الاثنين، 2 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2506 du 02.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ مناشدة من السيّد رضا البوكادي من سجن المرناقيّة بمنوبة ـ تونس الموقف: أحكام قاسية وتطورات مثيرة عرفتها محاكمة 14 شابا متهمين بالإرهاب صــابر: الشهيد الهاشمى المكي .. مشهد لجريمة ضد الإنسانية المنجي الفطناسي :لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن نصرة إخوانكم المعذبين في تونس محسن المزليني: أكثر من مجرد أزمة: العنف اللفظي يكتسح الفضاء العام د . محمد بن موسى الشريف:أيام في تونس محمد العروسي الهاني:بمناسبة حلول مولد الرحمة المهداة من الله تعالى للبشرية جمعاء “الصباح الأسبوعي” :تحقيق: يحدث في تونس: يمارسون الشعوذة باستعمال القرآن “الصباح الأسبوعي” :الطاهر شريعة يكشف لكم وجهه الآخر:الراعي الصغير الذي عشق الفن فأصبح أب السينما التونسية “الصباح الأسبوعي” :”الجنرال المزيّف” مجددا أمام المحكمة:غنم 78 سنة سجنا من «التحيّل» وأكثر من مائة عام أخرى تنتظره في القضايا الجنائية… “الصباح الأسبوعي” :مازال متحصنا بالفرار:«ديكوريسـت» بقـناة تلفـزية تونسيـة متهم بـــترويج «الزطلة» “الصباح الأسبوعي” :في أطرف عملية تهريب مخدرات:جـمل يـحـمل «البسيـسـة» والحــنّة… و61 كلغ من «الزطلة»! الجزيرة نت: حمد بن جاسم: واشنطن لم تتحمل تبعات الديمقراطية بالمنطقة  “الحياة”:نائب بريطاني يطلب «عقوبة» إسلامية لسارقي الدراجات  نزار شقرون: توضيح التّهافت في حمّي النّقد الجرائدي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr بــلاغ
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السابق السيد حمادي العبيدي قطع يوم 27/03/2007 الإضراب عن الطعام الذي بدأه يوم 14/03/2007 بعدما استجابت السلطة الأمنية لطلبه المتمثل في تمكينه من الانتقال بالسكنى إلى حمام الأنف بتونس العاصمة حيث تقيم عائلته و قد وقع تحرير محضر في ذلك تم إيداع نسخة منها بمركز شرطة حمام الأنف الذي أخبره بوجوب الحضور بالمركز أربع مرات في الأسبوع لتمكين المركز المذكور من تنفيذ قرار المراقبة الإدارية. عن الهيئة المديرة الجمعية                                                                                الرئيس الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في  02/04/2007

 
بلاغ

 

تبعا للمقال الذي نشره السيد برهان بسيس في جريدة الصباح و الذي طالب فيه بالإفراج عن السجينين السياسيين السيدين كريم الهاروني و عجمي الوريمي بعث إلينا السيد عمر الهاروني والد السجين السياسي و الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة السيد كريم الهاروني برسالة عن طريق الفاكس علق فيها على المقال المذكور بكون خروج ابنه من السجن ليس له بعد إنساني فقط و إنما له بعد سياسي إذ تم سجنه على إثر قضية سياسية و قد أورد السيد عمر الهاروني في رسالته للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرد الذي تلقاه من ابنه على المقال المذكور و نحن نورد الرسالة كما هي :

 

بسم الله الرحمان الرحيم”
و الصلاة و السلام على النبي الكريم
تونس في 30 مارس 2007

 

في زيارتنا لابننا السيد كريم الهاروني يوم 26 من الشهر الجاري في السجن المدني بالمرناقية أبلغنا برده بخصوص مقال السيد برهان بسيس المنشور في جريدة الصباح بتاريخ 21 فيفري 2007 و المتمثل في : ” مش مشكل متاع إنسانية و لا عطف من أحد .احنا مساجين سياسيين في قضية سياسية وانت تعرف الحقيقة ,  و نحن نعرفو الحقيقة “

و السلام
عمر الهاروني
والد السجين السياسي السيد كريم الهاروني

رئيس الجمعية   الأستاذ محمد النوري

مناشدة من السيّد رضا البوكادي من سجن المرناقيّة بمنوبة ـ تونس

 

 

 
بسم الله الرحمان الرّحيم

 

تمّ يوم الإثنين الموافق ل26 مارس 2007 نقلي من سجن المرناقيّة  إلى المحكمة الإبتدائيّة بمنوبة للتّحقيق معي من طرف  مساعد وكيل الجمهوريّة السيّد الدّالي  في قضيّة الإعتداء التي رفعتها ضدّ حارس السّجن  المسمى عبد الحميد الدريدي  بحضور بعض الأعوان من سجن المرناقية صحبة سجناء من الحق العام كشهود في القضيّة  

و اتضح لي من خلال جلسة التحقيق  أنّ هناك نيّة بتغيير مسار القضيّة وتحويلها ضدّي  رغم تأكيدي خلال إجراءات  التّحقيق  أنّي  المتضرّر والمعتدى عليه

كما لاحظت خلوّ ملفّي من جميع المستندات الطبيّة  ويعتقد أنّه وقع سحبها  أو إتلافها

وبناء على كلّ ما تقدّم فإنّي أرجو من  الأستاذ  سمير بن عمرالمتابع لملف القضيّة القيام بزيارتي في أقرب فرصة ،  كما أرجو من جميع الإخوة المحامين التّونسيّين دعمي و مساندتي في هذا الخصوص .

 

رضا البوكادي ـ السّجن المدني بالمرناقيّة / تونس
                    2007.04.02

 

  
     ملاحظة : أقوم بنشر الرّسالة كما وردت اليوم  ببريدي الإلكتروني
                        نورالدين الخميري ـ ألمانيا   


أحكام قاسية وتطورات مثيرة عرفتها محاكمة 14 شابا متهمين بالإرهاب

 
محمد الحمروني أصدرت محكمة الاستئتافية بتونس العاصمة يوم السبت الماضي أحكاما بالسحن تراوحت بين 4 و10 سنوات في حق 14 شابا متهمين بالإرهاب. وكانت جلسة المحاكمة التي انطلقت صبيحة يوم السبت الماضي وتواصلت إلى ساعة متأخرة من ليل الأحد شهدت تطورات عديدة واخذ ورد كبيرين بين القاضي والمحامين. وحسب عدد من عائلات المتهمين الذين حضروا المحاكمة فان الجلسة توقفت على الأقل في مناسبتين بسبب اصرار القاضي على مقاطعة المحامين كلما تعرضوا الى التعذيب أو لا دستورية قانون الإرهاب أو أن القانون الذي يحاكم به هؤلاء الشبان وضع خدمة لأجندة أمريكية في حربها على الارهاب. وهو ما حصل مثلا خلال مداخلة الأستاذين سمير ديلو عبد الرؤوف العيادي، أما الأستاذة راضية النصراوي فرفضت المرافعة بسبب تأخير مداخلتها إلى ساعة متأخرة من مساء السبت. وحضر المحاكمة ما يقرب من 20 محاميا تمكن أكثر من نصفهم من الترافع على منوبيهم. وتقول أوراق القضية أن المتهمين أوقفوا سنة 2005 على خلفية محاولتهم الالتحاق بالمقاومة في العراق، وان بعضهم اعتقل في الجزائر والبعض الآخر في ليبيا بينما اوقف البقية في تونس. وبعد أن كان ملف الاحالة يضم 26 متهما خلال بداية الابحاث تمت إحالة 18 متهما فقط منهم 14 في حالة ايقاف و4 في حالة فرار. و حسب البيان دائما أن عدد المحامين الذين حضروا تجاوز العشرين وان من ما يزيد عن نصفهم رافع في القضية. واستنكرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ما قالت انه “محاكمات شبان أبرياء من أجل معتقداتهم دون أن تكون لهم أية علاقة بالإرهاب” وهي “ترى أن هذه المحاكمات من شأنها أن تزيد من انسداد أفق الحريات بالبلاد” . وقالت الجمعية أن الموقوفين الذين اعتقلتهم “إدارة أمن الدولة منذ أفريل 2005 حيث تعرضوا لشتى أنواع التعذيب مثلما صرحوا بذلك أمام المحكمة”. ودعت إلى تتبع الذين مارسوا التعذيب في حق هؤلاء كما تدعو لإلغاء القانون اللادستوري عدد 75 الصادر في 10 ديسمبر 2003 . وأضاف البيان أن الموقوفين وجهت لهم كل التهم الموجودة في قانون الإرهاب وشدد البيان على  “أن كل المتهمين أنكروا ارتكابهم للأفعال المنسوبة إليهم”. واعتبر البيان انه “تم هضم حقوق الدفاع من قبل المحكمة التي منعت أحد المحامين من استكمال مرافعته” وأضاف أن المرافعات “تواصلت حتى الساعة العاشرة والنصف مساء وإثرها اختلت المحكمة للمفاوضة والتصريح بالحكم ولم يتمكن لسان الدفاع من الاطلاع على هذه الأحكام إلا صبيحة يوم الاثنين 26/03/2007″. والد الموقوف ماهر بزيوش اعتبر في تصريحات لـ”الموقف” أن المحاكمة غير عادلة لان القاضي لم يأخذ بعين الاعتبار ما أورده المحامون من برهنة على بطلان الادعاءات التي قدمها الباحث الابتدائي. وأضاف ” ابني لم يكن يوما إرهابيا فطوال حياته كان هادئا مستقيما يرفض العنف وهو ناجح في دراسته وكان يدرس في السنة الختامية من شهادة هندسة الطاقة بكلية المنستير. … “التبليغ والدعوة” أيضا هذا وتتواصل حملات الاعتقال والمحاكمات التي تشنها السلطات التونسية ضد المنتمين للتيارت الإسلامية المختلفة وآخرها جماعة التبليغ والدعوة، وذلك منذ المواجهات المسلحة التي شهدتها تونس نهاية عام 2006 وبداية 2007 . وتعتبر الاعتقالات الأخيرة بحق عناصر التبليغ والدعوة، وما أعقبها من محاكمة بعضهم، الأولى من نوعها منذ ظهور الجماعة في سبعينات القرن الماضي، حيث إن السلطات كانت تغض الطرف عن أنشطتها، وتسمح لها ضمنا بالعمل في المجال الدعوى بشكل علني بسبب عدم خوضها في الشأن السياسي. وقالت مصادر حقوقية إنه صدرت مؤخرا أحكام بالسجن تراوحت بين 3 أشهر وسنة سجنا ضد أكثر من 11 عضوا بالجماعة بعد أن وجه إليهم الادعاء العام تهما تتعلق بعقد اجتماعات دون رخصة. وفي تصريحات لجريدة الموقف، أكد عبد الرءوف العيادي المحامي، وجود حملة كبيرة من الاعتقالات والمحاكمات يتعرض لها أبناء حركة التبليغ والدعوة منذ أكثر من شهر. وقال العيادي إن “الملاحقات القضائية بحق المنتمين لحركة التبليغ كثيرة، ولا نعلم حتى اليوم عدد الموقوفين بالتحديد على ذمة تلك القضايا”. وأضاف: “هناك عناصر من مختلف المناطق هم الآن محالون للقضاء بتهمة عقد اجتماعات غير مرخص بها”. وتؤكد هذه المحاكمات “توسع دائرة القمع بحيث إن المجتمع كله أصبح مستهدفا وليس طرفا بعينه فقط”. وأبدى العيادي دهشته إزاء محاكمة أفراد جماعة لا تهتم إلا بالذكر والصلاة وشؤون العبادة عامة، وتساءل هل سيحال هؤلاء على القضاء بتهمة عقد “جلسة للذكر”؟! وإذا كانت حملة الاعتقالات المتواصلة بحق عناصر التبليغ والدعوة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم، فقد سبق أن فوجئ الرأي العام التونسي قبل مدة بنبأ اختفاء السيد عباس الملوحي عضو مجلس شورى حركة الدعوة والتبليغ، وهو من الوجوه البارزة للحركة . وكانت عائلة الملوحي أعلمت بعض المنظمات الحقوقية عن اختفاء السيد عباس منذ افريل 2005، وبحسب شهادة بعض جيرانه فإن سيارة مدنية تشبه التي يستعملها الأمن عادة كانت متوقفة قرب منزله قامت بنقله إلى جهة مجهولة، وكانت تلك آخر مرة شاهدوه فيها. ولم تشهد البلاد من قبل اعتقالات أو محاكمات بحق المنتمين للتبليغ والدعوة نظرا لبقاء الجماعة خارج مناطق استهداف السلطة بسبب عدم خوضها في الشأن السياسي. وأرجع مراقبون استهداف الحركة الآن إلى تخوف السلطات من تحول بعض أفراد التبليغ والدعوة إلى جماعات أكثر تشددا، حيث تصفها السلطات بـ”المفرخة” التي تخرج أفرادا أكثر تشددا يلتحقون بجماعات أخرى. ويعود وجود حركة الدعوة والتبليغ في تونس إلى أكثر من ثلاثين سنة، وعاش عدد كبير من القيادات الإسلامية البارزة، تجربة الدعوة والتبليغ، ولكنهم خرجوا منها بسبب قعودها عن النشاط السياسي. التهم التي أحيل من اجلها المتهمون على القضاء الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم له علاقة بتنظيم إرهابي واستعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  والانضمام خارج تراب الجمهورية إلى مثل هذا التنظيم وتلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية    وخارجه وانتداب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية واستعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب الجرائم الإرهابية وتوفير معلومات لفائدة أشخاص بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم وإخفائهم و العمل على ضمان فرارهم و عدم التوصل إلى الكشف عنهم والتبرع و جمع تبرعات الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وإرشاد و تدبير و تسهيل و مساعدة و التوسط و تنظيم مغادرة أشخاص للتراب التونسي خلسة برا و المشاركة في تنظيم يهدف إلى تنظيم مغادرة أشخاص للتراب التونسي خلسة برا و المشاركة في تنظيم يهدف إلى إعداد و تحضير مغادرة أشخاص للتراب التونسي خلسة برا و المشاركة في ذلك. اسماء المحاكمين والأحكام عشر سنوات في حق كل من : * ماهر بزيوش – غيث الغزواني – محمد أمين عون ست سنوات في حق كل من : * سليم الحاج صالح – ياسين الجبري – مجدي الذكواني لمدة أربع سنوات في حق كل من : * علي الحرزي- ابراهيم الحرزي – صابر كيلاني الحسني – صابر الحسني – محفوظ العياري – أنيس البوزيدي – محمد السبوعي – سهل البلدي. (المصدر: صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 399 بتاريخ 31 مارس 2007)

أخبار صحيفة “الموقف”

 
يوم اعتصام احتجاجي للمطالبة بحق الاجتماع اجمع المتدخلون خلال اليوم الاحتجاجي الذي نظمه الديمقراطي التقدمي يوم الجمعة 23 مارس الماضي وتواصل حتى ساعة متأخرة من المساء على ضرورة التصدي بكل الأشكال بما في النزول إلى الشارع ضد الحصار الذي تفرضه السلطة على أنشطة مختلف الأحزاب والجمعيات المعترف بها وغير المعترف بها. وشدد المتدخلون على أن تضييق الخناق على الحريات في البلاد ومنها حرية الاجتماع سببه تراجع مكونات المجتمع المدني عن القيام بواجبها في الدفاع عن حقها في الاجتماع وممارسة أنشطتها بالشكل الذي تريده هي لا بالشكل الذي تحدده السلطة. الجريبي …صيحة فزع وذكرت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب بالظروف التي إنعقد فيها الاعتصام وهي ظروف المنع والمحاصرة المضروبة على  مختلف مكونات المجتمع المدني التونسي. وضربت مثلا على حالة الحصار بما تعانيه الرابطة من منع لعقد مؤتمرها وحرمانها من حقها في الاجتماع بمقراتها لا فرق في ذلك بين مقرها المركزي او المقرات داخل البلاد.  كما ذكرت بما تتعرض له هيئة 18 اكتوبر وعدد من الأحزاب والجمعيات المعترف بها وغير المعترف من منع بمن فيها الديمقراطي التقدمي مستعرضة الظروف التي دعت إلى يوم الاعتصام الاحتجاجي وقالت ان سببها المباشر كان منع عقد اجتماع بالمقر المركزي للحزب بين اعضاء في المكتب السياسي وهم الإخوة منجي اللوز وعصام الشابي إضافة إليها هي ووفد عن الحزب العمال   برآسه حمة الهمامي. وقالت الجريبي “أردنا أن نقول للسلطة والمجتمع اننا نرفض هذا المنع وربما تكون لنا خطوات اخرى نحن الان بصدد التشاور بشأنها”. والغريب حسب الجريبي أن يمنع قدوم المناضلين مرة اخرى للمشاركة في الاعتصام الاحتجاجي. وحيت بالمناسبة اعضاء هيئة 18 اكتوبر الذين منعوا من الوصول إلى المقر للتعبير عن مؤازرتهم ومشاركتهم في اليوم الاحتجاجي ومن بينهم الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والأخ على العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة لطفي الحجي  رئيس نقابة الصحافيين وغيرهم. وأطلقت الأمينة العامة صيحة فزع بعد هذا المنع فحتى الاحتجاج على المنع يتم منعه. وخلاصة الأمر حسب الجريبي هو أن السلطة تريد تمارس المعارضة أنشطتها بالطريقة التي تريدها هي،  في مخالفة واضحة للقانون نفسه الذي لايشترط الا الإعلام في مثل هذه الحالات. الطريفي ..حصار الرابطة غير قانوني وشدد مختار الطرفي رئيس رابطة حقوق الإنسان أن الرابطة محرومة منذ سبتمبر 2005 دون سبب قانوني من حقها في الاجتماع وممارسة أنشطتها  العادية التي يكفلها لها القانون والدستور. وقال الطريفي نحن ندفع كراء مقرات لا نستطيع العمل فيها وكلما حاولنا الاقتراب او فتح تلك المقرات نتعرض إلى التعنيف ورغم ذلك فان هذا المنع لن يمنعنا من حقنا في القيام بأنشطتنا. وشدد على أن  قانون جانفي 69 يكفل حق الاجتماع وبالتالي فان السلطة هي التي تخحرق القانون لانها تمنع الاجتماع دون تعليل ودون تمكيننا من حقنا في الاعتراض القانوني. وصرح بأنه دعي عديد المرات إلى وزارة الداخلية التى نصبت نفسها محل الخصوم في تطبيق الاحكام العدلية. ومقابل هذا المنع الذي تتعرض له الرابطة تسخر دور الشباب والشعب و”كأننا أصبحنا نعيش تقسيما للمجتمع على حسب الانتماء السياسي: من ينتمي إلى التجمع مواطن درجة أولى والبقية من درجات اخرى ولا يحق لهم ما يحق للتجمعيين. وختم الطريفي  بالقول “نحن لا نعقد الاجتماعات لمناضلينا نحن نعقد الاجتماعات لكل المواطنين لكن السلطة خرجت علينا ببدعة جديدة في قانون الاجتماعات وهو ان كل حزب لايحق له أن يحضر إلا اجتماعاته هو”. قسيلة ..من سيء إلى أسوء وقالت فاطمة قسيلة عضو اللجنة من اجل احرتام الحريات والحقوق بتونس ومقرها باريس أنها تزور تونس من اجل مهمة دقيقة تتمثل في اعداد تقرير حول واقع الشبان الموقوفين وفق قانون الإرهاب. وشددت قسيلة على أنها كل عام تعود فيه إلى تونس تجد أن هامش الحريات يضيق اكثر فاكثر والاوضاع في تدهور مستمر. وأكدت على أن الأمل كان معقودا خاصة بعد أحداث الضاحية على ان تقوم السلطة ببعض المراجعات لكن الذي حصل هو ان حملة القمع ازدادت قسوة والمظالم والإيقافات في صفوف المواطنين والعارضين ازدادت توسعا وبدل الانكباب على اوضاع البلاد بدأ (التطبيل) لـ2009 . بن سالم … الجميع تحت الحصار اما المناضل الكبير على بن سالم رئيس فرع الرابطة ببنزرت فاعتبر ان المحاصرة ليست خاصة بطرف معين بل يتعرض لها الجميع وليس الرابطة والاحزاب فقط . وتحدث على  أن 12 عونا يراقبون يضربون حصار يوميا .وقال بن سالم “أنا مراقب من طرف 3 اعوان يوميا وباستمرار اينما حللت او ذهبت”. اللوز …نحاصر بسبب مواقفنا وقال منجي اللوز الأمين العام المساعد للديمقراطي التقدمي إن العلاقة بين المعارضة والسلطة هي علاقة قوة فلو كنا قادرين على إبعاد الحصار أكثر ما يمكن لما كان التضييق الى هذا الحد. وأضاف أن هناك إرادة سياسية أمنية واضحة تهدف الى حصر المعارضة في مربع تراوح فيه مكانها ولا تعداه إلى طرح القضايا التى يطلبها التونسيون. وأوضح أن حق الاجتماع ليس سوى  وسيلة لخدمة قضايا أهم مثل قضية الحرية السلطة تشغلنا بقضايا مثل حقنا  في  الاجتماع وغيرها حتى لا نطرح ما هو اهم كما قلنا مثل قضايا الحريات وغيرها. نحن حزب قانوني غير معترف به فلا حق لنا في المقرات والاجتمعات والمجالات العمومية وفي الوقت الذي يتحرك فيه محيطنا كله نحو الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي على السلطة تتم محاصرتنا بسبب قولنا لا للرئاسة مدى الحياة وإدانتنا للمناشدات المطالبة بالتمديد. …شد وشذب وشددت التدخلات على أن المجتمع كله محاصر وأصبح مجرد الحديث في أية قضية مثل العراق أو فلسطين يؤدي إلى المحاكمة وفق قانون الإرهاب. واعتبرت تلك التدخلات أن فك هذا الحصار لا يتم إلا بتظافر جهود الجميع من اجل فرض الحريات . كما تحدث بعض المتدخلين عن ضرورة “قيامنا بتحديد موضوعي لحقيقة أزمة المجتمع التونسي وليس فقط تعداد حالات المنع والقمع”. في حين عاد آخرون للحديث عن الأمل الذي خلقه تحرك 18 أكتوبر مقابل حالة الإحباط التي تستشف من تدخلات الحاضرين. والعلاقة مع السلطة، حسب هؤلاء،  تقوم على المعادلة التالية: كما تقدمت المعارضة نحو افتكاك مساحات أوسع في عملها وأنشطتها تراجعت لسلطة و العكس صحيح أيضا. عودة للمراقبة عادت مراكز الأمن بجهة فوشانة المحمدية إلى فرض المراقبة الإدارية على العديد من السجناء السياسيين القدامى سجناء حركة النهضة سابقا رغم أن الكثير منهم مضى على إطلاقه أكثر من عقد ولم يخضع في السابق إلى المراقبة الإدارية. (المصدر: صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 399 بتاريخ 31 مارس 2007)

 

 

الشهيد الهاشمى المكي .. مشهد لجريمة ضد الإنسانية

 
الصورة حية وستبقى تنبض بالحياة رغم رحيل صاحبها رحمه الله تعالى .. صارخة ..  تربك العبارات .. لأن المشهد أبلغ من أي حرف وأي كلمة وأي جملة .. لغة الأحساس الإنسانى تلغى كل ذلك وتشطبه بلمحة بصر .. المشهد قاسى فعلا , وهو يؤرخ للأيام الأخيرة لحياة الشهيد الهاشمى المكى وهو يصارع المرض الذى أصابه داخل سجون النظام التونسى بسبب الإهمال الصحى المقصود … لم يشفع مرض الشهيد الهاشمى له ليخرجوه من السجن للعلاج , حتى إذا إستفحل مرضه وأصبحت حالته الصحية ميؤوس منها وقع التخلص منه بسراح شرطى … سياسة التشفى والإنتقام هذه التى ينتهجها نظام الجنرال بن على تجاه المساجين السياسيين التونسيين والإسلاميين منهم على الخصوص فاقت كل التصورات وتجاوزت كل الحدود المشهد بطول  81 ثانية فقط  , وهو ممنوع عن الأطفال , وكل من له مشاكل صحية تعكرها المشاهد القاسية قام بعملية القطع والتسكين : صــابر http://www.dailymotion.com/Saber_ch/video/x1lv9v_martyr-tunisien-hachmi-makki  ( المشهد مؤخوذ من شريط الموت البطيء للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ) وحسبنا الله تعالى فى بن على ونظامه صــابر : سويســرا


     

لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن نصرة إخوانكم المعذبين في تونس

 
بعد مشاهدة شريط الفيديو المأسوي الذي عرضه موقع الحوار نت والذي تضمن لقطات مؤثرة تمزق القلوب وتدمع العيون دما من احتضار الشهيد السعيد الهاشمي المكي ( رحمه الله ومن سبقه من شهدائنا الأبرار وأسكنهم فراديس جنانه وجعل دماءهم لعنة على الظالم وعصابته في الدنيا والآخرة ) و شهادات حية لعائلته وعائلات وأصدقاء ضحايا إرهاب الدولة في تونس. بعد مشاهدة هذا الشريط لم يبق عذرلأي شخص يدعي أنه مهاجر في سبيل الله ولاجىء سياسي و معارض للإستبداد ومواطن شريف أن يقصرأو يتهاون أو يتخاذل في نصرة هؤلاء المعذبين مهما كانت الأعذار ومهما كانت المبررات.
فالتصدي للظالم والعمل علىإسقاطه بكل الأشكال السلمية المتاحة ليس شعور بالقلب أو ادعاء باللسان فحسب ولكنه ترجمة عملية لكل ذلك. وهذا العمل واجب الجميع بلا استثناء وهو فرض عين على كل إخوة وأخوات الخارج وليس فرض كفاية إذا قام به البعض سقط على البعض ألآخر. والمؤسف في الأمر أن مناضلي الرأي في الداخل رغم صعوبة أوضاعهم وما يعانونه من إرهاب وحصار وتنكيل وتجويع وتضييق على مدار الساعة يتحركون ويبادرون ويناضلون ويعارضون ويتمردون بكل جرأة وشجاعة أفضل من كثير من إخوة المهجر الذين آثروا التقصير والقعود والجمود رغم توفر كل الأجواء المناسبة للتحرك ، هذا شغلته التاكسي وهذا شغله التنافس مع الآخرين على بناء البيوت في تونس ، وهذا شغله المتجر ، وهذا شغله المطعم ، وهذا طال عليه الأمد فشد الرحال إلى السفارة التونسية حالقا لحيته معلنا التوبة النصوح والإستقامة على طريقة السابع من نوفمبر ، وهؤلاء يتسابقون من يبذر أكثر من الأموال في حفلات الزفاف والعطل الصيفية في فينيزيا وفالنسيا ، وآخر متيم قلبه بحب فريق نادي باري سان جرمان يتابعه أينما ذهب أكثر مما يتابع أخبار المساجين والأوضاع في الوطن، وهذا مرابط في البيت إلى جانب الزوجة والأولاد لا يغادره حتى للصلوات المكتوبة .( دياري بالورقة وليعمل يلقى ). وهذا خائف لا يساهم في أي نشاط لأن زوجته وأولاده يعودون إلى تونس . ولو اجرينا إحصاءا للذين يتحركون من إخوة وأخوات المهجر في الفضاءات الثقافية والسياسية والحقوقية والإعلامية والإجتماعية لوجدنا أنهم يعدون على الأصابع في حين تغط الأكثرية في نوم عميق لا تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا.
إن الله لم يحرم علينا الحياة الدنيا وزينتها وأموالها وأملاكها ومشاريعها إذا تعاملنا معها تعاملا محمودا ووظفنا كل ذلك في التصدي للمجرم المستبد. إنما حرم علينا أن نتعامل مع الحياة الدنيا وزينتها تعاملا مذموما بحيث تشغلنا هذه الزينة عن واجب نصرة المظلوم ومواجهة الظالم . إن الله أسبغ علينا نعمه في المهجر ظاهرة وباطنة لا لنركن بها إلى الدنيا ونجعلها أكبر همنا ومبلغ علمنا ونتمرغ في أوحالها ونركض فيها ركض الوحوش في البرية ونتخذها هدفا لا وسيلة إنما أنعم علينا لنسخر كل ذلك لتخليص البلاد والعباد من الإستبداد. لقد أعطانا الله نحن إخوة المهجر ما نحب وما نريد من الأموال والأملاك والعقارات والأمان فلنعطه ما يحب وما يريد من التصدي للظلمة. . إن التحرك السريع من أجل إنقاذ المساجين وعائلاتهم وكل ضحايا القمع وتحرير البلد من عصابة السوء هو ضرورة قصوى يحتمها الدين و يحتمها الواقع للأسباب التالية : – أن جمودنا وتقاعسنا وسلبيتنا وعدم قيامنا بالواجب هو تقوية للظالم وإطالة لعمره وزيادة في معاناة المظلومين. – أن ما يتمتع به كثير من إخوة المهجر من بحبوحة للعيش وسيارات وبيوت وأموال ومشاريع الفضل فيه لله أولا ثم لآهات وعذابات المساجين ودماء الشهداء ودموع اليتامى والثكالى التي حصلنا بها على اللجوء والجنسية ، فالحد الأدنى من الوفاء أن لا نتنكر لهؤلاء المضطهدين ولعائلاتهم المنكوبة وأن نناضل من أجلهم. – إن الله لا يصلح ولايغيرمن أحوال و أوضاع تونس إلا إذا بذلنا نحن إخوة المهجر الجهد الجدي والحقيقي من أجل التغيير ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). – أن من ينتظر الإصلاح من بن علي فهو واهم واهم واهم . فالرجل لا يريد الإصلاح ولا يستطيع الإصلاح ولايصلح للإصلاح وقد تعلمنا من التاريخ أن الله لا يصلح عمل المفسدين ولا يهديهم ( والله لا يهدي القوم الظالمين ). – أننا مسؤولون ومحاسبون أمام الله يوم القيامة عن هذا التقصير و عن هذه الغفلة . – أن الإصلاح الحقيقي لا يكون إلا بإزاحته بالوسائل السلمية المتاحة والمشروعة وأي إصلاح بأي طريقة أخرى دون إزاحته يعتبر عبثا وإصلاحا مزيفا ، فهو المنكر الأكبر وكل المنكرات الموجودة في البلد هي نتاج طبيعي لهذا المنكر الأكبر على عكس ما يروج له يعض المرجفين من أن بطانة السوء وبعض المتنفذين هم وراء ما يحدث في تونس. طيب من أتى بهؤلاء ومن قلدهم المناصب العليا ومن أعطاهم الإمتيازات.ومن أطلق لهم العنان ليفسدوا وينهبوا ويقتلوا أليس هو ؟ – إنه ما من شر ولا خراب ولا فساد في البلد إلا وراءه بن علي : فهو وراء البطالة والفقر والجريمة المنظمة والمخدرات ، والظلم ونهب الحقوق وانهيار الخدمات وارتفاع الأسعار وانتشار الضرائب والرشوة والمخالفات والمحسوبية والتفكك الإجتماعي والفساد الأخلاقي ، وانتشار ظواهر الإنتحار والشذوذ وقوارب الموت ، واكتظاظ السجون ، وتدمير البلد اقتصاديا ، والفساد المالي والإداري ، وانتشار البغضاء والحقد وقلة الرحمة بين الناس ، وبعثرة ثروة الشعب ، وإهانة كرامة الإنسان في كل الأماكن حتى في بيته وتضييع الدين والهوية ، وحرمان البلد من خيرة رجالاته إما بسجنهم أو قتلهم أو نفيهم أو محاصرتهم أو تعطيل حياتهم ، وتدمير القيم الأصيلة للمجتمع. – بن علي لم يكتفي بالسلطة ( والله لو أخذ السلطة وتركنا في حالنا لما كان لنا معه مشكل ) إنما هو مصر منذ مجيئه إلى سدة الحكم على الفساد والجريمة ومحاربة الإسلام وقتلنا بأبشع الطرق والوسائل والتشفي من شريحة واسعة من أبناء تونس. – بن علي يدعي أنه حامي البلد والدين من الإرهاب في حين أنه أكبر إرهابي عرفته تونس وهو ألد عدو للإسلام في العالمين العربي والإسلامي . دول الجوار كلها خطت خطوات جادة باتجاه المصالحة إلا هو كلما تصرف غيره من الحكام بشيء من العقلانية والحكمة ازداد هو إجراما وفسادا وحماقة. يجب علينا أن نساهم جميعا في دفع الضيم عن أهلنا وإخواننا وشعبنا في تونس وأن نطور مشاركتنا الفردية والجماعية وأن يسأل كل واحد منا نفسه في كل لحظة ما المطلوب مني لمساعدة إخواني في الداخل وأن نجعل همهم جزءا من اهتماماتنا وبرامجنا اليومية وأن نتحرر من قيود السلبية واللامبالاة والأنانية فكلما انكفا الإنسان وعاش لنفسه وعائلته فقط أهان آدميته وأساء فهم الهدف الحقيقي من وجوده وكان أحد أسباب هزيمة الأمة ولنحذر قوله تعالى ( قل إن كان آباءكم وأبناءكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ).
المنجي الفطناسي
المصدر: موقع الحوار نت  بتاريخ 2 أفريل 2007)  


أكثر من مجرد أزمة: العنف اللفظي يكتسح الفضاء العام

 
 
 ـ محسن المزليني mezlini@yahoo.fr أوصت المفوضيّة الأوروبية حكومات الاتحاد بضرورة وضع ميثاق خاص من أجل مراقبة صناعة ألعاب الفيديو العنيفة وذلك حرصا على حماية الأطفال. وقال فرانكو فراتيني مفوض العدالة والأمن بالاتحاد في رسالة وجهها إلى وزراء الداخليّة الأوروبيين: “يتعيّن على الاتحاد النّظر في  وضع ميثاق يرسم قواعد إنتاج الألعاب التفاعليّة وبيعها للصغار” وعبّر عن صدمته من رؤية لعبة ظهرت في السوق الأوروبية جسدت حالة طفلة “خضعت لعنف نفسي وجسدي” وما مثّلته من وحشية وقسوة، مؤكّدا ” هذه الأنواع من الألعاب الترفيهية تعدّ أمثلة منفرة لأطفالنا، كما أنّها قد تشجع على العنف أو السلوك المتحفز لديهم”. وستضع المفوضية هذا الموضوع ضمن جدول أعمال الاجتماع الدوري المقبل لوزراء الداخليّة والعدل في الاتحاد الأوروبي. هذا ما فعلته لعبة بإحساس مفوّض الأمن الأوروبي وما أحدثته من ردة فعل تشريعية ومؤسسية، لأن الأمن عندهم مفهوم شامل يتعلّق بتنمية إنسانية الإنسان وتحقيق امتلائه الوجودي كما يقول علماء النّفس. فكيف بنا والعنف يحاصرنا من كلّ مكان ويتسرّب إلينا من جميع الجهات حتّى تبلّد إحساسنا به، وصرنا نقبل ببعضه مخافة أن يصيبنا أكثره، أليس “في الهمّ ما تختار”؟ إن العنف، ولفرط ما انتشر جعل الحديث عنه صعبا، ألم تقل العرب قبلا: “إنّه من الفاضحات إيضاح الواضحات”؟  ونحاول في مقالنا أن نعرض لبعض تجليات العنف في حياتنا اليومية، والتي نبّه لها المختصون وامتلأت بتفصيلاتها سجلات الندوات المختصّة ورفوف المحاكم والسجون وتقارير الصحف، علّها تجد إحساسا متيقظا شبيها بإحساس المفوض الأوروبي العنف من المقام إلى المقال
أعدّ ثلاثة مختصين في علم الاجتماع هم الدكاترة المهدي مبروك و نجيب بوطالب والمنجي الزيدي دراسة عن العنف اللفظي لدى الشّباب التونسي لحساب المرصد الوطني للشّباب نشر سنة 2004. و بينت الدراسة أن هذهّ ظاهرة ليست طارئة على المجتمع التونسي، فقد سبق أن أشار إليها ابن خلدون باعتبارها خاصية من خاصيات أهل الحضر” لما أخذتهم به عوائد السوء في التظاهر بالفواحش قولا وعملا”. كما بينت بعض المصادر أنّها ظاهرة ارتبطت بفئات المهمشين من العاطلين والمتسكعين أي ممّن يعيشون خارج الدورة الاجتماعية والفضاء العمومي والرّمزي وبذلك فهم يخلقون مرجعيتهم وذاكرتهم المخصوصة وبالتالي يؤسسون  معجمهم اللغوي. وكان بيرم التونسي كتب مقالة سنة 1934 في جريدة “الزمان” حول مدينة تونس عنونها ب “مدينة الشتائم”قال  فيها: “تكاد تونس المدينة الوحيدة في العالم التي لا يراعي أوباشها وأشباههم آداب السير والحديث” وهذا مما اعتبره من المفارقات “أن يكون الدين محترما ومقدسا في هذا البلد ومع ذلك يتعرّض إلى الانتهاك في الألسنة كسب الأعراض وكذكر الأعضاء التناسلية”. وتبين أدبيات علم الاجتماع أن كلّ مجموعة وظيفية أو زمرة عادة ما تؤسس لغة تواصل خاصّة بها وذلك تدعيما لشعور الهوية والانتماء المشترك (لغة الصيادين، التجار، عمال الرصيف، السراق…)، لكن المشكلة تبرز حين تتسرّب هذه اللغة المخصوصة إلى الفضاء العام وتربك اللغة المتداولة في أداء وظيفتها الحقيقية كأداة تواصل وأيضا كأداة إعادة إنتاج المجتمع لنفسه، فاللغة “هي الحامل للموروث الثقافي الخاص للجماهير وهي التي تجعل التفاهم المتبادل ممكنا أو أكثر سهولة” كما بين عالم الاجتماع الألماني م. فيبر. وفي هذا الإطار، تشير دراسة المرصد الوطني للشباب إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل مفزع إذ أكّد 88 بالمائة من المستجوبين استعمالهم “للكلام الزايد” فيما نفى 11 بالمائة فقط ذلك، ويأتي سب الجنس في أوّل الترتيب بنسبة استعمال تفوق 41 بالمائة. غير أنّ الأخطر في كلّ هذه المعطيات هو ما نشهده من  تعويم لهذه اللغة في الفضاء العمومي وخاصة مؤسسات التنشئة الاجتماعية إذ حاز الفضاء العام (الشارع والحومة…) على ما نسبته 40 بالمائة. ويبدو أنّ هذه الظاهرة تسرّبت كما تتسرّب السموم إلى المائدة المائية، فقد رصدت الدراسة انتشارا متزايدا للعنف اللفظي داخل المدارس والمعاهد، إذ يشير الاستجواب إلى أنّ نسبة انتشاره باتت تفوق 22 بالمائة مما جعله الفضاء الثاني والأخطر الذي تكتسحه هذه الظاهرة. كما أكّدت هذه النتائج دراسة أخرى أعدها مجموعة من خبراء علم النفس بإشراف الدكتور عبد الوهاب محجوب وقدموها في ندوة “من أجل مدرسة الحوار و الاحترام” التي نظمتها وزارة التربية والتكوين بالتعاون مع اليونيسيف ، ويستفاد من هذه الدراسة أنّ العنف اللفظي كان الداعي الأوّل للمعاقبة داخل المعاهد والمدارس الإعدادية والتي شملت ما يفوق 5 بالمائة من التلاميذ سنة 2001/2002 ، وهي نسبة عالية ومنذرة بوجود أزمة عامة تعيشها هذه الفئة الشابة. كما لامست هذه الدراسة بعض الأسباب العميقة والتي كانت أهمّها غياب التواصل السليم بين مكوّنات العملية التربوية والتغاضي عن الإنصات لهواجسهم وآمالهم،  أمّا دراسة المرصد وإن لم تفصّل كثيرا في الأسباب الهيكلية لهذه الظاهرة نظرا لتقيّدها بالمنهج التفهمي والذي يقارب الظواهر الاجتماعية انطلاقا من المعاني التي يظفيها الفاعلون الاجتماعيون على فعلهم، فإنّها أشارت إلى أنّ هذه الظاهرة باتت تعكس اختلالا في آداء النظام الإجتماعي وأنّ “هذا الإختلال يعبر عن أزمة في التعبير عن أنا (ذات) شديدة الحركية في ظلّ تحولات سريعة وكثيفة يشهدها المحيط الإجتماعي والإقتصادي والثقافي”، كما بينت هذه المقاربة أنّ توتر العلاقة لا يقتصر على البعد اللغوي بما يمثله في الهوية الجمعية بل أنه يتعدى ذلك إلى التوتر المتزايد بين الفرد والفضاء العمومي إجمالا. اللغة والإعلام: حين تصبح البذاءة استراتيجيا
وشدّد الدكتور عبد الوهاب محجوب أن أزمة اللغة هي نتاج لأزمة مجتمع لم يجد توازنه على إثر التحولات الهيكلية العميقة التي أصابته والذي أدخل الشباب، باعتباره  الفئة الأكثر حساسية، في دوّامة فقدان “الإحداثيات” التي نعبّر عنها بالهوية. “أزمة هويّة يعانيها الشّباب خاصّة فمن لا يعرف من هو، يصعب أن يحدّد ماذا يريد، والتذبذب صارت ملامحه بادية في كلّ المناشط”. واعتبر أنّ الخطير في المسألة، اكتساح ظاهرة العنف للفضاءات الإذاعية حيث تمرّر الكلمات الجنسية تلميحا وفي كثير من الأحيان تصريحا، وذلك في غفلة من المراقبة العامة أو الذاتية لأنّ خطورة الكلمة أكبر ممّا  نظنّه. كما غدا السعي إلى تسويق السلع يمر عبر استعمال لغة جنسية مقرفة ” تتعلّق بدغدغة المكبوتات فصار الشّاب يسكر بالكلمات وغدت اللغة المستعملة من قبل المنشط تعويضا عن دور المستمع، فالذي لا يستطيع الشّاب قوله، نظرا للكوابح الاجتماعية وآليّات الضّبط الاجتماعي يمكن أن يقوله المنشّط وهنا يأتي ما نسمّيه في علم النّفس عمليّة التّسهيل”.  فالمتتبع لبرامج إذاعيّة كثيرة و خاصة في إذاعة “موزاييك”، يدرك كم صارت الكلمة عارية ومستفزّة وكم صارت القضايا تختزل في مواضيع “ساخنة” وكأن سخونة الموضوع لا يكون إلا في جانب واحد. وما بين “قرمشني” و”هشهشني” ضاعت أحلام الشباب في التماهي مع القضايا الكبرى ونحت أفق مختلف لبلده وأمته، وما بين “زمياطي” و”شاطي وباطي”(*) صودرت الكلمات “وفقد الشّباب الرومانطيقيّة وأصبحت لغته حتّى في الحب وسائليّة بل إن الشعراء الغنائيين وهم عادة كبارا في السن يستعملون لغة تصويريّة حسيّة صرفة فلا موسيقى ولا فنون تشكيليّة ولا هم يحزنون، كلّ المظاهر الثقافيّة الرمزيّة أصابها صقيع المادّة فجمّدها”، ولعلّ الاستيقاظ صباحا على أغاني “الراب” و”الهيب هوب” و”الراي” و”الكاميكاز” وهي أنماط اشتهرت بتواتر الملفوظ الجنسي في كلماتها، لن يمثل حلا لجيل يبحث عن ذات اغتربت في سياق التحولات المحلية والعالمية وأغرقت المجتمع في دوامة يصعب الخروج منها إذا لم ينتبه الجميع لعمق الأزمة. (*) كلمات لأغنية شعبية من نمط “المزود” وهو نمط كان حتى أواخر الثمانينات ممنوعا في وسائل الإعلام العمومية.
(المصدر: صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 399 بتاريخ 31 مارس 2007)

أيام في تونس *

 
د . محمد بن موسى الشريف
زرت تونس سنة 1415ه – 1995م للمشاركة في معرض الكتاب، ومكثت فيها خمسة أيام، ولا أكتمكم سراً أني قد ضاق صدري منذ نزولي بها، وتمنيت أني كنت قادراً على التبكير في مغادرتها، لولا أنه لم تكن هناك رحلة إلى المملكة إلا بعد خمسة أيام.فمنذ أن وطئت قدماي تونس وجدت المضايقات الكثيرة، فقد ذهبت زوجي الكريمة أم علي بسمة بدوي معي، وكانت كعادتها حفظها الله ملتزمة بالحجاب الشرعي الكامل، فلما جئنا إلى الجوازات أشار موظف الجوازات لها حتى تكشف وجهها بطريقة مهينة واستفزازية، فرفضت لسوء تعامله، وطلبت امرأة لتراها، وجرى بيننا توتر واشتداد خففه حسن تعامل مسؤوله وتجاوزه عن رؤية الوجه، فولجنا إلى البلد، ونزلنا في فندق إفريقيا في وسط العاصمة وهو فندق جيد ذو نجوم أربعة أو خمسة لا أذكر الآن، فطلبت من العاملين في الفندق الإشارة إلى القبلة، فصار بعضهم يحيل على بعض ثم أعلنوا العجز، وأنهم لا يعرفون اتجاه القبلة!! وهذا عجيب لأن فقد معرفة القبلة أمر نادر في فنادق عواصم بلاد الإسلام، فكيف بتونس مهد الإسلام قروناً طويلة وهي بلاد الزيتونة التي أخرجت أفذاذ العلماء!
قلة المساجد
وأصدقكم القول فقد مكثت خمسة أيام لم أسمع فيها أذاناً، وهذا يدل على قلة المساجد وتباعدها وضعف مكبرات صوتها، وحضرت خطبة الجمعة فوجدتها مملة ضعيفة مقروءة بالكامل، وعرفت بعد ذلك أن الخطبة واحدة تملى على الإمام من قبل الوزارة، وتُقرأ بنصها في جميع المساجد، ولقد علمت بأن الجمعة عندهم تقام في وقتين: في أول الوقت وفي آخره في كل مسجد، وهذه بدعة منكرة، وحجتهم في هذا هي المحافظة على الإنتاج، وهذا منهم عجيب، فتونس من أضعف البلاد العربية في الإنتاج بأنواعه، لكنه الهوى والضلال نسأل الله العافية.
صفان من الناظرين

ثم إني ذهبت إلى البلدة القديمة أريد الزيتونة، وكنت بلباسي العربي وزوجي بحجابها الكامل، فصرت وزوجي غرضاًً للناظرين، وصرت أمشي بين صفين من الناس ينظرون إلينا متعجبين، فعلمت أن القوم لم يعتادوا على هذا؛ خاصة أني لم أر امرأة واحدة متحجبة طيلة مكثي في العاصمة ودوراني فيها خمسة أيام زرت فيها قلب العاصمة القديم، ومعرض الكتاب، والأسواق وغيرها، وأفلح أعوان الشيطان في قلع الحجاب آنذاك، لكن الأخبار القادمة من تونس اليوم مبشرة بعودة الحجاب، رغم أنف الكارهين الضالين، وذلك بفضل الله تعالى أولاً وآخراً، ثم بفضل الجهود التي قامت بها القنوات الفضائية ومشايخها ودعاتها، ولله الحمد. وذهبت إلى مشتل لأشتري بعض أشجار الحمضيات، فلما رآني صاحب المحل بلباسي ورأى زوجي هش إلينا وبش، وقال مشيراً إلى امرأة عنده: هذه بنتي، وقد اعتمرت أربع مرات، فقلت هذا حسن، وأين الحجاب؟! فقال: “هذا أمر صعب لا تكلمني فيه”!! إنا لله وإنا إليه راجعون. وقد قال لي العارفون ببواطن الأمور إنه لا يمكن لك أن تتجول أنت وزوجك على هذه الهيئة في تونس لولا أنك أجنبي!!
جامع الزيتونة مغلق!!
ثم أردت الذهاب إلى جامع الزيتونة وقت صلاة الظهر فوجدته مغلقاً!! وقالوا: إن المساجد يتناوب فتحها!! ودلوني على مسجد قديم آخر في آخر السوق فذهبت إليه فوجدته مظلماً، فسألت القيم الجالس على مدخله: متى إقامة الصلاة؟ فقال: بعد قليل، فصليت ركعتين، ثم وجدت أن الناس يدخلون أرسالاً فيصلون فرادى ويخرجون فعدت لسؤال القيّم: متى تقام الصلاة؟، فقال: قريباً، فانتظرت حتى أدركت أنه لن يكون هناك جماعة، فطلبت من زوجي أن تقف خلفي وأقمت الصلاة في المسجد أداءً للجماعة، ولو كنت أنا وزوجي فقط!! وكل هذا يدلكم على مدى التهاون في الصلاة وشأنها.
مسجد في تونس
ومن الطرائف أني كنت قد تعرفت على أخ من تونس، وذلك لما كنت في “تولوز” لدراسة طائرة “الإيرباص” في فرنسا، ومر على ذلك أكثر من أحد عشر عاماً لا أدري عنه شيئاً، فخمنت أنه عاد إلى تونس فاتصلت بالمقسم “السنترال” وطلبت رقم هاتفه فأعطانيه، واتصلت به فردت زوجه، فلما عرفتني ذهلت المرأة، وكررت اسمي مراراً متعجبة، ثم سألتني عن زوجي فقلت: هي معي، فقالت: امكثا مكانكما وسأمر عليكما مع زوجي بعد قليل، فمكثت خمسة أيام لم يأتني فيها أحد، فعلمت أن الرجل أعقل منها، وأنه رأى أن صلته بي ستكلفه كثيراً!
استهداف الإسلاميين
وجاءهم رئيس ألمانيا الشرقية زائراً في أواخر أيام ألمانيا الشرقية، وصادف أني كنت عائداً من معرض الكتاب إلى الفندق، فإذا بهم يحتفلون به في الشارع الذي فيه الفندق، فرأيت ما جرحني، وأثّر في نفسي إذ إنهم بالغوا في الاحتفاء به، ونثرت عليه الفتيات الورود، والذي جرحني هو أن الإسلام محاصر كما قرأتم محاصرة محكمة، والمسلمون العاملون مستهدفون وهم في السجون أو في المنافي أو في القبور!! ثم هم يحتفلون به هذا الاحتفال!! إنا لله وإنا إليه راجعون.
حكومة ظالمة
هذه بعض التأملات مما رأيته في رحلتي إلى تونس، وهي كما ترونها تتشح بالسواد، لكن نحن نعتقد أن الله تعالى ناصر دينه، وأن هذه الحكومة الظالمة لنفسها ولدينها قريب زوالها، وأن الفجر قادم، والأمل لائح باسم، والله غالب على أمره، وناصر دينه مهما كره ذلك الكارهون، أو حارب ذلك السياسيون الضالون!! واليوم قد انفجرت في وجوه المتحكمين الظالمين بوادر صحوة بفضل الله تعالى، ستؤتي أكلها، وتستوي على سوقها، وسيكون لها أثرها إن شاء الله تعالى. * مجلة المجتمع العدد 1744
 
المصدر: موقع الحوار نت  بتاريخ 2 أفريل 2007   نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية العدد 1744)


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في: 31/03/2007

بمناسبة حلول مولد النور ومولد الرحمة المهداة من الله تعالى للبشرية جمعاء نرفع أسمى آيات التهاني وأطيب الأماني لأسرة تحرير تونس نيوز وكل أبناء الأمة العربية والإسلامية

 

 
بقلم محمد العروسي الهاني  
يسعدني ويسرني أن ارفع بمناسبة مولد النور لصاحبه سيدنا محمد بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم. رسول البشرية الذي بعثه الله رحمة للعالمين قال الله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. صدق الله العظيم وقال صلى الله عليه و سلم أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق صدقت يا رسول الله وقد مدحك الله في كتابه العزيز: وانك لعل خلق عظيم. صدق الله العظيم وقد أرسلك الله بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا صلى الله عليك أيها النبي الكريم الذي خصك الله بالقرءان الكريم و خاتما الأنبياء و المرسلين وشفيع الأمة يوم الفزع الأكبر والطاعة والقيامة والحاقة والقارعة يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها و ترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله لشديد. صدق الله العظيم في هذا اليوم يأتي الشفيع بإذن الله و فضله و يشفع في أمته الشفاعة الكبرى جعلنا الله من هذه الأمة المحمدية الكريمة و جعلنا من أمته المتماسكة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم عاملين على نشر سنته المحمدية ومتمسكين بما عملا و قولا بقدر المستطاع. مقتدين به في السراء و الضراء محبين له وعاشقين سيرته وسلوكه و تواضعه و تسامحه و عطفه و لطفه و حنانه و أخلاقه ومعاملته وعدله وعبادته و زهده وحبه للصحابة و رحمته و جهاده و صبره و قوة أمانه وصفحه وطهارته وحبه المفرط لأهله وتقديره لزوجاته وقسطه بين الصحابة وعزة لنفسه وخشيته من الله و خوفه من اليوم الوعيد حبا لامته صلى الله عليه وسلم بهذه المناسبة العطرة الكريمة و الذكرى الخالده العزيز العطرة. يسعدني أن أتقدم و ارفع أسمى آيات التهاني القلبية و أجمل الأماني إلى الأخوة في أسرة تحرير موقع تونس نيوز و إلى إخوتنا المهاجرين في ديار الغربة سواء بفرنسا وألمانيا وبلجيكيا وهولا ند ولندن وكل الدول الغربية وإلى أخوتنا العاملين في وسائل الإعلام والكتاب والصحفييّن وأهل المسرح والفن وإلى رجال السياسة ورجال الدين والعلم في كل الدول الغربية والإسلامية وإلى أخواتنا المهاجرين في العراق رجل المقاومة لدحض الاحتلال والمقاومة في لبنان أبناء حزب الله والمقاومة الباسلة في فلسطين من حركة حماس وفتح والجهاد الإسلامي وكل الفصائل الجهادية في فلسطين  وإلى أخواتنا المهاجرين في كل مكان من اجل الكرامة و الشهامة ودحض الاحتلال والهيمنة الاستعمارية الجديدة لكل هؤلاء نرفع أسمى آيات التهاني وأجمل الأماني بمناسبة حلول مولد النور مولد البشرية مولد الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كما يسعدني أن أتقدم بالتهاني القلبية لإخواننا في موريتانيا إثر الامتحان الأخير الانتخابات الرئاسية لأول مرة في تاريخ الشعب الموريتاني لإدارة الحكم المجني بحرية وديمقراطية ووعي أهني إخواننا وأخواتنا على هذا الامتحان الناجح والموعد الديمقراطي الكبير والعرس الديمقراطي العظيم الذي توج به أخونا محمد قال حياته وكان أعظم قائد أنجز الوعد وأنجز حر ما وعد به شعبه وقد أعطى الرئيس محمد ولد فال درسا بليغا للعالم حيث لم يسبق لحكومة عسكرية ان تسلم الحكم في اقل من عامين في جو سلمي وحضاري لا مثيل له في العالم كله فهذا درس بليغ للزهد في الحكم والحفاظ على الأمانة والرسالة جزاء الله أخونا محمد ولد فال كل الخير وكثر الله من أمثاله للأمة العربية الذي يحبها رسول الله أمة متضامنة لا متناحرة ومنسجمة لا مشتتة قوية لا ضعيفة عادلة لا ظالمة متواضعة لا باغية متماسكة لا متفرقة تحكم بالأغلبية لا بالأقلية عادلة في توزيع الثروة لا محتكرة لها أمرها شورى بينها طبق لما جاء في كتاب الله وأمرهم شورى بينهم صدق الله العظيم في الختام نتمنى لكل الدول العربية وحكامها أن يأخذوا التجربة الموريتانية كأنموذج للحكم المدني وأن يقع احترام الرأي الآخر وأن تراجع الدول العربية مفهوم الدعوة للاستفتاء والأفضل أن لا يعبر كل استفتاء في أي موضوع إذا لم يحضر نسبة 51% من المسجلين في القائمات الانتخابية الحساب يكون على أساس المسجلين لا على حساب المقترعين مثلما حصل مؤخرا بمصر كانت النسبة حسب بلاغ الحكومة 27% من المقترعين أي ربع المسجلين فأين رضاء الشعب وأين الأغلبية وأين مفهوم الشورى هذه جملة من الخواطر أسوقها في هذه المناسبة الكريمة العطرة حتى نعطي حق المواطن المسلم وحق الاختيار وحق الديمقراطية وحق قوة المسلم وعزته وكرامته وشهامته التي كرسها سيد البشر سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب منذ أربعة عشرة قرنا و28 سنة وسنبقى بحول الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وبإذن الله الرسالة المحمدية خالدة شامخة مرفوعة إلى أبد الآبدين ورسالة سيد البشر والنور الساطع على الدوام باقية ومحفوظة ومحفوفة برعاية الله تعالى وبحول الله لها رجال مدحهم الله في كتابه العزيز وقال في محكم التنزيل من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظروا ما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم ختاما عيدا سعيدا عيد النور والرفعة وعيد المحبة والوفاء لرسالة سيد الخلق أجمعين عليه وأفضل الصلاة وأزكى التسليم وكل عام والأمة العربية والإسلامية في حلل الرخاء والتقدم والمناعة والعزة والكرامة والتضامن والتعاون والمحبة والوفاء قوية عزيزة كريمة شامخة متمسكة بدينها الحنيف وبرسالة خاتم الأنبياء والرسل من بعثة الله رحمة للعالمين وقال في شأنه رب العزة الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم صدق الله العظيم ومسك الختام يسعدني أن أجدد مشاعر الحب لأخواني في أسرة تونس نيوز موقع الإنترنت العالمي وإلى قنوات الجزيرة والعربية وأقرأ والمنار والشارقة دبي على الجهود المبذولة لشرح رسالة الإسلام والدين الحنيف وبإذن الله وعونه الرسالة المحمدية خالدة شامخة عزيزة دائمة إلى أبد الدهر وسنة الرسول قائمة إلى يوم الدين ومن حافظ عليها فهو سعيد في الدنيا والآخرة ومن أراد تركها أو محاربتها بشتى الطرق فجزائه يوم الطامة والحطمة والحاقة ولا شفاعة لمن حارب سنة الحبيب المصطفى ولا دين ولا حياة لمن لا يحيي دينا وهنيئا لكل مسلم متمسكا بشعائر دينه وبسنة الحبيب المشفع يوم الندامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم ولنتقي الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط فيها أيها السادة الكرام وذكرى مولد أعظم رسول الله حلت بيننا والعبرة في استخلاص العبرة والذكرى العطرة لا بأكل عصيدة الفواكه والزقوقو بل العبرة في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم أعظم الرسول وأكرمها وأحبهم إلى صاحب المعجزات خاتم الأنبياء والرسول من جاء برسالة الإسلام والهداية والرحمة والتسامح والصفاء والأخلاق الفاضلة ولخص رسالته في جملة بليغة رائعة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وكأن الرسول بيننا اليوم وحديثه كأنه قاله اليوم مكارم الأخلاق فالعدل مكارم الأخلاق والمساواة هي مكارم الأخلاق والشورى قمة مكارم الأخلاق  والتواضع من مكارم الأخلاق والنظافة هي مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا من مكارم الأخلاق واخذ حق المظلوم من مكارم الأخلاق واجتناب الظلم من مكارم الأخلاق والحياء والحشمة من مكارم الأخلاق واللباس المستور من مكارم الأخلاق وحياء المرأة من أنبل مكارم الأخلاق والكلمة الطيبة من مكارم الأخلاق والابتعاد عن قول الزور والمنكر من مكارم الأخلاق واجتناب المحرمات والشرب ولعب القمار من مكارم الأخلاق واجتناب المنكر من مكارم الأخلاق والمحافظة على أموال المجموعة من مكارم الأخلاق والمحافظة على الأمانة من مكارم الأخلاق وعدم استغلال السلطة من مكارم الأخلاق وعدم استغلال الثروة لبعض العائلات على حساب الشعب من مكارم الأخلاق والعدل بين الجهات من مكارم الأخلاق والابتعاد عن نهب أموال الناس من مكارم الأخلاق واجتناب الثراء الفاحش من مكارم الأخلاق وإنصاف الضعفاء من مكارم الأخلاق والقسط في الحكم بميزان العدل حتى لذوي القربى من مكارم الأخلاق قال الله تعالى وإذا قلتم فاعدلوا صدق الله العظيم.  


تحقيق:

يحدث في تونس: يمارسون الشعوذة باستعمال القرآن

 
عراف، منجمّ، دجال، ساحر، مشعوذ، وجوه متعددة لعملة واحدة، واكبت مسار التحضّر والتطور الانساني والعلمي فأطلق عليها ممتهنوها مصطلح حكيم روحاني، واستغلوا تقنيات متعددة لفن الخطابة والاتصال والتسويق، وتمكنوا من اقناع الناس أو تشويش افكارهم وفي حالات كثيرة تشويه معتقداتهم. هذه الخزعبلات التي يمارسها اكثر من مائة وخمسة واربعين الف شخص في تونس بشهادة أهل المهنة تحت ستار القرآن للاسف تجد من يصدقها ويؤمن بجدواها ليس فقط من عموم الناس بل يحتشد حولها عدد من المثقفين والمسؤولين والاعلاميين. «الاسبوعي» تفتح في هذا العدد ملف الشعوذة تحت ستار القرآن في تونس تتابعون تفاصيله في التحقيق التالي. يكتبون بعصير القارص والصمق الأبيض على الورق ثم يدّعون أن الجان خاطبهم 145 ألف مشعوذ في تونس أي بمعدل  مشعوذ لأقلّ من 100 ساكن عراّفون يطالبون بمناظرات كفاءة لمن يريد أن يمتهن الدجل حكيم! حكايات غريبة وعجيبة تلك التي يطالعنا بها محترفو الدجل الذين كتبوا على لافتات محلاتهم «حكيم روحاني» هذه الصفة أي «حكيم» التي كانت الى وقت غير بعيد تتخذ معناها الاصلي ولا تقبل أن توضع في موضع لا يليق بها، كيف لا؟ وهي من «الحكمة» التي ذكرها الله سبحانه في كتابه المبين اذ يقول جل جلاله «يوتي الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر» الا أولوا الالباب.. البقرة الاية 268 حكايات غريبة وعجيبة تلك التي تطالعنا كل صباح على اعمدة الصحف، هذه الصحف التي تورد على اعمدتها صورة «آدمي» وترفقها بمقال اشهاري «يوقف المخ» كيف لا وانت تشاهد صورة «آدمي» من ابناء جنسك يتحدث عن بطولاته في حروب فاز فيها على الجن والشيطان وكيد الساحر… فهذا عذّب الجن وارغمه على مغادرة جسد طفل في الثامنة من عمره، وذلك حارب عصابة من الجان هدفها اختطاف فتاة في الثامنة عشرة من العمر،وحرر جسدها من شرورهم وامضى مع زعيمهم معاهدة سلام تقضي باستقلال هذا الجسد من الجن  وتضمن عدم عودتهم اليه. وتلك ازالت السحر واعادت الزوج الى احضان زوجته في قاعة المحكمة قبيل لحظات فقط من اصدار الحكم بالطلاق، وهذا غيّر مسار الاحداث في حياة انسان أو اناس، وآخر بدعة في عالم الشعوذة هي فحص الحرفاء عن بعد باستعمال الارساليات القصيرة SMS والرسائـــل الالكترونيــــــــة E mail، والخزعبلات كثيرة في هذا المجال. وما يثير الاستغراب انها تجد لها جمهورا من كبار المثقفين والمسؤولين وعامة الناس على حد سواء، وهو ما اكده العراف او كما يريد ان يصف نفسه « الحكيم الروحاني» م ـ ع ـ ج الذي قال: «اكبر نسبة من حرفائي هم مسؤولون كبار في مختلف السلط واساتذة جامعيين واطباء واعلاميين ومن مشاهير المثقفين والمبدعين…» واضاف «هذه الفئة من الحرفاء وقصد ابعاد الشبهات عنها تتظاهر في «التراكن» بانها لاتصدق ما يأتيه اصحاب العيادات القرآنية والحكماء الروحانيين مثلي لكنهم اكثر الحرفاء مواظبة على زيارتي، وعندما تعنّ لهم زيارتي يطلبون مني اخلاء العيادة من باقي الحرفاءحتى لا ينكشف أمر اعتمادهم على «الحكمة الروحانية» في تسيير شؤونهم الشخصية وفي حالات كثيرة شؤون ادارية في مهنهم !» ولست اعلم إن كان ممتهنو العرافة يبالغون في وصف حرفائهم بانهم من وجهاء البلاد الا ان عددا كبيرا منهم اكد ما ذهب اليه محدثنا على غرار العراف (م ـ س) و(م ـ ع ـ هـ) الذي اراد ان تكون حججه من الواقع اذ وصف حريفا كان في مكتبه لدى زيارتي بانه احد رجال السياسة لكن للاسف لم اتمكن من التعرف عليه اذ غادر العيادة حال وصولي. وحال علمه انني صحفي استاء العراف كثيرا وزعم انني كنت سببا في افساد صفقة كان بصدد ابرامها مع رجل وصفه بمسؤول كبير، لكنه ورغم الاستياء قبل اجراء حديث معه حول مهنة العرافة، وبسؤاله عن بعض الخصوصيات كالجدوى من استعمال البخور وبعض التوابل وعديد الاشياء الأخرى التي توحي بطقوس من الشعوذة في الوقت الذي قال فيه انه يعتمد القرآن في مداواة الناس، ثارت ثائرته وهاجم الاعلام التونسي قائلا: «انتم اهل الاعلام في تونس تعتبرون انفسكم رسلا لاصلاح وتنوير عقول الناس، لكنكم تعمدون الى تجهيل الناس بل ترسيخ قيم الجهل في المجتمع بمحاولاتكم الفاشلة اقناع الناس واثنائهم عن زيارة عياداتنا… انظروا نظراءكم في المشرق العربي كيف يخصصون مساحات اعلامية هامة  في الفضائيات للاحتفاء باصحاب الكرامات مثلنا…!!! أما انتم فتسعوا جاهدين الى قطع ارزاق الناس؟!». دعوة التغطية الاعلامية الكاملة لشعوذتهم وبطولاتهم في الايقاع بالجن  والحديث اليه وازالة السحر بجلود الزواحف مثل السحلية (ام البويا) وكتابة أو تلاوة آيات من القرآن على البخور وجلود الزواحف وتكريمهم بمنحهم مساحات اعلامية في الصحف والمجلات والاذاعة والتلفزة، كلها مطالب ومؤاخذات وانتقادات ابداها عدد من المشعوذين اذ قال العراف أو كما يسمي نفسه «صاحب الكرامة والمعالج الروحاني بالقرآن» م ـ س «امنيتي أن اكون ضيفا في احدى القنوات التونسية حتى اقدم للجماهير حجة دامغة على قدراتي في اخراج الجان من اجسام الناس وأردّ على جميع الاسئلة التي يثيرها اصحاب النفوس المتزعزع إيمانها واقدم لهم حججا من القرآن ومن الواقع». ذات المطلب نادى به العراف م ـ ع ـ ج الذي قال «لو تتاح لي فرصة الالتقاء بالمشاهدين على احدى الفضائيات التونسية، ساكشف الكثير من الخزعبلات والحيل التي يأتيها المشعوذون لاقناع حرفائهم بقدراتهم الخارقة» ومن بين الحيل التي يعمد المشعوذون الى استعمالها ذكر لنا محدثنا «كتابة آيات من القرآن الكريم التي تحمل معاني السحر والوعيد والتعذيب كما يكتب العراف اسم الحريف الذي سجلته السكريتيرة عن طريق الهاتف عند تحديد موعد الزيارة أو لدى استقبالها الحرفاء في العيادة، وعندما يحين دوره في الدخول يستعد المشعوذ ويخرج الورقة الخاصة بهذا الحريف وتكون بيضاء لا شيء يشوبها وبعد ان «يبخرلها» و«يسخنها» على الكانون تظهر عليها كتابة فيوهم المشعوذ حريفه انه تمكن من ازالة السحر الذي ينغص حياته. وفي حقيقة الامر فإن تلك الكتابة ماهي الا كتابة بعصيرالقارص أو «الصمق الابيض» أو حبر مائي يباع في المكتبات، تظهر الوانه نتيجة تعرضه لمصادر الحرارة» دليل هذه الصورة أو كما وصفها العراف م ـ ع ـ ج بـ «الخزعبلات» جاءت لتؤكد ممارسة الشعوذة تحت ستار القرآن، واكد محدثنا ان المدواة بالقرآن لا تفترض طقوسا من الشعوذة كاستعمال البخور وجلود أو هياكل الزواحف ولا تفترض لباس الجبة والعمامة واحضار البندير واشتراط احضار «سردوك اسود» أو «علوش» وقال: «وجب ان يتفطن الناس الى أن المداواة بالقرآن لا تتعدى مجرد تلاوة آيات بينات من القرآن الحكيم على المريض فيتماثل للشفاء باذن الله شرط التزامه باداء صلاته في اوقاتها وتلاوة القرآن «انّاء الليل واطراف النهار» لان اصحاب الايمان القوي والمتحصنين بالذكر الحكيم لا يصيبهم شيء من فعل السحر والجن اسوة بقوله تعالى «الا بذكر الله تطمئن القلوب» وعملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من امة تلأت القرآن الا وحفتها الملائكة ونزلت عليها السكينة». «حرفاؤنا هم من اصيبوا باليأس.. «شادين في شعرة» وهم في حاجة الى كل من يزرع في نفوسهم بصيص أمل في الشفاء أو التغير الى الافضل.. هذا ما أجمع عليه أهل العرافة الذين تحدثنا إليهم.. وفي نظرنا فإن هذا اليأس وتعطش الناس الى بلوغ سبل الأمل في الشفاء او التحول الى الافضل هو ما يفسر ارتفاع «فازيتة» دكاترة الشعوذة!؟ حيث يصل معلوم التسجيل لديهم الى ما يفوق الثلاثين دينارا أما مباشرة الحالة واجراء «الكشف» كما يسميه أهل هذه المهنة فيتطلب دفع مئات الدنانير وأما عن مصاريف العلاج فلا تسل فمع كل زيارة يتغير المبلغ المطلوب سواء بالزيادة أو النقصان وقد تمتد أو تتمدد مدة العلاج لتبلغ سنة أو سنوات. رفض انطباعنا هذا له انصار في صفوف العرافين الذين اطنب كل منهم في انتقاد زملائه وممتهني مهنته، وبلغ الانتقاد لدى البعض حدّ رفض اطلاق مصطلح زميل على اصحاب مهنته بل اطنب بعضهم في تعداد مساوىء الأخرين ووصفهم بالمشعوذين «لادين ولا ملّة» وبأنهم «عبيد الدينار» ومن اصحاب النفوس الشريرة اذ انهم تستروا بالقرآن لابتزاز أموال الناس بالباطل اذ قال العراف م ـ س «يبيعون الأوهام لليائسين المغفلين» وقال م ـ ع ـ ج «يخجلني مجرد تذكر انهم ابناء ميداني فهم زمرة من الناس يستغلون الضعفاء والمرضى لاغراض مادية بل هم ليسوا ابناء ميداني اذ انهم لا يحملون شهائد علمية مثلي تؤهلهم لممارسة «الحكمة الروحانية» أو المداواة بالقرآن.. فهذه المهنة اصبحت مهنة من لا مهنة له اذ انها مشروع مربح يحقق الثراءالسريع  لذلك أصبح العرافون والمشعوذون يظهرون كل يوم كالفقاقيع حتى بلغ عددهم الان 145 الفا منهم 4700 برخصهم و150 فقط منهم لديهم الكفاءة التامة». واكد المتحدث ان مهنة العرافة أو المداواة بالقرآن والحكمة الروحانية تتطلب مؤهلات ثقافية ودراسية عالية لا تقل عن الحصول على شهادة «الباكالوريا» والتضلع في اللغة العربية والقرآن وتفسيره ودراية كافية بضروب الفلسفة، واعتبر محدثنا ان «99% من ابناء ميدانه يفتقدون لابسط هذه الشروط» مؤكدا في ذات السياق اهمية «ايجاد آليات لتنظيم قطاع العرافة في تونس واولها اعتماد مناظرة اثبات الكفاءة لاسناد رخص بعث مشاريع عيادات قرآنية»!!. بعد نصف قرن من الاستقلال… بعد اكثر من نصف قرن على الاستقلال وقرابة ربع قرن من السير بخطى ثابتة على طريق الحداثة مازالت  العقول الجاهلة والمعتقدات البالية تنخر بأفكارها بعضا من مجتمعنا وتمنعه من الاخذ بنواصي الرقي والتقدم، ومازلنا نسمح بأنشطة السحر والشعوذة، بل نسند الرخص لاصحاب «الخزعبلات» وفي النهاية اقول لهؤلاء الذين يمارسون الشعوذة تحت ستار القرآن  ويدعون انهم من أصحاب الكرامات وان هذه المهنة هدية من الله أو من الاولياء الصالحين للعباد الصالحين، اليس بامكان اوليائكم اهداؤكم منصبا ارفع من مشعوذ؟ تحقيق: الحبيب وذان (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


الطاهر شريعة يكشف لكم وجهه الآخر الراعي الصغير الذي عشق الفن فأصبح أب السينما التونسية

 
«هـــذه حكايــة الفلقــة والمؤدب في صيـــــادة» «سجنـت من أجـل مشروع وطني حـول السينمـا التونسيـة» «طريقة تدريسي في القسم كانت أشبه بعرض شريط سينمائي» «أسست أيام قرطاج السينمائية وحلمت بتأسيس هذه الدار.. ولكن!» قد لا تتسع المساحة ولا تمنح الطاهر شريعة حقه وقد تسقط بعض التفاصيل رغم انه كتب مذكراته في عديد المجلدات فعندما ألتقيته شعرت وكأني أحاور شخصية من كتب التاريخ فهو موسوعة بأتم معنى الكلمة يختزل تاريخ السينما التونسية ومواكب للحركة السينمائية العالمية ومصادق لعديد الشخصيات والصور والوثائق تشهد بكل هذا الثراء وهو من وضع الأسس الاولى للحركة السينمائية في تونس ومنظم للقطاع السينمائي بإفريقيا وهو صديق المهرجانات الدولية وله عديد المؤلفات والدراسات منها ما نشر ومنها ما ينتظر النشر ورغم تقدمه النسبي في السن الا أنه لم يفقد شيئا من حيويته ونضارته  وذاكرته  التي تختزن ادق التفاصيل بتونس وبالعالم. عمّ الطاهر شريعة استضفناه اليوم في ركن «بوح» ليكشف لكم عن وجهه الآخر: حديث الذكريات في مستهل حديثي مع الطاهر شريعة هنأته  ببلوغه سن الثمانين وسألته عن أهم الذكريات التي تختزلها ذاكرته من أيام الطفولة والصبا فقال: «ولدت يوم 5 جانفي 1927 بمدينة صيادة من ولاية المنستير من أب يمتهن الحياكة أبا  عن جد فوالدي عبد الله واعمامي الخمسة واخوالي  وابناؤهم كانوا مختصين في حياكة صوف الاغنام  وكنا في البيت سبعة اخوة  من بين اربعة عشر بعد وفاة سبعة منهم وكانت جل العائلات في تلك الفترة تشغل ابناءها  لكسب الرزق منذ بلوغهم الخامسة أو السادسة من العمر وكانت مجالات العمل اما في البحر أو في الحياكة أو في الفلاحة وكانت الحياة صعبة جدا وكان نصيبي من العمل رعي الغنم. قلت له: «وبالنسبة للدراسة؟ » فقال: «درست في المدرسة الفرنكوعربية المشتركة بين صيادة ولمطة وبوحجر  وقد اعجبت باجواء الدراسة وكنت أمشي كلمترات على رجلي  للذهاب الى المدرسة وعند بلوغي السادسة ابتدائي كنت أخاف الرسوب لان النتيجة ان كانت سلبية سيدرج إسمي في قائمة المطلوبين للتجنيد مع الجيش الفرنسي  عن طريق القرعة وعند الاعلان عن النتيجة غمرت فرحة عامرة  كامل عرش «الشرائعة»  لانني  عينت للدراسة في الصادقية بتونس العاصمة والتي ستتكفل بنفقاتي من السكن الى الطعام فالاكساء» قلت له: «وكيف وجدت الاجواء الجديدة في العاصمة؟» فقال: «اكتشفت عوالم جديدة وخاصة تلك الاجواء التي لا يمكن أن تكون الا في الصادقية هذه المدرسة العريقة. قلت له: «كيف ذلك؟ » فقال: «درست عند أساتذة أجلاء كان لهم الفضل في تكوين شخصيتي وأذكر  منهم المرحوم جلولي فارس الذي كان قيما عاما بالمبيت واستاذ التاريخ وكثيرا ما كان يميل للحديث معنا عن تاريخ تونس ونضال أبنائها على حساب البرنامج الرسمي وكان في نفس الوقت إماما  بمسجد المدرسة ويعطي دروسا في الدين والنضال بطريقة حماسية تزعزع الكيان وبقدر استيعابي للوازع الوطني بقدر رفضي لطريقته في فرض الدين حيث أعادتني سنوات الى الوراء وأنا طفل صغير بصيادة حيث التحقت بالكتاب ولكنني هربت منه بعد شهر لان المؤدب أراد تأديبي  وأمر ولدين أن يرفعا رجليّ ليؤدبني بواسطة «الفلقة» فأفلت منهم  ورميت بلوحتي على وجه «سيدي المؤدب»  فصاح  من الألم  فيما  عدت أنا الى البيت جريا لا ألتفت لا يمنة ولا يسرة وتوجهت مباشرة نحو أبي لاقص عليه الحكاية فخيرني بين العودة الى الكتاب وطلب العفو لمواصلة التعلم أو الاكتفاء بما تعلمته فرفضت الرجوع وقلت له أن ما تعلمته في شهر اكثر مما تردده أنت في صلاتك فضحك من إجابتي ولم يعترض  على ذلك. قلت له: «لكن هذا تصرّف  غريب؟ فقال: «في الحقيقة والدي  رحمه كان طوال  حياته يعاملني معاملة الاخذ بالخاطر فنشأت معتمدا على قراراتي  وذاتي وحرية اختياراتي  فتمردت على كل ما هو قمع وظلم واستبداد بالرأي» قلت له: «لو نعود الى الصادقية فقال: «من الأساتذة الذين طبعوا مسيرتي  طوال السبع سنوات بالصادقية اذكر محمد عطية وعبد السلام الكناني والشيخ الفاضل بن عاشور ومحجوب بن ميلاد ومحمد السويسي ولكن اثنين فقط  كان لهما الفضل الاكبر في نحت شخصيتي وتحبيب اللغة العربية لي بعدما كنت ارفضها  وهما الاستاذان عبد الوهاب بكير ومحمود  المسعدي  حيث قدما لي العالم والانسان والوجود من خلال الغوص في الادب  العربي وقراءة امهات الكتب فاصبحت نظرتي للحياة وللدراسة اعمق» اهتمامات متعددة سألته عن بداية اهتماماته بالسينما فقال: «في فترة دراستي بالصادقية شغفت بالمطالعة ومشاهدة الافلام ثم  انخرطت في الفوج الصادقي  للكشافة الاسلامية واذكر هنا واقعة  حدثت لي في صيادة عندما لبست  الزي الكشفي وذهبت للقيام بحركات رياضية على شاطئ البحر فثار الاهالي وعابوا على والدي تصرفي هذا وكيف ألبس تبانا (فوق الركبة) فهو «عيب» فسألني  والدي عن هذا الزي الغريب فقلت له: «انه زي كشافة وما أقوم به رياضة  نافعة للبدن فواجه العرش بأكمله». واضاف: «كنت أيضا أمارس بعض الاعمال والمهن اليدوية في الصيف  كصناعة الاقفاف والسلال وبيعها في الاسواق» قلت له: «وهل تواصل هذا حتى في المرحلة الثانوية  المتقدمة؟» فقال: «لا فقد وجهت كل عنايتي من اجل النجاح في الدراسة فتحصلت على البكالوريا  سنة 1948 ثم سافرت الى باريس حيث تحصلت على شهادة الدراسات العليا في الاداب واخرى في الفلسفة وفي عام 1952 تحصلت على شهادة الاختصاص في التعليم الثانوي  وعند عودتي تم الحاقي للتدريس بصفاقس من 1950  الى 1962 وخلال هذه الفترة كانت السينما هي غرامي الاوحد وحتى طريقتي في التدريس كانت أشبه بعرض شريط سينمائي. من نوادي  السينما بصفاقس إلى مصلحة السينما بتونس على ذكر الاشرطة السينمائية قلت له: « عرفت فترة الستينات بموجة جديدة  من الافلام ذات التوجه الفكري» فقال: «جاء ذلك نتيجة رد فعل عالمي إثر الحرب العالمية الثانية وما شهده العالم من متغيرات وقد عشت في تلك الفترة الاحداث  وواكبت الموجة الجديدة من الافلام العالمية من خلال العروض السينمائية التي كنت أحرص على ان تكون مشفوعة بنقاشات وتبادل للاراء ولما تكوّن نادي  السينما للكبار كونت رفقة عبد المجيد  عطية نادي  السينما للشباب  واصبحت أحرص على  اختيار الافلام المعروضة صبيحة كل احد  واسير النقاش  اثر العرض وتكونت بالتالي نواة في النادي واصبح  الشبان هم الذين يسيرون النقاش بالتناوب ثم ابتكرت طريقة نشر المعلقات حول هذه الافلام مرفقة بملخص واراء تقييمية حول الشريط  واصبح لهذه المعلقات والآراء  صدى كبير في جميع الاوساط مما جعل  اصحاب  القاعات يحتجون في البداية ثم بدأوا يستوعبون قيمة نقد الافلام فاصبحوا يعتمدونها في عملية اختياراتهم  الاسبوعية وبنجاح نادي السينما للشبان ثم تكوين ناد سينمائي للاطفال  ثم اصبحت  تستهويني الكتابة النقدية في الجرائد  والمجلات حول السينما العالمية  ثم تطورت كتاباتي لتشمل مقالات بمجلات اجنبية مثل فرنسا  ومصر وسوريا والعراق وايطاليا والمانيا. وفي سنة 1960 تم تعييني رئيسا للجامعة التونسية لنوادي السينما  فانطلقت في تأسيس  عديد الفروع بكامل تراب الجمهورية وكانت تونس في تلك الفترة ما تزال تعيش  معركة  مكافحة التخلف  فكانت اختياراتي السينمائية مبنية على الافلام ذات الوعي القومي والانفتاح على الاخرين والتوق ا لى مصير افضل ولمزيد  توثيق  روابط  الاهتمام بين جميع النوادي التي تم تأسيسها  اصدرت لاول مرة مجلة «نوادي السينما» وكانت اول مجلة  متخصصة من نوعها  في تونس والعالم العربي وأفريقيا وساهمت هذه المجلة  في خلق جيل جديد من المهتمين بالسينما  كتابة واخراجا  الى أن فوجئت ذات يوم بدعوة  من وزير الثقافة  الصديق الشاذلي  القليبي  وكان زميلا في  التدريس ليكلفني بانشاء أول إدارة خاصة بشؤون السينما تابعة لوزارة الثقافة فانطلقت في بناء أركان هذه الادارة ونبشت في ذاكرتي جميع احلامي السينمائية ووضعتها على أرض الواقع واخترت مجموعة كبرى من المهتمين بالسينما ليكونوا الى جانبي  وكانت الافلام الوافدة  علينا في أوائل الستينات امريكية وعربية وفرنسية  فحرصت على دقة الاختيارات المعروضة وسعيت لتشجيع السينما التونسية ببحث  طرق التوزيع وفتح المسالك بتونس وخارجها.  وفعلا بدأت بعض التجارب السينمائية التونسية  من خلال  اشرطة قصيرة واخرى  وثائقية وتمت دعوتي لاكون مستشارا فنيا في شريط «النهضة» لماريو  روسبولي  وحمودة  بن حليمة واحمد حرز الله  ونور الدين المشري  ومستشارا فنيا  لسيناريو «الفجر» لعمار  الخليفي  وهو أول  شريط سينمائي تونسي  طويل مائة بالمائة وكان عرضه في القاعات الحدث الكبير بتونس ثم دعيت لأكون مستشارا فنيا لشريط  «إيقاعات وألوان» لنور الدين المشري. أيام قرطاج السينمائية والمنعرج قلت له: «وكيف جاءت فكرة تأسيس أيام قرطاج السينمائية سنة 1966؟» فقال : «عندما أصبحت لدينا  بتونس حركة  سينمائية  كبرى كبر بداخلي  الحلم من اجل مزيد تدعيم قطاع الفن السابع  وكان السؤال  الاكبر المطروح  حينها هل نحن قادرون على تأسيس مهرجان  دولي عربي  وافريقي؟ فكانت المغامرة الكبرى وبموافقة وزير الثقافة الشاذلي القليبي خططنا لتنظيم أول  دورة كنت أنا رئيسها فكان أول مهرجان سينمائي  بافريقيا والعالم العربي وقد حقق اشعاعا عالميا منقطع النظير ثم أصبحت  مستشارا مختصا في الثقافة العربية في اليونسكو. وعندما تم اصدار مجلة «المسرح والسينما» عينت رئيس تحرير  مكلفا  بالسينما والمنصف شرف الدين مكلفا بالمسرح. ومنذ سنة 1971 اصبحت المشرف العام على البرمجة السينمائية وتوزيع الافلام ودخولها الى تونس وحرصت على بعث جمعية السينمائيين الهواة وجمعية السينمائيين المحترفين وقمت بمشروع بعث دار السينما بتونس  وتتضمن متحفا ومدرسة  وورشة  للبحث والنقد والتنظير ولكن مع الاسف ظل هذا المشروع حبرا على ورق». نشاط دولي  مكثف ويواصل الطاهر شريعة حديثه قائلا: «وبحكم هذه التجارب وتنوع المهمات والانجازات التحقت بالمنظمة العالمية للتعاون الثقافي  والتقني الفرنكوفوني واصبح  هاجسي السينمائي  اكبر حيث  سعيت للنهوض بالسينما الافريقية ككل من حيث الانتاج  ومسالك  التوزيع  في العالم وحماية السينما من هيمنة الدول الغربية وكتبت عديد المقالات  والدراسات على غرار السينما والثقافة العربية وقيمة السينما في الثقافة العالمية واستغلال  المنشورات الادبية في الاعمال السينمائية وحقوق وواجبات الفنان المبدع والى أين السينما المصرية؟ ومن اجل  شراكة  وتوزيع سينمائي  عادل في العالم  والسينما العربية والافريقية والسينما  الافريقية: مشاكل وآفاق وقد سعيت لفرض عديد التوجهات والافكار من خلال الملتقيات والمحاضرات باغلب  الدول الافريقية وقمت بمشروع وطني رائد حول السينما  التونسية  ولكن مع  الاسف  فهم عن طريق الخطأ» قلت له: «كيف ذلك؟» فقال: «اعتبر البعض أن ما أقدمت عليه يعد تجاوزا وهو ما مثل نقطة سوداء في حياتي حيث  تم ايقافي عن العمل وسجنت  ولما علم بورقيبة بالحكاية تدخل  شخصيا». قلت له: «كنت عضوا في عديد لجان التحكيم في العالم» فقال: «الى جانب ايام قرطاج السينمائية شاركت في مهرجان كان ودمشق وفرنسا وسترازبورغ». قلت له: «هل أنت راض عن  مسيرتك الفنية؟» فقال: «على مدى خمسين سنة من العمل والعطاء الفني والدراسات والانجازات اشعر بارتياح  كبير واعتز بلقب أب السينما  التونسية والافريقية وقد كانت هذه المسيرة  على حساب عائلتي حيث كنت كثير السفر وقد تزوجت  في سن مبكرة  من السيدة  محبوبة بن حسين المرزوق ولي من الابناء خمسة». (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


“الجنرال المزيّف” مجددا أمام المحكمة غنم 78 سنة سجنا من «التحيّل» وأكثر من مائة عام أخرى تنتظره في القضايا الجنائية

اقترف المئات من عمليات التحيل وتهم خطيرة أخرى موجهة له

 
الأسبوعي – القسم القضائي علمت «الاسبوعي» أن المتهم الذي عرف في الاوساط الاعلامية بـ«الجنرال المزيف» مثل منذ أيام أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية لمقاضاته من اجل عدة تهم تتعلق بتقليد طابع تابع للسلطة العمومية وخيانة مؤتمن والسرقة الموصوفة وقررت تأجيل النظر في القضية الى موعد لاحق بناء على طلب أحد المحامين لإعداد وسائل الدفاع. اعترف باستخراج 54 ختما لوزارات وإدارات عمومية وخاصة بكى أمام القاضي في إحدى الجلسات وسرد له «قصة حياته» ومن المنتظر أن يحاكم الجنرال  المزيف في حوالي ثلاثين قضية جنائية قد تصل عقوباتها مجمعة الى أكثر من مائة عام تضاف الى 78 سنة سجنا جمعها من القضايا الجناحية التي تورط فيها والمتعلقة بالاعتداء بالعنف الشديد والفرار إثره والتحيل وهي التهمة التي مثل بسببها  في أكثر من مائة قضية سواء أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بزغوان أو أمام محكمة الاستئناف بنابل. مطاردة فإيقاف وكانت «الأسبوعي» انفردت في عدد 17 جانفي 2005 بنشر التفاصيل الاولية للمطاردة  التي قام بها أعوان فرقة الأبحاث  والتفتيش  بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بزغوان للمتهم وإلقاء القبض عليه رغم تعنته واعتدائه على أحد الأعوان. وكشفت حينها معلومة مقتضبة بلغت للأعوان أن المتهم استقر بمدينة زغوان وانتحل صفة جنرال في الجيش جاء للنقاهة بطلب من طبيبه وكان  يتنقل على متن سيارات إدارية ويستعمل سائقا له. وبمراقبته في سرية تامة أثار سلوكه حفيظة أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان الذين توفرت لديهم معطيات إضافية مفادها ان المسؤول المذكور يملك عددا كبيرا من الاختام التابعة لوزارات وجهات إدارية وشركات خاصة ويساعد الحالمين بالهجرة بتمكينهم من جواز سفر وتأشيرات الى مختلف البلدان الأوروبية وأوهمهم بقدرته على قضاء شؤونهم مثل الحصول على شهادة ملكية منزل متنازع عنه أو قطعة أرض. مفتش عنه بحوزته أختام ووثائق «مضروبة» بانطلاق التحريات معه تبين أنه مطلوب للعدالة الى جانب صدور 12 منشور تفتيش في شأنه من طرف وحدات أمنية مختلفة أهمها بالعاصمة وسوسة والمهدية وتوزر وزغوان بعد تورطه في عمليات تحيل وتدليس. وبتفتيش منزله عثروا على 54 ختما  تابعة لعدة وزارات ومؤسسات عمومية واخرى خاصة كان يستعملها لاستخراج الوثائق التي يطلبها حرفاؤه الذين يفاجأون لاحقا بأنها مزيفة وباختفاء من أمدهم بها كما عثروا على عشرات الوثائق المدلسة تحمل أختاما افتعلها المتهم من بينها جوازات سفر وشهادات ملكية إضافة لصور شمسية وعربات تحمل أرقاما منجمية لمصالح إدارية والحال أن هياكلها تحمل أرقاما منجمية أخرى  وبطاقات هوية مزيفة وتجهيزات الكترونية ومبالغ مالية. تهم جناحية واخرى  جنائية وبمواصلة التحري معه اعترف المتهم بأنه انتحل عدة صفات الهدف منها واحد وهو التحيل والحصول على المال وذكر انه يجهل العدد الحقيقي لعملياته فهي لا تحصى ولا تعد واضاف انه قد يكون اقترف  مئات العمليات. والى جانب اعترافاته  طلب المتضررون بتتبعه  عدليا لتحيله عليهم  وبختم الأبحاث الأمنية والقضائية تضمنت لائحة التهم الموجهة اليه التحيل وتقليد طابع تابع للسلطة العمومية وخيانة مؤتمن وانتحال صفة والسرقة الموصوفة والاعتداء بالعنف الشديد والفرار إثره وتدليس صكوك وكل هذه التهم وجهت له في عدة قضايا ما عدا تهمة الاعتداء بالعنف الشديد والفرار إثره التي وجهت له في قضية واحدة ونال فيها ستة أشهر سجنا بعد اعتدائه على عون أمن أثناء إيقافه. وتعتبر هذه المحاكمة الاولى من نوعها في تونس التي قد تصل الاحكام الصادرة إثرها على المتهم الى حوالي مائتي عام سجنا. وكان «الجنرال المزيف» حاول في جلسة سابقة كسب تعاطف القاضي معه عند ماراح يسرد عليه وضعيته الاجتماعية وهو يبكي مفيدا بأنه مصاب بمرض مزمن منعه من مزاولة  الدراسة قبل أن يربط علاقة بشخص غرر به وشجعه على الانغماس في التحيل فكان مآله السجن الذي  قضى خلف أسواره  ستة أشهر وبعد مغادرته فوجئ بقرار عائلته طرده من المنزل لذلك جدّد عهده مع التحيل في مختلف مناطق الجمهورية ليجدد بالتالي  العهد مع السجن الذي قد لا يغادره هذه المرة. صابر المكشر (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


مازال متحصنا بالفرار

«ديكوريســـت» بقـــــناة تلفـــزية تونسيـة متهم بـــترويج «الزطلة»

 
الاسبوعي – القسم القضائى علمت «الأسبوعي» أنّ وحدة أمنية أصدرت مؤخرا ملحوظة تفتيش في شأن شخص يشتبه بترويجه مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» بالعاصمة، وأفادت معلومة مقتضبة تحصلنا عليها من مصادر موثوق بها أنّ عون ديكور يعمل بقناة تلفزية تونسية متهم بترويج المخدّرات بين المدمنين بالعاصمة وحسب المصدر ذاته فإنّ المشبوه فيه كان يتزود بهذه البضاعة الممنوعة من منطقة تقع بالجنوب التونسي وقد ابتاع في آخر لقاء له بمزوّده (ألقي القبض عليه) كمية من «الزطلة» تزن حوالي ثلاثة كيلوغرامات بمقابل مالي قدره 1400 دينار. وتجري المجهودات حاليا للايقاع به ومعرفة حقيقة نشاطه التي اعترف بها مزوده الرئيس (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


في أطرف عملية تهريب مخدرات جــــمل يـحـــمــل «البسيـــــســـة» والحــنّة… و61 كلغ من «الزطلة»!

 
الأسبوعي – القسم القضائي علمنا ان اعوان وحدة امنية احبطوا خلال الأيام القليلة الفارطة عملية تهريب كمية هامة من مادة «الزطلة» المخدرة بطريقة كشفت عن حرفية المهربين ولكن ايضا عن يقظة رجال الأمن الذين حجزوا حوالي 61 كيلوغراما من المخدرات في اطرف عملية تهريب على الحدود الجزائرية – التونسية وتشير المعلومات المتوفرة عن هذه الواقعة الى ان وحدة امنية تابعة للحرس الوطني كانت بصدد حراسة منطقة نفوذها بمنطقة تقع بالجنوب الغربي التونسي وتراقب الحدود مع الجزائر في اطار عملها اليومي للتصدي لعمليات التهريب المختلفة وبالتالي تأمين جانبها من الحدود. وبينما كان الأعوان يتابعون مسلك دوريتهم فوجئوا بظهور جمل يحمل «شاريتين» على يمينه ويساره فارتابوا في أمره خاصة انه قادم من أحد المسالك الجبلية الحدودية لذلك سيطروا عليه وبتفتيش «الشاريتين» عثروا على كمية من «البسيسة» والحنة ولكن بمواصلة التفتيش بان المخفي من البضاعة اذ وجدوا أكياس «الزطلة» التي بلغ وزنها 61 كيلوغراما لم تعرف هوية مهربها باعتباره اعتمد على جمل يبدو انه تدرب جيدا على المسلك كما لم تعرف هوية من كان في انتظار هذه الشحنة. صابر (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


حمد بن جاسم: واشنطن لم تتحمل تبعات الديمقراطية بالمنطقة

عبد الجليل البخاري-الدوحة اعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن واشنطن خاصة والغرب عامة بدؤوا في “تغيير مفهومهم” للإصلاح السياسي الذي دأبوا على الدعوة إلى تكريسه في الشرق الأوسط. وعزا الشيخ حمد بن جاسم سبب ذلك لكون الولايات المتحدة لم تستطع “تحمل تبعات” العملية الديمقراطية، و”لم تحترم الإرادة الشعبيةالتي مكنت بعض التيارات السياسية المعادية لها من تولي السلطة. وقال في محاضرة حول موضوع “دور المواطن في بناء المجتمع حاضرا ومستقبلا” احتضنتها الدوحة في إطار مهرجانها الثقافي السادس، إن العديد من بلدان الشرق الأوسط اضطر لرفع شعار تكريس الديمقراطية بهدف تخفيف الضغوط الأميركية. بناء ديمقراطي وشدد المسؤول القطري على أن البناء الديمقراطي لا يرتبط بإرادة السلطة السياسية لوحدها لكنه رهين بشكل أساسي بفعالية المواطن. وأوضح خلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور مكثف أن نجاح العملية الديمقراطية مرتبط بتوفر مجموعة من المقومات الأساسية الرامية بشكل عام إلى تحقيق المشاركة المسؤولة للمواطن في اتخاذ القرار. وأشار في هذا الصدد إلى أن مبدأي الشفافية والمساءلة يشكلان عنصرين حاسمين في تثبيت هذا المسار من خلال العمل على جعل المواطن يتشبع بقيم “الموضوعية والتجرد عن الهوى” لبلوغ ما اصطلح عليه بـ”الرقابة الشعبية“. وذكر وزير الخارجية القطري أن الإصلاح الديمقراطي لا يعتبر غاية في حد ذاته بقدر ما يشكل وسيلة لضمان مستقبل أفضل للأجيال، مشددا على أهمية تعزيز “التنمية الثقافية” لتفعيل دور المواطن في حماية المفاهيم التي تمكنه من المساهمة في عملية الإصلاح تلك مع الحفاظ على هويته. نماذج جاهزة وبعد أن أشار إلى وحدة المعايير الأساسية في النظام الديمقراطي أكد أنه لا توجد “نماذج جاهزة” لاستنساخ ديمقراطيات ذات قوالب موحدة لجميع البلدان. وقال في هذا الصدد إنها (الديمقراطية) “عملية ذاتية من الداخل” لابد أن تأخذ بعين الاعتبار المقومات الخاصة لكل مجتمع. وأشار في هذا الإطار إلى أن قطر اختارت نهج مسيرة إصلاح ذاتي لتحقيق الأمن والسلم والرخاء من خلال جعل الإنسان الهدف الأساسي لهذا الرهان التنموي. يذكر أن مهرجان الدوحة الثقافي السادس الذي انطلقت فعالياته يوم 21 مارس/آذار الماضي يواصل أنشطته التي من المقرر أن تختتم يوم 4 أبريل/نيسان الجاري بمجموعة من العروض الفنية والثقافية المتنوعة التي تحظى باهتمام الجمهور.

 

المصدر: موقع الجزيرة نت بتاريخ 2 أفريل 2007   )

 


نائب بريطاني يطلب «عقوبة» إسلامية لسارقي الدراجات

 
الرياض – الحياة أطلق نائب بريطاني مثير للجدل نداء إلى السلطات في بلاده، يطالبها فيه تطبيق عقوبات الشريعة الإسلامية على سارقي الدراجات الهوائية. وأعلن النائب المحافظ بوريس جونسون، الذي يتنقل بدراجته الهوائية من مجلس العموم (البرلمان) وإليه، إنه تألم كثيراً إثر سرقة لصوص «براغي» عجلة دراجته، وقال: «هذه هي بريطانيا في عهد رئيس الوزراء العمالي توني بلير (…) إنني أطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية على لصوص الدراجات الهوائية». وأدلى جونسون بتصريحه المثير أمام المشاركين في الاجتماع السنوي لـ «جماعة العمل» الخاصة بهواة استخدام الدراجات الهوائية في ضاحية إيزلنغتون (جنوب لندن). وجاء جونسون إلى مقر المؤتمر مستخدماً دراجته من مكتبه في البرلمان، بعد مشاركته في التصويت على تجديد مشروع البرنامج النووي البريطاني. وقال جونسون إنه أصيب بالحزن بعدما اكتشف أن لصوصاً سرقوا دراجته التي تركها في المكان المخصص لركن الدراجات في محطة يوستون للقطارات في لندن. وكان جونسون أثار جدلاً واسعاً باتهامه أهالي منطقة ليفربول بالتظاهر بالحزن على رهينة بريطاني قتل في العراق. وأثار جدلاً آخر بإعلانه أن سكان دولة غينيا الجديدة يأكلون لحوم البشر. وفي تصريح أشد إثارة للجدل، قال النائب المحافظ إنه «سيتخلص» من الطاهي الشهير جايمي أوليفيه إذا قُدِّر له أن يحكم بريطانيا. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


توضيح التّهافت في حمّي النّقد الجرائدي

 
نزار شقرون (*) استوقفني مقال السيّد عمر الغدامسي من الشّارقة والقاهرة قائمة بأسماء نقّاد تونسيين وهميين بتاريخ 27 آذار (مارس) 2007 المنشور بصحيفة القدس العربي واستغربت أيّما استغراب من الهجوم المجّاني والثّلب (الذي يجرّمه قانون الصّحافة) في شخصي، من شخص عرفته لطيفا في السّابق ووديعا وعصاميّا نهما للأخذ بأسباب تطوير كتابته في النّقد الجرائدي (أستعير عبارة النّاقد الحبيب بيده). ولذلك يهمّني أن أبيّن بكلّ أدب مغالطات وزيف صاحب المقال الذي يبدو أنّ شيئا خفيّا ألمّ به فإذا هو يخبط شمالا وجنوبا بحثا عن موقع في الخارطة. وإذ أبدأ بتزكية قوله بأنّه أمدّني في إطار بحثي الجامعي (بعنوان: سرديّة التّشكيل في تجربة الفنّان عادل مقديش ) بالملفّ الصحافي للفنّان عادل مقديش، وهي معونة لا شكّ أنّها دلّت آنذاك علي مودّة صافية بيننا، فإنّي أشير إلي أنّني لا أنكر فضل الرّجل في مدّي بما أسماه مراجع ثمينة وأساسية ولا يملكها غيري بما في ذلك المكتبات المختصّة ولا أدري في الحقيقة أكان الملفّ الصّحافي لفنّان ما هو الثّروة العتيدة في البحث الجامعي، إذ يبدو أنّ صاحبي غير معنيّ بشروط البحث الجامعي، وأتفهّم ذلك جيّدا لانعدام صلته بالجامعة أصلا وذلك ليس نقيصة وإنّما من باب العلم بالشّيء فقط. كما أزكّي قوله بأنّني كتبت عن تجربة صديقي الفنّان المصري عبد الرزّاق عكاشة فأنا لا أكتب إلاّ عن التّجارب التي أستشعر بحميميّتها فالنّاقد ليس مطالبا بالكتابة عن كلّ التّجارب الفنّيّة وهو ليس مومسا فيما أعتقد كي يهب قلمه لـ الماخور النّقدي كما هو رائج عند العديدين، هذا وإنّي لم أنشر مقالا عن التّجربة الفنّيّة لصديقي عكاشة في مجلّة الحياة الثقافيّة التّونسيّة بل نشر المقال في مجلّة إبداع المصريّة وفي صحيفة الزّمان اللّندنيّة ولم يكن هذا أوّل مقال في تاريخ كتابتي المتواضعة جدّا. كما أنّي كتبت عن تجربة صديقي الفنّان رؤوف الكرّاي عشرات المقالات وليس مقالا في جذاذة معرض بل وانفردت بإعداد بحث جامعي عن عمله الفنّي عن كتاب الرّوض العاطر في نزهة الخاطر للنّفزاوي وكان بتأطير من الأستاذ النّاصر بالشّيخ، وهو من البحوث الجامعيّة الجريئة بشهادة اللّجنة وقد كتب عنه الأخ حكمت الحاج مقالا مطوّلا في صحيفة الزّمان . ولا أدري من أين أتي صاحبنا بتشخيصه المقترح لجينيالوجيا الكتابة النّقديّة في مسيرتي الأدبيّة، وإن كنت أتفهّم نيّته الشّريفة في دراسة مسيرتي فإنّي لا أعيب عليه مغالطتي ولكن مغالطة الرّأي العامّ الثقافي ومراودة صحيفتنا الغرّاء القدس العربي. فلقد تبيّن لي أنّ السّيّد عمر الغدامسي الذي ساهمت في الصّفحة التي يشرف عليها بجريدة الصّحافة التّونسيّة، بمقالات عديدة حول الممارسة التّشكيليّة ـ وبطلب منه ـ أصابته عادة عربيّة تسبّبت في تقهقر النّخبة والمتشبّهين بها، وهي عادة عدم القراءة والاكتفاء بالزّاد الثّقافي الشّفوي. فقد أشار بصريح العبارة الي أنني لم أكتب غير نصّين فقط عن تجربتين فنّيتين وهو أمر غريب فعلا يدلّ علي أنّ الغدامسي الذي نشر مقاله في القدس العربي لا يقرأ حتّي صحيفة القدس العربي أصلا فكيف نطلب منه أن يطّلع علي ما كتبته في منابر إعلاميّة أخري منها الصّحف والدّوريّات إضافة إلي مشاركات في ندوات وطنيّة ودوليّة خارج تونس.
أضف إلي ذلك أنّه لا يعلم إلي الآن ـ ربّما ـ أنّني كنت مديرا لمكتب جريدة المستقبل بصفاقس (وهي جريدة معارضة) في الزّمن البورقيبي، وترأست تحرير مجلّة شمس الجنوب في مطلع التّسعينات وأتفهّم جيّدا ولع بعض الصّحافيّين العصاميّين في إثارة زوابع في الفناجين. ثمّ إنّي مندهش أكثر من منطلق المقال نفسه، إذ لا علم لي بوجود قائمة نهائيّة ورسميّة لـ جمعيّة أو رابطة النّقّاد العرب ففيما أعلم أنّ هناك مشاورات واستشارات يقوم بها الصّديق طلال معلّي وأنّ هناك هيئة تأسيسيّة توسّع دائرة التّشاور وهي ممارسة نزيهة فيما أعتقد. وقد تمّت مراسلتي للانضمام إلي الهيئة الموسّعة كما تمّت مكاتبة العشرات من النّقّاد ومن المهتمّين بالكتابة الفنّيّة في الوطن العربي، وقد أرسلت إلي الأخ طلال برسالة مطوّلة ومليئة بالاستفسارات والاقتراحات أيضا ولا علم لي البتّة بوجود قائمة رسميّة ولا أعرف إن وجّهت دعوة للانخراط في المشروع لعمر الغدامسي، وربّما يكون ذلك هو السّبب الرّئيسي في تهجّمه علي المشروع بهذه الحدّة المستهجنة للقلم الصّحافي التّونسي علي المنابر العربيّة. والمشكلة أنّه لم يطلب من أحد وساطة لينخرط في المشروع الافتراضي، رغم أنّ سعة صدر طلال معلّي معروفة فالرّجل شاعر بأحوال النّاس وعطوف وكريم إلي أبعد الحدود ولا يحتاج أيّ امرئ للتّقرّب منه أو من مشاريعه (شرف لطلال إذ أصبح صاحب مشروع) صكّا أو إكراميّة.
كما أنّنا قد أكرمنا عمر الغدامسي باستضافتنا له في أكثر من مناسبة ثقافيّة بل ولقد دعوته شخصيّا صحبة الرّسّام والنّاقد سامي بن عامر إلي المنبر النّقدي مرافئ النّقد التّشكيلي الذي أشرفت عليه طيلة أربع سنوات بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس كما كان آخر لقائي به حين دعته جمعيّة مهرجان المحرس للفنون التّشكيليّة ليحضر اللّقاء الذي عقدته مع الصّديق نور الدّين أفاية وقد تحادثنا ليلة اللّقاء علي مأدبة العشاء طويلا وبصفاء، لذلك أكرّر عجبي من سخاء هجومه مقابل سخائي….. وأعجب للرّجل هجمته علي مدينة صفاقس بحذلقة حين قال بـ أنّها مدينة صناعيّة ولا أدري هل انّ المجال اقتصادي أم تجاري، ثمّ يستدرك ليقول بأنّ له علاقات ودّ مع أهلها.
إلاّ أنّنا نفهم هذا الغمز الذي لا يستطيع القارئ العربي فكّه فننبّهه إليه. فقد درج بعضهم علي نعت مدينة صفاقس (المدينة التّونسيّة الثّانية) بأنّها مدينة الصّناعة والاسمنت المسلّح في إشارة إلي أنّ المدينة الصّناعيّة لا يمكن أن تنجب المبدعين، لذلك إذا أريد إطلاق حكم بعقم المدينة إبداعيّا يشار إلي هذا التّشخيص المادّي. وهو أمر نتندّر به في صفاقس وهو ما جعل الصّديق الشّاعر المنصف المزغنّي يتندّر بدوره قائلا: صفاقس/ علّمتني الشّحّ / في الكلمات . أمّا وقد أنجبت هذه المدينة كلّ الكفاءات التّونسيّة التي ذكرها صاحب المقال، في مجال النّقد الفنّي، فذاك من هبة السّماء، أفنخرج من جلدتنا كي يرضي عنّا عمر الغدامسي ولا يتّهمنا بالجهويّة. ثمّ عن أيّ نزوع جهويّ يتحدّث وهو الذي يتّهمني بالكتابة عن فنّان مصري يعيش في باريس (ولا أعرف أكان يقصد أنّه متفرنس مثلا أو غير جدير بالتّمصّر أو ماذا بالضّبط، وهو الذي كتب عنه أيضا؟). وبأنّي لا أهتمّ بالتّجربة التّونسيّة، أليست هذه دعوة للقطريّة؟ أعتقد أنّ مقال عمر الغدامسي مفيد جدّا لتشخيص مخبري لحالة عربيّة تعيشها بعض الأقلام العربيّة وهي جزء من واقعنا الإعلامي المتردّي وسبب من أسباب تقهقرنا. فشكرا للسيّد عمر الغدامسي الذي منحنا نموذجا حيّا لهذا الواقع. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 2 أفريل 2007)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

11 juin 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 10 ème année,N° 3671 du 11.06.2010  archives : www.tunisnews.net  « Alliance pour la citoyenneté et

En savoir plus +

22 juillet 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2616 du 22.07.2007  archives : www.tunisnews.net Oum Ahmed, Luiza Toscane: Souhaits universels

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.