«يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» «الشعب يريد تكريم الشهيد» «الشعب مسلم ولا يستسلم» «يا حكومة زيد… زيد في سياسة التطهير»… هذه الشعارات ردّدها أمس آلاف وآلاف المواطنين الذين جمعهم شارع الحبيب بورقيبة للاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 14 جانفي. رجال ونساء، شباب وأطفال من مختلف الأعمار احتفلوا أمس بهذه الذكرى مرددين كل ما توفّر لهم من شعارات وصيحات الانتصار تقطع بين الفينة والأخرى بترديد النشيد الوطني للتذكير بأنّ تونس للجميع والجميع لتونس ومصلحة الوطن فوق الكلّ. وبقدر ما بدا في هذه الأجواء من عفويّة بقدر ما تعكس اللافتات التي حملت في الأيدي وعلقت على إمتداد الشارع الرئيسي للعاصمة محاولة الأحزاب الظهور في الصفحة بمناسبة هذه الذكرى الأولى لثورة تونس بعد أن غابوا عند قيامها فعليا ولم يشاركوا فيها. ورغم تركّز التجمعات أمام المسرح البلدي الا أنّ عددا من المواطنين خيّروا أن يتجوّلوا جيئة وذهابا على امتداد شارع الحبيب بورقيبة محمّلين بأعلام تونس وسوريا وفلسطين وليبيا لأنّها كلّها بلدان تحمل الهمّ نفسه وهو الحرية والكرامة والانتفاضة ضدّ الظلم والطغيان. ولادة من جديد وسط الحشد الكبير من المواطنين أمام المسرح التقينا السيّد نورالدين العبيدي الذي شارك الجمع ترديد مختلف الشعارات وقد بدت عليه علامات الانتعاش بالأجواء التي يعيشها. «وكأنني ولدت من جديد… إنّها صفحة جديدة في تاريخ بلادنا» بهذه الكلمات عبّر عن فرحته، مؤكدا على تفاؤله الى أقصى الحدود. ليضيف أنّ مرد تفاؤله هو ما لمسه في الشعب من قوة صبر والتركيز على المضيّ الى الأمام والاستعداد للتصدي الى كل من يحاول ارجاعه الى الوراء أو يحاول وضعه من جديد في قفص الديكتاتورية. والمواطنة منيرة بن معاوية كانت تردد صحبة الجميع «ما أحلى الثورة التونسية وما أحلى الربيع» عندما سألناها بما يوحي لها هذا اليوم؟ لتجيب «إنه يوم فرحة عظيمة، يذكرنا بما حققناه من انتصارات أولها إزاحة طاغية والقضاء على عصابة والوصول الى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة» ترحمت على الشهداء، مؤكدة أن الفضل كل الفضل لعيش مثل هذه اللحظات الفارقة في تاريخ البلاد يرجع إليهم. وأثنت على الشعب ومختلف مكونات المجتمع المدني والاعلاميين النزهاء الذين أنجحوا الثورة، لتضيف أنها حرصت على الحضور صحبة أصحابها وعائلتها للمشاركة في الاحتفالات واعترافا بالجميل لكل من أنجح الثورة. كما عبرت عن تفاؤلها بالمستقبل مهما كانت التجاذبات السياسية لأن الشعب سيبقى الرقيب وصاحب الكلمة الأخيرة في تقرير مصير البلاد. من جهته وهو محمّل صحبة كل من يرافقه بعلم تونس وفلسطين، صرح المواطن عبد الجليل الحواشي أن هذا اليوم يوم عزة وكرامة، شاكرا الشهداء الذين أهدوا البلاد الحرية وفرصة لإعادة البناء ليضيف قائلا «إنّها صفحة جديدة في تاريخ البلاد ومهما كانت الاختلافات فإن أبناء هذا الشعب سينجحون مسار الثورة ويحققون أهدافها». إصلاح وضع البلاد ورغم حرصه على مشاركة بقية الشعب احتفاله بثورته إلا أن السيد صالح العشي مواطن مقيم بفرنسا حرص بالمناسبة أن يصرح بما يخالجه من قلق تجاه ما تعيشه البلاد من تدهور اجتماعي واقتصادي وأمني وحتى بيئي على حدّ تعبيره، مطالبا الحكومة أن تكون صادقة قولا وفعلا لاصلاح وضع البلاد في أسرع الآجال. واستغل هذا المواطن الفرصة ليدعو الحكومة لإعادة الاعتبار الى الأمن قائلا «إن أمة دون أمن لا أمان لها وأقوال دون أفعال تساوي صفرا، لذلك لابد أن تعرف الحكومة كيف تسير بالبلاد الى مستقبل أفضل لتكون وفيّة لأهداف الثورة و أرواح الشهداء». ومن بين المواطنين الذين احتفلوا أمس بالذكرى الأولى للثورة السيد عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد الذي كان يتجول في شارع الحبيب بورقيبة وقد بدت على وجهه علامات البهجة والافتخار بما تعيشه البلاد من أجواء استثنائية. وبسؤاله عن دلالات هذا اليوم أكد أنه يذكره بيوم استعادة الحرية والوطنية والمواطنة التي سلبت من الشعب طيلة قرابة ربع قرن. ليضيف شخصيا أشكر الشهداء وكل من ساهموا في قيام الثورة الذين مكنوني من استعادة الحريةالتي سلبت مني ومن الرجوع الى أرض الوطن بعد 20 سنة من المنفى الاضطراري». ويرى أن سنة بعد الثورة فرصة للتذكير والتفكير في مستقبل الثورة وأهدافها وهي الكرامة والحرية والوحدة الوطنية ولا بدّ من اليوم وصاعدا القطع مع مظاهر الاستقطاب والتخوين والتشكيك المتبادلة في المدة الأخيرة. لأن الأهداف والتحديات المطروحة تتطلب تكاتف كل القوى والجهود من أجل إنجاح مسار هذه الثورة. هذا ورغم ما ميّز اليوم الاحتفالي من كثرة الشعارات وذلك حسب الانتماءات الحزبية والتيارات المختلفة إلا أن الاتفاق والاجماع كان حول كلمة «كلنا مسلمون…كلنا تونسيون وتونس للجميع». إنه «يوم 14 جانفي» عندما كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا، 2012، المكان أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة أين بدأت جموع غفيرة تتجمع أمام ذلك المسرح العريق، تعالت الأصوات والشعارات والأغاني للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة التونسية «ثورة الكرامة»كما أطلق عليها البعض أو «ثورة الياسمين« كما سمّاها آخرون… ثورة أطاحت بحوالي ربع قرن من الديكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد والعباد، ثورة أطاحت بالعديد من رموز الفساد التي استحوذت على «الغالي والنفيس» ان صح التعبير، ثورة ضحى من أجلها العديد من الشهداء الذين دفعوا بدمائهم لتحرير هذه البلاد لتنتشر بعد ذلك شرارة الثورة التونسية للعديد من الدول العربية التي عانت بدورها الظلم والديكتاتورية والإستخواذ على الحكم لسنين طوال… ثورة ساهمت في بزوغ شمس الحرية والديمقراطية والعزة والكرامة لكل التونسيين ورفعت راية تونس عاليا بين الأمم. على الأنغام الملتزمة، إحتفل يوم أمس جميع التونسيين بالذكرى الأولى للثورة المجيدة كل حسب طريقته الخاصة فهؤلاء الذين قدموا لإحياء الذكرى الأولى من الثورة لشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة رفعوا العديد من الشعارات وغنوا العديد من الأغاني وكذلك تذكروا بعض الشعارات التي رفعت لتخليد ذكرى 14 جانفي 2011 رددوا «ديقاج» و«الشعب يريد الحرية»… كما رددوا باستهزاء بعض المقتطفات من خطاب الرئيس المخلوع كـ«أنا فهمتكم»… كما نادوا أيضا بضرورة تحرير وسائل الإعلام وسلك القضاء وتطهير سلك الأمن وأن تكون السلطة بيد الشعب والحفاظ على الشرعية التي أفرزتها إنتخابات 23 أكتوبر… غنوا أيضا النشيد الرسمي التونسي وأغاني أخرى كأغنية الثورة «راجع يا بلادي»… كما رددوا شعارات أخرى نادت بضرورة تحرير الشعب الفلسطيني والشعب السوري… «قالوا» ديقاج يا بشار للتعبير عن مساندتهم ومؤازرتهم للشعب السوري الشقيق كما رددوا تونس، ليبيا، مصر ثورة حتى النصر… شعارات اقشعرت لها أجساد كل من سمعها ووقف للإنصات لما تردد يوم أمس أمام المسرح البلدي بالعاصمة. العديد قدم رفقة أفراد عائلته للإحتفال بتلك الذكرى الأولى للثورة التونسية ربيع الثورات العربية أو مهد الثورات العربية، فهذا ألبس إبنته علم تونس وذاك جاء رفقة زوجته وإبنه للإحتفال خاصة وأنه لم يشارك في ذلك اليوم التاريخي الذي أطاح بزمن الديكتاتورية والظلم أما تلك فقد جاءت مرتدية حجابها ونقابها دون خوف كما كان معهودا في السابق للمشاركة في ذلك الإحتفال… في مشهد اخر أثار ضحك البعض هو قدوم شخصين كان الأول يقوم بقيادة الثاني الذي إرتدى لباسا سعوديا في مشهد جسّد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي والقدوم به لتونس لمحاسبته… اخرون قدموا ليس للإحتفال بل للتنديد ببعض الممارسات التي لا زالت سائدة بعد سنة من الثورة التونسية، رفعوا شعارات مغايرة لتلك الأغلبية التي اتخذت من المسرح البلدي مكانا لها قالوا انهم في عصيان وأنهم ضد أي تدخل أجنبي في السيادة التونسية، كما نددوا بالتدخل القطري في الشؤون التونسية وكذلك التدخل الفرنسي والأمريكي… هكذا احتفل يوم أمس التونسيون بالذكرى الأولى لثورة الكرامة والحرية، كل إحتفل حسب طريقته الخاصة لكن المهم هنا هو تخليد تلك الذكرى المجيدة ذكرى «سنة أولى ثورة» أو «سنة أولى ديمقراطية» إن صحّ التعبير… سناء بن سلامة/مريم عثماني (المصدر: جريدة “الصحافة” (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 جانفي 2012)
التونسيون يختلفون في تقييم الثورة التونسيون مجمعون على أن أهداف ثورتهم ينبغي تحقيقها جميعا
منذر القروي
طوت الثورة التونسية عاما بالغ الصعوبة تشكل فيه مع ذلك نظام سياسي شرعي أعلن مرارا أن على رأس أولوياته استكمال أهداف الثورة التي يتفق عليها التونسيون، لكنهم يختلفون في تقييم إنجازاتها في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية هشة.
وجسّدت الاحتفالات التي أقيمت أمس في الشوارع الرئيسة للعاصمة ومدن تونسية أخرى في الذكرى السنوية الأولى لهروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي توحّد التونسيين حول ثورتهم. لكنها كشفت في الوقت نفسه تباينا بينهم بشأن المسار الذي تسلكه, ومدى تلبيتها للمطالب التي رفعت منذ اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 في سيدي بوزيد , وفي مقدمتها الحرية والكرامة والشغل.
المرحلة الجديدة
ويكاد التونسيون يجمعون على أن الثورة قد أطاحت بلا رجعة خلال العام الذي مضى بنظام حكم مستبد ساد لأكثر من خمسة عقود بينها أكثر من عقدين في عهد بن علي, وتحقق بالتالي مطلب الحرية. الائتلاف الحاكم في تونس وعد بإرساء أسس إصلاحات وبرد الاعتبار للمناطق المهمشة
(الفرنسية)
فقد جرت في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أول انتخابات حرة في تاريخ تونس بشهادة العالم, أفضت إلى انتخاب مجلس تأسيسي هو الثاني في تاريخ تونس, وقد أوكلت إليه مهمة أساسية هي سن دستور ضامن للديمقراطية والحريات في مدة لن تتعدى على الأرجح عاما ونصف العام. وانبثقت عن المجلس حكومة ائتلافية ضمت حركة النهضة (الإسلامية) التي حصلت على العدد الأكبر من مقاعد المجلس التأسيسي (89 من أصل 217 مقعدا), وحزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات اليساريين (حصلا مجتمعين على 50 مقعدا), كما انتخب المجلس الحقوقي محمد المنصف المرزوقي رئيسا للفترة الانتقالية الحالية التي يفضل المرزوقي تسميتها تأسيسية.
وفي الجانب السياسي, تلتقي الأحزاب السياسية في الإشادة بالتحول إلى نظام حكم تعددي. لكن هذا لم يمنع الأحزاب التي تصنف نفسها بالأقلية في المجلس التأسيسي (مثل الحزب الديمقراطي التقدمي والقطب الديمقراطي الحداثي) من اتهام مكونات الثلاثي خاصة حركة النهضة -التي ينتمي إليها رئيس الحكومة حمادي الجبالي – بالنزوع إلى الهيمنة.
ويبدو المدافعون عن الائتلاف الحاكم واثقين تماما في نواياه ليس فقط في تعزيز الديمقراطية الناشئة, وإنما أيضا في إنفاذ وعوده بإعادة الاعتبار للجهات المحرومة وتشغيل العاطلين, ومكافحة الفساد وإرساء عدالة انتقالية تقوم على مبدأ المحاسبة بلا تشفّ, وهو ما أكده المرزوقي أمس مجددا أثناء الاحتفال الرسمي الذي شارك فيه قادة عرب.
ويعتبر هؤلاء أن الائتلاف صادق في تطبيق الإصلاحات التي وعد بها، ومنها إصلاح الجهازين الأمني والقضاء, ويستدلون مثلا بقرار وزير الداخلية قبل أيام بإعفاء مسؤولين أمنيين.
اتهامات للائتلاف
في المقابل, يعيب منتقدو السلطة الجديدة عليها بعض وعودها ويصفونها بغير الواقعية, وهو ما ظهر خاصة في موقف أحزاب الأقلية من البيان الحكومي الذي رسم ملامح سياستها العامة. كما أن هؤلاء يرون أن الائتلاف يسعى لإعادة إنتاج الاستبداد عبر التدخل في الإدارة, ووضع اليد على الإعلام, ويتحججون في هذا الصدد بالتعيينات التي قررتها الحكومة قبل أيام على رأس مؤسسات إعلامية عمومية بينها التلفزيون.
بل إن بعض المنظمات تذهب إلى حد الحديث عن “بوادر للالتفاف على الثورة” مستدلة ببعض الاعتداءات التي تعرض لها صحفيون وطلبة, وهذا تحديدا ما قالته أمس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان, في حين حذر الأمين العام للمركزية النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل ) الجديد من مخاطر “الردة”, ومن “تركيز النفوذ”. ” البعض في تونس يتحدث عن بوادر للالتفاف على الثورة, في حين يشتكي البعض الآخر من أن هذه الثورة لم تقدم بعد أيا من المساعدات الموعودة للمناطق التي هُمشت في العقود السابقة “ويشتط البعض الآخر أحيانا في انتقاد الحكومة، حتى إنه يتهمها أحيانا بأنها تسمح لأطراف خارجية بالتدخل في الشأن التونسي, وقد رفعت أمس وسط العاصمة شعارات من هذا القبيل.
حالة مقلقة
في المقابل تفاءل أغلبية ساحقة من التونسيين بمستقبل بلادهم وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا, ينتاب القلق شريحة من المواطنين تعتقد أن الوضع لم يتغير إلى الأفضل مقارنة بما كان عليه قبل الثورة. ويقول هؤلاء إن الحكومة المنتخبة مثل سابقتها المؤقتة لم تتخذ بعد أو تأخرت في اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مشاكل المناطق المحرومة التي انطلقت منها الثورة, ومواجهة معضلة البطالة مع ارتفاع أعداد العاطلين إلى ما لا يقل عن 800 ألف عاطل بنهاية السنة الماضية, وتراجع معدل النمو الاقتصادي إلى صفر في المائة تقريبا.
ووعد الائتلاف الحاكم بتوظيف نحو مائة ألف عاطل في السنة الحالية, لكنه شدد على أن ذلك لن يتحقق في حال استمر تعطيل الاقتصاد بالاعتصامات التي تنفر المستثمرين التونسيين والأجانب على حد سواء. ولمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يؤثر مباشرة على المناخ الاجتماعي, بدأت الحكومة تتحرك في اتجاهات مختلفة لجلب استثمارات وتمويلات للاقتصاد, ووقعت في هذا الإطار اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وقطر وأطراف أخرى.
وفي حين يقف شق من معارضي الائتلاف عند انتقاد برامجها, لا تتردد أقلية في الدعوة إلى “ثورة ثانية” بحجة أن من قاموا بالثورة لم يجنوا منها شيئا، سواء على الصعيد المادي أو على صعيد محاسبة القتلة والفاسدين, في حين أن الرئيس المرزوقي كان حذر في وقت سابق من “ثورة داخل الثورة” في حال تجاهلت السلطة الجديدة مطالب الشعب, كما أنه طلب هدنة لستة أشهر تتوقف فيها الاحتجاجات المطلبية. وفي كل الأحوال, سيواجه الائتلاف الحاكم ملفات حارقة كثيرة, وسيعتمد أي تقدم نحو تحقيق أهداف الثورة على نجاحه في معالجة تلك الملفات الاقتصادية والاجتماعية منها, فضلا عن إرساء أسس الإصلاحات الموعودة في مختلف مؤسسات الدولة بما في ذلك القضاء والأمن والإعلام, والعدالة الانتقالية التي تشمل محاكمة مسؤولين سابقين في تونس, والسعي لاسترجاع مسؤولين آخرون لجؤوا للخارج وعلى رأسهم بن علي, واسترداد الأموال المنهوبة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر)بتاريخ 15 جانفي 2012)