الاثنين، 15 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2702 du 15.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف: بيان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ 1 – 2 يوميات الصمود (24) بيان من الهيئة الشرعية لجمعية القضاة  التونسيين حزب تونس الخضراء : التنمية المستدامة هي الحل لمواجهة الكوارث الطبيعية حزب الخضر للتقدّم: بيان موقع سويس إنفو: حزب سياسي ينتقد بطء التدخل لمواجهة الفيضانات بتونس رويترز:عدد قتلى فيضانات تونس يصل الى 11 قتيلا جريدة “الصباح الأسبوعي”:مأساة: الامطار الطوفانية لثاني أيام العيد خلّفت 16 بين ضحايا ومفقودين  صحيفة المغربية: بعد (غسالة النوادر) الأمطار الطوفانية تغرق تونس العاصمة من جديد وتتسبب في خسائر بشرية وأضرار مادية د ب أ :القضاء التونسي يلغي الحظر على الحجاب  

أخبار العرب: القضاء الأمريكي يمنع ترحيل معتقل تونسي في غوانتنامو الى بلده صحيفة الدستور: مشروع «سما دبي» الاستثماري يثير جدلا في تونس

مجموعة من أولياء تلاميذ المدرسة التونسية بقطر:رسالة مفتوحة إلى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي عبدالحميد العدّاسي: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، أو الردّ على محمد علي معز الجماعي: قابس:بعد مرور سبعة سنوات عن إغلاق نزل “الشاله”…  ميزانون: بئس هذه المعارضة محمد العروسي الهاني: رسالة تهنئة بعيد الفطر المبارك السعيد إلى كل أبناء تونس في المهجر ورجال الإعلام وقادة الدول العربية والإسلامية وموقع تونس نيوز  “البديـل عاجل”: المعارضة التونسية تتحرك بقوة في باريس مساندة لإضراب الجوع  “البديـل عاجل”:عريضــة جهويـة بسوسـة  “البديـل عاجل”:إيقافات:آخر التطورات في خصوص ملف المطرودين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بالمهدية “الإرادة”:الافتتاحيّة:الانغلاق السياسي والبدائل الممكنة الإرادة”: بعض المعطيات الكمية حول التعليم الأساسي والثانوي:للسنة الدراسية 2007 – 2008 الإرادة”:دعم مالي من المال العام لمؤسسة تربوية خاصة الإرادة”: تحوير وزاري ذو صبغة تقـنيّة الإرادة”:سفير الولايات المتّحدة يتشاور مع المعارضة ! الإرادة”:تعدّد الوفود الأمريكيّة مواطنون: ندوة – بطالة أصحاب الشهادات، القنبلة الموقوتة؟؟ مواطنون: الاجتياح لشوقي الماجري – احتياج الصفعة أم احتجاج الصمت؟؟؟؟؟ مواطنون: نقابات التربية تحيي اليوم العالمي للمدرسات والمدرسين شوقي عريف: جبهة الحرب تلعب ورقة الإشاعات وليد محمود عبد الناصر: وجهة اليسار بعد أربعين عاماً على رحيل غيفارا

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية “تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس” www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم “لا يسألون النّاس إلحافا” نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام”ارحموا عزيز قوم ذل” مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله. ” من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة” حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr     


 

حرّية و إنصاف 33  نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr تونس في 15 أكتوبر 2007         
 
جوابا على سؤال وجهته له قناة الجزيرة صبيحة يوم السبت 13 أكتوبر 2007 حوالي الساعة 00 :30  عن خبر مفاده أنه تم إطلاق سراح عدد كبير من المساجين المعروفين بالسلفيين بعدما تمت محاكمتهم قال الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف : لم تعودنا السلطة الحاكمة بتونس على الافراج عن المساجين في المناسبات و الأعياد الدينية فالعفو الرئاسي والسراح الشرطي يتم عادة في مناسبتين عيد الجمهورية و ذكرى سبعة نوفمبر تضاف اليهما في بعض الأحيان مناسبة عيد الاستقلال ، و رغم ذلك راجت إشاعة ملحة في أوساط عائلات المساجين مفادها أنه تم الافراج عن عدد كبير من السجناء المتهمين بالانتماء إلى التيار السلفي. و نحن لا نتوقع أن يكون ذلك قد حصل بالفعل كل ما هنالك أن قاضي التحقيق أفرج بدون مناسبة عن عدة مساجين و هذا بالامكان أن يحصل في أي وقت بالنسبة لأشخاص لم يرتكبوا أي فعل يمكن تقديمهم للمحاكمة من أجله ، على كل فالشيء الثابت لدينا هو أن الايقافات و الاعتقالات ما زالت متواصلة و آخرها حصل يوم الجمعة إذ وقع إلقاء القبض على ثلاثة من مساجين الرأي بمنطقة سيدي بوزيد.  و نحن نتساءل عن الغرض من ترويج هذا الخبر في هذا الوقت بالذات؟ و الجواب عن ذلك هو أن عائلات مساجين الرأي يعتبرون أبناءهم مثاليين في تصرفاتهم و لا يكادون يصدقون أن هنالك أي موجب لبقائهم في السجن و يترقبون الافراج عنهم في كل لحظة و بدأ صبرهم ينفد في هذه الأيام بالذات فأصبحوا يصدقون الشائعات و بدأوا يبحثون عن وسائل لإشعار الرأي العام بمأساتهم فقرر عدد منهم شن إضراب عن الطعام في اليومين الأول و الثاني من أيام عيد الفطر. و ربما يكون الغرض من الاشاعة هو بعث الاحباط لدى هذه العائلات أو إفشال الاضراب عن الطعام الذي بدأت العائلات في تنفيذه هذا اليوم. و هذا الخبر لا يمكن التثبت من صحته بسهولة و يمكن أن يكون مبالغا فيه لماذا ؟ لأن السلطة هي التي لديها المعلومات الصحيحة و هي تتكتم عادة عن الايقافات و عن الافراج و لأن الشباب السلفي ليس له تنظيم يمكن التوجه إليه لاستيفاء المعلومة الصحيحة و لأن عائلات المساجين السلفيين لا يتعرفون على بعضهم إلا من خلال الزيارات بالسجن و لذلك السبب ينبغي أن يمر وقت طويل للتحري قبل التوصل للحقيقة الكاملة. و قد توصلت منظمة حرية و إنصاف لمعرفة عدد من المفرج عليهم و قد اعلنت عن ذلك في إبانه بعد نشر الخبر من طرف قناة الجزيرة و قد تم الافراج من طرف قاضي التحقيق تحت عنوان سراح مؤقت إلى أن يتم البحث. و منظمة حرية و إنصاف تطالب بإبقاء جميع الموقوفين بحالة سراح إلى أن تبت المحكمة بشلأنهم كما تطالب المحاكم بعدم تطبيق قانون 10 ديسمبر 2003 و استبداله بالقانون العام الذي يضمن حقوق المتهمين و حقوق المجتمع أكثر من القوانين غير الدستورية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري““ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  
 
بلاغ  
 
بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تعلن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن تنظيم مسابقة مفتوحة لأبناء المساجين السياسيين و أبناء المهجّرين موضوعها : ** الحرية بعيون أبنائنا ** ….. – توجه المساهمات ( رسم ، قصة ، خواطر، إبداعات فنية … ) إما مباشرة لأعضاء الهيئة المديرة أو لمقرالجمعية 43 نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد (aispptunisie@yahoo.fr ) الإلكتروني: – آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 . – ترصد جوائز للمساهمات الثلاث الأولى . عن الجمعية الرئيــس

الأستاذة سعيدة العكرمي

 


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري““ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  
 
بلاغ
بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تسند الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالشراكة مع Verite-Acion المنظمة السويسرية:      جائزة العميد المرحوم محمد شقرون لحقوق الإنسان ، و حرصا على تشريك نشطاء المجتمع المدني و الجمعيات الحقوقية المستقلة فإن الجمعية تدعو كل من يرغب في اقتراح شخصية يأنس فيها مواصفات النضالية و الإستقلالية و المصداقية ، أن يتقدم باقتراحه إلى لجنة الجائزة ، بمقرالجمعية 43 نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد الإلكتروني آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 . عن الجمعية الرئيــــس  الأستاذة سعيدة العكرمي


يوميات الصمود (42) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع

13/10/2007

 
وفد بنزرت يمنع من دخول العاصمة قامت قوات الأمن باعتراض وفد جهة بنزرت القادم لزيارة المضربين على مستوى محطة الاستخلاص بأريانة ومنعوا حوالي عشرين شخصية من دخول العاصمة رغم الاحتجاجات على هذا التصرف المنافي للقانون.   اعتداء على سيارة المناضل محمد بن سعيد  كان السيد محمد بن سعيد من بين أعضاء وفد جهة بنزرت وأمام الاحتجاجات والتمسك بحق أعضاء الوفد بمواصلة طريقهم إلى العاصمة عمد عونا أمن بالزي المدني نزلا من سيارة ، إلى تهشيم البلور الأمامي الأيمن لسيارة الأخ بن سعيد الذي تمسك بتسجيل قضية ضد المعتدين ولو من حيث المبدأ……لأننا نعلم مسبقا أنها ستنتهي بالحفظ.   تكثيف الحصار على المقر المركزي شددت أجهزة الأمن حصارها على المقر المركزي صباح اليوم الثاني للعيد، كما لوحظ تواجد سيارات النظام العام في الأنهج المحيطة بالمقر. وقد حالت قوات الأمن دون وصول عديد المناضلين من الجهات الداخلية خاصة، فيما كانت تطلب من البعض الآخر الاستظهار ببطاقات الهوية.   الحزب الديمقراطي التقدمي يدين الحصار أصدر الحزب الديمقراطي بلاغا صحفيا أدان فيه احتجاز وفد اللجنة الجهوية ببنزرت ومحاصرة المقر المركزي، واعتبر أن هذه الإجراءات تدل على زيف المزاعم الحكومية باحترام حرية النشاط السياسي وحرمة الأحزاب القانونية التي ضلّ يرددها أعضاء الديوان السياسي للحزب الحاكم. ويهيب الحزب الديمقراطي بالقوى الديمقراطية وكافة الأحرار أن يتصدّوا لهذا الخرق الجديد لأبسط الحقوق الإنسانية.   الجزيرة والعربية تتابعان حملة التضامن تابعت كل من “الجزيرة” و”العربية” تغطية تطورات الإضراب عن الطعام وأولت أهمية في نشراتها ليوم 12/10/2007 للرسالة الموجهة للرئيس التونسي من قبل برلمانيين وحقوقيين ونقابيين غربيين وعرب، يطالبونه فيها التدخل إيجابيا لحل أزمة مقرات الحزب الديمقراطي التقدمي في انسجام مع متطلبات التعددية السياسية الحقة.   فرنسا 24 تغطي تحرك باريس غطت قناة فرنسا 24 باللغتين الفرنسية والعربية التجمع الذي أقامته لجنة مساندة الإضراب عن الطعام بباريس، وتخلل التقرير الإخباري بسطة عن الهجمة المنهجية التي يتعرض لها الحزب الديمقراطي التقدمي وباقي مكونات المجتمع المدني المستقل عن السلطة. وكان للحقوقي خميس قسيلة مداخلة مكثفة شرح فيها أسباب الإضراب عن الطعام.   حملة إعلامية أمام جامع باريس قامت لجنة مساندة الإضراب بفرنسا بتوزيع حوالي أربعة آلاف منشور على جموع المصلين إثر صلاة العيد بجامع باريس، للتعريف بالإضراب ومطالب المضربين وحالة الحريات في تونس.   الغنوشي وقيادات من النهضة يهنّئون اتصل الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والسادة عامر العريض وحمادي الجبالي وعلي العريض وزياد الدولاتلي والعجمي الوريمي ومحمد العكروت القياديين بالحركة، بالأخوين مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي مهنئين بالعيد ومجددين تضامنهم مع مطالبهما المشروعة.   المرزوقي يتصل في اليوم الرابع والعشرين للإضراب اتصل هاتفيا الدكتور منصف المرزوقي بالأمينة العامة وبالأستاذ أحمد نجيب الشابي ، وعبر للمضربين عن تهانيه بمناسبة العيد وجدد مؤازرته لميّة ونجيب وتضامنه الكامل مع مطالبهما التي هي مطالب جميع التونسيين.

 
تم توزيع 4 آلاف نسخة من هذا المنشور عند خروج المصلين بعد صلاة العيد في المسجد الكبير بباريس  عيد بأية حال عدت يا عيد؟!

في تونس: الإضراب عن الطعام من اجل الحرية

 
منذ 20 سبتمير 2007، ولاكثر من 3 اسابيع واضراب الجوع يتواصل … رغم تدهور الحالة الصحية لكل من مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وأحمد نجيب الشابي أحد زعماء الحزب ومدير جريدة الموقف الأسبوعية المعارضة. إن الاضراب اللانهائي عن الطعام لرمزين من زعامات المعارضة السلمية في تونس  جاء كقرار اضطراري للاحتجاج على السلطة الاستبدادية الحاكمة في تونس، التي جندت آلة الأمن السياسي والصحافة المأجورة وجهاز القضاء التابع لغلق مقرات الحزب الديمقراطي التقدمي في عديد من  جهات البلاد و اصدار حكم ظالم، يوم 1 اكتوبر الفارط  بحرمانه من مقره المركزي ومقر جريدة الموقف بالعاصمة. ان ادعاءات السلطة “بان القضية لا تتجاوز كونها مجرّد خلاف بين مالك المحل وقيادات الحزب”، و”مجرد خصومة مدنية حول طبيعة عقد الكراء”، ليست سوى دعاية كاذبة ومغالطات تفضحها الادلة القاطعة فـ : ·الحزب الديمقراطي التقدمي حزب قانوني ينشط منذ أكثر من عشرين سنة (20 سنة) وجريدته محرومة من الاشهار والدعم العمومي ·مقر الحزب هو نفسه مقر حريدته منذ ثلاثة عشر سنة (13 سنة) ·مالك المحل يعرف .. والسلطة تعرف .. وكل من زار المقر من ديبلوماسيين وضيوف من اصدقاء تونس والمواطنات والمواطنين ، كلهم يعرفون هذه الحقائق. ان السلطة الحاكمة في تونس فشلت فشلا ذريعا في الاقناع والمحاججة السياسية … ان القمع اكبر : ببساطة لان نفس المحاصرة للمقرات، وغلقها ، وسرقة محتوياتها وحتى حرقها هي سياسة منهجية متواصلة ومسلطة على كل حزب غير موال وعلى كل جمعية مستقلة وعلى كل بيوت ومكاتب الشخصيات الوطنية التي رفضت الخضوع وتجندت للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات. إن هذا الواقع هو مصير رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان  وكل مقراتها في الجهات وذلك منذ سنتين، هو مصير مقر التكتل من أجل العمل والحريات مع كل إعلان عن نشاط ما، هو نفس مصير مقرات جمعيات الدفاع عن المساجين عندما تقصدها عائلات الضحايا ، وهو نفس مصير مقر المجلس الوطني للحريات الممنوع على كل مواطن يقترب منه للتظلم. فبعد أن احتكر حزب الدولة ومليشياته كل الفضاءات العمومية وأرهب أصحاب كل المحلات الخاصة، هاهي السلطة تحرك اذنابها لاقتراف جريمة حرق مكتب المحامي العياشي الهمامي يوم 31 اوت وتتجند اليوم ضد الحزب الديمقراطي التقدمي لغلق اخد آخر مربعات الإجتماع والتعبير الحر في تونس. ندعوكم لمؤازرة الشعب التونسي ونخبه الديمقراطية والوطنية في نضالهم ضد الظلم والفساد والاستبداد. عبروا عن مساندتكم لمطلب زعيمي الحزب الديمقراطي التقدمي المضربين عن الطعام من أجل حقهم في مقراتهم وفي حرية الاجتماع والتعبير ولوضع حد لاحتكار الحزب الحاكم للفضاءات والمحلات العمومية .
لجنة المساندة : اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس – التضامن التونسي – اتحاد العمال المهاجرين التونسيين،باريس- فدرالية التونسيين مواطني الضفتين – جمعية صوت حر – جمعية التونسيين بفرنسا، فرع باريس – الحقيقة والعمل – اللجنة العربية لحقوق الانسان – جمعية المغاربة بفرنسا – جمعية العمال المغاربيين بفرنسا – المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، فرنسا – جمعية الدفاع عن حقوق الانسان قي المغرب، فرنسا – الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان – الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان – الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب – حركة النهضة – التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات – حزب العمال الشيوعي التونسي- الحزب الديمقراطي التقدمي – المؤتمر من اجل الجمهورية – هيئة 18 اكتوبر – الحزب الشيوعي الفرنسي – حزب الخضر، فرنسا
 

بيان من الهيئة الشرعية لجمعية القضاة  التونسيين

 
إنّ أعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين الممضين على هذا البيان بمناسبة الإعلان عن افتتاح السنة القضائية في 06/10/2007 وبعد استعراضهم لجملة الأوضاع التي آلت إليها جمعيتهم:    -أولا : يستحضرون بهذه المناسبة وفي هذه الظروف شديدة الصعوبة ما تعرضت له جمعيتهم سنة 2005 من تفكيك لهياكلها الشرعية بواسطة حركة النقل واستيلاء على مقرّها وإخلائه من الهيئة الشرعيّة وما تلا ذلك من عقد مؤتمرين باطلين مثلا سابقة خطيرة في تاريخ القضاء في افتكاك السلطة من الهيكل القانوني غصبا نصبت على إثرهما وزارة العدل وحقوق الإنسان هيئة غير شرعية لإدارة شؤون الجمعية يتمثّل دورها الأساسي في إلغاء حقّ القضاة في الاجتماع والتعبير وتغييب مشاغلهم وتطلعاتهم الحقيقية نحو سن قانون أساسي حام للقضاة يكرّس المعايير الدوليّة لاستقلال السلطة القضائية ومنها بالأساس مبدأ عدم نقلة القاضي بغير رضاه واعتماد انتخابات حقيقية لنوابهم داخل المجلس الأعلى للقضاء والتّنصيص صلب قانونهم الأساسي على وضعهم كسلطة مستقلة وعلى حق القضاة في التنظم والتعبير داخل الهيكل الممثّل لهم.   – ثانيا : يذكّرون بتصدّي أعضاء الهيئة الشرعية لكلّ الاعتداءات التي طالت هيكلهم بكلّ الوسائل المتاحة ومنها  :    1) داخليّــــــا:   –       رفع الدعاوى الإستعجالية والأصلية لإيقاف وإبطال المؤتمرين غير الشرعيين لسنتي 2005/2006 وذلك لتسجيل وإثبات كل الخروقات القانونيّة الفادحة التي شابت إجراءات عقد المؤتمرين وللتعبير عن رفض الأساليب الانقلابية في التداول على الهياكل الشرعية وعلى خطورة تكريس تلك التّقاليد في الاعتداء على القانون في صفوف القضاة.   – الطّعن في النقل التعسفيّة أمام القضاء الإداري بدعاوى تجاوز السلطة   – الطعن في انتخابات المجلس الأعلى للقضاء لدورتي 2005/2007 و2007/2009                                                   – الاعتراض لدى المجلس الأعلى للقضاء على حركة نقل أوت 2007 طبق   التنقيح الجديد للفصل 20 مكرّر من القانون الأساسي للقضاة.   – مواصلة التعبير علنيّا وبواسطة الإعلام عن مشاغل ومطالب القضاة الملحّة في إصلاح أوضاعهم طبق ما نصت عليه لوائح مؤتمراتهم وخاصة المؤتمر العاشر   2 ) خارجيّـــا :   -تعهيد الإتحاد العالمي للقضاة بشكاية ضدّ الهيئة المنصبة الأمر الذي آل إلى عدم حسم مسألة تمثيلية جمعية القضاة التونسيين بهذا الهيكل الدولي بصفة نهائية والى قرار الإتحاد مؤخرا عقد جلسة خاصة قبل موفى ديسمبر 2007 بإحدى الدول الأوروبية سيستدعى لها أعضاء الهيئة الشرعية وذلك للنّظر في ملف الجمعية بمحضرهم.   – شرح قضية الجمعية لكل المنظمات الحقوقية التي بادرت بالاتصال بالمكتب الشرعي .   – ثالثا : ينبّهون القضاة إلى الظروف الصعبة التي يواصل فيها زملاؤهم من أعضاء الهيئة الشرعية ونشطاء الجمعية المبعدين إلى مدنين وقابس وقبلي وتوزر وقفصه والقصرين وصفا قس والمهدية والقيروان والكاف وسليانة وجندوبة تحمل المسؤولية التي انتخب المكتب المنبثق عن المؤتمر العاشر من أجلها رغم التضحيات الجسام من إبعاد وتجميد للترقيات ونقل تعسّفية وإخضاع لاستجوابات  مهينة وتضييقات في العمل وحجز للمرتبات ومنع من السفر وهي تضييقات تؤكد النهج الذي اختارته سلطة الإشراف في التعامل مع أزمة الجمعية بمنطق العقاب والإقصاء للتحكّم مستقبلا وبشكل تام في الترشحات لعضوية المكتب التنفيذي بإبعاد القضاة غير المرغوب في ترشحهم إلى داخل الجمهورية وبإبقائهم نهائيّا خارج الدوائر الانتخابية بعد التنقيح الباطل للفصل 13 من القانون الأساسي للجمعية والذي حصر الترشح للمكتب في دوائر استئناف تونس الكبرى ونابل وبنزرت   -رابعا : يوضحون في هذا السياق أنّ المبدأ في نقلة القاضي وترقيته هو حماية وضعه الوظيفي لمصلحة عدالة سليمة حتى لا تستعمل النقل والترقيات للتأثير على أداء الوظيفة القضائية بتجرّد وحياد وأن المفاضلة بين القضاة يجب أن تكون موضوعية وشفافة وأن خلوّ الدستور والقانون الأساسي للقضاة من التنصيص صراحة على مبدأ عدم نقلة القاضي إلاّ برضاه لا يؤدّي حتما إلى مطلق الحرية في التصرف في النقلة بالنّظر إلى ما يقتضيه الدّستور من أنّ”  الضمانات اللازمة للقضاة من حيث التعيين والترقية والنقلة والتأديب يسهر على تحقيقها مجلس أعلى للقضاء” ويلاحظون في ذات السّياق أنّ الحركة القضائية لسنة 2007 قد اتّسمت باستثناء أعضاء الهياكل الشرعيّة للجمعيّة ونشطائها المساندين لهم من النّقل والتّرقيات طبقا لرغباتهم المبررة والمشروعة في حين وظفت الحركة لفائدة البعض في تمييز واضح بين القضاة مستنده و مبناه في عديد الحالات الانخراط في الانقلاب على الهياكل الشرعيّة أو الامتناع عن ذلك   -خامسا: يعبرون عن رفضهم لهذا التمشّي في التعاطي مع الأزمة ويحذرون من خطورته على استقلال هيكل القضاة وحياد السلطة التي يمثلون ويشددون على ضرورة رفع الحصار على الهياكل الشرعية لتمكين الجمعية من استئناف نشاطها في ظروف عاديّة  والتّراجع في القرارات المتّخذة بشأن نقلة القضاة بغير رضاهم واعتبار الأوضاع الشخصيّة والمتأكّدة للكثير منهم – ومن بينهم عدد كبيرمن النساء – عزلوا تماما عن عائلاتهم مع ما آل إليه ذلك من أوضاع مأساوية  تهدد بشكل خطير توازنهم الأسري طال أذاها حتى أطفالهم   -سادسا: يعلنون في مفتتح هذه السنة القضائية تضامنهم مع كلّ زملائهم المبعدين وكل المتضررين في نقلهم وترقياتهم ويؤكدون على التزامهم بالدفاع عنهم وإبلاغ صوتهم إذ لا قضاء مستقل بلا هيكل مستقل للقضاة ينهض بأوضاعهم المعنوية والمادية ويضطلع بحماية استقلالهم واستقلال السلطة التي يمثلون.   السيد احمد الرحموني: الرئيس الشرعي لجمعية القضاة التونسيين   السيدة  كلثوم  كنو: الكاتب العام   السيدة وسيلة الكعبي: عضو المكتب التنفيذي   السيدة روضة القرافي: عضو المكتب التنفيذي   السيدة ليلى بحرية: عضو الهيئة الإدارية   السيد محمد الخليفي: عضو الهيئة الإدارية   السيدة نورة حمدي: عضو بالجمعية

 

حزب تونس الخضراء 

        تونس في: 15/10/2007

 

التنمية المستدامة هي الحل لمواجهة الكوارث الطبيعية

 

للمرة الثانية وفي غضون ثلاثة أسابيع تسببت الأمطار الغزيرة – المنجرة عن تغيّرالمناخ- في أضرار جسيمة للبلاد، وإننا بهذه المناسبة قبل كل شيء نترحم على كل الضحايا والأموات اللذين فاجأتهم سيول المياه في الطريق العام  كما جرى ذلك في سبالة بن عمار أين لقي 18 مواطنا حتفهم وجرفت سياراتهم المياه والأوحال ولم يتمكن المواطنون الذين هبوا لإنقاذهم من مساعدتهم.

        وللمرة الثانية  يكشف المواطن عجز الإدارة المحلية وكل الجهات الرسمية المشرفة عليها من بلدية  وتجهيز ومراقبة مناخية ووزارة بيئة عن أداء واجبها في حمايته.

 لقد كانت هذه المصالح مشلولة تقريبا في الساعات الأولى رغم ما سمعناه من أخبار مسكنة بعد كارثة رمضان 2007 الأخيرة.

        إن ما يخيفنا حقا هو ردود الفعل بعد كل كارثة، فهو يظهر لنا زيادة عن عدم تهيئها لهذه الكوارث و القدرة على إعطاء التغيرات المناخية أبعادها الحقيقية وهي:

1/ أن هذه التغيرات المناخية مرتبطة بنموذج النمو الذي يعتمد أساسا على الاستهلاك المفرط في الطاقة البترولية والغازية وما ينجر عنها من انحباس حراري.

2/ أن تأثيرات هذه التغيرات خطيرة على أفريقيا وهي تساوي أضعاف المرات أو أكثر مقارنة بالتأثيرات التي تنال المناطق العالمية الأخرى، على سبيل المثال، تسببت الكوارث الطبيعية الأخيرة في منطقة غرب أفريقيا في إتلاف قرى كاملة وقتل 300 مواطن أفريقيا .

3/ أن السياسة العمرانية العشوائية والمضاربة العقارية والتصحر وقطع الأشجار وتقلص الغطاء النباتي وعدم المحافظة على موارد التربة هي من الأسباب التي تنجر عنها هذه الكوارث.

4/ عدم تهيئ كل المصالح الموكول لها مواجهة الكوارث الطبيعية و وضع سياسة نمو مستدامة  وعدم القدرة على التنسيق بينها حتى في توزيع ما يصلنا من معلومات صحيحة علمية مناخية  عبر منظومة الاستشعار عن بعد المنخرطين فيها دوليا

كيف إذن سنواجه التغيرات المناخية التي هي في صدارة اهتمام العالم والقرن الجديد ؟

        إن سياسة العمران والنمو المستدامة هي وحدها قادرة حاليا على مواجهة هذه الكوارث ولا سبيل لتطبيق هذه السياسية بدون المشاركة الواعية الديمقراطية لكل مكونات المجتمع المدني عوضا عن سياسة المحاصرة والتضييقات التي تعتمدها السلطة خاصة بالنسبة لحزب تونس الخضراء البيئي وإطلاق العنان لحزب السلطة المسمى بالبيئي الذي ما انفك يتدحرج بين التطبيل والشكر والثناء و تنظيم حلقات حول أخلاقيات المجتمع. 

 

ملاحظة :      الرجاء من تلفزتنا التونسية الرسمية احترام ضحايا الكارثة  الأخيرة

                عوضا عن الحفلات التي بثتها يوم الأحد 14/10/2007 التي أزعجت

                كل المشاهدين .

 

                                                                   المنسق العام

                                                                عبد القادر الزيتوني

الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596

البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com

هاتــــف/فاكــــس :  00216 71 750 907

         

 


 حزب الخضر للتقدّم
تونس في 14 أكتوبر 2007 بيان
 
تفاعلا مع الحدث بالسرعة المطلوبة على إعتبارنا حزبا مهتمّا بكلّ ما له علاقة بالوضع البيئي، عقدنا للغرض مكتبا سياسيّا خارقا للعادّة تدارسنا فيه جملة الأوضاع التّي عرفتها العاصمة و بعض جهات البلاد بسبب الأمطار الطّوفانيّة التي تهاطلت بداية من ظهيرة يوم السبت 13 أكتوبر 2007، و نودّ في حزب الخضر للتقدّم بالمناسبة إنارة الرّأي العام الوطنيّ بجملة النقاط التالية: -سبق لنا في حزب الخضر للتقدّم تماما كما قامت بذلك عدّة هياكل وجهات أخرى و منها حتّى الحكوميّة التنبيه إلى خطورة التغيّرات المناخيّة الحاصلة اليوم في العالم نتيجة عدّة معطيات علميّة أثبتت تداخلا في الفصول و إرتفاعا لدرجات الحرارة و تغيّرا على مستوى طبيعة نزول الأمطار و سرعة الرياح التي أصبحت غزيرة  و عنيفة. -نؤكّد على أنّ هناك بعض البطىء في تحرّك بعض الهياكل الإداريّة على غرار الديوان الوطنيّ للتطهير أمام ما لاحظناه من شبه تعطّل لإستغلال عدد كبير من قنوات التطهير ممّا ضاعف من رداءة الأحوال وسط العاصمة و في تونس الكبرى. و نحن نتساءل هنا عمّا قامت به الهياكل الإداريّة و البلديّة من مجهودات خلال الصّائفة الفارطة لتهيئة قنوات تصريف المياه لمثل هذه الظروف الطّارئة. –  و بالمناسبة، فإنّنا ندعو إلى عقد ندوة وطنيّة كبرى تبحث سبل وقاية العاصمة و تونس الكبرى و غيرها و طرق تصريف مياه الأمطار و ذلك في أسرع الأوقات لتجنّب وقوع كوارث أو حالات معقّدة كالتي حدثت يوم السبت الفارط، على أن تضمّ هذه الندوة كلّ الأطراف الإداريّة المتدخّلة في الموضوع (بيئة – فلاحة – داخليّة- دفاع – تجهيز – نقل…) إلى جانب مختلف فعاليّات المجتمع المدنيّ و السياسيّ من جمعيات و منظّمات و أحزاب سياسيّة، و نعتقد أنّ الوضع لا يستوجب أيّ تأخير على الإطلاق. –  نسجّل بالمناسبة بعض البطىء في عمل مصالح الرصد الجوّي خلال فترة تهاطل الأمطار ممّا قلّص من حجم المعطيات و المعلومات حول أحوال الطّقس و عطّل بالتالي عمل وسائل الإعلام خاصّة منها المرئيّة و المسموعة التي لم تقدّم الشيء الكثير لإرشاد و توجيه المواطنين و خاصّة منهم أصحاب العربات و السيّارات، و نقترح للغرض بعث خليّة إتّصال و إعلام على مستوى وزارة الإتّصال و العلاقات مع مجلس النوّاب و مجلس المستشارين تتدخّل كلّما لزم الأمر بشكل فوريّ قبل و بعد حدوث أيّة طوارئ لرصد المعلومات الصّحيحة وبثّها مع الحرص على نشرها على نطاق واسع لأنّ الوقاية في مثل هذه الطوارئ و الأحداث تكون أفضل وسيلة للحدّ من الأضرار و الخسائر، على أن تضمّ هذه الخليّة كفاءات إعلاميّة و مختصيّن في الإتّّّّصال الحديث و شؤون البيئة و المناخ و الرصد الجويّ… -ننبّهُ في الختام إلى أنّ ما حدث ليس خاصّا ببلادنا فقط بل أنّ كلّ البلدان مهدّدة بمثل هذه التغيّرات المناخيّة المفاجئة و بقي على الجميع تحمّل المسؤوليّة في إيجاد طرق الوقاية و التدخّل السريع في المستقبل خاصّة بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة النقاط السوداء التي تتطلّب التدخّل بشكل عاجل و فوريّ…    حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام  منجي الخماسي

حزب سياسي ينتقد بطء التدخل لمواجهة الفيضانات بتونس

 
تونس (رويترز) – انتقد حزب الخضر للتقدم المعارض يوم الاثنين بطء تدخل بعض الهياكل مثل البلديات ومصالح الرصد الجوي اثناء الفيضانات التي اجتاحت تونس في مطلع الاسبوع وتسببت في سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا وفقد خمسة اخرين. وقال حزب الخضر للتقدم وهو حزب يعنى بالبيئة في بيان حصلت رويترز على نسخة منه “نؤكد على ان هناك بعض البطء في تحرك بعض الهياكل الادارية على غرار الديوان الوطني للتطهير مما ضاعف من رداءة الاحوال وسط العاصمة.”  واضاف البيان الذي حمل توقيع امينه العام منجي الخماسي “نحن نتساءل هنا عما قامت به الهياكل الادارية والبلدية من مجهودات خلال الصائفة لتهيئة قنوات تصريف المياه لمثل هذه الظروف الطارئة.” وكانت فيضانات قد اجتاحت العاصمة قبل نحو اسبوعين لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية. ووجهت صحف محلية انذاك انتقاداتها للعمل البلدي وطالبت البلديات بمعالجة الوضع وتهيئة قنوات التصريف بشكل افضل. كما انتقد حزب الخضر للتقدم ما قال انه “بطء في عمل مصالح الرصد الجوي خلال فترة تهاطل الامطار مما قلص من حجم المعطيات والمعلومات حول احوال الطقس وعطل بالتالي عمل وسائل الاعلام..التي لم تقدم الشيء الكثير لارشاد وتوجيه المواطنين وخاصة اصحاب العربات.” واضاف انه على الجميع تحمل المسؤولية في ايجاد طرق الوقاية والتدخل السريع في المستقبل بعد ان كشفت الامطار الاخيرة النقاط السوداء التي تتطلب التدخل العاجل والفوري. وتسببت الامطار الغزيرة التي اجتاحت تونس في حوادث سير خطيرة وانقلاب عربات وحافلات وغرق عربات اخرى اضافة الى خسائر مادية جسيمة خصوصا في منطقة سيدي البشير المحاذية للعاصمة ومنطقة لافيات بقلب العاصمة. وقال شهود لرويترز انهم بقوا محتجزين داخل قطارات قادمة الى العاصمة لاكثر من اربع ساعات انتظارا لفرق الاسعاف قبل أن تقوم عربات باجلائهم الى محطة برشلونة الرئيسية بالعاصمة. ونبه الحرس الوطني المواطنين الى ضرورة توخي الحذر في ظل توقع استمرار هطول الامطار في الايام المقبلة. وقالت مصلحة الأرصاد الجوية يوم الإثنين انه يتوقع هطول كميات كبيرة من الامطار بتونس العاصمة وبشرق البلاد.   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 15 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

عدد قتلى فيضانات تونس يصل الى 11 قتيلا

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاثنين ان عدد قتلى الفيضانات التي اجتاحت العاصمة تونس وعددا من ضواحيها في مطلع الاسبوع ارتفع الى 11 قتيلا فيما لا تزال وحدات الانقاذ تواصل البحث عما لا يقل عن خمسة مفقودين اخرين. واضافت المصادر ان وحدات الانقاذ التي تضم أفرادا من الجيش وفرق الحماية المدنية والحرس والتي استعانت بكلاب مدربة عثرت على ثلاث جثث أخرى ليصل اجمالي عدد القتلى الى 11 . ومن بين الضحايا رضيع وفتاة لا يتجاوز عمرها 16 عاما اضافة الى والدة المنتج التلفزيوني التونسي المعروف رؤوف كوكة التي جرفتها المياه من داخل سيارتها. ولاتزال عمليات البحث متواصلة بمنطقة سبالة سيدي عمار على مشارف العاصمة نظرا لتراكم المياه والاوحال واتساع رقعة المنطقة. واعلن في وقت سابق يوم الاحد ان ثمانية اشخاص فقدوا بعد ان اجتاحت امطار طوفانية العاصمة. ويعتقد على الارجح ان المفقودين قد لقوا حتفهم في المياه. وتسببت الامطار الغزيرة التي اجتاحت تونس في حوادث سير خطيرة وانقلاب عربات وحافلات وغرق عربات اخرى اضافة الى خسائر مادية جسيمة خصوصا في منطقة سيدي البشير المحاذية للعاصمة. وقال شهود لرويترز انهم بقوا محتجزين داخل قطارات قادمة الى العاصمة لاكثر من اربع ساعات انتظارا لفرق الاسعاف قبل أن تقوم عربات باجلائهم الى محطة برشلونة الرئيسية بالعاصمة. وقال أحد الشهود ويدعى عبد الله الغريبي “لقد تمكنت برفقة بعض اقاربي من انقاذ زوجين جرفت المياه سيارتهما والقت بهما تحت القنطرة في حين جرفت المياه ابنهما الذي عثر على جثته.” وألغى الرئيس زين العابدين بن علي الموكب الرئاسي المقرر يوم الاثنين بمدينة بنزرت بمناسبة ذكرى عيد الجلاء نظرا للتقلبات الجوية والفيضانات. ونبه الحرس الوطني المواطنين الى ضرورة توخي الحذر في ظل توقع استمرار هطول الامطار في الايام المقبلة. وقالت مصلحة الارصاد الجوية يوم الإثنين انه يتوقع هطول كميات كبيرة من الامطار بتونس العاصمة وشرقي البلاد. واشادت صحف محلية بجهود الانقاذ التي قدمها السكان وقالت ان الحصيلة كانت ستكون اكبر بكثير لولا جهود المواطنين واعوان الحماية المدنية.   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 15 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

مأساة: الامطار الطوفانية لثاني أيام العيد خلّفت 16 بين ضحايا ومفقودين

شهود عيان وعائلات ضحايا منطقة سبـّالة بن عمار يـروون ما حدث

 
تونس ـ الاسبوعي: فاجأت الامطار المتهاطلة بتدفق كبير ظهر السبت المنقضي جموع المواطنين الذين غادروا منازلهم لزيارة الاقارب والاحباب او للترفيه عن النفس.. ولئن اختلفت الاضرار والمعاناة من منطقة الى اخرى بسبب تدفق المياه وتراكمها بعديد الطرقات والشوارع والانهج مما عطل حركة النقل العمومي والخاص واجبر الناس على خوض مغامرات مجهولة العواقب    للالتحاق بمنازلهم فان ما حدث بجهة سبالة بن عمار من ولاية اريانة على مستوى الطريق الوطنية رقم 8 المؤدية لمدينة بنزرت وكذلك على مستوى تقاطع هذه الطريق مع المحول المؤدي للطريق السريعة وللفضاء التجاري كان بحق مأساة اذ تدفقت المياه من كل حدب وصوب لتغمر المنطقة بالكامل وتجرف عددا من السيارات وتتسبب في وفاة وفقدان 16 شخصا.. «الاسبوعي» حلت على عين المكان وعاينت آثار الطوفان واستجوبت عددا من شهود العيان وعائلات الضحايا.   العثور على 11 جثة   هذا وجاء في برقية لوكالة تونس افريقيا للانباء صادرة مساء أمس أنه تبعا للتقلبات الجوية والامطار الغزيرة  التي شهدتها العديد من مناطق البلاد عشية اول أمس السبت فقد مكنت الجهود  المبذولة بالتعاون مع مختلف الهياكل المعنية من اعادة الاوضاع الى  نصابها وتقديم المساعدات اللازمة الى المتضررين طبقا لتعليمات سيادة  الرئيس زين العابدين بن علي. وقد انطلقت عمليات البحث عن المفقودين بمنطقة سبالة بن عمار منذ ليلة أول أمس من قبل  وحدات من الحرس الوطني والحماية المدنية والجيش الوطني حيث تم العثور على ثلاثة منهم وبذلك يصبح عدد الضحايا 11 ضحية وعمليات البحث عن البقية متواصلة الى حد الساعة نظرا لتراكم المياه والاوحال من ناحية وشساعة المنطقة التي تمتد على عمق 12 كلم من الطريق الوطنية رقم 8 الى حدود ما يعرف بشاطئ الحسيان من ناحية أخرى. كما أفادت مصالح المرور ان حركة الجولان بتونس الكبرى عادت الى شبه طبيعتها باستثناء نفق باب سويقة المغلق للضرورة ونهج ايطاليا بالعاصمة الذي يمكن الوصول اليه عبر ساحة باب عليوة مرورا بشارع  المنصف باي.   معاينة ميدانية   على عين المكان لاحظنا ان مجرى المياه المحاذية للمقبرة الواقعة عند مفترق الطريق الوطنية رقم 8 والمؤدي للمنيهلة وهو عبارة عن واد يناهز عرضه الاربعة امتار وارتفاعه لاكثر من مترين كان مليئا بالقصب وقد نجحت قوة المياه المتدفقة القادمة من المرتفعات المحاذية لجبل النحلي من كسر هذا القصب.. وهو على ما يبدو ما كان وراء تعطل صرف المياه وارتفاع منسوبها الى مستوى يفوق المتر الواحد فوق القنطرة التي تغطيه والتي يعلوها الطريق المؤدي للمنيهلة والمحاذي للمفترق..   وحسب شهود عيان وفي غياب تفسير رسمي ـ رغم محاولاتنا الاتصال باكثر من جهة.. فان التقاء ثلاثة اودية وراء الفيضان الذي حصل بالمنطقة.   كميات الامطار   هذا وقد افادت مصالح الرصد الجوي ان كميات الامطار المتهاطلة يوم السبت والى حدود صباح امس الاحد على الساعة الثامنة صباحا كانت في حدود 174 مم بحلق الوادي و93 مم بتونس قرطاج من ولاية تونس و143 مم بمنزل بوزلفة من ولاية نابل و96 مم بمنوبة و120 مم بطبربة من ولاية منوبة و90 مم باريانة الشمالية و95 مم بالنحلي قلعة الاندلس من ولاية اريانة وفي ما يلي الكميات بالتفصيل:   فقد سجل بولاية تونس ما يلي: تونس قرطاج 93 ـ سيدي بوسعيد 76 ـ بارد و72 ـ حلق الوادي 174 ـ شواط 16   اما بولاية اريانة فكانت باريانة الشمالية 90 ـ النحلي 95 ـ قلعة الاندلس 20 ـ سيدي ثابت 66 ـ رواد 74 ـ جبل عمار 70   ولاية منوبة فكانت بمنوبة 96 ـ المرناقية 20 ـ طبربة 30 ـ الجديدة 28 ـ برج العامري 25 ـ البطان 35   وفي ولاية بن عروس بلغت بـ رادس 35 ـ بن عروس 56 ـ مقرين 63 كما كانت محدودة في بقية الجهات باستثناء  صيادة 62 مم والمكنين 55 مم وقصر هلال 44 مم وكل من البقالطة وقصيبة المديوني 30 مم.   طقس اليوم   هذا ويتوقع نزول كميات من الامطار متفرقة صباح اليوم بتونس الكبرى على ان تكون السحب عابرة ظهرا ويستقر الطقس غدا الثلاثاء.. كذلك ينتظر نزول امطار متفرقة بجهة الساحل وخليج قابس.. من جهتنا نأمل تفعيلا اكثر للاعلام بالتحوّلات التي قد يشهدها الطقس وفي وقت مبكر حتى يتسنى للمواطنين التحسب لما قد يحدث.. كما نأمل ان تولي اهمية خاصة لمجاري الاودية لضمان تدفق منسوب المياه دون ان يفيض ويحمل معه الاوحال التي يزيد في الحالة سوءا.   والدة رؤوف كوكة ضمن الضحايا   تجدر الاشارة الى ان من ضمن ضحايا الفيضان الذي عم المنطقة والدة المنتج رؤوف كوكة التي كانت حذو المنطقة التجارية وجرفتها المياه.. والدته وتدعى جنات حواص حرم المرحوم الكولونيل رضا كوكة والتي كانت تبلغ من العمر 77 سنة..   (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 15 أكتوبر 2007)

بعد (غسالة النوادر) الأمطار الطوفانية تغرق تونس العاصمة من جديد وتتسبب في خسائر بشرية وأضرار مادية

 
إعداد: محمد بن الشريف                بعد مضي ما يزيد عن أسبوعين على تهاطل الأمطار الأولى في السنة, أو ما كان يصطلح عليه قديما في الموروث الشعبي بـ(غسالة النوادر), شهدت تونس بصفة عامة والعاصمة بصفةخاصة أول أمس السبت أمطارا طوفانية مصحوبة برياح قوية ورعود وحبات من البرد “التبروري” أودت بحياة تسعة أشخاص وتسببت في أضرار مادية جسيمة في بعض مناطق البلاد.   وحسب مصادر رسمية تونسية, فإن التقلبات الجوية القوية التي شهدتها العديد من مناطق البلاد ورافقتها أمطار غزيرة تسببت في بعض الأماكن في فيضانات وأضرار مادية جسيمة, على غرار ما وقع على الطريق الرئيسية رقم8 الرابطة بين تونس العاصمة ومدينة بنزرت على مستوى “سبالة بن عمار”, حيث أخذت المياه الطوفانية على حين غرة عددا من المواطنين وهم داخل سياراتهم, مما تسبب في وفاة ثمانية ركاب وفقدان ثمانية آخرين داهمتهم المياه الجارفة داخل سياراتهم.   وأمام هذه الظروف المناخية الاستثنائية التي تجتازها تونس, أعطى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعليماته للهياكل والمصالح المعنية بمتابعة الأوضاع في جميع مناطق البلاد وتقديم النجدة والإسعافات والمساعدات الضرورية للمتضررين.   وتجندت مصالح الوقاية المدنية التونسية لمواجهة الموقف حيث هرعت إلى المواقع المتضررة لنجدة عدد من مستعملي الطريق وانتشال جثث الضحايا, الأمر الذي حال دون تفاقم الخسائر, بينما واصلت فرق الإنقاذ والإسعاف البحث عن المفقودين.   وهكذا, لم يكن يوم13 أكتوبر يوما عاديا في تونس العاصمة, التي توفي بها شخص آخر جرفته المياه وهو داخل سيارته, واجتاحت سيول الأمطار التي تهاطلت بغزارة وبطريقة مسترسلة عددا من مناطق إقليم تونس الكبرى وغمرت المياه أغلب الشوارع مما تسبب في عطل كبير في حركة المرور التي توقفت كليا في طرقات عديدة وتقاطعات مختلفة.   ومن جهة أخرى, اجتاحت المياه الطوفانية العديد من المساكن والمحلات التجارية وتحولت إلى شبه مسابح, بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق التي غرقت في ظلام دامس إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس.   واضطرت وسائل النقل إلى التوقف عن العمل لفترة تجاوزت الساعتين جراء المياه الكثيفة التي غمرت الطرق وخطوط السكك الحديدية, فيما تعرضت عشرات السيارات والشاحنات وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة (اللواج) والحافلات إلى أعطاب تقنية بعد أن تسللت المياه إلى محركاتها, مما أدى إلى توقفها ساعات وسط سيول من المياه الجارفة التي كانت تتقاذفها, وسجلت كذلك حالات استهتار عدم تقيد بعض السائقين بقوانين السير.   وتكرر سيناريو “غسالة النوادر”, لتتحول العاصمة بشوارعها وأزقتها إلى ما يشبه مصبا للمياه والأوحال, حيث عجزت قنوات الصرف والبالوعات والمجاري عن استيعاب طوفان المياه بسبب ضيق قطرها, فضلا عن هشاشة وتقادم بعض البنيات التحتية.   ورغم الإجراءات الفورية التي كانت قد اتخذتها المصالح المختصة عقب أمطار يوم24 شتنبر الماضي وتقييمها للاحتياطات اللازمة لمواجهة أمطار أكتوبر, فإن الوضع هذه المرة كان أسوأ مما كان عليه في المرة السابقة التي لم تسجل فيها أي حالة وفاة.   ووفق مصادر الأرصاد الجوية التونسية, فإن هذه التقلبات المناخية القوية ستستمر إلى غاية اليوم الاثنين وهو الأمر الذي كان وراء إلغاء حفل كان من المقرر أن يترأسه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم في بنزرت بمناسبة ذكرى عيد الجلاء.   (المصدر: موقع صحيفة المغربية (يومية – المغرب) بتاريخ 15 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.almaghribia.ma/News/Article.asp?idr=8&id=49239


القضاء الأمريكي يمنع ترحيل معتقل تونسي في غوانتنامو الى بلده

أخبار العرب / كندا كتب سفيان الشّورابي- مراسل أخبار العرب في تونس
أصدرت قاضية أمريكية أمرا بتاريخ 2 أكتوبر بعدم السماح بترحيل التونسي لطفي بن عمر (المكنى بمحمد عبد الرحمان) إلى وطنه، بدعوى أنه قد يتعرض هناك إلى “أذى يصعب علاجه”. حيث ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في عددها بتاريخ 10 أكتوبر الجاري، أن القاضية غلاديس كيسلر من المحكمة الجزائية بمقاطعة كولمبيا، و هي المحكمة التي تختص بالدعاوى القضائية في دائرة العاصمة الأمريكية، أصدرت حكمها منذ أيام، و الذي ينص على تعليق عملية تسفير محمد عبد الرحمان إلى تونس. وقالت القاضية كيسلر في القرار، إن الرحمان المعتقل في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا منذ سنوات ابلغ في شهر ماي الفارط، بان الحكومة الأمريكية لم تعد تشتبه بتورطه في أعمال إرهابية وإنها قررت ترحيله إلى تونس. و حظرت القاضية الأمريكية ترحيله خشية تعرّضه إلى التعذيب في بلده. ويعد القرار القاضي الأخير، أمراً غير مسبوق، ويعتبر أول تدخل قضائي مباشر في قضية تتعلق بأحد معتقلي غوانتانامو ودفع محامي المعتقل التونسي محمد عبد الرحمان بأن موكله قد يعذب أو حتى يقتل على يد النظام الحاكم في تونس، صاحب السجل المثير للجدل، في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان. و يضيف أنه خلال فترة اعتقال عبد الرحمن في غوانتانامو، حوكم هذا الرجل في بلده بالفعل غيابيا، وأدين بتهم تتعلق بالإرهاب وحكم عليه بالسجن 20 سنة بناءً على أدلة قدمتها لها واشنطن. وكانت هي الأدلة نفسها التي حملت الولايات المتحدة على الإفراج عنه. وقال محامو عبد رحمان أن عودة موكلهم إلى تونس تعني الحكم عليه بالإعدام بسبب حالته الصحية السيئة ومخاطر تعرضه للتعذيب. والمعتقل الذي منعت القاضية الأمريكية عملية ترحيله هو لطفي بن علي، وفقا للمحامي سمير بن عمر الذي اعتبر أنّ اسم محمد عبد الرحمان الذي يظهر على وثائق المحاكمة هو كنيته. ويبلغ لطفي بن علي 43 عاما من العمر وسلّطت عليه المحاكم التونسية حكمين بالسجن 20 عاما، في كليهما، وذلك في جلستين عقدت الأولى في جانفي 2005 والثانية في مارس 2006، بتهم على علاقة “بانتمائه إلى منظمة إرهابية تنشط في الخارج” وفقا لمحاميه. كما أنّ لطفي بن علي محلّ تحقيقات تقوم بها المحكمة الابتدائية بتونس. وردا على القرار، وفقا لأسوشيتد برس، قال مسؤول رسمي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ “التعذيب وسوء المعاملة ممنوعان في تونس ويندرج استخدامهما تحت طائلة الانتهاكات الخطيرة التي تستوجب عقوبات جنائية.” وأضاف أيضا، إنّ المعتقلين “يتمتعون في تونس بجميع الحقوق التي يعترف لهم بها القانون المتعلق بتنظيم السجون وهو القانون الذي يتطابق كليا مع المعايير الدولية.” غير أن الـ«واشنطن بوست» قالت من جهتها، إن اثنين من المعتقلين التونسيين ممن جرى ترحيلهم بالفعل إلى وطنهم، أكدا من خلال محامين أنهما تعرضا للتعذيب بعد أن عادا إلى وطنهما. وفي سبتمبر الماضي ، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها إلى إساءة معاملة تعرض لها معتقلان سابقان في غوانتنامو وتمّ ترحيلهما إلى تونس قبل أربعة شهور، على أيدي أعوان السلطات التونسية.
 

صحيفة أخبار العرب (كندا) بتاريخ 12 أكتوبر 2007
 

 

 

القضاء التونسي يلغي الحظر على الحجاب

 

 
أبطل القضاء الإداري التونسي «في خطوة لافتة وغير مسبوقة في تاريخ البلاد» العمل بالمنشور الصادر العام 1986 والذي يمنع الموظفات والطالبات من ارتداء الحجاب وفق ما يعتبرونه «لباسا طائفيا» وعنوانا للتطرف السياسي والديني.   وقال رئيس جمعية «حرّية وإنصاف» الحقوقية المحظورة محمد النوري إن المحكمة الإدارية التونسية أسقطت قرار صادق القربي وزير التربية والتكوين إيقاف مدرّسة تدعى سعيدة عدالة عن العمل في «مدرسة المهن» بمدينة حمام الأنف (تونس) وحرمانها من راتبها لمدة 3 أشهر لارتدائها «لباسا يِوحي بالتطرّف (الحجاب)». واتخذ الوزير القرار بناء على المنشور .102   ورفعت المدرّسة التي رفضت نزع الحجاب دعوى قضائية ضدّ الوزارة لدى المحكمة الإداريّة التي أصدرت حكما لصالحها وحملت الدولة المصاريف القانونية للقضية.   واعتبرت المحكمة أن المنشور 102 «يقوم مقام التدخل في مجال الحريات الفردية نظرا لما يتميز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري وما يعكسه من ميول شخصية». ودعا النوري إلى «الكف فورا عن جميع المضايقات والانتهاكات التي تستهدف مرتديات الحجاب بعد ثبوت خرقها لمبدأ الشرعية».   (د ب أ)     (المصدر: قناة “المنار” الفضائية اللبنانيّة بتاريخ 11 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية DPA د ب أ) الرابط: http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=26671&language=ar

مشروع «سما دبي» الاستثماري يثير جدلا في تونس

 
تونس – الدستور – غادة الحوراني   “مدينة القرن” اسم أطلق على مشروع سما دبي باب المتوسط بالبحيرة الجنوبية في العاصمة التونسية ، وتمتد المدينة 830 هكتارا ، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين الجمهورية التونسية ودولة الإمارات. ويعد المشروع الذي ستتولى “سما دبي” الشركة العقارية التابعة لـ”دبي هو لدنغ” من أضخم المشاريع الاستثمارية بتونس والمقدرة بـ 14 مليار دولار ، والمتمثل بأبراج ضخمة ووحدات سكنية ومنتجعات سياحية ومركبات فندقية فاخرة وبناءات متعددة الاختصاصات إضافة إلى مراس لليخوت وفضاءات رياضية وثقافية.   ومن المتوقع أن يحقق الاستثمار الإماراتي في تونس نسبة نمو اقتصاد بمعدل 12 في المائة سنويا على امتداد 15 سنة التي تجري فيها الأشغال وفقا لدراسات. ولكن إلى أي مدى سيساهم مشروع سما دبي في رفع النمو الاقتصادي التونسي مع المحافظة على الحقوق التونسية في الملكية؟.   يقول المطلعون على مضمون الاتفاقية المنعقدة بين الحكومة التونسية وشركة سما دبي ، والتي صادق عليها مجلس النواب والمستشارين بتونس يوم 09 ـ 07 ـ 2007 إن انعكاسات مشروع القرن كما يسميه البعض – ستكون متعددة وعلى مختلف الأصعدة ، منها الاقتصادي والمالي وكذلك المحيط البشري والبيئي والناحية الجمالية ، بالإضافة إلى تكريس الموقع الجغراسياسي للبلاد التونسية والذي يجعلها قاعدة للمعاملات والخدمات بين عديد الدول في العالم.   وسينتج عن مشروع “سما دبي” تدفقات استثمارية بمعدل 1000 مليون دولار سنويا وذلك على امتداد خمس عشرة سنة أي أكثر من معدل 750 مليون دولار سنويا من الاستثمارات الأجنبية المسجلة بين 2002 و 2005. كما أن المشروع سيحقق أثناء مرحلة بنائه فرص شغل تتراوح ما بين 8 إلى 9 آلاف فرصة سنويا ، وأكثر من 130 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر خلال فترة الاستغلال عبر مختلف الوظائف وقد نصت اتفاقية الاستثمار على أن تكون اليد العاملة تونسية فضلا عن توظيف المشروع لكفاءات وإطارات تونسية في عدة مجالات. وأشاد كل من النائبين عبد الله الشابي وثامر سعيد – من التجمع الدستوري الديمقراطي – بمزايا اتفاقية الاستثمار الضخمة التي ستحقق قفزة نوعية في مجال الاستثمارات الخارجية والتشغيل وتغيير الوضع الحالي للبحيرة الجنوبية وإنجاز بنية تحتية متطورة ، كما سيكون لها تأثيرات على البنية التربوية والتكوينية على منظومة التعليم العالي والتكنولوجيا.   وتؤكد مصادر أنه سيتم بناء ناطحات سحاب أعلاها تصل إلى 80 طابقا ، إضافة إلى الفضاءات التجارية ومحلات الأكلات والمقاهي ، ومن المتوقع أن تحدث حركة كبيرة طيلة فترة البناء على مستوى عدد من القطاعات وبالخصوص على مستوى مواد البناء والتي قدر حجم استهلاكها بما يزيد عن 50 في المائة ، خصوصا وأن الاتفاقية نصت على أن المواد المستعملة في المشروع ستكون ذات منشأ تونسي.   وأفاد وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي السيد “محمد النوري الجويني” أن المشرع الاستثماري سيساهم في تخصيص أهداف الرفع من نسق النمو الاقتصادي إلى 6% خلال الخماسية القادمة ، إضافة إلى ان 90% من تمويل المشرع سيكون عن طريق العملة الأجنبية ، بهدف تقليص المديونية مشيرا إلى أن القانون التونسي يخول امتلاك الأراضي غير الفلاحية في إطار دعم الاستثمار.   لكن يرى النائب “محمد ثامر” من حركة “التجديد” المعارضة أن مشروع القانون الخاص بالاتفاقية بصيغته الحالية يمس بالسيادة الوطنية على خلفية أن تسمح للشركة المستثمرة بتملك الملك العمومي البحري وتكريس ما وصفه “بالاستيطان الأجنبي في البلاد”. لكن وزير التنمية والتعاون الدولي قال أن الاتفاقية تخضع للقانون التونسي ولا يوجد فيها أي امتياز مادي وبأنه تم التفاوض بشأن كل الخصوصيات مع الشركة المستثمرة وتمّ إسناد امتيازات استثنائية خصوصية من حيث الحجم وليس من حيث المبدأ.   ونفى بشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان أن تكون الاتفاقية تمس بالسيادة الوطنية ، وأفاد أن الإدارة داخل المشروع الإستثماري ستكون من مشمولات الدولة التونسية ، مضيفا أن المواطن التونسي باستطاعته المشاركة في رأس مال الشركة المقامة في تونس أو شراء الأرض والعقارات بالمشروع. وأضاف أن الاتفاقية تنصّ على أن الشركة تتملك بصفة مؤقتة وقد تم ضمان حقوق صارمة وواضحة لفائدة تونس من بينها أن التجهيزات والمرافق العمومية التي ستنجز في المدينة ستكون ملك الدولة التونسية.   (المصدر: صحيفة الدستور (يومية – الأردن) الصادرة يوم 15 أكتوبر 2007)


بسم الله  الرحمن الرحيم تعزية
إنا لله وإنا إليه راجعون. ببالغ الأسى والحزن تلقينا في الحوار نت اليوم الإثنين 4 شوال 1428 الموافق لـ 15 أكتوبر 2007 نبأ وفاة  السيد: صالح نفاتي صهر أخينا لمين الحناشي اللاجئ السّياسي بألمانيا عن سن 84 سنة  إثر مرض مفاجئ ألمّ به   . كما بلغنا أيضا قبل ذلك نبأ وفاة والدته : نواجع غلوسي يوم الإثنين 8 أكتوبر 2007 عن سن يناهز 99 سنة. ولا يسعنا في هذه المناسبة الأليمة إلا أن نتقدم بأحرّ التعازي إلى كل من عائلة الفقيد والفقيدة والى أخينا لمين حناشي وزوجته داعين الله عزّ وجلّ أن يلهمهم جميعا جميل الصبر والسلوان. وهذا هاتف الأخ  لمين للتعزية: 00496142899911 أسرة الحوار نت .

 

 

قطر في 15/10/2007

 

رسالة مفتوحة إلى : سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي

معالي السيد عبدالوهاب عبدالله وزير الخارجية

السيد المكي بن سالم رئيس منظمة التربية والأسرة بتونس

المحترمين          

عودة مدرسية فاشلة وعنف ودماء بالمدرسة التونسية بقطر

 

سيدي الموقر … تحية طيبة وعيد مبروك وكل عام وأنتم بخير

ثقة منا في عنايتكم الموصولة بمشاغل شعبكم ومتابعة شؤونه اليومية في الداخل والخارج نبعث إليكم برسالتنا هذه وكلنا أمل في أن تحظى بإهتمامكم وعنايتكم ومن ثمة تدخلكم بما ترونه صالحا لفائدة الوطن والجالية التونسية بقطر وإنهاء حالة الفوضى وعدم الإستقرار التي تعاني منها مدرسة الدوحة منذ مدة .

 

فبعد كل الأحداث التي شهدتها مدرسة الدوحة بعيد إغلاق السفارة التونسية والجدل الذي رافق السنة الدراسية الماضية جاءت إنطلاقة السنة الدراسية الجديدة سيئة بل وكارثية بأتم معنى الكلمة حيث مضى على إنطلاق الدروس قرابة الشهر والغالبية من أبنائنا التلاميذ بدون مدرسين خاصة أساتذة المواد الأساسية للسنوات النهائية

كما إستمر العبث بأموال المدرسة بعد أن وقع تحميلنا نتيجة سوء تصرف المنسق العام والمحاسب لتغطية العجز الكبيرالذي لحق بخزينة المدرسة وذلك بالترفيع في المعاليم الدراسية لأكثر من 20%، حيث وقع توظيف هذه الزيادات وغيرها من المساعدات والهبات التي تحصلت عليها المدرسة في مجالات غير تربوية كتصفية حسابات المنسق العام و في رفع القضايا في المحاكم القطرية وتقديم بعض الإمتيازات الخاصة لبعض الأولياء المتنفعين الذين إستعان بهم المنسق العام لتنفيذ عديد المخططات والأمورالخاصة به مثل بعث فصل لأحد شعب الباكالوريا بتلميذ وحيد لإبن المدعو رضا الرويس الذي عينه المنسق العام أحد الأعضاء الفاعلين بمجلس إدارة المدرسة الذي نصبه .

 

سيدي الموقر، بالرغم من كل النقائص التي رافقت العودة المدرسية هذه السنة في المدرسين والعودة المتأخرة كالعادة للمنسق العام الذي وصل ليلة العودة المدرسة وكذلك فوضى جداول الأوقات التي تم تغييرها عديد المرات دون جدوى، فإن الأمور اخذت منحى آخر في غاية الخطورة إذ أن ما شهدته ساحة المدرسة التونسية بالدوحة منذ أيام يعد فضيحة وكارثة تربوية بكل المقاييس، حيث تابع تلاميذ المدرسة بالدوحة عرض حيا في فنون المصارعة والملاكمة بين المنسق العام محمد الشعار وأحد التلاميذ سالت فيه دماء الطرفين ولم ينته إلا بعد تدخل المدرسين والتلاميذ لفك هذا العراك ؟!! علما وأنها ليست المرة الأولى التي يستعرض فيها هذا المربي مواهبه الكبيرة في فنون العنف اللفظي والبدني مع التلاميذ والأولياء.. فمتى تنتهي هذه المهازل ويعود للمدرسة إتزانها وللجالية إستقرارها ؟ .

 

سيدي الموقر … بالرغم من الأهمية الكبيرة التي تمثلها المدرسة التونسية بقطر في حياة ومستقبل الجالية وما لذلك من أبعاد سياسية ووطنية واجتماعية واقتصادية وتربوية وثقافية وأخلاقية لازال التفاعل مع ملفها المفتوح منذ مدة دون المستوى المأمول وطموحات أبنائكم بدولة قطر، حيث إتسم أسلوب الإدارة السابقة  للتربية والأسرة بالعناد والمكابرة وعدم الإصغاء إلى آراء الأولياء والتستر على الأخطاء وسوء التصرف الإداري والمالي، ومحاولة فرض هذه الأمور كواقع علينا لتتفاقم هذه الحالة ويستمر الوضع المتأزم على ما هو عليه الشيء الذي لا نتمناه من الإدارة الجديدة التي نأمل منها كل الخير ومنكم دوام العناية الموصولة التي نفخر بها ونعتز . تقبل الله منكم صالح الأعمال ووفقكم لما فيه الخير والصلاح وكل عام وأنتم بخير.  

 

مجموعة من أولياء تلاميذ المدرسة التونسية بقطر

 

إذا لم تستح فاصنع ما شئت، أو الردّ على محمد علي

كتبه عبدالحميد العدّاسي

 

لأنّني من “القرّاء الكرام” الذين خاطبهم المدعو محمّد علي برسالة الاستحياء “إن لم تستح فاصنع ما شئت” الواردة على صفحات تونس نيوز الحبيبة بتاريخ 14 أكتوبر 2007، فقد رأيت الردّ أو التعليق ببعض الكلمات التي لن تكون طويلة ومنسوجة كما كان دأبي من قبل، ولكنّها سوف تقتصر على بعض الجمل البسيطة أو الأسئلة القليلة.

 

ومن البداية أقول ما الذي جعلك يا محمّد علي تُقسم على أنّ الذي كُتب هو من صنعك وليس لأحد غيرك يد فيه؟! ألأنّك قلت كبيرا عندما وصفت جزءا من المجتمع بالغدر بمن وهبهم الحياة؟! أم لأنّك اتّهمتهم بالخيانة والتخطيط لتصفية وليّ النعمة؟! أم لأنّك أحسست بمبالغة في إطراء مَن لا يُطريه النّاس أو مبالغة أخرى في ذمّ من لم يعد يتّفق النّاس على ذمّه.

 

وسبحان الله ما “أصلب” إيمانك – وأنت من استعمل الحديث والسيرة للبيان والمقال – كيف تشكر مخلوقا على نعمة البقاء ولا تشكر الخالق (أنقذ حياتكم قبل حين) وما أدقّ معلوماتك وأنت تحسب خروج ثلّة من أهل تونس من السّجن الظالم المضيّق إلى السجن الظالم المراقَب الموسَّع، جميلا لا بدّ من الاعتراف لمقترفه به وشكره عليه!…

 

عجبت لك وأنت تعدّد خيرا لم ينكره أحد (بل حمد النّاسُ اللهَ عليه لأنّه صاحب الفضل)، كيف تختزل مِحَن التونسيين كلّهم في حكم إداريّ جاء التنفيذيون المتنفّذون بنقيضه عشية صدوره، فقد ظلّ التونسيات يُمنعن من الحجاب في بعض الجهات والإدارات حتّى أنّ أحدا بمقام أبي لهب مزّق حجاب ابنة أخيه أمام أحد المعاهد وأحرقه إرضاء منه لربّ من الرّبوب الكُثُر الذين منعوه – كما هو شأن العديد الكبير من النّاس عياذا بالله تعالى – من التعرّف على ربّه، أو كيف تختزله في إذاعة للقرآن الكريم حامت حول مالكها ومنشئها شبهات أكثر من الشبهات التي أثارها كفّار قريش حول القرآن الكريم (وليست المقارنة هنا لتشبيه هؤلاء بأولئك)، وكيف تغمرك فرحة الانتشاء بالأحداث “الخيريّة” حتّى تتّهم غيرك – ولا تبالي – بالحمق والتآمر على الآخرين وسوء الخيار والحقد الأعمى والتحلّي بروح الانتقام والتشفّي (أذكّر بأنّ الكثير من قادة حركة النهضة الذين ذاقوا الأذى الأزرق من النّظام التونسي الظالم، أكّدوا على نسيان الماضي والاستعداد إلى فتح صفحة جديدة بيضاء، لعلّ من أبرزهم المكّي حفظه الله، ممّا أثار حفيظة الكثير من النّاس)!…

 

وعجبت لك كيف تفسّر المنع أو عدم المنع عندما تقول: (… كما أنّها لم تمنع النّاس من الصلاة والتديّن “وتعني السلطة”)!، وكيف تفهم سياسة الدولة وأين تحدّد رقعة تنفيذها ومن المسؤول على ما يجري في البلاد ومن سمح لمن أسميتهم باليساريين بالرتّع في الديار والإفساد فيها!…

 

وعجبت لك كيف تفقد لمعان عقلك النّاقد لـ”أهلك” من الإسلاميين (لباسك إسلامي) لتقتنع بأنّ المؤسّسات إنّما تنفّذ القوانين عند الضرورة، دون مسائلة نفسك وعقلك وقلبك الطموح إلى الخير العام عن مصدر تلك القوانين: من الذي بناها ومن الذي أرساها ومن الذي أمر بتنفيذها ومن الذي تابعها وراقبها وأبقى عليها… (لعلّك هنا تبرز بالفعل أنّك كتبت النصّ لوحدك دون مشاركة أحد، إذ لو حصل ذلك لنبّهوك إلى هذه الثغرة)!…          

 

وعجبت منك في النّهاية، كيف جعلتني أقلع عن قناعتي الواردة في الجملة السابقة، فأشكّ من جديد في عدم كتابة النصّ بعيدا عن التأثيرات الجانبيّة، إذ ما الذي أو مَن الذي جعلك تغمس نفسك في سواد لا يُزال إلاّ بالتوبة النّصوص (ولباسك إسلامي) حيث تقول: (… والابتعاد عن الهلاميات والتخريف والأحلام الباهتة في إقامة الدّولة المزعومة، والتي ينظّر لها أصحاب رؤوس الأموال من قيادات النهضة في أوروبا، والذين يصدرون المواقف بقدر ما يضمن لهم مصالحهم المادية، ويمدّد من أزمة تونس. أم ترى أن التزام الفوضى وتذكية روح العداء هو الحل، لما لا وقد خسروا كلّ شيء في تونس، ولم يعد لهم بها صلة، فعدد كبير منهم حصل على الجنسية الأوروبية والأمريكية، وغمرتهم الأموال من كل جانب.)… غير أنّي – ورغم الهنات المستعرضَة والتي وردت في مقالك – قد حفظتُ لك مزيّة من خلال ما كتبتَ، تمثّلت في جعلي أنظر من جديد وبتمعّن أكثر في قوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النّبوّة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت“… وحسبنا الله ونعم الوكيل!… 

 


 

قابس:بعد مرور سبعة سنوات عن إغلاق نزل “الشاله”…

كانت واحة “شنني” التابعة لمعتمديه قابس الغربية قبلة للسياح من مختلف أنحاء العالم لتميزها بوجود حديقة حيوانات تنفرد عن بقية الحدائق بتربية التماسيح ،و لوجود نزل “الشاله ” المميز من حيث طابعه المعماري و تمركزه في وادي بين الواحة و الصحراء و هو منظر يندر مشاهدته.

يعود تاريخ بناء هذا النزل إلى بداية السبعينات و هو على ملك بلدية قابس التي اعتمدت على تأجيره للمستثمرين الخواص.احتضن داخل أروقته ملايين السياح و آلاف التظاهرات الترفهية  و الثقافية ،ليصبح اليوم مهجورا بعد غلق أبوابه بسبب إفلاسه و سوء إداراته من طرف آخر مستثمر أشرف عليه .حاول عديد رجال الأعمال في الجهة تأجيره أو شرائه  من البلدية لكن جوبهت محاولاتهم بالرفض الغير مقنع إلى أن تم انتزاعه منها و منحه لوزارة الشباب و الطفولة ،و قررت الأخيرة جعله مركز تربصات بعد وضع دراسة دقيقة و شاملة جاهزة للتنفيذ لكن رغم مرور 5 سنوات عن صدور هذا القرار لا يزال التنفيذ مشلولا لأسباب مجهولة ،ليبقى هذا النزل مهجورا و مكان للمنحرفين .

تسبب إغلاق النزل في غلق أغلب محلات التجارة السياحية التي أجبر أصحابها على بيعها و البحث عن موارد رزق أخرى بسبب انقراض السياح .

                          معز الجماعي

 


بئس هذه المعارضة

 
بقلم: ميزانون (Mizaanoun)   قرات هذه الأيام في عدّة مواقع من بينها موقع ” تونس نيوز” خبرا مفاده ان سفير الولايات المتحدة يقوم باتصالات مع كل أطراف المعارضة بما فيها المعارضة الإسلامية. في ما يتعلق بالمعارضة المحسوبة على العقلانيّة و الليبراليّة و الديمقراطية و كل الوان الطيف السياسي الدّولي ،بل قل الغربي، بما فيه اليسار الذي يقال عنه اليسار المسؤول، فاتصال السفير بهم ليس فيه اي حرج لا للمعارضة و لا للولايات المتحدّة و لا حتّى للنظام القائم.  فالكل سلعة واحدة. أمّا ان يكون هذا السفير قد اجرى إتّصالات بما يسمّى الإتجّاه الإسلامي  او الإسلاميين فهنا يكمن مربط الفرس.   فأيّ الإسلاميين اتصل بهم هذا السفير الغير المحترم و الغير المرغوب فيه؟   ـ هل هم إلإسلاميين من نوع علماء و شيوخ الفتاوى لذريّة عبد العزيز سعود؟ ـ او هم من نوع علماء و شيوخ اولاد مبارك الصبّاح؟ او هم من نوع إخوان مصر؟ إذا كانوا من هذا النوع او ذاك فالأمر لا يستغرب أيضا لأنّ هذا النّوع من الإسلاميين يمكن اضافتهم إلى الأطياف السياسيّة المذكورة و لا حرج لا للسيد السفير و لا لهم و لا للنظام. فكلهم من اهل البيت. أي البيت الأبيض.   على كل حال لو لا وجود هذا النّوع من المعارضة و المعارضين في بلاد يفترض انّها من ديار المسلمين لما كان لهذا السفير حتّى مجرّد التواجد فوق تلك الأرض، ارض أجدادنا المقدسة، لا بصفته الرسميّة كسفير و لا بصفته الحقيقيّة كجاسوس ومجرم و قاتل و مدمّر و حاقد و و كيل للبربريّة الغربيّة بصفة عامة و بربريّة الولايات المتحدة بصفة خاصة، اعتي بربريّة على وجه الأرض . فهذا الغرب ببربريّته و جشعه اللامحدود هو مصدر كل مآسي الشعوب، منذ اكثر من خمسة قرون. فايّ معارضة هذه التي تستغيث بالغرب و ما بما يسمّى بمؤسساته الإنسانية؟ فأي معارضة هذه التي تستنجد بأكبر قتلة تواجدوا في تاريخ الإنسانية كلّه؟ فأي معارضة هذه التي تنتظر العطف من اكبر سفاّحين عرفتهم الإنسانيّة؟   المعارضة التي تستحق المساندة و التضحيّة و العون وأغلي ما يمكن للإنسان أن  يقدّمه و يضحي به هي المعارضة التي تنادي برحيل هذا السفير بالذّات و رحيل كل أعوانه الذين يعدون بالآلاف. المعارضة التي تنادي باسترجاع مباني تلك السفّارة بالذات و جعلها مجمع جامعي. المعارضة التي تطالب بإخراج كل سفراء الغرب بدون أي استثناء بعدما تبين ان هذه العلاقات التي تسمّى بالدبلوماسية هي ليست كذلك، بل علاقات المهيّمن على المهيمن عليه. و كل هذه السفارات هي مكاتب مملوءة بمعاول التهديم للمجتمع و التدمير للإنسان العربي و الإنسان المسلم و ليست لها اي صفة حميدة واحدة تذكر.  ـــ ؟ مع من اتّفق الغرب لفتح مكاتبه  المسمومة هذه ؟ مع الشّعب؟ ــ أبدا. لو عرف الشعب حقيقيّة تلك المكاتب لخرج على بكرة أبيه و زحف عليها و اقتلعها من جذورها حتّى بأياديه العاريّة.  فما هي الأسس التي بنيت عليها تلك العلاقات المسمّاة بالدبلوماسية؟؟ ــ أسس الشرعية الدوليّة؟ ــ شرعيّة القتل، شرعيّة النّهب، شرعيّة تكبيل الشعوب، شرعيّة غزو الشعوب؟ شرعيّة الأمم المتحدة، أمم الغرب المتوحّش ؟ شرعية ما يسمّى بالمؤسسات الدّوليّة التي تغطّي على الجرائم المستمرّة لهذا الغرب القاتل للإنسانيّة؟ فبئس هذه المعارضة.   لا يمر اليوم إلاّ و نسمع  من يجلجل و يولول و يتوعّد و يهدد ، البعض باسمه الخاص و الآخر باسم الغرب  و الصّليبيين كلّهم ليقول انّ لهم في بلاد المسلمين مصالح حيويّة لن يتخلوّا عنها، و هم على إستعداد للإحتفاظ بها مهما كلّف الأمر و بكل الوسائل بما فيها أسلحة الدّمار الشامل و الكامل. لا يشكّ عاقل في هذه النوايا الخبيثة و المجرمة حقّا. و لكن ان تردد هذه المعارضة و بالخصوص منها مشايخ الإفتاء للسلاطين و اتباعهم ممن يسمّى بالسياسيين على شكل ابن امّه بندر سعود، الذي اّبلغ بساعة السفر بالبدء في تدمير العراق و قتل الملايين من المسلمين هناك قبل ان يّبّلغ بالأمر وزير خارجية  بوش نفسه في ذلك الوقت كولين باويل،أو الذي لا يقل قذارة من الأوّل المسمّى حمد  بن جابر آل ثاني المنعوت بوزير خارجيّة ابن عمّه  حمد بن خليفة الملقب بأمير دولة قطر،  والذي من كرمه الحاتمي، لم يبخل لا على الإنقليز و لا على الفرنسيين و لا على الولايات المتحدة بمدّهم بالمليارات المسروقة من ثروات المسلمين . فهذا الحمد بن جابر يقول بملء فمه ان الولايات المتحدّة لها الحقّ في غزو العراق و قتل المسلمين لانّها تدافع عن مصالحها الحيوية. و زيادة على ذلك فقطر تضع على ذمّة الولايات المتحدة ارض قطر كلّه لتخطط على راحتها ، لقتل المسلمين و تدمير بلاد العرب و بلاد المسلمين بدون إستثناء، و كما وجدوا الذرائع في السّابق سوف يجدونها في المستقبل  ودائما بتزكيّة نفس الوجوه المحسوبة على العرب و على المسلمين و عندما لم يبق الاّ و احد منهم فقط، فبالتّاكيد يكون على أتمّ الاستعداد للتأمر على اقرب النّاس إليه. ورد ذكر الإسمان على سبيل المثال فقط ،فكل الآخرين من  حكّام و معارضة في المشرق العربي او في المغرب الإسلامي كلهم على نفس الشّاكلة ومن نفس الطّينة و على أتم الإستعداد للدّفاع عن المصالح الحيويّة للغرب  في بلاد المسلمين.   أي مصالح هذه التي توحد بين المنطق الإجرامي للغرب و  منطق الطّبقة المتسلطة على رقاب المسلمين سواء كان جزئها  الذي هو في سدّة الحكم او جزئها الآخر الذي هو في بوتقة المعارضة المذكورة؟ ـــ  أن يتشدّق الغرب بكل وسائله و أبواقه الكثيرة عن مصالحه الحيويّة فهذا امر لا يّستغرب، لقد تعوّد الغرب على إلباس الحقيقة بالكذب منذ زمن طويل. فنهبه لشعوب الأرض اصبحت مصالح.  و قس على هذا في كل ما تعلّق باي شئ و في  اي ميدان و في اي مستوى بين الطرفين، اي بين الغرب و باقي شعوب الأرض فستجد كل شئ مبنيا على الزور و الكذب  ــ وعندما لا ينفع لا هذا و لا ذاك فتنطق مدافعه وصواريخه و طائراته و بواخره الحربيّة و جيوشه الجرّارة من مرتزقة و قتلة ، هذه هي مصالح الغرب وهذه و سائله للحفاظ عليها. و التفسير لهذه المصالح هو بكل بساطة الهيمنة المطلقة للغرب على مقدّرات الشعوب و في هذا المجال بالضّبط ،الهيمنة المطلقة على ثروات المسلمين و تكبيلهم بكل هذه الأوضاع المزريّة ،المتضمنة للحكام الخونة و المعارضين الذين لا يقلون استعداد على السّهر على نفس مصالح الصليبيين الحيويّة. كما لا يقل الحكام الطواغيت والمعارضين من النّوع السابق الذكر على شرعنة هذه المصالح حتّى بالقضاء على كل المسلمين، بل وبالقضاء حتّى على كل شعوب الأرض التي ليست من سلالة الرجل الأبيض، فلهم من زاد الكذب وتزييف الحقائق الكثير و الكثير جدّا. بل أصبح اليوم امرا عاديّا ان يستعين الغرب بهم بالذّات ليتمكّن من الوصول ألي الحيل التي تغيب عن متخصّصيه. فمن المع الموظفين الدّوليين ، او الذين يسمّون كذلك، لانّ حقيقة هذا اللفظ ـ الدّوليّة ـ يعني  الغربيّة  او الصليبيّة ، مع انّ هذه  الدّولية أصبحت اليوم اكثر منها صليبيّة ـ يهوديّة  من الصليبيّة بحتة، فنجد الكثير منهم من بلاد المسلمين، سواء ولدوا في المشرق او المغرب،  و حماسهم و استماتتهم في الدّفاع عن هذه المصالح الرهيبة للصليبيين واليهود أقوى  و اشدّ بكثير من حماسة أبناء الغرب نفسه.   خلاصة الحديث إن الشّعوب العربيّة و الإسلاميّة أصبحت قادرة ان تميّز ،حتّى و لو كان ذلك بالفطرة، ماهيّة الأمور و هي قادرة باذن الله   أن تضع حدّا و نهاية للغطرسة الصليبيّة ــ اليهوديّة  على الأقل في بلاد المسلمين وهي أيضا قادرة  ان تميّز و بالخصوص بين من يعارض ضد خصمه الذي تخرج من نفس مدرسة القهر و النّهب الغربيّة  و يحمل نفس العقليّة الجهنّميّة  للصليبيين تحت الدّعاوي القذرة المعروفة و المصنّف زورا و بهتانا أيضا بالحكمية و المعقولة و غيرها من الأوصاف،  و من يجاهد حقّا من اجل قناعة و إيمان ومن اجل قيم و أخلاق، وأخيرا من اجل عقيدة لا يشترك فيهم مع العدو إطلاقا بل هو فيها في تناقض كامل و جذري معه.   14 أكتوبر 2007


      

              بسم الله الرحمان الرحيم                                                  تونس في 2007/10/15

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                        بقلم محمد العروسي الهاني

      الرسالة رقم 312                                                       مناضل وكاتب –       رئيس شعبة الصحافة

       على موقع تونس نيوز                                                 الحزبية سابقا

                                                                      ذكرى عيد الجلاء

من الأعمـــــاق

رسالة تهنئة بعيد الفطر المبارك السعيد إلى كل أبناء تونس في المهجر ورجال الإعلام وقادة الدول العربية والإسلامية

وموقع تونس نيوز

بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك السعيد يسرني ويسعدني أن أرفع أسمى اَيات التهاني القلبية وأطيب وأجمل الأماني وأعمق معاني التمنيات الصادقة إلى كل الإخوة والأخوات في المهجر من جاليتنا التونسية والجزائرية والمغربية وكل أخواننا المسلمين في أوروبا وإلى رجال الإعلام وأخص بالذكر موقع تونس نيوز وأسرة التحرير وإلى أسرة تحرير قناة المستقلة ومديرها العام الدكتور محمد الهاشمي الحامدي وإلى أسرة قناة العربية وأسرة قناة الجزيرة ومديرها العام وإلى أسرة قناة الناس ورجال الدين والعلماء وإلى أسرة المنار بلبنان وإلى قناة إقرأ الرائدة وأسرة التحرير وإلى أسرة تحرير إذاعة الزيتونة للقراَن الكريم بتونس وعلى رأسها صاحب المشروع الإعلامي الديني الأستاذ صخر الماطري الشاب المثقف المجاز صاحب الفكرة والإنجاز الرائد الذي تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك والذي جاء تلبية لطموحات أغلبية الشعب التونسي الشغوف إلى القراَن الكريم والمتعلق بالقيم الإسلام السمحاء وأن مثل ميلاد هذه الإذاعة الوطنية يزيد في دعم التوجه الصحيح للإسلام ويكرّس الصحوة الإسلامية التي تشهدها بلادنا في الأعوام الأخيرة بفضل وسائل الإعلام العربية والإسلامية التي لعبت دور هام في ايقاض المشاعر الدينية والروحية ونشر قيم ومبادئ الإسلام السمحاء ونتمنى لهذه الإذاعة الوطنية الرائدة مزيد التألق والنجاح والإشعاع والتطور حتى تصبح بحول الله تعالى قناة دينية لنشر قيم الإسلام والمفهوم المتجدد لرسالة الدين الإسلامي الحنيف ونأمل تطوير رسالة هذه المحطة الإعلامية بفضل الله السميع العليم وبعزم وحماس وصدق نوايا صاحب المبادرة الأستاذ الشاب صخر الماطري الذي وهبه الله عقلا سليما وإرادة قوية وعزيمة صادقة ومنحه الله هداية ربانية وقلبا سليما وتواضع لا مثيل ل فهو شاب متواضع لا يغره الغرور والمادة والجاه بل سخّر المال والجاه لخدمة الإسلام والإنسانية وهو مثال الشاب المستقيم المتّقي والخاشع والزاهد وشاب في مقتبل العمر في العقد الثالث يسعى لبعث إذاعة للقراَن الكريم والتفسير والأحاديث النبوية – هو جدير بكل تقدير واحترام ونعول عليه إن شاء الله لإصلاح الشباب الذي بعد عن قيم الإسلام ورسالته الخالدة وكتاب الله تعالى وبهذه المناسبة نشكر هذا الشاب على هذه المبادرة الحميدة التي عززت مشاعر المسلمين في بلادنا وأدخلت علينا الفرحة والسرور والبهجة والحبور بمناسبة شهر رمضان المعظم. ومما زاد في إعجابنا بهذه المبادرة الكريمة هو تمسك صاحب المشروع بدينه ومخافظته على عماد الدين الصلاة ورزقه الله زوجة متحجبة مؤمنة ومتمسكة بدينها ومحافظة على حجتها المبرورة وهذا مما زادفي إعجاب التونسيين بصهر الرئيس وسعادتهم وتقديرهم وأدخل عليهم السكينة والتفاؤل والأمل بمستقبل للشباب في تونس إن شاء الله وعدم الصحوة الإسلامية والحمد لله على هذه النعمة التي منحها رب العالمين وأن مستقبل تونس بحول الله بيد شبابها المعتدل والواعي والشاعر بالمسؤولية والمؤمن برسالة الإسلام ونشر قيمه ومبادئه وبحول الله المؤشر إيجابي عندما نلمس ونسمع ونشاهد شاب في مقتبل العمر ومتشبّع بالقيم الإسلامية ويبادر بإنجاز إذاعة للقراَن الكريم هذا وحده مؤشر ايجابي وأعتقد أن هناك عدد هام من الشبان التونسيين لهم نفس الشعور الوطني والديني والأخلاقي والبعد الإنساني النبيل وإذا قرأت لأحدهم مقال في صحيفة أو عبر موقع الأنترنات مثل تونس نيوز فالغرض منه الإصلاح والنية سليمة حبا للوطن ولو أن بعضهم يقول هذا المقال ضدنا أو هذا الكاتب مش متاعنا…ضدنا….لكن الحقيقة الكاتب هو ابن تونس ويحب تونس ونظيف الفكر والعقل والقلب ولكن يتألم عندما يشاهد ويسمع بأن تيار التكالب والإنتهازية والأصولية هو الذي نما في تونس والتهاتف على المادة وحب المال والجري وراء القصور والمعامل والشركات والضيعات الكبرى والمشاريع في البر والجو والبحر دون رصيد وطني أو خدمات واضحة قدمها للوطن ويسمع الكاتب النزيه بأن إخوانه في تونس أصحاب الشهائد العليا والكبرى في حالة بطالة وإحباط منذ أعوام وبضعهم أصبح يفكر في الحرقان ويغامر بالموت في البحار والخطر من أجل لقمة العيش والرغيف المتواضع اليومي يشعر الكاتب الوطني أو شبل الوطن بشيء من الحسرة والألم فيأخذ القلم والقرطاس ويكتب بالدموع وبعضهم يقول من أصحاب المصالح ماذا يقول والمجراب تهمسه مرافقوا كما يقولون يصبح هذا النوع يطلق الشائعات والإتهامات والصيحات والفزع ويقول فلان مش متاعنا …وفلان ضدنا فعلا أنه ضد الإستغلال وضد النهب وضد الإحتكار وضد أصحاب المنافع بدون رفق وضد الانتهازيين والسمامسرة وأصحاب السوء ولكن رغم وجودهم فالعدد محدود في بلادنا ونعود للحديث عن نعمة الإصلاح ونؤكد أن شباب الإصلاح موجود والحمد لله وما عينة الأخ صخر الماطري إلا برهان وحجة بالغة لبوادر الإصلاح والقضاء تدريجيا على مواطن الخلل والإنحراف مع مزيد اليقضة والحيطة لان عناصر السوء لهم عدة وجوه مثل الحشرة المعروفة التي لها  7وجوه، ومزيد اليقظة من هؤلاء الرهط إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة. وإذا تقربوا للمسؤول الكبير تفننوا في أنواع الوشاية ودخلوا بين الظفر واللحم والجملة الأخرى معروفة..

ونرجو من الله تعالى أن يكشف نواياهم وندعوا الله أن يرزق رئيسنا البطانة الطيبة والصالحة تدله على الخير وتعينه عليه وهذا دعاء الشيخ عبد الرحمان السديسي في اَخر أيام رمضان المعظم في المسجد الحرام لأمير المؤمنين وخادم الحرمين الشريفين وما بعث إذاعة للقراَن الكريم إلا دعوة صالحة مستجابة والحمد لله وجدت الدعم والتشجيع من لدن رئيس الدولة الذي كان مشجعا لميلاد الإذاعة الجديدة والتي أطلق عليها اسم الزيتونة تعلقا بتاريخ ومجد وإشعاع جامع الزيتونة المعمور في تونس وهذا يكتب في ميزان الرئيس بن علي إن شاء الله كما يسعدني ويسرني تقديم التهاني الحارة القلبية إلى كافة قادة الدول العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج ملوكا وأمراء ورؤساء دول وفي طليعتهم الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية والملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية والملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الهاشمية الأردنية وملوك وأمراء قطر وعمان والكويت والإمارات العربية والبحرين ورؤساء دول مغربنا العربي السادة الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس عبد العزيز بوتفليقة والعقيد معمر القذاتفي ورئيس موريتانا وقادة مصر وسوريا والعراق وفلسطين والسودان واليمن وكل قادة الدول الإسلامية جمعاء ونتمنى لهم جميعا التوفيق والنجاح ومزيد الدعم والعدل والتضامن ونشر مبادئ الإسلام السمحاء والعمل على دعم الشورى والديمقراطية ونشر رسالة التسامح وطي صفحة الفساد والظلم والتجاوزات وإفراغ السجون وحذف قانون الطواري في بعض الدول ومزيد حرية الإعلام والتعبير والفكر ودعم الحريات السياسية والتجمع والتنظيم والمشاركة الفاعلة في الحوار والرأي الحر بعيدا عن أساليب الإحتكار الإعلامي ودعم مكانة الدين الإسلامي ورسالته ونشر قيم التسامح والتضامن والعدل والإهتمام بموضوع الأخلاق الفاضلة والحياء ومحاربة الإنحلال والتهور والتسيب والإنحراف والسلوك الانحرافي لدى الشباب والعمل على دعم الإعلام النزيه والتوجه السليم لنحت مجتمع متضامن متوازن بعيدا عن التهريج والتشجيع على الميوعة والأنحراف والعراء مثل بعض المسلسلات منها مسلسل شهر رمضان “ليالي البيض” و”شوفلي حل” كله تفسخ وانحلال وبعيد عن القيم الإسلامية ومبادئ ديننا الحنيف. ختاما كل عام واخواننا في المهجر بخير واعلامنا في تطور وقادتنا في تطور لفهم ومواكبة خلجات شعور بهم ومطامح شبابهم ومشاغل الامة العربية والإسلامية جمعاء وكلما قرب القادة العرب من قضايا وهموم ومشاغل الامة إلا وزداد الوئام والاستقرار وكلما عدل القادة إلا وازداد التراحم والمحبة وعمّ الخير وكلما أنصفوا شعوبهم إلا وأيدهم الله بنصره المبين في الدنيا والعاقبة للمتقين في الاَخرة ومن عفا و أصلح فأجره على الله. قال الله تعالى : “ولله العزة ولرسوله والمؤمنين” صدق الله العظيم. وكلما احترموا إرادة شعوبهم ازدادوا تألقا وكلما عدلوا بين أفراد المجتمع إلا وازدادوا حبا وتقديرا وكلما ضربوا على يد المفسدين إلا وازدادوا تعظيما وتشريفا وكلما فتحوا مكاتبهم وقلوبهم إلا وازداد اشعاعهم وبقائهم في الحكم سنوات وكلما أبعدوا الانتهازيين والسماسرة وعشاق البقشيش إلا وازدادوا محبة ووفاء من طرف شعوبهم المغلوبة وكلما ابتعدوا على أهل السوء وتدبير الرأس وكلما فاقوا بالمنافقين إلا وازدادوا وقارا ورسوخا وثباتا وحبا وكلما تقربوا للفقراء والمساكين كلما ازدادوا توفيقا وتألقا ونصرا ويا سعد من أفلح ووفق لطريق الخير وسلك نهج الإسلام وعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم صدق الله العظيم. مناضل وطني متألم من بعض الأوضاع والممارسات واخفاء الحقيقة على صاحب الامر وبحول الله انبلج الصبح وبوادر الخير ظهرت منذ يوم فاتح رمضان المعظم مع بعث إذاعة القراَن الكريم جعله الله خير هاديا للمسلمين.

                                                                                      محمد العروسي الهاني

                                                                                      هـ : 22 022 354

  


المعارضة التونسية تتحرك بقوة في باريس مساندة لإضراب الجوع

 
تقرير إخباري كثفت القوي السياسية والديمقراطية التونسية بباريس من نضالاتها الميدانية والدبلوماسية، كما قامت بعدة اتصالات بمختلف الأحزاب والجمعيات والمنظمات والشخصيات الصديقة والشقيقة للشعب التونسي وعملت على توسيع دائرة الإعلام لتحسيس الرأي العام الوطني والدولي وذلك مساندة للإضراب المفتوح الذي تنفذه المناضلة الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير جريدة الموقف وكذلك للتنديد بالانتهاكات المتواصلة ضد القوي المدنية والسياسية التونسية التي يقوم بها النظام التونسي. ومن أبرز هذه التحركات:   – على الصعيد الميداني:   السبت 29 سبتمبر 2007: تجمع بـ”كورون” دعت لجنة باريس لمساندة السيدة مية الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي إلى التظاهر بمنطقة “كورون” (Couronnes) المعروفة بكثافة الجالية التونسية والعربية عموما، وحضر هذه التظاهرة العديد من الأحزاب التونسية والفرنسية للتعبير عن مساندتهم للنضال التونسي من أجل الحرية ودعم إضراب قياديي الحزب الديمقراطي التقدمي، كما حضرت عدة جمعيات ومنظمات تونسية وعربية ناشطة بالمهجر وخلال هذه التظاهرة تم توزيع آلاف البيانات التي أعدتها لجنة المساندة، ولقد توقف العشرات من التونسيات والتونسيين للسؤال عن الحدث والإعراب عن تعاطفهم مع المضربين، كما عبروا عن قلقهم لما آلت إليه الوضعية في تونس من انعدام للحرية وخاصة تردي الوضع الاقتصادي. وتجمع ثاني بـ”بال فيل” يوم السبت 6 أكتوبر 2007 دعت لجنة المساندة لتجمع ثاني كان أكثر حضورا تخللته الموسيقى وعدة مداخلات لممثلي الحزب الشيوعي الفرنسي والخضر الفرنسي والنهج الديمقراطي المغربي والرابطة الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس وجمعية العمال المغاربيين بفرنسا، بالإضافة إلى المناضل الحقوقي هيثم مناع عن اللجنة العربية لحقوق الانسان والكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد خميس قسيلة. كما حضر هذا التجمع ممثلون عن حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة النهضة التونسية وممثل الحزب الديمقراطي التقدمي وجمعية التضامن التونسي وجمعية التونسيين بفرنسا فرع باريس والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وفدرالية التونسيين مواطني الضفتين.   تجمع ثالث بـ”مونبرناس” يوم الخميس 11 أكتوبر 2007 التقى المناضلون والمناضلات مرة ثالثة بقلب العاصمة الفرنسية وذلك أمام محطة القطارات بـ”منبرناس” (Montparnasse) وكان من بين الحضور اللجنة العربية لحقوق الإنسان وجمعية العمال المغاربيين بفرنسا واتحاد العمال المهاجرين التونسيين وتدخل السيد كمال الجندوبي والمناضلة فاطمة بوعميد قسيلة والأستاذة راضية النصراوي. كما رفعت صور للمضربين ووزعت ألاف البيانات التحسيسية والمناصرة للمضربين وللنضال التونسي من أجل الحريات والديمقراطية في تونس، ورفعت عديد الشعارات السياسية، منها ما يخص الفساد والتصرف في المال العام والمحسوبية ومنها التنديد بالحكم مدى الحياة.   – على الصعيد “الدبلوماسي” تمكنت لجنة المساندة وبكل مكوناتها من القيام بحملة اتصالات بالأحزاب المعارضة الفرنسية والجمعيات والمنظمات الحقوقية والبرلمانيين الفرنسيين والأوروبيين حيث ساهم ذلك في توسيع دائرة التضامن والاحتجاج على النظام التونسي وأصدرت أغلب القوى السياسية بيانات مساندة مثل الحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الشيوعي الفرنسي وحزب الخضر. كما تشكل وفد من الأحزاب الفرنسية المذكورة وبعض المنظمات الحقوقية والشخصيات السياسية توجه إلى الخارجية الفرنسية بتاريخ 2 أكتوبر 2007 والتي استقبلته بشكل رسمي. وخلال هذا اللقاء عبر الوفد عن قلقه لتدهور صحة المضربين وما آلت إلية وضعية الحريات في تونس مطالبين الحكومة الفرنسية بتحمل مسؤولية دعمها للنظام التونسي. هذا ولقد تمكنت اللجنة من القيام بحملة إعلامية عبر الاتصال بمختلف وسائل الإعلام لتغطية أنشطتها حيث حضرت الصحافة المكتوبة والمرئية مثل الجزيرة وفرنسا 24 وقناة الحوار التونسية والحوار اللندنية. وللاستمرار في ذات نهج النضال على هذه الأصعدة برمجت اللجنة تحركات خلال الأسبوع القادم علاوة على تقديم بعض المبادرات.   ملاحظات حاول النظام التونسي القيام بتجمعات موازية في المناسبات الثلاثة ولكنهم فشلوا في ذلك حيث لم يتمكنوا في “منبرناس” من تجميع عدد لا يتجاوز الستة ووزعوا خلال هذه المناسبات نصا قد صدر بجريدة الصباح التونسية يقدح في الإضراب. مغلب التونسيين اللذين التقينا بهم في هذه التجمعات يتحدثون عن الفساد في تونس. خلال هذه التظاهرات تمكن المناضلون من توزيع 18 ألف منشور.
 
(المصدر: “البديـل عاجل” بتاريخ 14 أكتوبر 2007 من “موقع حزب العمال الشيوعي التونسي”)


نقابة:

عريضــة جهويـة بسوسـة

 
إيمانا منا بالدور الموكول للإطارات النقابية في الدفاع عن الإتحاد العام التونسي للشغل وحاجته لكل الكفاءات من أجل التمسك بالمطالب النقابية والإستعداد للمفاوضات الإجتماعية، والتزاما منا بالدفاع عن استقلالية وديمقراطية العمل النقابي واستنكارا منا لمسلسل الإحالات على لجنة النظام الذي يتعرض له عشرات الإطارات النقابية في الفترة الأخيرة، نحن الإطارات النقابية بسوسة الممضية أسفله نعبر عن : 1) رفضنا القاطع لإحالة أي إطار نقابي عل لجنة النظام من أي قطاع أو جهة كانت ومهما كانت التعلات والمسميات، في مثل هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي يتعرض فيها الإتحاد لهجمة شرسة من قبل السلطة والأعراف. 2) نداءنا العميق من أجل تكتيل كل الجهود النقابية لفائدة تقوية وتطوير آداء الإتحاد كي يهتم فعليا بالملفات الإجتماعية (الأسعار، التأمين على المرض، المفاوضات، التفويت والخوصصة، التعليم، الصحة…) التي تنتظره عوضا عن تهميش هذا الدور والإهتمام بالمعارك الداخلية وتصفية الحسابات التي نحن في غنى عنها. 3) مطالبتنا قيادة الإتحاد وخصوصا قسم النظام الداخلي بوقف مسلسل الإحالة على لجنة النظام والتراجع عن إجراءات التجميد والمساءلة وتقصي الحقائق وسحب التفرغات (عضوي النقابة العامة للتعليم الثانوي : الطيب بوعائشة وفرج الشباح وعضوي النقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وحفيظ حفيظ وغيرهم كثيرون …) خدمة للمنظمة وصونا لكرامتها. 4) الوقوف الفعلي والحازم إلى جانب كل الإطارات النقابية التي تتعرض للهرسلة والتضييقات والإعتداءات والإحالة على مجالس التأديب (حالة سليم غريس عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي كمثال) وحمل سلط الإشراف على التراجع عن هذه الإجراءات الزجرية والتعسفية.  الإسم واللقبالصفة النقابية 1محمد الطاهر الشامخيالكاتب العام للنقابة الأساسيةللتعليم الثانوي بجوهرة 2 زهير السبوعي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحي الرياض 3الناصر بن رمضان عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحي الرياض 4 المولدي جاء باللهعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقلعة الكبرى 5 عبد الرزاق العثمني الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجوهرة 6 المنصف بوساق عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحي الرياض 7 محمد رزق الله عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمساكن 8 محمد رمضان عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمساكن 9 صابر قحبيش عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسيدي الهاني 10 خليفة العياديعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسوسة المدينة 11 جلال قاسمعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجوهرة 12 الطاهر بوالشنبعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجوهرة 13 صالح السعيديعضو النقابة الأساسي للتعليم الثانوي بوفيشة 14 بشير الشيزاويعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بوفيشة 15 عبد الحميد بويضةالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بكندار 16 محمد فريجةالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالنفيضة 17 محمد بن عائشةعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقلعة الكبرى 18 روضة العيفةعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي 19 محمد عبد الجليل عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي 20 الهادي لطيفعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي 21 عمر عظام عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي 22 حياة اليعقوبيعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسيدي بوعلي 23 آمال هريش بوغزالةعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجوهرة 24 محمد نجيب الشابيعضو النقابة الأساسي للتعليم الثانوي بجوهرة 25 نور الدين بوطارخةعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالنفيضة 26 محمد جمعةعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسيدي بوعلي 27 البشير النويعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسيدي بوعلي 28 الهاشمي هاشمعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بوفيشة 29 عمار المهذبيعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بوفيشة 30 كمال زيانعضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي 31 ماهر بن عليالكاتب العام للنقابة الأساسية للتأطير والإرشاد التربوي 32 محي الدين لاغة عضو النقابة الأساسية للتعليم العالي بكلية الآداب 33 علي سيدهمعضو الفرع الجامعي للأشغال 34 أحمد بوجرةالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم العالي بكلية الآداب 35 حسن البوبكريعضو النقابة الأساسية للتعليم العالي بكلية الآداب 36 رضا بوزيانالكاتب العام للنقابة الأساسية بالبريد 37 ساسي فرجالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالرياض 38 علي الجوينيالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقلعة الكبرى 39 خالد الدهمانيعضو النقابة الأساسية للكهرباء والغاز 40 عامر معط اللهعضو النقابة العامة للتكوين المهني والتشغيل والهجرة 41 عبد الفتاح بن يزةعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي حمام سوسة 42 توفيق السبععضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجوهرة 43 عبد الحميد عونيعضو النقابة الأساسية لإتصالات تونس 44 عمر بوبكريالكاتب العام للنقابة الأساسية بكلية الحقوق سوسة 45 حبيب بن محمودعضوالنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحمام سوسة 46 عماد بن لامينالكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بأكودة 47 عبد المجيد مسلميالكاتب العام للنقابة الجهوية للأطباء الجامعيين 48 نجيب عماميعضو النقابة الأساسية بكلية الآداب 49 زهير عياشعضو النقابة الأساسية لإتصالات تونس 50 علي الذويبيعضو النقابة الأساسية لإتصالات تونس
 
(المصدر: “البديـل عاجل” بتاريخ 14 أكتوبر 2007 من “موقع حزب العمال الشيوعي التونسي”)


 
إيقافات:

آخر التطورات في خصوص ملف المطرودين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بالمهدية

 
  الثلاثاء 2 أكتوبر 2007 بدعوة من المكتب الفيدرالي بالكلية المذكورة نظم مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس تظاهرة حائطية وعقدوا اجتماعا عاما جماهيريا خصص للترحيب بالطلبة الجدد كما تناول المتدخلون قضايا الجامعة والبلاد وتطرقوا للمظلمة التي تعرض لها خمسة أعضاء من المكتب الفيدرالي بالكلية حيث تم طردهم من الجامعة التونسية على خلفية نشاطهم النقابي. هذا وقد طالبوا بإرجاع المطرودين إلى مقاعد الدراسة وضمان حرية العمل النقابي بالجامعة كما أصدر المكتب الفيدرالي بيانا احتجاجيا تم توزيعه على الطلبة والأساتذة الذين عبروا عن مساندتهم لمطالب المطرودين وتضامنهم معهم. وفي أول ردة فعل للبوليس تم اختطاف مفيد الزويدي عضو المكتب الفيدرالي من أمام الكلية واقتياده إلى منطقة الأمن بالمهدية أين تم الاعتداء عليه بالعنف وتهديده في حالة مواصلته القيام بمهامه النقابية. كما تحول مناضلو الاتحاد إلى المطعم الجامعي الكائن قرب الكلية ليلا أين نظموا اجتماعا عاما للتحسيس بقضية المطرودين فحاول مدير المطعم السيد محمد صيود منعهم من ذلك وقام باستدعاء البوليس الذي حاصر المطعم الجامعي مما زاد في التفاف الطلبة حول مناضلي الاتحاد وإصرار حشد كبير منهم (حوالي 300 طالب) على مرافقة الرفاق لمنازلهم وحمايتهم من البوليس. فما راعهم إلا وقوات البوليس تحاصرهم أمام بهو المطعم وتهاجم حشود الطلبة بالسيارات والدراجاته النارية محاولة دوسهم بكل برودة دم وقامت بمحاولة اختطاف مفيد الزويدي ثانية لكن مناضلي الاتحاد والطلبة الحاضرون تفطنوا لهم وتمكنوا من تخليصه. الأربعاء 3 أكتوبر في الصباح وعندما كان مناضلو التحاد متوجهين للكلية فوجئوا بوجود أعداد مهولة من قوات البوليس بالزى الرسمي والمدني تحاصر الكلية وترهب الطلبة. وقام البوليس بالاعتداء على مناضلي الاتحاد وخاصة المناضل أيمن الجعبيري، وائل نوار، جواهر شنة، هدى عمروسية ونهى الزمالي التي توجه لها البوليس بالقول “انت تجيب أيمن”. وعلى إثر هذا الاعتداء تم إيقاف كل من أيمن الجعبيري، وائل نوار وجواهر شنة واقتيادهم إلى منطقة الأمن، كما أقام البوليس حزاما بشريا أمام باب الكلية لمنع الطلاب من الخروج لنجدة رفاقهم. هذا وقد تعرض الثلاثة إلى التنكيل داخل المنطقة على أيدي الأعوان خاصة على يد الملقب بـ”نادر السريع” وهو أحد الجلادين والمسؤولين عن التعذيب بالمنطقة المذكورة. وقد كان نصيب أيمن الأوفر من التعذيب حيث عنفته مجموعة كبيرة (حوالي 10 أعوان) بالعصي والهراوات وركله إلى أن أغمي عليه ثم سكب الماء البارد على جسده حتى يستفيق ويعيدون تعذيبه ممّا خلف أضرارا بالغة بالرفيق الذي زاد صموده أمامهم من حقدهم عليه والتشفي منه. استطاع الرفيق محمد السوداني من الإفلات من البوليس وتوجه إلى إدارة الكلية لكي يعلم الإدارة بما يحدث حول الكلية وداخلها ويطلب من العميد السيد الهاشمي خواجة حماية طلبته من البوليس باعتباره المسؤول الأول على أمن الطلبة وحرمة الكلية إلا أن أحد الإداريين والمسمى سهيل عاشور قام بالاعتداء على الرفيق ولكمه على مستوى عينه بحضور العميد الذي شارك بدوره في المهزلة حيث قام برفع كرسي في وجه محمد!!! فاتجه الرفيق مباشرة إلى ساحة الكلية وتم عقد اجتماع عام لإعلام الطلبة بآخر التطورات وقد تواصل الاجتماع العام من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الرابعة مساء ثم تحول الطلبة إلى الاعتصام أمام إدارة الكلية للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين ولكن الإدارة كانت خالية إلا من عناصر الأمن الجامعي الذين ارتدوا الخوذات واحضروا العصي لترهيب الطلبة. في حدود الساعة الرابعة والنصف تم رفع الاعتصام وشرع الطلاب في مغادرة الكلية جماعيا حتى لا يلحظ البوليس محمد السوداني ولكن طالبة دستورية أرشدتهم عليه فقاموا بمهاجمته ولكنه احتمى مجددا بالكلية ليقع في أيدي مجموعة من الطلبة الدساترة الذين قاموا بقيادة أنور وجدي بوزيان وأكرم الهذيلي بالاعتداء بالعنف الشديد عليه وضربه بعصا على رأسه مما افقده وعيه فاقتادوه إلى البوليس. كما قامت يومها الدكتورة حميدة الدريدي الكاتبة العامة لفرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان فرع المنستير بالتوجه إلى منطقة الأمن للاستفسار عن سبب إيقاف الرفاق الثلاثة ولكن رئيس المنطقة أنكر وجودهم لديه ليتم حوالي الرابعة مساء الإفراج عن وائل نوار وجواهر شنة مناضلي الاتحاد بكلية الآداب بسوسة والإبقاء على أيمن الجعبيري رهن الإيقاف وإلحاق محمد السوداني به. الخميس 4 أكتوبر قام البوليس باعتراض سبيل مناضلة الاتحاد نهى الزمالي أمام باب الكلية ومنعها من الدخول وتهديدها باعتماد العنف اللفظي الشديد متوجين لها بالكلام البذيء وتوعدها بالعقاب “مازلت تجي نقصولك ساقك”. وقد اقتاد البوليس الطالبة أمل النابلي المنخرطة في الاتحاد العام لطلبة تونس وأرغموها على إمضاء التزام بعدم المشاركة في التحركات الاحتجاجية. هذا وقد قام الأستاذ هشام القرفي الذي تطوع للدفاع على الرفيقين بالاتصال بالمنطقة قصد معرفة أسباب إيقاف منوبيه ولكن البوليس امتنع عن الإدلاء بمعلومات في الخصوص. السبت 6 أكتوبر حاول كل من والد محمد السوداني والشقيق الأكبر لأيمن الجعبيري الاستفسار عن وضعية الرفيقين وإدخال الطعام لهما ولكنهما منعا من ذلك. الاثنين 8 أكتوبر أصدر كل من فرع الرابطة بالمهدية والاتحاد الجهوي للشغل وجمعية النهوض بالطالب الشابي بيانات مساندة للرفاق المطرودين والموقوفين. الثلاثاء 9 أكتوبر حوالي منتصف النهار تم عرض الرفيقين على وكيل الجمهورية الذي أصدر في حقهما بطاقة إيداع بالسجن، هذا وقد منع الأساتذة هشام القرفي وأحمد المسلمي وحاتم فرحات من حضور التحقيق مع الرفيقين.
 
(المصدر: “البديـل عاجل” بتاريخ 14 أكتوبر 2007 من “موقع حزب العمال الشيوعي التونسي”)
 

 
الافتتاحيّة

الانغلاق السياسي والبدائل الممكنة

 
لا يختلف اثنان حول ما تعانيه الحياة السياسية من انغلاق يتواصل بموجبه منع حقّ التنظم على أسس مدنية والتضييق على الأنشطة السياسية لعديد الأحزاب والجمعيات المرخّص لها بالعمل القانوني، والاقدام على خطوات تصعيدية لمحاصرة المعارضين وترهيبهم سواء تعلّق الأمر بحرق مكتب الأستاذ العياشي الهمامي المحامي المستقلّ أو التضييق على الأستاذ محمد جمور القيادي في حزب العمل الوطني الديمقراطي أو السعي لإجلاء الحزب الديمقراطي التقدمي من مقرّه المركزي بالعاصمة أو التضييق من قبل على حركة التجديد في القيروان و قد ترافق ذلك مع ظواهر سلبية شديدة الخطورة على الحياة السياسية والمدنية عموما تتمثل في اقتحام القضاء والأجهزة الإدارية مثل مصالح المراقبة المالية وإخراجها من طبيعتها المفترضة وهي الحياد وتطبيق القانون والشفافية. وتحويلها إلى أداة لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين في وقت يتطلّع فيه التونسيون إلى رؤية بلادهم تتخطى حالة الجمود والاحتقان، وتنفتح فيها مساحات الحرية وممارسة حقّ المواطنة الفعلية. لقد مثلت هذه الخطوات وغيرها من إجراءات وممارسات التشدد والانغلاق نوعا من الاحباط لدى الذين كانوا يتوقعون تقدما ملموسا في اتجاه اطلاق الحريات على أسس مدنية وتحررا للإعلام واعلان عفو تشريعي عام وممارسة اجراءات انفراجية ملحة في ملفّات عديدة مثل ملفّ الرابطة وغيرها تضع البلاد على مسار جديد وتفتح آفاقا جديدة على أعتاب مرحلة الاستحقاقات المقبلة. وتغلق الباب أمام التوترات وردود الفعل اليائسة التي تتهيأ لها المناخات بالدعاوي التكفيرية والتحريضية الراغبة في زرع اليأس من مشاريع المجتمعات المدنية العادلة والمتحرّرة والانخراط في مشاريع سلفية نكوصية عنوانها أصولي وجوهرها ارتدادي وأداتها العنف الرجعي. كما أنها تتغذى من معطيات الواقع الموضوعي الذي تشتدّ فيه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ويتفاقم فيه الغلاء والبطالة والحرمان والتهميش وتشعر شرائح اجتماعية متزايدة فيه بالغبن. لهذا كلّه فإن استمرار حالة الانغلاق هو أمر مرفوض والسكوت عليه خطأ مكلّف يوشك أن يفضي إلى أسوأ العواقب. ولكن إذا كانت السلطة هي المسؤولة عن تحقيق اجراءات الانفراج والاصلاح وهي التي يجب أن تتوجه لها المطالب إذ أنها وضعت كل مفاتيح الأزمة في جيبها وحمّلت نفسها كل تبعاتها، وترتّب على ذلك كل الحقّ للمعارضة في مواجهتها ومحاسبتها لتحقيق بديل وذلك هو دور كل معارضة جدّية. فإننا نتساءل عن تفاصيل هذا الدور هل تمتلك المعارضة حقّا تصوّرا للبديل؟ وهل أنّ تصوّر المعارضة يجعلها قوة تغيير حقيقية؟ وهل هي موحّدة في ذلك أم مختلفة؟ وهل أن خلافاتها هي ثانوية وشخصية وربما زعاماتية بالمعنى البسيط والهيّن أم هي خلافات جوهرية حول مشاريع متناقضة يجعل التباعد بينها حقيقة قائمة يصعب تجاوزها؟ سنحاول الاجابة بإيجاز عن هذه التساؤلات المفصلية التي عليها يتأسس الفعل السياسي في واقعنا الراهن. نحن نتصوّر أن المعارضة منقسمة فعلا إلى تيارين كبيرين يحمل كل منهما مشروعا للتغيير يعتقد كل طرف أنه الأجدى والأنسب لواقع البلاد: 1.  تيار أول ليبرالي يميني يرى أن الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مردها “عجز النظام الاقتصادي والسياسي التونسي عن الاندماج في اقتصاد السوق المعلوم(1) وعدم قدرته على استقطاب الاستثمار الخارجي” ويرى أن هذا الاندماج هو الحلّ لمشكلات البلاد الاقتصادية والاجتماعية وفي طليعتها البطالة. وينزّل “الاصلاح السياسي في إطار الاستجابة لمطلب الحكم الرشيد” كما صاغته دوائر القرار العالمي (مشروع الشرق الأوسط وشمال افريقيا ـ واتفاقات الشراكة مع الأوروبيين وسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي). وبذلك تتمكن البلاد من رفع التحديات. “فالاصلاح السياسي وفق هذا المنظور هو ضرورة اقتصادية واجتماعية قبل أن يكون اجراءا سياسيا مطلوبا لذاته بالذات” ويرى هذا الفريق أن فهم الوضع بهذا الشكل يقتضي مواجهته ببرنامج يدور حول عناصر اساسية تمثل “اجماعا وطنيا” ويلخّصها أصحابها في: “الاقتصاد الليبرالي والديمقراطية السياسية” وحولهما تصاغ كل التفاصيل الجزئية. ويقتضي هذا الفهم إدراكا لعوامل الفعل الضرورية لتحقيق التحوّل المنشود. ومنها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، الداخلي هو توافق طيف من القوى المعارضة تتوحّد حول الثوابت الآنفة حتى وإن كانت ذات جذور تمتدّ من اليساري الاشتراكي إلى اليميني الاسلامي خاصّة بعد توجه “الدول الغربية للاعتماد على الاسلام السياسي المعتدل” لكنّها صيغت صياغة تحالفية جديدة. أما الشرط الخارحي فهو التوافق مع التيارات “الدولية الكبرى التي تدعم الاصلاح في البلاد العربية وفي طليعتها الادارة الأمريكية” التي تقدم في إطار هذا التصور باعتبارها “قوة التحرر في عالمنا الراهن” وهي صاحبة مشروع الشرق الأوسط المعروف وذات النفوذ المطلق في المنطقة. ويقترح هذا التصوّر آلية لانجاز التحول في علاقة بالواقع الراهن للبلاد والاستحقاقات المقبلة وفي طليعتها الاستحقاق الانتخابي في 2009. أي أنه يقترح اخراجا سياسيا لهذا المشروع يدور حول ضرورة تشكيل فريق نشيط ومقنع من عناصر التحالف السياسي آنف الذكر، يتكاتف حول “زعيم يقدم نفسه رمزا موحدا وممركزا للمعارضة في مواجهة السلطة ومرشحها المعلن قبل الأوان” ويدعو إلى حسم قضية الزعامة باعتماد آليات ضرورية تستدعيها ظروف المعارضة الخاصة التي يجب أن “نعمل حيالها لايجاد حلّ للتوافق حول زعيم واحد” ومن ثم تتوجّه للمواطن للحصول على تأييده. 2.  تيار ثان أريد أن أسميه وطنيا وديمقراطيا ويساريا، يرى أن أزمة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية مردّها التخبط في براثن الاخطبوط الهيمني المعولم الذي تسعى الدول الامبريالية إلى مزيد من اخضاعنا لهيمنته القائمة. وأنّ جوهر الخلاص هو إعلان التصدي لهذه الهيمنة والعمل على الفكاك منها، بتطوير اقتصادنا الوطني وتوجيهه لتلبية احتياجاتنا الأساسية بالاعتماد على قوانا الذاتية وفي علاقة متنامية وبناءه وواقعية مع محيطنا المغاربي والعربي والافريقي والعالمي. ولهذا فإن استقلالية القرار الوطني اقتصاديا وسياسيا هو مطلب أساسي يحدّد كل الاختيارات اللاحقة. نحن لسنا دعاة انغلاق ولكننا لسنا دعاة استسلام لقدر العولمة الرأسمالية المتوحشة وعندما يدعو البنك الدولي بلادنا مثلا للكفّ عن انتاج القمح اللين والبطاطا واللبن واللحوم الحمراء واقتناءها من الأسواق لأنها أرخص ثمنا، وتعويضها بزراعة الزهور لأنها أكثر رواجا وربحية في الأسواق العالمية(2) يجب أن نرفض ذلك ومن الممكن أن نرفض لأن ذلك معناه القضاء على فلاحتنا الوطنية ورهن قوتنا بمضاربات السوق العالمية واحتكاراتها التجارية وربط ازدهارنا بالمساحات التي تسمح لنا بها دوائر القرار الاقتصادي الامبريالي العالمي أي سلبنا مقومات أمننا الغذائي ورهن مصيرنا تزويدا و تسويقا بإرادة غيرنا من الاحتكاريين العالميين، هذا نموذج واحد فقط مما ينسحب على مجمل أوضاعنا وفي مختلف المجالات. ونحن نرى كذلك أن تكريس حقّ المواطنة واطلاق الحريات العامة وتمكين كلّ المواطنين من حقوقهم في اختيار من يحكمهم ووفق البرنامج الذي يحقق مصلحتهم في اطار قانون مدني وضعي يختاره ويقرّه المواطنون الأحرار هو في جوهر الاصلاحات السياسية التي تخدم تطوّر المجتمع وتنميته وتحقّق أكبر قدر من العدالة بين الناس وأنه كلما سدّت أبواب الممارسة الديمقراطية التعددية السليمة كلّما تصاعدت نوازع التوتّر وتعددت الحلول المغشوشة التي تزين الاستبداد وتغرق فيه أو تلك التي تغري الناس ببدائل قوامها توظيف الدين في السياسة وخلط كل الأوراق خدمة لمصلحة أطراف داخلية معادية لمصالح الكادحين من جماهير الشعب وخدمة مصالح الدول الاستعمارية التي يتصرّف سفراؤها كأوصياء يذكرنا أحدهم بالمقيم العام زمن الحماية سيئة الذكر، هذه الدول ليست “أنصار الحرية في العالم” وليست “نموذج التحرر”: هم المحتلون قتلة الأطفال و مصاصو دماء وتجار الحرب في العراق وفلسطين ناهبو ثروات الشعوب في مختلف أرجاء العالم. ولهذا السبب فإن اصحاب المصلحة في انجاز التحولات الايجابية في مجتمعنا هي الفئات الشعبية وقواها السياسية الوطنية والتقدمية التي يجب أن تتحمّل مسؤوليتها وتعوّل على قواها الذاتية وقوى شعبها وتتصدى لأوهام الخلاص بفضل ضغوط القناصل وأنصار الحماية الجديدة. نحن في حاجة إلى وعي الشعب وتكاتفه ونهوضه، في حاجة إلى تحمّل القوى السياسية المنحازة للشعب لمسؤولياتها وعليها أن تتشكل في تحالف وطني ديمقراطي واسع ينحاز للشعب ويمارس بديمقراطية ويتبنى مشروعا تقدميا ينهض بالمجتمع على كل الأصعدة. في حاجة إلى مشروع مجتمعي محوره الحرية والعدل والحداثة والوطنية وبقيادات مخلصة تخلّصه من أوهام الزعامة المريضة بالنرجسية والمتنافخة بالدعم الاستعماري والتحالف مع قوى الظلام والتخلف. لهذا السبب نحن نرى أننا إزاء مشروعين في المعارضة، إزاء تشخيصين للواقع وتصورين مختلفين لمواجهة هذا الواقع في مستوى البرنامج وآليات الانجاز. ولأن القضية هي قضية الشعب فمن حقّ كل الأطراف أن تتقدم له وتشرح أهدافها ووسائلها وتمكنه من وسائل الاختيار وأن يكون ذلك متاحا حقا لكل أبناء تونس وبحظوظ متساوية وضمن منظومة سياسية مدنية واضحة المعالم ومحلّ اجماع وطني. تلك هي الديمقراطية الحقيقية التي نحتاجها لبناء وطن مزدهر متحرّر وعادل وذلك ما يحكم توجهاتنا في المرحلة المقبلة واستحقاقاتها المنتظرة.  أبو خالد الهــوامش:  (1) كل ما ورد بين ظفرين هو استشهادات مستمدة من تصريحات قيادة هذا التيار لصحف محلية وأجنبية. (2) هذه التوصيات وردت بتقرير البنك الدولي حول وضع القطاع الفلاحي التونسي والمصاغ في جويلية 2006 والمعلن في جانفي 2007.   (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org


لقاءات
 
على هامش “حفل لومانيتي” الذي دار بباريس بين 14 و16 سبتمبر التقى الرفيقان محمد جمور وخالد الفالح بمسؤولين عن “الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والاشتراكية” وحزب “النهج الديمقراطي” المغربي  و”الحزب الشيوعي اللبناني” و”حزب العمل البلجيكي” و”الحزب الشيوعي الفرنسي”. وتناولت اللقاءات العلاقات الثنائية والأوضاع العربية و الأورومتوسطية. -5- تضامنا مع الأستاذ العياّشي الهمامي  نشر حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بيانا إثر الاعتداء الذي تعرّض له مكتب الأستاذ العياّشي الهمامي صبيحة الجمعة 31 أوت ندّد فيه بمثل تلك الممارسات داعيا السلطة لفتح تحقيق جدّي لكشف مرتكبي هذه الأفعال الشنيعة وإحالتهم على القضاء. كما أعرب الحزب للأستاذ العياّشي الهمامي ولأسرته عن تضامنه معهم ووقوفه لجانبهم.   (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org


بعض المعطيات الكمية حول التعليم الأساسي والثانوي

للسنة الدراسية 2007 – 2008

 
تفيد المعطيات الصادرة عن وزارة التربية والتكوين المهني أن العدد الجملي للتلاميذ خلال السنة الدراسية الجديدة بالنسبة للتعليم الأساسي والتعليم الثانوي يبلغ 2115.224 تلميذة وتلميذا موزعين كالآتي: 1 ) المرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي:     1021.715 تلميذة وتلميذا 2 ) مرحلة التعليم الإعدادي: 585283 تلميذة وتلميذا موزعين على :  – إعدادي نموذجي 1965 – إعدادي تقني  4974            – إعدادي عام  578334 3 ) مرحلة التعليم الثانوي:    508226 تلميذة وتلميذا موزعين على: – مدارس المهن 8000 – المعاهد الثانوية  500226  ويشرف على تدريس التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي 57698 معلما. أما عدد المربين المشتغلين بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية فإنه بلغ 71247 أستاذا. وحسب الوزارة تراجع عدد التلاميذ بالمدارس الابتدائية مقارنة بالسنة المدرسية الماضية (2006- 2007) بـ31.701 ويتوزع التلاميذ في هذه المدارس بين 47.7 إناثا و57.3%  ذكورا. وتشير معطيات الوزارة إلى تراجع معدّل كثافة التلاميذ في كامل مراحل التعليم المشار إليها مثلما يثبته الجدول المقارن الموالي: درجة التعليـمنسبة الكثافة في السنة الدراسية 06 -07نسبة الكثافة في السنة الدراسية 07- 08نسبـــة التــراجع تعليم ابتدائي18.217.8%0.4% تعليم إعدادي31.730.90.4% تعليم ثانوي29.128.50.6% لكن الأرقام الناقصة التي أوردتها الوزارة لا تمكّن الدارس من معرفة أسباب هذا التراجع وتأثيراته الفعلية. فتراجع نسبة الكثافة هو أمر إيجابي في حد ذاته لكن يمكن أن يعزى إلى أحد الأسباب التالية أو إليها جميعا متضافرة: تراجع عدد التلاميذ، ارتفاع عدد الأقسام والزيادة في عدد المدرسين. يشار مثلا أن تراجع نسبة الكثافة في التعليم الابتدائي من 18.2 تلميذا لكل مدرس إلى 17.8 تلميذا للمربي الواحد من سنة دراسية إلى أخرى يعود حسب المعطيات المتوفرة لدينا إلى تراجع عدد التلاميذ في هذه المرحلة هو 1053.416 تلميذا وتلميذة خلال السنة الدراسية 2006 – 2007 إلى 1021715 للسنة الدراسية الحالية أي بنقص مقدر بـ 31701 تلميذة وتلميذ. وفي الأخير نشير إلى أن الأرقام المتعلقة بنسبة التمدرس خلال السنة الدراسية الماضية تؤكد: 1.ارتفاع نسبة التمدرس لدى الأطفال (ذكورا وإناثا) البالغين 6 سنوات إلى حد 99% بغض النظر عن سنهم. وهذا يعني أنه لا زال مع الأسف 1% من الأطفال المؤهلين للدراسة لا يرسّم بالمدارس. 2.تراجع هذه النسبة إلى 97.3%  لدى الأطفال (ذكورا وإناثا على حد السواء) المنتمين للشريحة العمرية ما بين 6 و11 سنة ثم تدني نسبة التمدرس إلى 76.6% لدى الشريحة العمرية ما بين 12 و18 سنة. هذان الرقمان يثيران فينا الملاحظات التالية: أ – على خلاف ما ينصّ عليه القانون التونسي من إلزامية التعلم إلى حد السنة 16 من العمر، هناك 9.5 % من أطفالنا ينقطعون عن التعلم وهم دون سن 16 عاما. ب – ربع الأطفال تقريبا المتراوحة أعمارهم بين 12 و18 عاما ينقطعون عن التعليم وهي نسبة هامة جدا تطرح عدّة تساؤلات حول مصير هؤلاء الشبان والهياكل التربوية التي تحتضنهم بعد الانقطاع عن التعليم، وإمكانيات تشغيلهم وتأثير الانقطاع عن التعلّم على الظواهر السلوكية لدى الشباب إلخ. وخاصة تنامي الظواهر المسماة بالمنحرفة (كالعنف وتعاطي المخدرات وظاهرة التشرد وجرائم السرقة، جرائم الأخلاق وتعاطي الكحول). وفعلا فقد أكدت دراسة قام بها المرصد الوطني للشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة أن الانقطاع المبكر عن الدراسة هو أحد أسباب الانحراف والجنوح لدى الأطفال والشباب إلى جانب أسباب تتعلق بالحياة الأسرية وعدم قدرة مسالك التكوين المهني على استيعاب كل المسرحين من التعليم إلى قلة فرص الشغل بسبب الأوضاع الاقتصادية للبلاد نظرا لتدني المستوى التعليمي لهؤلاء الأطفال والشبان وأكدت الدراسة المذكورة أن قلّة الجمعيات المختصة القادرة على الإحاطة بهؤلاء المنقطعين عن التعليم ساعد شبكات لاستقطاب الفتيان الجانحين حال الإفراج عنهم من الإصلاحيات أو السجون لغاية استغلالهم في التسوّل والجنس. هذا الوضع يجب أن يدفع الدولة بالأساس لأنها هي المسؤولة الأولى على المرفق العام للتعليم، وباقي مكونات المجتمع من أحزاب وجمعيات إلى التفكير العميق وإيجاد الحلول لمعضلة الانقطاع المدرسي ومن توفير فرص التكوين المهني وخلق مواطن الشغل والسماح بإنشاء جمعيات ومنظمات مستقلة تتوفّر لديها الإمكانيات المادية والبشرية للإحاطة بشبابنا.   (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org


دعم مالي من المال العام لمؤسسة تربوية خاصة

 
نشر بالرائد الرسمي عدد 70 لسنة 2007 المؤرخ في 31/08/2007 أمر رئاسي يقضي بإسناد مبلغ 1794.600 دينارا للمدرسة العالمية بقرطاج بعنوان “منحة” ستصرف على قسطين متساويين الأول عند انجاز نصف المشروع والثاني عند دخول المشروع طور النشاط. وجاء بالأمر كذلك أن هذه المنحة تحمل على الاعتمادات المرسمة بالعنوان الثاني (أي بميزانية التجهيز) لوزارة التربية والتكوين. الملاحظ أن المدرسة العالمية بقرطاج هي مؤسسة خاصة علما وأنه لم يسبق في تونس أن اقتطعت مساندة مالية من ميزانية وزارة التعليم إلى مؤسسة تربوية خاصة. ويمكن أن نضيف بما أن المنحة أسندت للمؤسسة حتى تتمكن من الانطلاق، لماذا لا تلزم بإرجاع المال العام حينما تتيسر الأحوال خاصة وأن من سيدرس بها هم أبناء مواطنين ميسورين.   (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org


تحوير وزاري ذو صبغة تقـنيّة

 
قرّر الرئيس بن علي إدخال تحوير جزئي على حكومته يوم 03/09/2007. أهمّ سماته أنّ السيد المنذر الزنايدي خلف السيد رضا كشريد على رأس وزارة الصحة فيما أصبحت السيدة سارة كمون جراية وزيرة للمرأة والأسرة والطفولة والمسنين. وأصبح السيد رضا التويتي وزيرا للتجارة والصناعة التقليدية والحاج قلاعي وزيرا لتكنولوجية الاتصالات والمواصلات وخليل العجيمي وزيرا للسياحة كما تمّ تعيين ثلاثة كتّاب دولة جدد في وزارة التعاون الدولي ووزارة التربية والتكوين المهني ووزارة الصحة العمومية. المتأمّل في التحوير الوزاري سيلاحظ أنه لم يشمل وزارة السيادة (الداخلية والخارجية والعدل والدفاع) وهي وزارات تعتبر حساسة وهامّة. الوزراء المباشرون لا يزالون يحضون بثقة رئيس الدولة إذن جاء التحوير مكذبا لإشاعات مفادها أن وزارة سيادة على الأقل ستكون محل تحوير. ·لم يشمل التحوير الوزاري كذلك وزارات عرفت في المّدة الماضية توترا اجتماعيا كوزارة التربية والتكوين أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. · ويرى الملاحظون أن التغييرين الحاصلين على رأس وزارتي الصحة ووزارة تكنولوجيا الاتصالات لا علاقة لهما بالإضراب الذي شنه أعوان وزارة الصحة أو مؤسسة تونس للاتصالات. ·باستثناء السيد منذر الزنايدي الذي أصبح يحظى بتجربة في إدارة الوزارات والملفات، كلّ الوزراء وكتاب الدولة المعيّنين غير معروفين على مستوى الحياة السياسية ولكن يستفاد ممّا نشر عن حياتهم في الصحف اليومية أنهم كفاءات عالية من حيث الشهادات الدراسية التي تحصلوا عليها وبتجربتهم المهنية فهم تكنوقراطيون كما يصطلح على تسميتهم في المصطلحات السياسية. ·مفاجأتان جاء بهما التحوير الوزاري ويتمثلان في مغادرة كل من السيدين التجاني الحداد (وزير السياحة السابق) ورضا كشريد (وزير الصحة سابقا) الحكومة لأسباب غير معلومة. الأخير وحسب صحيفة يومية، مرشح لأن يصبح سفيرا لتونس بإسبانيا أما الأول، فقد يكون بلغ سن التقاعد.   (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org
 

سفير الولايات المتّحدة يتشاور مع المعارضة !

 
ربطت سفارة الولايات المتحدة بتونس علاقات مع عدد من أحزاب المعارضة بما فيها الحركات الأسلاموية ومن الجمعيات ومن الشخصيات الوطنية لاقناعها بمساندة السياسة العدوانية التي تنتهجها إدارة “جورج بوش” ولتسويق خطّة “الشرق الأوسط الكبير”. ويبدو أنّ السفير الحالي السيّد “روبر غوداك” – الذي سبق له أن شغل منصبا ساميا إلى جانب المفوّض السابق في العراق المحتل “بول بريمر”- استدعى في الأشهر الماضية عددا من مسؤولي المعارضة، بما فيها المعارضة الرسمية، للتشاور معهم في الشأن الداخلي. ولقد أصدرت بعض الأطراف تصريحات في هذا الموضوع بينما خيّم الكتمان على بقيّة اللقاءات. ولانارة الرأي العام نعرض فيما يلى بعض المواقف: ·الديمقراطي الوحدوي يقاطع أصدرت صحيفة الوطن بتاريخ 27 جويلية توضيحا حول “رفض الاتحاد الديمقراطي الوحدوي حضور لقاء في السفارة الامريكية”. وجاء في البلاغ أنّ “لقاءً قد عقد في مقرّ السفارة الأمريكية بتونس بين السفير الامريكي وثلاثة أمناء عامين للأحزاب المكوّنة لللقاء الديمقراطي، وذلك للحوار حول جملة من القضايا الوطنيّة”. مع العلم أنّ اللّقاء الديمقراطي يضمّ أيضا حزب الوحدة الشعبيّة والحزب الإجتماعي الليبرالي وحزب الخضر من أجل التقدم و كلّها موالية للسلطة. و لقد قاطع السّيد أحمد الاينوبلي أمين عام الديمقراطي الوحدوي هذا اللقاء من منطق “رفض العلاقة والحوار مع الإدارة الأمريكية وذلك على خلفية سياساتها وممارساتها العدوانية” واعتبار “الإصلاح السياسي شأن وطني لا دخل لللأمريكان أو غيرهم من الجهات فيه.” ·حزب العمّال يعتذر أمّا حزب العمّال الشّيوعي فقد أصدر بلاغا بتاريخ 26 جويلية وبعنوان “دعوة…واعتذار”. فيما يلي نصّه: “وجّهت السفارة الأمريكية بتونس دعوة الى عدد من مسؤولي الأحزاب والجمعيات للقاء السّفير المعتمد بتونس بمقرّ سكناه يوم الخميس 26 جويلية 2007 على الساعة الخامسة مساء، وذكرت أنّ هذه الدعوة تندرج في اطار لقاءات السفير الأمريكي مع المجتمع المدني التونسي. وقد وجهت في هذا الإطار الدعوة الى الرفيق حمّه الهمّامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمّال الشيوعي التونسي، ولكنّه اعتذر عن تلبية هذه الدعوة”. ·اسماعيل بولحية يستقبل غوداك أخيرا أشارت حركة الديمقراطيين الإشتراكيين أنّ أمينها العام السيّد بولحية قد استقبل بمقرّ الحركة السفير الأمريكي. وجاء في بلاغها ما يلي: “أدّى سفير الولايات المتّحدة الأمريكية بتونس السيّد روبار فرانك غوداك زيارة يوم الأربعاء 8 أوت الجاري إلى مقرّ حركة الديمقراطيين الإشتراكيين حيث استقبله السيّد اسماعيل بولحية صحبة عدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة. وتناول اللقاء استعراض العلاقات بين الولايات المتّحدة الأمريكية ومكونات المجتمع المدني وحرص الولايات المتّحدة على تعزيز العلاقات و التعاون بين البلدين مشيدا بما تحقّق في تونس من تنمية وما يسودها من استقرار وانسجام مجتمعي.” (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org

تعدّد الوفود الأمريكيّة

 
تناولت الإرادة في أعدادها السابقة موضوع العلاقات بين الإدارة الأمريكيّة والحكومة التونسيّة وتابعت الزيارات المتبادلة وأشارت للأهداف التي ترمي لتحقيقها إدارة بوش من خلال تركيزها على تونس. وفيما يلي دفعة جديدة من الزيارات: ·16 أوت حلّ بتونس وفد من الضباط العاملين بالجامعة الأمريكية للدفاع الوطني ب “كابستون” والتقى بنائبة وزير الخارجية التونسيّة. وأشارت السفارة الأمريكيّة بتونس أنّ برنامج الزيارة يتضمّن أيضا لقاءً مع “شخصيات سياسية وحزبية” و “بعض وجوه المجتمع المدني”. · أوت حلّ بتونس وفد من الكنغرس برئاسة النائب الديمقراطي “جيري كوستيلو” وبعضوية النائب الجمهوري “جون داكني” وتحادث مع الوزير الأوّل في موضوع دعم العلاقات الخاصّة في مجالي السياحة والنقل. وقد شهدت هذه العلاقات تطوّرا هامّا إذ بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية 700 مليون دولار العام الماضي وأصبحت تتواجد في تونس 60 مؤسسة أمريكية تعمل خاصّة في قطاع الطاقة وتكنولوجيا الاتصال والتجهيزات الطبيّة. ·من 23 أوت إلى 8 سبتمبر شاركت تونس في دورة تدريبية “فلينك-فلوك” جرت بـ”باماكو” (مالي) بمبادرة من الولايات المتّحدة وضمّت 250 عسكريا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وتونس والجزائر والمغرب زموريتانيا وتشاد والنيجر ومالي. ·30 أوت حلّ بتونس وفد من الكنغرس برئاسة النائبة “شايلا جاكسون لي” و أجرى محادثات مع الوزير الأوّل ووزير الخارجيّة. وصرّحت السيدة “جاكسون لي” أنّ “تعدد زيارات أعضاء الكنغرس تعكس عزم الولايات المتّحدة على مزيد دفع العلاقات الثنائيّة” كما أوضحت أنّ “تونس تحتلّ موقعا استراتجيا حتى تصبح حليفا مهمّا للولايات المتّحدة”. ·في 11 سبتمبر زار تونس وفد برئاسة السيّدة “اليزابيث ديبل” النائب الأوّل لمساعد وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة “كندوليسا رايس” وبعضويّة مسؤولين عن وزارة الخارجيّة و التجارة والماليّةوتحادث مع الوزير الأوّل ووزير التنمية والتعاون الدولي. وأدلت “ديبل” للصحافة أنّ أمريكا تسعى لتوظيف السوق التونسيّة للوصول للأسواق الأوروبية من خلال اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي. كما تسعى من خلالها للوصول إلى الأسواق الافريقيّة. وجاء خلال هذه الزيارة أنّ الطرفين يعملان على تفعيل “الاتفاق الإطاري للتجارة والاستثمار” (“تيفا” الذي ابرم في أكتوبر 2003 ويرمي لتحرير التبادل التجاري). (المصدر: “الإرادة”، نشريّة سياسيّة إخباريّة جامعة يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ العدد الرابع أكتوبر 2007) الرابط: http://www.hezbelamal.org

 


 

صور من الحياة

 يوسف الجربي   المركز القومي البيداغوجي عاجز   رغم تسلحه بالإعلامية سلاح العصر في مسابقة الوقت و توفير خدمات جيدة، فإن المركز القومي البيداغوجي مازال مكتظا بالحرفاء الذين يقضون  ساعات و ساعات و هم ينتظرون دورهم للحصول على طلباتهم من كتب، هذه الطلبات التي تصلهم بعد المعاناة منقوصة من عدة كتب التي لم تتوفر بالعدد الكافي ككتاب الإيطالية و الإسبانية للسنة الثالثة ثانوي و قد اضطر بعض الحرفاء إلى اقتنائها بأثمانها من خارج المركز…؟     إدارة المراقبة الاقتصادية تطمئن   حركة نبيلة ذكية قامت بها إدارة المراقبة الاقتصادية حيث لجأت في تقريرها الأخير إلى طمأنة المواطن مؤكدة أن كل المواد متوفرة في السوق حتى السكر، كما أكدت أن الأسعار لم تسجل ارتفاعا يذكر رغم ما لاحظناه من تضاعف لأسعار بعض الغلال و الخضر و الفواكه الجافة و خاصة السمك. هذه الطمأنة قد تسهم في استقرار هذه الأسعار خصوصا و أن اهتمامات المواطن في آخر شهر رمضان تتجه نحو الحلويات و ملابس العيد.   الجريدة لا تباع بعد استعمالها   أعود مرة أخرى إلى تنبيه باعة الجرائد و المجلات إلى ظاهرة تسليم الجرائد و المجلات إلى بعض الحرفاء ليقرؤوها و يعيدوها إليهم فيتولون بيعها من جديد و قد بدت عليها علامات كثيرة تدل على أنها فقدت عذريتها و أن يدا عبثت بها قبل أن تصل إلى الحريف الذي سيطلبها و يدفع ثمنها. هذه الظاهرة منتشرة في شهر الصيام شهر العبادة و الاستقامة…     (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

ندوة بطالة أصحاب الشهادات، القنبلة الموقوتة؟؟

 
نظمت ” مواطنون ” بالاشتراك مع ” اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل” ندوة حول موضوع ” قضية تشغيل أصحاب الشهادات في ظلّ الخيارات الاقتصادية والاجتماعية الحالية “. وذلك باستضافة الأستاذ والباحث في علم الاقتصاد الأستاذ حسين الديماسي الذي قدم مداخلة رئيسية حول موضوع الندوة. وشهدت الندوة حضورا مكثفا لخريجي الجامعة المعطلين كطرف أساسي معني بهذه القضية حيث حضر أعضاء التنسيقية الوطنية لاتحاد المعطلين وعدد هام من المنخرطين في الاتحاد وعدد من الصحفيين والضيوف خصوصا من حركة التجديد. وقد افتتح الندوة الدكتور مصطفى بن جعفر المدير المسؤول لصحيفة مواطنون حيث رحب بالحاضرين فيما أدار النقاش رئيس تحرير مواطنون سمير بوعزيز. وقال الدكتور بن جعفر أن الجريدة وأسرة تحريرها ترى أنه لا مناص من  احتضان أنشطة المعطلين والتعامل معهم بإيجابية وأنه لابد من اعتبار قضيتهم في صلب القضايا الوطنية التي تطرحها المعارضة الديمقراطية ومؤسساتها الإعلامية ومختلف مؤسسات الإعلام المستقل كما أشار الدكتور بن جعفر إلى أنه لا قانون يمنع حرية التنظم النقابي في الوقت الذي لا تريد السلطات الاعتراف باتحاد المعطلين الذي بادر بتنظيمه عدد من خريجي الجامعة دفاعا عن حقهم الطبيعي في الشغل. واعتبر مدير صحيفة مواطنون تنظيم الندوة المشتركة مع اتحاد المعطلين محاولة جدية للتعريف بقضيتهم و الغوص في أسبابها.  ثم أحيلت الكلمة إلى المنسق العام الوطني للاتحاد سالم العياري الذي قال أن تأسيس الاتحاد مثل ضرورة وواجبا حيث أصبح من الملح أن يتنظم المعطلون في هيكل موحد يدافع عن حقهم في الشغل كما أن التجارب السابقة والتي تبنت قضية تشغيل خريجي الجامعة لم تكن تدافع سوى عن أصحابها حيث لم تتناول المسالة كقضية وطنية. فأمام الحلول الهشة التي تقدمها الدولة عن طريق الآليات المعتمدة لتشغيل أصحاب الشهادات تحولت المسألة النضالية إلى ضرورة من أجل إعادة الاعتبار لخريجي الجامعة ولمن هم بصدد الدراسة في الجامعة والذين تنتظرهم البطالة المزمنة كأفق فرضته عليهم خيارات الدولة الراهنة. وقال المنسق العام للاتحاد إن الدولة وضعت من جملة الحلول برامج تكوين لا تتجاوز الثلاثة أشهر لخريجي الجامعة من أجل إعدادهم لبعث مشاريع لا علاقة لها بتكوينهم الجامعي مما جعل أغلب هذه المشاريع تفشل في ظل انعدام هيكلة واضحة للسوق وسوء تقدير للخيارات الاقتصادية العامة وللانخراط في حمى الخصخصة ولواقع من الشراكة غير المتوازنة، وعلى هذا الأساس فإن مهمة الاتحاد هي تأطير الشباب من أجل الدفاع عن الحق في الشغل, وقد تعاملت السلطة معنا دائما بمنطقها القمعي رغم مطالبتنا بالتفاوض والحوار الجدي من أجل النظر في عشرات الآلاف من الملفات ولا نزال إلى اللحظة نطالب السلطة بتشريك المعطلين في تحديد مصيرهم ومستقبلهم. وتناول الكلمة الأستاذ حسين الديماسي المعروف بمجهوداته الجادة والمكثفة فيما يخص القضايا الاقتصادية ذات التأثير السلبي على المجتمعات وقال الديماسي إن الوضعية الحالية قد تؤدي إلى نتائج خطيرة وكارثية في المستقبل القريب . فالبطالة كظاهرة في تونس ليست حديثة ويقال أن نسبة 1 من 6 من الناشطين عاطل عن العمل وهو معدل لا يوحي بخطورة كبيرة لكن الخطير في الوضعية الحالية يتمثل في عنصرين:  أولا البطالة لم تعد مقتصرة على صغار السن فقط من الشباب فهي أصبحت تمس الكهول في العقدين الأخيرين.  ثانيا نوعية البطالة الجديدة التي أضرت بخريجي الجامعة بعد مجهود وتضحيات جبارة من العائلات في سبيل تعليم أبناءهم.فهذه البطالة تتميز بشعور المعطل بأنه قام بما عليه وما طلب منه، حيث تحصل على الشهادة، وأن ليس له مسؤولية فيما يلحقه من “مظلمة”. وبين المحاضر أن البطالة أصبحت تهدد كل البلاد مشيرا إلى الفرق بين البطال العادي الحاصل على تعليم ابتدائي أو ثانوي والبطال الحاصل على تعليم عال مختص فالأول له الفرصة والوقت للتكوين و للعمل والاندماج أما الثاني لم تبق له، اعتبارا لسنه المتقدمة، المهلة الزمنية الكافية ولا قدرة الاكتساب. كما أن الأول قادر على الاستبطان الذهني لوضعه أما الثاني فيتساءل عن وضعه بكل إحساس بالظلم ولا يستطيع استبطان وضعه لأنه يرى لأنه قدم ما عليه من واجبات ولم يكن إنسانا فاشلا في دراسته وقد بذل مجهودا يستحق أن يجد من أجله عملا يليق بمجهوده العلمي.  المفارقة بين العرض و الطلب  وأكد الديماسي أن وضعية بطالة خريجي الجامعة لا نظير لها وهي خطر على المجتمع. لكنه عاد للبحث في أسباب هذه الوضعية حيث قال أنها كانت نتاج مفارقة بين العرض والطلب. إذ وقع تغيير استراتيجي من الناحية الاقتصادية وبالتالي الاجتماعية فالأطراف الفاعلة التي كانت تمتص أغلب خريجي الجامعة منذ السبعينات إلى بداية التسعينات بالأساس هي الإدارة من صحة وتعليم وهما يمتصان ما يقارب ثلثي خريجي التعليم العالي. وتأتي المؤسسات الاقتصادية العمومية في الترتيب الثاني من حيث استيعاب خريجي الجامعة، فيما تتجه البقية صوب المهن الحرة كالمحامين والأطباء والمهندسين أما المؤسسات الخاصة فتستوعب على أقصى تقدير 10 في المائة يتجهون كإطارات لمؤسساتها. و لكن في الفترة الأخيرة  و منذ منتصف الثمانينات وقع التخلي عن العمل على بعث مؤسسات اقتصادية عمومية وأغلب ما بقي منها تم التفويت فيه للخواص. هذه إجمالا الخطوات التي أدت إلى تراجع الطلب على الشغل. جمهرة التعليم وسياسة الدولة: وبين الأستاذ الديماسي أن الدولة وفقا لهذه التوجهات الاقتصادية اختارت ما يعبر عليه بجمهرة التعليم حيث وقع تغيير جذري أساسي في المنظومة التعليمية التي كانت قائمة في تونس بين 1956 و أواسط الثمانينات. لقد كانت هذه المنظومة انتقائية لكنها في نفس الوقت تفرز أقلية ممتازة للغاية من حيث المستوى و الكفاءة.  ثم قامت الدولة بمنعرج كبير تمثل في الجنوح إلى منظومة تتسم بالتسيب لإفراز جمهور  يحمل الشهادات دون الحرص اللازم على مستوى التعليم و مستوى الشهادات الممنوحة. وهذه الكثرة تزامنت مع تقلص في الطلب مع التباعد بين حاجيات طالبي الشغل وعارضيه. كيف نرى المستقبل؟ الشيء الواضح مبدئيا هو أنه يخشى في العشرية القادمة أن يحتدّ الوضع بشدّة ليصبح لا يطاق لأن الطلب في القطاع العمومي سيتضاءل أكثر طالما وأن الحاجيات المباشرة لجهاز الدولة تراجعت. فيما تعتمد الخصخصة منطق التطهير كشرط أساسي للاستثمار كما أنها تقوم على ضعف التأطير في المؤسسات الخاصة والذي لم يتجاوز أبدا 3 في المائة في الوقت الذي تتراوح فيه المقاييس العالمية بين 10 في المائة و18 في المائة وهذا ناتج عن طبيعة المؤسسات الخاصة فهي مؤسسات صغيرة الحجم و ضعيفة و ستزداد ضعفا. ما الذي يمنع انفجار الوضع؟ طيلة العشرية الفاصلة بين 1994 و 2004 لم تستطع البلاد إفراز مواطن شغل لأصحاب المستوى التعليمي العالي يتجاوز معدل 24 ألف موطن شغل كمعدل سنوي منهم 6 ألاف لقطاع التعليم أي بنسبة ربع القدرة على التوظيف السنوي تضطلع به مختلف قطاعات التعليم وهي متوزعة إلى ما يقارب 500 يستقبلهم التعليم الابتدائي و4500 يستقبلهم التعليم الثانوي وما يقارب 1500 للتعليم العالي وقد تضاءلت هذه النسبة حيث لم يعد التعليم الابتدائي يستقطب إلا على قاعدة التعويض فيما يحافظ التعليم الثانوي على معدله نتيجة لجمهرة التعليم. ويرى الأستاذ الديماسي أنه بداية من سنة 2012 سيبدأ عدد التلاميذ في التراجع  و بالتالي فإن حاجيات هذا القطاع ستتضاءل أكثر وإذا كنا متفائلين فإنه يمكننا القول أن حاجيات التعليم الثانوي والعالي ستقف عند حدود 5 آلاف.  و لا شك في أن الهجرة مثلت أهم الحلول التي خففت الأزمة وأجلت انفجارها ولكن الدولة لا تصرح بهذه الحقيقة فمنذ التسعينات تصاعدت الهجرة ولكن بصورة غير منتظمة وغير قانونية. وقد عرفت تونس في العشرية الأخيرة فارقا سلبيا بين الدخول والخروج حيث أن ما يقارب 220 ألفا من المهاجرين لم يسجلوا في قوائم العائدين خلال هذه العشرية من هؤلاء هناك قرابة 170 ألف من الناشطين. وهكذا فإن المعدل السنوي للمهاجرين الذين استقروا في الخارج سواء بطرق قانونية أو غير قانونية يقارب 20 ألف سنويا. لكن هذا الحل بصدد التراجع أمام اعتماد الدول الأوروبية سياسة انتقائية للإطارات والأدمغة.       أصل الأزمة: وتعود الأزمة في أصلها إلى أن الدولة أقحمت التعليم في تعبة الحكم باختيارها لمسار جمهرة التعليم وقد ذهبت المنظومة التربوية ضحية تطلع استعمالها للحكم عن طريق الدمغجة. لقد كانت المنظومة التربوية في تونس تنتج النوابغ والكفاءات وهي اليوم حسب تقرير أعدته منظمة OCDE في آخر مرتبة. واختتم الأستاذ الديماسي محاضرته بالقول أن المنظومة التربوية دخلت قسرا في وسائل الحكم وأن أكبر هفوة ارتكبت في حقها بدرجة لا تغتفر هي إلغاء عملية تقييم المنظومة وهو ما أودى بها إلى إفراز ضعف ما تحتاجه البلاد في الوقت الحاضر وربما أكثر. وتحول الحاضرون إلى حصة للنقاش أثار فيها منخرطو اإتحاد أصحاب الشهادات جملة من الأسئلة الهامة والمعبرة عن انشغالهم بالقضية من جوانبها العديدة أي من حيث هي قضية اقتصادية واجتماعية وسياسية وطنية ومن حيث هي عائق أمام الشباب الذي أنهى تعليمه وفرضت عليه حالة البطالة. وتمت الإشارة خلال النقاش من قبل المتدخلين إلى أن القطاعات ذات القدرة على التشغيل وعلى المنتوجية لم تعد موجودة وأن ما ضاعف المشكل هو السياسة الإقصائية والاستثنائية في التعامل مع حق الشغل خصوصا التعامل القائم على الولاءات السياسية والمحسوبية وتساءل أغلب الحاضرين عن غياب دعم نضالاتهم من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل ومن قبل مكونات المجتمع المدني خصوصا وأن الدولة انسحبت من وظيفتها الاجتماعية ورغم عدالة القضية التي يدافع عنها الاتحاد فإن الدولة تعاملت معها بسلوك أمني وقمعي مفرط. وطرح أحد المتدخلين استفهاما عن دور المجتمع المدني في الضغط على الدولة من أجل تعديل خياراتها مؤكدا على اعتماد السلطة لمنطق الدعاية المفرطة للحلول الترقيعية للأزمة فيما تزداد هذه الأخيرة عمقا وتعقيدا فإلى متى سيستمر مصير أكثر من 150 ألف صاحب شهادة عليا ضحية للمزايدة والدعاية في المناسبات السياسية. الصحبي صمارة
 (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  

لجنة وطنية لمساندة الجريبي والشابي:

تم الأسبوع المنقضي تشكيل لجنة وطنية لمساندة الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي ومدير صحيفة الموقف الأستاذ أحمد نجيب الشابي الذان يخوضان إضرابا عن الطعام منذ العشرين من شهر سبتمبر المنقضي دفاعا عن حق الحزب و الجريدة في البقاء بالمقر المركزي للحزب بعد أن قرر القضاء التونسي فسخ عقد الكراء الموقع بين “الموقف” و صاحب المقر منذ أكثر من 13 عاما. وتضم هذه اللجنة بالإضافة إلى الأستاذ العياشي الهمامي الناطق الرسمي باسمها مجموعة من الرموز والقيادات السياسية والجمعياتية وهم حسب ما تضمنه البيان الصادر عنها: السيد خميس الشماري المناضل الحقوقي المعروف، السيد أحمد ونيس السفير التونسي السابق، السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي، الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ومدير “مواطنون”، الأستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، السيد علي لعريض السجين السياسي السابق والقيادي في حركة النهضة ، الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين، الأستاذ عبد الرؤوف العيادي، لطفي حجي نقيب الصحفيين التونسيين ، السيد الطاهر بن حسين مدير قناة الحوار التونسي، السيدة خديجة الشريف رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات، الأستاذ محمد عبو، الأستاذ محمد النوري، السيد جلول عزونة رئيس رابطة الكتاب الأحرار، السيد مصطفى الزيتوني، الأستاذ أنور القوصري، الأستاذ خالد الكريشي عن الوحدويين الناصريين، الأستاذ أحمد الخصخوصي، السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، السيد عبد الرحمان الهذيلي، المناضل القدير علي بن سالم ، السيد منجي اللوز عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي. وأطلق على هذه اللجنة اسم ” اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي- من أجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية “. وقال البيان المذكور أن هذه اللجنة تعمل من أجل وقف كل التتبعات والإجراءات الرامية إلى إخراج الحزب الديمقراطي التقدمي وصحيفة الموقف من مقرها بالعاصمة ووقف حملة إغلاق مقرات الأحزاب والجمعيات في كافة أنحاء البلاد والدفاع عن حرية العمل السياسي والجمعياتي. وناشدت اللجنة في البيان ذاته كافة الأحزاب والجمعيات والشخصيات بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية وتنوع مجال نشاطهم إلى الالتحاق بها لأن معركة الحرية تهم الجميع في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا.  

” ثلاثون ” الفاضل الجزيري: ممثلون ينسحبون وينددون !!

بمقر الشركة التونسية للكهرباء والغاز ( حلق الوادي ) تمّ الانطلاق منذ أشهر للأعداد والاستعداد لأول شريط سينمائي سينتجه ويخرجه المسرحي المخضرم الفاضل الجزيري. فبعد انطلاقته مع مجموعة المسرح الجديد ثم انصرافه إلى ” المزود ” و ” السلامية ” هاهو وبعد هذه السنوات يأخذه الحنين إلى الإبداع فيقرر إنتاج أوّل شريط سينمائي له اختار له عنوان ” ثلاثون ” ( ولست أدري ما حكاية الأعداد التي أصبحت عناوين أعمال مسرحية وسينمائية )… قد يكون ذلك من باب الموضة.. هذا الشريط السينمائي الذي بدأ الإعداد له منذ أشهر لم تنطلق بعد مراحل تصوير مشاهده بل انطلقت شرارات اختلافات انفجرت بين الفاضل وبعض الممثلين المشاركين، وفي هذا الإطار اتصل بنا المسرحي صالح بن حمودة وهو ممثل محترف صاحب بطاقة احتراف عدد352  رافعا صوته محتجا على إقصاء وتهميش الجزيري له وللبقية، إذ يذكر أن المخرج تعمد استغلاله طيلة ثلاثة أشهر ( فترة تمارين ) بالتجريب والحصول على الأفكار دون أن يدفع لأحدهم مليما واحدا والحال أنهم من طلبة وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي، رغم ضخامة ميزانية الفيلم مثلما صرح بذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدها في مكان التصوير بتاريخ 10 سبتمبر 2007. وبعد كلّ هذا العناء يفاجئ الجزيري الجميع بأن  أيام التصوير لا تتجاوز العشرة أيام لأفضلهم وأن أجرة اليوم الواحد هي مائة دينار للممثل وعشرون دينارا للمشاركة في مشهد. والأهم من كلّ ذلك هو إسناد دور الطاهر الحداد أحد أدوار البطولة إلى ابنه علي الجزيري وهو موسيقي لا علاقة له بالتمثيل!… هذا الوضع دفع بالممثل صالح حمودة وغيره إلى الانسحاب من العمل والتنبيه إلى خطورة ما يحدث في الساحة المسرحية. مريم    (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)  


الاجتياح لشوقي الماجري: احتياج الصفعة أم احتجاج الصمت؟؟؟؟؟

 

 
كدائم عشقه للتلوّنات الرماديّة وقدرته الرهيبة على القفز بين تموّجات الضوء والظلّ وتعرّجات الألوان القائمة أو المفتعلة، يعود إلينا المخرج التونسي المهاجر شوقي الماجري بعمله الجديد «الاجتياح» لتبرز للمشاهد منذ اللقطات الأولى أنّ الرجل بدأ يؤسّس لمدرسته في الإخراج ليس على مستوى الاختلاف والتميّز، حين أثبت الأمر منذ أعماله الأولى، بل ـ وهنا تكمن الأهميّة ـ حين أدخل المفردات الفرجويّة معجمًا قضى سنوات في تأليفه وتوليفه، كاسرًا بذلك قواعد عديد كانت من المسلّمات ضمن الواقع التلفزيوني العربي، سواء على مستوى البناء الدرامي والحبكة الروائيّة أو تفعيل أدوات العمل المادّي وانزلها ضمن ما يبغي قوله أو ما يبغينا أن نفهمه… جاء «الاجتياح» متفاديًا أو هو فعل إلغاء للفنطازيا المباشرة وذلك النفس الملحمي الذي كثيرًا أو دائمًا ما طبع الأعمال المؤرّخة للجرح الفلسطيني، حين تأتي الشخوص لدى شوقي الماجري أقرب إلى تلك التي نراها ونشاهدها ضمن النشرات الإخبارية، حيث لا تعنيها الكاميرا ولا هي قادرة على إلهائها… هذا النفس التسجيلي طبع العمل ورسّخه ضمن رغبة المخرج في عدم تجاوز الأبعاد الذاتيّة الحميميّة، ما يحمّل الأمر ويحيل عليه من تراوح بين لحظات الشدّ والقوّة من جهة وفترات التراجع البشريّة أو ربّما عدم القدرة على إبقاء الأقنعة المشهديّة [الدراميّة] قائمة… يحسب للعمل أنّه كسر وألغى تلك الرؤية التي نحملها عن الفلسطيني، حين جعلنا منه، بحكم التراجع العربي الرسمي والعلني والانكفاء الشعبي المتقوقع داخل الشعارات حينًا والمظاهرات أحيانًا، بطلا جاء غير معنيّا ـ ضمن هذا العمل ـ بهذه «البطولة» المفترضة والمفروضة بحكم حاجة العربي الفرد/الثقافة/الحضارة إلى صور «بطوليّة» تلهيه وتشغله عن واقع يغرق من يوم إلى آخر ضمن مستنقع التراجع الرسمي والتفتّت الشعبي… يرفض عمل شوقي الماجري أن يصير الفلسطيني ذلك «الممثّل» القادر على إرضاء الحاجة السيكولوجيّة لتعويض الواقع الأليم، وذلك النفس الطوبائي الملحمي القادر على حمل «أمل» ما، أكثر من رغبتنا أو هي قدرتنا على الانخراط في مسافات الواقع الجريح. اجتياح مدينة جنين لم يأت مركز الفعل أو نقطة الختام أو المنطلق، بل كمثل تلك الإشارة البعيدة، التي إليها تهفو المشاهد جميعها، سواء حين توشّحت بالصمت حينًا أو جاء ذلك السكون ليجعل الانتقال من مشهد إلى ثان أمرًا مرهقًا وشأنًا يحيل على ألم مقصود ورغبة من المخرج في هزّ النفوس وزلزلة الضمائر… جاء الصمت فاعلاً، حين تراوحت الشخوص داخل واقعها، بين ما يحمل المرء عادة من يأس قاتل وأمل لا ينضب، بين رفض مطلق وإيمان لا يتزعزع… جاء الفلسطيني كما هو فعلا، لا كما نبغيه أو تريده فنطازيا الصورة التي اعتدنا عليها أو بالأحرى أرهقتنا… «الحكايا» جاءت عديدة ضمن هذا العمل، كلّ ضربت في الفعل وذهبت في مسارها، كأنّها لا تبغي التقاطع مع باقي الحكايا ولا تتفاداها «جنين» لم تكن مركز الفعل وإن كانت بؤرة الضوء التي هفا نحوها الجميع كأنّها نقطة ألم وبقعة وجع أيقظت الجسد الفلسطيني برمّته الذي خبر بفعل الزمن أنّ الاجتياح قادم… لا يمكن الحديث عن شخصيّة مركزيّة أو بطل أو ذلك الذي يسير خلفه العمل الدرامي أو على أكتافه يقوم العمل… منطق التصوّر وبالبناء والتوليف ومن ثمّة المشاهدة يرتكز على الوقع وليس على الرؤية في معناها المجرّد، حين لا يذكر المشاهد «جماليّة» [بمعنى الاستيتيقا] بقدر ما يحسّ بالفعل أو بالوجع لشخوص ترفض إرضاءنا، إن كانت أصلا تحسّ بنا أو تحسّ بوجودنا أساسًا… «وجوديّة» هذا العمل ونزوع المخرج دون النفس الملحمي الذي طبع ولا يزال الأعمال القائمة على المأساة الفلسطينيّة، تجعل جميعها المتفرّج في تراوح بين ألم الواقع الماثل على الصورة من جهة وعدم القدرة أو الرغبة أو هي حاجة هذا المتفرّج إلى تلك الفنطازيا الورديّة كمثل الحاجة إلى نفس من التبغ بعد ساعات أو أيام من الحرمان… من ثمّة لم يجد «الاجتياح» طريقه إلى كبرى القنوات التلفزيونيّة، ولم يشكّل الوجه الرمضاني الساطع والبارز كما كانت أعمال شوقي الماجري في السنوات الماضية، بل يمكن القول أنّ العمل جاء خارج المنطق الرمضاني القائم، حين صارت الأعمال التلفزيونيّة تعمل من خلال لذّة الفرجة وحلاوة المشاهدة، حيث يبغي المتفرّج الراحة والطمأنينة وأساسًا عدم التفكير وعدم الإزعاج… جاء عمل شوقي الماجري أقرب إلى الوصيّة منها إلى القول أو التنظير أو حتّى تلك الرغبة الدفينة لدى المخرجين في التأثير… جاء شوقي الماجري في صورة من نسي المتفرّج وتجاوزه ومن رفض لعبة الفرجة برمتّها التي صارت تملي شروطها، بل تصنع العمل وقد جعلت من المخرج [الذي يقبل العمل معها] مجرّد ملتقط صورة لا غير… أيّ معنى لسؤال الذات ومساءلة الضمائر، حين يأتي هذا العمل كطائر خارج السرب وكنهر ضيّع النبع؟؟؟ سرب الفرح المفتعل ونبع المسرّات المفتعلة؟؟؟ أسئلة شوقي الماجري من خلال هذا العمل، لا يدري المرء، هل هي مباشرة، في عنف يستثني الستار المفترض بين صانع الفرجة ومن يتلقاها، أم أنّه سؤال الذات للذات، سؤال الفلسطيني إلى الفلسطيني، حين ينفصلان عند الآهات الأولى ويفترقان أو بالأحرى تفرقهما الحواجز، ليكون اللقاء، لقاء دم ودموع وألم على تخوم جنين المنفتحة كجرح راعف. أي معني لمخيّم «جنين»، حين لم تكمل المشهديّة العربيّة استهلاك كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها من مناحات الفرجة العابق بدموع المناسبات وآهات مستعارة للحظة فعل عابر؟؟؟ ما معنى أن نعود أو يعود بنا المخرج إلى الماضي الحيّ وقد ألفنا لذّة الجراح المتقيّحة بفعل الزمن وليس المصائب الطازجة بفعل الصمت الرسمي والسكوت الشعبي؟؟؟ كنّا ألفنا كفر قاسم، حين شتمنا أجدادنا الجهلة المتخاذلين، كنّا ولا نزال نعشق صبرا وشاتيلا لقدرتنا على تفويض الأرقام فوق سكوتنا وصبرنا الموشّح بأحزان المناسبة!!! أمّا أن يبصق شوقي الماجري «جنين» في وجوهنا كما هي أو بالأحرى كما نحن، فالأمر صار فيه تجاوز لبعض ما تعودنا وعوّدنا أنفسنا من نضال الكفاية والنوايا المنقوصة والتمنيات الناقصة… «جنين» عمل يتجاوز التأريخ والتاريخ إلى عمق الأسئلة الحارقة، يتجاوز الخيانات المجرّد والبطولات المفعمة بموسيقى تصويريّة ألفناها… «جنين» جاء شهادة لا غير ولا شيء غير وصيّة، خارج سياق التاريخ، بل نقيض التاريخ العربي الرسمي الذي يعشق التوصيف المجرّد ويرفض الأسئلة المتفجّرة… لا يمكن النظر إلى عمل شوقي الماجري أو نقده، خارج خيارات المخرج ومدى رغبته في تجاوز ذاته وعدم الاكتفاء بمجرّد شهادة عن مجرّد مجزرة تمتّ… لا يأتي هذا العمل ليذكي روح الوطنيّة، كما كان يدّعي المخرجون أو ليسجّل في الذّاكرة كما قال آخرون، بل ليصفع ويطعن ويحدث من الندوب ما قد يجعلنا نحسّ بهذا الألم ونشعر بهذه الندوب… هل أفاق المرء من غيبوبة اللذّة، ربّما؟؟؟؟؟؟ نصر الدّين بن حديد    (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

على هامش اليوم العالمي للمربي أنا المربي!.

يحتفل العالم بي يوم 5 أكتوبر من كل سنة… أنا المربي منذ عقدين و نيف و في هذا القطر الصغير لم أكن أعرف أني أحظي بهذا الاهتمام و أن البشرية جمعاء تخصص لي يوما تحتفل بي فيه و تثمن مجهوداتي و تعترف لي فيه بالجميل… أنا المربي في هذا القطر الصغير منذ عقدين و نيف لم يخبرني أحد من زملائي أو من الإدارة أني ذو قيمة في عين الآخر… تعاملت مع أطفال أصبحوا الآن كبارا، علَّمت و تعلَّمت و أُعلم و أَتعلم… أبحث و أعد و أنجز و أصلح و أراجع و أساعد… أشقى و أقنع و أقتنع… أفرح و أحزن و أغضب و أرضى… أنا المربي منذ عقدين و نيف في هذا القطر الجميل.. تعاملت مع الكبار: زملاء و أولياء و متفقدين و إداريين دون كلل و لا ملل… ناقشت و أبديت رأيي.. أيَّدت و عارضت… أضربت و طالبت… كتبت على السبورة و على الوراق ملايين الكلمات و الحروف بأصابع مرفوعة لا تجامل و لا تخاف و لا تكل و لا تتعب… أنا المربي، منذ عقدين و نيف في القطر الجميل، سعدت كثيرا حينما علمت أن لي يوم في الحياة الدنيا أكون فيه إنسانا بأتم معنى الكلمة لا يتجاهلني فيه أحد و لا يقصيني بسبب أفكاري أو انتماءاتي.. يوم أنال فيه حقي كاملا و أسترد فيه كرامتي… سعدت و أخذني الحُلم إلى مكان ما أصعد فيه على ركح مسرح كبير و يعلق على صدري وسام شريف و يصفق لي فيه الجمهور الغفير طويلا و ينحني لي اعترافا و تقديرا… هذا الحلم الجميل انهار بسرعة حينما تذكرت ما أنا عليه في هذا البلد… التهميش و سوء المعاملة و ضعف الدخل الشهري و إلزامي بما لا يلزم و تكليفي ما لا يطاق. كل ذلك أعادني إلى الواقع فأدركت أن هذا اليوم لا يعنيني فهو بالتأكيد لمرب آخر في بلد آخر وهو ما يفسر جهلي به ما دامت وزارة الإشراف لا توليه أية قيمة و لا تعترف لا به و لا بي و لا تذكره حتى مجرد الذكر.. و ما زاد في قناعتي هذه ما حدث و يحدث من سوء تصرف واضح و فاضح في الأموال المخصصة -نظريا- لي دون غيري، ومن سوء حظي أني حينما علمت بهذا اليوم يطرد زملاء لي بسبب مواقفهم و آراءهم و يحول فيه مبلغ مالي هام –ظلما و بهتانا- من ميزانية وزارة التربية إلى حساب مؤسسة خاصة، و خاصة جدا.. من سوء حظي أن علمي بهذا اليوم تزامن مع كل ما يحدث من مهانة و إذلال بحقي و حق غيري… أنا المربي منذ عقدين و نيف في هذا البلد أصبحت عاجزا عن تمييز الحق من الباطل في المشهد التربوي التونسي. و رغما عن ذلك كله أحتفل بهذا اليوم وحدي و أكرم كل المربين الشرفاء في هذا البلد و في كل أنحاء العالم و أحيي المربين كلهم، الأحياء و الأموات… المتقاعدين و العاملين.. المرضى و الذين سيمرضون… الراضين و الغاضبين… كل المربين يستحقون التحية في يوم كان من المفترض أن يحتفي فيه بهم بشكل أو بآخر.. الجيلاني    (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

5 أكتوبر : اليوم العالمي للمربّي نقابات التربية تحيي اليوم العالمي للمدرسات والمدرسين

نظمت كل من الجامعة العامة للتعليم العالي ونقابة الأطباء الجامعيين و النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة للتعليم الأساسي تظاهرة مشتركة في إطار احتفالها باليوم العالمي للمربي الموافق لـ 5 أكتوبر من كل عام وذلك بالمقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل بإشراف السيد المنصف الزاهي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد والكتاب العامين لهذه النقابات وذلك يوم الجمعة الماضي على الساعة التاسعة مساء. وتأتي هذه التظاهرة المشتركة في ظل وضع موسوم بالانغلاق الذي تمارسه وزارات الإشراف فيما يتعلق بالمطالب النقابية والنشاط النقابي للمربين. وهي مبادرة تعبر عن وحدة الموقف الذي يجمع نقابات التربية في قضايا مشتركة تستوجب التنسيق فيما بينها. وقدم الندوة الأستاذ سامي العوادي كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي الندوة الذي قال أنها تندرج في إطار التنسيق بين مختلف المكونات النقابية للتربية والتعليم في إطار وقفة عالمية يقفها رجال التعليم. وقد قررت اليونسكو( المنظمة العالمية للتربية والأسرة ) منذ سنة 1994 اعتبار يوم 5 أكتوبر من كل عام عيدا عالميا للمربين. هذا وقد جابت مسيرات كبيرة عديد العواصم الأوروبية في وقفة دعم وتضامن مع المربين في كافة أنحاء العالم رافعة شعار ” الجودة في التعليم”. وقال عضو المكتب التنفيذي السيد المنصف الزاهي في كلمته لنقابات التعليم أن هذا الموعد هو بمثابة التحية لكل المربيات والمربين في كل المستويات وهي تحية احترام وتقدير لأن العاملين في هذا القطاع يعملون لفائدة المجتمع بأكمله. وأضاف أنه من الضروري احترام المربّي وإيلاؤه درجة قصوى من التقدير نظرا لنبل الرسالة التي يؤديها مؤكدا على القول أنه ” لا خير في أمة لا تحترم مربّيها “. وأوضح الزاهي جملة الصعوبات التي يتعرّض لها رجال قطاعات التربية مبيّنا أن وزارات الإشراف هي السّبب في جملة المشاكل التي يعانيها القطاع لذلك فإنه من الضروري أن تتضافر كل الجهود لتحقيق المكاسب. وأضاف الزاهي قائلا ” يجب أن نتذكّر إخواننا وأخواتنا المربين في كل من فلسطين والعراق ومن واجبنا أن نسعى إلى فض مشاكلنا نحن لكن لا يجب أن ننسى معاناة إخواننا في هذين البلدين الشقيقين”. وعلى صعيد آخر توجّه الزاهي إلى الحاضرين بإعلامهم أنه تقرر عقد اجتماع للمكتب التنفيذي خاصّ بالتعليم يوم الثلاثاء الموافق ليوم 9 أكتوبر الجاري. كما أن هذا الاجتماع المخصّص لقطاع التعليم سيتّخذ قرارات هامّة فيما يخصّه. ودعا الزاهي في خاتمة كلمته إلى نبذ الخلافات والانشقاقات بين النقابيين فيما بينهم وبين النقابات أيضا مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود ومشيرا إلى أهمية الحدث القادم والمتمثل في المفاوضات الاجتماعية مع السلطة  السنة القادمة ولابد أن يكون للاتحاد فيها دور فعّال. وتناول الكلمة الكتّاب العامّون للنقابات بالتتالي حيث قال الأستاذ سامي العوادي كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي أن الغاية من هذا الاجتماع ليس طرح مشاكل القطاع إنما التأكيد على العمل المشترك. مبيّنا للحاضرين أن التحركات النضالية الأخيرة التي خاضها رجال التعليم العالي كانت ناجحة في أغلب المؤسسات الجامعية المهيكلة نقابيا وهو ما يعني أن كل إجراءات المحاصرة المتخذة من قبل سلطة الإشراف غير مجدية. وأشار العوادي إلى أن الحكومة التونسية تلقت هذا الأسبوع ولأول مرة مراسلة تتعلق بالشكوى التي قدمتها نقابات التعليم لدى المنظمة الدولية للتربية. مبينا إصرار السلطة على انتهاك حق التمثيل النقابي المكفول في الدستور وعلى خرق القوانين وهرسلة النقابيين ومحاصرة العمل النقابي. واستنكر العوادي المنطق العقابي الذي تعمل وفقه سلطة الإشراف بغرض محاصرة النضال النقابي واستشهد ببعض التصرفات  التي تمارسها السلطة منها بالخصوص حرمان الجامعيين من حقهم في الترقية العلمية القانونية والطبيعية بسبب مشاركتهم في الإضراب من أجل حقوقهم. واختتم العوادي كلمته بالدعوة إلى التركيز على إمكانيات الالتقاء من أجل العمل الميداني. الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الأستاذ الشاذلي قاري افتتح كلمته بدعوة الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت ترحّما على عشرات الشهداء من المربين في العراق وفلسطين. وقال قاري أن نقابة الثانوي ليست عضوا في المنظمة الدولية للتربية ولكنها ملتزمة بالمبادئ النضالية في الدفاع عن رجال القطاع مشيرا إلى البيان الذي أصدرته النقابة والذي تضمن نقاطا ثلاث رئيسية هي الدفاع عن عمومية المؤسسات التربوية واعتبار أنه لا يوجد تفاوت في العمل النقابي في هذه القطاعات أما النقطة الثالثة فهي المتعلقة بمساندة المربين الذين يعيشون تحت ظروف الاحتلال ولكنهم يقومون بواجبهم. وأكد قاري أن السلطة تسعى لضرب التوحّد في النضال من أجل حقوق المربّي معتبرا أن هدفها هو الزجّ بالمؤسسة التربوية في بلادنا في قطار التطبيع مع إسرائيل وهو ما يستوجب اليقظة. هذا وقد ألقى الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي كلمة موجزة قال فيها أن الهجمة التي تشنّها اليوم سلطة الإشراف على قطاعات التعليم ليست غريبة ومهما اشتدّت هذه الهجمة فإننا سنحقّق مكاسبنا. الدكتور خليل الزاوية كاتب عام نقابة الأطباء الجامعيين تناول المسألة في بعدها النفسي وقال أن الأمم المتحدة لم تقرّر هذا اليوم عيدا عالميا للمربّين إلاّ لأنّها تدرك جيّدا أن مهنة المربّي مهنة شاقة وصعبة نفسانيا وماديا. وأشار الدكتور إلى أهمية العمل الميداني المشترك مشيرا إلى توقف نقابات القطاع العام الماضي عند حدود التظاهرة فقط فيما يبدو أنّه من الهام التأكيد على ضرورة الاستمرار في التنسيق المشترك قائلا إنه لابد من صياغة سياسة بديلة لسياسة الدولة في كل قطاعات التعليم ومستشهدا بمشكل التعليم الأساسي الذي رأى أنه يجب أن ينظر إليه كمشكل الاتحاد ككل والقطاع ككل مطالبا في خاتمة كلمته قيادة الاتحاد بالعمل على صياغة بديل نقابي لسياسة الدولة. وقد أثثت الندوة بقصيدة للشاعر والمربي فتحي النصري التي كتبها بمناسبة زيارة وزير التعليم العالي العام الماضي لفرع كلية العلوم الإنسانية بتونس المعروف “ببرج زوارة” حيث أمر بإزالة نصوص وبيانات النقابة المعلّقة على اللّوح الخاص بها في تصدّ للحق في النشاط النقابي. فيما كانت آخر الأنشطة متمثّلة في محاضرة للأستاذ محمد البشروش حول موضوع التجارب العربية والعالمية في تحسين نوعية التعليم والجودة الشاملة للتعليم. أحمد ثابت
 
(المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 31 بتاريخ 10 أكتوبر 2007)

جبهة الحرب تلعب ورقة الإشاعات

 

شوقي عريف

 

نقلت وكالة إنترفاكس كما وكالات أنباء أخرى خبر التخطيط لإغتيال الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته لإيران.

 

تأتي زيارة بوتين المرتقبة لإيران، التي وصفها المراقبون بالتاريخية بإعتبار أنها تعد الأولى منذ زيارة جوزيف ستالين عام 1943، وسط صراع لا يمكن إستشراف السيناريوهات التي يمكن أن يعرفها، بين الغرب التقليدي الرافض للبرنامج النووي الإيراني والرافض من حيث الأصل لتطور الأمم وإستقلالها وبين روسيا ترى في الشرقيين والعرب صديقا إستراتيجيا الأفضل التواصل معه، كما ولعل إستقبال بوتين لخالد مشعل في موسكو عقب فوز حماس في الإنتخابات الفلسطينية قبل عامين، دليل على تفاعل موسكو الإيجابي مع ما تفرزه الإنتخابات في المنطقة.

 

ورغم أن إيران سعت وتسعى جاهدة إلى التعبير عن حسن نيتها والتقليل من خشية الغرب تجاه برنامجها النووي، إلا أن الغرب النووي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة العشرة آلاف رأس نووية سعى ويسعى إلى حشد التأييد الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني.

 

وحتى محاولات إيران في الدفاع عن حقها في إمتلاك التكنولوجيا النووية بالتذكير بالنووي الصهيوني الموجود على مرمى حجر من عدة دول في المنطقة، يتم الإلتفاف عليها و”شفطها” من المشهد الإعلامي لتبقى الصورة الثابتة التي يتناقلها الإعلام، الغربي المتواطئ خاصة: إيران تسعى إلى السلاح النووي…محور الشر…ضد قيم العالم الحر.

 

والمراقب للسجالات بين طرف معارض أصلا للنووي وغير النووي وضد الحياة وكرامة الإنسان أصلا ومساند للحروب وتقطيع الأوطان، من جهة، وبين روسيا وصين وجبهة بوليفارية شبه معارضة (أو مويدة لنووي سلمي ومعارضة لنووي عسكري، أو ربما لا تبالي إن هو سلمي أو عسكري) يلحظ بأن الصورة الديبلوماسية، التي يتناقلها الإعلام، تخفي في الحقيقة حربا حقيقية غير معلنة على مصالح متضاربة في المنطقة.

 

فالكلمات ذات الطبيعة “اللادبلوماسية” التي تبادلاها لافروف ورايس ذات إجتماع بينهما، والتي تناقلتها أكثر من وسيلة إعلام، يعطي صورة على حدة الصراع وعلى حرص عصابة الحرب على المضي قدما في فرض العقوبات على إيران وربما توجيه ضربة عسكرية لها.

 

هنا فقط، بعد هذا التقديم الطويل نسبيا يمكن قراءة خبر المؤامرة المزعومة. فأجهزة مخابرات الجبهة المؤيدة للحرب على إيران لها مصلحة في ترويج هكذا خبر. وأعتقد بأن أجهزة المخابرات التي صنعت الخبر وسعت إلى إيصاله إلى الرئيس الروسي، فعلت ذلك بدافع تقديم فرصة لبوتين لتغيير موقفه من النووي الإيراني. إذ لا يمكن تغيير موقف رسمي بين عشية وضحاها هكذا دون سبب وواضح.

فبعد إعلان الخبر وتناقله عبر العالم تصبح الكرة في ملعب روسيا ويمكن لبوتين بسهولة تغيير موقفه بأن يأجل الزيارة، لتأتي بعد ذلك مهمة مخابرات عصابة الحرب لإختلاق سيناريو مماثل لذلك الذي تم بمقتضاه إحتلال العراق وتشريد شعبه، كالقول مثلا بأن إيران كانت تعد لبرنامج إغتيالات يستهدف عديد الشخصيات وراعية للجماعات الإرهابية وغيرها من الأكاذيب.

 

غير أن بوتين رد بشكل واضح على الفرصة التي قدمت له لمراجعة موقفه بتأكيده على زيارة إيران كما هو مقرر من ألمانيا المعارضة للبرنامج النووي الإيراني، وبذلك دعم موقف إيران.

 

http://cogito.maktoobblog.com/?all=1

 


 
وجهة اليسار بعد أربعين عاماً على رحيل غيفارا
 
وليد محمود عبد الناصر (*)   مر فى التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أربعون عاماً على مصرع واحد من أبرز شخصيات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وأكثرها إثارة للجدل واحد القيادات الثورية ذات التوجه الأممي النادرة الوجود فى القرن العشرين، هو ارنستو تشي غيفارا الذي بلغت نزعته الأممية حد أن الكثيرين ممن يسمعون به لا يعرفون جنسيته الأصلية. ورغم أن البعض يدعي أن القيمة الإيديولوجية والسياسية لغيفارا قد انحسرت، خاصة بعد تساقط معظم نظم الحكم الاشتراكية في العالم والتراجع الملحوظ في الرقعة التي تحتلها حركات التحرر الوطني فى بلدان العالم الثالث، نرى أن هذا الرأي لا يجب أن يؤخذ على إطلاقه. كما نرفض القول بأن غيفارا انتهى إلى مجرد صورة ملصقة على جدران غرف أو فوق ملابس المراهقين. فهناك جوانب كثيرة من شخصية وحياة وفكر غيفارا ما زالت تستحق المزيد من الدراسة، وهناك بالفعل من تعرض لبعض هذه الجوانب، خاصة بمناسبة تحويل كتاب عن سنواته الأولى إلى عمل سينمائي عالمي حظي بإقبال واسع على امتداد المعمورة. نكتفي هنا بتناول واقع الحركة الثورية وعلاقتها باليسار، سواء على النطاق العالمي أو على مستوى بلدان العالم الثالث. وبشكل أكثر تحديداً، سنتعرض لمدى مصداقية المقولة التي يرددها البعض ومفادها أن الثورة واليسار ظاهرتان لم يعد لهما وجود على خريطة النظام العالمي فى حقبة العولمة المفترض أننا نعيش حالياً فى إطارها. ولا شك أن القول بأن مسيرة الثورة واليسار فى العالم قد انحسرت، -بل ربما انكسرت، لا يخلو من وجاهة، ولهذا أسباب عالمية وأخرى إقليمية وثالثة محلية، وأخيراً أسباب ذاتية تتصل بالحركات الثورية اليسارية نفسها.   فعالمياً، لا يُنكر أن الولايات المتحدة الأميركية ومن ورائها المعسكر الرأسمالي الغربي قد نجحت في إلحاق الهزيمة بالاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية التي كانت تشكل سنداً للحركات الثورية ذات التوجه اليساري، خاصة فى العالم الثالث، مما منح الولايات المتحدة وحلفاءها فى العالمين المتقدم والنامي زخماً ومواردً وقدرات ووقتاً لمواجهة هذه الحركات ونعت بعضها بالإرهاب وتطوير الاستراتيجيات لاحتوائها أو محاربتها.   وإقليمياً، بدت الترتيبات الإقليمية الأمنية فى عدة مناطق من العالم ناجحة فى توفير تدخل مباشر في شؤون دولة تنتمي لهذا التجمع الإقليمى أو ذاك وتنشط بها حركة ثورية فعالة ذات توجه يساري. اما على الصعيد الثالث، وهو المحلى، فان بذور التغيير الاجتماعي كانت كامنة فى رحم المجتمعات التي كانت الحركات الثورية ذات التوجه اليسارى تجول فيها وتتصور أنها المجال الخصب لنشر أفكارها. وهذا التغيير لم يصب لصالح إثبات صدقية مسلمات الحركات الثورية وافتراضاتها ولم يتوافق بالتالى مع الاستنتاجات النظرية لهذه الحركات. فسواء فى البلدان التي شكلت هذه الحركات الثورية معارضة غير شرعية بها أو تلك التي أثمر نشاطها تغييراً سياسياً هيكلياً لصالحها بمفردها أو بالتحالف مع قوى سياسية أخرى، فالثابت أن التطورات، أو الإصلاحات، التي كان يتم إدخالها على البنية الاقتصادية-الاجتماعية كانت تؤدى إلى صعود وتدعيم فئات (وإن كان بعضها فى الأصل داعماً أو حتى جزءاً من الحركات الثورية ذات التوجه اليسارى) باتت مصالحها لا تتفق، بل فى كثير من الأحوال تتعارض، مع القول باستمرارية التغيير الاجتماعى على المستوى المحلى أو بلعب دور لدعم الحركات الثورية المماثلة إقليمياً وعالمياً. وتزامن مع تلك المتغيرات تحولات جوهرية على صعيد الأجواء الثقافية والأنساق الفكرية والنظم القيمية وما ارتبط بذلك من انعكاس على السلوك السياسي. ولا تنفصل هذه المقولة عما ذكرناه سلفاً من نتائج ترتبت، بشكل متعمد أو غير مقصود، على عملية التغيير الاجتماعى التي جرت. ويمكن القول بصفة عامة إن هذه التحولات الثقافية والقيمية لم تصب لصالح الحركات الثورية، سواء لأنها دفعت باتجاه الوسط أواليمين فى حين أن معظم تلك الحركات كانت ضمن اليسار،ً أو لأنها دفعت باتجاه الإصلاحية والتدرج، أو باتجاه القبول بالأمر الواقع وهو أمر مناقض لجوهر فلسفة تلك الحركات. إلا أن أسباباً تتصل بالحركات الثورية ذاتها أدت إلى تراجع الظروف المواتية لها. ومنها قناعتها، وخصوصاً قياداتها، بأنها ذات مهمة رسالية ذات قداسة تتصل بتخليص المجتمعات والبشر من أوضاعها الظالمة، وما ترتب على هذه القناعة من أن هذه الحركات هى وحدها التي تحتكر معرفة ما هو «الوضع الصحيح» الذي يجب أن يخلف هذا «الوضع الخطأ»، وبالتالي رفض مساهمة «الآخرين»، بمن فيهم الفئات التي من المفترض أن هذه الحركات تدافع عنهم وعن مصالحهم، فى صياغة صورة المستقبل، وما يتصل بذلك من تهميش للديموقراطية وحرية الرأي وممارسة حق الاختلاف. إلا أن من بين الأسباب الذاتية الأهم ما يمكن أن نطلق عليه المثالية المغالية.   وبالرغم من الإقرار بهذا التراجع، نعيد تأكيد دحض مقولة أن الثورة واليسار رحلا عن العالم الى غير رجعة. فهناك أولاً واقع أن درجة الظلم والقهر عالمىا ومحلىا لم تتدن بل ربما تضاعفت، لكنها أخذت أشكالاً أكثر تعقيداً وتركيباً. وثانياً، أن مفهوم الثورة بمعناها اليساري لا يقتصر على طرح فكرى بعينه كما ليس له شكل وحيد دون غيره، وإنما يتصل أكثر بالأهداف المرجو تحقيقها، رغم أن العديد من الأدبيات الحديثة والمعاصرة فى العلوم السياسية يصنف مفهوم الثورة كأسلوب عمل وحركة أكثر منها استراتيجية تهدف إلى إسعاد السواد الأعظم من الشعب أو الشعوب المستهدفة. أما الأمر الثالث فأن العقدين الأخيرين خصوصا شهدا خلطاً بين حركات ثورية بالمعنى الكلاسيكي وأخرى ذات أهداف تتناقض مع مفهوم الثورة كما نعرفها، لكنها تستخدم أساليب عمل تكاد تتطابق، أو أقله تتداخل، مع تلك التي كانت تتبناها الحركات الثورية. ونزعم أن السنوات القليلة الماضية شهدت فرزاً متزايداً للتمييز بين هاتين المجموعتين، ما يؤدي إلى نفي صفة الثورة عن تلك الحركات المستجدة وبالتالى المساعدة فى بلورة مفهوم الثورة كبرنامج وأهداف أكثر مما كسلوك سياسى محدد. أما الأمر الرابع فيتصل بتحول العديد من الحركات الثورية إلى حركات سياسية مفتوحة تمارس نشاطها فى إطار تعددى، بل تفوز فى انتخابات عامة بفضل برنامج منحاز لتطلعات قاعدة شعبية عريضة، ويصدق هذا بشكل خاص على ما شهدته حالات عدد من دول اميركا اللاتينية خلال السنوات القليلة الماضية. أما الأمر الخامس والأخير، فيتصل بتراوح بعض الحركات الثورية فى مواقفها بين الاندماج فى عملية سياسية تصالحية على الصعيد الوطني، وبين العودة لاتباع استراتيجياتها القديمة المتصلة بالحرب الثورية، ذات التأثير الغيفاري الواضح،– وهو ما يظهر فى حالة التيار الماوي فى نيبال والمعارضة الشيوعية فى الفيليبين على سبيل المثال.   (*) كاتب مصري   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

29 juin 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3689 du 29.06.2010  archives : www.tunisnews.net  1001 actus: Gmail : victime d’une

En savoir plus +

12 février 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3552 du 12.02.2010  archives : www.tunisnews.net  Communiqué du Comité International Contre la Répression

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.