TUNISNEWS
8 ème année, N° 3179 du 04.02.2009
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين: أخر أطوار قضية الحوض المنجمي
حــرية و إنـصاف:صدور الأحكام في قضية رموز انتفاضة الحوض المنجمي
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي:إعـــــلام
السبيل أونلاين:عاجل : الإستئناف يصدر أحكام جائرة في قضية الحوض المنجمي
البديـل عاجل:أحكام جائرة في قضية الحوض المنجمي
البديـل عاجل:الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب : محاكمة غير عادلة وحكم جائر
الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي:بيــــــان
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
لجـنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطـر**لا للقمع بالجبـاية** بيــان عــــدد 2
التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات :بلاغ
من تقرير المؤتمر القومي الاسلامي: التطبيع مع الكيان الصهيوني في تونس
القدس العربي:نقابة الصحافيين التونسيين تعبر عن استيائها من حجز صحيفة معارضة
الرسالة الرابعة للمناضل الوحدوي الناصري الحفناوي بن عثمان من داخل السجن المدني بقفصة. وتريات سجنية (4)
مراد رقيّة :في الندوة الصحفية ليوم3فيفري2009 وزير التعليم العالي يبحث عن الجامعيين والطلبة الحقيقيين،فأين هم يا ترى؟؟؟؟
الرأي:اللجنة العليا الأردنية التونسية تلتئم بتونس اليوم
رويترز:نمو الاستثمار المباشر في تونس 51 % في 2008
الرأي:مهرجان الفيلم التسجيلي لبلدان المتوسط فـي تونس
الصباح : حريق يلتهم جزءا من أرشيف بلدية بنزرت
فتحي العابد:بطاقة هوية
أبوجعفرالعويني:غزة الشهيدة تعاني
توفيق المديني: منظمة التحرير والبحث عن مرجعية فلسطينية
ياسر الزعاترة : إعلام سعودي ضد «حماس» والظاهرة الإسلامية
عبد الباري عطوان:ماذا ‘يطبخون’ في ابوظبي؟
عبدالسلام المسدّي:الحوار الحضاري والندّية اللغوية
د. أحمد القديدي : نعم ممكن أن تتغير السياسة الأمريكية!
د. محمد نورالدين:”بطل غزة”… رجب طيب أردوغان
سالم الحداد : أوباما صانع أم صنيعة؟ الخلفية والآفاق
آي بي إس : إتهامات جرائم حرب إسرائيلية في غزة : المحكمة الجنائية الدولية تتحري، ولكن…
آي بي إس:منظمات حقوقية وقانونية أوروبية : “يجب محاكمة بوش، والأدلة متوفرة”
الجزيرة نت :مؤرخ إسرائيلي: الحرب على غزة لم تحقق إهدافها
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
“ الحرية لجميع المساجين السياسيين “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية
لمساندة المساجين السياسييين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 04 فيفري 2009
أخر أطوارقضية الحوض المنجمي
انعقدت يوم الثلاثاء 03 فيفري 2009 بمحكمة الإستئناف بقفصة جلسة الدائرة الجنائية للنظر في قضية المتهمين الـ 38 فيما يعرف بـ “الوفاق ” ،و أغلبهم موقوفون منذ الصائفة الماضية على إثر الإحتجاجات الشعبية التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي بجنوب البلاد التونسية. وقد وجهت إليهم تهم من بينها: تكوين عصابة قصد الإعتداء على الأملاك العامة، تعطيل الجولان، الإعتداء على أعوان الأمن، جمع أموال من مصادر خارجية، رمي مواد حارقة. وقد أصدرت المحكمة الإبتدائية في القضية عدد3357 في جوان 2008 أحكاماً قاسية : (7)عشرة سنوات وشهر مع النفاذ و(10) ستة سنوات و شهر مع النفاذ و (4) أربعة سنوات وشهر مع النفاذ و(12) سنتان مع تأجيل التنفيذ و(5) عدم سماع الدعوى. وبحضور نحو خمسين محاميا حضروا للترافع عن المتهمين كما حضر نقابيون من الجزائر ومن فرنسا وممثلون عن مفوضية الإتحاد الأوروبي وعن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. و قد تواصلت الجلسة ، التي ترأسها القاضي العباسي ، من الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 03 فيفري إلى غاية السادسة من صبيحة يوم الإربعاء 04 فيفري. و شهد الفضاء الخارجي للمحكمة حشدا كبيرا لرجال الأمن منعت خلالها السيدة غزالة المحمدي من الدخول إلى حرم المحكمة و تعرضت للتعنيف . وقد حرص القاضي في حضور الوجوه الأجنبية ،على عكس “العرف الجاري” في المحاكم التونسية، على تسجيل شهادات المحالين حول ما تعرضوا له من تعذيب وترك المجال للمحامين للترافع، غير أنه رفض الإستجابة لطلب المتهمين عرضهم على الفحص الطبي لتبين آثار التعذيب، كما قرر رفع الجلسة للتفاوض بشأن طلب المحامين التأجيل ليقرر لاحقا رفض المطلب، كما رفض طلب المحامين إستدعاء الشهود من الموظفين والموظفين السامين ممن كانوا يتفاوضون مع المحالين من القياديين النقابيين الذين تولوا تأطير الحركة الإحتجاجية . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي تعتبر هذه المحاكمة محاكمة سياسية، تستنكر إنعقاد هذه المحاكمة تحت المحاصرة الأمني المكثفة و تندد بما تعرض له المحالون من أصناف التعذيب الوحشي وما خلفته من أضرار بدنية أمكن للقاضي وكل الحضور ملاحظتها،كما تستنكر صمت القاضي بإزائها وبإزاء طلب الدفاع إحضار الشهود وهو ما أفقد المحاكمة شروط عدالتها . لجنة متابعة المحاكمات السياسية عن الجمعية
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 صفر 1430 الموافق ل 04 فيفري 2009
صدور الأحكام في قضية رموز انتفاضة الحوض المنجمي
نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة في جلستها المنعقدة يومي الثلاثاء و الأربعاء 3 و 4 فيفري 2009 في قضية رموز انتفاضة الحوض المنجمي 38 الذين كانت أصدرت ضدهم المحكمة الابتدائية بقفصة أحكاما قاسية تراوحت بين عشر سنوات سجنا نافذة و سنتين مع تأجيل التنفيذ في القضية عدد 3357 بتاريخ 11/12/2008، و قد قدم ما يزيد عن الثمانين محاميا نيابتهم في جلسة اليوم و قدم الحاضرون منهم مطالب سراح في حق منوبيهم و طالبوا بتأجيل القضية إلى وقت متسع لتحضير وسائل الدفاع إلا أن المحكمة رفضت مطالب السراح كما رفضت مطلب التأجيل، و تواصلت المحاكمة كامل نهار يوم الثلاثاء لاستنطاق المتهمين من قبل المحكمة و توجيه أسئلة لسان الدفاع إليهم كما تواصلت طيلة ساعات الليل ترافع خلالها المحامون إلى حدود الساعة السادسة صباحا و قرر رئيس المحكمة التصريح بالأحكام إثر الجلسة ، و على الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الأربعاء 04/02/2009 أصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف الأحكام التالية: غيابيا بإقرار الحكم الابتدائي ضد كل من:
10 سنوات (غيابيا): حسن بن عبد اللـّه، غيابي مع النفاذ العاجل ماهر فجراوي، غيابي مع النفاذ العاجل 6 سنوات ( غيابيا ): الفاهم بوكدّوس سنتان مع النفاذ العاجل: محي الدين شربيب، (إقرار الحكم الغيابي) و حضوريا بالحط من العقاب في حق كل من: 8 سنوات سجنا: عدنان حاجي البشير عبيدي 6 سنوات وشهر سجنا: الطيب بن عثمان طارق حليمي عادل جيّار 4 سنوات سجنا: رشيد عبداوي 3 سنوات سجنا: مظفـّر العبيدي عبيد خلايفي عامان و شهر سجنا: فيصل بن عمر سامي بن أحمد (شُهِرَ عميدي) هارون حليمي غانم شريطي رضا عزالديني عبد السلام الهلالي عامان سجنا: بوبكر بن بوبكر حفناوي بن عثمان محمود الردادي الهادي بوصلاحي سنتان و شهر مع تأجيل التنفيذ : ( إقرار الحكم الابتدائي ) معاذ أحمدي عبد اللـّه فجراوي محمد البلدي رضوان بوزيان مكرم ماجدي عثمان بن عثمان محمود هلالي محسن عميدي رضا عميدي، (مثل بحالة سراح) عصام فجراوي، (مثل بحالة سراح) ثامر المغزاوي، (مثل بحالة سراح) عام و شهر مع تأجيل التنفيذ: بوجمعة شريطي حبيب خذير الأزهر بن عبد الملك علي الجديدي إسماعيل الجوهري و على عكس الأجواء في قاعة الجلسة التي كانت تتسم بالعادية، كانت الأجواء خارجها مشحونة بالتوتر و الاحتقان و الحصار الكامل و الغلق الشامل لكل المنافذ المؤدية إلى المحكمة من قبل قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة و منعت عائلات المتهمين و الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين من الوصول إلى المحكمة فقد تعرض بعضهم للاعتداء من قبل عناصر البوليس السياسي نذكر من بينهم الآنسة غزالة المحمدي التي وقع نقلها للمستشفى بعد الاعتداء عليها بالعنف.
و حرية و إنصاف
1) تعتبر أن هذه المحاكمة لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة حيث تواصلت طيلة الليل و حرمت المواطنين من متابعة سيرها في قاعة المحكمة و الاطلاع على تفاصيلها و متابعة مرافعات لسان الدفاع و تندد بمواصلة هذا النهج التعتيمي في القضايا السياسية. 2) تندد بقسوة الأحكام التي صدرت ضد مواطنين لا ذنب لهم إلا أنهم حاولوا تهدئة جو من الاحتقان و التوسط بين السلطة و المحتجين من بين شباب منطقة الحوض المنجمي لكن السلطة قابلتهم بالاعتقال و التعذيب و قدمتهم للمحاكمة من أجل أفعال لم يرتكبوها. 3) تطالب بإطلاق سراح جميع المساجين و وضع حد للمحاكمات غير العادلة و عدم إقحام القضاء في القضايا السياسية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 04 فيفري 2009 إعـــــلام
تواصلت جلسة الاستئناف بالمحكمة الابتدائية بقفصة منذ يوم أمس03-02-2009 بدون انقطاع في قضية القيادات النقابية التي وقع سجنهم على خلفية الاحتجاجات السلمية بمنطقة الرديف .وجاءت الأحكام مخيبة لكل التوقعات التي راهنت على انفراج يهيئ لإطلاق سراح قريب للمسجونين. بدأت الجلسة أمس بحضور عدد كبير من المحامين والمراقبين من نقابيين ونشطاء مجتمع مدني ، من تونس والمغرب العربي وفرنسا وكذلك عائلات المتهمين . الجلسة الصباحية خصصت لاستنطاق المتهمين الذين أكدوا على : – سلمية التحركات ، حيث حرصت القيادات النقابية أن تحافظ الحركة الاحتجاجيةعلى طابعها السلمي والقانوني وان لاتقع تجاوزات تخل بالأمن العام أو تعرض حياة الأشخاص أو الممتلكات للخطر. – سعيهم المتواصل خلال التحركات التي دامت أشهر لإيجاد قنوات تفاوض مع السلطة وهو ما وقع فعلا عبر لجنة التفاوض . – كيدية التهم الموجهة إليهم ، حيث أن تحركاتهم كانت لا تتجاوز مطالبها الحد من البطالة المنتشرة في الرديف ، والتراجع في نتائج مناظرة فسفاط- قفصة ، التي اعترفت السلطة رسميا بوجود تجاوزات فيها. – تعرضهم للتعذيب في مخافر الأمن مما اجبر العديد منهم لإمضاء محاضر بحث دون الاطلاع على فحواها، مذكرين بمعاينة قاضي التحقيق لآثار التعذيب ومقدمين أسماء في الذين تولوا واشرفوا على تعذيبهم. ثم تولى المحامون توجيه الأسئلة لمنوبيهم لتأكيد وتوضيح ما ذهبوا إليه في استنطاقهم. في الحصة الليلية ، بدأ المحامون الدفاع فأكدوا على العديد من الاخلالات القانونية التي صاحبت التحقيق ومنها غياب الشهود ورفض المحكمة عرض المحجوز والادعاء بوجود وفاق منذ شهر مارس في حين السلطة تتفاوض مع هذه القيادات النقابية عبر العديد من مسؤوليها إلى أواخر شهر ماي 2008.كما تعرضوا مطولا للتعذيب الذي لحق منوبيهم . تواصل الدفاع إلى غاية السادسة صباحا. وجاءت الأحكام حوالي الثانية من ظهر اليوم- بعد اختلاء رئاسة المحكمة لساعات- كالآتي:
حكم الاستئناف
|
الحكم الابتدائي
|
الاسم
|
08 سنوات
08 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
03 سنوات
03 سنوات
عامان
عامان
عامان
عامان
عامان
04 سنوات
عامان
عامان
عامان
عامان
عامان
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
|
10 سنوات وشهر
10 سنوات
10 سنوات
10 سنوات
10 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
06 سنوات
04 سنوات
04 سنوات
04 سنوات
04 سنوات
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عامان مع تأجيلالتنفيذ
عدم سماع الدعوى
عدم سماع الدعوى
عدم سماع الدعوى
عدم سماع الدعوى
عدم سماعالدعوى
|
1- عدنان الحاجي
2- بشير العبيدي
3 – طارق حليمي
4- عادل جيار
5- الطيب بن عثمان
6- عبيد الخلايفي
7- مظفر العبيدي
8- فيصل بن عمر
9- هارون حليمي
10- غانم الشرايطي
11- رضا عزالديني
12- عبد السلامهلايلي
13- رشيد العبداوي
14- سامي عمايدي
15- بوبكر بن بوبكر
16- حفناوي بنعثمان
17- محمود الردادي
18- الهادي بوصلاحي
19- عصام الفجراوي
20- معاذ الاحمدي
21- ثامر المغزاوي
22- معاذ احمدي
23- محمد بلدي
24- رضا عمايدي
25- عبد اللهفجراوي
26- مكرم ماجدي
27- عثمان بن عثمان
28- محمود هلايلي
29 – محسن عمايدي
30- رضوان بوزيان
31- الحبيب الخضيري
32- اسماعيلالجوهري
33- الازهر عبدالملك
34- بوجمعةالشرايطي
35- عليالجديدي
|
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تعبر عن تقديرها للسادة المحامين للتضحيات الكبيرة التي ماانفكوا يقدمونها من اجل إثبات براءة المتهمين وإنارة العدالة ، مؤكدة أن تاريخ تونس سيذكر مواقفهم المشرفة بكل فخروفي نفس الآن تعبر عن تقديرها للمتهمين الذين تولوا الدفاع عن أنفسهم بشكل جيد وذلك لإثبات براءتهم من كل التهم الموجهة إليهم. كما تعتبر أن الأحكام القاسية الصادرة اليوم لا تساعد على حل قضايا الحوض ألمنجمي ، بالعكس فإنها تعتقد أن ذلك سيزيد من واقع الاحتقان والتشنج. إلى ذلك فإنها ترى أن الحل الصحيح يكمن في إطلاق سراح كل الموقوفين وإرجاعهم إلى سالف عملهم وحل كل قضايا التنمية بالمنطقة عبر أسلوب الحوار ، بعيدا عن الحلول الأمنية والقضائية . عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي
عاجل : الإستئناف يصدر أحكام جائرة في قضية الحوض المنجمي
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس
بعد ان استغرقت جلسة الإستئناف في ما يعرف بـ”قضية الحوض المنجي” طيلة يوم أمس وليلة البارحة وحتى ظهر اليوم الإربعاء 04 فيفري 2009 ، تخللتها فترة راحة قصيرة رفعت فيها الجلسة ، اصدرت محكمة الإستئناف بقفصة الأحكام في حق 38 متهما ، وقد تليت الأحكام عند الساعة الثانية بعد الظهر، و جاءت على النحو التالي : 8 سنوات نافذة : – البشير العبيدي – الطيب بن عثمان – عدنان الحاجي 10 سنوان نافذة : – حسن بن عبد الله (وهو بحالة فرار) 6 سنوات نافذة : – طارق الحليمي – عادل جيّار – الفاهم بوكدوس ( وهو بحالة فرار) 4 سنوات نافذة : – عصام الفجراوي – ثامر المغزاوي – رضا العمايدي – رشيد العبداوي 3 سنوات نافذة : – عبيد خلايفي – مظفر العبيدي سنتان نافذة : – فيصل بن عمر – رضا عز الديني – محمود الردّادي – هارون الحليمي – بوبكر بن بوبكر – غانم الشرايطي – حبيب خذير – حفناوي بن عثمان – عبد السلام الهلالي – الهادي بوصلاحي – محي الدين شربيب ( وهو بحالة فرار حيث يقيم بفرنسا ) عامين مع تأجيل التنفيذ : – علي الجديدي – معاذ أحمدي – عبد الله فجراوي – لزهر بن عبد الملك – مكرم ماجري – سامي بن محمد – بوجمعة الشرايطي – ماهر الفقراوي – محمد البلدي – اسماعيل الجوهري – رضوان بوزيّان – عثمان بن عثمان – محمود هلالي – محسن عميدي وقد أكد المتابعون لأطوار هذه المحاكمة أنها إفتقدت الى شروط المحاكمة النزيهة والعادلة ، حيث شابها الكثير من الخروقات مثل انتزاع الإعترافات تحت التعذيب وتعمّد تغييب الشهود في القضية ، ورفض التأجيل رغم حجم الملف الذى لم يتسنى للدفاع الوقت الكافي للإطلاع عليه واعداد الدفوعات ، والمنحى الماراطوني الذى اعتمدته المحكمة كي تصدر الأحكام في وقت قياسي، وهو ما يعكس ارادة سياسية تهدف الى طي الملف نهائيا . فماهي الرسالة السياسية التى أرادت السلطة توجيهها الى المجتمع التونسي والى النشطاء السياسيين عبر هذه الأحكام الجائرة ؟؟؟ كرست معالجة السلطة لقضية الحوض المنجمي التى استخدمت فيها الأساليب القمعية وتسخير القضاء لتصفية التحركات الإجتماعية ، حالة نموذجية لسياسات السلطة التونسية التى لا تعتمد غير اساليب القمع لمعالجة كل قضايا البلاد وتصفية كل خصومها..فإلى متى تستمرهذه السياسة التى سممّت المناخات الإجتماعية والسياسية في تونس وقطعت الأمل في الإصلاح السياسي ؟؟؟ (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 فيفري 2009)
أحكام جائرة في قضية الحوض المنجمي
انطلقت جلسة الاستئناف في قضية قيادات وإطارات حركة الحوض المنجمي صباح أمس لتنتهي فجر اليوم (حوالي السادسة والنصف صباحا)، وأصدرت ظهر اليوم محكمة الاستئناف لدى المحكمة الابتدائية بقفصة أحكامها. وكما كان متوقعا، رغم أنّ المحاكمة قد انقلبت إلى محاكمة لنظام بن علي البوليسي وتحولت إلى جلسة لإدانة التعذيب الذي تعرّض له المعتقلون وللمحسوبية والرشوة المستشرية في الجهة والحيف الاجتماعي الذي تعاني منه، فإنّ الأحكام كانت قاسية وانتقامية إذ بلغت 8 سنوات لكل من عدنان الحاجي والبشير عبيدي. الأحكام: 10 سنوات سجنا: – حسن بن عبد اللـّه، غيابي – ماهر فجراوي، غيابي 8 سنوات سجنا وشهر: – عدنان حاجي – البشير عبيدي 6 سنوات سجنا وشهر: – الطيب بن عثمان – طارق حليمي – عادل جيّار 6 سنوات سجنا: – الفاهم بوكدّوس، غيابي 4 سنوات سجنا وشهر: – رشيد عبداوي 3 سنوات سجنا وشهر: – مظفـّر العبيدي – عبيد خلايفي سنتان (2) سجنا وشهر: – فيصل بن عمر – هارون حليمي – غانم شريطي – رضا عزالديني – عبد السلام الهلالي – سامي بن أحمد (شُهِرَ عميدي) – بوبكر بن بوبكر – حفناوي بن عثمان – محمود الردادي – الهادي بوصلاحي سنتان (2) سجنا: – محي الدين شربيب، غيابي سنتان (2) وشهر مع تأجيل التنفيذ: – عصام فجراوي، مثل بحالة سراح – معاذ أحمدي – عبد اللـّه فجراوي – محمد البلدي – رضوان بوزيان – مكرم ماجدي – عثمان بن عثمان – محمود هلالي – محسن عميدي – رضا عميدي – ثامر المغزاوي سنة (1) وشهر مع تأجيل التنفيذ: – بوجمعة شريطي – حبيب خذير – الأزهر بن عبد الملك – علي الجديدي – إسماعيل الجوهري (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 فيفري 2009)
الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: محاكمة غير عادلة وحكم جائر
أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الإستئنافية بقفصة حكمها في ما عرف بقضية الحوض المنجمي، فأقرّت الحكم الابتدائي من حيث مبدأ الإدانة مع التخفيف في الأحكام بالنسبة للبعض بحيث قضى بالسجن على: – عدنان الحاجي وبشير العبيدي: 8 سنوات وشهر – الطيب بن عثمان وعادل جيار وطارق الحلايمي: 6 سنوات وشهر – رشيد عبداوي: أربع سنوات وشهر – عبيد الخلايفي ومظفر العبيدي: ثلاث سنوات وشهر – سامي عمايدي وفيصل بن عمر هارون الحلايمي وغانم الشرايطي ورضا عزالديني وعبد السلام هلالي وبوبكر بن بوبكر وحفناوي بن عثمان وهادي بوصلاحي: عامين سجن وشهر – معاذ الأحمدي وعبد الله فجراوي ومحمد بلدي ورضوان بوزيان ومكمرم مجدي وعثمان بن عثمان ومحمود هلالي ومحسن عمايدي وثامر المغزاوي وعصام الفجراوي ورضا العمايدي: عامين وشهر مع تأجيل التنفيذ مع التشديد في العقوبة بالنسبة لكل من: حبيب خذيري والأزهر عبد الملك وبوجمعة الشرايطي وعلي الجديدي واسماعيل الجوهري: عام وشهر مع تأجيل التنفيذ، بعد أن برأتهم محكمة البداية – ماهر فجراوي وحسن بن عبد الله 10 سنوات غيابي – فاهم بوكدّوس: ستة سنوات غيابي – محي الدين شربيب : عامين غيابي إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب التي تابعت القضية منذ انطلاقها، تعتبر: – أن قرار محكمة الاستئناف قرار جائر صدر إثر محاكمة غير عادلة فتصريحات كل المحكومين اقتلعت منهم تحت التعذيب، الذي ما زالت أثاره بادية على أجساد العديد منهم وقد عاينت المحكمة ذلك جَلسَةً. – أن رفض المحكمة الإذن بعرضهم على الفحص الطبّي وامتناع النيابة العمومية عن فتح بحث في موضوع التعذيب فيه حماية للجلادين وخرق لمقتضيات اتفاقية الأمم المتحدة ضد التعذيب التي صادقت عليها البلاد التونسية منذ سنة 1988. – أن رفض سماع شهود البراءة يؤكد صورية المحاكمة وانحياز القضاء للإدانة. – أن قرار المحكمة برفض مطلب الدفاع الرامي لتأخير جلسة المرافعة وإجبار المحامين على الترافع خلال كامل الليل وإلى صبيحة هذا اليوم ينم عن عدم احترام صارخ للدفاع واعتباره مسألة شكلية بحته. – أن المحاكمة لم تكن علنية طالما أن العديد من المواطنات والمواطنين منعوا من الوصول إلى المحكمة بل أكثر من ذلك فقد وقع الاعتداء بشكل فظيع على الحقوقية غزالة المحمدي، كما أن المحكمة حوصرت من كل ا لنواحي بأفواج كبيرة من كل أنواع البوليس. تطالب: – بوضع حد لهذه المحاكمات الصورية وإطلاق سراح الموقوفين وإيقاف كل التتبعات ضدّ الملاحقين – فتح بحث في موضوع التعذيب خاصّة وقد تعرّض ضحاياه إلى أسماء العديد من الجلادين من أمثال بلقاسم الرابحي ومحمد اليوسفي… – بوضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب. تونس في: 4 فيفري 2009 عن الجمعية الرئيسة راضية النصراوي (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 فيفري 2009)
الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي حريّة هويّة عدالة اجتماعيّة بيــــــان
أصدرت محكمة الاستئناف بقفصة أحكامها القاسية بحق قادة و رموز الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي التي شملت الشّـاب الدّيمقراطي التقدّمي رشيد العبداوي عضو هيئة جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي المكلف بالإعلام و مراسل جريدة الموقف بالجهة الذي طاله حكم جائر بأربع سنوات سجن نافذة و الشباب الديمقراطي التقدمي إذ يكبر في الأخ رشيد عبداوي روحه النضالية العالية و تفانيه في خدمة القضايا العادلة فإنه يعبّر عن: 1/- سخطه على هذه الأحكام القاسية التي لا يمكن إلا أن تزيد الوضع توترا و احتقانا. 2/- يؤكد أن هذه الأحكام لا يمكن أن تحجب مسؤولية الحكومة عن فشل سياستها التنموية و اختلال التوازن بين الجهات و لا يعفيها من المساءلة عن آدائها في مواجهة هذه الأزمة. 3/- يطالب الحكومة بالإسراع بإطلاق سراح المعتقلين و وضع حد للتعاطي الأمني/القضائي مع قضية الحوض المنجمي و فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل و التنمية و التوازن الجهوي. 4/- التزامه المطلق بالدفاع عن رفيقنا رشيد عبداوي و بقية رفاقه المعتقلين إلى غاية الإفراج عنهم و إعادة الاعتبار لهم و إطلاق حملة وطنية لحمل الحكومة على غلق هذا الملف و الإقلاع عن التعاطي الأمني مع القضايا الاجتماعية العادلة. تونس في 04 فيفري 2009 مكتب الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي بتونس عضو المكتب المكلّف بالإعلام نزار بن حسن
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 صفر 1430 الموافق ل 04 فيفري 2009
أخبار الحريات في تونس
1) منع السيدة سامية حمودة عبو من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات: منع أعوان البوليس السياسي المحاصرين لمقر المجلس الوطني للحريات بتونس اليوم الأربعاء 04/02/2009 السيدة سامية حمودة عبو من الدخول إلى المقر المذكور علما بأن الشخص الوحيد الذي بإمكانه الدخول و الخروج من المقر هون السيد عمر المستيري. 2) تواصل مسلسل الحملة التشهيرية ضد السيدة سهام بن سدرين: تواصل بعض الصحف التونسية حملتها التشهيرية ضد السيدة سهام بن سدرين و يتواصل مسلسل السب و الشتم و التجريح و التخوين ، فمتى تتوقف هذه الممارسات المخالفة للقانون؟ عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
لجـنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطـر **لا للقمع بالجبـاية** بيــان عــــدد 2
انعقدت الدَّائرة الجبائية لدى المحكمة الابتدائية بصفاقس برئاسة القاضي السَّيد سفيان البرجي اليوم الإربعاء 4 فيفري 2008 للنَّظر في القضيَّة الجبائيَّة عـ825ـدد المتعلّقة باعتراض الأستاذ عبد الوهَّاب معطر عن قرار التَّوظيف الإجباري الصَّادر عن إدارة الجباية بصفاقس و الذي بموجبه وقع إلزام الزَّميل بدفع مبلغ 232.530.855 دينارا عن سنتي 2004 و 2005 و هو مبلغ لا ينبني على أيَّ أساس سوى إصرار السّلطة على توظيف إدارة الجباية لقمع و تفقير النّشطاء الحقوقيّين و السّياسيين فعمدت إدارة الجباية إلى تسليط هذا المبلغ التعسّفي على الأستاذ عبد الوهَّاب معطر بالإعتماد على الأموال الرَّاجعة لحرفائه بوصفه محام. و بالجلسة المذكورة قدَّمت الإدارة تقريرا و طلب الزّملاء النَّائبين في القضيَّة التَّاخير للجواب على هذا التَّقرير كما تقتضيه الإجراءات إلاَّ أنَّ المحكمة رفضت هذا الطَّلب و أصرَّت على صرف القضيَّة للمرافعة لجلسة يوم 25 فيفري 2009. و إنَّ اللَّجنة إذ ترى أنَّ استعجال المحكمة للبتّ في هذا النّزاع و رفض تمكين الدّفاع من استكمال دفوعاته هو مؤشّر يتعارض مع موجبات المحاكمة العادلة بما يزيد من خشية أعضاء لجنة المساندة من توظيف السّلطة للقضاء بعد توظيفها لإدارة الجباية في هذه المحنة المسلَّطة على الأستاذ عبد الوهًّاب معطر سيَّما أنَّ تصرّفات الإدارة و شروعها في تنفيذ قرار التوظيف و إشهارها للبيع لمكاسب الزَّميل و لمحلّ سكناه توحي باطمئنانها على أنَّ مآل القضية عـ825ـدد سيكون لصالحها و أنَّ القضاء سيقتصر دوره على إكساء تعسّفها طابع الشرعية. و تبعا لذلك تلفت اللَّجنة انتباه كافَّة الزّملاء المحامين و جميع قوى المجتمع المدني لخطورة هذه السَّابقة المتمثّلة في لجوء السلطة إلى القمع الجبائي للمناضلين لغاية الانتقام منهم و تفقيرهم و تدعو إلى التجنّد لصدّ هذه الممارسة الخطيرة. و إنَّ لجنة المساندة المتابعة عن كثب لقضيَّة الأستاذ عبد الوهاب معطر مقرَّة العزم على خوض أشكال التَّضامن و النّضال من أجل رفع هذه المظلمة. تونس في 4 فيفري 2009 عـــــن اللَّجنــــــــــة المنسّــــق الأستاذ محمد عبّـــو
التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بـــــــــلاغ
عقد المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات اجتماعه الدوري يوم السبت 31 جانفي 2009 وتناول بالنظر الإعدادات الخاصة بالمؤتمر المزمع عقده في أواخر الثلاثية الأولى من السنة الجارية و ضبط رزنامة أعمال اللجان المختصة من جهة و برنامج الزيارات التي سيؤدّيها أعضاء المكتب السياسي إلى الولايات في داخل الجمهورية من جهة أخرى. و توقف المكتب السياسي عند ما حصل خلال الأيام الأخيرة من أحداث في مجال الإعلام لعل أخطرها ما تعرض له الفريق المشرف على إذاعة ” كلمة ” من محاصرة مقر الإذاعة تواصلت عدة أيام تلاها يوم 30 جانفي 2009 اقتحام المقر من طرف الشرطة مصحوبين بنائب وكيل الجمهورية و حجز كل الأجهزة و المعدات الموجودة فيه ثم إغلاقه “بالشمع الأحمر”و توجيه تهمة “البث على الذبذبات بدون رخصة” للسيدة سهام بن سدرين مديرة الإذاعة علما و أنها قدمت مطلبا في الغرض منذ سنة 1999. و لم تتلق لا وصلا و لا رخصة. و علم المكتب السياسي من ناحية أخرى أنه تم في ضروف غير قانونية حجز العدد 113 من أسبوعية “الطريق الجديد” التي تصدرها حركة التجديد, إن التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات يعبر عن تضامنه الكامل لفريق “إذاعة كلمة” إدارة و صحفيين ولحركة التجديد و أسرة “الطريق الجديد”، و يندد بالتجاوزات التي قام بها أعوان الشرطة عبر محاصرتهم لمقر “كلمة” و اختطافهم للصحفيين ضافر عطي و حاتم بوكسره و احتجازهم لعدة ساعات، و تهديدهم بالقتل للسيد عمر المستيري مدير التحرير و اعتدائهم بالعنف اللفظي و المادي على زوار المقر و خاصة السيد زهير مخلوف. و التكتل إذ يعبر عن قلقه الشديد تجاه ما حصل باعتباره مؤشرا لمزيد من الانغلاق في وقت تحتاج فيه البلاد، و هي تستعد لمحطات سياسية مهمة، إلى و ضع حد لكل ما يعيق حرية الإعلام و التعبير بالخصوص و يكبل الحريات الأساسية عموما، فإنه يدعو السلط المعنية إلى القيام بالتتبعات اللازمة ضد هذه الخروقات و إلى التخلي عن أساليب أثبتت التجارب أنها لم تثني من عزيمة دعاة الحرية و لكنها أساءت أيما إساءة لسمعة الحكومة التونسية. الأمين العام مصطفى بن جعفر
التطبيع مع الكيان الصهيوني في تونس
إن نشاط الموساد وشبكاته التجسسية لا يزال مثار تقارير صحفية عديدة. من ذلك أن العديد من الصحف العربية (شهر 6، 2004) نشرت النص الكامل لقرار ختم البحث الجنائي في قضية شبكة تجسس صهيونية في تونس بقيادة امرأة من أصل فلسطيني ومتزوجة بتونسي نشطت لاغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني. وكثيرا ما تتخذ زيارات السياح وباقي اليهود إلى المعابد اليهودية الموجودة على أراضي أقطار المغرب العربي الإسلامي غطاء لنشاط استخباراتي وتجسسي مكثف ومنها الزيارة السنوية لمعبد الغريبة الواقع بجزيرة جربة التونسية والتي كان عدد الوافدين إليها سنة 2008 أكثر من ستة (6) آلاف ( تقارير صحفية، شهر 5، 2008). ويذكر أن عدد هؤلاء الزوار قد خف إلى حدود دنيا في بداية سنوات ألفين ولكنه عاد للارتفاع منذ سنة 2002 وخاصة بعد انعقاد المؤتمر العالمي للمعلومات بتونس ( 16 و17 و18- 11- 2005) وهي السنة التي شهدت إنهاء العمل بإجبارية الاستظهار بالتأشيرة لمن رغب من الصهاينة في زيارة تونس (تقارير صحفية، شهر 4، 2008). وتنشط العديد من الشخصيات التي تدعي الصفات السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها لفائدة الكيان الصهيوني على هيئة مجموعات تهريب واستخبارات على المستويات كافة وفي جميع الميادين ومنها الاقتصادي في عمليات إجرامية مشبوهة تتمتع بتغطيات الكثير من المتواطئين بحيث تمتد على سنوات عديدة. فقد اتهم برلماني جزائري يهوديا فرنسيا بتهريب الخردة المعدنية الجزائرية إلى الكيان الصهيوني وهي العملية التي اتصلت من سنة 1994 إلى سنة 2000 وألحقت بالجزائر خسائر جسيمة بلغت سبعة (7) مليارات من الدولارات (تقارير صحفية عن ندوة صحفية للبرلماني، شهر 10، 2004). وقد كشفت محامية جزائرية لصحيفة جزائرية (شهر 3، 2008) بعد تبلغها بالملف القضائي ذي الصلة، عن قضية امرأة جزائرية خدعها يهودي وتزوج منها طوال السنين الفاصلة بين 1993 و2008 وأنجب منها أطفالا وذلك ليغطي على أعماله التجسسية وممارسته الطقوس الدينية اليهودية سرا مع جمع من المجندين لاعتناق الديانة اليهودية ومن الجواسيس من أمثاله. وزيادة في التمويه كان يدعي الإسلام بل ويؤم الناس في المسجد. وقد كشفت جريدة الشروق الجزائرية ( شهر 3، 2008) عن عاموس هرئيل الخبير العسكري الصهيوني والمحرر في صحيفة هآرتس أن الموساد حول المواجهات التي كانت تعصف بالجزائر خلال التسعينات إلى تفجير لحرب أهلية والتي اندلعت بفعل التحريض الجنوني وإن لم تحقق مكاسب للصهاينة على حد تعبيره. ولكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على أنها الحرب الأهلية التي أبعدت الجزائر عن ساحة المواجهة العربية الإسلامية مع الصهاينة (تقارير صحفية مختلفة، شهر 3، 2008). كما أن تقارير صحفية ( شهر 10، 2008) أشارت إلى محاولات مريبة ومشبوهة لإدخال كتب إلى الجزائر تمجد الكيان الصهيوني وتتهجم على الإسلام وقد كانت تعد خمسة وثلاثين (35) عنوانا معدا للمشاركة في معرض الكتاب بالعاصمة. وقد أشارت قيادات حزبية في بيانات لها نشرتها صحف موريتانية ( شهر 3، 2008) إلى وجود خلية تجسس تابعة للموساد داخل السفارة الصهيونية في موريتانيا وطالبت بالتحقيق في نشاطاتها فضلا عن غلق السفارة وقطع العلاقات القائمة، خاصة وأن أنباء تحدثت عن وجود محققين صهاينة وجدوا لأيام بالعاصمة ( شهر 2، 2008) للمشاركة في التحقيق الذي يهم ملابسات الهجوم على السفارة الصهيونية (بداية شهر 2، 2008). وفضلا عن ذلك كشفت تصريحات وبيانات متكاثرة (تقارير صحفية، شهر 2، 2008) عن ممارسة الموساد لضغوط على الرئيس نفسه وعلى عناصر حكومية وبرلمانية لقطع الطريق أمام المبادرات المتكاثرة لقطع العلاقات بين موريتانيا والكيان الصهيوني. وزيادة على ذلك كشف مسؤول أمني موريتاني (تقارير صحفية، شهر 3، 2008) أن جهاز الموساد يدير وحدة عمل خاصة داخل السفارة الصهيونية تقف وراء المناشير التي ظهرت قبل التاريخ المذكور بأسابيع قليلة وتحرض على تمزيق وحدة البلاد وتعريض عربها إلى التقسيم على أساس لون البشرة (عرب ، زنوج). 6-2- محاولة فرض التطبيع الرسمي: وقد طالبت مبادرات طلابية ( مسيرات شهر1 من سنة 2008، المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة، شهر 4، 2008) وحزبية ( شهرا 1 و 2، 2008) وهيئات مدنية وأهلية ( الرباط الوطني لنصرة فلسطين الذي ظل يعمل دون اعتراف رسمي مدة تفوق السبع (7) سنوات قبل الحصول على ترخيص في أوائل شهر 1 من سنة 2008) وبرلمانية ( شهرا 12، 2007 و1، 2008) السلطات الرسمية الموريتانية لما قبل تغيير السادس من شهر 8، 2008 وما بعده بقطع العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها الدولة الموريتانية مع الكيان الصهيوني منذ 1999. وقد وزعت المبادرة بيانا أسمته النداء الوطني لطرد السفير الصهيوني من نواكشوط (شهر 3، 2008) خلال مسيرات حاشدة و سلسلة من الاعتصامات المؤيدة لشعبنا في غزة المحاصرة. وفي شهر 3 من سنة 2007 زار وفد صهيوني تونس (تقارير صحفية إلكترونية ظهرت في شهر 3 من سنة 2007) للمشاركة في الأعمال التحضيرية للدورة الثالثة للمجلس البرلماني الأوروبي المتوسطي. وفي سابقة عدت هي الأولى من نوعها شارك ممثل تونس الرسمي لدى سلطة محمود عباس في ندوة دولية حول ما يسمى بالهولوكوست في القدس المحتلة (خلال شهر 4، 2008) والذي كان موضوعها “وضع يهود شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية” وشارك فيها واحد وعشرون (21) باحثا من الكيان الصهيوني وأوروبا وأمريكا. وفضلا عن ذلك شارك وفد شبابي تونسي نظمته وأرسلته جهات رسمية في “منتدى الشباب الدولي” الذي انعقد في مصر (شهر 9، 2007 ) بمشاركة وفد صهيوني. كما اجتمعت وزيرة خارجية العدو مع وزير الخارجية التونسي في مقر هيئة الأمم المتحدة (26-9-2007) وذلك بعد انقضاء حوالي السنتين على زيارة سلفها إلى تونس للمشاركة في قمة المعلومات العالمية. 6-3- محاولة فرض التطبيع الأكاديمي:
من تقرير المؤتمر القومي الاسلامي
نقابة الصحافيين التونسيين تعبر عن استيائها من حجز صحيفة معارضة
تونس ـ ا ف ب: عبرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين امس الثلاثاء عن ‘استيائها العميق’ لحجز العدد الجديد من اسبوعية ‘الطريق الجديد’ التونسية المعارضة. كما اكدت النقابة ‘تضامنها الكامل’ مع اذاعة ‘كلمة’ التي تحقق السلطات القضائية مع القائمين عليها بتهمة البث بدون ترخيص. واوضحت النقابة في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان ‘قرار حجز الصحيفة جاء مخالفا لمقتضيات الفصل 63 من مجلة الصحافة باعتبارا الى ان الوثيقة المنشورة المستند عليها للحجز هي جزء من ملف قضية سبق الحكم فيها في جلسة علنية’ ابتدائيا. وتم حجز عدد صحيفة ‘الطريق الجديد’ السبت بقرار قضائي وذلك بداعي انتهاك قانون الصحافة. وجاء في بيان اوردته وكالة الانباء التونسية الحكومية ان الحجز تم ‘تطبيقا للفصلين 63 و73 من مجلة الصحافة’ موضحة نقلا عن ‘مصدر مأذون’ ان ‘الصحيفة اقدمت على مخالفة مقتضيات الفصل 63 من مجلة الصحافة الذى يحجر نشر الاعمال المتعلقة بالاجراءات الجزائية’. وقال حاتم الشعبوني مدير الصحيفة التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية وهي لسان حال حزب التجديد (الشيوعي سابقا-معترف به) لوكالة فرانس برس ان العدد المحجوز تضمن نقلا لاستجواب بشير العبيدي احد قادة حركة الاحتجاج الاجتماعي في قفصة (جنوب غرب) والذي تجري محاكمته امام محكمة الاستئناف. ودعت النقابة الى تنقيح الفصل 73 من المجلة ‘بالغاء المحاسبة على اساس عبارة ‘ما من شأنه ان يعكر صفو الامن العام’ باعتبارها ‘فضفاضة تعطي سلطة مطلقة لوزير الداخلية وتتعارض مع مبدأ فصل السلط’. وتحظر فصول مجلة الصحافة المشار اليها في قرار الحجز نشر اي مقال يرتبط بالاجراءات الجنائية بدون اذن القاضي ويشير الى عقوبات يمكن ان تصل الى السجن المؤبد. كما اكدت النقابة ‘تضامنها الكامل’ مع صحافيي اذاعة ‘كلمة’ التي بدأت النيابة العامة التونسية السبت التحقيق في بثها من دون ترخيص. وكانت هذه الاذاعة التي تديرها الصحافية المعارضة سهام بن سدرين بدأت البث قبل اسبوع وذلك قبل تفتيش قوات الامن مقرها وحجز معداتها.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
بمناسبة الجلسة الثانية لآهالي الحوض المنجمي لدى محكمة الإستئناف بقفصة(23/02/2009) الرسالة الرابعة للمناضل الوحدوي الناصري الحفناوي بن عثمان من داخل السجن المدني بقفصة. وتريات سجنية (4)
…السجن المدني بقفصة متاهة كبرى وضيق اكبر،وصراصير أخرى…في هذا السجن روايات عجيبة تحكيها جدران الزنازين ويحكيها السجناء والسجانون،في هذا السجن ينعدم الوعي بالزمن ،الليل والنهار سيّان ،والأيام متشابهات بشكل مرعب ،الفرق الوحيد بين الليل والنهار هو “الفسحة” أو “Leria” وهي فسحة قصيرة في مجال ضيق ،أتطلع من خلالها إلى شجرة كالتوس مجاورة للسجن وهي الشيء الوحيد الذي يوحي بأن هناك شيء ما خارج السجن ،أما في الليل فقصة أخرى مع الصرارصير التي تتحالف وتشن الغارة تلو الغارة على متاع السجناء التافه أحيانا ،والصرصور في سجن قفصة عنيد ومشاغب جدا لا يترك أي شيء إلا ويتقاسمه معك :رغيف الخبز،جميع أنواع السوائل كالقهوة والحليب ،شاهيته مفتوحة على كل شيء ،يشبه كثيرا أصحاب رؤوس الأموال العرب في أرجاء وطننا العربي وقد تكرشوا من فرط نهمهم وجشعهم،وأحيانا يجود بلعسات حادة كلعسات سياط جلادي منطقة الأمن الوطني بقفصة،تقض عليك نومك وتذهبه بعيدا ، ما يشغل بال السجين ليس الصراصير التي تعودنا بها وتعودت بنا وصارت بيننا ألفة ،فقد توصلنا إلى نوع من “التعايش السلمي” المقلق حقا هو الضيق الذّي يجعل العيش في الزنزانة رقم 1 جحيما لا يطاق تختفي فيه الأرواح وينقص فيه الهواء وخاصة الأكسجين ،تخيلوا معي طول الغرفة 12 مترا مع 7 أمتار عرضا أي بمساحة جملية تساوي 84 مترا يحذف منها 12 مترا للمراحيض وهي ثلاثة يضاف إليها حوض صغير للغسيل به حنفيتان،إذن بقي 72 مترا ،تخيلوا معي 71 سجينا في 72 مترا وهي حسب رواية أحد السجناء أحسن زنازين سجن قفصة !!،في أيام الحر أحس بإختناق شديد نظرا لقلة الهواء في الغرفة إضافة إلى الروائح الكريهة التي تبعث من المراحيض ولا يمكن لك أن تحتج لأن ذلك يعني وضعك في “العزلة” وهي غرفة ضيقة لا هواء فيها أعدت “للمشاغبين” والمعاقبين أو هناك أعوان ” الطلائع” لا يعصون سيدهم ما أمرهم ،مفتولي العضلات ،ذوي أجساد مخيفة مختصين في الضرب والتأديب. هذه الأيام بدأ السجن يمتلأ خاصة بعد التوتر الذي شهدته مدينة المظيلة وبدأت أحس بالضيق يتفاقم وكنت ألتقي بالوافدين الجدد لعلّي أعثر على بعض الأخبار التي تفيد ملف الحوض المنجمي ،فلا أجد غير أن أعوان الأمن إستبسلوا في الضرب والتنكيل بالموقوفين ثم بعد ذلك يلفقون محاضر يمضونها تحت التعذيب الوحشي ويزج بهم في السجون لتدخل بعد ذلك عائلاتهم في دوامة البحث عن بطاقة الزيارة والوقوف لساعات طويلة أمام السجن ،لكن الطريف في آواخر شهر جويلية علق على جدران الزنزانة إعلام بمسابقة بمناسبة 25 جويلية أي عيد الجمهورية وتحتوي المسابقة على عدة مواضيع للمشاركة منها إبداع السجون أو ما يسمى بأدب السجون إضافة على مسابقات في الشعر والكتابة والرسم ،الحقيقة أغراني موضوع المسابقة فقررت المشاركة ،فأتصلت بأحد الأعوان ،فأجابني بأن هناك مسؤولا من إدارة السجن مكلف بهذه المسابقة وهو الذي سيتصل بنا ويمدنا بالأوراق والأقلام ،بقيت أنتظر …ذهب 25 جويلية والذي يليه ،ثم أسبوع ثم أسبوعين وجاء 25 أوت ولم يأت المسؤول ،فهمت أنها كانت حبرا على ورق ووهما ينعش أحسن من حقيقة تقتل. الأسبوع الثاني من شهر أوت مر حزينا لأننا فقدنا فيه رائدين من رواد الإبداع العربي يوسف شاهين رمز التمرد السينمائي ومحمود درويش رائد التمرد الشعري رحمهما الله فلقد إستفزا العقول النائمة بالكلمة الجريئة وبالصورة الفاضحة من أجل الإنسان العربي المقهور المستغل المستبد به ،في فلسطين الحبيبة وفي أرض الكنانة،مصر جمال عبد الناصر وفي تونس العربية …وفي أي شبر من وطننا العربي الكبير من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.كما مر رحيل عميد الجامعة التونسية أحمد عبد السلام جنائزيا يتيما أو هي نظرية واد المبدعين في تونس وكأننا نريدهم أن يموتوا لنتخلص منهم …رحمك الله يا أستاذي وإن تنكر لك الوطن فالجامعة لا تنسى أبدا روادها ستبقى دائما في حولياتها وحولياتك ،لك مني أزكى السلام إلى روحك الطاهرة ،في آخر هذه الرسالة أريد أن أتوجه بالتحية الخالصة إلى فرسان الجلباب الأسود ،تحية إلى كل المحامين الشرفاء الذّين ضحوا من أجلنا وتحملوا أعباء السفر ومشقة الإلتقاء بنا والدفاع عنا ،إليهم عربون محبة والوفاء لفرسان العدالة وتحية أيضا إلى كل من ساندنا من شرفاء الحركة الديمقراطية وإلى لقاء قريب.. الزنزانة رقم (1) السجن المدني بقفصة 30/08/2008
في الندوة الصحفية ليوم3فيفري2009 وزير التعليم العالي
يبحث عن الجامعيين والطلبة الحقيقيين،فأين هم يا ترى؟؟؟؟
مراد رقيّة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا: هكذا نرى الحوار مع الجامعيين والطلبة «جاء الوقت لترك الجامعة للجامعيين وللطلبــــــة الحقيقيين» تونس ـ الصباح كان للسيد الازهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا يوم أمس لقاء صحفي مع ممثلي وسائل الاعلام في مقر الوزارة، ركز خلاله على مدى تقدم تجسيم المنظومة الجديدة للتعليم العالي “إمد” وتجسيم مقتضيات القانون الجديد للتعليم العالي، فضلا عن تجسيم القرارات الرئاسية المتخذة في الفترة الاخيرة في قطاعي التعليم العالي والبحث العلمي، على غرار مشروع قانون التكوين التطبيقي للطلبة سيتم النظر فيه قريبا بمجلس النواب. وكان اللقاء فرصة لمزيد توضيح بعض المسائل الاخرى. أفاد الوزير أن جميع المؤشرات المرصودة في القطاع تم تقريبا تجسيمها خاصة في ما يتعلق بتوزيع الطلبة على الجهات التي بلغ نصيبها حوالي 133 ألف طالب من جملة 370 ألف طالب. وعن تقدم إصلاح منظومة التعليم العالي وإرساء نظام “إمد” بلغ حاليا عدد الاجازات الاساسية 216 والاجازات التطبيقية 478، إضافة إلى 26 إجازة ذات البناء المشترك مع المهنيين في عدة ميادين. علما أنه يتم التركيز حاليا على الماجستير المهني الذي يوفر قدرة تشغيلية عالية، والمفتوح سواء للخريجين الجدد، أو للخريجين القدامى من ذوي الاختصاصات صعبة الادماج. وقال إنه سيتم في الفترة المقبلة استيعاب 5 آلاف إضافي في الماجستير المهني. علما أن عدد الطلبة الجملي المسجلين في الماجستير المهني وماجستير البحث يفوق حاليا 33 ألف طالب. وأوضح أنه يتم العمل على تجسيم الاشهاد في الدراسات الهندسية والذي من شأنه أن يعطي الاضافة لتكوين المهندسين باعتبار أن الاشهاد يضمن تكوين على درجة عالية من الجودة، ويمنح شهادة الهندسة مقروئية كاملة في جميع بلدان العالم ويفتح آفاق جديدة للتشغيل سواء في تونس أو خارجها. وبين أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال للبحث في الاليات المعتمدة لارساء منظومة الاشهاد. علما أن عدد خريجي الهندسة بلغ هذه السنة 4250 خريجل والهدف خلال الفترة 2011-2012 هو الوصول إلى 7 آلاف خريج. خاصة وأنه سيتم تدعيم مؤسسات التعليم العالي للهندسية بمعهد تحضيري جديد للدراسات الهندسية بقفصة، وإحداث مرحلة تحضيرية جديدة لمدارس الهندسة بالقيروان، فضلا عن مشروع مدرسة المهندسين ببنزرت التي تدخل في إطار التعاون التونسي الفرنسي. ولتجسيم الهدف المذكور شهدت السنة الماضية تنظيم مناظرة خصوصية لحاملي الاستاذية في مجالات علمية تم قبول 650 منهم لمتابعة الدراسة في المدارس الهندسية التونسية. وسيتم تنظيم مناظرة أخرى خلال هذه السنة. وتعمل وزارة التعليم العالي على دعم الاختصاصات المطلوبة في سوق الشغل خاصة في ما يهم متطلبات المشاريع الاستثمارية الكبرى المنتصبة بتونس على غرار مشروع فتح فرع لشركة “ايرباص” بتونس مختصة في صنع مكونات الطائرات. فيما يخص مسألة الحوار مع مختلف الفعاليات في الساحة الجامعية، أوضح السيد بوعوني أن الوزارة تتحاور مع كل الاساتذة بمن فيهم ممثلو نقابات التعليم العالي وتتشاور معهم في جل ما يتعلق بالشأن الجامعي، وبين أن نتائج انتخابات المجالس العلمية أظهرت الممثلين الحقيقيين للطلبة، وقال في هذا الشأن إن “سياسة الكرسي الفارغ لا تعطي نتيجة” في إشارة إلى منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس. وبين أن هذه المنظمة تعيش انقسامات واضحة وأزمة داخلية حادة، وقد وجهت الدعوة الى أعضاء الاتحاد عند اجتماعات لجان إرساء منظومة “إمد” ولم يلبوا الدعوة. وقال إن “مشاغل الطلبة متروكة هامشيا ويركزون على أشياء لا تمت بصلة لمشاغل الطلبة”، قبل أن يضيف أن “الحوار يفترض قواعد تعامل حضاري ولا يأتي عبر منهج العنف”. وقال “جاء الوقت لترك الجامعة للجامعيين وللطلبة الحقيقيين”، معبرا عن استنكاره من تدخل ” أطراف متطرفة في شأن الجامعة بهدف تحقيق غايات سياسوية”. وعن مسألة طلبة المعهد التحضيري للدارسات الهندسية بالمرسى، أفاد أنه تم الاستماع لمطالب الطلبة وأوليائهم عبر لقاءات مباشرة بين ممثلين للطلبة والاولياء ومدير الشؤون الطالبية وذلك بواقع 4 مرات في ظرف أسبوع واحد. أبرز في ذات السياق أن “الدولة لم تعد راغبة في تمويل دراسة طلبة بالخارج بمؤسسات هندسية منخفضة المستوى وتأتي في مراتب دنيا مقارنة بمدارس هندسة معروفة ومرموقة”. وقال إنه سيتم العمل على توفير منح لـ30 بالمائة من خريجي المدارس الهندسية لاستكمال الدراسة بالخارج، مع التزام الطالب أو وليه بالعودة إلى أرض الوطن عند التخرج او ارجاع قيمة المنحة. علما أن عدد الطلبة الممنوحين حاليا بالخارج يبلغ 192 طالبا في المرحلة الاولى موزعين خاصة بين فرنسا، وألمانيا، وسويسرا، وتركيا.. و772 طالبا بالمرحلة الثانية، و403 طالب في مرحلة الدكتوراه، فضلا عن 162 طالبا من المقيمين بالطب. وتحدث الوزير أيضا عن موضوع التعاقد مع الجامعات الذي أقره قانون التعليم العالي الجديد الذي وضع إطارا للتعامل بين الطرفين وتتعهد بموجبه الجامعات ببلوغ جملة من الاهداف الكمية والنوعية حسب طريقة التصرف حسب الاهداف. علما أن فترة التعاقد تمتد على أربع سنوات، مع تعهد الجامعة بإجراء تقييم نصف مرحلي قبل أن يتم إجراء تقييم نهائي لدرجة تجسيم الاهداف على يد خبراء متخصصين. وتطرق الوزير إلى مسألة تأهيل منظومة البحث بكل مكوناتها من مراكز بحوث ومخابر ووحدات بحث وذلك عبر التركيز على تمش جديد يقوم قاعدة البحث من أجل التنمية، أي أن تعمل مراكز البحوث حسب مقومات الاولوية الوطنية في قطاعات تنموية على غرار الطاقة والبيئة والمياه والعلوم الاقتصادية والاجتماعية..كما سيتم للغرض مضاعفة عدد الباحثين في مخابر البحث ووحدات البحث، مع إمكانية إحداث مجمعات بحث متخصصة تضم أكثر من مخبر بحث تتكامل في بينها. وعن الاقطاب التكنولوجية أبرز الوزير أنه تم التقدم في تجسيم الاصلاحات المدخلة على القطاع عبر إحداث شركات تصرف لكل قطب بالتعاون مع القطاع الخاص تتولى تسيير الاقطاب وتعمل وفق القواعد التجارية، وتشرف على التنسيق بين قطاع الانتاج ومؤسسات التكوين والتعليم العالي، ومراكز البحوث المنتصبة داخل القطب. علما وانه تم لحد الان إحداث شركات تصرف بأقطاب برج السدرية، صفاقس، سيدي ثابت، سوسة، المنستير، قفصة، وبنزرت. وحول مشروع القانون الذي سيمكن من التمديد في سن التقاعد للاساتذة والاساتذة المحاضرين إلى سن 65 سنة، فقال إنه يهدف أساسا إلى الاستفادة القصوى من الكفاءات الجامعية، وتذليل الصعوبات في ما يهم التأطير. علما أن نسبة هذا الصنف من الاساتذة تبلغ حاليا 16 بالمائة فقط من جملة أساتذة التعليم العالي. وعن سؤال “الصباح” تعلق بالصعوبات التي يجدها بعض طلبة السنوات النهائية المطالبين بإعداد مشاريع تخرج ولا يجدون اساتذة متفرغين لتأطيرهم، أوضح الوزير انه من الطبيعي أن تعترض بعض المؤسسات صعوبات في تأطير بعض الطلبة المطالبين بإعداد مشاريع تخرج نظرا لكثرة عدد الطلبة، والضغوطات التي تعترض تلك المؤسسات رغم الامكانيات الكبيرة المرصودة، وهي في هذه الحالة مدعوة لايجاد صيغ عملية ليست سهلة موكولة عادة للجامعة المشرفة أو المؤسسة التي ينتمي إليها الطالب. مفيدا أنه تم حذف عنصر إعداد مشاريع التخرج من عدة اختصاصات جامعية. وعن سؤال “الصباح” أيضا عن حقيقة أن بعض الاساتذة قدموا مشاريع دكتوراه الدولة قبل الاجل القانوني ولم يتسن لهم انعقاد لجان للمصادقة عليها، بين الوزير أن دكتوراه الدولة لم يعد معمول بها منذ 1993 ومعظم البلدان تخلت عنها. وبين أنه تم التمديد مرتين بخمس سنوات في أجل قبول مشاريع الدكتوراه لمن تخلفوا عن ذلك، والدولة لم تعد راغبة في مزيد التمديد. لكنه بين أن بعض مؤسسات التعليم العالي قد تجد ضغوطات عديدة وليس لها أساتذة محاضرين متفرغين لمناقشة اطروحات الدكتوراه، وأضاف أنه يمكن للمتخلفين أن يؤقلموا مشاريع بحوثهم مع متطلبات النظام الجديد “إمد” الذي سيؤسس لتصور جديد للدكتوراه في أفق 2010. رفيق بن عبد الله
اللجنة العليا الأردنية التونسية تلتئم بتونس اليوم
عمان-بترا- تلتئم في العاصمة التونسية اليوم اجتماعات اللجنة العليا الاردنية التونسية المشتركة في اعمال دورتها السابعة برئاسة رئيس الوزراء نادر الذهبي والوزير الاول التونسي محمد الغنوشي. وستبحث اللجنة خلال اجتماعاتها على مدى يومين موضوعات من شأنها تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات وبخاصة الاقتصادية والارتقاء بحجم التجارة البينية واقامة مشروعات استثمارية في ضوء الفرص المتاحة لدى الجانبين. ومن بين الموضوعات المدرجة على جدول اعمال اللجنة تفعيل التعاون في مجالات النقل والزراعة والمناطق الحرة والاشغال العامة والاسكان والصحة والدواء. وسيغادر رئيس الوزراء نادر الذهبي عمان صباح اليوم على رأس الوفد الاردني المشارك في اعمال اللجنة الذي يضم وزراء المياه والري المهندس رائد ابو السعود والعمل باسم السالم والصناعة والتجارة المهندس عامر الحديدي والنقل المهندس علاء البطاينة وعدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص ( المصدر: صحيفة “الرأي” ( يومية- الأردن ) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
نمو الاستثمار المباشر في تونس 51 % في 2008
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية أن الاستثمار الاجنبي المباشر في تونس ارتفع بنسبة 51 المئة في عام 2008 بفضل قطاعي السياحة والعقارات سريعي النمو. وبلغ حجم الاستثمار الاجنبي المباشر 3.12 مليار دينار (2.21 مليار دولار) في العام الماضي ارتفاعا من 2.07 مليار دينار مقارنة بالعام السابق. وقفزت التدفقات على قطاعي السياحة والعقارات الى 192 مليون دينار من 72 مليون دينار. وتحتاج تونس الى جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية للمساعدة في توفير فرص عمل للاعداد المتزايدة من الخريجين. وتستهدف الحكومة تطوير القطاع العقاري باستثمارات من منطقة الخليج تتراوح بين 50 و60 مليار دولار على مدى 15 عاما. واجتذب قطاع الصناعات التحويلية 641 مليون دينار من الاستثمار المباشر بنهاية العام بزيادة 32 في المئة وقطاع الخدمات 646 مليون دينار بزيادة 167 في المئة. وتأمل تونس أن يمثل الاستثمار الاجنبي 26.1 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بحلول عام 2016 ارتفاعا من 22.7 في المئة حاليا
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 فيفري2009)
مهرجان الفيلم التسجيلي لبلدان المتوسط فـي تونس
عمان – ناجح حسن – تعزيزا للمشهد السينمائي ورغبة في الاحتفاء بالفيلم التسجيلي تجري التحضيرات والاستعدادت في تونس لاطلاق الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم الوثائقي في الفترة الواقعة بين الاول ولغاية الخامس من شهر نيسان المقبل . لاقت الدرورات الثلاث من المهرجان الكثير من الاعجاب والاقبال من متابعي وعشاق هذا النوع من الافلام قبل ان يقرر منظمو المهرجان في دورته المقبلة بضرورة التوسع في ميزانيته واقسامه باعتباره من الاضافات النوعية للحراك الثقافي والابداعي لمدينة تونس . ومن بين ملامح الدورة الجديدة التي سيجري الاعلان عن تفاصيلها قريبا تعدد انشطة وفعاليات المهرجان حيث جرى تهيئة العديد من صالات السينما التونسية لاستقبال عروض عشرات الافلام المشاركة والقادمة من بلدان عربية واجنبية مختلفة حيث سيجري توزيعها على اقسام المهرجان التي تشتمل على قسم المسابقة للافلام الجديدة الاتية من بلدان حوض البحر الابيض المتوسط بالاضافة الى قسم خاص يعرف بالنتاج التسجيلي في تونس وفيه يجري تسليط الضؤ على افلام من انجازات خريجي مدارس ومعاهد واندية السينما في تونس الى جانب اقسام اخرى يجري فيها تكريم قامات السينما التسجيلية في البلدان العربية والاوروبية بالاضافة الى عروض تسجيلية عربية وعالمية متباينة الاهتمامات جالت في المهرجانات العربية والدولية . والقائمون على المهرجان بصدد دعوة سائر مبدعي هذا النوع من الافلام والمهتمين خصوصا اولئك المقيمون في بلدان المغرب العربي وفي البلدان المطلة على سواحل البحر الابيض المتوسط وباقي تجمعات ومؤسسات البلدان العربية والافريقية املين بان تغدو هذه الاحتفالية مناسبة سنوية دورية راسخة تمتلك شروطها الخاصة كمهرجان عربي اوروبي افريقي يقف في موازاة ايام قرطاج السينمائية . وستتمحور فعاليات الدورة المقبلة على اكثر من محور سياسي واقتصادي واجتماعي يتعلق بشكل خاص في بلد مثل الصين وما شهده في غضون السنوات الماضية من تحولات ونهوض عميق تصب في خانة الرؤية والمقارنة تجاه العالم المعاصر الذي يواجه مصائر قاتمة على اكثر من صعيد والتهافت على المواد الاولية والطاقة والحلول التي تنهج سياسة العنف وسيجري اختيار تلك الافلام التسجيلية التي تصل درجة معالجتها الى حدود التجريب والابتكار في السرد أو الحفر على مواضيع تعاين الهموم الذاتية لصناعها او تشتبك مع احداث ساخنة في ايقاع الحياة اليومية لشعوب العالم . وستتضمن الدورة ايضا على تنظيم واقامة اكثر من ندوة وورشة تدريبية متخصصة في حقل الفيلم التسجيلي يشارك فيها طاقات شابة وراسخة اختارت هذا النوع من الافلام كوسيلة للتعبير عما يحيط بهم من مشكلات وامال وطموحات . حملت دورة العام الماضي التي ترأسها فريديريك ميتران مجموعة من الاشارات على قدرة منظمي المهرجان في طموح بأن تدفع في اتجاه ان يكون من ابرز الاحتفاليات السينمائية في تونس اذ جرى الاحتفاء بالفيلم التسجيلي التونسي وصناعه من جيل الشباب والمكرسين وبمشاركة كثيفة من بلدان عربية واوروبية وافريقية واسيوية ومن اميركا الجزء الاكبر منها يقع على ضفتي المتوسط غلبت عليها افلام تتصدى للاحتلال والهيمنة والتسلط مثلما كان بافلام السينما التسجيلية اللبنانية والفلسطينية والفرنسية التي تابعها حضور كثيف حيث قدمت مجموعة من الافلام التسجيلية على غرار : مغارة ماريا للفلسطينية بثينة كنعان خوري و حوار الصم للسينغالي كادلي سيلا و أولاد لينين للتونسية نادية الفاني و مرحبا أوروبا للفرنسي روني اولمر و اصوات من دارفور لفابيان لوهيرو من فرنسا ايضا . يشار الى ان فضاء السينما العربية يفتقر الى هذا النوع من الاحتفاليات المخصصة للفيلم التسجيلي باستثناء ما تقدمه مهرجانات السينما العربية المعروفة من هامش او نافذة يطل منها على خجل عدد محدود من الابداعات التسجيلية.
( المصدر: صحيفة “الرأي” ( يومية- الأردن ) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
حريق يلتهم جزءا من أرشيف بلدية بنزرت
استنفرت هياكل الحماية المدنية ببنزرت جانبا من معداتها للتدخل بسرعة ونجاعة ليلة أمس الثلاثاء (3 فيفري 2009) وذلك لإخماد حريق نشب في قبو مركز بلدية بنزرت الكبرى حيث استفدنا من مصادرنا الخاصة والمؤكدة أن الحريق قد نشب في احد الغرف أو المكاتب المستعملة في القبو كأرشيف مما تسبب في إتلاف مجموعة من الوثائق التي كانت تحتويه. هذا بالإضافة لحرق احد الأبواب الخارجية لمكتب إداري مطل على باحة البلدية وقد ساهمت سرعة تنقل مصالح الحماية المدنية ببنزرت في تطويق الحريق وإخماده قبل ان يتطور أكثر. مع الاشارة الى الحضور الناجع للمصالح الامنية المعنية ببنزرت لموقع الحريق قبل الانطلاق في جمع مختلف الادلة والمعلومات عن اسبابه المباشرة وغيرها وتحديد مسؤولياته. طارق الجبار
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم بطاقة هوية هذه قصة واقعية حدثت لي على بعد أمتار من تركي الأراضي
الإيطالية، حيث أرجعني الشرطي الفرنسي إلى إيطاليا بدون حجة تذكر.
إستوقفني على الحدود الفرنسية وطلب مني بطاقة الهوية ليعرف أنا من أي جنسية وبدأ زميله بتفتيش سيارتي وكأني أحمل قنبلة ذرية ووقف يتأملني بصمت أسمر وملامحي زوبعية فبادرني من أي الأصول أنت يابن الأجنبية فخاطبته متعجبا لسؤاله عن الهوية ألم تعرف من ملامحي أن دمائي عربية أم أنك تفضل أن أكون ابن أعجمية لأدخل بلادك دون إبراز الهوية وطال انتظاري وكأني لست في بلاد ديموقراطية أخبرته أن التجوال في أوروبا لايحتاج لبطاقة شخصية فلم أنتظر من غير دلالات شرعية أم عندك خلفيات استعمارية وبدأ يسألني عن جنسيتي وسر زيارتي الفجئية فأجبته أن جنسيتي تونسية وأن أسباب زيارتي ودية سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق عدلية وأعمل في تحرير الرسائل العدلية وسوابقي سوى أني صاحب قضية سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية سألني إن كنت أحمل أي أمراض جرثومية فأجبته أني أصبت بجلطة قلبية وها أنا اليوم بسؤالك هذا شاهد على اغتيال الحرية فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية فأجبته بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية فأعاد لي أوراق إقامتي وبطاقة الهوية وقال لي عود من حيث أتيت ياصاحب اللهجة العدائية فبلادي لاتستقبل أصحاب الأصول العربية ولامن يحمل أفكارا رجعية يامن يريد إرجاعنا إلى عصور الجاهلية أنتم لاتصلح بكم إلا الدكتاتورية فتحي العابد Fathi.abed@gmail.com
وعانت غزة استشهاد وممانعة مدة عامين،ثمن الديمقراطية الغربية ، مضللة وغير دقيقة وظلام الديمقراطية منذ عهد الاستعمار ، وهو ما يماثل ذلك من القرون الوسطى وعصر الحروب الصليبية ، لأن الديمقراطية ليست لنا ولا لشخص من شعوب المستعمرات السابقة وغيرها من البلدان التي لا تزال تحت الحكم الاستعماري (انظر فلسطين ، من بين بلدان أخرى ، وهذه التحفظات أو المشكوك فيها ، التي يديرها الجنرالات من أسوأ نوع من الديكتاتورية ، و بمباركة من المستفيدين(الغرب) ، لتهنئة ومكافأة العمل ، لدرجة الدكتوراه الفخرية ، وحافزا لابقاء قواتها في طريق تصميم قوى القمع والإرهاب ، ولكن إذا ما أخذت في الاعتبار (الغرب) لبحث على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط ، وأصبحت المخيمات مجموعة من الترفيه ، والسياحة ، عراة ، والسياحة الجنسية والتعري رخيصة سهلة وميسرة للجميع ، بما فيها الطبقة المتوسطة والفقيرة في أوروبا لم يكن ذلك ممكنا ، وغير ميسرللسكان الأصليين والمهاجرين ، وخاصة أسعار التذاكر والفنادق والنقل والسياحة ، وللسياحة أولوية للاستفادة من الموارد المائية ، وحرمان المواطنين وقطع مياه الأنابيب في بعض الحالات ، وعدم وجود المياه الكافية للمزارعين للري ، والمرارة التي تغشى المزارعين هي استثمار الوقت والمال دون أن تغطي تكاليفها ، والطبقة الدنيا تفتقرللحصول على الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة ، والسياسات التي أصبحت اليوم لا ترحم ، وأمّا السياح الذين شاركوا في إنعاش السياحة ليس لهم معرفة بما يمكن أن يحدث ،وإنما هم أداة للتغيير ، تقاليد وعادات الشعوب الأصلية ، والتي تختلف عن عاداتهم وتقاليدهم ,وكانت تلك الدولة زراعية ، ومستقبلة للمهاجرين الأجانب في عام 1946 الأيدي العاملة الايطالية والمالطية والأوروبية ، أمّا الآن ومنذ نصف قرن من الزمان هي بالفعل مجمّع للمهاجرين ، وأمّا الأموال التي أنفقت وتنفق على التعليم والتأطير،فقد كلّفت الشعب عرقا و دماء، ونتيجة لذلك ،هجرة العقول التي كان فيه الأمل، وهي الآن من المرشحين للهجرة ( الحرقان) ( الهجرة الرّية) ، حيث أنها بمثابة غذاء للسمك القرش ، وهناك إخوة وجيران في القارة الأفريقية على هذا النحو ، وربما كان من المخطط لها من قبل مستعمرين، وذلك لأن ما يسمى الاستقلال ،اختطفته القوى اليسارية وما خلفه الإستعمارممن ارضعهم فلسفته وحضارته وعلى الرغم من الافلاس لايديولوجيتها المستوردة من الغرب ،تتشبث تلك الفئاتبما ورثته وتستقوي بالغرب للحؤولة بين حرية الشعب واختياراته ,وبنفوذ مجلس الشيوخ أو مجلس اللوردات ، أو أعلى مستويات للسيطرة بواشنطن ولندن وباريس، أوالمعلّم الكبير ورئيس المعبد أو الهيكل الماسوني، وهنا مرة أخرى في مسألة مقاومة البغيضة Persek (العلمانية وغيرها من الأسماء والبناء)،وأمّا العالم العربي والاسلامي ,فهولا يزال يواجه الغزوات الثقافية والاقتصادية ،دون احترام الآداب العامة ، أو البشر، وبالتأكيد على حساب أن يردّوه عن دينه ومعتقداته، بل هو مسألة وقت ، فمن الأفضل أن الغرب للحد من كيفية التعامل باحتقار لهاته الشعوب،ولا بدّ من تغيير نظرته ونظريته وكي يتسنّى التخلص من هؤلاء الطغاة وهؤلاء القتلة ،الجاثمين على صدورنا ، والتصرف بعدالة دقيقة ، ورؤية واضحة للتعامل مع الناس وممثليهم بشكل صحيح ، ولكننا هذه الأيام نرى أسطول من حلف شمال الاطلسي ، فرقاطة فرنسية رويال في المقدمة، يذكرني بالحروب الصليبية التي نظمتها الكنيسة في كليرمون فران ، من أجل إطلاق سراح ما يسمى قبر السيد المسيح ،و من خلال لعبة قبيحة للصليبيين الغربيين ، إلا أنها ليست الأولى ولا الأخيرة ضد الأمة الإسلامية ، وتجمع الغرب سابقا ضدّ تركيا العثمانية ، والجزائر في عام ، وطرابلس ، ولكن أيضا في باكستان قبل ان تحصل على قدرات نووية ، وإيران بدورها خلال حرب الخليج الأولى ، وتهديدات بالردع ونبذ لها من التقدم ، وعراق صدام حسين ، كما يقول المثل العربي ، وعادت أو حليمة الى عاد تها القديمة ، و من جديد الى طرابلس ، والسودان ، والصومال ، والأكثر إثارة للدهشة هو اغلاق قطاع غزة ، والحصار الخانق (Alhisar alkhaniq.) — لمليون ونصف مليون من العرب ، مسلمين ومسيحيين ،وإخضاعها لأسوأ من معسكرات النازية في أوشفيتز ، وبولندا ، وإدانة التعسفي من قطاع غزة ، وجميع الفلسطينيين موتابطيئا أو قصف الطائرات، والفوسفور، النابالم إلخ… باختصار ، هوالإبادة الجماعية ، extermination. والتاريخ شاهد على مايجري ,فللخلاص من هذا الشعب النبيل ،جرب(العالم الحر) الدول الغربية ، كلّ الأساليب ,والأمثلة واضحة للجميع وليست خافية على أحد ، وهذه المرة اختاروا للكيان الصهيوني المهام القذرة ،وقد نادى بها نابليون بونابرت(يايهود العالم اتحدوا) بعد اخفاقه في غزو عكا ,ولبّى الصهاينة النداء واجتمعوا بسويسرا , وكان الغرب جلاّدهم وحاميهم. ان ايران نجحت في مواجهة تحديات التنمية والتقدم العلمي ، مع الأمل في أن البلدان العربية ، بدلا من اتباع هذه الطريقة لقمع شعوبها ، تقليد إيران على الأقل ، ناهيك عن الغرب كمثال ، ونحن نرحب بهذا الانتصار ، وكما نهنئ المجاهدين و المقاتلين في قطاع غزة ، وهذه مجرد بداية ، ونحن نطلب من الشعوب العربية الأخرى ،أن تقلب الكراسي والعروش للتحرروالنهوض والإنعتاق والتقدم. . أبوجعفرالعويني
09/02/04
منظمة التحرير والبحث عن مرجعية فلسطينية
بقلم :توفيق المديني مازال الوضع الفلسطيني يعيش تداعيات الحرب الصهيونية التدميرية على غزة وإشكالاتها المتفاقمة، التي تفعل فعلها في الواقع ما لم يحدث ما يغيرها. ولعل أهم إشكالية تواجه قوى المقاومة الفلسطينية، التي تعارض لأسباب مختلفة، ومن مواقع مختلفة، ولأهداف مختلفة السلطة الفلسطينية، هي إعادة بناء وحدة منظمة التحرير الفلسطينية في مقدمتها. والحال هذه، فقد كشف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل يوم الأربعاء الماضي عن تحرك تقوم به الفصائل الفلسطينية الثمانية المقيمة في دمشق «لبناء مرجعية وطنية تمثل فلسطينيي الداخل والخارج، وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته». وأكد أن «منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت إلى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني». ومن جهتها أصدرت، الرئاسة الفلسطينية بياناً جاء فيه: «إن الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الوطنية لن يقبلوا بأي بدائل مصطنعة عن منظمة التحرير الفلسطينية.. إن ما جاء على لسان خالد مشعل ومن يدور في فلكه لبناء مرجعية وهمية بديلة للمنظمة لن تكون وطنية أو فلسطينية.وستلقى ذات المصير الأسود الذي لاقته محاولات كثيرة من قبل برعاية إقليمية معروفة الأهداف والمرامي للانقضاض على منظمة التحرير الفلسطينية وتدمير مكانتها وصفتها التمثيلية ووحدانيتها في تمثيل شعب فلسطين في مشارق الأرض ومغاربها». وتعود الجذور التاريخية للخلافات بين السلطة الفلسطينية المنبثقة من اتفاق أوسلو، وبين حركة «حماس»إلى عقد الثمانينات من القرن الماضي، حين كان الخلاف متمحوراً على دور منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها. ولم تكن حركة حماس، ولا حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عضوين في منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تشاركا في صياغة ميثاق المنظمة، ولهما عليه تحفظ عام هو إغفاله للبعد الإسلامي للقضية، ونزوله من ميثاق قومي إلى ميثاق وطني ينحصر في الإقليمي الضيق. في السياق التاريخي، تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية التي تشكلت في عام 1964، التجسيد المادي للكيانية السياسية الفلسطينية، من حيث وجود قيادة ومؤسسات. كما أن الميثاق الوطني الفلسطيني شكل مرجعية وطنية وحيدة تحتكم إليها معظم فصائل المقاومة الفلسطينية، بما فيها الحركة الإسلامية. فقد حدد الميثاق الوطني الإستراتيجية والهدف للعمل الوطني الفلسطيني، فكانت بداية استراتيجية الكفاح المسلح ثم بالتدريج ومن خلال صياغات تحويرية ومبطنة تم الانتقال من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي على أرضية خط التسوية. هذا التحول في الإستراتيجية رافقه أو بالأدق كان نتيجة استعداد لتعديل الأهداف، من تحرير فلسطين كلها إلى القبول بدولة على أساس الشرعية الدولية. وكانت نتيجة تبني نهج التسوية، التوقيع على اتفاق أوسلو، الذي أصبح المرجعية الوحيدة للسلطة الفلسطينية، بعد تعديل أو إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني. وفضلاً عن ذلك، ينبع رفض الحركة الإسلامية بشقيها « حماس» و«الجهاد»، لاتفاق أوسلو، وبالتالي لإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني، من قناعتها أن الرئيس الراحل عرفات حين أقدم على هاتين الخطوتين الخطيرتين في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، إنما أسقط بذلك كلياً النظام السياسي الفلسطيني الذي كان قائماً قبل أوسلو، بوصفه نظام حركة تحرر وطني تناضل من خارج أراضيها، من أجل تحرير فلسطين كلها، حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية تمثل العمود الفقري لهذا النظام السياسي، الذي كان خاضعاً إلى حد كبير لتدخلات القوى الإقليمية الفاعلة لجهة رسم سياساته وحركاته السياسية منذ تشكله. بعد أن وصلت التسوية على صعيد المسار الفلسطيني – الإسرائيلي إلى مأزقها المحتوم فقدت المنظمة وظيفتها الجوهرية، بعد فشلها في الدعوة إلى مشروع وطني قادر وفاعل، فلقد ظلت بلا أهداف واضحة محددة، وبدون استراتيجية دقيقة ومتكاملة تضبط حركتها وتحدد اتجاهها وتفرض خيارات لا جدال فيها. والفصائل الفلسطينية على اختلاف اتجاهاتها السياسية، وتبايناتها الإيديولوجية لها مصلحة في هذا التحرك لإنقاذ الوضع الفلسطيني، غير أن البعض يرى في استعادة وحدة م.ت.ف. المدخل والهدف، بينما يخشى البعض الآخر أن يكون في هذه الوحدة كمين لتدميره والبعض يرى نفسه الأستاذ ويرفض الفكرة من أساسها، ويعتبر نفسه أنه الفصيل الرافض والقائد. وفي الواقع، فإن حركة «حماس»تعتقد أنه بالإمكان الخروج من الأزمة حسب قياساتها الخاصة، مع أن الأمر عكس ذلك تماماً، فطبيعة وجوهر الأزمة في الساحة الفلسطينية تفرض مساحات أعرض وأطول لجهة إنقاذ الوضع الفلسطيني، تتسع للقوى الديمقراطية والقومية والإسلامية. كاتب تونسي (المصدر:صحيفة البيان ( يومية – الإمارات ) ، آراء و أفكار، بتارخ 4 فيفري 2009 )
إعلام سعودي ضد «حماس» والظاهرة الإسلامية
ياسر الزعاترة (*) ثمة إعلام يعمل بأموال سعودية (ليست حكومية) لم يتوقف لحظة عن استهداف كل ما هو إسلامي، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا اللون من الإعلام يفعل ذلك بصرف النظر عن الموقف الرسمي، وإن جامله بعض الشيء، وهو لا يفعل ذلك فقط لأنه يعبر عن دوائر معينة لها معاركها ضد هذا اللون الفكري والسياسي (الأسباب يعرفها الراسخون في علم السياسة)، بل أيضا انطلاقا من مواقف شخصية للقائمين عليه (لا حاجة للحديث عن الارتباطات لأننا لا نملك دليلا ماديا عليها)، وهي مواقف ليست سرا على أية حال، وإن أخذت في الإطار السعودي شكل التدليس نظرا لصعوبة الصدام المباشر مع مجتمع يستمد شرعيته من الإسلام، هو الذي يتشرف باستضافة الحرمين الشريفين. لعل ذلك هو السبب الذي يجعل الإسلاميين في الساحة السعودية أكثر نزقا في التعامل مع الفريق المذكور ولونه الفكري والسياسي، إذ تراهم يردون على ما لا يقوله أكثر مما يقوله بالفعل، ربما لأنهم يدركون حقيقة ما يريده، والذي لا تعمى عليه مقولاته عن احترام الإسلام كمرجعية للدولة والمجتمع، والتي تصنف إسلاميا بوصفها مقولات «مرحلية» لا غنى عنها لترتيب المعركة وضمان الانتصار فيها. لقد لمسنا هذه المعادلة بشكل واضح خلال المعركة الأخيرة على قطاع غزة، وبالطبع عبر الهجوم الشرس على حركة «حماس» التي مثلت ضمير الأمة في المعركة، مع أن الهجمة كانت متواصلة، وإن تصاعدت منذ اندلاع أزمة الحجاج وتوجيه الحركة عبارات اللوم (خرجت بعض التصريحات عن السياق) للمملكة التي منحت تأشيرات الحجاج للسلطة. لا حاجة للقول إن اللون المشار إليه من الإعلام السعودي كان دوما ضد حماس، حتى عندما كانت في حالة ود مع المؤسسة الرسمية، لكن المناسبة الجديدة كانت فرصة ثمينة لكي يكشر عن أنيابه ويمعن فيها شتما وهجاء. في السابق كانت مقاومة الحركة وشهداؤها موضع تشكيك في الإعلام إياه، وكان هو ذاته مَن شن الحملة المسعورة ضد نمط العمليات الاستشهادية (الصواريخ كذلك) الذي منح الفلسطينيين شيئا من توازن الرعب مع عدوهم المدجج بأعتى أدوات القوة، مستخدما في المعركة حفنة مشايخ من نمط معروف. أما خلال المرحلة الأخيرة فكانت الحركة ومواقفها ومقاومتها وكل ما تنتجه موضع تشكيك وهجوم في الإعلام المذكور، بينما دخل بعض الإعلام العادي على الخط، وإن بطريقة أقل حدة، وبالطبع في سياق الانتصار للموقف الرسمي الذي بدا أقرب إلى الموقف المصري من مجمل الملف الفلسطيني. خلال سنوات طويلة كانت علاقة «حماس» بالمملكة معقولة إلى حد كبير، وبالطبع في سياق حرص الحركة على توازن علاقاتها مع المحيط العربي من دون التفريط بعلاقة جيدة مع إيران التي تؤيد المقاومة في العلن ودون مواربة، مع التركيز على علاقة معقولة مع المحاور العربية ذات الثقل (سوريا حالة خاصة)، وعلى رأسها مصر التي توترت العلاقة معها إثر الانتخابات، وتاليا الحسم العسكري، مرورا برفض ورقة الحوار المصرية، ووصولا إلى المعركة الأخيرة في قطاع غزة، وهو ما انعكس على السعودية التي كانت لها سياستها الخارجية المتماسكة نسبيا (قياسا بالمواقف الرسمية) حيال الملف الفلسطيني، والتي كانت تعكس قدرا من الود مع الحركة، وهو ود لم يترجم دعما مباشرا، لكنه لم يقف حجر عثرة أمام دعم غير مباشر من شارع سعودي مدجج بالخير والانتماء للأمة وقضاياها، بل لعله الأكثر تفاعلا مع تلك القضايا، وإن لم يظهر ذلك لغير المعنيين نظرا لغياب التعبيرات الشعبية التقليدية من تظاهرات واعتصامات. لسنا ممن يدافعون عن حماس بالحق والباطل، لكن ما جرى ويجري لا صلة له ألبتة بأخطاء ارتكبتها -حتى لو استخدمت في سياق الهجاء- بقدر صلته بدوافع أخرى لدى البعض، إضافة إلى بوصلة سياسية مرتبكة (أولوية الصراع مع إيران مثالا)، والتراجع أمام الضغوط ينتج مواقف سياسية متراجعة حيال القضية المركزية للأمة ومختلف القضايا المحورية الأخرى، الأمر الذي نتمنى أن يحظى بمراجعة جادة حتى لا تكبر الخسارة على مختلف الأصعدة، في وقت تلوح في الأفق الدولي فرص حقيقية لتعويض الخسائر السابقة، بل والتقدم خطوات إلى الأمام. (*) كاتب أردني (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
عبد الباري عطوان ان يتداعى وزراء خارجية تسع حكومات عربية الى اجتماع مفاجئ، ومغلق، في مدينة ابوظبي بالتوازي مع اجتماع آخر لوزراء الاعلام، وفي اقل من اربع وعشرين ساعة، فإن هذا امر يثير العديد من علامات الاستفهام حول ‘الطبخة’ السياسية التي يعكف هؤلاء على إعدادها، على نار ملتهبة، وفي مثل هذا التوقيت بالذات. الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الامارات، والمتحدث الرسمي باسم المجتمعين، قال في تصريح مقتضب يلخص بعض الملامح الرئيسية لهذا الاجتماع، الذي استغرق اربع ساعات، بعيدا عن اعين الفضوليين من رجال الاعلام الموجودين في المكان ‘ان الاجتماع المذكور يعمل من اجل دعم توافق عربي من شأنه ان يوقف التدخلات غير المرحب بها، وغير البناءة، في شؤوننا من قبل اطراف غير عربية’. من المؤكد ان الشيخ عبدالله يقصد ايران في اشارته هذه، فقد كان اختيار بلاده كمكان لعقد هذا الاجتماع محسوبا بدقة، سواء بسبب احتلال ايران لجزر اماراتية، او للدور الاماراتي المتنامي كقاعدة لاي تحرك عربي واجنبي ضد ايران في المستقبل، تماما مثلما كانت الكويت رأس حربة في تحرك مماثل ضد عراق صدام حسين، مثلما يرى البعض. فالعدوان الاسرائيلي الوحشي الاخير على قطاع غزة، والذي ادى الى استشهاد 1350 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء، واصابة ستة آلاف، وتشريد ستين الفا على الاقل جرى تدمير منازلهم، لم يستدع عقد اجتماع بالسرعة نفسها لوزراء الخارجية ووزراء الاعلام في الوقت نفسه، لوضع استراتيجية للتصدي له سياسيا او اعلاميا، ناهيك عن الجانب العسكري. وحتى الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية على استحياء شديد، عكس تواطؤا واضحا للبعض مع العدوان، واكتفى بتصدير الأزمة الى الامم المتحدة، من قبيل رفع العتب، واعطاء اسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق اهدافها. وما يثير دهشتنا من هذا الاجتماع، واستغرابنا تجاه نوايا اصحابه، ان وزراء خارجية ما يسمى بدول الممانعة، مثل سورية والسودان وليبيا والجزائر وقطر، جرى استبعادهم كليا منه، ولم توجه لهم الدعوة اساسا، وما قيل ان دعوات مستقبلية ستوجه الى وزراء عرب آخرين للمشاركة فيه هو مجرد ذر للرماد في العيون فقط. وكان لافتا ان دولا مثل سلطنة عمان والكويت ولبنان والعراق فضلت البقاء بعيدا، إما لإدراكها بخطورة نوايا المجتمعين، وريبتها تجاهها، او لأنها فضلت التريث لمعرفة النتائج وردود الفعل، او الوقوف على الحياد. مع التذكير بان سلطنة عمان على سبيل المثال، كانت الوحيدة الى جانب الصومال التي لم تقاطع مصر بعد توقيعها اتفاقات كامب ديفيد من بين العرب الآخرين. السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو عن اسباب ‘العجلة’ في عقد هذا الاجتماع الذي جاء بعد لقاء ثلاثي تم برئاسة الزعيم المصري حسني مبارك وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والامير سعود الفيصل وزير الخارجية ممثلا عن العاهل السعودي، خاصة ان الاخير طار بمعية نظيره المصري احمد ابو الغيط في طائرة واحدة الى ابوظبي ليبدأ التحرك الجديد ودعوة نظرائهم من وزراء خارجية دول الاعتدال للقدوم الى العاصمة الاماراتية في غضون ساعات. لا نعتقد ان الهدف هو بحث افكار حملها المبعوث الامريكي الجديد جورج ميتشل حول الملف الفلسطيني اثناء زيارته الاخيرة للمنطقة، فالرجل كان في مهمة تقصي حقائق لبلورة سياسة ادارته الجديدة تجاه المنطقة. وربما يكون هناك امر آخر وهو عدم اهتمام الادارة الجديدة بمحور الاعتدال، وتدليلهم مثلما كانت تفعل كوندوليزا رايس، وهذا يتضح من ارسال مبعوث بدرجة سفير لهم، او ربما ادركوا ان الادارة الجديدة خيبت آمالهم من حيث رغبتها في الدخول في حوار مع ايران يمثل في حد ذاته اعترافا بدورها الاقليمي كقوة اقليمية نووية عظمى، ولهذا تداعوا لبحث الموقف، وقرع طبول الحرب مجددا، والبحث في كيفية ‘ايجاد’ حليف جديد يتصدى للقوة الايرانية المتنامية واعلان الحرب عليها، تماما مثلما فعلوا للتخلص من نظام صدام حسين العراقي. توجد مشكلة ‘غياب قيادة’ في معسكر ‘المعتدلين’ بعد اختفاء السيدة رايس التي كانت تتحدث باسم الرئيس مباشرة، مستندة الى رؤية استراتيجية وكفاءة اكاديمية. ويفسر هذا الغياب ما يعانيه المعسكر حاليا من ارتباك واضح في توجهاته ووسائله. فما يمكن قراءته من بين سطور تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد، وخاصة تلك التي قال فيها ان الاجتماع ‘هو للتشاور من اجل دعم الوحدة العربية، وتنسيق المواقف بناء على النداء الذي اطلقه العاهل السعودي اثناء قمة الكويت والمتعلق بالمصالحة العربية والفلسطينية’. ان هناك محاولة للعودة الى الحشد القومي العربي في مواجهة ما يعتقده هؤلاء بتصاعد ‘المد الفارسي’ بعد ان فشلت اطروحات التعبئة والحشد السابقة على اساس التقسيمات الطائفية بين معسكر سني في مواجهة معسكر شيعي بزعامة ايران. فلم نسمع كلمة ‘الوحدة العربية’ هذه تتردد على لسان اي مسؤول عربي في محور الاعتدال منذ عقود، بل سمعنا تشكيكا بها كفكرة عابرة تعود الى ‘زمن الستينات’ ولم تعد صالحة لهذا الزمان، وربما لا ابالغ اذا قلت إن مسؤولا عربيا كبيرا من هذا المحور قال لي ان علاقات دول الخليج مع الهند وباكستان بل وايران نفسها اقوى وافضل واكثر فائدة من علاقتها مع دول مثل مصر وسورية والمغرب. ثم كيف تتحقق المصالحة العربية ـ العربية في ظل غياب نصف العرب، او نظيرتها الفلسطينية في ظل دعم وزراء الخارجية التسعة للسلطة الفلسطينية ورئيسها عباس، والانحياز بالكامل الى جانب طرف في المعادلة الفلسطينية ضد آخر تصدى للعدوان الاسرائيلي واحبط اهدافه، وصمد لاكثر من ثلاثة اسابيع؟ فالمجتمعون في ابوظبي لم يقولوا كلمة خير واحدة لصالح المقاومة، ونحمد الله انهم لم يدينوها ويحملوها مسؤولية العدوان الاسرائيلي، مثلما قال الرئيس حسني مبارك، وكرر خلفه الرئيس عباس الكلام نفسه قبل يومين بعد مشاركته في لقاء القاهرة الثلاثي. نضع ايدينا على قلوبنا مما يمكن ان تحمله الايام المقبلة من مفاجآت غير سارة، مثل تصاعد حالة الاستقطاب العربي الراهنة وتحولها الى ‘صدام المحاور’ تبدأ بحروب اعلامية نرى ارهاصاتها حاليا في حملات مكثفة ضد المقاومة من قبل الآلة الاعلامية الجبارة لمحور ‘دول الاعتدال’ صاحب الامكانات الهائلة في هذا الصدد. حيث بدأت تسميات جديدة تظهر على السطح، مثل تقسيم العرب الى معسكرين، معسكر ‘عرب فارس’ ومعسكر ‘عرب امريكا’ وكأننا نعود الى زمن الغساسنة والمناذرة قبل ظهور رسالة التوحيد، مع فارق واحد وهو استبدال بيزنطة القديمة بالغرب الحديث، وربما اسرائيل. الشعوب العربية الاصيلة التي وقفت ضد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مثلما وقفت ضد الذي قبله على لبنان، وايدت المقاومة في البلدين التي تصدت له بشجاعة، لا يمكن ان تكون فارسية، لانها تستجيب لضميرها الوطني والاخلاقي، وتساند من يتصدى للمشروع الاسرائيلي بغض النظر عن طائفته وعرقه، فهي لم تؤيد السيد حسن نصر الله لانه شيعي، ولا رجب طيب اردوغان لانه سني. من يريد ان يتصدى للمشروع الايراني عليه ان يستخدم ادواته، ويتبنى قضاياه، ويبني قوة عسكرية وسياسية واقتصادية عربية تقوم على اسس العدالة والمساواة والديمقراطية، فالوحدة العربية لا يمكن ان تقوم الا على هذه الاسس، وعلى تبني مشروع عربي نهضوي شامل، وهذا ما لا نراه حاليا للأسف الشديد. لا يخامرنا اي شك في قدرات وزراء اعلام محور الاعتدال في الهيمنة، وتزوير الحقائق، فهؤلاء يملكون ماكينة اعلامية جبارة تستند الى امكانيات هائلة، وتحظى بدعم غربي، ولكن ليس امامنا من خيار غير السير في الدرب نفسه، درب الانحياز الى هذه الامة وعقيدتها وثوابتها الراسخة، مهما كلفنا الامر من تبعات، خاصة ان الحملات في هذا الصدد ازدادت شراسة منذ فشل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في كسر صمود المرابطين من اهله، وفرض الاستسلام عليهم.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
الحوار الحضاري والندّية اللغوية
عبدالسلام المسدّي (*) كان «المنتدى الأوروبي الأول للنهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب» الذي انعقد في باريس يومي 12-13 يناير 2009 فرصة لإماطة الغطاء عن كثير من المسكوت عنه في واقعنا الحضاري الراهن، ولاسيما من منظور علاقة الأمة العربية الإسلامية بالغرب عامة. فلقد جاء هذا اللقاء في فترة تاريخية عسيرة على اللغة العربية، سواءٌ داخل أوطانها أو خارج أوطانها. ولا نظن حالها بين أبناء الجاليات العربية والإسلامية في المهاجر إلا صورة تعكس حالها في أغلب الأقطار العربية. يكفي أن نعرف على سبيل المثال أن عدد العرب في فرنسا -حيث انعقد المنتدى- يُقدّر بستة ملايين نسمة، وأن عدد الأبناء الذين هم في سن الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية هو حوالي مليون نسمة، ولكن عدد الذين يدرسون اللغة العربية في المدارس الفرنسية من بين كل هؤلاء لا يتجاوز 8 آلاف تلميذ في أقصى التقديرات. إن المسألة التربوية في واقعنا العربي معقدة جدا، وما انفكت تزداد تعقدا واستعصاءً، فلقد فشلت دولة الاستقلال على امتداد خمسة عقود في صياغة مشروعها التربوي، تماما كفشلها في بلورة مشروع لغوي واضح المعالم ومحدد الخيارات، ولعل أزمة أنظمتنا التربوية العربية صورة من أزمتنا اللغوية، وكلتاهما صورة لأزمتنا العامة. ولا شك أن تلاشي المشروع القومي قد أضعف إيمان الجماهير بلغتهم القومية، كما أن براغماتية السياسيين قد دفعتهم إلى تقبل الخيارات الوافدة في المسألة التعليمية. غير أن من الواجب أن نبادر إلى تدقيق ذي وزن اعتباريّ خطير، فنحن نرى أن اللغات الأجنبية لئن كانت أيام الاستعمار العدو الحضاري الأول للغة العربية الفصحى فإنها اليوم تمثل حليفا استراتيجيا على المستوى اللغوي والثقافي، والمتعين هو أن ننهض بالعربية إلى مقام الندية الحضارية كي تكون حليفا معطاءً يُفيد ويُستفاد به، أما العدو الجديد فهو تكريس العاميات كوسائط للمعرفة وللتداول الثقافي، وبديهي أننا لا نقصد إحلال الفصحى محل العامية في الحياة اليومية المعيشة، ولا في التعبير الوجداني من فرح وحزن وغضب وانفعال، وإنما نشير إلى طغيان العامية على ألسنة النخبة المثقفة عندما يتداولون في أمور الفن والفكر والإبداع. إن موضوع النهوض بتدريس اللغة العربية في نطاق المنتدى الأوروبي الأوّل يحملنا على أن نسوق جملة من الملحوظات المبدئية، فأول ما يستوقف النظر هو توارد مصطلحين متعاضلين في الدلالة والمقاصد، وهما مصطلح «الغرب» ومصطلح «الأوروبي» الذي به ننعت المنتدى. ومعلوم أن مصطلح «الغرب» مفهوم له حمْلٌ جغرافي وحمْلٌ ثقافي، وبناءً على هذا التداخل الدلالي لا بد أن نحدد وجهة النظر، لاسيما بعد تبدل مشهد السياسة الدولية، وانقلاب بعض المرجعيات الموروثة عن الحقب التاريخية الماضية. إن التعاون العربي الأوروبي في مجال النهوض باللغة العربية من حيث هي اللغة القومية لأبناء الجالية العربية يقتضي الاتفاق على مفهوم محدد للحقوق اللغوية التي يعتبرها الغرب نفسه جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ففي حين نرى أصحاب القرار في الدول الأوروبية حريصين بإصرار على التوحد اللغوي، ورافضين الاعتراف الرسمي بلغات الأقليات كلغات قومية، وكل ذلك باسم التجانس المجتمعي، نراهم يمعنون في تشجيع العاميات العربية، مقتنعين بما يردده بعض الباحثين الاستشراقيين الذين يوازون العربية باللاتينية، وذلك مؤداه أن العربية ستنقرض وتترك المجال لفروعها كي تصبح لغات قومية في حدودٍ جغرافية جديدة كما حصل للاتينية حين تفرعت عنها الفرنسية والإيطالية والإسبانية. وبناءً على ما سلف كَبُر الالتباس حول مفهوم اليوم العالمي للغة الأم كما سنته منظمة اليونسكو، فإذا بالخلط يَشيع بين صيغتين متقاربتين في الظاهر متباينتين في المضمون، وهما: لغة الأم بمفهوم لغة الأمومة وتخص العاميات، واللغة الأم بمفهوم اللغة العربية الفصحى بوصفها اللغة القومية الجامعة. لقد صدر في فرنسا -على سبيل المثال- عام 1975 قانون يكفل حق كل تلميذ فرنسي في تعلم اللغة الأم في المدارس الفرنسية من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، ويُلزم المدارس بأن توفر المدرسين اللازمين لذلك، ولكن تشريعات تربوية لاحقة جاءت تتيح للتلاميذ ذوي الأصول العربية أن يكتبوا اللغة العربية بالحروف اللاتينية وأن يختاروا العامية بعد أن قسموا العاميات العربية إلى 3 مجموعات. لقد سبق لمنظمة الإيسسكو أن اعتبرت أن الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية المتعددة التي يتخبط فيها عالم اليوم، وتصاعد موجة الكراهية والخوف من الإسلام في الغرب، تنذر بانعكاسات سلبية على مستقبل المجتمعات الإنسانية، خصوصاً مجتمعات الدول النامية التي يدخل ضمنها الوطن العربي والعالم الإسلامي، ممّا يدفعنا إلى أن نبذل قصارى جهودنا للنهوض بالتربية والتعليم، بتطوير نظمهما وتحديث مناهجهما، مع الاهتمام بنشر الصورة الصحيحة للثقافة العربية الإسلامية، وتعزيز الحوار مع الآخر، ودعم البحث العلمي لبناء مجتمع المعرفة. وهذا تحدّ حضاري يتعين علينا مواجهته والتعامل معه في إطار تعاون عربي إسلامي قويّ، ومن خلال تعزيز العمل العربي الإسلامي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وبناءً على ذلك دعت الإيسسكو إلى عقد قمة عربية وأخرى إسلامية لمعالجة قضية التربية والتعليم فقط دون قضايا أخرى، لأن قضية التربية والتعليم في العالم العربي الإسلامي، هي مفتاح القضايا جميعاً، فلو تمّت المعالجة العلمية الموضوعية الجادّة لها، لكان حالنا اليوم أفضل مما هو عليه. لئن لم يكن لهذا المنتدى الأوروبي الأوّل للنهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب من ثمرة إلا زرعُ نواة وعي جديد بحتمية الحوار الحضاريّ، وبضرورة استوائه على لغة تواصلية متينة القوام، عتيدة الأركان، تؤلف ولا تفرّق، تقارِب ولا تباعِد، فإن فيه لخيرا عميما، وإن في ذلك ما يبرّر انعقادَه والأملَ في تجدّده. فهل لنا أن نأمل في مشروع شراكة مع المعاهد المتخصصة في تعليم اللغات الشرقية لتطوير تعليم اللغة العربية بها لكل راغب في ذلك؟ أو في مشروع شراكة ينشأ به معهدٌ متخصص في إحدى العواصم الأوروبية لتدريس اللغة العربية، يتم تجهيزه بالمخابر الراقية، وتُنتدَبُ إليه كفاءات عالية متخصصة في هذا المجال؟3 (*) كاتب ووزير تونسي سابق (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 فيفري 2009)
نعم ممكن أن تتغير السياسة الأمريكية!
د. أحمد القديدي (*) العلاقات الدولية علم وليست تخمينا أو تنجيما أو رجما بالغيب. هكذا كان يقول لنا أساتذتنا الكبار في جامعة السربون حين ينصحوننا بمطالعة كتب التاريخ واستخلاص العبر من أحداث الماضي وتقلبات الدهر. فالتاريخ هو أول معلم لإدراك أسرار نشوء الدول وزوالها، واستقرار الشعوب واندثارها، وصعود الامبراطوريات وانهيارها. وكان معلمونا الأوروبيون يشيرون علينا بقراءة مقدمة العلامة العربي المسلم عبد الرحمن بن خلدون لأنه في نظرهم أستاذ فلاسفة التاريخ جميعا من كانط إلى هايدغير إلى برتراند راسل إلى صمويل هنتنجتون. والتحولات الراهنة التي نعيشها بعمق ووعي هذه الأيام مع استلام الرئيس الشاب الملون البركة بن الحسين لمقاليد البيت الأبيض تزامنت مع تشوه صورة إسرائيل في أغلب المنابر الإعلامية والدبلوماسية الغربية وظهور حركات شعبية في عقر ديار الغرب تدعو إلى التحقيق في استعمال إسرائيل لأسلحة محرمة وفتاكة وتجريبية في عدوانها الدموي على غزة، ثم تدعو إلى اعتبار قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مركز الزلازل الإقليمية والعالمية بدون منازع وبالتالي استعجالية الحلول للمعضلة. كل هذه التغييرات الطارئة والخارجة عن الإرادة العربية الغائبة تماما ستحث المجتمعات الغربية على إجراء مراجعة أليمة للمواقف التقليدية الجائرة التي أجازت إلى اليوم استمرار المذابح الإسرائيلية في مأمن أمين من المحاسبة والمساءلة، بل وأصبحت تهدد الأمن الغربي ذاته. وبدأ اليهود الأذكياء أنفسهم يخشون على مصير اليهود برمتهم أمام أخطاء الدولة العبرية القاتلة وينادون القوى المجتمعية الأمريكية والأوروبية إلى الحزم والتشدد مع إسرائيل لكي لا تحفر إسرائيل بيدها قبرها كما قال بالحرف ثلاثة مثقفين يهود شهيرون هم: أندريه نوتشيه أستاذ التاريخ بجامعة نيس الفرنسية (86 سنة) ونحومي كلاين الكاتبة الكندية المعروفة بآخر كتاب لها بعنوان (استراتيجية الصدمة) ودومينك مويزيه مستشار المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، وقد طالب هؤلاء بصيغ مختلفة لكن بنفس الإصرار بفرض حصار على إسرائيل كما كان الحال مع إفريقيا الجنوبية حيث تعاون المجتمع الدولي على إخضاع بريتوريا إلى نبذ الميز العنصري و إعطاء السود حقوقهم. ذهب البروفيسر نوتشيه إلى أبعد من ذلك لنعت الإسرائيليين بالنازية والهتلرية قائلا بالحرف: إنكم استعمار ولصوص أرض وشعب وإني أشعر بالعار لمجرد كوني يهوديا. كما لم يتردد مويزيه في صحيفة لوفيجارو يوم 11 يناير في القول بأن إسرائيل تحفر قبرها بأيديها. أضف إلى هذه التغيرات المهمة تلك اللجان البرلمانية الأوروبية التي تستعد (قبل البرلمانات العربية !) لتقديم ملفات موثقة إلى محكمة الجنايات الدولية بلاهاي لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. وعقد برلمانيون أوروبيون مؤتمرا صحفيا يوم الجمعة 23 يناير لدعوة الحكومات الأوروبية للسعي القانوني والسياسي نحو ملاحقة الجناة. في هذا المناخ الجديد لابد من توقع تعديلات أساسية على السياسة الخارجية الأمريكية باتجاه قضية ما يسمى “الشرق الأوسط” وليس معنى هذا بالطبع أن واشنطن ستتخلى نهائيا عن ثوابت الخيارات الأمريكية المنحازة لأن أمر هذه الخيارات ليس متعلقا بشخص الرئيس بل متصل بلوبيات يهودية قوية و متجذرة منذ أكثر من قرن في المجتمع الأمريكي ولها امتداداتها في المجالات المصرفية والإعلامية ولها أصابعها في أوساط الحقل الصناعي والتجاري والجمعياتي والإنجيلي في كل المدن الأمريكية الكبرى، ولا سلطان مباشر لأي رئيس أمريكي على تغيير هذه الحال بعصا سحرية مهما كانت قناعاته الشخصية لأنه يحكم أمة انتخبته لقيادتها رغبة منها في التغيير ولكنه تغيير مسؤول يقوم على أسس تقليدية وعلى توازن قوى عريقة وعلى مصالح متقابلة وثابتة وهي جميعا تتفوق على المبادئ ويسميها الجنرال ديجول بصخرة الواقع التي لا محيد عنها في التعامل مع شؤون الدولة. ولعل القراء العرب يريدون معرفة المزيد من هذه الحقائق، وهنا أنصحهم بمطالعة اخر كتاب أمريكي صدر هذه الأيام عن ثلاثة مراكز فكرية حساسة وقريبة من أصحاب القرار وهي مجلس العلاقات الخارجية ومعهد صابان ومعهد بروكنجس، وحمل الكتاب بالخصوص تحليلات السيدين مرتين أنديك مدير معهد صابان وريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والكتاب بعنوان (استعادة التوازن) مع عنوان فرعي هو: “استراتيجية شرق أوسطية للرئيس القادم”. أي أن واضعي الكتاب ينصحون أو يوجهون الرئيس البركة بن الحسين إلى ما يرونه أقوم المسالك لمعالجة قضايا الشرق الأوسط. والكتاب بالنظر إلى شخصية كل من أنديك وهاس هو انتفاضة المحافظين الجدد للتأثير على إدارة أوباما حيث لم يترددوا في اختصار المعضلة في القوة الإيرانية المفترضة، وليس في القوة الإسرائيلية الواقعية الحقيقية. ولكن أوباما له قراءة مختلفة ومخيفة لهؤلاء، سيجسدها مبعوثه السيد جورج ميتشل لأنه يؤمن بنفس الأطروحات المتوازنة، ولأن الرئيس الجديد رجل واقعي ولا يتصور أن حربا ضد إيران ممكنة أو يسيرة، بل لا يتصور أصلا استبعاد طهران ودمشق وحماس وحزب الله من مفاوضات أوسع لاستنباط حلول أعدل وأبقى لملف الشرق الأوسط، لأنه لا يتقاسم مع المحافظين الجدد ولا مع بعض العرب البائعين مقالاتهم وضمائرهم لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية ذلك العمى الغريب القاضي بعزل مكونات حقيقية للعالم العربي الإسلامي من الاشتراك في الحلول. وهنا لابد من التذكير بأن البركة بن الحسين يدين بانتخابه رئيسا يوم 4 نوفمبر للأغلبية الأمريكية التي تريد تغيير السياسة الخارجية بعمق وجدية نحو خدمة المصالح الأمريكية…. والأمريكية لاغير. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 فيفري 2009)
“بطل غزة”… رجب طيب أردوغان
د. محمد نورالدين (*) ما عاد التحليل السياسي يكفي للإحاطة بمواقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان من العدوان على غزة ومن كل السلوك الإسرائيلي الإجرامي في غزة. تخطى “الطيب” كل الحواجز وانتصر لأقدس وأشرف قضية عرفها العالم في القرن العشرين وحتى اليوم. وقد مر قادة عروبيون وإسلاميون ومرت جنازات شهداءعظام في تاريخ هذه الأمة لكن أحدا لم يكن يتوقع أن يخرج من بلاد، كانت حتى الأمس القريب دمية بيد الغرب وإسرائيل مثل تركيا، “بطل” سيخلّد التاريخ اسمه بأحرف من نور ،بطل اسمه رجب طيب أردوغان. عندما تقاعس بعض العرب ولا سيما المجاورون جغرافيا لغزة وللضفة الغربية عن نجدة أطفال يحترقون بقنابل الفوسفور وصل عددهم إلى أكثر من أربعمئة ونساء فاق عددهن المئة، وعندما أحكم بعض النظام العربي أبواب ونوافذ البيت الغزاوي وأطلقوا داخله الوحش الإسرائيلي يفتك ويغتصب وهم يتلذذون بسماع أنات الجرحى وآهات القتلى،في هذه اللحظات كان فـتى في الخمسينات يطل من بين غيوم الأناضول ويشع مثل شمس في سماء الشرق العربي والإسلامي،وليس الشرق الأوسط، مطلقا دفقات من الدفء والحرارة مبرّدا قلوب الأمهات والأيتام. لم يقطع أردوغان العلاقات مع إسرائيل ولم يوقف أي اتفاقية تدريب عسكرية معها ولم يتخذ أي إجراء عملي على الأرض،لكنه في الحيّز المتاح له والموروث من الحكومات التركية السابقة التي ربطت تركيا طويلا بالغرب وبأهدافه الاستعمارية والتي نقلت تركيا من موقع المنتمي إلى بيئته إلى موقع الحليف للصهيونية والمعادي لهويته الإسلامية ،في هذا الحيز الضيق كان يتحرك أردوغان كما لو أنه يلعب الكرة في ملعب واسع وسع قلبه وقلب الشعب التركي العظيم الذي نزل بالملايين إلى شوارع اسطنبول وأنقرة وكل المدن والقرى التركية من حدود أرمينيا إلى حدود اليونان وبلغاريا. تحرك أردوغان مذكّرا بالقادة العظام الذين ينتصرون للحق والعدالة ويدينون الظلم. انتصر أردوغان لدماء شهداء غزة أمام حفلة الكذب الطويلة التي عرضها شمعون بيريز في دافوس. انتصر أردوغان للدم الفلسطيني على السيف الإسرائيلي. انتفض أمام أعين كل العالم ليقول إن في هذه الأمة لا يزال ثمة دم يجري وعرق ينبض. لقد أعاد أردوغان لتركيا عظمة افتقدتها طوال العقود الماضية. وعظمة الأمة لا تأتي من قدرتها على امتلاك القوة العسكرية وأسلحة الدمار الشامل بل تأتي من قوة وعدالة قضيتها وإنسانية وعمق القيم التي تحملها. وأية إنسانية وعدالة وحق أعظم من القضية الفلسطينية؟ لقد تابعنا مباشرة لحظات انسحاب أردوغان من جلسة دافوس مع شمعون بيريز. وكم كان فظيعا ومهينا ومعيبا أن يبقى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى على كرسيه إلى جانب بيريز وبان كي مون من دون أن يتضامن مع أردوغان وينسحب من الجلسة معه كأنه يستسيغ ويطيب له الجلوس إلى جانب قاتل الأطفال في قانا وغزة في تأكيد آخر على تواطؤ بعض النظام العربي مع إسرائيل على أهل غزة والقضية الفلسطينية عموما. وكلمة لكل من يعارض من بين الأتراك المرتبطين باللوبي الإعلامي الإسرائيلي في تركيا أردوغان ومواقفه الأخيرة :تركيا ليست بلدا هامشيا وليست جمهورية موز وكان علي باباجان مصيبا عندما قال إنه من دون تركيا فإن وجود إسرائيل سيصبح أكثر صعوبة. إن إسرائيل هي التي بحاجة إلى تركيا وهي التي كسبت من تركيا كل شيء فيما قطعت تركيا عن جذورها فأصبحت شجرة يابسة الأوراق. لم يحسن حكام تركيا السابقون استثمار قدرات تركيا الواسعة من أجل أن تكون دولة إقليمية كبيرة. اليوم مع حزب العدالة والتنمية ومع رجب طيب أردوغان تستعيد تركيا مكانتها ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضا في العالم. لقد أعطت تركيا أردوغان فرصا كثيرة لإسرائيل وسعت للسلام بينها وبين سوريا وسعت للتسوية بينها وبين الفلسطينيين. لكن الإسرائيلي كان مشبعا بالكذب. تحدث أولمرت مع أردوغان حول السلام وبعد أيام أربعة فقط كانت آلة أولمرت العسكرية تبدأ عدونها الوحشي على غزة. ولم تتردد أنقرة والرئيس التركي عبدالله غول في استضافة بيريز ومحمود عباس من أجل السلام في خريف 2007 بل في السماح لبيريز بإلقاء كلمة في البرلمان التركي. ومع ذلك ولما كان القتل والكذب من طبيعة الإسرائيلي فقد كانت إسرائيل تحتقر كل العالم ومنهم تركيا ورئيسها ورئيس وزرائها. اليوم جاء أردوغان ليمحو خطيئة استضافة بيريز في البرلمان التركي. انتصر أردوغان لفلسطين. وبانتصاره لفلسطين ينتصر لتركيا. فشكرا من جديد لك يا أردوغان وشكرا مرة أخرى للشعب التركي العظيم. وهذه الأغنية، كما يقول أردوغان، لن تنتهي هنا. (*) باحث لبناني في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 جانفي 2009)
الجزء الثاني من مقال سالم الحداد الصادر بجريدة الشعب العمالية بتاريخ 24جانفي 2009 تحت عنوان :
أوباما صانع أم صنيعة؟ الخلفية والآفاق
3 ـ الملف العراقي عندما احتلت أمريكا العراق سنة 2003كانت تروم تحقيق ثلاثة أهداف أ ـ السيطرة على العراق الذي تتوفر فيها أكبر كمية احتياطات البترول في منطقة الشرق الأوسط ب ـ تدمير قاعدته العلمية والعسكرية باعتباره قوة عربية صاعدة يمكن أن تشكل خطرا على صنائع أمريكا وحلفائها ج ـ استعماله كقاعدة متقدمة لتمرير مشروع الأوسط الكبير الذي يرمي إلى إعادة صياغة المنطقة بتمزيق الممزق حتى تضمن استمرارية السيطرة، وفي هذا الإطار يتنزل مشروع فيدرالية العراق . وقد نجحت أمريكا في تدمير مؤسسات الدولة العراقية وزرع الفتن داخلها، لكن المقاومة الشعبية مازالت متواصلة، غير أن المهم بالنسبة لأمريكا أن هذا البلد لم يعد متمردا ولا يشكل أي خطر لا على الكيان الصهيوني ولا على دول الخليج، وقد سبق بوش أوباما باابرام تفاقية الانسحاب الذي سيتم سنة 2011 ، وليس من المستبعد أن يسحب أوباما جيوشه قبل هذا الموعد ليؤكد للشعب الأمريكي احترامه لوعوده بعد أن يقع ترتيب البيت العراقي مع الإيرانيين. غير أن المشكل الأعوص سيكون مع الأتراك الذين يرفضون إقامة كيان كردي في العراق يتمتع بصلاحيات واسعة، فهذا الكيان سيكون نواة الدولة الكردية التي ستقام على حساب تركيا وإيران وسوريا والعراق . وقد استفاد الأكراد من الحضور الأمريكي في المنطقة فأقاموا مؤسسات الدولة الكردية : حكومة إقليمية ، برلمان مؤسسة أمنية أجهزة إدارية وعلم خاص، بل إن هذا الإقليم صار ملاذا لإخوانهم من المقاومين الأكراد في تركيا. وهنا تتباين مصالح أمريكا مع كل دول المنطقة وتتقاطع مع الأكراد. تلك هي الإشكالية الصعبة بالنسبة لأوباما، فهل سيتخلى عن الأكراد كما تخلى أسلافه ويختار الحليف التقليدي تركيا ودول المنطقة أم سيحول جزءا من جيشه لترابط بالإقليم الكردي وتحميه؟ 4 ـ ملف أفغانستان وباكستان إن الوضع في أفغانستان وباكستان غير مستقر، وغير قابل للسيطرة والاحتواء ، فالمقاومة يشتد لهيبها يوما بعد يوم ، وابن لادن مازال المطلوب رقم واحد للإدارة السابقة واللاحقة وقد استطاعت القاعدة أن تبيض وأن تفرخ في أعماق المنطقة وأن تشكل فرقا للمقاومة. ولا يمكن لأمريكا الاطمئنان إلى وعود بعض القيادات السياسية والعسكرية في باكستان، فالنظام فيها يشن حربا على مواطنيه في الكثير من المناطق المتمردة . ومما ضاعف من مخاوف الولايات المتحدة أن هذه الدولة صارت تملك سلاحا نوويا يمكن أن يسقط بأيدي بعض الفرق المتطرفة، وإذاك ستكون الطامة الكبرى. نتيجة لهذه القناعة يبدو أن بوش وضع خطة سيواصلها أوباما تستند إلى مبدأ العصا والجزرة وهي كالتالي: أ ـ مد جسر التفاوض مع حركة طالبان عن طريق العربية السعودية ب ـ تكثيف الوجود العسكري الأمريكي والأطلسي في أفغانستان تكون له مهمتان:التصدي للمقاومة في أفغانستان، ومراقبة الوضع في باكستان والتدخل عند الاقتضاء. وقد ازداد الوضع تعقيدا بعد الهجوم الذي شنته إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة الباكستانية على نزل تاج محل ومركز يهودي في مدينة مامباي الهندية وهو ما سيعطي مبررا للهند للتدخل في شؤون باكستان. وبلا شك أن الهم الأول للأمريكان في هذه المفاوضات سوف لن يكون قضية الديمقراطية في هذا البلد ولا زراعة المخدرات ولا وضعية المرأة ولا تماثيل بوذا، بل سيركزون على نقطة محورية وهي اجتثاث القاعدة من المنطقة، وهي منبع الشرور بالنسبة لأمريكا. فإذا قبلت طالبان هذه المهمة فسترفع عنها كل المحرمات وإن أبت فالجيوش الأطلسية جاهزة. وأعتقد أن هذا ما يريده أوباما عندما وعد الأمريكان بسحب القوات من العراق وتكثيف الحضور العسكري الأميركي والأطلسي في أفغانستان. معني ذلك أن إستراتيجية التوسع والهيمنة مازالت تسكن عقلية الإدارة الأمريكية فالتغيير في الوسائل والأساليب مع المحافظة على الأهداف بقطع النظر عن لون صاحبها، ألم تكن كوندا ليزا رايس وقبلها كولن باول من أهمّ أركان إدارة بوش؟ 5 ـ الملف السوري في تقديري أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة ستفتح الجسور مع النظام السوري ، ومن المحتمل أن يعود الوئام الذي كان سائدا مع بوش الأب ومع كلينتون، فأمريكا أدركت أنه من مصلحتها أن تخفف التوتر في هذه المنطقة وهذا يقتضي مد الجسور مع الدول التي ما زالت تمسك ببعض الخيوط في علاقتها بحركات المقاومة، وقد لاحظنا أخيرا أن القيادات اللبنانية بدأت تتواصل مع النظام السوري والنظام الإيراني، واضعة على الرف الخلافات التي كانت سائدة خاصة حول عملية اغتيال الحريري، وليس من المستبعد أن هذه الزيارات لم تجد اعتراضا من الإدارة الأمريكية ولا الفرنسية، إن هذه المؤشرات توحي بأن قضية الجولان قد أخذ ت طريقها إلى المعالجة، ويبدو أن الوساطة التركية ـ وقبلها زيارة رجل أعمال سوري للكيان الصهيوني ـ وضعت الأسس العامة التي سيقوم عليها الحل، وقد صار الكيان الصهيوني أكثر استعدادا للانسحاب، وسيكون مصير هذه الهضبة قريبا من مصير صحراء سيناء، تجريدها من السلاح وإعادتها إلى حضن الدولة السورية. وأعتقد أن المفاوضات مع الطرف الفلسطيني لن تكون جدية قبل الحسم في قضية الجولان، غير أن الكيان الصهيوني سيضغط قي اتجاه تخلي سوريا عن حركات المقاومة حتى يحدث الفراغ حولها ويجردها من كل أوراق الضغط ويملي عليها شروطه. 6 ـ ملف القضية الفلسطينية : المشهد والمكونات لقد أثبتت تجارب حركات التحرير في العالم أن معالجة أية قضية من قضايا التحرر في العالم تتوقف على وجود ضغطين على القوة المستعمرة : ضغط مسلح تمارسه الحركات الوطنية في الداخل وضغط سياسي يمارسه المنتظم الدولي بداية من منظمات المجتمع المدني، فالأحزاب السياسية إلى الأوساط الحكومية. فإلى أي مدى توفر هذان العاملان في راهن القضية الفلسطينية؟ أ ـ تشخيص الواقع الفلسطيني : سقوط خيار المقاومة رسميا وعمليا تعيش القضية الفلسطينية وضعا مؤلما بعد أن أصبحت قضية عالمية وإنسانية تتفاعل معها الجماهير والحركات السياسة الثورية ومنظمات المجتمع المدني بل إن الحكومات الأوروبية لم تعد قادرة على تجاهلها. فقد صار الشعب الفلسطيني رهينة لدى منظمتين هما منظمة فتح التي تحكم الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقد أسقطت حركة فتح منذ مدة خيار المقاومة المسلحة وصارت تعتبر حمل السلاح جريمة يعاقب عليها القانون وشكلت نواة قوة أمنية مهمتها مقاومة المقاومة المسلحة، وصار رهانها الوحيد الضغط السياسي الذي يمكن أن تمارسه الدول العربية والإسلامية والدول الغربية والأمم المتحدة ومنظماتها. فرهان فتح صار رهانا سياسيا وانتهى أو على الأقل توقف إلى أجل غير مسمى رهان المقاومة المسلحة. ورغم هذا الانحراف الخطير عن خط المقاومة فقد احتفظت فتح وبقية فصائل منظمة التحرير بخطاب قابل للتسويق لدى المنتظم الدولي، وقد وجد هذا الخيار تفهما لدى الدول الغربية التي ما فتئت تقوم بمبادرات سياسية وتقدم مساهمات مالية هامة لتغطية نفقات الإدارة والموظفين ولتنشيط الحياة الاقتصادية بالضفة، وهذا ما خفف من معاناة المواطن الفلسطيني بها. أما حماس فقد تحولت من الثورة إلى الدولة، من قوة ضغط نقية إلى سلطة متهمة، حيث استغلت اختلال موازين القوى لفائدتها في قطاع غزة لتقوم بانقلاب دموي استباقا لمشروع أمني ديتون ـ دحلان الذي قد يكون أُعدّ لضربها ، وشكلت سلطة في القطاع موازية للسلطة في الضفة. ومهما كانت أحقية التخوفات التي قدمتها فإنها لا ترتقي إلى مستوى الحماقة التاريخية التي ارتكبتها في حق الشعب الفلسطيني، فقد مزقت أوصاله وأضعفته، وهذا ما يرغب فيه الكيان الصهيوني الذي يخطط لإبعاد شبح الدولة الفلسطينية حتى ولو كانت هزيلة، فهدفه القريب هو إلحاق غزة بمصر وإلحاق الضفة بالأردن، أما هدفه البعيد فهو التهجير. وليس من السهل على حماس أو غيرها من الفصائل أن تمارس مقاومة طويلة النفس، تستنزف قوى العدو الصهيوني في هذا الحيز الجغرافي الذي لا يتجاوز 360 كم مربع الذي تتواجد فيه أكثر كثافة سكانية في العالم ، يحاصره الكيان الصهيوني برّا وبحرا وليس له من متنفس غير الحدود المصرية التي كانت تتراوح بين الفتح والغلق، فالنظام المصري لا يرتاح لهذه المنظمة ويعتبرها ابنا شرعيا لحركة الإخوان المسلمين التي ما لبث يحاربها. ونتيجة لهذه الوضعية الصعبة ، فإن حركة حماس هي بين خيارين لا ثالث لهما: 1 ـ الموت البطيء حيث سيتخلى عنها الشعب الفلسطيني الذي سبق له أن عاقب الحرس القديم من قيادات فتح التي تبرجزت وترهلت فصوّت لقيادات منظمة حماس التي مازالت قياداتها شابة ونقية لم تلوثها شبهات السلطة.أما بعد الانقلاب، فقد تعرض للحصار وتعاظمت محنته وصار في حاجة إلى أبسط مقومات الحياة: الغذاء والدواء والكهرباء، ولم تتبين له جدوى إطلاق الصواريخ بل قد تكون سببا في المزيد من المآسي، لذا ليس من المستبعد أن تنقلب المعادلة ويعاقبها الشعب في الانتخابات القادمة وتتقلص شعبيتها وتفقد السلطة. 2 ـ الهروب إلى الأمام وجدت حماس نفسها أمام مجموعة من التحديات ، فهي في نظر السلطة انفصالية متمردة عن الشرعية، وفي نظر الكيان الصهيوني إرهابية معتدية، وفي نظر النظام المصري تهديد إسلامي منتظر، والأخطر من ذلك الخوف من أن تتقلص شعبيتها نتيجة للمعاناة التي سببها الحصار بعد الانقلاب. ولمواجهة هذه التحديات لم يبق أمامها غير خيار واحد وهو التصعيد مع الكيان الصهيوني عن طريق الزيادة في نسق قذف الصواريخ حتى ولو كانت جدواها محدودة لا تتجاوز إرباك سكان جنوب فلسطين الصهاينة ، لكنها ستبرزها كحركة ثورية متمايزة ترفض الاستسلام للإملاءات الصهيونية وستحظى بدعم قوى الرفض وتتعاطف معها الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية، وترى فيها بديلا عن سلطة عباس التفاوضية المستسلمة، وقد تعطي للقضية الفلسطينية زخما سياسيا جديدا وطنيا وعربيا وإسلاميا. ومهما كانت المخاطر والمفاجآت التي ستنتج عن ردود الفعل الصهيونية فإن حماس ستكون الرابحة حتى وإن كان المآل هو الشهادة. ألم يقل الشاعر العربي ؟ وإذا لم يكن من الموت بدّ فمن العجز أن تموت جبانا وفي اعتقادي أن هذا التشرذم يعود أساسا إلى غياب إستراتيجية وطنية تعدها الفصائل وتحدد منطلقاتها وأهدافها وأشكال نضالاتها ومراحلها، تلتزم بها وتتقاسم فيها المهام،وتوفر الدول العربية وشعوبها ومؤسساتها ومنظماتها الدعم المادي والتغطية السياسية، فالمعركة مع الصهيونية معركة وجود وطني وقومي وحضاري تتجاوز طبيعة الأنظمة واختياراتها. فالعديد من الفصائل ينخرط في مخططات إقليمية لا تعطي الأهمية الأولى للقضية الفلسطينية وكثيرا ما تكون على حسابها، وهي بذلك معرضة لمزيد من التشرذم والمزايدة والمناقصة والاستضعاف أمام العدو الصهيوني. هذه هي وضعية القضية الفلسطينية التي كانت تحرك الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ويتفاعل معها المسلمون في جميع أصقاعهم وأمصارهم ويناصرها كل أحرار العالم ومنظماتهم . أما اليوم فقد صار الشعب أسيرا يحاصره الكيان الصهيوني برا وبحرا ويمنع عنه لقمة العيش وقرص الدواء، ورهينة لدى منظمة فتح ومنظمة حماس ، ولم يسلم من كماشة هاتين المنظمتين حتى حجاج بيت الله الحرام. ولم يخفف من معاناة غزة غير المنظمات الإنسانية العالمية التي تحركت ضمائر مناضليها فنظمت حملات بحرية انطلاقا من قبرص لكسر الحصار المضروب عليها، وهي في الواقع لا يمكن أن توفر ما يحتاجه سكانها من غذاء ودواء ولكنها تكتسي بعدا رمزيا هدفه لفت انتباه العالم إلى المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وإذا كان الشعب الفلسطيني ضحية القيادات العربية سنة 1948 فهو اليوم ضحية قياداته الوطنية. فواقع التشرذم أضعف إلى حد بعيد الموقف الفلسطيني وسيجعل إمكانية الضغط على الإدارة الأمريكية محدودة. ب ـ الأنظمة العربية : سلاحها الوحيد التطبيع الجماعي لا يختلف الوضع العربي عن الوضع الفلسطيني، فالدول العربية أسقطت خيار المقاومة بصفة رسمية أو بصفة عملية وعادت إلى مقولة السادات : ” حرب 1973 هي أخر حرب بين مصر وإسرائيل”، ولم يعد لها إلا سلاح وحيد وهو استعدادها للاعتراف بالكيان الصهيوني بصفة جماعية إن هو قبل بإرجاع الأراضي المحتلة لسنة 1967 وهو مضمون المبادرة السعودية، بالرغم من أن العديد من هذه الدول تطبّع معه سرا أوعلنا، ولم تستطع أن تضغط في اتجاه تحقيق مصالحة وطنية بين الفلسطينيين، فالصراعات الإقليمية هي التي أجهضت كل المحاولات المتواضعة، ومازالت تغذي الخلافات بينهم. فهي بين داعم لحركة حماس مثل سوريا ومن ورائها إيران، وداعم لحركة فتح مثل السعودية ومصر والأردن. إن هذه الصراعات الإقليمية عادت بالقضية الفلسطينية إلى مرحلة الاحتواء وهي التي كلفت الثورة الفلسطينية وبالتحديد عرفات جهدا كبيرا وتضحيات جساما ـ استمرت عدة سنوات ـ للتخلص من التبعية ولتأكيد استقلالية القرار الفلسطيني. وأمام هذا التمزق فإن قوة الضغط التي يمكن أن تستثمرها الدول العربية ستكون أيضا ضعيفة، وسيكون سلاح التطبيع غير ذي جدوى خاصة إذا علمنا أن البعض يمارسه سرا والبعض الآخر يمارسه علانية. ج ـ الكيان الصهيوني : الرابح الوحيد إنه لا يجد وضعا أفضل مما هو فيه الآن فقد أقنع القوى العظمى بمجموعة من الذرائع التي تبرر تجويع الشعب الفلسطيني وتهويد أرضه،وتمهد لضربه. من أهمها : u ـ أن غزة صارت تحت منظمة “إرهابية” تهدد مواطنيه ” المسالمين ” في جنوب فلسطين بالصواريخ، فلا يشعرون لا بالأمن ولا بالآمان ، بالرغم من انسحابه من المستوطنات اليهودية، والحقيقة هي أن هذه الصواريخ لم تطلق إلا كرد فعل على انتهاكات الكيان الصهيوني للهدنة بما تقترفه من اغتيالات للقيادات والمقاتلين. vـ أنه لم يجد مخاطبا كفئا يعقد معه صفقة سلام، فالسلطة في الضفة الغربية لا تسيطر على الوضع وقد تمردت عليها حماس، أما سلطة غزة فهي” تمارس الإرهاب” w ـ أنه في حالة دفاع عن النفس ، حتى وهو يحاصر شعبا أعزل ويدمر المنازل على رؤوس أصحابها ويمنع الحليب عن الأطفال والدواء عن المرضى والكهرباء. xـ أنه صار مطوقا بجيبين ناريين أحدهما من الشمال تحت سيطرة حزب الله في لبنان والثاني في غزة تحت سيطرة منظمة حماس وإذا أضفنا إلى هذه الذرائع ما يتمتع به الكيان الصهيوني من دعم غير مشروط من الولايات المتحدة، وإمكانية نجاح الليكود بزعامة الصهيوني نتانياهو الأكثر تطرفا، أدركنا أن التصادم صار حتميا ولن يتردد الكيان الصهيوني في استخدام آلته العسكرية على أوسع نطاق للهجوم على حماس في عقر دارها ومحاولة اجتثاثها. فقد أقلقه وجودها وهي خارج السلطة فكيف سيطمئن إليها وهي تمسك بمفاتيح غزة؟ غير أنه لن يُقدم على هذه العملية إلا بعد أن يتلقى الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية التي تؤمن له الغطاء السياسي ، وليس من المستبعد أن تقع استشارة بعض الأنظمة العربية التي حسمت في حركة حماس. هذا هو منطق الأحداث وتلك هي سيرورتها لكن كيف ستتطور ؟ ما هو حجمها؟ ما هو مآلها؟ متى سيكون ذلك بعد أسابيع أو بعد أشهر، قبل الانتخابات أو بعدها، هذا ما لا يعرفه إلا الله والراسخون في عالم سياسة الكواليس و أسرار دهاليز المخابرات؟ ذاك هو واقع القضية الفلسطينية الساخنة التي سيتعامل معها الرئيس الجديد للولايات المتحدة والذي تعلق عليه العديد من الأطراف العربية آمالها لمعالجتها. فإلى أي مدى سيكون قادرا على تحقيق المعجزة التي أعجزت الإدارات السابقة؟ د ـ أوباما والقضية الفلسطينية عندما نجح أوباما انقسم المحللون العرب بين متفائل ومتشائم: فالمتفائلون يستندون في تفاؤلهم إلى لونه وإلى أصوله الجغرافية والعرقية وديانة أسرته، وقد ذهب بعض المواطنين الفلسطينيين إلى أن أسرته من قرية فلسطينية. أما المتشائمون فيعتقدون أن أوباما سوف لن يختلف عن سابقيه من الرؤساء الأمريكيين ولن يستطيع ـ حتى ولو أراد ـ أن يخرج عن الدائرة الحمراء التي يرسمها اللوبي اليهودي. وفي اعتقادي أن القضية الفلسطينية ستأخذ مداها بقطع النظر عن الدرجة التي ستحتلها في سلم أولويات الإدارة الجديدة، وستكون معيارا لمصداقية أوباما، فملف هذه القضية صار محل اهتمام كل العالم وصارت هناك قناعة بضرورة وجود حل عادل يستند إلى الشرعية الدولية، ولم يعد هذا الوعي منحصرا في شعوب العالم الثالث بل اقتنعت به الدول الأوروبية وفي مقدمتها المنظمات غير الحكومية والنخب الفكرية الجامعية بل العديد من الأوساط الحكومية. وقد سبقه في أمريكا أربعة رؤساء أولوا هذه القضية اهتماما وإن كان ذلك بشكل متفاوت: الرئيس كارتر الذي صنع اتفاقية مخيم داود، الرئيس بوش الأب صاحب مقولة الأرض مقابل السلام، الرئيس كلينتون الذي صنع اتفاق أوسلو وأخيرا بوش الابن الذي نادى بقيام دولتين. فهذا التراكم لا يمكن لأوباما أن يتجاهله، فلابد أن يدلي بدلوه في هذه القضية. لكن هناك عدة مطبات ستسهم في عرقلة مسار هذه القضية. هـ ـ مطبات على الطريق uـ محدودية الضغط العربي إن التشرذم الفلسطيني والانقسام العربي سيبطلان مفعول الضغط الذي يمكن أن تمارسه المقاومة على الأرض وأن تسلطه الدول العربية على الإدارة الأمريكية بل قد يعطي مبررا للأوساط المعادية للشعب الفلسطيني بأنه ليس مؤهلا لبناء دولة، وليس هناك مخاطب كفء يمكن التعاون معه،وستمارس الآلة الإعلامية مفعولها فتحول المقاومة إلى إرهاب كما تفعل دائما وأن أي اتفاق يمضيه طرف سيلغيه الطرف الآخر. vـ فاعلية اللوبي اليهودي هناك قناعة لدى الساسة الأمريكيين أن القضية شائكة، وكل من يقترب منها معرض إلى خطر الاحتراق السياسي، فاللوبي اليهودي هو بالمرصاد لكل من يمس ثوابت الكيان الصهيوني أو يفرض عليه حلولا لا يرتضيها ، لذا نرى أن الإدارة الأمريكية طوال السنوات الماضية انحصر دورها في تشجيع الحوار دون أن تسلط أي ضغط ، ولا أدل على ذلك من الآجال التي حددها الرئيس بوش لإقامة الدولة الفلسطينية، فقد كان يرغب أن ترى النور قبل نهاية ولايته. لكن الحكومة الصهيونية ماطلت وسوفت لأنها تريد أن تخلق حقائق على الأرض تبطل بها فاعلية هذه الدولة وفي مقدمتها بناء الجدار العازل واستكمال المستوطنات المحاصرة لمدينة القدس العربية. ولعلها أيضا تريد أن يستفحل الخلاف بين الأطراف الفلسطينية إلى درجة القطيعة، فتجد الذريعة السياسية وتدعي بأنها لم تجد الطرف الفلسطيني القادر على صنع السلام، وإذاك تجد مبررا آخر للضرب والاعتداء والقتل. وهي ليست على عجلة من أمرها ما لم يسلط عليها الضغط من الداخل ومن الخارج. لذا اعتقد أن الضغط الخارجي سوف لن يكون أكثر من مواصلة تشجيع الطرفين على متابعة التفاوض، فليس من مصلحة الإدارة الجديدة أن تغضب الدولة الصهيونية وأن تثير نقمة الأوساط اليهودية التي لعبت دورا هاما في تمويل الحملة الانتخابية لأوباما وفي فوزه. كل الرؤساء الأمريكيين السابقين لم يغامروا في التعاطي مع هذه القضية إلا في الفترة الرئاسية الثانية، ليقينهم بأنهم سيفقدون الدعم اليهودي إن هم أبدوا استعدادهم لمعالجتها، وكل تحركات الإدارة الجديدة في اتجاه هذه القضية ستكون تحت مراقبة اللوبي الصهيوني في أمريكا وخاصة منظمة إيباك التي تضم أهم الفعاليات السياسية والمالية والإعلامية اليهودية، وكذلك تحت متابعة الفعاليات الأخرى المرتبطة بالحركة الصهيونية مثل الإنجيليين والمحافظين. إن أوباما سيجد نفسه أمام طرف عربي ممزق ضعيف أسقط من يديه كل أوراق الضغط أو يكاد وطرف قوي يتحكم إلى حد بعيد في مستقبله السياسي. وحتى وإن خلصت نيته وصدق منه العزم فإنه سيقوم بعملية حسابية سياسية بسيطة تكون أبسط نتائجها تهميش هذا الملف. لكن هل معنى ذلك أنه سيخرج القضية الفلسطينية من دائرة اهتماماته؟ و ـ القضية فرضت نفسها كلا، إن هذا الملف فرض نفسه لأنه صار معروفا لدى الجميع أن هذه القضية هي وراء كل التوترات في المنطقة العربية والإسلامية وتكاد تكون في العالم، وأنه لا استقرار دون حل هذه القضية وأن مصالح أمريكا والغرب عموما مهددة ، وأن حلفاءه قد تعصف بهم المفاجآت، وبالإضافة إلى ذلك فإنها أكبر مظلمة إنسانية عرفها القرن العشرون ومازالت متواصلة إلى القرن الواحد والعشرين، وحتى الانقسامات التي تشق الفلسطينيين والعرب لن تكون دائمة ، فقد تضمد الجراح ويستيقظ الحس الوطني والقومي ويعود للجماهير زمام المبادرة وللساحة الفلسطينية شعار “ديمقراطية البندقية”. إن كل هذه الاعتبارات ستجعل أوباما الذي يريد أن يتمايز عن الرؤساء السابقين يولي هذه القضية اهتماما خاصا ، لكن في الحدود التي لا تعرض مستقبله للخطر، فهو سيشجع الطرفين على التفاوض دون أن يضغط على الكيان الصهيوني بل إنه سيقدم له العديد من الإغراءات إذا أنس منه استعدادا لتقديم بعض التنازلات . غير أن الوصول إلى حل عادل يكاد يكون مستحيلا، فهناك مجموعة من الاستحقاقات الوطنية لا يمكن للمنظمات الفلسطينية أن تتنازل عنها وهي بالنسبة للكيان الصهيوني خطوط حمراء مكهربة كل من يقبل بها يعرض نفسه للموت ماديا أو معنويا، وهو ما حصل فعلا لرابين، وأهم هذه الاستحقاقات : uـ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وهو الحق الذي أقره المنتظم الدولي، فالكيان الصهيوني يعتبره نهاية لوجوده ككيان يهودي. vـ اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وهي بالنسبة للصهيونية عاصمة تريدها يهودية موحدة، وكانت تضغط على السياسيين الأمريكان دوما في هذا الاتجاه،ومنهم أوباما الذي طمأن الكيان الصهيوني أثناء الحملة الانتخابية على مصير هذه المدينة. wـ قيام دولة تتوفر فيها مقومات السيادة،على حدود 1967، وهذا يعني إخلاء المستعمرات التي أقامها الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وخاصة حول القدس وتدمير الجدار العازل وهو ما يعتبره الصهاينة قضاء على مشروع تهويد القدس. فهذا السقف هو الحد الأدنى الذي أبى ياسر عرفات التنازل عنه مع الرئيس كلينتون ودفع حياته ثمنا من أجله. تلك هي معطيات القضية الفلسطينية وملابساتها الراهنة قطريا وإقليميا وعالميا،غير أن معالجتها أعمق من أن يقف عند انحراف فصيل سياسي ترهل فاختار الحلول السهلة أو فصيل آخر سيطر عليه هوى السلطة فأضاع جوهر القضية وتاه وراء الذرائع التي تبرر محافظته على السلطة، وهي كذلك تتجاوز مبادرات بعض الأنظمة العربية التي تسعى لضمان الاستقرار لنفسها من خلال وضع حد للصراع العربي الصهيوني الذي يفرز حركات وتيارات ما لبثت تؤرق مضجعها، كما أنها أرفع وأنبل وأعدل من التسويات الهزيلة والمريبة التي قد يصل إليها أوباما مع بعض أطراف الصراع. فهذا الصراع لم يختره لا العرب ولا المسلمون بل فُرض عليهم وكان الكيان الصهيوني هو الأداة التي وظفها الاستعمار بالأمس وتوظفها الإمبريالية اليوم لاغتصاب الأرض واستغلال من فيها وابتزاز ما فيها، وهو صراع عميق ومعقد إلى درجة أنه قد يتعذر على جيل أو جيلين حسمه لكنه بالتأكيد سيأخذ طريقه إلى الحل على غرار كل القضايا الإنسانية العادلة التي لا مجال فيها للمساومة على الحق. ولا سبيل فيها للتفريط في الأرض وتغييب الشعب عن تقرير مصيره وفي طمس حرية المواطن، وهل هناك في التاريخ مظلمة أفظع من مظلمة الشعب الفلسطيني ؟ وهل هناك قضية أعدل من هذه القضية ؟ III ــ الحريات وحقوق الإنسان إن الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان من أهم القيم الإنسانية التي بدأت تترسخ في الوعي الجماعي للإفراد والجماعات في العالم بل إنها اقتحمت البرامج السياسية لأنها صارت قيما سائدة تناضل من أجلها منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وحتى الذين لا يؤمنون بها لا ينكرونها، وكثيرا ما يستثمرونها كآلية دعائية. وهذا ما يحصل عادة في الحملات الانتخابية الأمريكية بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. ومن المفارقات أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها منارة للحريات ولحقوق الإنسان هي أكثر الدول في العالم انتهاكا لها، فحكم الإعدام ما زال ساريا فيها وينفذ حتى في الأحداث،ويمارس فيها أقسى أنواع التعذيب الذي يتم بالصعقات الكهربائية وتجسيما لهذه القناعة أقر أوباما بحق المرأة الأمريكية في الإجهاض وبحق المثليين في الزواج المدني ومن المتوقع أنه سيلغي عمليات التصنت ومراقبة الملفات السرية ويرفع الكثير من التضييقات التي وضعها سلفه بعد 11 سبتمبر والتي لم يسلم منها حتى المواطن الأمريكي ، لكن هل سيتجاوز اهتمامه بالحريات وحقوق الإنسان حدود الولايات المتحدة؟ هل سيتواصل مع قضايا الحريات في العالم الثالث؟ كيف سيتعامل مع الأنظمة السياسية الاستبدادية التي احتكرت السلطة و صادرت حرية شعوبها؟، لقد أصدع بوش الآذان بأنه رسول الديمقراطية وانه سيبني علاقات متوازنة ومتوازية مع السلطة ومع المجتمع المدني لكنه كان يقايض على الحريات وحقوق الإنسان مع الأنظمة مما جعل قوى التحرر لا تجني غير المزيد من الكبت والاحتقان. ولم تجد حملات القمع غير بعض الأصداء الباهتة التي ترددها بعض منظمات حقوق الإنسان العالمية التي لا حول لها ولا قوة، فإلى أي مدى سيكون أوباما قادرا على تجسيم ما ورد في خطابه عند فوزه في الانتخابات عندما أكد من مدينة شيكاغو عند فوزه على منافسه ماكاين في 4 نوفمبر2008 على ” أن القوة الحقيقية للولايات المتحدة لا تكمن في جبروت أسلحتها ولا في حجم ثروتها، بل تكمن في دوام قوة مُثُلها العليا: الديمقراطية، الحرية، الفرص، والأمل الذي لا يتزعزع”؟ خلاصة وإذا أردنا اختزال آفاق أوباما فيمكن أن أشير إلى النقاط التالية 1 ـ محاولة التقليص من تداعيات الأزمة المالية باستعادة الدولة لنصيب من دورها وضخ اعتمادات مالية لبعض المصارف وإنقاذ العديد من المؤسسات الصناعية حفاظا على مواطن الشغل وسن بعض قوانين التغطية الاجتماعية. 2 ـ التخفيف من التوترات العالمية وهذا يقتضي الانسحاب من العراق ومد جسور التواصل مع إيران وسوريا وتشجيع الحوار بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية. 3 ـ تكثيف الحرب على الإرهاب في أفغانستان وباكستان، فهاتان الدولتان سيتكثف فيهما الحضور العسكري. وفي خط مواز، ستقوم عدة مساع سلمية ومساومات على حساب القاعدة 4 ـ تجنّب احتكار مسؤولية العالم وتوخي التعاون الدولي كخيار بديل لسياسة القطب الواحد التي لم تجلب لأمريكا غير الأزمات المالية والخسائر العسكرية وتشويه صورتها في العالم. وبذلك ستسقط مجموعة من المفاهيم والرؤى التي قامت عليها سياسة بوش الذي حوّل نفسه إلى موسى العصر وقسم العالم إلى : أبيض وأسود ، محور الخير ومحور الشر، من ليس معنا هو ضدنا( وهي في الأصل مقولة ثورية رفعها لينين)، وأحدث مصطلحات سياسية جديدة مثل: الدول المارقة، والحرب الاستباقية والفوضى الخلاقة، فزرع بذلك سياسة الصدمة والترويع. وليس معنى ذلك أن أوباما سيكون رسول الرحمة للإنسانية ينشر الحرية والعدل والسلام والديمقراطية، إنه لن يخرج عن الإستراتيجية الأمريكية التقليدية التي تحرص على تفوق أمريكا ولكن بطريقة أقل عنجهية وبأسلوب أقل عدوانية.
إتهامات جرائم حرب إسرائيلية في غزة: المحكمة الجنائية الدولية تتحري، ولكن…
بقلم دانييل لوبان نيويورك, فبراير (آي بي إس) – أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن قيامها بإجراء تحريات أولية بشأن الإتهامات الموجهة لإسرائيل بإرتكاب جرائم حرب خلال هجومها الأخير علي غزة، وذلك علي إثر إقرار السلطة الفلسطينية بولاية المحكمة علي الضفة الغربية والقطاع. فقد صرح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-أوكامبو في 3 الجاري، أنه تلقي رسالة في هذا الشأن من وزير العدل الفلسطيني علي خشان في 21 يناير. لكنه من غير الواضح ما إذا كان إختصاص المحكمة الجنائية الدولية يعتبر ساريا علي حالة غزة. فالمعروف أن المحكمة يمكنها التحقيق فقط في حالات الدول الموقعة علي إتفاقية روما التي أنشأت المحكمة بموجبها، وهو ما لا ينطبق علي إسرائيل التي لم توقع عليها، مما يشكك في إمكانية نجاح المساعي الفلسطينية. كما يطرح الإقرار الفلسطيني بولاية المحكمة سلسلة من الإعتبارات القانونية وعلي رأسها ما اذا جاز إعتبار السلطة الفلسطينية كدولة، بغض النظر عن إعلانها بأنها، عمليا، هي السلطة ذات السيادة علي غزة منذ إنسحاب إسرائيل من القطاع في عام 2005. وفي هذا أشار مورينو أوكامبوس أن إحدي ركائز التحريات الأولية التي أعلنها ستكمن في التعرف علي ما اذا كانت المحكمة الجنائية الدولية تملك السلطة للإقدام علي إجراءات لاحقة، قائلا “سننظر بعناية في كافة النواحي المتعلقة بنطاق إختصاصتنا”. ومن ناحيته صرح شين مارفي، أستاذ القانون بجامعة جورج واشنطن لوكالة انتر بريس سيرفس، أن عدم وجود توافق دولي حول وضع السلطة الفلسطينية، يعني أن نجاح مساعيها أو فشله قد يتوقف علي سلطات المحكمة الجنائية الدولية. وبسؤاله عن إحتمالات أن تقود مساعي السلطة الفلسطينية إلي نتيجة ما، أجاب مارفي أن “هذا الإحتمال يبدو غير ورادا، لكن أشياء أكثر غرابة حدثت”. ويذكر أن عدة منظمات حقوقية وقانونية، من بينها العديد من التنظيمات الأوروبية، قد طالبت بالتحقيق في إرتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، بما فيها قتل المدنيين وإستخدام الفوسفور الأبيض ضد أهداف بشرية. لكن النقاش الدائر حول شرعية الحرب الإسرائيلية علي غزة قد تجاوز نطاق الممارسات الإسرائيلية المحددة، ليشمل مدي خرق هذه الحرب ككل للقانون الدولي. وإحتدم هذه القاش الموسع علي ضوء تصريحات رئيس الوزارء الإسرائيلي إيهود إولموت في أول فبراير، تعليقا علي إطلاق صواريخ من غزة علي جنوب إسرائيل، والتي هدد فيها برد عسكري إسرائيلي “غير متكافيء”. هذه التصريحات أثارت عدة تساؤلات حول ما اذا كان ينبغي الإكتفاء بإعتبارها مجرد محاولة ردع، أما تنطوي علي إبعاد قانونية قد تؤثر علي تحقيقيات قد تجري في المستقبل بشأن إتهامات إرتكاب إسرائيل لجرائم حرب في غزة.
(آي بي إس / 2009)
منظمات حقوقية وقانونية أوروبية : “يجب محاكمة بوش، والأدلة متوفرة”
بقلم خوليو غودوي برلين , فبراير (آي بي إس) – شنت منظمات حقوقية وقانونية أوروبية، حملة للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وكبار المسئولين في إدارته، بتهمة إرتكاب جرائم ضد الإنسانية في المسماة “الحرب علي الإرهاب”، وأكدت علي توفر الأدلة الموثقة عليها. فصرح الأمين العام للمركز الأوروبي للحقوق الإنسانية والدستورية، ولفغانغ كاليك، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن “التوضيح القضائي للجرائم التي إرتكبتها الحكومة الأمريكية السابقة ضد القانون الدولي، يأتي ضمن أدق المسائل التي سيتوجب علي الرئيس باراك أوباما التعامل معها”. وأضاف كاليك، الذي سعي لمقاضاة السلطات الأمريكية أمام الحاكم الأوروبية دون نجاح حتي الآن، أنه سيكون علي العدالة الأمريكية “أن تتولي التعامل مع الإنتهاكات التي إرتكبتها حكومة بوش”. وأكد آيضا أنه “سيكون علي الحكومة الأمريكية الجديدة تقديم التعويضات للأبرياء الذين وقعوا ضحية هذه الجرائم”. هذا ويعتبر عدد من خبراء القانون الأوروبيون أن بوش وكبار مسئوليه قد إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية ومنها التعذيب. ويتفق العديد منهم علي أن هناك أدلة مفعمة ضد إدارة بوش، فقد إعترف بعض المسئولين فيها بعدد من جرائم التعذيب. كذلك فقد جمع الناشطون الحقوقيون الأوروبيون شهادات لضحايا أبرياء لأعمال التعذيب، وخاصة بعض سجناء معتقل غوانتانامو. وصرح النمساوي مانفريد نواك، محامي حقوق الإنسان ومقرر الأمم المتحدة الخاص عن قضايا التعذيب، صرح للتليفزويون الألماني “زيد دي إف”، أن هناك أدلة موثقة عن أوامر أصدرها مسئولون أمريكيون بممارسة حالات عديدة من التعذيب، إرتكبتها سلطات أمريكية. وأكد مقرر الأمم المتحدة “لدينا كافة الأدلة لتي تثبت أنه جري إستخدام أساليب التعذيب في الإستجوابات التي قامت بها الحكومة الأمريكية، بأمر صريح من وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد” … “ومن الواضح أن أعلي السلطات الأمريكية كانت علي علم بهذه الأوامر”. وبدوره،صرح ديتمار هيرز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيرفورت الألمانية، لانتر بريس سيرفس “لا يوجد أي شك في أن جورج بوش مسئول عن جرائم كالتعذيب”. وشرح الأشتاذ الجامعي أنه “وفقا للدستور الأمريكي، الرئيس مسئول عن كافة الأعمال التي تقوم بها إدارته”، وبالتالي “جورج بوش مسئول عن أساليب التعذيب التي مارستها السلطات الأمريكية”.
(آي بي إس / 2009)
مؤرخ إسرائيلي: الحرب على غزة لم تحقق إهدافها
نشرت مجلة تيليراما الفرنسية حوارا مع المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند دان فيه الحرب على غزة واتهم بلاده بتحويل القطاع إلى “محمية كبيرة” واعتبر أن إسرائيل فقدت كل ضابط أخلاقي وهي لاتفهم غير لغة القوة داعيا إياها إلى الكف عن التحدث باسم يهود العالم وإلى الانفتاح على العالم العربي. وقال شلومو إن إسرائيل زرعت الخراب والأسى في كل مكان في غزة وقتلت النساء والأطفال لغايات انتخابية, حيث كان توقيت الحرب ملائما من هذه الناحية, ونفى أن تكون الحرب قد حققت أهدافها، حيث لم تنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولم تستطع تقوية معسكر الاعتدال لدى الفلسطينيين. ” شلومو ساند: مطلقو الصواريخ هم أبناء وأحفاد هؤلاء الذين تم طردهم أو قتلهم في يافا وعسقلان سنة 1948 وكلهم يعرفون أن عسقلان أقيمت فوق قرية المجدل التي طرد منها آباؤهم سنة 1950 ” مجازر وأضاف شلومو أنه بصفته مؤرخا يعرف أن مطلقي الصواريخ هم أبناء وأحفاد هؤلاء الذين تم طردهم وقتلهم في يافا وعسقلان سنة 1948وكلهم يعرفون أن عسقلان أقيمت فوق قرية المجدل التي طرد منها آباؤهم سنة 1950, وأنه شخصيا يعيش فوق أرضهم وممتلكاتهم، وعلى كل حل سلمي أن يراعي هذه النقطة المهمة. وأكد شلومو أن إسرائيل أثبتت غياب الوازع الأخلاقي لديها بالإفراط في استعمال القوة وما ارتكبته من مجازر في صفوف المدنيين العزل تماما مثل فرنسا التي دمرت قرى بأكملها في الجزائر سنة 1957. وأكد الكاتب أن حماس اقترحت هدنة طويلة الأمد في غزة والضفة لكن إسرائيل لم تهتم وهي تتحمل بدورها المسؤولية في إطلاق الصواريخ من غزة فعوضا عن محاولة تقوية الجناح المعتدل من حماس, دفعت الفلسطينيين إلى الإحباط وفقدان الأمل عندما وضعت الشعب الفلسطيني في بؤرة صغيرة أشبه بالمعزل الهندي. وأكد المؤرخ الإسرائيلي أنه ليس من العادي أن تسقط الصواريخ على إسرائيل, لكنه تساءل بالمقابل هل من العادي أن تبقى إسرائيل دون حدود واضحة إلى حد الآن؟ وأضاف أن هذه الدولة التي لا تحتمل الصواريخ لا تريد الخروج من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وترفض مبادرة السلام العربية لسنة 2002 التي تتضمن اعترافا واضحا بها. ” شلومو ساند: حماس حركة مقاومة وليست جيشا نظاميا, وكل حركات المقاومة في العالم… كانت تذوب وتنصهر داخل صفوف الشعب ومنه تستمد قوتها ” حركة مقاومة وأضاف شلومو أن محمود عباس أصبح منذ مؤتمر أنابوليس سنة 2007 مستعدا لفعل أي شيء من أجل الحصول على تقدم طفيف في عملية السلام من بينها التجسس على مقاتلي حماس. وبالمقابل لا تقدم له إسرائيل شيئا عمليا بل إنها تواصل بناء المستوطنات والجدار العازل على الأراضي التي من المفروض أنها تتبع السلطة الفلسطنية, ومن الصعب أن تجد فلسطينيا يحترم نفسه يقف الآن مع عباس. وعن مسؤولية حماس عما حصل من مجازر إسرائيلية وذلك بوجودها بين المدنيين ذكر شلومو أن حماس حركة مقاومة وليست جيشا نظاميا, وكل حركات المقاومة في العالم من الفيتكونغ في فيتنام إلى جبهة التحرير الجزائرية وغيرها كانت تذوب وتنصهر داخل صفوف الشعب ومنه تستمد قوتها. واعتبر شلومو أن إسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وهي لم توقع اتفاقية السلام مع السادات سنة 1977 إلا بعد أن حققت مصر انتصارا عسكريا في حرب أكتوبر 1973 كا أنها تستثمر الآن ضعف الطرف الفلسطيني المحاور وتحاول استنزافه والالتفاف حول مطالبه. استعراض قوة وفي تعليقه عن مساندة كبير حاخامات فرنسا جيل بيرنهايم لإسرائيل بقوة في حربها على غزة قال شلومو إنه لا يفهم تفكير بيرنهايم ولا هذا الميل الإسرائيلي نحو الاستعمال المفرط للقوة فهي تملك أقوى الجيوش وتساندها أقوى دولة في العالم والعرب يعرضون عليها مبادرة سلام شاملة بحدود سنة 1967 فما الذي تريده للكف عن استعراض القوة. وفي رده على سؤال حول مساندة بعض المفكرين الذين كانوا يقفون تقليديا ضد مثل هذه العمليات أشار شلومو إلى أن هذه أصبحت عادة لدى المثقفين اليهود منذ حرب 1973, لكن علينا أن ننتظر عدة أسابيع أخرى فسوف تتغير آراؤهم كما يفعلون دائما. وأكد شلومو أن على إسرائيل أن تتوقف عن اعتبار نفسها ناطقة باسم يهود العالم وأن ترتبط بتركيبتها السكانية الحالية من عرب ويهود وفق المبادىء اليمقراطية والعلمانية.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 فيفري 2009)