الاثنين، 12 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

9 ème année, N° 2911 du 12 .05.2008
 archives : www.tunisnews.net  


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:علي العريض :  بعد  محاكمة ظالمة و حكم جائر و سنوات من السجن المضيق ..استنطاق لمدة ساعات بتهمة إجراء اتصالات بعناصر مشبوهة من المجتمع المدني ..! حــرية و إنـصاف:اعتقال مجموعة من الطلبة بمدينة صفاقس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أحكام قاسية بسجن 19 شابا بتهمة .. إعادة تكوين ” حزب التحرير الإسلامي ” ..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين فرع بنزرت : السجين السياسي السابق  السيد إسماعيل الحبيب يتعرض إلى مضايقات أمنية متواصلة حركة النهضة تدين جريمة قتل شاب صعقا بالكهرباء بمدينة الرديف الحزب الديمقراطي التقدمي: بيـــــــــــــــــــــــــان

أعضاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي : دعوة إلى التعقل

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي :ستكون اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي حاضرة مهما كانت حالة الحصار:الأخ مسعود الرمضاني وعائلته تحت الحصار
عبدالله الـزواري:ربّ……
عبدالله الـزواري:العزلة حكم دائم

قدس برس:تونس: الأمن يحقق مع القيادي البارز في حركة النهضة علي العريض ويهدده بالسجن السجين السياسي السابق توفيق ميزان:نداء استغاثة

مراسلة استعجاليه من صفاقس : هلع و فزع في صفاقس

أ ف ب:وفاة عبد المجيد الحوسي احد ابرز الكتاب التونسيين في المهجر

الشرق الأوسط:تونس: جدل إعلامي بسبب تغطية حدث إرهابي على أنه ملاحقة لعصابة مخدرات

الجزيرة.نت  : جدل في تونس بسبب منشور جديد يمنع الحجاب

أ ف ب:50 مهاجرا غير شرعي انطلقوا من ليبيا قضوا قبالة السواحل التونسية

الشروق: كارثة حرقان جديدة ضحاياها أفارقة في البقالطة: غرق 3 … نجاة 15 ومساعي الانقاذ متواصلة   الحياة:الدراما التونسية خارج نطاق المنافسة

الحياة:”الأمهات العازبات» جمعية تونسية تساعد من تخلى عنهن المجتمع

الحياة:العرب:اليونيسيف تقدر جهود تونس فى مجال العناية بالطفولة

ميدل إيست:مؤسسة البابطين تكرم كمال عمران لاختياره لليونسكو وكالة تونس إفريقا للأنباء:مجلس وزاري حول قطاع الفلاحة

شاب ديمقراطي تقدمي: معا …نتعلم الحرية دروس استخلصتها من إضراب الجوع محمد العياد:احمد نجيب الشابي , انه عبد العزيز الثعالبي آخر

نصرالدين : رسائل مشفرة…أنا وإبنتي و “الدولة” !!! عبدالباقي خليفة :دولة الستار الحديدي في تونس

الحوار.نت :شعب تونــــس يرزح تحت ” هولوكوست ” الدولة.

محمد العروسي الهاني :لمسة وفاء لروح المناضل الكبيرالحسين الحاج خالد رحمه الله

هدى العبدلي:أزمة التعليم في تونس

بلقاسم حسن: المعارضة الديمقراطية والانتخابات الرئاسية : بين المصلحة الوطنية..والحسابات الشخصية

الراية : الروائية التونسية المثيرة للجدل آمال مختارللراية الأسبوعية:الحرية أولاً.. والخبز ثانياً

سفيان العلاني:تونس التغيير في مسار الحداثة…

الشروق:طارق بن عمار: أقمنا في بن عروس أضخم ديكور في تاريخ السينما

السبيل أونلاين : في المسألة الحضارية – الحلقة الخامسة في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات ( 2 من 3 ) السبيل أونلاين نت الطريق الى الايجابية – الجزء السادس قدس برس:”حملة رسول الله يجمعنا” تحدد العاشر من يونيو المقبل مقاطعة المنتجات الدنماريكة والهولندي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5-


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في  12 ماي 2008

علي العريض :  بعد  محاكمة ظالمة و حكم جائر و سنوات من السجن المضيق .. استنطاق لمدة ساعات بتهمة إجراء اتصالات بعناصر مشبوهة من المجتمع المدني ..!

 

 
تعرض السيد علي العريض القيادي في حركة النهضة للإحتجاز لمدة  ساعات بمنطقة الأمن بباردو  صباح هذا اليوم حيث تم التنبيه عليه بالإمتناع عن كل عمل له علاقة بالشأن العام و عن الإتصال بالأحزاب السياسية . وكان السيد علي العريض ، السجين السياسي السابق ، قد  أُبلغ خلال ليلة البارحة(الأحد 11 ماي 2008) من قبل عوني أمن بالزي المدني بوجوب الحضور لدى منطقة الأمن بباردو  ، دون أن يُسلم أي استدعاء رسمي محرر من الجهة المعنية ، ولدى حضوره اليوم الإثنين12 ماي 2008  على الساعة  العاشرة صباحاً ، تم تحذيره من مغبة ..” الإتصالات المشبوهة ” ..التي يجريها بعناصر نهضوية و برموز المجتمع المدني التونسي و من عقد اجتماعات غير قانونية..  مع التهديد بإعادته إلى السجن واعتبار هذا الإستدعاء أخر إنذار له .. و قد أفاد السيد علي العريض أنه  شرح للمسؤولين الأمنيين هذه المرة كما في كل المناسبات التي تم فيها التحقيق معه أن اتصالاته بأصدقائه من السجناء السياسيين من أبناء حركة النهضة  لا يمثل خرقاً للقانون وأن الإتصالات التي تجمعه مع رموز المجتمع التونسي،ليست اتصالات مشبوهة ، وأن على من يطالبونه باحترام القانون  أن يحموه من  التجاوزات التي يتعرض لها والتضيقات التي تستهدفه وتستهدف عائلته .  علما أن السجين السياسي السابق السيد علي العريض من قيادات حركة النهضة والناطق الرسمي السابق باسمها من مواليد سنة 1955 صدر في حقه حكم بالإعدام سنة 1987 ، وخلال المحاكمات التي شهدتها البلاد التونسية في عشرية التسعينات السوداء من القرن الماضي قضت المحكمة في حقه بالسجن 15 عاماً قضى منها 14 سنة  من بينها 12 عاماً في السجن الإنفرادي وذلك قبل أن يسرّح في نوفمبر سنة 2004 .  و سبق أن اتصلت الجمعية في 28 ديسمبر 2006 برسالة من السجين السياسي السابق السيد علي العريض يصف فيها واقع التضيقات التي يتعرض لها منذ الإفراج عنه  في 2004  يعرض فيها ما يعانيه من حصار يشبه الإقامة الجبرية حيث يمنع من من مغادرة العاصمة إلى أي جهة من جهات البلاد التونسية و بلغ الأمر حد منعه من  زيارة والدته وهي على فراش الموت إلا بعد مماطلة كبيرة  و في مناسبات قليلة جدا صاحبتها  تضيقات أمنية على أشقائه وعائلته ،   و قد تم التحقيق معه في مقرات الأمن بالعاصمة أكثر من 20 مرة منذ خروجه من السجن و تم إجباره على الإمضاء سنة كاملة بشكل يومي مهما كانت حالته الصحية أو حالة الطقس و دون استثناء ..أيام العطل و الأعياد ..الوطنية و الدينية .. ! و الجمعية إذ تعتبر هذه  الإستدعاءات المستمرة ،  و ما يصاحبها من استفزاز و تهديدات ،  شكلا من أشكال الإضطهاد و اعتداء على حق السجين السياسي السابق في الحياة العادية دون أي تقييد للحرية أو النشاط السياسي و الفكري و فق  ما يضمنه دستور البلباد و المواثيق الدولية التي صادقت عليها البلاد . عن  الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمــــــي

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13/05/2008

أخبار الحريات في تونس اعتقال مجموعة من الطلبة بمدينة صفاقس:

 
اعتقل البوليس السياسي التابع لمنطقة حي البحري بصفاقس الغربية يوم الأحد 11 ماي 2008 على الساعة الثامنة و النصف كلا من محمد عرفات بن عباس و فوزي الرتيب و عبد الحق حميّد و أيمن حسن المرسمين بالسنة الأولى كهرباء آلية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و قد أطلق سراحهم بعد التحقيق معهم و تعنيفهم على الساعة الرابعة من صباح اليوم الاثنين 12 ماي 2008 . كما تم اعتقال مجموعة أخرى من الطلبة مجموعة أخرى من الطلبة بصفاقس الغربية يوم الجمعة 9 ماي 2008 و تم اقتيادهم إلى منطقة حي البحري و هم موسى يحياوي و نور الدين الزاوي و توفيق الحجري و شكري الهذلي و سهيل الشيحاوي المرسمين بالسنة الأولى كهرباء آلية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس الذين لم يطلق سراحهم إلى حد كتابة هذا البلاغ ، و قد قام زملاؤهم بإضراب عن الدروس و نظموا اجتماعا عاما بالمدرج الجامعي تضامنا مع زملائهم و قد حاورهم المدير طالبا منهم استئناف الحضور للدروس واعدا إياهم بالاهتمام الجاد بقضية زملائهم المعتقلين. اعتقال علي العريض: استجابة لدعوة شفاهية للحضور بمنطقة الأمن بباردو على الساعة العاشرة اليوم الاثنين 12 ماي 2008 حضر السيد علي العريض السجين السياسي السابق و الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة بالمنطقة المذكورة حيث تم إعلامه بأن موضوع الاستدعاء يهدف إلى الاستفسار حول عقد اجتماعات و لقاءات مع عناصر نهضوية و بعض مكونات المجتمع المدني.و قد اعتبر السيد علي العريض ذلك يندرج في باب المضايقات المسلطة عليه منذ خروجه من السجن. تدهور الوضعية الصحية للسجين السياسي وصفي الزغلامي : تدهورت الحالة الصحية للسجين السياسي السيد وصفي الزغلامي المعتقل حاليا بسجن المرناقية  علما بأنه مصاب بالربو و الالتهاب المزمن للشعب الرئوية و الحساسية المفرطة نتيجة بقائه بالسجن ما يزيد عن سبعة عشر سنة في ظروف لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة البشرية من تلوث شديد و نقص حاد في التهوية و كثرة التدخين بالإضافة إلى قلة النظافة. و قد أكدت زوجته التي زارته نهاية الشهر المنصرم أن صحته باتت تنذر بخطر محدق و طالبت بإطلاق سراحه لأن بقاءه بالسجن سيزيد من تدهور حالته الصحية. و تجدر الإشارة إلى السجين السياسي السيد وصفي الزغلامي يقضي أحكاما بالسجن بلغت أربعة و خمسين سنة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


     “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 12  ماي 2008

أحكام قاسية بسجن 19 شابا بتهمة .. إعادة تكوين ” حزب التحرير الإسلامي ” ..!

 

 

* أصدرت الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  محمد علي بن شويخة يوم السبت 10 ماي 2008 أحكاما في : –  القضية عدد 10890 قاضية بسجن: فيصل ساسي مدة عام و شهرين و كل من  محمد السماوي و محمد علي البسكري و علي الحجاجي و محمد عباس و فوزي الشيحي و فتحي العزيزي و محمد بن خميلة و رضا ثابت و رؤوف العامري و محرز السعيدي و أنيس الحجاجي و محمد بن يوسف و محمد المحمدي و مهدي بن محرز و يوسف الطرودي و محمد رازقي  مدة 11 شهرا ، و كل من  مبروك بوضافري و بشير الزيتوني مدة 6 أشهر . – و القضية عدد 4148 قاضية بسجن: مبروك بوضافري مدة عامين و 3 أشهر، و كل من  محرز رجب و و بشير الزيتوني مدة 11 شهرا .   بتهم المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها و عقد اجتماعات غير مرخص فيها و إعداد محل بقصد عقد اجتماع غير مرخص فيه و مسك نشرية من شأنها تعكير صفو النظام العام  . و الجمعية إذ تعبر عن عميق استغرابها لقساوة الأحكام ،  بالنظر لخلو الملفين من أدلة الإدانة و لما  أثبته الدفاع من تعرض المتهمين للتعذيب ، فإنها تطالب مجددا بوقف محاكمة المواطنين من أجل أفكارهم و مواقفهم السياسية و الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين و سجناء الرأي ممن يقبعون في الزنزانات منذ ما يقارب العقدين .        عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في  12 ماي 2008

السجين السياسي السابق  السيد إسماعيل الحبيب يتعرض إلى مضايقات أمنية متواصلة

 

 
يتعرض السجين السياسي السابق  السيد إسماعيل الحبيب إلى مضايقات أمنية متواصلة منذ مغادرته السجن سنة 2001  بعد أن قضى 3 سنوات وأربعة أشهر سجنا  إثر محاكمة غير عادلة و ظروف احتجاز قاسية . و قد أفادت عائلته أن  مجموعة من الأشخاص بالزي المدني ، يعتقد أنهم من أعوان البوليس السياسي ،  قد سألوا عنه بمنزل والديه اليوم الإثنين 12 ماي 2008  ثم طافوا على منزله فمنزل أخيه ..فموقع عمل والده ، و في الأخير أعلموا شقيقه بأن رئيس مركز الأمن بالعالية  الذي عيّن حديثا .. يريد التعرّف عليه ..! وطلبوا منه  المثول غدا صباحا  ، الثلاثاء 13 ماي 2008  . و الجمعية إذ تدين هذا الترهيب للمساجين السياسيين المسرحين دون أي موجب قانوني أو مبرر واقعي و استنادا لتعلات غريبة فإنها تدعو الدوائر المسؤولة إلى وضع حد لهذه التجاوزات التي تفرض على السجين المسرح أن يحضر مكرها حفل تعارف بمناسبة تعيين مسؤول أمني في خطته الجديدة..! عن فرع بنزرت عثمـــان الجميلــــي


بسم الله 

حركة النهضة تدين جريمة قتل شاب صعقا بالكهرباء بمدينة الرديف

 

 
فجعت  تونس بحادث وفاة الشاب هشام بن سعد العلايمي البالغ عمره 24 سنة وهو أصيل بلدة تابديت بمعتمدية الرديف بولاية قفصة،  نتيجة صعقة كهربائية عندما تم إعادة تشغيل المولد الكهربائي بحضور رسميين جهويين وإطارات أمنية، بهدف إرغام المعتصمين على إخلاء المكان. فتفحمت  جثة الشاب في الحال وبقيت ملقاة على الأرض من التاسعة صباحا إلى الخامسة و النصف من مساء يوم 6-5-2008.  وقد حضرت تعزيزات أمنية مهولة استفزت الحاضرين أدت إلى اشتباكات ومواجهات مع قوات الأمن  التي  قامت  بمداهمات للبيوت واعتقالات   وللتذكير، فإن أهالي القرية  قاموا بقطع الكهرباء من المولّد  الذي يزوّد مغاسل مناجم الفسفاط لإيقافها عن العمل في إطار سلسلة من الاحتجاجات على تردّي حالتهم الاجتماعية وتفاقم البطالة.      وبمناسبة هذه الفاجعة الأليمة فإن حركة النهضة:   * تترحم على روح الفقيد وتحتسبه عند الله شهيدا. وتتقدم بأحرّ تعازيها  لعائلته وجميع أهالي قرية “تابديت” في الرديف * تندد بالاستخفاف بأرواح بشرية كل جريمتها البحث عن فرص للعيش الكريم * تطالب بإيقاف ومحاكمة المتورطين في مقتل الشاب  * تدين التعامل الأمني مع الأهالي و استخدام العنف والقمع، وتطالب السلطة بإيقاف كل أشكال المداهمة والاعتقال، ورفع الحصار عن منطقة الحوض المنجمي. * تدعو إلى  تحقيق مطالب المحتجين واستخدام  أسلوب الحوار وسيلة لفض الخلافات   لندن في 12 مايو 2008  رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال – تونس  بيـــــــــــــــــــــــــان

 

 
منعت قوات الأمن قيادات و مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي من الالتحاق بقصر العدالة صبيحة يوم السبت 10 ماي  لمتابعة جلسة القضية المتعلقة بجريدة الموقف ، و تعرض الأخوان رياض البرهومي عضو المكتب السياسي  و عبد الرزاق داعي  كاتب عام جامعة قفصة و عدد من شباب الحزب  إلى التعنيف و الضرب من طرف أعوان أمن بالزي المدني  اعترضوا طريقهم و أعلموهم بأنهم ممنوعون من حضور الجلسة، و لحظات قبل انطلاق الندوة الصحفية حول الإضراب عن الطعام الذي شنه الأخوان رشيد خشانة          و المنجي اللوز تعرضت مناضلتا الشباب الديمقراطي التقدمي خولة عروس و مروى الرقبق إلى التعنيف من طرف أعوان أمن كانوا مرابطين أمام مقر الحزب الديمقراطي التقدمي و اقتفوا أثرهما و افتكوا منهما بالقوة  وثائق تتعلق بالقضية المرفوعة ضد جريدة الموقف  و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يكبر إصرار مناضليه على التمسك بحقهم  في العمل السياسي الحر و المستقل و يحيي مساهمتهم الفعالة في إنجاح إضراب الجوع  فإنه: – يستنكر هذه الممارسات المخلة بالقانون و يطالب الحكومة بالكف عنها و باحترام  نشاط الهيئات السياسية و المدنية  – يجدد تأكيده أن كل التضييقات و العراقيل التي تستهدف أنشطته و مناضليه لن تثنيه عن القيام بوظيفته كاملة و عن تحمل مسؤولياته الوطنية و عن تعبئة الطاقات من أجل الإصلاحات السياسية الضرورية الكفيلة بإنهاء حالة الاستبداد و ضمان الحريات و سيادة القانون وتأمين حياة قوامها الحرية و العدل و الكرامة  لكل المواطنين.     الأمينة العامة مية الجريبي


دعوة إلى التعقل

 

 
 للمرة الثانية خلال أسبوعين، يصدر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي بيان إدانة لأحد أعضائه الأمين العام المساعد الأخ محمد القوماني. ممّا يؤشّر إلى حالة تأزّم قصوى في العلاقات الحزبية، ويُعدّ منعرجا خطيرا في إدارة الاختلافات الداخلية . ويهمّنا بصفتنا أعضاء في المكتب السياسي أن نعبر عن تبايننا مع منحى البيانين المذكورين، وأن ننبّه من منطلق  تحمّلنا لمسؤولياتنا إلى التداعيات السلبية لهذه المعالجة الخاطئة لخلاف لم يعد خافيا حول التمشّي السياسي للحزب، والتي برزت حدّتها في التفاعل مع مشاركة الأخ محمد القوماني في منتدى الدوحة الثامن للتنمية والديمقراطية والتجارة الحرة . و ندعو كافة أعضاء المكتب السياسي وسائر مناضلي الحزب إلى التعقل ومراعاة أرضيّة الوفاق والتنوع والاختلاف التي تأسس عليها الحزب الديمقراطي التقدمي. لتجنيب هذه التجربة المتميزة التي ساهمنا جميعا في بنائها وعلّق عليها كثيرون آمالا عريضة، مخاطر التصدّع . تونس في 12ماي 2008 الامضاء فتحي التوزري جيلاني العبدلي  محمد الحامدي عبد العزيز التميمي هشام بوعتور الجبيب بوعجيلة

ستكون اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي حاضرة مهما كانت حالة الحصار

الأخ مسعود الرمضاني وعائلته تحت الحصار  

 
منذ الزيارة التي قام بها أعضاء اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي، ودخولهم مدينة الرديف ليلة 9 أفريل دون تفطن وعلم السلط الأمنية. منذ ذلك التاريخ تكثفت المراقبة الأمنية لبعض أعضاء اللجنة الوطنية في عملهم وفي تنقلاتهم وأمام منازلهم، وبالخصوص ما يتعرض له منسق اللجنة الأخ مسعود الرمضاني الذي أصبح محل مراقبة لصيقة داخل مدينة القيروان، ومستمرة أمام منزله وبالحي الذي يقطنه، وآخرها ما تعرض له يوم السبت 10 ماي عند تنقله إلى مدينة قصيبة المديوني لحضور تظاهرة تضامنية مع شباب أولاد مبروك (حول الهجرة السرية) نظمتها فروع: المنستير، القيروان، سوسة، المهدية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وعند تجاوزه مدينة القيروان بعد أكثر من عشرة كيلومترات كان عرضة لعملية “براكاج” من طرف سيارة حرس المرور وذلك بهدف إيقافه وتمّ منعه من مواصلة طريقه حيث كان برفقته الأخ الناصر العجيلي بحجة “التعليمات”، وفي صبيحة الأحد 11 ماي ومنذ ساعات الفجر رابضت أعداد من قوات الأمن بالحي الذي يقطنه، وبعد عدم معاينتهم للأخ مسعود الرمضاني توجهوا بالسؤال لإبنه ولزوجته عن مكان تواجد زوجها وفي الأخير تعمدوا إحضار رافعة (إصلاح عمود الكهرباء) وامتطائها من أجل معاينة منزله وغرفة نومه أمام تواصل حالة الحصار الذي يعيشه الأخ مسعود الرمضاني وأفراد عائلته: –    نعبر عن تضامننا مع الأخ مسعود الرمضاني وعائلته –    ندين مثل هذه السلوكات والخروقات التي تجاوزت كل القوانين –    نؤكد على حضور أعضاء اللجنة كلّما إستوجب ذلك ولن تعيقها مثل هذه الممارسات، وستكون حاضرة رغم الحواجز الأمنية، والسيارات الرابضة أمام المنازل وفي مداخل المدن، والتصنت على الهواتف… إلخ –    الدعوة إلى فضح مثل هذه الممارسات والتنديد والتشهير بها والعمل على إيقافها   تونس في 12 ماي 2008 عن اللجنة   عبد الرحمان الهذيلي

بسم الله الرحمان الرحيم ربّ……[1]

 

 
على الساعة التاسعة و النصف ليلا من يوم الأحد  11 ماي 2008 قدم عونا أمن يرجعان بالنظر لمنطقة “الأمن الو طني ” بباردو إلى منزل السيد علي العريض السجين السياسي  و الناطق الرسمي بالنيابة باسم حركة النهضة المضطهدة دون سابق إعلام و أعلماه أنه مدعو للحضور لديهم غدا الاثنين صباحا على الساعة العاشرة، و عند إشعارهم إن كان لهم استدعاء رسمي؟ أجاباه بروح الدعابة” احنا ما بيناتناش استدعاءات”.. كما أضافوا ” أن لا علم لهم بالموضوع”.. و قد جرت العادة على أن تتم مثل هذه الدعوات بدون استدعاءات قانونية، بحيث لا يعرف من وجه الدعوة و لا موضوعها و لا وقتها.. و إن كان السيد العريض في مثل هذه الحالة يجد “مسؤولين ” من مصلحة أمن الدولة” يقومون ببحثه عموما حول بعض اتصالاته العادية  ببعض من كان معهم في السجن أو بعض الأساتذة المحامين و النشطاء السياسيين و في بعض الأحيان بسبب حضوره بعض الأنشطة الفكرية و الندوات… و كأن مثل هذه الأنشطة ممنوع عليه حضورها.. و لا يبخلون عليه بنصحه بضرورة ابتعاده عن هذه الأنشطة، و قد يصل الأمر بتهديده بمحاكمته من جديد و إرجاعه إلى السجن.. و هذا ما تم فعلا في أكثر من مناسبة… فأي حياة يريدون منه أن يعيش؟؟؟ للاطمئنان: الهاتف القار:0021671584356 الجــــــــوال:0021621549412 جرجيس في: 11 ماي 2008 عبدالله الـزواري [1] – كان هذا في مكالمة تمت مع أخي و صديقي على العريض بعد حضور أعوان الأمن ببيته مباشرة…  


بسم الله الرحمان الرحيم العزلة حكم دائم

 

… كان السيد علي العريض الناطق الرسمي بالنيابة السابق باسم حركة النهضة المضطهدة في الوقت الذي حددوه في منطقة الأمن الوطني بباردو… و بعد حين حضر مسؤول عن ” أمن الدولة” و تم البحث بحضور رئيس منطقة باردو.. تمحورت الأسئلة حول اتصالاته ببعض النهضويين و الحقوقيين و السياسيين..معتبرين ذلك أنشطة مشبوهة… و قد حذروه من مواصلة الاتصال بهم.. و الغريب أنهم اعتبروا أن الجلوس في المقهى بالطريق العام جلسة مشبوهة و كذلك مجرد انتقال شخص معه في سيارته عملا مشبوها يجب الكف عنه….  و قد غادر السيد العريض منطقة الأمن بعد حوالي ساعتين من دخولها.. أين يريدون الوصول؟؟  سؤال يحق للمرء أن يسأله: قضى علي العريض فترة طويلة من سجنه في عزلة مغلظة، فهل يريدون أن يحكموا عليه العزلة المغلظة من جديد و قد أنهى مدة عقوبته؟؟؟  أهذه الحرية التي يسترجعها السجين بعد قضاء العقوبة في ظروف اتفق الجميع أنها لا تمت للإنسانية بصلة؟؟ ألا يحق بالكثير أن يصرخ في وجوههم:” السجن أحبّ إلي”.. و ليبشر أولائك الذين يحدثون أنفسهم بالعودة للبلاد بما ينتظرهم إن فكروا يوما في استرجاع إنسانيتهم أي حريتهم… جرجيسس في: 12 ماي 2008 عبدالله الـزواري


 

تونس: الأمن يحقق مع القيادي البارز في حركة النهضة علي العريض ويهدده بالسجن

 

 
تونس ـ خدمة قدس برس   استجوبت الشرطة السياسية صباح اليوم الاثنين (12/5) في تونس القيادي البارز في حركة النهضة المهندس علي العريض. ووجهت له تحذيرا إعادته إلى السجن في صورة مواصلته النشاط السياسي كقيادي نهضوي أو داخل المجتمع المدني. وقد تلقى العريض، الذي كان قد أكثر من 15 عاما في السجن، استدعاء شفويا مساء أمس الأحد (11/5) للحضور في منطقة شرطة ضاحية باردو القريبة من مقر سكناه دون أن يقع إعلامه بأسباب الدعوة. وقد استمر استجوابه لمدة ساعتين. وقال علي العريض في تصريح خاص لـ”قدس برس” عقب مغادرته منطقة الشرطة إنّ موضوع الاستجواب تركّز حول ما اعتبرته الشرطة نشاطات واتصالات ممنوعة واجتماعات غير مرخصة. وتم إخطاره بأنّه يحجّر عليه النشاط السياسي والاتصال بأحزاب المعارضة أو بأعضاء حركة النهضة وأنّ أي لقاء له مع أشخاص حتى في المقاهي يعدّ اجتماعا مخالفا للقانون. وأفاد العريض أنّه نفى أن تكون تحركاته مخالفة للقانون، لكنّ محققي وزارة الداخلية هدّدوه بأنّ هذا الاستجواب هو آخر مرحلة قبل إعادته إلى السجن في صورة مخالفته لتعليماتهم وتم التنبيه عليه بذلك كتابيا. وقال العريض إنّه خضع لاستجوابات عديدة وتهديدات مماثلة منذ خروجه من السجن في تشرين ثاني (نوفمبر) 2004 بعد قضائه 14 عاما سجنا بسبب نشاطه ضمن حركة النهضة المحظورة التي كان يشغل منصب ناطقها الرسمي بالنيابة حتى 1990. كما منعته الشرطة السياسية عدة مرات من حضور ندوات ونشاطات عامة في البلاد.   (المصدر: وكالة قدس برس انرتناشيونال بتاريخ 12 ماي 2008)  

نداء استغاثة  
 
إني السجين السياسي السابق توفيق ميزان من مواليد 27- 9 – 1971 تقدمت بطلب اللجوء السياسي إلى السلطات الهولندية بتاريخ 19- 05 -2005 مدعما طلبي بحكم قضائي صدر ضدي سنة 1998 مدة 3 سنوات سجنا نافذة وخمس سنوات مراقبة إدارية وبطاقة خروج من السجن تشير إلى موجب السراح وهو سراح شرطي وعدة وثائق أخرى تدعم طلبي. غير أنني جوبهت برفض طلبي بعد مرور سنة ونصف من تقديمه وأيدت المحكمة المختصة والمحكمة العليا – لاحقا – قرار مصلحة الهجرة والجنسية بعلة أنني لم أعد مضطهدا من طرف السلطات التونسية بعد خروجي من السجن، وهذا بناء على تقرير من وزارة الخارجية الهولندية لا يستند إلى معطيات صحيحة. والآن وبعد مرور ثلاث سنوات تمهلني السلطات الهولندية إلى يوم 20 ماي 2008 لتقديم وثائق جديدة أخري مدعمة لطلبي حتي يتم النظر من جديد في طلب اللجوء تحت طائلة وضعي في حالة تحفظ بالسجن وعلى أن يتم ترحيلي إلى تونس. وعليه أناشد كل ذي ضمير حي مناصر لقضايا الحق والعدل مؤازرتي بالتحذير من مخاطر ترحيلي إلى تونس ومساعدتي بكل ما يدعم طلبي الجديد. وشكرا هذا رقم الفاكس للمحامية التي تتولى الدفاع عني السيدة: Kim Ross: 0031204121795 يمكنكم أيضا إرسال رسائل ألكترونية مساندة إلى سفارة هولندا ببلد إقامتكم. عناوين السفارات الهولندية بالعالم تجدونه على هذه الصفحة. يمكنكم آستخدام هذه الرسالة النموذج و إرسالها للسفارة الهولندية للتعبير عن مساندتي و اعتراضكم على قرار ترحيلي إلى تونس:NOM PRENOM  
ADRESSE Date, Monsieur l’Ambassadeur Madame l’Ambassadrice Taoufik Mizane, ex prisonnier politique tunisien, libéré en novembre 1999 de façon conditionnelle, condamné à une peine de contrôle administratif qui s’est avérée permanente dans les faits, a quitté illégalement le territoire tunisien pour demander l’asile en Hollande. Sa demande a été rejetée en 2006 et il est actuellement menacé de renvoi en Tunisie. Monsieur l’Ambassadeur, Madame l’Ambassadrice Monsieur Mizane a compris qu’à l’évidence les persécutions ne prendraient jamais fin, comme l’attestent l’interdiction qui lui a été faite de travailler ou d’étudier, sa privation de passeport et les menaces indirectes qui lui ont été adressées. Il a fait le choix raisonnable, comme l’ont fait avant lui des centaines d’ex-prisonniers politiques tunisiens aujourd’hui réfugiés en Europe, de se mettre à l’abri de nouvelles persécutions. Pour ce faire, il a pris le risque d’enfreindre l’obligation du contrôle administratif, et de franchir illégalement la frontière, et enfin, de médiatiser sa situation, tous faits que les autorités tunisiennes ne manqueront pas de retenir contre lui. Pour toutes ces raisons, je demande aux autorités hollandaises en charge de son dossier de réexaminer sa demande avec précaution, et en aucun cas de ne le renvoyer en Tunisie, pays où il serait arrêté, torturé et emprisonné, risque que la Hollande ne peut pas prendre, puisqu’elle a ratifié la Convention contre la Torture et la Convention européenne des Droits de l’Homme, ce que vient d’ailleurs de souligner la Cour Européenne des Droits de l’Homme dans son arrêt « Saadi c.Italie » du 28 février 2008. Monsieur l’Ambassadeur, Madame l’Ambassadrice Je vous demande de transmettre ce courrier au ministère en charge du dossier de monsieur Mizane et attends avec confiance la décision du pays que vous représentez. Veuillez agréer l’expression de mon profond respect.  
المصدر موقع نوات بتاريخ 12 ماي 2008 http://www.nawaat.org/portail/2008/05/12/urgent-soutien-a-taoufik-mizane/  


هلع و فزع في صفاقس

 

 
يعيش أهالي مدينة صفاقس حالة من الهلع والفزع منذ عدة شهور نتيجة انعدام الأمن وانتشار الجريمة بصفة أصبح فيها المواطن غير آمن على نفسه وعلى عياله (أطفاله وزوجته)  ليس في الأماكن البعيدة بل في الأماكن العامة الآهلة وفي قلب المدينة  بل وحتى في بيوتهم سواء كان ذلك ليلا أو نهارا، هذا مشهد أصبح دارجا في قلب المدينة: يوم الجمعة الماضي إمرأة محترمة في هيأتها تمشي وسط الشارع وهي تصيح، ظننت كما ظن بعض المارة أنها مجنونة قبل أن نعلم  أنها تندب حظها بعد أن مرت دراجة نارية براكبيها الذين قاما بجذب حافظتها وخطفها والفرار بها وتركاها حتى بدون ما تتطلبه عودتها إلى بيتها، مشهد آخر يحدث في قلب المدينة كذلك ويتمثل في تعرض الفتاة ن. م. إلى اعتداء بشع من قبل أحد المتسكعين الذين قاموا بجلب قلادة ذهبية من عنقها مما خلف لها تشوهات خلقية في وجهها من قوة وعنف الجذب ولاذ بالفرار    من جهة أخرى فلا يزال المواطنون تحت صدمة الجرائم البشعة التي تعرض لها عديد المواطنين في عقر دارهم من قبل عصابات إجرامية لا تعرف حدودا في التفنن في إجرامها وليست حادثة القتل التي تعرضت لها عائلة مليك القاطنة في طريق المطار  منذ أسابيع  عنا ببعيد وكذلك الجريمة التي تعرض لها شاعر مدينة قرقنة عندما اقتحم منزله بصفاقس  ليلا من قبل عصابة ملثمة تعد حوالي عشرة أشخاص وقاموا بطعنه بطعنات عديدة وقد أضيفت إلى هذه الجرائم عمليات الاقتحام في البيوت من قبل عصابات السطو المسلح وكذلك عمليات الاختطاف المتكررة هذه الأيام التي اليام ال>>الالالتي تعرضت إليها الفتيات من مختلف الأعمار، وذلك من قلب مدينة صفاقس وآخرها اختطاف فتاة تدرس بالمعهد الثانوي بشارع 18 جانفي وهو نفس الشارع الذي يحوي مقر فرقة أمن الدولة وذلك من أمام معهدها وقد عثر عليها بمدينة سوسة بعد أن مرت بمغامرات خيالية،  كما كثرت في هذه الفترة سرقة السيارات خاصة الفاخرة ذات الدفع الرباعي بدون أن يوجد  لها أي أثر بالرغم من محاولات الاستنجاد بقوى الأمن للبحث عنها وأما من كان محظوظا  من أصحاب السيارات الأخرى المسروقة فيتم نصحه من قبل مسؤولين أمنيين للتحول بنفسه إلى مناطق معروفة بمقبرة السيارات المسروقة  ببوحجلة  ومناطق نائية أخرى على أن يكون مصطحبا بكمية محترمة من الأموال لتقديمها للوسطاء عند الحاجة حتى يضمن أن لا يعود صفر اليدين،  إضافة إلى هذه الجرائم التي تقوم بها عديد العصابات المنظمة والمتخصصة في السرقة والخطف والقتل والتي لم تلق أي رادع تعيش عائلات مدينة صفاقس حالة من الهلع والجزع على أبنائها بنين وبنات بعد أن انتشرت أخبار اختطاف الشباب والشابات من أبناء المدينة من قبل قوى الأمن وذلك من الشوارع أو من البيوت بعد اقتحامها بدون احترام للحرمات  كما حصل الأسبوع الماضي لمجموعة الفتيات اللاتي التقين لقضاء أمسية ترويح عن النفس ولقراءة القرآن  فوجدن أنفسهن قابعات في المعتقل وسط هلع وحيرة من الأهالي التي لم تعلم بمصيرهن إلا في آخر الليل،   وقد أصبح الأهالي يخشون أن يكونوا عرضة للاعتقال وفبركة الاتهامات إذا ما أقدموا على إنجاز أختام قرآنية طلبا لشفاء مرضاهم أو في مناسبات النجاح والفرح أو حتى مناسبات الترحم على الأموات،  كما  تشهد المدينة تعرض  عديد الفتيات أو النساء اللاتي تم جلبهن إلى مراكز الشرطة بسبب ارتدائهن لغطاء الرأس   وتعنيف البعض منهن وتهديدهن  كما حصل لإحدى المتحجبات منذ أسابيع بمركز الأمن بالشيحية وفي الأسواق الشعبية مثل سوق ليبيا وفي الطريق العام،  أما الشباب فقد كثر تعرضه  إلى الإيقاف في الشوارع وإحالته  للتحقيق بمجرد الاشتباه في تدينه  أو لتميز هيأته ،  حتى ولو كان غير متدين في حالة  نسيانه أن يحلق ذقنه  ليوم أو يومين، وأما من وقع التحقيق معه مرة فيصبح   هو وعائلته  رهينة للمتابعة والزيارات المفاجئة وتفتيش البيوت كلما يحلو لهم ذلك وتخيلوا الحالة النفسية التي تعيشها هذه العائلات في هذه الظروف النفسية من الرعب والاستنفار المستمر وعددها بالعشرات إن لم تكن بالمئات بمدينة صفاقس. وكان آخر ضحايا هذا الاعتقال العشوائي مجموعة من طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بعد أن فوجئ زملاؤهم يوم السبت الماضي (أمس)  بتغيبهم عن الدروس  وهم على أبواب الامتحانات وتلقت الإدارة مكالمات من الأولياء تبحث عن أبنائها  وقد خلق هذا الأمر جوا من الهلع والفزع في صفوف الطلبة والأهالي وقد تحول العديد من  أولياء الطلبة الوافدين من خارج صفاقس إلى المدينة للبحث عن أبنائهم بعد أن انقطع الاتصال بهم، وتصوروا حالة الارتباك والهلع التي تركت عليها هذه العائلات المنكوبة في هذه الظروف من الطوارئ وانعدام الأمن والأمان يعيش أهالي صفاقس غير مدركين للمخرج من هذا الوضع  المأسوي. الأحد 11 ماي 2008 مراسلة استعجاليه من صفاقس


 

أ ف ب:وفاة عبد المجيد الحوسي احد ابرز الكتاب التونسيين في المهجر

 

تونس (ا ف ب) – توفي الاديب التونسي عبد المجيد الحوسي الذي يعد من أبرز الكتاب التونسيين في المهجر الاحد عن عمر ناهز 66 عاما.   ونعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية في بيان الاثنين الحوسي “اهم الشخصيات الفكرية والادبية التي تنتمي الى نخبة المفكرين التونسيين المقيمين في المهجر”.   وكرس الاديب الراحل حياته التي قضاها متنقلا بين تونس وايطاليا “للتعريف بالثقافة التونسية والعربية الاسلامية في اوروبا” وتميز بمؤلفاته الداعية الى حوار الحضارات والثقافات وبروح التسامح والانفتاح والالتزام”.   وكتب عشرات المؤلفات الابداعية في القصة والرواية والشعر.   وحصل الحوسي على عدة جوائز في تونس وايطاليا وفرنسا من بينها جائزة كومار الذهبية عن روايته “اصوات على طريق العبور” الصادرة بالفرنسية العام 2000.    (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ12 ماي 2008)

تونس: جدل إعلامي بسبب تغطية حدث إرهابي على أنه ملاحقة لعصابة مخدرات

 
  تونس: المنجي السعيداني  يشهد الوسط الإعلامي في تونس جدلاً بعد أن نقل صحافي تصريحات رئيسة تحرير صحيفة خاصة خلال لقاء نظمه معهد الصحافة وعلوم الأخبار حول «واقع الصحافة المكتوبة» طرح من خلالها موضوع «نزاهة الصحافي»، بأن تغطية المواجهات الشهيرة بين قوات الامن ومتشددين سلفيين اواخر 2006، اعتمدت على تقرير أمني أرغم أحد الصحافيين العاملين بالصحيفة على توقيعه.:. وتضمن التقرير رواية مفادها أن مجموعة «سليمان» الإرهابية ليست سوى عصابة مخدرات، وحمل العنوان التالي «كل التفاصيل عن المواجهة المسلحة بين قوات الأمن وعصابة المخدرات». وتضمن المقال عناوين فرعية مثل «شهود عيان يروون وقائع المطاردة» و«حجز كميات هامة من المخدرات وقطع السلاح». وتضمنت الجريدة الصادرة يوم 26 ديسمبر (كانون الاول) 2006 مقالا تحت عنوان «حمام الأنف: حجز كيلوغرام من المخدرات داخل حظيرة بناء». ونفت فاطمة الكراي رئيسة تحرير «الشروق» الرواية التي نشرها الصحافي توفيق العياشي بصحيفة «مواطنون» الناطقة باسم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات المعارض. وفي ردها على تلك الاتهامات قالت الكراي: «الحقيقة أنه بعد مداخلتي في هذا اليوم الدراسي بمعهد الصحافة، استوقفني طالب السؤال، أو على الأقل من ظننت أنه طالب سنة رابعة صحافة مكتوبة، لأن جمهور الطلبة هو المواكب والمعني باليوم الدراسي، هم طلبة ورشة الصحافة المكتوبة، وطبعا علمت يوم 30 أبريل (نيسان) أن صاحب السؤال لم يكن سوى صحافي في «مواطنون»، ولكنه أخفى صفته». وتضيف: «كان على توفيق العياشي أن يعلم أبجدية أخرى معروفة في المهنة الصحافية وهي إن سألت متكلما أو متدخلا، فانه من واجبك أن تكشف عن هويتك». وتقول الكراي من ناحية أخرى: «سألني من كنت أحسبه طالبا عن صحيفة «الشروق» لماذا كتبت الصحيفة يوم 26 ديسمبر 2006، تقريرا قالت فيه إن «جماعة سليمان» هي عصابة مخدرات، وعندما تجلت الحقيقة لم تقدم الصحيفة اعتذارها للقراء، فقلت له إن «الشروق» ليست وحدها من بحث في الموضوع وإن التسمية «عصابة مخدرات» قالها مصدر رسمي، وأنه بمجرد أن أحلت المعلومات على مصدر فهو المطلوب منه التوضيح فنحن تناولنا الملف من زاوية مهنية بحتة». ويقول توفيق العياشي انه بسؤال رئيسة التحرير عن رواية المخدرات التي نشرتها الصحيفة وضرورة اعتذارها للقراء عما كتبته من معلومات خاطئة خلال الورشة العلمية المذكورة، أشارت إلى أن التقرير ورد من جهات أمنية، وتردد الصحافي، المنجي الخضراوي، المختص في تغطية الأحداث لصفحة «المجتمع» في إمضائه ثم قبل الأمر على مضض بعد رفضه في البداية. وفي اتصال هاتفي مع الصحافي المنجي الخضراوي أشار إلى أن المقال المنشور على صفحات الجريدة قد احترم مصادر الخبر وأورد المعطيات التي أمدته بها الجهات الرسمية في حينها ولا يمكن عمليا التحري من ذلك باعتبار أن الوصول إلى موقع الحدث كان متعذرا. ويضيف الخضراوي: «لقد نقلت شهادات السكان الذين لم يدلوا بالكثير من المعلومات باعتبار أن الوضعية في حينها كانت غامضة ولا ندرك بالتأكيد من يملك المعلومة الحقيقية». وانتقد الخضراوي من أسماهم بالصائدين في الماء العكر الذين تركوا أمهات القضايا على حد تعبيره واهتموا بمشكلة مر عليها الآن أكثر من سنة.   (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ماي 2008)  

جدل في تونس بسبب منشور جديد يمنع الحجاب

 

  خميس بن بريّك –  تونس:  تجدد الجدل القائم حول الحجاب في تونس بسبب انتقادات أطلقتها الأوساط الإسلامية بعد إصدار السلطات منشورا يمنع ارتداء الحجاب أو القبعات المتميزة من قبل المربين والأطفال المنخرطين في المؤسسات التربوية. الجزيرة نت رصدت في مدينة نابل (70 كلم جنوب شرق العاصمة) آراء مديري رياض الأطفال والإطارات التربوية، واستطلعت وجهات نظر بعض المربين وردود فعلهم إزاء هذا القرار الذي أصدرته في 23 أبريل/نيسان مديرة إقليم ولاية نابل التابع لوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، وطالبت مديري رياض الأطفال الالتزام به. وفي هذا الصدد، أكدت مديرة روضة فضلت عدم الكشف عن اسمها أنها تسلمت نسخة من المنشور عن طريق مراسلة بريدية من قبل فرع وزارة شؤون المرأة. وأبدت استغرابها من مسألة منع الحجاب عن الأطفال بقولها إن “الأطفال صغار السن ليسوا مطالبين في حقيقة الأمر بلبس الخمار، وإنها لم تر أي طفلة مرتدية أي نوع من أغطية الرأس في مؤسستها”. وعبرت المديرة عن “ارتياحها” من عدم وجود أي مربية متحجبة تعمل في روضتها، مشيرة إلى أنها ربما كانت ستواجه إحراجا كبيرا لو كنّ متحجبات، وتساءلت “هل من حقي مثلا أن أفرض على مربية تعمل معي منذ سنوات نزع الحجاب؟ أليس هذا تدخلا في شؤون الآخرين”؟ وقالت المديرة من جهة أخرى، إن منع الحجاب بتونس له أسباب، مضيفة أن المنشور الوزاري الأخير يأتي في إطار تأثير المربية على شخصية الطفل وسلوكياته وحتى على ثقافته في اللباس حسب تعبيرها.   ويشدّد منشور وزارة شؤون المرأة -الذي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه- على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ارتداء ما وصفه بـ”اللّباس الطائفي” ووجوب إعلام السلطات في حالة عدم تطبيق ما جاء به المنشور من قبل الإطارات العاملة بالمؤسسات التربوية. يقول أنصار المنع إن السلطة تعارض التطرف لكنها أشادت نموذجا وسطيا للإسلام (الجزيرة نت) صون المرأة من جهة أخرى اعتبرت السيدة س. م وهي مربية أطفال متحجبة أن “منع ارتداء الحجاب يمثل تعسفا يمس حرية اللباس، ويتنافى مع تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى صون وعفاف المرأة” وتساءلت “لماذا يمنعونني من ارتداء الحجاب وأنا في عمر تناهز الخمسين سنة”؟ وعبرت عن استغرابها من إصدار هذا المنشور وعن رفضها لما تسميه الأوساط الحكومية “باللباس الطائفي” وطالبت بمراعاة حقوق المرأة في اللباس المحتشم والمحافظة على كرامتها حسب تعبيرها. وأضافت المربية المتحجبة أن “السلطات في تونس أصبحت متخوفة أكثر مما يجب من عودة الإسلاميين والسلفيين، وأنا لا أوافق على هذه الإجراءات التي تحد من الحريات وتطلق العنان للمضايقات والتحرشات انطلاقا من مثل هذه التبريرات”. من جهة أخرى، نفت المربية أحلام وهي مديرة روضة متحجبة أن تكون قد تلقت المنشور الوزاري، لكنها قالت إنها كثيرا ما تسمع بمثل هذه القرارات، وأكدت أن الحملة على الحجاب في تونس تواصلت بتقطع منذ فترة الثمانينات حتى اليوم لأسباب أمنية، بحجة اتساع دائرة التطرف والإرهاب، حسب قولها. وأشارت المربية أحلام إلى أنها ستتقيد بكل ما تلزمه الوزارة، لأن ذلك مرتبط بمسألة “الحفاظ على لقمة العيش” لكنها تمسكت بارتداء ما سمته “الفولارة التونسية” وهي نوع من الأغطية يلف على الرقبة في الأساس. تطالب نسوة بما يسمينه احترام حق المرأة بلباس محتشم يحفظ كرامتها (الفرنسية-أرشيف) حملة مغالطة في المقابل، يرى الكاتب والإعلامي التونسي برهان بسيس أن الانتقادات التي تواجهها الحكومة التونسية في مسألة الحجاب “حملة تستهدف المغالطة والتشويه” وتصدر عن “أبواق دعائية للحركات الإسلامية”. وأوضح بسيس أن المنع يطال “الزيّ الطائفي الغريب عن التقاليد التونسية” أمّا غطاء الرأس الذي تعوّد عليه التونسيون في تقاليدهم “فلا أحد يستطيع منعه، والدليل أن الشارع التونسي يعج بالمتدينين”. وأضاف أن البلاد أشادت نموذجا وسطيا قدم “صورة لإسلام معتدل ومنفتح يرفض التعصب والتطرف”.   وحول ما إذا كانت هناك تجاوزات قانونية ترتبط بفرض منع الحجاب قال الإعلامي التونسي إنه “يقع في بعض الحالات سوء فهم من طرف بعض المشرفين على تطبيق مثل هذه المناشير، ناتجة إمّا عن قصد أو عن جهل، لكن القوانين التونسية تضمن حرية اللباس في نطاق العرف الاجتماعي”. يذكر أن المواقف بشأن الحجاب في تونس تتباين، حيث سبق أن عارضت أطراف سياسية المنشور الوزاري من منطلق الدفاع عن الحريات، بينما اعتبرت جمعيات نسائية ليبرالية ويسارية كجمعية النساء الديمقراطيات المعارضة والاتحاد التونسي للمرأة القريب من الحزب الحاكم، أن منع الحجاب في المؤسسات العمومية يمثل شكلا من أشكال الترويج لقيم الحداثة.     (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 ماي 2008)
 
 
 

50 مهاجرا غير شرعي انطلقوا من ليبيا قضوا قبالة السواحل التونسية

    

 
تونس (ا ف ب) الفجرنيوز:ذكرت صحيفة “الصباح الاسبوعي” الاثنين ان 50 مهاجرا غير شرعي ابحروا من ميناء ليبي باتجاه ايطاليا قضوا قبالة السواحل التونسية بعد عطل اصاب مركبهم الذي تقاذفته امواج البحر خمسة ايام. واوضحت الصحيفة ان 47 مهاجرا قضوا بسبب “الصقيع والعطش والجوع وتم رميهم من على متن الزورق الذي توقف بعد نفاذ البنزين” خوفا من تعفن الجثث وغرق القارب الذي ظل من فيه لمدة خمسة ايام بدون اكل وشرب فيما عثر داخل القارب على ثلاث جثث لمهاجرين قبالة سواحل قرية البقالطة القريبة من مدينة المنستير وسط شرق تونس.   واكد مصدر محلي لوكالة فرانس برس الحادث وعدد الضحايا. غير ان وسائل الاعلام الرسمية لم تنشر شيئا حتى الان عن الحادث.   وتمكنت وحدات خفر السواحل التونسية من انقاذ 16 شخصا كانوا على متن القارب الذي تاه بمن فيه في المياة الاقليمية التونسية على بعد بضعة اميال من جزيرة “لمبيدوزا” الايطالية بعد 48 ساعة من الابحار.   واضافت الصحيفة ان الناجين ومن بينهم امراة كانوا في وضع صحي حرج ما استوجب نقلهم الى المستشفى. واوضح احد الناجين وهو مغربي الجنسية بان المركب انطلق من ميناء زوارة غرب ليبيا وكان على متنه 66 شخصا اغلبهم من الكاميرون والنيجر وساحل العاج.   وفي سياق متصل اوردت الصحيفة ان فرق الحرس الوطني التونسي تمكنت من احباط عمليتي ابحار قبالة شاطىء المهدية على بعد 205 كيلومترات جنوبي العاصمة واخرى في جبنيانة 270 كلم جنوبي العاصمة واعتقال 17 شخصا.   وكثفت تونس جهودها للحد من تدفق المهاجرين على اوروبا انطلاقا من سواحلها الممتدة على طول 1300 كلم. وفرضت عقوبات صارمة وغرامات على كل من يضبط من المشاركين ومنظمي الهجرة السرية.   وتواجه ايطاليا مشكلة تدفق عدد كبير من المهاجرين الى جزيرة لمبدوزا الصغيرة وسواحل صقلية وينطلق جزء كبير من هؤلاء من الشواطىء الليبية.   وكانت ليبيا وقعت مع روما في كانون الاول/ديسمبر الماضي اتفاق تعاون من اجل مكافحة الهجرة غير الشرعية ينص على القيام بدوريات مشتركة بين البلدين.   وهددت ليبيا الاسبوع الماضي بايقاف تعاونها للحد من الهجرة الغير الشرعية المتجهة نحو ايطاليا عبر اراضيها نتيجة لعدم توفير الدعم الايطالي الاوروبي المطلوب الامر الذي اعتبرتة “استنزافا لامكانياتها المادية”.     (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ12 ماي 2008)

كارثة حرقان جديدة ضحاياها أفارقة في البقالطة: غرق 3 … نجاة 15 ومساعي الانقاذ متواصلة

 
عبدالكريم سخايرية ركبوا البحر في مغامرة غير محسوبة العواقب آمنين في الوصول الى ما تصوروا أنها جنة اللّه على الأرض، فحصد الموت بعضهم فيما كتبت للبعض الآخر النجاة بفضل سرعة تدخلات السلط الأمنية وأعوان الحماية المدنية بكل من ولايتي المنستير والمهدية. ا لحادثة لم تكن بعيدة زمنا فقد حصلت بالأمس وتحديدا بعد ظهر أمس السبت، وحظيت بمتابعة خاصة من قبل السلط المسؤولة منذ أن تلقّت السلط الأمنية بمعتمدية البقالطة اشعارا مفاده أنه تمّ العثور في شاطئ المنطقة على عدد من الأشخاص منهوكي القوى وفي حالة صحية جدّ حرجة. وبناء على ذلك تدخلت السلط الأمنية على الفور ونقلت 15 شخصا من بينهم امرأة  واحدة الى مستشفى الطاهر صفر بالمهدية حيث احتفظ بهم لتلقي الاسعافات اللازمة. وبالتوازي مع ذلك قام أعوان وحدتي الحماية المدنية بالمنستير والمهدية  بعمليات غوص بحثا عن جثث الضحايا المحتملين من الأموات وعثرت على 3 جثث انتشلتها من الشاطئ وذلك بعد أن وجدتها في المركب الذي استعملته الجماعة للإبحار انطلاقا من بلد مجاور ويبدو حسب الاستنتاجات الأولية أن المركب قد دفعته الرياح القوية إلى شاطئ البقالطة بعد أن أصيب بعطب، وقد انتبه المواطنون صبيحة أمس إلى ما حدث بعد أن سمعوا صياحا صادرا من أصوات بشرية كانت على مستوى شاطئ البقالطة. وللإشارة كان على متن هذا المركب عدد من «المغامرين» من بلدان افريقيا، وليس من بينهم تونسي واحد وتتواصل إلى حد وقت متأخر من عشية أمس تدخلات أعوان الحماية والأمن بحثا عما يمكن أن يكون أسفر عنه الحادث من خسائر طالت أرواحا بشرية أخرى لم يتسن التعرف عليها إلى حدّ أمس.   (المصدر: جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 12 ماي 2008)  

الدراما التونسية خارج نطاق المنافسة
 

 
 
تونس – صالح سويسي       بدأت الاستعدادات في الفضائية التونسية «تونس 7» لمسلسلات رمضان متأخرة كالعادة. وعلى رغم استغراب المتابعين والمهتمين بالدراما التونسية مثل هذا التأخير، وانتقاد الصحف والمشاهدين الخطوات البطيئة التي تخطوها هذه الدراما، لم يحرك القائمون عليها ساكناً. من هنا راح المتابعون يشددون على اعتماد السرعة في إنتاج مسلسلات قادرة على المنافسة، للحاق بالشهر الفضيل. وبسبب غياب شركات الإنتاج الخاصة تبقى «تونس 7» المنتج الوحيد للأعمال الدرامية، ويبقى الممثل التونسي ينتظر دوراً في هذه الأعمال قد يجيء وقد لا يجيء. وعلى رغم أن أعمال رمضان المقبل باتت جاهزة تقريباً في مصر وسورية والكويت والمغرب والجزائر، إلاّ أن ّالأمور تختلف تماماً في تونس، حيث يتمّ تصوير الأعمال قبل الشهر الكريم بفترة قصيرة، ما يلغي إمكان المنافسة التي تبدو معدومة تقريباً. كما تقلص هذه القلة في الأعمال من قدرة الممثل التونسي على العطاء حيث لا يقدم اكثر من عمل كلّ عام، فإذا كان محظوظاً يشارك في العملين اليتيمين. ويبقى السؤال مطروحاً منذ سنوات: لماذا لا يفكّر التلفزيون في إعادة جدولة روزنامة الأعمال الدراميّة؟ وفي العادة، لا تنتج الفضائية التونسية أكثر من مسلسلين سنوياً و «سيتكوم» واحد. ولا يشذ هذا الموسم عن هذه القاعدة، إذ يبدو أن الجمهور التونسي سيلتقي نجوم رمضان المقبل من خلال «سيتكوم» «شوفلي حل» الذي يواصل عروضه للسنة الخامسة على التوالي، وعملين دراميين ككل عام: الأول يحمل عنوان «تصب وتصحا» الذي سيجري تصويره بين عين دراهم والحمّامات وتونس العاصمة، ويخرجه الحبيب المسلماني، فيما صاغ له السيناريو الممثل يونس الفارحي الذي يتقمص أيضاً دور البطولة إلى جانب سوسن معالج التي تقدم في هذا العمل شخصية تختلف تماماً عمّا قدمته سابقاً. ويشاركهما البطولة عدد من الممثلين الذين اعتاد المشاهد على وجودهم خلال رمضان، مثل علي بنور وفتحي المسلماني ومحمد دغمان ومحمد قريع وآمال سفطة ودليلة المفتاحي، إضافة إلى جمال المداني بطل مسرحية «خمسون» الذي يعود الى الدراما التلفزيونية بعد غياب. أمّا العمل الثاني فلم تتبيّن ملامحه بعد، إلا ان بعض الأخبار يقول إنّ عنوانه هو «صيد الريم»، ويتحدث بعضهم عن أنه سيشكّل مفاجأة رمضان المقبل، كونه يعيد المخرج علي منصور الى الشاشة الصغيرة بعد سنوات طويلة من الغياب. ومن المتوقع ان تتولى شركة «ضفاف» الإنتاج، أما صاحبة النص فهي رفيقة بوجدي التي قدمت للتلفزيون التونسي مسلسل «الليالي البيض». وترجّح بعض الأخبار أن يجسد الممثل فتحي الهداوي المقيم في سورية دور البطولة.    (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ماي 2008)  


الأمهات العازبات» جمعية تونسية تساعد من تخلى عنهن المجتمع

 
تونس- سلام كيالي       «الأمهات العازبات» مصطلح مستغرب ومستهجن في مجتمعنا العربي وشبه مغيــب عن قاموسنا. فالمــــعتاد هـو أن تكون الأمهــــات تعريفاً متزوجــات. لكن هذا الواقـــع موجود في تونس، وتختزله جمعية أطــــلقت على نفسها تســـمية «الأمهات العازبات». وتعنى هذه الجمعية بالفتيات اللاتي ينجبن أطــــفالاً من دون زواج، إما من طريق علاقة عابرة أو نتيجة اغتصاب. الهدف الأساسي لهذه الجمعية هو الوقوف إلى جانب الفتيات في هذه المحنة، وتأمين سكن وطعام لهن لفترة معينة وتعليمهن كيفية التعامل مع أطفالهن وأسس التربية الحديثة، بالإضافة إلى تقديم النصح والإرشاد ليخرجن لمواجهة الحياة بعد الانتكاسات التي تعرضن لها. إحدى الحالات فتاة، تسكن في الشمال الغربي التونسي، قرب الحدود مع الجزائر. نشأت الفتاة في أسرة متواضعة، وسط مجتمع قروي فلاحي, ولم تتوقع أن تصبح ضحية وهي التي تعاني إعاقة جسدية خصوصاً أنها لم تتخط سن الطفولة بكثير. لكن القدر شاء أن تقع فريسة الاغتصاب بينما ترعى الأغنام وحدها، وأن تحمل جنيناً في أحشائها. وسرعان ما اكتشف أهلها الامر، لكنهم لم يستطيعوا تحمل العواقب فما كان منهم إلا تهريبها إلى العاصمة تونس لتضع صغيرها خصوصاً أنها رفضت أن تفرط به خلال فترة الحمل. أنجبت الفتاة طفلها وراحت تبحث عن طريقة لتؤمن مستقبله، ليعيش حياة أفضل، لا سيما أنها غير متعلمة، ولا تتقن مهنة تعمل بها لتعيله، ولا أسرة تساندها. ولم تمنعها إعاقتها الجسدية من خوض التحدي، بل وربما طبقت مقولة «رب ضارة نافعة». سمعت بالأولمبياد الخاص بالمعوقين في اليونان، فشاركت وربحت، وحظيت بتكريم كبير، ليس في اليونان فحسب، بل وحتى في تونس، وعلى مستوى رئاسي. ونالت شقة ومبلغاً من المال، افتتحت به مشروعاً صغيراً يؤمن لها ما يكفيها هي وصغيرها. فتاة أخرى استفادت من هذه الجمعية وكانت أنجبت طفلاً حملت به بعد تعرضها للاغتصاب أيضاً، فلقيت الدعم والرعاية للتمكن من الوقوف ثانية من دون خوف من المجتمع. فبعد فترة من لجوئها إلى الجمعية حصلت على مبلغ صغير من المال اشترت به كمية من الملابس المستعملة ووقفت في أحد شوارع العاصمة المعروف بباعة الفريب أو «البالة». أخذت لنفسها نصبة أو «بسطة»، تبيع الملابس عليها وتكسب من عرق جبينها قوتها وقوت ابنها. وبعد فترة استقلت عن الجمعية وتمكنت من تأمين إيجار بيت صغير. وما هي إلا أشهر قليلة حتى ساق إليها القدر شاباً يقاربها في العمر، يعمل أيضاً في بيع البالة فأعجب بها، وتقدم للزواج منها. ذاك نموذج عن مجتمع يقف إلى جانب أبنائه فيحتضنهم في محنتهم ويقويهم عليها. وهذه التجربة التونسية فريدة في مجتمعاتنا العربية، بل وربما يجدها البعض غريبة، ذاك ان مصير الفتاة في هذه الحال غالباً ما يكون القتل من دون الوقوف عند الأسباب التي أدت بها إلى مثل هذه النتيجة.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ماي 2008)  


 

اليونيسيف تقدر جهود تونس فى مجال العناية بالطفولة

 

 
تونس: أشرفت نجوى الميلادى المكلفة بالمؤسسات الاستشفائية السبت بالعاصمة تونس على اشغال يوم وطنى لطب الاطفال الذى تم خلاله نشر تقرير منظمة الامم المتحدة للطفولة /اليونيسف/ حول وضع الاطفال فى العالم لسنة 2008. وأوضحت ان مزيد الضغط على مراضة ووفيات الاطفال فى تونس يتطلب تظافر جهود مختلف الاطراف لانجاح خطط الوزارة مثل تلك التى تهدف الى الحد من وفيات الولدان والتى تمثل حاليا ثلثى وفيات الاطفال. وأشارت الى أن الوزراة ستعطى فى اطار سعيها نحو دعم العدالة الاجتماعية فى المجال الصحى وتحسين المؤشرات الصحية على المستويين الوطنى والجهوى الاولوية للجهات الداخلية التى لا تزال تسجل مؤشرات دون المستوى الوطني. وابرزت ماشهدته نسب التغطية بالخدمات الصحية الموجهة للام والطفل من تطور ملحوظ تجسم بالخصوص فى بلوغ نسبة مراقبة الحمل 96 بالمائة سنة 2006 والولادة فى وسط صحى امن 95.5 بالمائة ونسبة التغطية بالتلاقيح 97 بالمائة. ولاحظت الى ان هذا التطور ساهم فى القضاء على العديد من الامراض القاتلة والمعيقة مثل الشلل منذ 1992 والديفتيريا منذ 1994 والكزاز الوليدى منذ 1995 فضلا عن التحكم فى الكثير منها مثل السل والحصبة والسعال الديكى وتقلص نسبة وفيات الاطفال تبعا لذلك من 200 بالالف سنة 1956 الى حوالى 19 بالالف فقط سنة 2006 . ومن جانبه أعرب جون ميشال دلموت ممثل اليونيسيف بتونس عن تقدير المنظمة للجهود التى تبذلها تونس فى مجال العناية بالطفولة مثمنا /الارادة السياسية بتونس للاستثمار فى الصحة للجميع ووضع أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدائمة/. وقال ان تقرير اليونيسف حول وضع الأطفال فى العالم لسنة 2008 والذى حمل هذا العام عنوان /بقاء الاطفال على قيد الحياة/ صنف تونس فى مرتبة مشرفة داعيا الى ايلاء مزيد الاعتناء بصحة ما حول الولادة فى المناطق الداخلية. ولدى تطرقه الى الوضع فى العالم بين ان عدة دول فى الشرق الاوسط وشمال افريقياوجنوب اسيا وافريقيا جنوب الصحراء مدعوة الى مضاعفة الجهود حتى تتمكن من تحقيق أهداف الالفية والمتمثلة فى الحد من نسبة وفايات الرضع بنسبة الثلثين مع موفى 2015 /مقارنة بالنسبة عام 1990/. ويتوقع أن تحقق تونس أهداف الالفية قبل الموعد المحدد.    (المصدر: موقع صحيفة “العرب” (يومية – لندن) بتاريخ 12 ماي 2008)  


مؤسسة البابطين تكرم كمال عمران لاختياره لليونسكو

 

 
تونس ـ أقامت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري حفل تكريم وتوزيع شهادات في تونس لخريجي دوراتها في علم العروض وتذوق الشعر والذين بلغ عددهم ستمائة دارس ودارسة من مختلف الأعمار. كما شاركت المؤسسة في الوقت نفسه في تكريم عضو مجلس أمنائها الأكاديمي د. كمال عمران بمناسبة انتخابه عضوا في المكتب التنفيذي لليونسكو. ومثل المؤسسة في هذه الاحتفالية أمينها العام عبد العزيز السريع نيابة عن رئيسها الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، وحضرها المنسق العام للدورات التدريبية في المؤسسة عبد الجواد العبادلة، وعدد كبير من المثقفين والأكاديميين والشعراء والطلبة الخريجين. وجرى الاحتفال على مرحلتين، الأولى أقيمت في قصر قبة النحاس في منوبة بدعوة من رجل الأعمال التونسي المهتم بالثقافة محمد نجيب بورقيبة، وبحضور جهتين كان لهما الدور الأمثل في التعاون مع المؤسسة في إقامة هذه الدورات وهما: الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي، والمعهد العالي للعلوم الإنسانية. أما المرحلة الثانية فقد أقيمت في مدينة عين دراهم وتقع أقصى الشمال الغربي لتونس حيث احتضن الاحتفالية النادي الثقافي في المدينة، وحضرها كبار المسؤولين والمثقفين. وألقى الأمين العام للمؤسسة عبد العزيز السريع كلمة أعرب من خلالها عن سعادته بكونه ينوب عن رئيس المؤسسة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين وأضاف: يسعدني أن أكون موجوداً في تونس الشقيقة التي تربطنا بها علائق الروح والآمال المشتركة والتي تهتم، على أرفع المستويات، بالمشروعات الثقافية وتوليها عناية فائقة. واعتبر السريع أن الاحتفالية تحمل العديد من الدلالات التعليمية والتثقيفية وهي تأتي بمناسبة تخريج أربع دورات تدريبية في علم العروض وتذوق الشعر، مشيراً إلى أنها أولا مناسبة تظهر توجهاً قديما لعلمائنا الكبار حين كان هؤلاء العلماء الأفذاذ لا يطلبون على دروسهم أجراً، بل كان العلم كالهواء والماء حقاً مشاعاً للجميع لا تحيط به أي حواجز. وأوضح السريع أن المؤسسة تتبع في نهجها هذا التقليد، حيث تقدم المعرفة التراثية مجانا لشباب أمتنا لكي يصبح العلم في مكانه المقدس لا يباع بثمن. وأكمل السريع حديثه عن هذه الدلالات بقوله “إن المجتمعات الحية لا ينتظر مواطنوها أن تقدم لهم حكوماتهم كل شيء ويبقون في موقعهم المنفعل بل يبادرون بالتعاون مع بعضهم لإنجاز الكثير من المشروعات والمهام.”، مضيفا “هكذا تقوم مؤسسات المجتمع المدني بدور بارز في جميع المجالات لكي ترفد المجهود الحكومي ولكي يأخذ المواطن دوره كمسؤول عن مجتمعه.” مؤكدا أن هذه المسؤولية التي تتيح له أن يحرص على حقوقه كلما كان حريصا على واجبه الاجتماعي، وتابع “إدراكا من المؤسسة لهذه الحقيقة وبتوجيهات من رئيسها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين استطاعت أن تجذب إلى ساحتها الكثير من المثقفين العرب لكي تصبح من خلالهم مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في المجال الثقافي، ولتعمل على ضخ دماء جديدة في الكيان الثقافي ولتعيد للشعر العربي دوره الاجتماعي الفاعل.” وتحدث السريع عن دور المؤسسات الثقافية والجامعات التونسية في نجاح هذه الدورات قائلا “إذ نحتفل اليوم بتخريج ستمائة دارس ودارسة فإن الفضل في هذه النتيجة المفرحة يعود إلى الجامعات التونسية والمؤسسات الثقافية وإلى المشرفين على هذه الدورات والمحاضرين الذين منحوا هذه الدورات علمهم وإخلاصهم.” وهنَّأ السريع الخريجين وتمنى لهم الاستمرار في جني ثمار العلم مشيرا إلى أنه “بالعلم وحده نتمكن من امتلاك واقعنا ومستقبلنا.”، ونقل لهم تحيات رئيس المؤسسة الذي كان يتمنى الحضور لتهنئتهم ومشاركتهم فرحتهم بالتخرج لولا ارتباط ضروري. وقد أشاد المتحدثون في هذه الاحتفالية بالدور الذي تقوم به مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري معتبرين أنها تنهض بأعباء جسيمة من بينها هذا الدأب الحثيث على تجذير لغتنا العربية في نفوس الأجيال من خلال الشعر الذي هو – حسب وصفهم- الوسيلة المثلى اليوم التي تجمع العرب لأنه يمثل أعماق الإنسان العربي وشعوره، وجاءت المؤسسة لتوقظ من جديد هذا الشعور. واقترح أحد المتحدثين بتسمية معلم ثقافي أو مكان في تونس باسم مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. وألقيت في هذه الاحتفالية مجموعة من القصائد لشعراء هواة ومحترفين عكست عمق التجربة التي صقلتها دورات المؤسسة لدى الدارسين.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 11 ماي 2008)  


مجلس وزاري حول قطاع الفلاحة :
 
إجراءات هامة لفائدة الفلاحين بهدف تطوير إنتاج الحبوب والأعلاف وقطاع تربية الماشية الرئيس زين العابدين بن على يشرف على مجلس وزاري حول قطاع الفلاحة قرطاج 12 ماي 2008 (وات) – كان تطوير قطاع الفلاحة ودعم أدائه في اتجاه تحقيق الامن الغذائي الوطني محور المجلس الوزارى الذى انعقد يوم الاثنين باشراف الرئيس زين العابدين بن علي وذلك بمناسبة العيد الوطني للفلاحة والصيد البحري. وبعد استعراض الانجازات والتشجيعات الهامة التي شهدها هذا القطاع على مستوى التاطير والبحث والعناية بالجودة وتطور الانتاج والانتاجية ودعم رصيد المناطق السقوية تدارس المجلس الوسائل الكفيلة بمزيد دفع النشاط الفلاحي وتطوير أدائه في قطاعات الحبوب والاعلاف وتربية الماشية. وأقر الإجراءات التالية :   أولا // تطوير إنتاج الحبوب والاعلاف / العمل على تخصيص 120 الف هكتارا من المساحات السقوية للزراعات الكبرى في عضون سنة 2011 مقابل 80 الف هكتار حاليا طبقا لما يقتضيه التداول الزراعي الموصي به مع تدعيم عمليات الصيانة داخل المناطق السقوية العمومية. / وضع برنامج خاص لاستصلاح في مرحلة اولى 20 الف هكتار من السهول المنتجة للحبوب. / العمل على الارتقاء بانتاج البذور الممتازة الى مستوى 450 الف قنطار سنة 2011 مقابل 270 الف حاليا / اسناد منحة تبلغ نسبتها 30 بالمائة بعنوان اقتناء البذور العلفية الممتازة ووضع خطة لدعم الانتاج الوطني للاعلاف لتقليص التوريد في هذا المجال / احداث هيكل موحد يضم مختلف الهياكل الادارية المتدخلة حاليا في مجال الزراعات الكبرى / وضع الصيغ القانونية الكفيلة بالتشجيع على الاستغلال المشترك للاراضي الفلاحية بما يجنب التشتت / إعفاء عمليات كراء الاراضي الفلاحية المخصصة لانتاج الحبوب لمدة 3 سنوات من معلوم التسجيل ومن الضريبة على الدخل. / دعم البحث العلمي الفلاحي في مجال الزراعات الكبرى وتوجيه انشطة القطب التكنولوجي للشمال الغربي اساسا نحو الزراعات الكبرى / الترفيع في منحة الاستثمار الى 40 بالمائة بعنوان اقتناء التجهيزات الفلاحية وتوابعها بالنسبة الى الشركات التعاونية / اعتماد هامش على القروض الموسمية للزراعات الكبرى بنقطة واحدة للفلاحين الذين يسددون ديونهم في اجالها وذلك خلال الفترة 2008-2011 / تكفل الدولة بمعلوم التامين المستوجب على القروض الموسمية للزراعات الكبرى لفترة 3 سنوات بصفة تنازلية على العقود المكتتبة بعنوان مخاطر الحريق وحجر البرد / حصر نسبة فائدة القروض الموسمية المؤطرة الممنوحة على موارد ميزانية الدولة لصغار الفلاحين في حدود 5 بالمائة   ثانيا // بخصوص تطوير قطاع تربية الماشية / الترفيع في منحة الاستثمار لاقتناء الابقار من 25 بالمائة الى 30 بالمائة بالنسبة الى صغار الفلاحين ومن 20 بالمائة الى 25 بالمائة بالنسبة الى متوسطي الفلاحين ومن 7 بالمائة الى 15 بالمائة بالنسبة الى كبار الفلاحين. / الترفيع في قيمة المنحة المخصصة لانتاج الاراخي العشار من كل السلالات المؤصلة لتتراوح بين 300 دينار و700 دينار عوضا عن 100 دينار و300 دينار حاليا / تحديد سعر مرجعي للتدخل من قبل شركة اللحوم في اطار عقود مع مربين لتسمين 8 الاف خروف. وأوصى الرئيس زين العابدين بن علي بمزيد الاحاطة بالفلاحين وتاطيرهم لضمان حسن استغلال اراضيهم وحثهم على مواصلة الجهود لتطوير الانتاج وتحسين الانتاجية والالتزام بمقتضيات الجودة بما يساعد على بلوغ الاهداف المنشودة في مجال تحقيق الامن الغذائي الوطني.   (المصدر: وكالة تونس إفريقا للأنباء بتاريخ 12 ماي 2008)  
 
 


 

طارق بن عمار: أقمنا في بن عروس أضخم ديكور في تاريخ السينما

 

 
تونس ـ «الشروق» ـ محسن عبد الرحمان: قال المنتج السينمائي العالمي طارق بن عمار أن المغرب لا يمكن أن يكون منافسا لتونس في استقطاب المنتجين السينمائيين إلى جانب الذين يبحثون عن أماكن وظروف عملية جيدة لتصوير أفلامهم. وأوضح المنتج الذي حل أمس الأول الجمعة 09 ماي 2008 بتونس للاطلاع على سير تصوير فيلم «باب الريح» وهو عمل إيطالي ضخم يشترك في انتاجه مع شركات إيطالية وفرنسية، أن المغرب يتمتع بشهرة عالمية ومعروف سياحيا، ولكنه لا يمتلك الكفاءات الفنية التونسية المختصة في مجال الانتاج السينمائي. وأضاف أن تونس، إلى جانب كفاءاتها، تتمتع بمناظر طبيعية متنوعة، على عكس المغرب الذي يقصده المنتجون الأجانب لصحرائه التي اشتهرت بفيلم «كازا بلانكا».   تورناتوري «سينما باراديسو» وفي لقائه بالصحفيين التونسيين مساء أمس الأول في بلاتو أو استوديو تصوير فيلم «باب الريح» في المقر القديم لشركة الأنابيب ببن عروس، قال المنتج أن مخرجا في حجم تورناتوري  صاحب الفيلم المذكور، من الصعب اقناعه بمكان تصوير، أو حتى فكرة، ولكنه ما أن حل بتونس واطلع على أماكن التصوير، وما يمكن أن يبدعه التقنيون حتى وافق بسرعة علي استكمال تصوير كل ما تبقي من مشاهد الفيلم في تونس. وتورناتوري صاحب أوسكار أفضل فيلم أجنبي في عام 1990، عن فيلمه، «سينما باراديسو» أو «سينما الجنة». ويعتبر من أبرز السينمائيين في العالم في الوقت الحاضر. فعند سؤاله عن ظروف تصوير فيلمه «باب الرّيح» في تونس، قال أنها فكرة جيدة جدا.   أضخم ديكور في تاريخ السينما وحول فيلم «باب الريح» الذي بدأ تصويره في تونس في جانفي الماضي، قال بن عمار أن ديكور المدينة الايطالية الذي تمّ بناؤه في بن عروس خصيصا للفيلم، يعتبر من أضخم الديكورات في تاريخ السينما العالمية. وأشار إلى أن طول الشارع الرئيسي في المدينة وحده، يمتد 500 متر. ومثل هذا الشارع يكلف سينما هوليود أكثر من 50 مليون دولار، في حين أن تكلفته في تونس لم تتجاوز 6 أو 7 ملايين دينار.   ميزانية الفيلم: 25 مليار وعن ميزانية الفيلم، قال بن عمار أنها في حدود 25 مليون أورو أي حوالي 50 مليون دينار. ويذكر أن قيمة الخشب المستعملة في الديكور وحدها تناهز مليوني دينار تونسي، أما قيمة الحديد فتتراوح بين مليون ومليون ونصف دينار. وعن تشغيل التونسيين في الفيلم، قال بن عمار أن عدد الكومبارس وحدهم الذين سيشاركون في الفيلم يناهز 12 ألف، منهم 1500 في ليلة واحدة. ويشتغل في الفيلم حاليا 500 شخص يوميا، بين تقنيين وعملة وممثلين… وتدور أحداث فيلم «باب الريح» الذي سيتواصل تصويره في تونس إلى نهاية جوان القادم، حول سيرة المخرج تورناتوري من العشرية الثانية من القرن الماضي إلى حدود السبعينات. ويحمل الفيلم في عنوانه الموازي اسم «باريا» اسم والدة المخرج.  وقد حضرت هذه الأخيرة الى تونس منذ اليوم الأول من التصوير، وينتظر أن يكون الفيلم حاضرا في الدورة القادمة لمهرجان كان السينمائي الدولي. وسيقوم المنتج طارق بن عمار بتوزيعة عالميا. والفيلم عموما حسب المنتج طارق بن عمار هو توثيقا لتاريخ إيطاليا من العشرية الثانية الى السبعينات من القرن الماضي.   (المصدر: جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 12 ماي 2008)


 
 

معا …نتعلم الحرية دروس استخلصتها من إضراب الجوع

إلى الأخوين المناضلين “رشيد خشانة” و” المنجي اللوز”: قضيتما الليالي جياعا حتى الوهن …فما كان لعدو الكلمة الحرة إلا الوهن    

 
ترددت كثيرا على مقر صحيفة “الموقف ” الغراء أثناء إضراب الجوع الأخير( و أرجو من كل قلبي أن يكون الأخير بالفعل) الذي خاضه الأخوان المناضلان رشيد خشانة والمنجي اللوز كردّ على الحجز و المصادرة والتضييقات المتكررة التي تعرضت لها الصحيفة الحرة. و خلال ترددي هذا تعلمت درسين هامين للغاية:   الدرس الأول : لا يلجأ الإنسان إلى إضراب الجوع إلا إن ضاقت به السبل و استقوى عليه العدوّ و تخلى عنه الأصدقاء… أما عن السبل فمربّعات الحرية في البلاد ليست كثيرة تشكو السطو و التدجين والحصار. أما العدوّ فقد حاصر و ضيّق و استنزف و صادر و سحب و لفّق التهم. أما عن الأصدقاء فقد جاء الشرفاء منهم و اتصلوا وراسلوا وهم معروفون لدينا و لن ننساهم ما حيينا ،فتحية لهم و لشجاعتهم و نبلهم ونضاليّتهم ، بقي البعض  ممن تخلفوا عن الركب ، تحدثوا عن “أجندة التقدمي السياسية” و ما يترتب عنها و شككوا في أهداف الإضراب و مغزاه و مرماه…فترددوا في مساندة صحيفة فتحت لهم ذات يوم أبوابها و ستضل كذلك. قلت و لا أخشى في ذلك لومة لائم ، “لن نضيّع البوصلة ،معركتنا ستضل مشتركة ، ربما اليوم علينا و غدا عليهم ، فالسلطة لا تستثني أحدا …سيجدوننا إن شاء الله بجانبهم لما يستأسد عليهم النظام كما استأسد اليوم على “الموقف”.    الدرس الثاني: لم يخرج رشيد خشانة و المنجي اللوز ضعيفين أو منهكين من إضرابهما عن الطعام إلا جسديا، أما معنويا فهما أقوياء أشداء . لقد رابطوا و صابروا و سهروا الليالي في مقر الجريدة يتنقلون بين الفضائيات أحيانا و بين أعمدة الصحف أحيانا أخرى و عبر الانترنت طورا يسمعون و يقرؤون ما يشفي الصدور و يثلجها…إذ أن زملائهم لم يتخلّوا عنهما قطّ…فمن الدوحة الى باريس ومن رام الله إلى مونريال عاصمة كندا ..كانت اضرابات الجوع التضامنية و لجان الدعم والمساندة تتواتر. لم يكفّ رنين هاتفيهما عن الرنين، ولم يركن المقر إلى السكون، حراك وضيوف في ساعات النهار، وعند ظلمة الليل…يأتي دور الشباب… وما أعظمه من شباب… لم تمنعه فترة الامتحانات و المراجعة ومضايقات أعوان الأمن و تهديداتهم من التردد بكثافة لنصرة أخويهما المضربين. المشاهد التي لن ينساها “خشانة” و” اللوز” هذه المرة …هي بالتأكيد مشاهد الشباب وهو مكدّس في أرجاء المقر… يمينا و شمالا… البعض مرهق نائم ، و البعض الآخر مستيقظ  يشتغل …يُساند …ينشُد بحماسة …ويسهر على راحة المضربين… لم يبق المضربان لوحدهما ولو لساعة…وذلك هو حقهم الطبيعي علينا لما قررا التضحية بجسديهما . الخلاصة أن المضرب عن الطعام ما كان ليلجأ إلى خطوته تلك لو لم يكن على يقين أنه على حق و أنه يطلب الحق و ينشده ، و انه مدعوم بطائفة من الأحرار تشدّ أزره ، و تحمل العبء إلى جانبه …حتى يُحصحص الحق و يُعلن الانتصار.     إلى الأخ المناضل رياض البرهومي   ضمّدي يا أمُ جُرحه و اعلمي إنه خط على الرمال أحرف “الحرية ” و اشهدي يا سماء…بأنه… لم يحلم بغير “الحرية”   الصديق و الأخ رياض البرهومي …يشهد الجميع داخل الحزب و خارجه  بنبل أخلاقه و طيبة قلبه…لا تكاد تسمع له لغوا أو ضجيجا…لا يكلمك بغير سؤال و لا يجيبك بغير ما تسأله. قضى ليلته مع الشباب في المقر …دون نوم… وحاول يوم المحاكمة الظالمة الالتحاق بقصر العدالة.. ليساند… ليس بالكلمة أو بالصراخ… أو بالاحتكاك و الصدام ، وإنما بالحضور والاستماع و الابتسام …كعادته. و لمّا استوقفه ” أعوان الأمن” قبيل وصوله إلى المحكمة بوجوه عابسة و نظرات قاسية…لم يردّ عليهم سوى بالابتسام والكلمة الطيبة….تحدثوا “كعادتهم” عن التعليمات فتحدث هو عن القانون، فكانت النتيجة أن عنّفوه..ركلوه …صفعوه…وأسقطوه على الأرض المبللة …فهل كان يستحق كلّ ذلك ؟…وهل بدر منه ما يسيء؟ كما قلتُ في البداية …اشهدي يا سماء.. بأنه …لم يحلم بغير الحرية. تحياتي له و لمن عنّف يومها و هم كثر.   بوصلة الشباب الديمقراطي التقدمي …لن تضلّ     يحلوا للنظام ومن والاه ، و لأعوان الزي المدني و الرسمي  اتهام الشباب الديمقراطي التقدمي (الفصيل الشباب للحزب الديمقراطي التقدمي ) بالرغبة الجامحة في إثارة المشاكل و الصراخ و الاحتكاك بأعوان الزي المدني و ترديد الشعارات على مسمع العالم كله لكي لا نقول على المواطنين التونسيين. الحقيقة أن ما جرى يوم الندوة الصحافية التي أعلن فيها الأخوين “خشانة ” و”اللوز” تعليق إضرابهما عن الطعام ،لم يكن للشباب فيه دخل لا من قريب و لا من بعيد. “عون أمن” يبدو أنه درس القانون و لم يفهمه جيدا …أو لعله لم يدرسه إطلاقا لا ندري ، اعتدى على أختين عزيزتين علينا جميعا…و افتك منهن وثائق لا يمكن أن أعرّفها سوى بأنها ليست من مشمولات العون الذي لا يفقه من قانون البلاد شيئا، و أنها لا تُهدد أمن تونس التي نعشقها كلّنا… و لم ينس هذا “الأمني” أيضا أن يتلفظ تجاههنّ بعبارات سوء لم تتمكن قريحته القبيحة بالتفوّه بألطف منها. لا أظن أن مبادئ وقيم الرجولة أو الشهامة أو النضالية أو التقدمية أو الليبرالية أو الإسلامية… تقبل بأن يُسمح بالاعتداء على مناضلتين بهذا الشكل أمام المارة  دون الذود عنهما …و إن كانت موازين القوى مختلة بين الطرفين. نزل الشباب و الكهول و حتى الشيوخ للاستفسار في البداية فوجدوا قساة عُصاة في انتظارهم ..يدفعون و يصدون الطريق العام بأجسادهم المفتولة. فما كان أمام الجمع الغفير الذي تجمع  – والذي تخشاه الحكومة و تعمل على ألا يتجمّع- إلا أن يهتف صوتا واحدا  “بالروح بالدم…نفديك يا حرية” و «حريات…حريات …لا رئاسة مدى الحياة”.   أما غير ذلك من الشعارات التي رُفعت وقتئذ، فهي لا تمتّ للشباب التقدمي بصلة.  و على أعوان الأمن ومن يقف خلفهم أن يعلموا أنهم تسببوا في غضب لا يبدو أنه سيضل طويلا تحت السيطرة . و أن البعض من تلك الشعارات المرفوعة دليل واضح على حالة الغضب و السخط التي تعتري البعض من شبابنا على ما يتعرضون له من تضييق و محاصرة و قمع مستمرّ. قلنا إن الشباب التقدمي لم يضيّع البوصلة لأنه شباب سياسة ، له أجندة سياسية واضحة ومعلومة للجميع، تتشبّث بالسلم منهاجا للتغيير، و بمطالب الحرية و الديمقراطية و الكرامة أهدافا لا محيد عنها . الاستفزاز لم يصدر عن الشباب التقدمي  و لا من يقف وراءه ، فلنا من الشجاعة أن نقول إننا استهدفنا لما نُستهدف بالفعل ، و لنا من الشجاعة والصدق أيضا أن نقول إننا رصدنا إشارات ايجابية و لمسنا تحسنا ما ،إن حدث ذلك بالفعل. فنحن دعاة حوار و لسنا دعاة قطيعة وصدام. الإمضاء شاب ديمقراطي تقدمي


احمد نجيب الشابي , انه عبد العزيز الثعالبي آخر

 

 
لم اعرف عبد العزيز الثعالبي معرفة شخصية , لكني اطلعت على أفكاره وأحلامه من خلال أدبيات الحركة الوطنية التونسية في 20 ت و30 ت , أعجبت بنضاليته وذكائه السياسي وارتقائه بالعمل الوطني من المجال الاجتماعي_الثقافي إلى المجال السياسي أي إلى المجال القادر بالفعل على تحسين أوضاع التونسيين .كانت كل الظروف الداخلية والخارجية مناقضة لطموحاته وتطلعاته رغم ذلك أصر على الدخول في حرب غير متكافئة مع فرنسا , لم يكن انتحاريا_استشهاديا بالمعنى الحالي للكلمة لكنه كان صاحب قضية , كان مؤمنا بقضيته , لم تحبطه قلة ذات اليد لدى التونسيين ولا جهلهم وخوفهم من الاستعمار الفرنسي , شق طريقه وسط هذه الصعاب بثبات . ساهم في تأليف كتاب ‘ تونس الشهيدة ‘ , ذهب إلى فرنسا مرارا وتكرارا للتعريف بالقضية التونسية , انشأ الحزب الحر الدستوري التونسي وهو حزب وطني صغير من حيث عدد منخر طيه لكنه كبير من حيث برامجه وأهدافه .إن عبد الثعالبي هو احد أبطال تونس المعاصرة , انه من أوائل الذين زرعوا بذرة الحرية والاستقلال في هذه الأرض المعطاءة وقد حصد الجيل اللاحق , جيل صالح بن يوسف والحبيب بورقيبة ثمرة هذا البذر , إنها ملحمة منسية في تاريخ هذا الوطن الجميل . أما حاضرا فان ملحمة أخرى تنحت ملامحها في سجل هذا الوطن , ملحمة يقودها هذا الرجل الستيني , احمد نجيب الشابي .لم تنهكه حالة الجمود السياسي ولا الاستقالة الجماعية لأطياف هائلة من المجتمع ولا الاقصاءات والعراقيل التي يواجهها حزبه . بقي ثابتا على مبادئه , قابضا على الجمر , أنجز إضرابات جوع عديدة وهو يخوض أيضا حربا غير متكافئة مع السلطة ومع هذا يصر على إكمال المسيرة إلى النهاية , يعرف إمكانيات حزبه ومناصريه ومع هذا يستميت في الدفاع عن أفكاره وأحلامه . يتجاوز باستمرار حالة الإحباط  والتشرذم التي تميز النخبة التونسية ويفتح دائما أفاقا أرحب في وجهها , مؤمن بان الحرية هي قدر هذا الشعب كما كان الثعالبي يؤكد دائما , انه بالفعل عبد العزيز الثعالبي أخر .   محمد العيادي – ناشط نقابي و حقوقي
 

 


رسائل مشفرة…أنا وإبنتي و “الدولة” !!!

 

 
بقلم : نصرالدين شَعر الرئيس سمعتني إبنتي أغتاب الحاكم وأعدد جناياته في حق الشعب ..تركتني أتمتم بصوت مضبوط يسمع البيت ولا يتعدى عتبته ، وراحت تسأل جدتها “إن كان الرئيس يصبغ بياض شعره فلما لا يضرب عصفورين بحجر واحد يصبغ شعره بالأسود وينزع بياضه لا يتلفه ليصبغ به قلبه الأسود بهذا يصبح للرئيس قلب ابيض ينبع حنانا فيغمر الشعب ثم يغمر أبي ليكف عن سب النظام فيرتاح ويريح” قالت لها جدتها:” اولا أبوك لا يسب النظام إنما يمزح.. فأبوك ممحون بالنكتة السياسية ثم ان الرئيس لا يمكن أن يصبغ قلبه بالأبيض ولا أن يبقي على بياض شعره لأنه لا يحب التشبه بالبيت الأبيض وسواد شعره وقلبه يعبر عن أصالته لأن البيت الحرام أسود والحجر الأسعد أسود…”حملقت الحفيدة في الجدة جيدا ثم قالت :”أسعد الله مساءك ومساء أبي ..”وذهبت لتنام. بُنَية متطاولة
 أعجبني من إبنتي خطابها مع اختها الصغرى وبدا لي رجاحة عقلها رغم انها مازالت دون العشر سنين فأردت أن أبادلها الكلام ، تقدمت منها وحدثتها عن مشروع الشراكة الفاشل والديون الخارجية وارتفاع مؤشر البطالة تململت قليلا ثم أعرضت عني زجرتها قائلا ولما أنا أستمع إليك وإلى حكاياتك السخيفة وحتى أني أشاهد معك حلقات سمسم والذئب الأعرج ، ردت بهدوء:” يا أبي العزيز الحديث الذي أحدثك به أحدث به غيرك وهكذا أتحدث مع صديقاتي ومع الجيران وفي المدرسة وفي الشارع ..إذا حدثتك بحديث ثق بأنني أستطيع ان أتحدث به أمام العالم أما أنت فتسب وتزمجر وتتوعد الحكومة أمامي أنا وأمي وجدتي وطالما كنت تزبد وعينك على النافذة إن كانت محكمة الإغلاق ..لكنك تهدأ تماما عندما تكون خارج البيت وتبتسم لرجال الأمن وتحيّيهم رغم أن أغلبهم لا يرد عليك حتى ان زميلاتي في المدرسة يقلن انك أكثر الآباء إحتراما لإشارة المرور ولا أظنك نسيت يوم هممنا بالدخول إلى المكتبة فبقيت تترقب الرجل القادم من بعيد حتى تفسح له ليدخل قبلك فقلت لك أدخل يا أبي هذا ليس شرطيا هذه قبعة ساعي البريد…قلت لها كنت أظن أنك فتاة ناضجة فإذا بك تجاوزت النضج إلى حدّ التخريف …حسنا يا أبي سأذهب للعب مع عائشة وعندما تستطيع الكلام خارج البيت تعال سأستمع إليك ولساعات طوال..”ثم خرجت وتركت الباب مفتوحا فأغلقته بلطف. العم خالد…  كنت أطالع الجريدة منهمكا في حل الحروف المتقاطعة وكانت إبنتي تدور حولي بيدها قطعة خبز محشوة بالزبدة والعسل تقضمها من حين لآخر قلت لها :”إسم يتكون من أربعة حروف يبدأ بحرف الخاء” قالت:” خروف” قلت:” إسم علم” قالت:” خالد” ثم إستطردت :”صحيح أبي أين عمي خالد لم يعد يأتيك لتتحدثا في السياسة.. تعرف أن إبنته سمية قالت لي بأن أباها عندما كان بناء كان كثير الحديث في السياسة وفي مصالح الشعب والأمة وكان يسب الدولة ويكره الحكومة وعندما فتح محلا لمواد البناء أصبح يتحاشى الحديث في السياسة ولا يأتي ذكر الدولة على لسانه إلا نادرا وأما عندما أصبح مقاولا سمية همست لي أن الدولة أصبحت تسهر في بيتهم وان أباها ربما يصبح في السنة القادمة جزءا منها. رمقتني بعين يغلب عليها التربص وقالت:” قل لي أبي متى تصبح مقاولا” نهرتها:” أخرجي من هنا .. ..أنا رجل مبدئي لو أعطوني سيارة و10الاف دينار أصلح بها الفيلا مابدلت ولا غيرت …فتاة لم يطل فيها إلا لسانها حتى انني حين تمعنت جيدا عرفت أن الخبز الذي بيدها ليس بالزبدة والعسل إنما بالثوم والبصل. عقدة النظام  كنت جالسا على الأريكة أشاهد محاضرة في التلفاز وأخيط ثوبي”بإرادتي التامة” بعد حين هناك من غيّر القناة إلى أخرى فيها برنامج للطبخ “بإرادتي التامة أيضا ودون حاجة للتكرار” كانت إبنتي على بعد امتار تحاور صديقتها قالت لها لدينا مشكلة في البيت وأحتاج مساعدتك ردت الأخرى خيرا إن شاء الله قالت ابنتي إن أبي من فرط كرهه للنظام أصبح غير منظم في البيت يلقي بأدباشه في مكان وبجواربه في مكان آخر ويترك كأس القهوة في مكانه أصبحت لديه عقدة من النظام هذا ما أثار حفيظة أمي رغم ان جدتي قالت ان أبي كان مثل الساعة قبل أن يتزوج ولا أعلم من غير إبني بعد الزواج؟؟؟… وبما أن أباك عمي الفالح شرطي هل يمكن ان تكلميه حتى يغير النظام ليعود أبي إلى نظامه قالت لها لا عليك هو موقوف الآن عن العمل ثلاثة أشهر لانه رفض النقلة وهو مشغول بتدبر متخلدات العطار والخضار وغالب الظن انهم سينقلونه إلى الصحراء هناك سأخبره كي يغير لك النظام قالت لها إببنتي شكرا ردت عليها لا شكر على واجب ، ثم استطردت هلا سألت امك ربما تتخلى عن النظام وتقبل بفوضى أبيك قالت لها فكرة وهرعت إلى أمها أمي …أمي..وعرضت عليها الأمر ..رفضت أمها بشدة وقالت لا تحملي همنا يا إبنتي سأصبر على أبيك وأدعو له بالهداية وأسأل الله أن يرزقه الشهادة في أقرب الأوقات فهو مناضل كما تعرفين لما كانت إبنتي تحب جدتها وتثق في دعائها أسرعت إليها وبعد أن أخبرتها بأن الأمور صافية وأن أمها تدعو لأبيها بالخير قالت لها جدتها أسأل الله أن يرزق جميع أخوالك الشهادة على بكرة أبيهم اليوم ليس الغد ..عاجل ليس آجلا…تهللت أسارير وجه إبنتي لأنها نقت الأجواء وفرحت كثيرا بهذه الدعوات المباركة الطيبة. جرائد السلطة  في غرفة الإستقبال إنتصبت جلسة عائلية دار فيها الحديث حول عدة محاور عندما خصتني الوالدة بكأس الشاي المحشو بالبندق والنعناع كنت قد أصبحت مستشار الجلسة حينها كان الموضوع يتطرق لبعض الجيران الذين يشتغلون في سلك الوظيفة العمومية ولديهم إشتراكات سنوية في جريدة الحزب الحاكم …يوميا يعودون إلى منازلهم بالعدد الأخيرمنها ورغم انهم يكرهونها ويكرهون الحزب إلا انهم يقدمون على شرائها ليظهروا الولاء … كانت الوالدة تفتخر بي وتروي كيف أني لم أدخل يوما عددا منها إلى بيتنا وقالت للجموع ان إبني مؤمن لا يتزلف للنظام يعرف ان “الخبزة” بيد الله وحده حينها دخلت إبنتي الصغرى محملة بحزمة من الجرائد تتعثر فيها تتساقط الأعداد خلفها …وقالت أبي وجدت هذه الجرائد خلف عش الدجاج عندما كنت أرتبه وأعطيهم الماء وألقت المصيبة أمامنا فإذا بها جرائد الحزب الحاكم تكلمت امي بسرعة لتخترق السكون وتثخن الدهشة التي حلت.. هذا عثمان جارنا المغرض يأتي بها إلى بيته ويلقيها من على السور هناك قفزت إبنتي الكبرى وقالت سبحان الله تقول لكم عش الدجاج وعمي عثمان يسكن في الجهة الأخرى يا عباد الله !! ورمقتني بربع عين وقالت كمية هائلة لا أعرف كيف لم نتفطن إليها وحتى أبي لم يتفطن رغم انه يوميا عندما يعود من العمل يلقي نظرة على عش الدجاج قبل أن يدخل البيت. وثائق في الميزان؟؟؟  إستصحبت إبنتي وذهبت لموعد مع دوائر ما…لاتسلم جواز سفري بعد سلسلة من اللقاءات السابقة ، دخلت.. بقيت ما يربو على الساعتين والنصف !!!عدت بعدها بجوازي، في الطريق كانت إبنتي صامتة لا تتكلم فاردت اصطناع الكلام قلت الحمد الله أخذت ولم أعط شيئا قالت قصدك أعطيت ولم تأخذ شيئا قلت أخذت جوازي وهل رايتني أعطيت شيئا ينقص من كرامتي أيتها المشاغبة قالت لا معاذ الله فقط لو تعرف أمي بالذي قلته لهم لأرسلتك إلى بيت أبيك لأن أمي قبل أن نخرج من البيت قالت لي حاولي تهدئة أبيك لأني أخشى ان “يعمل فيهم فتّاريّة” غير أنك كنت وديعا جدا ..جدا ..جدا..ومتعاونا إلى ابعد حد أمي مازالت تعدك رجلا صعب المراس، ثم صمتت لتعود إلى الكلام أبي ألم تشعر انك قلت في إخوانك وجماعتك ما لم يقله أبو حنيفة في الخمرقلت وما أدراك انت بمواضيع الكبار ثم ان المودة في القلب وليست في اللسان وبعد كل هذا حتى مثلك مخطئ قالت اعرف هذا يا أبي تركت المثل الصحيح للأسبوع القادم عندما تذهب لإستلام الجنسية لاني أعتقد أنك ستقول فيهم ما لم يقله مالك في الخمر وإني أخشى ما أخشاه أن تقول في محظن الأمس ما لم يقله أحمد في تارك الصلاة….ثم عدنا إلى البيت ، في الطريق لم اعرج على بائع الفطائر مثلما وعدتها لانها لا تستحق ذلك وقررت أن لا أصاحبها في الأسبوع القادم لأني أخشى عليها من التعب والإرهاق!!. القلوب الصغيرة…  أليوم مشمس أشعته تعسفت على الستار واخترقته تثير فضول المنطوين في المنازل والحجرات قمت إلى النافذة أزحت الستار وبقيت أرقب إبنتي تلعب مع جمع من صديقاتها أخذت المنظر بمجمله ثم وجدتني بعد حين افصل …هذه أحلام إبنت رئيس مركز الشرطة أما تلك فعواطف إبنة استاذ العلوم التطبيقية الشيوعي القاطن في أول النهج الموازي ومن تلك الماسكة بيدها ؟؟ أي نعم إنها حذامي إبنة الطبيب المسجون في قضايا الإسلاميين والأخرى صاحبة القبعة الزرقاء إبنة رئيس الشعبة وتلك التي تناولها الدراجة إبنة المعلم الأمين العام للنقابة الجهوية…ما الذي جمعهن في صعيد واحد..أهي خصومة وعراك ؟؟ لكن أية خصومة هذه التي تعلوها القهقهات تبدو اللوحة متجانسة متناسقة أقرب إلى الفرح والمرح منها إلى الخصام والمشاحنة …لكن أعتقد أن هذا التآلف لن يصمد وسينفرط عقده عما قريب …نعم ها هي إبنة رئيس المركز تقع على الأرض ..إبنة الإسلامي تهرع إليها الآن ترتمي عليها وتمرغ شعرها في الأرض ..لا لم تفعل لقد أخذت بيدها ..ترقب..ترقب.. هاهي ابنة الشيوعي تهم بأخذ شيء من الأرض أعتقد انها ستحمل حجرا تخذ به رأسها …لا ..أخذت قطعة قماش تضمد به جرحا أصابها..أها ..الان ابنة النقابي مسكت إبنتي من ذراعها حذاري ستسدد لك لكمة …لا همست في إذنها ثم علت القهقهات…سمعت بعض الكلمات أظنها طلائع التوتر والقطيعة ..هاها..قلت ان اللّوحة مخالفة لطبيعة الاشياء ولن تصمد ناديت إبنتي ..سألتها ماذا قالت؟؟ أقالت لها ظلامية ردت علي لا أبي قالت لها بسرعة حتى نكمل اللعبة قبل ان يحل الظلام ثم ذهبت تقفز ناديتها مرة أخرى والآن قالت لها رجعية ؟؟لا أبي أعطتها الحبل الذي نقفز به و قالت لها أرجعيه إلى مكانه…علا صوتي موجها الخطاب لإبنتي والآن سمعتها ملء أذني تقول لها عميلة… مالك أبي !! هي لم تفهم اللعبة فقالت لها بسيطة سأشرح لك العملية ثم ركضت وركضن معها… الغبار المتطاير فشل في إخفاء فساتينهن الزاهية… أصفر ، أحمر ، بنفسجي ، أزرق ، برتقالي ، قوس قزح يلعب في حينا … قليلا ما ينخفض الضحك إلى منسوب الإبتسامة ثم يعود إلى القهقهة أبتسمت معهن ولم يسعفني المقام لأقهقه وكم كنت أود.. ..تنحيت عن النافذة وتركت الستار يعود إلى مكانه الغير طبيعي وجلست أمام التلفاز ثم فتحت على القناة الوطنية ..رجل ثخين تدحرج الشحم من وجهه ليغطي عنقه فأصبح همزة الوصل بين الرأس والصدر يحدق في الشاشة بعين ذابلة منحنية إلى أفول تحسس ربطة عنقه ثم قال ليس في بلادنا سجناء سياسيون إنما هناك شرذمة خارجة عن القانون …وأما هذه الدعايات المغرضة التي يروج لها أعداء الوطن عملاء الجهات الأجنبية ….قطعت التلفاز رميت المشغل بعيدا وقمت ازيح الستار لاواصل التمتع باللوحة محاولا إخماد صدى هذا الجلف وطمس طيفه البائس. عندما عادت إبنتي قبل الغروب قلت لها ألم تتخاصمن قالت ولما الخصام وفيما!!! قلت قلوب صغيرة فارغة ، قالت هنا بيت القصيد لان قلوبنا ليست كبيرة ولا توجد بها دهاليز نشحن فيها الغضب والحقد والكره لذا حاولنا جاهدين إستغلال هذه المساحات الصغيرة لنعبئها بالمرح والفرح ولأنها رقيقة لا تحتمل الطلاء الغليظ نرشها عادة بشيء من الحب والود…أسعد الله ليلتك أبي العزيز. المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 ماي2008)  

دولة الستار الحديدي في تونس

” إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله ” ( المهاتما غاندي )   
 
 كتبه عبدالباقي خليفة * لست من أنصار العنف ،ولكني ضد صنفين من الناس ،الاول الذي يسكت عن الظلم الذي يتعرض له شعبه على يد نظام بوليسي ألغى الانسان من قاموسه ،فهو إما خادم مطيع يسبح بحمده ويدافع عنه ويسوق له ( بتشديد الواو وكسرها) ويسفه خصومه ،أومعاد له ،تنتهك حقوقه وتداس انسانيته ويعامل معاملة الأعداء في أشد الصيغ الجماعية همجية في التاريخ . والصنف الثاني ،أولئك الواقفين على جبل الحياد ،يأكلون مع النظام و( يصلون ) مع المعارضة . فتونس اليوم أسوأ من الستار الحديدي الذي واجه معارضيه بقسوة ،وحول البلاد إلى سجن كبيروبعد 70 سنة من المعاناة تصبح دوله من أكبر المصدرين لسوق الدعارة الدولية ، ( 500 ألف إمرأة وفتاة ) وفي نفس الوقت تفرز أشد المتعصبين دينيا في العالم .وذلك في ثنائية متناقضة ،وهل يصنع الاستبداد غير ذلك . فالحرية في مفهوم الاستبداد إما انحدار اخلاقي ،أوشعارات للاستهلاك المحلي والدولي ، أو كلاهما معا ،كما هو الحال في تونس اليوم . وفي هذه السطور سنتحدث عن معاناة أهلنا في الحوض المنجمي ،وعن النضال في سبيل الحريات ،وعن تدنيس تونس والاساءة إليها من قبل النظام ،عبر فيلم عن اللوط سيعرض في الغرب لشيطنة العالم الاسلامي وتونس ابتداء . 1 – لم تكن السياحة الجنسية المعروفة في تونس وانطلاقا مطار العاصمة ،وكذلك الأنباء عن تصوير فيلم للواط بمشاركة وزارة ( الثقافة ) سوى شكلا من أشكال استنساخية عن الحرية في أوربا الشرقية الشيوعية ، بل أن تلك الدول الشيوعية أكثر عفة من نظام 7 نوفمبر ،فقد كانت الدعارة ممنوعة وكذلك اللوط ، أما في تونس فالدعارة مرخصة ، واللواط يروج له في الداخل والخارج بل بين المساجين ، فقد ذكر أحد المساجين السياسيين ،على موقع تونس نيوز ، ومواقع أخرى ،أن إدارة السجن جلبت لهم ( طبيبا نفسيا ) لاقناعهم بأن اللواط أمر غير مستقبح . وكتبت يسارية مقالا عن الاستمتاع بدبر المرأة . والحقيقة أن الذين يدعون لذلك هم أشخاص غير أسوياء نفسيا وسلوكيا ، ويرغبون في أن يكون كل الناس من طينتهم ، وقديما قيل ” تتمنى العاهرة أن تكون كل النساء مثلها ” ولكنا عندن يعملن على أن يكن مثلهن وليس تمنيا فقط . وهؤلاء الشاذون في مراكز القرار في الدولة التونسية يريدون أن يكون كل التونسيين مثلهم .فكل يدعو لما يؤمن به ويمارسه . وتلك التي تدعو للواط ،مارسته في صغرها وفي كبرها وأصبحت لديها عادة ولا تستطيع الفكاك منها ، وربما سبب لها جرحا نفسيا أو فسيولوجيا تحاول نسيانه بتطبيعه والدعوة إليه . أما قيام وزارة ( الثقافة) والأحرى أن تسمى وزارة الدعارة ، بالمشاركة في انتاج فيلم عن اللواط في تونس فهي أكبر إساءة توجه لتونس وثقافتها وعاداتها وتقاليدها ولرجالها ونسائها.فاللواط والشذوذ الجنسي ،الذي يسمى ،تخفيفا ،مثلية ،مستهجن في تونس وفي كل دول العالم ،والمدافعون عن ذلك شاذون إن لم يكن سلوكيا ففكريا والعلاقة بين الطرفين وثيقة في كل الحالات ، فأحدهم يبرر الآخر . وهناك دعاية في بعض الدول تتحدث عن كثرة الشاذين جنسيا في تونس ، وقد فوجئت ببعضهم في إحدى الدول يسألني عن القضية التي أصبحت منتشرة ، فغضبت غضبا شديدا ، وقلت له إن من يتحدث عن ذلك لا بد وأن يكون شاذا فالطيور على أمثالها تقع ، أو سمع من شاذ ،لأن الحديث عن شواذ في تونس تنقصه المعطيات العلمية مثل المظاهرات التي ينظمونها في الدول الغربية أو الاحصائيات الدقيقة . ولم أكن أعلم أن القضية تأتي في إطار شيطنة العالم الاسلامي ولا سيما تونس ،ورميها بكل ما هو غير اخلاقي وغير انساني . وهو ما يقوم به نوري بوزيد وآخرون .أي أن العالم الاسلامي ليس لديه ما يقدمه للغرب حتى على مستوى الاخلاق . ويبدو أن هذا الدور الذي تقوم به تونس بن علي ، حيث سيعرض الفيلم في الغرب ،يأتي في إطار حوار الحضارات !!! 2 –  يغفل الكثير من المتحدثين والمعجبين بالمهاتما غاندي ” أبوالعصيان المدني “واللاعنف ،أنه اشترط لنجاح ذلك “تمتع الخصم ببقية ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر” وإن توفرت تلك الشروط في الاحتلال الانجليزي لبلاده فإنها لم تتوفر في النظام النوفمبري الحاكم في تونس ، والذي يتعرض الشعب التونسي في عهده لعملية اخصاء حقيقية ، كتلك التي عناها غاندي في مقولته السابقة ” إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله “إذ أن تكميم الأفواه التي ينتهجها النظام مع المعارضة الجادة، وضرب الاعلام الحر عملية اخصاء ،وقمع العمال والمواطنين ولا سيما في الحوض المنجمي والجنوب عموما ، إخصاء من نوع آخر ، وفرض تصورات وسلوكيات على الشعب التونسي ، عملية اخصاء ، وإظهار الشعب التونسي وكأنه مجموعات من الشاذين جنسيا،سياسة إخصاء ثقافي وسياسي وخيانة تاريخية وثقافية . ولذلك فإن سياسة اللاعنف والتي تعتمد عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام واضراب الجوع والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت ، قد تكون غير كافية لدى البعض للدفاع عن مقدسات الشعب التونسي وسمعته الدولية وحقوقه الوطنية وثقافته الاسلامية . لقد دشن مناضلوا ،الحزب الديمقراطي التقدمي ، مرحلة جديدة من النضال الوطني ، بعد أن سبقهم مناضلوا اليسار والمناضلون الاسلاميون من حركة النهضة الذين قدموا ولا يزالون من التضحيات ما لم يقدمه أي فصيل وطني آخر،ثم جاء دور السلفيين للانخراط في العطاء الوطني لتكتمل مسيرة النضال بشكلها الفسيفسائي وزهورها الربيعية الجميلة والمتناغمة والمبنية على قداسة الحرية الشخصية ،وعلى مبدأ التداول السلمي على السلطة وعلى رسم قواسم مشتركة في دستور يوضع ليطبق على الجميع ،والاقرار بحكم الأغلبية مع ضمان حقوق الأقلية أو المعارضة ،والفصل بين السلطات ، وحرية التعبير والصحافة ومشاعية وسائل الدولة كالتلفزيون الرسمي ، وتقسيم عادل للثروة بين الجهات والمواطنين . إن الوعي الوطني ومسيرة النضال ،نرى ثمارها اليوم عبر حركة 18 أكتوبر ،وعبر النضالات التي يقوم بها مناضلوا الحزب الديمقرطي التقدمي ، والنشاطات الاعلامية للاسلاميين ولليسار وخاصة المواقع الالكترونية مثل النهضة انفو ،والحوار نت،وتونس انلاين ،وتونس نيوز ،والفجر ،والسبيل انلاين ،والخضراء ،وهي مواقع تغفل في الكثير من التقارير عند الحديث عن المواقع الممنوعة في تونس ، ونرجو من الجهات الدولية وبعض شركائنا في الوطن القليل من الانصاف .كما نشيد بما يقدمه موقع ،البديل ،ونواة ، والوسط ، وحقائق ،وغيرها من المواقع التي سقطت سهوا ونسيانا وليس عمدا في هذه السطور .والتي عن طريقها تصلنا أخبار النضال من داخل الوطن العزيز على قلوبنا والذين حرمنا منه بغير وجه حق بعد اختطافه ومصادرته من قبل النظام النوفمبري . فعبر هذه المواقع تصلنا أخبار الرجال الذين سيكتب تاريخ تونس أسماءهم من ذهب سواء كانوا اسلاميين أو غيرهم مثل رشيد العبداوي عضو جامعة قفصة ومنسق مكتب الحقوق والحريات الذي تعرض يوم لجمعة 9 ماي إلى العنف من قبل عناصر البوليس ومنعه من الوصول إلى منطقة الرديف لتوزيع جريدة الموقف الممنوعة من التوزيع . والاعتداء الذي تعرض له رياض البرهومي وعبد الرزق داعي من قيادات الحزب على يد قوات القمع ،كذلك نضالات أهل الجنوب ومنطقة الحوض المنجمي وطلائع الرديف حيث تنكل قوات القمع بالمواطنين وتضع الحواجز في الطرقات وتضيق على حركتهم وترميهم بالقنابل المسيلة للدموع ،وتستمر محاصرة المدينة وتعطل الدروس في مدارسها ،كما توقفت رحلات القطار منذ مقتل الشاب هشام بن سعد العلايمي يوم 5 ماي الجاري على يد مسؤولين في الجهة بطريقة غير مباشرة حيث تم إعادة الكهرباء بعد تعطيله من قبل المتظاهرين دون التأكد من خلو المكان من المواطنين .وهو ما يستوجب فتح تحقيق حول ما إذا كان القتل عمدا أم بسبب الاهمال الحكومي ،وفي كلا الحالتين يتحمل الجناة المسؤولية . ويدفع الشباب التونسي فاتورة اخفاقات النظام على كافة المستوايات بما فيها الاقتصادية ،حيث تدفع البطالة الشباب إلى خوض المغامرات الانتحارية نحو أوربا عبر البحر ،أو محاولة الخروج من العطالة بالبحث عن موتة شريفة في ساحات القتال سواء في العراق أو غيرها ،كقضية المتهمين الاثنين والعشرين مثل كريم المهداوي وعبد الباري العايب ونادر الفرشيشي وغيرهم ، والذين نفوا الاتهامات الموجهة إليهم والتي انتزعت منهم تحت التعذيب ، مما يثير الكثير من الأسئلة في ظل نظام يعتبر أداء الصلاة دليل كاف على ارهابية الشخص ، كما قيل لاحد المتهمين ” أنت تصلي إذن أنت ارهابي ” . إن ما يجري في الرديف منذ عدة أيام يقدم الدليل على فشل النظم النوفمبري في تحقيق الحد الأدنى من التنمية رغم كل المساعدات الدولية المقدمة له ، مما يستدعي فتح تحقيق وطني حول تلك الاموال ومضان صرفها . وقد ساهمت حالة الاستبداد والديكتاتورية في منع اجراء المحاسبات الضرورية للسلطات السياسية والتنفيذية وهي في تونس الاستبداد واحدة للاسف ، كما أن غياب الديمقرطية والتداول على السلطة يمنع اجراء هذه المحاسبة مما يجعل الفاسدين والمقامرين بمستقبل الوطن والشعب في مأمن من المحاسبة .ففي الديكتتوريات تقبع كل الطفيليات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاعلامية وغيرها ، كما نرى في تونس اليوم . لقد تعرض أهالي الحوض المنجمي والرديف لحملة قمع منظمة عن طريق قوات البوليس التي قدمت بأعداد ضخمة  يوم 7 ماي إلى مدينتي الرديّف وأمّ العرايس ” ونكـّلت بالمواطنات والمواطنين، ولم تكتف بالاعتداء عليهم في الشوارع والمقاهي بل داهمتهم أيضا في منازلهم وأشبعتهم ضربا بالعصيّ وأهانتهم وكسّرت ما وجدت أمامها من تجهيزات منزليّة (ثلاجات، تلفزات، إلخ.) ولم تسلم حوانيت التجار أيضا من الخلع والنهب (في الرديّف خصوصا) كما أوقف البوليس العديد من الشبان بمدينة أمّ العرايس خصوصا التي ما يزال أهاليها عرضة للتنكيل ” كما جاء في مراسلة ،البديل ،يوم 10 ماي ونشره موقع تونس نيوز . إنه دليل آخر على المعجزة التونسية في ظل النظام النوفمبري الذي لم يستطع تغطية فضيحته في الرديف حتى اعلاميا ، وكل ذلك رصيد للنضال لتحقيق اللحظة الفارقة للغليان أو نزول الغيث بعد جفاف قاتل . لا سيما وأن أخبار البلاد لم تعد مخفية وأصبح لها صدى في الخارج وهذ عامل آخر يساهم في اجلاء السراب الذي روج له النظام طوال السنين العجاف الماضية عن التنمية والازدهار مما غالط المنظمات الدولية وبعض دول الجوار فصدقوا الكذبة حتى دوت الفضيحة في عقر دارهم ، تونسيون يلجأون للجزائر بعد أن تعبو من أكل علف الحيوانات ، وتكتب الصحف الجزئرية التي التقتهم ذلك بالبنط العريض .. هنيئا لكم أيها النوفمبريون ! بل أن صحفا في الخليج كالعرب القطرية تحدثت عن نداء الاستغاثة الذي وجهه أهالي الحوض المنجمي للعالم بعد أن صمت ( بتشديد الصاد ونصبه ) آذان النظام عن مطالبهم واعتبرهم مشاغبين ومارقين وفوضوييين وما إلى ذلك من المصطلحات التي مجها الشعب التونسي على مدى يزيد عن 50 سنة .  3 – ثالثة الآثافي والفضيحة الكبرى ، هي نزوح أعداد كبيرة من أهلنا في الجنوب إلى القطر الجزئري بعد أن أنهكتهم التنمية في تونس والارقام الفلكية التي يتحدث عنها النوفمبريون فإذ بها سراب يحسبه الغافلون والمغفلون تنمية ، فإذ به قمع وجوع و” ميزيريا رزقا ” بتعبير أهل الجنوب أنفسهم ولنترك جريدة الخبر الجزائرية تتحدث عن الموقف بتاريخ 10 ماي 2008 ” عاودت العائلات التونسية الحركة الاحتجاجية باختراق الحدود الجزائرية عبر وادي الصفصاف، مساء يوم الأربعاء الفارط في حدود الثانية بعد الزوال، قادمة من قرية أم لقصاب على خلفية تردي الأوضاع المعيشية وتدني الخدمات الصحية وانعدام فرص التمدرس” . وتضيف ” أكد مواطنون تونسيون من عائلتي غوادية وعبيدي لـ”الخبر” أن عودتهم جاءت بعد توسل أعيان القرية، أو كما يسمون باللهجة التونسية، الشير الذين قطعوا على أنفسهم مباشرة اتصالات مع السلطات التونسية محليا ومركزيا لتحسين الأوضاع المعيشية بالمنطقة بالرغم من نبرة اليأس التي تحدثوا بها إلينا ” . ويمضي المصدر “يضيف أحدهم من عرش أولاد أوصيف بأنهم يناشدون وسائل الإعلام الدولية تغطية أحداث المنطقة التي تحاول السلطات التونسية وضعها تحت مجهر المراقبة المشددة والتعتيم المستمر حتى لا يصل صيتها إلى منظمات حقوق الإنسان الحكومية وغير الحكومية، موجها الامتنان والشكر لجريدة ”الخبر” على موضوعيتها في نقل أخبار المنطقة وكشف انشغالات منطقة الحوض المنجمي بصفة عامة بولاية ففصة إلى الرأي العام العالمي والقومي “.واستنادا لمصادر رسمية تونسية، والكلام للمصدر “فإن عدد العاطلين عن العمل بتونس قد ارتفع إلى سقف نصف المليون ما يمثل نسبة 14 بالمائة من القوى العاملة القادرة على العمل ” أما جريدة الشروق الجزارية فنشرت أسماء ضحايا التنمية النوفمبرية وهم ليسوا مسيسين ولا معارضة وإنما مواطنون عاديون ، بل يعلنون نتمءهم للحزب لحكم بدون تفويض شعبي ،لكن ذنبهم أنهم من أهل الجنوب . وقالت الشروق ” … عشرات التونسيين الفارين من قرية أم لقصاب معتمدية أم العرائس ولاية قفصة التونسية … أول ما لفت انتباهنا، رجال الحرس الجزائري التابعين لسرية (بالقلتية)، منتشرين على كامل المنطقة فوق الأراضي الجزائرية عبر الجهة المقابلة وعلى مسافة 200 متر تقريبا، وجدنا الحرس التونسي بالشاحنات والسيارات، يتجاوز عددهم 15 سيارة وشاحنة، وبين الحرسين حوالي 50 تونسيا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، البعض منهم نياما في شعاب تابعة للوادي الكبير الفاصل بين الجزائر وتونس، فيما فضل آخرون الإتكاء على بعضهم البعض “. وتتابع “مظهرهم وألبستهم وحتى ملامح وجوههم تؤكد فعلا عن مأساة إنسانية، حيث أكدوا وبأصوات خافتة أنهم لم يتناولوا القوت منذ يوم الأربعاء الفارط، لأنهم دخلوا في إضراب عن الطعام إحتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية التي وصلت إلى وضع متدهور ” وتضيف ” الكل أراد أن يتكلم عن معاناته المتعدّدة الأشكال والأنواع التي دفعت بهم إلى ترك المسكن والوطن والعشيرة والأهل والدخول إلى الأراضي الجزائرية مرة ثانية بعد الأولى التي كانت خلال شهر أفريل الفارط.وقد برّر محدثو الشروق عن أسباب عودتهم إلى الأراضي الجزائرية باستمرار المشاكل المتعلقة بالتشغيل وتسجيل المسنين ضمن قوائم الحظيرة المسترسلة (الشبكة الاجتماعية)، كما قال الكثير منهم “لقد أصبحنا نأكل من أعلاف الأبقار والتي سببت لنا أوجاعا وأمراضا لأبنائنا”.وكاد أحد المتحدثين عن هذا الواقع أن ينفجر بكاء وهو يقول “ماذا أفعل حينما يقول إبني الصغير يا بابا بطني يؤلمني من الجوع، لو أجد الآن وسيلة للانتحار لانتحرت..!”.وتحدث آخرون عن حرمان بعض العائلات من الكهرباء والماء والمنازل اللائقة، فهناك من يقيم بمنازل لا تليق ببني البشر، وعشرات التلاميذ عجزوا عن مواصلة الدراسة لبعد المسافة بين المنطقة التي يقيمون فيها ومدينة قفصة التي تبعد بحوالي 60 كلم عن قراهم. وقد حملوا كل هذه المعاناة وغيرها إلى المسؤولين المحليين، خاصة رؤساء الشعب والعمد والذين كما قال شكري،صالح،الكامل:”عرقلوا كل الخيرات التي أرسلها الرئيس إلى الشعب”.إلى أن وصلوا إلى درجة الجوع والمرض والفقر المدقع” كما أن مشكلة التونسيين المعنيين ليست الحريات غير المتوفرة أصلا بل الأكل في أبسط معانيه  “فمشكلتنا الأساسية هي ضمان لقمة العيش لأسرنا الذين تشبه حالتهم الآن حالتنا، فنحن مضربون عن الطعام رغم وجوده بفضل إخواننا الجزائريين في حين أن أهلنا وأسرنا لم يجدوا ما يأكلون”. تحدث بعض التونسيين وبلغة التحدي “نحن الآن نمثل أبناءنا وكل الأسر والعائلات ونمهل السلطات التونسية لتسوية وضعيتنا على أحسن ما يرام وإلا فكل أبنائنا وأزواجنا والمقدر عددهم بـ3500 مواطن سيلتحقون بنا هنا إلى الأراضي الجزائرية”، رغم أن الحرس الوطني التونسي حاضر بأعداد كبيرة بالشريط الحدودي، لكن بإمكانهم الدخول والالتحاق كما دخلنا نحن هنا إلى الأراضي الجزائرية، حيث وفّر لنا الحرس الجزائري عيادة طبية متنقلة مكونة من طبيب وممرض ويزودوننا بالماء متى احتجنا إلى ذلك، أما الأكل فلن نأكل ولو تسبب ذلك في هلاكنا. وبالمناسبة، وقفت الشروق على صورة رائعة للتضامن الجزائري، حيث حمل بعض المواطنين وجبات من الأكل والفاكهة وأوصلوها إلى مكان تواجد التونسيين، إلا أن التونسيين رفضوا الأكل، شاكرين سكان الشريط الحدودي والحرس الجزائري على كرمهم الحاتمي، ولكن صورة التضامن للمواطنين والعمل الإنساني لحرس الحدود الجزائري، لا يمكن أن ينسينا الصور المؤلمة لمواطنين ينامون فوق الأرض، تلسعهم أشعة الشمس في النهار والبرد القارس ليلا، عيون ذبلت ووجوه تجعدت وبطون خاوية، ومع كل ذلك فإنهم يرددون جماعيا “نحن مع رئيسنا زين العابدين، نحن مع تونس.. نحن أبناء حزب الرئيس.. يا رئيسنا اسمع لنا، لقد حرمونا من الأكل، لقد أوقفوا خيراتك عنّا، أنت أعطيتنا كل شيء ولم يصلنا أي شيء”. عبارات قالها التونسيون وبتأثر كبير من الصعب أن يصمد أي مشاهد أمام الأصوات المبحوحة وأمام مناظر مؤثرة لرجال ينتظرون حلا سريعا من السلطات العليا التونسية أو التحاق عائلاتهم بهم فوق الأراضي الجزائرية، رغم الصعوبة التي يلاقونها حتى في التنقل على أساس أن هناك حوالي 20 فردا آخر من التونسيين حاولوا صباح الخميس الفارط الالتحاق بالغاضبين، لكنهم لم يتمكنوا بسبب التواجد الكثيف للحرس التونسي بالشريط الحدودي، والأمر كذلك بالنسبة للحرس الجزائري الذين منعوا التونسيين من التقدم نحو عمق الأراضي الجزائرية…وبعد أكثر من ساعتين قضتها الشروق مع التونسيين، وقف بعض التونسيين وصاحوا جميعا: “أوصلوا أصواتنا إلى العالم.. إلى رئيسنا زين العابدين بن علي، لرفع الغبن عنا”. هؤلاء تمكنوا من الخروج من تونس لكن الآلاف وراء الستار الحديدي هناك لا يزالون ممنوعين من السفر والآلاف لا يزلون في الداخل والخارج ممنوعين من جوازات السفر من بينهم كاتب هذه السطور . والآلاف يتعرضون للقمع بسبب أفكارهم السياسية ،والنساء والفتيات ممن لا يزلن يعانين من القمع بسبب غياب الحريات الدينية والحق في ارتدء اللباس الذي يرتضينه لانفسهن . ونحن في حاجة لقوائم تضم أسماء الضحايا من كل صنف من أصناف القمع والتنكيل ،الاعلام والحريات الصحافية والنقابات والمساجين وضحايا التعذيب وغير ذلك . ويمكن البدء يتبني قائمة المحرومين من الحقوق المدنية في الداخل ثم ضحايا القمع البوليسي ثم قمع حرية للباس ثم المحرومين من جوازات السفر في الدخل و الخارج . هذه الحقائق نضعها أمام النوفمبريين قبل المعارضة ،وهي ليست في حاجة لتعليق ،فالحروف واضحة والنقاط كذلك . * صحافي تونسي (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 ماي2008)  


شعب تونــــس يرزح تحت ” هولوكوست ” الدولة.
 
 كان من الأنسب أن تساهم هذه ” الكلمة الحرة ” بكلمة في الذكرى الستين لإغتصاب فلسطين من الحركة الصهيونية العنصرية  ولكن نيران المحرقة التي تلتهم أبناء شعب تونس واحدا بعد الآخر سيما في العقدين الأخيرين بعد إنقلاب الجنرال ضد بورقيبة .. لم تدع لنا خيارا بسبب أنها محرقة صامتة مسكوت عن جرائمها بل تجد لها إمتدادات غربية ( أروبية وأمريكية ) تشجعها على ذلك وتوفر لها الغطاء الكافي وليس آخرها شهادة الزور الشنيعة التي قدمها ساركوزي … هولوكوست يحصد تونس وشعبها في صمت دولي وعربي وما أشنع أن تحرق بالنار والناس من حولك مشغولين مشدوهين كممت أفواههم المصيبة … هولوكوست لا تقوده ” دولة ” بل ” عصابة فساد ونهب وقهر ” …

لنبدأ حلقات المحرقة في تونس من آخر ضحاياها:

1 ــ الشاب هشام العلايمي ( 24 سنة ) يصعق عمدا من لدن زبانية ” الدولة ” بالكهرباء في أثناء إعتصام نظمه أهالي الرديف المنتفضة منذ شهور ضد السياسات الإجتماعية والإقتصادية الجائرة. وإذا كان مبلغنا من العلم هو المطالبة بفتح تحقيق فإننا نبشركم بأن عمليات القتل العمد بكل الوسائل ضد حركات الإحتجاج المتصاعدة .. ستتوالى وتتصاعد هي الأخرى وما أيسر أن تقوم ” دولة ” بالتحقيق في مقتل مواطن بريء ليمتد التحقيق سنوات وتكر الأيام بإمتصاص الغضبة … والنتيجة : قضاء وقدر. 2 ــ مجموعة من الفتيات المحتشمات في مدينة صفاقس من عائلات ( غربال والقلال إلخ ..) ينقض عليهن البوليس في جنح الظلام بينما كن يجتمعن في بيت صديقة يتلون القرآن ويتدارسنه ثم يقتدن إلى مخفر الشرطة لينلن نصيبهن غير منقوص من سب الجلالة والكلام الموغل في البذاءة والفاحشة ( على الطريقة التونسية المعروفة ويا للأسف الشديد في هذا المجال ) وتنزع خمرهن ويشبعن ضربا وركلا ويستضفن في تلك الليلة في إحدى غرف المخفر وفي الصباح يفرج على بعضهن ويحتجز بعضهن الآخر. ( أنظر تقرير إسلام أون لاين في بحر هذا الأسبوع ). إنه العدوان إذن على أغلى قيم الإنسان عدوانا صريحا لا يكتمه إلا منافق عليم اللسان : الإسلام والحرية. 3 ــ الحرب ضد حرية المرأة وحرية التدين تتواصل.  في بحر هذا الأسبوع أصدرت وزارة المرأة والأسرة منشورا جديدا تقول فيه بالحرف الواحد ” لوحظ إستخدام الإطارات التربوية لمناديل و” محارم ” وقبعات بدلا من الزي الطائفي الممنوع رسميا بمنشور من الوزارة الأولى ( محمد مزالي عام 1981 ) ونذكركم بأن ذلك ممنوع منعا باتا “. منعت المرأة التونسية منذ عام 1981 من إرتداء الخمار إلتزاما بدينها فلما إنقلب الجنرال على رئيسه عام 1987 وبنى مشروع ” الدولة ” على خطة تجفيف منابع التدين.. تأقلمت تلك المرأة مع الأوضاع القهرية الجديدة فوضعت على رأسها قبعة و ” محرمة ” وهي لباس تقليدي تونسي معروف أو منديلا .. ولكن ذلك لم يُجدِها نفعا ولم يشفع لها. ( أنظر نص المنشور في بيانات جمعية حرية وإنصاف وغيرها من المنظمات الحقوقية التونسية في بحر هذا الأسبوع ). المرأة التونسية هي المرأة المسلمة الوحيدة من بين مليار ونصف من المسلمين .. التي لا يحق لها أن تستخرج بطاقة هوية تونسية أو جواز سفر تونسي أو أي وثيقة مدنية دون أن ترغم على تقديم صورة فوتوغرافية تظهر فيها عارية الرأس بالكامل. المرأة التونسية نالت حظها من السجن والتعذيب كاملا في سنوات الجمر الحامية ( عهد الجنرال وعصابته ) بسبب وضع خرقة قماش على رأسها ( سميرة بن صالح ـ رشيدة الجماعي ـ العويديدي ـ إلخ …). المرأة التونسية كانت ضحية الإجبار على الطلاق فضلا عن التهديد به بسبب ذلك ( في سنوات الجمر تلك تم تطليق زوجة السيد جميل عليلة رحمها الله رحمة واسعة بإجراءات قضائية مزورة ـ ذات إجراءت التطليق القسري طالت نساء أخريات لا فائدة من ذكر أسمائهن الآن  لولا أن الله سبحانه سلم في آخر لحظة وتحديدا بسبب تدخل حرم الرئيس الفرنسي الراحل ” ميتران ” هاتفيا لدى الجنرال ). 4 ــ الحرب ضد القرآن الكريم.  مشاهد لا فائدة من إعادة نشرها مرة بعد مرة فهي معروفة مما جعل الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبل زهاء سنوات ثلاث يصدر فيها بيانا في دورته المنعقدة في إسطنبول.  طال ” الهولوكوست ” في تونس حتى كتاب الله سبحانه تصريحا وفعلا. ( الأستاذ الجامعي في اللسانيات العبدلي يقول بمناسبة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في مارس من عام 1997 في الصباح الأسبوعي بحضرة الجنرال ووزيره للشؤون الدينية ومفتي البلاد : ” لا يطمئن المرء إلى نسبة القرآن إلى الله بسبب إهتزاز شنيع في بنيته القصصية “. أما ركل المصاحف الشريفة خاصة في السجون إمعانا في تحدي مساجين حركة النهضة .. فهو أمر شائع شيوع سب الجلالة في أكثر الدوائر الرسمية الحكومية .. بال رئيس منطقة الشرطة المقبور بالسعود في سجن صفاقس على المصحف الشريف أمام مساجين حركة النهضة إمعانا في التحدي وكسرا لشوكتهم في بحر سنوات الجمر تلك فقضى بداء السرطان جزاء وفاقا : إنتقم منه رب المصحف الشريف سبحانه في هذه الدنيا بأن أصابه السرطان في ذكره الذي بال به على المصحف … 5 ــ تمر بنا في هذه الأيام ذكرى تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ( أعرق منظمة حقوقية عربية وإفريقية) وكان ذلك يوم السابع من مايو 1977. شهدت تلك المؤسسة الحقوقية العتيدة بعض هامش من الحرية في عهد بورقيبة فلما جاء الجنرال وعصابته قيدت حركتها بالكامل ونسجت مؤامرات للإنقلاب عليها خاصة عام 1992 عندما كان الدكتور المرزوقي يديرها ثم خرجت من محنتها تلك بأضرار كبيرة وجسيمة وهي اليوم تناضل منذ سنوات طويلة من أجل عقد مؤتمرها العادي ولكن لا تجد هامش حرية ضيق جدا لفعل ذلك. كان ضرب مؤسسات المجتمع العتيدة من مثل إتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان وإتحاد الطلبة .. ضروريا لسحق حركة النهضة ومن في إثرها من المعارضة الوطنية الديمقراطية الجادة تماما كما يحتاج اللص دوما إلى إطفاء الأنوار والتسلل في جنح الظلام. أجل. ضربت الرابطة ضربا شديدا موجعا ولكن ظهرت للوجود بعدها مؤسسات حقوقية جديدة وصغيرة ولكنها دائبة النشاط من مثل حرية وإنصاف والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع والمجلس الوطني للحريات وغير ذلك. 6 ــ ” عصابة ” عدوها الإعلام الحر. ذلك هو مخ تصريح أخير لمنظمة مراسلون بلا حدود. معلوم أن المنظمة الدولية للصحافة علقت عضوية تونس منذ فجر التسعينيات أي في الشرارة الأولى للمحرقة التي تقودها ” الدولة ” ضد حركة النهضة أساسا ثم ضد كل صوت حر كما أنه معلوم أن البرلمان الأروبي هدد تونس في أكثر من مناسبة ـ قبل إندلاع كارثة 11 سبتمبر وما تلاها من نكبات ضد البشرية في مدريد ولندن ـ بقطع خطوات الشراكة الإقتصادية بسبب سوداوية الملف الحقوقي بل وصل الأمر حد صدور وثيقة في بداية سنوات الجمر الحامية عن الخارجية الفرنسية تدين الهمجية البربرية التي يتعامل بها الجنرال وزبانيته ضد حريات الناس وحقوقهم سيما أن تلك الفترة قد شهدت موت عدد كبير من سجناء حركة النهضة في السجون تحت التعذيب فيما عرف بخطة الموت البطيء. لقد شهدت أواخر الفترة البورقيبية هوامش حرية إعلامية تسمح بإلتقاط النفس ولو مع الخنق والمتابعة ولكن ما إن حدث إنقلاب الجنرال حتى رفع الشارة الحمراء في وجه كل صوت حر لا يسبح بحمده أو بحمد حزبه. بدأ بإجهاض ” الرأي ” تلك المدرسة الكبيرة في الحرية الإعلامية التونسية ثم كر على كل الصحف الحزبية والحرة واحدة بعد واحدة وبقيت عشرية التسعينيات كاملة تقريبا تعيش على دجل وهراء الإعلام الرسمي سيما أن الإعلام الإلكتروني في ذلك الوقت لم ينتشر بعد وكذلك الفضائيات. وأد الجنرال بعد ذلك بمدة لسانا إعلاميا آخر له مصداقيته ” حقائق ” التي يديرها عمر صحابو. أما منابر الحركة الإسلامية فقد كان وأدها يسيرا جدا قد لا يتطلب إذنا من الجنرال ولذلك صعقت ” الفجر ” قبل طلوع الصبح فكانت المولود الذي لم ير النور في عملية إجهاض قيصرية سريعة شنيعة. أما اليوم فإن الدائرة تدور رحاها ضد جريدة ” الموقف ” التي حيكت ضدها مؤامرة عرفت آنذاك بقضية المقر ثم عضلت مرات ومرات مما إضطر رجال تحريرها إلى بيعها بأنفسهم في الشوارع ثم إلى إعلان إضراب مفتوح عن الطعام وذلك هو ما يجب أن يكون في عرف الجنرال وعصابته بسبب التحدي الذي رفعه السيد محمد نجيب الشابي في وجه ” فرعون تونس ” الذي يهيء نفسه بعد تعديلات دستورية مزيفة كثيرة إلى حكم البلاد في دورة رئاسية مقبلة من 09 حتى زيارة ملك الموت إلى ضاحية قرطاج أما الدبابة فلا تأتي بخير ولا هي في أفق قريب منظور .. حتى الإعلام الإلكتروني قيض له الجنرال بوليسا سماه ” بوليس الإنترنت ” يحرس التخوم التونسية أن تتسلق إليه ” تونس نيوز” أو ” الحوار.نت ” أو ” النهضة.انفو ” أو ” السبيل أون لاين ” أو ” الفجر نيوز ” أو ” الوسط ” أو ” نواة ” أو أي كلمة متسللة تعبر الحدود .. سجن المرحوم زهير اليحياوي وسجن المنفي في بلاده السجين السياسي السابق عبد الله الزواري وسجنت مجموعة من شباب جرجيس عرفت بمجموعة الأنترنت .. قبل سنوات ( في سنوات الجمر الحامية ) بسبب الإبحار في الشبكة العنكبوتية ومازال بوليس الأنترنت في تونس حيا يقظا يحلم بالوقوف في وجه الثورة الإعلامية الهادرة … الشعب التونسي من الشعوب العربية والإسلامية القليلة التي تحرم بسبب البربرية الهمجية للجنرال وعصابته من مراسل لقناة الجزيرة الفضائية .. بل وصل الأمر في سنوات الجمر الحامية إلى حد المنع من وضع أطباق هوائية فوق المنازل. الصحفي بوخذير ما زال يقبع في السجن بسبب كلمة حرة في موقع إعلامي. ومن قبله قضى المحامي الشاب محمد عبو سنوات طويلة في السجن بسبب إعتراضه كتابيا على زيارة السفاح شارون إلى تونس. 7 ــ ” دولة ” بوليسية بكل معاني الكلمة.  أكثر من 150 ألف شرطي رسمي في عشرة ملايين مواطن أما جيوش الشرطة السرية بعضها مرتبط مباشرة بالقصر في فسيفساء من التعقيدات الأمنية المتضاربة .. فلا حصر لها. ” دولة ” رائدة في جمع شمل السلك الأمني العربي من خلال الحرص على عقد مؤتمرات وزراء الداخلية العرب في موعدها وجدول الأعمال دوما هو هو لا يتغير : تبادل المعلومات عن المعارضين وخاصة من الإسلاميين وتيسير سبل تسليمهم والتضييق عليهم. تلك هي رسالة” العهد الجديد”. ليس له من رسالة أخرى في الحياة ولذلك حقق فيها نجاحات كبيرة جدا. 9 ــ إفتعال قضية السلفية لتقمص دور الضحية من جديد وإستدرار عطف المجتمع الدولي. ذلك ما أكده أكثر من لسان دفاع في قضايا كثيرة متتابعة ضد ما عرف بحوادث ضاحية سليمان ( ديسمبر كانون الأول 06 ). تجري مداولات المحكمة قبل أسابيع قليلة على إمتداد 36 ساعة دون إنقطاع وأحكام بالإعدام وبالمؤبد وأحكام أخرى قاسية طويلة ضد عشرات من الشباب التونسي الذي جيء به بعد وجبات إعتقال وتعذيب شنيعة ليكون كبش فداء بحسب ما أكد المحامون. 10 ــ قوارب الموت تأكل شباب تونس وتسحق زهراتنا. يبيع الشاب أملاك أبيه أو يتحايل بألف ألف حيلة وحيلة ليدفع مليوني مليم تونسي لوسيط بينه وبين المركب البحري الصغير الذي يستقله إلى إيطاليا وهو يعلم أن أكثر من ركب البحر قد سقطوا لقمة سائغة في أفواه قروش المتوسط. شباب من الذكور والإناث على حد السواء. فيهم الدكتور وفيهم الجامعي وفيهم المثقف وفيهم الريفي وفيهم الحضري وفيهم المعارض وفيهم المسالم وفيهم الأمي وفيهم المتزوج وفيهم الأعزب … يرى ذلك الشباب بأم عينيه كيف أن ” فلانة ” أو ” فلانا ” من المقربين يستولون على معمل كبير أو مصنع ضخم أو مشروع ناجح إستيلاء القوي على الضعيف يهدده بتسليط الإجراءات الحكومية ضده … فراعنة صنعهم القصر وأطلق أيديهم القذرة في أموال الناس وأعراضهم وكرائمهم يستولون عليها إستيلاء بأسياف التخويف من سلطان الحكومة ومصالحها المالية … قاسى أهل الرديف في أقبية التنقيب عن معادن الأرض عقودا طويلة .. كان أملهم في إتحاد الشغل ألا يخذلهم .. مات عاشور رحمه الله فترمل الإتحاد من بعده وأحكم الجنرال قبضته الحديدية على أعرق منظمة عمالية عربية وإفريقية وإسلامية .. ثم إنتفض أهل الرديف وووجهوا بالرصاص الحي .. ثم كان منهم الشهيد الأول : هشام العلايمي.  هب أن الناس في تونس ينعمون بخيرات جنات الفردوس الأعلى التي فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت .. متى كان الإنسان عجلا يسمن بالأكل والشرب؟ العجل الذي يفعل به ذلك يعد للذبح. فهل نعد شعبا للأكل؟ كيف يتراجع دعاة الحرية وسرعان ما ينسون أنهم حماة كرامة الإنسان؟ تلك الخطة الخبيثة ( خطة تجفيف منابع التدين ) هي التي أنشأت ظواهر إجتماعية في تونس يقف لها الشعر ويرتجف لها الفؤاد لمن كان له أدنى حياة في القلب : إن القلب ـ ورب الكعبة سبحانه ـ ليتفطر لمجرد ذكر ظاهرة الأمهات العزباوات في تونس. هل نسينا الحكمة التي صاغها الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا الجريمة في تونس بلغت معدلات مخيفة وهي جريمة ضد الأرحام وجريمة منظمة لا تكاد تنكشف خيوط بعضها حتى تلفى فيها أعوانا من البوليس الذي عهد إليه بحفظ الأمن في البلاد .. جرائم قتل بشعة جدا ضد الأم وضد الأب وضد الزوج والزوجة بسبب دريهمات .. معدلات تعاطي المخدرات وصلت الخطر المحدق : أطفال المدارس الإبتدائية .. يهدى الواقي من الحمل بالمجان في كل مكان تشجيعا على الفاحشة المغلظة … الشاب المحظوظ في العرف التونسي هو من يظفر بعجوز أروبية ينكحها ليفر من البلاد .. تونسيات عربيات مسلمات يتزوجن أروبيين من غير دينهن للفرار من البلاد .. البلاد تحولت إلى سجن خانق .. تونس مرجل يغلي بأهله : العاطل لا يجد عملا والثروات توزع أمام عينيه على الوجهاء وصاحب الرأي يمنع من إبداء رأيه حتى على صفحة إلكترونية والسياسي مهدد إن تجاوز سقفه بتهمة الإنتماء إلى حركة النهضة والنتيجة : سجن و تعذيب والمرأة لها حرية التعري بالكامل ولكن ليس لها حرية وضع خرقة على رأسها ولو كانت قبعة أو ” محرمة ” تونسية تقليدية ( أنظر المنشور ) .. ذاك المرجل الغالي يوشك على الإنفجار .. الإنفجار في مثل تلك الحالة قانون إجتماعي محتوم .. وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ هل نسي الناس أن الجنرال وعصابته يحتجزون منذ عقدين كاملين عشرات من سجناء حركة النهضة في ظروف إعتقال بالغة السوء والقهر تطبق عليهم خطة الموت البطيء الذي خطف منهم عشرات أما من يسرح منهم فإنه يظل معرضا لمخلفات السجن وأمراضه فإن عاش عاش عليل الجسم وإن كتب الله عليه الموت قضى .. 2 ــ هل نسي الناس أن أولئك المساجين تسجن معهم عائلاتهم وأقاربهم ومعارفهم في بيوتهم وفي محال إقاماتهم إلا من له منهم سابق إنخراط في الحزب الأوحد الحاكم لعله يشفع له .. هل نسي الناس أن زوجة السجين وزوجة الفار من ” عدالة الجنرال” تحاسب حسابا عسيرا مع مطلع كل شمس على علبة حليب يعثر عليها البوليس في بيتها .. ذلك البوليس الذي نسي أنه عربي إسلامي تونسي عار عليه أن يهتك حرمات النساء دون إذن .. إلا قليلا منهم ممن حفظ لنفسه ذلك الشرف .. 3 ــ هل نسي الناس أن السجين المسرح لا يحق له العمل مطلقا لا بالرجوع إلى عمله السابق ولا حتى بائع حلوى على رصيف قرية نائية .. حتى لو كان دكتورا مبرزا في الفيزياء والكيمياء ( أليست نكبة تونس في العالم منصف بن سالم كافية لتابيد تخلفنا العلمي ) .. في السجن سياسة الموت البطيء وخارج السجن سياسة الفقر البطيء .. لا يحق للسجين حتى مواصلة تعليمه الجامعي وبالكاد تحصل الأستاذ العجمي الوريمي على ذلك الحق ثم تلاه الأستاذ الصحبي عتيق .. 4 ــ ألسنا نعيش في جمهورية رعب ومملكة فزغ دائم وخوف لصيق؟ إذا لم يكن ذلك الذي يدور في تونس ضد شبابها وبناتها هو عين المحرقة فكيف تكون المحرقة؟ محرقة بأيدي تونسية وبتأييد أمريكي أروبي صهيوني؟ محرقة ضد الحريات السياسية والفكرية بل الأنكى من كل ذلك : محرقة ضد الحريات الدينية والشخصية الخاصة جدا …

ولكن الأمل في الله وفي الإنسان في تونس قائم متجدد رغم الداء والأعداء ..

1 ــ قد تقول إنك تنبش الماضي وهو جثة هامدة لا حياة فيها .. ولكن نبش ذلك الماضي مفيد لئلا نفقد الذاكرة فيطمع بعضنا في العسل الصافي من الدبابير الشرسة التي لا تحسن غير القرص ومص الدماء .. المنكور هو وقوفنا عند ذلك الماضي نهيل عليه جبالا من النحيب .. وكلمة أخرى : صانع ذلك الماضي الأليم مازال حيا ينعم بالأمن والسطوة .. فالحديث عن حاضر .. ومادام المساجين السياسيون لحركة النهضة يقبعون في السجن فالماضي هو الحاضر .. 2ــ الوجه الآخر المضيء هو :   شعب تسلخ هويته العربية الإسلامية منذ نصف قرن كامل ولكنه أبى الإنخراط في التغريب ومسخ الهوية فهو يجاهد في الجملة بصمت في أعماق البلاد ــ حزب حاكم ضرب كل معارضية بشراسة ولكنه مضطر للتزييف في كل مرة لحصول ” جنراله ” على أغلبية مريحة تحت قبة ” البرلمان ” ــ حركة إسلامية وسطية معتدلة قمعت بصلف ليس له نظير في التاريخ العربي المعاصر ولكن صمد سجناؤها ومسرحوها ومنفيوها وهي اليوم الغائب الحاضر ــ حركة معارضة علمانية عقلت الدرس جيدا : ضرب حركة النهضة هو ضرب للحرية والديمقراطية فلا بد من التحالف معها فكانت هيئة 18 أكتوبر ــ حركة تدين واسعة من الشباب ذكورا وإناثا تسخر من الإثنين معا : حركة التغريب العلماني التي شيد بورقيبة أسها في تونس وحركة الدكتاتورية العمياء التي بنى عليها خلفه ” الدولة ” .. ولتكن حركة تدين ينقصها الرشد فإنما يكون الرشد بالتجربة وإن آمال إلتقاط تلك الحركة الواسعة لمواضع النضج لواعدة كثيرة إن شاء الله 3 ــ أمل في الله وفي الناس لا ينقطع : بوابته الكبرى هي الحكمة التي صاغها أحمد شوقي : وللحرية الحمراء باب … بكل يد مضرجة يدق. ليس لشعب تونس ولطلائعه المجاهدة في كل مواطن الجهاد المدني السلمي وكل مواضع الإنتاج العلمي والفكري والفقهي والتربوي والإعلامي .. ليس لأولئك جميعا سواء كانوا يساريين أو إسلاميين داخل البلاد أو خارجها إلا مواصلة الجهاد السياسي والإعلامي والثقافي والفكري والتربوي والإجتماعي والإغاثي على درب الحرية. لم ينل الجنرال وعصابته من قيم الحرية في تونس بسبب شطارته ولا مهارته ولكن بسبب ظروف داخلية لعل أهمها تفرق شمل المعارضة بين إسلاميين وعلمانيين وظروف خارجية لعل أهمها نشوء الدولة القطرية الجديدة ( دولة التجزئة بتعبير منير شفيق) وهي دولة تابعة بالضرورة إلى هذا الحلف الغربي أو ذاك. أجل.جرت الرياح كثيرا وطويلا بما لا يشتهي ربان سفينة الحرية ولعل ذلك أدعى إلى تشبعهم بتلك القيمة العظيمة قبل أن يورثوا السلطان ..تلك موازنات داخلية وخارجية بدأت بالتبدل ولكن للزمن ضريبته ولحركة الإنسان وتيرة نبضها المعروف الحوار نت (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 09 ماي2008)


                                                                                                                    بسم الله الرحمان الرحيم                                                                                               

                                                                                                         و الصلاة و السلام على افضل المرسلين                                                                                                                تونس في 07/03/2008                                                                                                                 بقلم محمد العروسي الهاني                                                                                                            مناضل و كاتب في الشأن التونسي                                                                                                                  و العربي و الاسلامي
                                                                                                                   الرسالة رقم 444 
   على موقع الحرية

لمسة وفاء لروح المناضل الكبير الحسين الحاج خالد رحمه الله

يحيي المناضلون الدستوريون الأحرار ذكرى وفاة المرحوم الحسين الحاج خالد. الذي غادرنا يوم 12 ماي 1987 في سن 53 سنة في عنفوان العطاء و السخاء، فقد ولد المرحوم سنة 1934 في بلدة الحنشة و كان ينحدر من اسرة فلاحية وطنية حيث كان والده الحاج خالد السالمي من عائلة ماجدة و ذا حسب و نسب و تحمل رئاسة الشعبة في بداية ميلاد الحزب الحر الدستوري الجديد عام 1934 ، و تربى نجله الحسين رحمه الله على قيم و ثوابت وطنية عالية و في عام 1940 دخل المدرسة الابتدائية بالحنشة و تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1946 ، و التحق بالمدرسة الثانوية بصفاقص عام 1947 و كان من انشط التلاميذ في المعهد الثانوي متحمسا لمبادئ الحزب الحر الدستوري ملبيا نداء الواجب الوطني. و في عام 1949 زار الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله صفاقس و اجتمع باحرار صفاقس و ألقى التلميذ الحسين الحاج خالد قصيدة شعرية امام المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و قد تاثر الزعيم بهذه القصيدة الرائعة. و أوصى الزعيم خيرا بهذا الشبل في النضال و في عام 1951 شرع الشاب الحسين الحاج  خالد في توزيع مناشير الحزب و صحفه و نشر تعليمات الزعيم و الاستعداد للمعركة الحاسمة في الربع الساعة الاخير. و شعر الاستعمار بخطورة الوضع فعمد غلاة الاستعمار الفرنسي في غضون عام 1952 الى اعتقال المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة يوم 18 جانفي 1952 و رفاقه من الزعماء و شملة الحملة التعسفية كل المناضلين بما في ذلك الأخ الحسين الحاج خالد و كان اصغر سجين عمره لا يتجاوز 18 سنة و حكم عليه بثلاثة و ثلاثون سنة  و في السجن بتونس قام الشاب المناضل صحبة مجموعة من المناضلين بثقب السجن المدني و الفرار منه للمشاركة في المعركة الحاسمة من خارج السجن لكن الاستعمار الفرنسي تفطن لعملية الفرار و اعادهم من جديد و قام بعملية التنكيل و التعذيب و بقي المناضل الحسين بالحاج خالد  في السجن و وقع نقله الى سجن الأصنام بالجزائر حتى عام 1955 بعد الحصول على الاستقلال الداخلي و عودة الزعيم بورقيبة الى ارض الوطن غرة جوان 1955 و عند اطلاق صراحه و هو في سن الحادية و العشرين شرع في العمل السياسي الحزبي و كان اول رئيس شعبة دستورية بلحنشة و سنه 21 سنة و تحصل على اول بطاقة مقاوم رقم 1 في كامل البلاد. و تاريخ الاخ المناضل حافلا بالنشاط و المواقف الوطنية من 1952 الى تاريخ وفاته 12/05/1987 . و تحمل مسؤوليات كبيرة في صلب الحزب منها كاتبا عاما لجامعة جبنيانة عام 1958 و عضو بلجنة التنسيق بصفاقس من عام 1959 الى 1987 ما عدى فترة قصيرة و انتخب عضوا بالمجلس الملي ما يسمى الآن باللجنة المركزية للتجمع  سنوات 1961 ، 1962 ، 1963 رفقة مجموعة من المناضلين اذكر منه بالخصوص الاخ المناضل محمد بكور  و نشط الاخ  الحسين الحاج خالد  في مجلات عديدة و ساهم في نهضة التعليم بولاية صفاقس حيث بعث أكثر من 25 مدرسة ابتدائية  و  بعث عددا من الشعب الدستورية بكامل ارياف ولاية صفاقس. و كان له الفضل في تطوير الحنشة و اصبحت معتمدية و بلدية و بها كل المرافق منذ سنة 1968 تقديرا لنضالاته و تكريما لمكانته. و الاخ الحسين الحاج خالد نظيف و شريف و طاهر لم يجري وراء المناصب و المادة … و في فترة ما بين عام 1969 و 1972 كان معتمدا على الله و شرف المهنة و لم يطلب مليما او طلب رخصة او امتياز . و لم يجري وراء المناصب ولو تعلقت همته بذلك لحقق رغبته حالا لم يجري وراء مجلس النواب او خطة معتمد او والي او كاتب عام للجنة التنسيق رغم انه قادر و صاحب كفائة و نضال وطني و همة عالية و علاقات متينة مع اعضاء الديوان السياسي في تلك الحقبة  و الاخ المناضل النظيف الشريف رفض المادة. و عندما اقعده المرض سنة 1986 زاره السيد الهادي البكوش الوالي السابق بصفاقس  و مدير الحزب الاشتراكي الدستوري سنة 1986  الى منزله باعتباره من اصدق الاوفياء المناضلين  للمرحوم الحسين و بعد ان غادر الاخ الهادي البكوش منزله بعد عيادته في الحنشة اذن السيد احمد بالأسود كاتب عام لجنة التنسيق بصفاقس بارسال مساعدة مالية للاخ الحسين و كمية من الادوية. و كلف السيد احمد بالاسود الاخوين الطاهر حمودة و رجب بن عامر اصيلا الحنشة بالاتصال بالاخ المناضل الحسين الحاج خالد و تسليمه الصك و الادوية و لكن المناضل الشريف رفض الصك و قبل الادوية هذا هو الاخ الحسين الحاج خالد رحمه الله. و اليوم مشكورة شعبته التي تحمل اسمه تحيي هذه الذكرى الواحدة و العشرين وفاء لروحه الطاهرة الزكية و اعترافا بخدماته و نضالاته الواسعة فشكرا للأخ المناضل عبد الرزاق السلامي رئيس الشعبة الدستورية و أعضاء الشعبة و البلدية و كل الإطارات المحلية الادارية و التجمعية بالحنشة و على رأسهم الأخ المعتمد الجديد السيد منير الريحاني الذي يذكرنا بحيويته و حركيته بحركية المناضل الحسين الحاج خالد رحمه الله  على هذه المبادرة الكريمة و اللفتة الوطنية التي تعزز مكانة التجمع في قلوب المناضلين و تزيده اشعاعا و ريادة و اني لا أنسى بوصفي عاشرت الأخ من قريب طيلة ثلاثة عقود من 1957 الى 1987 تاريخ وفاته لا انسى مجهودات هذا المناضل الكبير و اياديه البيضاء و مساعداته المعنوية و الأدبية لكل المناضلين خاصة بمعتمدية جبنيانة الكبرى آن ذاك و اني اعترف له بالجميل في تكويني السياسي و الوطني و فضله لا ينسى هذه شهادة أذكرها للتاريخ في ذكرى وفاته عسى ان تغذي فينا الشعور بالوطنية و الحب لتونس و مواصلة النضال في ترابط متين بين الأجيال و في هذا الإطار اسجل بكل اعتزاز و نخوة اللفتة الكريمة لنجله الدكتور الحبيب السلامي الذي زكاه التجمع الدستوري الديمقراطي لمنصب رئيس بلدية الحنشة و في ذلك شرف للجهة و لأبنائها البررة و نرجو ان تتواصل هذه اللفتة حتى تكون الحنشة ممثلة في كل المجالات الادارية و المناصب السياسية السامية وفاء لروح المناضل و تكريسا لشمولية التمثيل و العدل السياسي في عهد الرئيس بن علي. قال الله تعالى: ” هل جزاء الاحسان الا الإحسان ” صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني


أزمة التعليم في تونس

 

شغل قطاع التعليم في السنوات الأخيرة الرأي العام التونسي لما شهده من إصلاحات دائمة تفرض على الإصلاح إصلاحا أخر قبل أن يدخل الأول حيز التنفيذ.هذا التمشي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل قطاع التربية والتعليم وتهميشا واضحا لا للمربين فقط بل للتلاميذ والناشئة عموما. لقد أقدمت الوزارة على إجراءات وصفها البعض بأنها مضرة بالتلاميذ من حيث أنها تساهم في تراجعهم العلمي والمعرفي ومن أبرز هذه الإجراءات إقدامها على التخفيض من التوقيت الأسبوعي المخصص لتدريس مادتي العربية والفلسفة سواء في شعبة الآداب أو في الشعب العلمية مما انعكس سلبا على جميع الأطراف وبالأخص التلاميذ الذين تراجعت مستوياتهم الفكرية والعلمية بشكل ملحوظ ولنا أن نقارن تلميذ سنوات الثمانينات بتلميذ الألفية الثالثة لنلاحظ الفرق البين بين الأمس واليوم.إن الوعي بخطورة الوضع جعل الإطارات التربوية لا تفوت فرصة إلا وتنتهزها للتنديد بالحالة المزرية التي يمر بها القطاع من حيث درجة وعي التلاميذ وقدرتهم على النقد والتحليل.ولقد جاء تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول التعليم في بلادنا في إطار مشروع لقياس قدرة التلاميذ على حل المسائل الحسابية ليكشف بعمق عن التراجع الفكري الذي عرفه التلميذ التونسي مع السياسة الحالية التي تتخذ الإجراءات فيها شكلا أحاديا. وهذا الوضع سيساهم في إنشاء جيل لا يقوى حتى على كتابة جملة مفيدة. هذا التقرير وضع مستوى التلميذ التونسي في أخر ترتيب قائمة تضم40 دولة. كيف لا والسلطة السياسية لا تدرس قراراتها بعمق وتستند إلى مرجعيات تنقصها الكفاءة والمهارة وتتعامل مع مصير أبنائنا بكثير من الاستخفاف واللامبالاة. ولعله بات من الواضح أنها لا تريد شبابا يفكر ويحلل وينقد ويتدخل في أمور رأت الدولة أنها لا تخصه. وإنه لمن المريح لها أن تنتج أجيالا “حمقاء, بليدة…” لكي لا تقلق راحتها بأفكار وانتقادات هي في غنى عنها. إن ما تريده السلطة فعلا هو أشباح بشر تطوعهم حسب أهوائها دون عناء. بل لعلها تريد أن تريحهم من مشقة التفكير ومعاناة الاصلاح. تتغنى الدولة بتحقيق نسبة 99 بالمائة من التمدرس لكنها تنسى أن الأشياء لا تقاس من هذا المنطلق “ففعالية المدرسة تقاس بما تصنعه وليس  بعدد من يدخله”. إن مسألة التعليم تستحق حوارا وطنيا تشارك فيه العناصر الكفؤة المهتمة ببناء أجيال نيرة ترقى بعائلاتنا وببلادنا إلى مستقبل أفضل.            هدى العبدلي      

 
  

المعارضة الديمقراطية والانتخابات الرئاسية : بين المصلحة الوطنية..والحسابات الشخصية

 

 
بلقاسم حسن معروف أن رضاء كل الناس غاية لا تدرك وأن مرجعيات تقييم المواقف والسلوكات والآراء مختلفة بحسب المدارس النظرية والاتجاهات الفكرية والممارسات الاجتماعية المرجعية وأيضا بحسب الأهواء والمصالح. من المتفق عليه أن القانون ينظم العلاقات داخل المجتمع ويحد الحقوق ويضبط الواجبات وأن هذا القانون نابع من الإرادة العامة باسم سيادة الشعب وفق موازين القوى السياسية – الأغلبية – الأقلية- سياسات الحزب الحاكم – مدى تمثيلية القوى السياسية والفئات الاجتماعية . دولة القانون هي الدولة التي تضم القانون في إطار الصلاحيات التشريعية للسلط الدستورية المعنية وباسم سيادة الشعب التي تتبلور عبر الانتخابات لاختيار ممثلي الإرادة العامة بتحكيم صندوق الاقتراع هي أيضا تخضع للقانون بعد وضعه وليست فوق القانون أو بجانبه. وتبقى القوانين في المطلق متصفة بخاصيتين متلازمين : الأولى أنها تطبق على الجميع بلا إستثناء دولة ومجتمعا وجماعات وأفراد – مواطنين- والكل سواء أمام القانون. والثانية أن كل قانون قابل للمراجعة وإعادة النظر ما عدى ما يتم التنصيص قانونيا وبشكل صريح على إستحالة تغييره – مثل النظام الجمهوري الذي يؤكد الدستور التونسي على عدم إمكانية المس به- اللهم إذا تم دوس القوانين والضرب عرض الحائط بأسس الديمقرطية كما يحدث بواسطة الانقلابات والأحكام العرفية . وما دام القانون ساري المفعول ولم يقع تحويره أو تغييره وفق الآليات القانونية والأساليب الديمقراطية تبقى من المنظمة للعلاقات والسارية على الجميع وإن كان تغييرها دائما ممكن إذا توفرت موازين القوى السياسية الملائمة وتغيرت الشروط المطلوبة لتغيير قانون ما. إذن هذه القوانين تبقى سارية ما لم تتغير وبقطع النظر عن درجة الرضاء عنها فرضاء الجميع كما ذكرنا أعلاه غاية لا تدرك. أخيرا كلنا يبحث عن ممارسة الحرية ولو كان الأمر مرهونا لإرادة كل واحد منا لتضاربت إرادات الأفراد والمجموعات وتصارعت الحريات وصارت حريتي مشروطة بضرب حرية غيري وحرية غيري مرهونة بالقضاء على حرية ولقامت الفوضى ولساد قانون الغاب ولذلك أكد فلاسفة الأنوار مثل فولتير وروسو ومونتسكيو بأن الحرية هي ممارسة ما تبيحه لنا القوانين ولا معنى للحرية في غياب القانون، هذا القانون الذي يسود ما دام معتمدا وهو قابل للتغيير ومن حق الجميع العمل على تغييره بالطرق الديمقراطية وضمن قانون اللعبة السياسية وحسب موازين القوى المعبرة عن الإرادة العامة الممثلة لسيادة الشعب غير أنه ما دام لم يتغير فهو الذي يطبق . هذه بديهيات أردنا التأكيد عليها كما نؤكد على أن السياسة هي فن الممكن وحسن التعامل مع متطلبات الواقع واعتبار للظروف والشروط الموضوعية والذاتية وميزان القوى وأن المعارضة الديمقراطية المؤسسة على القانون بدورها خاضعة للقانون وإن كانت تطالب بتغييره بل ومن حقها ومن واجبها المطالبة بتغيير العديد من القوانين وتطوير الكثير من القوانين لتكون أكثر ملاءمة للحياة الديمقراطية وأكثر تعبيرا عن الطموحات الشعبية والتطورات المجتمعية ولكنها ليست فوق القوانين السارية ولا حذوها فهي تخضع لها وفي نفس الوقت تسعى إلى الإصلاحات القانونية الضرورية لمزيد الارتقاء بالممارسة الديمقراطية المعارضة الديمقراطية لها بديلها وبرامجها ومشاريعها ولكن هي جزء من المجتمع السياسي ولا يمكن ان يكون لكل حزب معارض قانون على مقاسه والشاطر هو الذي يعرف كيف يعمل في مختلف الظروف وفي سائر الشروط بالحد الممكن المتوفر سواء كان الحد الأدنى أو الأوسط أو الأقصى فهذه مشكلته ولكن دائما حسب القانون السائد واعتبار لميزان القوى وللظروف الذاتية. لذلك نجد أغلبية أحزاب المعارضة الديمقراطية تطالب بالإصلاحات المتواصلة وتبلور التصورات وتقدم الإقتراحات وتدعو إلى تطوير القوانين ودعم المسار الديمقراطي وفي نفس الوقت تتفاعل مع الوضع القائم وتستثمر ما يقع تحقيقه من مكاسب وما يتم إرساؤه من إصلاحات لتعزيز دورها وضمان مشاركتها . هذا هو حال أغلبية الأحزاب الديمقراطية التي تعارض وتنقد وتقترح وتعبر عن استعدادها للحوار والمشاركة وحرصها على تعزيز الديمقراطية وتدعيم التعددية مع تفهمها الضغوطات الواقع وإقرارها بوجود عراقيل وصعوبات بعضها ناتج عن رواسب الماضي وبعضها متأت من انعكاسات الأوضاع الإقليمية والدولية وبعضها بسبب المخاطر المحدقة والكل يعرف أن الرفض الدائم والقطيعة المتواصلة منطق عدمي ويتسبب في العزلة والتهميش. ونأتي الآن إلى بيت القصيد ونتساءل هل أن أي تعديل للقانون الانتخابي لا يستجيب لانتظارات مترشح معين أو حتى حزب معين أمر غير مقبول؟ السؤال البديهي هو التالي : كيف يعلن مواطن عن ترشحه قبل أن يكون القانون متيحا له هذا الترشح؟. إذا كانت نية الترشح قائمة على نية الحصول على تزكية ثلاثين نائبا أورئيس بلدية فالأمر محسوم لأن الدستور يضمن ذلك وما على صاحب النية إلا التوكل ودعوة النواب أو رؤساء البلديات لتزكيته ثم الإعلان عن ترشحه أما أن يعلن عن ترشحه ويمتحن النظام ليكون متفتحا إن قبل ترشحه ومنغلقا إن تجاهله فهذه لعبة موازين قوى والصراع قائم بين الأطراف المعنية ومفهوم أن لعبة الصراع تخضع لقوانين الواقع بالظروف الذاتية والموضوعية لكل طرف ويبدو من المعقول أن الأضعف هو الخاسر ولا لوم على الأقوى في مثل هذه الحالات التي يكون فيها الصراع غير قائم على الحوار والاقتراح بل على الاتهام والإستقواء بقوى الضغط الخارجية واعتماد وسائل غير ديمقراطية والتشكيك في مختلف قوى الطيف الديمقراطي وأحزاب المعارضة الديمقراطية التي تعارض وتطالب بالإصلاحات وتؤمن بالحوار وتقدم الاقتراحات تتفاعل مع المتغيرات الإيجابية مهما كانت نسبية إيجابياتها. أما فسح المجال لترشحات أخرى غير تلك القادرة على تجميع التزكيات كما ينص عليها الفصل الدستوري فتبقى في جميع الحالات خطوة إيجابية بقطع النظر عن الأشخاص والحسابات الخاصة والضيقة سواء كانت حزبية أم شخصية. ومن المعلوم أنه في السياسة لا توجد هدايا مجانية ولا تقدم التنازلات جزافا ولأن ميزان القوى السياسي والإجتماعي في البلاد ما يزال غير سانح لبديل عن نظام الحكم القائم مهما غالينا في تقديرحجم المعارضات ومكانة ” الزعامات” فإن كل طرف يتحمل مسؤوليات سياساته وتبعات إختياراته وبالتالي فإن الذي يختار منهج القطيعة ومنطق التصعيد والمعارضة الراديكالية لا يجب أن ينتظر بداهة هدايا وتنازلات فهذا هو مربط الفرس وحجر الزاوية في الموقف من التنقيحات التي أدخلت على الدستور لفسح المجال أمام ترشحات لاتتطلب التزكية المنصوص عليها في الفصل 40 من الدستور. ونحن نعلم جميعا إلا من يكابر ويغالط النفس والشعب بأن الترشح في حد ذاته ليس كفيلا بضمان توفر منافسة حقيقية على منصب رئاسة الجمهورية بل هو حقيقة في واقع تونس الحالي وواقع المعارضة فرصة لمزيد ترسيخ الخطاب التعددي والسير قدما في دعم المسار الديمقراطي والتعريف بالبرامج والتوجهات وتقييم مدى الإشعاع وحجم التمثيلية في حين أن الوصول إلى منصب الرئاسة يتطلب إنتشارا حزبيا في مختلف مدن البلاد وقراها وفي صلب فئاتها الشعبية بسائر شرائحها وتوفر قدرات مادية وبشرية على مستوى الإستحقاق وإشعاعا شخصيا في صلب مختلف مكونات المجتمع وعلاقات واسعة بسائر أو على الأقل بحل الأوساط الفاعلة إقتصاديا وثقافيا وإجتماعيا وهي كلها شروط لعمري غير متوفرة في أي من المترشحين المحتملين من المعارضات باسرها منفردة أو حتى متحالفة فلماذا إذن الإصرار على ترشحات شخصية غير متوفرة حسب التنقيح الحالي وغير ممكنة حسب الفصل الدستوري الأصلي خاصة وأن هذا التنقيح يتيح إمكانية ترشح المسؤول الحزبي الأول للتنظيم الذي إختار احد رموزه الترشح والحال ان مشاركة الحزب والتعريف ببرامجه واختياراته صارت متاحة بفضل هذا التنقيح ولماذا إعتبار المناخ السياسي العام بالبلاد منفتحا وديمقراطيا إذا أتاح لهذا الرمز الترشح ومنغلقا وغير ديمقراطي إذا لم يمكنه من ذلك حتى وإن مكن المسؤول الأول من الترشح أسوة بالمسؤولين الحزبيين الأول في الأحزاب الأخرى ذات الصلة بفحوى التنقيح؟ إنها فقط النزعة الشخصية الموغلة في عبادة الذات والمسرفة في النرجسية وأين هو الإنفتاح إذا كان ذلك مطلوبا من السلطة ومرفوضا داخل هياكل الحزب ذاته حيث يقع التنديد بمواقف المعارضين واستنكار اختياراتهم التي تختلف مع الإختيار مع الإختيار المساند للزعيم؟ إننا لا نغالط أحدا حين نؤكد أن الديمقراطية المطلقة كلام عام أفرغ من فؤاد أم موسى وأن كل ديمقراطيات العالم المعروفة تشهد تجاوزات واختراقات وتلاعبات لم تعد خافية على أحد فما بالك بواقع البلدان حديثة العهد بالديمقراطية التي تعيش التحديات والتداعيات من كل حدب وصوب. لماذا التركيز في مثل بلدنا على الإنتخابات الرئاسية في غياب رصيد شعبي كبير للمعارضة وفي ظل فقدان تمثيلية تشريعية ذات وزن وانتشار حزبي ذي دلالة أم هل يكفي اعتبار شخص ما لنفسه ومشاطرته رأيه من قبل بعض مناصريه حجة كافية على ثقله ووزنه وحجمه؟ أين كل تلك الأدوات العلمية والعقلانية للتحليل والتفكير والنقد الذاتي وقراءة الواقع؟ في سنة 2004 أعلن نفس الزعيم إصراره على الترشح لرئاسة الجمهورية وجاء التنقيح الذي فسح المجال لترشح قياديين من المعارضات الممثلة في مجلس النواب وأذكر حينئذ أن أحد رموز الشخصيات المستقلة وكان قريبا جدا من ذلك الذي أعلن ترشحه دون توفر الغطاء القانوني قد إتصل به مع شخصيات أخرى ودعاه إلى تجاوز الذات والعمل على إختيار مترشح قانوني باسم المعارضة الديمقراطية ومساندته على أساس برنامج البديل الديمقراطي ولما رفض المترشح هذا الأمر عبر صاحبنا عن إستنكار لهذا الموقف وترأس لجنة مساندة مرشح المبادرة الديمقراطية واعتبر أن ذلك المترشح قد أضاع فرصة السمو بشخصه وبحزبه إلى مستوى الحدث وتغليب وحدة المعارضة الديمقراطية على الحسابات الضيقة الحزبية والشخصية ودار التاريخ دورته وإذا به يجد نفسه في لجنة مساندة نفس المترشح السابق في ترشحه الجديد للرئاسة دون سند قانوني رغم توفر فرصة ترشح المسؤول الأول لنفس ضرب المترشح ولمسؤولين أول من أحزاب أخرى من المعارضة الديمقراطية؟   
(المصدر: جريدة الوحدة (يومية – أسبوعية) بتاريخ 10 ماي 2008)


 

الحرية أولاً.. والخبز ثانياً الروائية التونسية المثيرة للجدل آمال مختارللراية الأسبوعية: وضعوا أسطراً حمراء تحت اسمي.. وهذا ظلم كبير لي فتجربتي بعيدة عن الإثارة المجانية الرقيب لا يعنيني نهائياً.. وكان ردي علي منع الكرسي الهزاز إصدار أربعة كتب أخري جائزة نوبل فقدت نكهتها الحقيقية إلي أن حادت عن استقلاليتها  
 
تونس الراية إشراف بن مراد: تعتبر آمال مختار من أعلام التجديد في الكتابة القصصية في تونس . ويري النقاد أنّها من أبرز ممثلات المحاولات النسائية الجريئة في معالجة الواقع وفي متابعة اختلاف القيم وتيّاراتها المتضادّة. ولعلّ أبرز هاجس في أعمالها هو التحرّر والبحث عن جوهر المفاهيم والعلاقات في الواقع الجديد المعقّد عموما، وفي ما يتّصل بشخصية المرأة علي وجه الخصوص.   ولدت آمال مختار سنة 1964 بتونس. وقد درست العلوم الطبيعية واشتغلت بالصحافة في مجال الثقافة منذ سنة 1985. ومنذ تلك السنة بدأت الكتابة القصصية ونشرت باكورة محاولاتها في بعض الصحف والمجلات الأدبية. وللإشارة أحرزت الروائية آمال مختار جوائز أدبية نذكر منها جائزة وزارة الثقافة للإبداع الأدبي لسنة 1994.   سنة 1993، صدرت روايتها الأولي نخب الحياة في بيروت.ثم صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان لا تعشقي هذا الرجل لتتتالي في مرحلة لاحقة إصداراتها التي أثبتت فيها تميّزها وقدرتها علي التجديد كهاجس فكري وفنيّ. ونشرت لها مؤخرا رواية أخري بعنوان الكرسيّ الهزّاز سلطّت فيها الضوء علي مأساة فتاة عانت الاغتصاب.   الراية التقت المبدعة آمال مختار، فكان الحوار التالي:   # تعتبرين من أبرز ممثلات المحاولات النسائية الجريئة في معالجة الواقع في متابعة اختلاف القيم وتياراتها المضادّة. فإلي أيّ درجة تكونين حرّة عند الكتابة؟   تعريفي مسؤولية كبيرة جدّا بالنسبة إلي امرأة تكتب في بلاد عربية، فكأنّ الكتابة والمرأة ضدّان.الكتابة بالنسبة لي شخصيا تعني شدّة الحرية. بينما الكتابة في بلاد عربية تعني الصمت والمسكوت عنه، الدوران حول الموضوع، محاولة البحث فيه لكن علي مستوي الهامش دون التعمق في لبّه وصلبه وهو ما يعنيني تحديدا.   بالنسبة إليّ، الكتابة مسؤولية خطيرة جدّا لأنّها ليست مرتبطة باللحظة الآنية فقط لأنها فعل خالد وهذه هي الخطورة التي علي الكاتب أن يعيها جيّدا ويعرف ماذا سيكتب. لذلك فإنّ المرأة عندما تكتب هي تكتب من أعماق ذاتها، تكتب تجربتها وتجربة مثيلاتها وتكتب عن الرجال الذين حولها،إنها تكتب الإنسان بشكل عام وتكتب المجتمع الذي تعيش فيه وهي بشكل من الأشكال تؤرخ للمرحلة التي تعيشها.   وإذا كان التاريخ دائما يوصف بأنّه مرتبط بأمزجة المؤرخين وبأمزجة اللحظة التي دوّن فيها والتي عادة ما تكون مرتبطة بقرار سياسي وبسلطة ما فإنّ الرواية تكتسب عمقها وعلاقتها بالتاريخ من كونها مرتبطة بمبدع فنّان يري الأشياء بشكل مختلف عن السياسي وعن صاحب السلطة.وبالتالي فإنّه سيكتب التاريخ الحقيقي لهذه المجتمعات. لذلك، أعتبر أنيّ عندما أكتب فأنا لن أضيف علي مستوي الموضوع لأنّ كلّ ما يهم الإنسان قد كتب منذ بداية الحياة وبأشكال وطرق وأساليب مختلفة. ربما إضافتي الصغيرة التي أستطيع أن أعتبر أني قدّمتها هي في الخوض في ما نعيش ونتألم ونبكي من أجله لكننّا لا نجرؤ علي القول والخوض فيه علنا.   في هذا الهامش الصغير تكمن إضافتي الصغيرة وأمارس حريتي علي الصفحات. هي حرية ثمنها باهظ جدّا لأنه عندما تكتب وتكون صادقا فعلا تنسي الآخرين وتنسي الرقيب وتحارب رقيبك الذاتي لأنّ ما سيخرج لن يرضي الجميع سيرضيهم في صمتهم في علاقاتهم الحميمة مع الكتّاب والنصّ والرواية. لكن علي مستوي الموقف العام ستكون منبوذا ووحيدا. وأنا شخصيا عشت هذه التجربة ولا زلت أعيشها. فكل أصدقائي يقرؤون رواياتي بإقبال وبحب شديدين ويتصلون بي عبر الهاتف ويمتدحون هذه الأعمال وأنا أحسّ نبرة الصدق في صوتهم لكنّهم لا يجرؤون علي الفضح والكتابة والإعلان لأنّ الكتابة موقف وللأسف هناك من لا يجرؤ علي أخذ هذه المواقف.   # إلي أي درجة يمكن أن تغيّر الرقابة من توجه الكاتب بصفة عامة وآمال مختار بصفة خاصة؟ أي إلي أي درجة يمكن للمسكوت عنه أن يضع حدودا وخطوطا حمراء أمام المبدع؟   أعتقد أنّ الكتابة هي طريقة للمعالجة فهي دواء النفس المريضة. لكن عندما يضع الكاتب في ذهنه الرقيب فإنّه سيصاب بالخوف والارتباك لأنّه سيري الرقيب متجسدا في شكل مرعب. والحقيقة هو مجسّد في صورة كل ما يمثّل المجتمع وبالتالي سيعود الكاتب إلي نصّه يشطب ويشطب، هذا إذا كانت علاقته بالرقيب الذاتي أولا علاقة جيدة لأنّ هناك الرقيب الذاتي والرقيب الآخر. وفي الحقيقة هذه العملية تبدأ بالرقيب الذاتي وهو مرتبط أساسا حسب اعتقادي بتكوين الكاتب، بطفولته كيف عاش وكبر فهذه الفترة هي التي تشكّل أساسات الشخصية والجذور الأساسية التي تنبني عليها الشخصية النفسية للكاتب. ومن ثمّة، هناك كاتب لديه شخصية فيها رقيب ذاتي منطلق غير فاعل وهناك نوع وهم الأغلبية للأسف كتّاب الرقيب الذاتي بالنسبة إليهم هو صورة أخري من صور الرقيب الذي يسكن في أعماقهم وبالتالي لا تضيف كتاباتهم أي شيء وأنا أقول إذا لم يستطع الكاتب أن يقدم شيئا كبيرا للقاريء عليه أن يحثه علي السؤال علي الأقل،وهي خطوة لتحريك هذا الصمت والمسكوت عنه.   فأنا أعتبر الرقيب الذاتي أخطر من الرقيب الآخر فربما تستطيع أن تحارب الرقيب وكلّ الأذي الذي يسلطه علي النصّ وعلي شخصية الكاتب. لكن هل تستطيع أن تحارب رقيبك الذاتي. والسؤال هنا يدعو الكاتب إلي معالجة نفسه لأني شخصيا أعتقد أنّ الذي يكتب هو شخص مريض فكّل فنان هو شخص مريض وأقل هذه الأمراض شدّة الحساسية التي يعاني منها وقدرته علي رؤية التفاصيل التي لا يراها الآخرون… كل هذه الأشياء تجعله شخصا مريضا في المجتمع وبالتأكيد أمراضه نفسية وبالتالي سيحاول أن يبرز هذه الأمراض علي شكل إبداع.شخصيا حاولت أن أقتل رقيبي الذاتي تماما لكنّه يظلّ موجودا في أعماقي لأني لا أستطيع أن أتخلي نهائيا عن عائلة ومجتمع انتمي إليه.   # كيف هي علاقتك بالرقيب؟   لا يعنيني الرقيب الآخر نهائيا ولا أضعه في اعتباري نهائيا فهو حرّ أن يحجز ويفعل ما يشاء والدليل تجربة كتابي الذي حجز منذ سنة 2002 الكرسي الهزّاز ولم أحرك ساكنا بالعكس أنا أجبته بالكتابة فأصدرت أربعة كتب بعد الكرسي الهزاز وكنت أؤمن إيمانا شديدا أنّ الزمن كفيل بتغيير بعض الأشياء وبأن الحراك العالمي الذي يحدث سيمّس بالتأكيد أي شيء يحدث في زاوية صغيرة في مكان ما..لذلك خرج هذا الكتاب دون أدني مجهود مني وكان ذلك إثر الإعلان الذي قام به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للإفراج عن كل الكتب. أنا أدعو إلي ضرورة ترك قضية الرقابة للقضاء وأعتقد أنّه الحلّ الأمثل لأني أعتبر أنّ كل كاتب يكتب لابدّ أن يكون لديه حدّ أدني من المسؤولية تجاه الآخرين فلا أعتقد أن الكاتب يكتب لإيذاء الآخرين.   # يري النقاد أنّ اسم آمال مختار ذاع صيته في مجال كتابة القصة منذ صدور روايتك الأولي نخب الحياة سنة 1993 في بيروت .لماذا الانطلاقة الأولي كانت من بيروت؟   كانت صدفة ففي الحياة أنا أؤمن إيمانا شديدا أنّ الإنسان محكوم بقدر ربما هو يعتقد أنّه يستطيع أن يسيطر علي حياته أو يختار لكنه وهم من بين الأوهام الجميلة التي نعيشها لأنه عندما نفقد علاقتنا المبهمة بالوهم، بوهم أننا نختار، يصبح الإنسان غير فاعل ولا يملك إرادة أو قوة للمواجهة. وللأسف فإنّ الكتّاب والأدباء والفنانين هم أول الذين يتمسكون بالوهم والخدعة وهناك من يقول وعيك بهذا الوهم يفقدك الإيمان به والحماسة إليه ويفقدك عواطفك تجاهه وبالتالي تفقد ما يمكن أن نسميه بالسعادة.   وقد نجحت في أن أكشف مبكرا عن كل الأوهام وربما من هنا جاء شقائي النفسي وهو ما تمثله متعة الكتابة بالنسبة إلي علي الأقل هي تمنحني فرصة إعادة بناء عوالم حسب رؤيتي وتفكيري وبالحرية التي لا أستطيع أن أعيشها في المجتمع.   # في نخب الحياة، البطلة امرأة تونسية تتحدي التقاليد وتسافر بحثا عن الحرية الكاملة،لماذا هذا التركيز علي الحرية؟ هل هي أم القضايا بالنسبة إلي المرأة؟ ألا توافقينني القول إنّ المرأة قد جعلت من هذه القضية حصنها الذي تحول إلي سجن تقوقعت فيه في حين أنّ هناك قضايا أخري؟   أعتقد أنّ حدس المرأة الكاتبة أو غير الكاتبة حدس صحيح وأنا من الذين يؤمنون بالذكاء العاطفي للمرأة فهي تختلف عن الرجل في تكوينه وبنائه 0فهي تتمتع حسب عديد الدراسات والشهادات العلمية بصفات لا تتوفر لعديد الرجال هي هذا الذكاء العاطفي الذي يمنحها القدرة علي الحدس وحدسها غالبا ما يكون في مجاله.   وقد حدست المرأة أنّ أساس كل شيء هو الحرية.ومن ثمّة أنا لا أعتقد أنها تقوقعت داخله بل هي بصدد تهديم كل الحصون لأننا عندما نقول حصن نقول كبت وبالتالي تواصل المرأة بحثها عن الحرية عنها ونضالها من أجلها سواء من خلال كتاباتها أو من خلال أي مجال موجودة فيه.   أعتقد أنّ الحرية شيء أساسي فلا يستطيع الإنسان أن يكون فاعلا أو أن يضيف شيئا من غير حرية. وبالتالي حدس المرأة في مجاله صحيح لأنّ الحرية أهم شيء فهي أولا والخبز ثانيا.   # هناك من يتحدث عن الأدب النسوي هل توافقين هذه التسمية وهذا التقسيم أي هل هناك أدب نسوي وأدب رجالي؟ وماهو الأدب النسوي؟ هل هو ما تكتبه المرأة للمرأة أم أيضا ما يكتبه الرجل للمرأة؟   هنا أعود إلي ما قلته سابقا فالأدب الذي تكتبه المرأة هو أدب إنساني. شخصيا،أنا من الذين يؤمنون جيدا أنّ المرأة مرأة والرجل رجل،لست من حزب النسائيات اللواتي يدعون إلي اعتبار الرجل عدوا أو هو المتسبب الأساسي في ما يحدث للمرأة لكن بالعكس أعتقد أنّ الرجل هو وجه آخر من أوجه المعاناة التي تعيشها المرأة خصوصا والإنسان العربي وغير العربي عموما… فوضعية المرأة في مجتمعات أخري يمكن أن تختلف مظاهرها لكن في العمق رؤية المجتمعات إلي المرأة هي نفسها سواء في الغرب أو في الشرق… المرأة هي الكائن الضعيف فكما كانوا يعاملون العبيد يعاملون المرأة ربما تغيرت بعض الوضعيات نتيجة بعض الحركات كما حدث في أوروبا وفرنسا 1968. لكن في العمق المرأة مازالت تعاني من العنف علي الرغم من أنّ الغرب قد نجح في طرح الإشكال.   في تونس،نحن نتمتع بقوانين رائدة لكني سبق أن قلت إنّ هذه القوانين متقدمة جدا جدّا مقارنة بالواقع. فالعقلية هي التي يجب أن تتغير لأنها تعاني من التخلف والتأخر وهذا طبيعي لانّ تغير المجتمع لا يأتي بقرار وبشكل سريع ويمكن علينا أن ننتظر الأجيال القادمة حتي يطبقوا ما ورد في مجلة الأحوال الشخصية في تونس بشكل جيد.العقلية السائدة عقلية يحكمها القانون العرفي الذي أعتبره شخصيا أقوي بكثير من القانون الوضعي الموجود والمتطور جدّا.   إذن، المرأة والرجل علي حدّ سواء ضحية لمجتمع ذكوري ويجب علي المرأة التي تكتب أن تعي جيدا أنها يجب أن تدافع عن الرجل أيضا الذي يجب أن يقف إلي جانبها وليس أن تضعه كعدو.. علي المرأة أن تكتب كمرأة، أنا ضدّ من تقول أنا أكتب كرجل، لماذا تكتب كرجل وهي امرأة فالأنوثة نعمة من نعم الله والمرأة محظوظة بأنوثتها لذلك عليها أن تناضل حتي تبرز أنّ هذه الأنوثة شيء للإبحار وليس للعذاب والشقاء.   انطلاقا من تجربتي ومن خلال قراءاتي واطلاعي علي تجارب النساء أدركت أنّ إرادة المرأة لا تحاط بأي وضعية ..فعندما تقرر المرأة تستطيع وتنجح وتنجز ما قررت في المقابل هناك عديد من الرجال يعيشون وهم اللغة والكلام ولا يحوّلون ما يقولون إلي فعل وحقيقة   # ماهي الإضافة التي قدمتها المرأة إذن؟   بالتأكيد أنّ هناك بصمة لأنّ الرواية تؤرخ للمجتمع فعندما كتبت المرأة في تونس في بداية القرن العشرين كتبت في باب النضال ومناهضة الاستعمار وكانت القصص الأولي خجولة كما هي وضعية المرأة. وبعد الاستقلال جاءت مجموعة من الكاتبات كتبن ما أسميه الأدب التوعوي وهو الأدب الذي يوجّه المرأة ويساعدها علي الخروج من عزلتها وقوقعتها لاستدراجها لتطور المجتمع الذي جاء مع الاستقلال وكانت محاولات جريئة في تلك الفترة.   ثم جاءت محاولات أخري للخروج من هذه الفترة التاريخية، فبرزت أسماء قدّمن كتابة مرتجلة بعض الشيء إذ بدأت المرأة تعي أهميتها وقيمتها في المجتمع التونسي. وإلي حدّ سنة 1993 تاريخ إصدار روايتي الأولي كان عدد النساء الكاتبات قليلا جدّا لا يجاوز الست. وحسب إحدي الإحصائيات كانت رواية نخب الحياة الرواية السادسة أو السابعة من حيث الصدور. واعتبر الكثير من النقاد أنّ نخب الحياة شكّلت منعرجا في الأدب الذي تكتبه المرأة. ربما لأنه في هذه التجربة حاولت شخصيا أن أقدم صورة المرأة في تلك السنوات كما هي دون رتوش ودون الرقيب الذاتي الذي كان يحكم مجموعة من النساء سبقنني في الكتابة.   ثم تتالت التجارب وتطور عدد الروايات ليتجاوز 30 نصا روائيا في السنة الواحدة في حين أنّه كنّا علي مدي سنوات لا نصل إلي عشر روايات. وبالتالي الرواية تؤرخ بطريقتها للحراك الموجود في المجتمع. والمرأة حاليا ربما هي أكثر وعيا وجرأة خاصة المرأة التي تكتب. فهي علي بوابة المجتمع وهي التي لا بدّ لها أن تعلن ما يحدث في هذا المجتمع وتكون المبادرة حتي لو كان الثمن باهظا.   # خضت في أصناف عدة من الكتابة منها الصحفية، هل تعتقدين أنّ هناك صعوبات خاصة ربما لو كانت المرأة الكاتبة رجلا لما تعرضت إليها؟ ولماذا الكتابة الصحفية هل ترينها أكثر تبليغا وحرية؟   لقد اختلفت العراقيل التي تعيشها المرأة التي تكتب باختلاف الزمن والعصر. وهنا سأتحدث عن تجربتي الخاصة فأنا عندما غادرت في منتصف الثمانينات الجامعة واختصاصي العلمي. جئت إلي الكتابة بطريقة مرتجلة تدفعني الرغبة، العشق المجنون للكتابة فاعتقدت في وقت من الأوقات أنّ الصحافة هي المجال الذي سيسمح لي أن أعيش هذا الشيء الذي يكتمل في أعماقي.   لكن عندما دخلت لم تكن الطريق سهلة وهيّنة نهائيا،خاصة بالنسبة إلي امرأة تكتب باللغة العربية في المجال الثقافي التونسي علي الرغم من وجود صحفيات يكتبن في الثقافة باللغة الفرنسية.. لقد كانت الكتابة الصحفية بالنسبة إليهن أكثر سهولة لأنّ منطق اللغة الفرنسية أكثر لينا وعقلية مجتمع اللغة الفرنسية ربما هي أكثر تفتحا مقارنة بالمجتمع التونسي بشكل عام.   وعندما دخلت هذا المجتمع لم يكن الأمر هيّنا خاصة أني كنت منطلقة إذ كنت أؤمن بكل الكلام الذي كنت أقوله.. لم أكن أدعي خطاب الحرية وأمارس عكسه، كنت منطلقة في حياتي الخاصة وفي الوقت نفسه كنت محتفظة بإنسانيتي وكرامتي وشرفي لكن وجدت في المجتمع تقاليد غريبة فهو مثلا بالنسبة إليه امرأة في مقهي عمومي تجلس مع رجل بالضرورة هي صديقته الحميمة فالمجتمع في تلك الفترة لم يكن قادرا علي التفرقة بين الحياة العملية والعصرية التي فرضتها تطور الحياة وبين الأشياء الحميمة. وأنا إذ كنت أشكر شخصا فأنا أشكر عائلتي وبالخصوص والدي لأنه علّمني كيف أحمي نفسي فأكون واثقة بنفسي وتكون لدي القدرة علي الوقوف في مجتمع بكامل قواي وأفكاري ودون ذلك الخجل والارتباك الذي يصيب المرأة التي ما إن ينظر إليها الجميع حتي ترتبك وتفقد كلّ ما لديها من أفكار ولا تستطيع أن تجاهر بها.   وربما من هذا المنطلق تكونت هذه العلامة من تحت اسمي ثم بعد تجربة سنوات اكتشفت أنّ الصحافة لم تلب ما في أعماقي ما كنت أحتاجه وأنتظره. ثم جاءت صدفة علاقتي بسهيل ادريس بعد معرفة عن طريق الصحافة فشجعني ونشر لي رواية نخب الحياة لأنّه كان متأكدا من الموهبة التي في أعماقي.   وفي الكتابة الإبداعية وفي الرواية وجدت ضالتي وما أصبو إليه من حرية، من تحقيق للأفكار في بناء هذا العالم الذي أنا حاليا مكتفية ببنائه علي الصفحات.و لديّ كل القناعة والآمال أنّ ما أدعو إليه سيتحقق في سنوات قادمة، لست أدري متي بالضبط لكنّه سيتحقق، لأني مؤمنة أنّ أعماق الإنسان لا تتغير فهو دائما يصبو إلي الحرية والعدالة ولديه شوق كبير إلي حياة جميلة مفعمة بالحبّ والمشاعر الطيبة.   # ماذا أضافت الإذاعة الثقافية للمشهد الثقافي والإعلامي التونسي؟ ألا توافقينني القول إنّها قد كرّست نخبوية الثقافة؟   تمتّد تجربتي في الإذاعة إلي بداياتي التي تعود إلي منتصف الثمانينات. لكن الإعلام المكتوب أخذني.ومن ثمّة فإنّ عملي في الإذاعة الثقافية هو عودة فيها حنين للإذاعة خاصة وأنّي كنت أحلم دائما بإذاعة ثقافية. وقد وجدت هذا القرار صائبا وهو ليس نخبويا فوجود الإذاعة الثقافية ضروري في المجال الشاسع المتّسم بتعدد الإذاعات والقنوات التلفزيونية واتساع مجال الاختيار.   من هنا لابدّ للإذاعة الثقافية أن تكون حاضرة وأن يستمع إليها من يريد أن يستمع إليها بكامل حريته. وأعتقد أنّ ما نصبو إليه من تغيير العقلية في المجتمع لن يتحقق إلا عن طريق الإذاعات وعن طريق الإذاعة الثقافية بشكل خاص.   # منذ نجيب محفوظ لم يتوّج الإبداع العربي عالميا ما السبب؟   التجربة العربية مهمة جدا والأسماء المتميزة موجودة علي مستوي الإبداع العربي بكل تخصصاته لكن تظلّ الجوائز أشياء مرتبطة بأوضاع سياسية وبعلاقات ورؤي لأناس بأيديهم سلطة معينة. وأنا أعتبر أنّ الجائزة ليست دائما مقياسا بما في ذلك جائزة نوبل التي أعتبر أنها فقدت نكهتها الحقيقية إلي أن حادت عن استقلاليتها خاصة في السنوات الأخيرة التي أصبح فيها كل شيء مكشوفاً بفعل الثورة الرقمية.. ربما كنّا نعيش في نوع من الوهم، ربما كانت السلطة تحكم جائزة نوبل قديما لكننّا لم نكن ندرك ذلك لأنّها كانت تتم في الخفاء والصمت ولعل ذلك الوهم اكسب جائزة نوبل للآداب تلك القيمة التي آمنّا بها طويلا لكنّ أعتقد أنّ هذه الثورة فضحت الأشياء التي كانت تحدث في صمت .و الأكيد أنّ هذا جيّد لأن الصورة علي الأقل أصبحت أكثر وضوحا وشخصيا لا أعتبر الجوائز شيئا محددا لقيمة الإبداع، هي شيء عابر وقتي.. فهذه المجموعة اختارت أن هذا الكاتب كاتب جيّد ربما هو غير جيّد لدي مجموعة أخري.. إنها أمور نسبية بالنسبة إليّ شخصيا مقياس الإبداع ليس آنيا. فالنجاح الحقيقي هو عندما يسعي المتلقي نحو الإبداع إنّها شهادة بأنّ هذا الإبداع في طريقه إلي الخلود الذي يكتسب قيمته من مضمون النصّ الذي لابدّ أن يحتوي علي القيم التي لا تفقد قيمتها مع الزمن تماما كالذهب يظل محافظا علي بريقه طال الزمن أو قصر. فكل الكتاب الذين نحبهم ونقرأ لهم ونسعد باللحظات التي نجلس فيها مع كتبهم هم كتاب ذهبوا منذ آلاف السنين فالمتنبي شاعر أقام الدنيا ولم يقعدها إلي يومنا وكان له من الحدس والذكاء والرؤية الممتّدة في الزمن فامتدح نفسه بأبيات شهيرة جدّا لكنه ربما أيضا لم يكن يعي انه سيظل يعيش إلي يومنا هذا لأنه يمتلك تلك المادة الإنسانية التي لا تفقد بريقها بمرور السنوات وقس علي ذلك الكتاب الذين نحبهم ونقرأ لهم من كتاب عالميين اندثروا منذ سنوات هذا هو المقياس الحقيقي فهذا الخلود هو الأساس وهو الذي يغير العقلية وهنا تأتي مسؤولية الكتابة.   شخصيا، لا تجذبني الأشياء المزيفة التي تبدو براقة بما فيها هذه الجوائز وجائزة نوبل بالتحديد وهذا ليس غرورا.   # كيف ترين التجربة النسائية المشرقية في الكتابة؟   لا تبتعد التجربة النسائية التونسية عن الوضع العام في تونس فوضعية المرأة التونسية أفضل من عدّة نساء لأنّ الكتابة هي شكل من أشكال العراء .فالمراة التي تكتب تتعري بكامل وعيها والعراء الأعمق هو العراء النفسي.وهذا بالنسبة إلي المجتمعات الشرقية ثمنه كبير وباهظ جدّا لكن عندما يكون هذا العراء لتوعية المتلقي ورجّه من الأعماق وتحريك سواكنه فهذا جيّد وهو نوع من أنواع التضحية والنضال.   أما بالنسبة إلي تجربة المرأة المشرقية فأنا أري أنها ربما كانت ّأكثر حظّا لتكون أكثر انتشارا مقارنة بالمرأة المغاربية. وذلك لأنّ أغلب دور النشر الشهيرة هي دور مشرقية.لكن أريد أن أشير إلي تحوّل الكتابة النسائية إلي موضة فقد أصبحت دور النشر تتهافت علي نشر ما تكتبه النساء. إذ أصبحت تمة الجسد تحرك أقلام الكثير من النساء اللاتي رغبن فجأة في الكتابة. وهذا مرتبط بهذه الثورة الرقمية وهو ما جعل المرأة تسعي إلي الشهرة والبروز والجلوس تحت الأضواء.   وللأسف لقد وقعت المتاجرة بمسألة خطيرة جدّا في الكتابة وهي جسد المرأة في حين أنّ هناك نساء تناضل حقّا وتدفع ثمنا باهظا وتحاول أن تقوم بفعل حقيقي في هذا المجال. في المقابل هناك من تركب هذه الموجات التي بلغتها حديثا فتقوم لأنّ لها امكانات مادية ومكانة اجتماعية معينة بنشر كتاب حول الجسد.. وهنا يكمن الاختلاف لأنّ ما تكتبه المراة المتألمة والمدافعة عن قضية هو شيء مختلف تماما .أنا ضدّ من يكتب الكتابة البونوغرافية وأنا لا أكتبها.   شخصيا أكتب كتابة فيها نوع من الإثارة التي يطلبها النصّ فعندما أتحدث عن الجسد لا أتحدث عنه كتمة خاصة في كتاب بل أتحدث عنه كجزء خاص في حياة شخصية النص لأننا لا نستطيع أن نجتث الحياة الجنسية من أعماق شخصية لأننا نكون قد قتلناها.   ونحن عندما نكتب بهذا المنطق فإنّنا نساهم في حركة نضال اعتبرها مهمة وخطيرة واعتبر أنها تؤدي إلي نتيجة بالتأكيد وإن علي مدي سنوات.. أما تلك الموجات فهي طفرة ستتلاشي بعد حين.   # التجديد في الكتابة هل يكون في المبني أم في المعني؟   لكل كاتب جنونه الخاص به، بالنسبة اليّ أنا امرأة واقعية أكتب أدبا واقعيا تعنيني الشخصيات الموجودة حاليا والرؤية التي نشأت وتكونت في أعماقي بكل ما اختزله من زاد ثقافي معرفي، ومن محيط اجتماعي ومن إحساسي الخاص، من جنوني، عقدي، هلوساتي، ومن أمراضي.. فكل الأشياء التي أحملها في داخلي هي التي تجعلني أصور العالم بطريقة فيها بعض الجنون والهلوسة والكثير من الواقع وفيها أيضا من ذاتي ومن الآخرين.   لكن بالتأكيد لكل إنسان جنونه فهناك من هو مغرم بتغيير الشكل. لذلك، أنا دائما أقول إنّ الأسلوب شخصي فهناك من تركبه صرعة فيقوم بتكسير قواعد النصّ بإحداث رجّة في النصّ حتي أني أشبهها بالهندسة المعمارية فهناك من يحافظ علي البيت القديم وهناك من يعتمد الفضاء الأوروبي والأمريكي كل إنسان وذوقه لكن ما يعنيني هو ما أقدمه كقضية وما أتحدث حوله.. ما أحاول الحفر فيه في اعماق الشخصيات التي أكتب عنها وما يمكن أن تقوله هذه الشخصيات التي اعتبرها أجرأ من الواقع وفي أحيان أخري أحس الواقع أكثر جرأة وكأنها جدلية هناك تبادل أدوار ولذلك تبقي الرواية والحكاية دائما موجودة لأنها تتغير كما تشاء حسب تطور الزمن.   # قال الأديب التونسي محمود المسعدي الأدب مأساة أو لا يكون فهل هو حقا مأساة أو لا يكون؟   أنا لست من مدرسة المسعدي فقد قرأت أعماله متأخرا ولكني أشاطره هذا الرأي وهذه المقولة لأني أؤمن إيمانا شديدا أنّ الإنسان الذي ليست له قدرة علي الحزن لا يستطيع أن يكتب.   فنحن لا ندوّن لحظات فرحنا، نحن نعيش لحظات الفرح لكن في لحظات الألم نتقوقع ونتألم وبعد ذلك نحاول إنتاج هذه اللحظة فيكون ذلك في شكل كتابة وتجربة وإبداع.   فحتي علي مستوي تجارب الآخرين، نحن لا تشدّنا تجارب الآخرين التي فيها فرح وزهو في حين أنّه تشدنا الدراما والحكايات المأساوية فذاكرتنا تدّون الشخصيات الدرامية أكثر من الشخصيات الكوميدية لست أدري ربما هو طبع إنساني لكن بالنسبة إلي اعتقد أنّ الأدب لابدّ أن يكون فيه جانب كبير من الألم والحزن حتي نستطيع أن نبدع.   # المرأة المعطاءة التي تضحي حتي الموت هي بطلة ما تكتبه المرأة فهل ترين أن هذه المرأة مازالت موجودة اليوم؟   هي موجودة وستظلّ موجودة ولن تندثر من الحياة في أي بقعة من بقاع العالم لكنيّ أنا ضد هذه الصورة الكلاسيكية للمرأة لأنها الصورة التي تعود بها المجتمع. ومن هنا جاء ضعف المرأة وجاءت عبودية المرأة من هذه القدرة علي العطاء حاليا أدعو المرأة أن تكون إنسانا وعندما نقول إنسانا نقول إنسانا قادرا علي العطاء وقادرا أيضا علي حبّ ذاته لأنّ حب الذات بدرجة معقولة هو دفاع عن الذات وحماية لها من التلاشي وسط المجموعة.   فالمرأة التي تعطي دون حدّ يتخلي عنها الجميع فتكون امرأة معزولة منبوذة في الوحدة والشيخوخة ولدينا علي ذلك في المجتمع .من هنا أدعو المرأة أن لا تكون متطرفة في العطاء ولا متطرفة في النرجسية لأنّ ذلك يصبح مرضا نفسيا.   فالقانون العرفي يربي المرأة أن تضحي وتعطي أكثر من اللازم، أن تتحمل وأن تصمت علي حقوقها ولا تدافع عن كيانها إلي حدّ أنها ممنوعة من أن تجلس مع نفسها وإذا جلست مع نفسها فهي لا بدّ أن تكون مريضة أو بها شيء .في حين انه من حقها أن تتأمل وتجلس مع نفسها أي أنها محرومة من أدني الحقوق علي مستوي العائلة فعليها أن تكون في خدمة الجميع وهذا الشكل الكلاسيكي للمرأة أصبح مقدسا وهو عائق أمام المرأة. فالمرأة التي يموت زوجها مثلا يفرض عليها المجتمع أن لا تتزوج .وهنا نتساءل لم لا إن كانت هي ترغب في ذلك ؟ ما المانع في أن تجدد حياتها؟   # ماذا تقول آمال مختار عن آمال مختار للقارئ القطري؟   أطلب من هذا القارئ أن يقرأ لآمال مختار دون لافتة الأحكام المسبقة، دون أن يحترس مما علق بالاسم من أشياء، علقت به في الطريق وهي أشياء مغلوطة نهائيا إذ وضعت اسطر حمراء تحت اسم آمال مختار. وأعتقد أنّه في هذا المجال ظلم هذا الاسم كثيرا فمن يقرأ رواياتي وقصصي سوف يفاجأ بهذا التضخيم الذي حدث حول هذا الاسم .في حين أنّ تجربتي لا علاقة لها بالإثارة المجانية والاندفاع الذي لا أوافق عليه.   (المصدر: جريدة الراية (يومية – قطر) بتاريخ 10 ماي 2008)

تونس التغيير في مسار الحداثة…

 

 
سفيان العلاني يشهد قطاع الاتصال في تونس ديناميكية واضحة تؤكد انخراط بلادنا الفاعل في الفضاء الاتصالي المعولم، وقدرتها الفائقة على مواكبة تطورات هذا القطاع التي تمضي بنسق حثيث. وفي هذا السياق يأتي اهتمام سيادة الرئيس زين العابدين بن علي أمس بقطاع الاتصال خلال جلسة العمل التي أشرف عليها سيادته، منصهرا في صميم هذه الرؤية الحداثية لقطاع يمثل المظهر الأبرز في مسار العولمة. وبالنظر الى الخيارات التي أكد عليها رئيس الدولة أمس يمكن إدراك أوجه هذه الديناميكية التي تقتضي عند الرئيس بن علي تعزيز قدرات قطاع الاتصال في خدمة أولويات التنمية الوطنية واستحثاث نسقها. وعندما نتحدث في هذا السياق عن الأولويات، فإن التشغيل ومجتمع المعرفة والحداثة تمثل الركائز الأساسية في هذه المنظومة بالنظر الى ما يتيحه قطاع الاتصال من فرص تشغيل مستحدثة تستفيد من التطور الكبير في هذا القطاع الذي يفتح آفاقا رحبة وواعدة على مجالات ذات تشغيلية عالية، لأن رهان التنمية عند الرئيس بن علي لم يعد مقتصرا على القطاعات التقليدية بل هو رهان منفتح على قطاع هام بحجم قطاع الاتصال.. وممّا لا شك فيه أنّ التعريف بالسياسات الوطنية بكل ثوابتها وآلياتها وبرامجها يبدو اليوم مسؤولية كبرى موكولة الى قطاع الاتصال في مستوى خدمة أهداف التنمية الشاملة. وفي هذا السياق تبرز الآليات الاتصالية المرتبطة بحركة التجارة والاستثمار والشراكة وخاصة السياحة هامة في سياق التعريف بخياراتنا الوطنية لدى المستثرين داخل تونس وخارجها تفعيلا لمختلف البرامج وتقليصا لحدّة الفجوة الرقمية في هذا المجال، إذ لا سبيل الى التفاعل مع روح العصر ومقتضيات العولمة إلا بوجود منظومة اتصالية ناجحة وقادرة على التعريف بسياسة تونس التنموية بكل عناصرها، خاصة وأن الاقتصاد العالمي بات اليوم في علاقة تفاعلية قوية مع حركية المعلومة التي تنتقل اليوم أسرع من الضوء مختصرة المسافات ومقربة الآفاق. وقد أثبتت سنوات التغيير أن تونس بن علي لم تكن بمعزل عن هذا الحراك الاتصالي أو مهمشة عنه، بل كانت حاضرة بامتياز في الفضاء الاقتصادي المعولم مثلما يؤكد ذلك احتضانها لقمة مجتمع المعلومات في نوفمبر 2005 وهو حدث يجسم بامتياز مكانة تونس في القرية الكونية وفي الفضاء الاقتصادي المعولم وهي مكانة ذات اشعاع وريادة اكتسبتها بلادنا خلال عقدي التغيير عن جدارة واقتدار بفضل سياستها الرشيدة وتوفقها في بناء أنموذج ينهض على معادلة التنمية والانفتاح المجدي على العالم بفضل حكمة الرئيس زين العابدين بن علي وصواب اختياراته التي أكسبت تونس مصداقية كبرى وثقة عميقة. لذلك ما انفك الرئيس بن علي يؤكد على أهمية تعزيز اشعاع تونس وخدمة صورتها واستغلال جميع الآليات والوسائل لتحقيق هذا الهدف النبيل وهنا تبرز أهمية دور الاعلام والاتصال في خدمة هذا التوجه في مستوى التعريف بمكاسب تونس العهد الجديد والترويج لها كوجهة سياحية واستثمارية مثلى وابراز ما تنعم به بلادنا من استقرار ونماء وقابلية فائقة للتواصل مع العالم من منطق الحوار والتعايش السلمي والتلاقي حول القيم الانسانية السامية والمثلى. إن هذه العناية الرئاسية الموصولة والمتجدّدة بقطاع محوري مثل الاتصال تبرز الارادة الراسخة التي تحدو سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على نهج التحديث والاستفادة من فرص العولمة والتحكم في آلياتها وخاصة قطاع الاتصال الذي لا يمكن إلا الاقرار بأهمية دوره وجسامة تأثيره في مختلف المجالات.    (المصدر: جريدة الحرية (يومية – تونس) بتاريخ 12 ماي 2008)


 

السبيل أونلاين نت الطريق الى الايجابية – الجزء السادس

 

الطاهر القلعي
ولعلك ستقول لي: ماالذي ينبغي فعله لشحذ وتوسيع آفاقي الذهنية؟ سأورد لك في عجالة بعضا من الوسائل والأسباب التي قد تساعدك على تنمية تفكيرك الابداعي، ويبقى التفصيل فيها الى السلسلة القادمة ضمن محور آخر أروم الكتابة فيه إن بقي في العمر بقية إن شاء الله تعالى. وللفائدة يمكن التطرق إلى النشاطات الأساسية، التي ستعينك إن نفذتها بفعالية في النقاط التالية: القراءة النقدية : القراءة تتيح لك التعرف على تجارب إيجابية مختلفة، ومنها تطلع على آفاق وعقول أخرى، قد تحفزك على رسم مسار جديد في حياتك على طريق الإيجابية، وتضع نفسك أمام تحدي لنقد ما قرأت بروح إيجابية وإبداعية، وليس من أجل اجترار ما سطره الآخرون… إنّه عندما تقرأ كتابا وأنت في حالة يقظة ذهنية، مع تحديد هدف تنشده ورغبة قوية في الاستزادة العلمية، ستجد تفكيرك وعقلك الابتكاري والتجديدي يتسع وتنقدح في ذهنك أفكار جديدة وأحلام وخطط أخرى لم تكن تراها من قبل. وإذا كان هذا هو ديدنك، فستكسر ميولك التقليدية في التفكير وتصبح مبدعا، ومبتكرا للأفكار ممّا سيؤثر في نواحٍ مختلفة من حياتك، وتحفزالآخرين على تحقيق أحلام سامية وخطط جديدة. والمتتبع لحياة المبدعين والمبتكرين يجد أنهم استفادوا من قراءتهم العميقة والنقدية لما كتبه غيرُهم، وانفتحت بذلك عقولُهم لابتكارت جديدة. التعلّم المستمر: والمقصود من التعلّم المستمر هو التعلّم غير الدراسي في الجامعات وما شابهها. والتعلّم المتواصل يحتاج منك أحيانا إلى الخروج عن قواعد التدريس التقليدية، وهذا في تقديري شكل آخر من التجديد الذهني. كثير من الناس تركوا كراسي الدراسة، ولكنهم لم يتركوا التعلم خارج أطر الدراسة المعروفة، وهؤلاء اعتبروا من كلمات نيوتن: “أن الناس مع كل ما بلغوه من المعرفة وتوصلوا إليه من الاكتشافات ليسوا إلاّ أولادا صغارا يلتقطون الأصداف والأعشاب التي ينبذها ويقذف بها بحر الحقائق وخضم المجهولات من حين إلى آخر”. وكثير من هؤلاء طرقوا مجالات الابتكار والإبداع في سن متأخر من حياتهم. إنّ التعلّم والتفكير من خارج صندوق المؤسسات التعليمية الرسمية هو وسيلة فعالة لنمو التفكير الابتكاري والإبداعي. الكتابة: وهي طريقة أخرى فعالة لتنمية روح الابتكار والتجديد الذهني. إنّ الصراع مع الصفحات البيضاء من الورق يجبرك على البحث والقراءة، وابتكار أساليب جديدة في الكتابة، وأفكار جديدة لتبلغ درجة في النجاح. إذا ألقيت بنفسك في هذا المعترك ستتطور أفكارك شيئا فشيئا، وسيكون لنقد القراء والمتابعين لكتاباتك دور إضافيّ في عملية التطور هذه. على سبيل المثال، الذين أجبروا على الكتابة يوميا على أعمدة الصحف أو المجلات، بسبب عملهم ككتاب قارين أو كصحفيين، نجحوا في ذلك لأنهم مارسوا الكتابة باستمرار وبذلك تطورت أفكارهم و مهاراتهم في الكتابة. من أجل ذلك فانّي أدعو قراء السبيل أونلاين إلى ممارسة أسلوب الكتابة، والتدرب على مهنة الكتابة. يجب عليك أن تكتب، وأن تعيد الكتابة، كما يقال “أن تكتب إلى درجة تكره فيها على الغالب ما كنت تعتقد في البداية أنك تحبه”. واصنع لنفسك مدونة خاصة تتدرب فيها على الكتابة، واجعل لك أخا في الله يعينك على تجاوز أخطائك، و”من تواضع لله رفعه” كما ورد في الحديث، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. عندما تكتب مقالا أو تقريرا أو دراسة، في مدونتك الخاصة أو في موقع الكتروني أو في صحيفة سيجعلك بلا شك تبحث عن مستويات أعمق في الأفكار والمشاعر وبلغة واعية بدلا من تجميع الأفكار أو سرد الأحداث فيعزز ذلك أيضا من مقدرتك على التفكير الإبداعي. 4 . أنت وصاحب الجرة: في نهاية الحديث عن مثالنا “أحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد”، والذي يعني أن تخطّط لحياتك باستمرار، وأن تتخيل لنفسك مستقبلا أفضل، وأن تتمنى أمنيات مبتكرة، ومن حقك أن تحلم وتتخيل وتتمنى. ولكن فوق ذلك يجب أن تعلم أن جدوى أيّ حلم أو خطة تكمن في تنفيذه وبطريقة صحيحة، وإذا لم يحصل ذلك ستكون خطتك وأحلامك مجرد مخدر لاخير فيهما. ويقول د.علي الحمادي في هذا السياق “ومن الأهمية هنا أن ندرك أن الأمنيات والأحلام ليستا نهاية المطاف بل هما بداية الطريق، ولذا ينبغي أن يتبعهما عمل وجد واجتهاد”. وقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “إياك والاتكال على المنى فإنّها بضائع النوكى”. (نوِك/ نَوَكًا أي حمُق) وأنقل لك الآن قصة جرة العسل، لتعلم أن إيجابيتك وفعاليتك تكمن في تنفيذك لأحلام وإلاّ ستصبح مثل صاحب الجرة. وقصة جرة العسل تحكي أنّ أحد العاطلين عن العمل وجد جرة من الفخار معلقة فوق شجرة مملوءة بالعسل…فهلل وقال: “يا فرج الله”، وبعد أن تذوق قطرات منها واستشعر لذته، نام تحتها وهو يمسك عصاه يهزها بين يديه… وتداعت الأحلام في قرارات كالطلقات: أبيع الجرة بما فيها… أستثمر المال فيزيد ويتوافر… أبني بيتا… أنجب ولدا وأربيه… واذا أحسن أعطيه… واذا أساء فليس عندي إلاّ العصا…تربيه واندفعت العصا التي كانت تتراقص على وقع أحلامه وأمنياته. فارتطمت عصاه بجرة العسل فكسرتها، وسال العسل على رأسه… فتذوق لذته على لسانه… وبعد ذلك انطفأت جذوة أحلامه وأمنياته. والعبرة المستقاة من هذه القصة، هو أنه من المهمّ أن تتبع أحلامك رسم تصور لكيفية تنفيذها، والإسراع في ذلك، وانظر قبل ذلك في إمكانية تنفيذها بالنظر لإمكانياتك التي بين يديك حتى تصبح أحلام اليوم حقائق الغد.
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ12 ماي2008  

في المسألة الحضارية – الحلقة الخامسة في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات ( 2 من 3 ) تأطير ورشة حضاريات :

 

 
هذه هي الحلقة الخامسة في محور”المسألة الحضارية”، وقد خصصناها لحوار أجراه الأخ سيد فرجاني باسم ورشة حضاريات بالسبيل أون لاين مع الباحث الأخ رفيق عبد السلام . وقد بدأنا هذا الحوار من كتابه المنشور أخيرا تحت عنوان “في العلمانية والدين والديمقراطية.. المفاهيم والسياقات” ، ثم مررنا إلى مسائل وقضايا في علاقة بموضوع الكتاب لامسها الباحث ولم يتناولها ، أو تناولها بقدر غير كاف . ومثل هذه القضايا هي أساسية مطلوب إثارتها في هذه المرحلة ، والإجابة عنها بشكل سليم قد يؤسس لمراجعات سليمة لفهمنا للمنظومة الغربية. بدأنا حوارنا إذن مع الأخ رفيق بطلبِ أن يقدم لنا كتابه ، فأجابنا بأنه يمكننا أن نعتمد تقديم محمد أعماري المنشور في شهر فيفري الأخير بركن المعرفة بموقع الجزيرة . وجملة هذا الذي تحصل عندنا سنقدمه – إن شاء الله – في أجزاء ثلاثة ، وقد سبق نشر الجزء الأول منها ، وسنقدم الآن جزء ها الثاني : الحــــوار : س2: لماذا ركزت على رؤية فيبر في العلمانية والحداثة ؟ وهل ترى أن نظرية فيبر هي الأكثر تجذرا في الواقع الغربي الحالي؟ ج: اخترت التركيز على رؤية ماكس فيبر لاعتبارين اثنين: أولا لما وجدته عند فيبر من عمق وجدة واضحين، ومن ذلك شمولية الرؤية التي قدمها سواء للعلمانية أو الحداثة على السواء. ثانيا لقد ظل النص الفيبري موضع تأويل واستدعاء مستمرين من طرف جل الباحثين والمفكرين الغربيين، بل إن مجمل الأدبيات النقدية والاحتجاجية على تجربة الحداثة نهلت من الميراث الفيبري بشكل أو بآخر، وهذا ما يسمح بالقول إن أي قراءة جادة للاجتماع السياسي الحديث لا يمكنها تجاهل أطروحات هذا المفكر وعالم الاجتماع الكبير، مهما كانت التحفظات أو المؤخذات. العلمانية عند ماكس فيبر مثلا لا تقتصر على فصل الكنيسة عن الدولة أو حتى فصل الدين عن السياسة على نحو ما و شائع في الأدبيات الغربية والعربية على السواء، بل هي عنده ظاهرة شاملة ومركبة تمس مختلف مناحي الوعي الفردي والجماعي وتنساب في سائر مؤسسات الاجتماع الحديث وشعاب الحياة. ليست العلمانية من وجهة نظر فيبر مجرد تحول في مستوى الوعي والمنظورات، ولا هي مجرد أطروحات فكرية روج لها الفلاسفة والمنظرون، بل هي، أولاً وقبل أي شيء، حركة تاريخية كاسحة وجامحة تربك مختلف البنى الاجتماعية والاقتصادية السائدة. فهي ليست مجرد رؤية للكون ذات منحىً دهريّ أو إلحادي جلجل به بعض المفكرين والفلاسفة، ولكنها بالدرجة الأولى هي تجسيد حي ومتلاحق لدهرنة البنى الاجتماعية والاقتصادية. ورغم أن فيبر يؤكد في مواضع مختلفة، وخصوصا في كتابه الشهير الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية، بأن الدين “الرشيد” (يقصد البروتستانتية)، قد كان محفزا لنشأة الحداثة عامة، والرأسمالية الحديثة خاصة، إلا أنه (أي الدين) لا يقوى على مواجهة إكراهات الحداثة التي تتحول بعامل الوقت إلى ما يشبه المنظومة الشاملة والقاهرة التي تمتص كل شيء بداخلها على ما يقول. كما أن فيبر لا يتردد في إبراز الأبعاد المخيفة والوجوه المظلمة في مسار الحداثة والعلمنة في إطار ما أسماه بالقفص الحديدي للحداثة كناية عما يطبعها من وجوه إكراه وضبط فائقين،وذلك خلافا للأدبيات الغربية التي غلب عليها الطابع التبشيري والاحتفائي بتجربة الحداثة. أما عن سؤالك عما إذا كانت القراءة الفيبرية هي الأكثر تعبيرا عن الواقع الغربي اليوم، فجوابي على ذلك بنعم ولا في نفس الوقت. نعم الكثير من الجوانب التي استقرأها أو حتى تنبأ بها فيبر حول مسار الحداثة والعلمنة، وخصوصا في المجالين الرقعتين الأوروبية والأطلسية، تبدو ماثلة أمام أبصارنا اليوم ، وما عادت مجرد افتراضات نظرية أو توقعات مستقبلية. من ذلك تراجع دور الدين أو الأديان عامة في الكثير من المجالات الخاصة والعامة، بما في ذلك في تلك التي لعب الدين دورا في تشكيلها أو دفعها على هذا النحو أو ذاك ، وكذا غلبة النزعة الحسابية والبراجماتية على بنى الوعي والاجتماع الحديث ، فالإنسان الحديث على ما يقول فيبر لا ينشد سوى النجاعة والمردودية في هذا العالم الدنيوي ولا يعبأ كثيرا بالوعود الغيبية والدينية، فالحداثة على ما يذكر فيبر تتسم بطغيان الفضاء الاقتصادي الرأسمالي وآليات الضبط البيروقراطي على سائر الحقول الاجتماعية والقيمية الأخرى ، وهذه كلها الجوانب التي تحدث عنها فيبر صحيحة ولا يمكن إنكارها أو إشاحة النظر عنها بأية حال من الأحوال. بيد أن القراءة الفيبرية لا تخلو من مبالغات وادعاءات كونية مشطة كما هو شأن جل الفلاسفة والاجتماعيين الغربيين الذين يتصورون أن ما جرى ويجري في باريس ولندن أو نيويورك يلخص روح التاريخ ومصائر البشرية عامة. فالدين مثلا لا يسير ضرورة نحو التراجع أو الاندثار على نحو ما تصور فيبر، بل نحن نشهد اليوم حالة استفاقة دينية في الكثير من بلاد العالم ، ولعل هذا ما حدا ببعض الباحثين الغربيين الحديث عما أسموه انفجار المقدس وما بعد العلمانية على منوال ما بعد الحداثة وما شابه ذلك . بل إنه في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أكثر بلاد العالم تحديثا وتصنيعا تقرب نسبة مرتادي الكنائس ما يربو على خمسين بالمائة ، مثلا. فعلا الحداثة تشكل ضغطا على الدين أو الأديان عامة بحكم ما يصحبها من نزوعات دهرية ، ولكنها لا تؤدي ضرورة إلى نهايتها واندثارها على نحو ما تصور فيبر، وإن كنا لا ننفي كونها تفرض عليها تعديلا في أشكال التعبير والوظائف. وإذا تجاوزنا الجانب النظري وركزنا أكثر على الواقع العيني فإن الظاهرة التي تلفت الانتباه خصوصا في الرقعة الإسلامية غياب الترابط الحتمي بين التحديث والعلمنة على نحو ما افترض فيبر، ومن ذلك ما نراه من تمدد المظاهر الإحيائية وسط القطاعات الحديثة في المجتمعات الإسلامية خصوصا، ولعل القاعدة الأقرب إلى واقع العالم الإسلامي هي أن الحداثة تقوي دور الدين ولا تضعفه. الإسلام اليوم أكثر حضورا في المدن والحواضر منه في الأرياف والبوادي، وبين القطاعات الحديثة والمتعلمنة منه إلى القطاعات الحديثة. ومع ذلك لا أستطيع أن أجزم إثباتا أو نفيا بأن الروحانيات أو الاستفاقات الروحية على اختلافها يمكنها أن تصمد أما سطوة الحداثة المادية العاتية والمعولمة. لا نملك اليوم سوى الرصد والمتابعة بدل الركون إلى التنبؤات والتوقعات، فالباحث أو عالم الاجتماع ليس من دوره ممارسة التنجيم وقراءة الكف. لأن المستقبل لا يعلمه إلا الله. س3: ألا ترى أن المنظومة الروحية المسيحية والمنظومة الدنيوية العلمانية تمثلان نظام الرؤية الغربية الموحدة مقابل نظام الرؤية الإسلامية القائمة على التكامل بين الديني والدنيوي؟ ج: هذا الأمر صحيح إلى حد بعيد، وقد سبق أن بينا في عملنا المتواضع “في العلمانية والدين والديمقراطية” إن إحدى المعضلات والثغرات التي تواجه النظريات الاجتماعية الغربية تعود إلى تعريفاتها القاصرة والاختزالية للديني والعلماني على السواء. الديني في السياق الغربي، بما في ذلك في الحقبة المسيحية المبكرة يقابل كل ما هو زمني ودنيوي، وهو يتموضع في المحل الديني أي الكنيسة، وعند البحث الدقيق يتبين أن أصل هذا المفهوم يعود إلى جذور رومانية وثنية قد تم استيعابه في الوعاء اللاهوتي المسيحي.. فقد كان الرومان يطلقون على ممارسة طقوسهم وشعائرهم الوثنية كلمة ريلجيو ((religio. وحينما قام سان جيروم بترجمة الإنجيل إلى اللاتينية أواخر القرن الرابع الميلادي، نقل مع هذه الترجمة كلمة ريلجيو على نحو ما استقر عليه المعنى الأصلي في البيئة الرومانية التي تشبع بها، ومنه تواصل فيما بعد في أغلب اللغات الأوروبية الحديثة. أما في السياق الإسلامي فإن الديني يحمل بعدا دنيويا مثلما أن كل ما هو ديني يحمل بعدا روحيا دينيا، ولعل أفضل من كتب في هذا الموضوع فيلسوف الإسلام الكبير محمد إقبال في مؤلفه الشهير تجديد التفكير الديني في الإسلام. يبدو لي أن إضافة الإسلام الكبرى تتمثل في تغيير معنى الديني أصلاً من خلال وصله بالدنيوي، وتغيير معنى الدنيوي عبر وصله بالروحي والديني، بما يجعل الواحد منهما وثيق الصلة بالآخر. ويمكن القول هنا إن الإسلام يؤسس ضرباً جديداً من الدنيوية يمكن تسميتها بالدنيوية المتعالية، أو الدنيوية الروحية ، كما أنه يعطي دلالة جديدة لمعنى الروحي والديني في إطار ما يمكن تسميته بالروحية الدنيوية س4: بناء على ما سبق ذكره ألا ترى أنه يتوجب على علماء الإسلام وأكاديمييه أن يبحثوا عن الأنظمة السياسية والاقتصادية ضمن إطار الأنساق والرؤية الإسلامية بدل اللجوء إلى الترقيع الفلسفي والفكري، وأن يذهبوا بعيدا إلى عمق المشروع بدل الاقتصار على المسائل الإجرائية؟ ج: أن أي عملية تجديد جادة لابد أن تكون ضاربة بعروقها في الأرض التي تقف عليها ومستجيبة لحاجات الناس ومصالحهم، كما أنه يتوجب عيها في الوقت نفسه تتحسس ما يمكن تسميته هنا بروح العصر وفهم إكراهاته. للأسف الشديد جل التحولات التي وقعت من حولنا خلال القرون الثلاث الأخيرة لم نكن نحن المسلمين طرفا فاعلا فيها، بقدر ما كنا في الغالب الأعم ضحاياها. كل هذا يفرض علينا اليوم جهدا مركبا في العودة الفاعلة والمتبصرة لميراثنا الإسلامي بالغ الثراء، ولكن مع تمثل العصر بروح نقدية وبناءة في نفس الوقت. وأستعمل هنا كلمة عودة بشيء من التحفظ لأن الموروث أو الماضي ليس ما يقف خلف ظهورنا، بل كثيرا ما يحل بيننا ويأتي صوبنا. ولك أن تقول هنا بأننا في حاجة إلى ضرب من الاجتهاد المضاعف في الموروث وفي الحداثة في نفس الوقت لأن كل منهما صار جزء صميم حاضرنا وربما مستقبلنا بما لا يمكن تجاهله. فإيران ما بعد الثورة قاومت كثيرا للعودة إلى ماض شيعي مبرأ من التأثيرات الحداثية الغربية ولكنها قهرت على أمرها في قبول الكثير من الظواهر الكريهة إلى نفسها، وتركيا العلمانية قاومت كثيرا لتمثل حداثة متغربة لا صلة لها بالتاريخ والذاكرة الجمعية للأتراك ولكنها غلبت على أمرها في ابتلاع ما لا ترغب فيه ميراث الإسلام والماضي العثماني الكريه إلى عقل وقلب عساكرها. يجب أن نميز هنا بين استراتيجيتين مختلفتين في التعامل مع الوافد: الأولى تقوم على عمل استيعابي ونقدي للوافد الأجنبي ، أي الوعي بتاريخية ونسبية ما يتم نقله واقتباسه مع ضرورة تعديله وتطويره، والثانية تتأسس على عمل توفيقي وحتى تلفيقي من بعض الوجوه ينشد الضم والإلحاق عبر آلية القياس والمشابهة لا غير، وربما تبدو الروح الثانية هي الغالية اليوم على جل الكتاب والمفكرين الإسلاميين منذ تجربة الإصلاحيين الإسلاميين أواسط القرن التاسع عشر مع السيد جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده على جلال قدرهما وعظم دورهما. أقول هذا لأنه مهما كانت انتقاداتنا أو تحفظاتنا على المدرسة الإصلاحية الحديثة إلا أنه لا يمكن الانتقاص من دورها في تجديد وضع الإسلام في العصر الحديث، وبهذا المعنى يمكننا أن تقول بأننا كلنا تلاميذ الأفغاني وعبده ورشيد رضا بشكل أو بآخر، ومهما كانت انتقاداتنا لهذه المدرسة. إن الحضارة الحية والفاعلة هي التي تستطيع إعادة صياغة الوافد وتأويله على نحو جديد حتى يتحول إلى جزء من النسيج الداخلي وتتضاءل فيه البصمات الخارجية. هذا ما فعله المسلمون عند تعاطيهم مع روافد ثقافية وحضارية كثيرة تلقوا عنها وأخذوا منها، كما هو حال الأوروبيين في عصر نهضتهم وما بعد. وأخلص من كل ذلك إلى القول بأنه يتوجب اليوم على مفكري الإسلام وباحثيه الجادين امتلاك إدراك عميق بالفكر الإسلامي والفكر الغربي على السواء. فلست مع التكرار السلبي لما يقوله الآخرون تحت إدعاءات حداثية وكونية مضللة، ولا مع الانعزال التام تحت دعاوى الخصوصية أو الأصالة المنغلقة على نفسها. وإلى الجزء الموالي إن شاء الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ12 ماي2008


 

“حملة رسول الله يجمعنا” تحدد العاشر من يونيو المقبل مقاطعة المنتجات الدنماريكة والهولندية

 

 
غزة (فلسطين) ـ خدمة قدس برس  أعلنت حملة أهلية أردنية عن تحديد العاشر من الشهر القادم حزيران (يونيو) موعداً لإطلاق حملة واسعة لتجديد مقاطعة المنتجات الدنماريكة وإدراج المنتجات والشركات الهولندية على قائمة المقاطعة على خلفية الإساءة التي وجهتها وسائل إعلام في تلك الدولتين للنيل من شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. كما أعلنت “حملة رسول الله يوحدنا” في بيان حصلت “قدس برس” على نسخة منه الأحد (11/5) انتهاءها من إعداد لائحة الدعوى الخاصة بملاحقة النائب الهولندي المتطرف (خيرت ويلدرز) لنشره فيلم الفتنة المثير للكراهية. وقال النائب علي الضلاعين، عضو الحملة، إنه تم “التوافق على فتح المجال، ولمدة شهر، أمام الوكلاء التجاريين المحليين للمنتجات الهولندية لتصريف بضائعهم الموجودة في مخازنهم، والتوقف عن استيراد كميات جديدة، للحد من تكبدهم خسائر مالية قبل البدء بالحملة الشاملة التي سيتم تنفيذها في العاشر من الشهر القادم”، مشيرا إلى أن أسس رفع المقاطعة التي أعلنتها لجنة المتابعة والتنسيق سابقا عن منتجات الشركات الدنماركية والهولندية والتي تلعن استنكارها لحملات الإساءة وتدعو إلى ضرورة سن تشريع دولي يجرم الإساءة إلى الرسول الكريم والدين الإسلامي الحنيف، “ما زالت قائمة ومرحبا بها”. وكشف الضلاعين عن أدوات جديدة سيتم تبنيها من قبل الحملة والتي ستستخدم في حملة المقاطعة الجديدة والتي لن تقتصر على طباعة بوسترات بل ستتعداها إلى العديد من الوسائل الترويجية والتثقيفية على المستوى المحلي والعربي والإسلامي في آن واحد، مشيرا إلى وجود تنسيق مع العديد من النشطاء في عدد من الدول العربية والإسلامية والتي ستشارك الحملة فعالياتها. وقال محامي حملة رسول الله يوحدنا إن اللجنة القانونية “انتهت من إعداد لائحة الشكوى لملاحقة النائب الهولندي (خيرت ويلدرز) لنشره فيلم الفتنة والتي سيتم النظر فيها أمام القضاء الأردني في وقت قريب”. من ناحيته أكد زكريا الشيخ، رئيس حملة رسول الله يوحدنا أن لجنة المتابعة والتنسيق أقرت إستراتيجية وآليات البدء بإعداد مسودة تشريع دولي يجرم الإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ووافقت على أن يكون بالتنسيق والتعاون مع نقابة المحامين الأردنيين. وكانت اللجنة قد جمعت التوكيلات القانونية لتسجيل دعوة قضائية لدى المحاكم الأردنية ضد وسائل الإعلام الدنماركية، والشركات التي شاركت في حملة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت صحف دنماركية قد أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسول الله، في وقت سابق. هذا وقامت حملة “رسول الله يوحدنا”، بإعداد المستندات والوثائق القانونية لمقاضاة ناشر فيلم “الفتنة” للنائب الهولندي “جيرت ويلدرز”، والذي تم نشره في مواقع إلكترونية، بعدما رفض عرضه أمام الجماهير، الأمر الذي أثار مشاعر المسلمين في مناطق عديدة من العالم، لما في الفيلم من “افتراءات”، على الإسلام الحنيف.   (المصدر: وكالة قدس برس انرتناشيونال بتاريخ 12 ماي 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.