To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
السلطات التونسية تحقق مع زعيم بارز من المعارضة
وأضافوا أنه استدعي لمكتب مساعد وكيل الجمهورية الذي لم يتخذ أي قرار بشأن “مخالفة متعلقة بطباعة صحيفة الحزب”.
ووجهت النيابة العمومية يوم السبت استدعاء للشابي للتحقيق معه حول “مخالفة مقتضيات الفصل 14 مكرر من مجلة (قانون) الصحافة”.
ويلزم الفصل 14 مكرر من مجلة الصحافة الجرائد بإعلام وزير الداخلية قبل خمسة أيام من تغيير المطبعة. وهو ما لم تلتزم به الصحيفة حسب الاستدعاء. وترافع عن الشابي نحو 15 محامي اغلبهم معارضين للنظام. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشابي.
ويصدر الحزب بانتظام صحيفة (الموقف) كل يوم خميس وتوزع في اغلب مناطق البلاد وتطبع نحو عشرة آلاف نسخة أسبوعيا.
واتهم رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة الموقف سلطات بلاده بالسعي لعرقلة نشاط الحزب.
وقال لرويترز “هذا الإجراء يهدف لعرقلة الحزب من خلال منع إيصال صوته إلى الجماهير وإسكات منبر إعلامي حر”.
لكن الحكومة التونسية تؤكد باستمرار أن حرية الصحافة متاحة وأنها تقدم دعما ماديا لصحف المعارضة. ويقول الحزب أن المنح الحكومية تستثني صحيفة الموقف فقط.
والحزب الديمقراطي التقدمي معترف به من قبل الحكومة غير أنه ليس ممثل بأي نائب في البرلمان التونسي. وفي تونس تسعة أحزاب معارضة معترف بها. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 2 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصّلاة و السّلام على نبّينا محمّد خاتم الانبياء و الرّسل
الى : السّيد سفير الفاتيكان لتونس بمقرّه الدّائم في الجزائر
انّي استنكر بشدّة تصريحات بابا الفاتيكان الّتي تعمّد فيها الاساءة للاسلام و للرّسول الكريم سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم و للمسلمين و الّتي ادلى بها في وقت معيّن؛ مع الحادي عشر من سبتمبر.و انّي اطلب رئيس الكنيسة الكاتوليكيّة ان يقدّم اعتذاره للمسلمين على تصريحاته هذه و الا فانه يعتبر غير مؤهّل للحديث عن حوار الدّيانات و الحضارات و غير مرغوب فيه في تونس و في العالم الاسلامي”. انتهت الرّسالة
عبد الكريم الهاروني
رسالة من السجين السياسي عبد الكريم الهاروني إلى عائلته
بسم الله الرّحمان الرّحيم سجن تونس بالمرناقيّة في و الصّلاة و السّلام على 1 رمضان 1427 النّبيّ الصّادق الأمين
24 سبتمبر 2006 أبي الحبيب-اخوتي الأعزّاء
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رمضان مبارك علينا و على المسلمين – تقبّل الله صيامكم و صلاتكم و قيامكم و دعاءكم و صالح أعمالكم و كلّ رمضان و أنتم بخير قال الله تبارك و تعالى :“ و قضى ربّك ألآّ تعبدوا الآّ ايّاه و بالوالدين احسانا امّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما و اخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة و قل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا “. صدق الله العظيم
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : “عجبا لأمر المؤمن انّ أمره كلّه له خير و ليس ذلك لأحد الآّ للمؤمن ان اصابته سرّاء شكر فكان خيرا له و ان اصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له”. صدق رسول الله
أبي العزيز : أيّها الرّجل الفاضل و المناضل و الأب المؤمن و الصّابر يشرّفني و يسعدني و نحن نستقبل شهر رمضان المعظّم شهر التّقوى و الصّبر و الرّحمة و المغفرة أن أتوجّه اليك خاصّة و لأبنائك : اخوتي الأعزّاء بتحيّة خالصة من أعماق قلبي لنجاحكم الباهر و الحمد لله في امتحان كبير في حياة أسرتنا الطّيّبة. لحظة الفراق الصّعب لأعزّ النّاس علينا و أحرصهم على راحتنا و حقوقنا و سعادتنا و نجاحنا و سمعتنا : سيّدتنا و حبيبتنا و مربّيتنا و مناضلتنا أمّي المجاهدة السّيّدة رحمها الله رحمة واسعة و أسكنها فراديس جنانه كما علّمنا نبيّنا عليه الصّلاة و السّلام :” انّما الصّبر عند الصّدمة الأولى” ’ فأنا و بدون مبالغة معتزّ بكم و فخور بكم بما رأيته منكم من صبر جميل عند الصّدمة الولى و حرص شديد على القيام بالواجب قبل وعند و بعد وفاة العزيزة علينا رحمها الله فأثمر صبركم و اجتهادكم بعون الله خيرا كثيرا اكراما لفقيدتنا الغالية و شرفا للعائلة و عبرة لأولي الألباب. ليرتقي حدث و فاتها رحمها الله الى نبا شغل النّاس في البلاد و في العالم ممّن يقدّر حقّ قدره قيمة امرأة طيّبة حكم على ابنها بالسّجن مدى الحياة ليتبيّن انّه حكم عليها بالحرمان من ابنها بقيّة العمر’ وبعد صبر جميل و نضال مرير على مدى خمسة عشر سنة و عندما بدأت تأمل في عودة ابنها اليها حرّا عزيزا اقتضت حكمة الله مع تقدّم عمرها وبداية مرضها و استمرار محنتها ان يضع حدّا لمعاناتها رحمة بها و شهادة على قومها و امتحانا لأهلها و مكانة لابنها في قلوب النّاس ‘لتبقى رحمها الله في قلوبنا و عقولنا و حياتنا لا تفارقنا حتّى يجمعنا الله بها في جنّته بفضله ورحمته و هو ارحم الرّاحمين
أبي الكريم’اخوتي الكرام ‘ بعد أقلّ من شهر على انتقال أمّي رحمها الله الى الرّفيق الأعلى كان انتقالي الى السّجن الجديد بالمرناقيّة” يوم الّثّامن من سبتمبر الجاري اثر اغلاق” سجن تسعة أفريل بالعاصمة” الّذي عرفته الوالدة رحمها الله منذ خريف سبع و ثمانين أي حوالي تسعة عشر سنة كاملة’ومنذ اليوم الأوّل ورغم الازدحام الشّديد و بعد طول انتظار أبيتم الآّ أداء الزّيارة و تسليم القفّة للاطمئنان عليّ و على ظروف اقامتي و أنتم تعلمون مدى حرصي على راحتكم. لقد كان لموقفكم هذا بالغ الأثر في نفسي“ويؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون“. فجازاكم الله عنّي كلّ خير يا أهل الخير و ممّا زاد في تأثّري أنّكم حضرتم جميعا بدون استثناء و الله أسأل أن يجمع شملنا قريبا في بيتنا في أحسن حال لنتعاون على البرّ و التّقوى و كلّ ما ينفعنا في الدّنيا والآخرة.
أهلي الطّيّبون : لقد وصلتني رسالة أختي المناضلة الاستاذة هندة باسمكم يوم الثّامن عشر من سبتمبر لتطمئنني عليكم و تزيد من ثقتي الكبيرة فيكم و تسعدني بما لقته رسالتي اليكم من قلبي الى قلوبكم اكراما لسيّدتنا الحبيبة رحمها الله من أ ثر طيّب في نفوسكم حتّى يتحوّل فقداننا لأعزّ النّاس مصدر قوّة في مواجهة مصاعب الحياة بثقة و صبر و حكمة و تعاون بيننا لما فيه خير أسرتنا و خير كلّ واحد منّا في الدّنيا و الآخرة وفاء لفقيدتنا رحمها الله و تأكيدا للسّمعة الطّيّبة الّتي تحظى بها عائلتنا بين أهلنا و كثير من النّاس أدام الله المودّة و الرّحمة بيننا و أحيانا حياة طيّبة ووسّع رزقنا و هدانا الى صراطه المستقيم و بارك لنا في أبينا المجاهد و في بعضنا و في ذرّيّتنا. فكما تعلمون يا أهلي الأفاضل فانّ من أحبّ الدّعوات عند أمّي العزيزة رحمها الله: “الله يحنّن القلوب على بعضها” هذا مع غيرنا قريبا كان أو بعيدا فما بالك فيما بيننا. فلقد جاء في الحديث الشّريف على صاحبه أفضل الصّلاة و أزكى التّسليم:” انّما يرحم الله من عباده الرّحماء“, و سيّدتنا رحمتها مثل في الرّحمة بنا و بأقاربنا و بجيراننا صغيرهم و كبيرهم و بالنّاس عامّة تدعو بالخير في كلّ الحالات و في قلبها من الرّحمة ما يتّسع لشعب بأكمله و في أصعب المواقف و أشدّها على النّفس الحرّة الكريمة لا تتجاوز حدّ رفع يديها الكريمتين الى الله قائلة من أعماقها”حسبي الله و نعم الوكيل” فكنت أطلب منها الآّ تدعو بشرّ على أحد و أن تدعو بالخير لأنّ بلادنا في حاجة الى الخير.
أهلي الأفاضل : لا تتصوّروا كم فرحت بنجاحكم في اتمام الأربعين يوم الجمعة الثّاني و العشرين من سبتمبر رغم كلّ الصّعوبات اكراما لسيّدتنا رحمها الله و لأهلها و أحبابها و الّذي وافق الاحتفال بيوم النّصر على أعداء الأمّة و من والاهم اكراما للشّهداء من الرّجال و النّساء و الولدان و اكبارا للمقاومة الاسلاميّة’ و ليوم الغضب من اساءة رأس الكنيسة الكاتوليكيّة للاسلام و للرّسول الكريم صلّى الله عليه و سلّم و للمسلمين كيف لا و أمّي المجاهدة رحمها الله لا تفصل بين الدّفاع عن حرّيّة ابنها و عن الاسلام و أمّته و عن كلّ حقّ للانسان أينما كان فردا أو جماعة أو شعبا أو أمّة. أشكركم جزيل الشّكر على زيارتكم لنستقبل معا شهر رمضان المعظّم وفّقنا الله فيه للصّيام و الصّلاة و الدّعاء و صالح الأعمال و التّزوّد بالتّقوى و الصّبر و الرّحمة و أداء حقّ سيّدتنا رحمها الله. مع سلامي و شكري و دعواتي لكم و لأهلنا و للمسلمين بكلّ خير و كلّ عام و أنتم بخير.
ابنكم : كريم
د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr كتبت ولا أزال عن المصالحة، ولعلي كنت من الأوائل الذي طرحها منذ سنوات، و لازالت المصالحة ركنا أساسيا في ثوابتي وفي برنامج اللقاء الإصلاحي الديمقراطي التي جعلها أحد ركائزه الأساسية في بيانه التأسيسي وبرنامجه العام. طرحت المصالحة يوما في مبادرة سياسية سنة 2003 (انظر الوثيقة التاريخية المنشورة على موقع اللقاء www.liqaa.net( كانت محاولة مني لخض واقع خامل وراكد ومنهزم، ولمواجهة حالة من التفتت والذوبان والإحباط والانسحاب التي طالت أصحاب المشروع الإسلامي حين ذاك حيث تعددت حالات “التوبة” و “تصحيح الوضعيات” والنجاة الفردية والعودة إلى أرض الوطن تاركة هموم المشروع وأهدافه والأسباب التي دفعت بنا إلى التشريد والسجون… فكانت المبادرة حين ذلك محاولة لكبح هذه الظاهرة المتنامية وفتح الباب لمعالجة وطنية شاملة تهم المشروع وأصحابه ومستقبل البلاد والعباد. فكانت بالتوازي المناداة بمصالحة حقوقيــة تعيد المشردين وتحرر المغلولين وتنصف المظلومين، وبعفو قلبي يمحو ما سلف ويبني على بياض. وبمصالحة سياسيــة تعيد إلى المشهد السياسي العلني والقانوني المشروع الإسلامي التونسي بتعددياته المفترضة في إطار من تبادل المكاسب والمطالب، والتدرج والتأني في معالجة الملف الإسلامي رفضا للاكتساح وتجدد نظرية الأقطاب المدمّرة للجميع. والحقيقة أن اليوم كالبارحة، نلتقي بجولة جديدة حول المصالحة وإن تغير الرجال والدعاة، مع عودة هذا المصطلح المطاط حاملا أفهاما فضفاضة ومنهجيات مختلفة أرى أنها تضعنا من جديد في مفترق طريق حاسم إن لم أقل حساسا و خطيرا. لذا ارتأيت ونحن في هذا الضباب أن أجدد التذكير بفرضيات هذه المنهجية وبأهدافها التي نتبناها وما نسعى من خلالها من خير للوطن. والحديث عام، لا يتنزل فقط على الحالة التونسية فحسب ولكنه يشمل كل إطار يبتغي المصالحة مع احترام خصوصيات كل واقع وضروراته ونسبيته. وهو حديث لا يطرق معاقل النوايا والضمائر ولا يحاكم أفرادا ولا جماعات، ويعتبر رأيا من الرؤى وفهما من الأفهام، شعاره الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها… حديث المصالحة
ليست المصالحة جلدا للذات وركوعا أو تذللا بين الأطراف، ليست المصالحة تنكرا لعمل الأمس ونكرانا لأصدقائه، وحياء من نضالات وعلاقات وتصورات…ليست المصالحة عودة إلى نقطة الصفر، فلا نريد أن نعيش أصفارا ولا أن نعيش كالحمار نحمل أسفارا! ليست المصالحة تخليا عن المبادئ والثوابت وإلقاء النفس في دركات المجهول… ليست المصالحة مساومة وبيع وشراء ذمم…ليست لفتات كريمة ولكنها مشاريع كرامة! ليست المصالحة طلب عفو ومغفرة وعودة إلى الصواب، وكأن تشردنا ومنافينا وسجوننا نستحقها وزيادة! ليست المصالحة عودة إلى “العادية” وترك الحبل على الغارب والتنصل من هموم الوطن ومغادرة المشهد السياسي لنصبح متابعين بعدما كنا مؤثرين… أن نصبح “حيطيست” نمشي حذو الحائط على استحياء وعلى أطراف الأقدام، حتى لا يرانا أحد متلبسين بحمل هموم الأوطان، وحتى لا يسمعنا أحد نحكي قصة وطن جريح يرنو إلى الإسعاف! ولا نوقظ أحدا من سباته، فالليل طويل والظلام لا يزال يرمي بأجنحته على كل النواحي والأركان ويقتات على سكون المقابر… لقد تشرد البعض من أجل أشواق الحرية ودخل بعضنا السجون من أجل أن تشيع هذه الحرية على الجميع! لا نريد أن نكون “خبزيست” فلسنا من أجل الخبزة والرغيف تشردنا، ولا نريد أن نعيش من أجل البطون والعقول فارغة! فالمصالحة حمل قضية وليس التخلص منها عند أول بائع كلام أو عهود. ليست المصالحة سحبا لنا من التاريخ وسحلا لنا من الحاضر وعدما وفناءا في المستقبل، ليست المصالحة إلقاء الورود على الضفة المقابلة في كل ناحية وحين، فنرفع السواد على ضفتنا ونأخذ راية بيضاء لندخل بها الضفة المقابلة على وجل! ليست المصالحة نجاة فردية على حساب المشروع، ولكنها مصالحة بين المشاريع قبل المصالحة بين الأفراد… ليست المصالحة مسألة حقوقية وكفى، وعفوا فرديا ومكرمة أميرية تشرأب لها الأعناق من أجل إرضاء الظالم واستغفال المظلوم. ليست المصالحة فعلا خيريا دون منهج وتصور عام، وليست رميا للمنديل ونهاية اللعبة بالضربة القاضية دون حضور الجمهور. لن نبني المصالحة على ردات الأفعال ولا على تصفية الحسابات أو من أجل تسجيل موقف أو ربح موقع… لن نبني المصالحة في إطار من الضوضاء والشطط، ولكن في كثير من الهدوء والتريث والرصانة والحكمة، فالمصالحة التي تبنى على صغار لا تولّد إلا صغارا، والمصالحة التي تشيَّد على حيف وجور لا تنشأ إلا الدمار، فالمصالحة المغشوشة هي مصالحة قد وُلدت ميتة ولن تولّد غير العدم…والمصالحة المنقوصة لا تؤدي إلا إلى تلفيق و وترقيع لا يعالج المشكلة ولكن يزيدها تأزما ويرمي بها هدية ملغّمة إلى الأجيال القادمة فتزداد تمكنا وخطورة وتطرفا، خاصة إذا ولجت السراديب والكهوف وأغلقت البواب وعميت الأبصار! المصالحة هي عودة المشاريع المشردة إلى وطنها الأم الذي غادرته ظلما وعدوانا، هي قبول المشاريع المرفوضة والملفوظة جورا وبهتانا، هي تمكين للمشروع المظلوم أن ينتصر، هي كلمة حق ولحظة صدق من اجل الصالح العام! ليست المصالحة فلتة في تاريخ وحاضر، أو دردشة يمليها أرق ليلة مشحونة بالكوابيس، ولا ردة فعل أساسها غضبة عاتية ولو على ظلم بواح، ولكنها ميثاق وطني وعهد قيمي واضح المعالم، يحمل تصورا ممنهجا للحدث ولما بعد الحدث، حتى لا يطغى التسرع وسوء الفهم والتقدير، فيكون البناء مغشوشا ويفقد مقومات الوجود والبقاء. هي أولا وآخرا مصالحة مع القيم والهوية والصالح العام، مصالحة مع التاريخ والجغرافيا… مصالحة مع الوطن… مصالحة من أجل الوطن! ليس هناك رابح وخاسر في المصالحة كما عنيناها، لأن الوطن قد ربح!
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ وليد بناني رئيس مجلس الشورى لحركة النهضة في ضيافة الحوار نت
الحوار نت : أستاذ وليد البناني الحوار نت يرحب بك ويقدم لك التهاني بحلول شهر المغفرة .في البداية نريد أن نسألك عن شعورك وأنت تستقبل شهر رمضان خصوصا وأنت مهجر هجرة قصرية؟
الشيخ وليد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أتقدم بأحر التهاني لأمة الإسلام عامة لإخواني المساجين والمهجرين وعائلاتهم خاصة بهذا الشهر المبارك أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركة .أستقبل هذا الشهر العظيم ككل مشتاق لحبيب غاب عنه شهورا عدّة ثم أقبل لزيارة حبيبه أستقبله بشوق اللقاء وحفاوة الاستقبال وحسن إكرام الضيف أستقبله بالشكر الجزيل لله المنعم الذي جعل لنا شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فيا فوز من صامه أيمانا واحتسابا فالله يقول {{ الصوم لي وأنا أجزي به}}
الحوارنت: هل يزيدكم تعاقب مثل هذه المناسبات حنينا للوطن والأهل أم أن طول الهجرة و”تأسيس الأوضاع” خارج الوطن قد أوجدكم عوضا عنه؟
الشيخ وليد: مهما طال الزمان وتتالت السنين فالحنين إلى الوطن يزداد ويكبر مع مرور الأعوام ومهما كانت الظروف المادية حسنة فلن تعوض تعلقي بمسقط رأسي القصرين ولا ببلدي تونس ومهما تنوعت العلاقات فلن تعوض صلة رحمي التي قطعها النظام الظالم بل أنا أنتظر على أحر من الجمر تغير الأحوال في تونس حتى أعود إلى أهلي وأحبابي وإلى أرض وطني الحبيب.
الحوار نت : لقد جربت السجن فكيف تقارنه بالغربة المفروضة؟
الشيخ وليد: جربت السجن في 1981 4 سنوات وفي 87 سنة لا مجال بين السجن وخارجه بقطع النظر عن المكان الذي يكون فيه الفرد. يبقى السجن أتعس مكان خاصة في عهد نظام ظالم جعل من السجن آلة لتدمير وقتل الأحرار فمثلا لا مجال للمقارنة بين تجربة السجن التي عشتها أنا والتي يعيشها إخواني الآن وقد تعمد النظام التنكيل بهم والتشفي منهم وهم يعيشون مأساة مريرة على مرأى ومسمع من أدعياء الحرية ممن يدعم هذا النظام الفاسد.
الحوار نت: بصفتك قياديا في حركة النهضة ورئيسا لمجلس شوراها، هل لكم برنامجا بمناسبة شهر رمضان تتوجهون به لأبنائكم داخل الوطن وبالمهاجر؟ أم أن العلاقات مع الداخل شبه منعدمة ومع “المهجر” شبه مقطوعة؟ وإن كان الأمر كذلك فما هي الأسباب؟
الشيخ وليد: كما تعلمون الوضع داخل البلاد لا يسمح لأقل من ذلك فالإخوة ممنوعون من أي نشاط ، غير أن هذا الشهر المبارك بطبعه يصبغ حياة المؤمن بمزيد من العبادة وتلاوة القرآن والتزاور والتصدق فينشأ مناخ من الروحانيات يقوي إيمان الفرد وأضن أن الأخوة وغيرهم من المسلمين في بلادي يغتنمون هذا الشهر لمزيد التقرب من الله. أما في المهجر فليس للحركة برنامج تربوي خاص برمضان فأنتم تعلمون أن أبناء الحركة موزعين على عدة بلدان في العالم وهذه البلدان بها مراكز إسلامية عديدة ينشط من خلالها أبناء الحركة فمنهم الأئمة والدعاة الذين يلقون الدروس الليلة في هذه المراكز ونحن نطلب من كل أبناء الحركة الاستفادة من هذه المراكز والتواجد فيها في رمضان وبعد رمضان . أما فيما يخص العلاقة بالداخل فهي تتكيف بحسب الظروف فنحن في عصر تتطور وسائل الاتصال حيث اخترقت كل الحواجز التي حرص النظام على تمتينها وتثبيتها بالقهر والاضطهاد. أما العلاقة بالمهجر فالأمر يختلف فالعلاقة قائمة منذ بداية الهجرة ولازالت ولولا هذه العلاقة لما أمكن لمئات النهضويين وأسرهم أن يحافظوا على هذه الحركة قد تمر هذه العلاقة بفتور لكن أن تنقطع فهذا لن يكون إن شاء الله.
الحوار نت : أستاذ وليد هل أنتم أصحاب مشروع تربوي إصلاحي؟؟ أم أصحاب مشروع سياسي؟ وما هي ملامح هذا أو ذاك؟
الشيخ وليد: الحركة مشروع إصلاحي مرجعيته الشريعة الإسلامية أبعاده تربوية وثقافية واجتماعية وسياسية هذه هي هوية الحركة الحقيقية وإن طغى البعد السياسي على بقية الأبعاد الأخرى للظروف الاستثنائية منذ أول محنة للحركة سنة 81 فقمع الحركة ومحاولة استئصالها من طرف النظام غيب الأبعاد الأخرى قصرا ولم يترك المجال للحركة حتى تشتغل على هذه الأبعاد وبحكم استفحال الأزمة السياسية في البلاد وجدت الحركة نفسها مجبرة على العمل السياسي المكثف فأخذ منها أكثر الوقت والجهد على حساب كما قلت الأبعاد الأخرى ولو عدنا بالذاكرة إلى سنوات 94-96 لرأينا أثر الأبعاد الأخرى في المجتمع فقد شهدت هذه السنوات تنام للعمل الثقافي والاجتماعي والد عوي وتجلى أثر ذلك في الجامعات والمعاهد والنوادي الثقافية وفي الحياة العامة لقطاع كبير من المجتمع فأبناء الحركة جزء من هذا الشعب يؤثرون فيه وأنا على يقين أنه بانتهاء الأزمة فستعود الحركة إلى مشروعها الإصلاحي الشامل مستفيدة من نتائج هذه المرحلة الاستثنائية الطويلة .
الحوار نت : هل كانت هجرتكم فرصة لاكتساب الخبرات وفتح العلاقات؟ أم أنها تحديا خطيرا يكاد أن يعصف بالأصل (أبناء الحركة) والأطراف (أبنائهم)؟؟
الشيخ وليد: هي هذا وذاك وعلى الجميع أن يسد الثغر الذي يليه . قطعا الحركة مسؤولة أصالة على الجميع وهي المطالبة بتأهيل أبنائها وفتح العلاقات أمامهم. خطت الحركة خطوات محتشمة في هذا الاتجاه تتطلب مزيدا من الجهد والمواظبة خاصة في ظل الظروف العالمية المعادية كما يعلم الجميع
الحوار نت: كيف تقيمون مرحلة الهجرة وهل تتوقعون لها نهاية قريبة؟
الشيخ وليد: لا أستطيع أن أجمل هذه التجربة في كلمات فهي حصاد 15 سنة لكن إيجابياتها أكثر من سلبياتها على مستوى الحركة رسخت الصورة المعتدلة للحركة تمكنت من التعريف بمظلمتها وعرت الصورة الحقيقية للنظام مما سهل لأبنائها الاستقرار في العديد من البلدان في العالم منهم من تخرج من الجامعات العريقة ومنهم من نجح في حياته المهنية والتجارية والدعوية فهي تجربة ثرية تؤلف فيها الكتب
الحوار نت: هل هناك مكاسب سياسية تحققونها مقابل رفضكم للحلول الفردية في تسوية الملفات مع السلطة أم أن الأمر مجرد لي للأذرع لا تعلمون متى ينتهي؟
الشيخ وليد: لا نقيس هذا الأمر بالمكاسب السياسية ونحن لم نمنع أحدا من تسوية وضعه سواء كان في السجن أو في البلاد أو في المهجر. من طال به المسير أو اضطرته الظروف لتسوية وضعيته فالحركة لم تقف في وجهه . الذي قلناه أن الحركة كمجموعة متوافقة على سياسة معينة ترفض الحلول الفردية باسم الحركة لأن ذلك يعود لقرار جماعي. قرار الحركة الرسمي لا يشجع على الحلول الفردية لأنها لا تحل مظلمة الحركة ولا تكفل لها حقوقها الدستورية والقانونية بل تساهم هذه الحلول الفردية في تطويل هذه المحنة وقد تحدث بلبلة في صف الحركة لا يستفيد منه إلا النظام الفاسد. نحن نقدر أن المحنة لن تطول سنوات أخرى بل نقدر أنها في مرحلتها الأخيرة نعود فيها إن شاء الله مر فوعي الرأس كما هم إخواننا في داخل السجن فانظروا إلى صبرهم وثباتهم رغم كل المآسي التي يعيشونها فبم يبلغنا أن أحدا منهم فكر في حل قضيته فرديا .
الحوار نت: هل لكم برنامج للم صفكم وجمع الشتات ؟ أم أنكم تنسون كل من انسحب من صفكم وتقطعون الإتصال به؟
الشيخ وليد: الحركة حريصة على كل فرد فيها قد يختلف معها تنظيميا أوسياسيا المهم أن يخدم الجميع المشروع الإسلامي في تونس بعيدا عن الدس والتشكيك والتشهير ولم تدخر الحركة وسعا في لم الشمل ورص الصف فإخوتنا عزيزين علينا نقدر حرص كل من له نية حسنة لتوطيد العلاقة الأخوية داخل الحركة. لم يتشتت أبناء الحركة ولم ينفرط عقدهم قد لا تكون التواصل التنظيمي على ما يرام أو قد يكون التواصل بين القيادة وأبناء الحركة متقطعا في بعض الأحيان وهذا تتحكم فيه ظروف ذاتية وموضوعية تأثر في نسقه .
الحوارنت : إذا كنتم تعتبرون أن وجود القيادة بالمهجر أمر إستثنائيا إضطراريا فمتى تتوقعون عودة الأمر للداخل بكم أو بإخوانكم؟؟
الشيخ وليد: هذا أمر تحكمه عدة ضوابط وأليات وظروف لم تتوفر بعد وهو لا يطرح في ساحات الأنترنت
الحوار نت : هل لك أن تطلعنا على فحوى الزيارة التي قام بها وفد أمريكي للسيد حمادي الجبالي؟؟
الشيخ وليد: تمت هذه الزيارة بطلب من الأمريكان الذين يعتبرون حركة النهضة طرفا كبقية الأطراف السياسية الأخرى ويريدون أن يعرفوا منها مباشرة رأيها في مجمل القضايا الوطنية والعالمية وقد كانت مناسبة لتعرض فيها الحركة وجهة نظرها من مجمل هذه القضايا فشددت على التأكيد على رفضها لكل تدخل خارجي في شؤون البلاد وأكدت مجددا على نهجها السلمي وعلى حقها وغيرها على التواجد القانوني كما عبرت هن استعدادها للحوار الجاد مع الجميع بما يحفظ مصالح البلاد العليا
الحوار نت : قرأنا مؤخرا بعض بيانات موقعة باسم “الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس” هل من علاقة لكم بهذه المؤسسة؟
الشيخ وليد: هذه الهيئة تشكلت بمبادرة من الحركة قام عليها الأخ الفاضل الشيخ محمد الهادي الزمزمي حفظه الله في سنة 1997 للتعريف بمحنة الإسلام الجريح في تونس وقد قامت مشكورة بعدة اتصالات بالعلماء والدعاة لتعرفهم بمحنة الإسلام في تونس وخاصة ما تتعرض له أخواتنا من عدوان على حقهن الشرعي في الباس الشرعي.
الحوار نت : إلى أين وصل حلفكم مع المعارضة العلمانية؟ وما موقفكم من المطلب الذي رفع مؤخراـ بمناسبة خمسينية مجلة الأحوال الشخصية ـ للمساوات في الإرث؟
الشيخ وليد: هو ليس حلفا ولا حتى جبهة وطنية. الحركة تشجع وتقف مع كل مبادرة تخدم العمل المشترك مع المعارضة و تبقى لها خصوصيتها فهي لن تتخلى عن مبادئها من أجل أيا كان وهي لن تعطل أي نص صريح في كتاب الله وسنة رسوله
الحوار نت : مجموعة كلمات سريعة لا تتعدى سطرا واحدا لكل جهة:
الأولى: الأولى لإخوانكم في السجن
الشيخ وليد: هم صفوة قيادة هذه الحركة لا يوفيهم أجرهم إلا الله ولا يعرف قدرهم إلا هو وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أكرمهم الله بحفظ كتابه ورفع درجاتهم بعظيم ابتلائهم ثبتوا فأثيبوا هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
والثانية: لإخوانكم في الداخل
الشيخ وليد: يشتركون في الكثير من الفضل مثل إخوانهم في السجون غير أن ابتلائهم من نوع أخر ثبتوا في السجن وواصلوا الثبات في خارج السجن هم من تعود على أيديهم الحركة إلى موقعها الطبيعي إن شاء الله تعالى.
والثالثة: لإخوانكم بالمهجر
الشيخ وليد: هم من حفظ الحركة بعد الله في أشد محنة عاشتها لولاهم لما بقيت الحركة هم من دافعوا عن هوية الحركة هم من حفظوها من التلاشي رغم كل الخطط الخبيثة للنظام لن تنسى لهم الحركة هذا الفضل وهو عند الله في كتاب محفوظ
والرابعة: لشركائكم في المعارضة
الشيخ وليد: حان الوقت لتفعيل كل مبادرة تعجل في تكتيل الجهود من أجل إجبار السلطة على القيام بإصلاحات سياسية حقيقية تخرج البلاد من أزمتها
الخامسة: للمعارضة التي لا تقبل بوجودكم (الإستئصالية)
الشيخ وليد: الحركة طرف أساسي لا سبيل لتجاوزه يمد يده لكل أبناء الوطن المخلصين لتكون تونس للجميع دون وصاية ولا إقصاء والحكم بين الجميع شعبنا الكريم
السادسة:للسلطة
الشيخ وليد: ليل الظلم قصير وعاقبة الظالم الوبال والخسران وخير لها وللبلاد التوجه الجدي للإصلاح السياسي ولها في محيطها الإقليمي الأمثلة الكثيرة
السابعة: لمن يدعم السلطة
الشيخ وليد: يا ويل من باعد دينه بدنيا غيره الأفضل لهم الانحياز لمطالب شعبهم الحقيقية قبل أن يكون مصيرهم كمصير العملاء منبوذين من الجميع.
حاوره : صابر التونسي
(المصدر : موقع الحوار نت بتاريخ 1 أكتوبر 2006)
حول حوار راشد الغنوشي مع قناة الحوار . .
فعلا .. لنغلق هذا القوس ..هناك رهانات أكثر إلحاحا
الحبيب أبو وليد المكني Benalim17@yahoo.fr يبدو أن البعض في تونس ما زال يصر على تسييس ظاهرة الحجاب أو ما يسميه بالزي الطائفي لغايات سياسوية و أيديولوجية ليست جديد ة علينا … فقد طالعت مقالا في جريدة الصباح الصادرة في الأول من أكتوبر 2006م بإمضاء السيد إلياس بن مرزوق تحت عنوان” الزي الطائفي ..الدلالة والرجعية … لنغلق هذا القوس .. هناك رهانات أكثر إلحاحا ” . يحاول صاحب المقال أن يدافع عن المنشور 108 بالأسلوب الذي تعودنا عليه من طائفة من الكتاب منذ أزيد من خمس و عشرين سنة فيتعمد بذلك التغافل عن أن البلاد منذ ذلك الحين قد حصلت فيها تطورات كبيرة و أن الأمر لم يعد يتعلق بزي يمثل حدود انتشار لحركة الاتجاه الإسلامي بين التونسيين و التونسيات و لكنه حصيلة انفتاح البلاد على محيطها العربي الإسلامي من خلال ثورة المعلومات و انتشار الفضائيات ، و لا يريد الرجل أن يفهم أن زمن تدخل الأنظمة الشمولية على النمط الألباني القديم قد ولى و انتهى ، و لم يعد هناك مكان للذين يخيل لهم أنهم قادرون على فرض نمط تفكير معين على الناس أو شكل من أشكال اللباس و تحت أي لافتة من اللافتات مهما كانت جميلة … و لاشك أن الصحفي المذكور يضع نفسه في خدمة بعض الجماعات المتنفذة اليوم في بلادنا والتي لا يهمها سمعة البلاد و لا استقرارها فضلا عن استخفافها بمسألة تجذرها في محيطها العربي الإسلامي رغم أنه يمثل الضمانة الوحيدة لتحافظ على استقلالها في زمن العولمة المتوحشة ، و يبدو أنه لا زال يضيع وقته في استيعاب نظريات ادعت لنفسها العلمية و الشمولية و الإنسانية و في الأخير تبين أنها لم تحقق شيئا كبيرا لهذا الإنسان و لم تلبث دولتها أن تهاوت تحت ضربات خصومها . البلاد اليوم كما يقول ليس فيها حركة سياسية متطرفة ” والفضل يعود له ولأمثاله؟؟ ” و النظام مستقر و جهود التنمية تحقق نسبا تنموية عالية … وهناك كما يقول رهانات أكثر إلحاحا ” ولا نفهم بعد ذلك لماذا تتعمد هذه الجماعات الانتهازية إثارة زوبعة جديدة في” كل عام مرة أو مرتين ” ، أليس لابتزاز مؤسسة الرئاسة و إقناعها بأن الخطر الأصولي لا زال قائما و أنها تواصل خوض معركتها القديمة بكل نشاط و حيوية تماما كما فعلت في الماضي فنالت بذلك حظوة لدى السلطان و حققت ما تصبو إليه من المصالح و المنافع … أم أن الأمر شيء آخر لا ندري ما هو ؟ ونعتقد أنه ليس هناك فائدة من محاولة إقناع هذا و أمثاله أن ظاهرة الحجاب اليوم لم تعد مسيّسة وبالتالي فإن المناشير المضيقة عليها لم تعد مبررة بل انها تتعارض في الصميم مع الحرية الشخصية للمواطنين و انها لا تخدم في الواقع إلا التيارات المتعصبة و المتطرفة التي يطالب هو و أمثاله بمواجهتها حتى لا تلهيهم عن معارك التنمية الحقيقية ، ولسنا نحن الذين نقول ذلك فقط بل هناك في السلطة من هو أكثر وفاء منه و من أمثاله من يدافع عن هذا الخيار بعد أن تبين له كم يمكن أن تخسر البلاد من إشعاعها و سمعتها بين جيرانها، و كم هو حجم التهديد على مصالحها و أمنها الذي يمكن أن تتعرض له ، بسبب هذه المواقف المتشنجة و التجاوزات المتكررة … ليس هناك فائدة من الإلحاح في هذا الموضوع مع هؤلاء لأنهم جماعات من المرتجفين و المهووسين بالدفاع عن مواقعهم التي وصلوا إليها بدون وجه حق و لا يهمهم بعد ذلك أن يأتي الطوفان ، لا يهمهم أن يتحدث المسلمون عن التونسيين و كأنه قد ترهلت هممهم وفقدوا الإحساس بواجب الدفاع عن هويتهم و دينهم و أخلاقهم ،لا يهمهم أن يبدأ الكثير من المسلمين في التشكيك في درجة تدين التونسيين و في انتمائهم الحضاري بما يسئ لهم في كل المحافل الدولية و الإسلامية ، لا يهمهم ما هو أخطر من ذلك وهو أن تتعرض المصالح التونسية إلى هجمات تيار الرفض والإرهاب الذي لا يفرق بين العدو و الصديق ، المهم بالنسبة إليهم أن يستجيبوا لنداء شهواتهم و يرضوا غرورهم و يتشفوا في خصومهم الأيديولوجيين .وهذا سلوك يتناقض مع ما يجب أن يكون عليه رجال الدولة … والغريب أن هذا الطرف يدعي أنه بالتدخل في حرية لباس المرأة حماية لها و حرص على حقوقها من دعوات التجهيل والتضييق و التهميش ؟؟ … فممّا جاء في المقال المذكور ” قضية الزي الطائفي أو ما سمّي بالحجاب و التي تتعدى كونها مسألة زي خارجي إلى كونها ذريعة تستهدف في المقام الأول إقصاء و تغييب المرأة بل تقديم المرأة على أنها عورة واجب سترها ” وهو يحاول بهذا أن يوهمنا أنه و أمثاله يدافعون عن تشريك المرأة التونسية في العمل من أجل تنمية البلاد و إثبات كفاءتها وهو كلام مردود عليه طبعا لأن كل الناس يعلمون اليوم أن مشاركة المرأة في جهود التنمية من عدمه ليس مرتبطا بنوع اللباس الذي ترتديه طائفيا كان أو تقليديا، ولكنه مرتبط بمستوى تأهيلها العلمي و الوظيفي ،وهو التأهيل الذي لا تحققه إلا بالتعليم بمختلف مستوياته و حديثنا اليوم عن منشور قديم وظالم يريد المتمسكون به الدفاع عن حجب المتحجبات عن مقاعد الدراسة و حرمانهن من وظائفهن و إجبارهن على البقاء في البيوت . و يبدو أن هؤلاء قد أفقدهم هواهم القدرة على إدراك الحقائق و تفهم المتغيرات فإذا بهم يخطئون السبيل فيحرضون الدولة من جديد على خوض معارك قد ثبت خسرانها وكما يقول المثل السوري ” الّلي يجرّب المجّرب رأسه مخرّب” فمتى يدرك هؤلاء أن هناك فعلا رهانات أخرى أكثر إلحاحا من معارك ” دون كيشوط ” فينتهون عن التدخل في حرية اللباس و يتوقفون عن انتهاك حرمة الناس ؟؟ ذلك أن ظاهرة الحجاب في تونس هي أكبر من السياسة و السياسويين .. إنها تعبير عن هوية و انتماء حضاري … و إن لم نتفق على أنها كذلك فهي قبل كل شيء قضية حريات مدنية و دينية . (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 1 أكتوبر 2006)
الحجاب: مرة اخرى المشكل –الوهم
قيس – باريس
لقد طالعت على صفحات هذا الموقع بعض المقالات التي تطرقت الى مسالة الحجاب بتونس، و التي كانت بين مؤيد ومعارض. لكن هذا المقلات – على اهميتها- تلتقي في نقطة مفادها ان مسالة الحجاب في تونس يمثل مشكلا حقيقيا يجب التجادل فيه و النقاش حوله، و بالطبع فان النقاش
في هذه الحال لا يهدف الى ايجاد حل ” للمشكل ” بقدر ما يهدف الى تمسك كل طرف ب” اطروحته” و بخلفيته السياسية، ناهيك و ان مشكل الحجاب في تونس قد طرح و لا يزال بخلفية سياسة صرفة مهما تكررت محاولات التغليف بالدين و التفتح.
لكن السؤال الذي اريد طرحه هو الآتي : هل يمثل الحجاب مشكلا حقيقيا ام هو مشكل ” مخلوق” ومصطنع
“.
ما نصيب السياسي و الايديولوجي من ” مشكل الخمار”. حسب رايي ان قضية الحجاب هي قضية وهمية مفتعلة، القصد منها خلق جو من التوتر و من ايجاد تناقض داخل المجتمع – هو في غنى عنه – بين فئتين من النساء ( متحجبات و سافرات) من ناحية و بين مدافعين عن الحجاب ” مسلمين بررة ” و معادين للحجاب ” منبتين و علمانيين كفرة” ؟؟
.
اذا كان الاسلاميون متمسكون بالحجاب كلباس لا بد منه لتصبح المراة ” مسلمة” فما موقع بقية النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب من بوصلة الاسلاميين و ما نصيبهن من مقولة الكفر و الايمان؟هل يوجد المسلم كامل و المسلم ” شطر شطر”؟
الا يعلم الاسلاميون ان النساء اليوم يقضين حاجياتهن الطبيعية في مناى عن انظار ” الذكور” وبالتالي فهن لسن في حاجة الى لباس ما به تستر كامل الجسد
.
الا يعكس التشبث بالحجاب نظرة جنسية للمراة و اعتبارها ” كتلة من الجسد ” يجب تغطيته حتى لا تبعث الفتنة في الآخر؟
الم يكن حريا النقاش في مشاكل واقعية تمس المراة مباشرة و بيقة المجتمع، كحقها في العمل ومساواتها مع الرجل في كافة المجالات و الكف عن اعتبارها عنصرا ثانويا مفعولا به و الكف عن اعتبارها ” جنسا” و ” فتنة ” يجب حجبها عن انظار ” الذكور” . اليس مؤسفا ان يواصل الاسلاميون النظر الى المراة بهذه الطريقة في الوقت الذي يدعون فيه الى الاجتهاد و التفكير و تجديد الفقه؟ لا زلنا ننتظر منتوج هؤلاء ” التجديدي ” – ؟ ففي ماذا سيجددون اذا مازالوا يعتبرون ان المراة الغير متحجبة ” مسلمة شطر بشطر”؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 02 أكتوبر 2006
الحلقة الثانية الرسالة 135 على موقع تونس نيوز
إصلاح الإعلام ضرورة حتمية في بلادنا لمواكبة العصر و النهضة التكنولوجية في العالم بأسره
بقلم محمد العروسي الهاني
تعرضت في المقال الأول يوم 30 سبتمبر 2006 إلى عدّة جوانب في مجال الإعلام سواء المرئي أو المسموع و المكتوب. وأعطيت بعض العينات الحيّة على دور الإذاعة الوطنية في عهد الاستقلال و ما قامت به الإذاعة الوطنية من اعمال هامة في مجال التوعية و التثقيف الإعلامي و السياسي و التربوي و الإجتماعي حسب خطة ذكية مفيدة… و أشرت إلى المتابعة اليومية و الإنصات الفعلي و الإهتمام
من طرف رئيس الدولة شخصيا لبرامج الإذاعة و خاصة الحوارات التي كانت تدور في الساحة الإعلامية و على امواج الاثير و مشاركة المواطن و المواطنة في الحوار و طرح القضايا الإجتماعية بصراحة و كثيرا ما يستدعي إهتمام و عناية رئيس الدولة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله
ببعض القضايا المطروحة فيأذن حالا و بدون تردد لمعالجة المشكلة و إيجاد الحلول لها و يخاطب المسؤولين على الصعيد الوطني و الجهوي و حتى المحلي للإهتمام فورا و دعوة المعنيين بالأمر و الإصغاء إليهم مباشرة و قد اشرت في مقالات سابقة عينات من هذه المشاغل التي إسترعت إهتمام رئيس البلاد.
و في إحدى المناسبات إستمع إلى حصة التنمية الريفية التي كان يديرها المنشط الإذاعي محمد الهادي التريكي
حول برنامج التنمية الريفية بولاية باجة و قد إستمع الرئيس بورقيبة إلى تدخل مواطنة من جهة باجة تلح و تطالب بمنحها كمية من الصوف مع السداية التي تسلمتها من الولاية و اكدت أنّ آلة السداية بدون كمية الصوف لا قيمة لها في إطار العناية بتحسين ظروف العيش لسكان الريف
و بلغ صوتها حالا إلى قلب رئيس الدولة الذي كان يتابع الحصة و بعد الإنتهاء من الإستماع إلى البرنامج إتصل الرئيس بورقيبة بالمدير العام للإذاعة و التلفزة الوطنية فورا و قال له يا سي عبد الرزاق الكافي هل إستمعت إلى الحصة المخصصة للتنمية الريفية منذ حين و فاجئه بالخبر و أذن بالبحث عن المواطنة و الإتصال بها و كلفه بالإتصال بالسيد والي الجهة لتمكين المرأة من مبتغاها حالا … و تمّ ذلك في ظرف يوم واحد. و لا أريد أن اعدّد التدخلات و الإجراءات الرئاسية لأنها كثيرة و تتطلب كتاب من الحجم الكبير…
هذه عينة أخرى من متابعة الرئيس الحبيب بورقيبة و حرصه الشديد على الإصغاء إلى الإذاعة الوطنية
نقول هذا لنؤكد أنّ دور الإذاعة أسمى من الغناء الهابط و المزود و الفكاهة و الاشياء المبتذلة التي أصبح الشعب لا يحبّذ الإستماع إليها
و هذه نادرة حصلت لي يوم 29/09/2006 السادس من شهر رمضان المعظم الحالي أوقفت سيارة أجرة من حمام الشط للذهاب إلى مدينة حمام الأنف على بعد 4 كلم و بعد إمتطاء السيارة التي كان بها عدد من الركاب نساء و رجال و كان صاحب السيارة فاتح المذياع للإستماع إلى الأغاني و من الصدف كانت أغنية بالفرنسية مبتذلة غريبة عن مجتمعنا العربي الأصيل و الفتيات داخل السيارة منصتين للأغنية فقلت بكل لطف لصاحب سيارة الاجرة ياخي بدّل الموجة أو أقفل المذياع يا أخي فأجابني بكل لطف ياعمي الأغنية موجودة في الإذاعة و هذا برنامجهم الإعلامي فلا دخل لي في ذلك يا عمي قلت له مبتسما إفعل ما قاله الصحفي القدير المرحوم الاستاذ عبد العزيز العروي عندما سأله مواطن و عاتبه على حصة سمر لم تعجب المواطن قال له العروي رحمه الله بيننا فلسة أعني أغلق المذياع… و أصبحت هذه الكلمة شائعة في تونس منذ عام 1959 إلى اليوم ففهم سائق السيارة و أغلق المذياع و فعلا و كان في المستوى و على غاية من التربية و الأخلاق الفاضلة…
هذه عينة على الأغاني المبتذلة
و لست أدري لماذا المسؤولين على الإعلام مصّرين على ذلك… و ما هو هدفهم و ما هي غايتهم هل هذا هو يصنع الرجال و يغذي الشباب أم ماذا … نرجو من الله تعالى أن يلهم إخواننا في الإعلام الرشّد و اليقين حتى يدرك أن 65 بالمائة من الشباب التونسي يرفض الميوعة و الإغراء و لا ينساقون وراء الموضة الغربية و الغزو الثقافي الخطير الجارف…
التي أتي على الأخضر و اليابس و مظاهر الإنحلال الاخلاقي في نسبة 20 بالمائة من شبابنا تعود اصلا إلى هذه البرامج و موضة الغرب و التقليد الأعمى عفانا الله و عافاكم من التقليد الأعمى الخطير
قال الله تعالى فإنها لا تعمي الابصار لكن تعمي القلوب التي في الصدور صدق الله العظيم
أوجه تحية تقدير و إكبار لموقع الأنترنات تونس نيوز
الذي قام و لا زال بدور هام و فاعل على الساحة الإعلامية في ظرف وجيز و بفضل المصداقية و الحرية الإعلامية و دعم الأعلام الإلكتروني في عصر التكنولوجيا و الطرق السيارة العصرية تمكن المواطن أينما كان و في أي أرض من العالم و بدون حواجز أو رقابة أو طمس 75 بالمائة من المقالات على الطريقة القديمة الصحافة المكتوبة في بلدنا و قد اشرت في إحدى المقالات أنه تمّ بفضل موقع تونس نيوز في ظرف سنة واحدة نشر 134 مقالا أي بمعدل مقال كل يومين ونصف بينما في صحافتنا المحلية منذ يوم 6 جويلية 1966 إلى جوان 2006 طيلة أربعون عاما تم نشر 97 مقالا فقط أي بمعدل مقالتين و نصف في العام و الفارق واضح للعيان و هذا العدد يطرح منه و حذف أكثر من نصف المقالات…أما المقالات التي لم تنشر فعددها يفوق 125 مقالا حتى جاء نصر الله و إنتصرت الكلمة الحرة و عتقت كما يعتق الاسير أو العصفور ليعود إلى وكره… و بفضل هذا الموقع الممتاز الذي جاء في الوقت المناسب و الظرف المناسب تم نشر كل مقالاتي بدون تحفظ أو حذف جملة واحدة و تلك هي أمانة الصحافة و نزاهة أسرة التحرير
و بفضل هذا الموقع نشرت كل الخواطر و الآراء التي كانت ممنوعة في الصحافة المكتوبة و يقرأ لها مليون حساب و مليار إحتياط و حذر كأنها قنابل عنقودية خطيرة بل هي آراء نزيهة و افكار حرة و خواطر صريحة و اقتراحات جريئة شجاعة…و لولا الموقع الحرّ لم تنشر الاثني عشر رسالة مفتوحة لسيادة رئيس الدولة في 26/12/2005 إلى يوم 19/09/2006 و عالجت و شرحت فيها لسيادة الرئيس كل المشاغل المطروحة بكل حرية و ديمقراطية و بأسلوب حضاري راقي و بأخلاق فاضلة عالية و ايضا بشجاعة و جرأة المؤمنين الصادقين بقضايا الوطن و مشاغل المجتمع و حياة المواطن و تطوير الإعلام و مزيد الديمقراطية و التسامح و العفو و الصفح على غرار ما يجري في بلدان العالم و حتى في الدول العربية المجاورة… و طالبت بمزيد كرامة المواطن و كشفت عن بعض التجاوزات. و أطنبت في الحديث عن بعض المظالم و مزيد العناية بالمناضلين و دعم الحريات.
و تكوين الجمعيات دون خطوط حمراء كما هو الحال المسكوت عنه منذ أكثر من سنة و 5 اشهر حول تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية.
و اشرت أنّ تكوين هذه الجمعية يندرج ضمن دور الجمعيات المدنية بإعتبارها روافد للمجتمع المدني و قانونها واضحا على الورق. و استغرب من الصمت و السكوت و عدم الرد بينما الكل يقول أنّ الزعيم بورقيبة هو زعيمنا جميعا إذا كان هذا الشعار صحيحا لماذا الصمت على تكوين الجمعية و عدم الإستجابة للحصول على التأشيرة و قلت لا خوف من الجمعية فاعضائها كلهم ملتزمون و مناضلون ووطنيون أحرار من قدم الساق إلى أعلى الراس عيبهم النظافة و الكرامة و الشهامة
ضد الطمع و الانبطاح
و بعضهم له ابناء عاطلين عن العمل و في مستوى الإجازة… و ذلك من شدة الانفة و عزّة النفس و الكرامة… هؤلاء الاشخاص هم أصحاب المبادئ و الثوابت بعضهم معاشر الرتل صباحا مساءا ليس لهم دراجة نارية و لا عادية… و لا ضيعة فلاحية ما عدى ورثة الوالدين رحمهم الله… و قد كانوا ضد شطحات اليسار المتطرف و رقصات اليمين المتطرف… و لكن كانوا ايضا في دارهم و حوارهم أشداء في الحوار و الصراحة.
حتى أنّ بعضهم قديما وجديدا يتحرجون من صراحتهم و كأنهم أشخاص معارضون و لكن الحقيقة هي صفاة المناضل الدستوري الذي لا يقول دوما نعم بل له راي حرّ و ثوابت و قيم و مواقف لماذا نخاف من مجموعة مثل هؤلاء لتكوين جمعية للمحافظة على تراث زعيمنا الرمز العملاق في التاريخ الوطني… هذه عينات من فحوى الرسائل التي وجهتها للرئيس بموقع الانترنات تونس نيوز
موقف يستحق التنويه و الشكر
علمنا بواسطة تونس نيوز في مقال منشور يوم السبت 30/09/2006 أنّ السيد المبروك الطرابلسي وقع رفع الرقابة عنه بتعليمات من رئاسة الجمهورية خطوة هامة تستحق الذكر و الاستحسان كما علمنا أنّ السيد محسن الجلاصي رئيس تحرير الحرية الذي وقع إعلامه بالتقاعد المبكر نتيجة قصة طويلة شرحتها في مقالات سابقة من 10 جويلية إلى 28 منه عبر موقع تونس نيوز هذا الأخ وقع تكليفه مؤخرا بمهمة الإعلام بمجلس المستشارين تلك خطوات إيجابية تستحق كلمة الخير لأنّ المناضل الدستوري دوما يبحث على الحقيقة و يشكر المواقف الإيجابية و الفرق بين الدستوري الوطني و الذي تعلق باليسار الشيوعي المتطرف الفرق بينهما واضح الأول صاحب ثوابت و قيم و مبادئ من أجل الوطن و الطرف الثاني و بعضهم بالخصوص أصحاب البحث على المكاسب المادية و المطامع بشتى الطرق و مقالي يوم 23/09/2006 المنشور بموقع الانترنات تونس نيوز فيه الكفاية للتعريف بالصنفين و ندعوا الأخوة لمراجعة المقال في كل وقت للتشبّع به و فهمه فهما صحيحا
قال الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر صدق الله العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
شكوى رمضان, شكوى شهر الصيام
الحمد لله رب العالمين، حمد الذاكرين الشاكرين الصابرين. والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، أفضل خلق الله، محمد بن عبد الله، رسول الله، النبي الأمي الأمين ، أفضل صلاة وأتم تسليم. وارض اللهم عن الصحابة والتابعين، وآل البيت الطيبين الطاهرين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد…
أيها المسلمون الصائمون: لقد أظلكم شهر عظيم، شهر رمضان الكريم. شهر الصيام والقيام, شهر القرآن. شهر تضاعف فيه الحسنات, وترفع به الدرجات. شهر كالسوق قام ثم انفض, ربح فيه من ربح, وخسر فيه من خسر. شهر تتناثر حباته, فيا سعد من حرص على جمعها بالنهار والليل والأسحار, فصام أيامه، وقام لياليه، وأمر فيه بالمعروف، ونهى فيه عن المنكر, وحمل فيه الدعوة إلى الإسلام. شهر يقول فيه الرسول r ” إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ “ [رواه الترمذي] فهنيئا لكم شهر رمضان المبارك يا خير أمة أخرجت للناس، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات. ونسأل الله عز وجل أن يكون هذا الشهر الكريم، شهر خير وبركة وعز وانتصار للأمة الإسلامية. ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا ونحن مستظلين بظل سلطان الإسلام, وتحت إمرة أمير المؤمنين, خليفة المسلمين, لنتقى به ونقاتل من وراءه. اللهم آمين.
أيها الصائمون، إنني لا أريد هنا أن أكرر عليكم الحديث التقليدي الذي تعودتم عليه, ولا أريد أن أردده على مسامعكم كما يتردد عليكم كل عام, في مثل هذه الأيام من هذا الشهر العظيم. لأنكم تعلمون مدى أهمية هذا الشهر المبارك في حياة المسلمين. فهو الشهر الذي تتجلى فيه الرحمات الربانية, والبركات الإلهية. وتعلمون أيضا أن أبواب المغفرة والتوبة والعتق من النار تفتح فيه على مصراعيها ليصفح الله عز وجل عن الكثير، والكثير من المذنبين، والآثمين والشاردين، والمبتعدين عن صراطه. فهذا الكلام سمعتموه ولازال يتكرر عليكم حتى أنكم شربتموه. ولكن ما أريد أن ألفت انتباهكم إليه هو كلام آخر غير هذا الذي تعودتم عليه. كلام قل من يخوض فيه, أو يحدث الناس به، ليلفت انتباههم إليه. كلام يتمحور حول المعاصي التي يستقبل بها المسلمون هذا الشهر العظيم، الذي نوّه به كتاب الله العزيز, ورفع شأنه المصطفى الحبيب. كلام يتمحور حول ما كان عليه هذا الشهر أيام سلفنا الصالح، وكيف أصبح في هذه الأيام. فهو كلام عبارة عن شكوى يشكوها رمضان, أرفعها إليكم أيها الصائمون، لعلكم تذكرون، أو تستيقظون، فتغيرون. فاسمعوا يرحمكم الله إلى ما يشكوه رمضان منا.
يقول رمضان : لقد كنت في سلفكم قرآنا وصياما وصلاة, وبرا وكرما وصدقة, وتوبة ومغفرة وطاعة. وكنت أخوة ووحدة ومودة, وصلة رحم وقرابة. وكنت مجلس علم ودرس وأدب وأخلاق, وكنت جهادا وفتحا ونصرا. فكيف صرت اليوم فيكم؟ أين وحدتكم وأين رايتكم وأين قائدكم؟ أين الذي يعزر من انتهك حرمتي، وجاهر بمعصية ربه في شهري هذا؟ أين الذي يسلسل شياطين الإنس الذين يغتنمون شهري ليكثروا فيه الفساد، بعدما كفاكم الله شر شياطين الجن فأصفدهم ؟ أين الذي يحي فيكم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويحي فيكم تقوى القلوب؟ أين الذي يقوي علاقتكم بربكم، ويرفع كرامتكم، ويرد إليكم عزتكم ومكانتكم, أين الذي يجهز جيوشكم، ويرفع رايتكم، ويعقد ألويتكم، لتفتحوا البلاد، وتهدوا العباد، وتنشروا الإسلام في شهري هذا؟ أين كل ذلك ؟
يا عباد الرحمن، إنني الشهر الذي اصطفاني ربي من بين الشهور، ففي أنزل القرآن, وفي فرض عليكم الصيام. ] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [[البقرة:2/185]. فإني لكم شهر عظيم، وشهر كريم. فكيف حالكم في؟. لقد أتيتكم وأنتم ممزقون ومتفرقون, وحتى عن هلالي مختلفون. ولأهواء طواغيتكم متبعون. فَكَيَفتُم مطالعي حسب أقطاركم. نزولا عند رغبة أعدائكم الذين قسموا بلادكم. فلم تتوحدوا لا في صوم ولا في عيد. أو لم يأمركم الله بصيامي عند رؤية هلالي، إذ قال جل من قائل ] فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [[البقرة:2/185]. أولم يبين لكم رسولكمr متى تصومون، ومتى تفطرون في الحديث الذي رواه البخاري ” عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ “ [رواه البخاري]. فلم لا تتعبدون ربكم بهذه المواقيت التي أخبر بها في قوله تعالى ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ[ [البقرة:2/189] . وتتعبدونه برزنامة ” سايكس بيكو” التي فرقت بين أقطاركم.
يا عباد الرحمن: إني شهر عظيم, شهر البركات. ففي تصفد الشياطين, وفي تتنزل عليكم رحمة رب العالمين. ” عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ” [رواه البخاري]. فمالي أرى شياطينكم ترتع وتمرح على أرضكم, فتكثر الفساد والإفساد، وتخرب الأخلاق وتدمر القيم, وأنتم عنهم ساكتون؟ أتستبدلون الرحمة بالنقمة في هذا الشهر. ألا ترون أن صفوتي من بين الأشهر قد دنست, وأن حرمتي قد انتهكت. فهذا عاص يتبجح بمعصيته, فلا تجدون له قاضيا يعزره, وذاك صخّاب بالأسواق وغاش للناس وباخس في المكيال, فلا تجدون له الحسبة ولا المحتسب. وهذا إعلام فاسد وماجن يفرغ عليكم قاذوراته في بيوتكم، ليفسد عليكم نسائكم وأبناؤكم, ويشغلكم عن طاعاتكم, فلا تجدون له الأمير الذي يطهره. وهذه موائد قمار قد انتصبت, وهناك سمر ولهو وترف, وهنا رقص وخمرة وفاحشة. فانقلبت ليالي إلى ليال رمضانية حمراء تؤزكم فيها شياطين الإنس أزّا. أو ليست لي حرمة بينكم, يا خير أمة أخرجت للناس, وقد شرفني الله بكم وشرفكم بي من دون الناس, فأين الذي يأخذ على أيدي هؤلاء إذا أفسدوا, وأين الذي يغير على المجرمين إذا أجرموا.
يا عباد الرحمن: إني كنت لكم شهر الفتوحات والإنتصارات. ففي شهري العظيم نقشت بطولات أمجادكم, وانتصارات أسلافكم. أولا تسمعون صدى وقع سنابك خيولهم وصهيلها, وقعقعة سيوفهم وتكبيراتهم تتردد عليكم من قاع التاريخ, أفلا تتشوقون إلى مجد كمجدهم وعز كعزهم. أولا تذكرون يوم الفرقان, يوم فرق الله بين الكفر والإيمان, في معركة بدر الكبرى, أولا تذكرون فتح مكة وكسر الأوثان وسقوط الطواغيت, أولا تذكرون فتح الأندلس وفتح القسطنطينية. أولا تذكرون معركة حطين وعين جالوت. كل هذه الإنتصارات والفتوحات حققها أسلافكم في مثل هذا الشهر, فأين أنتم من هذا؟. ولكن يا خيبتي فيكم أراكم اليوم منتكسين ومنكسرين. وأرى بلادكم بأيدي أعدائكم. فهذا بيت المقدس أسير في أيدي يهود, وهذا عراق الرشيد ملتهب بأيدي الصليبيين, وتلك أفغانستان والشيشان وكشمير. فأين الخليفة الذي يحرر بلادكم ويلحم أجزائكم, ويمسح عاركم, ويضمد جراحكم؟.
يا عباد الرحمن: إني شهر الإسلام، وشهر القرآن, فمالي أراكم عن حمل الدعوة معرضين, وبموائد الإفطار وإعداد الطعام والشراب منشغلين. أمن أجل هذا خلقتم, أو ما قرأتم قوله تعالى ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[ [الذاريات : 51/56]. فهل توليتم عن أمر ربكم، وأسأل الله أن لا يكون ذلك، فيستبدلكم بمن هم خير منكم, قال تعالى ] وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [ [محمد : 47/38]. فإن شهري هذا شهر تحيا فيه القلوب, فاغتنموا حياتها من قبل أن تموت, فلا تتقاعسوا فيه عن حمل الدعوة إلى الإسلام, والرسول r يقول ” فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ” [رواه البخاري].
يا عباد الرحمن: إني شهر التوبة والغفران, فلماذا تحزن بعدي المساجد، وتطفأ فيها المصابيح، وتشكوا لربها قلة الراكعين والساجدين والعابدين. أين ذهب التائبون, أين راح الراكعون, أين اختفى الذين رأيتهم في شهري لربهم ساجدين؟. فهل بعدي تموت القلوب, وتغور الدموع في العيون, فإني ورب العزة على حالي فيكم لحزين.
أيها الصائمون. هذه شكوى شهر الصيام, شكوى شهر رمضان. قد رفعتها إليكم، فماذا أنتم فاعلون ونحن في شهر الصلح مع رب العالمين, أتريدون أن يمر علينا رمضان تلو رمضان، وليس لنا راع يرعانا ويرعى صيامنا, والرسول r يقول ” إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ “[رواه مسلم], فكم من رمضان مر علينا ونحن نعيش في ظل أحكام الكفر، بغياب سلطان الإسلام ودولته، دولة الخلافة، دولة العز والجاه والسلطان. كم من رمضان مر علينا وأحوالنا تسير من سيئ إلى أسوأ. سجن، وقتل، واغتيالات، وحصار، وتجويع، وهدم وتدمير، وضنك في العيش، ونهب للخيرات والثروات، وتسلط للكفار وتحكمهم فينا، فبدل أن نسترد عزتنا في رمضان، ونحرر ما اغتصب منا, فإننا نرى أجزاء أخرى تسقط من بلادنا في أيدي أعدائنا.
أيها الصائمون، إن حالنا الكئيب لن يتغير بذاته، وإنما يتغير بأعمالنا, فإن تبنا إلى ربنا في هذا الشهر العظيم, وشمرنا عن سواعد الجد واضطلعنا بأعباء قضيتنا. فإننا بحول الله سنسترد ما ضاع منا. سنسترد مضمون عقيدتنا التي تجاهلها أبناؤنا, وسنسترد العبادات التي أضاعوها, وسنسترد البلاد التي فرطوا فيها, وسنسترد خيراتنا التي سلبت منا, وسنسترد طعم العزة والكرامة, وسنسترد القيادة والسيادة التي كانت فينا, لنواصل نشر رسالة الإسلام في العالم. فهذه فرصتكم للصلح فيها مع ربكم, فلا تفوتوها على أنفسكم, وتوبوا إلى الله, وتبرؤوا من معاصيكم, واعلموا أن في آخر هذا الشهر المبارك سترفع صحائفكم إلى بارئكم, أفلا تحبون أن ترضوه عز وجل بأعمالكم, فتعزوا في دنياكم وآخرتكم. أفلا تحبون أن تتفيئوا ظلال سلطان الإسلام في رمضانكم القادم إن شاء الله, فترضوه سبحانه وتعالى بتطبيق شرعه على أرضه. فهنيئا لمن تاب وعمل لاستئناف الحياة الإسلامية, فهو بإذن الله مع السفرة الكرام البررة، فهلموا إلى العمل ولا تتولوا. ولا تتقاعسوا ولا تتخاذلوا ولا تتخلفوا. فهذا شهر العتق من النار فاعتقوا رقابكم يرحمكم الله. ] فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [ [غافر:40/44] . وتقبل الله صيامكم وقيامكم وكل طاعاتكم. اللهم إن نواصينا بيديك، وأمورنا ترجع إليك، وأحوالَنا لا تخفى عليك، إليك نرفع بثنا وحزننا وشكوانا، نشكو اللهم إليك ظلم الظالمين، وغلبة الفاجرين، وخيانة الخائنين، يا رب العالمين، اللهم نسألك عزاً للإسلام والمسلمين، اللهم عجل لنا بأمير المؤمنين، خليفة المسلمين، الذي يحكمنا بكتابك وبسنة نبيك محمد r . اللهم أيد العاملين لإعزاز دينك بأقوياء المؤمنين، وأتقياء المؤمنين، وأنقياء المؤمنين، ليمكنوهم من إقامة شرعك على أرضك، اللهم كما أيدت حبيبك ورسولك محمد r بالأنصار، نسألك أن تؤيد العاملين لدينك ودعوتك برجال كرجال الأنصار ينصرون الدين يا رب العالمين. اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، اللهم إنا نسألك الشهادة في سبيلك وإعلاء كلمتك بنية خالصة لوجهك الكريم، مقبلين غير مدبرين، اللهم أجعل هذا الشهر العظيم، شهر رمضان الكريم, شهر عز وانتصار وسؤدد للإسلام والمسلمين، كما كان في أسلافنا شهر فتوحات وانتصارات. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلم : خالد إبراهيم العمراوي. 10 رمضان 1427 الموافق 2 أكتوبر 2006
وا عمراه
بقلم: أم أسيل
رحم الله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لم تكن له عيون من الذهب الأسود يسد بها فاقة الرعية بل كانت له عيون ساهرة على العدل وحسن توزيع الثروة فلم يجد مستحقين للزكاة، أما في القرن الواحد والعشرين فشوارع جل الدول العربية لا تخلو من المتسولين على قارعة الطرقات يمدون أياد ذليلة قد كرمها الله ، مما يحرك في الجميع مشاعر تتفاوت بقدر تفا وت انشغال كل منا بهموم هذه الشعوب ،
واليكم نموذجا من تلك الأيادي :
هبت عاصفة الخريف
فجلست على الرصيف
تستجـدي
الرغيف
مدت يدها الكريمة
تتوسل أصحاب
الوليمة
تضم ابنتها
اليتيمة
ترتدي الأسمال
تعيسة الحال
مشغولة البال
والحزن طال
يا شعبها الحبيب
هل من مجيب
هو حال رهيب
انه اللهيب
إنها تداس
ضعيفة الأنفاس
عزيزة الإحساس.
تنافس غير مسبوق بين المشروعات القطرية والكويتية والإماراتية ..
الاستثمارات الخليجية تتدفق على تونس
«أقوم المسالك» لخيرالدين التونسي (1810-1899):
جريمة المصلح بناء الدولة
إبراهيم العريس
«ما دفعني الى وضع هذا الكتاب مقصدان: الاول حمل اصحاب الغيرة والهمم من رجال الدين والدنيا على السعي في سبيل كل ما يؤول الى خير الأمة الاسلامية وهو يلخص في توسيع حدود المعرفة وتمهيد السبل المؤدية الى الازدهار، مما لا يتم الا بفضل حكم صالح. والثاني اقناع العدد الغفير من المسلمين الذين غُرس في أذهانهم النفور من كل ما يصدر عن غير المسلمين من أعمال ومؤسسات، بضرورة انفتاحهم على ما هو صالح ومنسجم مع الدين الاسلامي من عادات اتباع الديانات الاخرى».
هذا الكلام الذي، من المحزن، انه يبدو مكتوباً اليوم ليخاطب قوماً لم يقتنعوا قبل اكثر من قرن ونصف القرن، بهذه «المخارج» للأزمة الحضارية التي يعيشون، جاء في المقدمة التي وضعها خيرالدين التونسي، أحد أئمة الاصلاح الكبار في تاريخ الفكر العربي لكتابه «أقوم المسالك في معرفة الممالك» الذي صدر في منتصف القرن التاسع عشر. إن كثراً يعتبرون خيرالدين مصلحاً أكثر منه مفكراً، خصوصاً انه كان رجل عمل تبدأ الحكم في تونس وفي اسطنبول ايام الحكم العثماني، غير أن محاولات خيرالدين الاصلاحية كانت تنبئ عن «اتجاه فكري لا ينفصل عن تيار عصر النهضة». ومن هنا لا بد من الموافقة مع ما يقوله مؤرخ الفكر النهضوي العربي ألبرت حوراني من ان التونسي انما أراد ان «يظهر ما هي اسباب قوة المجتمعات وتمدنها، وبنوع خاص دور الدولة في المجتمع» وذلك عبر تحليل مسهب جاء في كتابه للمجتمعات «الأشد قوة والأكثر تماسكاً في العالم الحديث»، مثبتاً ان «السبيل الوحيد في العصر الحاضر لتقوية الدولة، في ديار الاسلام، انما هو اقتباس الافكار والمؤسسات عن اوروبا، واقناع المسلمين المحافظين، بأن ليس ثمة في هذا الاقتباس أي مخالفة للشريعة. بل، على العكس، هو منسجم تماماً مع روحها».
> خلال الربعين الاوسطين من القرن العشرين، يوم ساد نوع من الحكم الليبرالي بلاداً عربية متنوعة، كان مثل هذا الكلام – الخلدوني في أعماقه – يبدو بديهياً، بغير حاجة الى بذل جهود كبيرة لاقناع الناس به، لكن المؤسف هو ان فشل الدول العربية في بناء صروحها الفكرية ونموها العملي، لا سيما منها الدول التي قامت على انقلابات عسكرية، باسم التقدم وجملة من افكار «كبيرة» أخرى، ادى الى ضرورة استعادة هذا النوع من الكلام في محاولة للانطلاق من القواعد البديهية من جديد. ومن يرصد احوال العالمين العربي والاسلامي، يدرك كم ان الامور تصبح أكثر واكثر صعوبة. وكم اننا نفتقر اليوم الى مفكرين نهضويين ومصلحين من طينة خيرالدين التونسي من اجل استعادة الدعوة الى العقل والبناء، بدلاً من الغوص أكثر وأكثر في الاساطير والهدم والانكفاء.
> في هذا الاطار النهضوي يبدو كاتب «اقوم المسالك…» رؤيوياً وتأسيسياً كما يبدو لنا شديد المعاصرة، حتى وإن كان يرتبك عضوياً بالزمن الذي كتب فيه حيث كان ذلك الزمن، كما يقول خيرالدين: «الزمن الذي قرّبت فيه وسائل النقل تواصل الابدان والاذهان، فباتت الدنيا على صورة بلدة متحدة تسكنها أمم متعددة، حاجة بعضهم الى بعض مؤكدة. وكل منهم، وإن كان في مساعيه الخصوصية غريم نفسه، فهو بالنظر الى ما يجرّ بها من الفوائد العمومية، مطلوب لسائر بني جنسه». واذ يقول هذا يرى خيرالدين ان «الشريعة الاسلامية قد تكفلت بمصالح الدارين: الدنيا والآخرة، وجعلت من التنظيم الدنيوي اساساً متيناً لاستفاقة نظام الدين، ومع ذلك فإن الموكول اليهم امر ذلك، أي علماء الاسلام ورجال السياسة قد غفلوا عن واجباتهم. اما علماء الدين، وبعضهم على الأقل ممن أوكلت الى أمانتهم مراعاة احوال الوقت في تنزيل الاحكام – وهي فكرة تمت بصلة الى «مقاصد الشريعة» كما تحدث عنها الشاطبي في «الموافقات» -، فقد اعرضوا عن استكشاف الحوادث الداخلية، وظلت اذهانهم عن معرفة الاحوال الخارجية خلية. فلا هم نظروا فيما يجرى داخل بنيان الأمة والجماعة من خطوب وتطورات، ولا هم تتبعوا ما يجد وما يحدث خارج حدود الأمة، لدى الأمم المجاورة والبعيدة. وهم فضلاً عن ذلك قد صرفوا همهم الى اقتناء جواهر العلوم مجردة من اعراضها».
> واضح هنا ان خيرالدين التونسي، انما وضع «اقوم المسالك» من اجل سد النقصان الذي نتج عن ذلك التقاعس الذي ابداه رجال الدين والسياسة، وغايته ان يوصل الى «حسن حال الأمة الاسلامية وتنمية اسباب تمدنها بمثل توسيع دوائر العلوم والعرفان، وتمهيد طريق الثروة من الزراعة والتجارة، وترويج البطالة… وخيرالدين، اذ يضع هذه الاهداف كلها نصب عينيه يتساءل عن كيفية الوصول الى هذا ويجيب بوضوح واختصار: من طريق حسن الامارة المتولد منه الأمن، المتوالد منه الامل، المتولد منه اتقان العمل المشاهد في الأمم الاوروباوية بالعيان الذي ليس بعده بيان». غير ان خيرالدين يقول هنا مستدركاً، لئلا يلقي الكلام على عواهنه، ان الحديث عن حسن الامارة لا ينبغي ان ينفصل عن مفهوم العدل. العدل الذي استنبط هذا المفكر، وبحسب اشارة الدكتور فهمي جدعان في كتابه «اسسها التقدم…»، أصوله من ابن خلدون والتقليد الاسلمي على وجه العموم.
> لكن خيرالدين الذي سيقول لنا لاحقاً في مذكراته انه حاول ان يطبق هذا كله حين اصبح قابضاً على السلطة التنفيذية في وطنه، بالتبني، تونس. لكن خوفه الاساس، وكما يمكننا ان نفهم من تلك المذكرات، كان يكمن في نظرته الى المستقبل، حيث انه كان واعياً ان مشروعه الحضاري التنموي انما كان يرتبط بشخصه. وعن هذا يقول: «لم يكن سروري بالسعادة التي تحققت لوطني بالولاء، لتخفي قلقي تجاه مستقبله. ذلك ان الرفاه الذي نجحت في بلوغه كان ثمرة جهودي الشخصية، وكنتُ أخشى انه بمجرد مغادرتي منصبي، ستعود الفوضى والتجاوزات الى ما كانت عليه». وانطلاقاً من ذلك الخوف، ركز خيرالدين دائماً على ان «الاصلاح الحقيقي لا يتم من دون اقامة التنظيمات» وهذه التنظيمات هي، في هذا الاطار، المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الدولة. ولا بد من ان نذكر هنا ان اقامة «التنظيمات» أي الدولة كانت هي ما جر على هذا المفكر المصلح اكبر قسط من العداوات. فهو ما إن حاول حقاً ان يقيم صرح الدولة ومؤسساتها حتى اتهم بممالأة الاجانب والعمالة لهم. واللافت ان متهمين بهذا لا يستندون الى تحليل مواقفه، ومنها ما جاء في «اقوم المسالك» من التفريق بين «الاخذ من علوم اوروبا» و «موافقتها على استعمارها ومطامعها»، بل الى بعض الممارسات العرضية ومنها مثلاً رسالة بعث بها الى نائب القنصل الفرنسي في تونس يقول فيها: «انكم هنا الدولة التي نوليها الاهمية الكبرى. لا يمكنني ان اقول انني أحب كل الفرنسيين بلا حدود. ولكني أحب وأحترم بلدكم لأن بامكانه ان يحقق لنا الكثير من الخير، مع انه الوحيد الذي يقدر ان يتنزل بنا السوء…».
> اذاً، كان صاحب «اقوم المسالك» واحداً من ضحايا ذلك الظلم الذي كان دائماً مصير كل من يحاول ان يبني دولة ووطناً في ديار العرب والاسلام. وما كتاب «اقوم المسالك» سوى التعبير الحي عن هذه المحاولة، كتبه في ذروة من ذرى سيرته رجل اصلاح، ولد العام 1810 في القوقاز من اسرة تركية، ثم نقل يافعاً الى اسطنبول ليعمل لدى احد السادة، قبل ان يقوده مصيره الى خدمة احمد باي التونسي، حيث درس ونما ودخل الجيش، ولمع وصولاً الى رتبة امير لواء الخيالة، ليكون ذلك بداية الدرب التي قادته الى السياسة والاصلاح في تونس، ثم في اسطنبول بعد ان عاد اليها مظفراً ليعمل في الاقتصاد والمالية ثم صدراً اعظم (رئيس وزراء) بين 1878 و1879. وكان ذلك قبل ان يغضب عليه السلطان فينتهي به الامر منكفئاً في بيته معزولاً يحلم بمجد شخصي وصل اليه، لكنه لم يتمكن من جعله مجداً للأمة كلها كما كان يحلم.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
وزنه الزائد ولّد لديه طاقة للتعويض عما يشعر أنه يفتقده…
أيمن … عرض مستمر لفيلم كوميدي
تونس – سلام كيالي
طالما كان أصحاب الأوزان الزائدة في المدرسة محط سخرية واستهزاء كثيرين، ربما بسبب ما يمتلكونه من أرطال اضافية تعيق حركتهم السريعة، وربما بسبب أشكال وجوههم المنتفخة والمحمّرة دائماً.
أيمن «صاحب» الـ 131 كيلوغراماً كان واحداً من هؤلاء، عرّضه وزنه الزائد منذ صغره الى مواقف محرجة كثيرة، لكن وكما يقول كانت له القدرة على الرد وقلب الموقف بنوع من الفكاهة ليصبح هو المستهزئ.
أسامة عبد الله، صديق قديم لأيمن يقول:» إن شكل أيمن كاريكاتوري بسبب جسمه الضخم، كرشه المنتفخ ووجهه الممتلئ، ما يجعل تصرفاته كلها وكلماته مثير للضحك ولافتة للانتباه، حتى ان حركات جسده ومشيته أحياناً تدعو الى الضحك».
كثيرة هي الألقاب التي أطلقت على ايمن في صغره ( بُطي، فيلون)، لكن قوة شخصيته وهدوءه كانا عاملين حاسمين في هضم الموقف كشيء عادي بل والمشاركة بالضحك أحياناً، كان هذا ضرورياً في رأيه، كي يستطيع أن يخالط أقرانه ويبني علاقات، وبالتالي يقرّبهم منه ويتعزز العلاقة بعد أن يشبعهم بالنكات ويعرّفهم بخفة الظل التي يمتلكها، والتي وفَّرت له صداقات كثيرة.
يروي أسامة أحد مواقف أيمن الطريفة عندما كان محتاراً في اختيار موضوع لعدسة كاميرته في مادة التصوير خلال الدراسة في معهد الصحافة، اذ فاجأه أيمن بكم من علب الأجبان واللبن، وبادر باتخاذ وضعيات مضحكة ممسكاً بإحداها ليطلب بعدها منه البدء بالتصوير.
محمد الجدع، من المقربين لأيمن وأقام معه سنوات عدة، يقول:» تشعر بالتعامل معه أنك تعيش أحداث فيلم كوميدي، لقد أمضينا أوقاتاً طويلة نضحك حتى ولو على مواقف صغيرة، فأيمن يمتلك القدرة على تحوير الكلام والأفعال، أعتقد أن وزنه الزائد ولّد عــنده طاقة للتعويض عما يشعر أنه يفتقده عن الآخــرين، وهذه محاولة لإبقاء الجـــميع ملتفــــين حــــوله ويحـبونه».
أيمن كما يصفه أصدقاؤه صاحب شخصية قوية، كلمته مسموعة، صاحب مواقف مضحكة، محبوب من الجميع، لكنه مكروه في موقف واحد فقط، فهو نهم في التهام الوجبات، سريع في الأكل. « كنا دائماً نبعده عن المطبخ أثناء تحضير الطعام» كما يقول محمد: «فمجرد أنه يريد أن يتذوق ما نحضّره يعني القضاء على الوجبة المعدة». ويتابع أسامة:» حتى أحلام أيمن تتعلق بالطعام. بقي حلم يراوده كل ليلة ولمدة أسبوع، يرى نفسه يُجرح، لكن (السلطة المشوية) كانت تسيل بدلاً من الدم ويتلذذ بإلتهامها».
لا يطيق أيمن البقاء وحيداً في المنزل، كما يقول أسامة «فهو دائم الكلام، يحب من يبادله أطراف الحديث، ومستعد للسهر حتى الصباح إذا وجد من يجاريه. واذا بقي بمفرده لا يتوانى عن الاتصال بمكتب الخدمات في شركة الهاتف النقال مخترعاً عطلاً ما في (خطه) لينتقل بعدها إلى مواضيع أخرى، والغريب أنه يجد من يستمع له مطولاً».
يروي أسامة موقفاً طريفاً حصل مع أيمن في المطار، عندما رفض المسؤول عن حجوزات المسافرين شحن حقيبته كونها تحتوي وزناً زائداً، فبادر أيمن تلقائياً وفي شكل عفوي إلى استبدالها بحقيبة اليد التي كانت معه، عندها تفاجأ المسؤول ورفض الموقف، لكن ردّ عليه بالقول: « بما أنني أستطيع حملها فهي حقيبة يد»، ما أثار ضحك المسؤول والموجودين.
يقول أيمن إن وزنه الزائد لا يعقه، فطالما وجد من يجالسه في الجامعة، حتى أنه لم يفكر مرة بإقامة علاقة حميمة مع فتاة ما مثلاً، أو علاقة صداقة مع شاب أو شابين، لأن جمهرة الأصدقاء والزملاء في الجامعة كانت تغنيه عن هذه الحاجة الحيوية. ناهيك بأن طلباته كانت تلبّى دائما.ً
كما أن الوزن الزائد لم يمنع ايمن من مزاولة السباحة الرياضة الأحب اليه، حتى أنه لا يخاف من القفز بوضعيات مختلفة من فوق قنطرة بنزرت المرتفعة عن سطح البحر.
ولم يخسر أيمن شيئاً بسبب وزنه الزائد، بل كسب ودّ الناس ومحبتهم واهتمامهم الدائم به، ربما بسبب خفة ظلِّه وحسّه الفكاهي، وربما بسبب طيبته أيضاً.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
مخجل
مسلسل الإساءة للإسلام مازال متواصلا
:
تشييد حانة على شكل الكعبة في قلب نيويورك وإطلاق إسم تفاحـة نكة عليهـا
أحيانا تفرض الاهانة والاساءة التي صارت تطال المقدسات الاسلامية بما لا يدع مجالا للشك خصوصا بعدما أصبح عاديا أن يتحدث الغرب ويتصرف بناء على أفكار مشهوة ونوايا مسبقة خبيثة حول الاسلام ومسلماته وثوابته وكأن فكرة الاحترام المتبادل وعدم المساس بما يهين عقائد الغير هذه موجهة للعالم كله باستثناء الاسلام، ولأن رسوم الصحافة الدانماركية والكاريكاتيرية المسيئة لشخص النبي عليه الصلاة والسلام والعبارات التي اقتبسها البابا بيندكت
أثناء خطبته في ألمانيا لا تزال أثارها المؤلمة تعتمل في أذهاننا، لم يسعنا أن نتغاضى أو نكف النظر أو نحسن النية بآخر مسلسل هذه الاهانات والذي هو هذه ليس بكلمة تقال ثم تنسى أو شيء ينشر تم يطويه النسيان وإنما هو هذه المرة بناء موجود على أرض الواقع في أهم الولايات المتحدة الامريكية وأبرز شوارعها وصوره منشورة على شبكة الانترنات تنتظر من يطالعها وتأمل من يرد مدافعا ومبررا أو شارحا لسبب وجودها من الاساس. المكان تحديدا هو بجوار مبنى جنرال موتورز وعلى مساحة خمسة وعشرين ألف متر مربع أقامت إحدى أشهر وأكبر شركات الكمبيوتر في العالم مبنى يماثل شكل الكعبة المشرفة واسمته «آبل مكة» أو تفاحة مكة ليكون مركزا ترفيهيا يحوي فضاءات للكمبيوتر والتشات وحانات ومطاعم وسيكون مفتوحا لمن يريد ارتياده على مدار الساعة سبعة أيام في الاسبوع، صحيح أن من يلم باللغة الانقليزية واستخداماتها العصرية يعلم أن لفظ «Mecca» الآن يستخدم بمعنى «ملتقى» أو «قبلة توجه» إلا أن استخدامه مع مبنى على هيئة تطلق الكعبة المشرفة وافتتاحه علي مدار السنة والساعة ليكون قبلة للناس في أي وقت مثلما هو الحال مع بيت الله الحرام لا يدع مجالا لحسن الظن أو التماس العذر خصوصا إذا أضفنا أنه جاء على الانترنات أن الشركة المعنية لم ترد على رسالات الاحتجاج لا باعتذار أو توضيح أو شرح ورفضت تغيير اسم المكان أو الرد على الاحتجاجات التي انهالت عليها.
(عن مجلة “نصف الدنيا”)
(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
سؤال
أرشيف التلفزة… هل هو في طريقـــه إلى الاندثار؟
جاءني والدموع في عينيه… انه الفنان رضا الحجام اخر العنقود في ميدان الاغنية الفكاهية المنقرضة.. سألته عن سبب حزنه فاخرج من جيبه ورقة وناولني اياها كانت تحتوي على قائمة باغاني هذا الفنان بخزينة الافلام والاشرطة بالتلفزة التونسية وتأملت فيها فاذا القائمة تحتوي على 27 شريطا موجودة بارقامها وبصدد بثها وعنوانين البرامج التي بثت فيها مع ذكر سنوات البث.. سألته وقد زاد استغرابي اين المشكل؟ قال لي بكل حزن الدنيا : هل تصدق انني لم اعثر بخزينة الافلام والاشرطة بالتلفزة من كل هذه القائمة والتي تعود الى ستينيات القرن الماضي سوى على شريط واحد يعود الى برنامج «شمس الاحد» لسنة 2002 والباقي لم نعثر له على اثر في
ارشيف التلفزة فالشرائط قد تكون ضاعت او اتلفت او وقع استعمالها لتسجيل برامج اخرى وبالتالي محيت البرامج والاغاني التي كانت مسجلة عليها.
وهذا ما دفعني للتساؤل عن الدور الذي تقوم به مصلحة الارشيف بالتلفزة وطريقة عملها فارشيف التلفزة هو ذاكرتنا الوطنية التي لا يمكن محوها بهذه السهولة لانه محو لتاريخ شعب قبل ان يكون محوا لتاريخ مؤسسة او فنان فلا يعقل مع كل هذا التطور التكنولوجي الذي نعرفه ان لا نحافظ على برامج واغاني لا يتعدى عمرها النصف قرن في حين ان مصر مازالت تحافظ على تراثها التلفزيوني والسينمائي الاطول عمرا منا وهم يعملون تقنيا على تجديده والمحافظة عليه. فاذا كنا الان فقدنا تراث وتاريخ الفنان رضا الحجام وهو لا يزال على قيد الحياة فماذا سنقول عمن سبقه وغادرنا الى الدار الآخرة واقصد الجراري وصلحلح والسملالي والاغاني القديمة والحفلات التي بدأت مع خطوات التلفزة الاولى. فسؤال نوجهه الى من يهمه الامر لمزيد العناية بهذا الموضوع لانه من ليس له قديم لن يكون له جديد
.
فيصل الصمعي
(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
مصافحة مــع رئــيس المجــلس الوطنــي للإحصاء:
خــلال 4 سنــوات سيكون كل الانتــاج الاحصائي متوفـرا للعمـوم على الانترنيت..
بعض هياكل الاحصاء تشكو نقصا في الخبرة وهي في حاجة إلى إعادة تأهيل
أصبح الاحصاء مكونا اساسيا للتخطيط في كل مجال من مجالات الحياة .وأصبحت الدول المتقدمة هي الدول التي تنجح في احصاء كل المعطيات واحكام استقرائها لضبط توجهاتها المستقبلية على ضوئها.. لذلك كان ضيفنا هذا الاسبوع هو رئيس المجلس الوطني للاحصاء وهو وزير سابق للتربية ومستشار لدى وزير التعليم العالي.. اضافة لكونه استاذا جامعيا في الاقتصاد المعماري واقتصاد المؤسسة والاقتصاد التربوي.. انه الاستاذ رضا فرشيو الذي كانت لنا معه هذه المصافحة:
اجرى الحوار: محمد القبي
** المطلـوب تدعيم الدراسات للتعرف على حاجياتنا وحاجيات الدول الاجنبية كي نوجه لها اليد العاملـة
** المجلس الوطني للاحصاء أوصى ببعث مرصد لمتابعة الظرف الاقتصادي
** نصف الهياكل العمومية للاحصاء لا تملك موقع واب
× ما هي المهام التي يقوم بها المجلس الوطني للاحصاء؟
– ج: احدث هذا المجلس بمقتضى القانون عدد 32 لسنة 1999 المؤرخ في 13 افريل 1999 والمتعلق بالمنظومة الوطنية للاحصاء وذلك بعدما قرر رئيس الدولة القيام باصلاح هذه المنظومة في خضم بروز ظاهرة العولمة واهمية القطاع الخاص فتم ايجاد اكثر من 40 منتجا في مختلف المنتوجات الاحصائية اي ان كل وزارة لديها هيكل خاص بها يقوم بانتاج المعلومة الاحصائية هذا من جهة ومن جهة ثانية لم نعد نجد مستعملا وحيدا للمعلومة الاحصائية اذ هناك وزارة التخطيط والقطاع الخاص والمؤسسة والجامعة والوزارات الاخرى والمجتمع المدني. المجلس الوطني للاحصاء يقوم بالتنسيق بين الاربعين هيكلا الموجودة في كل الوزارات والتنسيق بين المنتج والمستعمل للمعلومة الاحصائية ومن مهامه ايضا اقتراح التوجهات العامة للانشطة الاحصائية الوطنية والاولويات وآليات تنسيق انشطة المنظومة الوطنية للاحصاء والسهر على احترام القواعد الاساسية للمهنة ومبادئ النشاط الاحصائي وهي الشاففية والسر الاحصائي والزامية الاجابة على الاستثمارات الاحصائية واحترام دورية الاحصائيات واجال نشرها والتوافق مع الطرق والمصطلحات العالمية بالاضافة الى ابداء الرأي في سياسة تطوير المعلومة الاحصائية وفي الاجراءات الكفيلة بتوجيه الانشطة الاحصائية والنهوض بها والسهر على تنسيق الاعمال الاحصائية والنظر في البرامج الاحصائية للهياكل العمومية للاحصاء واقتراح برنامج وطني للاحصاء يغطي فترة مخطط التنمية وضمان التشاور الضروري بين منتجي ومستعملي المعلومة الاحصائية من اجل تطوير الانتاج ونشر المعطيات الاحصائية التي تستجيب لحاجيات البلاد واستشارته حول مشاريع النصوص القانونية والترتيبية المتعلقة بالاحصاء.
× هل ان المعلومة الاحصائية متوفرة حاليا وفي متناول جميع التونسيين في زمن وجدت فيه تقنيات الاتصال الحديثة من خلال الشبكات العنكبوتية وغيرها؟
– من اهم العمليات التي يقوم بها المجلس اعداد برنامج وطني للاحصاء يغطي فترة المخطط حاليا نعد برنامجا لفترة المخطط الحادي عشر 2007 / 2011 ومن بين الاهداف كيفية ايصال المعلومة الاحصائية لمن هو في حاجة اليها اي لمستهلكها في اقرب الاجال واحسن الظروف وفي سنة 2011سيكون الانتاج الاحصائي موجودا على شبكة الانترنات بنسبة 100% ليتمكن الجميع من الوصول اليه بدون تكلفة.
× هل ان مواقع مراكز الاحصاء والمعهد الوطني للاحصاء على شبكة الانترنات محينة ام لا؟
– قبل كل شيء ينبغي لجميع المراكز ان تكون لها مواقع على الانترنات. فحوالي 50% من الهياكل العمومية للاحصاء ليست لديها مواقع واب هذا اولا، ثم كل سنة نصدر روزنامة للنشريات الاحصائية فالاعلامي مثلا عندما يبحر في شبكة الانترنات يجب أن يجد حوالي 80% من المعلومات التي هو في حاجة اليها واذا ما كان في حاجة الى مزيد من المعلومات فينبغي له أن يجد من يتصل به لتمكينه من المعلومات المطلوبة. فالمعلومة الاحصائية لا قيمة لها اذا لم تصل الى مستعمليها لتساعدهم في اتخاذ القرارات.
× هل تبني الدولة كل مخططاتها واقتصاديات البلاد وبرامجها التنموية على ضوء نتائج العمليات الاحصائية الجديدة؟
– بنسبة 100% لان القانون المتعلق بالنشاط الاحصائي الذي اوجد المجلس الوطني للاحصاء يتعرض الى البرنامج الوطني للاحصاء الذي ينبغي له ان يظهر في نفس الوقت وربما قبل المخطط. فعلى سبيل المثال ان عمليات الاحصاء المتعلقة بالسكان والسكن والتجهيزات والاستهلاك قد تمت فيما بين سنتي 2004 و2006 لانه على ضوء نتائجها يتم اعددا المخطط الحادي عشر فبغض النظر عن تعداد السكان الذي يتم كل عشر سنوات فإن سائر العمليات الاخرى تتم كل خمس سنوات هذا بالاضافة الى انه كل سنة نقوم بعملية احصائية تتعلق بالتشغيل والاشخاص النشطين ومختلف مواردهم للحصول على فكرة عن البطالة وهذا يعني انه منذ بعث المجلس الوطني للاحصاء اصبح هناك اكثر تركيز في مستوى المعلومة الاحصائية على متابعة الظرف الاقتصادي واولوية التشغيل فالاستبيان المتعلق بالتشغيل كان يتم كل خمس سنوات ثم كل عامين وفيما بعد كل سنة وخلال سنة 2006 كل ثلاثة اشهر. هذا فضلا عن ضرورة توفير احصائيات شهرية في خضم متابعة القدرة التنافسية للتعرف الى موقعنا والانتباه الى بعض النقاط لذلك نجد من توصيات المجلس بعث مرصد لمتابعة الظرف الاقتصادي في صلب المعهد الوطني للاحصاء.
× ما هو دور هذا المرصد؟
– المرصد يتمثل في ادارة عامة في صلب المعهد الوطني للاحصاء يهتم بمتابعة الظرف الاقتصادي وذلك بجمع المعلومات الاحصائية المتعلقة بذلك من المعهد الوطني للاحصاء ومن البنك المركزي ومن عديد الجهات الاخرى ونقوم بتحليلها ونشرها ومتابعتها وهذا في اعتقادي امر هام.
× العملية الاحصائية هل هي عملية تقريبية ام هي عملية صحيحة مائة بالمائة؟
– العملية الاحصائية لا يمكن ان تكون الا صحيحة بنسبة مائة بالمائة اما الاستبيان فكلما كان اوسع كلما كانت نتائجه اقرب الى الصحة ولكن التكلفة تكون اكثر ونوعية العملية الاحصائية وجودتها تتعلق بمن سيقوم بها فمهندسوا الاحصاء بالمعهد الوطني للاحصاء مستواهم طيب وطريقتهم ومنهجتهمم في العمل معترف بها على المستوى العالمي ونحن على اتصال متواصل بالخارج وعلى دراية بما يحصل هناك فضلا عن كوننا مراقبين من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولو انجزنا عملا مخالفا للقاعدة ليتم ايقافنا عن ذلك. في تونس الحمد لله مستوى العملية الاحصائية طيب. علما أنه بامكاننا تحسينها لو نرفع في الميزانية ونقوم بتأهيل بعض الهياكل العمومية للاحصاء بحكم ان بعضها يشكو من نقص في الخبرة الضرورية، وفي اطار الاصلاح الوطني للمنظومة الاحصائية اول نجاز قمنا به هو بعث المدرسة العليا للاحصاء وتحليل المعومة لتكوين مهندسين وتقنيين سامين في الاحصاء.
× ما هو مركزنا من حيث الاحصاء عربيا وافريقيا وعالميا؟
– لدينا منظومة احصائية معترف بها تونس من احسن البلدان في العالم الثالث في هذا المستوى ثمة منتدى عالمي يشارك فيه البنك المركزي الى جانب البنك الدولي والامم المتحدة وغيرها، هذا المنتدى ينسق بين كل هذه الاطراف والدول للرفع من مستوى الانشطة الاحصائية في العالم الثالث. ومن البلدان التي يتم اتخاذها كأنموذج هي تونس فيطالبونها بالحديث عن تجربتها فبلادنا لديها أفضل منظومة احصائية في افريقيا وفي العالم العربي.
× ما هي آخر عملية احصائية انجزها هيكل احصائي رسمي في تونس؟
– اهم هيكل رسمي للاحصاء هو المعهـد الوطني للاحصاء. واكبر عملية قام بهـا هي تعداد السكان ولكن اخر عملية قام بهاــ خلال سنتي 2005 و 2006 هي الاستشارة حول الاستهلاك داخل الاسر ويمكن القول ايضا أن وزارة الفلاحة انجزت تعدادا خاصا بالصيد البحري يتعلق بالصيادين وكيفية الصيد وزمنه فضلا عن ان الانشطة الاحصائية في مستوى الوزارات طيبة جدا على غرار وزارات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والمرأة بغض النظر عن العمليات الاحصائية في القطاع الاقتصادي.
× بما أن المنظومة الاحصائية في تونس في صحة جيدة فلماذا لا تسعى الجهات المعنية الى تقريب المتخرجين في التعليم والصحة والنقل وغيرها من الارقام المطلوبة بدل بقاء هؤلاء في حالة بطالة باعداد كبيرة وعددهم سيتضاعف خلال السنوات القليلة القادمة؟
– هذا الظرف الصعب من العسير تجاوزه اذ يمكن القول ان عدد المتخرجين من التعليم العالي في ارتفاع مستمر بنسق سريع وان الاقتصاد الوطني غير قادر على استيعاب جميع المتخرجين هذا الظرف يمكن تجاوزه بعد عشرة او خمس عشرة سنة ومع هذا علينا تدعيم الدراسات للتعرف اكثر فأكثر على حاجيات البلاد وكذلك حاجيات الدول الاجنبية لتصدير الكفاءات فالعالم اصبح قرية صغيرة، وما يحصل يعتبر ظرفا طارئا لان عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية يشهد نقصا وسيبلغ المرحلة الاعدادية وفيما بعد المرحلة الثانوية بسبب نجاح التنظيم العائلي وتدعيم الدراسات.
× بحكم تجربتك كوزير سابق للتربية ومستشار لدى وزير التعليم العالي في فترة ماضية اهتممت بالاقتصاد التربوي فيم يبحث هذا النوع من الاقتصاد؟
– القدرة على المعرفة هي من مكونات القدرة التنافسية وليس النفط فحسب. خلال الستينات كان الدخل الفردي للجزائري ضعف الدخل الفردي للتونسي حاليا اصبح العكس، فمن الثروات التي يمكن الاعتماد عليها من اجل تحقيق التقدم هي المعرفة وذلك لا يمكن ان يحصل الا بالتربية والتعليم وهدف الاقتصاد التربوي هو كيف يمكن القيام بهذه العملية في احسن الظروف وباقل تكاليف ففي تونس واحد من اربعة اشخاص يزاول دراسته وذلك أمر هام.
(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
«قاعدة الجهاد في بلاد المغرب»
بمجرد كشف عن قبول «القاعدة» عضوية التنظيم المسلح الجزائري بدأت مواقع قريبة من التنظيم على الانترنت الحديث عن قرب إعلان «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التسمية الجديدة للتنظيم المسلح.
وتداولت مواقع «القاعدة» عدداً من التسميات الجديدة التي يرجح أن يُكشف عنها قريباً ومنها تسمية «قاعدة الجهاد في بلاد المغرب». وستكون هذه التسمية بديلاً من التسمية الحالية للتنظيم المسلح «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الذي سيتخلى عن صفته المحلية بصورة نهائية.
وقال خبراء في الشأن الأمني إن إعلان الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري في شريطه الأخير قبول عضوية «الجماعة السلفية» في التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن، «سيعطي على الأرجح شرعية جهادية» لهذا التنظيم المسلح الذي تأسس صيف عام 1998 على أنقاض «الجماعة الإسلامية المسلحة» سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي.
داخلياً، يعزز هذا الإعلان موقع تنظيم «الجماعة السلفية المقاتلة» الذي ينشط في ولايتي معسكر والسعيدة (350 كيلومتراً غرب العاصمة) والذي كان أسس بالتعاون مع «جماعة صوان» التي تنشط في ولايتي المدية وتيسمسيلت (250 كيلومتراً غرب العاصمة). كما أنه يعزز مأزق التنظيمات الأخرى التي لا تزال ترفض إعلان «الولاء» لهذا التنظيم مثل تنظيم «حماة الدعوة السلفية» بقيادة سليم الأفغاني وعدد عناصر هذا التنظيم لا يتجاوز 100 مسلح وهو أول تنظيم جزائري أعلن الولاء لأسامة بن لادن وقيادة «القاعدة» بعد يومين فقط على أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وهناك أيضاً من تبقوا من تنظيم «الجماعة الإسلامية المسلحة» ويقدر عددهم بـ26 عنصراً مسلحاً بحسب آخر تقديرات قدمها وزير الداخلية يزيد زرهوني، ولا يزال عناصر هذا التنظيم المسلح يرفضون الانضمام إلى «الجماعة السلفية».
أمـــا على المستوى الإقليمي، فتؤكد غالبية الخبراء أن انضمــام «الـجـمـاعــة الـــسـلفية» إلى تنظيم «القاعدة» سيعزز موقعها بيــن مخـتلف التنظيمات التي تنشط في تونس والمغرب ومــوريتانيا حيث كانت اجهزة أمن (في الدول الثلاث) سجلت خلال الأعوام الأخيرة تــرابــط خلايا هذه التنظيمات مع «الجماعة السلفية».
وقبل سنة اعتقلت مصالح الأمن الجزائري 19 عنصراً مسلحاً تونسياً في معاقل «الجماعة السلفية» كانوا في طريقهم إلى عدد من الولايات، وجرى ترحيلهم لاحقاً بعد تحقيقات أفضت إلى وجود خطة لتحويل بـعـض معاقل التنظيم المسلح إلى «معسكرات تدريب».
وفي الفترة ذاتها، أوقف أكثر من 10 مسلحين مغاربة في عدد من الولايات ومنها بومرداس (50 كيلومتراً شرق العاصمة) عند محاولتهم الالتحاق بمعاقل «الجماعة السلفية».
كذلك كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن المغربي عن حضور مستمر لتنظيم «الجماعة السلفية» في مختلف الشبكات الجهادية التي يتم تفكيكها على الأراضي المغربية. كذلك سجلت مصالح الأمن الوطني مشاركة عدد من المسلحين من مالي وموريتانيا والنيجر في أنشطة «الـجـمـاعة الـسـلـفـيـة» فـي مـنـطـقـة الصحراء الكبرى.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 1 أكتوبر 2006)
مصر: بوادر أزمة بين الحكومة والمجلس القومي لحقوق الإنسان
القاهرة – الحياة
أثار اقتراح «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر تعديلات دستورية، بينها تغيير طريقة انتخاب الرئيس وتحديد فترة بقائه في الحكم، أزمة بين الحكومة والمسؤولين عن المجلس، إذ كشفت تقارير أن قيادات عليا في أجهزة الدولة اعتبرت المشروع الذي طرحه المجلس شبه الرسمي «تجاوزاً لاختصاصاته»، فيما واصل أعضاء المجلس اجتماعاتهم للبحث في التقرير موضوع الجدل.
وشدد مسؤولو المجلس الاستشاري الذي يتبع مجلس الشورى (أحد مجلسي البرلمان) على استقلاله، مؤكدين أنه «لا يتبع سياسة الحكومة، ولا يتم توجيهه من قبل الدولة». وكشفت صحف مصرية أن مسؤولي المجلس تلقوا اتصالات هاتفية من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة انتقدوا خلالها «فتح ملف التعديلات الدستورية وطرح قضية اختيار نائب لرئيس الجمهورية». وأكدت صحف مستقلة «صدور أوامر للصحف القومية بتجاهل تقرير المجلس عن التعديلات الدستورية»، وهو ما أكده خلو الصحف شبه الرسمية من أي إشارة إلى التقرير.
واستأنف المجلس مشاوراته أمس، بمناقشة المادة 88 من الدستور الخاصة بالإشراف القضائي على الانتخابات العامة، بعدما ترددت أنباء عن نية الحكومة إلغاء هذه المادة. وأعلن المجلس تمسكه بالإشراف القضائي على الانتخابات والإبقاء على المادة بنصها الحالي، ما يُتوقـــع أن يثـــير أزمة جـــديدة مع الحكومة.
واقترح المجلس اعتماد نظام «القائمة النسبية» في الانتخابات البرلمانية، لضمان أكبر تمثيل للأحزاب السياسية في المجالس المنتخبة، كما دعا إلى تخصيص حصة من مقاعد البرلمان للمرأة. ويستكمل المجلس اجتماعه الأربعاء، للبحث في بقية المواد المقترح تعديلها.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)
لعبة الخداع الامريكية واليقظة الايرانية النووية !
محمد صادق الحسيني (*)
مرة اخري يؤكد الامريكيون انهم لا يحبذون الحوار وسيلة لحل المشكلات العالقة بينهم وبين خصومهم.
ومرة اخري يثبت الاوروبيون انهم بائسون وضائعون بل هم كالزوج المخدوع الذي يصبح آخر من يعلم ماذا يجري في البيت الغربي الدولي الذي تسميه الولايات المتحدة بـ المجتمع الدولي وتلوح بسيفه كلما ارادت فرض هيمنتها وقراراتها الجائرة بحق خصومها.
ومرة اخري يتأكد للايرانيين بانه لا يجوز التسليم او الاعتماد والثقة بالوعود الدولية او اغراءاتها او محفزاتها!
ففي الوقت الذي يحاول فيه خافيير سولانا جاهدا التهدئة مع الايرانيين ويقدم لهم الضمانات والوعود المشجعة مقابل قرار طوعي بوقف تخصيب اليورانيوم لتجسير الثقة مع المجتمع الدولي بحجة ان ذلك مقدمة ضرورية واشارة حسن نية لا بد منها لاقناع واشنطن بالالتحاق بمجهود التهدئة وطاولة الحوار!
تقدم واشنطن علي خطوة تصعيدية مستفزة لكل الجهود ضاربة بعرض الحائط كل الكلام المعسول الذي اسمعته للاوروبيين تحت الطاولة عندما قرر الكونغرس الامريكي تجديد العقوبات المفروضة علي ايران، في قرار غبي سيجعل اليد الاوروبية فضلا عن لسانها مشلولين ناهيك عن فتح باب المناورة والمناكفة امام ايران واسعا.
فماذا سيقول سولانا لاريجاني في الايام القليلة القادمة عند سيلتقيه مجددا؟!
هل يستطيع ان يطلب منه من جديد ارسال اشارات حسن نية لواشنطن لنزع اجواء التوتر وتمهيد الاجواء للدخول في مفاوضات اكثر جدية؟
بالمقابل فان المفاوض الايراني سيتعزز موقفه القائل اصلا بانه لا يمكن القبول بمثل هذه الخطوة التطوعية للاسباب التالية:
اولا: لا احد يقبل بشروط مسبقة للدخول الي المفاوضات والا ما معني التفاوض وحول ماذا يجري التفاوض؟!
ثانيا: لا احد يتخلي عن اهم سلاح بيده للمفاوضات وهو هنا سلاح التخصيب باعتباره الانجاز الأهم الذي حققته طهران بجهدها الوطني الذاتي وفي اطار حقها الطبيعي والمشروع الذي تكفله لها القوانين الدولية!
ثالثا: بعدما اصبح موضوع التخصيب جزءا لا يتجزأ من الامن القومي الايراني واستقلال البلاد فان لا احد سيفاوض تحت سقف الاستقلال وتحت سقف امنه القومي.
هذا كما سيصارح لاريجاني ـ كما يفترض ـ نظيره الاوروبي بان طهران لم تعد معنية بتاتا بارسال اشارات حسن نية لواشنطن في الوقت الذي تصر فيه واشنطن علي ارسال الاشارات السيئة فقط!
ليس في الافق اذن ما يشير الي قرب انتهاء الازمة والاحتقان الدوليين حول الملف النووي الايراني رغم كل الاشارات الايجابية التي حاول سولانا ارسالها الي العالم والي طهران بعد خروجه من اجتماعات برلين مع كبير المفاوضين الايرانيين.
نعم قد يتوصل الطرفان الي توافق ما حول ضرورة الجلوس الي طاولة مفاوضات جماعية جدية تشمل اطراف الـ5 + 1 مجتمعة مع طهران لكن ذلك لن يعني بأي شكل من الاشكال نهاية الأزمة او التوصل الي حل نهائي!
وهذا هو ما تريده واشنطن في الواقع فواشنطن لا تريد حلا بقدر ما هي تبحث عن ذرائع لابقاء الاجواء متوترة ومتشجعة مع طهران من اجل فرض شروط ابقاء العسكرة في العلاقات الدولية علي الاوروبيين حتي تحملهم علي دفع حصصهم الباهظة في هذا السياق! وكل ذلك من أجل عيون المحافظين الجدد وطموحاتهم الامبراطورية!
هذا ما تفعله واشنطن مع البائس الاوروبي في افغانستان عندما قررت تحميله ظروف هزيمة اليانكي وغرقه في الرمال الافغانية المتحركة عبر تولية الامن لقوات حلف الاطلسي! وهذا ما فعلته في لبنان بعد فشلها الذريع عبر اداتها المتوحشة اسرائيل وهزيمتها المشتركة في حرب الـ33 يوما ضد لبنان والمقاومة الاسلامية فيه. وهذا ما تنوي فعله قريبا مع العراق الذي خيب كل آمالها رغم كل التطمينات التي قدمها لها المتعاونون معها. وهذا ما تحاوله اليوم مع الملف الايراني المفتوح.
انها لعبة الخداع المفتوحة هي دوما التي دشنت بها واشنطن حروبها الوقائية المفتوحة علي العالم منذ الـ11 من ايلول (سبتمبر) لكن العالم اليوم بات متيقظاً وطهران لها بالمرصاد!
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 أكتوبر 2006)