الأربعاء، 7 أبريل 2010

Home – Accueil

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

 9ème année, N°3606 du 07.04.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين: محاكمة مجموعة من الطلبة  من أجل ….. تبني الفكر السلفي

كلمة:الزميل المولدي الزوابي يستدعى للمثول لدى الشرطة

الرابطة  التونسية  للدفاع  عن حقوق الانسان- فرع  بنزرت:بـــــيــــــان

معزّ الجماعي:حجب صفحة الديمقراطي التقدمي على الفايس بوك

كلمة:استنفار أمني بالمنستير بسبب زيارة الرئيس

كلمة:ضابط أمن يطلق النار على أحد أعوانه

حزب العمال الشيوعي التونسي – بيان :نعم لمقاطعة مهزلة الانتخابات البلدية

الصباح:الانتخابات البلدية »انتدابات » في المعارضة..والاقربون أولى بالترشيح

الاتحاد العام لطلبة تونس المؤتمر الوطني الموحد :بيـان

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة الكترونيّة عدد 138 – 8 أفريل 2010

إسماعيل دبارة:نوستالجيا بورقيبة في الذكرى العاشرة لرحيله

محفوظ البلدي :محبة الأوطان واجب لا بد أن نرعاه

صوفية الهمامي:المسرحي التونسي الفاضل الجعايبي يحاسب السلطة في نص مشترك مع جليلة بكار

محمد كريشان:نداء من أجل المواطنة

عبدالسلام المسدّي :سقوط الأقنعة

كمال عمران:الفكر الإسلامي المعاصر- 1 –

عبد الحميد الأنصاري: »نهاية حقوق الإنسان »

القدس العربي:معركة فاشلة ضد اللحى والحجاب في الجزائر

العرب:مصر: مصادرة كاميرات «الجزيرة» واعتقالات بالجملة في مظاهرة لتعديل الدستور وإلغاء الطوارئ

الجزيرة نت:تنديد بالعنف ضد متظاهرين بالقاهرة

بيان صادر عن « تحالف المنظمات المصرية فى أمريكا »:يجب على الحكومة الأمريكية إعلان تأييدها الصريح للإصلاح فى مصر

علاء الأسواني:متى يدرك الرئيس مبارك هذه الحقيقة؟!

الجزيرة.نت:غضب مصري ضد فيلم إسرائيلي

 

 د. سعيد الشهابي:صفحات’من الحرب السرية بين طهران والغرب

الجزيرة.نت:التركية.. أول فضائية تركية بالعربية

عبد الباري عطوان:امريكا.. وفشلها الاقليمي

ميراي ديلماس – مارتي:التذرع بحماية الديمقراطية.. من الإرهاب إلى تدميرها!


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre ladémarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010
 

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين                                       تونس في 07 أفريل 2010                                    

محاكمة مجموعة من الطلبة  من أجل ….. تبني الفكر السلفي


 
نظرت اليوم الاربعاء 07 أفريل 2010 الدائرة الجناحية 8  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  لسعد الشماخي  في القضية عدد 2010/4993 مجموعة من الطلبة يزاولون تعليمهم بكلية العلوم بقابس ، و هم  كل من : المكي مرتاح  ( من مواليد 08/07/1988 ) و محمد النصري ( من مواليد 16/07/1987 ) و أنيس دربال ( من مواليد 21/09/1986 ) و هيثم الدريسي ( من مواليد 14/5/1987 ) ، و المحالين جميعا بحالة إيقاف من أجل تهم عقد اجتماع غير مرخص فيه و إعداد محل لعقد اجتماع غير مرخص فيه  . و بعد المناداة على القضية وقع استنطاق المتهمين الذين أنكروا ما نسب إليهم ، ثم ترافعت هيئة الدفاع المتكونة من الاستاذين سمير بن عمر و أمحد كعيلان. و قد تمسك لسان الدفاع بطلب الحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهم و عدم توفر أركانها القانونية باعتبار أن « الجرم  » الوحيد الذي ينسب الى المتهمين يتمثل في مطالعة بعض الكتب الدينية مثل كتاب رياض الصالحين و كتاب فقه السنة !!!! و متابعة بعض القنوات الفضائية الدينية و التناقش في بعض المسائل الدينية ، و بعد المداولة صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم ليوم 14/04/2010 .    و الجمعية إذ تجدد رفضها للمحاكمات ذات السياسية و تجريم الفكر و التضييق من حرية المعتقد فانها  تدعو إلى الإفراج الفوري عن المتهمين  عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الاستاذ سمير بن عمر  

الزميل المولدي الزوابي يستدعى للمثول لدى الشرطة


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 06. أفريل 2010 تلقى الزميل المولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بالشمال الغربي يوم الثلاثاء 6 أفريل 2010 مكالمة هاتفية من الشرطة تطلب منه الحضور لاستماع أقواله بخصوص الإعتداء الذي تعرض له من قبل أحد عناصر الحزب الحاكم أمام المحكمة الابتدائية بجندوبة يوم 1 أفريل الجاري.  وبعد أن طالب الزميل المولدي باستدعاء رسمي في الغرض تلقى استدعائين برقمين مختلفين مما جعله يعتقد بأن هناك قضية أخرى متعلقة به سينظر فيها، لا علم له بفحواها. وعند تحوله إلى مركز الشرطة تبين له أن الشخص الذي قام بالاعتداء عليه قد تقدم بشكوى ضده. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 أفريل 2010)


الرابطة  التونسية  للدفاع  عن حقوق الانسان- فرع  بنزرت.
الأربعاء  7 أفريل 2010  بـــــيــــــان


          أصدرت الدائرة الجناحية بمحكمة الناحية ببنزرت, برئاسة القاضي السيد رياض البجاوي, قرارها  بعدم سماع الدعوى في حق السجين السابق المواطن  زياد الفرشيشي المحال بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية .وأما خلفية الحكم المذكور, فبعد أن أنهى زياد مدة حبسه السابق و(أفرج عنه) أيقن أنه غادر سجنا صغيرا إلى سجن أكبر، حيث سيخضع للمراقبة ألإدارية – توأمة العقوبة ألأولى وهي العقوبة التي ليس غرضها إلا عزل المساجين عن المجتمع. فقد فـُرض على هذا السجين السابق الحضور يوميا منذ الصباح للإمضاء لدى مركز البوليس وأن ينتظر أحيانا وقتا طويلا حتى يُعتنى به ، الشيء الذي لا يساعد  على قيامه بأشغاله من أجل الارتزاق, وبعد إلحاح منه سُمح له بالحضور بقصد الإمضاء مرة واحدة  في الاسبوع .لكن حين دعته , منظمة حقوق الانسان : هيومن رايتس   ووتش  لمقابلته والتحاور معه باعتباره سجين سابق تحت المراقبة الادارية , سارع أعوان البوليس بعد إنتهاء هذه المقابلة إلى جلبه واستفساره عما دار بينه ووفد حقوق الانسان  المذكور, وعقابا لـ « إستقوائه بالخارج » أمروه بأن يعود مستقبلا للإمضاء يوميا  في مركز البوليس . ولما  خيروه بين الاذعان للتعلمات أو العودة  إلى السجن, قرر أن العودة إلى السجن أشرف  وأنبل من الإهانات والتجويع المذل وأصر أن يتمسك بالقانون الذي لا ينص علي الإمضاء،  ماعدا  ألإعلام  عند تغيير مقر السكنى أو مغارة منطقة  سكناه . وبعد أيام  من عدم إذعانه للتعليمات اُلقي عليه القبض في مقر سكناه وقدم للقضاء بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الادارية. لكن بعد نحو أسبوعين من الإيقاف تم الحكم في هذه القضية عدد 1223 وفقا للقانون وهو: عدم سماع الدعوى.  
 
رئيس فرع الرابطة ببنزرت علي  بن سالم  


حجب صفحة الديمقراطي التقدمي على الفايس بوك


معزّ الجماعي تعرضت صفحة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي على الموقع الاجتماعي الفايس بوك بداية الأسبوع الجاري إلى عملية حجب نتج عنها استحالة زيارتها انطلاقا من تونس إلا عبر تقنية البروكسي. وجاءت هذه التصرفات المتخلفة من طرف السلطات التونسية بعد أقل من 10 أيام من بعث الصفحة المذكورة التي ركز المشرفون عنها على نشر أخبار انتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الحريات في تونس و تأثيثها بنشرة إخبار صوتية من إعداد الشاب الديمقراطي التقدمي « وسام الصغير ». وفي سياق متصل ذكر المشرفون على هذه الصفحة أن عملية الحجب لن تثنيهم عن مواصلة نضالهم السياسي والإعلامي وفضح تجاوزات السلطات التونسية والتصدي للفساد المالي والإداري من أجل مصلحة البلاد . (المصدر: موقع pdpinfo.org (محجوب في تونس) بتاريخ 6 أفريل 2010)  


استنفار أمني بالمنستير بسبب زيارة الرئيس


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 06. أفريل 2010 ذكرت مصادرنا في المنستير أن قوات الشرطة و الأمن السياسي قد وضعت في حالة تأهب قصوى لتأمين زيارة الرئيس بن علي لمدينة المنستير التي أداها بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس بورقيبة.  كما انتشرت قوات البوليس في تربة آل بورقيبة و الطرق المؤدية اليها وأغلقت كل منافذ المدينة، وكثفت من تفتيش السيارات وخاصة منها سيارات المعارضين. من جهة أخرى قام البوليس السياسي قبل يوم زيارة الرئيس للمنستير بزيارات ليلية لقدماء المساجين السياسين المنتمين لحركة النهضة و حذرهم من مغبة الخروج من منازلهم في ذلك اليوم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 أفريل 2010)

ضابط أمن يطلق النار على أحد أعوانه


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 06. أفريل 2010 علمنا من مصادرنا في المنستير أن أحد ضباط الأمن قد أطلق النار يوم 6 أفريل 2010 على أحد أعوانه المرابطين منذ أيام لتأمين زيارة الرئيس بن علي إلى المنستير. وذلك بعد أن نشب بينهما خلاف حادّ، دفع الضابط لسحب مسدسه واطلاق رصاصتين على ساق عون الشرطة الذي حمل على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالمنستير، ومعالجته مع التكتم ثم نقله من هناك بسرعة إلى جهة مجهولة.  ورجحت مصادرنا أنه قد تم تحويل الشرطي المصاب إلى مستشفى الشرطة بالمرسي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 أفريل 2010)


حزب العمال الشيوعي التونسي – بيان : نعم لمقاطعة مهزلة الانتخابات البلدية

 


لم تعد تفصلنا عن الانتخابات البلدية ( 9 ماي 2010 ) سوى بضعة أسابيع، وتدلّ كلّ المؤشرات الراهنة على أن هذه الانتخابات الجديدة لن تختلف في شيء، سيرا ونتائج، عن الانتخابات التي سبقتها وخصوصا انتخابات أكتوبر الماضي الرئاسية والتشريعية والتي أدانت كل القوى السياسية ووسائل الإعلام والمنظمات والهيئات المستقلة في الداخل والخارج طابعها الصوري. فهي تجري في مناخ سياسي يتسم بغياب تام للحريات وبقمع ممنهج لكل نشاط سياسي ومدني مستقل ولكل تحرك شعبي احتجاجا على الفقر والبطالة والظلم وبتفاقم الاعتداءات الجسدية والحملات الإعلامية السافلة على رموز الأحزاب والجمعيات والشخصيات التي ترفض الاصطفاف والولاء وبتواصل الاعتقالات والمحاكمات السياسية الجائرة ( إعلاميون، طلاب، معطلون عن العمل، شباب متهم بـ »الإرهاب » لمحاولة الالتحاق بالمقاومة في العراق أو فلسطين…) وممارسة التعذيب والتنكيل بالمساجين السياسيين وبعائلاتهم وحرمان المسرحين منهم من أبسط حقوقهم المدنية والسياسية ( شغل، علاج، حرية تنقل في الداخل والخارج، انتخابات، ترشح…) وبتشديد القبضة الأمنية على الشعب والمجتمع عامة. كل ذلك على خلفية أوضاع اقتصادية واجتماعية متأزمة ما انفك الشعب الكادح يدفع فاتورتها ( بطالة، فقر، غلاء معيشة …) ومساع خفية، إلى حد الآن، ومحمومة من أجل الإعداد المبكر لـ » طبخة جديدة  » تضمن بقاء السلطة بيد العائلات المتنفذة سواء بـ » التمديد  » لبن علي الذي يقضي ولايته الأخيرة حسب الدستور، أو بإيجاد صيغة من صيغ التوريث. أما الإطار القانوني للانتخابات القادمة فقد صيغ هو أيضا على مقاس الحزب الحاكم، بما يمكنه من مواصلة الهيمنة على الحياة العامة في ظل إدارة تابعة له بالكامل ومسخرة لخدمته ( تلاعب بقائمات وبطاقات الناخبين…) وإشراف من وزارة الداخلية على الانتخابات، وهي التي يرأسها عضو بالديوان السياسي لذلك الحزب الحاكم وأحد المكلفين البارزين بحملته الانتخابية. وقد تجاهلت السلطة كافة مطالب المعارضة التي من شأنها أن تغيّر هذا الوضع وتخلق الإطار المناسب لإجراء انتخابات تتوفر فيها الشروط الدنيا التي تكسبها مصداقية وتجعلها تعبّر عن الإرادة الشعبية. وتأتي في مقدمة هذه المطالب إنشاء هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات من أولها إلى آخرها، ومراجعة المجلة الانتخابية بما يسمح بحرية الانتخاب والترشح للجميع وبتمثيل المواطنين على قاعدة النسبية التي تمثل الشكل الأكثر ديمقراطية، كما أن من تلك المطالب الأساسية أيضا رفع القيود المضروبة على حرية التعبير والتنظم والاجتماع حتى يتسنى لكل القوى السياسية المشاركة في الانتخابات على قدم المساواة ولكافة المواطنات والمواطنين اختيار من يمثلهم بحرية. إن انتخابات بلدية لا تتوفر فيها هذه الشروط وتجري في مثل المناخ السياسي القمعي الراهن وفي إطار المنظومة القانونية اللاديمقراطية الجاري بها العمل، لا يمكن أن تكون إلا انتخابات صورية، معلومة النتائج مسبقا، إذ من بإمكانه أن يشك لحظة واحدة منذ الآن في ما ستكون عليه نتائج الانتخابات البلدية القادمة :  » فوز ساحق » لقائمات التجمع « الدستوري » بما يمكنه من مواصلة السيطرة على كافة المجالس البلدية بكامل أنحاء البلاد، مع تواجد صوري لأحزاب الديكور الديمقراطي من أجل تغطية هذه السيطرة والإيهام بوجود تعددية في تلك المجالس وهكذا سيجد سكان المناطق الحضرية أنفسهم من جديد تحت قبضة مجالس مسلطة عليهم من فوق لا علاقة لها بمشاغلهم ومصالحهم بل هي في خدمة مصالح من نصّبها. وبناء على كل هذه المعطيات فإن حزب العمال الشيوعي التونسي: 1- يدعو كافة المواطنات والمواطنين إلى مقاطعة الانتخابات البلدية القادمة وإلى التشهير بطابعها الصوري المزيّف. 2- يهيب بكل القوى السياسية والمدنية المستقلة أن تكتل جهودها ضمن حركة ديمقراطية واسعة وموحدة من أجل وضع حدّ للاستبداد والدكتاتورية وتحقيق التغيير الديمقراطي الذي يعطي للشعب سيادته ويضمن لكافة أفراده حرياتهم وحقوقهم الأساسية ويوفر الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وقيام مؤسسات تمثيلية حقيقية ببلادنا.  
 
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 7 أفريل 2010
 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 أفريل 2010)

الانتخابات البلدية « انتدابات » في المعارضة..والاقربون أولى بالترشيح


 تونس-الصباح اقر عدد من أمناء أحزاب المعارضة صعوبة ترشح أحزابهم لانتخابات ماي بكل الدوائر البلدية وهو ما يعكس حسب مصادر من داخل بعض الأحزاب صعوبات في إعداد قائمات المرشحين وذلك في ظل عزوف منتسبي الأحزاب ببعض الجهات والدوائر البلدية الصغيرة عن الترشح ضمن قائماتها والالتحاق بقائمات المدن الكبرى وذلك قصد ضمان اكبر قدر من الفرص الممكنة للفوز بمقعد في الدائرة البلدية. وتحدثت ذات المصادر ان المعارضة تجد في عديد الأحيان صعوبات في توفر عنصر الانسجام والتفاهم بين أعضاء القائمة الواحدة وهو ما يؤدي لانسحاب عضو أو أكثر وأمام هذا الفراغ الحاصل كثيرا ما يلجأ رئيس القائمة إلى اختيار مرشحين من أصدقائه أو مقربين له أو حتى من أفراد عائلته في محاولة منه لإنقاذ القائمة. ورغم إقرار العديد من المناضلين بأحزاب المعارضة أنهم يستبعدون الالتجاء إلى مترشحين من خارج الهياكل فقد أكدوا أن الباب يبقى مفتوحا أمام المتعاطفين مع الحزب. كما اعتبروا أن الانتخابات البلدية امتحان لكل الأحزاب لمعرفة مدى امتدادها داخل المجتمع ومدى ملاءمة برامجها مع انتظارات المواطن. رؤساء قائمات من المتوقع أن تنطلق أحزاب المعارضة نهاية هذا الأسبوع في عملية تحضير القائمات المقرر مشاركتها في الانتخابات البلدية. وستبدأ عملية التحضير بتحديد الدوائر البلدية الكبرى المزمع الترشح فيها ومن ثم يقع اختيار رؤساء قائمات المعارضة الذي يتم على أساس حجم تأثير منتسبي الأحزاب وإشعاعهم المحلي وهو ما سيصعب تحقيقه في جل الدوائر البلدية. ومن بين الصعوبات الأخرى التي نقلتها إلينا بعض من عناصر المعارضة المستوى التعليمي لأعضاء القائمات المترشحة الذي يكون عادة أقل من مستوى أعضاء مرشحي التشريعية، وذلك بالنظر إلى أن من أبرز شروط الترشح للبلدية هو إقامة المترشح ضمن الدائرة البلدية التي يرغب في الترشح إلى مجلسها البلدي وهو ما يدفع معظم أحزاب المعارضة إلى تقليص سقف المقاييس والشروط الواجب توفرها في مرشحيها وتكتفي بشرط الانتماء الحزبي الذي يغيب عن بعضهم. التحالفات وإن كانت معظم أحزاب المعارضة قد عبرت خلال انعقاد مجالسها السياسية او خلال الجولات الوطنية التي يقوم بها الأمناء العامون عن عزمهم على إنجاح الانتخابات البلدية، فإنهم لم يبدوا اهتماما كبيرا بالتحالفات الممكنة  بل أكدوا على تعويلهم حسب تصريحاتهم على إمكاناتهم الذاتية دون اللجوء إلى مبدإ التحالف. وإذ ينسحب هذا الموقف على جل الأحزاب إلا أن عددا آخر منهم فضل العمل في إطار من التحالف وقد أكد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري في حديث له لـ »الصباح »أن حزبه يراهن على تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها خلال انتخابات سنة 2005غير انه أشار إلى وجود بعض الصعوبات الميدانية والتطبيقية خاصة في الجهات الداخلية. مبينا أنه يفضل استعمال خيار »التفاهمات البرغماتية » بين أحزاب المعارضة لتجاوز صعوبات تشكيل قائمات في بعض الدوائر كما أشار إلى أن حزبه توصل إلى صيغة تفاهم مع حزب الخضر في هذا المجال، ولا يمانع في التفاهم مع أحزاب أخرى يلتقي حزبه معها في بعض التوجهات والمبادئ الأساسية.  خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 أفريل 2010)


الاتحاد العام لطلبة تونس المؤتمر الوطني الموحد
بيـان

قامت قوات البوليس بإيقاف المناضل وائل نوار كاتب عام المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب بسوسة يوم السبت 3 أفريل 2010 أثناء توجهه إلى مقر سكناه و تحويله إلى منطقة باب بحر بسوسة، وإبقائه على ذمة التحقيق في تهمة ملفقة تتمثل في « الاعتداء بالعنف الشديد على عون أمن جامعي » هذا و لم يذكر أعوان البوليس حيثيات وتاريخ تسجيل محضر التهمة. ويأتي هذا التصعيد كحلقة جديدة من مسلسل تعطيل نشاط الإتحاد وإفراغ الساحة من المناضلين بهدف السيطرة على الجامعة نهائيا. فمنذ أن أبدت أغلبية مكونات الإتحاد العام لطلبة تونس رغبتها الجدية في توحيد المنظمة، وبعد أن توصلت إلى اتفاق حول انجاز المؤتمر الوطني الموحد أظهرت السلطة معاداتها السافرة للشباب الطلابي و لحقه في النشاط النقابي المستقل عنها و عن حزبها وصلت حد منع المؤتمر بالقوة العامة أيام 10، 11 و12 أفريل 2009. وقد شهدت الجامعة في السنوات الأخيرة طرد العشرات من المناضلين و محاكمة العديد منهم بتهم ملفقة في كل من كلية الحقوق و الاقتصاد بتونس، الاقتصاد بصفاقس والمهدية وتجاوزت الأحكام فيها السنة والنصف خصوصا مناضلي الإتحاد بكلية الآداب منوبة الذين يقضون أحكاما بالسجن منذ أكثر من خمسة أشهر، وبعد تأخير غير مبرر لا يدل إلا على منطق التشفي الذي تعتمده السلطة في تعاملها مع مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس، تم تحديد موعد جلسة الإستئناف ليوم 10 أفريل 2010. إن المكاتب الفيدرالية للإتحاد العام لطلبة تونس « المؤتمر الموحد » تعبّر عن:  رفضها القطعي للأسلوب الأمني الذي تتبعه السلطة في التعاطي مع ملف المنظمة الطلابية.  مطالبتها بالسراح الفوري للرفيق وائل نوار وكل مساجين وملاحقي الحركة الطلابية وإرجاع المطرودين لمقاعد الدراسة، وإيقاف كل التتبّعات القضائية في شأنهم و إرجاع المطرودين إلى مقاعد الدراسة.  تمسّكها بحرية العمل النقابي والسياسي داخل الجامعة.  مواصلة النضال من أجل انجاز المؤتمر الوطني الموحد. عاشت نضالات الحركة الطلابية الحرية لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس تونس في: 05 أفريل 2010 المكتب الفيدرالي بالمعهد العالي للعوم الإنسانية بتونس المكتب الفيدرالي بالمعهد العالي للغات بتونس المكتب الفيدرالي الفاضل ساسي 9 أفريل المكتب الفيدرالي بكلية الحقوق صفاقس المكتب الفيدرالي بكلية الآداب صفاقس المكتب الفيدرالي بكلية الصحافة وعلوم الإخبار بتونس المكتب الفيدرالي بكلية الإقتصاد والتصرف بصفاقس المكتب الفيدرالي بكلية التجارة بصفاقس المكتب الفيدرالي أحمد بن عثمان بالقرجاني المكتب الفيدرالي فاطمة البحري بكلية الآداب منوبة المكتب الفيدرالي بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة المكتب الفيدرالي للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس

 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 أفريل 2010)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد 138 – 8 أفريل 2010  


09 أفريل 1948: قامت عصابات الارغون وشترن الصهيونية بمهاجمة قرية دير ياسين وقتلت ما لا يقلّ عن 150 فلسطينيا من جملة 750 ساكنا، وكان من جملة اهداف مثل هذه المجازر، ترهيب السكان الأصليين وطردهم من وطنهم وإزالة أثر القرى التي أطرد أهلها… تونس، محاكمات: اصدرت اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي يوم 03 أفريل بيانا ورد فيه: « حكمت المحكمة الابتدائية بقفصة على الشبان عادل عمايدية وأمين خالدية وأيمن عمايدو فتحي عمايد بالسجن لمدة ستة أشهر وخمسة عشر يوما. وكان هؤلاء الشبان قد أوقفوا منذ منتصف مارس الماضي بالمظيلة  بتهمة تعطيل حرية الشغل بعد أن احتجوا ضمن مجموعة من العاطلين عن العمل على ما اعتبروه طريقة مجحفة في الانتداب لشركة فسفاط قفصة. اللجنة الوطنية تجدد مطالبتها بإطلاق سراحهم وإطلاق سراح بقية موقوفي التحركات الاجتماعية بالحوض ألمنجمي وإيقاف  التتبع ضد المحاكمين و حل كل القضايا الاجتماعية بالطرق السلمية. » تونس، اضراب 1: اصدر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل برقية تنبيه بالإضراب تتضمّن دخول حوالي 280 عامل يشتغلون بمؤسسة « شابال » للصناعات الالكترونية الكائنة بدار شعبان الفهري من ولاية نابل، في إضراب عن العمل كامل يوم 15 افريل الجاري. ويطالب عمال المؤسسة باحترام الحق النقابي وتسوية الوضعية المهنية للكاتب العام للنقابة الأساسية وتطبيق مقتضيات محضر الجلسة المبرم بتاريخ 29 جانفي الفارط. كما يطالب العملة بمراجعة التصنيف المهني واحتساب الراحة السنوية خالصة الأجر. تونس، اضراب 2: سيدخل عمال شركة استغلال قنال وأنابيب مياه الشمال الكائن مقرّها الاجتماعي بنعسان من ولاية بن عروس في إضراب عن العمل كامل يوم الأربعاء 21 افريل بكل أماكن العمل المتمثّلة في المقر الاجتماعي بنعسان، منوبة، تونس، نابل، بنزرت، باجة، سوسة و جندوبة. وجاء في برقية الإضراب التي أمضاها الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن المنشآت العمومية المولدي الجندوبي والكاتب العام للجامعة العامة للفلاحة حسن الغضبان والكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس محمد المسلمي، المطالبة بالقانون الأساسي والتراجع عن العمل بالمناولة وترسيم الأعوان المتعاقدين إلى جانب مراجعة التصنيف المهني وخلاص منحة الشهر الثالث عشر. عن الشعب الالكترونية 06 أفريل 2010. تونس، قرض جديد: منح اليابان تونس قرضاً بقيمة 42 مليون دولار لتمويل القسم الأخير من مشروع تزويد خط السكة الحديد بالكهرباء، والرابط بين العاصمة والضواحي الجنوبية، ويصل إلى مدينة برج السدرية بطول 23 كيلومتراً. وكانت طوكيو قد منحت تونس قرضاً بقيمة 125 مليون دولار عام 2000 لتمويل تنفيذ القسم الأول من المشروع. كما منح اليابان هبة بقيمة 14 مليون دولار لتمويل مشروع لإزالة الأملاح من مياه الشفة في محافظة مدنين الجنوبية. تونس، سياحة: بلغ عدد السواح الوافدين على تونس خلال شهري جانفي وفيفري الماضيين 658 ألف سائح. لكن عدد الوافدين والمداخيل ونسب الإشغال بقيت دون المؤشرات المسجلة خلال نفس المدّة من عام 2009، بينما ارتفع عدد الليالي المقضاة بحوالي 6 بالمائة بفضل تواصل نموّ السوق البريطانية (44 بالمائة) والسوق الفرنسية (8 بالمائة). لكن بقية الأسواق الأوروبية الأخرى مازالت دون المأمول بسبب تراجع السوق الألمانية (4 بالمائة) والسوق الهولندية (10 بالمائة) والسوق البولونية (12 بالمائة) والسوق الإسبانية (4.5 بالمائة) والسوق الإيطالية (1 بالمائة). وبخصوص السياحة العربية، تمّ تسجيل تراجع على مستوى السواح المغاربة خلال شهري جانفي وفيفري الماضيين بنسبة 4 بالمائة، منها السوق الليبية بحوالي 8 بالمائة. عن موقع وابماندجر 07 أفريل 2010. فلسطين، مقاومة: قالت مصادر أمنية صهيونية أن شهر مارس الماضي شهد زيادة ملحوظة في عدد ما أسمته « العمليات الارهابية » التي تنفذها الفصائل الفلسطينية ضد الكيان الغاصب، مشيرة إلى أن « خلال الشهر الاخير، نفذت 125 عملية مقارنة بـ53 عملية في شهر فيفري الماضي »، مضيفة أن اهم ما حصل خلال هذا الشهر هو « التوتر في القدس وازدياد عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل ». وحسب معطيات جهاز « الامن العام الصهيوني » ـ (الشاباك) ، سجل ارتفاع في عدد العمليات في كافة المناطق، وخاصة في القدس، التي شهدت 27 عملية مقارنة بثلاث عمليات في شهر فيفري، وأيضا في قطاع غزة 36 عملية مقارنة بـ 13 عملية في الشهر الماضي. وبحسب التقرير، « سقط ثلاثة قتلى من المستوطنين جراء عمليات صادر عن قطاع غزة، من بينهم ضابط برتبة رائد ورقيب اول، اضافة إلى عامل اجنبي، وكذلك اصيب اربعة مستوطنين في عمليات اطلاق نار، مستوطن وجندي، في منطقة القدس، واخران في خط التماس مع قطاع غزة ». واضاف التقرير انه « جرى تسجيل ارتفاع اضافي في عمليات اطلاق الصواريخ إذ سقط خلال الشهر الماضي 35 صاروخا وست قذائف هاون، مقارنة مع خمسة صواريخ وخمس قذائف هاون، في شهر فيفري ». عن موقع الانتقاد 05 أفريل 2010. مصر، سياح صهاينة: كشفت صحيفة « معاريف » الصهيونية أن أكثر من عشرين ألف سائح من كيان العدو وصلوا الى منتجعات شبه جزيرة سيناء السياحية لتمضية عيد الفصح لدى اليهود، وذلك رغم ان ما يعرف بـ « هيئة مكافحة الارهاب » الصهيونية حذرت المستوطنين من الذهاب الى سيناء خشية « تنفيذ عمليات عدائية ضدهم ». وبحسب الصحيفة نفسها، « لم تؤثر بيانات المكتب بالمستوطنين، وقرروا بالفعل التوجه الى سيناء ». وأشارت الصحيفة في السياق الى ان السلطات المصرية قامت هذا العام بتكثيف عدد سيارات الاسعاف والطوارىء في المناطق التي ينزل فيها القادمون من كيان العدو عادة، إضافة الى تعزيز التواجد الأمني وإقامة عدد من الحواجز في الشوارع. وشددت « معاريف » على وجوب الإشادة بالسلطات المصرية التي قامت ايضا بتعزيز الاجراءات الامنية حول الفنادق التي يتواجد فيها الصهاينة. عن موقع الانتقاد 05 أفريل 2010. افريقا، نهب الثروات البحرية: تتسبب عمليات صيد الأسماك غير القانونية التي تمارسها سفن صيد أجنبية أساسا في المياه الإقليمية للدول ذات السيادة دون الحصول علي التراخيص اللازمة في أضرار بالغة لأكثر بلدان أفريقيا فقرا. وتؤثر هذه العمليات غير المشروعة بصورة خاصة علي دول غرب القارة المطلة علي مياه المحيط الأطلسي الممتدة علي سواحل 15 دولة من المغرب وموريتانيا شمالا إلي أنغولا جنوبا. وتأتي غينيا وسييراليون ضمن أكثر هذه البلدان تضررا من عمليات الصيد غير المشروعة التي تجريها سفن تحمل رايات الصين، روسيا، إندونيسيا، وبنما، واليابان، ودول أعضاء في الإتحاد الأوروبي كالبرتغال وأيطاليا وغيرها. وأفاد المركز الفني الأوروبي للتعاون الزراعي والريفي، التابع للإتحاد الأوروبي والمعني بمساعدة دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي بتوفير المعلومات والبيانات الخاصة بقضايا التنمية، بأن عمليات الصيد غير المشروعة في تلك المنطقة قد إزدادات علي مدي العشر سنوات الأخيرة. وتقدر الخسائر التي يسببها صيد الأسماك غير المشروع في مختلف أنحاء العالم بما يتراوح بين 9 و 24 مليار دولار، كل سنة، بمصيد يقدر حجمه بما بين 11 و 26 مليون طنا من الأسماك، يعادل 10 إلي 22 في المائة من كمية الأسماك التي تُصطاد سنويا. عن موقع آي بي إس قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


نوستالجيا بورقيبة في الذكرى العاشرة لرحيله

 


تقرير إسماعيل دبارة من تونس / إذاعة هولندا العالميّة /
 
لم تكن النخبة التونسيّة التي عايشت مرحلة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ، تتوقّع أن ينخرط الشباب في إحياء ذكرى وفاة « المجاهد الأكبر » بتلك الطريقة الحماسيّة والمندفعة. وحملت الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ة، الذي يلقب بـ « أب التونسيين والمجاهد الأكبر »، والموافقة ليوم الثلاثاء 6 أبريل الجاري ،الكثير من المفاجآت للمسؤولين التونسيين و »البورقيبيين » على حدّ السواء ، فقد شارك الشباب بشكل غير معهود في إحياء ذكرى زعيم لم يعايشوا فترة حكمه ، الأمر الذي جعل البعض يتحدّث عن « أزمة زعامات حقيقية » في المجتمع التونسيّ ، في حين فسرها آخرون على أنها وسيلة مستحدثة و تلقائية لاحتجاج الشباب عن ظروفه السيئة في ظلّ حكم الرئيس الحالي زين العابدين بن علي. مُؤسس تونس الحديثة الحبيب بورقية هو أول رئيس للجمهورية التونسية وصانع الاستقلال عن فرنسا في العام 1956،بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال على جبهات عدة. ويعتبر الحبيب بورقيبة ذو التكوين الغربيّ الليبرالي مؤسس تونس الحديثة ،واشتهر بمواقفه التقدمية فيما يتعلّق بترسيخ العلمانية والدفاع عن حقوق المرأة والأحوال الشخصية. ويعرف عن بورقيبة أيضا مواقفه التي توصف بالعقلانية والمعتدلة تجاه القضية الفلسطينية ومسألة « القومية العربيّة » ، وهو ما سبّب له مشاكل بالجملة وصلت إلى حدّ اعتباره « عميلا للغرب » خصوصا مع دعواته التي سبقت عصره فيما يتعلّق بحثّ الفلسطينيين على التفاوض واختيار النهج السلميّ في صراعهم مع الإسرائيليين وفق سياسته الشهيرة » خذ وطالب ». احتفال رسميّ « باهت » أجمع المتابعون في تونس على وصف فعاليات إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بـ »الباهتة » ، وتوفيّ بورقيبة في السادس من أبريل/نيسان عام 2000 بعد ثلاثة عشر عاما من إزاحته عن السلطة في العام 1987 بعد « ثورة هادئة » قادها ضدّه رئيس وزرائه آنذاك زين العابدين بن علي الذي يحكم تونس إلى اليوم. وكالة الأنباء الرسمية أخبرت باقتضاب عن  » تحوّل الرئيس بن علي صباح الثلاثاء إلى محافظة المنستير، حيث أشرف على موكب إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الحبيب بورقيبة في جو من الخشوع بروضة آل بورقيبة » وأخبرت الوكالة كذلك عن « اجتماع آخر للحزب الحاكم أشرف عليه السيّد محمّد الغرياني أمين عام الحزب الحاكم ،إلا أنّ تلك الأخبار لم ترض عددا كبيرا من التونسيين ممن اعتبروا تلك الفعاليات « غير كافية ، ولم تنصف أب التونسيين ». يقول المؤرّخ التونسيّ الدكتور عدنان منصر في تصريح للقسم العربيّ لإذاعة هولندا العالمية: » الاحتفالات الرسمية بالذكرى العاشرة لوفاة الزعيم بورقيبة كانت أقلّ من المتوقّع وهذا برأيي عائد إلى وجود حساسيات سياسية ». ولا يعتقد الدكتور منصر وهو أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية ، بوجود توصيات رسمية للصحف ووسائل الإعلام بتجاهل ذكرى وفاة بورقيبة ويضيف: » يمكن تفسير ذلك بغياب الاجتهاد والجرأة اللازمين لإثارة مواضيع تفهم لدى البعض أنها تثير الحساسيات ، الأجدى أن نُخرج هذا الموضوع من التداول السياسي إلى إطار تداول الذاكرة والتاريخ ،وبورقيبة دخل التاريخ بغضّ النظر عن سياساته ». انتفاضة الشباب يُفسح المجال عادة في مثل هذه المناسبات إلى المؤرخين والشاهدون على عصر الرئيس بورقيبة للحديث والخطابة، إذ تفتح لهم وسائل الإعلام أبوابها للتقييم والإسهاب في تعداد مناقب الرّجل وانجازاته لفائدة تونس ، لكن هذه السنة أبى الشباب التونسيّ إلا أنّ يحضر بقوة ويسحب البساط من تحت المؤرخين والسياسيين و »البورقيبيين ». إذ شهد الفضاء الالكترونيّ ما يشبه « الانتفاضة » الشبابية التي تدعو إلى تأبين بورقيبة والوفاء له ، و اغرق المدونون التونسيون ومستعملو المواقع الاجتماعية الشهيرة على غرار « تويتر » و « فايسبوك » تلك الفضاءات الافتراضية بصور الرئيس الراحل و مقاطع الفيديو التي تظهر خطاباته الشهيرة ، وكتب المئات منهم تعليقات تعبّر عن حنين لفترة حكم بورقيبة بالرغم أنّ معظمهم لم يعايش تلك الفترة وإنما سمع وقرأ عنها فقط. وغيّر المئات من التونسيين صور « بروفايلاتهم » الشخصية واستبدلوها بصور الحبيب بورقيبة ، و أنشأ آخرون مجموعات شهدت إقبالا كبيرا وخصصت لإحياء الذكرى العاشرة لوفاته. هذه « الهبّة الشبابية » غير المسبوقة التي تحمل وفاء للرئيس بورقيبة دفعت الدكتور طارق الكحلاوي الأستاذ التونسيّ بجامعة « روتجرز » الأمريكية إلى أن يكتب عبر موقعه الالكترونيّ قائلا:هناك حالة « بورقيبة مانيا » (Bourguiba-Mania) أو الولع ببورقيبة في تونس نلاحظها خاصة في المنابر العامة غير التقليدية مثل فايسبوك… و برغم شعوري بالاحباط لطريقة الكثيرين في كيل المديح الخالي من أي رغبة في قراءة نقدية متوازنة الأمر الذي يصل لما يقارب التقديس و »الصنمية » ،إلا أني في ذات الوقت أعتقد أننا يجب أن نتعلم الكثير من لحظة استلهام جماعية مثل هذه، حالة الولع الراهنة مدفوعة أساسا من حالة غياب « الزعيم الملهم » و توق الاجيال الشابة إلى زعيم هلامي قادر على اختراق الآفاق و تحقيق ما يبدو مستحيلا ». عودة الذاكرة يرى الدكتور عدنان منصر أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسيّة أنّ سلوكات الشباب التي تمّ رصدها تجاه فترة لم يعايشوها ، قد لا تُختزل في ما يتردّد عن مسألة غياب الزعامات والاحتجاج عن الوضع الراهن بالحنين إلى الماضي ،ويقول السيّد منصر للقسم العربيّ: »كل هذا يعبّر عن حاجة الأجيال إلى رموز في ذاكرتها ، فالاهتمام بذكرى وفاة بورقيبة لا يمكن فصلها عن اهتمام الشباب بزعامات أخرى كفرحات حشاد وصالح بن يوسف وغيرهم،هنالك حالة تعطّش لإعادة إحياء الذاكرة وتعميرها ، وهي ذاكرة أصبحت خالية بسبب برامج التدريس المُوجهة ». ويُحمّل عدنان منصر الجيل الذي عايش حكم بورقيبة بعضا من مسؤولية ما وصل إليه الشباب من « تأليه » للرئيس بورقيبة ، نظرا لغياب الحسّ النقدي والنسبيّة في التعاطي مع تفاصيل فترة حكمه من قبل كثيرين. بين الإعجاب والتأليه الشباب له رأي أكثر بساطة ، فكثيرون ممن تحدّث معهم مراسل القسم العربي أبدوا إعجابا كبيرا بشخصية بورقيبة، وقالت سميرة حمروني 24 سنة وهي طالبة : » أحب بورقيبة لأنه يحبّ المرأة ويقدّسها ، اسم بورقيبة بالنسبة لي هو رديف لمكتسبات المرأة والحداثة. ويرى زميلها مجدي 20 عاما أنّ فترة حكم بورقيبة كانت أفضل من فترة حكم الرئيس بن علي كما فسّر له والده لأنّ « الحراك الثقافيّ والسياسيّ كان جليا في سنوات الستينات والسبعينات و بداية الثمانينات ». لكن البعض الآخر لم يتردّد في إبداء « قرفه » من تأليه الشباب لشخص بورقيبة على غرار حافظ طالب الاقتصاد الذي قال : » لطالما اشتكينا من تأليه زعمائنا وعدم قدرتنا على نقدهم ، لكنني ظننت أن الإحياء هم المعنيون بهذا التأليه ، فاكتشفت أن شبابنا يؤلّه الأموات أيضا ». (المصدر: موقع إذاعة هولندا العالمية بتاريخ 7 أفريل 2010)  


محبة الأوطان واجب لا بد أن نرعاه


محبّة الأوطان إحساس فطري٬ وشعور داخلي يولد مع الإنسان٬ ينشأ بنشأته ويتكيّف مع ظروفه٬ فيزداد اتّقادا ووهيجا بالبعد والفراق٬ ويسكن ولا يأفل بالقرب والتواصل∙ البعد عن الوطن٬ يزيد الشّوق إليه ويبيّن محاسن له كانت غير ذات معنى ونحن بين ظهرانيه اليوم وغربتي شارفت على العقدين من الزّمن والشّوق إليه طال٬ أراني ابحث فيه عن كلّ طيّب٬ أذود عنه وأحافظ عليه٬ ووطني اليوم يحتاج إلى من يقر بمكاسبه٬ فيرعاها لأنّها ليست ملكا لأحد دون غيره∙ ولكنّ الوطن يحتاج أيضا أن نرفض فيه مواطن الخلل٬ فلا نعمّقها أو نضخّمها خدمة لحسابات ضيّقة٬ وإنّما نبحث عن سبل تلافيها وتحويلها إلى مصادر قوّة وتجميع∙ فليس من محبّة الأوطان أن تعمل فيه أقلامنا وألسنتنا تجريحا وتشفيّا وإضعافا أمام من يريد الإساءة إليه٬∙ إنّ الذي يحبّ الوطن لا يرتاح له بال ولا يستقرّ له حال٬ إذا شُوّهت صورته وقُدّمت فيه مصالح الإفراد على البلاد∙ عندما يعيش المرء تجربة الغربة المطوّلة بعيدا عن الأهل والأحبّة و ذكريات الطّفولة٬ يفهم أكثر من غيره أن الوطن مكسب أصيل٬ يضلّ عهدة في أعناق الرّجال٬ فعزّته من عزّتنا وشموخه من شموخنا∙ نعم هي الأوطان٬ جعلها الأدباء قصصا والشّعراء دواوين…وتضلّ النّفوس مجبولة على محبتها والإحسان إليها…وعدم مفارقتها٬ لذا أهدي هذه الخاطرة إلى وطن أحبّه ″كما لا يحبّه احد″ :   إليك…يا ساكنة الفؤاد أيا أهلي… هناك لقد نلتم من الحكمة والأدب الشيء الكثير٬ فهل فيكم من أحب الوطن حد…العشق؟؟ اعشقوه٬ فإنّ العشق يفتح القلب ألصّدي، ويحثّ على أفخر المكاسب ويُطلق لسان الأبكم ويدعو إلى مصافاة الكرام، وإيّاكم من الشرّ والإخلال بالمعنى في إيجاز الكلام! فوحقّ من رفع السّماء وأحياك يا تونس الخضراء وجمّلك بمحاسن الحسناء وجعل فيك رجالا من الفضلاء والنبلاء : فيك الفصيح والبليغ فيك المضياف والبديع٬ فيك الخصال يا مرج الزّهور يا بلد الينابيع ……والحبّ الرّفيع٬ الأمل عنوان٬ والطّير في فضائه حرّ∙∙∙  تجوب الأرض أسراب٬ وأسراب على التّلال راقصة٬ تغنّي من الفجر إلى الفجر فيك الشّمس٬ فيك البدر٬ فيك النّدى……بحر خلف بحر فيك التّسامح ……سرّ النّجاح٬ عهد بعد عهد٬ يجرى التّجديد في كل النّواحي أحلّك الله من القلب محلّ الرّوح من الجسد٬ يا تونس الأنس يا مجد الحمى أراسلك٬ أكاتبك٬ وقد أراك يوما!! أطال الله بقاءك يا زهرة العُرب٬ يا نبض الفؤاد، وسالبة مهجتي ورقادي٬ دموعي تتوالى بذكراك٬ فيك أمّي روحا……وجسدا٬ فيك أبي٬ فيك أخت وأخ وكل محبّ لأرضه٬ يحن حنين الرّوض إلى صيب الغمام٬ حنين الأم للطّفل وهل بعد هذا الحنين…وئام؟ أفضل أهل الشّيم أشدّهم حبّا لصاحبه واقرب النّاس إلى النّاس أحبّهم للخير لغيره خواطر من نسيج الغربة  
محفوظ البلدي باريس – فرنسا. 5/4/2010


المسرحي التونسي الفاضل الجعايبي يحاسب السلطة في نص مشترك مع جليلة بكار

 


تونس – صوفية الهمامي قدّمت فرقة « فاميليا برود » بقاعة « المونديال » بالعاصمة تونس العرض ما قبل الأول لمسرحيّتها الجديدة « يحيى يعيش » عن نصّ لجليلة بكّار وفاضل الجعايبي وإخراج للفاضل الجعايبي، فيما ينطلق العرض الاول يوم الجمعة القادم 8 أبريل 2010 . « يحي يعيش » قالها الفاضل الجعايبي وجهر بصوته وإن سكت بعدها فلن يطالبه أحد بالقول، الجعايبي بلغ ذروة الإخراج المسرحي وقال ما لم يقله أي فنان، فمن الرمزية الى المباشراتية إلى الصمت إلى الكلام تبرز خصوصية العرض واختلافه مع الأنماط المسرحية الأخرى وتجعل البناء المسرحي تصاعديا لا ينتهي. بين الأبيض والأسود تحركت أجساد الممثلين وكراسيهم في محتوى سياسي منبعثا من الجمهور، فالجمهور المتفرج كان في مسرحية الجعايبي « يحي يعيش » الممثل والممثل به، ينطلق العرض بدخول الممثلين من خلف الجمهور في حركة رمزية لاجباره للإلتفات إلى الوراء، في تلك اللحظة ينطلق صوت الجعايبي لإبقاء الإضاءة مشتعلة داخل القاعة إلى آخر العرض الذي إمتد قرابة الساعتين من الزمن للتدليل على أن فضاء السرد هو أيضا فضاء الجمهور الحاضر. « يحيى » مسؤول سياسي وجلاد كبير يتم تجريده من مهامه ويسجن في بيته وتفرض عليه الإقامة الجبرية، في الأثناء يتعرض لعدّة مضايقات مثل اتهام ابنته بتلفيق قضية مخدرات وتحرق مكتبته الخاصة في إشارة لحرق ذاكرته، ليتنهي به المطاف في المستشفى، ووسط تشابك هذه الأحداث يلبس يحي يعيش ملامح الزعيم الحبيب بورقيبة. في المستشفى يعيش يحيى في عزلة تامة عدا البوليس السياسي الذي ظهر في المسرحية بلباس الملائكة وهو يحقق معه، ورغم كل ما عصف بحياته السياسية فيحي ما زال يؤمن « بمعارضة ديمقراطية في صلب الحزب الواحد ». غير أن ملامح الشخصية تذوب في ملامح أخرى وتتحول بتحول الألوان والأضواء والتحرك فوق الركح، خاصة حين تشتد مساءلة يحيى حول عائلته التي قربها من السلطة ووضع أفرادها في مناصب. كاتبا المسرحية جليلة بكّار والفاضل الجعايبي مسكا بيديهما مشرطا وفصلا به جسد ومفاصل السلطة، وأخرجا وعروقها ودمائها ونثراها أمام الجمهور التونسي الذي احتفل يوم 6 أبريل بالذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة… (المصدر: « الهدهد الدولية » (اليكترونية – لندن) بتاريخ 7 أبريل 2010) الرابط: http://www.hdhod.com
 


نداء من أجل المواطنة


محمد كريشان 4/7/2010 ‘أطالب بحقي في مواطنة غير منقوصة تضمن واجبي في المشاركة الحرة والفاعلة والسلمية في إدارة الشأن العام دون تمييز لأي سبب كان’… كلمات محدودة انطلقت بها من الدوحة أول أمس حملة النداء من أجل المواطنة في المنطقة العربية تحت شعار ‘واجب المواطنة حقي’. هذا النداء ستقوم بتوزيعه والتعريف به جمعيات حقوقية عديدة في كل البلاد العربية لجمع توقيعات له إلى جانب كونه متاحا للتوقيع كذلك على موقع خاص بشبكة الإنترنت. ويقول القائمون على المؤسسة العربية للديمقراطية التي قادت هذا التحرك وعملت من أجل تأصيله في السنتين الماضيتين مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني العربية إن الهدف من هذه النداء هو خلق لحظة عمل مشترك بين أطراف دأبت في السابق على العمل فرادى بغرض خلق أوسع تيار ممكن يقول صراحة نريد مواطنية في البلاد العربية. كما يروم تحرك جمع التواقيع هذا في كل الدول العربية، وما يطمح إليه من تعبئة إعلامية مصاحبة، إبراز المشترك السياسي بين منظمات حقوقية مختلفة وشخصيات عامة متعددة المشارب لأن مشكلة الحركة التغييرية في البلاد العربية تشظيها، وحركة المواطنة قد تكون قادرة على خلق ما يمكن أن يكون كتلة تاريخية للتغيير في هذه المنطقة من العالم. إذن العريضة ليست الهدف وإنما خلق حركة اجتماعية واسعة من أجل المواطنة التي لا تعني فقط المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية المعروفة وإنما أيضا المطالبة بتحمل الواجبات المفروضة على كل مواطن في المشاركة متعددة الأوجه للشأن العام، على قاعدة شركاء في الوطن شركاء في القرار. ولهذا جاءت حملة التوقيعات التي انطلقت الآن تحت شعار ‘واجب المواطنة حقي’ بمعنى مطالبة السلطات السياسية في كل بلد عربي بضرورة أن تعطي للناس، على الأقل، المجال لممارسة واجباتهم. وخلال المناقشات برزت مجموعة من التساؤلات المشروعة من بينها ما الذي سنصنع بهذه التوقيعات؟ ولمن سنتوجه بها لاحقا؟ وكيف يمكن تخطي الاكتفاء بالنخب والنشطاء السياسيين للوصول إلى أوسع الشرائح الاجتماعية الممكنة؟ وكيف يمكن التفريق بين حب الوطن، الذي يجمع الكل، وبين قيم المواطنة التي تحرم منها الأغلبية الساحقة؟ أما السؤال الذي لم يقع التطرق إليه بإسهاب هو الكيفية التي ستتفاعل بها السلطات الحاكمة مع تحرك من هذا القبيل. صحيح أن مبادرات جمع التواقيع ليست بالشيء الجديد في الساحة السياسية العربية وقد تكون بعض الحكومات باتت تستهين بتأثيرها، ولكن هذه المرة تبدو الأمور مختلفة لا لشيء سوى أن مضمون العريضة ليس نضاليا احتجاجيا كما جرت العادة . هنا نقطة التميز والقوة في ذات الوقت لأن العريضة على بساطة تركيبها وقلة عدد كلماتها تختصر كل المعضلة التي يعاني منها الفرد العربي. إنها محاولة لنقله من مجرد رقم في سجلات الوطن إلى عنصر فعال فيه لا يكتفي بالمطالبة بحقوقه المهدورة وإنما يريد أن يتحمل الأعباء التي يفترض أن يتحملها أي مواطن جدير بهذا الوصف. أحد المشاركين دعا المواطن العربي إلى عدم الانتظار لأن المواطن برأيه لا ينتظر وإنما يقدم بجسارة على المشاركة الفعالة في الحياة العامة بدءا بالشارع أو الحي الذي يقطن فيه وصولا إلى اختيار من يمثله في البرلمان. وإذا لم يكن لعريضة المواطنة من فضل سوى بداية تذكير المواطن في بلادنا بهذه البديهيات التي سبقتنا إليها شعوب كثيرة فقد نجحت بغض النظر عن عدد التواقيع التي يمكن أن تحصل عليها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 أفريل  2010)

 

سقوط الأقنعة

عبدالسلام المسدّي 2010-04-07 إن المسكوت عنه في الصراع الثقافي بين الأمة العربية والعالم الغربي قد خرج من مجال المسكوت عنه ودخل فضاء المصرّح به، وإن اللغة العربية واقعة في قلب الرحى ضمن الحرب الجديدة، حرب الاختراق الثقافي التي تحتكم إلى استراتيجية الاستهداف في كل أضرُب الصراع على واجهاته المتنوعة، وبناء على ذلك تبرز لنا اليوم حقيقة جديدة، فعلى مدى الحقب التاريخية الثلاث: حقبة ما قبل الاستعمار، وحقبة الاستعمار، وحقبة ما بعد الاستعمار، كان العدو الكبير للغة العربية هو لغة المستعمر. أما الآن فإن العدو الأكبر لم يعد فقط اللغة الأجنبية بقدر ما هو الثقافة الأجنبية إذا ما تسربت إلى القناعات الحميمة، فأصبحت متحكمة في الآليات النفسية عبر التحكم في أدوات التفكير. إنه التسلل إلى كوامن الذات الفردية المؤدي إلى السيطرة على منافذ الذات الجماعية. إنه الاستلاب كما لم يستطع علماء الثقافة أن يسيّجوه ويحددوه: أن يصبح الفرد العربي ناطقا باسم المرجعيات التي يريد الآخر أن نقوم نحن بمهمّة ترويجها والإشادة بها. وكم من عربي حذق اللغة الأجنبية حذقا عاليا وظل في قمة وعيه الحضاري الملتزم! وكم من عربي يتلكأ لسانه بلغة الآخر، ويرطن بها رطناً وهو على غاية الوهم بأن سبيل الخلاص التاريخي يبدأ باستيراد الأنساق الذهنية ولو بأغلى الأثمان. كل الحروب أصبحت إذن ترتدّ إلى الحرب الثقافية، وكل الثقافة ترتدّ هي الأخرى إلى الوعي اللغوي طردا وعكسا. وفي هذا المنعطف الاستثنائي الذي يشهد على تشكل جديد للمنظومات الإنسانية لم يسبق له نظير في تاريخ الثقافات تجد المعرفة العلمية المتصلة بالظواهر اللغوية مسوّغها الأكبر. فهناك جملة من الحقائق جلاها العلم اللساني، واعتمدها بشكل كلي، وأهله كانوا واعين بأنها ليست اكتشافات بالمعنى الحقيقي، بل إن بعضها يُعدّ من البديهيات، ولكن الحدث الجديد تمثل في إيضاح أمرها وتأهيلها إلى منزلة المفاتيح الإجرائية الناجعة. من تلك الحقائق التي غدت كالمسلمات أن اللغة تحيا وتدوَّن وتبقى بفضل التوارث الثقافي. وهو ما يتضمن النفي القطعي لمبدأ الوراثة الطبيعية في الظواهر اللغوية، لأن أي مولود إذا نقلته في سنواته الأولى من بيئته الاجتماعية، وأسلمته إلى بيئة أخرى، فإنه ينشأ على اللغة التي يتداولها مَن حل بينهم كما لو أنها لغة أمه وأبيه، فأمر اللغة مشدود بالكلية إلى قانون الاكتساب الذي هو ركن متين من أركان النسق الثقافي بكل نواميسه المجردة، وبكل آلياته الإنجازية الفاعلة. وسوف لن نحسن تشخيص خصوصيات الجيل العربي الناشئ في الدول الأجنبية والذي هو ثمرة الهجرة الطوعية بحثا عن مورد الرزق، أو ثمرة الهجرة القسرية بحثا عن الأمن النفسي، ما لم نَعِ تلك الحقيقة العلمية. ومن الحقائق العلمية التي لها أن تتألق الآن في ضوء الشطرنج الكوني الجديد الحقيقة التي تصف الرابطة المعقدة القائمة بين اللغة والفرد والجماعة، ومدارها أن اللغة سابقة للفرد، باقية بعده، لا تحيا إلا بتداول الأفراد لها، ولكنها تموت وتنقرض إذا ما أعرض الأفراد عن تداولها. من هنا ينفتح باب كبير لدراسة أبعاد هذه العلاقة الجدلية حين يتناولها علم اللغة الاجتماعي من زاوية الهرم المجتمعي، وكيف تنتظم الصلة بين قمة الهرم فيه -وهي سلطة القرار- وقاعدته وهي جموع الجماهير. وهكذا تتأسس سلسلة من المسلمات: فاللغة «تشتغل» بفضل عَقد ضمني بين الأفراد، وهو عقد ضمني بالضرورة، لأن مجرد التداول بشأنه يجعل اللغة تتحول من وظيفتها الطبيعية، وهي الحديث عن الكون والوجود والعلم، إلى الحديث عن نفسها، واللغة هي الأنموذج الأقصى الذي يجسم بالإطلاق مفهوم الملكية المشاعة، ولو أن أحدا أراد أن يضيف إلى اللغة شيئا -في مفرداتها أو في مجازاتها أو في صيغها وتراكيبها- فإما أن يرفضه الاستعمال فيذهب هدراً، وإما أن يتقبله فيكون ذلك بمثابة التخلي الواعي عن الملكية الفردية، وإسهام طوعي في كنوز الثروة الجماعية على الشياع. ثم إن اللغة هي التي تنتقل بالأفراد من جماعة بشرية إلى مجموعة ثقافية، وهذا على وجه التمحيص يعني أن الرابطة اللغوية أقوى من الرابطة السياسية، لأن الجماعة البشرية إذا ترابطت سياسياً كوّنت مجموعة وطنية، وهذا لا يقتضي بالضرورة أن يكون التجانس الثقافي قد قام فعلاً بين أفراد المجموعة بمجرد الانضواء تحت الرابطة السياسية الواحدة، والتاريخ -القديم منه والمعاصر والحديث- مليء بالشواهد الدالة. ويكفي أن نتبين كيف انفلقت كيانات سياسية كان يُظن أنها التحمت بمجرد انصهارها في سياج الدولة السياسية. ولكن سلطة الثقافة كانت أقوى فتطايرت المنظومة إلى دول إثنية ثقافية شأن ما حصل في يوغسلافيا، وفي تشيكوسلوفاكيا، وفي ما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي. أما الشاهد المضادّ والذي يبرهن على أن السياسة والاقتصاد والإيديولوجيا هي جميعا أضعف من الثقافة المتجانسة ومن اللغة المشتركة ومن التراث الفكري الواحد فهو توحد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين. إن الخبراء العالميين هم أدرى الناس بأن الأداء اللغوي للفرد لا يمكن أن يرتقيَ ذهنياً بأي لغة أجنبية ما لم ينطلق من امتلاك تام للمهارة الأدائية بواسطة طريق اللغة القومية، أي بواسطة اللغة التي يرتبط بها الاكتساب الأمومي، وما يرافقه من شحن بالقيم الوجدانية والعاطفية والروحانية وحتى الأسطورية أحيانا. وهذا مما يندرج ضمن الحقائق المعرفية على الإطلاق لا على وجه التقييد، وهو في مكاسب علم اللسانيات من صنف الحقائق اليقينية القاطعة، لأنه في منزلة الكليات التي تصدق على كل فرد آدمي، وفي كل عصر من العصور، ومع كل ثقافة من الثقافات، وانطلاقا من أي لسان بين الألسنة البشرية الطبيعية. إن اللغة محور جوهري في الصراعات السياسية الكبرى عبر كل الحقب التاريخية. ومن المأثور عن شارل ديغول قوله «لقد صنعت لنا اللغة الفرنسية ما لم تصنعه الجيوش»، ولقد ألحّ الذين صاغوا كتاب «اللغات: حرب حتى الموت» على أن «اللغات لا يمكنها أن تعلن حروبا فيما بينها، ولكنها أدوات طيّعة بيد الذين يشعلون الحروب، فيتوسّلون بها إلى الحفر في الأعماق البعيدة للنزاعات، والمنتصرون في الحروب هم الأسياد الجدد الذين يرومون فرض لغة واحدة، كذا كان الأمر مع الإغريق ومع الرومان، وكذا فعل الصينيّون بعد غزو المغول، والإسبان عندما احتلوا أميركا اللاتينية وأميركا الوسطى، وكذا فعل البرتغاليّون أيضاً في البرازيل»، ولقد أطنب بيير بورديو في كتابه «ماذا يعني أن تتكلم» وهو يصف سلوك المستعمرين -حين كانوا يتعمّدون غرس أحاسيس النقص لدى الشعوب المغلوبة- بأن لغاتهم منحطة وضيعة إذا ما قيست بلغة الأسياد المستبدين، ولهذه الشهادة الوافدة من رائد فرنسي في علم الاجتماع رفعَ لواء المثقف الملتزم عضوياً وزنها العلمي والسياسي.    abdessalemmseddi@yahoo.fr  
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 07 أفريل 2010)


الفكر الإسلامي المعاصر- 1 –


كمال عمران * لم يبق العالم  كما كان في البنية القديمة منغلقا موزعا على ديار كثيرا ما صيغت العلاقة بينها على  قاعدة  التباين والصراع والحروب. هو العالم الذي دخل مع « الحداثة » نستعمل المفهوم بالقياس إلى المصطلح الذي نشأ مع النهضة في أوروبا منذ خمسة قرون أو ما يزيد بقليل –  جولة جديدة لم يعرف لها من نظير من قبل و هي  تدعو إلى الاتصال والتعامل والتكتل والائتلاف إلى أنّ أطلت « العولمة « مفهوما جديدا فرض كسرا للمعسكرات وللتقسيم الذي أخضع البلدان لمنطق الايدولوجيا.هي المرحلة التي وِسمت بعصر» الإنسان ذي النزعة الاقتصادية « فلا مناص من إدراك الحقائق الراهنة.وقد يتأتى  ذلك بالوقوف عند مراحل الفكر الإسلامي المعاصر. وهل يتسنى الكلام على المعاصرة  دونما  مرجعية الحداثة ؟ و هل يجوز أن  نغفل أنّ الحداثة  نتاج  بشري ولد في أوروبا  ( جغرافيا) وترعرع  في الغرب ( اقتصاديا وفكريا ) ولكنه لم يخل البتة من منابت ذات طابع بشري إنساني  للقدامى من الإغريق دور فيه، وللحضارة العربية فيه شأن وللثقافة الهندية وظيفة . . . ويمكن أن  نعدّد الروافد الأخرى ولكننا لن نغضي عن حقيقة هي أنّ الحداثة  الوليدة في أوروبا أفادت من تلك الروافد رغم أنّها تجاوزتها ونحتت  لنفسها دلالة أخرجتها عن السياق اللغوي وهو يفيد التجديد  – ولم يخل عصر من حداثة بهذا المعنى –  وأثبتتها في إطار  مفهومي ذي  لوازم و مرتكزاتها هي العقلانية والعلمنة  والديمقراطية . فالحداثة حدث  له بدايات تاريخية هي القرن 16م  بأوروبا  وله نسق هو التسارع والاتساع وله إطار هو الحدود البشرية برمتها.فلا معنى للحياة المعاصرة خارج  دائرة الحداثة ، والتعامل معها ضرورة حتى إن تعالت بعض الأصوات معلنة فترة ما بعد الحداثة ، فهي لم تدع البتة الكفر بالحداثة بل ناشدت القيم وأفسحت المجال للروح في عالم   زينت فيه التكنولوجيا وما انجر عنها أن الجسد  هو حقيقة الإنسان الأولى . نشأت الحداثة في أوروبا مع الثورة  العلمية وبدأت  تتمكّن في القرن 16 م.وإذا كانت ملابسات الميلاد مهمّة ، فإننا أثرنا أن نسكت عنها لنقف على الإطار المرجعي ولنلح على النقلة التي بشرت بها . الحداثة رؤية جديدة عن الإنسان والكون و ما يحيط بهما من المسائل التي انطلقت بظهور البورجوازية و بما دعت إليه من يقظة للحس القومي.وقد نجم النظام الرأسمالي عن البورجوازية فاستدعى الإصلاحات الجذرية في السياسة  والتشريعات و في الحياة الاجتماعية بكل عناصرها . وكانت الثورة الصناعية التجلي الأكبر لهذه الحركة داخل أوروبا  ممّا أفضى إلى تأكّد العقلانية رؤية وموقفا وقد أعلنا بوضوح استقلال الدنيوي على المقدس وبشّر بعلمنة الوعي الفردي والوعي الجماعي. فالحداثة هي التسارع على نمط من المعرفة خرج من الشكل العمودي واختار الشكل الأفقي.مثّل الشكل العمودي المعرفة القديمة  وهي تبدأ بالفيض  أو الصدور عن الواحد ( الله )  و تنحدر من عالم  الجوهر والمعقولات إلى  عالم الكون والفساد.الأول هو ما فوق فلك القمر والثاني هو ما تحت فلك القمر.ثم تتغيّر الحركة فتؤول إلى  التوق والشوق فتسعى إلى الخلاص بالانعتاق  عن الكون والفساد  وبالعروج إلى الجوهر الصعّاد  حتى تثوب إلى المطلق.هذا الشكل العمودي يلخص نظام المعرفة قديما بشتى تجلياته وتأويلاته واتجاهاته وأما  الشكل الأفقي  فهو الممتد من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي  في الكبر وهو يعتبر الصيرورة ويرصد الحركة ويضبط العلاقات بين الأشياء والكائنات وقد استعاض عن التماثل بين الإنسان  والكون ، بطبيعة  الصلة  التي تربط بينهما لأن لكل كائن وجودا متميزا خاصا. والانتقال من الشكل العمودي إلى الأفقي هو الذي أفرز جملة من القيم. * أستاذ جامعي تونسي contact@zitounafm.net (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 أفريل 2010)
 


« نهاية حقوق الإنسان »


عبد الحميد الأنصاري * كان هذا هو عنوان الغلاف لمجلة نيوزويك باللغة العربية لعدد مارس الماضي و التي تساءلت : لماذا توقفت حكومات العالم عن الكفاح من أجل الحرية ؟ و تحت عنوان « سقوط حقوق الإنسان » استعرض الكاتب جوشواكورلانتزيك أبرز المواقف و الأحداث العالمية فقال: أن أوباما خلال جولته الأسيوية في نوفمبر تطرق إلى كل المواضيع الرئاسية ما عدا موضوع واحد (حقوق الإنسان) وهذا يشكل قطعية واضحة مع نحو 3 عقود من السياسة الأمريكية, و ليس أوباما الوحيد الذي يتملص من الكلام عن حقوق الإنسان ففي مختلف انحاء اوروبا و آسيا و أمريكا اللاتينية تخلت ديموقراطيات عدة عن الدفاع العالمي عن حقوق الإنسان ولا تذكرها إلا في خطب أو مناسبات اليوم العالمي لحقوق الإنسان .  أصبح العالم المتقدم يلوذ بالصمت , ففي فرنسا لم يف الرئيس ساركوزي بالوعد الذي قطعه في حملته الانتخابية بمناصرة حقوق الإنسان إذ دعم رئيس الغابون الجديد بالرغم من حدوث تزوير في انتخابه  وأقر وزير خارجية فرنسا  كوشنير  بوجود «تناقض بين حقوق الإنسان و السياسة الخارجية للدولة «كما سلمت اوروبا رئاسة «منظمة الأمن و التعاون «وهي منظمة معنية بترويج حقوق الإنسان في اوراسيا إلى كازاخستان وهي دولة متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان, والحكومة الأسترالية التي كانت تعرف من قبل بانتقاداتها الحادة للصين و بورما و الأنظمة الأوتوقراطية الأخرى, تتعاون الآن معها , و اليابان بدل أن تمارس ضغوطاً على كوريا الشمالية تفضل اليوم مقاربة ناعمة معها و مع الصين في تجاهل لمناخ القمع المتزايد فيهما .  وفي العالم النامي  أيضاً   انكفأت الديمقراطيات الشابة التي بدت من قبل, جاهزة لنصرة حقوق الإنسان, كولومبيا أعادت مجموعة الأيغور إلى الصين حيث اعدموا و جنوب افريقيا  استخدمت تاثيرها في الامم المتحدة لحماية النظام في  زيمبابوي  و  تايلندا اعادت 3 آلاف شخص إلى  لاوس  حيث تعرضوا للاضطهاد .  لقد انهار عصر الدفاع العالمي عن حقوق الإنسان بسبب منهج  البراغماتية  الذي فرضته  الأزمة المالية العالمية وبسبب أن « القادة الكبار » في العالم أصبحوا أكثر تردداً في التحدث جهاراً في قضايا حقوق الإنسان يستطرد الكاتب ليقول: في هذه الأزمنة العصيبة, يبدو الدفاع عن حقوق الانسان, و كأنه ترف, لا سيما عندما تكون بعض البلدان التي يعتبر التعاون من جانبها, أساسياً لإعادة بناء الإقتصاد العالمي , مثل الصين و كازاخستان الغنية بالنفط , بين أسوأ منتهكي حقوق الإنسان, كان بلير يسعى إلى تحسين الحكم في أفريقيا كأولوية في حكومته لكن خلفه براون غارق في انقاذ الاقتصاد من جبل الديون الذي يرزح تحته, وفي الولايات المتحدة تحاذر ادراة اوباما من اثارة نفور الشركاء المتحملين في الخارج في تسعينات القرن الماضي كان القادة المبشرون بالتكنولوجيا يراهنون على أن التكنولوجيا سوف تدعم حقوق الإنسان ضد الحكومات القمعية, وحذر  كلنتون  بكين من أن ضبط الانترنت سيكون صعباً, و ساعد موقعا facebook  و twitterالمتضاهرين الإيرانيين على نشر أخبارهم للعالم .  » الجدار الناري العظيم  » في الصين واسع جداً لدرجة أن معظم مستخدمي الانترنت الصينيين ليس لديهم ادنى فكرة عن المعلومات التي تفوتهم و استعانت بلدان اخرى باختصاصيين صينيين لتتعلم كيف تصنع جداراً نارياً عظيماً, و الهجمات التي يتعرض لها محرك البحث  google في الصين معروفه , و لكن لم يقف أي عملاق في « سيليكون فالي» موقفاً داعماً له علناً , – ايران نجحت في التشويش على برامج إذاعتي «دويتش « الألمانية و» بي بي سي « البريطانية و تمكنت من عرقلة استخدام الهواتف الجوالة اضافة إلى الرقابة على الانترنت بل تمكنت من التشويش على بث القمر الأوروبي. اوباما  يعتقد أن بإمكانه ايجاد أرضية مشتركة مع الجميع حتى مع البشير في السودان و كيم يونغ في كوريا , يريد أن يكون باني بإجماع , و رجال الرئيس اليوم يريدون «خفض التكاليف و المخاطر في الخارج عبر الحد من التزامات أمريكا» وهم أميل لقبول الطرح المتداول في الساحة الأمريكية « بإمكان الولايات المتحدة أن تنشر الديمقراطية بطريقة أفضل عبر التحول مثلاً للديمقراطية في الداخل «  ويهمني أن أضيف هنا ملاحظة أخرى هي أن الإدارة الأمريكية الحالية أقرب لتفهم المنعطف الأوروبي الإنتهازي. و لعلنا نتذكر مقالة الكاتب الأمريكي  زكريا التي حذر فيها العرب من الديمقراطية لأنها تتيح الفرصة للمتطرفين الوصول إلى السلطة و فرض المزيد من القيود على الحريات  في معظم الديمقراطيات  اليوم  أصبح الرأي العام أقل اهتماماً بحقوق الإنسان العالمي , فمع تسجيل البطالة مستويات مرتفعه , حول سكان الديمقراطيات أنظارهم نحو الداخل لمكافحة الهجرة و باتوا يعيرون اهتماماً أقل لما يجري في إيران و السودان و كوريا الجنوبية و 99% من الأمريكيين يرون أن على الولايات المتحدة الاهتمام بشؤونها الخاصة و تترك الدول الأخرى تحل مشكلاتها بنفسها. لقد بدأت الصين وروسيا تحريف مفهوم حقوق الإنسان بطرق تؤدي إلى افراغه من معناه فيما يسمى «ديموقراطية مضبوطة « هي عبارة عن (سلطوية مغلقة بطبقة رقيقة من الحريات الاجتماعية ) و تدير الصين الآن برامج تدريسية يشارك فيها نحو  15  الف مسؤول أجنبي سنوياً تعلمهم : كيف استطاعت أن تفتح اقتصادها من دون افساح المجال أمام تحرر سياسي حقيقي !؟  كان العام الماضي من أصعب الأعوام أما المعارضين البارزين منذ عقود بحسب تقرير فريدم هاوس و شهد تراجعاً عالمياً في الحريات السياسية و المدنية للسنة الرابعة على التوالي وهو التراجع الأكبر منذ 40 عاماً أما الباحث استفيان ثيل فيطلق صيحة تحذير أخرى خاصة باوروبا , فيقول في مقالة بعنوان « الخيار الأوروبي الحاسم « أنه مع تنامي موجة إرهاب الأجانب فإن على أوروبا أن تقرر : إما أن تفتح أبوابها و تزدهر أو تغلقها و تدفع الثمن ! و يستطرد قائلاً : خلال الأشهر الماضية اجتاحت أوروبا موجة من العصبية العرقية , ففي ايطاليا أخلت الشرطة مخيمات المهاجرين الأفارقة , وفي بريطانيا تعهد زعيم المحافظين كاميرون  بالحد من المهاجرين بـ75% إن تم انتخابه , و في فرنسا أثار ساركوزي جدلاً صاخباً حول  الهوية الفرنسية تضمن كلاماً عن حظر البرقع وغيره من أنواع التهجم على الأقليات  بلجيكا في طريقها لتصبح أول بلد أوروبي يفرض الحظر الشامل للنقاب  و حتى في سويسرا التي لطالما كانت من البلدان الأكثر ترحيباً باللاجئين , اتخذت الأمور منحنى قبيحاً حيث أدى استفتاء عام إلى تعديل دستورها لحظر المآذن وهي قد حظرت النقاب مؤخراً وهكذا يتم استهداف المهاجرين الذين غالباً ما يأتون من بلدان اسلامية . لقد أصبح الخوف القوة المهيمنة على أوروبا بسبب الأزمة الإقتصادية التي أبدت القلق من سرقة الأجانب للوظائف و اثقالهم بنظام الرعاية الإجتماعية , لكن العدائية تعكس تحولاً أعمق فالهجرة إلى أوروبا ازدادت إذ وصل إلى أوروبا منذ عام 1990 حوالي26 مليون مهاجر مقارنة بـ20  مليوناً في أمريكا هناك ساهموا في تحفيز الازدهار الإقتصادي و أعادوا رفع معدلات الولادة المنخفضة في القارة الأوروبية و غيروا المدن من مدريد إلى استوكهلم و تقدر المفوضية أن الهجرة اضافت  50 مليار يورو إلى الناتج المحلي الاجمالي .  لكن ليس الجميع مقتنعين بهذه المكاسب , فالمهاجرون يثيرون مخاوف عميقة من فقدان الهوية الأوروبية وبسببها بدأت الحكومات اتخاذ اجراءات ضد الوافدين الجدد في حين أن بلدانا مثل اسبانيا تدفع الأموال للمهاجرين للعودة إلى بلادهم , لكن مع تنامي هذه النـزعات ستواجه أوروبا خياراً صعباً إما أن ترضي مواطينها الغاضبين و تغلق أبواب الهجرة , أو تتحدى الرأي العام و تفتح للمزيد من المهاجرين الذين يتمتعون بمهارات أفضل , هذا أمر سياسي صعب لكنه ضروري للنهوض الإقتصادي في القارة و الحفاظ على حيويتها على المدى البعيد كما تفعل كندا و استراليا و الولايات المتحدة لكن إذا اوصدت الابواب سينتهي المطاف مثل اليابان التي ينخفض عدد سكانها و تسودها مشاعر رهاب الأجانب لأن حاجة اوروبا إلى المهاجرين مرتبطة بتركيبها الديمغرافية فسكانها يشيخون بسرعة كبيرة . السياسات الذكية تقتضي بمضاعفة جهود الإندماج والحرص على ألا تتسبب الأزمة بتخلف الأقليات بشكل أكبر عبر زيادة الإنفاق على برامج التعليم اللغوي و التدريب المهني و  على أوروبا تغيير سياساتها المتعلقة بالهجرة لتكون أكثر جاذبية للمهاجرين ذوي المهارات و من خلال اقناع عدد أكبر من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعاتها بالبقاء و بالحد من الإعتماد على نظام الرعاية الاجتماعية من خلال فرض قيود تحد من استخدام المهاجرين له . وما يجب تذكره أن الهجرة أشبه بالهندسة الإجتماعية , والبلدان التي تحسن ادارة مسألتي الهجرة و الاندماج تحصد منافع كبيرة و تلك التي تفشل تدفع الثمن . الآن دعونا نتساءل : ماذا عن وضع حقوق الإنسان في العالمين العربي و الإسلامي ؟  لقد أصبح أمراً عسيراً الحديث عن حقوق الإنسان في ظل الموجات المتلاحقة من الفكر المتطرف المهيمن على الساحة , و عمليات الإرهاب التي تستهدف الأبرياء في كل مكان , في المسجد و السوق ووسائل النقل و المطاعم و غيرها , لا احد معنياً بحقوق الإنسان في ظل هذه الأوضاع و إنما هم الجميع السلامة و الأمان . إن الإصلاح السياسي و المهم الديمقراطي يبقيان مغيبين , و فترت حماسة الناس بل حتى النخب الثقافية تجاهما و بعضم انقلب و تحول إلى المطالبة ببدائل أخرى ولا نستطرد أكثر حتى لا يدفعنا التشاؤم الذي دفع النيوزويك للقول بنهاية حقوق الإنسان , لا لن نقول : وداعاً لحقوق الإنسان ونظنها انتكاسية عما يراه و سترجع الأمور إلى نصابها الصحيح , لأن قانون الله في الأرض يقضي بأن الزبد يذهب جفاءً  و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض , مهما كانت المرارة و الظروف غير العادلة . * كاتب قطري     aeansari@qu.edu.qa (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 أفريل 2010)


معركة فاشلة ضد اللحى والحجاب في الجزائر


خضير بوقايلة معركة طاحونية جديدة انطلقت بين الحكومة الجزائرية والشعب من خلال الإعلان عن وجوب كشف المرأة شعرها وحلق الرجل لحيته كشرط للحصول على جواز السفر أو بطاقة الهوية الوطنية في صيغتهما البيومترية الحديثة. لم يكد وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ينتهي من إعلانه المواصفات والشروط الجديدة لطلب الحصول على جواز سفر بيومتري أو بطاقة هوية رقمية حتى انطلقت موجة الاستنكار والتذكير بالانتماء الحضاري للجزائر وبمواد الدستور التي تقر أن الإسلام هو دين الدولة وأساس التشريع فيها ولا تزال الحملة المضادة لقرار إزالة اللحية والحجاب من كل صور الجزائريين في وثائقهم الإدارية البيومترية مستمرة إلى حين. حكاية اللحية والحجاب في وثائق الهوية الوطنية في الجزائر ليست وليدة قرار دخول الجزائر عهد الجوازات البيومترية بل هي قديمة وطويلة وكما أنها لم تُحسم من قبل فإنها مرشحة للاستمرار سنين طويلة دون حسم، والحكومة تعلم ذلك جيدا لكنها تفضل أن تخرج للشعب في كل مرة لعبة يتلهى بها وينشغل عوضا عن متابعة قضاياه المصيرية والاهتمام بها. وقد حاولت السلطات الجزائرية في أحلك سنوات العنف الدموي التي أعقبت وقف المسار الانتخابي توجيه ضربة قاضية لظاهرتي التحجب والالتحاء من خلال توقيف الملتحين في حواجز أمنية وإجبارهم على حلق لحاهم قبل السماح لهم بواصلة رحلاتهم وكان ذلك الإجراء يندرج في إطار مكافحة الإرهاب رغم أن مكافحي الإرهاب كانوا يعلمون وقتها أن أعداءهم الإرهابيين كانوا يتحركون في المدن حليقي الذقون ومرتدين بذلات ولباسا (علمانيا) لا يثير حولهم أية شكوك. وبعيدا عن موجة مكافحة الإرهاب لم تكن الجزائر الرسمية في مختلف مراحل حياتها لطيفة ومتعايشة مع اللحية والحجاب أو الخمار، إذ لا تزال لحد الآن كثير من الوظائف ممنوعة على الملتحين والمتحجبات خاصة في سلك الجيش والشرطة، فلا يمكنك أن ترى يوما شرطيا أو عسكريا أو حتى مدنيا عاملا في الأجهزة الأمنية أو الدوائر التابعة لها يجرؤ على إطلاق لحيته ولو لبضعة مليمترات (إلا في حالات خاصة لغرض التمويه) والملاحظة نفسها تنطبق على العنصر النسائي والحجاب. أما أسباب هذا العداء المجهور للحية والحجاب فتبقى غير معلومة ولا مبررة، فاللحية أو الحجاب لم يكونا يوما دليلا على الجهل أو عدم الكفاءة أو العمالة كما أن الرجل الأمرد أو المرأة المتبرجة ليسا معيارا للوفاء أو الاقتدار وإلا لاعتبرنا أجهزة الأمن أو أعوان الدولة في دول الخليج مثلا الأفشل على الإطلاق بحكم العدد الكبير من الملتحين والمتحجبات العاملين فيها، بل حتى هذه الأجهزة في الدول الغربية لا تحمل مثل هذا العداء التلقائي لكل عون اختار أن يطلق لحيته أو موظفة قررت تغطية شعر رأسها بحجاب إسلامي. إن المعركة ضد اللحية والحجاب مغلوطة من أساسها، فهي تظهر وكأن هناك فواصل أو خنادق بيّنة بين الملتحين والمتحجبات من جهة والحليقين والمتبرجات من جهة ثانية، فريق في صف المسلمين وهو بالتبع من أهل الجنة وفريق كافر مصيره النار بينما الواقع يقول إن ضمن الملتحين والمتحجبات من هم أشد كفرا ونفاقا وفسادا من كثيرين غير ملتحين وغير متحجبات، فاللحية والحجاب ليسا عنوانا صادقا ودليلا حاسما على إيمان العبد وتقواه لربه كما أن حليق اللحية والكاشفة لشعرها ليسا بالضرورة خارج نطاق الإسلام بل حكم ذلك عند الله وحده، وليس صعبا على المرء أن ينظر حواليه فيرى أمثلة كثيرة من هؤلاء وهؤلاء، أمثلة من رجال ونساء بمظاهر (إسلامية) وينشطون ضمن أحزاب أو جمعيات خيرية إسلامية لكنهم في تصرفاتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم هم أبعد ما يكونون من الإسلام. بعض الذين أبدوا معارضتهم لقرار وزارة الداخلية الجزائرية بخصوص الصور الخالية من اللحية والحجاب ذهبوا إلى حد مطالبة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل لوقف قرار الداخلية وكأن الأمر يتعلق بدولة تسير بنظام حكم فيه فواصل بين مؤسسة الرئاسة والحكومة والقضاء والتشريع. الأمر محير فعلا، ومن يستمع إلى هؤلاء المطالبين فخامته بالتدخل يكاد يصدق أن رئيس الجمهورية في الجزائر (خضرة فوق عشاء) ولا دخل ولا دور له في ما يتخذ حوله من قرارات وزارية وأنه غائب فعلا عن الساحة ولا عمل له إلا بعض الاستقبالات الرسمية والعائلية وبعض اللقاءات الفصلية بوزرائه حول مائدة مجلس الوزراء، ولعل هؤلاء الداعين لتدخل صاحب الفخامة يتذكرون ما جرى بقانون المحروقات الذي صادق عليه مجلس الوزراء والبرلمان ودافع عنه فخامته بنفسه ثم عاد فتراجع عنه وأمر بتعديله من دون أن يقدم أسبابا لذلك ومن دون أن يبدو أنه رضخ لمطالب ودعوات الأحزاب والنشطاء بضرورة مراجعته في حينه. لكن الذي يتابع ما تتناقله وسائل الإعلام العمومية وعلى رأسها التلفزيون الحكومي الرسمي الوحيد في البلد يكاد يصيبه تيه وخلل في حاسة إدراكه عندما يستمع لمقدمي نشرات الأخبار وكتاب التقارير الخاصة بمناسبة الذكرى السنوية لوصول فخامته إلى العرش وهم يشددون ويؤكدون أن كل شاردة وواردة في الجزائر ما كانت لتكون لولا العناية الكريمة والتوجيهات السامية لصاحب الفخامة. فالرئيس الذي يأمر بحفر بئر مياه صالحة للشرب في بلدية صحراوية نائية ويوجه بزراعة النخيل في هذا الحقل والزيتون في ذلك البستان وبربط تلك البلدية بشبكة المياه الصالحة للشرب وتزويد مائة عائلة في تلك القرية بالغاز الطبيعي وإصلاح الطريق بين بلدية وأخرى وبتوزيع حافلة لنقل التلاميذ لأهالي تلك القرية وبوضع ممهلات أو مطبات في تلك الطريق أو هذه وببناء عشرة محلات تجارية في تلك الحارة ثم توزيعها على الشباب العاطل عن العمل وباستيراد تلك النوعية من البذور وتربية صنف معين من الأسماك في هذا الحوض ونوع آخر في الحوض الذي بجانبه وبمكافحة الجراد في تلك المنطقة والقائمة طويلة ولمن يريد الاطلاع على تفاصيلها ما عليه إلا أن يتابع نشرات الأخبار، خاصة في هذه الأيام المباركة. رئيس مثل هذا يراقب كل شاردة وواردة ولا شيء في البلد يتحرك أو يبادر بأمر قبل أن تصله تعليمات محددة وواضحة من فخامته، رئيس مثل هذا لا يمكن أن لا يكون قرار حلق اللحى ونزع الحجاب من صور الجوازات البيومترية غير ممهور بختم فخامته وموافقته، فلماذا إذن الاستنجاد به لإلغاء أمر أصدره هو وأقره بتوجيهاته وتعليماته السامية؟ قبل أشهر قررت الحكومة الجزائرية متأخرة بوقت طويل أن توفر لقاحات مضادة لأنفلونزا الخنازير لشعبها الكريم، لكن هذا الشعب المشاكس رفض أخذ اللقاح، لا أحد يعلم إن كان فخامته قد فعل أم لا، لكن الحكومة قررت تشجيع الشعب على خوض التجربة من خلال عملية استعراضية بادر إليها وزير الصحة الذي جمع كاميرا التلفزيون الحكومي ومصوري الصحف المحلية ليشهدوا أنه كان أول المستفيدين من اللقاح مع بعض مدراء الصحة والمستشفيات العمومية، لكن ذلك لم ينفع في إقناع الشعب ولا حتى أطباء تلك المستشفيات وممرضيها فكان أن بقيت مئات الآلاف من اللقاحات كاسدة في رفوف الصيدليات وكانت أفشل عملية تقودها الحكومة في عهد فخامته. والآن وفي ظل التردد الحاصل بخصوص مسألة الصور المطهرة من اللحية والحجاب لا بد أن ننتظر من التلفزيون الحكومي أن يتحفنا بلقطات لبعض الوزراء وزعماء أحزاب السلطة الملتحين وهم ليسوا كثرا وهم يقدمون ملفاتهم لطلب جوازات سفر وبطاقات هوية بيومترية، ولنا أن نتخيل وزير الدولة وأمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم ووزير الشؤون الدينية ممثلا عن التجمع الوطني الديمقراطي وأبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم وكلهم من التحالف الحكومي الرئاسي وهم يتوجهون إلى حلاق المنطقة الخضراء في الجزائر لحلق لحاهم ثم نراهم وهم يسيرون جنبا إلى جنب مع بناتهم وزوجاتهم من دون حجاب متوجهين إلى استديو التصوير ثم نتابعهم وهم يقدمون ملفاتهم لموظف الجوازات وبعد شهر أو شهرين نتفرج عليهم وهم يستلمون جوازاتهم الجديدة، وبعد ذلك علينا أن نرى كيف سيكون تجاوب الشعب الجزائري مع قرار وزير الداخلية. وزير الداخلية برر اللجوء إلى هذا القرار بشروط وضعتها المنظمة الدولية للطيران المدني، وكأن الدول التي اعتمدت نظام الجواز البيومتري من زمان ولم تلزم مواطنيها بحلق لحاهم ولا النساء بخلع الحجاب تتعامل مع منظمة أخرى أو تعيش في عالم آخر. ومهما كانت حجج وزير الداخلية صحيحة، أليس الأولى بحكومة تدعي أنها تمثل شعبها وأنها وصلت إلى الحكم عن طريق انتخابات نزيهة وديمقراطية أن تدافع عن خيارات شعبها وانتمائه، فبدل أن تفرض على الشعب شروط منظمة الطيران المدني لماذا لا تجبر هذه المنظمة على القبول بخيارات شعبها؟ ‘ كاتب وصحافي جزائري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2010)


مصر: مصادرة كاميرات «الجزيرة» واعتقالات بالجملة في مظاهرة لتعديل الدستور وإلغاء الطوارئ


2010-04-07 القاهرة – العرب وحسام حنفي  تحولت منطقة وسط العاصمة المصرية أمس إلى ما يشبه ساحة الحرب بعد أن قامت سلطات الأمن بإجهاض الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها حركة شباب 6 أبريل أمام مجلس الشعب (الغرفة العليا للبرلمان) للمطالبة بتعديلات دستورية وإلغاء حالة الطوارئ ووضع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، وقال شهود عيان من مكان المظاهرة لـ «العرب» إن الأمن اعتدى على المتظاهرين واعتقل العشرات منهم، كما اعتدى على صحافيين واحتجز عددا منهم، واستولى على كاميرات المصورين ومن بينهم كاميرات فضائية «الجزيرة». وقدرت مؤسسة حقوقية مصرية عدد المعتقلين بأكثر من 70 متظاهراً من بينهم فتاة، وقالت: «جبهة الدفاع عن متظاهري مصر»، في بيان بثته على موقعها الإلكتروني على الإنترنت، إنه تم احتجاز المتظاهرين في سيارة ترحيلات وأحد الجراجات بميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية والقريب من البرلمان، مضيفة أن هناك إصابات بين عناصر 6 أبريل, وأن الاعتقالات ضمتهم إلى جانب نشطاء حزبي الغد والجبهة والحملة المستقلة لدعم البرادعي، فيما أعلنت أسماءهم بالبيان. كانت حركة شباب 6 أبريل قد دعت إلى التظاهر في الذكرى الثالثة لإضراب 6 أبريل من عام 2008 إلا أن الاعتراض الأمني حال دونها، وحاصرت سيارات الأمن منطقة وسط مدينة القاهرة منذ الصباح الباكر بالآلاف من الجنود والسيارات المصفحة، وبدأت مجابهة المظاهرات بمنع أنصار الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد المعارض والذي حل تالياً بعد الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية السابقة، من الخروج إلى شارع طلعت حرب، وسط العاصمة، واعتقل عدد منهم بعد أن أعلن نور برنامجه للترشح للرئاسة في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحزب صباح أمس. وكان قد تجمع المئات من الشباب أمام مجلس الشعب لبدء المظاهرة السلمية إلا أن الأمن منع تجمهرهم واعتقل العشرات منهم واعتدى عليهم -حسب شهود عيان- ومنع كل الفضائيات والمصورين من التقاط الصور لمشهد الاعتداء. وسيطرت حالة من الارتباك في منطقة مجلس الشعب لأكثر من نصف ساعة لم يكسرها إلا تجمع الشباب واتجاههم إلى منطقة ميدان التحرير مرة أخرى وهم يهتفون «التغيير التغيير.. يسقط الاستبداد» مما دفع قوات الأمن للاعتداء عليهم من جديد بعد أن طالبتهم بالسير فرادى، ومنعت السماح بأي تجمعات إلا أن رغبة الشباب في استكمال المظاهرة حالت دون نجاح قوات الأمن في تفريقهم. وما إن وصل المتظاهرون إلى ميدان طلعت حرب حتى خرج أنصار نور مرددين هتافات بسقوط النظام المصري، وهو ما دفع المتظاهرين إلى التجمع والهتاف من جديد، لكن الأمن منع تجمعهم في الميدان واستمرت حالة الشد والجذب حتى نجح العشرات من المتظاهرين في تنظيم مسيرة من طلعت حرب حتى نقابة الصحافيين. وشارك عدد من النواب بالمظاهرة أمام مجلس الشعب، وقال النائب الإخواني محمد البلتاجي: إن الدولة تخشى من أي مطالبات بتعديلات دستورية أو أي تغيير في جوهر النظام السياسي لذلك فإنها تتعامل بعنف مع الشباب الذي ينظم مظاهرة سلمية تدعو لتعديل الدستور. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 07 أفريل 2010)

تنديد بالعنف ضد متظاهرين بالقاهرة

الجزيرة نت-القاهرة انتقدت منظمات حقوقية وشخصيات وطنية الاعتداءات والاعتقالات التي تعرض لها المشاركون في تظاهرات الثلاثاء بمصر للمطالبة بتعديل الدستور ورفع حالة الطوارئ، واعتبروا أن الاعتداء بالضرب على النشطاء رسالة موجهة للمعارضة بشأن طريقة التعامل مع الاحتجاجات المستقبلية. وقال أحمد ماهر منسق حركة « السادس من أبريل » الداعية للتظاهرة إن نحو خمسين من نشطاء الحركة وشباب أحزاب المعارضة والحركات الاحتجاجية اعتقلوا من أمام مبنى البرلمان بعد الاعتداء عليهم. وقال للجزيرة نت إن الشرطة حاصرت المتظاهرين لفترة طويلة أمام المبنى ثم بدأت بمحاولة تفرقتهم بالضرب بالهراوات، فبدؤوا بالركض باتجاه ميدان التحرير القريب من مبنى البرلمان ثم عاودت قوات الأمن الاعتداء عليهم واعتقال بعضهم. وأوضح ماهر أن الأمن منع العشرات من النشطاء من الوصول إلى وسط القاهرة للانضمام إلى الاحتجاج، كما منع مسيرة بدأها نشطاء حزب الغد بزعامة أيمن نور، وحاصر مقر الحزب بميدان طلعت حرب الشهير واعتدى على بعضهم واعتقل نجل زعيم الحزب قبل أن يطلق سراحه بعد فترة قصيرة. وقال الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين النائب محمد البلتاجي إن ما تم من وحشية في التعامل مع شباب يطالب بالإصلاح جريمة في حق الوطن، مؤكدا أن النظام في حالة ذعر وخوف من أي مطالبة بالحرية والديمقراطية. وأضاف أن الاعتداء على فتيات وشباب بهذا العنف يكشف مدى التناقض الذي يتعامل به النظام مع المطالب السياسية، في مقابل الوقفات والاحتجاجات الاجتماعية التي يحاول من خلالها تسويق نفسه وإظهار نفسه للرأي العام في صورة الديمقراطي الذي يقبل الرأي الآخر، « لكن وقفة الشباب اليوم فضحته أمام العالم كله ». معتقل للتعذيب وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه إن شوارع القاهرة تحولت إلى ما يشبه باحة معتقل للتعذيب والقمع الوحشي لمواطنين حاولوا التعبير عن رفضهم لاستمرار حالة الطوارئ ومطالبتهم بالديمقراطية. وقالت إن العشرات أو المئات تعرضوا للضرب والسحل بالشوارع دون تمييز بين الإعلاميين والمحامين والنشطاء الحقوقيين والشباب، حتى إن نساء وفتيات تم ضربهن بشكل عنيف. وقد اعتقلت قوات الأمن عشرات الشباب لتظاهرهم أمام البرلمان وسط القاهرة للمطالبة بتعديل الدستور والاحتجاج على اتجاه الحكومة لتمديد حالة الطوارئ للعام الثلاثين على التوالي، كما اعتدت على الصحفيين ومصوري الصحف وصادرت كاميراتهم والشرائط المصورة التي بحوزتهم. وقالت مديرة مركز قضايا المرأة عزة سليمان إن « النية لم تكن فض المسيرة فقط، ولكن ضربنا وإرهابنا بشكل عنيف ». وقال المنسق السابق لحركة كفاية جورج إسحاق إن « هذه القسوة والعنف الشديد يوضح مدى استبدادية هذا النظام غير الديمقراطي ». وقد بلغ عدد المعتقلين الذي توصلت إليه الشبكة العربية حتى عصر الثلاثاء 87 معتقلا تم نقل بعضهم إلى معسكرات الأمن المركزي في طريق الإسماعيلية ومعسكرات الدراسة، كما نقل بعضهم إلى أماكن مجهولة. وقفة تنديد وقد نظم نواب مستقلون ومعارضون وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالاعتداء على التظاهرة السلمية لنشطاء « السادس من أبريل »، وطالبوا البرلمان بسرعة مناقشة هذه « الأحداث الخطيرة ». وقال شهود عيان إن عددا من الجامعات المصرية شهد مصادمات عنيفة بين الأمن الجامعي والطلاب الذين نظموا مسيرات وتظاهرات استجابة لدعوة « السادس من أبريل » لتجديد التظاهر في هذا اليوم للمطالبة بتعديل الدستور. وهتف الطلاب ضد التدخلات الأمنية والإدارية في الجامعات المصرية وطالبوا باستقلال الجامعات وتنفيذ قرار القضاء بخروج الأمن من الجامعة، كما وزع بعضهم بيانا لدعم ترشيح محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 أفريل  2010)


بيان صادر عن « تحالف المنظمات المصرية فى أمريكا »: يجب على الحكومة الأمريكية إعلان تأييدها الصريح للإصلاح فى مصر وأن تقف بحزم ضد القمع فى مصر


1-فى انتهاك شائن لحرية التعبير و التظاهر قام البوليس في مصر باعتقال وضرب العشرات من المتظاهرين اليوم. ففى مناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لإضراب 6 ابريل تجمع المصريون أمام مبنى مجلس الشعب فى مظاهرة سلمية تدعو للإصلاح الدستوري لضمان حرية ونزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة . وقد شارك أولئك المتظاهرون الشجعان فى المظاهرة بالرغم من تحذير السلطات الأمنية باستخدام قانون الطوارىء ضدهم. إن الاعتداء لم يقتصر فقط على النشطاء السياسيين ودعاة حقوق الإنسان من حركة 6 ابريل ، بل وصل إلى درجة محاصرة المرشح الرئاسي أيمن نور وأنصاره في مكتبه ، والهجوم عليه وعليهم حين أرادوا الخروج للانضمام إلى المظاهرة . وقد هاجم بوليس مبارك أيضا الصحفيين والإعلاميين الذين أتوا لتغطية المظاهرة ، وصادر معداتهم . بالإضافة الى ما سبق فقد حجبت الحكومة موقع حركة 6 ابريل و موقع المناصرين للدكتور محمد البرادعي المرشح الرئاسي لعام 2011 . 2- أن تحالف المنظمات المصرية فى أمريكا يعتبر وزير الداخلية فى نظام مبارك مسئولا مسئولية شخصية عن ذلك الاعتداء الذي حدث اليوم ، سواء وقع على المتظاهرين أو من أعمال العنف التى تنتهك القانون، ويدعو التحالف لمحاكمة عاجلة لمن شارك فى الهجوم على المتظاهرين ، وخصوصا مدير أمن القاهرة . 3- إن تحالف المنظمات المصرية فى أمريكا يرى فى هذه التصرفات إرهاصا بما سيفعله نظام مبارك فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ، فمن الواضح أنه لن تكون هناك انتخابات شرعية وقانونية فى مصر ما لم يتم إلغاء قانون الطوارىء وما لم يتم اتخاذ خطوات لضمان حرية المشاركة السياسية وحرية التعبير العلنى . ومن الواضح ايضا انه يجب على الحكومة الأمريكية ان تؤيد المصريين فى نضالهم السلمى الذى يريد أن تكون لمصر دولة ديمقراطية تعددية ونظام حكم مستقر.

واشنطن – 6 أفريل 2010  

 
 


متى يدرك الرئيس مبارك هذه الحقيقة؟!


 علاء الأسواني
 
تولى الشاه محمد رضا بهلوى حكم إيران منذ عام 1941 وحتى عام 1979، وقد كان شاه إيران على علاقة وثيقة بالمخابرات الإنجليزية والأمريكية التى كان لها الفضل فى إعادته للعرش عندما أجبره رئيس وزرائه الزعيم الوطنى محمد مصدق على مغادرة إيران فى بداية الخمسينيات، كما تميز حكم الشاه بالقمع الشديد للمعارضين وتسببت الشرطة السرية الإيرانية (السافاك) فى قتل وتعذيب مئات الآلاف من الإيرانيين حتى قامت الثورة الإيرانية عام 1979. شاه إيران اذن، بنظرة محايدة وموضوعية، ديكتاتور سفاح يداه ملطختان بدماء الإيرانيين، وقد كان عميلا، بالمعنى الحرفى للكلمة، للولايات المتحدة والغرب. منذ عامين التقيت فى القاهرة السيدة فرح بهلوى أرملة شاه إيران الراحل فى منزل أصدقاء مشتركين. وقد أعجبت بشخصيتها المنفتحة اللطيفة المتواضعة ولفت نظرى ذكاؤها الحاد وتعليمها الراقى.. تحدثنا طويلا وأخبرتنى أنها تكتب مذكراتها ووعدت بإهدائى نسخة منها عند صدورها. وفعلا أرسلت إلىَّ مؤخرا نسخة من كتاب مذكرات فرح بهلوى (الصادر عن دار الشروق) بدأت فى قراءة المذكرات فاستوقفنى أن السيدة فرح تعتبر زوجها الراحل شاه إيران بطلا قوميا وصاحب الفضل العظيم على إيران كما أنها تعتبر الثورة الإيرانية مجرد مؤامرة قام بها مجموعة من الرعاع والحاقدين. وهى تصف اللحظات الأخيرة قبل أن ترغمهما الثورة، هى وزوجها، على مغادرة إيران فتكتب: «إننا نرحل رافعى الرءوس واثقين من أننا عملنا دوما لصالح البلاد واذا كنا أخطأنا فعلى الأقل لم نكن نفكر إلا فى الصالح العام» اندهشت للغاية من هذا الكلام وتساءلت: كيف لهذه السيدة المثقفة الذكية أن تتجاهل أو تغفل عن الجرائم البشعة التى ارتكبها شاه إيران فى حق بلاده؟ قد يقال إن حب الزوجة لزوجها يعميها دائما عن أخطائه لكننا لا نتحدث هنا عن عيوب شخصية وإنما جرائم بشعة ارتكبها الشاه فى حق ملايين الإيرانيين.. الأغرب من ذلك أن المذكرات حافلة بما يدل على أن شاه إيران نفسه كان يعتقد أنه أدى خدمات جليلة إلى الشعب وأنه ضحى براحته وحياته من أجل الوطن.. يقودنا ذلك إلى السؤال: كيف يرى الحاكم المستبد نفسه؟! يعلمنا التاريخ أن الحكام المستبدين جميعا كانوا يعتبرون أنفسهم أبطالا عظاما وكانوا فى حالة دائمة من خداع النفس تجعلهم يبررون كل ما يفعلونه من تصرفات سيئة أو حتى ما يقترفونه من جرائم. هذا الانفصال الدائم بين الحاكم المستبد وما يحدث فى الواقع، ظاهرة وصفها الأدب العالمى بدقة وسماها «عزلة الديكتاتور».. فالديكتاتور يعيش فى عزلة تامة عن حياة مواطنيه ولا يعرف حقيقة ما يحدث فى بلاده.. بعد سنوات من حكم الديكتاتور تتكون حوله مجموعة من الأصدقاء والأقارب الأثرياء الذين تجعلهم حياتهم المترفة بعيدين تماما عن معيشة الناس العاديين وبالتالى يفقد الديكتاتور إحساسه بالفقراء وهو لا يعايش الحياة الحقيقية أبدا وإنما تنتقل إليه صورتها عن طريق تقارير ترفعها إليه أجهزة أمنية مختلفة. وهذه الأجهزة ترى من مصلحتها دائما تخفيف الصورة القاتمة للأحداث تفاديا لغضب الديكتاتور وكثيرا ما تتصارع هذه الأجهزة فيما بينها على ثقة الديكتاتور فتكتب تقارير متضاربة وتختلق أحيانا مؤامرات وهمية تزعم أنها قضت عليها لتقنع الحاكم بأهميتها. أضف إلى ذلك أن الوزراء الذين يعملون مع الديكتاتور ليسوا منتخبين وبالتالى لا يهمهم إطلاقا رأى الناس فيهم وإنما ينحصر اهتمامهم فى الحفاظ على رضا الحاكم الذى عينهم ويستطيع إقالتهم فى أية لحظة، وهم لا يواجهون الحاكم بالحقيقة أبدا وإنما يقولون له دائما ما يعجبه.. نادرا ما يغامر الوزراء فى حكم استبدادى بالتعبير عن آرائهم الحقيقية وإنما يظلون دائما فى انتظار تعليمات الرئيس وتوجيهاته وهم يعتبرون كل ما يفعله الرئيس أو يقوله أو حتى يفكر فيه، قمة الحكمة والشجاعة والعظمة. وهكذا تكتمل عزلة الديكتاتور عن الحقيقة حتى يفيق فى النهاية على كارثة تحيق بالبلد أو ثورة تطيح به من الحكم.. إن عزلة الديكتاتور ظاهرة متكررة فى التاريخ وهى من أسوأ عيوب النظام الاستبدادى. عندما اندلعت الثورة الفرنسية فى عام 1789 وحاصرت الجماهير الغاضبة الجائعة قصر فرساى. سألت ملكة فرنسا مارى انطوانيت عن السبب فى هذه المظاهرات فقال أحد معاونيها: ـ إنهم غاضبون لأنهم لا يجدون الخبز يا صاحبة الجلالة فأجابت الملكة بدهشة: ـ ولماذا لا يأكلون الكعك؟ هذه الجملة الشهيرة المنسوبة إلى مارى انطوانيت تدل على مدى العزلة التى قد يصل إليها الحاكم المستبد. لقد كانت مارى انطوانيت امرأة قوية وذكية بل كانت المتحكمة الفعلية فى قرارات زوجها الملك لويس السادس عشر.. لكنها بعد سنوات من الاستبداد صارت بالفعل تعيش فى عالم آخر بعيد. فكرت فى ذلك وأنا أتابع ما يحدث فى مصر. فقد ذهب الرئيس مبارك لإجراء جراحة فى ألمانيا، أنا بالطبع أتمنى الشفاء لكل مريض لكننى لم أر فى مرض الرئيس حدثا فريدا من نوعه. فكل إنسان يصيبه المرض كما أن سن الرئيس المتقدمة تفرض عليه بعض المتاعب الصحية بين الحين والآخر لكن كتبة النظام استقبلوا مرض الرئيس وكأنه نهاية الدنيا حتى كتب بعضهم أن مصر مرضت بمرض الرئيس وكأن مصر العظيمة قد تجسدت وتلخصت فى حسنى مبارك. نفاق رخيص ومشين استمر طوال فترة العلاج فلما نجحت الجراحة بحمد الله وعاد الرئيس مبارك إلى مصر، انطلقت مواكب النفاق والطبل والزمر. وصدرت الأوامر إلى بعض المطربين والمطربات بإعداد أغنيات خصيصا من أجل الاحتفال بعودة الرئيس الميمونة ولا أعلم كيف يقبل فنان حقيقى على نفسه أن يتحول إلى مداح بالأجر مثل أولئك المتسولين الذين يطوفون فى الموالد. هل فكر هؤلاء المنافقون فيما سيفعلونه عندما يسافر الرئيس مرة أخرى إلى ألمانيا لمتابعة حالته، هل سيؤلفون أغانى جديدة عند عودته من الفحص الطبى؟.. هل يصدق الرئيس مبارك هذا النفاق؟! ألا يخطر بباله ولو للحظة أن هؤلاء الطبالين والزمارين لا يحبونه وإنما يدافعون عن الامتيازات التى حصلوا عليها فى عهده؟.. ألا يدرك الرئيس مبارك أن كثيرين من هؤلاء المنافقين ظلوا دائما ملتصقين بالسلطة وتلونت أفكارهم وآراؤهم بما يناسب كل عهد.. كانوا اشتراكيين مخلصين فى الفترة الناصرية، فلما تغيرت الرياح واتجهت الدولة إلى الاقتصاد الحر صاروا من أكبر أنصار الخصخصة وحرية السوق.. ما التصور الذى يملكه الرئيس مبارك لما يحدث فى مصر؟! هل يعرف أن أكثر من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر؟! ألا يقلق الرئيس أن ملايين المصريين يعيشون فى العشوائيات بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحى؟ ألا يزعجه انتشار البطالة والفقر والمرض والإحباط؟ هل يعرف الرئيس مبارك أن مصر قد تدهورت إلى الحضيض فى كل المجالات؟ هل سمع عن الفقراء الذين يموتون فى الطوابير من أجل الحصول على الخبز وأنبوبة بوتاجاز؟ هل سمع عن مراكب الموت التى يحاول من خلالها آلاف الشبان المصريين الهروب من البؤس فيلقون حتفهم غرقا فى البحر؟ هل قال أحد للرئيس مبارك إن آلاف الموظفين يفترشون الأرصفة منذ أشهر أمام مجلس الشعب مع أطفالهم لأن حياتهم أصبحت مستحيلة؟.. هل فكر الرئيس مبارك فى الموظف الذى يتقاضى مائة جنيه فى الشهر لينفق على أسرة كاملة، بينما كيلو اللحم قد وصل إلى سبعين جنيها؟ لا أعرف طبعا كيف يفكر الرئيس مبارك وإن كنت أعتقد، طبقا لظاهرة عزلة الديكتاتور، أن الرئيس مبارك لديه تصور منفصل تماما عن حقيقة ما يحدث فى مصر.. إن الواقع فى مصر مرشح للانفجار بقوة فى أية لحظة ولو حدث هذا الانفجار، لا قدر الله، فسوف ندفع جميعا ثمنا باهظا.. أتمنى أن ينهى الرئيس مبارك سنوات حكمه بإجراء إصلاح ديمقراطى حقيقى وتعديل الدستور بحيث يتيح التنافس الشريف بين المرشحين وإجراء انتخابات حرة نظيفة حتى يختار المصريون وجوها جديدة محترمة تتحمل المسئولية لتنتهى محنة مصر ويبدأ مستقبلها.. متى يدرك الرئيس مبارك هذه الحقيقة؟! الديمقراطية هى الحل (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أفريل  2010)

 


غضب مصري ضد فيلم إسرائيلي

        


توالت في العاصمة المصرية القاهرة البيانات الغاضبة والمقاطعة، ردا على إصرار المركز الفرنسي للثقافة والفنون بمصر على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية في مهرجان « لقاء الصورة » السادس، نظرا لمخالفة ذلك لكل قرارات المثقفين والفنانين الصادرة بمصر بمقاطعة كل ما هو إسرائيلي. وأعلنت مجموعة المخرجين المصريين المشاركين في المهرجان في بيان وقعوه مقاطعتهم وسحب أفلامهم من المهرجان الذي يقام في الفترة من 8 إلى 15 أبريل/نيسان الجاري. وقال البيان « نعلن رفضنا لما قامت به الخارجية الفرنسية بتدخلها السافر وضغطها غير المقبول على إدارة مهرجان لقاء الصورة الذي يقيمه المركز الثقافي الفرنسي بإجبار المركز على عرض فيلم « شبه طبيعي » للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافاييل في المهرجان الذي نعتبره مهرجانا خاصا بالأفلام المصرية المستقلة ». وأعرب المخرجون المصريون في بيانهم عن اندهاشهم لتدخل هيئة دبلوماسية سياسية تمثل دولة فرنسا في حدث سينمائي وقيامها بالضغط على المركز الثقافي الفرنسي، بينما تعلن فرنسا دوما أن لمفكريها وفنانيها الحق في اتخاذ المواقف التي يرونها، « فكيف تقدم على إجبار المخرجين والسينمائيين المصريين على اتخاذ مواقف فنية وسياسية متناقضة مع مواقفهم المبدئية؟ ». تضامن الكبار وقال البيان الذي وقعه ثمانية من المخرجين الذين سحبوا أفلامهم من المهرجان إنه « كان الأجدر بنقابة السينمائيين والمركز القومي للسينما اللذين أعلنا سابقا مقاطعتهما للمهرجان أن يعلنا فورا إقامة مهرجان خاص للسينمائيين المصريين الشباب في نفس التوقيت الذي يعقد فيه مهرجان المركز الفرنسي لتشجيع السينما المستقلة والتأكيد على استقلالية السينمائي المصري عن أي ضغوط تريد أي جهات فرضها عليه ». وتضامن عدد من المخرجين الكبار مع المخرجين الشباب الموقعين على البيان بينهم محمد خان ويسري نصر الله ونادية كامل وخالد يوسف. النقاد يستنكرون وفي الإطار نفسه، أصدرت جمعية النقاد المصريين في وقت متأخر من مساء الاثنين بيانا رافضا للمهرجان، وأبدت استنكارها لإصرار المركز الفرنسي على عرض الفيلم الإسرائيلي. ودعت الجمعية إلى مقاطعة المهرجان وعدم المشاركة في أي من فعالياته. وتحت شعار « نداء إلى كل شريف على أرض مصر » دعا الناقد المصري محمد الروبي نائب رئيس جمعية النقاد لوقفة احتجاجية حاشدة أمام المركز الفرنسي مساء الخميس في نفس موعد الافتتاح تحت راية « لا لعرض الفيلم الإسرائيلي ». وقال الروبي في تصريح صحفي إن « محاولة تمرير الفيلم الإسرائيلي إلى المهرجان واحدة من بالونات الاختبار التي يلقيها الكيان الصهيوني وبمساعدة الطابور الخامس هنا، فعلى طريقة « جربناها ونفعت » تبدأ الخطوة الأولى بدس فيلم لمخرجة إسرائيلية بحجة أنه من إنتاج فرنسي ليبتلع الجهلاء الطعم ويدور حوار حول الفيلم » وربما يكتب البعض عن حساسية الصورة وجمال اللقطة والمعنى الرقيق الذي يدعو إلى ضرورة تعايش البشر ». كتاب ومثقفون كما أطلق سينمائيون وكتاب ومثقفون مصريون بيانا ضم قائمة طويلة من التوقيعات، قالوا فيه « نعلن نحن المثقفين المصرين الموقعين على هذا البيان استياءنا الشديد من إصرار المركز الفرنسي للثقافة والتعاون على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية عملت بالجيش الإسرائيلي، وندعو زملاءنا من المثقفين والسينمائيين إلى مقاطعة أنشطة المهرجان ». وضمت قائمة الموقعين المخرج توفيق صالح والمفكر جلال أمين والممثلة نادية لطفي والمستشار طارق البشري والفنان التشكيلي أحمد نوار والكاتب والبرلماني حمدين صباحي وعضو البرلمان سعد عبود والكاتب محمد أبو الغار ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي والخبيرين السياسيين ضياء رشوان وعمرو الشوبكي والمخرجين مجدي أحمد علي وفهمي الخولي ومحمد كامل القليوبي. كما ضمت القائمة أسماء كتاب الرواية بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان وإبراهيم عبد المجيد ومكاوي سعيد والناقد كمال رمزي والمنسق العام السابق لحركة كفاية جورج إسحق وآخرين. وسبق أن أصدرت نقابة السينمائيين المصرية ومعهد السينما في مصر بيانين رافضين للمهرجان بسبب مشاركة فيلم المخرجة الإسرائيلية، تلاه بيان من الخارجية المصرية استنكر التدخل الرسمي الفرنسي. (المصدر: « الجزيرة.نت » (الدوحة – محجوب في تونس) نقلاع عن وكالة الأنباء الألمانية بتاريخ 6 أفريل 2010)  


صفحات’من الحرب السرية بين طهران والغرب


د. سعيد الشهابي لا يعرف ما يجري في عالم الاستخبارات الا فئة محدودة من الناس، تستطيع قراءة ما يجري في الخفاء سواء بقراءة ما بين سطور الاخبار اليومية، ام عبر شبكات الاتصال ما بين الاجهزة، ام من خلال الشخصيات السياسية المتصلة بها. ومع ان العمل الاعلامي في بعض جوانبه، خصوصا اذا كان من نوع التحقيقات العميقة، يشبه العمل الاستخباراتي، الا انه لا يمكن التعويل عليه، نظرا لاعتماده على التحليل، وافتقاده الادلة الملموسة في اغلب الاحيان. وقد يستطيع المحلل السياسي طرح صورة شمولية للمشهد السياسي، معتمدا على ما لديه من اخبار يجمعها من مصادرها، ويسعى للربط في ما بينها بأسلوب محكم، يؤدي في النهاية الى مقال تحليلي رائع. مع ذلك فغياب بعض المعلومات قد يجعل التحليل ناقصا او لاغيا تماما. ولتوضيح الصورة، يمكن طرح قضية المواطن الايراني الذي آل به الامر في أحضان الوكالة المركزية للاستخبارات الامريكية (سي آي أيه). فقد أفادت المعلومات المتوفرة مؤخرا بان شهرام اميري يعمل لدى الوكالة، بعد لجوئه اليها بترتيب دقيق بدأت خيوطه في طهران. ووصفت قناة أي بي سي الامريكية ما جرى بانه ‘انقلاب استخباراتي’ قامت به سي آي أيه، وان اميري قدم معلومات مفصلة حول المشروع النووي الايراني ساهمت في كشف منشأة نووية كانت قيد الانشاء بالقرب من مدينة قم الايرانية. وعليه فالرواية الامريكية تفيد بان شهرام اميري اصبح ‘متعاونا’ مع كالة الاستخبارات المركزية الامريكية، بدون ان يتضح ما اذا كان يعمل معها قبل خروجه من ايران ام بعد ذلك. اما الرواية الايرانية فتقول ان شهرام اميري الذي كان يعمل كعالم نووي بجامعة مالك الاشتر ‘اختطف’ من قبل الولايات المتحدة عندما ذهب لأداء مناسك العمرة في شهر حزيران /يونيو الماضي. واتهمت الرياض بالضلوع في عملية الخطف. وبعثت طهران رسالة احتجاجية للامم المتحدة ضد واشنطن. وتقول المصادر ان سي آي أيه وضعت برنامجا لاستدراج علماء الذرة الايرانيين الى الولايات المتحدة للاطلاع عن كثب على تفصيلات المشروع النووي الايراني. واحتجت ايران لدى الامم المتحدة كذلك على ما اسمته ‘خطف’ مواطن آخر هو علي رضا أصغري، الذي كان نائبا لوزير الدفاع وقائدا في الحرس الثوري. اختفى هذا الشخص عندما كان في زيارة لتركيا في 2007، ويعتبر اكبر مسؤول ايراني وقع بأيدي الولايات المتحدة. وبينما تصر ايران على ان الامريكيين اختطفوا الشخصين، تقول واشنطن انهما لجآ الى الولايات المتحدة بارادتهما وليس عن طريق الاكراه. والواضح ان ثمة حربا سرية تدور رحاها بين طهران وواشنطن، وتتحرك في ميدان الاستخبارات، وتتخذ ابعادا تتوسع باضطراد. طهران، من جانبها، اعلنت مرارا عن القاء القبض عن ‘شبكة تجسس’ لصالح الولايات المتحدة الامريكية، او انها فككت شبكات استخباراتية، واعتقلت رؤوسها. امريكا، من جانبها، تبنت في السنوات الاخيرة خطة لخطف المسؤولين الايرانيين، كوسيلة للضغط على الجمهورية الاسلامية، خصوصا بلحاظ المستوى المعيشي المرتفع لدى الولايات المتحدة، ورغبة بعض الايرانيين في الهجرة الى الخارج. وقد كثفت الاستخبارات الامريكية نشاطها السري ضد ايران بشكل ملحوظ، ولوحظ ذلك خلال الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي، التي تخللتها اعمال اعتبرتها السلطات الايرانية من صنع خارجي، وقالت انها حصلت على ‘اعترافات’ من بعض المعتقلين بوجود جهات خارجية’ تقف وراء الاحتجاجات. وتتهم طهران الاستخبارات الامريكية باغتيال العالم النووي الايراني، مسعود علي محمدي، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي ضمن الحرب الباردة على مستوى الرصد والاستطلاع والاغتيال. كما تتهم ‘جهات اجنبية’ باغتيال المواطنة الايرانية، ندى سلطان، في ذروة التظاهرات الاحتجاجية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية، وتصر على ان المواطنة المذكورة لم تكن مستهدفة من قوات الامن او الجيش، وانها لم تكن في شارع مضطرب امنيا عندما استهدفت برصاص قناص مجهول. يضاف الى ذلك اغتيال المدعي العام لمدينة خوي (شمال غرب) في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي على ايدي مجهولين. ويعتقد الايرانيون بوجود دعم مالي وسياسي واعلامي لمعارضي نظام الجمهورية الاسلامية، اما من امريكا مباشرة او من حلفاء امريكا في المنطقة، وان مواجهة النظام الاسلامي من قبل هذا التحالف بين القوى الاقليمية والدولية اقتضت عملا استخباراتيا واسعا، سواء باثارة الاضطرابات ام بالتغطيات الاعلامية ام بتوفير دعم مادي لاصحاب الوسائل الاعلامية والمواقع الالكترونية الايرانية. وما تزال امريكا تتبنى علنا مبدأ تغيير النظام السياسي في طهران، وتخصص ميزانية سنوية تقدر بأكثر من 70 مليون دولار سنويا. وبالاضافة للعمل الاستخباراتي السري وما يصاحبه عادة من اعمال عنف، هناك وسيلتان اخريان لمواجهة ايران. الاول توجيه الاقمار الصناعية الامريكية للتجسس الدقيق على المنشآت الايرانية بشكل مكثف وشامل، والثاني السعي المتواصل لعزل ايران اقليميا واسلامية عن طريق اثارة النعرات المذهبية والقومية. وما تصاعد النغمة الطائفية في العديد من بلدان العالم الاسلامي الا خطوة اخرى على طريق تفتيت الامة من جهة ومحاصرة ايران من جهة اخرى. بعد جريمة اغتيال محمود المبحوح في دبي، اتضح جانب من وسائل الاختراق الاستخباراتي للحدود. ويمكن القول ان الضجة التي اثيرت في بريطانيا والدول الغربية الاخرى التي زور الاسرائيليون جوازات سفرها لتسهيل مهمة العملاء الذين نفذوا الجريمة، مؤشر لمدى انزعاج هذه الدول من كشف جانب خطير من العمل الاستخباراتي السري، هذه الضجة لم تشمل رفضا لخرق امن دولة ذات سيادة او ارتكاب جريمة القتل خارج القانون، بل انحصرت بكشف وسيلة رائجة في العمل الاستخباراتي، وهي تزوير الجوازات. ومن ذلك استنتج البعض دوافع الايرانيين لاعتقال بعض ‘البريطانيين’ الذين دخلوا مياهها الاقليمية سواء من الجانب العراقي ام من جهة دبي، وآخر تلك الحوادث اعتقال اشخاص شاركوا في ‘سباق الزوارق’ بين دبي والبحرين العام الماضي ودخلوا ‘خطأ’ في المياه الاقليمية الايرانية. الواضح ان الايرانيين يدركون اللعبة تماما، ويتعاملون في الظاهر بشكل عادي، ولكنهم يحسبون لتلك العمليات حسابها، ويخططون لمواجهتها باساليب مماثلة. وما المحاكمة التي تجري حاليا في ايطاليا لعنصرين ايرانيين بتهمة السعي لتصدير اسلحة لايران، الا جانب من انشطة العالم السري بين ايران والدول الغربية. وكانت السلطات الايطالية قد اعتقلت الشهر الماضي خمسة ايطاليين وإيرانيين، ووجهت لهم تهم تصدير السلاح بدون رخصة. بينما احتجت طهران على ذلك باستدعاء السفير الايطالي ومطالبته بتفسير دوافع الاعتقال. وتصر طهران على براءة مواطنيها، خصوصا ان احدهما (حامد معصومي نجاد) يعمل مراسلا مع هيئة الاذاعة والتلفزيون الايراني. كما تسعى ايران لاطلاق سراح نصرت الله تاجيك، وهو دبلوماسي ايراني سابق، معتقل لدى بريطانيا ومطلوب من امريكا بتهمة ‘عقد صفقات غير مشروعة’ لشراء أسلحة أمريكية محظورة على إيران. وليس جديدا القول ان العراق يمثل واحدة من اكثر المناطق تعقيدا في مجال الحرب السرية بين ايران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا. فمنذ الاحتلال الانكلو أمريكي للعراق، كان هناك سباق على النفوذ في العراق بين الجانبين، استعملت فيه كافة وسائل المواجهات. واعتبر العراق ساحة حرب بالوكالة، حيث تم تسليح المليشيات المختلفة التي تبدو احيانا متناقضة في اهدافها واولوياتها وولاءاتها. ويتهم الغربيون ايران بدعم كافة المجموعات المسلحة، ومنها ‘القاعدة’. وبعد سبعة اعوام على أكبر صراع دموي في الشرق الاوسط في العقود الاخيرة، يبدو ثمة توازن في العلاقات، يميل لصالح ايران التي مدت الجسور مع كافة الفرقاء السياسيين والمسلحين. وتشعر واشنطن بقدر كبير من الاحباط خصوصا بعد الانتخابات الاخيرة، اذ تبدو طهران القبلة السياسية لكافة الكتل التي توجهت اليها بحثا عن تحالفات تفضي لتشكيل حكومة وطنية جديدة. وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا ايران بتزويد المجموعات المقاتلة، الشيعية والسنية، بالاسلحة والالغام التي ادت الى مقتل المئات من جنود البلدين. ومهما كان تبرير الحرب، فقد ادرك البلدان انهما خاضا حربين بالنيابة عن ايران واسقطا نظامين معاديين لها، بينما اصبحت طهران عرابة الحلول السياسية والتوافقات. وبالاضافة للارباح السياسية التي حققتها ايران نتيجة المغامرات العسكرية الانكلو ـ بريطانية، استطاعت طهران، بوسائل ضغطها الدبلوماسية والسياسية والاستخباراتية، اطلاق سراح عدد من مواطنيها المعتقلين لدى قوات التحالف الانكلو ـ امريكي في العراق. ووضعت اطلاق سراحهم شرطا لاي حوار مع الولايات المتحدة. بالاضافة الى ذلك فهناك صراع مرير بين الطرفين بشأن مستقبل وجود منظمة ‘مجاهدي خلق’ المعادية للنظام الاسلامي الايراني التي تتخندق في معسكر ‘أشرف’ خارج بغداد. فايران تصر على طرد المنظمة واعضائها من الاراضي العراقية، يدعمها في ذلك الطلب كافة الفصائل السياسية العراقية التي تتهم المنظمة بدور في تصفية بعض كوادرها في العهد السياسي السابق. ولا تزال الولايات المتحدة تحمي المنظمة، ولكنها’ تبدو في موقع ضعيف جدا خصوصا مع عدم رغبة الساسة العراقيين في ذلك بشكل قاطع. الحرب السرية ليست من جانب واحد. فالايرانيون حققوا ضربة استخباراتية قوية باعتقالهم عبد الملك ريغي، زعيم منظمة ‘جند الاسلام’ التي نفذت عمليات ارهابية في ايران، وقتلت عشرات الايرانيين. وما يزال الغموض يلف عملية الاعتقال التي تمت في شهر شباط/ فبراير الماضي . ووفقا للرواية الايرانية فقد تم انزال الطائرة التي كانت تقله في مطار بندر عباس وتم اعتقاله. وتردد ان الاستخبارات الباكستانية تعاونت مع الاستخبارات الايرانية حول القضية، ولكن الايرانيين يصرون على ان العملية كانت نتيجة جهودهم الخاصة وبدون مساعدة من احد. وقد كانت ايران مهددة بالمزيد من اعمال العنف والارهاب من هذه المجموعة، خصوصا بعد العملية التي نفذت في شهر شباط/فبراير الماضي والتي اغتيل فيها 11 من القادة العسكريين الايرايين بالقرب من مدينة زاهدان من بينهم نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الجنرال نور علي شوشتري، وكانت ضربة موجعة حيث كان العديد من قيادات الحرس الثوري من بين الضحايا. وأكدت ايران وقتها ضلوع الاستخبارات الامريكية في العملي. يقول مصدر باكستاني مطلع ان استخدام منظمة ‘جند الله’ التي يقودها عبد المالك ريغي، كان على طاولة النقاش بين مسؤولين امريكيين وباكستانيين كبار خلال زيارة ديك تشيني لباكستان قبل عامين. ووفقا لهذه المصادر فقد تم تمويل المنظمة المذكورة ليس بشكل مباشر، بل عن طريق معارضين ايرانيين يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية ويستلمون مساعدات مالية من اجهزة الاستخبارات الامريكية ومن دول خليجية كذلك.’ولذلك اعتبر اعتقال زعيم المجموعة ضربة قوية للجهات التي تدعمه. ايران، من جانبها، اصبحت اكثر وعيا لضرورة مواجهة هذا الواقع والتصدي للاعمال السرية التي تستهدفها بجدية اكبر. فبعد ثلاثة’ عقود من تطوير الذات في هذا الجانب، اصبحت طهران تتقن اللعبة الاستخباراتية بشكل كبير. وقد استفادت من تجاربها السابقة ابتداء بأزمة احتجاز دبلوماسيي السفارة الامريكية في الشهور الاولى بعد الثورة، مرورا بتجربة خطف الرهائن الاجانب على ايدي مجموعات لبنانية في الثمانينات، وقصة اعترافات ‘ويليام باكلي’، وصولا الى التعاطي الحالي مع’ التهديدات الاسرائيلية الجدية باستهداف المنشآت النووية الايرانية عن طريق العمليات السرية وتصفية العلماء الايرانيين. وتدرك ايران ان عناصر الموساد عملت بشكل فاعل لتصفية العلماء العراقيين في السنوات الخمس الماضية، وان عملية استهداف العلماء الايرانيين بدأت بالحوادث التي مر ذكرها. ولولا يقظة الايرانيين في الشهور الاخيرة وتعاملهم الحازم مع محاولات التدخل الاجنبية لتأزيم الاوضاع الداخلية لازداد تدهور الوضع الايراني، ولعجزت طهران عن الاستمرار في مشاريعها التصنيعية والسياسية. فالدور الايراني في دعم مجموعات المقاومة في لبنان وفلسطين ليس قضية خفية، ولكن اساليب تنفيذ تلك السياسة ما تزال تستعصي على فهم مناوئيها الغربيين. ايران تدرك من جانبها انها تخوض حرب وجود مع تلك القوى، وان مشروعها الاسلامي مهدد بالفناء والزوال ان تراجعت عنه خطوة واحدة، وان المشروع الصهيوني ـ الامريكي في المنطقة سوف يترسخ ان لم يجد مقاومة حقيقية من الجهات العربية والاسلامية. ايران في فوهة المدفع في الحرب السرية التي لا تفتر مع تلك القوى، بينما تجد واشنطن ولندن الوضع يزداد تعقيدا وصعوبة. ويدرك الطرفان ان الحرب الباردة الحالية لن تستمر طويلا، وانهم مطالبون بالبحث عن مخارج سريعة لمنع حدوث حرب اقليمية اخرى لا يستطيع احد التنبؤ بنتائجها، او معرفة من هم’ الرابحون والخاسرون فيها. الحرب السرية اذن مقدمة اما للتصعيد العسكري او الانفراج السياسي، وكلا الجانبين يدرك هذه الحقيقة، ولكن ما لا يعرفه اي منهما هو كيفية’ الخروج من عنق الزجاجة بعد ثلاثة عقود من الحروب النفسية والاستخباراتية والاقتصادية والايديولوجية. وسيظل الصراع الايديولوجي عنوانا للازمة، حتى يجد الساسة مخارج مناسبة منها، قبل فوات الاوان. ‘ ‘ كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل  200910)


التركية.. أول فضائية تركية بالعربية


سعد عبد المجيد – إسطنبول افتتحت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية أول محطة تركية ناطقة بالعربية تحمل اسم « التركية », وذلك بموجب قرار حكومة حزب العدالة والتنمية لتدعيم التواصل الثقافي والأخوي بين تركيا والعالم العربي. وقال مدير المحطة سفر طوران للجزيرة نت إن مشروع القناة الناطقة بالعربية التي افتتحت الاثنين الماضي جاء متأخرا وخصوصا أن هناك دولا لا تجمعها جغرافية مع العالم العربي أقامت مثل هذا النوع من القنوات منذ زمن لكنه أردف قائلا « كل تأخيرة فيها خيرة ». وذكر طوران الهدف الأساسي من إطلاق المحطة هو إنشاء جسر تواصل مباشر مع العالم العربي, ليتعرف كل من الطرفين على الآخر دون وسيط. وأضاف « نريد تقديم القهوة التركية لكل بيت عربي, ساعين للتقريب والابتعاد عن كل ما يثير الخلافات ». ليست للدعاية وقال طوران إن المحطة ليست للدعاية التركية, وإنما ستتناول القضايا السياسية المشتركة بين تركيا والعالم العربي. أما ما يخص القضية الفلسطينية فاعتبر أن موقف تركيا من القضية الفلسطينية واضح ولا يحتاج لإيضاح، لافتا إلى أن المحطة لن تكون طرفا في الخلاف الفلسطيني الداخلي. وتبث التركية الفضائية على ثلاثة أقمار هي عربسات ونايل سات وتركيا سات3, وتقدم نشرات إخبارية وبرامج سياسية. وسيقدم أحد البرامج من دولة عربية ويتناول قضايا المنطقة والقضايا الدولية، بينما يناقش برنامج آخر من إسطنبول القضايا والأحداث السياسية والعلاقات الدولية وخاصة مع العالم العربي، في حين يعرض برنامج يومي بعنوان « صباح الخير من إسطنبول ». وأعرب أسامة الشافعي وهو مخرج مصري في القناة عن سعادته لوجوده بتركيا متوقعا نموا للمحطة في المستقبل، ومعربا عن تفاؤله باجتماع العرب والأتراك في مكان واحد. والبرامج الرياضية لها مكان واضح في المحطة كما هو الحال في القنوات التركية والعربية. وعبر مقدم النشرة الرياضية التونسي محمد إسلام للجزيرة نت عن فرحه بهذه التجربة الجديدة وسط الأتراك مشيرا إلى التاريخ الطويل مع الأتراك وإلى أن العلاقات الشخصية أهم من المهنية، وأعرب عن أمله في نيل إعجاب المشاهد العربي بتقديم الصورة الصحيحة لتركيا. ومن جهته أعرب رئيس الحكومة التركية الذي حضر حفل افتتاح أعمال المحطة مع أبرز الشخصيات التركية والعربية عن أمله في استمرار العمل بالمحطة وقيامها بدورها المأمول حتى بعد حكومة العدالة والتنمية. يذكر أن إطلاق هذه المحطة باللغة العربية جاء ضمن ثانية الحملات الإعلامية الرسمية للبث بلغات غير تركية التي أطلقتها الحكومة، حيث سبقها بث « القناة 6 » بالكردية ضمن القنوات الرسمية لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي).  (موقع القناة على الإنترنت: http://www.trtarabic.com) (المصدر: « الجزيرة.نت » (محجوب في تونس) بتاريخ 7 أفريل 2010)

امريكا.. وفشلها الاقليمي


عبد الباري عطوان 4/7/2010 الولايات المتحدة الامريكية شنت حربين على العراق، الاولى في شباط (فبراير) عام 1991 تحت عنوان ‘تحرير الكويت’، والثانية في آذار (مارس) عام 2003 تحت شعار ‘تحرير العراق’، ولكن الهدف الاساسي كان تغيير النظام الحاكم، واستبداله بآخر موال لها، ومتماه مع مشاريع هيمنتها، ومهادن لاسرائيل اسوة بالعرب الآخرين. مهندسو الحرب الاخيرة على العراق من المحافظين الجدد وحلفائهم ومؤيديهم (العرب على وجه الخصوص) استخدموا ذريعة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل لتبرير عدوانهم، وعندما انفضحت هذه الاكذوبة بالدلائل العملية، رفعوا شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان لتبرير غزوهم، واحتلال بلد، وقتل مليون من ابنائه، وتيتيم اربعة ملايين طفل، وتهجير حوالى ثلثي هذا الرقم على الاقل الى دول الجوار، او داخل العراق نفسه. نعترف بأن العراق الجديد شهد انتخابات شفافة وحرة، مرتين منذ الاحتلال، الاولى عام 2005، والثانية قبل شهر تقريبا، وكانت نسبة المشاركة في الثانية اكثر من ثلاثة وستين في المئة، بسبب مشاركة ابناء الطائفة السنية الذين قاطعوا الانتخابات الاولى بصورة شبه جماعية. قوى خارجية عديدة تدخلت بشكل مباشر في الانتخابات بالمال او النفوذ. وكان لافتا ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب، مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى، ساندت قائمة الدكتور اياد علاوي ‘العلمانية’، بينما وقفت ايران بقوة خلف القوائم الشيعية الاخرى. الانتخابات العراقية الاولى سلّمت البلاد الى الاحزاب الطائفية الاصولية، او بالاحرى كرّست وضعا قائما اسست له الادارة الامريكية ودعمته، وعندما انقلب السحر على الساحر، ارادت الولايات المتحدة اصلاح خطئها من خلال الانتخابات الثانية، فجاءت النتائج اكثر كارثية، او هكذا نعتقد. الادارة الامريكية الديمقراطية الحالية التي وصلت الى البيت الابيض على حساب حروب المحافظين الجدد الفاشلة في منطقة الشرق الاوسط (العراق وافغانستان) تجد نفسها حاليا في مأزق اكبر في البلدين والمنطقة بشكل عام. ‘ ‘ ‘ قبل الغزو الامريكي للعراق كان المعممون وغير المعممين، الطائفيون والعلمانيون، الليبراليون والشيوعيون، العرب والاكراد، يولّون وجوههم صوب الكعبة الامريكية، يحجون اليها تباعا، فرادا وجماعات، لطلب الود والاستماع الى التوجيهات. وبعد سبع سنوات من الغزو والاحتلال، وخسارة ثمانمئة مليار دولار، واربعة آلاف قتيل امريكي، واربعين الف جريح، وإحلال الديمقراطية الامريكية مكان ‘الدكتاتورية’ المحلية، واجتثاث البعث ورجاله، وذهاب ابناء العراق الى صناديق الاقتراع مرتين، باتت طهران هي الوجهة المفضلة للسياسيين انفسهم، والمعممين انفسهم، حيث حلت وباستحقاق، مكان العاصمة الامريكية. هل هو الغباء الامريكي، ام الدهاء الايراني، ام قصر النظر العربي، ام الخبث الاسرائيلي، ام كل هذه العوامل مجتمعة؟.. كل ما نعرفه ان ايران، العدو اللدود للولايات المتحدة، والمنافس الأبرز لهيمنتها على منابع النفط وصادراته واحتياطاته، هي الفائز الاكبر حتى هذه اللحظة. ومن المفارقة ان الدكتور اياد علاوي، الحليف الاقرب لواشنطن بين كل السياسيين العراقيين، والعامل الاكثر تأثيرا في خطط اطاحة النظام السابق، هو الوحيد الذي لم يُدع لزيارة طهران، ربما لانه العلماني الابرز الذي فاز بالاكثرية في الانتخابات الاخيرة بأصوات الطائفة السنية. الديمقراطية العراقية التي ارادتها واشنطن لتكريس هيمنتها، وتعزيز سلطة حلفائها، وتحقيق الاستقرار والامن في البلاد بما يمهد الطريق لسحب قواتها، او بالاحرى هروبها في العام المقبل، تحولت الى كابوس باعطائها نتائج عكسية تماماً. فرص الدكتور علاوي في تشكيل الحكومة الجديدة المقبلة تبدو محدودة، مما يعني ان كل الاستثمار العربي والامريكي المالي والمعنوي، لانجاحه سيذهب هباء. فالسيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الحالي هدد باللجوء الى العنف، اذا لزم الامر، لمنعه من الحلول محله في سدة الحكم. والسيد المالكي يعني ما يقول، فهو يملك، وبفضل الغباء الامريكي ايضاً، السيطرة الكاملة على القوات الامنية والعسكرية، والخزائن العامرة بأموال العوائد النفطية. نظرياً يملك الدكتور علاوي وانصاره من السنة، العرب والاكراد معاً، دعم القوات الامريكية (20 الف جندي) الموجودة حالياً في العراق اذا لزم الامر، ولكن هل ستتورط هذه القوات في حال حدوث حرب اهلية نتيجة لهذا الانقسام العراقي الاخطر والاكثر دموية في حال لجوء طرفيه، او اطرافه الى السلاح والعنف لحسم الاوضاع؟ ‘ ‘ ‘ الولايات المتحدة الامريكية تواجه اخطر انواع الفشل لسياساتها الخارجية في منطقة كانت، ويجب ان تكون من وجهة نظر مخططيها الاستراتيجيين، المنطقة الاكثر ولاءً واستقراراً كمنطقة نفوذ لها وذلك للأسباب التالية: ‘ اولا: حلفاؤها الاسرائيليون الذين زوّدتهم بأكثر من مئتي مليار دولار كمساعدات على مدى ستين عاماً، وساهمت بدور كبير في تسليحهم وبقاء دولتهم، باتوا يتمردون عليها، ويتحدّون ادارتها، ويرفضون ابسط طلباتها في الحفاظ على مصالحهم، اي الامريكيين، الاستراتيجية، مثل مجرد تجميد الاستيطان في القدس المحتلة. ‘ ثانيا: حلفاؤها العراقيون الذين سخّرت قواتها في خدمة طموحاتهم وضحّت بسمعتها من اجل اطاحة عدوهم اللدود الراحل صدام حسين، وايصالهم الى سدة الحكم، اداروا لها ظهرهم، وتحالفوا مع عدوتها ايران، وعلى رأس هؤلاء الدكتور احمد الجلبي الصديق الصدوق للمحافظين الجدد. ‘ ثالثا: حامد كرزاي الحليف الامريكي الآخر الذي جاءت به واشنطن من المجهول الى قصر الرئاسة في افغانستان، ليكون رمز الديمقراطية، والغطاء الامريكي، والمحارب الابرز والاشد لطالبان و’القاعدة’، لم يتورط في الفساد وتزوير الانتخابات فقط، بل ذهب الى ما هو ابعد من ذلك، وبات يهدد بالانضمام الى طالبان! العنف او الارهاب مثلما يسميه الامريكان عاد بقوة الى المنطقة بفضل التدخل الامريكي، فالانفجارات باتت شبه يومية في العراق، ومرشحة للتصاعد، حيث حصدت امس ارواح العشرات من العراقيين، مما يؤكد ان تنظيم ‘القاعدة’ والفصائل الاخرى التي تتحالف معه، او تتبع نهجه، وتعارض المشروع السياسي الامريكي في العراق قد عادت بقوة. وليس من قبيل الصدفة ان يتوازى هذا مع تصعيد مماثل في افغانستان وباكستان، يستهدف السفارات الاجنبية في البلدان الثلاثة. المصالحة الوطنية في العراق لم تتم، وفرص اتمامها المستقبلية باتت اكثر تعقيداً، والشيء نفسه في افغانستان، ولكن المصالحة الاهم التي وعد الرئيس اوباما بتحقيقها بين امريكا والعالم الاسلامي في عهد ادارته هي التي اجهضت، بل ظلت نطفة ولم تتطور حتى الى جنين، بفضل العداء المستحكم للمؤسسة الامريكية الحاكمة لكل ما هو عربي ومسلم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 أفريل  2010)

التذرع بحماية الديمقراطية.. من الإرهاب إلى تدميرها!

 


ميراي ديلماس – مارتي (*) اقترع البرلمان الفرنسي في 2008 على قانون اقترحته الحكومة، يجيز توقيف محكوم قضت محكمة بتوقيفه، وأتم عقوبته، سنة تامة تجدد الى ما لا نهاية، في ضوء معيار «خطورته». والقانون الفرنسي قد يبدو للوهلة الأولى ظاهرة محلية وداخلية. ولكن بحثي قادني سريعاً الى أن المسألة تتخطى المناقشة الداخلية، وتنخرط في وجهة أمنية أعم وأشمل تطاول الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأخرى، ولا تشذ أوروبا عنها. ويبدو النص الفرنسي مستلهماً من قانون ألماني يتناول الاعتقال الاحترازي، ويعود الى 1933. وأسقطت ألمانيا القانون الموروث من الحقبة الهتلرية، وألغت العمل به، ولم تبعثه الموجة الإرهابية في السبعينات. والقانون هذا تحدد إعماله اليوم. وسبقه قانون يعود الى 1998، ألغى بمــفعول رجعي مدة الاعتقال الاحترازي القصوى، وهي 10 سنوات، وأقر تجديد الاعتقال من غير سقف، في 2004، وأجازت محكمة كارلسروه الدستورية الألمانية التشريع. وفي قضية المدعو موكي، دين المتقاضي في 1986 بالحبس 5 سنوات عقاباً على محاولته القتل والسرقة الموصوفة، ثم وضع في الاعتقال الاحترازي، في 1991، ولم يطلق سراحه مذ ذاك. ويدعو رد استئنافه الحكم غريباً في ضوء ما عرف عن المحكمة الألمانية من تمسك بالأصول والمبادئ الحقوقية الأساسية وهي كرامة الشخص والحرية الفردية وحكم القانون بما هو حماية من تعسف الدولة. وفي 17 كانون الأول (ديسمبر) 2009 دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بستراسبورغ ألمانيا، في المسألة هذه، فسارعت ألمانيا الى عرض القضية على المحكمة العليا. ويدعو إحياء ألمانيا قانوناً باطلاً تقريباً، وهتلرياً، الى السؤال. وكذلك لجوء أكثر من بلد غربي ديموقراطي الى معايير أمنية. ولا يستقيم تفسير الاتجاه هذا بانتقال المعايير من بلد الى آخر، والحق أن الظاهرة أشد تعقيداً وأعمق، وتقود الى افتراض «مفعول 11 أيلول» (سبتمبر). فهجمات أيلول 2001 أدت الى إجراءات عولمة مكافحة الإرهاب، من جهة، وكان لها أثر مباشر في نظرتنا الى الجريمة، وحررت المسؤولين السياسيين من المحظور الأمني ومن قيد دولة الحق والقانون. ومنذ 2001، شمل الانعطاف الأحزاب السياسية كلها من غير تمييز اليمين من اليسار، على خلاف قانون «الأمن والحرية» الفرنسي في 1981 (شباط/ فبراير). واقترعت غالبية نيابية يسارية، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001، على قانون أول يرجع عن افتراض البراءة الذي كان اقره قانون حزيران (يونيو) 2000. ويلاحظ في العالم كله ميل عام الى تقوية القمع الجزائي، وإلى تشديد قبضة المراقبة الاجتماعية (تعميم مواصفات القياس البيولوجي والملفات الشخصية، وإعمال سياسة الإبعاد والطرد في حق الأجانب، الخ). ولا يستثني الميل هذا دول أوروبا الوطنية والتشريع الاتحادي. فغداة 11 أيلول تبنت أوروبا قرارين إطاريين: الأول يتناول مذكرة التوقيف الأوروبية، ويترتب عليه اختصار إجراءات الطرد وتسريع نقل المتهم من بلد الى آخر، ويفرض الثاني على الدول تجريم عدد كبير من الأفعال، بما فيها الضلوع في أنشطة منظمة مظنونة إرهابية. ويترجح الحق الأوروبي بين التشدد في السياسة الجنائية وبين نازع القضاة الى التنبه على احترام دولة الحق. ومنذ 1978 (الحكم في دعوى كلاس على الجمهورية الفيديرالية الألمانية)، حذرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من «تدمير الديموقراطية بذريعة حمايتها» من الإرهاب. وعادت المحكمة نفسها، في حكمها في دعوى نسيم سعدي على إيطاليا، في 28 شباط (فبراير) 2008، الى المسألة، فذهبت الى أن مكافحة الإرهاب لا تسوغ أبداً التوسل بالتعذيب، وإلى أن حرمة كرامة الإنسان أصل لا يجوز انتهاكه. وقضت محكمة العدل العليا في اللوكسمبور، في حكمها في دعوى ياسين عبدالله قاضي وآخرين على المجلس (الأوروبي) والمفوضية (الأوروبية)، في 3 أيلول 2008، بأن الإجراء الأوروبي – بناء على قرار مجلس أمن الأمم المتحدة القاضي بتجميد ممتلكات أعضاء المنظمات المظنونة إرهابية، والمدرجة في لوائح سود أعدتها الولايات المتحدة – هذا الإجراء ينتهك الحقوق الأساسية، وعلى وجه الخصوص حق الملكية وحقوق الدفاع. وتسلط القضية هذه الضوء على الخلاف بين السلطتين الإجرائية والقضائية. وهو خلاف قانوني من جهة. فالمفوضية والمجلس الأوروبيان يوجبان على الدول الامتثال الدقيق الى قرار مجلس الأمن، بينما تقر محكمة اللوكسمبورغ ضمناً لنفسها بهامش يجيز لها الموازنة بين الحق الدولي وبين المبادئ الأوروبية. وهو خلاف سياسي، من ناحية أخرى. فالسلطة الإجرائية ترى أن مكافحة الإرهاب من اختصاصها وحدها، بينما تتابع المحكمة النائب العام لويس ميغيل بوياريس مادورو على رأيه أن المحكمة لا تتعدى على دائرة السياسة، ويعود إليها تقييد القرارات السياسية بقيود الحق والقانون. وعلى هذا، أمست مسألة الأمن مشكلة دولية، على الصعيدين الأوروبي والعالمي، وعلى المعاني كلها، وفي أثناء 30 سنة، من 1981 الى 2010، انتقلت المناقشة من إطار محلي وطني الى إطار دولي، وانقلبت المعايير رأساً على عقب. وتهدد قطبا «أوروبا السوق» و «أوروبا حقوق الإنسان» دول الاتحاد بالمنازعة بين السلطة الإجرائية والسلطة القضائية، وبشق السلطة القضائية نفسها قطبين متناقضين. ولكن القضاة تجنبوا النزاعات بواسطة مداولات غير شكلية. وأقرت معاهدة نيس، العام 2000، ميثاق الحقوق الأساسية في إطار أوروبا السوق. والميثاق من 45 مادة تنص على جملة حقوق المواطنين الأوروبيين المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وكرست معاهدة لشبونة، منذ سريانها في كانون الأول (ديسمبر) 2009، قوة الميثاق القانونية الملزمة. ومرد تفاقم النزاع بين السلطة السياسية وبين السلطة القضائية الى خسارة سلطة الدولة السياسية جزءاً من سيادتها. وإدانة قاض أوروبي دولة من دول الاتحاد لا يترتب عليها نزاع بين سلطة الدولة الإجرائية وبين سلطة الاتحاد القضائية وحسب، بل نزاع بين الصعيد الوطني والصعيد الاتحادي. وتصدع الدول غالباً بحكم القاضي الأوروبي. والسبب في هذا، وقد يكون عابراً، هو أنه ليس بين البلدان الأوروبية بلد في مستطاعه بسط نظامه القضائي على البلدان الأخرى، بينما تغلب على مناطق العالم الأخرى سيطرة دولة كبرى (الولايات المتحدة في أميركا الشمالية، والبرازيل في أميركا الجنوبية، والصين في آسيا). والحال هذه، لا مناص من مماشاة نازع تعددي ومتوازن في بناء نظام قضائي وحقوقي دولي. ولا شك في أن أوروبا لا تيمم شطر تنظيم فيديرالي ولا شطر تنظيم كونفيديرالي، بل تسير نحو بنية متعددة القطب وغير متجانسة، بعض دوائرها أقوى اندماجاً من دوائر أخرى على شاكلة منطقة اليورو أو فضاء شينغين. وإلى اليوم، تخرج بريطانيا (المملكة المتحدة) وبولندا وتشيخيا عن دائرة العمل بميثاق الحقوق الأساسية. وتعقيد المركَّب الأوروبي، إذا تغلبت أوروبا على تحديات الأزمة، يؤهلها لتكون مختبر نظام عالمي جديد. ونازع التشريعات الدولية الى تقديم الأمن الجنائي وتقويته، غداة 11 أيلول 2001، اضطلعت فيه الولايات المتحدة بدور غالب وراجح. وفي وسع المراقب أن يتخيل اتخاذ الأمور منحى آخر. فلو كان الرئيس الأميركي، حين وقوع الهجمات، أكثر انفتاحاً على القانون الدولي، لذهب الى أن الهجمات تقع تحت المادة السابعة من نظام المحكمة الجزائية الدولية. وتعرّف المادة هذه الجريمة في حق الإنسانية بأنها الفعل الذي يقصد به مهاجمة المدنيين كلهم عمداً وعن سابق تصور وتصميم وعلم بنتائج الفعل. ولطلب الى هيئة قضائية دولية يتولى مجلس الأمن إنشاءها النظر في القضية (فالمحكمة الجزائية الدولية لم تقر إلا في الأول من تموز/ يوليو 2002). ولسلكت العولمة القضائية طريق قيم مشتركة. (*) أستاذة كرسي الدراسات القضائية المقارنة وتدويل الحق في كوليج دو فرانس، عن «إسبري» Esprit  الفرنسية، 3 – 4/2010، إعداد وضاح شرارة (المصدر: « الحياة » (يويمة – لندن) بتاريخ 7 أفريل 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

7 novembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1632 du 07.11.2004  archives : www.tunisnews.net العصر :حوار مع القيادي في حركة النهضة التونسية

En savoir plus +

19 mai 2011

TUNISNEWS 11 ème année, N°4013 du 19.05.2011 archives : www.tunisnews.net An-Nahdha Movement: Statement on the events of 18May

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.