعشاب الكثيفة وتكاثر باعداد كبيرة.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 21 جانفي 2008)  

هزة أرضية بقوة 4.1 درجات قبالة سواحل جزيرة جربة التونسية

تونس / 21 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: ضربت هزة أرضية بقوة 4.1 درجات على مقياس ريختر منطقة جزيرة جربة التونسية الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، وهي الثانية من نوعها خلال غضون شهر. وذكر المعهد الوطني التونسي للأرصاد الجوية في بيان وزّعه اليوم الاثنين أن الهزة وقعت في ساعة متأخرة من ليلة الأحد-الاثنين في عرض البحر شمال غرب جزيرة جربة. ولم يوضح بيان المعهد ما إذا كانت الهزة الأرضية تسببت بأضرار أم لا، وإكتفى بالإشارة إلى أن مركز الهزة حُدّد حسب التحاليل الأولية عند الدرجة 33.94خط عرض، و10.78خط طول حيث شعر بها سكان جزيرة جربة. وكان المعهد الوطني التونسي للأرصاد الجوية قد أشار في وقت سابق إلى أن هزة خفيفة بلغت قوتها 3.2 درجات على مقياس ريختر ضربت في الرابع عشر من الشهر الماضي منطقة محافظة صفاقس التونسية الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب شرقي تونس العاصمة.


بسم اللله الرحمان الرحيم

محمد صالح قسومة… و عبثية إطلاق سراحه في نوفمبر الماضي

دعي السيد محمد صالح قسومة اليوم الأحد[1] 20 جانفي إلى مركز الحرس الوطني بالسواسي من ولاية  المهدية، و هناك أعلمه رئيس المركز المذكور بوجوب حضوره يوميا في المركز لإثبات تواجده في المنطقة التي حددوا له قضاء المراقبة الإدارية بها[2]…   علما أن محمد صالح يقيم في دشرة « أولاد مولاهم » و تبعد هذا التجمع السكني عن السواسي  عشرين كيلومتر.. و هو ما يعني عمليا في صورة الاستجابة و الرضوخ إلى التجاوز و التعسف في تنزيل عقوبة « المراقبة الإدارية » أن محمد صالح عليه أن يقطع مسافة أربعين كيلومتر ذهابا و إيابا، و إذا علمنا أن هذا المسافة لا تؤمنها وسائل نقل عمومي محددة الأوقات فإن محمد صالح عليه أن يقضي يومه كاملا منتظرا وسيلة نقل تنقله إلى المركز و أخرى تعيده منه إلى بيت والديه… لا شك أنكم سمعتم في نوفمبر الماضي نبأ الإفراج عن بعض من قيادات النهضة، و ذهب بعضهم مذاهب شتى، و سمح بعضهم لقلمه أن يخط شهادات استحسان لمن لا يستحقها.. متناسيا أن الكلمة أمانة.. أو متغافلا عنها… و سواء كان ذلك  تعبيرا عن حقيقة ما يخالج المرء أو تعريضا فإن كل من سرح من الذين سجنوا في القضايا المتعلقة بحركة النهضة من قريب أو بعيد  لم يسترجع أي منهم حقوقه كاملة، سواء كانت من القادة أو من المؤيدين للحركة أو المتعاطفين معها          و حتى من الذين ساقتهم الأقدار سوقا فعرفوا السجن… ذهب محمد صالح إلى مركز « الحرس الوطني » بالسواسي حيث قابل رئيسه السيد الملازم جمعة الشلبي الذي أعلم السيد محمد صالح بوجوب الحضور يوميا في المركز المذكور و إن لم يفعل فبرقية تفتيش تصدر حالا للبحث عنه… و إيقافه… كما أعلمه أنه لا يمكنه التنقل من  » أولاد مولاهم » إلى أي جهة دون استئذان، أي جهة كانت و إن كانت تتبع عمادة « أولاد مولاهم » أو معتمدية السواسي باستثناء وحيد هو التنقل نحو مركز « الحرس الوطني »… أليس في هذا التعسف تتجلى مختلف صور التنكيل و التشفي؟؟ ألا يعلم الجميع- و أولهم الحريصون على التعسف في تنفيذ المراقبة الإدارية- أن هذا الرجل في حاجة إلى عناية طبية فائقة؟؟ ألا يعلم الجميع بضرورة إجرائه فحوصا طبية دورية متابعة لحالته الصحية المتردية؟؟ ألا يعلمون أنه يقيم في بيت والديه، و أن المسافة الفاصلة بين مأواه و مركز الحرس عشرين كيلومتر بالتمام و الكمال؟؟ ألا يعلمون أن قطع هذه المسافة ذهابا و إيابا تتطلب ما لا يقل عن أربع ساعات في أحسن الأحوال؟؟؟ ألا يعلمون أن محمد صالح عاطل عن العمل؟؟؟ إنهم يعلمون كل ذلك و يعلمون أكثر من ذلك و مع ذلك هذه قراراتهم تدل عليهم… أكانوا يفعلون ذلك لو لم ترتفع أصوات همسا طورا و جهرا أطوارا أخرى ممجدة مسبحة شاكرة ذاكرة؟؟؟ إن ما يقع اليوم    و ما وقع بالأمس مع أخينا الشهيد أحمد البوعزيزي إنما هو نتاج لتلك الأصوات… محمد صالح قسومة مخير الآن بين موت سريع و موت أسرع… مخير بين العودة إلى السجن الصغير القار أو السجن الصغير المتنقل؟.. من عرف محمد صالح عرف اختياره… فهل من هبة توقف هذا التشفي، هل من عودة للرشد فتسدد الوجهة؟؟ هل من صحوة ضمير فيتوقف تيار الحقد و الضغينة؟؟   جرجيس: في 20 جانفي 2008   عبدالله الـــــــزواري  


الدكتور منصف المرزوقي لـ « وطن »: من يبصق على النخل لا يسيل لعابه إلا على وجهه !!

 

حاوره من باريس: أنور مالك الدكتور منصف المرزوقي حقوقي وباحث وكاتب ومعارض تونسي بارز، هو غني عن التعريف لمواقفه المختلفة وحضوره المتميز، استضافته القناة الجزيرة القطرية مؤخرا في برنامجها الشهير « الاتجاه المعاكس » وكان الحوار حول الشرطة العربية ، وقد حدث في البرنامج أن خصمه جنرال في البوليس المصري ونائب وزير الداخلية، وفي حمى وطيس الحوار تلقى الدكتور المرزوقي وابلا من الشتم والتهديد بقطع اللسان لا لشيء سوى إنتقاده الموضوعي لواقع الشرطة في العالم العربي، وهو مالم يرد عليه حينها المرزوقي على غير عادته في مثل هذه المواقف المنافية لأخلاقيات الحوار ومهنيته، مما أعطى إنطباعا سيئا للغاية عن الجنرال المصري الذي يمثل الشرطة العربية ويدافع عنها، وفضلا من ذلك ذهبت بعض الاصوات لنقد الدكتور منصف لعدم استغلاله للموقف استغلالا يليق به كمحاور ومفكر وحقوقي محترف، وللوقوف على حيثيات الموضوع آثرنا هذا الحوار والذي يكشف فيه الدكتور المرزوقي الكثير من الأمور المهمة… حصة « الاتجاه المعاكس  » التي تبثها قناة الجزيرة القطرية كنتم أحد ضيوفها في موضوع يتعلق بالشرطة العربية، واثارت مشاركتكم الكثير من نقاط الظل التي لم يفصح عنها، فكيف كانت رحلتكم نحو هذا البرنامج؟ وماهي الأسباب الحقيقية لإختياركم شخصيا في هذا الموضوع بالذات؟ كانت دعوة عادية، السادسة، التي تلقيتها من البرنامج في ظرف خمس سنوات. أما سبب دعوتي للبرنامج فهو سبب الدعوات السابقة : مواقفي المعروفة من النظام السياسي العربي الفاسد وبالطبع نواة هذا النظام هو البوليس ، لذلك ارتأى الدكتور فيصل القاسم مشكورا دعوتي مجددا رغم ما يحف باسمي من ضغوطات ومشاكل ، آخرها قطع النظام التونسي علاقاته بدولة قطر لاستضافتي السنة الماضية في برنامج ضيف المنتصف . – هل كنتم تعلمون مسبقا بالشخص الذي سيكون خصمكم في الحوار؟ لا ، وهي عادة في البرنامح . وللأمانة لم أحاول يوما معرفة اسم المحاور مسبقا انطلاقا من كونه بالضرورة مخالفا لرأي وبالضرورة شخص في المستوى. الخمسة أشخاص الذين ناقشتهم في الماضي في مواضيع خلافية كبيرة كانوا في المستوى ورغم حدة النقاش انتهت الحصة دوما بالمصافحة ، أما هذا الشخص فحقا كان مفاجأة للجميع . – تعرضتم للتهديد بقطع اللسان من طرف الجنرال المصري وعلى المباشر، ولكنكم لم تردون عليه مما جعل البعض يعاتبونكم على عدم إشهاد العالم حول نموذج من قادة الشرطة العربية، والبعض حاول التماس الأعذار لكم، وأنتم فسرتم ذلك بعدم الإنتباه في مقال نشرتموه، فكيف تفسرون تجاوزكم لتلك التهديدات التي كررها وبصوت عالي هذا فضلا عن الفاظ أخرى مهينة لم تردون عليها أيضا؟  فوجئت فعلا بالمستوى الهابط للرجل خاصة وهو يتهمني بأنني عميل للمخابرات الفرنسية واتلقي المال من أمريكا إلى آخر التهم المضحكة. وعند انطلاق وابل السب، كنت أفكر بسرعة في كيفية الرد التي تحفظني من الانزلاق إلى مستوى شخص كهذا . فكرت مثلا في الإعلان بأنني سأرفع قضية في الثلب والانسحاب وأخيرا قررت تجاهل الشخص واحتقاره وعدم المغادرة لاستغلال الوقت لتبليغ ما أتيت من أجله وما أسعى دوما لتمريره في كل كتاباتي ومقابلاتي الصحفية : حث الناس على المقاومة المدنية السلمية ضد أنظمة أنظمة احتلال داخلي البوليس اليوم هو جيشها . – وبماذا تردون عليه الآن وفي هذا الحوار؟ لاشيء ، هذا رجل دليل على صحة كل ما قلت وبالتالي لا نقاش معه وإنما نقاش حوله هو وما يمثله. – صممتم على مغادرة الحوار ولكن عدلتم لحظتها عن القرار مع اعتبار الخصم غير موجود وهذا الذي يتنافى مع طبيعة البرنامج، ماهي الإعتبارات الأخرى غير احترامك لمنشط البرنامج وحتى الجمهور التي دفعتكم للتراجع؟ كما قلت لك ،انتبهت لمسؤوليتي أمام الناس ولضرورة احترام مقدم البرنامج والقناة التي أعرف ما يكلفهما من مشاكل استضافة  شخص مثلي. ثم أنا صاحب رسالة وقضية تتجاوز شخصي ،وعلى كل حال فبعد لحظة الغضب العابرة، هززت كتفي ونسيت الشخص تماما ولم أشعر ابدا بما كان يريده أي إهانتي . من يبصق على النخل لا يسيل لعابه إلا على وجهه. كم اثلج صدري مثلا أن أجد على باب الاستوديو الأستاذ الفاضل أحمد الشيخ رئيس تحرير الجزيرة الذي أبدى لي كامل استياءه للحادث وكم أثلج صدري كل ردود الأفعال الكثيرة التي جاءتني من كل أنحاء الوطن العربي وليس ففط من تونس. وبالطبع لست نادما البتة على كل ما جرى. فموقف الرجل فضح طبيعة النظام الاستبدادي العربي أكثر من ألف كتاب وخطب مني أو من أي شخص آخر وكرّه كلامه القاصي والداني في ما جاء للدفاع عنه . هذا البرنامج كان كارثة تامة بالنسبة لصورة البوليس العربي ولا أظن أنهم سيستطيعون تدارك آثار هذه الحصة ، هم الذين بعثوا بالرجل لتحسين صورتهم . كم يصدق فيه المثل جاء يطبها فعماها. –   لو تدعون مرة ثانية لمناظرة اي جنرال عربي فهل تقبلون، ام ما حدث يكون السبب لرفضكم أي عروض يكون الخصم فيه نموذج ما سبق؟ لا أخشى منازلة فكرية سياسية مع أي كان . فإذا كان رفيع المستوى فسيكون النقاش هاما وربما يمكننا من الدخول في منطق آخر … وإذا كان من نوع هذا الشخص فسيكون أحسن حجة على ما أقول . – كانت لكم نظرة طالما تحدثتم عنها حول البوليس العربي بسبب ذكرياتكم السيئة في تونس، فهل تبدلت هذه النظرة الآن بعد موقف الجنرال المصري؟ يجب التفريق بين الجهاز والأشخاص . الجهاز وقع الاستحواذ عليه وتحويل وجهته من خدمة الصالح العام إلى خدمة الصالح الخاص والدفاع عن نظام سياسي لا شرعي ولاشعبي ولا فعال و مبني على الفساد والتزييف والقمع. ومن ثمة فالجهاز ككل مدان ومكروه . هناك الأشخاص داخل هذا الجهاز فيهم وحوش آدمية وفيهم موظفين لا أكثر وفيهم ناس نزهاء يتألمون من صورتهم في المجتمع والمآل الذي آل إليه الجهاز. يجب التفريق إذن وعدم الخلط، فدولة الاستقلال الثاني ستكون بحاجة لجهاز أمن لكن لجهاز سوي في خدمة الصالح العام ويتعامل باحترام مع المواطن ومنصهر في المجتمع.    – تتهمون البوليس التونسي بالتواطؤ ضدكم مع الجنرال المصري، فهل لكم معلومات رسمية أم مجرد احتمال من خلال ما كان يوجهه اليكم من اتهامات كالعمالة للخارج وقبض الأموال والأمراض العصبية والحقد الشخصي على البوليس التونسي؟ قبل الدخول للاستوديو قدمت نفسي وطلبت من الرجل أن يعرفني بنفسه فقال لي أنه لواء سابق ويشتغل حاليا بالبزنس ويعمل بصفة متقطعة داخل أجهزة مجلس وزراء الداخلية العرب . ما أثار انتباهي كثرة التركيز على شخصي و ترديده للاتهامات التي يشيعها حولي البوليس التونسي ومن أهمها أنني مريض عقلي . كل هذا جعلني على قناعة أن الرجل دخل مشحونا ومعبأ بمعلومات ومقترحات عملية من زملائه الأعزاء – وجهتم رسائل ثلاث مكتوبة عبر مواقع مختلفة، فهل تعتبرون ذلك تداركا لما لم تفلحوا في تبليغه للجمهور العربي خاصة من خلال البرنامج، أم تدخل في إطار آخر نود ان تعرفوا عليه القارئ الكريم؟ أنت لا تستطيع أن تبلغ أفكارا كثيرة في برنامج تلفزي أيا كان فما بالك بالتعمق فيها , بصراحة بقيت رجل القلم أكثر مني رجل الصورة . أنا مثلا افضل ألف قارئ على مليون مشاهد. شتان بين التلفزيون الذي تقتحم فيه بيوت الناس بلا دعوة وفي إطار سيل جارف عرمرم من الصور والقاعد على الأريكة يهدد بإعدامك في منتصف جملة بجهاز تغيير القنوات وكأنه مسدس مرفوع في وجهك…وبين الكتاب الذي يذهب فيه القارئ للبحث عنك بكل حرية ودفع ثمن والاختلاء بالكتاب لمتابعة أفكاره. المشكلة أننا بحاجة للتلفزيون لتبليغ رؤوس الأقلام على الأقل. لكن على حامل قضية ألا يقبل بدكتاتورية التلفزيون . عليه أن يستعمله كلما أتيحت له الفرصة ، لكن لا يجب أن يتخلى أبدا عن الكتابة فهي التي تبقى حتى ولو كان تأثيرها بطيئا وفي أضيق نقاط في البداية .     – نغتنم فرصة هذا الحوار لنعود لتونس، ففي ظل الحكم على الصحفي سليم بوخذير بعام، حكم على المرحل من البوسنة بدرالدين الفرشيشي بالبراءة، فكيف تعتبرون هذه المفارقة وتحت حكم توصفون بأبشع النعوت وتدعون الشعب التونسي للإطاحة به؟  أنا لا أصف النظام بأبشع النعوت. أنا أصف النظام بأوصاف مووعية. لو قلت عن مندلا أنه كذاب ومزيف وفاسد لكان هذا تجني وكذب. لكن أن تصف النظام التونسي بأنه كذاب ومزيف وفساد فهذا من قبيل الوصف العلمي الدقيق والعكس هو الكذب. بخصوص سليم بوخذير هو دفع ثمن فضحه لفساد عائلة بن علي وتجاوز المحرمات . ما عدا هذه الجريمة النكراء أمور يمكن التساهل فيها. – لكم ذكريات مع البوليس التونسي، ونحن نتحدث عن واقع الشرطة العربية، فهل من الممكن ان تحدثنا عن اشياء ظلت عالقة في مخيلتكم لم يسبق البوح بها وترون الظرف مناسبا لها؟ لا أذكر كم أوقفت من مرة من طرف البوليس السياسي، في المطار، ومن أمام الجامعة ،وفي بيتي. لكن ما أتذكره يوم اختطفوني من الشارع في منتصف النهار وفي قلب العاصمة , فقد شعرت بركض ورائي ثم بشخص يضع ذراعية حول خصري وآخر يهجم عليّ ويدفعني بقوة نحو سيارة رابضة على الطريق وتنطلق بسرعة كما هو الحال في الأفلام الأمريكية . للصراحة اعتقدت أنها نهايتي, لكن كم فوجئت والسيارة تحملني لوزارة الداخلية حيث قضيت ليلتين في زنزانة كاد يقتلني فيها الناموس وتطوع واحد من رجال الشرطة ليأتي بمبيد حشرات حتى يمكنني النوم بالطبع على الأرض وبجانب حفرة نتنة هي المرحاض . ما أذكره جيدا عندما هددوني بالقتل بوضع غراب أسود مذبوح على مقدمة سيارتي . ذكريات كثيرة أخرى عن المتابعة اللصيقة وكيف لصقني يوما شخص في القطار فعرضت عليه أن يجلس في حجري فخجل من نفسه وذهب ليجلس في آخر الربة …. وآخر طلبت منه أن يبتعد خاصة وأنا مع أختي، فرفض فوقفت خطيبا في العربة أقول للناس المشدوهين أنا فلان فلاني وهذا الرجل بوليس مكلف ملاحقتي وكلكم ملاحقون ومحاصرون فلا تخافوا وارفعوا رؤوسكم الخ …فلاذ الرجل بالفرار واستطعت السفر دون أن أشعر بأنفاسه وراء ظهري . أذكر أيضا السيارة التي كانت تتابعني فاستدرت وتوجهت لها وهي وتتوقف وفتحت الباب لأطلب منهم إيصالي إلى بيتي فصعقوا وارتبكوا واعتذروا . عشرات الحكايات المضحة والمبكية ,لكن أحسن ذكرياتي مع البوليس هو عندما يقع إيقافي في سيارتي على الطريق بين تونس وسوسة أو بين سوسة ودوز   – لا أعد المرات – وحالما يدير الشرطي ظهره ليذهب بأوراقي إلى لا أدري أين ويتركني وحدي مع زميله، يفتح لي الرجل قلبه ساخطا ناقما على الوضع .وحالما يرجع زميله بالأوراق يسكت ويعبس ثم يبتعد , وعند تأكد الشرطي الثاني من ابتعاد زميله يعتذر عن الازعاج ويبدأ في صب جام سخطه على النظام . نحن حقا بلدان عجيبة .      – لو طلب منك أن تلخص لقرائنا الفكرة الرئيسية والقيمة الرئيسية والهدف الرئيسي لمنصف المرزوقي الفكرة الرئيسية أننا شعوب خارج الزمان والمكان أساسا لأننا لم نفلح لحد الآن في وضع نظام سياسي سوي والحال أن النظام السياسي هو بمثابة الجهاز العصبي للإنسان , وطالما لم ننجح في وضع نظام سياسي عربي جديد مبني من جهة على القيم التحررية للعروبة والإسلام ومن جهة آخرى على آليات الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومن الأحسن بالوسائل السلمية والمدنية ، فسنبقى شعوبا محتلة داخليا وخارجيا تدور في حلقة مفرغة من العجز والفشل وآلام جماعية وفردية لا حصر لها ولا نهاية . القيمة الأساسية بالنسبة لي هي الشجاعة وهي ليست عدم معرفة الخوف لأن هذا الأخير   كالجوع غريزة لا قبل لأحد بالتحكم فيها ….وإنما عدم الاستسلام له. الشجاعة هي التي يترتب عنها كل شيء وخاصة الكرامة لأنه لا كرامة لجبان. الهدف الأساسي الذي أريد أن أكون مع كل أبناء وبنات شعبي وامتي جزءا من دفعه ولو خطوة بسيطة إلى الأمام   هو تحقيق الاستقلال الثاني أي بناء نظام ديمقراطي بما هو الطريق الوحيد لتحرير الإنسان وتوحيد الأمة   والشرط الضروري، وإن لم يكن الوحيد ، لعودتنا كعرب لساحة الخلق العلمي والتكنولوجي والأدبي التي طال غيابنا عنها بسبب العقم الذي أصابتنا به عقود من استبداد لئيم ومتخلف .  
 
 

 
(المصدر: صحيفة « وطن » (يومية -الولايات المتحدة ) الصادرة يوم 21 جانفي 2008)

 

 

صحيفة « العرب اليوم » في مقابلة شاملة مع المفكر الاسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي:

* الاسلام سبق ونادى بمبادىء الديمراطية وآلياتها المعاصرة جهد إنساني وخبرة بشرية ساهمت حضارتنا في صياغتها وتطويرها وليست ملكا لقوم دون قوم ولا لحضارة دون أخرى.

 

* بعض الاسلاميين يرى في الديمقراطية مخالفة للإسلام، عجبا لضحايا القمع والاستبداد وغياب الديمقراطية كيف ترتعد فرائصهم من الحرية. هل يخشون منها على الاسلام وقد كان ثورة تحررية شاملة أم يخشون على أنفسهم؟

 

* ليس هناك في التيار الإسلامي من يعتبر الديمقراطية كفرا ومخالفة للاسلام غير فئات محدودة لم يلحظ لها وجود أصلا إنه على الضد من ذلك بل الامر دأب التيار العريض في الحركة الاسلامية على اتخاذ الحرية طلبهم الأعز حتى اعتبرها أكثر من مفكر إسلامي مطلبا يتقدم مطلب تطبيق الشريعة.

 

* الشورى مبدأ عام  والديمقراطية وسيلة أو آلية لتنزيل هذا المبدأ، لا تناقض بين الاثنين، والعبرة ليست في التسمية ولكن في المضمون.

 

* بخصوص مدى صدق الاسلاميين هذا حكم على النوايا لا دليل عليه ولقد أثبت الاسلاميون في تركيا وفي أكثر من بلد أنهم عندما توفرت لهم فرص المشاركة احترموا قوانين اللعبة والتجربة المتكررة أثبتت في الجزائر وفي تركيا وفي تونس وفي دول آسيا الوسطى الاسلامية وغيرها أن من مثل ولا يزال تهديدا للديمقراطية وانتهاكا يوميا سافرا لحقوق الانسان أحزاب علمانية مدعومة من قبل المراكز الكبرى المبشرة بالديمقراطية في العالم.

* الاسلاميون هم القوة الشعبية الأولى في المنطقة العربية، تعطي مشاركتهم مصداقية لأي إنتخابات وغيابهم  يجعلها محل شك ويفرغ العملية السياسية من محتواها. أي نجاح إنتخابي يحققه الاسلاميون هو مسؤولية وأمانة وأي فشل أو تراجع هو درس وعظة وفي الحالتين إبتلاء من الله وإختبار.

* مواقف التيار الاسلامي تتطور تباعا لتطور حالة الامة، عدل الاسلاميون من مواقفهم وإرتقوا بخطابهم حتى غدوا معبرين صادقين عن حاجة الشارع العربي الاسلامي وهمومه وتطلعاته، ليس صدفة أن يكونوا الأكثر أنصارا والأكثر حضورا لأنهم الأكثر تعبيرا عن مطلب الهوية ومطلب الحرية السياسية والعدل الاجتماعي وبذل الدماء والأموال الأسخى في الذب عن الحمى وتطهير الغزاة منها.

* العنف في المنطقة يتغذى أولا من الحيف الاجتماعي، ويتغذى ثانيا من حالة الانسداد السياسي والتزييف الكامل للحياة السياسية، ويتغذى ثالثا من الحرب الدولية التي تشن على الاسلام وأمته ومؤسساته ورموزه ولا تجد من الدول القائمة من يحرك ساكنا أو يرد لامسا بل لا تجد غير المستقيل من شأن الأمة في فلسطين أو العراق.. بل المتواطئ مع الأعداء، ويتغذى رابعا من مكائد أجهزة الاستخبارات الحريصة جدا على استمرار قدر من الارهاب حتى تظل الدولة كلها رهينة لها وسلطات البوليس أو العسكر مطلقة، ويتغذى خامسا مما يروج من تأويلات للاسلام شاذة تخلط بين المعنى الحقيقي لجهاد أداة لدفع الصائلين على دار الاسلام وبين تأويلات شاذة تجعل من الجهاد نقيضا للحرية.

* التحديان الرئيسان اللذان يواجهان الحركة الاسلامية المعاصرة، أولا شيوع فكر التشدد والتنطع  ومواجهة هذا الفكر وتدارك آثاره المدمرة جبهة أخرى لا مناص للاسلام اليوم من الانتصار فيها وحماية الاسلام ومشروعه السياسي. التحدي الثاني هو حكم الجور الذي يكاد يحول أوطاننا إلى سجون كبيرة وسجوننا إلى مسالخ آدمية مريعة، والمشروع الاسلامي لا سبيل له غير أن يكون طليعة الأمة في دفع هذين الشرين.

+++

الشيخ راشد الغنوشي بلا منازع أحد أبرز المفكرين الاسلاميين ومن ألمع قيادات العمل الاسلامي، وتعتبر هذه الشخصية بمثابة بوصلة الحركات الاسلامية المعاصرة في فكرها وتوجهها وخطابها ومشروعها، وقد التقت به صحيفة « العرب القطرية »، في منفاه ومقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن، وأجرى معه مراسلها محمد مصدق يوسفي هذه المقابلة حول مفهوم وتعاطي الإسلاميين أو حركات الاسلام السياسي مع عدد من القضايا المهمة ومنها: الديمقراطية والتعددية الحزبية ودخول العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات والبرلمانات والحكومات.

وباعتباره منظر لما يعرف بـ « الإسلام السياسي » نظرته للتطور في فكر وخطاب التيار الإسلامي والمشروع السياسي، وإلى مراجعة وتطوير رؤية الإسلاميين للعديد من القضايا الملحة.

وتقييم الأستاذ راشد الغنوشي لتجارب هذه الحركات والأحزاب الاسلامية في اليمن والأردن والمغرب وتركيا، والسودان، والجزائر…إلخ، وكلها أو بعضها مشاركة في السلطة، ودخلت العملية السياسية، والانعكاسات السلبية والايجابية لانجازاتهم أوالاخفاقات التي رافقت بعضهم على بقية الحركات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي.

أيضا رأيه فيما يسمى بالمراجعات التي أعلنها عدد من الجماعات وتحت عنوانها جاءت مبادرات وقف العنف في مصر والهدنة والمصالحة في الجزائر، وما مدى شرعية تشبث بعض المسلحين بممارسة العنف والارهاب في بلاد المسلمين ومنها أعمال المرتبطين بما يسمى القاعدة.

وأخيرا وليس آخرا كأحد أبرز المفكرين وقادة العمل الاسلامي المعاصر التحديات التي تواجه الحركات الاسلامية حاليا، والاولويات الرئيسية التي يجب التركيز عليها مستقبلا.

وفي ما يلي نص المقابلة:

 

 حاوره في لندن: محمد مصدق يوسفي ـ mmyousfi@hotmail.com

+++

 

ـ بداية.. كيف تتعاطون مع قضية الديمقراطية التي يرفضها بعض الإسلاميين والحركات السياسية الإسلامية بشكل مطلق ويعتبرونها مخالفة للإسلام نصاً وروحاً، بينما يراها آخرون ضرورة، والخلاف هو حول ما تعنيه في دلالتها الاجتماعية والسياسية؟

* لا تعدو الديمقراطية أن تكون آليات لتنزيل جملة مبادىء نادى بها الفكر السياسي الحديث وناضلت في سبيلها أجيال عديدة من المفكرين والاحرار من مختلف الثقافات والاثنيات. من هذه المبادىء حرية الناس في إختيار حاكمهم وتقسيم السلطة وعدم جعلها حكرا على فرد أو مؤسسة أو طبقة. الحكم الديمقراطي هو وصف للنظام السياسي الذي يقوم على إختيار الحاكم من طرف الشعب بطريقة الانتخاب الحر، السري، والمباشر وتتوزع السلطة فيه على مؤسسة تنفيذية وأخرى تشريعية وثالثة قضائية ورابعة إعلامية رقابية. إذا دققت النظر ترى أن الاسلام سبق ونادى بالمبادىء المشار إليها سالفا. فهو حض على الشورى أي عدم تركيز السلطة عند فرد واحد وحث على إختيار المسلمين لإمامهم ( خير أئمتكم الذين يدعون لكم وتدعون لهم وشر أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم). لقد استحدث العهد الراشدي عددا من الآليات مناسبة لمجتمع محدود العدد والمشاكل، آليات لتنزيل مبدأ الشورى الاسلامي كان بمثابة سبق إسلامي وطليعة للتجربة الديمقراطية الآتية لاحقا، فكان اجتماع السقيفة لإختيار خليفة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمثابة برلمان مصغر بما تم فيه من حوار وتنافس بين ممثلي التجمعين الاساسيين: المهاجرين والانصار، أدلى فيه كل منهما بما يعزز حجته في أن يكون الخليفة من فريقه، وتواصل التشاور بين الفريقين إلى أن ترجحت حجة ممثلي جماعة المهاجرين فكان الخليفة منهم، فبويع أبوبكر من قبل هيأة الترشيح (أهل الحل والعقد)، قبل أن يعرض على البيعة العامة حيث صرح بأنه لم يولّ نفسه عليهم وإنما تم ترشيحه وأنه لا مصدر لشرعيته غير ذلك الترشيح وأن سلطة القانون (الشريعة) فوق سلطانه وأن طاعتهم له إنما هي في حدود القانون فإذا خرج عنه فلا طاعة له عليهم بل عليهم جميعا أن يكونوا حراسا للقانون. وسار الخلفاء الراشدون من بعده على نفس النهج وإن اختلفت الأشكال باختلاف الظروف. غير أن هذه التجربة الرائدة لم تتواصل ولم تترسخ ووقع الارتداد عليها زمن الامويين والعباسيين ليعود الحكم خليطا بين قيم الاسلام الشورية والميراث العربي القبلي والروح الامبراطورية السائدة في العصر. لكن الروح الشورية التي جاء بها الاسلام وإن لم تتواصل في المستوى السياسي بسبب غلبة روح العصر وثقافته الامبراطورية السلطوية فإنها قد تواصلت في المستوى الحضاري فكانت المجتمعات الاسلامية فضاءات مفتوحة لكل ضروب التعايش بين المختلفين في الدين والمذهب واللون وملجأ لكل المضطهدين والمبدعين، وبرئت حضارتنا مما حصل ويحصل في غيرها من حروب تطهير عرقي وديني. إن الآليات الديمقراطية المعاصرة جهد إنساني وخبرة بشرية ساهمت حضارتنا في صياغتها وتطويرها وليست ملكا لقوم دون قوم ولا لحضارة دون أخرى.

أما أن بعض الاسلاميين يرى في الديمقراطية مخالفة للإسلام، هل تراهم يرون الاسلام داعية للإستبداد، أم تراهم ضد إختيار الأمة لحكامها، أم تراهم لا يرون المسلمين أهلا للحرية التي ينعم بها غيرهم من الأمم الاخرى، مالهم كيف يحكمون، عجبا لضحايا القمع والاستبداد وغياب الديمقراطية كيف ترتعد فرائصهم من الحرية. هل يخشون منها على الاسلام وقد كان ثورة تحررية شاملة أم يخشون على أنفسهم؟ وهل سجل التاريخ أن مسلما هُزم في مناظرة حرة؟ أوليس الاسلام اليوم أكثر الديانات انتشارا حيث تنداح الحرية وينكمش حيث يسود الاستبداد حتى أن دعاته قد ملؤوا الفضاءات الديمقراطية العلمانية هربا من بيئات إسلامية متخلفة دكتاتورية. وهل من يدفع ضريبة غياب الحرية والديمقراطية أكثر من التيار الاسلامي، تملأ به السجون وينكل بأهله ويصادر حقه في الكلمة والتعبير.

والحقيقة أنه ليس هناك في التيار الإسلامي من يعتبر الديمقراطية كفرا ومخالفة للاسلام غير فئات محدودة لم يلحظ لها وجود أصلا كلما توفرت فسحة للتنافس النزيه. ولكن صوتها يعلو كلما غاب التنافس وساد الظلام. إنه على الضد من ذلك بل الامر دأب التيار العريض في الحركة الاسلامية على اتخاذ الحرية طلبهم الأعز حتى اعتبرها أكثر من مفكر إسلامي ومنهم العلامة يوسف القرضاوي مطلبا يتقدم مطلب تطبيق الشريعة، ولذلك طالب الاسلاميون بكل الحريات ومنها الانتخابات التعددية النزيهة سبيلا للحضور والتأثير والقيام بالدعوة إلى الله.

 

الشورى والديمقراطية

 

ـ ماهو الفرق بين الديمقراطية في الغرب وما جاء به الإسلام من مبادئ وأصول سياسية مثل الشورى والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..الخ، ووجدنا عدة تصيفات فهناك من يتمسك بالشورى، هناك من يتمسك بالديمقراطية، وهناك من يطابق بين الشورى والديمقراطية الحديثة بل سماها الشورقراطية؟.

* الشورى مبدأ عام  والديمقراطية وسيلة أو آلية لتنزيل هذا المبدأ، لا تناقض بين الاثنين. العبرة ليست في التسمية ولكن في المضمون. كثير من الانظمة الديمقراطية ليس لها من الديمقراطية غير الاسم وأخرى تقول أنها شورية بينها وبين الشورى الاسلامية ما بين المشرق والمغرب.

 

ـ يرى البعض أن تعاطي الحركات الاسلامية مع قضايا الديمقراطية والتعددية والمشاركة والاختلاف هو فقط تحت ضغط التجارب الديمقراطية، ولم تصل هذه الحركات إلى حد تبنيها كخيار استراتيجي، لذلك بقيت نظرتها إليها كوسيلة للانتشار وحرية العمل، ما رأيك؟

* الانتشار وحرية العمل حق لكل مواطن مهما كان إنتماءه وليس منة من أحد. بخصوص مدى صدق الاسلاميين في تبنيهم هذا حكم على النوايا لا دليل عليه ولا بيّنة. ولقد أثبت الاسلاميون في تركيا مثلا وفي أكثر من بلد أنهم عندما توفرت لهم فرص المشاركة احترموا قوانين اللعبة كما يقال، وحتى عندما يقع الحيف عليهم غالبا ما يصبرون، فلا يتنادون إلى القتال، إلا أنهم في بعض الحالات عندما يطفّ الصاع ويتمادى العلمانيون المستظهرون بسطوة البوليس والعسكر والدعم الخارجي في سلبهم حقوقهم والدوس عيانا على صناديق الاقتراع قد ينفلت زمام  شباب متحمس فيرد على العنف العلماني بمثله كما حصل في الجزائر، وفي مصر، مما يمثل انفعالا غاضبا وليس علاجا وإنما مزيد تعفين للاجواء. التجربة المتكررة أثبتت في الجزائر وفي تركيا وفي تونس وفي دول آسيا الوسطى الاسلامية وغيرها أن من مثل ولا يزال تهديدا للديمقراطية وانتهاكا يوميا سافرا لحقوق الانسان أحزاب علمانية مدعومة من قبل المراكز الكبرى المبشرة بالديمقراطية في العالم. بما يجعل الحاجة اليوم في بسط الديمقراطية في بلاد الاسلام والعروبة لا تتمثل في إقناع التيار الاسلامي بها فذاك أمره يسير فحتى بمنطق المصلحة الديمقراطية حبل النجاة بالنسبة له. العقبة الكؤود من يقنع عسكر تركيا والجزائر وبوليس تونس ومصر ومن وراءهم من الاساطيل الغربية؟    

« الاسلام هو الحل »

ـ بما تردون على الشكوك التي تلوح في الافق كل مرة، بأن الاسلاميين في أي مكان يريدون تحويل بلدانهم إلى دول إسلامية، وأن برنامجهم الحقيقي هو تطبيق الشريعة تحت شعار « الاسلام هو الحل »؟

* لا يحتاج الاسلاميون للقيام بانقلابات على الدول القائمة لتحويلها دولا إسلامية فهي دول إسلامية سواء أكان من جهة أن غالبية سكانها مسلمون، أم كان من جهة دساتيرها فكلها تقريبا تنص على أنها دول ليست علمانية معادية للاسلام أو محايدة إزاءه، بل لها دين هو الاسلام وقد تشرح ذلك بأن الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد أو الرئيسي للتشريع وهو شرح مترتب على أصل الاعتراف بأن للدولة دينا هو الاسلام، وإذن فما يحتاج الاسلاميون إلا لتفعيل هذه الحقيقة حتى تمتد آثار هذا الجذع في كل فروع هذه الدولة ولا تظل مجرد شعار خاو وضربا من النفاق. وأذكر أن هذا الأصل العظيم المحدد للاسلام هوية للدولة كان محل إجماع من قبل أول مجلس تأسيسي جمع ممثلي شعب تونس وهي تستشرف استقلالها عن الاحتلال، وهو ما يجعل الاسلاميين لائذين بركن عظيم من الشرعية الدستورية. والاسلام باعتباره المصدر الاعلى الذي ينبغي أن تهتدي به كل سياسات الدولة لئن لم تكن له كنيسة تحتكر النطق باسمه بل ترك الامر للامة عبر علمائها ومفكريها وأهل الرأي فيها ممثلي قواها الشعبية حق الاجتهاد في تنزيل أحكامه على الوقائع المتبدلة، فإنه ليس من السيولة والهلامية ما يجعله قابلا لكل صورة ويتلون بلون الوعاء الذي يوضع فيه بضرب من السريالية، كلا بل هو يتوفر على قاعدة صلبة من الثوابت تحدد وتوجه مجالات الاجتهاد، فإن من آي الكتاب المتشابه ومنها المحكم « آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ».   

تجارب الاسلاميين وانعكاساتها

ـ كيف تقيمون تجارب الحركات والأحزاب الاسلامية في اليمن والأردن والمغرب وتركيا، والسودان، والجزائر…إلخ، وكلها أو بعضها مشاركة في السلطة، ودخلت العملية السياسية، وماهي الانعكاسات السلبية والايجابية لانجازاتهم أوالاخفاقات التي رافقت بعضهم على بقية الحركات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي؟

* الاسلاميون هم القوة الشعبية الأولى في المنطقة العربية، تعطي مشاركتهم مصداقية لأي إنتخابات وغيابهم  يجعلها محل شك ويفرغ العملية السياسية من محتواها. أي نجاح إنتخابي يحققه الاسلاميون هو مسؤولية وأمانة وأي فشل أو تراجع هو درس وعظة وفي الحالتين إبتلاء من الله وإختبار.

فكر وخطاب التيار الإسلامي

 

ـ كيف تجد تطور موقف وخطاب تيار ما يعرف بـ « الإسلام السياسي ».. التطور في فكر وخطاب التيار الإسلامي والمشروع السياسي، وإلى مراجعة وتطوير رؤية الإسلاميين للعديد من القضايا الملحة؟

* مواقف التيار الاسلامي تتطور تباعا لتطور حالة الامة، عدل الاسلاميون من مواقفهم وإرتقوا بخطابهم حتى غدوا معبرين صادقين عن حاجة الشارع العربي الاسلامي وهمومه وتطلعاته، ليس صدفة أن يكونوا الأكثر أنصارا والأكثر حضورا لأنهم الأكثر تعبيرا عن مطلب الهوية ومطلب الحرية السياسية والعدل الاجتماعي وبذل الدماء والأموال الأسخى في الذب عن الحمى وتطهير الغزاة منها. وعلى المستوى السلوكي  الاسلاميون هم الأمل في استعادة الاخلاق إلى سياسات تمحضت للكذب والانتهاز وعودة العفة والامانة والصلاح إلى حياة إجتماعية وأسرية انفلت منها الزمام بأثر تفاقم وتائر العلمنة والعولمة، وذلك  مقارنة ـ خاصة ـ بفساد دوائر السلطة والقريبين منها.

 

العنف والارهاب

ـ في ذات السياق ما رأيك فيما يسمى بالمراجعات التي أعلنها عدد من الجماعات وتحت عنوانها جاءت مبادرات وقف العنف في مصر والهدنة والمصالحة في الجزائر، ومن الجهة الأخرى ما مدى شرعية تشبث بعض المسلحين بممارسة العنف والارهاب في بلاد المسلمين ومنها أعمال المرتبطين بما يسمى القاعدة؟

* العنف في المنطقة يتغذى أولا من الحيف الاجتماعي حيث يتجاور الثراء والبطر والاستهلاك التظاهري لدى شريحة محدودة من الطبقة الجديدة المعششة في مزبلة الحكم بما حوله إلى عصابة مافيا، يتجاور مع أحياء الصفيح وأحزمة البؤس المحيطة بمدننا بل بأحياء فيها معزولة عن باقي المدينة لها أسواقها وملاهيهها وأساليب عيشها وحتى مساجدها، بما يجعلها بمثابة المستوطنات المحاطة بالاسلاك الشائكة وبجيوش القمع. لا عجب أن يكون حي « مؤمن » (المغرب)، ومثله في كل دول المنطقة محاضن الشباب اليائس ووقودا للقاعدة، ويتغذى ثانيا من حالة الانسداد السياسي والتزييف الكامل للحياة السياسية (تونس مثلا) أو شبهه (الجزائر، مصر…) ويتغذى ثالثا من الحرب الدولية التي تشن على الاسلام وأمته ومؤسساته ورموزه ولا تجد من الدول القائمة من يحرك ساكنا أو يرد لامسا بل لا تجد غير المستقيل من شأن الأمة في فلسطين أو العراق.. بل المتواطئ مع الأعداء متمعشا مما يسميه الحرب على الارهاب، ويتغذى رابعا من مكائد أجهزة الاستخبارات الحريصة جدا على استمرار قدر من الارهاب حتى تظل الدولة كلها رهينة لها وسلطات البوليس أو العسكر مطلقة، ويتغذى خامسا مما يروج من تأويلات للاسلام شاذة تخلط بين المعنى الحقيقي لجهاد أداة لدفع الصائلين على دار الاسلام، « وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين » وبين تأويلات شاذة تجعل من الجهاد نقيضا للحرية، حرية الاعتقاد والتعبير عنه والدعوة إليه بما يقتضي الاعتراف بالتعدد سنة كونية واجتماعية أكد عليها القرآن وأبدى وأعاد في تأكيدها انطلاقا من مبدأ لا إكراه في الدين، مما يتناقض مع كل محاولة لجعل الناس أمة واحدة بلا اختلاف « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم »، هود.

التعددية سنة كونية وليس من واحد أحد إلا الذي في السماء سبحانه ولم يسمح لأحد أو مؤسسة النطق بإسمه بعد ختم النبوة وإنما الحجة والرأي والمشورة والبحث عبر ذلك عن المشترك عن الاجماع. وهو ما يجعل تشكيل من قبيل « الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود والنصارى » تعبيرا صارخا عن الجهل بالاسلام إذ يقاتل الناس في الاسلام ليس لاعتقادهم أيا كان بل لدفع عدوانهم.

المرأة والعمل العام

 

ـ كيف ترى موضوع الاعتراف بحق المرأة في العمل والمشاركة في الحياة العامة وأن تحتل مختلف المناصب؟

* الاصل في نظرة الاسلام إلى  الجنسين المساواة، والتفاضل ليس بالجنس ولا باللون وإنما بالتقوى والعمل الصالح والكفاءة. ولا يخل بمبدأ المساواة توزيع الأدوار وتكاملها. وإنما الحضارة الحديثة هي التي استحدثت بنظرتها المادية للانسان خللا بين الأدوار فجعلت للانتاج الاقتصادي المكانة والميزان الأرفع وحطت من الأدوار الأخرى مثل الرعاية الاجتماعية رعاية البيت والطفولة في حين اعترف الاسلام بكل الأدوار وكرم القائمين بها ما أتقنوا عملهم وأخلصوا حتى جعل الجنة تحت أقدام الامهات. والأمر هنا لا يعني أكثر من توزيع الأدوار وتكاملها بحسب المؤهلات الطبيعية، بمعنى الاعتراف بترتيب لادى المرأة ولادوار وأولويتها، فليست التربية والأمومة قصرا على المرأة ولا الانتاج الاقتصادي ورعاية الشؤون العامة كالعمل السياسي والجهاد قصرا على الرجل، وإنما هي الاولويات كل ذلك متاح للكل على ألا يحيف على سلم الأولويات. وإنما فشا الخلل في الحضارة المعاصرة بسبب إيلاء دور الانتاج الاقتصادي القيمة العليا والمعيار الأعظم فانهارت الأسرة حتى بدأ الحديث عن اتجاه أمم إلى الانقراض، وأعجب ما في الامر أن مجتمعا اسلاميا حديثا مثل تونس بدأ خبراء السكان فيه والصحافة يتحدثون عن اتجاهه صوب الشيخوخة بسبب دفع قادته المنبهرين بالغرب، دفعه دفعا للانخراط الفج في تجربة تحديثية متشنجة مبتسرة كان من مفرداتها الاساسية حرية المرأة، وهي من قبيل كلمات  الحق التي أريد بها الباطل أي التمرد على قيم الاسلام قيم الأسرة والعفة والقناعة لصالح قيم الاستهلاك والأنانية والتمركز حول الفرد ولذاته ومكانته بما جعل الأسرة مسرحا صراع  انتهى بالسير قدما صوب الاستغناء عنها والتفصي من أعبائها . المشكل إذن ليس في مشاركة المرأة في كل مجالات الشأن العام سياسة واقتصادا واجتماعا وإنما بأي خلفية وفي أي أفق؟

 

الأولويات والتحديات المستقبلية

ـ كأحد أبرز المنظرين وقادة العمل الاسلامي المعاصر ماهي التحديات التي تواجه الحركات الاسلامية حاليا، والاولويات الرئيسية التي يجب التركيز عليها مستقبلا؟

* هناك تحديان رئيسان يواجهان الحركة الاسلامية المعاصرة، التحدي الأول هو شيوع فكر التشدد والتنطع  حتى تحول بعضهم في حماقة متناهية الحركة إلى عصابات للقتل العشوائي والفتنة الاهلية. هذا التيار التكفيري والسطحي أصبح المبرر الأول لمزيد من التضييق على الاسلاميين ويقدم من طرف أعداء الاسلام على أنه الشاهد الأول على عجز الاسلاميين وتطرفهم وقصورهم. لا تخطىء العين أن هذه الجماعات أصبحت مجالا لإختراق أجهزة المخابرات إن لم تكن صنعت بعضها. مواجهة هذا الفكر وتدارك آثاره المدمرة جبهة أخرى لا مناص للاسلام اليوم من الانتصار فيها وحماية الاسلام ومشروعه السياسي. التحدي الثاني هو حكم الجور الذي يكاد يحول أوطاننا إلى سجون كبيرة وسجوننا إلى مسالخ آدمية مريعة. هؤلاء الحكام أصبحوا طلائع للقوى الأجنبية في محاربة ديننا وتهديد إستقلال بلادنا والحفاظ على تأخرها وتبعيتها. بل إن بعضهم أشد على الأمة والاسلام وأهله من أعدائه الصريحين، وبلغ الأمر إلى أن نزلاء سجون الظلم والتوحش في غوانتانامو ممن لم يعثر مفتشوا الدولة الأعظم المبشرة بالديمقراطية جريمة تدينهم بها بعد خمس سنوات من القمع الرهيب فقررت تسليمهم لبلدانهم رفضوا ذلك لما يعلمون مما ينتظرهم من توحش أعظم، إذ قد  بلغتهم  أنباء ما حل بزملاء لهم سبق تسليمهم،  كما حصل في تونس حيث سلطت فنون من النكال على أؤلئك المساكين حتى حملوا على الأعواد إلى المحاكم لتصدر عليهم أحكاما تمتد لعشرات من السجين وهو ما حمل قاضية أمريكية على إصدار حكم بمنع تسليم أؤلئك السجناء إلى حكومة بلادهم تونس استجابة لطلبهم.

المشروع الاسلامي وبإعتباره المعبر عن طموح الأمة في الحرية والاستقلال والتوحد لا سبيل له غير أن يكون طليعة الأمة في دفع هذين الشرين. هذه معركة متزامنة لا أسبقية لجبهة على أخرى لأن التحديين يخدم أحدهما الآخر ويتناسلان من بعضهما والله غالب على أمره ولكن الناس لا يعلمون.

و »لله الامر من قبل ومن بعد ».

 

(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية -قطر) الصادرة يوم 18 جانفي 2008)


 

الأخ المناضل مرسل الكسيبي من الوسط إلى الانحياز

محمد البشير بوعلي، جامعي مغترب

 

ملاحظة:(المكتوب بالأزرق كلام الأخ مرسل الكسيبي منقول عنه حرفيا)

 

لقد ترددت كثيرا قبل الإقدام على كتابة هذا المقال عن الأخ الفاضل المناضل مرسل الكسيبي خوفا مما قد يترتب عليه من ردود ومساجلات غير محمودة بين الإخوة، كما كان قبل ثلاث سنوات في موضوع « المصالحة » الذي انقلب إلى سباب بين إخوة الدرب الواحد، وكما كان قبل قبل بضعة أسابيع في موضوع « البياض والسواد » الذي تحول إلى مشاحنات بين الأساتذة وتلاميذهم. وإن القلب ليدمى لذلك فقد صار حالنا كحال السيارة التي يريد صاحبها أن يخرجها من الوحل، فتظل عجلاتها تدور في الفراغ إلى أن تحترق إطاراتُها وينتهي وقودُها دون أن تبرح مكانها، والعدوّ شامت يتفرج مستبشرًا…

 

لكن مع ذلك فقد أقدمت على الكتابة بعد طول تردد، لأن السكوت على الخطأ لا يُصلح الخطأ بل يؤول إلى مزيد ارتكاب الأخطاء، من الشخص الواحد، وقد يفتح مجال الخطأ لغيره رحبا فسيحا، وقد تصبح الأخطاء خطايا.. ولا يزيد ذلك من وضع شعبنا ومعاناتنا في الداخل والخارج إلا سوءً، وأحوالنا ومصير أجيالنا القادمة -المعلق على صراع الهوية اليوم- إلا تدهورا ومهانة وذلاًَ.

قبل ثلاث سنوات عندما عبّر الأخ الفاضل مرسل الكسيبي عن استيائه

من صمت قيادة حركة النهضة عما يدور من سجال حاد، كنت أشاطره الرأي في تقصير قيادة الحركة تجاه أبنائها واتصلت به هاتفيا من أقصى الأرض محاولا رأب الصدع. وأرسلت في ذلك رسالة خاصة واضحة في الشأن إلى الشيخ راشد الغنوشي أحمّل فيها القيادة مسؤولية ما آل إليه حال علاقة إخوة النضال. وعندما استقال الأخ دعوت له بالتوفيق من كل قلبي.

وعندما أصبح الأخ ناشطا -وخصوصا في برنامج « المحرر » (Reporteur) الذي كنت أتلقاه في عنواني باستمرار- استبشرت لذلك قناعة مني بأن حركة النهضة قد خسرت فردا ساكنا مجهولا، وكسبت حركة النضال عنصرا نشيطا فعّالا.. وفي ذلك كل الخير.

وعندما أسس الأخ موقع « الوسط » كنت أول من هنأه عبر البريد الإلكتروني، قناعة مني بأن الوسطية هي عين التمسك بالمبادئ وهي الركن الركين في الدفاع عن الحق والنضال من أجل العدالة، وأحسب أن هذه هي مهمة جميع المناضلين، وليس انتماؤنا للنهضة أو غيرها إلا وسيلة لذلك…

لكن مقام الوسط مقام راق يسمو على التحيز والمحاباة ولا يقبل من صاحبه إلا العدالة في الأحكام والنزاهة في المواقف، وإلا تلفظه إلى مزبلة التاريخ إن كان جديرا حتى بأن يذكره التاريخ، ثم إلى قضاء أقضى القضاة أعدل العادلين في الآخرة حيث لا يضيع حق وإن لم يكن وراءه طالب.

 

صدقني يا أخي العزيز؛ لست معك في مقام التقريع ولا أنا بواعظ، فمثلك لا يحتاج إلى موعظتي، ولكنه لوْم خفيف، أملا في التنبّه واليقظة لنفسك، ولا أقول مراجعة الذات ومحاسبة النفس.. وكلنا خطاء… فقد استغربت حديثك عن رقيّ موظفي القنصلية التونسية في مدينة بون والمبالغة في إطرائهم. فإذا كانوا يستحقون الإطراء فذاك حقهم، ولكن هل سألت نفسك بصدقٍ عما إذا كانت تلك المعاملة الراقية يحظى بها غيرُك من التونسيين سواء من المعارضين أو حتى من المواطنين العاديين!

لا أظنك تستطيع الجواب بالإيجاب وأنت تعرف أن إخوانك -وأنا منهم- ترتعد فرائصهم لمجرد رؤية عَلم تونس يرفرف فوق مبنى سفارة من السفارات وخصوصا في البلدان العربية.

وإذا كان جوابك بالنفي، فاسألْ نفسك: لماذا أنت بالذات من دون الآخرين؟ فهل أن الخُلق الحضاري لم يتسم به هؤلاء إلا معك أنت؟ أم أن القوم يتربصون بك دائرة السوء والخنوع وقبول المذلة..مقابل جواز سفر هو في الأصل حق طبيعي لك بدون منة، وهو مقابل لم يقبل به غيرك من إخوانك الماسكين على الجمر حفظا لمبادئهم وكرامتهم ورفعة نفوسهم. فما بالك وأنت تنعم بنسيم الحرية في أرقى عواصم العالم!

فما الذي يجبرك على دفع هذا الثمن الباهظ ولا حاجة لك في تلك الثمرة الزهيدة.

 

صدقني لست من أنصار نظرية المؤامرة لأتوجس من الآخرين، ولكن التجارب التي مررنا بها خلال محنتنا الطويلة في غربتنا بين البلدان وتعامل النظام وأتباعه في كل مكان معنا علمتنا الكثير. وقد قال لي دبلماسي أردني ذات يوم: »لا يوجد سفير في العالم أو أي موظف في سفارة أن يتصرف في شيء دون أخذ الإذن من الداخل »، فاعمل حسابك أن هذا امتحان لك من الداخل، وما كان للطاقم الديبلوماسي التونسي الذي سارع ممثلا في سعادة القنصل العام ونائبه المحترم إلى استقبالك بواحد من المكاتب الرئيسة للمبنى أن يفعل ذلك باجتهادٍ منه إلا أن يكون قد تلقى سلفا إشارة بخصوصك من الداخل…

فأوْلى بك يا أخي أن تنتظر حتى يستقبل ذلك الطاقم الدبلوماسي إخوانك التونسيين مثلما استقبلك أنت بالترحاب والمعاملة الراقية لتطمئن إليهم.. فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية…

 

ومع هذا الشعور الذي خالجني بعد قراءة مقالك الأول (15 جانفي 2008) فإنني لم أجرؤ على كتابة شيء في شأنك، إلا بعد صدور مقالك الثاني (17 جانفي 2008 عن برنامج الاتجاه المعاكس) وبعد تردد وتلكؤ مني لحساسية الموقف بين إخوة الدرب الواحد.. فقد هالني حقيقةً تحاملك على الأخ الأستاذ محمد غلام نائب رئيس حزب الاصلاح والتنمية الموريتاني منذ الافتتاحية؛ بأنه صراع بين جناح قوي داخل أروقة السلطة التونسية وبين جناح غير راشد وغير محنك داخل التيار الاسلامي العربي والمغاربي.

فإذا كنت تقصد أن كلام الأخ محمد غلام شخصيا غير راشد لأنه يدافع عن الشعوب المسحوقة ويعتبر ما تعيشه البلدان العربية استدرارا وليس استقرارا… فراجع نفسك!

ودعوى أن د. خليل بن سعد وأمثاله يمثلون جناحا قويًّا داخل السلطة التونسية، هي مغالطة لا أظنك أنت نفسك تصدقها، فالسلطة التونسية نفسها قوية فعلا بهراوات البوليس وأدوات التعذيب، أما الدكتور خليل بن سعد وأمثاله من المثقفين الداعمين للسلطة، فهم مساكين يعتاشون بمقولة « الدنيا للواقف »، وبعضهم –وخصوصا من اليسار الانتهازي وهم قلة- استثمروا موجة الخلاف الإيديولوجي بدافع عداوتهم لهوية الشعب التونسي، أو تصفية حساباتهم مع خصم سياسي بتسخير قبضة السلطة…وليسوا أبدا جناحا قويا داخل السلطة، وهؤلاء جميعا يعرفون أنهم في مهب الريح، الصوْلةُ لغيرهم، ولا يعرفون متى تهب نسمة مؤامرة على أحدهم من داخل السلطة فتودي بهم، وما مثال حمّى الهمّامي ومحمد الشرفي عنا ببعيد… فلا جناح قوي داخل السلطة غير رؤوس وزارة الداخلية، ولا جناح قوي داخل القصر غير رؤوس عائلة الطرابلسي (وليس جميع من يحمل لقب الطرابلسي).

 

وأما إذا كنت تعني أن التيار الإسلامي في تونس والوطن العربي غير راشد وغير محنك، وأن النظام السياسي في تونس والوطن العربي هو الراشد والمحنك.. فأقول لك: يكفي هذا التيار غير المحنك شرفا أنه يدافع عن كرامتك وكرامة شعبك، ولذلك كنتَ تعتز بالانتماء إليه قبل بضع سنوات. ويكفي الأنظمة في تونس والبلدان العربية عارا لشراستها في قهر شعوبها وسلب حقوقها وثرواتها. وهذا بالضبط ما قاله الأخ محمد غلام في برنامج الاتجاه المعاكس وقد شاهدتُه مثل ملايين العرب، ولم أر في الرجل إلا روح المسؤولية والشعور بالحُرقة لما يصيب شعوب المنطقة من سحق وظلم وتنكيل، وقد كان كلامُه واضحا في دعوة الحكام إلى إتاحة هامش من الحرية لشعوبهم، فإن لم يكن، فعلى الشعوب أن تضغط بالوسائل السلمية لاسترجاع حقوقها، فإن لم تتمكن الشعوب من ذلك بالمعارضة السلمية وانهزمت أما جيوش الحكام المدججة بأحدث أسلحة تفريق المسيرات، فقد دعا الرجل من فيهم بذرة الوطنية من ضباط الجيش إلى إزاحة أولئك الحكام وفتح مجال الانتخابات، لأنه إن لم يحصل شيء من ذلك (والكلام له) فإنه لا يمكن أن نأمن نتائج ثورات الشعوب المقهورة وانفلاتها، وما مثال كينيا عنا ببعيد بعد تزوير نتائج  انتخاباتهم…فكلام محمد غلام واضحٌ.

 

هذا ما قاله الرجل، فلماذا التركيز فقط على دعوته ضباط الجيش إلى الانقلاب دون ذكر المراحل المتدرجة التي دعته لقول ذلك! فقد اكتفيتَ بالقول: « …إننا نرفض اطلاقا وتأكيدا المنطق الذي تحدث به الأستاذ محمد غلام نائب رئيس حزب الاصلاح والتنمية الموريتاني والذي دعى من خلاله الجيوش وقادة الأمن للاطاحة بالحكومات العربية القائمة من أجل ارساء حالة موريتانية انتقالية في المنطقة العربية …!!!

 

ألا ترى أن في نقلك لكلام الرجل اجتزاءً متحاملا عليه، وانحيازا لمحاوره الذي لم تذكر عما قاله شيئا، بل لم تذكر حتى اسمَه. فلماذا لم تعلق على كلام الدكتور خليل بن سعد عضو التجمع الذي أطنب في امتداح حزبه والأحزاب العربية الحاكمة التي قال عنها إن أنصارها بالملايين ولا تحتاج أبدا إلى تزوير الانتخابات. لماذا لم تقل شيئا عن ذلك؟ فهل أن الحديث عن تزوير الانتخابات في البلدان العربية كذبة؟

وهل أن ما قاله عن نعيم الحريات في تونس وعن قوة المؤسسات المدنية وتطوّر المجتمع المدني وحرية القضاء…صحيح؟ فلماذا لم تعلق عليه بشيء كما علقت على محمد غلام؟

 

وهل صحيح ما ادّعاه من أن الحزب الحاكم يقوم بنشاط راق في التأطير السياسي والثقافي؟ فهل يوجد في قاموس التجمع الحاكم غير فرض الانتماء بصنوف الترغيب والترهيب؟

 

وقولُكَ: « الدفاع عن العمل الانقلابي ومحاولة الترويج له على أساس أنه هو المخرج والحل لمنطقتنا وشعوبنا في مواجهة حالة التعثر في موضوع التنمية السياسية ليس الا لخبطة فكرية وذهنية لم تتعظ من تاريخ التجارب الانقلابية عبر افريقيا ومصر واليمن والعراق وغيرها من التجارب العربية أو تجارب شعوب أمريكا اللاتينية » 

كلامك هذا -فضلاً عما فيه من تضخيم ومبالغة لمنطق الانقلاب الذي لم يكن مدار حديث الرجل- فإنك لم تذكر فيه التجربة الانقلابية في بلادك، فهل أن تلك البلدان التي ذكرتها وحدها قد نُكبت بسبب الانقلابات؟ أليست تونس أيضا منكوبة بسبب انقلاب بن علي على بورقيبة؟ ألم يكن انقلاب 7نوفمبر منعرجا نقل تونس من عهد المرحوم بورقيبة السيئ إلى عهد بن علي الأسوأ؟ ألم يأت بورقيبة ببن علي من الثكنة لإحكام قبضته على الشعب بعد ثورة الخبز 1984؟ فهل نعمنا بالحرية والكرامة بعد انقلاب 7 نوفمبر أم ازداد حالُنا سوءً؟.. كن صادقا مع نفسك ولك الجواب.

 

ثم إن قولك: »ان بلدا مثل تونس بما ينعم به من ثروات بشرية وطاقات فكرية وسياسية ومجتمع مدني نشيط وحزب حاكم عريق التجارب السياسية لا يمكن أن تقبل بوكلاء بالنيابة عن مفكريها أو قادة أحزابها الشرعية أو المحظورة من أجل أن يدافعوا عن سجنائنا أو عن الحريات وحقوق الانسان بطريقة مشوهة وخطابية تنتهج البلاغة والتفتيش عن الأرقام كسبيل لاقناعنا بسبيل الانقلاب لاستحداث اصلاحات سياسية بطريق القوة ومسلك العنف !!! »

أليس فيه بعض المغالطات؟ صحيح أن تونس فيها ثروات بشرية وطاقات فكرية، ولكن هل هي طاقات حرة وكريمة؟ أم نقنع بما قاله عنا الرئيس الفرنسي السابق « جاك شيراك » : « يكفي الشعب التونسي أنه يأكل ويعيش »، فأبقار تونس وأغنامها وقططها وكلابها وحتى حشراتها أيضا تأكل وتعيش…

ومن هي الطاقات السياسية التي تتحدث عنها؟ وهل هي في السلطة أم خارجها؟

وهل في تونس مجتمع مدني نشيط غير المؤسسات التجمعية الموجَّهة؟

 

إذا كنت لا تثق بالمعارضة الإسلامية -وهذا حقك- فاسألْ المعارضة العلمانية ستجيبك، أو عد لما قاله الدكتور المنصف المرزوقي في الحلقة السابقة من الاتجاه المعاكس عن المجتمع المدني في تونس، فهو رجل مثقف ومفكر علماني ليس بإسلامي ولكنه صادق مع نفسه ولا يحابي ولا يداهن.

 

أما الحزب الحاكم في تونس عريق التجارب السياسية الذي تتحدث عنه فعمره الآن عشرون عاما من الظلم والقهر وليس له من تجربة غير ذلك، فحزب بورقيبة الذي كان قائما على شرعية تاريخية أذلنا بها ثلاثة عقود قد مات بموت بورقيبة، وانظر عدد أنصاره الذين ظلوا أوفياء له بعد خروجه من القصر. وحزب التجمع الذي قام على شرعية « لا ظلم بعد اليوم » و »لا مجال لرئاسةٍ مدى الحياة ».. -وصدّقناه يومها تغليبا لحسن النوايا-.. لم يكن له من إنجاز غير التنكب لشعاراته التي فتح بها باب الجثوم على صدورنا. وسنرى كم سيكون لبن علي من نصير بعد انتقاله إلى رحمة الله، وماذا سيقول عنه أقرب المقرَّبين له بعد رحيله.. والأيام بيننا.

 

ومع أنني لا أضع نظارة سوداء لرؤية الواقع، فمن حقي مخالفتك في إطرائك لمواطن الخير والانجاز في التجربة السياسية التونسية -وهي كثيرة جدا- مع النضال من أجل تحسين التجربة على الصعيد الحقوقي والسياسي.. لأنه لا قيمة للإنجازات الاستعراضية إذا كانت تُقام على جماجم الشعوب وعلى حساب حرياتهم وكرامتهم وحقوقهم السياسية، وتُورثهم المهانة والخوف والاستكانة لأجيال قادمة وتقتل فيهم مواهب النهضة والإبداع. فقد ترك الاتحاد السوفياتي إنجازات هائلة لا تساوي إنجازات بن علي أمامها شيئا، في مختلف المجالات من الصناعة ومظاهر القوة إلى مجال غزو الفضاء…ومع كل ذلك فإنه لمّا انهار لم يأسف عليه إلا قلة من الذين كانوا متمعشين من وجوده، لأنه كرس الاستبداد وأشاع المظالم وسفك الدماء ووأد الحريات…

 

وإذا كنت يا أخي غير مقتنع بسبيل الانقلاب لاستحداث إصلاحات سياسية بطريق القوة ومسلك العنف من قبل المعارضة (ولا نختلف معك في هذه القناعة)، فكيف تريد المعارضة في المقابل أن ترضى بممارسة القوة والعنف تجاهها من قبل السلطة؟

فالعنف هو العنف والإرعاب هو الإرعاب (ولا أقول الإرهاب) مهما كان مصدره، سلطة أو معارضة. أليس هذا الحق والمنطق الذي كان ينبغي أن تقتنع به بلا تحيّز؟

 

ثم إذا كان يضيرك تدخل الغرباء أمثال  محمد غلام في شأن بلادنا ليدافعوا عن سجنائنا وحرياتنا وحقوقنا، ألم يكن أوْلى أن تسأل نفسك أوّلاً: لماذا لدينا سجناء سياسيون؟ ولماذا ليس لدينا حريات؟ وأين ذهبت حقوقنا؟

فلو كانت لنا تلك الحقوق لما تجرّأ أحدٌ أن يذكر حكامَنا بسوء، ولمَا كنّا مضغة على ألسنة الآخرين وطرفا يرقّ لحالنا ويدافع عنا الغير، حتى من بلدانٍ أكثر منا فقرا وتخلفًا.

 

كما أن قولك: « تحية وطنية صادقة الى أبناء تونس الأبرار المتعالين عن الجراح وتحية الى رجالات تونس ونسائها الأوفياء لكلمة « لا ظلم بعد اليوم » التي كانت أبرز عنوان في بيان سبعة نوفمبر الأول وأبرز مضمون سياسي تجدد معه الأمل تونسيا في خطاب الذكرى العشرين.

فيه إغراب -أرجو أن لا يكون مقصودا- وتعريض مجهول الضمير.

فمَنْ الوفيّ لكلمة « لا ظلم بعد اليوم »؟ هل هو من قالها واعتلى بها العرش؟ أم من سمعها وصدّقها فرزح تحت أغلالها؟ كلنا مع هذه الكلمة نريدها، وكثيرون عُذّبوا وسُجنوا أو تشردوا.. وبعضنا ماتوا من أجلها، وأحسب أن وجودك في المنفى كان لأجلها. فمن تنكّر لهذه الكلمة غير من قالها؟

 

فحذار يا أخي العزيز!، إن أرواح الذين ماتوا تحت التعذيب وفي السجون وضحايا الأمراض المزمنة..تسمعك وستذكرك عند باريها. ودموع بنات المرحوم أحمد بوعزيزي لم تجف بعد، فاتق الله.

 

وإذا كنت لا تزال تعلق آمالا على تجدد ذكرى خطاب « لا ظلم بعد اليوم » بعد تكرارها للعام العشرين. فأخشى عليك أن تبقى تنتظر سنوات قد تطول بتطاول عمر صاحبها، لا قدّر الله، وآمل من كل قلبي أن لا يكون ذلك بانقلاب، لكي لا يعيد التاريخ نفسه.

 

أما قولك عن الأخ محمد غلام أنه دافع بشراسة وحماسة عن تجربة حركة النهضة التونسية وزعيمها الذي أطنب في مدحه واطرائه الى حد التقديس والتبرك…! ففيه مبالغة فادحة؛ أولا لأنه لم يتحدث عن تجربة حركة النهضة أصلا، ومنشط البرنامج د. فيصل القاسم لم يسمح له بالحديث عن تونس وطلب منه الحديث عن عموم الوطن العربي عموما، رغم أن محاوره د. خليل بن سعد قد استدرجه بامتداح التجربة السياسية التونسية. فلم يكن هناك حديث عن تجربة حركة النهضة بالذات.

 

أما الشيخ راشد الغنوشي فقد امتدحه محمد غلام فعلاً في حديثه، وقال عنه أنه مفكر راقي وأنه عارٌ على تونس تشريده لتستضيفه بريطانيا. ولكنه لم يطنب في مدحه وإطرائه إلى حد التقديس كما تدّعي يا أخي مرسل. ولو اعتبرنا أن ما قاله فيه يصل حد التقديس، لكان اعتبار قولك أنت لبن علي هو التقديسَ عينه، في تأكيدك على إلحاحية التدخل السياسي السامي من قبل الجهات العليا بالبلاد التونسية قصد رفع القيود عن كافة مواطنينا المقيمين بالخارج.

فمنذ متى كان التونسيون يخاطبون رؤساءهم بالسموّ، فالسمو لله وحده على كافة خلقه. وقد كنا ننفر من وسائل الإعلام الخليجية لحديثها عن سمو الأمير وسمو الملك.. ولم نسمع تونسيًَا واحدًا يتحدث عن سموّ الرئيس، ولا حتى المذيع محمد رؤوف يعيش في زمن المرحوم بورقيبة.

 

وإلى متى سنظل نستجدي لفت انتباه الجهات العليا بالبلاد التونسية ونسترحمها يا أخي، فقد استجداها المعارضون في الداخل عشرين سنة كاملة، واستظرفها الدكتور الحامدي ومن والاه لسنوات، وأخيرا استلطفها الخط الرمادي الذي  سخط من السواد الحالك ولم يرض البياض الناصع…كل ذلك بلا طائل…فلماذا نلوم من ينتظرون خروج المهدي المنتظر من الكهف لعدة قرون إذن..فلْنقتدِ بهم، فننطوي على أنفسنا في كهف الحياة ولو كان خاليًا تماما من نور الحرية والكرامة، ونلعن الدنيا أملاً في الآخرة…

 

اتق الله يا أخي فإن للحق ربٌّ يحميه، ولن يحتمي أحدٌ ممن حادوا عن الحق والعدل وظلموا الناس يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون والعاقبة للمتقين، فاتق الله.

 

وإذا كنت أخي تعبتَ من الغربة وطالت عليك المحنة، فإننا كلنا كذلك، نموت كمدًا على فراق الأهل والاشتياق لمواطن الصبا، وليس ذلك خيارُنا وما باليد حيلة، وليس الانهزام للظلم والظالمين، والتنكر للحق وأهله بالحل السوي الذي يعيدنا إلى أوطاننا.

 

وإذا كنت قد اخترت نهائيا الحياد عن الوسط، والانحياز إلى الدنيا مع الواقف، فليكنْ ذلك بهدوء وصمت مثل الكثيرين الذين استقالوا من الحركة بصمت، وتركوا النضال بصمت، ومنهم من التحقوا بصفوف الموالاة بصمت، عملا بـ « إن عصيتم فاستتروا ».. فلم يسمع بهم أحد ولم يذكرهم أحدٌ بسوء.

فالتاريخ لا يرحم،

ويبقى أملنا في أن الله يرحم..

 

وأخيرا، عذرًا يا أخي العزيز مرسل على ما قد يبدو لك تطاولا، وهو في رأيي صراحة، وكثيرا ما تكون الصراحة مرة، فالذي يجاملك قد يخدعك. وإنني والله ليعتصرني الألم أن أضطر إلى كتابة هذا المقال، وما جرّأني على الكتابة في الشأن السياسي التونسي -بعد انقطاعي لثلاث سنوات- إلا الكمد على رؤية فرسان يترجلون إلى المقابر، وفرسان يتساقطون في طريق النضال، ولولا أنني كنت ولا أزال أحسبك فارسا، ما كتبتُ فيك حرفا..

 

والله تعالى يبلونا بالخير والشر فتنة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد..


 

مصافحة وفاء للمظلوم ويد متواصلة بالخير من أجل مصلحة تونس تعقيبا على مقال الأخ محمد البشير بوعلي

 

 
مرسل الكسيبي*
 
قرأت في تمعن ماكتبه الأخ العزيز محمد البشير بوعلي بشأن كتاباتي الأخيرة حول برنامج الاتجاه المعاكس وموضوع رسالة أخرى تعلق مضمونها بزيارتي للقنصلية التونسية قصد المطالبة بحق عائلي ودستوري في جوازات سفر تونسية , وأردت أن أحييه بالمناسبة على صدق نبرته النقدية وحرصه على بيان وجه الخطأ أو الزلل في ماأكتبه أو أدلي به من مواقف واراء لم أدع لها العصمة أو الاكتمال , بل أؤكد مجددا على أنها محاولة متجددة لاحداث حراك فكري وسياسي يهدف الى اثارة نقاش وطني يرتفع بنا الى مقام وضع بلادنا ومنطقتنا على طريق النماء والاصلاح الدائمين . لقد حرصت من خلال نشري لمضمون مقال الأستاذ محمد البشير بوعلي على صفحات الوسط التونسية على الفصل بين ارائي الشخصية وبين المسار التحريري الذي تتوخاه الوسط من أجل التأسيس لاعلام واعي وراقي في بلدنا العزيز تونس , وهو مايعني أن نقده اللاذع لي لايفسد ابدا للود والأخوة قضية , طالما أنه هدف الى النصح والبيان في قضايا ذات منزع فكري وسياسي بالأساس . أزعجتني ربما بعض كلماته التي تمنيت فيها على الأستاذ بوعلي عدم تشخيص الأزمة التونسية , اذ أنني على يقين بأن الاشكال السياسي والحقوقي في تونس ذي علاقة بنخبة كاملة البعض منها يوجد داخل السلطة والبعض الاخر يضع أقدامه بمرونة أو ثبات في الصف المعارض , وهو مايعني أن تحميل المسؤولية في كل مايقع على الصعيد الحقوقي والسياسي للرئيس بن علي هو ضرب من ضروب مجانبة ومجافاة الحقيقة . ان الأزمة التونسية في موضوعاتها السياسية ورواسبها الحقوقية الثقيلة تعد في تقديري أزمة مشتركة بين من يضع رجليه في السلطة وبين من يرفض النضال بمبدئية من أجل حقوق وطنية وانسانية كاملة للجميع , وهو مايعني أن اعفاء الوسط المعارض من مسؤوليات الاقصاء والاستئصال يعد ضربا من ضروب الوهم والخيال  . لقد كتبت في مرات عدة وفي اطار مراجعة تقييمية شاملة لاداء حركة النهضة التونسية وكثير من الحركات الاسلامية المشابهة بأن ثمة موضوعات أو قضايا لابد أن ينظر اليه بكثير من الاتزان بعيدا عن الرغبة في تصفية الحسابات أو تحويل الصراع السياسي بين الأحزاب والمجموعات الى استهداف لأعلى هرم السلطة , وهو ماجعلني أختار وعن قناعة راسخة وبعد تفكير استمر لسنوات موقف الاحترام الأدبي والمعنوي لأعلى مؤسسة سيادية وهي مؤسسة رئاسة الجمهورية . لاشك بأننا أمام تجربة بشرية تسعى الى النماء والتطوير والى ضبط أمن البلاد والعباد وسط تحديات أمنية اقليمية ودولية كبيرة , ولاشك ان الاخلالات الحقوقية والسياسية موجودة وهي كثيرة وهي محل تغطيتنا المستمرة على منبر صحيفة الوسط التونسية والعديد من المنابر الاعلامية العربية والدولية , غير أننا عزمنا منذ فترة طويلة على تجاوز الفرجوية ومنطق التفكير بالنيابة عنا وعن الاخرين من قبل بعض الزعامات الحزبية التي تتنعم باقاماتها المريحة في كبريات العواصم الغربية في حين يقبع البعض من شباب تونس ورجالاتها في السجون والمعتقلات من جراء مامارسه بعضها من منطق الشحن والتحريض . واذا كان هذا لايعفي السلطة اطلاقا من مسؤولية احترام حقوق الانسان وترسيخ الحريات وعدم التردد في الدفع بقاطرة الاصلاح , فان الطرف الاخر بالمقابل وهو المعارضة ليس معفيا من تجاوز ماوصفته بالحلول التقليدية التي تستند الى تصعيد الأزمة والقاء مالذ وطاب من الخطابات والتصريحات التي لن تزيد الا من تعميق حالة الانقسام السياسي والاجتماعي وهو مانراه ماثلا اليوم في تطورات الأزمة الكينية أو أزمات بلدان افريقية وعربية أخرى- لبنان والعراق والسودان كأمثلة – . لقد اخترت مع أصدقاء شرفاء ومناضلين لفظ الوسط كلافتة فكرية وسياسية قبل حوالي سنتين من اجل لفت النظر الى منطق سياسي وفكري جديد لابد ان يسود أوساطنا الوطنية , وهو مايعني أنني امتلكت شخصيا من الشجاعة – وبفضل من الله – ماخولني الجهر بالكثير من المواقف التي يخفيها البعض داخل قمقمه الحزبي مخافة سطوة القيادة أو تهيبا من الخطاب الشعبوي الذي يمارسه البعض من القادة الذين لاهم لهم الا الزحف باتجاه هرم السلطة حتى ولو كان ذلك على ظهور من أثخنتهم الجراح والام سنوات من الجمر . في تواضع جم لم يحد كاتب هذه الرؤية وعبر مئات المقالات والتقارير والتحليلات عن التوسط في النهج أو الرغبة في ملامسة المشهد الوطني بكثير من الصدق والموضوعية , غير أن مصلحة الوطن ومقتضيات العمل السياسي الهادئ والبحث عن المساحات الجامعة والمشتركة بين ابناء الوطن الواحد …, كل ذلك جعلني أختار وعن قناعة الاقتراب كثيرا من المعارضة كما الاقتراب الصادق من وجوه الاعتدال والاصلاح والخير والبناء داخل السلطة . وحينئذ فان ماكتبته ليس خروجا عن الصف المعارض أو تشويشا عليه او رغبة في التشكيك في مواقف كثير من مناضليه الصادقين , وانما هو أيضا بحث عن الحقيقة ومواطن الخير لدى الطرف الاخر وهو السلطة التي حاول البعض من المعارضين وضعها في مواضع السخرية والاتهام غير اللائقين بمن ينشد التطوير والاصلاح على الصعيد الوطني . ان حل الأزمة في بعدها الحقوقي والسياسي تونسيا لن يكون صناعة معارضة خالصة بل انه سيمر حتما عبر هياكل الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة القوية وعلى رأسها المؤسسة الرئاسية والمؤسسة الأمنية اللتان يستهين بهما البعض متناسيا دورهما التاريخي في صناعة الحدث وضبط الايقاع السياسي في أهم مفاصل تاريخ تونس الحديثة . من هذا المنطلق اخترنا وعن قناعة اعادة النظر في تجربتنا السياسية السابقة ليس تنكرا للشهداء أو السجناء او المنفيين أو المناضلين في صفوف المعارضة الوطنية الشريفة بل من منطلق التاسيس لتجربة جديدة تهدف الى نزع فتيل الأزمة وتطويق تداعياتها من خلال التـاسيس لصفحة علاقات طبيعية وتعاونية بين مختلف مكونات الطيف السياسي سواء تواجدوا داخل السلطة أو داخل الصف المعارض , وهو مايعني أن اذابة الجليد وكسر الجمود وربط الجسور والعلاقات بين الضفتين من اجل مصلحة تونس وشعبها سيكون واحدة من مهماتنا الصعبة التي امل أن يفهمها كل من انتقدنا أو سينتقدنا في القادم من الأيام . وأخيرا الشكر والتقدير للأخ العزيز والصادق محمد البشير بوعلي والى كل من اختار أسلوب الحوار الهادف بعيدا عن منطق التخوين والاتهام .
 
(*) كاتب واعلامي تونسي:  رئيس تحرير « صحيفة الوسط التونسية »  reporteur2005@yahoo.de   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – المانيا) بتاريخ 21 جانفي 2008)
 


الى السيد مرسل الكسيبي 
 

الرجاء منك كلمة في سفارة تونس بسويسرا

 

لاجئ تونسي في سويسرا:
جلب انتباهي المقال الذي كتبه السيد مرسل الكسيبي حول السفارة التونسية بالمانيا حيث كشف لنا المعاملات الحضارية الراقية لهذه السفارة للمواطنين التونسيين بالمانيا لكن سوء حظي جعلني اقطن واقدم اللجوء  بعيدا عن السيد الكسيبي بحوالي 400 كم وفي بلد اخر مجاور لالمانيا  وهو سويسرا .   ففي سفارة تونس بسويسرا يا سي  مرسل الأمر عكس ونقيض ما تتحدث به عن المانيا , ورجائي منك ان تخط لنا كلمات في هذه السفارة بقلمك الجميل وتبرز  للجميع وعلى راسهم السلطة حقيقة ما يجري في سويسرا ولك جزيل الشكر   سيدي في سفارة تونس بسويسرا هناك من المواطنين من ينتظر جواز سفره اكثر من سنة وانا وعائلتي منهم , ولا امل لنا في الحصول عليه خصوصا وان هذه السفارة من دون سفير والفاتق الناطق فيها هو الملحق الأمني او الملحقين الأمنيين ففي سويسرا وفي سفارة واحدة عندنا ملحقين امنين لتسهيل خدمات المواطنين بالطبع لا لشيء آخر.   كان ملحق واحد وسفير لم نعرف التعطيلات اما والأمر احيل الى ملحقين فالحصول على جواز سفر او تجديد جواز سفر اصبح  يتطلب شهورا وشهورا قد تتجاوز السنة وحال الإنتظار هذه تنطبق على من كان في النهضة او من غيرهم   فالسيد الملحق الأمني عندما تقول له ان تعليمات الرئيس تقول بتسهيل الحصول على جواز السفر والعودة لكل التونسيين يجيبك الملحق الأمني « الرئيس يحكم في تونس وانا احكم هنا  » وفي بعض الحالات لا يتردد في إسماعك بعض الكلمات التي لا يمكن ان نكتبها احتراما للقارئ.   واذا اردت ان تتخلى عن اللجوء السياسي وتحصل على جواز سفر تونسي أي تسوي وضعيتك  يقول لك  » احنا ما صدقنا ارتحنا من وجوهكم في البلاد لاش راجعين تونس ما تحبكم ترجعولها  »   واذا استفسرت عن سبب التاخير يقول لك  » اذا ما عجبك الأمر روح اشكي  » او  يقول لك  » ملفك معبي  يحب وقت حتى نظفوه » ولا تستغرب ان يطلب من بعض من يقصد السفارة ان يعطيه هدية حتى لا نقول رشوة . ان لم تسارع انت بها .   فهناك العديد ممن ينتظرون جوازات سفرهم التي مر عليها اكثر من نصف سنة والبعض سنة او تزيد.  وكل من يتحصل على جواز سفره يرى ان الفرق كبير بين تاريخ انجاز جواز السفر وتاريخ تسليمه للمواطن يصل أحيانا الى أكثر من 3 أشهر.      لذلك بعض مطالب جوازات السفر  وتسوية الوضعيات او تجديد جوازات السفر للكبار والصغار مر على البعض منها اكثر من سنة.   فالرجاء منك سيد مرسل ان توجه خطابا للسلط حتى تنبهها لهذا الأمر. وانا والله اريد ان تعاملنا السفارة مثل ما تعاملك انت بالرغم اني بعيد عن النهضة منذ ان كنت في تونس , فانت محظوظ  ونحن مغلبون على أمرنا – من يريد العودة – بين شماتة أبناء النهضة الذين يقولون لنا  « هذه السفارة التي تتحدثون عنها  وترتمون في أحضانها « , وبين المسؤول الأمني بالسفارة الذي يقول  » انا احكم وتونس ما تحبش تشوف وجوه جماعة النهضة ».   فهذا حالنا في سويسرا يختلف عن حالكم في المانيا بالرغم من أننا كلنا توانسة. الرجاء منك لفتة لهذا الأمر. والسلام لاجئ تونسي في سويسرا

 


 

 تونس في 17 جانفي 2008 الإتحاد العام التونسي للشغل قطاع التعليم الثانوي شكوى الأخ الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل   تحية نقابية

الموضوع : شكوى من تصرفات الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي.

 
     إني الممضي أسفله رضوان المقراني كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسيدي  حسين أحيطكم علما بما يلي : توجهت يوم  الخميس 17جانفي 2008 إلى مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي بعد إنجاز الإضراب القطاعي حيث يوجد بعض أعضاء النقابة العامة و النقابة الجهوية و النقابات الأساسية لتبادل و تلقي الإعلام. وعند تدخلي أشرت إلى أنني لم أتحصل على تراتيب الإضراب مما أثر في نسبة الإضراب بسيدي حسين، فما راعني إلا وقوف الأخ الكاتب العام صارخا « يا وبش يا حقير يا تافه من وقتاش وليت مناضل … نعلبوك وبو والديك  » و توجه نحوي للاعتداء علي لولا تدخل الأخوين نجيب السلامي و  زهير المغزاوي عضوي النقابة العامة . و عند هذا الحد انسحبت وسط سخط الحاضرين الذين عبروا عن تعاطفهم معي و أذكر منهم الإخوة : –         نجيب السلامي  عضو النقابة العامة –         زهير المغزاوي  عضو النقابة العامة –         الطيب بوعائشة عضو النقابة العامة –         روضة الحمروني عضو الإتحاد الجهوي –         الطايع الهراغي  عضو النقابة الجهوية –         حمدة الدرويش عضو النقابة الأساسية بالمرسى –         عبدالحميد الهمامي كاتب عام النقابة الأساسية بالحرايرية –         انتصار السعدي عضو النقابة الأساسية بالحرايرية –         خالد الحرابي عضو النقابة الأساسية بالحرايرية –         حسن المدوري عضو النقابة الأساسية بتونس المدينة –         معز بن ثابت مناضل بالقطاع وغيرهم كثر لا أستحضرهم نظرا للحالة النفسية السيئة التي كنت عليها. الأخ الأمين العام أرفع إليكم هذه الشكوى آملا إنصافي و رد اعتباري و لكم سديد النظر. و السلام رضوان المقراني   المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 130 ليوم 21 جانفي 2008                                         Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/                                                   http://groups.google.com/group/democratie_s_p/


تونس في 15 جانفي 2008 

النقابي التابع

 

بشير الحامدي

التبعية ليست حالة تنعت بها الدول والسّلط والأنظمة أو بعض المثقفين والأحزاب والجمعيات فقط.التبعية هذه الصفة الحقيرة بكل المعايير أصبحت تنطبق اليوم أيضا على النقابي.

فمن هو النقابي التابع؟

النقابي التابع أصناف وأشهر هذه الأصناف النقابي التابع من الصنف الأول

النقابي التابع من الصنف الأول عادة ما يبدأ حياته النقابية بالتسلّق فيتسلّق هياكل المنظمة النقابية التي ينخرط فيها هيكلا هيكلا من الأسفل إلى الأعلى. وطيلة هذه المسيرة يتقلّب ويتلون ويتنقّل من موقف إلى موقف ولابد له أن يدوس على كل شيء ليبدأ رحلة تحقيق حلمه في أن يكون تابعا.لذلك تراه منذ يومه الأول في العمل يعمل على أن تكون علاقته علاقة تبعية بمشغله وبدفتر شيكات مشغله. تبعيته تجعله يكون عيون مشغله على رفاقه في العمل ولأن له عيون ولأنه يحوز ثقة مشغله يبدأ في الصعود في سلم المسؤوليات النقابية. ولأنه انتهازي من الدرجة الأولى وله عين ثاقبة يتسلق النقابي التابع سلّم الترقيات المهنية في سنوات قليلة فتمتلئ قفّته وجيوبه ويصبح له منزل وسيارة خاصة ودفتر شيكات وبدلات عديدة وربطات عنق. وبهذه الامتيازات يتمكن النقابي التابع من أن يصبح إمّا كاتبا عاما في جهة أو في قطاع أو عضوا على الأقل في واحد من هذين الهيكلين النقابيين.وعندما يصل النقابي التابع هذه المرحلة يحين وقت تفرغه للعمل النقابي فيصبح متفرغا.

النقابي التابع من الصنف الأول عندما يصبح متفرغا للعمل النقابي يقتدي بمشغله وأول ما يقوم به هو أنه يحوّل مكتب النقابة التي ينتمي إليها إلى مكتب خاص به فيه يلتقي بأصدقائه التابعين والأقل درجة في التبعية منه يحتسي معهم القهوة ويستعمل الهاتف لقضاء شؤونه ويخطط للمؤتمرات النقابية وكيف عليه أن يظمن أغلبية الأصوات التي تمكنه من أن يرتقي إلى عضوية المكتب التنفيذي هذا المنصب الذي يدرّ امتيازات مالية كبيرة.و ينجح النقابي التابع في ذلك و يصبح أخيرا الكاتب العام للمنظمة النقابية أو رئيسها أو أحد أعضاء مكتبها التنفيذي. لا يهم المهم أنّه في القيادة.

النقابي التابع من الصنف الأول وفي هذه المرحلة من عمر تبعيته يكون قد استكمل مسيرة القطيعة مع القاعدة النقابية ومع النضال النقابي فتكبر به علّته ويتصور أنّ له شأنا وأنّ له مواقف وأنه أصبح شخصية وطنية وعليه بالتالي أن يؤسس لمجده الشخصي.

كيف يؤسس النقابي التابع من الصنف الأول لمجده الشخصي؟

الخطوة الأولى هو أن يعمل على اختزال المنظمة النقابية في شخصه ويقنع زبانية الجهاز الذي يرأسه بهذه الخطوة.النقابي التابع من الصنف الأول لن يجد من يعارضه من أعضاده فكلهم مرضى مثله بانفصام الشخصية.

عندما يختزل المنظمة النقابية في شخصه يعمد النقابي التابع من الصنف الأول إلى وضع كل المسؤوليات بين يديه أليس هو المسؤول الأول ! فيفاوض الأعراف والحكومة باسم المنظمة ويتصرف في ماليتها كما يريد ويبيع أملاكها أو يسوغها كما يشاء. ويحور قوانينها وينسف كل نفس ديمقراطي داخلها يقرب هذا طورا ويبعده طورا آخر باختصار يصبح متصرفا أوحد في هذه المنظمة وطبعا النقابي التابع من الصنف الأول لا ينسى بالمرة تابعيه فهو « يحكم » بهم ويعرف أنه لا يمكن له النجاح إن لم يغدق على تابعيه بعضا من نعمة يعرف كيف يقدمها ومتى يقدمها لهم ونعم النقابي التابع من الصنف الأول على تابعيه متنوعة ويقال أنها بالملايين!

الخطوة الثانية هي أن يرتّب أمر حراسة النظام النقابي ترتيبا يضمن له البقاء في المنظمة النقابية مدى الحياة فيكمّم الأفواه ويقنّن الوشاية ويجرّم هذا ويتّهم ذاك ويعاقب من يريد. وعقوبات النقابي التابع من الصنف الأول أصناف فهي التجريد و التجميد والتوقيف وتأجيل التنفيذ وفيها أيضا عدم سماع الدعوى للذين يلتزمون بالطاعة ويعلنون توبتهم. محاكمه لا تعترف بالحق في الدفاع ولا تستند إلى فصول وقوانين مكتوبة أو حتي متفق عليها في المنظمة محاكمه تنتصب كلما أراد هو وتحكم بأحكامه.أليس هو المسؤول الأول!

الخطوة الثالثة أن يحرص دائما على أن يكون مشاركا. هذه هي مبادئه. إنه بمثابة حارس المؤسسة هاجسه الأول والأخير رقي المؤسسة وهوايته الإمضاء على تسريح العمال لا يهمّه الحق النقابي ولا الحقّ في العمل. لكن الحقّ الحقّ أنه في عديد المرات يتدخل ليشغل بعض معارفه أو من لهم صلة ببعض زبانيته وهو في هذا الباب إن وعد وفى.

الخطوة الرابعة هي أنه عليه أن يكون مطيعا وديعا لرؤسائه ومنفذا لكل تعليماتهم وعليه أن يبرهن دائما أنه متمسك بهذه المبادئ ولا يتوانى في أدائها على أحسن وجه.

هكذا يؤسس النقابي التابع من الصنف الأول لمجده الشخصي و يتناسى أو ينسى دائما أنّ كل من سبقوه ومن اللذين كانوا على شاكلته وسعوا إلى مجدهم الشخصي على ظهر العمال خرجوا بلا مجد. لأن المجد للعمال وللشعب وليس للسماسرة والتابعين .

بشير الحامدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : كتابة هذا المقال عن النقابي التابع خطرت لي بعد قراءة مقال لسعدي يوسف في موقع الحوار المتمدن حول المثقف التابع وهو نفس المقال الذي ورد في العدد 5778 الأربعاء 2 جانفي  2008 بجريدة القدس العربي.

المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 127 ليوم 16 جانفي 2008

                                                        Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/

                                                          http://groups.google.com/group/democratie_s_p/

 


 

تونس في 14  جانفي 2008

 

الإتحاد العام التونسي للشغل

النقابة العامة للتعليم الثانوي

 

(ردا على علي بن نصيب)

 

عندما تتحول منابر وجهات النظر إلى منابر للقذف

 

    صدر بجريدة الصريح بتاريخ 25 ديسمبر2007 المناسب لليوم 36 إضراب الجوع، مقال في ركن وجهة نظر فيه تحامل على النقابة العامة للتعليم الثانوي تحت عنوان : « الإضرابات المتكررة في قطاع التربية : أزمة حوار أم أزمة توظيف سياسي ؟ « 

    وقد ارتأينا في النقابة العامة في البداية ألا نرد على مثل هدا النوع من المقالات ،ولكن لما تحول إلى تصريح رسمي من وزارة التربية وصار ، بتزكية مصالحها المركزية ومذكرات مديريها الجهويين ، بيانها الخاص في الرد ، بعد خرس طويل ،  على إضراب الجوع، صار لزاما علينا قي النقابة العامة التي تعودت ألا تتخفى وراء الأشباح والبيانات المجهولة ،أن ننير صاحب المقال وبعض أصحاب وجهات النظر من أمثاله وأن تنير خاصة الرأي العام .

     وننطلق من ملاحظة منهجية أساسية ,ندرسها لتلاميذنا مند حداثة تعليمهم وهي أن وجهة النظر تتسم في الأصل بالرصانة وهدوء العقل وعمق التفكير ولغة المحاججة وتنزع إلى الموضوعية ,وفي المقابل تنأى عن السباب والشتائم وكيل التهم وتبتعد عن الدس والغلواء والمغالطة . ونرى أن المقال المذكور أعلاه قد عبأ من الصفات الثانية ما طاب له واتخذ من مقاله منبرا لسباب المقاهي فأساء لنفسه وأساء من حيث لا يدري إلى جريدة الصريح . وسنحاول ضبط النفس عند نتتبع سقطات المقال ، على كثرتها ، على قاعدة الموضوعية والرصانة :

 

1)  لقد انطلق المقال من التعبير عن حيرته من لجوء نقابات التعليم الثانوي إلى الإضرابات .ولم يذكر عناوين هذه الإضرابات ،  إلا ما حلا له  وفق عقلية انتقائية ، ولم يحاول الإجابة عن حيرته تلك .وكان عليه أن يدرك أن وزارة التربية والتكوين لم تستجب لمطالب المدرسين ولم تمض 06 اتفاقات ، بتلك الكلفة التي ذكر إن صحت الأرقام، إلا بعد سلسلة من الإضرابات كان يمكن أن تتواصل لولا خروج ملف مطالب المدرسين عن دائرة القرار في وزارة التربية المتعنتة . وقد ألصق تهمة التوتر بالنقابة وجردها عن الوزارة رغم إقراره بأن النقابة هيكل يفترض أن مهمته الدفاع عن المطالب المهنية لمنخرطيه . وهو فعلا ما تحملته النقابة العامة للتعليم الثانوي عندما شنت الإضرابات بعد أن انسد أفق الحوار وبسببه تتعرض النقابة إلى حملة من الوزارة ومن بعضَ الأقلام الغريبة.

 

2)  عرض بعد دلك صاحب المقال عددا من الأسئلة إيهاما بالنزعة الحجاجية لمقاله، المتوفرة شكلا والغائبة أصلا، فتساءل عن الإضراب احتجاجا على تنظيم قمة المعلومات بتونس سنة 2005 ؟ فحرّف عنوان الإضراب عن قصد والحقيقة أنه كان احتجاجا في البداية على مشاركة مجرم الحرب شارون ثم تحول إلى احتجاج على مشاركة الوفد الصهيوني في القمة ودوسه تراب الوطن .

    ثم أردف ذلك بالسؤال عن علاقة هذا الإضراب بالمدرسة وبوضعية المدرسين ،وهو يعلم أن المدرسة التونسية أصبحت برامجها مرتعا للتطبيع (امتحان البكالوريا 2006 الذي تضمّن موضوعا لكاتب من غلاة الصهيونية، إيراد كتاب مدرسي فيه خارطة كتب عليها إسرائيل، وضع نصّ لمغنّ صهيوني ملفوظ من بلاده الأصلية الجزائر…) و ليدرك صاحب المقال أيضا أن المدرّسين في جميع بلدان العالم يشكلون ضمن فئات أخرى طليعة مجتمعهم وقد كان ذلك زمن التحرير وزمن البناء وسيظلون دائما منارة للروح الوطنية التي لا تذوي.   

    ويتساءل بعد ذلك في لهجة استنكار عن مسؤولية وزارة التربية في معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال حتى تعلن النقابة إضرابا تضامنيا. لماذا لم يطرح السؤال نفسه على الشعب الإسباني الذي نزل بالملايين تنديدا بمجزرة جنين، ولماذا لم يستغرب المظاهرات الحاشدة في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا والمغرب ومصر تضامنا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي ضد الغزو والاحتلال؟.

    إن التضامن أولى بنا نحن يا صاحب المقال لأننا ننتمي لنفس الشعب واكتوينا بنار الاحتلال واحتضنا المقاومة في الجزائر وفي فلسطين وشاركنا فيها بالرجال والسلاح وعرّفنا بها وجاء الأوان لينقل المدرّسون هذا الوعي إلى تلاميذنا الذين حرمتهم وزارة التربية من برامج تتعلق بالثورة الفلسطينية ظلت مدرجة على امتداد عقود ثم ذابت وحلت محلها محاور غريبة لا تبرير لها غير التأقلم.

    ثم ينتقل إلى السؤال عن « الجهد الذي بذلته النقابة لاكتشاف « … منحة استثمار عادية بمقتضى أمر… » فلم يذكر مقدار المنحة إذ جحد على 140 ألف مدرّس حقهم في جزء من الثروة الوطنية فمنّ عليهم بمقدار 78 مليارا (ولا نعرف من أين استقاه) وأخفى المليارين الذين أسندا إلى مستثمر واحد واعتبر ذلك أمرا عاديا. ثم لم يتساءل عن مدى حاجة المدرسة العمومية لهذه المنحة العادية وهي المدرسة الآيلة إلى التداعي والتدهور وبل والخراب.

3)  إنّ كلّ ما تقدّم من تساؤلات صاحب المقال هو تمهيد إلى جوهر الموضوع : وهو إضراب الجوع الذي أعلنه 3 أساتذة مطرودون تعسفا وتبنته النقابة العامة للتعليم الثانوي وكل هياكل الاتحاد (انظر بيان الهيئة الإدارية الوطنية ليوم 22 نوفمبر 2007 وبياني المكتب التنفيذي بتاريخ 25/12/2007 و28/12/2007 وبيانات القطاعات المنتمية للاتحاد). وفي هذا الجزء تبدو معلومات صاحب المقال، مهما تخفّى، مستقاة من مصدر وحيد وأوحد وهو وزارة التربية ردّدها دون تمحّص أو تساؤل وقدّمها تباعا إلى الرأي العام على أنّها حقائق بل وعمد إلى انتقائها بطريقة مشوّهة أكثر حتّى من تشويهات الوزارة.

    ليعلم صاحب المقال، أنّ النّقابة العامّة لم تعتبر يوما الأساتذة المعاونين « خطرا » على المهنة بل اعتبرت صيغة الانتداب هي الخطر. والدليل أنّها طالبت بإدماج جميع المعاونين، دون استثناء أو تمييز بين من انتدب ،على حد قول صاحب المقال ، بالوساطة أو بمحض الصدفة أو بالضغط والنضال ، كما طالبت بإنهاء هذه الصيغة المهينة في الانتداب، وذلك وعيا من النقابة أنّ قطاع التربية والتعليم قطاع حيوي واستراتيجي يعنى بمستقبل البلاد ولا يحتمل هشاشة الشغل والأوضاع الوقتية للعمل وحالة الإرباك و ووضع انعدام الطمأنينة على المستقبل الذي يكون عليه المدرّس.

    ورغم احتجاجنا على انعدام الشفافية في انتداب هذا الصّنف من المدرّسين فقد استطعنا بعد سلسلة من الإضرابات التي احتجّ ضدها صاحب المقال أن نمضي اتفاقا مع وزارة التربية للإدماج والإنهاء التدريجي للانتداب بهذه الصيغة (انظر اتفاقي 17/10/2006 و15/05/2007).

    إنّ ما تغيّر، يا صاحب « وجهة النظر » هو أن يُطرَد مدرّسون حازوا رضا الجهاز البيداغوجي والإداري لأنهم شاركوا في الإضرابات التي تساءلت عن تكررها وأدنتها واعتبرتها توظيفا سياسيا وهي التي فرضت الإدماج والإنهاء ومنحتي العودة المدرسية ومراقبة الامتحانات الوطنية وغيرها من المكاسب التي دفعت وزارة التربية إلى استغلال وضع الأساتذة المعاونين لمعاقبة القطاع ككل على سلسلة الإضرابات تلك وعلى المكاسب التي تحققت .

    من حقك أن تعتبر القضية مفتعلة ومفبركة ما دامت ومصادرك هي معلومات مصالح معينة، تعرفها، في وزارة التربية. لو تدري « الحرفية الضعيفة قليلة الخبرة والمهارة » التي فبركت عمليّة طرد الأساتذة الثلاثة وأغرقت وزارة التربية في الارتباك والتخبط لهالك الظّلم والتعسّف وأحجمت عن السّباب …

    نؤكّد لصاحب المقال ، كما أكّدناه لمدير التعليم الثانوي بوزارة التربية وهو خير العارفين، أن لا وجود لعقد وإلا ما وضعتَ الكلمة باحتشام بين الظفرين، إذ لم يمض أي أستاذ معاون أي عقد . وغاية ما في الأمر قرار وزاري ( انظر الفصل 2 مكرّر من الأمر عدد 2849) ينصّ على الانتداب بهذه الصيغة وينصص على الصنف ويحدد آجالا تتطابق مع الأمر الخاص الذي يحدد قابلية التجديد بعد أن كان في البداية ( أمر عدد 2849 الصادر في 05نوفمبر 2002) يضبطها  » لمدّة أقصاها سنة قابلة للتّجديد مرّة واحدة « ، وعلى إثر التنقيح في الأمر عدد  834 لسنة  2004 الصادر في الرائد الرسمي بتاريخ 02أفريل 2004 أصبح التجديد غير محدد بسقف . ثم جاء الأمر عدد87 بتاريخ 15 جانفي 2007 الذي ينصص على الإدماج  وذلك بعد اتفاق أكتوبر 2006 بين النقابة العامة ووزارة التربية.

    فإذا كان الانتداب متصلا بالصفة الوقتية بالمعنى الذي تتعلّل به الوزارة ويردّده صاحب المقال لما كان هناك حاجة إلى تنقيح الأمر عدد 2849 بالأمر عدد 834. وإذا كانت المسألة متصلة بالعمل الوقتي (وهو صنف آخر يخص النيابة الوقتية، ويبدو أن المعلومات اختلطت على صاحب المقال) فلماذا تواصل وزارة التربية انتداب أساتذة فلسفة وإنقليزية بصيغة المعاونين وهما اختصاصان يهمان كل من محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي الذين  لم تنته الضرورة المتأكدة لانتدابهم ، بل هو جاء القرار السياسي العقابي ضدّهم وضدّ  من يمارس العمل النقابي من هذا الصنف تمهيدا لتعميمه على الأصناف الأخرى.

إنّ جوهر الرسالة الحقيقية للنقابة هو الدفاع عن مصالح المدرّسين بغضّ النظر عن أصنافهم ورتبهم وطرق انتدابهم، ولهذا تحوز النقابة ثقة عموم المدرّسين وتتمكّن عبرهم من تحقيق المكاسب وتسعى للمحافظة عليها وتجاهد من أجل حماية مصالحهم وكرامتهم من كلّ جور وتعسّف.

     إنّ أكثر ما نعيبه على صاحب المقال هو اتهام ثلاثة شبان عرّضوا حياتهم لمدة 39 يوما من إضراب الجوع إلى أقصى المخاطر ونعيب عليه أن يدّعي « بأنهم خرجوا من إضرابهم بزيادة وزنهم »… كان عليه وهو صاحب « وجهة النظر » أن يستجلب التقارير الطبية ليتأكّد من صحّة أقواله وأن يتحقّق من التحاليل المخبرية أن يزن الثلاثة قبل أن ينهوا إضرابهم عن الطعام ، كنا نسمح له بذلك ،  إلاّ إذا كان يشكّك في الإطار الطبّي ويطعن في مصداقية المراكز الصحّية العمومية ويتّهمهم بالتّواطؤ مع النقابة وبالسّعي إلى التّوظيف السياسي. عُد إلى مركز الطبّ الاستعجالي samu   الذي آوى المضربين الثلاثة أياما  وواجه إطاره الطبّي بطعنك في ضمائرهم وفي مصداقيتهم.

    كما نعيب على صاحب المقال اتهام النقابة بـ »المناولة السياسية » وهو يعلم حقّ المعرفة أنّ الاتحاد بكلّ هياكله تقاوم المناولة في ميدان التشغيل فضلا عن مقاومة المناولة السياسية التي احترفها الكثيرون في هجومهم على الاتحاد أيّام المحن والأزمات وحتى في فترات التوازن.

    بعد هذه الاتّهامات وهذا التشنّج الذي طبع المقال المذكور أعلاه تصبح الدعوة إلى « الحوار البناء » نفاقا متأخّرا لا ينطلي على أحد. فأن يملّ صاحب المقال إضرابات الجوع فأمر يخصّه ، أمّا أن يهدّد النقابة فيذكّرها  » بمظلّة تحميها من القانون وتمنحها حصانة تجعلها فوق الحصانة  » وأن يكيل لها التّهم التي عييت وزارة التربية نفسها من ترديدها ، وأن يدّعي بأن « جمهور الأساتذة » لم يعد أغلبهم يفهم من الإضرابات المتكرّرة سوى شيء واحد هو التّضامن… » فهذا أمر يخصّنا نحن جمهور الأساتذة دون سوانا ممّن لا يتذكّروننا إلاّ ليسبّونا ، و هو أمر يحدو بنا إلى أن ندافع عن أنفسنا وأن ندفع عّنا عقوق البعض ونكرانهم لجميل من علّمهم حرفا، ونرفع عن البعض غيمة المغالطة المجانية وننير للجميع طريق الحقيقة حتّى يعلم من لم يعلم بعد أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل منظّمة وطنية عريقة وأن لا أحد يزايد على هياكله بالوطنية وبالغيرة على مصالح البلاد.

     وعلى أيّة حال فليخٌض صاحب المقال المذكور أعلاه فيما يريد أن يخوض ما دام يتحدّث عن مجرّد  « وجهة نظر « لاغير ببراءة بعض أصحاب « وجهات النظر » ذوي الخصوصية . لكن أهل مكّة أدرى بشعابها.

 

 

عن النقابة العامة للتعليم الثانوي

الكاتب العام

الشاذلي قاري

 

المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 127 ليوم 16 جانفي 2008

 Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/

http://groups.google.com/group/democratie_s_p/


 

العنصرية الان وهنا

 
يعتبر قوادة فرنسا في تونس انهم ارفع منزلة من بقية التوانسة.هم يعيشون على وهم انهم من طينة  رفيعة وان بقية العرب هم  كائنات دنيا  .وبقي لدى بعض الاوساط فكرة  مفادها ان التحدث فيما بينهم بالفرنسية هو الدليل على الانتماء الى الارستقراطية. وقبل ان تاتي وكالات الاستخبارات الفرنسية  لزرع عملاء في  نسيج الرياضة في تونس كانت  اللمبن بروليتاريا  قد اقتحمت الفركوفونية على طريقتها وانتجت ذلك النوع  الممسوخ كالقردة من المتكلمين بالفرنسية.اليوم يتكلم الكوارجية بالفرنسية  والخلايق  وبياعة النفة وكل انواع المنحرفين يتحدثون فيما بينهم بفرنسية  تقترب الى اصوات حيوانات تائهة. ولم تعد الفرنسية  حكرا على  النخب  المثقفة وابناء العائلات.اذاعة موزاييك اليوم هي رمز لهذه الفرنكوفونية الجديدة .فركوفونية  اللمبن . هناك عنصرية بيولوجية عشعشت في ادمغة جزء لا يستهان به  من الشعب التونسي.فبينما يخرج الى شوارع فرنسا خمسة ملايين فرنسي من اصل عربي اسلامي  في حالة بؤس وتعاسة وفقر وجهل لا نجدها حتى في تونس  ويحرقون شوارع  المدن غضبا على وضعهم  ترى الدعاية العنصرية المضادة تواصل بيع  الصور التبشيرية  لفرنسا وثقافتها . والغريب  واكثرهم غرابة ان الفرنسيين من اصل عربي  يزورون تونس منذ سنوات وعندما يصلون الى بلادهم الاصل تراهم كالقردة يتصرفون تصرف الفرنسيس المعروف بالعجرفة والاحتقار.ولكن هذه الغرابة تزول عندما تفهم ان التوانسة  يستقبلونهم بنظرات التبجيل والاكبار  كانهم جاؤوا من مغارة على بابا   معبئين بالذهب.والحال ان هؤلاء القلالة يموتون جوعا  وفقرا واحتقار في فرنسا. كثيرون يعتقدون ان التكنولوجيا  والعلوم ستزول اذا ما زال الفرنسيس او الامريكان .هم يعتقدون ان العرب لا ينتجون الا العمودي والفقري كما يقول الفرنسي من  المنيهلة رضا الكافي. كانت فرنسا دولة مزمجرة في المنطقة.دولة اسسها شعب  من الطباخين ونوادل الحانات.واضافت اليها عائلة البورقون نقشة  تتعلق بالماكياج واللباس .ولكن سرعان ما استحوذت اسرائيل على مقدرات هذه الدولة.وتم الغاء كل المراسم المتعلقة بالطبخ  وتذوق الخمور  ومهرجانات المساحيق   وتعويضها    باديولوجيا الهولوكوست. منذ مائة سنة  لا يوجد حديث في فرنسا الا عن الدموع التي يجب سكبها على  جثة اليهودي  الممدودة على طولها من شمال الى جنوب فرنسا.من يتجرا على  المساس بهذه المراسم يدفن حيا.يقتلونه بالرعب  ويجوعونه ويذبحون عائلته.رعب يهودي ممزوج برعب الطباخين الذين تعودوا على وضع السم في الطعام. النوري بوزيد كتب ذات مرة   في غمرة نجاحات المسلسلات  الدرامية المكسيكية  كتب شريطا سنمائيا مكسيكيا ناجح   اقحم فيه عنصر اليهودي الممتد  على طوله كالموت   فرفعوا النوري بوزيد الى مجد السنما وبات رمزا لهذه المرحلة الحالكة السواد.ومنذ اماد يحاول النوري   ان يفرض اسمه كاكبر مخرج سنمائي في التاريخ بعد بن غريون ولكنه  لم ينجح.وذات مرة جرب على  عضامه مهاجمة اللوبي الصهيوني في مهرجان كان.فكاد المسكين يذبح في تونس  وفي ايطاليا وفي زمبرة  وربما حتى في سيدي بوزيد. هذا التقني في حمل الكوابل خلف الكاميرمان صنعوا منه مخرج سنمائي.ولم يفهم  انه اذا ما تعاملوا معه فهم يعلمون  حدوده ويعرفون مداه. العنصرية واحتقار الذات الانسانية  تقتل في الشرق العربي وتسلب  الذات في الغرب العربي .تهين اللغة وتهين الانسان وتطارد كل من يرفع راسه وتدقق في المشاريع الاقتصادية الخطيرة وتدمركل ما لا تريده اذا كان يؤطر  للاستقلالية. الامجد الباجي

من ثقافتنا
 
بقلم محمد المحسن حمدوني بدافع الغيرة على الإسلام، وحرصا على سلامة الدين في نظر المخلصين من الباحثين والكتاب والمحللين، يسعى البعض منهم ما وسعه الجهد، لتبيان ما يراه حقا من وجهة نظره. فيبادر إلى الرصد والتحليل والكتابة والتأليف، فيقع في كثير من الشبهات، وينزلق في مستنقع التشويه، والإساءة، بل ويتعدى ذلك فيقع في محاذير إنسانية، وثقافية، وتاريخية، وشرعية بالأساس. فيتحامل على  فئة ليست بالقليلة من المسلمين، فيشرع يتتبع ما يراه سلبيا، ويتدرج إلى أن يبلغ درجة الرمي لمن خالفه بالانحراف، والضلال، والتكفير، ومن ثم استباحة الأعراض، واستحلال الأموال، وإزهاق الأنفس، فتحدث البلايا وتتالى المصائب. وليس أدل على ذلك من التفجيرات التي تهرق الدماء الزاكية وتزهق الأرواح المحترمة وتهلك الحرث والنسل في مشارق الأرض ومغاربها… ومرد ذلك كله، عند هؤلاء الغيورين ـ دون المعاندين اللجوجين الذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ـ مرد ذلك، هو بالأساس عدم الإلمام بمقومات ثقافة تلك الفئة، والإكتفاء بالوقوف عند الصور الحسية من ناحية وما يعمد إليه البعض من تشويه من ناحية ثانية وعدم تكليف النفس عناء البحث العلمي وعناء الدراسة الموضوعية… ومن كانت هذه حاله فهو لا محالة متنكب لطريق الصواب وواقع في الخطأ الفادح الذي لا يغفره الخالق ولا يرتضيه المخلوق ولا يستسيغه التاريخ و باء لا محالة بآثام الأولين والآخرين… من هنا بدا لي أن أشرع بعون الله وتوفيقه، في توضيح مقومات الثقافة التي نحملها ومرتكزات العقيدة التي نؤمن بها  لكل من ابتغى المعرفة ورام الحقيقة متناولا كل ما يتبادر لذهن القارئ من إشكالات مجيبا بكل موضوعية عن كل التساؤلات وموضحا كل الإشكاليات  مهما بلغت حدتها دون لبس ولا غموض ملتزما الصراحة والوضوح حتى يعرف الجميع من نحن ولماذا اتبعنا هذا النهج دون غيره … سائلا الله تعالى ألا يحدث ما يحول دون المضي في هذا الأمر… وبمناسبة اليوم العاشر من محرم انتخبت كربلاء موضوعا لمقالتي هذه… رؤيتنا حول أرض كربلاء نحن الإمامية الإثني عشرية بجمعية أهل البيت الثقافية تونس، نعتر أن الله الذي لا يحيطه مكان ولا زمان اختار أرض الكعبة المكرمة أول بيت وضعه للناس وشرفه بنسبته إليه فسماه بيت الله الحرام وقدسه وباركه وبارك ما حوله وجعله قبلة لكل من قصده بالعبادة والحج. فهو ذو شأن عظيم لا يشكك في ذلك إلا من كان لا إيمان له بالله ولا برسوله ولا بكتابه. ولكن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فهذه المكانة الرفيعة والقدسية لا تنفي وجود أماكن أخرى لها عظيم الشأن ورفيع الدرجات كأرض كربلاء المقدسة التي حوت جسد سيد شباب أهل الجنة بشهادة كل مؤمن بما جاء به خاتم الأنبياء وسيد المرسلين, وقد قال في شأنها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله مرة: كربلاء قطعة من الجنة، وأخرى: كربلاء ترعة من ترع الجنة. والترعة كما هو معلوم  في لغة العرب هي الروضة. وقد جاء في روايات أهل بيت العصمة صلاة الله وسلامهم عليهم  كثير من الإشارات إلى هذا المعنى. كقول: خلق الله أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يُسكن الله فيه أوليائه في الجنة. وقريب من هذا قول: اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً، وانه إذا زلزل الله الأرض وسيرها، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون وإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعاً وهي تنادي أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة. أو قول: إن الله تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها ما بخت، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لتركاه التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على الكعبة وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتى أفسد طعمه، وأن أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى فبارك الله عليها، فقال لها تكلمي بما فضلك الله تعالى، فقد تفاخرت الأرضون والمياه على بعضها البعض، قالت أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكراً لله، فأكرمها وزاد في تواضعها … من تواضع لله تعالى رفعه ومن تكبر وضعه الله. أوحديث: الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران عليه السلام، وناجى نوحاً فيها، وهي أكرم أرض الله عليه، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أوليائه وأنبيائه. وقول: موضع قبر الحسين عليه السلام من يوم دفن روضة من رياض الجنة ومنه معراج يعرج بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك في السماء ولا في الأرض إلا وهم يسألون الله في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج. إلى غير ذلك من الأخبار والروايات المتواترة عن أهل بيت النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، ولمن أراد المزيد فليرجع إلى أمهات الكتب والمصادر التي رواها جهابذة الحديث عن الأئمة الأطهار فلما تيقنته قلوبنا من استفاضة للأخبار بتقديس هذه الأرض المباركة ولما استيقنته نفوسنا من طهارة تربتها وضمها جسد ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وارتوائها بأزكى وأطهر الدماء الساكبة دفاعا عن العقيدة والمبدأ والرسالة حتى لا يندثر دين الله الذي أكمله ولا تزول نعمة الله التي أتمها ولا يبيد الإسلام الذي تدافع عنه أيها الغيور صاحب الحرقة والحمية فأنت وأنا وكل المخلصين نرمي إلى هدف واحد ونسير على طريق أسسه الرسول الأعظم وعمده الحسين بن علي بدمائه ودماء من كان معه فوالذي نفسي ونفسك بيده لولا قيام الحسين وفداءه الإسلام بروحه وروح     أبنائه وإخوته وأصحابه الطاهرة لما بقي من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه ولكنت أنا وأنت أسوأ حال من اليهود والنصارى… ألا يستحق هذا البطل الهمام أن نقول له: السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى أصحاب الحسين. اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لنا قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون العقيدة والدين والكرامة والشهامة. جمعية أهل البيت الثقافية تونس
—————————-
ملاخظة من هيئة التحرير بهذا الرد على مقال عبد الحميد العداسي  « كل أرض كربلاء كل يوم عاشوراء » الصادرفي عدد  2796 بتاريخ 19 -01- 200  ننهي هذا الحوار راجين منكم التفهم.

 

 تواصل مع أهل غزة ..

  هي محاولة منا لنصرتهم والتضامن معهم .. بإمكانك الآن سماع صوتهم والحديث إليهم وأن تلتقط شيئا من دعائهم ..   قد يأتي حظك مع عائلة مرابطة .. أو أهل مريض.. أو كبير في السن يندب زمنه .. أو طفلة تبلغك ما عجز الكثير عنه ..   قد ترسم بسمة على شفاههم .. أو بارقة أمل في قلوبهم .. قد تسمع أناتهم فتشاركهم إياها ..   أو ترفع يدك للتأمين على دعائهم ..   ما عليك سوى أن تخسر القليل من قروشك لتصرفها على اتصال عشوائي..   اضرب الرقم .. 0097282 ثم أتبعها بستة أرقام عشوائية .. وستسمع صوتهم ..   أعدك بذلك ..    أنشرها ولك أجر النصرة إن شاء الله

 


اسرائيل بين فكي الكماشة الاسلامية

                                                      
* عمر القرايدي ( تونس )
مثلت اسرائيل كدولة محاربة في منطقة الشرق الأوسط طيلة أكثر من نصف قرن ما يسمى في الاصطلاح العسكري  » رأس جسر  » على الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط لصالح الولايات المتحدة الأمريكية القوة الامبريالية الأولى في العالم ، بحيث أنها تقوم بمهمتين أساسيتين لا ثالث لهما:
1)      المهمة الأولى ( عقدية ): بناء دولة اسرائيل لإيواء شعب الله المختار المشرد في الشتات و بناء هيكل سليمان .
2)      المهمة الثانية ( استراتيجية ) : لعب دور شرطي في المنطقة و تمثيل فزاعة لتخويف الحكومات التابعة لسياسة الغول الأمريكي من أجل المحافظة على هيمنة الدولة الكبرى و سيطرتها على منابع النفط.
و بعد حروب خاطفة قصيرة الأمد و حروب مستنزفة طويلة الآماد خاضتها الدولة العبرية ضد جيرانها العرب اكتسبت الدولة الصهيونية شهرة لا تضاهى و أصبح يعرف جيشها بالجيش الذي لا يقهر ، إلا أن حرب تموز 2006 كشفت سوأة هذا الجيش و وضعت قيادة هذه الدولة الاستئصالية أمام حقيقة لا شك فيها و أمام سنة كونية نحن نعيش بداياتها أن النصر تعقبه الهزيمة و أن العلو في الأرض يعقبه السقوط و أن الايمان يصنع المعجزات فقد انتصر حزب الله و عناصر المقاومة في جنوب لبنان على قلة عددهم و محدودية تسليحهم على دولة مصنعة للأسلحة التقليدية المتطورة و تملك ترسانة نووية قدرها بعض الخبراء بمائتي رأس نووي.
و عانت اسرائيل أيضا من ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع  غزة و الضفة الغربية إلى أن بدأت علامات الهزيمة تظهر فقررت الانسحاب و إعادة الانتشار حول القطاع بحيث تبقي أهله تحت الحصار و القصف و الخنق.
و مهما كانت حدة الحصار و التجويع و الخنق و القصف فلن تستطيع كسر إرادة شعب يقاوم منذ ما يزيد عن نصف قرن كما لا يمكن أن تمحي علامات أخرى بدأت تظهر في الأفق القريب ألا و هي علامات هزيمة يهود في فلسطين.
العلامة الأولى:
حزب الله في جنوب لبنان : إن وجود حزب يؤمن بعقيدة عسكرية تنبني على حتمية مقاتلة اليهود و ضرورة القضاء على اسرائيل لهو الدعامة الأولى للنصر ، ولئن مازال الحزب لم يطور عقيدته العسكرية من مقاومة المحتل لجنوب لبنان إلى مهاجمة الغاصب لفلسطين إلا أن المرحلة الأولى قد اكتملت و أصبح من خلال سنة التدافع أن اليهود و حزب الله لن يصلا إلى فك الاشتباك و إرساء سلام دائم بينهما و من المرجح قيام حروب أخرى أشد أوارا و ضراوة من حرب تموز 2006.  
العلامة الثانية :
المقاومة الاسلامية في قطاع غزة : المقاومة الاسلامية في غزة حالة فريدة في تاريخ حركات التحرر في العالم على اعتبار أنها تفتقر لكل شيء إلا عدالة قضيتها و إيمانها العميق بربها ، فالبيئة كلها معادية للمقاومة الاسلامية و ليس لها عمق استراتيجي لو لا أنفاق حفرت و أسلحة هربت و صواريخ صنعت لما أمكننا الحديث عن مقاومة في غزة ، و رغم الحصار الخانق و القصف العشوائي و سياسة الاغتيال الممنهجة و التجويع المتواصل إلا أن مقاومي غزة هاشم يشعرون بفخر لا يدانى لدحرهم للمحتل و إبقاء خطوطه الأولى تحت الرمي الصاروخي للمجاهدين و إنها معركة إرادة و صبر ، مسألة وقت لا غير.
العلامة الثالثة :
خروج المحتل من الضفة : و إنها لمنة من الله لو يخرج الصهاينة من الضفة الغربية سواء تحت ضربات المجاهدين الصادقين أوفي إطار شكل جديد من أشكال إعادة انتشار لهذا العدو الغاصب.
اسرائيل الآن محاصرة :
  قد يظن السامع أن في الأمر خطأ ما و أن العكس هو الصحيح ، و لكن الواقع يثبت فعلا حقيقة أن اسرائيل محاصرة من الشمال بقوات حزب الله و من الجنوب الشرقي بقوات المقاومة الباسلة في قطاع غزة و من الشرق بالمجاهدين في الضفة الغربية ناهيك عمن سيأتي من وراء الحدود ( الأردن ، سوريا ، مصر …) إلا أن هذا الحصار غير مفعّل و يحتاج إلى دعم كبير حتى ينجح.
عوائق استراتيجية فك الكماشة:
لو استطاع الفلسطينيون و اللبنانيون أن يتفقوا على خطة فك الكماشة لعصروا العدو عصرا و لفرضوا عليه الانكفاء إلى سواحل البحر قبل أن يتم القضاء عليه نهائيا إلا أن هناك عوائق تمنع الآن حصول هذا السيناريو نذكر منها:
        واجب المقاومة الآن هو توحيد الصفوف و تقوية جبهتها الداخلية إذ لا يمكن الانتصار على عدو مثل الكيان الصهيوني دون وحدة المقاومة و قوة جبهتها الداخلية.
        الاستعداد و الجهوزية التامة و العامة
        توثيق الصلة بكل الأصدقاء من العرب و المسلمين و الأحرار في العالم توفير عمق استراتيجي فاعل للمقاومة ينهي مرحلة العقم
قد يسأل القارىء متى تتحرر فلسطين؟ و الجواب سهل للغاية و صعب للغاية ، تتحرر فلسطين عندما نريد تحريرها « إن الله  لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » كذلك لا تتحرر فلسطين إلا عندما يجتمع يهود العالم على صعيدها الطاهر فلا يبقى واحد منهم في أرض الشتات ليحق فيهم الوعد فتكون المعركة الفاصلة بينهم و بين المسلمين كل المسلمين موحدين بصفتهم الاسلامية الجامعة لكل المذاهب و الفرق.
    

نصرة فلسطين.. واجبات عملية

 
﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران: 139).. نداء من الحق تبارك وتعالى إلى كل مؤمنٍ.. لا يُصبك الوهن المقعد أبدًا، لا يُصبك الحزن المحيط أبدًا، لا يتطرق إلى قلبك اليأس أبدًا؛ فإنه لا يجتمعُ يأسٌ مع إيمان، أنت الأعلى ما دُمْتَ مؤمنًا متصلاً بالعزيزِ القهار.  نستطيع أن نعملَ الكثيرَ من أجل إخواننا في غزة.. هذه واجبات فردية: – القنوت: اقنتْ في كل صلاةٍ، وعلِّم مَن لم يعرف معنى القنوت وأوقاته.  -دع فضل الطعام والشراب والراحة، ووجِّه ذلك لإخوانك في فلسطين، أرسل إلى لجان الإغاثة واللجان الشعبية لمناصرة فلسطين. – برَّع لشراء قائمة الأدوية المطلوبة والمعلنة لدى نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب، توجَّه فورًا للتبرع العيني أو المالي.  -اشتركْ في تجهيز القوافل (الأغطية- الأطعمة- الوقود). – تبرع بدمك: إن مُنعت الجهاد بنفسك في أرض فلسطين فتبرِّع بدمك لإنقاذِ المجاهدين هناك. – عبِّر عن غضبك بكل الوسائل المشروعة: شارك في اجتماعٍ حاشدٍ مرتبٍ في إستاد أو ساحة شعبية على مستوى المحافظة أو المركز أو الحي أو القرية.  -اصنع لافتةً أو اكتبها بيدك أو أرسل برسالة sms.  -حصالة فلسطين في بيتك (يضع فيها أولادك مصروفهم من أجل فلسطين).  -أيتها الفتاة المسلمة أو المرأة المؤمنة تبرعي بُحليك.  -كل صاحب أو صاحبة مهنة يُسخِّر مهنته لإنقاذ فلسطين، ونضرب ببعض الأمثلة: الداعية: عَبِّئ الأمةَ لنصرةِ فلسطين، واصدع بالحقِّ عند أصحاب السلطان. البرلماني: استخدم كل الأدوات الرقابية لوضع السلطة التنفيذية أمام مسئولياتها الفورية. السياسي والحزبي: احشدْ الأمةَ حول هذه القضية، فالتنافس الآن لإنقاذ الأمة. رجل القانون: اسعَ لدى المحافل المحلية والدولية لإدانةِ هذه الحرب والإبادة الجماعية. رجل الإعلام: شارك بالكلمة: مقروءة أو مرئية.. انقلوا إلى العالم بالإذاعاتِ والمعلوماتِ وخلال الفضائيات جهود الأمة لإنقاذ فلسطين، افضحوا العدوان، حذِّروا المتواطئين، عبئوا الأمة، أيقظوا الغافلين. واجبات جماعية: الإخوان المسلمون وكل القوى السياسية منظمات المجتمع المدني تجمع الآن لتنظم الجهد الجماعي لفتح المعابر، فبإذن الله ستقوم هذه القوى الشعبية بالتعاون مع الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم بما قعدت عنه الدول والمؤسسات العالمية. ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: من الآية 105) الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين
 

صبرا يا أهل غزة

 
عبد الباري عطوان كان قطاع غزة حتي الامس القريب سجنا كبيرا مساحته مئة وخمسون ميلا مربعا، يضم مليون ونصف المليون معتقل نصفهم من الاطفال دون سن السادسة عشرة، الآن وبعد ان اغلق ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي كل المعابر، واوقف الوقود والغاز والدواء والطعام بشكل محكم، تحول القطاع الي فرن غاز كبير اشد فتكا من افران النازية. احد الاقارب في القطاع اتصلت به للاطمئنان عن صحته، والتعرف علي الاوضاع علي حقيقتها، وكبادرة تضامن، قال لي بالحرف الواحد ان الموت ارحم، لان العذاب الذي يعيشه ابناء القطاع لا يطاق. فما هو اصعب من الموت ان تشاهد طفلك الجريح يذوي امامك ويغرق في غيبوبة الموت، دون ان تستطيع ان تفعل له اي شيء. فلا كهرباء ولا دواء ولا غرف عمليات، لا شيء علي الاطلاق غير الموت. هناك اكثر من اربعمئة جريح فلسطيني نصفهم من الاطفال، يرقدون في العراء، وسط برد قارس، ودون اي امل في انقاذهم. حتي ثلاجات الموتي والشهداء توقفت عن العمل، فكيف تعمل دون كهرباء؟ خمسون شهيدا سقطوا في القصف الاسرائيلي المتواصل علي القطاع المنكوب في اقل من ثلاثة ايام. ويخرج علينا اولمرت صديق الرئيس بوش الحميم، وبعض العرب، ليقول لنا بابتسامة الواثق، ان الغارات ستستمر، وكذلك الحصار. هذه هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، التي تمثل الحضارة الغربية في المنطقة، الدولة التي قامت تحت ذريعة انقاذ اليهود من الموت والاضطهاد وابتزت العالم بأسره ماديا وعاطفيا بسبب الهولوكوست ، تمارس ما هو ابشع من الهولوكوست فالموت جوعا او بردا او برصاص طائراتها اكثر اجرامية وأشد من الموت بأفران الغاز. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جانفي 2008)

هولوكوست غـزة والدور العربي

 
خالد الشامي   هل ما زال ممكنا انقاذ غزة من هذا الهولوكست الصهيوني ام ان العرب، شعوبا وحكاما، ارتضوا ان يتابعوا فصوله تتوالي؟ اسئلة تلد اسئلة. كلام يلد كلاما. وكأن غزة جزيرة في البحر الكاريبي، وليست همزة الوصل التاريخية في قلب العالم العربي والاسلامي. لا حكومات تري، ولا معارضة تسمع ولا شعوب تشعر بالكارثة. واسمعت انه ناديت لا حياة لمن تنادي. اما لماذا التصعيد الاسرائيلي في هذا التوقيت؟ تمكنت المقاومة الفلسطينية مؤخرا من اطلاق صاروخ متطور علي مدينة عسقلان التي تبعد نحو 17 كيلومترا عن غزة. ما يؤكد حدوث تطور نوعي في المقاومة، وان كان بسيطا، لكنه يؤكد فشل المشروع الاسرائيلي الهادف لتصفية حركات المقاومة. ـ يحاول اولمرت استثمار الـ كارت بلانش الذي منحه اياه الرئيس الامريكي اثناء زيارته الاخيرة، للتصعيد العسكري، بعد السياسي، ضد مصر بالضغط علي غزة، التي تمثل نقطة ضعف، وعصبا حساسا في استراتيجية الامن القومي المصري. وحسب موقع ايديعوت احرونوت فان ضابطا اسرائيليا كبيرا قال اذا كان الفلسطينيون يريدون كهرباء وادوية فعليهم الذهاب الي مصر . وهكذا فان اسرائيل لا يمكن ان تكون اكثر وضوحا في استراتيجيتها الرامية الي تفجير قطاع غزة والقاء قنبلته المؤقتة في ايدي مصر. ويبدو ان تلك الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها بالفعل، فقطاع غزة الذي بات الليلة الماضية في ظلام دامس، بدأ بالفعل يعاني من نقص حاد في الخبز، بعد ان ادي نقص الوقود لاغلاق معظم المخابز. وهكذا فان غزة مرشحة للتحول الي منطقة مجاعة في كارثة انسانية غير مسبوقة، حيث ان مناطق الكوارث في افريقيا لم تكن تعاني حصارا سياسيا وعسكريا واقتصاديا شاملا كالمفروض علي غزة. ـ تعتقد اسرائيل ان التصعيد سيحدث ثورة شعبية ضد حركة حماس ما قد يكثف الضغوط عليها لـ تليين موقفها بالنسبة للاعتراف بالدولة العبرية، الا ان قراءة الواقع تستبعد نجاح هذا السيناريو، فالحصار قائم منذ عامين، والعدوان لا يكاد يتوقف، وان تباينت حدته واجراميته. ان ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة حرب مكتملة الاركان، تستهدف ابادة المدنيين دون مواربة. واذا كان المبعوث الدولي في القطاع اعتبر ان الحصار لا يمكن تبريره اخلاقيا ، فان العالم العربي لا يبدو قلقا بما يكفي للتحرك. وليس هذا موقفا جديدا. الا ان الجديد هنا هو ان العرب وخاصة مصر لا يملكون رفاهية الانتظار طويلا. فماذا يمكن لهم ان يفعلوا بعيدا عن الشجب والادانة. ـ يكفل القانون الدولي لمصر اقامة جسر اغاثة جوي فورا لنقل الغذاء والادوية والوقود الي قطاع غزة، وكذلك نقل المرضي لتلقي العلاج. ويمكن الاستعانة بجهود منظمات دولية كالصليب الاحمر وغيرها للمساعدة. ـ كما يتوجب تعظيم الامدادات المصرية للقطاع بالكهرباء فورا بعد ان توقف آخر المحركات المولدة للطاقة في القطاع مساء امس. ـ علي الحكومة المصرية التي استدعت قبل يومين سفراء 27 دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي احتجاجا علي قرار من البرلمان الاوروبي بادانة سجلها الحقوقي، ان تستدعي السفير الاسرائيلي في القاهرة وتوجه اليه انذارا بالسماح بادخال المساعدات الانسانية فورا للقطاع، والا فان القاهرة ستعتبر استمرار الحصار عملا عدوانيا يهدد امنها القومي، تتحمل اسرائيل المسؤولية عن نتائجه. ـ اما حكومات السعودية والبحرين والكويت والامارات التي استقبلت بوش بالرقص والاوسمة والصفقات فعليها مطالبة الرئيس الامريكي بالتدخل فورا وعلنا لمنع الكارثة الانسانية، والا فانها تكون متواطئة بالصمت. ـ اما الرئيس الفلسطيني الذي اكتفي بالادانة والتنديد والشجب فانه يواجه اختبارا جديدا، سيتضح منه ان كان زعيما لكل الشعب الفلسطيني حقا، ام انه ليس سوي دمية في ايدي اولمرت، ولا يصلح حتي زعيما لفصيل وطني عريق كحركة فتح.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جانفي 2008)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 mars 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2125 du 17.03.2006  archives : www.tunisnews.net AFP: Un rassemblement d’opposants tunisiens

En savoir plus +

15 octobre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3432 du 15.10.2009  archives : www.tunisnews.net   C.R.L.D.H.Tunisie: Tunisie: Appel à la libération

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.