الاثنين، 13 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2366 du 13.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


حمادي الجبالي: بيان

النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل : لائحـة الاتحاد العام لطلبة تونس: بيان الخليج الإماراتية: الاحتلال يمنع تونسيات متزوجات من فلسطينيين من زيارة أهاليهن أم زياد: مع عائلات المساجين السياسيين في احتفالهم بالعيد صـابر التونسي: القدّيد المالح عباس: يا سي حمد لبيض، موش كان عملت كالمرزوقي مواطــن: ورقــات خريف تونسية محمد العروسي الهاني: الحوار مع السيد وزير الشؤون الإجتماعية و التضامن و العملة بالخارج حول الوضع الاجتماعي في بلادنا و حديث الجرأة رامي الصّالحي: في الرّد على : أحزاب آخر زمان غير ايديولوجية لعادل القادري أم أسيل: طلا ســــم كُــونـا: العيار يتوقع أن تكون تونس مقرا لفرع شركة شمال إفريقيا القابضة الجديدة الصباح: حصرالسحب الفوري لرخص السياقة في ثـلاث حالات فـقـط الصباح: نواب ينتقدون الرتابة.. ويقترحون مراجعة الحيز الزمني للمداخلات الصباح: الإعـــلام الســمعي البصري والفرصة الأخيرة رشيد خشانة: المشرق يُعاود اكتشاف المغرب العربي فرنسوا بورغا: إنتظارات العالم العربي من الإتّحاد الأوروبي: أمل خائب بأن يقدِّم بديلاً من الولايات المتّحدة؟ الجزيرة.نت: وزير الأوقاف المغربي السابق المدغري: تجربة الإسلاميين بالحكم متواضعة وأنصحهم بالتريث محمد صادق الحسيني: دفاعا عن أمن بلدانكم أنقذوا العراق!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


بسم الله الرحمان الرحيم و لا عدوان الا على الظالمين:

 

صاعدت السلطة التونسية في المدة الأخيرة و بالتحديد منذ الزيارة التي أديتها رغم  محاولة منعي  من طرف البوليس السياسي إلى الأخ  المناضل الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب”المؤتمر من اجل الجمهورية” للترحيب به بعد عودته إلى تونس و لشكره على ما قام به من دور طلائعي وشجاع في نصرة القضايا العادلة والدفاع  المستميت عن الحريات وحقوق الإنسان وذلك  منذ ما يزيد عن ربع قرن-

 

و  كرد فعل عن هذه الزيارة ولغيرها من الأسباب  صاعدت السلطة  من الإجراءات الأمنية التعسفية ضدي وضد أسرتي بتشديد الرقابة ومحاصرة بيتي  بصفة مستمرة ومكثفة باستعمال كل الوسائل ومنها  دخول بيوت جيراني والاستقرار بشرفاتها و فوق سطوحها للتكشف السافر على داخل بهو بيتي وانتهاك وهتك  حرمة  بيتي وأهلي متعدية بذلك على كل الأعراف  و الآداب والقوانين   وعندما طالبت هؤلاء الأعوان(بالزى المدني) بالكف عن هذا الصنيع و احترام كرامة وحرمة العائلات   أجابوني بكل صلف  و تحدي” بأنهم  باقون هنا وانه بإمكاني الاتصال بالشرطة  وإعلامهم بذلك”

ثم كانت قمة الممارسات التعسفية القمعية ليلة يوم  الأحد 05/11/2006 ليلة زفاف ابنتي حين عمد جمع من أعوان البوليس السياسي على مرأى ومسمع من كل الحاضرين  على إجبار صاحب قاعة الأفراح بعدم فتحها أمام العروسين والمدعوين بتعلة  عدم وجود ترخيص من مركز الشرطة المحلي وبذلك تم إبطال الحفل في جو من الحيرة و الخوف والرعب من جراء إيقاف جميع سيارات المدعوين و مطالبتهم باستظهار بطاقات التعريف و تسجيل أرقام السيارات-

 

وهو ما حدا بنا و بما تبقى من المدعوين للعودة إلى بيتي لإتمام حفل الزواج أين وجدت سيارات البوليس  وقد سبقتنا لمحاصرة كل الطرق المؤدية إلى البيت و لمراقبة كل صغيرة و كبيرة  ومن فوق  سطح جاري المقابل لمدخل بيتي بعد إطفاء أنوار  النهج –  و الحرص الشديد على منع وصول أفراد فرقة ” السلامية” أو من تبقى منها  وكذلك محاولة منع  اقتناء ووصول الكراسي و أدوات الأفراح  —

 

وبذلك يتضح جليا أن المسألة لم تكن غياب رخصة إنما قرار وإرادة واضحة لإفشال فرح ابنتي بكل الوسائل و الأشكال-

 

هذا ومازال لحد كتابة هذه الأسطر الحصار البوليسي قائم حول بيتي بتسخير كل الإمكانيات من سيارات ودراجات نارية و أعوان مترجلين لمتابعتي أينما تنقلت حتى لقضاء شؤوني العائلية مثل التسوق أو زيارة أقاربي-

 

هذه نبذة و صورة مصغرة عن بعض الممارسات ضدي  وضد كل مناضل من اجل الحرية  –  هذه الممارسات التي بدأت في الحقيقة منذ ربع قرن تقريبا عندما رجعت من المنفى سنة 1988 بعد الوعود التي قطعت لي بطي صفحة الماضي وبدء عهد جديد— تم على إثرها الزج بي  و بالآلاف من إخواني في السجن من اجل تهم باطلة رفضها القريب والبعيد حيث أمضيت ما يقارب طيلة مدة الحكم(16سنة)

 

   ولكن ما راعني ومن أول يوم من مغادرة السجن  إلا و البوليس السياسي ينتصب من جديد محاصرا  بيتي  و أهلي وأقاربي مصادرا بذلك  ما تبقى لي من ابسط حقوقي في المواطنة  و الحياة الأسرية و الاجتماعية و من حقي في العمل و التنقل و استخراج بطاقة هوية  و جواز سفر –  هذا علاوة   عن حقي الطبيعي والدستوري في النشاط السياسي-

 

  و أمام هذه الوضعية المأساوية  فإنني و من موقع النضال  والمعاناة  اليومية ارفع صوتي رافضا لهذه الممارسات الظالمة التي و مع الأسف تزخر بها تقارير المنظمات المحلية و الدولية  والتي يندى لها جبين كل تونسي لأنها وصمة عار لتونس والتونسيين جميعا  عاقدا العزم بإذن الله  وعونه على استرداد حقوقي كاملة وحريتي غير منقوصة —  مناشدا كل الأطراف وجميع القوى الديمقراطية والحقوقية و الإنسانية إلى التصدي لجميع الانتهاكات ولفرض احترام القانون والحقوق الأساسية للجميع دون استثناء-

 

 E-mail : Jebali_hammadi@yahoo.fr

Tel et fax :  73 334798                                                                                    والسلام

Adresse : 12 rue omar el khayem Sousse 4002 Tunisie                       حمادي الجبالي

 

                  

 الرجاء الترجمة والتوزيع على نطاق واسع        –  مع االشكر- سوسة في10 نوفمبر 2006

 

 


الأتحاد العام التونسي للشغل

 

 

 

 

النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين                                                         نابل في 13/10/2006

   كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل                                                (اجتماع مكتب النقابة)

لائــــــــــحــــــــة

 

         نحن إطارات النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل المجتمعون اليوم الجمعة 13/10/2006 بمقر العمل، لتدارس كيفية التجاوب مع الإدارة الجديدة للكلية بعد اللقاء الغير رسمي الذي جمع الأخ الكاتب العام للنقابة و الأخ الكاتب العام المساعد مع السيد العميد (الجديد) ، قبل انطلاق السنة الجامعية، و بعد الوعود التي تلقوها بان يقع التعامل ايجابيا مع الهياكل الممثلة للأساتذة (نقابة، مجلس علمي…) ، و لتباحث المشاكل العالقة منذ السنة الفارطة و المثبتة بلوائح الاجتماعات العامة مع الأساتذة و المستجد منها، و بعد استعراض كل المسائل وقع إقرار ما يلي :

1)  من الناحية المبدئية ، و اثر الاستعداد الذي عبر عنه السيد العميد (الجديد) لفتح صفحة جديدة تقطع مع التجاوزات التي طبعت السنوات الفارطة و مع سياسة الانفراد بسلطة القرار دون الرجوع إلى الهياكل الممثلة للأساتذة ، و اثر ما تعهد به السيد العميد من إعادة تفعيل المجلس العلمي بغية استشارته و استشارة نقابة الأساتذة بصورة دورية في كل ما يهم سير عمل الكلية ، فان النقابة :

       أ)  لا يسعها إلا أن تثمن هذا “الاستعداد و تمد يدها بدورها و تدعو إدارة الكلية إلى أن نبدي معا ، كطرفين اجتماعيين ، القدر الكافي من المرونة و العقلانية لبناءحالة من الثقة المتبادلة” و لنطلق سيرورة من التعاون البناء (Déclancher un processus de coopération constructive ) لما فيه مصلحة كليتنا،

      ب)   و في هذا الصدد، و حتى يتمكن كل منا من احترام تعهداته و القيام بدوره طبقا للصلاحيات التي تنص عليها النصوص القانونية و التقاليد الجامعية الجاري بها العمل، فإننا نطالب سلط الإشراف و خاصة رئاسة الجامعة بتفادي التأخير المتكرر (تأخير بأسابيع و بأشهر أحيانا) في مد كليتنا بمراسلات وزارة التعليم العالي و الإقلاع عن مكاتبتنا قبل أيام من الاستحقاقات ( échéances) الأساسية بالنسبة للكلية و الوزارة لمطالبتنا برأينا مما قد يدفع رئيس المؤسسة إلى اخذ القرار بصورة فردية و الرد بدون استشارة المجلس العلمي و الهياكل الممثلة للأساتذة عموما. كما نطالب بعض الأطراف داخل رئاسة الجامعة بتوخي الاعتدال و الكف عن الضغط لدفع إدارة الكلية إلى تجميد المجلس العلمي أو إلى تجاوز القانون و اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى المجلس العلمي في عديد المسائل التي تتطلب قانونيا اخذ رأيه و منها خاصة عقود المساعدين، نقل الأساتذة من و إلى الكلية، ميزانية الكلية، المنح و المساعدات، العطل الدراسية، رزنامة السنة الجامعية و تنظيم الامتحانات…الخ،

      ت)   و أخيرا لا يمكن إنهاء الحديث عن الجانب المبدئي دون التطرق إلى انه، رغم أن النقابة تعترف بان إدارة الكلية الجديدة غير مسئولة بشكل ما عن بعض التجاوزات نظرا لان قرارات غير قانونية اتخذت قبل تعيينها أو نظرا لضغوط خارجية، فلا يمكن ترسيخ علاقة جديدة قبل إعادة الأمور إلى نصابها و تصحيح الأخطاء و التجاوزات و لو بصورة شكلية في ما يخص ما فاتت آجاله القانونية وذاك حتى لا تصبح الإدارة الجديدة ، دون إرادتها، طرفا في نزاع قانوني أمام المحكمة الإدارية يتواجه فيه ممثلي الأساتذة بالمجلس العلمي( بدعم من النقابة) و الإدارة السابقة، ذلك انه لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال التراجع و التنازل عن حقوقنا القانونية والمشروعة ، و عليه فنحن ندعو إلى :

         عرض قائمة الزملاء الذين طالبوا في السنة الفارطة بعطل دراسية ، في الآجال القانونية ، على المجلس العلمي و تمكينهم من تلك العطل حتى لا نضيع مصالحهم و نحملهم مسؤولية تقصير الإدارة السابقة  وذلك بتمرير الموافقة على مطالبهم إلى الوزارة دون اخذ رأي المجلس العلمي.

      –   استشارة المجلس العلمي حول ميزانية الكلية لسنة 2007 ، و الرفع من المقادير المخصصة للمنح و المساعدات و المهمات بالخارج ، و اخذ رأي المجلس العلمي قبل تمكين الأساتذة من التمتع بها و تمكينه من الاطلاع على كيفية صرف ميزانية السنتين الفارطتين على الأقل.

      –   تمكين المجلس العلمي من الاطلاع على ملفات المترشحين للتدريس كمساعدين متعاقدين و من وضع المقاييس العلمية و البيداغوجية التي يراها مناسبة لترتيبهم على أساس قائمة أساسية تتناسب مع عدد العقود الموضوعة علي ذمة الكلية (من طرف رئاسة الجامعة) و قائمة انتظار بحيث لا تقترح رئاسة الجامعة (على الوزارة) التعاقد مع مدرسين من خارج القائمتين و عند الضرورة اخذ رأي المجلس العلمي مجددا.

      –   تمكين المجلس العلمي من إبداء الرأي في نقلة الأساتذة إلى كليتنا (كما تم بالنسبة للنقل خارجها) و لو بعد انقضاء الآجال و ذلك لاحترام الإجراءات الشكلية.

      –   التعهد بعرض كل هذه المسائل على المجلس العلمي في آجالها مستقبلا و احترام كل صلاحياته.

      –   إعادة تفعيل الهيئة المضيقة  التي انتخبها المجلس العلمي (علما و ان 8 على 11 من أعضائه لم يتغيروا) بغية التحضير لمداولاته  (طبقا

لما ينص عليه القانون) و ذلك باقتراح نقاط في جدول الأعمال تعكس اهتمامات الأساتذة و بالاطلاع على الملفات قبل الجلسات ، و نحن إذ نؤكد على هذه النقطة لما في ذلك من صون لمصداقية قرارات المجلس العلمي فإننا نعبر عن استعدادنا للقبول بتطعيم تلك اللجنة بعنصر من الزملاء الثلاثة الذين عينوا حديثا بالمجلس.

2)  من الناحية العامة  و في ما يخص ظروف و وسائل العمل ، فان العديد من النقاط و المشاكل بقيت عالقة منذ السنة الفارطة كما انضافت

إليها مشاكل أخرى من نوع توقيت العمل الذي غير بدون استشارة نقابة الأساتذة و المجلس العلمي فادى إلى حالة امتعاض بين الأساتذة و الطلبة و

 انعكس بصورة غير ناجعة على مردودهم ، و عليه فنحن :

      أ)   نرى أن تحوير التوقيت لإدخال 6 حصص يوميا عوض 5 هو ايجابي من حيث يسمح  للزملاء بالحصول بسهولة على جداول أوقات بيومين و يمكن من استغلال القاعات بصورة محكمة ، و لكن تخفيض أوقات الراحة بين الحصص إلى 10 دقائق عوض 15 دقيقة و إلغاء فسحة الفطور المقدرة سابقا بساعة و نصف يتضح انه إجراء غير ناجع من الناحية البيداغوجية ، و لذا فنحن نطالب بإعادة ترتيب التوقيت بحيث يتمتع الأساتذة بفسحة للفطور تقدر بنصف ساعة على الأقل.

    ب)   نلفت نظر الإدارة و سلط الإشراف إلى تواصل غياب وسائل العمل  من ميكروفونات صالحة للاستعمال و طلاسات خشبية غير ملوثة (عوض اسفنجات المطابخ التي من الأحسن أن تستعملها المنظفات خلال الفسح لفسخ السبورات) و سبورات قابلة للاستعمال تحمل حافظات طباشير و آلات عرض للدروس كافية ، و نطالب بكراسي كافية داخل القاعات حتى لا تتعطل الدروس طيلة 20 دقيقة كل حصة لتمكين الطلبة من جلبها من قاعات أخرى.

   ت)   نطالب بإكمال توزيع المكاتب على الأساتذة الباحثين القارين على قاعدة 2 في كل مكتب (انظروا اقتراح النقابة بهذا الصدد خلال السنة الفارطة) و بتأثيث قاعة الأساتذة و مكاتبهم بشكل محترم و تغيير أبواب خزائن الأساتذة لتصبح قابلة للإقفال حفاظا على حرمة أدواتهم و على سرية مراسلاتهم ، و نلح على توفير آلة طابعة (Imprimante) جديدة للأساتذة داخل قاعة الانترنات و آلة ناسخة (Photocopieuse)    بمكتب سكرتيرة الأقسام للنسخ السريع و الظرفي و تمكين الأساتذة من حصة شخصية للنسخ بألف صفحة داخل قاعة السحب ، كما نرجو مد الأساتذة القارين بحواسيب و ربط بشبكة  بالانترنات داخل مكاتبهم (و تركيز الهاتف الداخلي بها على غرار العديد من الكليات و المعاهد) و توفير قاعة انترنات جماعية صغيرة مؤثثة بخمسة أو ستة حواسيب داخل برج الأساتذة لاستعمال الأساتذة العرضيين و المتعاقدين ، و في انتظار ذلك نلح على أن نواصل تخصيص قاعة انترنات الأساتذة الحالية ، المؤثثة بخمسة عشر حاسوب ، بصورة حصرية للأساتذة.

   ث)   ندعو إلى مزيد الاعتناء بالظروف الصحية للعمل و ذلك بالتنظيف اليومي لمكاتب الأساتذة و القاعات و المرافق الصحية.

   ج)   نطالب مجددا بفتح مأوى السيارات للأساتذة و بتخصيص باب من أبواب الكلية لدخول الأساتذة (و أعوان الإدارة) لتجنب الازدحام و للحفاظ على هيبتهم و بتثبيت معلقة أمامه تحمل لفظة ” خاص بالأساتذة و أعوان الإدارة ” .

   ح)   نلفت نظر السيد العميد إلى أن رئاسة الجامعة لم تمد الكلية إلى حد الآن ، و كالعادة ، بمقررات الساعات الإضافية للسنة الجامعية الفارطة و بناءا عليه فان خلاص تلك الساعات معطل إلى الآن خلافا لأغلب الكليات ، كما نسجل أن هذا التأخير المتكرر الذي ميز  عمل جامعتنا المصون طال حتى رواتب الأساتذة التي أصبحت تصل متأخرة هذا فضلا عن أننا لم نتمكن من صرفها قبل عيد الفطر كباقي زملائنا التابعين لجامعات أخرى ، و عليه فنحن نطالب بتلافي ذلك سريعا و بصرف مستحقات الأساتذة من الساعات  الإضافية قبل موفى هذا الشهر.                

3)   من ناحية سير الأقسام : نلفت نظر السيد العميد إلى تواصل غياب الشفافية و التصرفات الاعتباطية من طرف مديري قسم الاقتصاد و المناهج الكمية و عدم تطبيق مبادئ توزيع الدروس و ندوات البحث التي كرستها التقاليد الجامعية و قننتها النصوص القانونية و خاصة المنشور عدد 57 الصادر سنة 1995 عن ديوان السيد وزير التعليم العالي ، و هو ما يحاولون إخفاءه بتوزيع الدروس و ندوات البحث خارج الاجتماعات أو بإخفاء بعض الدروس عند التوزيع و بعدم تعليق و توزيع محاضر الجلسات و جداول التوزيع ، كما نسجل عدم احترام مدير قسم الاقتصاد لقرار المجلس العلمي بتاريخ 22 فيفري 2006 حول توزيع ندوات البحث ، و نشير إلى عدم قانونية و نجاعة فرض عملية التاطير على بعض الأساتذة أو الطلبة بدون تطابق اهتماماتهم ، و نسجل خرق القانون بعدم توفير المجال للطلبة للاختيار بين عدد كاف من المواد الاختيارية ، هذا عدى تغييبهم للأقسام بعدم التواجد بصورة كافية داخل الكلية و عدم تنظيم الاجتماعات الدورية لاستشارتهم في الأمور التي هي من صلاحياتهم ، و عليه فنحن نطالب بعقد اجتماعات للأقسام لتدارك هذه التجاوزات و لتطبيق القانون و محضر جلسة المجلس العلمي المذكور أعلاه في ما يخص تاطير الطلبة و لحسم مسالة توزيع الدروس و ندوات البحث ( بالنسبة للسداسي الثاني) بصورة شفافة مع السهر على تعليق جدول في ذلك إلى جانب محضر جلسة الاجتماعات  .

4)   من الناحية العملية : ندعو إلى احترام الحق النقابي و تمكين النقابة ، الممثل الشرعي و القانوني للأساتذة و المؤهل الوحيد للتفاوض باسمهم ، من مكتب على غرار العديد من المنظمات الطلابية و من نوادي الطلبة داخل الكلية رفعا للتمييز و  ” كعربون ثقة” للعلاقة الجديدة التي نأمل في بناءها بين الإدارة و النقابة ، كما ندعو إلى استشارة النقابة بصورة دورية و كلما دعت الحاجة إلى ذلك لفض المشاكل في الإبان و المحافظة على المناخ الاجتماعي داخل الكلية ، و استنادا إلى ذلك فنحن :

    أ)   نطالب بجلسة عمل رسمية مع السيد العميد في اقرب الآجال (اثر عيد الفطر) لتدارس هذه المطالب حتى نرى ما يمكن له الاستجابة له اعتمادا على المقدرات الذاتية للكلية و ما علينا طرحه على سلط الإشراف في جلسات لاحقة.

   ب)  نأمل في أن يقع التفاعل ايجابيا مع مطالبنا الشرعية و العقلانية  حتى لا نضطر إلى الدفاع عنها بكل الأساليب القانونية و المشروعة و حتى لا نضيع فرصة تنقية المناخ الاجتماعي بعد تغيير إدارة الكلية لما فيه مصلحة مؤسستنا و إشعاعها.

 

                                                                                               

  عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا، ديمقراطيا ومناضلا .

عـــــــــــــــن

النقابـة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعييـن

كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل

الكاتـب العـام

نور الدين  الورتتاني

(عضـو منتخـب بالمجلـس العلمـي)

 

 

الاتحاد العام لطلبة تونس

بيان
تونس في 13/11/2006
رغم ما تحلينا به من نضج وتريث وعدم تسرع في الرد على الحملة التي استهدفت مناضلينا في المدة الاخيرة على اعتبار انها تتنزل في اطار حسابات تسبق انتخابات المجالس العلمية في محاولة مآلها الفشل في ترهيب المناضلين على اعتبار اصرارنا على الانتصار في هذه المحطة مهما كان الثمن،على امل ان تراجع السلطة طرق تعاملها مع الملف النقابي، الا انه بان بالكاشف انها لازالت مواصلة في نهج ضرب الحريات والتضييق على النشاط النقابي الطلابي حيث تم البارحة الاحد 12/11/2006 ايقاف الرفيق حسين بن عون بصفاقس وتم اقتياده الى منطقة الشرطة بصفاقس ليعلمنا قبل ان يتم اقفال هاتفه الجوال بانه ستتم احالته على المحكمة دون سبب واضح وافتقدنا اثره الى حدود الساعة وعليه يهم المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس ان يعلن الاتي:
1- يطالب باطلاق سراح الرفيق المفقود دون قيد او شرط.
2-  اعتبارنا ما تعرض له الرفيق يدخل في باب الاختطاف واعادة صفحة كنا قد تخيلنا انها طويت في الماضي
3- نعبر عن استعدادنا للدفاع عن مناضلينا بشتى الوسائل والطرق
4- ندعو السلطة الى الكف عن استعمال هذا الاسلوب في معالجة الملف النقابي لانه لن يعود عليها الا بالوبال
ختاما نهيب بكل القوى التقدمية والوطنية الوقوف الى جانبنا في هذه الحملة التي نتعرض لها والتي لا تخفي الا عدم حياد الادارة وانحيازها الى جانب اقليات لا تمثل الا نفسها
الاتحاد العام لطلبة تونس
الامين عام مساعد
شاكر العواضي

 

الاحتلال يمنع تونسيات متزوجات من فلسطينيين من زيارة أهاليهن

 

كشفت مناضلة فلسطينية أن 952 امرأة تونسية تزوجن من فلسطينيين أثناء إقامتهم بدول أوروبية وانتقلن مع أزواجهن إلى فلسطين بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 لم يتمكن من زيارة أهاليهن في بلدهن الأصلي تونس منذ انتقالهن إلى فلسطين مع أزواجهن.

 

وأوضحت المناضلة رانية مادي عضوة الائتلاف العالمي لحقوق اللاجئين خلال أمسية تضامنية مع المقاومة الوطنية في كل من فلسطين والعراق ولبنان نظمتها الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين أن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” رفضت تمكين هؤلاء النسوة من حق العودة إلى أزواجهن وأبنائهن إن غادرن فلسطين.

 

(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)


 

مع عائلات المساجين السياسيين في احتفالهم بالعيد

تغطية أم زياد   يوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الفطر فاجأتني الإرسالية القصيرة التي بعثتها لي سامية زوجة محمد عبّو وهي تقول :” إنّ مجموعة من عائلات المساجين السياسيّين تنظّم اعتصاما وإضرابا عن الطعام ليوم واحد لتحسيس الرأي العام بمرارة عيد عائلة السجين السياسي”.. كيف اجتمعت هذه العائلات رغم الحصار المضروب على البلاد ؟ وكيف قررت القيام بهذا التحرك بلا أدنى تأطير من “أهل الذكر” من مناضلي المجتمع المدني وجمعياته ؟   لم أضع دقيقة واحدة وتسللت خارج البيت لمعرفتي بأنّ التبكير بالذهاب إلى المعتصمين هو الضامن الوحيد للدخول إلى بيت محمد عبّو قبل أن ينتشر خبر التحرك ويطوّق البوليس السياسي المكان ليمنع أيّ زائر يطمع في الدخول لمساندة المضربين.   في التاكسي تجاذبت أطراف الحديث مع السائق كعادتي في كل مناسبة يمكنني أن أتحدث فيها مع ما يسمّى “المواطن البسيط”… جاء ذكر السجن وأعلمني الرجل وهو يكاد ينفجر من القهر أنّه حمل حرفاء إلى هذا السجن يوم العيد (وكان يوما استثنائيا في حرارته وقسوة شمسه) ورأى الزائرين يصلون نار هذه الشمس في العراء لكون الساحة المحيطة بالسجن قفراء ليس فيها ما يستظل به إلاّ شجيرات قليلة عمدت إدارة السجن إلى ربط كلبين ضخمين في جذوها حتى لا يقترب منهما المواطنون !!   وجدتهم في “صالة” بيت محمد :” أغلبهنّ نساء زوجات وبنات وأخوات ولم يسجل جنس الذكور حضورا إلاّ في شخوص لطفي العمدوني السجين السياسي السابق وشعيب زروق ابن السجين السياسي حاتم زروق وابن محمد عبّو جمال الدين وخير الدين.   على جدران الصالة علقت صور كثيرة للمساجين السياسيين استوقفتني منها خاصة صور للمرحوم الهاشمي المكي وهو شاب موفور الصحة ثم وهو على فراش الموت والسلاسل تطوّق معصميه وساقيه (التقطت الصورة خفية وبكاميرا خفيّة).   كما علّقت على الجدران شعارات من ابتكار المعتصمات، منها: إلى متى ؟ عيد بأية حال عدت يا عيد بحرية أم بسجن ليس له تحديد ؟ 16 سنة سجنا = 32 عيدا غير سعيد. فرحة العيد من حق أطفالنا أطلقوا سراح كل مساجيننا. أمّا الشعار الذي علق تحت صور المرحوم الهاشمي المكي فهو: من السجن إلى القبر، لا نريد المزيد من الضحايا… وممّا استوقفني بصفة خاصة رسم لشعار الجمهورية التونسية “هذّبته” إحدى المعتصمات بما يقتضيه حالها. فرسمت سفينة الحرية وشراعها مقيد بالسلاسل وسيف النظام وهو يقطر دما وميزان العدالة وقد مالت كفته.   لم تلبث الأخبار أن أتتنا من الخارج عن طريق بعض الأجوار وهي تقول إنّ المكان قد طوّق بالكامل وأنّ جميع المداخل إلى البيت قد سدّت بحزام بوليسيّ عتيد… فيما جاءتنا الأخبار عن طريق الهاتف تعلمنا بمنع نشطاء كثيرين من الاقتراب من البيت : عياشي الهمامي وفتحي الجربي وراضية النصراوي وحمة الهمامي…   لطفي العمدوني الذي كان يغطي الحدث بالكاميرا غادر البيت لقضاء بعض الحاجات… وبالطبع منع من الدخول ثانية. جمال الابن الأكبر لمحمد عبّو لم يسلم من محاولة المنع وقد كانت له مع البوليس مشادة وقع تهديده خلالها بالتعنيف ونعت بأنّه “قليل التربية” لأنّه رفض الإجابة عن أسئلة البوليس… هي طبعا شهادة بأنّه كامل التربية. وقد تسنّى لجمال أن يأخذ بثأره من الجلادين لما استطاع إدخال لطفي “بطريقته الخاصة”. وهكذا عاد إلينا مصوّر الاعتصام.   مع تقدم ساعات الصباح تهاطلت المكالمات من الداخل والخارج : متعاطفون ومناضلون ووسائل إعلام. أحد مواطنينا بالخارج اتصل بسامية مرتين وسألها بماذا يستطيع أن يساعدها… “بالتعاطف ونشر الخبر” قالت له شاكرة. منصف المرزوقي وهو أيضا محاصر في أحد بيوت أقربائه بدوز اتصل ليعلن إضرابه عن الطعام تضامنا مع العائلات. وسهام بن سدرين تابعت الحدث عن بعد وعملت على نشره على أوسع نطاق. أمّا لطفي حجيّ فقد كانت اتصالاته مهنيّة وفعالة… قناة الجزيرة تعلن عن الحدث في إحدى نشراتها فيرتفع تصفيق المعتصمين… لقد نجحوا في التعريف بتحركهم رغم الحصار البوليسيّ. إنّه انتصار من الانتصارات الصغيرة الكبيرة التي تشعر عائلات المساجين بأنّها خرجت من ظلام التجاهل إلى نور الاعتراف بها وبمعاناتها.   والمسؤول عن موقع الحزب الديمقراطي التقدمي في الانترنت اتصل بالمعتصمين وأخذ أقوال ممثلي العائلات واحدا واحدا أو بالأحرى واحدة واحدة…   المعتصمون يمثلون حوالي 33 عائلة لم تستطع كلّها الالتحاق بموقع الاعتصام بسبب الحصار البوليسي. وهؤلاء السجناء هم : الأستاذ محمد عبّو محامي السجناء الذي صار بدوره سجينا وحاتم زروق وغيث الغزواني والأشقاء عقبة وحسني وحسان الناصري وأيمن الدريدي ورضوان الفزعي ورمزي بن سعيد وطارق الهمامي ومحجوب الزياني وخالد العرفاوي وعلي وإبراهيم الحرزي وخالد العيوني وماهر بزيوش وهشام السعدي ورضا بوكادي والمرحوم الهاشمي المكي والشاذلي محفوظ والتوأم ماهر ورمزي الخلصي ومحمود التونكتي وعبد الرؤوف التونكتي ولطفي السنوسي ورضا السعيدي والحبيب البجاوي وجلال الكلبوسي وإبراهيم الدريدي وظافر الزلازي وحمادي عبد الملك. وإلى جانب المساجين القدامي كان هناك ضحايا من الجيل الجديد لقمع النظام من ضحايا قاون الإرهاب.   وتتشابه العائلات في قصصها الأليمة مع السجن السياسي وفي فقدها للأحبّة الذي يتضاعف للإحساس به في مناسبات مثل العيد. ومع ذلك تظلّ هناك قصص تشدّ أكثر من غيرها. مثل :   – قصّة “أم الخمسة” وهي سيّدة طاعنة في السنّ، لها خمسة أولاد دخلوا السجن السياسي لمدد متفاوتة : فيصل وعبد المنعم ومنير ومهدي وعبد الرؤوف التونكتي. هذه السيدة انقطع جهدها فلم تعد تقدر على الكلام لهذا فهي إمّا تلزم الصمت أو تعبّر بالبكاء.   – زوجة المرحوم هاشمي المكي في الثامنة والثلاثين من عمرها ولكنّها تبدو أصغر من ذلك بكثير، أمّ لثلاثة أطفال لم تعش مع زوجها إلاّ 6 سنوات قبل أن يلقى عليه القبض وأربعة أشهر لمّا سلّم لها وهو في آخر مراحل مرضه القاتل الذي أصابه جراء ويلات السجن وأودى بحياته وهو في الثامنة والأربعين من عمره. هذه السيدة نضالها خالص لوجه الله والحق… الأخريات يعتصمن من أجل سجين يمكن أن يعود أمّا هي فلا تنتظر عودة الزوج الذي طواه الموت. هي تقول إنّها تعتصم من أجل الآخرين وحتى لا تعيش بقية أخواتها ما عاشته من آلام الترمل. وتشير بصفة خاصة إلى صورة السجين فتحي الورغي المصاب بجميع الأمراض التي يمكن تصوّرها والذي تصرّ السلطة على الاحتفاظ به في السجن رغم حالته الميئوس منها… لا شك أنها ترى فيه صورة أخرى من مأساتها.   – زوجة السيد حاتم زروق لها قصة هي أقرب إلى الخيال الأدبي، تحدثني سهام عن “مغامرتها” لقد بقي زوجها فارا من “العدالة” التونسية التي حكمت عليه بـ12 سنة سجنا… لم يكن الرجل قد فرّ بعيدا بل كان أقرب إلى عائلته مما يُتصوّر ولكنّه قرب أشنع منه البعد بما أنه أمضى 14 سنة وهو لايرى طفليه إلاّ من ثقب في الجدار. أمّا هما فلم يكونا يريانه أو يشعران بوجوده… سألتها.. ماذا كنت تفعلين لإعالة طفليك.. فقالت إنّها كانت تعمل مع زوجها في صنع حلويات تقليدية لذيذة كان الإقبال عليها في تزايد.   ذكّرتني صورة المواطنين العاديين الذين كانوا يأكلون “مقروض” سجين سياسي هارب من جور القضاء بصورة راضية النصراوي لمّا حملت من حمة الهمامي وهو هارب من نفس “العدالة” وتصوّرت ما يمكن أن يحسّ به النظام من حنق وشعور بالهزيمة لمّا يقف على حقيقة أنّ الحياة لا تتوقف عن مجراها وعطائها برغم جوره وجبروته… وضحكت.   لسهام بنت (بلقيس) وولد (شعيب) في عمر الزهور وفي غاية الجمال والوعي ويقظة الفكر. وقد انتهت ليلة هذه العائلة الصغيرة في المستشفى ووسط الدماء. وقع اختيار البوليس السياسي على سهام وابنها وابنتها وقرر اعتقالهم وضربهم ليستنطق الأمّ حول أشياء يعرفها تماما. إنّها عربدة الطغيان وفقدانه لأيّ نوع من أنواع الإنسانية والصواب.   في مستشفى الحبيب ثامر حيث نقلت سهام وطفليها في تاكسي صادره البوليس السياسي وأمر سائقه بعدم أخذ الأجر (نهاية في الكرم النوفمبري الذي يسدى إلى المواطن من جيب المواطن) كان اللقاء من نوع آخر مع البوليس الاستشفائي الذي رفض إعطاء سهام أيّة شهادة طبّية تؤكد ما تعرضت إليه العائلة وخاصة شعيب من عنف وحشي ضرّهم بدنيا ونفسيا.   هذا يوم آخر أصررت على تسجيله عساه يبقى من الشواهد على هذه الفترة بأمجادها وتعاستها.   لمشاهدة صور الإعتصام اضغط على هذه الوصلة: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=362
 
(المصدر: مجلة “كـلـمـة” الالكترونية التونسية، العدد 47 لشهر نوفمبر 2006) 


القدّيد المالح

ملح صابر التونسي

** تنظم جمعية الدراسات الدولية ومؤسسة «فريدريتش ايبرت» يوم الاحد 12 نوفمبر الجاري الموافق لذكرى خمسينية انضمام تونس في الأمم المتحدة (ندوة) حول «دور “تونس” في العلاقات الدولية» … بنزل البلفيدير شارع الولايات المتحدة بتونس.(الصباح 4 نوفمبر) وهو بلا شك دور ريادي في القمع ومحاربة الكلمة الحرة وقطع العلاقات مع الدول لأسباب واهية. ولمكان انعقاد الندوة علاقة بالموضوع، فتونس تصدّر للعالم من “البلفدار” مفهومين، قانون الغاب وسجن الأحرار ووضعهم في غير موضعهم لمجرد التسلية ومن شارع الولايات المتحدة الإنضمام لحلف بوش في حربه على “الإرهاب” والدخول في منظومة”من ليس معنا فهو ضدنا“! ** تحرص وزارة التعليم العالي على تنويع الشعب الجامعية باتجاه الوصول الى أكثر من 960 شعبة، وهو الرقم الذي سيقرب تونس من المعدل الأوروبي المقدر بنحو 1000 شعبة حاليا.(الصباح 4 نوفمبر) نأمل أن تكون النية منافسة أوروبا وليس مجرّد تباه وتوزيع لدماء الطلبة بين القبائل (الجامعات) لكسر شوكتهم وإضعاف قوتهم! ** كان زين العابدين بن علي مدركا ان تحركه في الليلة الفاصلة بين السادس والسابع من نوفمبر سيضع مصيره الشخصي في دائرة الخطر الاقصى لكن ارادة انقاذ البلاد كانت اقوى من حسابات الامان والسلامة والمصلحة الشخصية فكان التخطيط المحكم (الصباح 5 نوفمبر). إن الليلة الفاصلة بين السادس والسابع من نوفمبر 87 كانت بحق ليلة فاصلة في تاريخ “بطل التغيير” لذلك أنصح أن نحتفل السنة القادمة بيومين ( 6 و7 نوفمبر) لأنه لو فشلت عمليةالإنقاذ” لحوكم سيادته بتهمة الخيانة العظمى وكتب في تاريخ البلاد خائنا لا منقذا لأن إصباغ الصفات على الأفعال من حق الزعيم وحده!! (لا أريكم إلاّ ما أرى).

** ونحن اذ نحيي في نخوة واعتزاز الذكرى التاسعة عشرة لتغيير السابع من نوفمبر قد لا نجد المتسع الكافي لتعداد المكاسب والانجازات المحققة في ظل قيادة الرئيس بن علي … (الصباح 5 نوفمبر) من الإنجازات صعود كاتب هذه الكلمات لواجهة “التطبيل والتبندير” وجلوسه على كرسيّ جلس عليه قبله رؤوف يعيش ثم طواه النسيان وذهب إلى مزبلة المداحين! تونس لكل التونسيين، واجب البذل والعطاء تجاه الوطن، لا مكان للظلم او تجاوز السلطة، استقلال البلاد ومناعة الوطن مسؤولية كل التونسيين، شعبنا جدير بحياة سياسية متطورة، لا مجال للظلم والقهر، لا مكان للفوضى والتسيب، لا سبيل لاستغلال النفوذ او التساهل في اموال المجموعة ومكاسبها.( الصباح 5 نوفمبر)

هي بحق مدينة فاضلة بلاءاتها تلك، حلم بها أفلاطون والفارابي

وإخوان الصفا ولم يعثروا عليها وعثر عليها “نَسناسٌ” لقوة حاسة الشّم عنده! بقي عليه أن يتخلّص من أنانيته ويتكرم علينا بالعنوان وإحداثيات الوصول فقد تُهنا ولم نجدها! ** عنوان وجهة النظر هذه «19 سنة في عمر الديمقراطيات… هي فترة وجيزة جدا»، وبقراءة للعنوان أجزمنا بأن تونس تعيش الديمقراطية، كيف ذلك؟ كما أقرّينا على أن الفترة هي فترة وجيزة جدا!(الصباح 5 نوفمبر) كاتب هذه الكلمات عرف نفسه بأنه دكتور وحقوقي وجامعي وفاته أن يزيد انتهازي ووصولي ومدلّس ومزوّر، لأن 19 سنة في عمر الديمقراطية فعلا فترة وجيزة ولكنها في عمر نظام واحد ورئيس واحد طويلة جدا وتمد عنقها صارخة : هنا الدكتاتورية لمن لا يعرفها!! **لقد ذكرنا أن عمر الديمقراطية اليوم في تونس هو 19 سنة، وأكّدنا منذ البداية أننا بصدد معايشة واقع سياسي جديد، واقع سياسي أثمر تكريس مراقبة دستورية القوانين،(الصباح 5 نوفمبر) ومن دستورية القوانين المنشور 108 والإنقلاب على الدستور كلما دعت الحاجة والشعب “سيد” نفسه! ** أفادت وزارة الشؤون الدينية التونسية وهي الجهة المسؤولة في تونس عن تنظيم إجراءات الحجيج بأن عدد الحجاج التونسيين لهذا العام يبلغ تسعة آلاف حاج سيتوجهون إلى الديار المقدسة اعتبارا من بداية شهر ديسمبر المقبل. (وكالة الأنباء السعودية) يفترض أن يكون نصفهم من النساء وذلك يعني ازدهار للصناعة التقليدية فهي مطالبة بتوفير 4500 سفساري على الأقل لأن الحجاب دخيل وممنوع، لن يُسمح للحاجات بارتدائه وهو غير عمليّ بالمقارنة معالسفساري” خاصة عند اشتداد الزحام لأن “السفساري” لا يمثل عائقا لمرتديته ويسهل التخلص منه بسرعة عند الشعور بالخطر!! ** علمت «الصباح» أن شركة «دبي هولدنغ» الاماراتية التي ستتولى تهيئة بحيرة تونس الجنوبية ستشيد أبراجا ضخمة ضمن مشروعها الجديد قد يفوق بعضها الـ90 طابقا.(الصباح 4 نوفمبر) كان الله في عونهم ما لم يزرعوا لنا على سواحلنا صليبا عملاقا كصليب فندق برج العرب. (المعجزة) حيث أعلن مهندسه أنه تمكن من زرع أكبر صليب على مستوى العالم في العالم العربي المسلم!! (لذلك يمنع منعا باتا تصويره من جهة البحر حيث يبدو الصليب العملاق واضحا)

 

(المصدر: مجلة “كـلـمـة” الالكترونية التونسية، العدد 47 لشهر نوفمبر 2006) 

 

 

يا سي حمد لبيض، موش كان عملت كالمرزوقي

 

غاضني حال سي حمد لبيض، معناها. خمسطاشن عام في الحبس، معناها. مرتو ماتت وهو في قلبو، معناها. علاه هكّا يا سي حمد، معناها. آش دخّلك في السياسة، معناها. داخل فيها بفركة وعود حطب، معناها. قعدتْ رايض على روحك يا سي حمد، معناها. لازم، معناها، تدخل في الخطر وفي تسييل الدم، معناها. شلزك، معناها، تكتب في “الحياة الزوجية” وهال الحكايات لخطيرة، معناها.ء

 

بلاهي شنوّ ربحت، معناها. عملت عقلك، معناها، وعملت كالمرزوقي، معناها، موش لكانك خير. حدّك حدّ رويحتك، معناها. ساعة ساعة، تقول كليمة بسيطة، معناها. تدعي لإسقاط نظام الحكم عن طريق المقاومة السلمية، معناها. كليمة خفيفة نظيفة في قناة الجزيرة، معناها. (ملاحظة : وهذا من حقه المشروع)ء

 

نحب نعرف شدخلخ في قطع الرقبة وهال “الحياة الزوجية”، معناها. كليمة في الجزيرة وكان خلات راك في دارك محاصر، معناها، صحافي داخل وصحافي خارج، معناها.  يتحدثوا عليك بالسوري وبالعربي، معناها، أكثر من نانصي عجرم، معناها. يدافع عليك أعضاء في الاتحاد الأوروبي، معناها، وشكون يمسِّك، معناها. آشنو اللي فادتك القنابل اللي تقول فاها، معناها، على “الحياة الزوجية”. هاي تفرقعت عليك، معناها. أعمل عقلك و يزي من التهور، معناها. موش كان كعيبة “إسقاط نظام” وانت متهني، معناها، كليمة في الجزيرة، لا تزيد ولا تنقص، معناها. في عوض يحطوك في الحبس، يجبدوا سفيرهم ووفات الحكاية، معناها.ء

 

بالله زاركشي صحافي في الحبس فالخمسطاشن عام، معناها. تيهاو في عوض يزوركم صحافي، يزور فيكم عزرائيل بالواحد بالواحد، معناها. وما يتكلم عليكم حتى صحافي لا قبل ما تموتوا ولا بعد، معناها.ء

 

تقلّي “ما ينفعش، تهمة الانتماء لاصقة فيا وما تنفعش حكاية الجزيرة متاعك”، معناها. لا عاد، ما تغلطش يا سي حمد، معناها،  حتى المرزوقي “منتمي إلى جمعية غير مرخص فيها”، معناها. لأنو تعرف يا سي حمد، معناها، أنّو التونسي يِتْولد على الفطرة، تجمّعي معناها،  وكيما يقول الحديث، معناها، متاع بن علي “وأبواه يُغنِّشانِه أو يُمرزقانه أو يُحمّمانه”، معناها. فبتّالي هال الجمعيات الثلاتة ما هياش مرخّص فيها، معناها. ولكن في الهمّ عندك ما تختار، معناها. هاو سي المرزوقي وسي حمّه البرّه مِلْحبس، معناها. يعملوا زيارة ساعة ساعة، معناها، ولكن خفيفة، ما اِطوّلش، معناها. إنت مشكلتك يا سي حمد اِخترت اتجاه دخيل وطايفي، معناها،  كيف الحجاب، معناها. فيق على روحك، معناها، راك مشيت لبعيد راك، معناها. آشنيه حكايتك، معناها، اِشّيّ  اللي تقول فيه راهو دخيل، معناها، راك تحبنا نكونوا مؤمنين برسالة محمد، معناها. فيق على روحك، معناها، رانا مؤمنين برسالة التغيير، اسمع المذيعين في التفلفزه شيقولوا، معناها.ء

 

عباس


 

ورقــات خريف تونسية

الورقـــة الأولى: حملة في رمضان ضد المحجبات، الإطار ديني ولا شك (رمضان)، المنكَّل به يحمل صفة دينية (المرأة المتحجبة)، سبب التنكيل (لبس الحجاب)، غاية التنكيل (نزع الحجاب)، صاحب التنكيل (الحكومة راعية الدين والحامية لصفائه)، إطار التنكيل (مسامرات دينية داخل المساجد من أجل نزع الحجاب) هل فهمتم شيئا؟ الكل باسم الدين… ندافع عن الدين باسم الدين، نهاجم الدين باسم الدين، نحذف الدين في إطار من الدين… صدقوني لم أفهم شيئا… لقد قررت أن أدفن رأسي في الوسادة بعد شربي لحبات من الأسبرين حتى أنام، وأنا خائف أن أعيش كابوسا آخر ينقض عليّ أثناء النوم! الورقــة الثانية : الحجاب سياسة..، الحجاب طائفة..، الحجاب تطرف…! تلبسه مواطنة… ليست منتمية لحزب ولا مسجلة في قائمة انتخاب بنفسجية أو سوداء..، ولا هي تنتمي إلى طائفة أو جماعة، لأن الكهوف مسدودة وما فوق الأرض ضيق لا يحتمل وجود الأفراد فكيف بالمجموعات..!، وهي لم تحمل أبدا في خنصرها خنجرا ولا موسى حلاقة! الورقــة الثالثة :
مجموعة من القبائل التونسية ( قبائل ورغمه والهمامة وبني يزيد والجلاص كما يقول البيان [1]) التقت في قفصة لتعلن رفضها للإستبداد وتدعو إلى مواجهته سلميا كما تدعو إلى ترسيخ مفهوم المواطنة وحب الوطن والولاء له! هل فهمتم شيئا؟ على فكرة نحن لسنا في القرون الوسطى أو مايليها! الحديث لا يقع في العراق أو الأردن أو بلاد البدو الرحل، الحديث يقع في تونس!! كلمة حق أريد بها باطل، كيف يعقل أن يلتقي الطائفي بالوطني، كيف يبني العروشي مع الأممي؟؟ مواجهتنا للإستبداد لا تجعلنا نفتح أبواب جهنم علينا، كفاية ثغورا مفتوحة كفاية خلطا للأوراق وأخطاء للأهداف… الورقــة الرابعة : إخراج سجناء الرأي يتواصل في تونس على ترانيم المناسبات، فلا السجون فرغت ولا المناسبات انتهت! علاقة غريبة جمعت السجون بالمناسبات الوطنية… شيطاني أو ضميري، لست أدري من أي جهة يهاتفني، يلقي عليّ سؤالا عجزت عن الإجابة عليه فهل من منقذ ومغيث… ” لو لم توجد مناسبات وطنية، هل توجد سجون ملأى لنفرغها؟ لو لم توجد سجون ملئ هل توجد مناسبات وطنية؟؟؟؟ ” الورقــة الخامسة : عجبت لمحبة حكامنا لشعوبهم واهتمامهم بحالهم أحياء وأمواتا! فكلهم لا يريد تركنا وحالنا بعد أن يلتحقوا بالرفيق الأعلى، بل أن حبهم لنا قضّ مضاجعهم ولا يريدون فراقنا إلا وقد أوجدوا خليفة علينا رأفة بحالنا وانشغالا بخدمتنا حتى من تحت اللحد… كثر الحديث هذه الأيام عن خليفة مرتقب في تونس، وقع تقديمه على أنه صاحب كفاءة عالية وأخلاق عالية ودراية عالية يشهد بها القاصي والداني، واحترام خارجي وثقة داخلية إلخ…. نعم هذا كله على الرأس والعين، لكن نسي القوم أننا في جمهورية، ومن شروطها الانتخاب وليس التعيين، وإن كان أمي وأبي، وأن شرعية الجهاد الأكبر والأصغر والسجون والمنافي وبياض الشارب واللحية لا تبني إلا جمهوريات الموز. وقد وقع البعض في هذا الاستغفال، ومالوا دون وعي حيث مال الاستبداد، وتوقف الزمن مشدوها، وأصبحنا ننتظر منقذا جديدا ونتطلع إلى الغياث… وقد نسينا أن المنقذ الوحيد والشرعي، صندوق من زجاج يُرى باطنه من ظاهره، لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، لا يخرج من كهف، ولا يتنزل من السماء، ولا يحل ببابنا على ظهر دبابة، ولكنه يصنعه نجار القرية ببساطته وطيبته وأحلامه وآماله! بقلم : مواطــن [1] انظر البيان المنسوب لما سمي بهيئة ميثاق القبائل التونسية من أجل الخلاص الوطني المنعقد في قفصة يوم الأحد 28 أكتوبر بين قبائل ورغمة والهمامة وبني يزيد والجلاص (موقع نواة) المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                                                 تونس في 12/11/2006 

  بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 

الرسالة رقم 164 على موقع الحرية تونس نيوز موقع لا تطيله تعليمات التعتيم الإعلامي

الحلقة الثالثة و الاخيرة 

الحوار مع السيد وزير الشؤون الإجتماعية و التضامن و العملة بالخارج

حول الوضع الاجتماعي في بلادنا و حديث الجرأة

 

نواصل الحوار مع وزيرنا المحترم حول المشاغل الاجتماعية الهامة التي تتطلب حوار ديمقراطيا حرا و شاملا و ما دامت أبواب الحوار مغلقة في بلادنا و الصحف دورها محدود و التعليمات بالمرصاد لكل مقال ديمقراطي نزيه يخدم مصلحة الجميع و لا يخفى على سيادتكم و قد كنتم في منصب سياسي هام و سلكتم نفس المسلك و المنهج و ساهتم في كبت الأصوات و مجلة حقائق الاسبوعية خير شاهد و مقالي الاول في جويلية 2003 حول مقترحات لمؤتمر الطموح تشهد بذلك أما المقال الثاني حسب التبويب فهو قبر و لم يرى النور إلى يومنا هذا لأنّ التعليمات و صلت في الحين و بارك الله في أخونا مدير المجلة صارحني و لم يخفي عليّ التعليمات الصادرة منكم و قتها و سامح الله كل من كان و لا زال سببا في التعتيم الإعلامي و نلوم الناس الذين يبحثون على مواقع خارج البلاد للكتابة بحرية و صراحة ووضوح و هذا ما إهتديت إليه بفضل الله وجدت موقع تونس نيوز موقع الحرية و الذي لا يخضع إلى التعليمات و تلجيم الافواه … و تكميمها و ها أني أواصل الكتابة و الحمد لله بحرية و لم أشعر يوما بحذف جملة أو رقابة ذاتية أو مقص حاد يلعب دوره الفاعل في كل المقالات: كما يلعب الذئب في عدد هام من الخرفان ….؟

سيادة الوزير ،

بعد هذه الخواطر حول حرية الكلام و التعبير و الإشارة إلى مرارة التعليمات و لا فائدة في مزيد ذكر أشياء أخرى وقعت في سنة 2001 في الذكرى الاولى لوفاة الزعيم العملاق باني الدولة العصرية و باعث الجمهورية و بطل التحرير للوطن و التحرير الثاني لنصف المجتمع بورقيبة العظيم.

أما الحوار في دار الحزب في 27 مارس 2001 حول التجارة الموازية و الجباية بإشراف وزير المالية السيد توفيق بكار آنذاك فحدث و لا حرج بعد مشاركتي في الحوار و كان إعتقادي أني أتكلم في مقر حزب الاحرار بصراحة الابرار لكن تغيرت الأحوال و كان ردكم قاصي و حار من وقتها فهمت أنّ الريح دار … و المطلوب قلب الفيستة في مشوار لكن هذا يصعب على الأحرار … من عمروا الدار و غرسوا الشجرة و أينعت و أثمرت الثمار

يكفي هذه الخواطر على ماضي يدمع عيون الكبار و الصغار و اعود إلى حديث حول الحوار

المحور السابع حول دور الصندوق ضعاف الحال و مناطق الظل و سكانها الأسود الصابرين و الصامدين طول النهار اصارحكم سيدي الوزير و اقول أنّ صندوق 26/26 جاء لإلحاق مناطق كانت محرومة و مهمشة و فعلاا وقعت العناية و الاهتمام و تم بفضل البرامج السنوية مزيد الدعم و تعمير و إنجاز مشاريع لها علاقة بحياة الإنسان في الماء و الكهرباء و الطرقات و دعم موارد الرزق و الصحة و التعليم و السكن إلا أنّ هناك خلل لا بد من ذكره دون مجاملة أو نفاق حتى يكون الإنجاز بدون رياء و لا غايات و دعايات … فقد لاحظنا في عديد الجهات و منها جهتي في التسعينات أنّ موضوع السكن عام 1997 كان ضئيل و المنحة للمسكن الواحد تتراوح بين 2000 ألفين دينار و ألفين و 400 دينار لبناء غرفتين … في الأرياف .. أما في منطقة برج العامري المساكن التي شيدها الصندوق تفوق 18 الف دينار للمسكن الواحد  بها كل المرافق و الحديقة أي ما يعادل بناء 9 ديار في الحجارة مسقط راس الأحرار … لماذا في برج العامري و في مدخل نابل هذه الديار تختلف على بقية السكان الجواب هي عينات من إنجاز الصندوق يزورها الزوار من العالم للوقوف على إنجاز تجربة صندوق الضعفاء و لم يتصور الزائر و المسؤول الأجنبي أنّ هناك خلل بين الجهات و المناطق و أنّ هذا يذكرني بقصة البئر في عهد التعاضد بإشراف أحمد بن صالح و بدون تعليق…و هناك مناطق مساكنها متواضعة و قيمتها بسيطة و هناك من السكان من بقيت غرفته التي بناها بدون إتمام لأنّ المقدار ضئيل مع إرتفاع الاثمان و بعضهم عندما سمع بأنّ المساكن أصبحت بخمسة آلاف دينار مساعدة و قرض من صندوق الضعفاء بادر بإرسال مكتوب للمسؤول عن الصندوق و كانت الإحالة على المعتمدية و النتيجة سلبية…

المحور الثامن  في هذا المجال

تدخل الصندوق في مناطق و كما قلت أنجز الطريق و إيصال الماء و الكهرباء و لكن بعد عام 1999 هل رجع المسؤول الاول على الصندوق و تفقد المشاريع التي إنجزت عامين 1999 و 2000 و الجواب لا و الطريق أصبحت غير صالحة للمرور و الناس يتذمرون من رداءة الطريق و الغش الملحوظ و العطب الموجود و ليس هناك رقابة و لا تعهد و لا زيارة مسؤول من عام 2000 و مليار للطريق ذهب أدراج الرياح و لو قام بالاشغال جيشنا الوطني بصفة مباشرة لربحنا ثلثي المقدار خير من أن ذهبت في جيوب المقاول و من ناصره في الاشغال، هذا و في خصوص الماء الصالح للشراب لبقية منطقة الحجارة معتمدية الحنشة فإنّ 87 أسرة لحدّ الآن بدون ماء رغم مرور 6 أعوام على إيصال الماء للمنطقة بدعم و متابعة من رئيس الجمهورية لماذا حرم بقية المتساكنين و هل تدخل كاتب الدولة لصندوق 26 / 26 و حسّ بهذه المظلمة في الحين و هل يزور هذه المنطقة ليقف بنفسه على رداءة أشغال الطريق و عدم إيصال الماء لبقية المواطنين

المحور التاسع حول تشغيل المناولة و عدم إحترام مجلة الشغل يا سيادة الوزير و هناك شركات في نطاق الخوصصة أحالت عدد هام من العمال على التقاعد المبكر في سنّ الخمسين و أعطتهم منحة الطرد و منهم من تحصل على 20 ألف دينار و بعد العملية في مشوار إعتمدت الشركة إنتداب عدد هام من الشبان بالباكالوريا أما اجورهم 160 دينار يعملون لمدة عام و أطرح القديم و إنتدب شبان آخرين حتى لا يطالب الأول بالترسيم

المحور العاشر :

يا سيادة الوزير

نظرتكم على الإنتدابات الجديدة و مزيد الشفافية و الابتعاد على الجهوية … و لا فائدة في الحديث عن الماضي المرّ في هذا الغطار

المحور إحدى عشر :  في عهد الوزير السابق للشؤون الإجتماعية أصدر قرار أو منشور يقضي بمنح المسنين الذين بلغوا الستين 60 عام من امتياز في ركوب الرتل بتخفيظ بـ30 بالمائة كامل شهر أكتوبر عام 2003 أما بعدها و في غرة نوفمبر يصبح الشيخ شاب و العجوز فتاة و ينتهي التخفيظ للمسنين في عيدهم عيد المساكين … و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم.

قال الله تعالى : و اصبر و ما صبرك إلا بالله صدق الله العظيم 

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354


في الرّد على : أحزاب آخر زمان غير ايديولوجية لعادل القادري

و لكن ما رأيك يا ….. في أحزاب الذّل و الهوان و صّحفها الصّفراء

الوحدة الشعبية نموذجا صارخا 

لأنّه ليست من عاداتي إضاعة الوقت في المجادلات العقيمة مع أمثال عادل القادري (الذي لا أعرفه شخصيا)، و لأنّ ما ورد في مقال الأستاذ أحمد نجيب الشّابي الأمين العامّ للحزب الدّيمقراطي التقدّمي قد يكون في حاجة لقراءة نقدية (و هو ما اعتبره حقّا في تكريس الممارسة الديمقراطية، و ضرورة لأنّ مقاله لم يتطرّق باستفاضة لخصوصيات تجربة الحزب الدّيمقراطي التقدّمي كحزب غير إيديولوجي) غير أنّ القراءة النقدية لا تكون بالتهكّم و التلاعب بالألفاظ على طريقة زبانية السّلطة وعملائها، بل بطريقة أكثر جدّية و عمق من تلك السّخافات التي تلفّظ بها عادل القادري؛ لذلك فإنّني سأقتصر على تذكيره بأنّ الحزب الدّيمقراطي التقدّمي و كافة مناضليه و مناضلي الحركة الدّيمقراطية الصّادقة و المستقلّة بتونس لم و لن يقبلوا نصائح و توجيهات مناضلي التزلّف وإهدار أموال المجموعة الوطنية التي حرمت منها الأحزاب المناضلة و صحفها، مناضلي الإستكانة و الخضوع و الوقوف عند سقف الولاء و التأييد و المساندة و هلمّ جرّا من المضحكات المبكيات: الوحدة الشعبية نموذجا صارخا. لن يقبلوا منك يا ….. نقدا يفتقد لأبسط مقتضيات الحوار الدّيمقراطي الهادف و البنّاء، لآنّك لست في مستواه بعد و لأنّ مقالك لم يرتق له بالمرّة، و لأنّ الحزب الذي تنتمي إليه و الجريدة الصّفراء التي تكتب على أعمدتها هي عنوانك الكبير، الذي لا يحتاج لوصف و لا لتوصيف. لن أكلّف نفسي عناء محاورتك و لكنّني أطمئن كافة أصدقاء الحزب الدّيمقراطي التقدّمي بأنّ مناضلي الحزب بصدد إعداد مؤتمره الثّاني خلال شهر ديسمبر القادم، حيث سيشهد تقييما لتجربة الحزب و أدائه السّياسي و التنظيمي خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك تجربة الوفاق السّياسي بين مناضلين ينحدرون من مشارب إيديولوجية مختلفة و تجارب نضالية متباينة، و هي مناسبة سنعمل من خلالها على عرض عديد الورقات و اللّوائح و مناقشتها و إصدار وثائق توجيهية بناءا عليها تتعلّق بالخطّ السياسي للحزب و خطّته التنظيمية للمرحلة المقبلة و رؤيته لمجمل القضايا الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و التربوية… و الأكيد أنّ نتائج هذه الورشات و الورقات المتمخّضة عنها ستعرض على صفحات جريدتنا الغرّاء الموقف و على موقع الحزب الدّيمقراطي التقدّمي. لست مدافعا عن الأستاذ أحمد نجيب الشّابي في شخصه لأنّ تاريخه النضالي الحافل و ما راكمه من قراءات و كتابات فكرية و سياسية يجنّبني مثل هذه المهامّ، لكنّني أجذب أذن “عدّولة”  و أمثاله غيرة منّي على تجربة أساهم في نحت معالمها مع بقيّة مناضلي الحزب و كلّي قناعة بوجاهتها. اختم بعامّيتنا التّونسية لأقول لصاحب المقال: احشم ياعدّولة و العب قدّام داركم، هذيا نقاشات نساء و رجال أحرار و مناضلين، مش متاع ببّوش بو مصّة. و ربّي يهديك و يحسن عاقبتك، و خوذ العبرة من غيرك و نحبّ نقلّك حاجة مهمّة: التجمّع، يحقر النّاس اللّي يعملوا كيفك فما تتصوّرش اللّي هوما باش يحترموك، فكون معارض محترم و إلاّ لوّح عليك. أقدّم كافة اعتذاراتي لقرّاء توني نيوز على الأسلوب الذي اعتمدته في الرّد على المدعو عادل القادري لأنّه لا يمتلك الحدّ الأدنى لأدبيات المحاورة الفكرية و السياسية و اعتقد أنّه لن يفهم إلاّ لهجته.       رامي الصّالحي من شباب الحزب الدّيمقراطي التقدّمي

 

                 طلا ســــــــــــــــــم             بقلم: أم أسيل         وقفت في ظلام حالك وليس حالها بأفضل من حالك فجرت حبة الرمان عصرت عقيرة الشيطان لعقت سنابك الحصان يــــــــــــــــــــــــا ابن الإنسان خضت مخاض الفرسان تسخفت فخفت الأحزان نمت ونــــــــــــام البرهان فشبت وشــــــــــاب الولدان يــــــــــــــــــــــــــــا ابن الإنسان قصصت قصيدة الأوهام دخلت فــــــــــــي ظلمات تمتص رحيق الخجل وحالك وجل . رفعت هامتك سقطت عليك جثمت غثوت قمــــــــــــــــــــــت تنظر بعين حقيـــــــــــــــــــــــرة ترمق من وقفت في ظلام حـــــــــــــــــــــالك وليس حالها بأفضل من حــــــــــــــــالك. عفوا هل أحسست بالغثيــــــــــــــــــــان؟ يـــــــــــــــــا  ابن الإنسان
 


 

 

الكويت تعتزم خفض حصتها في بنك تونسي

 

الكويت (رويترز) – قال العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار في الكويت يوم الاثنين ان الهيئة تريد بيع جزء من حصتها في البنك التونسي الكويتي للتنمية.

 

وأبلغ بدر السعد رويترز أن الهيئة التي تدير محفظة الاستثمار الكويتية تملك نحو 38 في المئة من البنك في حين تملك الحكومة التونسية 50 في المئة. وقال ان باقي الحصص تملكها وكالات أخرى تابعة للدولة في الكويت.

 

وقال على هامش منتدى “اتفقنا مع الحكومة التونسية أننا نقلص حصتنا.”

 

وأفادت صحيفة القبس الكويتية الشهر الماضي أن الهيئة العامة للاستثمار والحكومة التونسية تعتزمان بيع 30 في المئة من حصتيهما.

 

وقال السعد “نحن مستعدون أن ننزلها (بحصتنا) حتى الى عشرة بالمئة اذا وجد مستثمر جاد.”

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 نوفمبر 2006)


 

 

العيار يتوقع أن تكون تونس مقرا لفرع شركة شمال إفريقيا القابضة الجديدة

 

تونس – كـُونا- وقال العيار في هذا السياق ان المجموعة “لقيت من تونس كل الدعم خلال السنوات الماضية وتجربتنا الاستثمارية ناجحة في هذا البلد العربي الشقيق” مضيفا ان المجموعة “تعتبر سفيرا لتونس في المنطقة العربية لتشجيع الاستثمارات في شمال افريقيا بشكل عام”.

 

واكد ان وفد المجموعة الذي يمثل فروعها المختلفة من القطاع المالي وقطاع التامين والاتصالات والقطاع العقاري يقوم حاليا بجولة في شمال افريقيا بمناسبة اطلاق شركة شمال افريقيا القابضة الجديدة مشيرا الى ان زيارة تونس الحالية كانت مسبوقة بزيارة لليبيا حيث تم البحث مع المسؤولين هناك في الامكانات والفرص الاستثمارية المتوافرة.

 

ومن المقرر ان يقوم وفد المجموعة برئاسة العيار بزيارة مماثلة للجزائر ايضا لنفس الغرض.

 

وعلى صعيد متصل اكد مصدر مطلع في بنك تونس العالمي التابع للمجموعة من خلال بنك الخليج المتحد ان الاطراف المساهمة في شركة شمال افريقيا القابضة الجديدة هي شركة شمال افريقيا العقارية الاولى بنسبة 34 في المئة ومجموعة بنك الخليج المتحد بنسبة 24 في المئة وشركة النورس للاستثمارات المالية بنسبة 10 في المئة وشركة الوفرة العالمية للاستثمار بنسبة 10 في المئة وبنك برقان بنسبة 6 في المئة ومساهمون اخرون بنسبة 16 في المئة.

 

واضاف المصدر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان شركة شمال افريقيا القابضة هى شركة مساهمة كويتية مقفلة تأسست خلال سبتمبر الماضى وفقا لاحكام قانون التجارة الكويتي للقيام باستثمار راس مالها في الفرص المتاحة في شمال افريقيا بشكل رئيسي وبالاخص دول تونس والجزائر والمغرب ومصر وليبيا.

 

ويضم وفد المجموعة المرافق للعيار في هذه الجولة كلا من الامين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي ورئيس مجلس ادارة شركة شمال افريقيا القابضة الجديدة عبدالله بشارة والرئيس التنفيذي للبنك الاردني الكويتي نائب رئيس مجلس ادارة شركة شمال افريقيا القابضة عبدالكريم الكباريتي وممثلي عديد الفروع والشركات المختلفة التابعة لمجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة.

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُــونـا بتاريخ 13 نوفمبر 2006)

الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=921837

 


 رسمي

حــصــر السـحـب الفــوري لرخـص السياقة فـي ثـلاث حـالات فـقــط

** العودة لنظام الحصص عند إسناد رخص التاكسي واللواج والنقل الريفي ** التخفيف في شروط حمل وإنزال ركاب اللواج والنقل الريفي والسماح باعتماد المسلك الأقصر   

تونس – الاسبوعي   تأكيدا لما كانت اعلنت عنه «الاسبوعي» يوم 30 اكتوبر المنقضي من مراجعة لاجراءات سحب رخص السياقة علمنا أن منشورا صدر مؤخرا عن وزارة النقل حدد تفاصيل ضافية حول هذه الاجراءات التي سماها بـ «استثنائية» في انتظار تنقيح النصوص القانونية والترتيبية الجاري بها العمل.. كما ضبط نفس المنشور اجراءات جديدة تخص سيارات اللواج والنقل الريفي والتاكسي.   في سحب رخص السياقة    ففيما يخص الاجراءات الخاصة بعدم سحب الرخصة الفوري تقرر انه وبصفة استثنائية وفي انتظار تعديل القانون ان يطبق في الحالات التالية:   – تجاوز السرعة  القصوى المسموح بها بـ 20 كلم في الساعة او اكثر   – المجاوزة الممنوعة   – عدم احترام علامات التوقف المبينة بعلامات أو اشارات مناسبة بما في ذلك حواجز السكة الحديدية.   – عدم الامتثال لاشارة الوقوف أو للمراقبة من قبل الأعوان المكلفين بذلك والمباشرين لمهامهم انذاك.    يذكر أن «الاسبوعي» كانت قد اشارت الى ان التوجه كان يرمي الى حصر سحب الرخصة الفوري في ثلاث حالات هي:   – القتل على وجه الخطأ   -السياقة في حالة سكر   – الرجوع على الأعقاب  في الطريق السيارة   وهي ثلاث حالات من مجموع السبع حالات التي حصر فيها التعديل الاخير اجراءات السحب وبعد استثناء الاربع  حالات الانفة الذكر  فإن السحب الفوري سيتقصر  على الحالات الثلاثة الواردة وهي : الرجوع على الاعقاب والسياقة في حالة سكر والقتل على وجه الخطأ.   إجراءات  لفائدة  التاكسي واللواج والنقل الريفي   وفيما يخص اللواج والنقل الريفي  دعا المنشور الصادر عن وزارة النقل الى العمل مجددا بنظام الحصص لاسناد رخص  التاكسي  واللواج والنقل الريفي.. في حين تقرر السماح لسيارات الاجرة (لواج) بإنزال الركاب خارج نقاط العبور المنصوص عليها ببطاقة الاستغلال  وعدم الترخيص  في حمل الركاب  خارج  هذه النقاط  الى جانب اعتماد  المسلك  الاقصر في السفرة المباشرة اذا كانت السيارة محمّلة دون الاجبار على المرور بكل نقاط العبور المنصوص عليها  ببطاقة الاستغلال  شرط عدم حمل أو انزال الركاب.   وفيما يخص  النقل الريفي  تقرر الترخيص  في انزال  وحمل الركاب بين نقطتي  انطلاق ووصول الخط المسند دون تحديد  نقاط معينة وذلك في حدود المنطقة  الريفية  مع الترخيص في الانزال  فقط خارجها.    (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)  


الإعـــلام الســمعي البصري والفرصة الأخيرة

 

مثّل قرار رئيس الدولة الذي أعلن عنه بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتحول السابع من نوفمبر والقاضي بالفصل بين الاذاعات والتلفزات ووكالة النهوض بالقطاع السمعي البصري تأسيسا لمرحلة جديدة للاعلام السمعي البصري ببلادنا.   فبالفصل بين هذه المؤسسات واحداث مؤسسة عمومية ذات صبغة تجارية وصناعية على حدة لكل جهاز تمنح الاستقلالية المالية وباعادة تأهيلها وتطهيرها وضبط عقود اهداف مع مسؤوليها يكون العائق المادي قد ولّى بلا رجعة ليبقى عائق آخر لا يقل أهمية عن الاول رغم أنه لا مادي ولا يتطلب إعادة هيكلة ولا تأهيلا.. انه عائق الحواجز الوهمية ومثلها الفعلية التي يضعها او توضع للاعلاميين في تعاملهم مع المادة الاعلامية ومع الاحداث والظروف التي تحيط بها.   لقد كان رئيس الدولة في نفس الخطاب واضحا في دعوته  أجهزة الاعلام العمومية  والخاصة الى مزيد  التفاعل  مع مشاغل المواطنين  والتعبير عن تطلعاتهم  في كنف مراعاة أخلاقيات المهنة والحوار المسؤول مؤكدا على أن تفعيل الحوار الوطني ودعم المجتمع المدني وتطوير دور الاحزاب السياسية لا يتوفر الا  في ظل إعلام حرّ ونزيه قادر على  النقد  والتقويم والمساءلة.. واحقاقا للحق فإن الاعلام  السمعي البصري الرسمي فقد الكثير من بريقه في المجال بعد أن تجاوزته  القنوات المحلية والاجنبية الاذاعية والتلفزية في كسب ودّ التونسي كل حسب ما يعرضه له من مواد وموائد سياسية وفنية واجتماعية دسمة.   واليوم فإن الاعلام السمعي البصري امام الفرصة الاخيرة  مطالب  بالعمل والمثابرة وبذل الجهد  لكسب المستمع والمتفرّج  ليضمن لنفسه  البقاء في خارطة المشهد الاعلامي  الدولي الضاغط… وأجهزة  الدولة الرسمية مطالبة بقبول النقد والمساءلة  بصدر رحب ما دامت  الغاية هي الاصلاح والتقويم لما فيه خير البلاد وعزّتها ومناعتها.   والحديث عن وسائل الاعلام السمعية البصرية لا يمكن ان يمرّ  دون الحديث عن وسائل الاعلام  المكتوبة التي أصبح مطلوبا  ان تشملها برامج  إعادة التأهيل  التي عمت كل القطاعات  دون استثناء كما المطلوب  ان تفتح لها الاجهزة الرسمية باب استقاء  المعلومة من مصادرها  بيسر..   واعتقادي  ان فتح باب المعلومة  ليس في حاجة الى  نقاش فياض ولا الى اجتماعات مطوّلة فالامر رهين شيء واحد فقط: صلاحيات اكثر للمكلفين بالاعلام كي  ييسروا  للاعلاميين الوصول الى مصادر الخبر في أسرع وقت.  ففي دولة القانون  والمؤسسات ليس هناك ما يستدعي اخفاؤه عن مواطنيها.   حافظ الغريبي   (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)


 

قبل انطلاق المداولات العامة لمجلس النواب حول ميزانية الدولة لسنة 2007 نواب ينتقدون الرتابة.. ويقترحون مراجعة الحيز الزمني للمداخلات

مطالبة بترشيد النفقات العمومية ومراجعة الطرق التعليمية لاستيعاب المزيد من الخريجين في سوق الشغل

تونس- الاسبوعي: تتتالى هذه الايام داخل فضاء قبة البرلمان جلسات الاستماع الى السادة اعضاء الحكومة في سياق التحضير لانطلاق المداولات العامة حول ميزانية الدولة لسنة 2007 وحسب ما أفادتنا به العديد من المصادر النيابية ان هذه اللجان تشهد نقاشات ساخنة حول عديد المواضيع والنقاط الواردة في الموازنة المالية للسنة القادمة وما ستنفق فيه الى جانب بعض الاحكام والاجراءات الجديدة التي سيقع الشروع في العمل بها.. ومن ثمة جاء التأكيد على اهمية هذه السنة المالية الجديدة التي نحن على أبوابها وتميزها ببعض الخصوصيات بوصفها فاتحة المخطط الحادي عشر والخماسية المقبلة للتنمية..   وفي هذا الاطار وقبل الانطلاق  الفعلي  للمداولات العامة لمجلس النواب المنتظر أن يكون خلال الاسبوع الاخير من نوفمبر الحالي  التقت «الاسبوعي» عددا من اعضاء  المجلس وتحدثت معهم حول خصوصية  ميزانية  2007 وتعليقهم على الطريقة الجديدة للمداولات والتي شرع فيها في هذه السنوات الاخيرة والقائمة اساسا على تبويب الميزانية حسب القطاعات وطبيعة النشاط لهياكل الحكومة.. وفيما يلي ما سجلناه من ملاحظات السادة النواب واقتراحاتهم..   إعداد: سفيان السهيلي   ثامر إدريس (التجديد): حتى لا نحيد عن دورنا.. ولا يكون العمل التشريعي الخــاسر الوحيد   في الحقيقة لا أبالغ حين أقول ونحن على استعداد للشروع في مداولات ميزانية الدولة للسنة المقبلة أنني أعيش شيئا من القلق والحيرة تجاه هذا الموعد.. الذي وللاسف أراه يكاد يتكرر بنفس الصيغة وذات الوتيرة حتى انك لا تلمس اي اختلاف  بين مداولات هذه السنة ومداولات السنة الماضية وكذا الشأن بالنسبة الى سابقاتها من السنوات التشريعية.. فأسئلة النواب تكاد تكون هي نفسها واجوبة السادة الوزراء واعضاء  الحكومة لا تختلف عما سبق الرد به في المواعيد  السابقة. وأشير الى أنه اذا ما واصلنا  على ذات التمشي  وتوخي طريقة  المجاملة  والاطراء فالخاسر الوحيد هو العمل التشريعي الذي سيصبح مفرغا  من معناه  وبعيدا كل البعد عن دوره الذي أوكله له الدستور وأكد عليه رئيس الجمهورية للإضطلاع بالوظيفة التشريعية على أحسن وجه ومراقبة الحكومة والاسهام في الارتقاء بالبلاد وتعزيز مقومات التنمية فيها.. ولن يكون ذلك الا بالنقد البناء والطرح الجريء للمواضيع والقضايا.. لذا أجدد دعوتي الى زملائي النواب بتجنّب الرضاء عن النفس والى طرق المواضيع بعمق وموضوعية من أجل مصلحة الوطن والمواطنين. اما بخصوص طريقة تناول الميزانية وتبويبها  حسب القطاعات فأعود لأذكر بما سبق أن لاحظته من أن هذا الاسلوب ضيق الخناق على النائب وحدّ من حريته في طرح الملفات والقضايا باعتبار أن الحيز الزمني  المسموح به وجيز وغير كاف لتناول كل الامور والتدقيق في الجزئيات.. بل إنه غير كاف حتى لتوجيه التحيات الى الوزارات المخصص لها النقاش في جلسة واحدة  صباحية أو مسائية ..لذا وجب المراجعة  والتعديل لهذه الطريقة باعتبارها لا تتناغم تماما  مع المسؤولية الجسيمة للنائب بوصفه ممثلا للأمة جمعاء ولجهته  ولحزبه وله عديد من المسؤوليات والمهام عليه الاضطلاع بها كأفضل ما يكون خارج ضغط الوقت والزمن  الضيق المحدد.   سميرة الشواشي (الوحدة): ميزانية الانفتاح والدفع للمسيرة التنموية   تتمثل خصوصية المداولات الجديدة لميزانية السنة المقبلة في كونها تشمل السنة الاولى والافتتاحية للمخطط الحادي عشر للتنمية.. وبالتالي فستكون سنة الدفع للمسيرة التنموية للبلاد للخماسية القادمة وهي تتزامن مع عديد المتغيرات التي يعيش على وقعها العالم سيما ما اتصل منها بتواصل  ارتفاع اسعار النفط  وندرة المواد الطاقية باعتبار حاجة مختلف دول العالم لها.. ومن جهة اخرى تتسم هذه المرحلة بمواصلة العمل على  دعم البنية الاساسية بالبلاد وتعزيزها  على أكثر من صعيد ومستوى  وهي مسائل اعتقد أنها ستكون محل نظر ومتابعة  من قبل السادة النواب لاضفاء النجاعة والجدوى لها خاصة وأن الطموح يكون صادرا عن كل القوى والاحزاب السياسية كل من موقعه وزاوية نظره.. وهنا كان من الاجدر الحفاظ على الطريقة السابقة في المداولات والتي  تفرد جلسات خاصة بكل الوزارات بصفة منفردة مما يعطي للنائب حيزا أوسع في تناول القضايا  والملفات وفق ما تستحقه من عناية وتوسع ودقة .. اما الطريقة الحالية المعمول بها فلا اعتبرها  مناسبة لوظيفة النائب ومتطلبات عمله التشريعي وما يقتضيه من تعمق وتوجيه وإقتراح.   الصحبي القروي (التجمع): الطريقة الجديدة هي الأنجع ولها ما يبررها..   في الواقع تأتي مناقشة ميزانية الدولة للسنة القادمة، السنة الاولى من المخطط الحادي عشر بعد أيام قليلة من الخطاب المنهجي والتاريخي  الذي القاه رئيس الدولة في الذكرى 19 للتحول المبارك وضمنه ثوابت التغيير وركائزه الاساسية في إتجاه مواصلة المسيرة التنموية الناجحة التي رسمها لبلادنا وأثبتت سلامتها وجدواها محليا ووطنيا وكذلك دوليا.. وفي سياق ذلك تستمد ميزانية 2007 رهاناتها وتوجهاتها الكبرى حيث يحظى تشجيع الاستثمار وبعث المشاريع الكبرى  في شتى جهات الجمهورية دون استثناء بأولوية  مطلقة قوامها  مواصلة الحوافز والامتيازات لفائدة هؤلاء المبادرين من مستثمرين وباعثين خواص سيما وأن هذا المنحى سيساعدنا على تحقيق الاهداف  المرسومة في منظومة التشغيل وبعث اكبر ما يمكن من مواطن الشغل الجديدة لانه مع كل استثمار او مشروع جديد هناك العديد من فرص العمل وموارد الرزق لطالبيها قصد تأمين العيش الكريم في تونس العهد الجديد تونس الأمن والأمان. الا أن هذا لا يسدل الستار على  الجانب الاجتماعي والبعد التضامني لسياسة بلادنا  في سياق ميزانية السنة المقبلة حيث تحظى الفئات الضعيفة بنصيبها الوافر من الاهتمام والعناية في كل ربوع الجمهورية وما قرار رئيس الدولة بمد هذه الشبكة العصرية من الطرقات السريعة والسيارة شمال البلاد وجنوبها  شرقها وغربها الا خير شاهد على عدالة التنمية في تونس وتمتع الجميع بخيرات البلاد وثرواتها.   اما بالنسبة الى الصيغة الجديدة للمداولات والتي شرعنا فيها طيلة الدورات التشريعية الاخيرة والقائمة على تبويب الميزانية حسب القطاعات  فإني اعتبرها  اكثر نجاعة لانها تتيح للنائب ان تكون مساهمته صلب اللجان القارة اعمق واثرى  اعتمادا على الاسئلة الكتابية التي توجه الى كل هياكل الحكومة وعلى جلسات الاستماع الى السادة اعضاء الحكومة قبل ان يفسح المجال الى المداولات العامة.. فضلا عما توفره من حيز زمني  لمجلس المستشارين كي يقوم بدوره في مناقشة ميزانية الدولة وابداء رأيه فيها.   عمار الزغلامي (الوحدوي):علينا بسياسة التقشف.. والتقليص من عدد السيارات الإدارية   تتميز السنة المالية الجديدة ببعض التحديات الكبري والتي لا تقتصر على تونس بقدر ما تشمل مختلف بلدان العالم بوصفها مرتبطة بما يشهده العالم من ارتفاع لاسعار النفط وما يكلفه من ثقل  على ميزانيات الدول وقدراتها المالية لذا وجب التأكيد على ضرورة الالتزم بسياسة التقشف على كل الاصعدة من اجل الحفاظ على المال العام وضمان حق الاجيال القادمة فيه.. واعتقد أننا لن نجد مشقة كبرى اذا ما اتبعنا هذا المسار لان بلادنا راهنت وما تزال على العنصر البشري وتعتبر أن ثروتها  الحقيقية ليس في النفط  او موارد  الطاقة الاخرى  وانما  في قواها  الحية وعنصرها البشري الذي يرفع التحدي  ويتكيف  مع كل الاوضاع.. ومن جانبنا  سواء بوصفنا صلب المجلس أو ممثلين لاحزاب المعارضة  مطالبون بتشديد الدعوة الى ترشيد النفقات العمومية….وهنا اذكر مثلا امكانية التخفيض  من هذا الكم  الهائل  والاسطول  الضخم من السيارات الادارية وجعلها  فقط مقتصرة على نسبة محددة  لبعض الاطارات او المسؤوليات والمهام دون سواها.. وهو ما من شأنه أن يوفر للدولة مخزونا نفطيا لا بأس به ومصاريف أخرى هي في غنى عنها.. ولم لا يمكن أن توجه الى طلبات التشغيل التي تتضاعف من سنة الى أخرى باعتبار ارتفاع  عدد الطلبة وزيادة خريجي الجامعات. وبخصوص طريقة تناول  الميزانية فإن لهذا الاسلوب الجديد المعتمد بعض المحاسن مثل التحكم في الوقت وايجاز  الملاحظات اما المساويء فأعددها  في أن الحيز الزمني المخصص لمناقشة  الوزارات قصير جدا ولا يكفي حتى لإفراد كل وزارة  بملاحظة أو مقترح واحد.. لذا وجب توخي المرونة ومراعاة  طبيعة القطاع الذي تتم مناقشته ومدى  حيويته.. كما اقترح امكانية تمديد مدة المداخلة خلال المداولات الى  10 او 15 دقيقة حتى يتسنى للنائب استيفاء ملاحظاته ومقترحاته وفي ذات الوقت توضيح الرؤية واعطاء مبررات الطرح الذي يتقدم به.. وفي هذا الصدد أوجه  الدعوة الى زملائي النواب لضرورة التعمق  في طرح المسائل وتحقيق الاضافة المرجوة من العمل  التشريعي سيما وأن البرلمان يضم الوانا  وتوجهات سياسية مختلفة من شأنها أن تثري المشهد السياسي  وتدفع الحياة السياسية والديمقراطية بالبلاد الى مدى أبعد وأوسع..   المنجي الخماسي (الخضر): فتح اللجان القارة أمام الصحافة الوطنية   تأتي ميزانية 2007 في سنة على غاية من الاهمية إذ تأتي بعد احتفالات الذكرى الخمسين للاستقلال  وغداة الاحتفال بالذكرى 19 للتحول . كما تحتل سنة 2007 منزلة خاصة في مسيرة البلاد إذ أنها ستكون أول ميزانية في المخطط التنموي الحادي عشر وأرى أن التحديات الموجودة في الساحة الدولية خاصة من ناحية التغيير السريع للأوضاع ومن ناحية تقلب  المعطيات الجيوسياسية واحتدام التنافس  الاقتصادي  بين الدول الكبرى والتكتلات الاقليمية والجهوية تضفي هي الاخرى أهمية على ضرورة  تأمين كل سبل التوفيق والنجاح امام ميزانية الدولة للسنة القادمة ناهيك وانها الميزانية  الاخيرة قبل الدخول العملي في التحرير الكامل للمبادلات التجارية والاقتصادية على المستوى العالمي  والمقرر لسنة 2008 .  كما أرى شخصيا ان المناقشة القطاعية وعلى الرغم من ايجابياتها  وما يسودها من حرية مطلقة للتعبير وتواصل  ايجابي  بين النواب وإدارة المجلس الا أنها تشهد بعض الضغط والصعوبات خاصة في ظل تواصل سرية أعمال  اللجان البرلمانية ..لذا اعتقد انه من المهم  إعادة  النظر في هذه الصيغة ومراجعة نظام الجلسات بالمجلس في إتجاه فتح الباب أمام الصحافة الوطنية لحضور أشغال اللجان قصد اطلاع الرأي العام على ما يجري فيها من نقاشات هامة وساخنة بين النواب واعضاء الحكومة تمهيدا  لتقديم الخلاصة في الجلسات العامة. ومن جهة اخرى ألاحظ أن بعث غرفة برلمانية ثانية هو الذي فرض ضرورة الحصر الزمني  للمداولات العامة حول الميزانية.. ومن شأنه أن يوجب امكانية الانطلاق  المبكر  في الاعمال  التحضيرية الخاصة بالميزانية.   عروسي النالوتي(ح د ش): تفعيل التربية والتعليم.. الحـــريـات والتعـــددية..   في رأيي تأتي ميزانية سنة 2007 لتؤكد الاستمرارية في الخيارات التنموية للبلاد التونسية باعتبارها سنة الوصل بين مخطط عاشر ولّى وانتهى ومخطط حادي عشر ستعطى شارة انطلاقه.. ومن ثمة ستكون المرحلة الحالية بمثابة المواصلة  في ما شرع فيه على مختلف المستويات  والاصعدة  سيما وأن الرهانات تتضاعف والتحديات تكبر في خضم هذا العالم المتغير بصفة متسارعة وغير متوقعة النتائج.. واجمالا  سيكون خطاب رئيس الدولة بمناسبة الذكرى 19 للتحول هو الاطار المرجعي العام الذي ستسير في فلكه المواضيع  خاصة ما اتصل منها  بالجانب السياسي وما ورد من تأكيد  بضرورة تعزيز  الحريات وتوسيع آفاق التعددية  السياسية والاعلامية .. حيث سيعرض النواب مختلف طروحاتهم ومواقفهم كل وفق مقاربته وتوجهاته. ومن جهة اخرى الأكيد أن مؤتمري الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة المنتظر انعقادهما  في قادم الايام سيلقيان بظلالهما  على مناقشات النواب ومداخلاتهم  ذات الصبغة الاجتماعية والاقتصادية وهو أمر  تعودنا عليه مع كل اطلالة  مؤتمر لاحدى  المنظمات المهنية الكبرى. كما سيكون لقضية التربية والتعليم حضور بارز في مداخلات النواب  باعتبار أن المنظومة التربوية  مدعوة  الى وجوب مواكبة المتغيرات العالمية واحتياجات سوق الشغل إذ من الضروري  التفكير  في الاختصاصات  الادبية ودعم قدرتها التشغيلية من جهة والتقليص  من عدد الوافدين اليها  من جهة اخرى لتجنب الوقوف عاجزين أمام بطالة هذه الفئة من الخريجين علما وأننا  نتجه  نحو بلوغ  حوالي  500 الف طالب سنة 2010 وهو رقم هائل ويطرح رهانات وتحديات كبرى وجب التفكير فيها بعمق وجدية وموضوعية.. وهنا أضيف انه من الضروري التركيز على امكانية  التصدير للكفاءات والخبرات التربوية في اطار  التعاون الفني  مع بعض البلدان الشقيقة والصديقة. وفيما يتعلق بطريقة المداولات الجديدة فإنه يطغى عليها اسلوب الاستجواب (س -ج) ولا تعطي للنائب الفرصة لتبرير طرحه  وتوضيح غاياته الا أن هذه الفرصة متاحة  وبأكبر قدر ممكن داخل اللجان الخاصة حيث تعرف نقاشات خاصة ومساهمات هامة وفعالة من قبل أعضاء المجلس..   وأعود فأقول أن لهذه الطريقة الجديدة ما يبررها وهو إحداث مجلس المستشارين وإتاحة  الفرصة له بدوره كي يتولى درس ميزانية الدولة ومناقشتها.. كما يمكن ان يقع تنظيم مداخلات النواب  بشكل لا يتم فيه تكرار الملاحظات والافكار  الواردة  لدى البعض  الى جانب إمكانية  اضافة ولو بعض الدقائق على المدة المخصصة لمداخلة  النائب حول ميزانية الدولة..   (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)  


المشرق يُعاود اكتشاف المغرب العربي

 تونس – رشيد خشانة   تطلق قناة “الجزيرة” في منتصف الشهر الجاري نشرة أنباء يومية خاصة بالمغرب العربي، فيما تفتح قناة “أل بي سي” اللبنانية مكتبا في تونس يغطي شمال إفريقيا. وتأتي الخطوتان في وقت دشّـنت فيه شركات الطيران الخليجية أخيرا رحلات بوَتيرة يومية إلى العواصم المغاربية، بينما كثفت شركات من دُبي استثماراتها في المنطقة على نحو غير مسبوق.    من المتوقع أن يزور حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تونس قريبا، لتكريس هذا الاهتمام المتزايد بالمغرب العربي. ومع التركيز على المنطقة، استثماريا وإعلاميا، بدا المشهد كما لو أن المشرق يُـعاود اكتشاف المغرب ويعتبره نوعا من “الإلدورادو” الثقافي والاقتصادي الجديد.   على ضفاف البحيرة الجنوبية للعاصمة تونس، ارتفعت في زمن قياسي بناية بيضاء فخمة ذات واجهات مُـزركشة، وهي مبنية على طراز العمارة التقليدية في الإمارات، لكنها وحيدة وسط الضفاف المترامية، إنها المقر المحلي الجديد لـ “مجموعة دُبي القابضة”، التي ستتولى تطهير بُـحيرة تونس الجنوبية واستصلاحها، تمهيدا لاستثمارها في أكبر عملية عقارية، منذ استصلاح مجموعة “دله البركة” السعودية ضفاف البحيرة الشمالية في الثمانينات.   ولفت انتباه المراقبين أن رئيس مجموعة دُبي القابضة محمد القرقاوي، الذي زار تونس مؤخرا، دُعي لحضور اجتماع مصغَّـر لمجلس الوزراء، قدّم خلاله عرضا عن المشروع الذي تعتزم المجموعة تنفيذه في البُـحيرة الجنوبية لإقامة مدينة سكنية، تستوعب أكثر من 400 ألف ساكن، وكانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها مستثمر من الخارج في مجلس وزاري مصغر يُخصص للاستماع إلى مشاريعه في حضور وزراء رئيسيين.   ويشغل القرقاوي في الوقت نفسه منصب وزير الدولة المكلف بشؤون مجلس الوزراء في الإمارات، حيث يتداخل القطاع الخاص الأسَـري مع مؤسسات الدولة، ويتمثل المشروع الضخم في إنشاء موانئ ترفيهية في خليج تونس على أنقاض الميناء التجاري الذي أغلق في السنوات الأخيرة، بالإضافة لمجمّـع للأعمال وأحْـياء سكنية ومُـجمعات تجارية ورياضية وصناعات خفيفة غير مُـلوثة.    “هجوم إماراتي”   وإذا ما أخذنا تونس مثالا للبلدان المغاربية، فإن الاستثمارات الإماراتية فيها تنامت بنسق متسارع في السنتين الأخيرتين وتوسّـعت لتشمل الاتصالات والسياحة والخدمات والعقار، على نحو جعل مجموعة إماراتية تحتل الرُّتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلد.   وفازت مجموعة “تي كوم ديج”، المتفرعة من “مجموعة دُبي للاستثمار” في مارس الماضي، بالعطاء الذي طرحته “اتصالات تونس” لبيع 35% من أسهُـمها، مما درّ على خزانة الدولة التونسية نحو 3 بلايين دينار (2.25 بليوني دولار)، وشكّـل استثمار “دبي القابضة” في “اتصالات تونس” جزءاً من إستراتيجيتها العامة لعقد صفقات مهمة ضمن قطاع الاتصالات في شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.   وانعكست العملية زيادة في نمو الاستثمارات الخارجية في تونس خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، بلغت نسبتها 620%، قياسا على الفترة نفسها من العام الماضي.   وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة “تي كوم ديج” أحمد بن بيَات لسويس أنفو، أن شراء قسم من رأس مال “اتصالات تونس” يندرج في إطار خُـطة وضعتها المجموعة لتعزيز حضورها في المغرب العربي.   من جهة أخرى، تعهّـدت مجموعة “إعمار” الإماراتية إنجاز محطة سياحية جديدة على الساحل المتوسطي في مدينة هرقلة (140 كيلومتر جنوب العاصمة تونس) باستثمارات قُدرت بـ 1.88 بليون دولار، ويتألف المشروع من ميناء لاستقبال اليخوت وملعب غولف ووحدات فندقية وسكنية قادرة على استيعاب 30 ألف سرير.   وفي سياق متصل، أعلن رئيس مجموعة “بوخاطر” الإماراتية محمد بوخاطر خلال زيارة لتونس أخيرا، أن مجموعته تعتزم إقامة مدينة رياضية مساحتها 250 هكتار على ضفاف بحيرة تونس، تتألف من 9 كُـليات رياضية و3 نواد للغولف وكرة المضرب والرياضات البحرية، بالإضافة لمُـنشآت إدارية وتجارية وسياحية.   وتشمل المدينة، التي تقدر استثماراتها بـ 5 بلايين دولار، إنشاء 10000 مسكن، وشرح لطفي الزار، مدير المشاريع في مجموعة “بوخاطر” لسويس أنفو، أن الأمر يتعلق “بمشروع مندمج، يستثمر ميزات تونس الطبيعية”، وتوقع أن يؤمّـن 40 ألف فرصة عمل في بلد يُـجابه أزمة بطالة حادة، وخاصة في صفوف خريجي الجامعات.   واعتمدت المجموعة على مهندسين معماريين تونسيين لإعداد أمثلة الوحدات السكنية، لكنها تعاقدت مع مجموعة إسبانية لإنجاز الوحدات الرياضية ومع شركات سويسرية لإقامة ملاعب الغولف.   وأشار الزار إلى أنه من أهم مُـكوّنات المشروع “أكاديمية كرة القدم، التي تشمل إقامة ملعب يتسع لـ 20 ألف متفرج، إضافة لقاعة مغطاة متعددة الاختصاصات، تتسع لخمسة آلاف متفرج، وهو ما يعني إنشاء مدينة رياضية ثانية في شمال العاصمة تونس، رديفة لمدينة رادس الرياضية التي أقيمت في الضاحية الجنوبية بمناسبة استضافة تونس الألعاب المتوسطية في سنة 2004.   ويُتوقع أن يستغرق إنجاز المدينة الجديدة، التي ينطلق العمل في إقامتها خلال الأشهر الأولى من العام المقبل، بين خمسة وستة أعوام.   وفي رأي محلل اقتصادي، أن تونس بدأت تحتَـل الموقع الذي كانت تتمتع به المغرب على أيام الرئيس الراحل لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان شغُـوفا بالمغرب الأقصى وكثير التردّد عليه.   رحلات لربط المغرب بالمشرق   لكن، لم يقتصر الاهتمام الإماراتي، والخليجي عموما، على الاستثمار، بل امتد أيضا إلى الرحلات الجوية، إذ افتتحت “القطرية” في السنة الماضية خطا مباشرا إلى تونس، اشتمل على خمس رحلات أسبوعية.   ولم تلبث “الإماراتية” أن اقتفت أثرها، ناسجة على المنوال نفسه، إذ دشّـنت منذ أيام خطّـا مباشرا، يشمل خمس رحلات أسبوعية بين تونس ودُبي، على أمل الاستجابة لطلبات رجال الأعمال واستقطاب السياح الإماراتيين إلى تونس.   ويمكن القول أن استثمارات إمارة دُبي تحديدا، تتوسع في تونس بوتيرة أعلى من الاستثمارات السعودية على سبيل المثال، التي أبصرت تراجعا في السنتين الأخيرتين جسّـده ميل عدد من المستثمرين لتصفية مشاريعهم في البلد، وتحوّلهم إلى المغرب والجزائر.   غير أن الكويتيين والبحرينيين أظهروا في الوقت نفسه اهتماما بالاستمرار في الاستثمار مغاربيا. فمجموعة “الكويت القابضة – كيبكو” (مركزها في البحرين)، أنشأت مؤخرا شركة للاستثمار في شمال إفريقيا، برأس مال تجاوز 100 مليون دولار، ستركّـز نشاطها على ثلاثة بلدان، هي المغرب والجزائر وتونس.   كما أن بنك الخليج المتّـحد (الكويتي البحريني)، يخطط لتوسيع نشاطه في المنطقة بعد نجاح تجربة إنشاء مصرفين غير مُـقيمين في تونس (بنك تونس العالمي) والجزائر (بنك الجزائر والخليج)، اللذين حققا فوائد قياسية في العام الماضي، وهو يتّـجه لفتح مكتب في العاصمة الليبية طرابلس قريبا كفرع لبنك تونس العالمي.   ولوحظ أن الجزائر باتت تستقطب أعدادا متزايدة من المجموعات الاستثمارية الخليجية منذ اعتمادها اقتصاد السوق وإطلاق مسار الخوصصة، الذي يشُـد اهتمام رجال أعمال وشركات كبيرة من المشرق، آخرها مجموعة MBIالتي تشتمل على عدة شركات فندقية وسياحية على ملك الشيخ محمد بن عيسى الجابر، والذي زار الجزائر أخيرا لدراسة مشاريع استثمارية، خصوصا في مجال الخوصصة.   ولا يكاد يمر يوم من دون أن تحمل الأنباء زيارة لرئيس مجموعة أو رجل أعمال خليجي كبير إلى أحد البلدان المغاربية.   واللافت، أن آخر الإحصاءات أظهرت أن نصف الاستثمارات الخارجية التي استقطبها البلد (خارج قطاع النفط)، أتت من بلدان عربية، مثلما ورد في دراسة أعدّها المكتب البريطاني المتخصص “أكسفورد بيزنس”.   وأفادت الدراسة أن مصادر الاستثمارات العربية ثلاثة أساسا، وهي السعودية والكويت ومصر، وتتجه إلى قطاع الاتصالات والبناء والعقار والسياحة، كما أن مجموعة “إعمار” الإماراتية (مرة أخرى) قدّمت مشروعا ضخما للسلطات الجزائرية لإقامة مشروع لتهيئة خليج الجزائر العاصمة واستثماره عقاريا بقيمة 25 بليون دولار.    إعلام وثقافة   والثابت، أن عملية “الانتشار الاستثماري” الخليجي في المغرب العربي لا تخضع فقط إلى منطق البحث عن مشاريع مجدية، وإنما تعكس أيضا تحسّن صورة المغرب في مخيل المشرق.   ومن المؤشرات الدالة على هذا التطور، التعاطي الإعلامي الجديد مع المنطقة، بعد قرار تخصيص حيّـز إخباري مستقل لها في قنوات تليفزيونية عربية، أبرزها قناة “الجزيرة”، التي أعلن مدير شبكتها وضاح خنفر أنها ستبث نشرة أخبار يومية تستمر ساعة من مكتب القناة في الرباط، اعتبارا من السابع عشر نوفمبر الجاري، وقناة “أل بي سي” اللبنانية التي تفتتح قريبا مكتبا في تونس لتوثيق علاقاتها مع المشاهدين في المغرب العربي.   وعلى رغم الخصومة السخنة التي اندلعت مؤخرا بين “الجزيرة” والحكومة التونسية، والتي قادت إلى استدعاء السفير التونسي من الدوحة وإقفال السفارة التونسية في قطر، فإن ذلك لم يؤثر في نسق تناول القناة وغيرها من القنوات المشرقية، الشؤون المغاربية مع ما يعنيه ذلك من حرص على ملاحقة التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة.   ويظهر الحرص نفسه، في الحقل الثقافي، فما من رجل مُموّل للنشاط الثقافي في بلدان الخليج (حيث يلعب القطاع الخاص دورا أساسيا في تنشيط الحياة الأدبية)، إلا وخصص حيّـزا مهما للمغاربيين على غرار “مؤسسة البابطين” الكويتية الخاصة، التي عقدت دورات عدّة لملتقياتها الشعرية في مدن مغاربية، وأشركت شعراء ونقادا في هيئاتها ولجانها، كما أن “منتدى الفكر العربي”، الذي أطلقه الأمير السعودي خالد الفيصل، خصّص مركزا مهما للنخبة المغاربية، إن في هيئاته أو في نشاطاته ومجلته.   قصارى القول، أن ما أخفقت السياسة في نسجه من جسور بين المشرق والمغرب، يحاول القطاع الخاص ترميمه، اقتصاديا وإعلاميا وثقافيا، على اعتبار أن الوشائج كانت أمتن في القرون الماضية، بل حتى في عقود الليل الاستعماري، وهي تحتاج اليوم إلى حملة “إعادة إعمار” في أكثر من حقل، لكن يبدو أن هذا الأمر ليس على جدول أعمال الحكومات، أقله في الأمد المنظور.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 نوفمبر 2006)


 

انتظارات العالم العربي من الإتّحاد الأوروبي:

أمل خائب بأن يقدِّم بديلاً من الولايات المتّحدة؟

بقلم: فرنسوا بورغا (*)

 

1. الاتّحاد الأوروبي بين “التسويفية” و”الأطلسية

 

غالباً ما يوصَف النشاط السياسي للاتّحاد الأوروبي في العالم العربي – من جانب الفاعلين الرسميين والمعارضين على السواء – بأنّه يعاني من عدم اكتمال البناء المؤسّسي الذي يرتكز عليه وفي الوقت نفسه من هويّة ضعيفة جداً مقارنة بهويّة الولايات المتّحدة. وفي حين أنّ انعدام الثقة المتزايد بالسياسة الخارجية لإدارة الرئيس جورج بوش يولّد فكرة مسبقة مواتية جداً لدى قطاعات واسعة من الرأي العام العربي، لا يحقّق الاتّحاد الأوروبي سوى نجاح جزئي جداً في الإفادة من الإمكانات التي يتيحها هؤلاء الملايين الذين “خاب أملهم من واشنطن”. في ختام مفاوضات تسويفية، غالباً ما تؤدّي إعلانات المبادئ التي تصدر بالجملة إلى قرارات متأخّرة تُعتبَر في أفضل الأحوال قريبة جداً من قرارات الولايات المتّحدة وفي أسوئها ملائمة بصورة علنيّة جداً لإسرائيل.

في التعاطي مع الملف المحموم للصراع العربي – الإسرائيلي ومضاعفاته الإقليمية – (لا سيّما منذ التقارب الأميركي – الفرنسي حول الملفّ العراقي ثمّ اللبناني) الاتّحاد الأوروبي متَّهم بالاصطفاف – خلافاً لمصلحة الجميع الواضحة بما في ذلك مصلحة الدولة العبرية – إلى جانب المواقف الأكثر أحاديّة والأقلّ عموميّة للمحور الأميركي – الإسرائيلي. هذا هو العائق الأوّل، الذي غالباً ما يُشار إليه، أمام صدقيّته وسمعته.

بالنسبة إلى جيل من يقولون إنّهم اكتشفوا أوروبا على حقيقتها، غالباً ما تدافع أوروبا عن الحقّ إنمّا بصورة عفويّة عن حقّ الأقوى. ولا ينطبق هذا فقط على الساحة الإقليمية (“يحقّ لإسرائيل الدفاع عن نفسها”) بل أيضاً على الهيئات السياسية الوطنية التي نادراً ما أدانت على الفور وبالصرامة المنتظرة التدجين القويّ للمؤسّسات البرلمانية والقضائية وابتذال اللجوء إلى تعذيب المعارضين. عندما يقبل الاتّحاد الأوروبي بالتذكير بحقّ الأضعف، يُتَّهم بأنّه لا يعطي نفسه الوسائل، لا العسكرية ولا حتّى الديبلوماسية، لفرض احترام هذا الحقّ، فيتغاضى عن أخطر الانتهاكات لمعايير تحرّكاته المعلَن عنها بأبّهة كبيرة.

إذا كان جيل من المعارضين السياسيين، ليس الإسلاميين فقط، لم يعد يعتبر أنّ بإمكانه الاعتماد على دعم “مبادئ” الاتّحاد الأوروبي و”قيمه” التي ينادى بها مرّات عدّة، فالسبب هو أنّ سياسة الكيل بمكيالين أساءت كثيراً إلى صدقيّة دوره كحكم في المنطقة. في المحافل الدولية، قدّمت الحرب الأهليّة الجزائرية الطويلة الأمثلة الأبرز عن هذا التقصير المتكرّر. منذ إلغاء العمليّة الانتخابية في كانون الأوّل 1991، لم يواجَه الاستعمال غير المحدود للعنف والتلاعب الوقح به من جانب بؤر النظام في الجزائر، سوى بشبه صمت في بروكسل، وكرّسا عجزها الكامل عن فرض احترام الحقوق والضمانات والمبادئ التي يقول الاتّحاد الأوروبي إنّه يروّجها في المنطقة، أو حتّى التذكير بها قبل فوات الأوان.

إذا كان بعض موظّفي الاتّحاد الأوروبي في الشرق الأدنى يكرهون أن يكشفوا علناً انتماءهم المهنيّ، فالسبب هو أنّه في الصراع العربي – الإسرائيلي هذه المرّة، كثرت المحطّات التي تغلّب فيها خضوع أوروبا الصامت لقانون الأقوى على قدرتها على فرض احترام التزاماتها الدولية المعبَّر عنها بوضوح. من الأوساط الديبلوماسية الصغيرة المطّلعة إلى الجماهير الشعبية الواسعة للقنوات الفضائية العربية، تشكّل هذه الهندسة المتغيِّرة للأخلاقيّات السياسية والنزعة الإنسانية الأوروبية في الشرق الأدنى أساس الرفض الذي هو في صلب كلّ التقويمات: يشير المراقبون الأكثر اطّلاعاً إلى التناقض الكبير بين تزمّت أوروبا في الطلب من حركة “حماس” احترام الشروط الثلاثة للاعتراف بها وتسامحها الكبير في ترك إسرائيل تتحرّر كلياً من الشروط الخمسة المفروضة للموافقة على انسحابها الأحادي من غزّة. لقد سبّب “دفن خطّة القدس” التي انبثقت عن جهود مشتركة لافتة بذلها قادة البعثات الأوروبية الذين اتّفقوا لأوّل مرّة اتفاقاً كاملاً والتي أصبحت “بالية” بطريقة غريبة، صدمة للاختصاصيين في مختلف المجالات.

في آذار 2006، أساءت ظروف انسحاب المراقبين الأوروبيين من سجن أريحا – للسماح للجيش الإسرائيلي بالدخول بدون أيّ شرعية دولية، ما دفع محمود عباس إلى إلغاء كلمته أمام البرلمان الأوروبي – أساءت كثيراً إلى الصدقيّة الأوروبية. حتّى يومنا هذا، يبقى تصرّف الاتّحاد الأوروبي الأكثر إثارة للخيبة في عيون غالبيّة ساحقة من الآراء العامّة. والتصرف ذو البُعد الرمزي الأكثر كارثيّة هو وقف المساعدات التي تُقدَّم لموازنة حكومة السلطة الفلسطينية المنبثقة عن انتخابات شجّعتها بروكسل وستراسبور، وجرت مراقبتها واعتُبِرت بدون أيّ تحفّظ نموذجاً ديموقراطياً فريداً من نوعه في العالم العربي.

في تموز 2006، وفي مشهد مشابه جداً (لأنّ الدولة العبرية، بعد الهجوم على “حماس” في غزّة، شنّت هجوماً مسلّحاً مستخدمةً ذريعة مماثلة وهي مهاجمة عدوّ جرى إقصاؤه من الساحة السياسية المشروعة لمجرّد تصنيفه بـ”الإسلامي”) ساهم صمت الاتّحاد الأوروبي طوال أسبوع (بالكاد قطعه إعلان صادر عن رئاسته وهي الوحيدة أيضاً التي تطرّقت إلى وجود سجناء فلسطينيين) وعجزه عن تقليص المهل التي منحتها الولايات المتّحدة لإسرائيل من أجل الانتهاء من تدمير البنى التحتية في لبنان، ساهم في ترسيخ هذا الرفض الإجماعيّ لدى الجماهير العربية، وبدرجات متفاوتة بعض الشيء، لدى النخب الحاكمة العربية.

عندما استضاف أحمد منصور، المقدِّم النجم للبرنامج الذائع الصيت على القناة القطرية “الجزيرة”، “بلا حدود”، في 2 آب 2006 السيّدة تارجا هالونين بصفتها رئيسة الاتّحاد الأوروبي، اختصر ببضع كلمات هذا الغيظ العميق: “لا تساعدون إلاّ إسرائيل! تحدّث كلّ المسؤولين الأوروبيين الذين زاروا المنطقة عن تحرير الأسرى لدى “حزب الله” أو “حماس”. لكن لم يأتِ واحد فقط على ذكر […] الخمسمئة امرأة أو طفل المحتجزين في السجون الإسرائيلية. حتّى يومنا هذا، لم يطالب أيّ مسؤول أوروبي بالإفراج عنهم، لا عنهم ولا عن سجناء آخرين. ألا يهتمّ الاتّحاد الأوروبي إلاّ بالإسرائيليين؟

 

2. الهشاشة السياسية للبدائل المؤسّسية للاتّحاد الأوروبي

 

كيف يمكن التواصل مع مجموعة ذات قيادة سلطوية وغير شعبية تملك أكثر فأكثر نزعة طبيعية وموهبة قويّة لحصر كلّ قنوات التواصل وأدواته لمصلحتها؟

الانتظارات العربية الأساسية الخائبة حيال أوروبا والعائق الرئيس أمام تعميق العلاقات الأوروبية مع هذه المنطقة من العالم هي بطريقة أو بأخرى النتيجة المباشرة أو غير المباشرة لسلطويّة الجزء الكبير من الشركاء الحكوميين والمؤسّسيين الذين ترتكز عليهم الشراكة. يمكن الحدّ من عجز الاتّحاد النسبي عن إدراك اللاشعبيّة المتزايدة لشركائه الحكوميين، من خلال سياسة تواصل مع الفاعلين غير الحكوميين. لكن سنرى أنّ لا شيء من هذا صحيح. يجد الاتّحاد الأوروبي صعوبة في أن يحدّد في أوساط المعارضين الحزبيين كما في أوساط المجتمعات الأهلية أو الفاعلين الدينيين، شركاء أو محاورين قادرين على التعويض عن افتقار محاوريه الرسميين إلى الشعبية. فتحرّكات الاتّحاد الأوروبي التي لا تتميّز كثيراً عن السياسات غير الشعبية للإدارة الأميركية أو إسرائيل، تتلقّفها أنظمة تقبل، ضماناً لاستمراريّتها، أن تكمّل هي نفسها هذه السياسات بما في ذلك في شقّها الأمني.

وهكذا يضيفون إلى قاطرة “الحرب العالمية على الإرهاب” عربات استراتيجيّاتهم القمعيّة. إذا لم تُدخَل تعديلات جوهريّة في سياسات التعاون التي يعتمدها الاتّحاد الأوروبي، من شأن هذه السياسات أن تفشل في منع التشنّجات الخطيرة التي لا بدّ من أن تطرأ عندما تصبح أنظمة جديدة في هذه المنطقة في مواجهة مباشرة مع مشاعر مواطنيها وانتظاراتهم.

إحدى الطرق – القاسية إنمّا المنهجيّة – لإدراك المسافة التي تفصل في المغرب العربي كما في الشرق الأدنى بين الانتظارات الشعبية وخطب الأنظمة، هي استعمال المثل الإيراني على هامش العالم العربي. فهو يسمح بإمعان النظر في دولة ألقت فيها الثورة الضوء – لبعض الوقت – على النظرة الشعبية إلى سياسات البيئة الغربية و”صراحة” النظام. كي ندرك حجم رفض السياسات الغربية في الشرق الأدنى، يجب أن نعي أنّ خطاب الرئيس أحمدي نجاد حيال الغرب وإسرائيل (ما عدا التشكيك بالجرائم النازية الذي يستحقّ أشدّ الإدانة) يمكن أن يُعتبَر نموذجاً وفيّاً جداً عما يُعبّر، في عدد كبير من المجالس الخاصّة وبوتيرة أكبر في الحوارات المتلفزة في العالم العربي، عن رأي الغالبية الساحقة من السكّان. يمكننا إذاً أن نستشفّ الخطّ السياسي الذي قد تدافع عنه الأنظمة الأخرى التي من شأنها أن ترى النور عند التهميش – المحتوم – للنخب الحكومية التي تتولّى السلطة الآن.

 

1.2 شجرة الاستراتيجيات الحكومية

 

1.1.2  على الساحة الدولية: المساعدة الأوروبية مقابل” الولايات المتّحدة

 

تكمن المفارقة في الانتظارات التي تعبّر عنها النخب الحكومية حيال الاتّحاد الأوروبي في أنّها تنتظر من شريكها الأوروبي، على الساحة الدولية، تقاسماً للموارد السياسية أكثر إنصافاً في حقّها، وفي المقابل تتردّد هذه النخب في تحقيق هذا التقاسم على الساحة المحلّية، كونه يأتي على حساب امتيازاتها الخاصّة. في مواجهة الأحاديّة الأميركية في شكل عام (ولا سيّما إحكام الولايات المتّحدة قبضتها على مجلس الأمن)، فإنّ انتظارات النخب العربية الحاكمة حيال أوروبا لا تختلف كثيراً عن انتظارات معارضيها. فإذا كانت تريد دوراً أكبر لأوروبا، إنّما بدون تعريض نماذج المجتمع لتهديد كبير، فالسبب هو قبل كلّ شيء أنّها تريد دوراً أقلّ لأميركا.

تنوّعت تمنّيات هذه النخب، على الأقلّ غير الرسمية، لبرهة من الزمن حول تقدير فرصة التدخّل الأميركي في العراق، حيث حظيت إطاحة صدّام حسين، قبل قياس حجم “الأضرار الجانبية” والارتدادات الكثيرة لهذه الحملة العسكرية، بالدعم، الضمنيّ على الأقلّ، من جزء من هذه النخب، وفي الواقع، من بعض قطاعات الرأي العام لديها.

في شكل عام، يبدو أنّ النخب الحكومية تنتظر الآن على الساحة الدولية أن يصبح شركاؤها الأوروبيون، عبر التمايز عن الولايات المتّحدة وانحرافها في اتّجاه إسرائيل، أكثر “قابليّة للتعاطي معهم” من الأميركيين في عيون الرأي العام لديها. كلّما تمايز الاتّحاد الأوروبي عن الولايات المتّحدة، أصبح (من جديد) شريكاً أكثر تمتّعاً بالتقدير.

 

2.1.2  على الساحة الداخلية: في مواجهة حقوق المعارضين

 

في علاقاتها مع الاتّحاد الأوروبي، لدى النخب العربية الحاكمة نزعة منطقيّة إلى تقديم متطلّبات صمودها على مبادئ الحكم الجيّد التي يعتبر الاتّحاد الأوروبي أنّه يروّجها. غير أنّ لاشعبيّتها ودرجة سلطويّتها ليستا متشابهتين في كلّ البلدان. ليس القمع السمة الطاغية في الديناميّات السياسية لسلطنة عُمان أو الإمارات النفطية في الخليج حيث يقترن عدد السكّان الضئيل بأهمّية موارد النفط والغاز فيخفّفان العبء السياسي الملقى على كاهل الحكّام ويزيدان هامش المناورة لديهم. في صورة عامّة، في هذه الدول الريعية ذات الكثافة السكّانية المنخفضة، ليست الانتظارات حيال أوروبا الأكثر حدّة ورهانات تحرّكها الأكثر أهمّية. لا شكّ في أنّ ليبيا تشكّل استثناء: لم يحمها مدخولها النفطي وديموغرافيّتها المحدودة من انشقاق سياسي عميق ولو كان محجوباً وراء أساليب قمعيّة يطبّقها آخر الشركاء الكبار لأوروبا.

حتّى ولو لم يخرج اليمن من حقبة السلطوية – يتطلّب ذلك الكثير – فإنّ هذا البلد الذي اختار الإبقاء على المعارضة الإسلامية التي يتولّى زعيمها رئاسة مجلس النوّاب، داخل النظام وتالياً بعيداً من المحاولات الثورية الراديكالية، لم يبلغ بعد في هذا المجال مستوى التناقضات التي أصبحت واضحة في المغرب العربي ومصر. ففي هذه الدول ذات الكثافة السكّانية العالية في شمال أفريقيا كما في مناطق الشرق الأدنى – إنّما بصورة مختلفة – حيث يحتدم الصراع العربي – الإسرائيلي، تنطرح بحدّة كبيرة مسألة دور الاتّحاد الأوروبي في مجال دعم الحكم الجيّد وإرساء دولة القانون واستقلال السلطة القضائية وحقوق الإنسان والحرّيات الأساسية.

على الرغم من قدرتها على تحفيز قراءة سياسية جداً ل”السيطرة الإمبريالية” للولايات المتّحدة، غالباً ما تؤيّد النخب الحكومية القراءات الأميركية الأكثر ثقافويّة أو الأكثر “لاهوتيّة” لتقنيع الأسباب السياسية جداً إلى درجة الابتذال لصعود معارضيها. عبر “نزع الطابع السياسي” عن قراءة المقاومات التي تصطدم بها هذه النخب، تسمح “المبالغة في إضفاء الطابع الأيديولوجي” على التشنّجات السياسية، للفاعلين الحكوميين بحجب ذلك الجزء من المسؤوليّة الذي يتحمّلونه هم أنفسهم.

أظهرت “أزمة الرسوم الكاريكاتورية” (كانون الثاني 2006) وتلك التي تسبّب بها في أيلول من العام نفسه كلام البابا بينيديكتوس السادس عشر، أنّ عدداً من الفاعلين الحكوميين (سوريا وليبيا ومصر والسعودية إنّما أيضاً إسرائيل) قد تكون لديهم مصالح متناقضة في المشاركة في “إضفاء الطابع اللاهوتي” المعتِّم على أمزجة كلّ من يقاومونهم. إذا كان برنارد لويس أوّل من استعمل مفهوم “حرب الحضارات” بطريقة ذات معنى منذ عام 1990 متحدّثاً عن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، فالسبب هو أنّ هذا المفهوم كان يسمح بحجب الطابع القومي المبتذل لهذا النزاع بطريقة مفيدة للغاية. وإذا كانت بعض الأنظمة العربية السلطوية تقبل تماماً التظاهرات الدينية المناهضة للغرب – لا بل تشجّعها خفيةً – فالسبب هو أنّ هذه التظاهرات توحي للمحاورين الأوروبيين فكرة (خاطئة) بأنّ المعارضات التي تصطدم بها تلك الأنظمة بوتيرة متزايدة هي ذات أساس مذهبي وديني أكثر مما هو سياسي.

إذاً غالباً ما تدعم النخب العربية الحاكمة مقاربات ثقافوية (ساعدونا على الوقوف في وجه هؤلاء الإسلاميين الذين هم أيضاً أعداؤكم) أو “اقتصادويّة” (ساعدونا مادّياً وسوف يخسر معارضونا كلّ قاعدة اجتماعية) من أجل تبرير رفضهم المستمرّ لأيّ انفتاح سياسي. من خلال هذه الاستراتيجيا، تمكّن جزء من هذه النخب بسهولة مدهشة أن يجعل المجتمع الدولي في شكل عام والاتّحاد الأوروبي في شكل خاص، لا سيّما في إطار عمليّة برشلونة، يكفل سلطويّته.

ما عدا الحالة الخاصّة جداً لحكومة “حماس” الفلسطينية (التي تطمح إلى الفوز من جديد بصدقيّة الاتّحاد الأوروبي) وسوريا (التي ينبغي عليها تخطّي عداوة أوروبية لا ترتبط بأساليبها القمعيّة التي لطالما تقبّلها الاتّحاد الأوروبي إنّما فقط بتقاربها الاستراتيجي مع إيران)، لدى غالبيّة الأنظمة العربية، لا سيّما الأنظمة الأكثر سلطويّة، كلّ الأسباب التي تسمح لها بأن تهنّئ نفسها على سلوك الاتّحاد الأوروبي تجاهها. من خلال المقتضيات الوحيدة ل”نضالها” المزعوم “ضدّ الأصولية”، وفي حين ثبت في شكل وافٍ أنّ هذه الراديكالية الأمنية تعطي راديكاليّة معارضيها صدقيّة وتحفّزها، نجحت هذه الأنظمة في جعل انتهاكاتها الخطيرة والمتكرِّرة للحرّيات العامّة والحقوق الفرديّة تدخل طيّ النسيان. فهذه الانتهاكات لم تؤثّر قط لا في سلوك الاتّحاد الأوروبي تجاهها ولا في حجم الدعم المالي الذي تحصل عليه، وذلك على حساب نوعيّة العلاقات مع معارضي هذه الأنظمة، أي نسبة كبيرة من الشعوب المعنيّة، وهي علاقات شهدت تدهوراً مطّرداً في العقد المنصرم.

 

2.2 …  والغابة المتجاهَلة لانتظارات المعارضة

 

في شكل عام، ينتظر الفاعلون غير الحكوميين بفارغ الصبر إذاً أن يستقلّ الاتّحاد الأوروبي عن المحور الأميركي – الإسرائيلي، ويثبت نفسه، في المجالات الأساسية لحقوق الإنسان والحكم الجيّد، محاوراً أكثر صرامةً حيال شركائه الحكوميين.

 

 

1.2.2 حول حقوق الإنسان: خطاب مزدوج

 

غداة هجمات 11 أيلول، جاء إطلاق “الحرب العالمية على الإرهاب” ليرجئ مرّة أخرى تجسيد أوروبا الملموس لمقتضياتها في مجال الحكم الجيّد وترسيخ دولة القانون، وحقوق الإنسان والحرّيات الأساسية. تلقي مرارة المعارض التونسي منصف مرزوقي الضوء على هذا التقهقر، فقد كتب مختصِراً استقالة المجتمع الدولي حيال الأنظمة السلطويّة العربية: “منذ 11 أيلول، الديكتاتوريون هم بأفضل حال على الإطلاق”. استئصال كلّ معارضة غير شكليّة من خلال اللجوء إلى العنف في تونس والجزائر، والفساد الفاضح في المنافسة الانتخابية المصرية، و”تعطيل” أو استحالة إقرار قانون انتخابي خاصّ بالأجهزة الأساسية في السلطة المغربية، ناهيك عن الإغلاق التوتاليتاري للساحة السياسية الليبية (ومع ذلك يُسمَح للرئيس الليبي بالسير على السجّاد الأحمر في أوروبا)، هي في قلب الرفض الواضح الذي يتعرّض له الاتّحاد الأوروبي الآن من جانب فئات شعبيّة واسعة جداً في العالم العربي.

لماذا ندعم كلّ الديكتاتوريين العرب؟ لم تعد شعوبهم تريد دعمهم، يجب أن يتولّى أحدهم مهمّة التوقّف عن دعمهم!” ما زال هذا التبادل للكلام بين رئيس الدولة الفرنسية وأحد الشبّان الفرنسيين المتخيَّل عام 1996 في مجلّة Le Canard enchaîné صالحاً في عام 2006 ويمكن تعميمه بدون خطر على كلّ سياسات الاتّحاد الأوروبي. إذا كانت هذه الأمثلة تُستعار بكلّ طيبة خاطر من رئيس الدولة الفرنسية فقط، مع العلم بأنّه لا يحتكرها على الإطلاق، فالسبب هو أنّ باريس غالباً ما تعطي الجزء الأوروبي من التسامحيّة في تقويم الأداء الديموقراطي لأنظمة الواجهة الشمالية لأفريقيا.

لا أرى بكلّ نيّة حسنة ما الذي يمكن أن نعيبه على هذه الانتخابات”، هذا ما أعلنه جاك شيراك غداة الانتخابات الرئاسية الجزائرية في نيسان 2004 – التي ذاع صيتها بأنّها كانت مزوّرة – قبل أن يقلّد الرئيس بوتفليقة في أيلول 2005 “جائزة لويز ميشال… لحقوق الإنسان والديموقراطية”. قبل 15 عاماً، كانت فرنسا قد منحت هذه الجائزة أيضاً لنظيره المصري حسني مبارك عقب انتخابات لم يعد بإمكان قرّاء الرواية – الشهادة المصريّة الواقعية جداً (أو مشاهدي الفيلم المقتبس عنها)، “عمارة يعقوبيان”(1)، أن يتجاهلوا حقيقتها البائسة.

كانت الانتخابات “ديموقراطية إلى حدّ ما”، هذا ما علّقت به باريس (والاتّحاد الأوروبي) في تشرين الثاني 1995 عقب انتخابات جزائرية أخرى مزوّرة بالفظاظة نفسها. وشهدت فرنسا أيضاً على أنّ تونس “كانت تجربة مثاليّة عن التحديث”، بدون أن تناقضها بروكسل. منذ وقت قصير، قال رئيس الدولة الفرنسية إنّ حقوق الإنسان الحقيقية هي “الحقّ في الطعام” (وليس الحرّيات الديموقراطية كما يُفهَم من هذا الكلام)، في معرض تعليقه على الإضراب عن الطعام الذي نفّذته في كانون الأوّل 2003 المحامية لمناضلة في سبيل حقوق الإنسان، راضية منصوري، للتنديد بالراديكالية الأمنيّة التي يمارسها الرئيس بن علي – الذي حاز هو أيضاً على جائزة لويز ميشال عام 1988(2).

بالنسبة إلى معارضي الأنظمة العربية التي وقّعت “اتّفاقات شراكة” مع الاتّحاد الأوروبي (مثل تونس والمغرب والجزائر)، تُعتبَر “المادّة 2” الشهيرة في كلّ هذه الاتّفاقات، التي تؤكّد رسمياً الطابع “الأساسي” لاحترام حقوق الإنسان(3) التي تُنتَهك يومياً بدون أيّ عقوبات على الإطلاق، رمز ازدواجيّة الاتّحاد الأوروبي بحيث إنّ خطابه الأخلاقي ليس سوى ستار يحجب وقاحة ترتكز قبل كلّ شيء على المصالح الاقتصادية القصيرة الأمد.

عام 2005، اختصر “الغضب البارد” لمناضلَين تونسيين في مجال حقوق الإنسان، سهام بن سدرين وعمر مستيري، ببلاغة هذا التناقض المروِّع في عمل الاتّحاد الأوروبي: في كتابهما “أوروبا وطغاتها”، يندّدان ب”الرياء الإجرامي للمسؤولين عن الاتّحاد الأوروبي” ويظهران أنّ “انتهاكات حقوق الإنسان والفساد تشكّل، بدرجات متفاوتة، قواسم مشتركة بين الأنظمة التي تقدّم لها أوروبا دعماً سياسياً واقتصادياً مستمرّاً، من المغرب إلى سوريا مروراً بشمال أفريقيا ومصر”(4).

 

2.2.2  مجتمعات أهليّة خاضعة للسلطة و”منظّمات غير حكومية” مؤمّمة

 

في حين يتأخّر الاتّحاد الأوروبي في إدراك ثمن افتقار أجهزة الدولة التي يتعامل معها إلى الشعبيّة، لا ينجح في فتح قنوات تواصل مع فاعلين غير حكوميين أكثر امتلاكاً للصفة التمثيلية: فسواء كان هؤلاء الفاعلون ممثّلين بالمعارضات أو “الفاعلين الدينيين” أو “المجتمعات الأهليّة”، فهم يعانون أيضاً، وهذه مفارقة، من هشاشة مماثلة.

تعاني “المجتمعات الأهليّة” في العالم العربي من محاولتَين لوضع اليد عليها بطريقة تُقيِّد حركتها. غالباً ما تنجح الأنظمة السلطويّة في فرض سلطتها على هذه المجتمعات، ما يُفرغ هذا المفهوم من محتواه. وما يزيد هذا الانحراف “الداخلي” حدّة هو أنّ الأوروبيين نزعوا هم أنفسهم إلى حصر مفهوم المجتمع الأهلي بالفاعلين المعروفين ب”العلمانيين” وعمدوا، عن وعي نوعاً ما، إلى إقصاء المجموعة الكبيرة للمعارضات الإسلامية أو المثقّفين أو الجمعيّات المنبثقة عن هذا الجزء من المشهد السياسي، أو المعرَّضة فقط للتعاطف معه. عندما لا تتحدّث أوروبا مع الدول، فهي في معظم الأحيان لا تجيد التحدّث إلاّ مع “من يشبهونها”. وعلاوةً على ذلك، غالباً ما يتمّ اختيار الأصوات المصنَّفة “علمانيّة” بدون الاهتمام كثيراً، عند الاقتضاء، بقربها من الأنظمة – شرط أن تقول لمحاورها الأوروبي في إحدى اللغات التي يتكلّمها (أي كلّ اللغات ما عدا اللغة المحلّية) وبواسطة “المصطلحات” المألوفة بالنسبة إليه ما يتمنّى سماعه.

صحيح أنّ هذا المكوِّن الأقلّي جداً محترم نظراً إلى القيود المفروضة عليه، إلاّ أنّه يعزّز لدى محاوره الغربي فكرة أنّه يحتكر إمكانات التحديث في المجتمعات العربية. ومن أجل حماية شبه احتكاره التمثيل لدى البيئة الدولية، يشارك هذا المكوِّن بفاعليّة كبيرة في عمليّة إضفاء الطابع الشيطاني على منافسيه الإسلاميين وإقصائهم. وإذ تريحها هذه المجموعة الراديكالية من الإنتليجنسيا العلمانية التي هي في مجملها بعيدة جداً عن حصر نفسها بهذه الصفة فقط، تبالغ أوروبا بمنهجيّة شديدة في تقدير مبادرات التجمّع في المجتمع الأهلي التي تملك صفة تمثيلية ضعيفة جداً: يكفي أن يصنّفوا أنفسهم ب”الناشطين النسائيين” أو “اليساريين” أو “العلمانيين” كي لا يكترث محاورهم الأوروبي على الإطلاق بحقيقة قاعدتهم الشعبيّة ولا بقربهم المحتمل من الأنظمة السلطوية، حتّى إنّ هذه التجمّعات تكون أحياناً أدوات في يد الأنظمة أو تنشئها هذه الأنظمة لغاية وحيدة: تحفيز التشهير بفئة (كبيرة) من معارضيها السياسيين الأساسيين وتصديره إلى الخارج.

تحت راية المنظّمات غير الحكومية، تنتشر (في العالم العربي لكن ليس فقط هناك) كلّ أنواع البضائع بما في ذلك ما يسمّيه بعض ضحايا سلطويّة الأنظمة ازدراءً “المنظّمات الحكومية مئة في المئة”. من تونس إلى المغرب، مروراً باليمن أو السعودية، يجري إنشاؤها “بناءً على الطلب وبحسب الظرف”، انطلاقاً من حاجات تواصل الأنظمة مع القنصليّات أو المانحين الأجانب، بهدف بثّ صورة أقلّ سلطويّة والحصول على تمويل، إنّما أيضاً التشهير بكلّ منافسة من منظّمات غير حكومية حقيقية والتصدّي لها. هكذا فإنّ دعم الاتّحاد الأوروبي للمنظّمات غير الحكومية ومن خلالها لـ”المجتمعات الأهليّة”، والذي يُفترَض به أن يتمايز عن قربه من الأنظمة، يتحوّل غالباً من خلال “المنظّمات الحكومية جداً” مزيداً من الدعم لهذه الأنظمة.

تشكّل الحالة التونسية الموثَّقة جيداً مثالاً يكشف الكثير عن ممارسات لا تملك أيّ سمة خاصّة ويمكن تعميمها على كامل بلدان المنطقة تقريباً. في 26 حزيران 2004، أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية لـ”القمّة العالمية حول مجتمع المعلومات” في حمامات، أظهرت السلطات مرّة أخرى قدرتها على تسويق منظّمات محضتها الولاء لمنع الجمعيّات المستقلّة من إسماع صوتها(5). ثبتت في شكل وافٍ قدرة النظام على الاستيلاء على المساعدات المخصَّصة للمجتمع الأهلي: “لا تموّل بعثة الاتّحاد الأوروبي في نهاية المطاف سوى جمعيّات جرى استيعابها بحسب استراتيجيا تقضي بذرّها في المحافظات وتُعرَف ب”قرطاجة”. تجري قوننة مشاريع “الديموقراطية” التابعة لبرنامج “ميدا” من خلال وسطاء توافق عليهم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وتتحوّل عبر سلوك القنوات الرسمية دعماً ل”المنظّمات الحكومية مئة في المئة” كما يقول التونسيون، والتي لا تشكّل سوى نفوذ مضادّ وهمي”(6).

المنتدى المدني الأورو – متوسّطي والمنظّمات غير الحكومية التي تهدف، في إطار عمليّة برشلونة، إلى تجاوز احتكار الدول ومأسسة النقاش بين منظّمات المجتمع الأهلي، لم تنجُ من هذا التناقض الذي لم يوضَع قط على طاولة النقاش. في عيون عدد كبير من الأشخاص المقصيّين عملياً، يبدو المنتدى غريباً على مكوّنات واسعة في المشهد الفكري والسياسي. نادراً جداً ما يجري إشراك الفاعلين القريبين من المعارضات الإسلامية في هذه اللقاءات، ومن يريدون العمل على تغيير هذا الوضع يصطدمون بالتعبئة التي تحظى بتغطية إعلاميّة مكثّفة وتقوم بها الأقلّية الناشطة في المجتمعات الأهليّة والقريبة من الأوساط الموصوفة ب”المستأصِلة” والتي نجحت، حتّى يومنا هذا، في جعل الأوروبيين ينكرون على متحدّيهم الإسلاميين أيّ شرعيّة سياسية.

 

ترجمة نسرين ناضر عن الفرنسية

(*) أُعِـدّ هذا البحث بناءً على طلب لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي.

 

1- علاء الأسواني، عمارة يعقوبيان، صدر بالفرنسية عن “أكت سود”، أرل، 2006.

2- ليس من قبيل الصدفة أن تعطي هذه الأمثلة فكرة عن المواقف الفرنسية. بلدان المغرب العربي الثلاثة الأساسية (الجزائر والمغرب وتونس) التي هي الآن شريكة مفضَّلة للاتّحاد الأوروبي جنوب المتوسّط كانت مستعمرات فرنسية طوال عقود. ومنذ سنوات طويلة، تكثر الشهادات التي تفيد أنّه داخل الهيئات المسؤولة في الاتّحاد الأوروبي، أقرّ ممثّلو الدول الأعضاء الأساسية أنّ إدارة “شؤون المغرب العربي” في أوروبا هي قبل كلّ شيء “مسألة داخلية فرنسية”. من الواضح أنّ هذا الإرث الاستعماري ما زال يلقي بثقل كبير – حتّى ولو كان يتّجه لحسن الحظ نحو الانحسار – في تحديد سياسات الاتّحاد الأوروبي على الضفّة الجنوبية للمتوسّط. والمفارقة هي أنّ المسؤولين عن الأنظمة السلطويّة في هذه البلدان، وعلى الرغم من ارتباطهم بالحاضرة القديمة بألف رابط اقتصادي خفيّ، لا يحرمون أنفسهم من أن يستعملوا بخبث في خطابهم العام هذا الضعف الخطير للاّتحاد الأوروبي الذي يعوّق قدرته على وضع سياسة خارجية متحرّرة من أثقال الحقبة ما بعد الاستعمارية.

3- يُلهِم احترام المبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان الأساسية المنصوص عنها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، السياسات الداخلية والدوليّة للأطراف ويشكّل عنصراً أساسياً في هذا الاتّفاق“.

4- سهام بن سدرين وعمر مستيري، “أوروبا وطغاتها، عندما يساهم “النموذج التونسي” في العالم العربي في الإرهاب الإسلامي”، لا ديكوفرت، باريس، 2004.

5 – فنسان جيسير وإريك روب “تونس: الترسيخ السلطويّ والعمليّات الانتخابية”، سنة المغرب العربي 2004، باريس، منشورات CNRS، 2006.

6- بياتريس هيبو، “قوّة الطاعة. السياسة الاقتصادية للقمع في تونس”، لا ديكوفرت، باريس، 2006 (ص. 120: “اللعبة المستحيلة للشركاء الأجانب: مثل التمويلات الأوروبية”).

 

(*) باحث في  CNRS IREMAN (Aix en Provence)

 

(المصدر: جريدة النهار البيروتية الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)

الرابط: http://www.annaharonline.com/htd/KADAYA061113-1.HTM

 


وزير الأوقاف المغربي السابق ومدير وكالة بيت القدس

المدغري: تجربة الإسلاميين بالحكم متواضعة وأنصحهم بالتريث

الحسن السرات-الرباط   الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري وزير ملأ الدنيا وشغل الناس بالمغرب طيلة حوالي عقدين من الزمن ظل فيهما مسؤولا عن المجال الديني معاصرا للملكين الحسن الثاني ومحمد السادس.   اعتبره اليساريون المغاربة عدوهم الأول وحليف الإسلاميين المعتدلين والمسؤول عن فتح الطريق لمشاركتهم في اللعبة السياسية، في حين اعتبره بعض الإسلاميين مكلفا باحتوائهم.   وبعد أن أعفي من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية توارى قليلا عن الأضواء، لكنه ما لبث أن عاد بقوة بعد أن عينه الملك مديرا عاما لوكالة بيت القدس في أبريل/نيسان الماضي. ثم عزز عودته بإصدار كتاب مثير سماه “الحكومة الملتحية” الصادر في رمضان الماضي.   “الجزيرة نت” التقت الدكتور المدغري وأجرت معه مقابلة حول الكتاب ومواقف مؤلفه عندما كان وزيرا ورؤيته للصحوة الإسلامية والإسلاميين، وعن منصبه الجديد في وكالة بيت مال القدس. وهذا نص المقابلة:    قضيتم حوالي عقدين من الزمان على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، في أي وقت من الأوقات شعرتم بأنكم تشرفون على تدبير مجال حساس جدا هو المجال الديني؟   بالفعل المدة التي قضيتها في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كانت مدة طويلة، ولا بد أن يشعر أي مسؤول دائما بثقل المسؤولية مهما كان الموقع الذي يحتله، ولكني كوزير للأوقاف والشؤون الإسلامية جاءت فعلا فترة أحسست فيها بحساسية الموقع، وهي الفترة التي اشتدت فيها الأزمة في البلد الجار الجزائر، وكنا نحرص على أن نقي بلدنا من أي مواجهة مع الإسلاميين، وأن نتصرف بطريقة تجعل البلد يستفيد من هذا التيار، وهو تيار شعبي له جذور إيمانية، وتيار له نظرة مستقبلية تنطلق من الإسلام، فكان لابد أن نتحمل مسؤوليتنا ونفكر في طريقة عملية تحقق هذا الهدف.    لعل من الطرق العملية التي فكرتم فيها وعملتم بها “جامعة الصحوة الإسلامية” التي كنتم وراءها، وأشركتم فيها جماعات إسلامية مختلفة، ماذا حققت هذه الجامعة؟   فعلا هذه الجامعة كنا نريدها منبرا جامعا لحوار حر نزيه لطيف إيجابي وبناء مع الجماعات الإسلامية كيفما كانت، معتدلة ومتطرفة رسمية أو غير رسمية، بل كان طموحنا أكبر، ففكرنا في دعوة رموز لجماعات إسلامية من الخارج، فجاء ممثلون عن الإخوان المسلمين، وجاء راشد الغنوشي عن تونس ومحفوظ النحناح عن الجزائر، ونجم الدين أربكان عن تركيا، وعدد من الرموز والشخصيات.   وكان هناك شباب إسلامي واعد، وكنا نريد أن يكون هناك حوار بينه وبين العلماء، وبينه وبين الحكومة. وكنت قد اقترحت هذه الفكرة على الملك الراحل الحسن الثاني فاستحسنها، وتابع الجامعة وأشغالها.   ولا أفشي سرا إن قلت الآن إنني كنت أبعث له كل مساء بشريط مسجل يتضمن وقائع اليوم وجلساته، وكان يشاهد الشريط، وانتهى به الأمر إلى استدعاء المشاركين وتنظيم حفل شاي على شرف المشاركين في قصره بالصخيرات وإلقاء خطاب, فكان هذا نوعا من اللقاء بعد الفراق والغياب، وكان لهذا اللقاء دور كبير في تبديد السحب بين الإسلاميين والحكم، وهذا في حد ذاته كان مكسبا مهما. ثم توالت الدورات بعد ذلك، وناقشت قضايا مهمة، وحرصنا على طبع جميع أعمال هذه الجامعة.    الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، النظرات إليكم متقاطعة ومتناقضة، فأهل اليسار المغربي يرون فيكم حليفا للإسلاميين، وبعض الإسلاميين يرون فيكم مروض الحركة الإسلامية، أين تجدون نفسكم بين هؤلاء وهؤلاء؟   لست حليفا لأحد ولست عدوا لأحد، ولا مروضا لأحد, كل ما في الأمر أنني كنت أشعر بأن علي أمانة ومسؤولية، وكما قلت وكنت أقول دائما للعلماء يجب أن تستحضروا دائما وجه الله تعالى لأننا سنقف أمامه في يوم من الأيام ونسأل.   فكل الأعمال التي قمنا بها كانت من هذا المنطلق, وبطبيعة الحال الناس لهم تأويلات وتفسيرات لعدد من السلوكيات، وحسبنا أننا أخلصنا لديننا وبلدنا ولهذا النظام الملكي المغربي الذي يضمن للمغرب الاستقرار والاستمرار ويرعى الإسلام، وملك البلاد يعتبر نفسه ويعتبره الدستور أميرا للمؤمنين، فمن واجبنا أن نعمل في هذا الإطار كل ما في الوسع لاستفادة البلد أولا من هذه الصحوة الإسلامية، وثانيا لتجنب أي مواجهة بينها وبين غيرها، ولإتاحة الفرصة للجميع للتعبير عن رأيه وفكره إسهاما منه في بناء البلد وبناء المستقبل.    في كتابكم الأخير المثير “الحكومة الملتحية” تنصحون الإسلاميين بألا يكونوا مجرد طلاب للحكم، وتدعونهم إلى التريث والتراجع. لماذا لا يجربهم الناس، فإن فشلوا انفضوا عنهم، وإن أفلحوا تمسكوا بهم؟   التيار الإسلامي يجب أن ينظر إليه كجميع التيارات الموجودة في البلد، وأن نطبق عليه الوصفة الديمقراطية التي نطبقها والتي نطالب بها الجميع.   فهم مكون من مكونات المجتمع، ويجب أن تكون لهم الفرصة كاملة لمخاطبة الشعب، فإذا نالوا رضى الشعب وصوت عليهم في أي انتخابات، فإن ذلك ينبغي أن يؤهلهم لاحتلال مكانتهم في البرلمان كجميع التيارات، ولهم أن يشكلوا الحكومة إذا نالوا رضى جلالة الملك, وهذا من حيث المبدأ.   أما من الناحية العملية فنرى أن تجربة التيار الإسلامي فيما يتعلق بالسياسة والحكم تجربة متواضعة في الزمن وفي العمق، ونخشى إذا ما تطلعوا إلى الحكم وتشكيل الحكومة دون مؤهلات كافية، وكان الفشل لا قدر الله، أن يرجع ذلك على المد الإسلامي بصفة عامة.   ولذلك ننصح بالتريث والحكمة وعدم التسرع في أي شيء. وعلى كل حال هذه وجهة نظري الشخصية وهم أحرار، لهم والحمد لله من الرشد ومن الوعي وطول الباع في هذه الأمور ما يجعلهم يتخذون القرار الذي يرونه مناسبا.   قلتم كذلك إن الوهابية انتشرت في المغرب برعاية من وزارة الداخلية في عهد الوزير الأسبق لأغراض جيوسياسية أميركية، وأن وزارتكم حيل بينها وبين التدخل في هذا الملف. لماذا طال سكوتكم كل هذا الوقت؟   أنا شرحت في كتابي الظروف الجيوسياسية التي أحاطت بالموضوع، ولا أريد أن أكرر ذلك هنا. وشرحت كيف أن الوهابية كانت تجد دعما من بعض دول الخليج، وهذا لم يعد سرا، ومن بعض الأنظمة والوزارات التي كانت لها علاقات بهذا الموضوع.   أنا كنت أراقب، وكنت أحرص على حماية المساجد بحكم مسؤوليتي عنها، لأنني كنت مسؤولا عن حماية المذهب المالكي بالمغرب كدعامة من دعامات الوحدة.   أما الوهابية في حد ذاتها فهي فرقة كباقي الفرق لها علماؤها ولها رجالها، وليس لي ضدها أي شيء ولست منها ولا تهمني، ولكن كان يهمني ألا تتسرب لبيوت الله في المغرب وللأوساط العلمية وللمؤسسات التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كالمدارس الدينية والمعاهد والمجالس العلمية وغيرها.   والحمد لله أنني وفقت في ذلك الوقت، وكتبت عدة مذكرات للمجالس العلمية ولنظار وزارة الأوقاف، ونبهت في عدد من اللقاءات والاجتماعات، فقد كان المد كبيرا، أطنان من الكتب والمطبوعات والأشرطة التي توزع بالمجان، وبعض الخطباء المغاربة كانوا يتلقون رواتب شهرية، فهذا مد قوي استطاع أن ينتشر في بعض دور القرآن وبعض المؤسسات العلمية التي اخترقتها الوهابية، وفي بعض الأوكار بالدروب ومدن الصفيح.   ولكن والحمد لله طيلة تلك المدة لم يستطع هذا التيار أن يتسرب إلى المساجد والمؤسسات التي كانت تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأنا لم أسكت، وتم عقد عدة اجتماعات في عهد جلالة الملك محمد السادس لهذا الغرض، وشاركت فيها بحيث لم يكن هناك سكوت ولا تراخ في القيام بالواجب.    تنتقدون في آن واحد المعالجة الأمنية للحركات الإسلامية والمعالجة “التمييعية التفسيخية”، ماهي المعالجة التي ترونها مناسبة؟   سبق لي أن ضربت مثالا قدمته لأحد السفراء الذي زارني في المكتب، فقلت له إن الإسلام مثل الماء في نعومته وفي الخير الذي ينشره والعطاء الذي يقدمه، ولكن إذا حاولنا منعه من التسرب والمرور وأغلقنا جميع المنافذ التي يمكن أن يمر منها، فإن ذلك الماء يصبح قوة خارقة تدمر السدود وتدمر الأخضر واليابس.   لذلك نرى أن هذه القوة المعطاءة النافعة يجب أن نحدث لها ممرات ومنافذ لتنتفع بها الأمة والبلاد والعباد. إذن لابد أن تكون المعالجة عقلانية، وأن تكون مبنية على الموضوعية وعلى التحليل العلمي، وعلى الرغبة في إتاحة الفرصة للجميع بقدر متساوٍ للإسهام في البناء وازدهار البلاد.   ولذلك دعوت الطبقة الواعية أو ما أسميه بالقيادة الفكرية في الأمة إلى أن تتحمل مسؤوليتها وأن تسهم في هذه المعالجة العقلانية الموضوعية، وألا تستمر في اعتبار الشأن الديني هو شأن أولئك الفقهاء البسطاء، بل هو من اهتمام الجميع ومسؤولية الجميع.   والأمر ليس بسيطا وليس سهلا، لأننا أمام تيار له عقيدة وشريعة ضاربة في التاريخ لمدة أربعة عشر قرنا، وأمام تيار آخر حداثي جاء مبشرا بالدولة الحديثة، وله أفكار تنتمي إلى العالم الحديث والعولمة وما إلى ذلك, فمن الصعب التوفيق بين هذه الأمور إلا إذا تحركت العقول واستخدم العلم والتحليل العلمي اللازم، فالأمر ليس بالبساطة التي يظنها كثير من الناس.    لكم خبرة ميدانية طويلة في المجال الديني، وصاحبتم الصحوة الإسلامية وشاركتم في ترشيدها وتسديدها، فكيف ترونها الآن، هل ترون فيها جوانب للنقص والقصور في زمن العولمة والعالمية؟   هذه الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم اليوم، لا ننسى أنها صدى للحركة الإصلاحية التي قام بها علماء الأمة منذ عقود، وأيضا هي ثمرة لجهود العلماء والدعاة. وبطبيعة الحال فإننا لا ننتظر أن تثمر أعمالهم بين عشية وضحاها، الأمر يتطلب وقتا طويلا.   الآن بدأنا نرى نتائج وثمار تلك الجهود. الصحوة الإسلامية يجب أن تستمر مؤطرة بأهل العلم ولا يكفي تأطيرها بالشباب المتحمس، لا بد من أهل العلم، وهذا الدين علم ومرتبط بالعلم، والشريعة لها قواعد وأصول العلم لتفسيرها، وإلا وقعنا فيما وقعنا فيه الآن من إرهاب وأعمال بشعة وشنيعة باسم الإسلام.   التطرف أحببنا أم كرهنا يمشي جنبا إلى جنب مع الصحوة الإسلامية مع الأسف، وهذا التطرف سببه هو الجهل، لا أقل ولا أكثر. لذلك كلما كانت الحركة الإسلامية مؤطرة بالعلماء، كلما تجنبت السلبيات والنقص والضعف وانطلقت بقوة نحو البناء.   فالحركة الإسلامية لها جذور بدأها العلماء وينبغي أن يستمر دور العلماء فيها، ويجب أن يبحث شباب الصحوة الإسلامية عن الرموز من العلماء المصلحين ليضمنوا تأطير مسيرتهم.    أنتم الآن المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، قدمتم للملك الإستراتيجية الجديدة لعمل الوكالة، ما هي الخطوط العريضة لهذه الإستراتيجية؟   هذه الإستراتيجية برنامج مدقق ذو مراحل ثلاث: مرحلة قصيرة تمتد سنة، ومرحلة متوسطة تمتد ثلاث سنوات، ومرحلة طويلة تمتد خمس سنوات. وكل مرحلة من هذه المراحل فيها مجموعة من الأعمال التي من شأنها أن تساعد على إنجاز مجموعة من المنجزات في ميادين الصحة والتعليم والإسكان داخل القدس الشريف.   وهي إستراتيجية علمية تحاول الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في التواصل كخلق إدارة إلكترونية، تحاول الاتصال بالعالم عن طريق موقع إلكتروني قوي. كذلك هذه الإستراتيجية سلمية بحيث لا تدخل الوكالة في أي نزاعات ولا في أي صراعات.   وهي أيضا متفتحة على العالم الإسلامي وعلى العالم المسيحي في أوروبا وأميركا. وتعمل الوكالة بواسطة المجتمع المدني في جميع البلدان، وتعبئ طاقات الرجال والنساء لهذا الغرض.   وأريد أن أغتنم هذه المناسبة لأذكر أننا في الحملة التي نظمناها في رمضان لجمع التبرعات تخوف بعض الناس من النزاع الذي كان بين حماس والسلطة الفلسطينية والصراع الذي وصل إلى حد تبادل إطلاق النار. وهذا يخلق أجواء من التخوف والتردد لدى الناس، لكننا نقول لجميع الناس إن وكالة بيت مال القدس تعمل مع سكان القدس، ولا علاقة لها بهذا الطرف ولا بذلك الطرف.   نحن عندنا مكتب في رام الله قريب من القدس الشريف، وعندنا مشاريع تتعلق بالصحة وبناء المستشفيات وتجهيزها وشراء الأدوية وبناء المدارس وتجهيزها وإعطاء منح للطلبة وقروض للساكنة لبناء منازلهم أو بناء وحدات سكنية جديدة… لا علاقة لنا بالصراع السياسي الموجود بالمنطقة وعملنا ميداني.   ولذلك أغتنم هذه الفرصة لأحث جميع الغيورين من أبناء المغرب وغيرهم من أبناء العالم الإسلامي ليدعموا الوكالة وأعمال الوكالة.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 نوفمبر 2006)


 

دفاعا عن أمن بلدانكم أنقذوا العراق!

محمد صادق الحسيني (*)   ان تكون وطنيا مخلصا لشعبك واهلك في اي قطر عربي او اسلامي اليوم ليس امامك الا طريق واحد وهو الكفاح ضد الاحادية ونزعة الهيمنة الامريكية.   انه الداء الاكبر الذي ينخر في جسم كافة بلدان العالم الثالث وليس بلدان العالمين العربي والاسلامي. ان خلاصة تجربة العراق التي تكاد فصولها ان تكتمل بخيبة امل واحباط شديدين لكل من راهن علي الاجنبي او استقوي به علي اخوانه من اهل الداخل تؤكد بان مثل هذا الخيار لا يمكن الا ان يأتي بالدمار والخراب للبلد ويجعله عرضة لحروب اهلية لا يعرف احد مدياتها النهائية.   انه نفس الخطر الذي يداهم اللبنانيين الان وهو نفسه الذي يداهم الفلسطينيين، وكذلك الافغان والايرانيين والمصريين وكل ملة او قوم تخرج من بينهم فئة تراهن علي تداخل الاجنبي لنصرة فئة علي اخري!   وليس مهما شكل الحجة او الذريعة التي تقدم في هذا السياق. سواء اكانت الحجة دعما للحريات المستباحة او الديمقراطية المفقودة او لقمة العيش المنهوبة او من اجل مكافحة الطاغية او المستبد الذي يتحكم بمصير العباد والبلاد بلا رادع او وازع من ضمير او غيره!   والسبب الرئيسي في ذلك امران: الاول وهو ان المتدخل الاجنبي يحمل في طبيعة عمله التدخلية صفات الجشع والتوسع والاستحواذ علي المزيد من القدرات ومواقع النفوذ وهذه صفات تجلب معها المزيد من المصائب لاهل اي قطر يبتلي بامتحان او اختبار التدخل الاجنبي. والثاني هو ان الظروف الاقليمية والدولية بمجملها باتت مترابطة الي حد كبير لا يمكن معها المراهنة علي التدخل المحمود او الانتداب والحماية والرعاية الديمقراطية !! المحدودة والخاصة بهذا الشأن او هذا البلد فقط أو ذاك!!   ان هاتين الطبيعتين اللتين هما اصلا من طبيعة الاستعمار بوجهيه القديم والجديد، وهي الطبيعة التي لازمت كل الامبراطوريات التي مرت في التاريخ، هي التي كانت ولا تزال تلازم كل تدخل خارجي او اجنبي في اي شأن من شؤون اي بلد مبتلي بنخبة تروج له او حماقة حاكم تمهد له!   انظروا الي تجربة العراق الحية امامنا جميعا كيف اودت بالبلد الي الخراب والدمار والتمزق والتفتت وكيف تهدد التجربة نفسها بانتقال العدوي الي كل جيران العراق من دون استثناء.   ان كل التقارير والانباء والمعلومات التي لا يزال الكثير منها تحت الطاولة تشير الي ان المتدخلين ومعهم النخب المروجة لهذا التدخل يعملون صباح مساء لنقل هذه العدوي الي السعودية وسائر دول مجلس التعاون والي ايران وتركيا والاردن وبلاد الشام وصولا الي الباكستان وشبه القارة الهندية. لا احد بمنأي عن هذا الخطر مطلقا، ولا احد يستطيع بمفرده ان ينجو من خلال الاكتفاء بدفاعاته الوطنية المحدودة!   يخطئ تماما من يتصور ان بامكانه ان يبعد مثل هذا الشر عنه بمجرد الانكفاء علي وطنيته الخاصة او انه يدفع عنه ذلك من خلال السكوت علي ما يجري من حوله، بل ودعمه ورعايته احيانا بحجج وذرائع ظاهرية تبدو مقبولة لرأيه العام الداخلي سواء من خلال التخندق خلف الاعراق او التخندق خلف الطائفة او المذهب ناسيا او متناسيا بانه يحفر في داخل بلاده مثل هذا التخندق الذي يعمل عليه الاجنبي والنخب المنبهرة به او المتواطئة معه، ولا يمنعها البدء بموقع جديد الا انتهاز الفرصة المناسبة.   ان كل الانباء والتقارير تحت الرماد تفيد بانهم يحركون ويغذون التنازع والاحقاد الطائفية في منطقة الخليج بشتي الطرق والوسائل وينتظرون اللحظة المناسبة، ومن لا يصدق فليعمل مطالعاته وتحقيقاته به ليكتشف بنفسه حدة الاستقطابات والتعبئة المترافقة معها.   الشيء نفسه ينطبق علي الاردن وبلاد الشام وايران وتركيا… انهم يكادون ينخرون جسم الامة نخرا! نعم فانهم يستندون الي واقع قد يكون حقا ويتفوهون بكلام قد يكون فعلا حقا، لكنهم لا يريدون به الا الباطل!   وها هي تجربة العراق امامنا حية وطازجة! وكلما تمادوا في العراق كلما انتقل المرض المعدي الي سائر بلدان الجوار فضلا عن المزيد من الخراب للعراق.   المطلوب وقفة جادة من الجميع، اهل العلم والدين والسياسة والادب والقلم والصحافة والفضائيات و… انطقوا بالحق ولو كان فيه غضاضة علي انفسكم او كان مرا بحقكم فاليوم قد يكون اهون بكثير عليكم من المستقبل، وقد يكون الغد متأخرا جدا جدا.   (*) كاتب وخبير في الشؤون الإيرانية   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” الصادرة يوم 13 نوفمبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

8 juillet 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1510 du 08.07.2004  archives : www.tunisnews.net الشرق الأوسط: تقرير حقوقي ينتقد بشدة «تدهورا غير

En savoir plus +

28 novembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3476 du 28.11.2009  archives : www.tunisnews.net   C.R.L.D.H. Tunisie: Agression perpétrée à Bizerte

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.