Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2270 du 09.08.2006
القدس العربي: مثقفون تونسيون يدعون لمقاطعة المؤسسات الامريكية والاسرائيلية الصباح: الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقابس تنظر اليوم في قضية انهيار الجدار وسط السوق الاسبوعية الصباح : بعد توفير الظروف الملائمة وتمكينهم من تراخيص: نجاح سجناء في امتحان الباكالوريا والتعليم العالي
رويترز: احصائية: اكثر من 11 الف حادث سير في تونس خلال عام 2005
عصام سلطان: تونس .. على خط النار نصر الدين: الحريات العامة في الدولة التونسية -3- الحياة السياسية بين المستعمر والمستخلف جابر القفصي: رد على سلوى الشرفي: الهزيمة و الاديولوجيا المهزومة
أسماء القرقني: بين لطيفة العرفاوي ورجاء بن سلامة:ثقافة المقاومة وثقافة الخراب ابراهيم عبد الصمد: دفاعا عن حق الراي محمد العروسي الهاني: مكارم الأخلاق من الشروط الأساسية لتحرير المرأة الصباح: شهادات :في الذكرى الرابعة والستّين لوفاة الطاهر صفر (9 أوت 1942): أحد الآباء المؤسّسين لحزب الدستور الجديد القدس العربي: غالاوي يهاجم زعماء الرقص الشرقي العرب ويتهم بلير بأنه كان علي علم بـ العدوان علي لبنان اخوان أون لاين:نواب الإخوان والمستقلون يلتقون السفير الفنزويلي
توفيق ع: متى ستفكر يا سيادة الرئيس؟ د.أحمد القديدي: مواجهة المصير اميرة ناصر: كفاكم ذلا ايها الساسة العرب! فهمي هويدي: إذا اعتبر «حزب الله» هو المشكلة.. فقد تصبح «القاعدة» هي الحل أخبارنا: لأن مبارك رئيس لمصر… القدس العربي:أشعر بالعار لأنك الرئيس
القدس العربي:عندي سؤال اليك يامبارك
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
مثقفون تونسيون يدعون لمقاطعة المؤسسات الامريكية والاسرائيلية
2006/08/09 تونس ـ اف ب: دعا عشرات المبدعين التونسيين امس الثلاثاء كل المثقفين العرب الي مقاطعة البضائع وكل المؤسسات الاعلامية والثقافية الامريكية والاسرائيلية وتسخير اقلامهم وفنهم لفضح العدوان الاسرائيلي علي لبنان.
وطالب مسرحيون وممثلون وموسيقيون وشعراء وكتاب وصحافيون في بيان كل المثقفين العرب بمقاطعة البضائع وكل المؤسسات الاعلامية والثقافية والقنصلية الامريكية والاسرائيلية وهو اضعف الايمان مؤازرة لاشقائنا في لبنان وفلسطين والعراق .
واكد البيان ضرورة تسخير المبدعين العرب اقلامهم وفنهم وابداعهم وانشطتهم لفضح العدوان الاسرائيلي ومن وراءه مشاريع الغطرسة الامريكية التي تريد ان تركع كل الاحرار في العالم الي نظامها المتجبر ، حسب تعبيرهم.
وادان البيان بشدة الدور الرئيسي للولايات المتحدة الامريكية التي خططت لهذه الهجمة الشرسة علي لبنان بعد تدمير العراق وارادة اذلال الشعب الفلسطيني من اجل مشروع شرق اوسطها الجديد المفضوح والمرفوض من كل الاحرار في العالم .
واستنكر البيان تلاعب الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها لتأجيل اقرار وقف لاطلاق النار منذ بداية الهجمة علي لبنان في انتظار تفوق ما للجانب الاسرائيلي عدي تفوقه في قتل الاطفال والمدنيين والمجازر الجماعية والدمار .
وادي القصف الاسرائيلي علي لبنان حتي يومه الثامن والعشرين الي مقتل 1064 شخصا علي الاقل واصابة 4393 بجروح وفق حصيلة اعدتها فرانس برس ظهر امس الثلاثاء بالاستناد الي مصادر رسمية.
وتفيد الهيئة العليا للاغاثة (حكومية) ان ما لا يقل عن 968 مدنيا 30% منهم من الاطفال دون سن الثانية عشر قتلوا، فضلا عن 30 عسكريا ودركيا وذلك منذ 12 تموز/يوليو.
وانتقد البيان بشدة الانظمة العربية التي قال انها لم تعد قادرة الا علي مواجهة مواطنيها بعد انسداد كل الافق امامها وتبعيتها وتخلفها وانشغالها في سلب ثروات شعوبها . وناشد الموقعون علي البيان كل المبدعين والفنانين والمثقفين وانصار العدل والسلام في العالم ان يقفوا مع الشعب اللبناني في محنته وان يعملوا علي وقف اطلاق النار حتي يقف التدمير ونمنع المزيد من زهــق ارواح المدنيين .
ومن بين الموقعين علي البيان المخرج المسرحي فاضل الجعايبي والموسيقارانور براهم والممثلون جليلة بكار وفاطمة سعيدان وهشام رسم والمخرج السينمائي جيلاني السعدي والشاعر محمد صغير اولاد احمد والكاتب سليم دولة والكورغرافية نوال السكندراني والناقد المسرحي احمد حاذق العرف. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 أوت 2006)
الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقابس تنظر اليوم في قضية انهيار الجدار وسط السوق الاسبوعية
6 متهمين وتقارير الاختبار تثبت نقائص دراسة المشروع
تنظر الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقابس اليوم الاربعاء 9 أوت في قضية انهيار جدار وسط السوق الاسبوعية بقابس هذه الحادثة التي أودت بحياة 8 أشخاص وخلفت عددا من الجرحى. وقد تورط في هذه القضية 6 اشخاص ثلاثة منهم موفوقين والبقية بحالة سراح الموقوفون هم المدير الجهوي للتجهيز. ومهندسين معمارين اما المتهمين بحالة سراح فهم مقاولان ومهندس احد المقاولين كان بحالة ايقاف وافرج عنه بضمان محل الاقامة. وتتلخص وقائع الحادثة موضوع القضية في سقوط جدار تابع لمركز الاصطياف المعروف بسانية الباي على الجدار الفاصل بينه وبين السوق الاسبوعية بقابس على اثر سقوط نخلة على جدار موجود داخل مركز الاصطياف المذكور وذلك صباح يوم الاحد 4 جوان الفارط مما خلف العدد المذكور من القتلى والجرحى.. وقد علمنا أن تقرير الاختبار الاولي تضمن جملة الاسباب التي أدت الى انهيار الجدار المذكور وتتمثل الاسباب المباشرة كما وردت في التقرير في تضرر الجدار آنف الذكر والذي يبلغ ارتفاعه 5 أمتار بفعل الاشغال الاضافية التي اضيفت الى ما كان عليه الجدار منذ 5 سنوات والمتمثلة في الردم المحاذي للجدار وكذلك تأثر الجدار بضربات الآلات الماسحة والرافعة trax وGradoire عند تهيئة الاشغال الاضافية المذكورة اما الاسباب المباشرة فتتمثل في دراسة مشروع الجدار التي تبين انها غير مطابقة للمواصفات الفنية والعلمية المطلوبة لذلك وقع ايقاف المهنيين الثلاثة المذكورين احدهم بحالة سراح هذا وقد تم تعيين مهندس مختص في الخرسانة خبير لدى المحاكم لاعداد التقرير التكميلي هذا الاخير اكد وجود نقائص وثغرات في دراسة مشروع تشييد الجدار.. وقد نظرت المحكمة الابتدائية بقابس في هذه القضية في جلسة اولى يوم 27 جويلية الفارط ثم نظرت فيها من جديد.. الاربعاء الفارط 2 أوت وتأجلت بطلب من هيئة الدفاع. وتنظر المحكمة الصيفية بقابس في هذه القضية مرة ثالثة اليوم الاربعاء القادم 9 أوت وقد وجهت للمتهمين تهمة القتل غير العمد الناتج عن الاهمال والتقصير وهي الجريمة المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبيها بالفصل 217 من المجلة الجنائية. رياض (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 أوت 2006 )
بعد توفير الظروف الملائمة وتمكينهم من تراخيص: نجاح سجناء في امتحان الباكالوريا والتعليم العالي
علمنا ان احد السجناء تمكن من اجتياز امتحان الباكالوريا اقتصاد وتصرف بنجاح خلال دورة المراقبة جوان 2006 بنجاح بمعدل 11.95، وارتقى سجين اخر بنجاح من السنة الاولى الى السنة الثانية من التعليم العالي في اختصاص اللغات والحضارات القديمة بمعدل 13.95 فيما تمكن ثالث من الارتقاء بنجاح الى السنة الثالثة في اختصاص المقاولات وادارة الاعمال بمعدل 10.66. وقد امكن لحوالي 12 سجينا من الحصول على تراخيص من الادارة العامة للسجون والاصلاح لمتابعة دراساتهم الجامعية وهم بصدد قضاء العقوبة احدهم في مستوى المرحلة الثالثة اختصاص علم النفس الاجتماعي ويتوزع البقية على مختلف اختصاصات التعليم العالي. واعترافا منه بما حظي به رفقة زملائه من ظروف ملائمة لمواصلة الدراسة واجتياز الامتحانات الوطنية، وجه السجين الناجح في امتحان الباكالوريا رسالة الى ادارة السجن عبر فيها عن جزيل شكره وامتنانه لما لقيه من مساعدة حتى يتمكن من الاعداد والمراجعة واجتياز الامتحان بنجاح بما يقيم الدليل على ما تحظى به الفئات الاجتماعية عموما في تونس ولمن زلت بهم القدم بصفة خاصة من اجراءات وتدابير انسانية اجتماعية رئاسية ترمي الى اصلاحهم وتأهيلهم واعادة ادماجهم عبر تمكين المرسمين بالمؤسسات التربوية ومؤسسات التعليم العالي من الحصول على الوثائق والقيام بالاجراءات الادارية التي تمكنهم من متابعة برامج دراساتهم والمشاركة في الامتحانات الوطنية الى جانب استفادة المودعين من برامج التكوين والتدريب المهني. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 أوت 2006 )
احصائية: اكثر من 11 الف حادث سير في تونس خلال عام 2005
Wed Aug 9, 2006 1:44 PM GMT تونس (رويترز) – أشارت دراسة احصائية حديثة الى أن حوادث السير في تونس تجاوزت 11 الف حادث خلال عام 2005 وخلفت ما لايقل عن 1500 قتيل. واضافت الدراسة التي نشرتها صحيفة الصحافة الحكومية يوم الاربعاء ان حوادث السير في تونس ارتفعت بنسبة 14 بالمئة مقارنة بعام 2004 وخلفت نحو 1519 قتيلا و15368 جريحا. وقال رياض دبو من جمعية الوقاية من حوادث الطرقات التي أجرت الدراسة لرويترز ان ” خمسة قتلى و49 جريحا يسقطون يوميا مما يسبب خسائر مادية فادحة”. واشارت الاحصائية الى ان السرعة تمثل اول عنصر مسبب للحوادث بنسبة 31.6 بالمئة من مجموع حوادث السير. ومعدل حوادث المرور في تونس من بين أعلى المعدلات في العالم بسبب رعونة القيادة خصوصا والسرعة.
(المصدر موقع رويترزبتاريخ 9 أوت 2006 )
ـ عصام سلطان المصريون : بتاريخ 8 – 8 – 2006
فى أقوى رد فعل عربى رسمى على المقاومة الإسلامية المغامرة اللامحسوبة ، والتى تجرأت على إسرائيل وضربتها فى العمق وأسقطت نظرية أمنها القومى إجمالاً وتفصيلاً، أقرت الحكومة التونسية نظاماً جديداً للمصلين المسلمين، يقضى بتخصيص بطاقة مغناطيسية لكل مصل، يتعين على كل تونسى راغب فى الصلاة الحصول عليها أولاً، ثم يقوم بإيداعها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطنى، وستحمل البطاقة صورة المصلى وعنوانه واسم المسجد الذى ينوى ارتياده، ويجب أن يكون أقرب مسجد لمكان إقامته أو مركز عمله، فإذا كان المسجد المختار لا يقيم صلاة الجمعة، فيجب على المصلى التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة . وعلى أئمة المساجد أن يتأكدوا من أن جميع المصلين داخل قاعة الصلاة حاملون لبطاقاتهم، كما يتعين على كل إمام طرد كل مصل لا يحمل بطاقة، أو على بطاقته اسم مسجد آخر غير الذى يصلى فيه. مع العلم بأن البطاقة شخصية، ولا تجوز إعادتها، ويمنع التنازل عنها للغير . أما إذا قرر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصلاة فإنه مطالب بتسليم بطاقته لأقرب مركز شرطة. كما يمكن للسياح المسلمين أن يطلبوا بطاقة مصل عند نقطة شرطة الحدود، ويتم إرجاعها لشرطة الحدود قبل المغادرة . وسوف يتم تزويد كل المساجد بآلات مغناطيسية لتسجيل الحضور، حيث يتعين على كل مصل تسجيل حضوره عند الدخول إلى المسجد وعند خروجه منه، ويقوم الإمام بجمع أوراق تسجيل الحضور وتقديمها شهرياً إلى الدائرة الحكومية التى يتبع لها المسجد. هذا ما أعلنه وزير الداخلية التونسى الهادى مهنى فى مؤتمر صحفى فى العاصمة التونسية، تطبيقاً وتنفيذاً للسياسة القومية التى ينتهجها صانع التغيير (يقصد الرئيس زين العابدين بن على) ونقلته عنه صحيفتا صوت الحق والحرية التونسية والأهرام القاهرية بتاريخ الخميس 3 أغسطس .¤ ** إن الرئيس زين العابدين بن على يعلم جيداً أن خطورة البعث الجديد للحالة الإسلامية المقاومة، أو الروح القتالية الاستشهادية، لا يقتصر مداها على بنت جبيل، أو عيترون، أو مارون الرأس، أو حتى حيفا وما بعد حيفا على النحو الذى شاهدناه جميعاً، ولكنه يدرك تماماً – وهو رجل الشرطة المتمرس- أن الخطورة الحقيقة تكمن فى مرحلة “ما بعد بعد” .. وهى مرحلة تكررت فى تاريخ أمتنا الإسلامية كثيراً، ففى الوقت الذى كان أعداؤنا يظنون أنهم تمكنوا منها، وسيطروا على مقدراتها، وتفوقوا عليها بالعدة والعتاد، وولوا عليها الملوك والأمراء والرؤساء من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، خرج من هذه الأمة وهى على حالة الضعف تلك، من يبعث فيها روح المقاومة، ثقافياً، وفكرياً، واجتماعياً، وعسكرياً، وهى طبيعة خاصة بأمتنا فقط، لا تشاركها فيها أمة أخرى، لسبب واحد ووحيد، يكمن فى طبيعة الدين الإسلامى الفريد .. ** إن زين العابدين قد بدأ مشواره مبكراً، وسوف يتبعه آخرون من حكام المنطقة، سوف نرى مزيداً من التشريعات الاستثنائية، ومزيداً من القمع والقهر والسجن والتعذيب والتنكيل والمصادرة، وسوف تساعدهم أمريكا، وسوف يورثون الحكم لأبنائهم من بعدهم، وستساعدهم أمريكا أيضاً..! وسوف نرى – على الرغم من كل ذلك- بعثاً جديداً، روحاً جديدة، روح المقاومة والتحدى والرغبة فى بناءَ حضارى جديد، لأمة تستحق أن تكون فى مقدمة الأمم، لطبيعة المنهج الفريد الذى تحمله هذه الأمة، وطبيعة الرسالة الخاتمة، وطبيعة أهدافها الإنسانية الخيرية الأبدية، التى هى رحمة للبشر، كل البشر، وسوف نرى فى كل دولة عربية وإسلامية رغبة ونهضة وقفزة و… مقاومة .. ولن يستطيع الحكام العرب مواجهتها أو القضاء عليها، حتى بمساعدة أمريكا و… إسرائيل..! قد تطول المواجهة والمقاومة بين الطامحين الراغبين فى البناء وبين الحكام، قد تكون عاماً أو عامين أو عشرين عاماً، وقد تتحطم جسور وتهدم منازل ويسقط شهداء، ولكن النظم الفارغة لن تستطيع الصمود كثيراً أمام الكاتيوشا، ورعد واحد، ورعد اثنين وثلاثة، وخيبر، وحتماً سيقع الزلزال..! كل ما فى الأمر أن نؤمن بالله كما آمن حزب الله، وأن نوقن أن الله معنا كما كان مع محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فى الغار، وأن نثق فى أنفسنا وقدراتنا ثقة مطلقة لا حدود لها، لأنها مستمدةٌ من منهج ربانى فريد لا مثيل له .. وبالمناسبة ومن هذا التاريخ، فإننى أتوقع زيادة أعداد المصلين فى تونس، رداً على قرار زين العابدين، ليس مهماً أن تكون الصلاة فى مكان بعينه، فقد جعلت الأرض لنا مسجداً، وترابها طهوراً .. بل ربما تكون البداية من هناك .. من تونس ..! محامى مصرى
(المصدر: المصريون الصادرة يوم 8 أوت 2006 )
¤ملاحظة من هيئة تحرير تونس نيوز
لقد سبق أن بينا أن قصة البطاقة المغناطيسية ما هي إلا “نكتة” ابتكرها الكاتب التونسي “عمر الخيام” من وحي خياله قبل أربعة أعوام فأصبحت ولا تزال حقيقة. لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع الى العدد 2188 بتاريخ 19 ماي 2006 على الرابط التالي:
https://www.tunisnews.net/19mai06a.htm
الحريات العامة في الدولة التونسية -3-
الحياة السياسية بين المستعمر والمستخلف
نصر الدين
تونس هذا البلد الذي كان له السبق بل سبق السبق في انتاجه لفن التفاعل البيني لعنصره البشري حيث في محضنه ابتعثت اول تجربة دستورية فيما سمي بدستور قرطاج الذي قال فيه ارسطو في كتابه الجمهورية انه شبيه بدستور اسبارطة الاغريقية بل وفضله عليه من ناحية توزيع السلطة بين مختلف القوى السياسية. لاحقا سياتي اول دستور عربي مكتوب وذالك سنة 1861 تحت اسم (عهد الامان).
فهي رقعة تمتاز بحراك اجتماعي مكثف واحتكمت طبقاتها التاريخية على حس استباقي في حركة البعث والتجديد.
امتدادا لهذا النشاط الدؤوب وهذه الافئدة المكتنزة بالحياة العاشقة لحقوقها اسس الزعيم علي باش حانبة والشيخ عبد العزيز الثعالبي اول حزب تونسي اطلق عليه اسم (تونس الفتاة) واصدر جريدة تعبر عن افكاره سماها ( الاتحاد الاسلامي).
وبالتوازي مع بروز تنظيمات سياسية حقيقية لها هياكل وقواعد كانت حركة الثورة المسلحة نشطة بقطبيها محمد الدغباجي وخليفة بن عسكر.
وعندما كانت فرنسا تتعرض لهجمات الحاج سعيد بن عبد اللطيف كانت في حوار مع الساسة في المنفى او في الداخل بوصفهم غطاء هذه الثورة(1915-1919).
وقد اتفق الساسة بمختلف مشاربهم على ان مطلب الحرية والتخلص من الاستعمار واضح ومباشر لا يحتمل التردد ولا الحسابات وها هو احد مجندي الحرية يخاطب المستعمر “ان الشعب الذي ابصر شبح الحرية في الافق الهائل قادما نحوه لا ينهزم ولا ينخدع,ولا تؤثر عليه المصادرات وان عظم كربها , ولا الارشادات وان اشتد خطبها” 8 مارس 1924
كل هذه الحساسيات من احزاب وجمعيات وحركات مسلحة… لم تتحرك ضمن الحيز المتاح لها او ضمن الممكن. لانه وببساطة ليس هناك حيز ولا( ممكن ) انما اوجدا بفعل ارادة لا تؤمن بلاممكن في استخلاص حقوقها. ومتى كان يحق للظالم و المغتصب ان يرسم خطوط حمر ودوائر كاطر لتحركات ضحاياه والحمق السذج وحدهم الذين يستسلمون لسياسات مغتصبيهم.
ومن غريب ما حدث ويحدث في هذا البلد العزيز ان مرحلة الاستعمار التي يفترض ان تكون الاقسى والاعنف في تعاملها مع مناوئيها لم تكن الا تلميذا كسولا في فن القمع مقارنة باسلافها (ابناء البلد). والاغرب منه ورغم جرائم المستعمر كانت الحركات والاحزاب السياسية اضافة الى نضالها السياسي تشكل غطاء للحركات المسلحة. فحين فر بورقيبة الى القاهرة وانضم الى لجنة المغرب العربي التي يرأسها المجاهد عبد الكريم الخطابي ومنها غادر الى فرنسا “حيث كان فراره غريبا حين فر من فرنسا الى فرنسا”
استلم صالح بن يوسف قيادة الحزب الذي كان اصلا محظورا وكان يمثل الواجهة السياسية للثورة المسلحة وفي مؤتمر 1946 الشهير اعلن سقوط الحماية. واكد على ان تونس عربية… ورغم جبروت الاستعمار وبطشه عاش الرجل! فسبحان الذي نجاه من حاكم فرنسي في تونس وقضى عليه الموت لاحقا بيدى حاكم تونسي في المانيا!!!. عندما كان الثوار او (الفلاقة) كما يحلو لبورقيبة تسميتهم يهاجمون تخوم الجيش الفرنسي باسم الثورة التي يشكل الحزب الحر الدستوري واجهتها السياسية والذي يرأسه بورقيبة كان هذا الاخير يحاضر في جامعة ليون بفرنسا. كما انه عندما كان منفيا في جبل مونجينيف(monjeneve) بليون كان يلتقي انصاره دوريا على مرأى الحرس الفرنسي ويتناول معهم شؤون الحركة الوطنية مبشرا لهم بقرب الاستقلال.
ولما استقام له الامر اعدم الكثيرمن اليوسفيين واعدم 16 من المشاركين في احداث قفصة رغم محاولات بعض الساسة ومنهم ياسر عرفات لاثنائه عن ذلك واعدم من الاسلاميين ما اعدم فلم يشفع لليمين يمينه ولا لليساري يساره ومن توسط خان وحصدته الة الموت والقمع.
وعلى وزن الفتنة اليوسفية اصبح كل اطار سياسي او فكرة سياسية او حتى رأي معارض لا يطل من عباءة الحزب الحاكم هو بالضرورة فتنة كبرى وخطر داهم سيغرق الحرث والنسل. واستدعيت كل معاجم اللغة واستخرجت منها الاسماء لتطلق على كل كيان يحمل فكرة او طرح مغاير وعوّمت وسائل (الاعدام) مقروءة ومسموعة ومرءية باسماء مثل المنافقين…الظلاميين… اعداء الوطن… العملاء …اعداء المجتمع المدني … المارقين…الانقلابيين…
لم تكن سياسات النظام تجاه خصومه ردود افعال مثلما يروج لذلك بل كانت سياسة ممنهجة وقناعات مستفحلة وهذا احد الوزراء يتحدث عن بن علي (كان كلانا كاتب دولة هو للداخلية وأنا للخارجية وكنت أسأله عن حقيقة الخطر الإسلامي وكان يحدثني عن استفحال أمرهم وتطلعهم للحكم. وبدا غير متفائل بما كان يحدث ويحاول دائما إشعار بقية الوزراء بأهمية الهاجس الإسلامي. وكان هذا الموضوع أولوية محادثاته مع الزعيم بورقيبة) -1
لم تكن المشكلة لدى النظام في ماهية الجسم الصاعد انما المشكلة في انه جسم مواز وهذا من المحرمات في ظل سياسة لا اريكم الا ما أرى وهو ما تشهد به الفقرة التالية (في تلك الحقبة صعدت قوى سياسية جديدة على المسرح السياسي التونسي كان أبرزها التيار الإسلامي الذي مثّل أكثر التهديدات جدية للحكم البورقيبي وفي إطار المواجهة معه صعدت شخصية احتاج لها بورقيبة لمواجهة هذا الخطر هي الرئيس الحال زين العابدين بن علي)-2
اذا ليس هناك حيز في ثقافة الحزب الواحد للآخر الا اذا كان ديكورا… هيكلا معطلا وظيفيا . وخاض النظام هذه التجربة المسلية بايجاد (احزاب) من هذا القبيل لا يمكنها ان تكون الا فواصل في اجندة الانظمة الشمولية وهذا فصل من دور الاحزاب المحنطة يعبر عنه احد (قياداتها) بقوله
“لا يحق لي التصريح بأي شيء عملاً بقانون الانتخاب الذي يمنع التصريح لأي وكالة أجنبية خلال الحملة الانتخابية. لكن أعتقد ان الرئيس بن علي سيفوز في الانتخابات بفضل قدرته ومهارته على تسيير الدولة. وترشيحي ضده هو لتأكيد وجود معارضة في البلاد” -3.
وبعد هذه التزكية التاريخية لخصمه في الانتخابات الرئاسية ينفرد الرجل بالسبق السياسي التاريخي باعلانه عن دخول الحزب في اجازة “قررت وأعلن أن يدخل المكتب السياسي بمعنى الحزب في اجازة وسأنصرف كليا الى الاعتناء بالتزاماتي المهنية”-4
وتستمر “المعارضة” في دورها المنوط وهذا احد قياداتها يشرح دوره في بعض الاستحقاقات السياسية “الحقيقة لابد أن تقال مع التنقيح في مستوى الدستور الذي وقع في الإصلاح الدستوري هذا كله خلق جواً متقدماً جداً جعلنا نعلن على ترشحنا لهذه الانتخابات والقيام بهذه العملية لا فقط لمنافسة مرشح الحزب الحاكم والرئيس بن علي الذي يحظى الحقيقة تقال بثقة كبيرة من طرف الشعب التونسي, ولكن لمواصلة تكريس التعددية في تونس للمساهمة في بناء المسار الديمقراطي المسار التعددي”-5 ومن فلتات المعارضة التونسية ان ترى من زايد على المتنبي في مدح سيف الدولة بكيل المديح لخصم سياسي مفترض .
…”و أبرز (إسماعيل بولحية) أن حركته ستظل وفية للمبادئ الإصلاحية التي قام عليها التغيير إيمانا منها بأن الديمقراطية عمل متواصل يستوجب تظافر جهود كل القوى الوطنية الحية مشددا على أن الرئيس زين العابدين بن علي يملك القوة والأهلية الكاملة للمضي قدما بالنهج الإصلاحي والمشروع الديمقراطي التعددي فضلا عن استيعاب تحولات العصر وتحدياته بما يخول له دخول التاريخ كرجل إصلاح”-6.
في غياب موسسات فاعلة تحمي العملية السياسية وعندما ينفرد المتغلب بسن القوانين الانفعالية تصبح مراوحة السياسي بين المصقلة والمهزلة فالنقيض بفعل الامزجة ينقضه نقيض وسيد اليوم قد يصبح في غده عبدا ذليل.والشاهد ليس ببعيد فهذا عبد الرحمان التليلي كان في مسائه سيدا عند وسائل اعلام النظام فاصبح مجرما منبوذا لديها “أبرز السيد عبد الرحمان التليلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في كلمته أهمية انعقاد مؤتمر الطموح في ظروف عربية وإقليمية ودولية دقيقة مؤكدا على ضرورة تجسيم وصيانة مكاسب ومبادئ تونس التغيير لضمان تواصل مسيرة الإصلاح والرقي بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي .
وبعد أن ذكر بالمكاسب التي حققتها تونس في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بدفع من الرئيس زين العابدين بن علي أعرب السيد عبد الرحمان التليلي عن تقديره للجهود التي يقوم بها سيادة الرئيس لتدعيم المسار الديمقراطي التعددي بالبلاد” .(أخبار تونس 28 جويلية 2003) “نظرت هيئة المحكمة بالدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة صباح اليوم الاربعاء في قضية عبد الرحمان التليلي رفقة متهمين اثنين آخرين وقررت تأجيلها الى يوم 15 ماي 2004 للاستنطاق والمرافعة وذلك استجابة لطلب من نائب الحق العام.
ويواجه عبد الرحمان التليلي تهما تتعلق بالخصوص باستغلال صفته كرئيس مدير عام للديوان الوطني للطيران المدني والمطارات لاستخلاص فوائد لنفسه ولغيره دون وجه قانوني للإضرار بالإدارة وبارتكاب جرائم صرفية وعدم الإعلام بمكاسب بالخارج”. (أخبار تونس 5 ماي 2004) فواصل صغيرة حولت الرجل من حضن النظام الى حضن السجان.
وفواصل كبيرة في تاريخ هذا الوطن المنكوب دفعت فيها البلاد من رصيدها ومن ذكرياتها وذاكرتها دفعت احلاما ماتت في مهدها وقصصا وئدت في عزها ورجالا غاب طيفهم بين السجون والمنافي ونساء انكفأن على اكوام من اللحم يرضعنه الصبر والسلوان, من اجل ماذا؟…من اجل ان نتنفس نفسا خاليا من طعم البوليس ,من اجل حق الحياة هذا المطلب الذي عم المعمورة ما زالت تطلبه الا تونس من نظامها وقبائل الهوتو والتوتسي من امراء حربها.
صنعت فرنسا في هذا الشعب ما صنعت تحت اسم الحماية وصنع بورقيبة ماصنع تحت اسم الابوة وصنع بن علي ما صنع تحت اسم حامي حمى الدين
وبين حمايتين وابوة اهرقت دماء ومزقت اجساد وغصت الاجيال باحلامها ونامت البلاد على حيرة عظمى فالمستعمر الراحل خلف الجراح والمستخلف الباقي نكأها فعلى أي حضن سيرتاح هذا الوطن المتعب؟ ——————————————— 1* من مذكرات المستيري 2* من مذكرات المستيري 3* منير الباجي ورئيس الحزب الاجتماعي التحرري(فاز 0.79%في الانتخابات الرئاسية 2004) 4* منير الباجي ورئيس الحزب الاجتماعي التحرري 5* محمد بوشيحة(أمين عام حزب الوحدة الشعبية المعارض)-قناة العربية- الأربعاء 28/6/2006 6* اخبار تونس -28 – 7 – 2003
رد على سلوى الشرفي
الهزيمة و الاديولوجيا المهزومة
لقد كثرت الردود الانهزامية، التي تدعي ” العقلانية” و الحكمة، على اندلاع الحرب الشعبية ضد الحركة الصهيونية العالمية و التيار الفاشي للمسيحيين الجدد في الولايات المتحدة. و هي كلها تصب في نفس الخانة خانة تهور و مغامرة حزب الله من أجل إشباع حاجة السيد حسن نصر الله للزعامة و الإمامة و كأنه شخصية مرضية تحتاج إلى تحليل إكلينيكي نفسي. تحدثت صاحبة المقال عن الزطلة و التخميرة و حسن خرب الله و أم المعارك و صغارها و الملالي و الارهاب و 11 سبتمبر…، نافية كل مكسب لهذه المواجهة و هي تدعي الموضوعية و العلمية و تدافع عن المقاربة الألسنية للسيدة رجاء بن سلامة في حين أنها تردد شعارات معاكسة( تحاول أن تقدمها كمسلمات علمية ، قد اعتدنا من بعض مثقفي تونس الكمبرادوريين الذين أبدعوا في تمييع القضايا الجادة و افراغ القيم الانسانسة و المبادئ تونس من محتواها و تشليكها. للأسف أصبحت صفة العلامية هالة ميتافيزيقية يختفي وراءها أصحاب الشهادات العليا ليبرروا عجزهم و انتهازيتهم و انبطاحهم وفق منطق المثل التونسي المشهور ” إما وافق و إلا نافق و إلا اخرج من البلاد”. و أنا سأحاول الرد على السيدة سلوى الشرفي من منطلق سويولوجي علمي و استنادا إلى أعلام لهم إضافاتهم في هذا المجال قد تكون صاحبة المقال لم تقرأ لهم أبدا لأنهم أبعد ما يكون عن مستوى المقالات الصحفية ” مقالات الدبيش” الانطباعية التي تبدأ ب” بالله قولولي” التي لا يفوق مستواها التاسعة أساسي.
أولا: تتحدث سلوى الشرفي عن الحرب من حيث الخسائر و اللاجئين و خراب العمران و هي نتائج مفزعة بلا شك من الناحية الإنسانية ، و لكنها تنسى أن الحرب ظاهرة صحية في التاريخ البشري –كما يقول اميل دوركايم- لم تخلو منها حقيبة تاريخية رغم سلبياتها و دمارها. ذلك أننا في عالم بشري – لافي عالم ملائكي سبحاني- تتصارع فيه المصالح و يكون البقاء و الهيمنة للأقوى. نحن في حضارة كونية ليبرالية متوحشة تقوم على المنطق النيتشوي ” إرادة القوة” و ان الأخلاق و المبادئ هي حجة الضعيف العاجز. و هذه الحرب في لبنان قد نجحت في تعرية أسطورة اسرائيل الدولة النتي لا تهزم ، و حماية طهر المقاومة في فلسطين ، و افتكاك زمام المبادرة من اسرائيل و أمريكا في المنطقة ، و تدشين شرق أوسط جديد تصنعه الشعوب لا كنداليزا رايس، و حماية ظهر سوريا و إيران المستهدفتان من قبل الشيطان الأكبر أمريكا نتيجة رفضهما التطبيع مع اسرائيل و دعمهما للمقاومة. أنها ساهمت في اظهار هلال مقاوم يمتد من أفغانستان مرورا بايران و العراق و سوريا ولبنان و فلسطين و ربما مصر و السودان و الجزائر… أنها بداية سقوط الامبراطورية الأمريكية الظالمة كما يتنبؤ بذلك جون كندي و نعوم تشمسكي في كتابه ” عندما تصبح الولايات المتحدة دولة صعلوك”. أنه منطق الشعوب المقاومة و الشجاعة الذي يكنس تراجع و خذلان الانظمة العميلة و اللقيطة.
ثانيا: إن الحرب عموما رغب سلبياتها الآنية فإنها لا تخلو من إيجابيات جمة على مدى متوسط و بعيد ، ذلك أنها محركة للتاريخ و مولدة لديناميكية تارخية جديدة – كما يقول هشام جعيط- قد تعيد ترتيب الأوراق و تطيح بقوى قديمة و تسمح ببروز قوى جديدة و هذا المنطق تتبناه أمريكا و اسرائيل و أيضا حزب الله و كل حركات المقاومة . إنها لغة الأقوياء التي يخشاها الجبناء و أصحاب المصالح. يقول مظفر النةاب” علمني وطني أن حروف التاريخ تكون مزورة حين تكتب بدون دماء” فالغرب لم يكن ليتقدم و ينهض و يدشن ثوراته السياسية و العلمية و التكنولوجية لو أنه لم يدشن هذه المسيرة بحرب صليبية مع المسلمين سمحت له باستعادة ثقته بنفسه و منازلة خصمه و تهميشه و عزله عن الفعل التاريخي. و شرف حزب الله و كل حركات المقاومة أنها نجحت – رغم حدود إمكانياتها- في ما فشلت ففيه أنظمة العار العربية جميعا. أنها الحرب العالمية الحقيقية – كما يقول عالم استشراف المستقبل المغربي المهدي المنجرة- الحرب بين الشمال و الجنوب ، بين قوى الاستكبار العالمي و المستضعفين في الأرض، الذين رفضوا الانخراط في النسق الإمبريالي العالمي و اختاروا المقاومة و التصدي.
ثالثا: لماذا تتحدثون عن الخسائر و الدمار كلما تعلق الأمر بمقاومة عربية اسلامية سواء في أفغانستان أوالعراق أو فلسطين أو لبنان …لا تتحدثون عن هذه الخسائر عندما تتسبب فيه أمريكا و بريطانيا و اسرائيل … إن كان حزب الله و حماس و القاعدة… متطرفين ، فمن دفعهم إلى التطرف أليست الغطرسة الغربية ؟ أليس الاستسلام العربي؟ أليس اليأس و الاحباط و نظام المكيالين الطافح دا~ما لصالح اسرائيل؟
رابعا و أخيرا: اعلمي سيدتي أن مقاييس ربح الحرب عندنا و عند الغرب هي متناقضة تماما كما يقول المفكر الفرنسي – ريجيس دوبريه-. فالحرب بالنسبة للغرب تتميز بثلاث سمات: 1/ انها حرب خاطفة سريعة تقاس بالساعات فهي مجرد نزهة نصيب خلالها كل الأهداف و نعود إلى قواعدنا سالمين. 2/ أمها حرب نظيفة بمعنى أقل عدد ممكن من الضحايا في صفوف الجيش الغازي بل هناك من يتحث عن صفر منن الضحايا مقابل دمار كبير و ضحايا كثر في صفوف العدو. 3/ انها حرب تكنولوجية متطورة، تستعمل فيها آخر صيحات التكنولوجيا الحربية. انها حرب أزرار une guerre de boutons تمكن منن تحقيق الأهداف دون خسائر و في أسرع وقت ممكن. و هي سمات كل الحروب التي خاضتها الجيوش الغربية في القرنين 20 و 21. و لعل هذا ما يفسر ضخامة الأموال التي تصرف في التسلح و التي لو أنفقت للقضاء على المجاعة و الفقر و المرض و البطالة لأصبح العالم مدينة أفلاطون أو الفارابي. أما الحرب عندنا نحن الشعوب المستضعفة التي تقاتل بحركات تحرر بسيطة لا بجيوش نظامية، فهي تماما عكس السمات الثلاث للحرب الغربية:
1/ انها حرب طويلة الأمد، حرب استتنزاف ، حرب تقتضي طول نفس، من يصمد أكثر هو الذي يربح الحرب رغم عدم تكافؤ الموازين و المعدات. و لنا في حرب الجزائر و حرب الفيتنام و حرب افغانستان ضد الروس و حرب حزب اله في الجنوب …أحسن أمثلة على صحة هذا التحليل. و من هنا نفهم كلام السيد حسن نصر الله عن الصبر و الاستعداد للتضحيات الكثيرة و الطويلة. و هو فهم لمنطق المعركة و خلفياتها و ليس كاريزمية بطولية قيادية . 2/ انها حرب فيه ضحايا بشرية كبيرة نظرا لعدم تكافؤ القوى و لأن الحرب تقع على أرض الغزو لا الغاري. فالدم في مثل هذه الحرب هو وقود المعركة و كلما ازداد عدد القتلى كلما ازداد الاصرار على مواصلة الحرب حتى النصر. فمن فقد أباه و أخاه و أمه و اخته و ابنه .. لم يعد يخشى الموت و لا يفكر في التراجع و وقف القتال. 3/ انها حرب بوسائل قتالية متواضعة جدا و في متناول كل مقاتل. فهي حرب ارادة و وجود لا حرب تكنولوجيا و عتاد. و بالتالي ضعف الإمكانيات الحربية ليس ذريعة للقعود عن المقاومة و الاستسلام للاحتلال بل يجب البدء بالوسائل المتاحة و تطور الأمور في ما بعد بفعل الغنائم و المساعدات و التحالفات. إنها حرب الإنسان كقيمة اخلاقية و كإرادة و مبادئ و مثل يموت من أجلها ضد الآلة و البارجة و الصاروخ الذي هو قيمة سلعية تسويقية لا يمكن أن تجلب النتائج المرجوة إن كانت في أيدي جنود مرتزقة لا يؤمنون بمشروعية هذه الحرب و لا بجدواها. و هو ما يعبر عنه حزب الله بمقولة” و انتصر الدم على السيف”. و في الختام فإن المقاومة و حرب التحرير و الجهاد هو من أجل تحرير الإنسان و كسر كل القيود التي تكبله لا من أجل الموت و الدمار و خراب العمران و إلا تصبح كل الثورات في تاريخ البشرية انتحارا و غطرسة و تهور و مغامرات و يصبح الذل و الاستسلام و الخنوع فطنة و حكمة و سياسة راشدة. و هو أمر لا نستغربه في عصر انقلبت فيه القيم و سار كل شيء يباع و يشترى حتى المبادئ و الهوية و الانتماء
جابر القفصي عالم اجتماع
بين لطيفة العرفاوي ورجاء بن سلامة
ثقافة المقاومة وثقافة الخراب
أسماء القرقني* صدمني كلام الدكتورة ” التقدمية” رجاء بن سلامة التي خبرناها في منابر الجامعة عن المقاومة وعن حسن نصر الله. فرغم معرفتي بآرائها المعادية للحضارة العربية الاسلامية وللعروبة والاسلام فإني لم أكن أتصور أن تكتب ما كتبت وتتجرأ في التبشير بهزيمة المقاومة ونجاح إسرئيل. وبمجرد قراءتي لكلامها توقعت أن تكون ردود الفعل غاضبة وان تساندها أقلام من بنت ” تقدميتها”. وقد صدق حدسي وهاهي سلوى الشرفي تسير على نفس الطريق ومن غير المستبعد أن تلتحق نائلة السليني وبشرى بالحاج حميدة ومحمد الشرفي ومنجية السوايحي وعبد المجيد الشرفي وزياد كريشان و خالد شوكات وغيرهم من مثقفي آخر زمان الذين دمروا حياتنا بالحداثة المغشوشة والدمار الشامل في التعليم والثقافة والأخلاق وتحالفوا مع الاستبداد للقضاء على كل شيء حي ينبض. كما سعدت أيما سعادة بكلام الفنانة العربية التونسية لطيفة العرفاوي التي عبرت عن انسانيتها ووطنيتها بكل براءة ( ومن الصدف أن كلامها جاء في نفس العدد من تونس نيوز ). وقلت في نفسي إمرأتان من تونس واحدة تقف على أرض الدعم والمقاومة وتتأسف على موت الأطفال الأبرياء وتطالب الفنانين بتقديم الدعم لشعب لبنان الصامد. واخرى تقف على أرض الخراب تطالب بالتنديد بحزب الله ولصالح من.. لصالح إسرائيل. ثم تساءلت لماذا تكلمت بن سلامة بحماسة عن إرهاب نصر الله ولم تتكلم عن إرهاب إسرائيل؟ ولماذا ضخّمت من العدو وقزمت من دور المقاومة ؟
تقول رجاء بن سلامة أن حزب الله “يمارس إرهاب المجموعات تحت غطاء المقاومة اللّبنانيّة”. وهو نفس الخطاب الأمريكي الصهيوني. ثم تضيف أن الذين ينتصرون لحزب الله يمارسون التبشير الذي “يقوم على بناء واقع خياليّ آخر غير الواقع الجغراسياسيّ الذي نعرفه: كأنّ إسرائيل قصر من الحلوى، أو دولة من الورق يمكن أن يعصف بها ويدمّرها مجرّد تنظيم مسلّح. والواقع الذي يهدمه نصر اللّه ليبني عليه قصر أوهامه هو ممّا لا يخفى على أيّ عاقل: إسرائيل دولة قويّة متغطرسة مستميتة في الدّفاع عن نفسها وليست كيانا، ولن تزال من الخارطة، بل هي التي يمكن أن تزيل من الخارطة وأن تدمّر”. إذا ملخص الحكاية أن المقاومة لا تساوي شيئا وأن إسرائيل هي القوة الوحيدة التي تدمر في المنطقة.
وهذا هو الخطاب الحداثي الذي تريده أمريكا والصهيونية ويروّج له مثقفونا وهو التبشير بقوة وحيدة في المنطقة وهي إسرائيل. ولكن هيهات يا دكتورة فالمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق فعلت ما لم تفعله أقلامكم المسمومة. فحزب الله الذي تسمينه ” تنظيم مسلح وارهابي” وقف في وجه القوة التي تمتدحينها لأول مرة في تاريخ الحروب العربية الاسرائيلية شهرا بحاله وهو ما لم تستطعه أي سلطة عربية” حداثية” أو “واقعية”. كما طالت صواريخه كل بلدات إسرائيل وحطمت دباباته وطائراته وجرافاته وقتلت جنوده ( 12 جنديا فقط في قصف لاحد المواقع العسكرية) وتسببت له في خسارة مادية كبيرة. وفي المقابل لم تحقق إسرائيل لحدّ الآن أي نصر سوى القتل ونشر الخراب.
ماذا تريدين من مقاومة بطولية أكثر مما فعلته ؟ هل تريدين منهم الاستسلام ؟ لماذا أنت وأمثالك لا نسمع لكم صوت أمام ما تفعله إسرائيل وأمريكا من إرهاب وقتل للأطفال والنساء والشيوخ العزل؟ ولا تتحرك أقلامكم المسمومة إلا لتشكك في مقاومة الشرفاء أو نجاحاتهم أمام العدو؟ وأنت سيدتي سلوى الشرفي لماذا لا نسمع صوتك في المعارك الشريفة ولماذا الآن تكتبين وأظنها المرة الاولى في تونس نيوز دفاعا عن خطاب الهزيمة ؟ تقولين إن نصر الله يعمل لحساب إيران وانه لا يدافع عن لبنان وأرض لبنان. ولا ادري أي منطق هذا ؟ ماذا نسمي إذا آلاف المقاتلين المقبلين على الموت من اللبنانيين دفاعا عن أرضهم؟ وماذا نقول عن دماء الشهداء ومنهم تونسيون الذين سقطوا في لبنان دفاعا عن الحرية والكرامة والتحرير؟ هل نقول لآلاف اللبنانيين المقاومين أن حسن نصر الله يخدعكم ؟ وهل نقول لآلاف الفلسطينيين الذين اختاروا المقاومة أن حماس تقوم بخداعكم؟ ولمن تعمل حركة حماس هل هي أيضا لحساب إيران؟
سيدتي التونسية التقدمية إن الحياة كرامة وعز. والموت وثقافة الموت التي تنتقدينها هي ثقافة الحياة. فماهي قيمة الحياة إذا كانت ذليلة مصحوبة بالمهانة؟ تطالب الدكتورة بن سلامة من المثقفين الذين “يبحثون في كلّ مرّة عن الزّعيم الحامي بالبحث بدلا عن ذلك عن شروط تحقيق السّلام العادل والتّحول الدّيمقراطيّ الحقيقيّ”. فأي سلام يا سيدتي وأي ديمقراطية تحت وقع الذل والتقتيل ؟ لاشك انه مشروع الشرق الأوسط الجديد. شكرا للفنانة لطيفة العرفاوي الصوت التونسي الذي شرفنا وأزال عنا العار. ومحى كدر ما يكتبه مثقفونا المهزومون.
لقد قالت لطيفة بصوت عال “لا أستطيع أن أسكت وأنا أرى في كل ساعة وكل لحظة أهلي في لبنان يموتون، أنا اشعر بحزن وغضب ولا بد أن نفعل أنا وزملائي فناني العالم العربي شيئا لمساندة أهالينا هناك ولهذا وجهت ندائي لهم لنتحرك سويا”. وليت هذا الكلام صدر عن أمثال بن سلامة والشرفي أو حتى قاموا بالتبرع بالدم أو بالأموال كما يفعل الشعب التونسي. تقول لطيفة إنها تشعر بما يشعر به كل فنان غيور على عروبته، فـ”بداخلي بركان غضب وأنا أشاهد الأطفال يقتلون كل لحظة، بداخلي جرح كبير وأنا أرى طفلا يموت في حضن أمه، وأغضبني مشهد أطفال إسرائيل وهم يوقعون على الصواريخ التي ستقتل أطفالنا في لبنان، وإذا كانوا هم يوقعون بأقلامهم فنحن نوقع بدمائنا وأرواحنا ولا بد أن تعلم “إسرائيل” أننا جميعا فداء لأهالينا في لبنان”. كما تقول “لبنان الحبيب اليوم يتألم.. منه النازح.. منه اللاجئ، منه الجريح ومنه الشهيد.. منه من يتصدى بصدر عار لآلة حرب صهيونية نازية بدعم من أمريكا أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم”. قارنوا أيها القراء الكرام بين كلام بن سلامة وكلام لطيفة وستفهمون الفرق بين ثقافة المقاومة والعز وثقافة الهزيمة والخراب. *من طالبات رجاء بن سلامة وسلوى الشرفي
دفاعا عن حق الراي
ان لا تعجب افكار رجاء بن سلامة احد شيوخ الاخوان فهذا معطى طبيعي.فلا حاجة للمجتمع اليوم بافكار الردة وطروحات القرون الوسطى.فهي مخلفات الثقافة الرعوية التي سادت في الجزيرة العربية في القرون الاولى ولم تتمكن من التطور والالتحاق بركب الثقافة الخطية فبقيت كما في اصولها شفهية تتناقلها السن الشيوخ وزعماء القبائل حتى وصلتنا.
فهؤلاء الذين يتحدثون سنة 2006 ببركات احد المساجين الذي قرا من كتاب القران ما تيسر فتكسرت الاغلال الحديدية بين يديه..وهؤلاء الذين يتحدثون عن انحدار امراءهم-تجار المخدرات في افغانستان- من سلالة علي بن ابي طالب وكان دفاتر الحالة المدنية سجلت اسماء والقاب المنحدرين من السلالة في حين لم يستخرج هؤلاء لليوم بطاقات تعريف …وهؤلاء الذين يرون الكعبة والمدينة مزدانة بالانوار من منازلهم في الرديف ودقاش وذلك لانهم من تلامذة احد رموز مدارس الصوفية المنتشرة في مناطق الظل حيث لا كهرباء ولا طرقات ولا صراعا طبقيا…
ان رجاء تفاعلت مثلها مثل كل الناس مع ما يحدث في لبنان.ولانها لا تقف عند قشور ما تبثه قنوات النفط ووسائل اعلام سفراء الله على الارض قرات الاحداث قراءة مختلفة عن قراءة جريدة الشروق وقناة المنار التي تذكرنا هذه الايام بصوت العرب من القاهرة فترة احمد سعيد.
حينها كنا نعد الطائرات التي اسقتطها مصر يوم 5 و6 جوان بالمئات وصحونا على بكائية 7 جوان ليعلمنا عبد الناصر ومخابراته ان اسرائيل دمرت كل الطائرات المصرية في مرابضها بحيث لم تنطلق حتى طائرة واحدة ولم يشتغل حتى محرك واحد على الارض..واذاقنا عبد الناصر اول طعم للهزيمة….وتواصل عنترياتنا مع الفكر القومي مع العقيد الذي سيحرر القدس ويوحد العرب ويقضي على اسرائيل بدون علم الليبيين وبدا يصرف اموال الشعب الليبي على احلامه المريضة وتوحد توحد توحد توحد حتى بقي وحده فقصف في باب العزيزية ليفهم بعد ذلك ان احلامه لا يمكن ان تكون برنامجا سياسيا فتحول بقدرة قادر الى لاعب قولف وعاشق بيتلز وتصفيف الشعر وباحث عن المتعة في صالونات الموضة..ولم ينس ان يسلمنا ويسلم قضيتنا القومية ورسالة الامة الخالدة الى ابن عمه صدام حسين جلاد بغداد وجلاد العراقيين..
وتواصل حلمنا بالانقراض مع صدام..وتواصل عشقنا للهزيمة مع البعث التكريتي الذي ادخلنا تحت الجبة ليبنى لنا مجد الامة الضائع ويحفظ لها عزتها فمات الالاف من العراقيين تحت التعذيب وهجر الاكراد تحت سياط التنقية العرقية واصبحت تكريت التى كانت قرية الخمسة حوانيت وثلاثة منازل و خمسة كلاب تحولت الى عاصمة الملك بفضل ابنها البار…وقام صدام حسين باسمنا طبعا بحرب ضد الشيوعيين والتقدميين العراقيين وذبحهم في الشوارع ليركز في بغداد سلطة القتل ثم حارب الفرس الايرانيين ودائما باسمنا جميعا ونيابة عن الامة ومات في الحرب اكثر من خمسين الف عراقيين دفاعا عن البوابة الشرقية- ونعنى بذلك دفاعا عن سلطة حزب البعث- ثم احتل الكويت بتفويض كامل من الامة العربية وقاد تجارة الحصار مع ابنائه وعائلته وجلاوزة حكمه وكدسوا ارباحا تفوق الخيال في صفقات الاسلحة وبيع مواد التموين المهداة من شعوب العالم ولحنوا لنا اروع الاغاني عن الصمود والصواريخ العابرة للقارات فكنا نقتات من صواريخ الحسين1 و2و3 وصاروخ صامد وصاروخ معاوية وصاروخ القعقاع الذي يصل مداه واشنطن وحلمنا اننا سوف نحتل نيويورك ونعلن فيها سلطة حزب البعث..ولم ينم الصغار ليلتها لان كابوسا تملكهم فالقائد الملهم المعلم وصانع الامجاد هرب تاركا بغداد في ايدي الاوغاد الامريكيين وترك العراق يحترق والعلم العراقي ينتكس فوق القصر الجمهوري رغم ان الرئيس البطل لم ينس ان يضيف عبارة الله اكبر على العلم العراقي تقية ودفعا للحسد….
ومات المشروع مؤقتا وبقينا ننتظر حتى جاءنا الفرج على يدي ابو مصعب الزرقاوي الذي انقذنا من فقرنا واعاد لنا رجولتنا ووعدنا بالنصر على الاستعمار وحارب الجميع من امريكان وسنة وشيعة واردنيين نيابة عن الاسلام والمسلمين..وكانت قناة الجزيرة الاداة المستخدمة لتمرير خطاب التنويم وااللهفة على الموت ومشاريع الانتحار الجماعي فاصبح البعض يتمنى ان ينفجر في قلب بغداد ويفجر نفسه في سيارة وينهي حياته شهيدا لانه لم يعرف كيف يبني حياته وكيف يغير ما بقومه وما ببلده وما بشعبه…ولم يطل الحلم طويلا فمات الزرقاوي بعد ان قتل من العراقيين اكثر مما قتل من الاعداء الحقيقيين للعراق…
هل ان نفس المسلسل المكسيكي ما زال متواصلا مع حزب الله الذي يملك تاشيرة ربانية واسلحة فتاكة لتمرير مشروعه الشيعي…
هل نقبل بتدمير البلاد على سكانها لاثبات تحليل سياسي..هل يموت اللبنانيون كلهم تحت قنابل الفاشست الصهاينة في حرب بالوكالة….وهل يستحمل لبنان وشعبه دفع فاتورة حرب لم يشارك فيها لا شعبا ولا جيشا…فحزب الله يحارب واللبنانيون من وراءه وجيشهم وراء شعبهم من الخلف ينتظر قرارا دوليا ليبسط سلطة الدولة على الارض الوطنية…
هذه الحرب هي الاولى من نوعها في التاريخ..ولانها كذلك فهي تطرح اكثر من سؤال..ويحق لرجاء بن سلامة ولجميع الذين يهمهم ان يتجاوزوا تحليل جريدة الشروق ان يطرحوا الاسئلة المحرقة عن جدوى الحرب واسبابها وخصوصا عن نتائجها الكارثية…
وقد تفيدنا سورة قرانية يرددها نصر الله في تلفزيونه ولكنها لن تجيب على كل الاسئلة..ولنا عودة قريبة للموضوع..
ابراهيم عبد الصمد
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في09/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء
الحلقة الثالثة و الأخيرة :
مكارم الأخلاق من الشروط الأساسية لتحرير المرأة و يحبث ذكرها في الذكرى الخمسين لأصدرا مجلة الأحوال الشخصية و تحرير المرأة وهي جزء من الذاكرة الوطنية 13 أوت 1566
أن 13 أوت 1956 يوم خالد في تاريخ البلاد و رسخ في الذاكرة الوطنية التونسية و لن يمحى من ذاكرتنا أبدا و عندما نتذكر 13 أوت 1956 أتذكر عيد المرأة و إصدار مجلة الأحوال الشخصية . و نتذكر بدون تفكير طويل و بدون تعمق في البحث أن صانع الحدث الهام هو العملاق :
الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بدون منازع سواء ذكره المحتفلون و المتحدثون في وسائل الإعلام و في الصحافة المكتوبة و في المناسبات و الندوات و المنتديات أم تغافلوا قصدا و عمدا على ذكره غايتهم التقليل من شأن صاحب المشروع الحضاري الرائد الذي غامر مغامرة كبرى ووجد رد الفعل و بعض الانتقادات و الهمس و الكلام في الزاويا و الأماكن الخاصة و في بعض المنازل و لكن الزعيم واصل الإصلاح و نحج في الرهان الحضاري و كانت الثمرة البورقيبة التي أنعشت نصف المجتمع الذي كان مشلولا كما أسلفت في مقالي الأول الصادر يوم 06/08/2006 بموقع الإنترنت تونس نيوز، و طيلة و 31 سنة كاملة من حكم بورقيبة شهدت المرأة تطورا إيجابيا و حركية و نشاطا و إشعاعا داخل الوطن و خارجه ، و في عهد التغيير واصل العهد الجديد بقيادة الرئيس بن علي
واصل هذا النهج الثوري و دعمه و أخذت المرأة نصيبها كاملا في بالتعليم و الوظائف و المسؤوليات السياسية و الإدارية و مجلس النواب و في السلك الديبلوماسي و غيره و أثبتت المرأة قدرتها و إشعاعها و تحملت المسؤوليات إلى جانب أخيها الرجل باقتدار و كفاءة و هذا أقوله للتاريخ و الحمد الله نجد الطبيب المخلصة في عملها و الأستاذة الجامعية المتألقة و الأستاذة في المعهد الناشطة و المحامية الذكية و المهندسة العاملة و المعلمة المناضلة حتى في الأرياف و القاضية الناجحة في مهامها و الفلاحة العصرية و التاجرة الرابحة و الطالبة المتحمسة لقضايا المجتمع و المتحسسة لقضية التشغيل و اللرياضة كل هذه عوامل هامة و ناجعة وهادفة لنصف المجتمع الذي راهن عليه الزعيم الحبيب بورقيبة و الذي تحرك في الإتجاه الصحيح و تطورت الأسرة في نصف قرن و تم تكوين جيلا متعلم متألق و في هذا الإطار فإني أركز من جديد على دور الأخلاق لأن لا قيمة لمجتمع بدون أخلاق فاضلة و سلوك ممتاز بفضله يرتقي المجتمع و تتقدم الأمة . الإنسان مادة و روح يجب التوازن بينهما أعتقد أن لا تقدم لأمة إلا بالتوازن بين الروح و المادة و بالأخلاق الفاضلة كما أشرت في مقالي الثاني يــــــوم 08/08/2006 و من مكارم الأخلاق التي أشار إليها الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم حيث قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق صدق رسول الله و في هذا الإطار لابد من المحافظة على هذا الركن الهام الذي هو شعبة من شعب الإيمان نبني به مجتمعنا العربي المسلم بهذا الركن نبني و لا نهدم : بهذا الركن يحسن الوفاء للزعيم الحبيب بورقيبة ، بهذا الركن لا نخون الوطن ، بهذا الركن لا نستغل المناصب للمصالح الشخصية ، بهذا الركن لا نهمش من سبقنا في المسؤوليات ، بهذا الركن لا نكيد لبعضنا ، بهذا الركن لا نحسد بعضنا ، بهذا الركن لا نشتم بعضنا و نكيد للآخرين… بهذا الركن نتوسم الخير في بعضنا ، بهذا الركن نعطي حق زعيمنا و لا ننساه و لا نتجاهله ، بهذا الركن لا نوشي ببعضنا و من وشى إليك وشى عليك…. بهذا الركن الأخلاقي نحافظ على استقلالنا ، بهذا الركن نتحابب و نتعارف و نتعاون ، بهذا الركن نواصل المسيرة النضالية بروح وطنية عالية و نغادر الدنيا و الأيادي نظيفة كما فعل محرر الوطن و محرر المرأة الزعيم الحبيب البورقيبة بهذا الركن نحافظ على مكاسب 13 أوت 1956 و 07 نوفمبر 1987 … بهذا الركن نصلح إعلامنا الذي أصبح بعيدا عن القيم الإخلاقية و الأمانة الصحفية و كثيرا من المقالات تهمش لأنها لم تعجب أعلامنا و صحافتنا بهذا الركن نطهر قلوبنا من الرياء و النفاق و النفاق و النفاق ، بهذا الركن نحافظ على عهدنا و وفائنا بهذا الركن نقضي تماما على الثراء الفاحش و الانتهازية و تدبير الرأس . بهذا الركن نعطي كل ذي حق حقه في الحياة … بهذا الركن نحمي مجتمعنا من مظاهر التزلف و النفاق الذي أصبح بضائعة رائجة في أسواقنا مع كل أسف و بهذا الركن الأخلاقي الهام نزداد تقديرا و احتراما داخل البلاد و خارجها فلنعمل صفا واحدا على تحقيق هذه الأركان التي هي في مجملها مكارم الأخلاق التي أشار إليها الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم. بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء
شهادات :في الذكرى الرابعة والستّين لوفاة الطاهر صفر (9 أوت 1942):
أحد الآباء المؤسّسين لحزب الدستور الجديد
تبدو مسألة التطرّق الى مواضيع في تاريخنا الوطني عسيرة أحيانا خاصّة اذا كان هذا الموضوع أو ذاك يلفّه الكثير من التراكمات الذاكرية التي باتت وقرا ثابتا في النفوس لا يمكن زحزحته، وبالتالي عُدّ ويُعدّ كلّ من شكّك في هذه «الحقائق» البديهية أو رغب في اعادة النظر اليها خارجا عن «الاجماع» الذاكري ومتجنّيا على التاريخ ومتشفّيا في هذا الزعيم أو ذاك، خاصّة اذا كان بحجم الزعيم الحبيب بورقيبة الذي لا يمكن انكار دوره الحاسم في تحرير البلاد والنهوض بها في زمن ما بعد الاستقلال. لكن، اذا كنّا عن اقتناع بهذا الدور البورقيبي في نحت الكيان التونسي الحديث، فهل يعني ذلك أنّه ليس مسموحا لنا كمؤرّخين أن نتطرّق الى هذه الفترة أو تلك؟ ما دام قد تحدّث عنها الزعيم الأكبر وأفاض فيها وبات ما ذكره حقيقة ناصعة، وكلّ من عداها عاداها وعَادَى من يعدّ نفسه «المؤتمن» على ارث الزعيم الحبيب بورقيبة، الذي لا يدري من حيث يدري أنّه بانتصابه مدافعا عن الارث البورقيبي وبهذه الطريقة وعلى هذا المنوال، أي من خلال «تكفير» هذا أو ذاك أو «تخوين» هذا أو ذاك لتجرّئه في الحديث عن «محظورات» ذاكرية، انّما يضرّ بسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة أكثر ممّا ينفعها ويتصامم عن سنن التطوّر الحتمية التي لا تقبل بوجود مسلّمات بديهية غير مشكّك فيها.
فبدا أو لاح كأنّه يزكّي من حيث لا يدري أو ربّما يدري فترة كاملة بحسناتها وعيوبها، ويحرص على ابراز كلّ من يخرق نقاوة هذه الفترة وكأنّه ـ أو هو فعلا كذلك ـ خارجا عن الصفّ، وجاحدا لمآثر هذه الفترة تماما مثلما فعل الزعيم الحبيب بورقيبة عندما تطرّق الى رجالات ناضلوا معه من أجل هذه البلاد ثمّ اختلف معهم واختلفوا معه، فلم يتمالك نفسه من نعتهم بشتى النعوت والتهم التي لا تليق بهم وبه أيضا، وتجاوبت معه دعاية تلك الحقبة فمجّدت الزعيم الذي صمد وكأنّه لم يصمد الاّ هو، وعرّت المتخاذلين عنه وضعفاء الايمان وكأنّهم هم فعلا كذلك، بينما يدفع استقراء أحداث هذه الفترة تاريخيا الى استبعاد مثل هذه الوقريات التخوينية التي وان استقرّت في أفئدة التونسيين الى حين، فلا يعني ذلك أنّها اتخذت منهم مستقرّا أزليا يجمّد كوامن التحرّك التطوّري فتركد الحال الوطنية، ويسكن الكلّ حتى لا «تدنّس» الحقبة البورقيبية، وأنّى لها أن تدنّس في نظري، من المتجرّئين عليها والمتجنّين فيها ومنهم صاحب هذه الأسطر الذي حُشر من حيث يدري أو لا يدري في هذه «الزمرة».
فهل يعقل مثلا أن نعدّ الزعيم الطاهر صفر أحد الآباء المؤسّسين لحزب الدستور الجديد، والذي يصادف اليوم مرور 64 سنة على وفاته، واحدا من الذين تركوا الزعيم الحبيب بورقيبة ـ وفق دعاية تلك الفترةـ يواجه مصيره نحو المشنقة اثر أحداث أفريل 1938 نتيجة «ضعفه»؟ بل وساهم في دفع الفرنسيين الى هذا الاتجاه، لولا «العناية الالهية» التي كانت حاضرة آنذاك، وأنقذت الزعيم من كيْد الفرنسيين وطعنة رفاق الكفاح أمثال الدكتور محمود الماطري والبحري قيقة والطاهر صفر الذي يهمّنا التركيز عليه اليوم بالنظر الى الصلة المتينة التي كانت تربطه بالحبيب بورقيبة منذ أيّام الصادقية على الأرجح ولربّما حتى قبل ذلك.
وتشهد شواطئ المهدية وبعض مقاهيها وخاصّة منزل الطاهر صفر في المهدية على هذه العلاقة بين شابّين كانا لا يفترقان طوال العطل المدرسية في العشرينات من القرن الماضي، خاصّة أنّ احدى أخوات الحبيب بورقيبة كانت تقطن بالمهدية، لذلك ليس غريبا أن يندفع الطاهر صفر الى مساندة رفيق دربه في خلافه مع اللجنة التنفيذية ووافق ـ بالرغم من أنّ ذلك كان شاقّا على نفسه لعلاقته المتينة مع بعض أعضاء اللجنة التنفيذية ـ على المساهمة معه في عقد مؤتمر قصر هلال سنة 1934 الذي تمخّض عنه بروز ما سيعرف لاحقا باسم حزب الدستور الجديد بل وتولّى منصبا قياديا داخله، ولم يتوان الطاهر صفر في تحمّل مسؤولية قيادة الحزب اثر نفي الحبيب بورقيبة والماطري..الى الجنوب التونسي في سبتمبر 1934 وحاول قدر جهده ووفق اجتهاده تجنيب هذا الحزب الناشئ المزيد من القمع قدر الامكان، لكنّه فشل في ذلك لأنّه هو أيضا طاله القمع ونفي الى الجنوب منذ جانفي 1935 الى حدّ أفريل 1936.
ولم يشأ الطاهر صفر التخلّي عمّن يعتبره صِنْوه الروحي، عندما بدأت رياح السياسة تدفعهما دفعا الى الاختلاف، ولم تكن للطاهر صفر القدرة اللازمة كالتي تمتع بها محمود الماطري عندما أعلن استقالته من رئاسة الحزب في أوّل جانفي 1938، حتى يعلن وعلنا استقالته من الحزب أو عدم رضاه عن سياسة الحزب أو..أو ينتقد تصرّفات الحبيب بورقيبة، وذلك بالنظر الى الروابط المتينة ـ وهي غير متوفرة لدى الماطري ـ التي تشدّه شدّا الى الحبيب بورقيبة وتدفعه الى اعتبار مثل هذه الأعمال ان قام بها خيانة بحقّ «أخيه» الحبيب بورقيبة وتخلّيا منه عن مبدأ دافع عنه دوما وهو الانضباط الحزبي.
لذلك، آثر الطاهر صفر اثر مؤتمر الحزب في نهج «التريبونال» الذي انعقد في آخر أكتوبر وبداية نوفمبر 1937 الانكفاء على نفسه حزبيا دون أن يعلن ذلك، اثر ملاحظته توجّها لدى الحبيب بورقيبة نحو تبنّي الخطاب التصعيدي لشبّان تونسيين متحمّسين لمبادئ الحزب، وسبق لهم أن قدّموا خدمات له خلال محنته الأولى 1934 ـ1936 أثناء وجودهم بفرنسا، بل واكتشف أنّ الحبيب بورقيبة مستعدّ للمزايدة اللفظية التصعيدية معهم، بالرغم من أنّ كلّ الدلائل تؤشّر على بحث فرنسي محموم للاجهاز على الوطنية التونسية بعد أن قمعت خلال صيف 1937 حركة مصالي الحاج في الجزائر وحركة علاّل الفاسي في المغرب الأقصى، وبالرغم من أنّ الظرفية العالمية غير مواتية لانتهاج التصعيد مع فرنسا التي تبحث عن الاستقـــــرار الكامل في مستعمراتها في ظلّ تلبّد الأفق نحو التوتّر العالمــــي.
وقد ارتأى الطاهر صفر مثله مثل الماطري وقيقة أنّ الظرفية تدفع الحزب الى ضرورة تفويت الفرصة على أعداء الوطنية حتى لا يجهزوا عليها، بتعلّة وجوب الالتفاف الجماعي حول الامبراطورية الفرنسية تجاه الاعصار القادم، وعدم السماح لكلّ من تسوّل له نفسه تعكير هذه اللحمة بين فرنسا الأمّ ومستعمراتها، خاصّة أنّ تهمة موالاة الفاشية باتت رائجة آنذاك وليس صعبا الصاقها بمن تريد قمعه، والأهمّ من كلّ هذا أنّ التونسيين لم يكونوا مستعدّين آنذاك لتحمّل قمع فرنسي لهم ولحزب لم يتجذّر بعد في صفوفهم. ـ وهذا ما حدث فعلا اذ وجد حزب الدستور الجديد نفسه وحيدا اثر محنة أفريل 1938 وما تبعها من تداعيات ـ لكن، كان الشقّ المتشدّد يدفع الى ضرورة استغلال الظروف الصعبة التي تمرّ بها فرنسا وبروز أطماع ايطاليا الفاشية في تونس من أجل الضغط عليها حتى تقبل بالمطالب الوطنية.
ولم يمنع هذا الاختلاف في الرأي الطاهر صفر من الانضباط حزبيا، فشارك في مداولات المجلس الملّي لحزب الدستور الجديد في مارس 1938، بل وقبل رئاسة الحزب عوضا عن الماطري في احدى جلسات المجلس، لكن سرعان ما تخلّى عنها لمّا تأكّد أنّ الحبيب بورقيبة يدفع نحو تبنّي خيارات لا يمكنه قبولها، وتتعلّق بما عرف بقرارات المجلس الملّي السرّية من عصيان مدني وعسكري ومظاهرات وأعمال تخريب…ولا ينبع رفضه لهذه الخيارات من خوف انتابه أو ضعف تملكّه، بل نتيجة قناعاته الفكرية التي لا تحبّذ انتهاج مثل هذه الأساليب في استرداد الحقوق المشروعة وتحبّذ خيار اللاعنف الذي سلكه غاندي في الهند وتأثر به الطاهر صفر كثيرا، لذلك لا نستنكف في اعتباره غاندي تونس.
ولا يعني تخلّي الطاهر صفر عن رئاسة الحزب تخلّيا منه عن الحزب، بل بالعكس بقي متحمّلا لمسؤولياته وانضبط، بل وقاد الوفود التي قابلت الباي في حمّام الأنف والوزير الأكبر التونسي للمطالبة باطلاق سراح قادة الحزب الذين اعتقلوا داخل البلاد وهم يبشّرون «سرّا» بتعليمات المجلس الملّي وذلك في بداية أفريل 1938.
وبان لنا الطاهر صفر متحمّلا لنتائج انتمائه الى قيادة حزب الدستور الجديد أثناء اعتقاله عقب أحداث أفريل 1938، بالرغم من ابتعاده الاختياقسري عن دائرة القرار، وبقي هكذا لمدّة طويلة الى أن اضطرّ اضطرارا الى التعبير عن حقيقة مواقفه وعن الخلافات التي عصفت بقيادة الحزب قبل أفريل 1938… وذلك أمام قاضي التحقيق العسكري بعد أن تأكّد لديه وجود قرار ما طُبّق فعلا واتخذ داخل أروقة السجن للتخلّص منه معنويا وتحطيمه نفسيا وبث الاشاعات من حوله خارج السجن انطلاقا من تعليمات تنطلق من السجن، وكلّ ذلك من أجل الاجهاز المعنوي على شخص بات يشكّل خطرا محتملا على الحزب من وجهة نظر معيّنة، لأنّه سيخرج من السجن ان آجلا أم عاجلا بالنظر الى عدم توفّر أدلّة تدينه عكس بقيّة القيادة، لذا فاذا كان ولابدّ من خروجه فليخرج محطّما نفسيا، جسدا بلا روح وروحا بلا جسد، «منبوذا» من المناضلين جرّاء حرب الاشاعات التي شُنّت عليه، و«مدحورا» لدى الفرنسيين حتى لا يعوَّلوا عليه، ومتوجَّسا منه لدى عامّة التونسيين باعتبار محسوبيته الدستورية، فما لبث أن توفّي الطاهر صفر وبصفة مبكّرة وفجئية في 9 أوت 1942.
وعدّ بعض مناضلي الجيل الأوّل وفاته الفجئية خسارة كبرى للحزب الذي خسر فيه نابغته ومنظّره الفكري وفيلسوفه وفق تعابير تلك الفترة، وقد ترك الطاهر صفر رصيدا من المقالات تعبّر عن آرائه وهي آراء ما أحوجنا اليها اليوم في عالمنا، عالم «الفوضى الخلاّقة»، عالم الصدام الحضاري، عالم هيمنة الأقوى، فقد دعا الطاهر صفر الى التقارب بين الحضارات والتلاقح فيما بينها بالرغم من أنّ ظرفيته أبعد ما تكون عن هذا التقارب، بل ودعا بكلّ قوّته الى التقارب بين الشرق والغرب، لأنّه الحلّ الوحيد لتحقيق السلم العالمي «يتوقف السلـــــــم في المستقبل وتقدّم الانسانية كلّها على هذا الاتحاد وعلى هذا التعاون الوثيق بين الشرق والغرب».
كما تنبّأ الطاهر صفر مبكّرا منذ نوفمبر أو ديسمبر 1939 ـ سابقا بذلك الزعيم الحبيب بورقيبة ـ بحتمية وبقرب انهيار الفكر النازي والهتلرية التي عدّها النسخة المشوّهة للفكر النيتشي، بنفس السرعة التي ظهرا بها ولن يبق أيّ أثر لهما سوى آثار الدمار والكوارث التي تسبّبا فيها، وعدّ العائلة الجرمانية ذات المواصفات الهتلرية والقائمة على النقاء العرقي عائلة «اصطناعية» و«مزيّفة» غير قابلة للحياة، لأنّها ضدّ تيّار الطبيعة ونواميسها وستنمحي بسرعة مثلما ظهرت بسرعة وفق القوانين الطبيعية التي ستثأر لنفسها ممّن حاول تحويرها و«تبيد» هذه «العائلة الهشّة» و«مهيّجها المجنون» هتلر على حدّ تعبيره.
وان لم يُِِمَكّن الموت الطاهر صفر من رؤية تحقّق تنبّئه بسقوط الهتلرية، فلعلّ عزاؤه في ذلك مقاله هذا الذي يتحدّث فيه عن هذا الموضوع، والذي حفظه لنا التاريخ كشاهد على قدرة أحد رجالات تونس على استقراء واقع ومآله في زمن عزّ أو عجز فيه الكثيرون حتى خارج البلاد التونسية وفي أوروبا ذاتها على استشراف ما استشرفه منظّر حزب الدستور الجديد التونسي الزعيم الطاهر صفر.
(*) مؤرّخ جامعي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 أوت 2006 )
غالاوي يهاجم زعماء الرقص الشرقي العرب
غالاوي يهاجم زعماء الرقص الشرقي العرب ويتهم بلير بأنه كان علي علم بـ العدوان علي لبنان
لندن ـ من بسام علوني:
قال النائب البريطاني جورج غالاوي ان رئيس وزراء بلاده توني بلير كان علي علم مسبق بخطط إسرائيل لضرب لبنان، وهاجم من أسماهم زعماء الرقص الشرقي العرب بسبب تحميلهم حزب الله مسؤولية العدوان الإسرائيلي، متهماً الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بإشعال فتنة بين بيروت ودمشق.
وقال غالاوي في مقابلة مع يونايتد برس إنترناشونال امس الإثنين إن كل عربي علي قيد الحياة وينبض قلبه يعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله زعيمه في المعركة الدائرة في لبنان، وينظر بخجل وإزدراء واحتقار إلي الرؤساء الدمي والملوك الفاسدين الذين يحكمون العالم العربي الآن لأن هؤلاء الراقصات الشرقيات لا يخونون بصمتهم شعب لبنان فقط، بل يمارسون الزنا مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وإسرائيل .
ويعتبر غالاوي من أشد منتقدي سياسات حكومة بلاده في الشرق الأوسط إلي درجة أن حزب العمال الحاكم فصله من عضويته عام 2004، لكنه أسس في العام التالي حزباً أسماه (الاحترام) وتمكن من الفوز بمقعد دائرة بيثنال غرين وبو الواقعة شرق العاصمة لندن وتقطنها غالبية من المسلمين الآسيويين في الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي.
وأضاف غالاوي أن بلير نفسه أعلن بوضوح للعالم أجمع في مؤتمره الصحافي الشهري الأسبوع الماضي أن أصدقاءه من القادة العرب كاذبون يقولون شيئاً في العلن وشيئاً آخر مغايراً في السر، وهذه هي المرة الأولي يقول فيها بلير الحقيقة والسبب أن أياً من هؤلاء القادة لم يعترض علي ما قاله بلير لأنهم يعرفون جيداً في قراراة أنفسهم أن هذا ما يفعلونه، يزنون بذبح العرب والمسلمين ويتظاهرون بأنهم ملوك عرب ورؤساء عرب .
وشدد علي أن شعب لبنان بأكمله وحتي الجنرالات والوزراء المتقاعدين لديهم كرامة بأصابعهم أكثر بكثير من زعماء الرقص الشرقي العرب الذين يريدون استخدام لبنان كماخور وناد للقمار ووكر لهم لمعاقرة الخمر وتعاطي المخدرات .
وخاطب غالاوي الملوك العرب قائلاً لا تبنوا فنادق جديدة في لبنان ولا أندية للقمار وما شابه واتركوا لبنان وشأنه .
وهاجم بشدة المبادرة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، وقال إن الشرق الأوسط الجديد الذي تريده إدارة بوش هو مجزرة قانا وخراب الفلوجة ودمار مخيم جباليا للاجئين في غزة ، لكنه شدد علي أن الشرق الأوسط الحقيقي الجديد يولد الآن من بين صفوف المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان والتي ستمحو هؤلاء المجرمين، وستكون له تأثيرات مغايرة تماماً لما يضمره مهندسو التغيير لهذه المنطقة .
وأضاف أتعامل مع قضايا الشرق الأوسط منذ أكثر من 30 عاماً، لكنني لم أعرف وقتاً كهذا صارت فيه الشعوب أكثر غضباً والحكام أكثر عزلة وتجرداً أمام شعوبهم وأمام العالم، وإن شاء الله سيقود هذا الوضع المتفجر إلي التغيير المنشود .
واعتبر أن قوس التطرف الذي تحدث عنه بلير في خطابه الأخير بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية الأسبوع الماضي بمثابة المنجل الذي سيقطع أعناق الحكام المجرمين والإمبريالية التي تقف وراءهم .
وعن أسباب امتناع الحكومة البريطانية عن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، قال الحقيقة أن الحكومة تريد ذلك، غير أن بلير هو الذي يرفض، ولهذا أنا أؤمن برواية القشة التي قصمت ظهر البعير، فلا أحد يعرف الآن ما هي القشة الأخيرة، ولو عرف لتجنب وضعها علي ظهر البعير، لذلك اعتقد أن هذا الموقف سيكون بمثابة القشة الأخيرة التي ستحطم ظهر توني بلير .
ورأي غالاوي أن من الطبيعي ان يتجنب بلير إدانة العدوان الإسرائيلي علي فلسطين ولبنان لأنه أحد مؤلفي مسلسل القتل الذين خططوا لهذه الحرب ويقومون بشحن أسلحة القتل عبر مطاراتنا، وكان علي علم مسبق بها، وأبلغته إسرائيل بأنها تنوي ضرب لبنان، لذلك هو ليس بمتفرج بل مشارك في هذه الحرب إلي جانب بوش والنظام الإسرائيلي والحكومات العربية العميلة .
وقال أنا شخصياً لا أؤيد الآن الدعوة إلي وقف فوري لإطلاق النار بعدما اقترب العدوان من دخول إسبوعه الخامس، وأُريد أن أري انكسار الغزو الإسرائيلي للبنان والذي بدأ يندحر لأن الإسرائيليين غير قادرين علي السيطرة علي كيلومتر مربع واحد في لبنان أو وضع أقدامهم علي أي قطعة من أراضيه، لأن اللبنانيين توحدوا الآن مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة وحتي الدروز علي الرغم من الدور الدنيء الذي يلعبه وليد جنبلاط .
وأضاف غالاوي إن جنبلاط كان صديقاً لي وكنت معجباً جداً بوالده، إلا أنني أشعر بالخجل الآن كوني جلست في منزله مرة وشربت القهوة معه لأنه يعمل ومنذ العامين الماضيين علي إشعال فتنة بين بيروت ودمشق وتعميق الخلافات بين الشعبين اللبناني والسوري وإضعاف المقاومة العربية وتمهيد الطريق لهذا الهجوم الامريكي البريطاني الإسرائيلي علي بلده .
وحمّل رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي مسؤولية انتشار التطرف في الشرق الأوسط والعالم، وقال إن بلير وبوش يبحثان دائماً عن زعيم ديني لادانته وعن مسجد جديد لتحميله المسؤولية وعن منظمة إسلامية جديدة لحظرها بتهم نشر أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين ويتجاهلان حقيقة أن أفعالهما في فلسطين وأفغانستان والعراق والآن في لبنان هي المسؤولة عن نشر أفكار التطرف .
واستبعد غالاوي إمكانية قيام إسرائيل بمهاجمة سورية، وقال إن ذلك يعود إلي الهزيمة التي مًُنيت بها الدولة العبرية في لبنان، كما أن المقاومة العراقية لو لم توقف الجيش الأمريكي في العراق لكان صار الآن في دمشق . ورأي أن حرب لبنان كانت مقدمة لضرب إيران، غير أن المقاومة في لبنان تمكنت من إحباط هذا المخطط أيضاً . (يو بي آي) المصدر: القدس العربي 2006/08/08
*اخوان أون لاين:نواب الإخوان والمستقلون يلتقون السفير الفنزويلي
توجَّه وفدٌ من أعضاء مجلس الشعب يمثِّلون نوابَ الإخوان المسلمين والمستقلين إلى السفارةِ الفنزويلية بالقاهرة لتقديم الشكر على تضامنِ دولة فنزويلا ورئيسها هوجو شافيز مع القضايا العربية ورفضه للمجازر الصهيونية التي يتعرَّض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني. وقد التقى النواب الدكتور محمد البلتاجي سكرتير عام الكتلة، ومصطفى بكري، ومحسن راضي، وعلاء عبد المنعم، وإبراهيم الزنوني، والدكتور حازم فاروق، وجمال شحاتة، ومصطفى عوض الله، ومصطفى الجندي، وهشام القاضي، وعزب مصطفى، بالسفير الفنزويلي بالقاهرة فيكتور رامون كاراز، وسلَّموه رسالةَ شكر وتقدير للرئيس الفنزويلي وقراره الشجاع والمؤيِّد للقضايا العربية بسَحْبِهِ السفيرَ الفنزويلي من تل أبيب.
من ناحيةٍ أخرى يقوم أعضاء كتلة الإخوان والمستقلون والمعارضة بمسيرة قبل ظهر اليوم الثلاثاء تنطلق من مجلس الشعب وحتى قصر عابدين، وسيتقدمون خلالها بمذكرة احتجاج شديدة اللهجة حول الموقف الرسمي المصري من الأحداث الجارية في لبنان وفلسطين. وكان مجلس الشعب قد شهد ظهر أمس الإثنين 7/8/2006 حالةً من البركان والغضب بين نوابه الذين تجمعوا في البهو الفرعوني، حيث أكدوا على ضرورة تصعيد مطالبهم بعقد جلسة طارئة يكون جدول أعمالها لبنان وفلسطين، وأكدوا أن اعتقال الكيان الصهيوني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يمثِّل اعتداءً صارخًا على المجالس التشريعية النيابية في كلِّ الدول العربية، وطالب النواب- من كتلة الإخوان والمستقلين- أعضاء المجالس النيابية في العالم للوقوف بحزم ضد هذه الأعمال الإجرامية
متى ستفكر يا سيادة الرئيس؟
ونحن نتابع الأحداث الجارية هذه الأيام في فلسطين ولبنان ونواكب بالصوت والصورة تفاصيل العدوان الغاشم الذي يشنه عدو لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة عدو قال فيه الله سبحانه وتعالى” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ” أحداثا تزيدني يقينا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يصف انتصار المسلمين على اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر فينطق الشجر قائلا يا مسلم إن ورائي يهوديا تعال فاقتله . لم ير التاريخ همجية وفظاعة وإجراما مثل الذي تمارسه عصابات بني صهيون في فلسطين ولبنان إلا ذاك الذي تمارسه أمريكا في العراق وأفغانستان و غونتنامو ولذلك نقول بداية الشئ من مأتاه لا يستغرب فأمريكا تقف حجر عثرة أمام كل جهد دولي لوقف العدوان على لبنان بأطفاله ونسائه وشيوخه وأشجاره الذين يذبحون من الوريد إلى الوريد على مرأى ومسمع كل العالم دون أن يحرك ساكنا.
للحديث في هذا الباب بقية ولكني أريد أن أعرج ونحن في هذا الخضم على جملة أثارت إشمئزازي وأنا أتابع بعض المواقف من هنا وهناك على الحرب الدائرة رحاها على الأبرياء من شعبينا الفلسطيني واللبناني إذ يقول الرئيس المصري” أنا شخصيا أطالب بوقف إطلاق النار علشان نعرف نفكر”. يا للخزي والعار أنت لست على خطوط النار أيها الرئيس أنت في مكتبك الفاره المكيف لا ينغص صفوك منغص “فورينا شطارتك” وفكر وإن كان يساورني شك كبير في قدرتك على التفكير أصلا لأن الذي يفكر حقا يفكر وهو حر مستقل وقوي وأنت وكثير من نظرائك في الوطن العربي لستم كذلك لأنكم مكبلون بشهواتكم وكراسيكم وقصوركم وعبوديتكم للسلطة التي من أجلها تدوسون كل يوم على حقوق شعوبكم وتخنقون كل نفس حر يدعو للعزة والكرامة والشموخ. إن الذي يفكر حقا هو ذاك الذي يفكر بفاعلية وقوة ونجاعة وقت الأزمات وليس ذاك الذي يجلس على أريكة وثيرة في مكتب مجهز بأحدث الأثاث من دماء وعرق الفقراء والمساكين الذين لم يجدوا لهم مسكنا غير المقابر.
الصهاينة المجرمون يدمرون ويقتلون ويختطفون ويغتالون ولم يطلبوا وقفا لإطلاق النار مثلك هل تعلم لماذا ؟ لأنهم يفعلون ذلك وهم يفكرون . ففي الوقت الذي تكون فيه أنت ونظرائك أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة و….جاثمين على صدور شعوبكم كالكوابيس تغتلاون كل الفظائل والقيم سرا وجهرا يكون هؤلاء الصهاينة يفكرون كيف يجعلونكم كالبيادق تنفذون ما يأتيكم من اوامر وهذا ما نجحوا فيه لحد كبير يزيده وضوحا مواقفكم المخزية مما يجري .
ثم ها هي الحرب لم تضع أوزارها بل تزداد شراسة ولم يقع وقف لإطلاق النار فهل ما زلت تنتظر كي تفكر ؟ أغلب الظن أنك لم تبدء التفكير بعد لأنك لم تخرج علينا بقرار يفند ذلك ويحفظ ماء وجهك إن كان لا يزال في وجهك ماء.
كم من دموع سالت من مآقي الأطفال الأبرياء والأمهات الثكالى والشيوخ المساكين ولم تستجيبوا .عفوا فالموتى لا يتكلمون ولا يفكرون ومع ذلك التمس البعض منا لكم الأعذار وبالأمس القريب لم يستطع الوزير فؤاد السنيورة مغالبة دموعه وهو يتكلم إليكم وإلى الامة يستصرخكم لنصرة لبنان الجريح وكأني به يقول إرحموا عزيز قوم ذل ولكن لاحياة لمن تنادي. لقد هانت عليكم حتى دموع الرجال فليت شعري أي قلوب هذه التي بين جنوبكم ؟
على أية حال الشئ من مأتاه لا يستغرب فشعوبكم التي تقتاتون من دمها ومن كبريائها وعرقها لم تر منكم سوى التنكيل والتعذيب والتقتيل والفساد والسرقة والإعتداء على قيمها وحقوقها فكيف بالآخرين ؟
نحن نعرف والكل يعرف أن لا وزن ولا تأثير لكم في دوائر صنع القرار الدولي فلا تجهدوا أنفسكم لتقنعونا بغير ذلك وقد عاش من عرف قدره.
الصمت على الجريمة موقف مخزي حقا ولكن الأخزى من ذلك وأرذل أن تطلعوا علينا بعبارات الشجب والإدانة والتظامن بالنهار ثم تمعنون في غرز الخنجر في الظهر ليلا عسى أن تفوزوا برضى أسيادكم القابعين في مراكز البحوث الإستراتيجية يفكرون بالليل والنهار لأنهم يدركون جيدا أن المفكر والمفكر فقط هو الموجود والصانع للأحداث والتاريخ والسائد في الأرض وأن الذين لا يفكرون مثلك عفوا مثلكم فلقد قلت ذلك” بعظمة لسانك” يعيشون على هامش التاريخ في موقع المفعول به دوما وأن الأجيال كلها ستلعنكم وستصلي وستدعوا الله عز وجل عليكم ليلا نهارا بدموع ذارفة أن ينزل عليكم ما أنتم أهل له.
عذرا سيادة الريس كما ينادونك عادة وفي ذلك أكثر من معنى أحدها على الأرجح أنك ريس لسفينة تائهة لأنك لا تستطيع ان تفكر إلا في وقت السلم بعيدا عن الأمواج.
أنت ونظرائك أصحاب الجلالة لا تفكرون إلا في شئ واحد وهو كيف تحافظون على كراسيكم وشرط ذلك من أسيادكم واضح, لا تفكروا نحن نفكر لكم.
وإن كنتم لا تفكرون فينا وفي عزتنا وكرامتنا بل تدوسون علي كل ذلك ففي هذه الأمة ظمائر حية وقلوب يافعة …الأمة بدأت تستعيد قلبها النابض بالعزة والكرامة والإباء وتنفض عنها غبار المذلة والمهانة الذي ألبستموها إياه.وبالفكر والصدق والقوة سيصنع الصادقون فينا الوجه المشرق للتاريخ.
وصدق الله العظيم حين قال “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” توفيق ع سويسرا
مواجهة المصير
– د.أحمد القديدي | تاريخ النشر:الأربعا ,9 أغسطس 2006 12:55 أ.م.
من أي منظور قيمنا العدوان الهمجي الاسرائيلي المزدوج اليوم على لبنان وفلسطين وكيفما حللنا أسبابه وتداعياته فلا بد من الاعتراف بأنه يشكل المواجهة المصيرية الأكثر حسما للصراع العربي الاسرائيلي الدائر في المنطقة منذ ما يقارب القرن. فهو يضع العرب أولا وبقوة أمام تحدي البقاء أو الفناء،لأن العرب بلغوا اليوم وعبر هذه الحرب ما يطلق عليه ساعة الحقيقة، فلم يعد من اليسير الهروب الى الحجج الواهية التي لم تعد تقنع أحدا مثل خيارنا هو السلام أو سنعترف باسرائيل اذا ما واذا ما….! لأن العدوان فاق كل درجات الاحتمال بالنسبة للشعوب العربية، وهذه الشعوب تختلف عما كانت عليه عام 1948 ابان النكبة وعام 1956 ابان العدوان الثلاثي وعام 1967 موعد العرب مع الهزيمة وعام 1973 عندما حقق العرب نصف انتصار برفع راية الاسلام وعام 1982 حين واجه لبنان الغزو من أجل محو المقاومة الفلسطينية من الخريطة، لأن الأمة تعيش ككل أمة في الألفية الثالثة وتتأثر بوسائل الاعلام والاتصال الراهنة وبشكل مباشر وآني متطور، وهذا هو فضل العولمة على تحرير الأمم كما لم يتوقعه أداؤها ومغتصبو حقوقها! ثم يأتي التحدي الثاني للعدوان البغيض ليضع الشعب اليهودي الموزع في شتى أصقاع العالم لا الأربعة ملايين يهودي المقيمين في اسرائيل فقط أمام مراجعة قاسية واستعجالية لمستقبل هذه الدولة العبرية ذات المواصفات الفريدة والاستثنائية بين الدول، من حيث هي تأسست على الارهاب منذ قتلت عصابات الصهيونية المتطرفة اللورد موين في القاهرة عام 1944 بعد أن عينته الحكومة البريطانية مسؤولا عن الملف الفلسطيني عام 1941 فشكك في امكانية تطبيق وعد بلفور على حساب الشعب العربي في فلسطين، بل واقترح انشاء كيان يهودي في أوروبا المسؤولة وحدها عن محنة اليهود. ثم اغتالت عصابات الهاغانا الكونت برنادوت مبعوث الأمم المتحدة الى فلسطين عام 1948 وفجرت عصابة شترن فندق الملك داود في القدس على رؤوس الضباط البريطانيين المائة والعشرين في نفس العام. ثم بدأت سلسلة المذابح في فلسطين من دير ياسين الى بئر السبع الى قانا وصبرا وشتيلا الى اليوم في لبنان بتدمير بلاد كاملة وتقتيل مواطنيها والتركيز تحديدا على الأطفال كما في فلسطين لأنهم الضمان الأول لاستمرار القضية وتواصل الصراع جيلا بعد جيل. ولم تتردد قوات اسرائيل في دك موقع للأمم المتحدة وقتل المراقبين العزل الأربعة. أما الحقيقة الثالثة في مواجهة المصير فهي وضع العالم بأسره أمام الواقع كما هو لا أمام التزييف الاعلامي والتزويق الدبلوماسي للصراع الفلسطيني والعربي مع همجية دولة خارجة عن القانون وليس لديها من حلول سوى منطق التدمير والابادة والترويع. هذه الموجهات الثلاثة هي التي تجعل القضية تتحرك نحو حلول أخرى مختلفة عن الحلول الجزئية والمتحيزة التي رسمت لها الولايات المتحدة خريطة طريق!و التي أعلنت السيدة رايس في مؤتمر روما أنها لا تقوم الا بعد انهاء كل نفس مقاوم لهذه الخريطة الأمريكية وبلا شروط وبالقوة العسكرية فحسب! وهو ما جعل الصراع العربي الاسرائيلي يتحول بسرعة الى مواجهة قوة عظمى هي التي تحرك تساحال وتحدد لها الأهداف وتزودها بجسور جوية من القنابل الذكية وقائمة أهدافها على الأرض.فقد أحدثت الهجمة الحربية على لبنان وفلسطين رجة في الضمير اليهودي ذاته وأصبح كثير من كبار المفكرين اليهود يراجعون حساباتهم والتعبير عن خوفهم الحقيقي على مصير اليهود في اسرائيل، فقد اشترك أشهر المثقفين اليهود هذه الأيام في التوقيع على بيان قوي اللهجة صادق العبارة يتهم اسرائيل بتدمير نفسها حين تقوم بمغامرة لبنان والقطاع، أي والله تكلموا عن المغامرة التي يرونها في جانب اسرائيل وهم ليسوا عربا ولا هم من حزب الله ولا من حماس بل هم مشاهير اليهود أمثال ناحوم شومسكي عالم الألسنية وهارولد بينتر الكاتب الحائز جائزة نوبل للآداب عام 2005 وجوزي ساراماغو الكاتب الحائز جائزة نوبل لعام 1998 (راجع البيان القوي على صحيفة لوموند الباريسية الاثنين الماضي) وندد هؤلاء الكتاب الكبار بمواقف الولايات المتحدة والغرب للكيل بمكيالين في التعامل مع القضية، بل وبلغوا حد التنديد بما سموه ارادة جلية اسرائيلية لابادة الشعب الفلسطيني في مناخ من عدم العقاب أو المساءلة! وفي نفس السياق، وعلى صحيفة ليبراسيون الفرنسية اليسارية أصدرت مجموعة يهودية من المثقفين الفرنسيين بيانا تحت شعار (كفاية) ومن بينهم المؤرخ بيار فيدال ناكي وأساتذة الجامعات ايتيان باليبار وسوزان سيترون وستيفان هيسيل وهنري كورن وأبراهام سيغال وجيل منسورون يقولون فيه:” كفاية تقتيلا للأبرياء في لبنان وفلسطين كفاية الاعتماد على القوة كفاية اغتيالات الناشطين كفاية أسر أعضاء حكومة منتخبة كفاية قصف المولدات الكهربائية كفاية تجويع شعبي القطاع ولبنان كفاية جنون الحرب والابادة باسم دولة اسرائيل كفاية شن حرب بالوكالة عن واشنطن التي تريد تحت دعوى انقاذ اسرائيل توسيع الحرب الى مهاجمة ايران وسوريا من أجل حساباتها الخاصة ومصالحها الأمريكية. هكذا تكلم اليهود بالحرف وكما تلاحظون فانهم أكثر تنديدا باسرائيل من بعض أبناء جلدتنا العرب الذين ينعتون أنفسهم بالواقعيين والعقلانيين! ومن جهة أخرى كتب المرشح للرئاسة الفرنسية جاك شوميناد افتتاحية أسبوعية حزبه (نوفل سوليداريتي) يوم الخميس الماضي يقول : يجب على العالم أن يفرض وقف العدوان الاسرائيلي الذي تستخدمه الأوساط الامبريالية الأنجلو أمريكية لتصفية حساباتها في الشرق الأوسط وهي الأوساط المحافظة المتطرفة التي تعتبر الحكومة الاسرائيلية كالمجنون المصاب بغريزة الدم والتدمير”. نعم هكذا تكلم سياسي فرنسي بالحرف وهو ليس لا كلام أيمن الظواهري ولا كلام الشيخ حسن نصر الله بل نطق به زعيم حزب سياسي ترشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1995 كما سيترشح عام 2007! alqadidi@hotmail.com (المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم9 أوت 2006)
كفاكم ذلا ايها الساسة العرب!
اما آن الاوان ان تصحو ضمائر الحكومات العربية بعد وتقف جانب الدول العربية الشقيقة التي تتعرض للعدوان الصهيوني والامريكي؟ كم من العار والخزي وصمتنا بهما هذه الحكومات بمواقفها المتخاذلة؟ الي متي تهدم البيوت ويقتل الاطفال وترمل النساء وتغتصب الفتيات وانتم صامتون؟
والامر من ذلك ان تلوم بعض الدول العربية المقاومة الاسلامية وتدعو الي نزع سلاحها.
اننا نقول للمقاومة والمجاهدين ابقوا صامدين فما من سبيل لرد الاعداء الغادرين الا بسلاح المقاومة وقولوا وداعا لحلول السلام والمبادرات التي تتشدق بها الجامعة العربية والامم المتحدة فهي مجرد شعارات جوفاء وكلام باطل تخدر به الشعوب العربية.
غير ان الشعب العربي ليس غبيا ليصدق تفاهاتهم بل هم الاغبياء فهذا لبنان العظيم بلد البواسل وهذه فلسطين بلد اطفال الحجارة وهذا العراق الشامخ بحضارته فكيف للوحوش ان يجرؤوا علي مقاتلة المقاومة؟ اليست هذه المقاومة من اخرجت الجيش الصهيوني المحتل يجر اذيال الخيبة من جنوب لبنان سنة 2000؟ فالعار كل العار علي الحثالة الذين يتآمرون ضدها. ألم يحن الوقت ان يقف كل العرب وقفة واحدة ويدافعون عن الكرامة العربية التي تنتهك من قبل جيوش البرابرة الاوغاد؟ اليس من المخجل ان تندد دول غير عربية كروسيا بالقصف علي لبنان وان تدعو فرنسا لضرورة وقف اطلاق النار في حين يصمت العرب صمت القبور الذي عودونا عليه منذ الصراع الاسرائيلي ـ العربي؟!
شكرا للحكومات العربية، لحماستكم الزائدة، لروحكم الوطنية العالية، شكرا لغيرتكم علي الدم والارض والعرض، شكرا لتضامنكم مع اخوانكم العرب في الشرق الاوسط والعراق!
انني اقول باسمي وباسم كل عربي يحمل الام هذه الامة ايها العرب في لبنان كنتم او في العراق او في فلسطين ابقوا صــــامدين فالنصــــر آت ان شاء الله فاذا الشعب يومـــا اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
وانتم ايها الزعماء العرب فاستمروا في سباتكم ولا مبالاتكم فقد اصبحتم لا تمتون للعروبة والاسلام بصلة ولا يرجي منكم اي خير للامة العربية. اما انتم ايها الظلمة الجبابرة فلن نستسلم ابدا لكم ونظل رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء وسوف نبقي بعدكم لنعمر لبنان فلسطين والعراق. اميرة ناصر تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 أوت 2006)
إذا اعتبر «حزب الله» هو المشكلة.. فقد تصبح «القاعدة» هي الحل
فهمي هويدي
إذا اعتبر حزب الله هو المشكلة، فقد تكون «القاعدة» هي الحل. ذلك أن هناك تعبئة متعددة المصادر، يراد لها أن تقنع الرأي العام بأن حزب الله هو اصل المشكلة في لبنان. كما أن حماس في فلسطين هي العقبة الرئيسية التي تواجه «مسيرة السلام». هذا المنطق يصور لنا أنه إذا تم القضاء على الحزب أو جرد من سلاحه بأية صورة، وإذا أسقطت حكومة حماس وأبعدت عن المسرح السياسي، فأن ذلك يعد إيذانا بدخول المنطقة مرحلة الهدوء والاستقرار، الأمر الذي يفتح الأبواب لحلول السلام والوئام فيها. وتلك أكذوبة كبرى يروج لها الإسرائيليون ويرددها الأمريكيون ومن لف لفهم لتحقيق هدفين رئيسين هما: صرف الانتباه عن مسؤولية الاحتلال فيما جرى ويجري، ثم تصفية المقاومة سياسيا وعمليا، لكي يستمر التمكين لإسرائيل وينفتح المجال أمامها كي تحقق طموحاتها.
لقد تحدث الرئيس بوش قبل أيام عن ضرورة حل المشكلة من جذورها في لبنان، وبطبيعة الحال فإنه لم يخطر بباله أن يشير إلى دور الاحتلال الإسرائيلي، وإنما الذي كان يعنيه بالضبط هو أولا القضاء على حزب الله أو إخراجه من المعادلة كحد ادنى، ثم دفع لبنان إلى توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، تخرجه بدوره من ساحة الصراع، كي ينضم إلى الدول العربية التي أخرجت من قبل وتحولت إلى متفرج على الصراع، وأحيانا إلى وسيط بين إسرائيل والفلسطينيين.
هذا الإصرار الإسرائيلي ثم الأمريكي على تحميل حزب الله مسؤولية ما جرى للبنان، بدا واضحا في مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن، والذي وافقت عليه الولايات المتحدة وفرنسا. وهذه النقطة بالذات تعد أهم ما في مشروع القرار، بل هي المفتاح الأساسي له، لأنها رتبت نتائج أخرى مهمة من قبيل الدعوة إلى تجريد المنطقة الواقعة على الحدود بين إسرائيل ولبنان، وحتى نهر الليطاني، من السلاح ومن التنظيمات المسلحة، ليس ذلك فحسب، دائما ينص المشروع أيضا على ضرورة الإفراج الفوري عن الأسيرين الإسرائيليين، دون حسم مسألة الأسرى اللبنانيين التي كانت الهدف الأساسي من عملية حزب الله في 12/7. فضلا عن ذلك ينص المشروع على حصار التنظيمات المسلحة في لبنان، ومنع تزويدها بالسلاح كما ينص على تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات لفرض خلو منطقة الجنوب اللبناني من عناصر المقاومة، وهذه الوحدات يراد لها أن تكون قوات مقاتلة، وليس قوة حفظ السلام، الأمر الذي يخول لها حق استخدام السلاح لتنفيذ القرار، أي بالتصدي للمقاومة اللبنانية إذا لزم الأمر.
لا يخلو مشروع القرار من إيجابيات تتمثل في تسليم مزارع شبعا إلى لبنان، وتسليمه أيضا خرائط حقول الألغام التي تبثها إسرائيل في الجنوب، إلا أن تلك الإيجابيات لا تنفي حقيقة أن الانحياز لإسرائيل شديد الوضوح فيه. ولا غرابة في ذلك، لأنه إذا كانت الدول العربية الثماني انحازت إلى إسرائيل في البداية، وأعطتها ضوءا اخضر لكي تستمر في تدمير لبنان بحجة الدفاع عن النفس، وإذا كان مجلس الأمن قد قبل بالتسويف في إصدار قرار وقف إطلاق النار حتى يتيح لإسرائيل فسحة كافية لتحقيق أهدافها فلا يفاجئنا أن يصدر المجلس قراره في النهاية محققا للمصلحة الإسرائيلية.
هذا الذي أقوله ليس مجرد استنتاج، لكنه يستند إلى معلومات إسرائيلية.
فقد كشفت صحيفة «هاآرتس» في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، (6/8) عن أن إسرائيل شاركت في إعداد مسودة المشروع. وذكر محررها السياسي، ألوف بن، فقد تولي يورام طوربوفيتش، رئيس هيئة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت المسؤولية عن تنسيق الاتصالات مع الإدارة الأمريكية قبيل الاتصالات وأثناءها التي أجراها ممثلو فرنسا وأمريكا حول المسودة. وأشار بن إلى أن طوربوفيتش نقل للأمريكيين النقاط التي ترى تل أبيب انه يتوجب أن تشملها أي مسودة لقرار مجلس الأمن المتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان. هذا فحسب، بل أن ذات الصحيفة كشفت النقاب عن أن إسرائيل ومن اجل أن تتأكد أن الأمريكيين ملتزمون بما تريده الحكومة الإسرائيلية، قامت بإيفاد طال يوكر المستشار السياسي لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفي لنيويورك ليقوم أولا بأول بالاطلاع على ما يتم الاتفاق عليه بين الوفدين الأمريكي والفرنسي في مجلس الأمن. في نفس الوقت أشارت صحيفة «يديعوت احرنوت» في عدد 6/8 إلى أن ليفني قامت طوال الاتصالات الفرنسية الأمريكية بإجراء اتصالات مباشرة مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للاطمئنان على أن المسودة تضمن تحقيق الأهداف الإسرائيلية في الحرب. وكما أكدت صحيفة «هاآرتس» أن نص المسودة مريح لإسرائيل لدرجة أن المسؤولين الإسرائيليين يمتنعون عن التعبير عن تحمسهم لها، حتى لا يشكل ذلك دليلا على حرص المسودة على تحقيق المصالح الإسرائيلية.
الرسالة التي علينا أن نتلقاها من هذا المسلك متعددة الجوانب. فمن ناحية فأن الفشل العسكري الذي منيت به إسرائيل في لبنان، يراد له أن يتحول إلى نصر سياسي في الأمم المتحدة، وما عجزت إسرائيل عن تحقيقه على مسرح العمليات، تكفلت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتوفيره من خلال مجلس الأمن. من ناحية ثانية، فان عملية التمكين الإسرائيلي مستمرة من خلال تجاهل حقيقة الاحتلال وكل جرائم الحرب التي ترتكبها في فلسطين ولبنان. ومن خلال الإصرار الدولي على اعتبار أي مقاومة للهيمنة الإسرائيلية بمثابة إرهاب يتعين التصدي له والقضاء عليه ولو اقتضى الأمر استخدام القوات الدولية لذلك الغرض، من ناحية ثالثة فان ذلك يعني أن المخطط الأمريكي لإقامة شرق أوسط جديد في المنطقة، خال من المقاومة ـ خاضع تماما ـ ومتصالح لإسرائيل، هذا المخطط ماض نحو هدفه المرصود. من ناحية رابعة، فإنها تعني انسداد الأفق السياسي في المنطقة، والإبقاء على حالة التوتر المتفشية فيها. وإغراقها في بحر الدماء التي ما زالت تتدفق غزيرة في العراق وفلسطين، ولن ينجو فيها لبنان، الذي رفضت حكومته مشروع القرار، وأعلن الأمين العام لحزب الله أن المقاومة لن تتوقف ما بقي جندي إسرائيلي واحد على ارض لبنان، وأن الحزب لن يقبل بأية شروط مذلة يراد فرضها على لبنان.
إذا أضفنا إلى ذلك كله عجز النظام العربي عن اتخاذ أي موقف يوقف ذلك التحول، أو يحد من وطأته. وإذا كان الانصياع للإرادة الأمريكية الأمر الذي دفع بعض الأنظمة إلى الوقوف موقف الحياد في الصراع العربي ـ الإسرائيلي أو التصرف على نحو يعطي انطباعا بالاصطفاف في الجانب الإسرائيلي (وهو ما عبرت التصريحات الرسمية الإسرائيلية عن الارتياح إليه والحفاوة به) إذا كنا بصدد موقف من ذاك القبيل، فما الذي نتوقعه في الشارع العربي؟
دارسو العلوم السياسية وعلماء الاجتماع يعرفون جيدا أن الظواهر السياسية كانت حركات المقاومة التي لاحت في الأفق منذ القرن الثاني عشر على الأقل بمثابة استجابة للظروف التاريخية التي عاشتها المنطقة، خارجيا وداخليا، من الوهابية التي ظهرت لوقف الانجراف المتحلل والبدع، إلى حركات التكفير والعنف التي ظهرت ردا على إرهاب السلطة وإقصائها، مرورا بالمهدية ضد الاستعمار الإنجليزي والسنوسية التي ظهرت لمقاومة الاحتلال الإيطالي، وحركة الإخوان المسلمين التي ظهرت في أعقاب إلغاء خلافة إسلامية لمحاولة ملء الفراغ الذي أحدثه غيابها وبالمناسبة فليس صحيحا أن إيران هي التي أنشأت حزب الله، ولكن الصحيح أن فكرة الحزب ظهرت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وجاءت استجابة للظرف التاريخي الذي فرضه الاحتلال، اما دور إيران فقد كان محصورا في مهمة القابلة التي قامت باستيلاد جنين كان قد تشكل بالفعل في ظل الاجتياح.
هذا الذي حدث في الماضي يكاد يتكرر الآن في العالم العربي فقد استدعى الغزو الأمريكي للعراق عناصر «القاعدة» التي مدت نشاطها إلى بغداد وبعض المدن الأخرى، وها نحن نقرأ في الصحف أن بعض قيادات الجماعة الإسلامية في مصر أعلنوا قبل أيام عن انضمامهم إلى «القاعدة» بعدما كان قادة تلك الجماعة قد أعلنوا عن نبذهم للعنف طيلة السنوات الخمس الأخيرة. ورغم أن القادة التاريخيين للحركة أعلنوا عن تمسكهم بموقفهم من العنف، إلا أن الذين انضموا إلى «القاعدة» تحدثوا في بيانهم عن أن اتفاقهم مع «القاعدة» تم على أرضية مقاومة الغزو الصليبي والصهيوني. ولم يشر البيان إلى انظمة الحكم في العالم العربي.
ثمة تحليلات اعتبرت هذا التطور محدود الأهمية، وقد اتفق على ذلك لكن أدعو إلى الانتباه إلى الرسالة فيه، وهي أن انسداد الأفق السياسي في العالم العربي، وعدم وجود أية بارقة أمل لمستقبل مشرف، سواء في الخارج أو من الداخل، من شأنه أن يشيع درجة من اليأس، توفر ظرفا مواتيا لانتشار فكر «القاعدة»، الذي يرفع شعار العنف والسلاح هو الحل.
إن الإرهابيين الحقيقيين ليسوا فقط مَنْ يمارس العنف ضد الآخرين ولكنهم أيضا الذين يتولون تخليقهم واستحضارهم بين الحين والآخر. (المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم9 أوت 2006)
من مقال لعبد الحليم قنديل في صحيفة مصرية معارضة) ………………: أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو لا يعرف قيمتها ولا أقدارها، ولا جغرافيتها، ولا تاريخها، ولا ما ملكت، ولا ما أعطت وحول بلدا هائل الوزن بحجم مصر الي عزبة بالحجم العائلي.
أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو الذي لا يملك من الرئاسة مؤهلاتها، فلا فوائض عقل، ولا زاد من بصيرة، ولا حسن بالسياسة، ولا شرعية حتي بالخطأ أو بالباطل فلا هو ديكتاتور ذو رؤية، ولا هو منتخب ديمقراطيا، بل هي الصلافة المحض، وتناحة الروح، وجلافة اللغة والتصريحات المفرطة في الغياب الذاهل علي طريقة البتاع ده ! أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو لا يخلص لدم، ولا يستذكر نسبا لأمة، ويتصرف كموظف أرشيف، أو كأمين مخزن زاغت مفاتيحه، جاءت به الصدفة إلي رأس بلد كان تاج الرأس، وانتهي به الي بلد بالصدفة انتهي بنا الي مقلب نفايات وبواقي فساتين وبقايا صور وأكواب مهشمة، وتراب يثقل القلب، وجعلنا نشعر بالخجل من اسم مصر، فقد حول علونا خفضا، وتزل بنا من حالق الي الفالق، فلا مكانة ولا دور، ولا كرامة من أصله، ولا فرصة للمقارنة إلا مع دول من نوع جيبوتي و الصومال و بوركينا فاسو ففقرنا من مهانتهم، نكاد لا يرانا أحد كما لا يراهم أحد، وقد يكون لهم عذرهم، ولنا العذر بالرئيس الذي هو انكي من العذر بالجهل، أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو الشخص الذي كانت غاية أحلامه منصب سفير في بلد الإكسلانسات أو رئيس لشركة طيران، وانتهي بالبلد الي مزاد البيع في سوق الإكسلانسات ، أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر فهو يستحق ان يُحاكم لا ان يحكم، ان يفزع لا ان يفزعنا، ان يعزل لا ان يسأل ان تذهب ريحه لا ان يذهب باسم مصر لها المجد في العالمين، نعم يا مبارك أشعر بالعار لانك الرئيس، أشعر بالقرف أشعر كأني أريد ان أتقيأك! المصدر : موقع أخبارنا
تعليق عماد الدايمي: لو نغير “مصر” ب “تونس” و “مبارك” ب “بن علي” … ألا يعبر هذا الكلام عن شعور الغالبية العظمى من التونسيين ؟
أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو لا يعرف قيمتها ولا أقدارها، ولا جغرافيتها، ولا تاريخها، ولا ما ملكت، ولا ماأعطت، وحول بلدا هائل الوزن بحجم مصر الي عزبة بالحجم العائلي.
أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو الذي لا يملك من الرئاسة مؤهلاتها، فلا فوائض عقل، ولا زاد من بصيرة، ولا حسن بالسياسة، ولا شرعية حتي بالخطأ أو بالباطل فلا هو ديكتاتور ذو رؤية، ولا هو منتخب ديمقراطيا، بل هي الصلافة المحض، وتناحة الروح، وجلافة اللغة والتصريحات المفرطة في الغياب الذاهل علي طريقة البتاع ده !
أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو لا يخلص لدم، ولا يستذكر نسبا لأمة، ويتصرف كموظف أرشيف، أو كأمين مخزن زاغت مفاتيحه، جاءت به الصدفة إلي رأس بلد كان تاج الرأس، وانتهي به الي بلد بالصدفة انتهي بنا الي مقلب نفايات وبواقي فساتين وبقايا صور وأكواب مهشمة، وتراب يثقل القلب، وجعلنا نشعر بالخجل من اسم مصر، فقد حول علونا خفضا، وتزل بنا من حالق الي الفالق، فلا مكانة ولا
دور، ولا كرامة من أصله، ولا فرصة للمقارنة إلا مع دول من نوع جيبوتي و الصومال و بوركينا فاسو ففقرنا من مهانتهم، نكاد لا يرانا أحد كما لا يراهم أحد، وقد يكون لهم عذرهم، ولنا العذر بالرئيس الذي هو انكي من العذر بالجهل، أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر، وهو الشخص الذي كانت غاية أحلامه منصب سفير في بلد الإكسلانسات أو رئيس لشركة طيران، وانتهي بالبلد الي مزاد البيع في سوق الإكسلانسات ، أشعر بالعار لان مبارك رئيس لمصر فهو يستحق ان يُحاكم لا ان يحكم، ان يفزع لا ان يفزعنا، ان يعزل لا ان يسأل ان تذهب ريحه لا ان يذهب باسم مصر لها المجد في العالمين، نعم يا مبارك أشعر بالعار لانك الرئيس،
أشعر بالقرف أشعر كأني أريد ان أتقيأك
عبد الحميد قنديل رئيس تحرير صحيفة الكرامة المصرية. من تقرير حسن كروم-القدس العربي9 -8-2006
عندي سؤال اليك يامبارك
مديحة عمارة تقول في عمودها بـ العربي” ـ معكم ـ عندي سؤال إليك يامبارك، يارئيس مصر، عندي مطلب ملح، ولن اسألك أي أسئلة غبية تورطت فيها من قبل، وسألتك إياها متوهمة ان هناك فائدة أو أملا، معتقدة انك تستمع لمطالب شعبك، وتحركك همومه، وتشد من عزمك إرادته، لكنني وبعد مرور ما يقترب من الشهر علي ما يحدث هناك في لبنان، وبعد بشاعة مجزرة قانا وما شاهدناه من وحشية تحرك لها الصخر، أيقنت انك لا يحركك شيء، ولا تهتم إلا لكرسيك وعرشك الذي نخره السوس، انك تعيش متوهما ان بقاءك أو عدمه مرتبط برضاء أمريكا الصهيونية عنك، اما شعبك وغضب شعبك فهو خارج دائرة اهتماماتك وحساباتك.
لذا لن أسألك أسئلة غبية، ولن أطالبك بمطالب خيالية، عن دور مصر وعروبة مصر وريادة مصر وقيادة مصر فمصر التي تريدها انت ليست كذلك، ما تريده هو: مصر بحجم يليق بمقاس الحزب الوطني، هي مصر المنقوعة في فساد حزبك الذي أزكمت انوفنا رائحته الكريهة، مصر التي تريدها انت، هي مصر المباعة كرامتها في أسواق النخاسة للصهاينة واللصوص وقتلة الفقراء، ولن اسألك حتي، ان تتفرغ لاختياراتك، وان تأخذ ركنك الهادئ وتنعم بضميرك الذي تردد بانه مرتاح وراض..!
لن أقول لك أترك شعب مصر يقوم بدوره الذي يليق بمصر وبحجم مصر الحقيقي، وافتح زنازين شوارع مصر، ولملم رجال أمنك المتلطعين كما النمل أمام أرصفة الشوارع، المستنفرين لقمع أصغر مظاهرة.
لن أذكرك بان الناس قد خرجوا في الكويت ووقفوا أمام السفارة الأمريكية يهتفون الموت لأمريكا ولم يمنعهم النظام الذي جعل من أرض الكويت معقلا عسكريا عتيد النفس، الأمريكان، وانت الذي تعلن مرارا وتكرارا بان مصر لن تكون قاعدة يضرب منها أي بلد عربي، لكنك وبأوامرك انت تمنع شعب مصر من الوصول إلي سفارة بوش لمجرد الوقوف وقفة احتجاجية.
حرمت الناس من القيام بأضعف الأدوار في معركة تستهدف إما انتصار الأمة أو القضاء عليها الي الأبد، ولن أسألك، ولن أطالبك بشيء من ذلك، أو غيره، انني فقط أسألك يامبارك، يارئيس مصر العربية، أسألك شيئا واحدا، أسألك الصمت
من تقرير حسن كروم بالقدس العربي9-8-2006
Home – Accueil – الرئيسية