الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: 8 شبان أمام القضاء ..بتهمة ” الإرهاب “..! حرّية و إنصاف: علي العريض من الإيقاف إلى المحاصرة الأمنية الشاملة عريضة : الدفعة الثالثة من الإمضاءات من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء نـــداء من أجل إيقاف عقوبة الإعدام لجنة الإصلاح والشفافية بحزب الوحدة الشعبية: بلاغ ا ف ب: تونس: إضراب مثير للجدل عن الطعام لمعارض مسجون والحكومة ترفض انتقادات دولية بشأن محاكمة سلفيين يو بي أي: الرئيس التونسي يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية بدمشق رويترز: صندوق النقد: – توقع تراجع نمو الاقتصاد التونسي الى 5.7 في المئة في 2008 يو بي أي: شارك في دفنها ثم اتصلت به هاتفيا الصباح الأسبوعي: عاشق يقتل حبيبته وينتحر حرقا داخل مركز للإعلامية صحيفة “مواطنون”: ارتفاع أسعار المحروقات في تونس صحيفة “مواطنون”: من قتل الذي لا يزال حيّا؟؟؟ صحيفة “مواطنون”: الكذب..والكذب الآخر.. التقرير الصحفي الأسبوعي السادس للسبيل أونلاين – الجزء الأول السبيل أونلاين: قراءة العجمي الوريمي للواقع بعد انقطاع 17 سنة توفيق العياشي: نكتة سياسية تحولت إلى قطعة “زطلة”‼ نهاية منتظرة للهادي ولد باب الله محسن المزليني: موسم التخفيضات الشتوية: من يحمي المستهلك من التجاوزات؟ محسن المزليني: خير الدين بوصلاح في منتدى الجاحظ – الحركــة النقابية تعيش أزمة حقيقية في ظل العولمــة النفطي حولة: إذا رأيت نيوب الليث بارزة مراد رقية: الجامعة التونسية،سنة الخمسينية – سنة التكريم،أم سنة التنكيل؟؟؟ نور الدين حيدوري: قراءة في نشاط اللجنة في الأربعة أشهر الأخيرة ولد الدار: بالسواك الحار 68 محمد العروسي الهاني: حرية التعبير من داخل الأوطان أبلغ وأهم وأشجع دور المستقلة مفيد هذه الأيام منصف المرزوقي: كيف نقرأ بيان وزراء الإعلام العرب الأخير؟ عبد الستار قاسم: وثيقة الإعلام العربي سمير ساسي: مفهوم الفطرة عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور توفيق المديني: الديمقراطيون واحتدام المعركة الانتخابية في أميركا
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
21- رضا عيسى 22- الصادق العكاري 23- هشام بنور 24- منير غيث 25- بشير رمضان |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
bصحيفة “الموقف” الأسبوعية، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، العدد 439
بتاريخ 15 فيفري 2008
http://pdpinfo.org/PDF/439.pdf
صحيفة “مواطنون” الأسبوعية، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، العدد 49بتاريخ 13 فيفري 2008
http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_49.pdf
كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “: 8 شبان أمام القضاء ..بتهمة ” الإرهاب “..!
علي العريض من الإيقاف إلى المحاصرة الأمنية الشاملة
عريضة : الدفعة الثالثة من الإمضاءات
من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء
يتعرض السيد علي بن سالم – 76 سنة – المقاوم للاستعمار الفرنسي ورئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت لانتهاكات عديدة ، إذ يخضع منزله لمراقبة أمنية مستمرة ويمنع حتى أبنائه وعائلته وأصدقائه من زيارته رغم وضعه الصحي الذي يتطلب العناية الدائمة .
كما أن تعرضه للتعذيب بمركز البوليس بالمنار -1 – في 26 أفريل سنة 2000 قد خلف له سقوطا دائما بعموده الفقري وكتفيه ورأسه ، و رفض وكيل الجمهورية بتونس تسجيل شكواه ضد أعوان البوليس إلا بعد قبولها من طرف لجنة مقاومة التعذيب التابعة للأمم المتحدة التي اعتبرت في قرارها عدد 2005/269 : أن ما تعرض له علي بن سالم في مركز البوليس المذكور يعتبر تعذيبا . وطلبت من الحكومة التونسية أن تقوم بالإجراءات القانونية في قضية الحال وفقا لالتزاماتها الدولية بالميثاق ألأممي.
مع الإشارة أن السيد علي بن سالم الذي أطرد من عمله منذ 11 أفريل 1987 لا تسمح ظروفه المادية بعلاج الضرر الذي تعرض له من جراء التعذيب المذكور. وإضافة إلى هذا ترفض السلطات التونسية تمكينه ، باعتباره مقاوما سابقا، من حقه في العلاج المجاني الذي أقره قانون عدد 9 لسنة 1974 الخاص بشؤون المقاومين ورعايتهم ، هذا بالرّغم من صدور حكم عدد 15652 من المحكمة الإدارية – بتاريخ 23 أفريل 1999، الذي يعتبر أن قرار السلطات التونسية منع حق التداوي والعلاج ” خرقا للقانون ”
ويطالبها بإلغائه فورا – إلا أن الحكومة التونسية لم تأخذ بالاعتبار قرار المحكمة الإدارية.
ومن ناحية أخرى لا يمكن للسيد علي بن سالم التّداوي بالخارج على نفقة أبنائه المقيمين بفرنسا وذلك تبعا لقرار قاضي البحث ببنزرت – 3 جوان 2005 قضية عدد 22440 – الذي يمنع عليه السفر خارج البلاد التونسية نظرا لكونه متهما بترويج أخبار زائفة عندما أصدر فرع الرابطة ببنزرت الذي يترأّسه ، بيانا حول تعذيب الحراس لسجين بسجن الناظور ببنزرت .
لذا فان النشطاء الحقوقيين والسياسيين والمواطنين الممضين أسفله يطالبون السلطة التونسية برفع الحصار عن منزل المناضل علي بن سالم وتمكين عائلته وأصدقائه من زيارته دون قيود . كما يطالبون بتمكينه من حقه في العلاج مثل بقية المقاومين ، احتراما لما قدمه ويقدمه من تضحيات في سبيل الوطن.
الصفة صيدلي – ناشط حقوقي وسياسي صيدلية – ناشطة حقوقية حركة الخضر – سويسرا ناشط حقوقي جامعي – نقابي ناشط حقوقي وسياسي ناشط حقوقي ناشط سياسي وحقوقي |
الاسم محمد هشام بوعتور منية القارسي جلال الماطري نزار خليف جابر القفصي سعيد الجازي فوزي قار علي السيد المبروك |
الاسم |
الصفة |
فاطمة قسيلة رشيد خشانة عبد الوهاب عمري محمد المومني سعاد قوسيمي محمد كمال الجندوبي محمد صالح النهدي لسعد الجوهري محمد معالي الطاهر العبيدي علي بن عرفة خالد بوجمعة علي بن محمد علي النفاتي حمادي الغربي محمد الغربي رفيق قارة بشير الجميلي ياسين اليحياوي |
ناشطة حقوقية – باريس صحفي – ناشط حقوقي وسياسي أستاذ – ناشط سياسي أستاذ مطرود – ناشط نقابي ناشطة حقوقية ناشط حقوقي – باريس أستاذ – ناشط حقوقي ناشط حقوقي وسياسي صحفي – ناشط نقابي وحقوقي كاتب/ صحفي – ناشط حقوقي ناشط سياسي وحقوقي تاجر- ناشط حقوقي ناشط حقوقي ناشط حقوقي فلاح – سجين سياسي سابق عامل – سجين سياسي سابق سجين سياسي سابق حداد – ناشط سياسي قصاب – ناشط حقوقي |
ملاحظة: للإمضاء– الرجاء الاتصال ب 97322921 – مسعود الرمضاني
أو 97456541- عبد الرحمان الهذيلي
الحزب الديمقراطي التقدمي
مكتب المرأة
زار يوم السبت 16 فيفري 2008 وفد من مكتب المرأة للحزب الديمقراطي التقدمي متكوّن من السيدات فائزة راهم ولمياء الدريدي وسعاد القوسامي، زار السيدة فاطمة التليلي أرملة الزعيم النقابي المرحوم أحمد التليلي ووالدة السجين عبد الرحمان التليلي والمضربة عن الطعام منذ يوم 11 فيفري الجاري للمطالبة بإطلاق سراح ابنها ( 66 سنة ) المضرب بدوره عن الطعام والذي يعاني من عدة أمراض وظروف سجنية قاسية. وقد حث الوفد السيدة التليلي البالغة من العمر زهاء التسعين سنة على إيقاف إضرابها عن الطعام نظرا لخطورته على صحتها وعلى حياتها.
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 17 فيفري 2008)
توضيح للرأي العام
من السيد عزالدين الحزقي صفا قس في 17 فيفري 2008 ورد في جريدة الموقف بتاريخ 15 فيفري 2008 نداء للترشح من أجل بديل ديمقراطي مرفوق بقائمة الشخصيات الوطنية الموقعة عليه وفوجئت بوجود اسمي ضمن هذه القائمة. ويهمني في هذا المجال توضيح مايلي: 1- تمسكي المبدئي بحق كل مواطن تونسي في الترشح للإنتخابات كما سبق لي أن أعلنته و مارسته سنة 2004 2- انني لا أرى نفسي ضمن أي هيئة مساندة لمترشح دون آخر للإنتخابات الرئاسية لسنة2009 والسلام عزالدين الحزقي
تونس: إضراب مثير للجدل عن الطعام لمعارض مسجون والحكومة ترفض انتقادات دولية بشأن محاكمة سلفيين
الرئيس التونسي يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية بدمشق
صندوق النقد: توقع تراجع نمو الاقتصاد التونسي الى 5.7 في المئة في 2008
بيت التمويل الخليجي يوافق على مشروع بالجزائر بثلاثة مليارات دولار
شارك في دفنها ثم اتصلت به هاتفيا
الحامة: استبق «عيد الحب» بجريمة في حق من أحب عاشق يقتل حبيبته وينتحر حرقا داخل مركز للإعلامية شاهد عيان يروي لـ«الأسبوعي» تفاصيل المأساة
(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 18 فيفري 2008)
ارتفاع أسعار المحروقات في تونس
عرفت معدلات أسعار المحروقات المتداولة بالسوق التونسية في الآونة الأخيرة ارتفاعا متسارعا مقارنة بمعدل ارتفاعها في فترات سابقة. وحسب آخر نشريات المعهد الوطني للإحصاء فإن الزيادات في هذه السوائل بلغت 5٪ حيث بلغ لتر البنزين المستعمل من قبل السيارات الخفيفة دينار ومائتي مليما تونسيا.
وحسب مصادر رسمية، فإن التعديلات الجديدة في الأسعار تدخل ضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة انعكاسات الزيادات الكبيرة في الأسعار العالمية للمحروقات، وتضيف أن هذه الزيادة لن تغطي أكثر من 8٪ من الدعم الإضافي الذي تقدمه الدولة لأسعار المحروقات والذي قارب في نهاية عام 2007 ملياري دينار تونسي أي حوالي 1.7 مليار دولار .ويذكر أن الزيادات الأولى في أسعار البترول والغازي الطبيعي لسنة 2007 تمت في شهر ماي وبنسبة 4٪ وطالت كل أنواع الوقود والغاز ليصل ثمن اللتر الواحد من البنزين الرفيع إلى دينار ومائة وخمسين مليما. وفي نفس السياق ارتفع سعر الديزل إلى 790 مليما أمّا الزيت المخصص للإنارة والتسخين فقد بلغ 590 مليما.
الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات تأتي في إطار مواكبة الزيادات العالمية في أسعار النفط وانعكاساتها على الميزانية التونسية التي تتأثر بتقلبات السوق العالمية.
العديد من الخبراء الاقتصاديين اعتبروا أن تونس تستورد جزءا هاما من موادها البترولية والغازية رغم التنقيب المتواصل على آبار النفط وجلب الاستثمارات في هذا المجال الحيوي. ورغم أن حصة دعم أسعار البترول وصلت إلى حدود خمسمائة مليون دينار العام الماضي فإن الأسعار مرشحة للارتفاع في المستقبل المنظور إضافة لموجة الارتفاع التي شهدتها سنة 2007 والتي وصلت إلى أربع مرات.
وعلى صعيد آخر، يرى العديد من المحللين الاقتصاديين أن تأثر أسعار المحروقات في تونس لا يفسره فقط ارتفاع الأسعار العالمية التي شهدت تقلبات. فمثلما يحصل ارتفاع في فترات معينة يعقبه انخفاض في فترات أخرى. فالمغرب الأقصى مثلا لها تقريبا نفس الشروط الاقتصادية وتتأثر بتقلبات الأسواق العالمية وبارتفاع سعر النفط في السوق العالمية يرتفع سعره في السوق المغربية ويتراجع السعر فيها بتراجع السعر في الأسواق العالمية. أما في تونس فإن الأسعار تحافظ على مستوى الارتفاع.
نفس الوضعية التي يتحرّك وفقها سعر الغاز الطبيعي الذي يتأثر بدوره بتقلبات السوق العالمية. هذا إضافة للخصوصية التي تتميز بها تونس والمتمثلة في أنها تعتبر ممرا لأنبوب الغاز الممتدّ على آلاف الكيلومترات قادما من الجزائر في اتجاه إيطاليا وتتحصل مقابل ذلك على نسبة هامة من الغاز المنقول مجانا مما يعتبر مكسبا من شأنه أن يخفّض في سعره.
بدر السلام
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 49 بتاريخ 13 فيفري 2008)
ورقة التوت: من قتل الذي لا يزال حيّا؟؟؟
بطاقة حمراء الكذب..والكذب الآخر
..
التقرير الصحفي الأسبوعي السادس للسبيل أونلاين – الجزء الأول
** مغالطات حول تسلم ليلى بن علي “الوسام المرصّع مالفين جونس” لجمعية ” أندية الليونس الدولية”.
كتب عماد الدائمي في نشرية تونس نيوز الإلكترونية بتاريخ 13 فيفري 2008 بالفرنسية حول تسلم ليلى بن على الجائزة والتي حاولت الأجهزة الرسمية التونسية تقديم ذلك كإنجاز كبير , أن الأمر يحتوي على مغالطات كبيرة فبرجوع كاتب المقال إلى الموقع الإلكتروني للجائزة وهوLionsclubs.org/fr تبين له أن هذه الجائزة تقدم لكل شخص يقدم ألف دولار أو أكثر وقد حصل عليها إلى حد الآن 259:000 شخص حول العالم .
ويعزو الكاتب سبب تنقل رئيس الجمعية إلى تونس لتسليم الجائزة بنفسه إلى ليلى الطرابلسي حرم الرئيس التونسي بن علي , إلى المبلغ الكبير الذي قد تكون تقدمت به إلى الجمعية .
وقد نقل موقع بوابتي عن دراسة صادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي مجموعة من المعلومات الهامة عن نولدي الـ Loins ” الليونس ” وهي ملخصة في النقاط التالية :
– يتبع هذا النادي مجموعة البنائين الأحرار الماسونية.
– ينهي كسائر النوادي الماسونية عن المجادلة في الأمور السياسية والعقائدية.
– شروط العضوية عند هذه النوادي لا تختلف كثيرا عن شروط العضوية في النوادي الماسونية والروتاري , حيث لا يستطيع أي شخص تقديم طلب إنتساب إليها إنما هم الذين يرشحونه ويعرضون عليه ذلك إذا رأو مصلحة لهم فيه.
– يشترط أن يكون العضو من رجال الأعمال الناجحين ويفرض عليه أن يحقق نسبة حضور في الإجتماعات الأسبوعية لا تقل عن 60% سنويا.
– يمنعون منعا باتا دخول العقائديين وذوي الغيرة الوطنية الشديدة .
– يحبذون السيدات من زوجات كبار المسؤولين .
– يرددون دائما شعار الدين لله والوطن للجميع .
– لقد عقدوا دورة في نوادي الليونس في مصر الجديدة بالقاهرة للحديث عن معاهدة السلام بين مصر وإسرائل.
– لقد أصدر المجمع الفقهي في دورته الأولى المنعقدة في 10 رمضان 1398 هجري بين فيه أن مبادىء حركات الماسونية واللوينز والروتاري تتناقض كليا من مبادىء وقواعد الإسلام .
** حريق في الدنمارك
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة Bergen Avis النرويجية بتاريخ 16 فيفري 2008 واصفة الوضع في الدنمارك بالحرج وحسب رئيس الشرطة بكوبنهاقن Per Laneen توقع أن تمتد بعض الحرائق التى عرفتها بعض مدن الدانمارك إلى كامل البلاد . وقد وقع أمس إعتقال 6 شبان بتهمة رمي الحجارة وإثارة الشغب .
ويعتقد الأستاذ الجامعي المختص في علم النفس الإجتماعي Per schulty Jorgensen أن السبب الحقيقي للتحركات الإحتجاجية التى يقوم بها الشباب ذوي الجذور الإسلامية ترجع في الحقيقة إلى إحساسهم بالدونية داخل مجتمع يعاملهم بكثير من الإحتقار .
ويضيف الأستاذ Jorgensen أن هؤلاء الشباب سيزيدون تشددا إذا لم تقم السلطات بتقليص الفوارق الإقتصادية والإجتماعية في المجتمع . ويعتقد الأستاذ أن هناك شعورا لدى هؤلاء الشباب بالمهانة لإعادة نشر الرسوم المسيئة لنبيهم .علما أنه وحسب إدارة الشرطة فقد وقع تسجيل 110 حريقا فقط خلال ليلة الجمعة 15 فيفري 2008 .
** وفاة رئيس تحرير صحيفة سويدية في نفس يوم إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم.
توفي رئيس تحرير الصحيفة الوحيدة في السويد الذى قرر إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وذلك خلال إجتماع في مقر جريدته بعد ظهر يوم الإربعاء الماضي الموافق لـ 13 فيفري 2008 , وقد نشر الخبر في أكثر الصحف النرويجية مصداقية وشهرة وسعة إنتشار وهي Aften Posten , كما نشرت الخبر أيضا جميع الصحف السويدية . ورئيس التحرير يدعى Peter Melin والصحيفة التى يرأس تحريرها تدعى sydsvenska dagbladet .
** مسلمو الدنمارك يستنكرون ترحيل التونسيين المشتبه بهم دون محاكمة
كتب محمود رضا في موقع إسلام أون لاين أن المسلمين في الدنمارك يعتبرون ترحيل التونسيين المشتبه في تخطيطهما لقتل رسام أساء للرسول صلى الله عليه وسلم دون محاكماتهما بأنه إجراء غير ديمقراطي بل وصف البعض المخطط بأنه قد يكون مفبركا من أساسه .
وشدد الدكتور جهاد الفرّا رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي على ضرورة أن يمثل أي متهم أمام القضاء إما لتبرأته أو لإدانته من أجل بيان حقيقة الإتهامات المنسوبة إليه .
علما بأن قوانين مكافحة الإرهاب الدنماركية تسمح للسلطات “بترحيل وإبعاد المشتبه بهم دون محاكمة ” وقد قررة المخابرات الدنماركية الإربعاء 13 فيفري 2008 ترحيل التونسيين والإفراج عن الدنماركي ( وهو من أصل مغربي) مشيرة إلى أنها ستبقي الأخير تحت المراقبة، وأرجعت الإفراج عنهم لعدم توفر الأدلة الوافية لمحاكمتهم ، مبررة ذلك بانه تم القبض عليهم وهم في بداية تخطيطهم للقيام بقتل الرسام.
ويعيش التونسيان في الدنمارك منذ 8 أعوام وهما متزوجان من مسلمتين دنماريكتين ولديهما أطفال.
** أزمة في البرلمان الكويتي بعد وصف نائب للدنماركيين بـ”أولاد الكلب”
حسب موقع قناة العربية فقد أثار تعبير إستخدمه نائب في البرلمان الكويتي وهو الدكتور وليد الطبطبائي أزمة خلال إحدى جلسات البرلمان حين وصف الدنماركيين بأنهم ” أولاد الكلب ” لأنهم لم يتعظوا بالتجربة السابقة وواصلوا إساءاتهم للمسلمين ونبيهم ومقدساتهم .
وقد طالب وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عبد الواحد العوضي بحذف العبارة معتبرا أنها ” كلام بذيء وغير لائق”.
** حماس تتخذ إحتياطات أمنية تحسبا لتهديدات إسرائية بإغتيال قادتها السياسيين
اتخذت حركة المقاومة الإسلامية حماس إجراءات أمنية مشددة فرضتها على قادتها السياسيين تخوفًا من التهديدات الإسرائيلية باغتيالهم , وبحسب موقع إسلام أونلاين فإن الحركة قلصت إلى أدنى درجة تحركات كل من إسماعيل هنية رئيس الحكومة المُقالة، والدكتور محمود الزهار وسعيد صيام، كما غيرت أماكن مبيتهم. وقالت قيادات حماس بغزة أن التهديدات الإسرائلية ليست جديدة ولا تخيفهم كما جاء على لسان سعيد صيام , أما الناطق باسم حماس سامي أبو زهري فقال: إن هذه الاحتياطات لن تؤدي في جميع الأحوال لأن نغيب عن دورنا وسط أبناء الشعب الفلسطيني .
وحذر أبو زهري الحكومة الإسرائيلية من استهداف أي من قادة الحركة وقال بأن الرد سيكون غير مسبوق في حال أقدمت على هذه الحماقة .وقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس حالة الاستنفار القصوى في صفوفها، تحسبا لأي عمليات اجتياح محتملة لغزة، وعززت من انتشار عناصرها على المداخل المتوقع أن تسلكها قوات الاحتلال في حال توغلها كما أكد موقع إسلام أون لاين .
وكانت حكومة الإحتلال هددت بإستهداف قيادات حماس في خطوة تصعيدية في العدوان الذى تشنه على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزة.
منظمات حقوقية تطالب بالتحقيق في تعذيب مجموعة سليمان
جاء في خبر أوردته وكالة الصحافة الفرنسية ورد باللغة الفرنسية أن الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان
(FIDH) طالبت الجمعة 15 فيفري 2008 بفتح تحقيق بعد تأكيد إسلاميين في تونس أثناء محاكمتهم أنهم تعرضوا للتعذيب كما طالبت القضاء بمراجعة أحكام الإعدام التى صدرت في حق إثنين منهم .
الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومكتب باريس والتجمع من أجل إحترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس (CRLDHT) أكدوا أن ” المحاربة الشرعية للإرهاب ” لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتجاوز إحترام حقوق الإنسان .
وقد حوكم 30 شخص أتهموا بالضلوع في المواجهات المسلحة التى وقعت في ديسمبر 2006 وجانفي 2007 وأوقعت 14 قتيلا . المحاكمة وقعت في تونس العاصمة ومن المنتظر أن تنتهي في 19 فيفري الجاري . وقد أكد كل المتهمين أن اعترافاتهم انتزعت منهم تحت التعذيب وهو ما أكدته المنظمات الحقوقية . وقال البيان أن تصريح أحد المتهمين بأنه تعرض للتعذيب أحدث تشويش في قاعة المحكمة ما أدى إلى إنهاء الجلسة على الفور . وفي 12 فيفري لما أعيد فتح مجال الحديث للمتهمين , صرح متهم آخر بأنه تعرض إلى تعذيب جنسي .
الموقعون على نص البيان طالبوا السلطات التونسية بالتوقف عن هذه الممارسات المتنافية مع البند 12 من معاهدة الأمم المتحدة ضد التعذيب (CAT) التى وقعت عليها الحكومة التونسية . وقد لاحظت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبقية المنظمات الموقعة على البيان تجاوزات كثيرة سبقت الحكم الإبتدائي في القضية .
(المصدر: موقع السبيل أونلاين بتاريخ 18 فيفري 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
قراءات لعائدين بعد انقطاع طويل – الحلقة الثانية (*)
قراءة العجمي الوريمي للواقع بعد انقطاع 17 سنة
العجمي الوريمي قيادي في حركة النهضة حوكم سنة 1991 وقضّى 17 عاما في السجن منها ما يقارب 10 أعوام في الحبس الانفرادي، وقد أطلق سراحه يوم 25 جويلية 2007، وأجرت معه مواطنون الحوار التالي:
الحياة السياسية في حاجة إلى إعادة تشكّل وإعادة هيكلة :
س: كيف وجدت المشهد السياسي في تونس بعد 17 سنة من السجن؟ ج: يبدو أنّ الخارطة لم تتغيّر كثيرا، على الأقلّ من حيث الأسماء أو العناوين لم تشهد تغيّرا كبيرا، حتى الأسماء والعناوين التي أضيفت هي نفسها للشخصيّات التي كانت موجودة في الساحة، لكنّ الساحة السياسية قد تكون في حاجة إلى إعادة هيكلة فالخارطة السياسية لا تعبّر على حقيقة ما يجري في المجتمع. العناوين الموجودة مهما كانت مواقفها يصنّفونها ضمن المصطلحات السياسية الجديدة التي ظهرت، مثل مصطلح الموالاة ومصطلح الاستئصالييّن وهذا لا هو الجديد الذي يستحق أن نتتبّعه لنعرف الفرق بين ما كان يتّسم به الخطاب في السابق وما يعني أن هذه المصطلحات لم تكن موجودة من قبل إنّما تصنيف أناس وفق هذه المصطلحات يتّسم به اليوم… في تقديري الحياة السياسية بعناوينها الموجودة أو الخارطة السياسية لا تعبّر تعبيرا حقيقيا عن المجتمع التونسي بما يدلّ على أنّ الحياة السياسية في حاجة إلى إعادة تشكّل وإعادة هيكلة.
س: تقصد على مستوى المضمون؟ ج: أقصد بإعادة التشكيل وإعادة الهيكلة، وفق قناعتي، هو أن تُتاح لكلّ العائلات الفكريّة والسياسيّة أن تجري الحوار في داخلها بدون أي ضغوط وبدون أي تدخّل وبدون أي وصاية مهما كانت. وهذا الحوار والنقاش سيفرز الجديد بطبيعة الحال وهو ما ليس متاحا الآن. فالوضع الحالي يصعب فيه حتى على الأحزاب القانونية أن تمارس الشورى في داخلها، أن تمارس الديمقراطية في داخلها، حتى من أجل طرح قضايا معينة لمناقشتها والتفكير فيها وتطوير برامجها وتعديل خطابها وخطّها السّياسي وهو ما أسمّيه الانشغال بمعركة الوجود على حساب معركة التجديد. وهذه وضعية الأطراف كلّها تقريبا بما في ذلك الأحزاب القانونية التي تعيش هي الأخرى في ظلّ ضغوطات معيّنة وفي ظلّ مغريات معيّنة وفي ظلّ وضع داخلي صعب. وأرى الحوار الجيّد يكون بعيدا عن أي ضغوط وأي تأثير وأي وصاية وأي تدخّل، لأنّ التدخّل موجود والوصاية موجودة والضغوطات موجودة.
س: العديد من الأحداث جرت في الساحة السياسيّة أثناء تواجدك بالسجن منها حركة 18 أكتوبر وهي أوّل لقاء سياسي يعلن عن مشاركة ممثّلين لحركة النهضة في داخله، فكيف تقيّمون هذه الحركة؟ ج: أعتبر أن 18 أكتوبر بكلّ بساطة أهمّ محطّة سياسيّة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، بطبيعة الحال كتجربة مازالت ناشئة.
الحلّ الأمني ليس حلاّ لهذه المشاكل
س: كيف تنظر إلى سياسة ” الباب الدوّار” التي اعتمدتها السلطة فيما يتعلّق بالمساجين السياسيين فهي تطلق سراح الأفراد قبيل انقضاء مدّة عقابهم بأشهر وتعتقل المئات تحت قانون مكافحة الإرهاب؟ ج: أنا أعتبر أنّ الحلّ الأمني ليس حلاّ لهذه المشاكل إلاّ إذا تعلّق الأمر بمشكلة ذات طابع أمني وحتّى المشاكل ذات الطابع الأمني أحيانا تكون الحلول المناسبة لها حلولا غير أمنيّة. فالحلّ الأمني لهذه القضايا التي هي في جوهرها قضايا سياسيّة بالنسبة لي لا يزيد إلاّ في تعقيد الأوضاع وقد أثبتت الأيام فشل هذا الخيار. وللأسف عندما نتأمل الواقع نجد أن ميزة الحياة السياسية في تونس اتّسمت بتتالي المُحاكمات السياسية. في الوقت الذي نسمع فيه كثرة الحديث عن التداول على السلطة لم نر في بلادنا سوى تداولا على السجون وتقريبا كلّ العائلات الفكريّة مرّت بالمحاكمات السياسيّة ومرّت بالسجون من اليوسفيين إلى الأزهر الشرايطي ثمّ الشيوعيّين والبعثيين وما نعبّر عنه باليسار الجديد كالعامل التونسي والوحدة الشعبيّة والنقابيين أيضا ومجموعة قفصة والإسلاميين، تقريبا لا تكاد تمرّ سنة واحدة إلاّ وتجري محاكمات سياسية في تونس. وثمة ميزات أخرى مثلا القطيعة بين الحكم والمعارضة أو ثنائية ما يسمّى بالأزمة والمناسبة حيث تأتي الأزمة وننتظر المناسبة لنجد حلاّ للأزمة، تأتي الأزمة ونجد مناسبة لتصريف الأزمة في الوقت الذي من المنطقي أنّ الأزمات تحلّ آنيّا وفوريّا بالطرق المناسبة. الخيار الأمني إذن خيار خاطئ ولا يعمل إلاّ على مزيد تعقيد الأوضاع. ونحن ننظر إلى المشاكل التي يعاني منها الشباب اليوم وينظر إليها بمنظار أمني ولكن في حقيقتها ذات بعد اجتماعي وسياسي إذ لا توجد مشكلة من دون حلّ فقط يجب أن نبحث عن هذا الحلّ ونكون على قدر من الجدّية.
ليس من الممكن أن تعود حركة النهضة إلا عودة تجديدية
س: كيف تفسّر تشدّد النظام في تعامله مع حركة النهضة واستمرار نفس المنهج في معالجة تواجد هذه الحركة إلى اليوم؟ ج: ما تزامن مع الخيار الأمني وسار معه بالتوازي هو في تقديري خيار الإقصاء. ….
س: نستطيع القول أن الحركة عادت إلى الظهور والتموقع داخل منظومة المجتمع المدني ومؤسساته حتى في داخل الأحزاب ولكنّنا إلى حدّ الآن لم نر خطابا يوحي بأنّ الحركة عادت كتنظيم كما كان في التسعينات؟ ج: ليس من الممكن أن تعود الحركة كما كانت في التسعينات.
س: على مستوى الهيكلة أو المضمون؟ ج: على جميع المستويات لا يمكنها أن تعود كما كانت في التسعينات وإلاّ فإن نظرتنا تكون نظرة لا تاريخية ويكون الإنسان وقتها لم يأخذ بعين الاعتبار أي تغيرات لا وطنية ولا إقليمية ولا دولية. خلال 15 سنة الأخيرة أو 20 عاما الأخيرة صارت تحوّلات نوعيّة في الوضع العالمي ككلّ. صحيح أننا نحن لا نعيش نظاما عالميا جديدا وإنما نحن نعيش وضعا عالميا جديدا لكن الوضع العالمي الجديد هذا حصلت فيه تحولات نوعية كبيرة وهذه التحوّلات أنتجت بطبعها فرزا فكريا وإيديولوجيا وسياسيا ولا يمكن أن تكون الحركة الإسلامية وحركة النهضة تحديدا بمعزل عن هذا الفرز وهذه التحوّلات. بل إني أقدّم لك إضافة وهي أن حركة النهضة حتى ما قبل المحنة أي قبل المحاكمة وقبل اضطهادها من طرف السلطة كانت مقدمة بطبعها على تطوير نفسها وعلى إعادة صياغة أهدافها وإعادة صياغة خطابها وبلورة خطّها السياسي والظهور بثوب جديد. هذا قبل المحنة فما بالك بعد هذه السنين الطويلة التي عاشت فيها الحركة بين السجون والشّتات. لا يعقل أن تكون الحركة على شاكلة التسعينات أو السبعينات.
س: ألا ترى أن المحاكمة التي استهدفت الإسلاميين كانت محاكمة للنخبة التونسية تحت عنوان استهداف الإسلاميين بعد أن كانت هذه النخبة تسير باتجاه صياغة بديل ديمقراطي؟ ج: إلى حدّ ما السلطة خيّبت آمال النخبة وخيّبت طموحات النخبة كما خيّبت آمال فئات أخرى من المجتمع والبعض من النخبة خيّب آمال المجتمع. ثمّة خيبة أمل كبيرة عند الشباب، خيبة أمل كبيرة عند المرأة، خيبة أمل كبيرة عند الطبقة السياسية. وخيبة أمل أيضا عند هذه النخبة سواء كانت القريبة من السلطة أو المعارضة أو المستقلّة أو النخبة الجامعيّة أو الأكاديمية. وأضيف أنه عندما أنتجت النهضة نخبتها وبدأت هذه النخبة في عمليّة إنتاج للمعرفة وتقديم الإضافة تعرّضت إلى عمليّة قمع شديدة واضطهاد وتشتيت وحتّى عمليّة استئصال وهذا في تقديري يسبّب أضرارا كبيرة للمجتمع التونسي ككلّ وليس فقط لحركة النهضة التقاه الصحبي صمارة (المصدر: صحيفة مواطنون العدد 39)
تعليـــــــق : ولنا على كلام الأخ العجمي تعليقان :
1 – قال العجمي: “الساحة السياسية الحالية لا تعبر على حقيقة الواقع، ومحتاجة إلى إعادة تشكل وهيكلة”. لقد أصاب ووفق في هذا التوصيف، إلا أنه خالفه الصواب في تصور كيفية تحقيق ذلك. لقد أبرز المشكل الخارجي عنها أي مشكل السلطة وانعدام الحرية ” بدون أي ضغوط وبدون أي تدخل وبدون أي وصاية مهما كانت. وهذا الحوار والنقاش سيفرز الحرية بطبيعة الحال وهو ما ليس متاحا الآن”، ومن الطبيعي جدا أن يكون مدركا كل الإدراك للمشكل الخارجي الذي رزح تحت ظلمه طوال سنين السجن، ويبدو أنه لم يدرك بعد أن نفس المشكل تعاني منه هذه الكيانات في داخلها (الاستبداد والعقليات المنغلقة)، مما يجعل الأمر الذي يدعو إليه لا يمكن تحقيقه في هذه الكيانات حتى وإن توفرت الحرية كاملة. إن الواقع لا يعيش فقط مشكل السلطة، بل وأيضا مشكلا في ذواتنا ولذلك قد لا يكون هناك حل غير حل كافة التشكلات الموجودة لتسيح وتعود إلى المجتمع ثم إعادة التشكل والهيكلة من جديد. هذا أمر خيالي ونظري يصعب أن تذهب فيه العقليات القائمة مما يجعل الواقع مهددا بدوام جموده، لو لا أنه هو في تطور هادئ من لم يفلح في مواكبة تحولاته سوف يتجاوزه.
2 – في إطار هذا كله يؤكد أن حركة النهضة لا يمكن أن تكون عودتها إلا عودة تجديدية بما يعني أنه من غير تجديد حقيقي لا يمكن أن تفلح حركة النهضة في العودة. والمفارقة العجيبة هو أن هيئة 18 أكتوبر وحركة النهضة لا زالا يعيشان على النسق القديم مع تجرئ وقفز على الشرع بارتجال وتحت شعار الحداثة والانفتاح.
(*) إنتاج ورشة حضاريات
والله من وراء القصد عليه توكلنا وإليه ننيب
(المصدر: موقع السبيل أونلاين.نت بتاريخ 18 فيفري 2008)
نكتة سياسية تحولت إلى قطعة “زطلة”‼
نهاية منتظرة للهادي ولد باب الله
توفيق العياشي
لم يكن يتوقع الفكاهي التونسي الهادي بن عمر (ولد باب الله )أن النكات والدعابات التي أطلقها في بعض السهرات الخاصة ستتحول إلى واحدة من أشهر النكت السياسية التي تناقلتها مواقع الانترنت وإرساليات الهواتف الجوالة، فبقدر ما جلبت له هذه الواقعة أضواء الشهرة في مدة وجيزة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى نقمة انتهت بالحكم عليه سنة سجنا نافذا، بتهمة “مسك وحيازة بنية الاستهلاك لمادة مخدرة”، ثم أخضع للتحقيق مجددا بتهمة ترويج عملة مزيفة. ولا أحد يعلم غير الأجهزة الأمنية التي أشرفت على حبكة سيناريو الإيقاع بولد باب الله ما هو وجه الشبه بين مخدر الزطلة والعملة المزيفة وبين الدعابة السياسية التي طال فيها الانتقاد العفوي أو المبيت شخص رئيس الدولة، ولئن لا يشك أحد أن لرئيس الدولة من رحابة الصدر ما يجعله لا يضيق بالدعابة الفكهة والنقد العفوي، أسوة بجميع الحكام الذين يترفعون عن السفاسف والأقاويل وينصرفون إلى الفعل والبناء، إلا أن الأمر يختلف إذا تعلق الأمر بأجهزة وشخصيات نافذة تحيك الضغائن وتنصب الحواجز وتحول دون التواصل الحميمي والعفوي بين الشعب و الرئيس، فقط لتثبت أنها الحارس الأمين لمؤسسة الرئاسة.
رواية باحث البداية المتعلقة بقضية الفكاهي ولد باب الله والتي تم تسريبها إلى بعض الصحف تشير إلى أن المتهم وقع ضبطه من طرف دورية أمنية عادية ارتابت في أمر سيارته فقامت بتفتيش درج السيارة لتجد قطعة صغيرة من مخدر الزطلة استنتجت مصالح الأمن أن المتهم يستعد لاستهلاكها، فأدانته الدائرة الجناحية بمحكمة بن عروس وقضت بسجنه لمدة سنة، ثم اخضع للتحقيق من جديد بتهمة ترويج عملة مزيفة، ولا أحد يعلم كيف تطور الأمر من استهلاك مخدر الزطلة إلى العملة المزيفة!!.
أما الرواية التي أسرت بها مصادر حقوقية ل “مواطنون” فتتلخص في أن دورية أمنية قامت بإيقاف سيارة مستأجرة كان على متنها الهادي ولد باب الله رفقة مرافقه(سائق السيارة) في أحد محطات الاستخلاص بالطريق السريعة بتونس واقتادت ولد باب الله إلى أحد مراكز الأمن على متن سيارة الشرطة دون الإفصاح عن سبب إيقافه، وقد تولى أحد أعوان الأمن اقتياد سيارة الهادي ومرافقه إلى مركز الإيقاف، قبل أن يقع إخباره بأنه متهم بحيازة قطعة من مخدر الزطلة أنكر المتهم بصفة قاطعة علمه بالمادة التي “ضبطت في درج السيارة”،واتهم السلطات الأمنية باختلاق التهمة.
هذا السيناريو لم يكن مفاجئا لكل من اطلع عن فحوى التسجيلين اللذين تسربا من سهرات خاصة قدم خلالها الهادي ولد باب الله نكاتا قلد فيها وقائع مستنبطة عن رئيس الدولة.
التسجيل الأول كان قد تسرب منذ حوالي سنة، وأكد تقرير إخباري نشر على شبكة الانترنت حينها أن الفكاهي تعرض إلى الإيقاف والتحقيق يوم 9 مارس 2007 في السجن المدني ببوشوشة وتعرض إلى التعنيف على أيدى عناصر من الشرطة ثم وقع إخلاء سبيله يوم 11مارس2007.
أما التسجيل الثاني الذي راج في المدة الأخيرة فيعود حسب مصادر مطلعة لسهرة نظمها نادي “روتاري” بولاية صفاقس ، وحضرها جمع كبير من رجال الأعمال والأطباء بالجهة، ، فقد تطرق ولد باب الله من جديد إلى شخص رئيس الدولة وحياته الخاصة، والى سلوكات بعض الوزارء .
وقد كان من المتوقع أن يقع تتبع الفكاهي اثر تسرب هذا التسجيل وتداوله بين عدد كبير من المواطنين على اعتبار وأن عملية إيقافه تبقى مسألة وقت وبعض ترتيبات لا أكثر بما أنه تطرق إلى الحياة الخاصة لرئيس الدولة وحمل نكاته بعض الإيماءات غير البريئة والتي قدمها الفكاهي بدفع من عدد كبير ممن حضروا سهرة روتاري ب “صفاقس” إلا أن الإجراء العقابي قد اتخذ كما توقع البعض ممن خبروا هذه الأساليب وألحق بتهم الحق العام، رغم أنه كان بالإمكان حسب ما تقتضيه شفافية العدالة أن يحاسب هذا الفكاهي وفق ما اقترفه من “جرم” إذا فرضنا أن القانون التونسي يجرم هذا النوع من النكات السياسي أو أن ما ورد في التسجيل الصوتي لهذا الفكاهي يتنزل في خانة الثلب أو الشتم أو التجريح…
ففي المغرب الأقصى_ على سبيل الذكر _ أقدمت السلطات على اعتقال بعض الصحفيين ووجهت لهم صراحة تهم تتعلق بالتطرق للحياة الخاصة للملك، دون أن تضطر إلى حياكة تهم ونسب جرائم تتعلق بالحق العام، ومن ناحية أخرى أصبحت عديد الحكومات في العالم العربي تتسامح مع النكات السياسية التي تستهدف شخصيات حكومية رفيعة فيتناقلها أفراد الشعب ويستمتعون بترديدها حتى أصبحت ضربا من الفلكلور المتداول ، خاصة أنها لا تؤثر على هيبة النظم والحكومات على غرار ما تحمله الدراما والسينما المصرية في أحيان عديدة من نقد ساخر مباشر يطال عديد المسؤولين الحكوميين على رفعة صفتهم الاعتبارية..
وغالبا ما تكون مثل هذه الحوادث محض اجتهادات خاصة من أجهزة تسارع الى استبطان موقف المسؤولين وتبادر برد الفعل الانتقامي الذي يهدف إلى التقرب المجاني لمؤسسة الرئاسة في إطار منافسة محمومة مع الأجهزة الأخرى . فرئيس الدولة الذي طالب في مناسبات عديدة الصحفيين بالنقد والجرأة في إطار احترام قانون الصحافة وأخلاقيات المهنة، وزحزحة المشهد الإعلامي والتعبيري بصفة عامة من واقع التخشب والنمطية، لا يمكن أن يضيق بالنقد أو يسمح باختلاق تهم واهية لمعاقبة أصحاب الرأي أو المنتقدين حتى وان تجاوزوا القانون، حيث من المفترض أن تتم محاسبتهم على ما اقترفت أياديهم أو عقولهم فحسب .
وقد تطرح قضية الهادي ولد باب الله ومن قبلها قضية الصحفي سليم بوخذير مسألة شفافية عمليات الإيقاف ومحاضر المخالفات التي تنفذها أجهزة الشرطة خاصة على الطرقات، فلماذا يسلم برواية عون الأمن للأحداث لمجرد أنه “عون أمن محلف” فهل لأداء اليمين أي شرعية قانونية يمكن اعتمادها كوسيلة إثبات لا يرقى إليها الشك للحسم في مصائر الناس؟ وهل أن كل من حلف يصدق ؟ ولماذا لا يتم اعتماد التسجيلات المصورة لتوثيق عمليات ضبط المخالفات حيث تثبت آلات تسجيل مرئي في سيارات الشرطة أسوة بما هو معمول به في بعض البلدان المتقدمة اقتصاديا وسياسيا لتجنب ما يروج حول تفشي سلوك الرشوة والابتزاز على الطرقات؟
أما الجدير بالملاحظة فهو أن الفكاهي ولد باب الله لم يكن مصنفا ضمن الكوميديين الأكثر جرأة ونقدا للواقع السياسي في تونس، كما لم يعرف عنه انتماء سياسي ما قد يحمّل دعاباته غير ما بدا عليها من سطحية في التصور ومسحة تهريجية لا تضمر بقدر ما تظهر وان تضمن محتواها بعض الهمز والإيحاءات قد تحمل تأويلات عديدة، فهل يتلافى أصحاب القرار خطأ صناعة “عدو” جديد للنظام قد يصبح له شأن في المشهد غير الرسمي في تونس مستقبلا ؟؟
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 49 بتاريخ 13 فيفري 2008)
موسم التخفيضات الشتوية: من يحمي المستهلك من التجاوزات؟
الحركــة النقابية تعيش أزمة حقيقية في ظل العولمــة
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
سنة التكريم،أم سنة التنكيل؟؟؟
قراءة في نشاط اللجنة في الأربعة أشهر الأخيرة
بالسواك الحار 68
بقلم: ولد الدار
* “هذا سؤال طرحه المنشط نزار الشعري على المتبارين ” طفلة جميلة متعديا شنو نقوللها ..عسلة …قنبلة …قطعة…قطوسة … الإجابة الصحيحة: قنبلة (برنامج أحنا هكا قناة تونس7)
بهذا تكون سلطة الإشراف على قطاع الإعلام شرعت رسميا في تقنين المعاكسات وإدراجها ضمن مكونات الهوية الوطنية لتحل محل مكون “عتيق ورجعي” مثل الاخلاق الحميدة وبما أن التلفزة التونسية ملك للمجموعة الوطنية تُنتهز الفرصة لكي يعلن من خلالها عن إثراء الفلكلور التونسي بمثل هذه العبارات النابية. والتي لا تريد أن تتعرض للمعاكسة عليها بلزوم بيتها وإحكام إقفال النوافذ والأبواب التي يسمح هذا القانون بإلقاء هذه الكلمات عبرها طالما ان الأعناق هي التي إخترقت النوافذ والابواب والاقدام باقية على الطريق العام .
*قضت محكمة تونسية بسجن كوميدي شهير لمدة عام “بعد إدانته بحيازة مخدرات”، وتستعدلمحاكمته مجدداً “بتهمة ترويج عملة مزيفة”، فيما تعتبره أوساط حقوقية ومعارضة في تونس “انتقاماً لترويجه نكاتاً” عن الرئيس زين العابدين بن علي.سي أن أن العربية
فاقوا بسبلة حشيش في درج السيارة متاع سي الهادي وما فاقوش بالجماعة إلي بشمت بيه في الوتلا والقهاوي عيني عينك!!! وفاقوا بدينار ألباني مزور لاسق في “الرودسوكور” ومافاقوش بملايين الدولارات والاوروات إلي يفرخوا فيها الجماعة كي دجاج المكينة!!!! إذا باش نفهموا القصة خلينا من قصي… وعدي.. والتلفونات.. وغانا.. وقرطاج …هاكم شفتوا سي الهادي جاتو خفيفة… المرة الجايا إلي يشدوه يقولو لقينا عندو بن لادن صغير “ميني” تحت “البطرية” ولقينا ثقبة في “الريزيرفوار” تبعناها لقيناه نفق يهز لغزة…ولقينا شعرة في” المان” حللناها نلقوا الحمض النووي متاعها مطابق لمتاع كارلوس.
*ومع إن البعض سخر من هذه الوشائج الإيمانية التي ظهرت لدى لاعبي منتخبنا التونسي ورد إخفاقهم إلى إيمانهم بخرافة فانني يستحضرني سجود لاعبي منتخبنا سنة 2004 و خالد عزيز يوجههم إلى القبلة في مشهد لم تعهده ملاعبنا ولعل من الضروري الاشارة هنا للدورالذي لعبه نبيل معلول في ارساء هذه الروح الجماعية الإيمانية داخل مجموعة هجينة جمعت أبناء لتونس الارض وآخرين من أبناء تونس المهجر مدونة أصوات وسبل
أحسن شئ يسكروا الملعب ما بين الشوط والشوط كيما يسكرو في الجامع بين الصلاة والصلاة …أما في الكرة إلي يكمل مقابلتو ينحي صباطو ويروح.. وفي الصلاة إلي يكمل صلاتو يلبس صباطو ويروح…غريبة كبييييييييييييرة وقعت لاهم خوفوا الشباب من المساجد وأغروهم بالملاعب ولت ليهم الملاعب مساجد كبيييييييييييييييرة..وصدق الله العظيم حين قال ” ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثَمّ وجه الله – البقرة: 115″
*أغلى العمليات الجراحية في المصحات الخاصة ومنها العمليات المعقدة على غرار عملية القلب المفتوح.. لا تتجاوز 10 آلاف أو 12 ألف دينار.. رغم أن هذه العمليات تكلف صاحبها في فرنسا وأوروبا 3 أو 4 أضعاف ذلك.. كل شيء معقول ومعلوم ودقيق..رئيس الغرفة الوطنية للمصحات الخاصة – الصباح-
هذا قياس فاسد لان الأجر الادنى في أوروبا 1300أورو والاجر الأدنى في تونس “مُسال” والمفارقة العجيبة جدا جدا هي أن كل الذين لا يملكون هذا المبلغ “بقلوبهم” وأغلب الذين يملكون هذا المبلغ “بلا قلوب” !!!!!!!!
*إذا قمنا بعملية حسابية بسيطة وضربنا 70 ألف دينار”مرتب لومار الشهري” في عدد أشهر السنة 12 سنجد ان لومار قبض خلال السنوات الاولى من عقده مع الجامعة 840 الف دينار وإذا أضفنا لها المنح وبقية الامتيازات من السكن وفواتير الماء والكهرباء والأكل وخاصة أنّه يحاسب الجامعة حتى بتذكرة الطريق السريعة حين يتحوّل الى سوسة!! فإنه يكلفنا المليار كل عام..!! وإذا علمنا من ناحية اخرى أن لومار متعاقد مع الجامعة منذ 5 سنوات و3 أشهر تقريبا نخلص الى انه كبّد خزينة الجامعة أكثر من 5 مليارات وهو مبلغ رهيب وغير مسبوق في تاريخ جامعتنا..الصباح
لو كان المدرب الوطني على سبيل المثال الزواوي أو محجوب أو البنزرتي المهم تونسي وتحصل على كأس العالم وكأس المريخ وكأس زحل وكأس عطارد وحتى كأس درب التبانة …والله ما خذا هالمبلغ هذا…حتى الكرة تنكرت لأصلها مع من تنكر!!!
*”عيد الحب” قداش قوا سعدو الحبّ ياسيدي.. الشعراء يكتبوا على الحب.. والفنانين يغنيوا على الحب.. وزيد خصّصولوا نهار يحتفلوا بيه.. وقريب يعملوه عطلة رسمية مدفوعة الأجر.. ويسمّاووه سان فالانتان قالك ياسيدي في ها النهار هذا.. الناس الكل تولّي تحب في بعضها والحب يبدا مبزّع في الثنايا.. الصباح
بما أن النخب المتغربة تعشق أعياد الغرب وتحاول تغريب الوطن حتى تخرج من غربتها وبما لديها ممن حظوة عند ولي الأمر هذا وقتها لكي تطلب إحلال عيد الحب مكان عيد الإضحى خاصة وأن الشعب لم يعد بمقدوره توفير ثمن الأضاحي.
* يا سيدي لا احد ينازعكم في ثقافة الموت و الجنائز و عذاب القبر. فلترفعوا أيديكم عن شؤون الدنيا واتركوها لغيركم فهم سيتدبرون أمرها. و انتم لكم السماء والقبور والأكفان. و لغيركم الأرض و ما عليها. قيس الرياحي تونس نيوز
يا سيد قيس أما الدنيا فهي لكم بموجب حلفكم مع السابع… وأما السماء والقبور والأكفان فإن كان تنصلا فهيهات وإن كانت هيبة فهي من لا يملك إلى من يستحق لأن ربك وربي وربه وربهن سبق في علمه وأقره في كتابه (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النساء/78).
*نحن قضينا في الإبان على يرقات الارهاب… هذه حقيقة يعترف بها لنا الأعداء والأصحاب تونس حققت الأمن «السياسي» في الأوان… فلم تترك منفذا لجرثومة «الإخوان» فمتى سنحقق الأمن «الاجتماعي» بالقضاء على ظاهرة الانحراف والإجرام؟… لقد قهرنا عمالقة الشر فهل سيغلبنا الأقزام؟ محمد قلبي – الصباح
هذه لا يعتد بها لأنها لم تكتب إبان أوقات العمل القانونية إنما ولدت على هامش “السوايع الزايدة” وهذه الساعات أجرها خاص…خاص جدا… ولا يعتد بها لأنها لم يتم إنتاجها داخل القطاع العام إنما فبركت داخل القطاع الخاص…خاص جدا…إعتمد في كتاباتك المهنية والإخلاص ودعك من الكتابة ” بالكوموند” ومن صفقات الخَلاّص ..يا محمد يا كبدي…عفوا يا قلبي.
إعداد ولد الدار
(المصدر: موقع “الحوار.نت” )(ألمانيا) بتاريخ 13 فيفري 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 2007/02/17 ذكرى ميلاد اتحاد المغرب العربي الرسالة رقم 394 على موقع تونس نيوز موقع الحرية
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربيوالإسلامي في الصميم
حرية التعبير من داخل الأوطان أبلغ وأهم وأشجع دور المستقلة مفيد هذه الأيام
تابعت الحوارات التي أجرتها قناة المستقلة الأسبوع المنصرم من 2008/02/03 إلى 8 فيفري الجاري في 6 حلقات متوالية شملت 3 عناصر من المغرب الشقيق هم السادة عبد الإلاه عن حزب العدالة والتتمية وأمين عبد الحميد نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان ومحمد الصبار رئيس جمعية الإنصاف والحق والحقيقة كما شملت 4 عناصر من الشقيقة الجزائر. هم السادة الأكاديمي الأستاذ والأستاذ محمد الهادي الحسني أستاذ الشريعة الإسلامية والمحامي الحقوقي مقران آيت العربي وعبد الرزاق قسوم أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر وأخيرا حوار الكاتب الصحفي سعيد ولد الحبيب من مورتانيا وكانت سلسلة الحوارات هامة وصريحة وبليغة وشجاعة وتدل على جرأة وشجاعة وإيمان بقضايا مصيرية أشرت إلى بعضها في الحلقة السابقة ولا فائدة في إعادتها وقلت أن الحوار والكتابة والتعبير من داخل الأوطان المغاربية تونس والجزائر والمغرب ومورتانيا وليبيا هو أعمق وأبلغ وأجدر من الحوار خارج الأوطان لأن المواطن الذي يتحدث من بلده بصراحة وجرأة وشجاعة هو إنسان لا يخاف ولا يخشى أحد إلا الله وهوشجاع وصريح ونظيف لأن الذي يكتب بصراحة أو يتحدث في الفضائيات بصراحة ودون مدح ورمي ورود ولا مجاملات فهو إنسان نظيف ومخلص ونصوح لكن مع الأسف اليوم الذي يقول الحق ويصارح ويذكر الحقيقة ويشرح الأوضاع بصدق ووفاء ويعطي صورة واقعية على الوضع المعاش فهو في نظر بعضهم من التجار الجدد والمساسرة الكبار وأصحاب المادة وتدبير الرأس بدون رصيد نضالي ولا نضال وطني وفي الحقيقة إن الذي له رصيد نضالي ونضال طويل ومواقف وشجاعة لا يكون طماعا ولا يجري وراء المادة ولا يجري وراء السيارات الفخمة وأقلها 607 ولا يسافر إلى الخارج وينزل في نزل 5 نجوم قصد تلميع صورة بلاده وبعد الحصة في الفضائية ليقول كلمات متقطعة كلها بالمال وكل حرف له ثمن وكل جملة لها وزن مادي وتدبير الرأس وأصبحت تجارة وبضاعة رائجة و بعد تسجيل الحصة فهو حر يذهب أين شاء ويجلس مع من يريد حتى المخالف معه في الرأي وربما يتحدث بالسوء في بلاده ربما ليظهر أنه غير راضي على الوضع و ليبرز أمام المجتمع معهم أنه موافقفهم وربما يعود إلى أرض الوطن ويدلي بأسرار الجماعة …تلك شطارة التجار ومهارتهم من أجل الحصول على أكبر كمية وكانوا في سابق العصور يسمونها الصرة من طرف الأمير…واليوم تطورت الأمور وأصبحت تسمى بصك مالي يصرف في البنك. قلت أنا أحبذ الذي يعبر من داخل بلده أو يكتب وهو في بلده مثل الأخوة المغاربة والجزائرين والاخ من موريتانا الذين ذكرتهم في بداية هذا المقال وهم جديرون بكل احترام وتقدير وبالمناسبة أشكر قناة المستقلة على جهودها المبذولة لدعم الإعلام المغاربي ومواكبة الأحداث التي أحيانا يقع التغافل عنها في الإعلام الرسمي وأن برنامج ملفات مغاربية جاء في الوقت المناسب وأعطى أكله وأن الصحفي القدير ابن الجزائر الأستاذ محمد مصدق يوسفي زاده بهاءا وأضفى عليه مسحة من الجمال والبهجة وأصبح المواطن في كل الأقطار المغاربية يتابع هذا البرنامج الرائع هذا في خصوص ملفات مغاربية أما في خصوص مقالاتي وحواراتي في المستقلة في الأشهر المنصرم كان لها صداها واتصل بي مؤخرا طالب مجاز من جندوبة بواسطة الهاتف وشكرني على المقالات التي نشرتها بموقع تونس نيوز حول التشغيل وما أدراك ما التشغيل خاصة لأصحاب الشهائد العليا وبالخصوص في مجال التعليم وبدون تعليق….كما اتصل بي هاتفيا مواطن غيور من أوروبا يعيش هناك وشكرني على الحلقات الثلاث التي كتبتها على موضوع وظاهرة التنصير في بلادنا وقال لي بارك الله فيك يا هاني فقد أثلجت صدورنا ….وفي المقابل تقابلت موخرا مع زملي في النضال السياسي والحزبي والإعلامي ورفيق الدرب والمسؤولية الحزبية وكان المسؤول الثاني في الخطة الحزبية معي أيام النضال وقال لي بصراحته المعهودة وروحه المرحة وابتسامته وكذلك النكتة التي يضفيها وهو يتكلم وأحيانا يمزج الجد بالهزل…قال لي ياخي العروسي أنت كتبت مقالات عديدة في كل المواضيع الهامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والأخلاقية والسلوكية وظاهرة التنصير والتشغيل والتبذير وتدبير الرأس وأعمال الشيوعيين اليساريين والاعيبهم وكرههم للوطنيين والإسلاميين وكتبت على كل كبيرة وصغيرة فهل وجدت كتابتك الآذان الصاغية …وهل اهتم بها المسؤولون وهل تغير شيء وهل أخذوا منها العبرة والدرس أم ماذا ؟…قلت له بكل رصانة وثقة في النفس وايمان بالله وحده واعتزاز ورضاء على النفس ياخي ورفيقي العزيز أن الكتابة هدفها الاول ارضاء الضمير. ثانيا الوفاء للعهد. ثالثا حب الشعب الأبي الوفي. رابعا كلمة حق أقولها للتاريخ وللغد المشرق. خامسا دفاعا عن ديني ووطني وأخلاق أمتنا العزيزة. سادسا قدوة بالمصلحين وتمسكا بخطتهم. سابعا تطوعا لوجه الله عسى أن يفتح الله الآذان والقلوب والعقول قال لي صاحبي كلامك هام ولكن فيه تضحية فهمت كلامه فقلت له مبتسما مرحبا بكل تضحية وأنا مستعد للتضحية كما فعل زعيمنا الخالد رحمه الله ورفاقه. قال الله تعالى : “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعورف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني- هـ : 22 022 354
كيف نقرأ بيان وزراء الإعلام العرب الأخير؟
وثيقة الإعلام العربي
مفهوم الفطرة عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
سمير ساسي (*)
تمهيد
“يؤكد المنطلق القرآني أن الإنسان يولد على الفطرة ولكنه لا يحدد الفترة التي تسمى الفطرة هل هي مرحلة الجنين أم مرحلة الولادة الأولى وإن كان الحديث المتواتر في هذا السياق يشير إلى أن الفطرة هي استعداد الإنسان للإسلام بالطبيعة وأن رأى صاحب لسان العرب أن الفطرة هي الشهادتان فإن تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى ما في الإسلام من استجابة لأحوال الإنسان دون تعسف رغم ما فيه من ضوابط و هذا المعنى هو الذي عند المفسرين وعند الفقهاء وعلماء الكلام فهو بمثابة المنطق الداخلي في الثقافة الإسلامية الذي يدعو إلى التسليم بهذه الحقيقة من جهة إيمانية محض”[1]
تعريف الفطرة عند ابن عاشور
وقد يبدو من المغري الركون إلى القول بأن الفطرة هي “الدين بعقائده وشرائعه” كما يذهب إلى ذلك الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية وهو يرسم مدخلا لتفصيل القول لهذا الارتباط بين الفطرة والدين.
غير أن هذا التعريف المكثف والمختزل يحتاج إلى جهد لتحليل هذه الكثافة المعنوية والوصول إلى الدلالات التي تحملها الفطرة وهو جهد لا يسلم بيسره الشيخ بن عاشور نفسه “على أنه إن عسر على أحدهم تحقيق معنى فطري دقيق أو تسديد الالتباس غيره به وخاف هوى نفسه أن يخيل له الأمر غير الفطري فطريا فعليه حينئذ أن يعمق النظر طويلا وأن يعتبر شهادة العلماء الأفاضل المشهود لأفكارهم بكثرة العصمة من الخطأ. “[2]
وهذه صرامة علمية يؤكدها الشيخ حتى يتجنب الباحث هوى نفسه ويتوخى التدقيق والتمحيص ولا يغتر برأيه.
ونستطيع أن ندرك معنى هذه الصرامة التي شرطها الشيخ للباحث في هذا الموضوع باعتباره موضوعا ليس من الهين فك رموزه وتحليل أبعاده فالفطرة هي الدين وهو قول تعوده عامة الناس وعلماؤهم حتى صار منطق الثقافة الإسلامية الداخلي يؤدي وظيفة غلق الدلالة ويحول المقولة إلى مسلمة بديهية تمنع التفكير ضمن الدين الإسلامي إلى أن جاء الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وحولها إلى “خط السير الأساس الذي تجري عليه الأحكام الشرعية “[3].
وقد اقترن هذا التحول في الفهم مع إضافة جديدة هامة وخطيرة جاء بها الشيخ رحمه الله تتمثل في اعتباره الشريعة إنما تستهدف مصالح الناس في الدنيا فقط – عاجلا أم آجلا – أي أنه أخرج المسألة من إطار فهم تقليدي يجعل للشريعة بعدا أخرويا آجلا أو متعال عن الحياة البشرية إلى فهم جديد يتنزل في حركة سير الحياة الإنسانية لأن الجزاء على الأحوال الذي هو شأن الآخرة ليس من المصالح المباشرة التي تهم البشر في الدنيا.
ثمة إذن تحول عميق في الفهم يكسر ما أطلقنا عليه في البداية “المنطق الداخلي للثقافة الإسلامية” أو يحاول على الأقل من أجل تأسيس رؤية جديدة يسعى هذا البحث للوقوف على معالمها ودلالاتها بناء على “طريقة في القراءة تحيط بالكل للوصول إلى الجزء”[4]. والكل هنا مقاصد الشريعة الإسلامية وهي المفصل الإطار لموضوع بحثنا “أن الفطرة في هذه القراءة معطى داخل فرضية ذات إطار دقيق هو المقاصد العامة. وإن تنزيل الفطرة ضمن المقاصد العامة يجعلها طرفا جوهريا ذو تماسك في دائرة التفكير ضمن الدين الإسلامي”[5].
خصوصية الفطرة ومفهومها عند ابن عاشور
فما هي خصوصية تعريف الفطرة ومفهومها عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور؟
إن أول تعريف للفطرة أشار إليه الشيخ ابن عاشور جاء في قوله الفطرة الخلقية. وهو تعريف يشير إلى التناهي بين الفطرة والخلق ويجعل من الفطرة الإطار الذي تدور فيه كيفية الخلق ومضمونه كما أنه معناه يحيل إلى الاستنتاج بأن الإنسان خلق على الفطرة ولئن حمل هذا الاستنتاج إجابة أولية عن كيفية خلق الإنسان فإن مضمون هذه الفطرة التي خلق عليها الإنسان تحتاج إلى بحث وتفصيل وهو ما قصد إليه الشيخ ابن عاشور من تعدد التعريفات التي أوردها للفطرة. فلم يكن التنويع عنده لعبا بالألفاظ وإنما كان تنويعا في الزوايا التي نظر منها الشيخ لمضامين خلق الإنسان الذي هو الفطرة.
مجمل هذه التعريفات هي مضمون خلق الإنسان وأساس هذا المضمون قيام الخلق أو الخلقة على مبدأ “النظام الذي أوجده الله في كل المخلوقات ففطرة الإنسان هي ما فطر عليه الإنسان ظاهرا وباطنا جسدا وعقلا”[6]. مبدأ الخلق هو التنظيم أو هو خلق منظم منسجم لا اختلال فيه بين ظاهر الإنسان وباطنه مثلما هو انسجام بين الإنسان ظاهرا وباطنا وبين الكون انسجاما يؤدي بالضرورة إلى الاتساق في الفعل والحركة لدى الإنسان أو التوافق بين الجسد والعقل على المستوى الحركي ليكون كل خروج عن هذا الانسجام والاتساق خروج عن النظام وبالتالي خروج عن الفطرة والخلق “كمحاولة أن يتناول الأشياء لرجليه”[7]
فالإنسان خلق على الفطرة منسجما ظاهره وباطنه متسق الفعل بين الجسد والعقل سالما من الاختلاط بالرعونات والعادات الفاسدة مهيأ لصدور الفضائل عنه. إضافة إلى مبدأ النظام يرسم الشيخ ابن عاشور مبدأين آخرين لكيفية الخلق وأساسه هما الحالة الفطرية للعقل أو سلامة العقل من الرعونات والأوهام و الحرية، أما المبدأ الأول فهو:
“الحالة التي خلق الله عليها عقل النوع الإنساني سالما من الاختلاط بالرعونات والعادات الفاسدة وهي المراد من قول الله تعالى “فطرة الله التي فطر عليها الناس” وهي صالحة لصدور الفضائل عنها”[8]
وفي هذا يخالف الشيخ محمد الطاهر قول بعض الفلاسفة كهوبز الذي يؤكد أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ويرى أن الأصل في الإنسان هو صدور الفضائل عنه باعتبار ذلك انسجاما مع الحالة الفطرية التي خلق عليها ثم ينحرف عنها باعتقاده عقائد باطلة وأوهام فاسدة وهذا معنى قوله تعالى “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين” فالفطرة في “استعمالها الإسلامي في معنى المروءة التي وضعها الله صفة للإنسان منذ أصبح إنسانيا أي منذ تحمل المسؤولية وأدرك الحرية”[9]، “ذلك أن النفوس البشرية مهما بلغت من الشر والشره لا تخلو في أصل الفطرة عن النزاعات الخيرية يصير إليها و تظهر آثارها منها عند عدم ما يعارضها من دواع نفسانية أو وساوس شيطانية”[10]
ويستدل الشيخ بالاستناد الوارد في سورة التين – إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات – ليؤكد أن الفطرة هي غير الطبيعة “إذ ليس للمؤمنين الصالحين اختصاص بصورة جميلة فالأصول الفطرية هي التي خلق الله عليها الإنسان المخلوق لعمران العالم”[11] بصفته إنسانا أي “مطلق الإنسان الذي يملك جملة من العقل و قدرة على اكتساب المعرفة و استعداد للمدنية ومرونة على الطاعة إلى جانب ماله من حواس يدرك بها المرئيات والمسموعات والمتصورات…”[12]
بين الفطرة والتكليف
فالفطرة محدد لماهية الإنسان مطلقا – عقل + قدرة + استعداد للمعرفة + مرونة على الطاعة + الحواس الطبيعية – قبل التكليف وما انسجام التكليف مع محدودات الهوية التي ترسمها الفطرة إلا انسجاما مع الفطرة وقد عبر عن هذا الإبقاء بين الفطرة والتكليف قول الشيخ ابن عاشور “وأعظم ما اشتمل عليه خلق الإنسان خلق قبول للتمدن الذي أعظمه وضع الشرائع له”[13]
المبدأ الثاني الذي أكده الشيخ في فلسفة الإنسان هو مبدأ الحرية “وهو وصف فطري نشأ عليه البشر وبه عرفوا في أول وجودهم على الأرض حتى حدثت بينهم المزاحمة فحدث التحجير”[14]
وقد كان أوضح من قبل أن لا فرق بين العبد والحر في التكاليف وأن “الرق ليس حالة فطرية ولكنه حالة أصطلح عليها البشر وقرروها في أصل نظام حضارتهم”[15]
والحرية في فهم الشيخ ركن رئيسي في بناء الحضارة الإنسانية ذلك أنه بالحرية “تنطلق المواهب العقلية متسابقة في ميادين الابتكار والتدقيق”[16] والمواهب العقلية أو العقل الحر هو عند الشيخ مصدر “الحضارة الحقة وأنواع المعارف الصالحة والمخترعات وهذا كله عائدا إلى الفطرة وليس كل ما توجهه الفطرة بصادق أنما الصادق فطرة القوة التي ليس لها عقل”[17]. وفي هذا تنبيه للضوابط المنهجية التي يجب أن تحكم الإنسان في فهمه للفطرة حتى تمنع الغفلة واستنزال الهوى وباطل الشهوة.
وخلاصة القول في كيفية الخلق أن الإنسان مخلوق على أساس النظام بمعنى الانسجام والاتساق وأنه ذو طبيعة خيرة وما الشر إلا انحراف عن الفطرة التي هي مكتسبات غير الطبيعة وأنه أيضا إنسان حر نشأ على الحرية وبها يحيا وينطلق وأنه في حالة عقلية فطرية سالمة من الاختلاط بالرعونات والأوهام الفاسدة. وهنا نقف على نظرية في المعرفة تجعل العقل مصدرا لها إذ “الإنسان عقل معه الأعضاء ولولا العقل لما كان الإنسان إلا بهيمة ضعيفة… فأعماله جارية في الصلاح والفساد على حسب تفكيره… “[18]
والتفكير المبحوث عنه هنا “هو التفكير فيما يرجع إلى الشؤون في الحياة العاجلة والآجلة لتحصيل العلم بما يجب سلوكه للنجاح في الحياتين كي يسلم صاحبه من الوقوع في مهاوي الأغلاط في الحياة العاجلة وفي مهاوي الخسران في الحياة الآجلة”[19]. لذلك خصص الشيخ الحضارة بوصف الحقة كأنه يلمح إلى حضارة / وهم قائم على الأوهام والتخيلات كما قرن المعارف بالصلاح مخرجا بذلك أنواعا من المعارف الأخرى ليست من العقل ولا من الفطرة لأن “الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم قد أودع في فطرته قوة الفكر المصيب”[20].
ثم إن الحضارة/الوهم والمعارف غير الصالحة لا تجدها محل اتفاق بل “تجد سلطان هذين الآخرين أشد بمقدار شدة ضعف العقول وتجد أهل العقول الراجعة في سلامة منها”[21]. ولئن بدا أن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور يقصد بالمعارف الصالحة العلوم الشرعية أكثر من غيرها فلأنه ينطلق من قاعدة أن ما هو مطلوب في العلم أن يكون حقيقيا ومعتبرا لا وهميا متخيلا وهو ذاته ما تتركز عليه العلوم الشرعية عموما.
مع أن ذلك لا يعني إهماله للعلوم الأخرى خاصة المنطق الذي يعلم الإنسان “استنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها” وهذه فطرة عقلية وهنا يعتبر الشيخ العبث في هذا المنهج على طريقة السفسطائيين – خلاف الفطرة العقلية – وبالتالي لا يندرج ضمن المعارف الصالحة و يدعم هذا الرأي ما ذهب إليه الشيخ في تفسيره للمخترعات إذ لم يحددها بنوع معين ولم يرسم لها اتجاها خاصا وإنما جعلها تشمل كل ما يتولد عن التفكير أي كل ما يبدعه الإنسان مما يستجيب لمتطلبات الفطرة لأن “في الفطرة حب ظهور ما تولد عن الخلقة…”
الإنسان بين كيفية الخلق ومضمونه
وفي المحصلة فإن الإنسان قد ولد في إطار بكر مهيأ للحرث ليس له من هدف آخر غير إبداع الأفضل ذلك أن الأرض لا تقدس ابن آدم إنما تقدس الإنسان عمله كما ورد في الحديث المنقول”[22]. ويمكن تلخيص هذه الكيفيات في الجدول التالي وفيه أيضا جانب ثان هو مضمون الخلق سيأتي تحليله فيما يلي.
وإذا كنا قد تعرضنا إلى تحليل الجزء الأول من هذا الرسم أي كيفية الخلق فإن الجزء الثاني هو المقصد الذي وقف عنده ابن عاشور. وهو مضمون متعدد أيضا فيه يتجلى موقع الإنسان في هذا التعريف؟ وهو مضمون متعدد أيضا تعدد أفضلية عبر عنها الشيخ بصيغة المبالغة “وأعظم ما اشتمل عليه خلق الإنسان خلق قبول للتمدن”[23]
ورغم هذه الدرجة من الأفضلية والتعظيم التي أولاها الشيخ لخلق قبول للتمدن فإننا لا نقف على تعريف واضح للتمدن في كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية للشيخ ابن عاشور إذ لم يعمد السيخ إلى تفصيل القول فيه وإنما ركز على أعظم مظهر من مظاهره وهو وضع الشرائع له فكأن الشيخ يسلك منهج التعريف نفسه الذي سلكه لكيفية الخلق وهو منهج التعريف بالخصائص.
فقبول التمدن هو أعظم خاصية من خصائص خلق الإنسان وأعظم مظهر من مظاهر هذا التمدن هو وضع الشرائع له، وسواء كان الضمير في “له” يعود إلى الإنسان أو للتمدن فالنتيجة واحدة لأن حفظ الشرائع للإنسان حفظ لتمدنه و حفظها للتمدن حفظ للإنسان.
وحتى ندرك معاني هذه الخصائص التي وصف بها الشيخ خلق التمدن وجب أن نقف عند مفهوم التمدن لنصل إلى المحصلة إلى وجه من أوجه الفطرة الذي يحدده لها الإمام. والملاحظة الأولى التي تسترعي انتباهنا هي أن الإمام ابن عاشور يتحول ضمن بيئة جديدة قطعت مع الفهم الخلدوني الذي يربط بين الحضارة ونهاية العمران. هذه البيئة بدأت بالطهطاوي ثم خير الدين التونسي وهي بيئة “خضع فيها مفهوم التمدن لتخيلات مختلفة انصبت حينا على المضمون وحينا ثانيا على الأصل وحينا ثالثا على التطور والمصير وحينا رابعا على نقد هذا المفهوم نفسه”[24]
ومن خلال النظر في كتاب مقاصد الشريعة نجد أن الشيخ ابن عاشور في تحليله للتمدن ينتقل من المضمون الذي هو حديث عن مدنية الإنسان بالطبع إلى تطور هذا المفهوم ومصيره فمدنية الإنسان بالطبع تفرضها حاجة الأفراد بعضهم للبعض الآخر في أمورهم الحيوية “فإذا قلنا الإنسان مدني بالطبع فقد أقررنا بمظهر من مظاهر الفطرة الإنسانية التي جعلته يبحث عن تكوين العائلة وخلقها والقبيلة ونظامها ثم الأمة ونواميس اجتماعاتها”[25]. إلا أن هذا الاتحاد في الضروريات “يوجهه إلى الاجتماعات المدنية بسبب اختلافه بالغاية واختلافه بها يسبب تقدمه على بعضه للبعض بمقتضى المقصد والغاية التي ينصرف إليها”[26]
وهذا التطور الذي ينتهي إليه مفهوم التمدن يقتضي وجود واعز لحفظ أصله – الإتحاد في الضروريات – ويضمن استمرارية الاجتماع البشري وهذا ما اصطلح على تسميته الشيخ ابن عاشور وضع شرائع له وعده من أعظم انجازات التمدن لأن كمال المدنية لا يتوقف على اتحاد النوع بالاحتياج في الضروريات بقدر ما يكون بالتقدم في الهيئة الاجتماعية وهذه الغاية تتحقق “بانصرافها نحو التقدم بالغنى و المال أو العلوم و المعارف أو العمران أو بقوة السلطان إلى غير ذلك من الأمور التي يترتب عليها التقدم”[27].
وواضح أن الجانب الأول – الغنى والمال – ليس موضع اهتمام الشيخ – دون أن ينفي أنه يضعه في الحسبان – باعتبار أنه ركز على أعظم ما يشتمل عليه خلق التمدن وهو وضع الشرائع له بما يمكننا من الاستنتاج أن الجانب الآخر العلوم والمعارف والعمران وقوة السلطان هي محور الاهتمام لدى الشيخ. وهذا التركيز على جانب العلوم والمعرف والعمران وقوة السلطان يساعدنا على فهم القطع مع الحتمية الخلدونية في ربط الاجتماع البشري بنهاية الحضارة “ذلك أنه من الممكن أن ترتقي المدينة إلى أوج الكمال دون أن يتبع هذا الرقي بالضرورة انحطاط مباشر”[28] لأنه صار للتمدن بهذا الفهم وجه آخر مغاير أو مضاف إلى وجه الثروة والغنى و”رفاهية العيش”[29].
فلا يكفي الميل الطبيعي نحو التمدن لإنجاح الاجتماع البشري وإنما وجب إصلاح التفكير من نواحي مختلفة عدها الشيخ “من أصول نجاح المرء والجماعة في المجتمع”[30] وجعل لها مستندا عقليا آخر هو أنواع المعارف الصالحة التي تنشأ عن تلاقح العقول وتفاوتها فحركة العقل قد تنتج حضارة حقة وتمدنا يبقى منقوصا ما لم تتلاقح العقول لأن المقدار الذي يستطيع الإنسان التفكير فيه “يجب عليه تطلب الإعانة فيه لمن يبلغه إلى الحق الصحيح فيه من أهل الإرشاد في ذلك الباب”[31] ذلك أن الإنسان عليه أن يكون “ثابت المعرفة لما يحتاج إليه”[32] وهذا هو معنى الثقافة كما ورد في لسان العرب و بناءا عليه نستطيع أن نفهم لماذا فرق الشيخ بين الحضارة الحقة وأنواع المعارف الصالحة والمخترعات برغم أن مصدرها واحد هو العقل وأن كلها ناتج عن الفطرة فالثقافة تشتمل أنواع المعرف الصالحة ويطلق لفظها “على مظاهر التقدم العقلي والمادي معا وهي ذات طابع جماعي”[33] وهي في كلام الشيخ الحضارة الحقة والمخترعات، أي التمدن والاجتماع البشري عموما ووسائل العيش اللازمة لذلك.
فالفطرة في بعدها الفردي حركة عقلية مبنية على الحقائق “إذ الحقيقة وما عاضدها من الاعتبار هو الذي تقبله الفطرة البشرية على اختلاف أصناف البشر”[34] لتبني حضارة وتمدنا ينبذ الأوهام ناتج عن إصلاح التفكير في مجال العقيدة التي هي أصل الإسلام والجزء الأول من الفطرة المراد بها جملة الدين بعقائده وشرائعه والقاعدة التي تبنى عليها تفكير الإنسان في مناحي الحياة.
ثم في مجال الشريعة التي هي قانون الاجتماع البشري والتمدن.
كذلك التفكير في المعاملة وهو الشعور بما لأجله احتاج المرء إلى المعاملة مع الناس وعلى الإنصاف من النفس أما التفكير في الأحوال العامة فهو من أهم مواقف التفكير الصحيح “لأن تصور الحالة العامة على خلاف ما هي عليه يوقع في مصائب ذاتية بالنسبة إلى تصرف المرء في ذاته وفي مصائب متجاوزة للجماعة و للبلد والأمة”[35]
وكان الشيخ محمد الطاهر بن عاشور يرسم لنا ما تنتجه الفطرة كحركة عقلية لدى الفرد من منهج التعامل ومن مهيئات هذا التعامل مع المجتمع وهي كلها تدخل في إطار الحضارة الحقة وأما أنواع المعارف الصالحة التي تنشأ عن تلاقح العقول “فهي سبب لإصلاح الفكر وصلاح العمل ووسيلة لإصلاح الاعتقاد و تكملة الوازع النفساني”[36] وهي “عند ذلك عمل عقلي صالح وبه يصير إدراك ما في العمل من الصلاح واضحا فيكون الداعي إلى تحصيله منبعثا عن النفس اختيارا…”[37].
ومعنى ذلك أن التقدم المادي ينبغي أن يرفد بتقدم مجال السلوك الإجتماعي “أي أن تخلط الحضارة الصناعية المادية بحضارة إنسانية رائدها الفكر والوجدان والإرادة أو بتعبير ثان أن يكون للوجه المادي للحضارة الإنسانية أساس خفي معنوي فكري وجداني وإرادي هذا الأساس القيم تعرب عنه أيما إعراب رسالة الإسلام التمدينية”[38]. “فكأننا نقول أن الإسلام دين الحضارة الحق التي تسندها الفطرة الإنسانية و التي اهتدت لبعض مظاهرها”[39].
والإسلام عند الشيخ ابن عاشور هو الدين الذي هو آصرة الاجتماع البشري الذي هو التمدن الضروري وهو الإسلام أيضا التشريع أو الشرائع الذي وضع له.
“والمراد بالدين دين الإسلام لا محالة… والفطرة في هذه الآية مراد بها جملة الدين وشرائعه”[40]
فالاجتماع البشري أو التمدن يقوم على “آصرة تمت إلى جانب الإنسانية وهي أيضا واسعة جد الاتساع ألا وهي آصرة الدين”[41]. وجامعة الدين هذه هي “أيضا الجامعة الفطرية لأنها تعتزي إلى الناحية الإنسانية المحضة التي لا يخلو منها بشر”[42]. وقد وصل الشيخ إلى درجة تماهت معها مصطلحات الدين والإنسانية والفطرة واستعاض الشيخ عنها بلفظ جامع حمال دلالة هو قوله “والإنسانية هي فطرة البشر”[43]
وليس للاصطلاح بمعني التواضع أي حظ في الفطرة لان هذا الوصف عند الشيخ “لا يعتبر فطرة إلا إذا لم يكن للاصطلاح ولا للعوائد فيه صنيع”[44] وهو شان جامعة الدين بخلاف بقية الجوامع إذ هي جوامع اصطلاحية.
ويفترض الشيخ هنا سؤالا حول هذه الجامعة وطبيعتها فمن شان الجامعة الفطرية أن لا يختلف حولها أو فيها وأن “تكون بسبب اجتماع لا بسبب تفريق” ومن شأن الدين أن يختلف الناس في تأويله “إما بغيا بينهم” كما ورد في القرآن وإما بحكم أن نصوصهم حمالة أوجه وهنا يرى الشيخ “أن الإتحاد هو المبدأ وأن الاختلاف عارض… وأنه لما كان الإسلام نابتا على أعراق الفطرة كانت جامعته فطرية مقبولة في النفوس سهلة التسرب إلى القلوب النيرة”[45]
هذا هو الجانب الأول من مضمون الخلق أي التمتع الذي هو أعظم ما أشتمل عليه خلق الإنسان وهو جانب يستوجب “وضع الشرائع له” حتى ينتقل الإنسان من دائرة التصرف الغريزي إلى دائرة التصرف الإنساني.
بمعنى “أن يصير الإنسان في نموه الإنساني نموا طبيعيا بحيث يصل في هذا النمو إلى المرحلة التي تصور تصويرا واضحا خصائص الإنسانية في الإنسان”[46].
والتشريع في فهم الشيخ ابن عاشور متميز على الحدود الشائعة لدى الأصوليين والفقهاء إذ يخص الشيخ باسم الشريعة “التشريعية في قوانين المعاملات”[47] أي “وعي الإنسان بالإنسان والآداب”[48] أي تحويل الوعي إلى سلوك عملي يباشره كل منهما في علاقته بالآخر والشريعة بهذا المعنى “هي ما رعاه الإسلام من تعار يف المصالح والمفاسد وترجيحها مما هو مظهر عظمة الشريعة الإسلامية بين بقية الشرائع والقوانين والسياسات الاجتماعية لحفظ نظام العالم وإصلاح المجتمع”[49]
وينطلق الشيخ محمد الطاهر بن عاشور من قصور بمباحث أئمة المتقدمين يحول دون إدراك أسرار التشريع في أحكام المعاملات لذلك حدد لفظ التشريع بما هو قانون الأمة فأخرج بذلك مطلق الشيء المشروع كالمندوب والمكروه كما أخرج أحكام العبادات التي رأى أنها جديرة بأن تسمى بالديانة.
وتزداد أهمية هذا التعريف وتميزه بالنظر إلى الإطار الذي يتنزل فيه باعتباره قانونا للأمة وهو إطار العاجل.
والعاجل أي “حاضر الأمور وعواقبها و ليس المراد بالآجل أمور الآخرة لأن الشرائع لا تحدد للناس سيرهم في الآخرة”[50] وإن أهم ما يمكن استنتاجه من دلالات تشريعية في مفهوم الفطرة عند الشيخ ابن عاشور هو محورية هذا المفهوم (الفطرة) في تحديد النتائج التي توصل إليها الشيخ باعتبار أن الفطرة هي وصف الشريعة الأعظم الذي انبنت عليه مقاصد الشريعة أي مقاصد قانون الأمة الذي وضع “لصالح العباد في العجل والآجل معا”[51]
فانطلاقا من الفطرة جرد الشيخ التشريع من فهم ساد على امتداد التاريخ الإسلامي ليجعل منه ضابطا لأمور الدنيا والآخرة مما من شأنه أن يفقد روح الشرع “صوت الاعتدال في ظرف اكتسحته المتناقضات وشدائد الإفراط والتفريط…”[52]
وقد نبه الشيخ إلى ذلك فجعل من التشريع قانونا للأمة يختص بسير الناس في الدنيا ويخضع لنسق هو المقاصد العامة و”شأن النسق أن يحدد ملامح المنظومة ومرتكزاتها وما به تتميز”[53] وقد بدا وجه التميز في ارتباط المقاصد العامة كنسق للأحكام والتشريع وبين الفطرة في السمات العامة التي حددها الشيخ للتشريع إذ جعل منها قانونا زمنيا أو إذا شئنا دفع الملاحظة إلى أقصاها وبتعبير عصري قانونا مدنيا باعتبار اختصاص شؤون الدنيا بناءا على مصلحة العباد بهدف الحفاظ على نظام العالم فيكون قانون الأمة الذي هو التشريع قانونا مبنيا على النظام و مؤسسا له لأن “الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور ومن الرحمة إلى ضدها ومن المصلحة إلى المفسدة ومن الحكمة إلى العبث ليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل فالشريعة عدل الله بين عباده ورحمته بين خلقة وضله في الأرض”[54].
والجور والمفسدة والعبث كلها أمور تخالف قانون الاجتماع البشري وهي مضادة للفطرة التي فطر الله الناس عليها باعتبار أن الفطرة هي “الحالة التي خلق الله عليها النوع الإنساني سالما من الاختلاط بالرعونات والعادات الفاسدة… وهي صالحة لصدور الفضائل عنها”[55]
كما استنبط الشيخ من الفطرة وصفا يجعل “قانون الأمة يدور عليه هو وصف السماحة أو اليسر والتوسط لأن من الفطرة النفر من الشدة و الإعنات… وقد أراد الله تعالى أن تكون شريعة الإسلام شريعة عامة ودائمة فاقتضى بذلك أن يكون تنفيذها بين الأمة سهلا ولا يكون ذلك إلا إذا انتفى عنها الإعنات و الضر”[56]
ونلمح في هذا الاستنباط ” نظرا حصيفا يراعي المنطق الداخلي للعلوم الشرعية و يفتح بابا للتأمل قام على فكرة محورية هي المقاصد المستدعية للعقل و حسن التخريج والامتلاء بروح الشرع اللازمة للتعامل مع العصر المتسارع بعديد التحولات”[57]
وإذا كان المقصد العام للتشريع هو “حفظ نظام العالم واستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه وهو نوع الإنسان”[58] فإنه لا يعدو أن “يساير حفظ الفطرة والحذر من خرقها واختلالها”[59]. وعلى هذا الأساس نفهم الدلالة الاصطلاحية الجديدة للأحكام الشرعية العامة التي توصل إليها الشيخ وأصبحت بموجبها الفطرة محددا لمعنى الواجب والحرام و المكروه والمباح.
فإذا كان الواجب في التعريف الأصولي السائد هو “ما يثاب على فعله و يعاقب على تركه” فهو عند الشيخ محمد الطاهر “ما أفضى إلى حفظ كيان الفطرة” كذلك الحرام عند الأصوليين “ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله” وهو عند الشيخ “ما أفضى إلى خرق عظيم فيها (الفطرة) وما كان دون ذلك من الأمرين فهو منهي أو مطلوب في الجملة وما لا يمسها فهو مباح”[60]. وهذا الفرق في التحديد الاصطلاحي يبرز الفرق الهام في قاعدة الانطلاق فالتحديد القائم على الثواب والعقاب ينطلق من قاعدة أن التشريع يهم أمر الدنيا والآخرة في حين أن تخصيص التشريع بأمور الدنيا جعل الشيخ يغير من قاعدة تعريفه للأحكام الشرعية من واجب أو حرام وكذلك مسألة الإباحة “وقد علمت أنها من الفطرة إما لأنها لا تنافيها وحينئذ يكون الحصول عليها مرغوب لفطرة الناس و إما لأن الفطرة لا تناسبها وهو ظاهر”[61].
(يتبع في العدد القادم)
[1] كمال عمران: الإنسان و مصيره في الفكر العربي الإسلامي بين النصف الثاني من القرن 19 و نهاية الحرب العالمية الثانية بحث لنيل شهادة دكتوراه الدولة: الستاذ المشرف: عبد المجيد الشرفي منوبة تونس 1993 / 199 ص 522.
[2] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 58
[3] محمد الحبيب بن الخوجة: محمد الطاهر بن عاشور و كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية طبعة وزارة الأوقاف دولة قطر ج 2 ص 125.
[4] كمال عمران: الشيخ محمد الحبيب بلخوجة قارئا للشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور: وقائع الندوة حول كتاب الأستاذ الإمام محمد الطاهر بن عاشور و كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية لسماحة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة جوان 2005 بيت الحكمة ص 17
[5] المرجع السابق ص 35
[6] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص
[7] نفس المرجع ص
[8] نفس المرجع ص 58 – 59 .
[9] فاسي علال: مقاصد الشريعة الإسلامية و مكارمها: دار الغرب الإسلام ط5 1993 ص 9.
[10] ابن عاشور محمد الطاهر: أصول النظام الإجتماعي في الإسلام: الشركة القومية للنشر و التوزيع تونس 1964 ص 83.
[11] ابن عاشور محمد الطاهر: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 59
[12] فاسي علال: مقاصد الشريعة الإسلامية و مكارمها: مرجع سابق ص 70
[13] ابن عاشور محمد الطاهر: مقاصد الشريعة الإسلامية مرجع سابق ص 9
[14] محمد الطاهر بن عاشور: أحوال النظام الاجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 162
[15] نفس المرجع ص 100.
[16] محمد الطاهر بن عاشور أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ص 162
[17] محمد الطاهر بن عاشور مقاصد الشريعة الإسلامية ص 57
[18] محمد الطاهر بن عاشور: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 51
[19] المرجع السابق ص 51
[20] ابن عاشور محمد الطاهر: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 47
[21] ابن عاشور محمد الطاهر: مقاصد الشريعة أللإسلامية مرجع سابق ص 60.
[22] Abdelwaheb bouhbiba : l’homme dans l’islam : sud édition Tunis 2006 p 25
[23] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص
[24] فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام: عمان الأردن: دار الشروق لنشر و التوزيع 1988 ص 395
[25] علال فاسي: مقاصد الشريعة الإسلامية و مكارمها ص 71.
[26] رفيق العظم: السوالم الفكرية في المباحث العلمية مطبعة المنار بمصر ط1 1925 ص 4
[27] نفس المرجع ص 5
[28] فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام ص 397
[29] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 63.
[30] محمد الطاهر بن عاشور: أصول النضام الإجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 53
[31] محمد الطاهر بن عاشور: أصول النضام الإجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 53
[32] جميل صليبا: المعجم الفلسفي ج1 ص 475
[33] جميل صليبا: المعجم الفلسفي ج1 ص 475
[34] محمد الطاهر بن عاشور أصول النضام الإجتماعي في الإسلام مرجع سابق ص 32
[35] نفس المرجع ص 61
[36] نفس المرجع ص 91
[37] نفس المرجع ص 92
[38] محمد البهي: الدين و الحضارة الإنسانية. دار هلال 1964 ص 121
[39] علالة الفاسي: مقاصد الشريعة الإسلامية و مكارمها ص 71
[40] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 57
[41] محمد الطاهر بن عاشور: أصول النظام الإجتماعي في الإسلام ص 107
[42] المرجع السابق ص 107
[43] المرجع السابق ص 107
[44] المرجع السابق ص 107
[45] المرجع السابق ص 107
[46] محمد البهي: الدين و الحضارة الإنسانية ص 115
[47] نفس المرجع ص 119
[48] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 7- 8
[49] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 7- 8
[50] نفس المرجع ص 10
[51] الشاطبي: الموافقات دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع – د ت – ج 1 ص 3
[52] كمال عمران: الشيخ محمد الحبيب بالخوجة قارئا للشيخ اللإمام محمد الطاهر بن عاشور مرجع سابق ص 17
[53] نفس المرجع ص 17
[54] ابن القيم الجوزية: أعلام الموقعين بيروت 1977 ج 3 ص 5
[55] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية مرجع سابق ص 58-59
[56] نفس المرجع ص 63
[57] كمال عمران : الشيخ محمد الحبيب بالخوجة قارئا للشيخ اللإمام محمد الطاهر بن عاشور مرجع سابق ص 17
[58] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية مرجع سابق ص 63
[59] نفس المرجع ص 60
[60] نفس المرجع ص 60
[61] محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية ص 61
(المصدر: مجلة “أقلام” (فصلية أليكترونية تصدر كل شهرين)، العدد 21 – السنة الخامسة / فيفري – مارس 2008)
الديمقراطيون واحتدام المعركة الانتخابية في أميركا