الأربعاء، 30 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2899  du 30.04.2008
 archives : www.tunisnews.net  


الفريق المؤسس لتونس نيوز : وجاء موعد 30 أفريل 2008.. حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اليوم الثالث من الاحتجاز التعسفي .. بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أحكام بالسجن المؤجل في حق ستة متهمين .. بـ ” الإرهاب “..!

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: بيان تأسيسي الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تطاوين : بـيان المولدي الزوابي – عبد الحميد الصغير – النفطي المحضي  –  بلاغ محمد مومني- على الجلولي- معز الزغلامي: بيـــان قدس برس: تونس: احتجاز مساجين سياسيين سابقين على خلفية زيارة ساركوزي قدس برس: السفير التونسي لدى السلطة الفلسطينية يشارك في ندوة حول المحرقة بتل أبيب العرب: في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها  – تونس تشارك في إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس د ب أ – إفي: ساركوزي يختتم زيارته إلى تونس وسط انتقادات المنظمات الحقوقية د ب أ – إفي: ساركوزي يتعرض لانتقادات بسبب تجاهله المسألة الحقوقية بتونس الصباح: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: سيناريو رابطي جديد لحل ممكن… يو بي أي:  ساركوزي يعتبر أن االوقت حان لوقف النزيف في الشرق الأوسط العرب: اختتم زيارة الدولة إلى تونس – ساركوزى يشددعلى اتحاد المتوسط ويهاجم مسار برشلونة الصباح: كامل تفاصيل عقد تجديد أسطول طائرات «الخطوط التونسية» د ب أ – إفي: ساركوزي يتفق على بناء مصنع في تونس لتصدير أجزاء الطائرات لايرباص يو بي أي: وزير الطاقة الجزائري يتوجه إلى تونس لتعزيز التعاون النفطي بين البلدي رويترز: تونس تمنح تصاريح للتنقيب عن النفط والغاز الي مشروع جزائري مشترك رويترز: البنك المركزي: تونس ترفع متطلبات احتياطيات البنوك د ب أ: الوكالة الفرنسية للتنمية تمنح تونس قروضا بقيمة 138 مليون يورو الصباح: في منتدى الحوار مع الشباب عن بعد: اختلفت الآراء وتباينت المواقف حول مسألة «المظاهر الدخيلة» التجديد: إضراب القائمين على صحيفة تونسية معارضة يجدد الجدل بشأن الحريات الجزيرة. نت: تزايد خريجي الجامعات يعمق أزمة البطالة بتونس رويترز: المعرض الدولي للكتاب بتونس يكرم الاديب التونسي مصطفي الفارسي مختار اليحياوي: الزمن الحرام محمد بلوط: ساركوزي في تونس يغفر لبن علي قمعه للحريات … لقاء صفقات بالمليارات مرسل الكسيبي: فرنسا ساراكوزي : هل تصبح الصفقات التجارية أهم من مبادئ الثورة الفرنسية ؟! كمال بن يونس: قراءة في زيارة ساركوزي بشير الحامدي: الإتحاد العام التونسي للشغل في ظل هيمنة بيروقراطية فاسدة ومشاركة ويسار نقابي متخل عن النضال باستقلالية عنها مراد رقية: القيادة الحالية للاتحاد العام التونسي للشغل، سلطة بمناسبةغرة انتداب عمّالية؟؟؟ صحيفة ” مواطنون” : زيارة ساركوزي و آفاق المشروع المتوسطي  صحيفة ” مواطنون” : الاحتفال بيوم السجين السياسي تحت الحصار ألأخضر الوسلاتي: اضراب توفيق المديني: نهاية عهد في زيمبابوي عادل الحامدي: الوجيز في إخراج العلاقة بين صنعاء وعدن من الدهليز د. أحمد القديدي: إسرائيل يدينها يهود وغربيون في باريس ياسر زعاترة«عشان متنضربش على قفاك!»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


وجاء موعد 30 أفريل 2008..

 

السيدات والسادة المشتركون في تونس نيوز وقراؤها المحترمون   في بداية شهر ديسمبر الماضي، أعلن الفريق المؤسس لنشريتكم اليومية أنه يستأذن في الإنصراف لأسباب قاهرة وخاصة جدا لكن أغلبية واضحة منكم رفضت ذلك واعتبرت أن “تونس نيوز” تحولت إلى مكسب وطني لا يجوز التفريط فيه بأي حال من الأحوال.   حينها قررنا – تأثرا حقيقيا بالمشاعر الصادقة التي عبرتم عنها ووعيا منا بثقل المسؤولية التي ألقيتموها على أكتافنا – أن نبحث عن حل بديل يضمن ديمومة المشروع واستمراريته بنفس الإنفتاح والإستقلالية والتجرد والحرفية.   واليوم، وتونس نيوز تفتتح بفضل الله وتوفيقه – ثم بدعمكم ومؤازرتكم – عامها التاسع يُسعدنا أن نُعلمكم بأننا ندخل على بركة الله مرحلة انتقالية تستمر بضعة أسابيع يقوم فيها فريق جديد من المتطوعين بالمساهمة في إعداد النشرة اليومية وإدراجها في موقعنا على الشبكة تحت إشراف وتوجيه الفريق المؤسس قبل أن يستلم الإشراف الكامل لمواصلة المشوار وإنجاز العمل اليومي والسعي إلى تطويره في قادم الأيام.   بالتوازي مع هذه الخطوة، تجري الإستعدادات حثيثة لإدخال تحسينات تقنية مهمة على موقعنا والإنتقال به من مجرد وسيلة لنشر وتخزين الأعداد السابقة إلى أداة متطورة للإعلام عن الواقع التونسي تسمح بإعداد نشرة أنيقة وشاملة للمشتركين وتتيح لكل مواطن تونسي يقيم داخل البلاد أو خارجها ولجميع الباحثين والمهتمين بمتابعة الساحة التونسية إمكانية الإطلاع على المعلومات والأخبار والمعطيات وفهمها واستعادتها أينما كانوا ومتى شاؤوا.   شكرا لكم جزيلا جميعا أيتها السيدات والسادة على ما عبرتم عنه على مدى السنوات والأشهر الماضية من مشاعر رقيقة ومن مديح لا نستحقه ومن نصائح ثمينة وانتقادات صائبة، وندعوكم – في هذه اللحظة التي نُسلم فيها المشعل والأمانة إلى فريق جديد من الشباب المناضل والمقاوم في تونس التي لن تعدم إنجاب المخلصين والمقاومين – إلى مواصلة تقديم الدعم بجميع أشكاله وأصنافه إلى القائمين على هذا المشروع الوطني الذي هو ملك للجميع ومكسب لكل التونسيين مهما تباينت آراؤهم ومواقفهم وتوجهاتهم.   أخيرا، نأمل أن يأتي اليوم الذي تتحول فيه تونس نيوز إلى وسيلة إعلامية تعمل بحرية داخل الوطن التونسي بنفس القيم الأصيلة التي التزمت بها وبنفس الجرأة التي ميزتها وبنفس الإنفتاح والموضوعية والحياد الذي حرصت (وستحرص بحول الله) على التمسك به منذ تأسيسها في خريف عام 1999.   نسأل الله أن يُوفق أعضاء الفريق الجديد فيما يستقبل من مهمات وتحديات ونرجو من الجميع الدعاء لنا ولهم بظهر الغيب عسى الله أن يتقبل منا هذا العمل البسيط خالصا مُبرئا لوجهه الكريم وأن يتجاوز عما أخطأنا فيه بحق أي إنسان من غير قصد منا ولا تعمّد وأن يكشف الغمة عن الأمة ويُفرّج عن جميع المساجين ويردّ غربة كل المنفيين ويشفي كل المرضى والمكروبين إنه سميع مجيب قريب.   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   الفريق المؤسس لتونس نيوز 30 أفريل 2008  


 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30/04/2008 الموافق ل 24 ربيع الثاني 1429 ***

أخبار الحريات في تونس

***

اعتداء على طالبة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا و الإعلامية

تعرضت اليوم الأربعاء 30 أفريل 2008 الطالبة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا و الإعلامية أميرة الخماسي المرسمة بالسنة الثانية إعلامية تطبيقية إلى الاعتداء على حريتها في اختيار اللباس و حقها في الدراسة من طرف المدعو محمود العويني الكاتب العام للمدرسة ، فقد عمد هذا الأخير إلى إخراج الطالبة أميرة الخماسي من قاعة الدروس و محاولة جبرها على إمضاء وثيقة تعترف فيها بمخالفتها للقانون بارتدائها للباس الشرعي و عند رفضها قام الكاتب العام المذكور بشطب اسمها من دفتر المناداة. علما بأن المدعو محمود العويني يحتجز منذ ثلاثة أشهر بطاقات ثماني طالبات للضغط عليهن من أجل نزع ما تعتبره الإدارة لباسا طائفيا و في هذا دليل و بيان لمدى تقدم حقوق الإنسان في تونس.

الاعتداء على سجين الرأي وحيد ابراهمي  لجبره على الانسلاخ من الحزب الديمقراطي التقدمي

تعرض سجين الرأي الشاب وحيد ابراهمي إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل ناظر الغرفة أ التي يقيم بها بالسجن المدني بالمرناقية و لا زالت آثار العنف بادية عليه و قد أكد لنا والده أنه أصيب بصمم بأذنه اليسرى و رضوض بكلتا يديه و ذراعيه ، و رفضت إدارة السجن إسعافه و نقله إلى المستشفى للمعالجة ، كما أخبر والده أن الاعتداء كان لغرض إجباره على الانسلاخ من الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي إليه و الانخراط في الحزب الحاكم. و تجدر الاشارة إلى أن سجين الرأي الشاب وحيد ابراهمي أصيل ولاية سيدي بوزيد و طالب بالسنة الثانية فرنسية بكلية قفصة يقضي حكما بالسجن مدة عامين و أربعة أشهر تحت طائلة قانون الإرهاب غير الدستوري.

تمنياتنا بالشفاء العاجل للسجين السياسي السابق السيد عبد الكريم العباشي

غادر اليوم الأربعاء 30 أفريل 2008 السجين السياسي السابق السيد عبد الكريم العباشي مصحة الأمان بعد أن خضع يوم الأربعاء 23 أفريل 2008 إلى عملية على القلب المفتوح Pontage كللت بالنجاح. و حرية و إنصاف تتمنى الشفاء العاجل للسيد عبد الكريم العباشي كما تدعو الله عز و جل أن يتم سعادته بإطلاق سراح ابنه سجين الرأي محمد العباشي.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 30 أفريل 2008  

اليوم الثالث من الاحتجاز التعسفي .. بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي ..!

 
 تواصلت لليوم الثالث على التوالي المظلمة / المهزلة .. بإقدام أعوان البوليس السياسي على احتجاز مساجين مسرحين طيلة ساعات طويلة متعللين بالإجراءات الأمنية الإستثنائية .. بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي ..! فقد تم صباح اليوم الإربعاء 30 أفريل 2008 ( على الساعة التاسعة ) صباحا اختطاف كل من لسعد مرمش والأخوين إبراهيم وعلي الحرزي وسهل البلدي ، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا حوالي الساعة الواحدة و15 دقيقة ، و الجمعية إذ تدعو إلى وقف هذه العربدة البوليسية المنفلتة من كل القيود ، فهي تستغرب الصمت الذي واكبها في ظل انشغال الجميع بتصريحات ” موظفي حقوق الإنسان ” ممن يجاملون مرتكبي الإنتهاكات بزعم ..التمشي التدريجي لتكريس ..ثقافة حقوق الإنسان ! ” و يبقى السؤال مشروعا : ماذا لو دامت الزيارة شهرين ..!!؟؟   عن الجمعية الرئيس   الأستاذة سعيدة العكرمي  

“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 30 أفريل 2008 كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “:

أحكام بالسجن المؤجل في حق ستة متهمين .. بـ ” الإرهاب “..!

 
* أصدرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان مساء أمس الثلاثاء 29 أفريل 2008 أحكاما بالسجن لمدة عامين مع تأجيل التنفيذ في :   – القضية عدد 10898 ، وذلك في حق كل من : بدر بن رحمة ومحمد هيكل بن منا وسالم عبيش ورمزي المصلي وصالح الشاوش ونبيل الببة .   عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو  


 

نداء إلى الرأي العام النقابي والوطني التونسي

 

 
اتفق جمع من النقابيين والمناضلين من مختلف الانتماءات والجهات على بعث مرصد وطني للحقوق والحريات النقابية مستقل عن الاتحاد العام التونسي للشغل من ناحية التسيير والتنظيم , وبودنا أن نوضح أن هذا المرصد لا يدعي تمثيل العمال وليس ناطقا باسمهم كما انه ليس بديلا لاتحاد الشغل بل سيكون راصدا للتجاوزات والانتهاكات ضد النقابيين والعمال البسطاء دون استثناء ثم مساندة كل النضالات العمالية وهو ما يجعل هذا المرصد في شراكة إستراتجية ونضالية مع اتحاد الشغل.  ونعتقد إن قدرتنا على التغيير الحقيقي ممكنة عبر توحيد جهودنا وصفوفنا ويسعدنا إن نعلن عن تأسيس مرصدنا وهو مشروع مفتوح لكل الطاقات النضالية الراغبة في الانضمام إليه وفي ما يلي البيان التاسيسي : 
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بيان تأسيسي
يعاني مجال الحقوق و الحريات النقابية في تونس من فراغ جمعياتي بسبب احتكار الاتحاد العام التونسي للشغل لكل أشكال التعبير النقابي, و إن كنا نساند كل نضالات هذه المنظمة الوطنية إلا أننا نعتقد انه بالإمكان تأسيس جمعية مستقلة و غير حكومية مهتمة بالشأن النقابي, ليس من حيث التمثيلية النقابية بل من ناحية الحقوق و الحريات النقابية. إننا جمعية مستقلة هدفها الأول رصد التعديات و التجاوزات على الحقوق و الحريات النقابية سواء كان ذلك على نقابين منخرطين في اتحاد الشغل أو حتى على عمال بسطاء يفتقدون لأي تمثيل نقابي, ثم فضح هذه التجاوزات و نشرها إعلاميا و متابعتها قضائيا إن أمكن. إن بلادنا اليوم  تئن تحت وطأة التجاوزات على الحقوق و الحريات النقابية و هذه التجاوزات تشمل عمال و موظفي القطاع العام و الخاص كما تشمل الإطارات العليا (مهندسون, صحفيون, …) و عمال المناولة أي هي لا تستثني أي شريحة عمالية. أما الهدف الثاني لهذه الجمعية  فهو نشر ثقافة الحقوق و الحريات النقابية على نطاق واسع و في كل الفضاءات سواء منها النقابية و غير النقابية, إننا نهدف بالأساس من وراء ذلك إلى زيادة نسب الانخراط النقابي و تحقيق شعار ” نقابة لكل مؤسسة”. إننا منظمة مستقلة و مع هذا لا نخفي تضامننا و انحيازنا لكل نضالات العمال, كما أننا منظمة مفتوحة على الطاقات النضالية بدون استثناء. و لهذا نحن نمد كل أيدينا لكل المنظمات الوطنية و كل مكونات المجتمع المدني في سبيل الارتقاء بالوضع النقابي في البلاد و الخروج من حالة اللامبالاة و التهميش التي أصبحت تميز القاعدة العمالية. إننا نفتح طريقا جديدا, رجاؤنا أن يكون لمصلحة هذا الشعب و هذا الوطن و دمنا جميعا مناضلين من اجل تونس أفضل.
للتواصل يمكن الاتصال بالاخ محمد العيادي المنسق المؤقت للمرصد على رقم الهاتف 0021698446442 او عبر البريد الالكتروني med_ayady@yahho.fr

 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تطاوين
بـيان  
مرة أخرى يعمد الحكم، في حملة منهجية لا تنقطع تستهدف الحزب الديمقراطي التقدمي، إلى محاولة التضييق على عمل الحزب وإسكات صوته الحر الذي رفض أن يخضع للحدود المرسومة من  الحكم لمعارضاته، وأن يشارك في مسرحية معارضة الواجهات والديكور لقاء المنافع والهبات. فبعد مصادرة حق الحزب وصحيفته من التمويل العمومي وحرمانه من النشاط في الفضاء العمومي، ومحاولة عزل الحزب وتقليص إشعاعه بتخويف المواطنين الذين يقتربون منه ويدعمونه ويشاركون في أنشطته وخاصة الشباب منهم، وبعد محاولة تجريد الجامعات والفروع من مقراتها والحزب كله من مقره المركزي بحيل قضائية شتى وبفتاوى قانونية لا يقبلها عاقل، بعد هذا كله، ابتدع خيال الحكم في الأسابيع الأخيرة، حيلة تجميد توزيع الجريدة أولا، ومنع المناضلين الذين تجندوا لبيعها في الفضاء العام ثانيا، واصطنع أخيرا قضية عدلية ضد رئيس تحريرها ومدير تحريرها وأسرع في وقت قياسي إلى استصدار عقلة على حساب الجريدة البنكي على خلفية ضرر مزعوم سببه مقال من مقالاتها لشركات تصير الزيوت. ومرة أخرى لا يجد مناضلو الحزب ورموزه وقياداته بدا من تقديم أجسادهم دفاعا عن الفضاء الحر والصوت الحر والقلم الحر والنشاط السياسي الجمعياتي الحر. فبعد إضراب رموز المجتمع المدني عن الطعام دفاعا عن حرية العمل الحزبي والجمعياتي وحرية الصحافة والإعلام والعفو التشريعي العام في إطار حركة 18 اكتوبر، وبعد إضراب الجوع الذي شنته الأخت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب والأخ أحمد نجيب الشابي عضو المكتب السياسي ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية ذودًا عن مقر الحزب المركزي، يشن الأخوان رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة الموقف ومنجي اللوز مدير تحريرها إضرابا عن الصعام مفتوحا مطالبين الحكم بـ: – إيقاف التتبعات القضائية ضد مدير الجريدة ورئيس تحريرها. – رفع العقلة المضروبة على الحساب البنكي للصحيفة. – رفع كل أشكال التضييقات على توزيع الموقف وبيعها للمواطنين. – جبر الأضرار الناجمة عن الحجز والمصادرة المتكررين للصحيفة. إن مكتب جامعة تطاوين للحزب الديمقراطي التقدمي، المجتمع يوم الأحد 27/04/2008 : – يعلن عن مطلق تضامنه مع الأخوين المضربين عن الطعام ويشد على أياديهما في صمودهما وتصديهما لحملة الحكم على صحيفة الموقف الرامية إلى دفعها إلى الاحتجاب وإخماد صوتها الجريء الحر. – ويعبر عن استعداد مناضلي الحزب بالجهة للدفاع عن استمرار الصحيفة والتصدي للحملة المنهجية التي تستهدفها وذلك بكل وسائل النضال السياسي المشروع. – يدعو مكونات المجتمع المدني بالجهة ومواطنيها الأحرار إلى دعم حركة الأخوين النضالية التي تمثل حلقة من حلقات نضال المجتمع التونسي المستقل من أجل  حرية التعبير والتنظم والاجتماع وحق مواطنيه في العمل السياسي دون مصادرة أو منع.   عن مكتب الجامعة                الكاتب العام                                     مصباح شنيب                              


عيد الشغل .. بأي حال عدت يا عيد ؟  تونس في01 ماي 2008 بلاغ  
 
بمناسبة العيد العالمي للشغل واستجابة لواقع البطالة المستشرية في أوساط الشباب عموما وبين حملة الشهادات بشكل خاص نعتزم نحن مجموعة من الناشطين في  الحياة العامة تأسيس جمعية مختصة في المجال الاجتماعي  تهدف إلى تجسيد حق الشغل باعتباره المدخل الحقيقي للمواطنة.  وتتميز هاته الجمعية بكونها غير مقتصرة في عضويتها عن العاطلين فقط لأنها لن تستطيع أن  تستمر طويلا  بسبب ضعف الإمكانات  فضلا عن الوضعية الاجتماعية والنفسية  للعاطلين بل تطمح أن تكون لبنة في مجتمع مدني فاعل و مشارك  تضم في عضويتها من المهتمين بالإصلاح الاجتماعي  خاصة المعنيين بملف التشغيل من شخصيات وطنية ونقابيين وحقوقيين وطلبة وحرصا منا على تعزيز مرجعية الجمعية وإيمانا بأن قضية البطالة قضية وطنية  ندعو من يرغب من الكفاءات الوطنية والطاقات الشبابية لا سيما المختصين في المجال الاجتماعي والاقتصادي إلى مشاركتنا في هاته المبادرة . المولدي الزوابي : أستاذ عبد الحميد الصغير : أستاذ النفطي المحضي : متحصل على الماجستير   للاتصال : E-mail : travail.citoyennte@yahoo.com


بيـــــــــــــــان تونس في 1 ماي 2008
 
يحي اليوم عمال العالم، و من خلالهم الإنسانية التقدمية ذكرى العيد العالمي للعمال الذي يمثل مناسبة لتجديد العزم على الدفاع على مصالح الأجراء المادية و المعنوية و التي تتعرض اليوم بفعل السياسيات الليبرالية الجديدة  إلى التصفية و الانتهاك، و يمثل العمل القار و الحق النقابي أهم محاور الاستهداف، و لا تشذ أوضاع الأجراء في بلادنا عن هذا الوضع العالمي بمن في دلك أجراء القطاع العام  و تمثل المظلمة التي تعرضنا إليها عينة من هذا الواقع الأليم. إننا- الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية- إذ نحيي كل الأجراء بالساعد و الفكر بهذه المناسبة، فإننا نذكر وزارة التربية و التكوين التي أقدمت على طردنا دون مسوغات قانونية رغم تفوق أدائنا البيداغوجي و الصناعي، بأننا متمسكون بحقنا في رفع المظلمة عنا و إننا ماضون في الدفاع عن حقنا في العودة إلى العمل بكل الوسائل المشروعة، كما نتوجه إلى الأطر النقابية في منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و على رأسها المركزية النقابية أن تواصل تبنيها لوضعيتنا باعتبارها حالة اعتداء على الحق النقابي و الحق في العمل القار، و إلى النقابة العامة للتعليم الثانوي كي تواصل النضال و الإسناد من اجل كسب هذه المعركة التي تجند لها قطاعنا المناضل منذ بداية السنة الدراسية . اننا نهيب بكل قوى المجتمع المدني المناضل كي تواصل شد أزرنا في نضالنا العادل من اجل العيش بعزة و كرامة. عاشت نضالات الشغالين عاشت نضالات الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية   – محمد مومني – على الجلولي – معز الزغلامي

 


تونس: احتجاز مساجين سياسيين سابقين على خلفية زيارة ساركوزي

تونس- خدمة قدس برس أفادت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنّ الشرطة التونسية قد قامت يومي 28 و29 أبريل باحتجاز عدد من الشبان الذين كانوا من المسجونين بتهمة الانتماء إلى التيار السلفي الجهادي، وذلك على خلفية زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقالت الجمعية في بلاغ حصلت “قدس برس” على نسخة منه إنّ شرطة مدينة “أريانة” في الضاحية الشمالية للعاصمة قد بررت اعتقالها للشبان “بإجراءات عادية بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي” وأنّ احتجاز الشبان يتم من الثامنة والنصف صباحا إلى ما بعد الظهر ويطلق سراحهم ثم يتم إعادة اعتقالهم في اليوم الموالي. وطالبت الجمعية بوقف ما أسمته “الهجمة الوقائية القائمة على الشبهة والوشاية”، معربة عن استغرابها لتصاعد الانتهاكات بالتوازي مع تسويق صورة وردية عن حقوق الإنسان للضيوف الأجانب. يذكر أنّ استعدادات أمنية وإجراءات مشددة تزامنت مع وصول الرئيس الفرنسي لتونس وتم تجنيد مئات من عناصر الشرطة داخل العاصمة لحراسة موكب الرئيسين التونسي والفرنسي وتنقلات عقيلة الضيف الفرنسي داخل المدينة العتيقة. كما عطلت الشرطة لساعات عديدة حركة المرور على النقاط التي تمر عبرها المواكب الرسمية.    (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال  بتاريخ 30 أفريل 2008)

في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها تونس تشارك في إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس

   

 
تونس – محمد الحمروني   في حادثة هي الأولى من نوعها، وفي سابقة تاريخية يشارك مسؤول عربي في ندوة دولية حول الهولوكوست ‏التي ستعقد في القدس وتستمر من يوم 28 أبريل الجاري حتى الثلاثين منه. ‏ وسيشارك أحمد العباسي ممثل تونس لدى السلطة الفلسطينية بمداخلة في الجلسة الافتتاحية للندوة التي تعقد ‏في مركز (ياد بن زفي) في القدس.‏ وسيكون موضوع الندوة «وضع يهود شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية» ويشارك فيها 21 باحثا من ‏إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة.‏ وحسب تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، «فستكون هذه المرة الأولى التي يساهم فيها مسؤول عربي مسلم ‏في تحسيس الرأي العام العربي والشرق الأوسطي حول هذه المسألة».‏ واعتبر ناطق باسم متحف الهولوكوست في القدس في مقال نشر يوم 6 أبريل الجاري أن حضور المسؤول ‏التونسي «يعكس شعوره بضرورة الاعتراف بالمعاناة والآلام التي عاشها اليهود التونسيون خلال حقبة ‏الاحتلال الألماني لتونس».‏ ولم تنف تونس ما تناقلته صحف ووسائل الإعلام إسرائيلية من بينها «حاروتس» عن مشاركة ممثلها لدى ‏دولة فلسطين في الندوة.‏ وأشادت حاروتس في مقال بعنوان «تونس تحيي ذكرى المحرقة التي تعرض لها اليهود في تونس» بالقيادة ‏التونسية التي -حسب حالوتس- وعلى «عكس الآخرين أظهرت دائما الكثير من التعاطف مع الجالية اليهودية، ‏وهي تثبت اليوم من جديد هذا الموقف من خلال «دعمها» لضرورة الاعتراف بمعاناة وآلام اليهود في تونس ‏خلال حقبة الاحتلال الألماني».‏ وتشهد العلاقات التونسية الإسرائيلية تطورا مطردا، وذلك رغم الانتقادات الحادة الموجهة للحكومة بهذا ‏الخصوص.‏ وتقدم تونس تسهيلات كبيرة للحجيج اليهود الذين باتوا يعدون بالآلاف.‏ ومنذ سنة 2005 لم يعد الإسرائيليون بحاجة إلى تأشيرة دخول إلى تونس، وتم اتخاذ هذا القرار بعد لقاء جمع ‏الرئيس التونسي بكبير الحاخامات الفرنسي جوزيف سيتروك.‏ وإضافة إلى الحج إلى كنيس «الغريبة» في جزيرة جربة، وهو أقدم معبد يهودي خارج القدس كما يدعي ‏الإسرائيليون، باتت العديد من المناطق التونسية محجّا لفئات من اليهود بدعوى أنها مقدسة أو أن أحد ربيّيهم ‏مدفون هناك مثلما وقع السنة الماضية في مدينة نابل التونسية (60 كلم جنوب شرق العاصمة تونس) حين قام ‏المئات من اليهود بزيارة مدفن يدعون أنه لأحد أوليائهم ويدعى يعقوب سلامة.‏ وتلاقي هذه الخطوات التطبيعية رفضا كبيرا من قبل الشارع التونسي، وكان انفجار ضخم، تبناه تنظيم القاعدة، ‏هز في أبريل سنة 2002 كنيس الغريبة ونفذه تونسي مقيم في فرنسا بواسطة شاحنة محملة بقوارير الغاز ‏وأسفر عن مقتل مجموعة من السياح الألمان.‏  (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  

السفير التونسي لدى السلطة الفلسطينية يشارك في ندوة حول المحرقة بتل أبيب

 

تونس ـ خدمة قدس برس   ذكر موقع إسرائيلي على الانترنيت أنّ السفير التونسي لدى السلطة الفلسطينية أحمد العباسي هو أول ممثل رسمي لدولة عربية يشارك في ندوة دولية عن الهولوكوست في تل أبيب. ويُعقَد في تل أبيب في الفترة ما بين 28 و30 نيسان أبريل مؤتمر دولي بعنوان “شمال إفريقيا ويهودها خلال الحرب العالمية الثانية” بتنظيم من معهد أبحاث المحرقة النازية في مؤسسة ياد فاشيم ومركز المعلومات والتوثيق والأبحاث عن يهود المغرب إبان الحرب العالمية الثانية في معهد ياد بن تصفي. وخصصت للسفير التونسي مداخلة لإلقائها في الجلسة الافتتاحية. ويقام هذا المؤتمر بدعم من سفارات ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة بتل أبيب. ويتضمن إعلان المؤتمر لوحة عليها رسم لدخول الجنود الألمان لمدينة نابل بالشمال التونسي في العام 1942. واعتبر متحدث باسم متحف الهولوكوست بتل أبيب في تصريح نشره نفس الموقع الإسرائيلي “إسرائيل ناشيونال نيوز” أنّ حضور السفير أحمد العباسي يعبّر عن اقتناع بالموضوع، واعتراف بما تعرض له اليهود في تونس من اضطهاد خلال الاجتياح الألماني لتونس في الحرب العالمية الثانية. ومنذ العام 2000 لا ترتبط تونس بالدولة العبرية بأية علاقات دبلوماسية بعد أن سحبت رسميا ممثلها الدبلوماسي في تل أبيب استجابة لقرار القمة العربية.    (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال  بتاريخ 30 أفريل 2008)

ساركوزي يتعرض لانتقادات بسبب تجاهله المسألة الحقوقية بتونس

 
من فرانسوا ميرفي باريس 30 ابريل نيسان /رويترز/ لقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتقادات شديدة اليوم الأربعاء بعدما لم يضغط في مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته لتونس وهي الزيارة الأحدث ضمن عدد من الرحلات التي اتهم خلالها بإعطاء المال أولوية على الأخلاق. ووصل ساركوزي للسلطة قبل عام متعهدا بجعل حقوق الإنسان في قلب السياسة الخارجية الفرنسية ولكن تعامله مع دول مثل الصين وليبيا الذي أثمر عددا كبيرا من الاتفاقات التجارية دفع الكثيرين للقول بأن الوعود الخاصة بحقوق الإنسان كانت جوفاء. وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام لتونس قال ساركوزي إن البلاد أحرزت تقدما فيما يتعلق بالحقوق وأنه لم يأت للبلاد كي //يلقي عليها محاضرة//. وتونس أكثر دول المغرب العربي قربا من الغرب ولكن الجماعات الحقوقية تتهم الحكومة بتكميم الصحافة وضرب الخصوم وحبسهم وتنفي السلطات هذه الاتهامات. وقالت صحيفة لوباريزيان //بعد مرور عام خفف المرشح السابق من حدة آرائه وبعد انتقاد /سلفه/ جاك شيراك الذي فضل التحدث عن حقوق الإنسان بعيدا عن كاميرات التلفزيون فهو الان يتصرف بصورة مماثلة//. وانتهجت زيارة ساركوزي التي أبرم فيها اتفاقا ببيع 19 طائرة من طراز ايرباص لقاء أكثر من مليار يورو لشركة تونس اير نفس النهج المتبع في الزيارات السابقة. وخلال رحلته للصين في نوفمبر تشرين الثاني أشرف ساركوزي على التوقيع على اتفاق ببيع 160 طائرة ايرباص وعلى اتفاق بقيمة ثمانية مليارات يورو كي تبيع شركة أريفا الفرنسية مفاعلين نوويين ووقودا نوويا. وخلال الحملة الرئاسية قال ساركوزي انه يعارض رفع حظر بيع السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الصين لان بكين لم تحرز تقدما كافيا في مجال حقوق الإنسان. ولكن في رحلته للصين قال فريقه انه اتفق الآن مع شيراك في أن الحظر الذي فرض عام 1989 عقب قمع الاحتجاجات الطلابية في ميدان تيانانمين يتعين أن يتوقف وقالت فاليري نيكي مديرة مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن التعهد الانتخابي الذي قدمه ساركوزي يتعلق بالأساس بالسياسة المحلية وأضافت //خلال الحملة أصدر هذه البيانات الكبيرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان بشكل عام كان خطابه //قطيعة// مع الماضي ولكنه كان متصلا تماما بالسياسة الداخلية وعلاقاته مع شيراك ليست متصلة كثيرا بالواقع الخارجي الذي لم يكن على الإطلاق له الأولوية عنده//. وتعرض الرئيس الفرنسي لمزيد من الضغط في ديسمبر كانون الأول حينما استقبل الزعيم الليبي معمر القذافي المتهم على نطاق واسع بإسكات المعارضة من خلال التعذيب والسجن وقال القذافي الذي استمرت زيارته لفرنسا خمسة أيام إن قضايا حقوق الإنسان لم تبحث حينما التقى ساركوزي ونفى مسؤولون فرنسيون ذلك وقالوا في وقت لاحق إن القذافي أعطاهم //ضمانات// ووجهت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون حقوق الإنسان راما ياد انتقادات شديدة للقذافي قبيل زيارته ولكنها لم تدع للصين ولم تظهر تحت الأضواء في تونس.    (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)

ساركوزي يختتم زيارته إلى تونس وسط انتقادات المنظمات الحقوقية

 

 
 تونس، 30 /نيسان إبريل (د ب أ – إفي) عاد اليوم الأربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى باريس عقب اختتامه للزيارة الرسمية التي قام بها إلى تونس وأشاد خلالها بنظام الحكم التونسي مما أثار انتقادات المدافعين عن حقوق الإنسان. وأكد ساركوزي، في خطابه صباح اليوم في معهد العلوم التطبيقية، أن تونس تعد نموذجاً للدولة التى تتعرض لتهديدات التطرف وتمكنت من مواجهتها بنجاح. وقال ساركوزي، لتبرير تأييده لنظام حكم زين العابدين بن علي، “إذا فشلت تونس في هذا التحدي فسوف ينفتح الباب أمام صراع الديانات وصدام الحضارات”. ودعا ساركوزي إلى صداقة خصبة بين المسلمين والأوروبيين ودافع عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي سيتم تناوله في 13 يوليو/تموز في قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي ودول ضفتي البحر المتوسط.  واعترف الرئيس الفرنسي أن العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي إحدى النقاط الخلافية للقمة المقبلة ولكنه أشار أن ذلك لايجب ان يكون مبررا لرفض الصداقة والتفاهم “لكي نترك لأولادنا مستقبل خال من الكره والتعصب والقتامة”. وقال ساركوزي: “إذا صار الاتحاد من أجل المتوسط إلى حقيقة، فسوف يغير العالم” بعد انتقاده لعملية التعاون اليورومتوسطي في مدينة برشلونة في نوفمبر/تشرين ثان في عام .1995 وأضاف ساركوزي “إذا فشلت عملية برشلونة” فإن ذلك يرجع إلى أنها جاءت من وجهة نظر “الشمال تجاه الجنوب” في حين “الاتحاد من أجل المتوسط سوف يستند إلى المساواة في الحقوق والواجبات بين دول الشمال والجنوب”.  أما كلمات ساركوزي المتعلقة بالحريات في تونس والتي لم تلق ترحيباً بين المنظمات غير الحكومية المدافعة لحقوق الإنسان فقد قال ساركوزي إن “الحريات تتقدم في تونس”. وقد اجتمعت وزيرة الدولة لحقوق الانسان راما يادي مع رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مختار الطريفي ولكنه رفض الإدلاء بتصريحات.  وبعد هذا اللقاء، صرح طريفي للصحافة بأن تصريحات ساركوزي تثبت أنه “لا يعلم بالأمر الواقع في تونس” لأن “الحريات لم تتقدم في تونس بل هي في تقهقر مستمر”.     (المصدر: وكالة  (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: سيناريو رابطي جديد لحل ممكن…

 

وجاءت هذه التطورات في أعقاب اللقاءات التي جمعت رئيس الرابطة، مختار الطريفي، برئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة، منصر الرويسي قبل بضعة أسابيع، والتي انقسم حولها الرابطيون، بين من اعتبرها مؤشرا على رغبة الحكومة في إيجاد حل لمعضلة الرابطة وغلق هذا الملف بشكل نهائي، ومن انتقده على خلفية أن الاتصالات مع رئيس الهيئة كانت “شبه سرية”، بحيث لا وجود فيها لأجندا   واضحة للمفاوضات، في رأي هذا الشق..   لكن اللافت للانتباه، أن أيا من هؤلاء وأولئك، لم يطالب بقطع الحوار مع الهيئة العليا لحقوق الإنسان رغم هذه التحفظات وغيرها، بل إن البعض حرص على إقناع قيادة الرابطة بضرورة “الانقضاض” على هذه “البوابة” الجديدة، من أجل التوصل إلى حل لهذا الملف الذي أرق الجميع، سلطة ورابطة ومجتمع مدني..   وعلمت “الصباح” من مصادر مطلعة من داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن الاجتماعات الأخيرة التي التأمت مؤخرا بمقر الرابطة، والتي تغيب عنها بعض رموزها ممن باتت لهم خلافات مع رئيس الرابطة، انتهت إلى شبه توافق بين أعضاء المنظمة، على عدم وجود حل للرابطة، إلا عبر حوار رابطي، يجمع مختلف الأطراف، بما في ذلك الذين تقدموا بقضية تخص الرابطة، بالإضافة إلى الهياكل التنظيمية القائمة، وما يعرف بـ “المحتجين”، أو الموقعين على عريضة “المائة أو تزيد”..   ويبدو ـ وفق المعلومات التي حصلت عليها “الصباح” ـ أن شبه وفاق حصل بين قيادة المنظمة، على إمكانية الاستفادة من التطورات المشار إليها، بغاية بلورة أفق حل بوسعه إخراج الرابطة من الدوامة الحالية..   مرتكزات أساسية..   وحسب المداولات التي تمت بين أعضاء الرابطة ممن حضروا تلك الاجتماعات، حصلت قناعة بضرورة البدء بحوار في مقر الرابطة يشمل الفروع الموجودة في مستوى إقليم تونس، إلى جانب الذين قدموا قضية، وأصحاب عريضة المائة.. وتهدف هذه الحوارات إلى وضع إطار عام لحل “على أساس توافقي”، يضع لبنات صيغ ممكنة قبل الذهاب إلى المؤتمر …   على أن يعمم الحوار لاحقا على بقية الفروع، بعد فتح المقرات الجهوية بالتنسيق مع السلطة.. ثم يتم التحضير لعقد مجلس وطني تحضره الهيئات القائمة (24 فرعا)، والهيئة المديرة، فيما تحضره الأطراف الأخرى بصفة ملاحظين (من أصحاب القضية والموقعين على عريضة المائة)، وإذا ما أقرّ هذا التمشي، يتم سحب القضايا العدلية المتعلقة بالرابطة..   أما الخطوة الموالية، فتتمثل في استكمال الهيكلة (مؤتمرات الفروع)، ثم تتم الدعوة إلى مجلس وطني تكون مهمته التحضير للمؤتمر القادم للمنظمة..   وأوضحت مصادرنا، أن هذه الصيغة تم التحاور بشأنها بين قيادة الرابطة، ومن المنتظر مزيد تعميقها خلال المدة المقبلة، بهدف التوصل إلى صيغة مثلى تستفيد مما وصف بـ”الاتجاه الإيجابي” الذي سلكته الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات، والتي اعتبرها عدد من الرابطيين، بمثابة المؤشر على رغبة السلطة في تسوية الملف.. وكان رئيس الرابطة ورئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان، اجتمعا في مرات عديدة لمناقشة سبل إيجاد حل لمأزق الرابطة، من دون أن يتم الإعلان عن صيغة محددة للحل..   والسؤال المطروح في هذا السياق هو : هل تمضي الرابطة باتجاه هذا السيناريو، أم تلتف بعض قيادات الرابطة على هذا الأفق الجديد فتعيد القضية إلى المربع القديم؟   صالح عطية (المصدر: صحيفة “الصباح  (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  

ساركوزي يعتبر أن االوقت حان لوقف النزيف في الشرق الأوسط

 
تونس / 30 إبريل-نيسان / يو بي أي: إعتبر الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي أن الوقت حان لإنهاء المعاناة والنزيف المتواصل في منطقة الشرق الأوسط الناتج عن استمرار الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال ساركوزي في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء قبيل مغادرته تونس أمام طلبة معهد الدراسات التكنولوجية التونسي، إن “فرنسا لا تساوم حول مسألة أمن وإستقرار ووجود إسرائيل، ولكنها ترى أيضا أن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة، هو ضرورة ملحة”. وبحسب الرئيس الفرنسي، الذي شدد على أنه من حق أطفال فلسطين وإسرائيل أن ينعموا بالأمن والإستقرار والتعليم والتكوين مثل أطفال فرنسا، فإن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يعد “سببا قويا للتوحد ضمن إطار الإتحاد من أجل المتوسط”. وكان ساركوزي اعتبر قبل ذلك أن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي يسعى إلى تأسيسه، من شأنه التأسيس لتكتل إقتصادي يكون قادرا على منافسة التكتلات الإقتصادية في آسيا. يشار إلى أن الرئيس الفرنسي غادر بعد طهر اليوم الأربعاء تونس عقب إنتهاء زيارة دولة إستغرقت ثلاثة أيام،تميزت بالتوقيع على عدد من الإتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي، وأكثر من صفقة بقيمة مليار و360 مليون يورو.
 

(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 30 أفريل 2008)


كامل تفاصيل عقد تجديد أسطول طائرات «الخطوط التونسية»

 

 
تونس ـ الصباح ـ مصطفى المشاط: اقترنت الزيارة التي أداها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بلادنا بابرام أكبر صفقة لشراء طائرات من نوع «ايرباص» بين المصنع الأوروبي من جهة.. و«الخطوط التونسية» من جهة اخرى.   وقد تمكنت «الصباح» من الحصول على أهم نقاط العقد المبرم بين الشركتين.   وتؤكد مصادر مطلعة تونسية.. وفرنسية شاركت في المفاوضات ان المهمة لم تكن سهلة للطرفين باعتبار الشروط التي فرضها الطرف التونسي والمتصلة أساسا بضرورة ربط عقد شراء الطائرات من نوع «ايرباص» بخلق مواطن  الشغل ونقل التكنولوجيا المتطورة. واضاف مصدر فرنسي ان الوفد المفاوض التونسي المتكون من ممثلين عن الوزارة الاولى، الخطوط التونسية والبنك المركزي ابدى اهتماما واصرارا كبيرين بالجوانب المتصلة بخلق مواطن الشغل ونقل التكنولوجيا.. اضافة طبعا الى المسائل الفنية المتعلقة بالطائرات ذاتها.   16 طائرة ثابتة و3 طائرات اختيارية   ويتضمن العقد شراء «الخطوط التونسية» لـ16 طائرة ثابتة اي ان شرائها نهائي ولا جدال فيه مهما كان نشاط «الخطوط التونسية».. ويتوزع هذا العدد (16 طائرة) على 10 طائرات من صنف «ايرباص A320» (AIRBUS A320) تحتوي على 150 مقعدا.. اضافة الى 3 طائرات من صنف «ايرباص A330) و(A350) ويمكن للصنفين الاخيرين (A330) و(A350) الطيران لمدة تفوق 10 ساعات (long courrier) اي انهما يضمنان سفرات جوية تصل الى بيكين ومونريال اي المسافات الطويلة.   ومن المنتظر ان يمثل تاريخ تسليم اولى الطائرات مفاجأة سارة للخطوط التونسية باعتبار ان الآجال التي فرضها الوفد التونسي المتفاوض تعتبر قياسية بالمقارنة مع آجال التسليم التي تعتمدها  حاليا مؤسسة «ايرباص».   وبالاضافة الى 16 طائرة.. فان الخطوط التونسية تمكن من ضمان تزويدها بـ3 طائرات (احتياطية) في صورة ما اذا تكثف نشاطها خلال العشر سنوات القادمة. اما بالنسبة لمبلغ العقد فانه يرتفع الى مليون أورو باعتماد القيمة الحالية للعملة الأوروبية (EUROS).   3 عصافير.. بحجر واحد   ويؤكد العارفون بمجال النقل الجوي ان شركات الطيران العالمية اصبحت تفضل شراء نوع واحد من الطائرات لاعتبارات تقنية بحتة اضافة الى الترفيع في المردودية وتقليص تكاليف الصيانة والتكوين المستمر لفائدة الاعوان والطيارين وغيرهما من العاملين على متن الطائرات.   1300 موطن شغل   وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي والمتصل اساسا بخلق مواطن الشغل فقد أكد لـ«الصباح» طرف فرنسي شارك في المفاوضات سبق له ان شارك في مفاوضات سابقة مع شركات طيران عالمية ان الحنكة التي اظهرها الفريق التونسي جعلت المفاوضات عسيرة للغاية  في جانبها المالي والتقني من جهة.. والاجتماعي من جهة اخرى.. وهي سابقة لم تكن في حسبان مؤسسة «ايرباص» والمهم أن العقد يتضمن خلق 2000 موطن شغل عبر نقل تكنولوجيا صنع مكونات الطائرات الى بلادنا على غرار مؤسسة «لاتيكوار» وبالتالي فان كل الظروف الحالية.. وخاصة العقد المبرم بين «الخطوط التونسية» و«ايرباص» يمكن أن يحول تونس الى عاصمة عالمية لصنع مكونات الطائرات.   ويذكر ان الاسطول الحالي للخطوط التونسية يتكون من 30 طائرة موزعة على 12 طائرة من نوع (A320) ـ 4 طائرات من نوع A319 ـ 3 طائرات من نوع (A300-600) ـ 7 طائرات من نوع (Boeing 737-600) و4 طائرات من نوع (B 737-500).   وينتظر في مرحلة أولى تعويض 11 طائرة وهي 3 طائرات من صنع A300-600 و4 طائرات من صنف (B737-500) و4 طائرات من صنف (A320).   وبهذه الكيفية فان اسطول «الخطوط التونسية» سيرتفع خلال العشر سنوات القادمة الى 35 طائرة على الاقل (المصدر: صحيفة “الصباح  (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)


 

اختتم زيارة الدولة إلى تونس ساركوزى يشددعلى اتحاد المتوسط ويهاجم مسار برشلونة

 

تونس- العرب أونلاين- وكالات: اختتم الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الاربعاء زيارة الدولة التى أدها إلى تونس طيلة ثلاثة أيام، وقد توجت هذه الزيارة التى وصفتها بعض الأوساط بأنها تاريخية بتوقيع صفقات اقتصادية ضخمة فاقت مليارى يورو وإشادة واسعة بسجل تونس فى مجالى مكافحة الارهاب والحريات. وخلال الزيارة أجرى الرئيس الفرنسى محادثات شاملة من نظيره التونسى زين العابدين بن على تناولت مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذى جددا العزم على العمل من أجل انطلاقه فى أحسن الظروف فضلا عن استعراض علاقات تونس مع الاتحاد الاوروبى والآفاق المستقبلية للتعاون بين تونس وفرنسا فى مختلف المجالات. كما تناولت محادثات الجانبين تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط لاسيما الأوضاع فى فلسطين والعراق ولبنان. وقد شهدت زيارة ساركوزى لتونس التى تعد الثانية له منذ انتخابه رئيسا لفرنسا ابرام اتفاقيات ثنائية للتعاون فى مجالات الهجرة والتنمية المتضامنة والشراكة الاقتصادية والمالية والطاقة النووية المدنية. اتحاد المتوسط وفى ثالث أيام زيارته، اعتبر ساركوزى أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط “سيغير العالم”، وإن مسار برشلونة كان مسارا “خاطئا” وأشار إلى أن وحدة المتوسط لا تبنى بالعنف والقوة بل بالتفاهم والاحترام والتعاون. وقال ساركوزى فى كلمة ألقاها الأربعاء أمام طلاب تونسيين بـ”المعهد الوطنى للعلوم التطبيقية والتكنولوجية التونسية” إن “مسار برشلونة الذى أطلقه الأوروبيون سنة 1995 من أجل حوار أورو- متوسطى كان الهدف منه إبداء اهتمام بالجنوب الذى تم تجاهله لوقت طويل”، مشددا على أن “هذا المسار كان خطأ لأنه بنى على أساس يقرر فيه الشمال فى حين يكتفى الجنوب بالتطبيق”، وهو أمر يختلف عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط المبنى على “برامج ومشاريع توافقية”. وقال ساركوزى إن 13 تموز- يوليو سيكون “موعدا مع التاريخ” حيث سيجتمع فى باريس ممثلون عن جميع دول الاتحاد الأوروبى ودول الضفة الجنوبية للمتوسط لاختيار “حزمة” من البرامج الأولية لتطبيقها من بينها التصرف فى المياه ومكفحة تلوث المتوسط وإحداث مخطط للطاقة الشمسية فى المنطقة بالإضافة إلى مسألة امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية. وحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الايطالية “آكي” فقد انتقد ساركوزى ضعف المساعدات والاستثمارات الأوروبية الموجهة لدول الحوض الجنوبى للمتوسط، وقال إنها لا تمثل سوى 2 فى المائة من إجمالى استثماراتها الخارجية كما حذر فى ذات السياق من مخاطر الهجرة غير المنظمة وارتفاع نسب البطالة، وقال إن دول الجنوب مطالبة بخلق 40 مليون فرصة عمل خلال 15 عاما و هو “أمر مستحيل”، على حد تعبيره. فلسطين وإسرائيل من جهة أخرى، وصف الرئيس الفرنسى الداعين إلى تأجيل قيام الاتحاد من أجل المتوسط إلى حين إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى “بالقدريين والاستسلاميين”، وقال إن “الوقت يعمل ضد السلام” وإنه “لا يمكننا الانتظار فى حين يحدث يوميا المزيد من الموتى والقتلى” وأشار إلى أن وجود هذه المشكلة لا يمنع من قيام الاتحاد. وأوضح أن الفلسطينيين يعيشون “الكثير من المعاناة” التى “حان الوقت لإنهائها”،لكنه شدد فى المقابل على حرص باريس على ضمان أمن إسرائيل وقال فى هذا السياق:” أقولها هنا فى بلد عربى فرنسا لن تتساهل مع “ما يمس” أمن إسرائيل”، وأكد ساركوزى انه سيدعم جهود الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى تحقيق التنمية بالأراضى الفلسطينية “.
 
 (المصدر: موقع صحيفة “العرب” (يومية – لندن) بتاريخ 30 أفريل 2008)


 

البنك المركزي: تونس ترفع متطلبات احتياطيات البنوك

 

تونس (رويترز) – أشار البنك المركزي التونسي يوم الاربعاء إلى انه قد يرفع المتطلبات الاجبارية لاحتياطيات البنوك المودعة لديه لامتصاص السيولة والحد من التضخم لكنه ابقى على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 5.25 بالمئة. وقال مسؤول من البنك طلب عدم نشر اسمه “البنك المركزي قرر رفع متطلبات احتياطيات البنوك لخفض فوائض السيولة الموجودة في السوق والحد من الائتمان للافراد الذي قد يدفع التضخم للارتفاع.” وكان البنك المركزي قد رفع متطلبات احتياطيات البنوك بالفعل إلى خمسة بالمئة في يناير كانون الثاني من 3.5 بالمئة قبل ذلك. وقال المسؤول ان النسبة الجديدة ستعلن قريبا. وبلغ معدل تضخم أسعار المستهلكين 5.9 بالمئة سنويا في مارس آذار مرتفعا من 7 ر5 بالمئة في فبراير شباط مع ارتفاع أسعار الغذاء والمواصلات. وتتوقع الحكومة ان يتراجع معدل التضخم إلى ثلاثة بالمئة في عام 2008 من 3.1 بالمئة العام الماضي وتتوقع ان ينمو الناتج المحلي الاجمالي بمعدل 6.1 بالمئة بالمقارنة مع 6.3 بالمئة في 2007. وتعتمد تونس على الصادرات في المواد الغذائية المصنعة والخدمات وسوق العمل يعتمد بكثافة على صحة الاقتصاد الاوروبي الذي تضرر نموه بأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.   من سونيا ونيسي  (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)

الوكالة الفرنسية للتنمية تمنح تونس قروضا بقيمة 138 مليون يورو

تونس 30 نيسان/أبريل (د ب أ) منحت الوكالة الفرنسية للتنمية تونس أربعة قروض بقيمة 138 مليون يورو لتمويل مشاريع في مجالات الزراعة والإسكان والطاقة. وأعلن مصدر رسمي أن محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي وكريستين لاجارد الوزيرة الفرنسية للاقتصاد والصناعة والتشغيل وقعا اتفاقية القروض. وترافق لاجارد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يقوم حاليا بزيارة لتونس.     (المصدر: وكالة  (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)

 

 

ساركوزي يتفق على بناء مصنع في تونس لتصدير أجزاء الطائرات لايرباص

 
 باريس30 نيسان/أبريل (د ب أ) وقع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تونس اتفاقية للتعاون تقوم تونس بمقتضاها بتصدير أجزاء ومكونات الطائرات لشركة أيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات. وقال ساركوزي حول هذا المشروع: “سيتم بناء مصنع للطائرات في تونس يتيح فرص عمل لنحو ألفي عامل”. وصرحت متحدثة باسم أيرباص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء بأن الاتفاقية الموقعة بين الجانبين هي شكل من أشكال “العقود الإطارية”. وأضافت أن التمويل قد ينفذ عبر شركات الصناعات المغذية لشركة أيرباص. وأشارت المتحدثة إلى أن من السابق لأوانه تحديد الفترة الزمنية أو طرح البيانات الكاملة حول حجم التمويل للمشروع. يذكر أن أيرباص تضغط على شركات الصناعات المغذية لبناء مصانع أقل تكلفة خارج نطاق أوروبا، وهو الأمر الذي نفذته شركة لاتيكوير الفرنسية التي قامت بتشغيل عدة مصانع هامة لها في المملكة المغربية.     (المصدر: وكالة  (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)  

وزير الطاقة الجزائري يتوجه إلى تونس لتعزيز التعاون النفطي بين البلدي

 
الجزائر / 30 إبريل-نيسان / يو بي أي يتوجه وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل على رأس وفد هام اليوم الأربعاء إلى تونس بدعوة من وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التونسي عفيف شلبي لبحث التعاون الطاقوي، والمشاركة في حفل التوقيع على عقد للبحث عن النفط بين الشركة الجزائرية-التونسية (نوميد) المشتركة، والشركة التونسية للنشاطات النفطية (إيتاب). وقالت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية في بيان إن خليل سيجري مباحثات مع الوزير التونسي تتعلق بالتنمية وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وأشار البيان إلى أن الشركتين الجزائريتين، سوناطراك للمحروقات، والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، والشركة المختلطة الجزائرية-التونسية (نوميد)، وقعت الأحد الماضي في الجزائر بحضور الوزير التونسي على اتفاق يقضي بالتنازل عن 25% من حصص سوناطراك في محيط حمراء جنوب الجزائر لصالح شركة نوميد. ويدخل الاتفاق في إطار الشراكة بين حصص سوناطراك في الجزائر وحصص (إيتاب) في تونس. وأنشئت شركة نوميد مناصفة بين سوناطراك وإيتاب في إبريل/نيسان 2003 بهدف النشاط في تونس والجزائر في مجالات استغلال المحروقات وإنتاجها. يذكر أن البلدين وقعا الأحد الماضي بالجزائر على عقدين للتنقيب والاستغلال بصورة مشتركة لموقعين نفطيين بقيمة 30 مليون دولار. وينص العقد الأول على التنقيب والاستغلال بمنطقة حمراء جنوب الجزائر تبلغ حصة شركة نوميد 25% والباقي لسوناطراك. أما العقد الثاني فينص على تنقيب سوناطراك على النفط بمنطقة قبودية بعرض سواحل منطقة الحمامات التونسية، حيث تبلغ فيه حصة نوميد 30%. وقال شكيب خليل إن هذه العقود “هامة” وتندرج ضمن “تطوير” الشراكة والتعاون بين الجزائر وتونس في المجال النفطي.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 30 أفريل 2008)


تونس تمنح تصاريح للتنقيب عن النفط والغاز الي مشروع جزائري مشترك

Wed Apr 30, 2008 2:57pm GMT تونس (رويترز) – قالت وزارة الطاقة يوم الاربعاء ان تونس منحت اذنا للتنقيب عن النفط واخر للتنقيب عن الغاز الي مشروع جزائري-تونسي مشترك مع سعيها لاجتذاب المزيد من المستثمرين الاجانب الي قطاعها للطاقة. واضافت الوزارة في بيان ان المشروع الذي يعرف باسم نومهيد سيستثمر 13 مليون دولار لحفر بئرين في منطقة كبودية البحرية قرب بلدة قابس الجنوبية وفي شمال الشطوط بغرب تونس. ويشمل الاثنان منطقة مساحتها الاجمالية 8748 كليومترا مربعا. ونومهيد مشروع مملوك مناصفة بين شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للطاقة والمؤسسة التونسية للنشاطات البترولية (ايتاب) المملوكة للحكومة التونسية. ووقعت الشركة التونسية ايضا اتفاقا لبيع نومهيد حصة قدرها 30 في المئة في التنقيب في شمال الشطوط. وتحتاج تونس الواقعة بين ليبيا والجزائر العضوين في منظمة اوبك الى استيراد معظم حاجاتها من المنتجات البترولية وتأمل ان تدعم الاكتشافات الجديدة من النفط والغاز انتاجها المحلي من الطاقة. وتهدف الحكومة الي حفر 15 بئرا جديدة سنويا في الفترة من 2007 الي 2011 ارتفاعا من ثماني ابار تم حفرها على مدى السنوات الخمس السابقة
 
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)


شاركة تونسية ناجحة في مسابقة دولية للقرآن الكريم

  شارك الشاب التونسي حسن بن عبد القادر الغديفي في مسابقة نيل جائزة محمد السادس الدولية في القرآن الكريم لسنة 1429هـ/2008 التي انتظمت مؤخرا بالمملكة المغربية وقد أحرز المرتبة الرابعة وفاز بجوائز قيّمة في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا، وهي تعدّ مرتبة مشرّفة من ضمن 26 متسابقا يمثلون مختلف البلدان العربية والإسلامية.  

حصص رسكلة لفائدة المترشّحين للمسابقات القرآنية الدّولية

  تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية انطلقت في كل من تونس والقيروان وصفاقس وقبلي وتوزر حصص رسكلة لفائدة الشبّان الناجحين في الاختبار الوطني للترشح للمسابقات القرآنية الدولية وتهدف هذه الحصص إلى دعم التكوين في حفظ القرآن وتجويده.  

في مكتبة الغزالة

  بادرت المكتبة العمومية بحي الغزالة صباح أول أمس إلى تنظيم ورشة تصوير للأطفال اختتمت بتوزيع جوائز تتمثل في قصص ومجلات على التلاميذ الفائزين.   بادرة تستحق كل التنويه ومن شأنها أن ترغب التلميذ في ارتياد المكتبات العمومية وتحثّه على المطالعة.  

مشكل في بلدية منوبة

  للمرّة الثالثة نكتب عن الأضواء العمومية المشتعلة نهارا في بلدية منوبة ولكن لا من مجيب، ويبدو أن مسؤولي هذه البلدية قرروا العمل بمقولة خالف تعرف، واختاروا شهر التحكم في الطاقة ليتعمدوا الإبقاء على  الأضواء العمومية مشتعلة كامل الليل وجزءا كبيرا من النهار… فهل من تدخّل لوكالة التحكم في الطاقة لتنبيه المسؤولين في بلدية منوبة للطاقة الكهربائية المهدورة يوميا؟   يوم دراسي   ينظم مجلس المستشارين يوما دراسيا حول «المنظومة التربوية والتكوين والتعليم العالي في ظل تحديات العولمة» وذلك يوم الثلاثاء 6 ماي المقبل بمقر المجلس بباردو. وسيفتتح اليوم الدراسي السيد عبد اللّه القلال، رئيس مجلس المستشارين وسيحاضر فيه السيدان الصادق القربي، وزير التربية والتكوين والأزهر بوعوني، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا    (المصدر: صحيفة “الصباح  (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  


في منتدى الحوار مع الشباب عن بعد: اختلفت الآراء وتباينت المواقف حول مسألة «المظاهر الدخيلة»

 

 
إبحار ممتع.. لكن من قال إن كل المبحرين في الموقع من فئة الشباب؟   تونس ـ الصباح: يكشف لنا الابحار في موقع الحوار مع الشباب على شبكة الانترنيت وتحديدا في ركن منتديات الحوار الكثير من التباين في وجهات النظر بين المبحرين فيه خاصة بشأن المسألة المتعلقة بالمظاهر الدخيلة عن تونس.. ويذكر أنه من بين الاسئلة التي تضمنها المنتدى نجد واحدا موجها للشباب لتبين آرائهم في هذه المظاهر..   وحول هذا المشغل تقول سحر: “شبابنا ليس في حاجة إلى من يملي عليه طريقة معينة في اللباس فالشباب التونسي يعي تمام الوعي ما يريد وله خياراته الخاصة في طريقة اللباس وطريقة التعامل”.   وتتساءل لمياء “لماذا لا يتم اعتماد لباس موحد محترم داخل المعاهد الحرة والحكومية لحماية الشباب من التفسخ الاخلاقي”.    ويستفسر أحد المشاركين في المنتدى “هل يمكن اعتبار ما يسمى بالحجاب لباسا طائفيا.. من وجهة نظري هذا غير منطقي إن الحجاب لباس إسلامي.. وتتساءل يسر عن سبب تزايد عدد الفتيات اللائي يرتدين الحجاب وتسأل هل أنه مظهر دخيل عنا فعلا؟؟ ويذهب رامي إلى أن المظاهر الدخيلة عن مجتمعنا هي مظاهر سلبية جدا ومضرة بالمجتمع.. وإلى جانب سحر ولمياء ويسر ورامي شارك في هذا المنتدى الكثير من الشبان الاخرين ومنهم علاء الدين ومحمد وعمر وأيمن وجمال وسندة وشاب آخر اختار لنفسه من الاسماء “تونسي أصيل”.. إلى جانب عدد آخر من رواد دور شباب وتلاميذ المعاهد.   بين الميوعة والتطرف   من المسائل التي استرعت انتباه المبحرين نجد واحدة تتعلق باختلاف الاذواق في اللباس وفي هذا الصدد يتساءل أحد رواد دار شباب: “لماذا نرى شبابنا في لباسه يتأرجح من الميوعة والانحلال إلى التطرف والطائفية»؟ ويجيب عن هذا السؤال: “لانه حسب رأيي يبحث عن شخصيته من خلال اللباس.. فالشاب الذي يلبس لباسا يمتاز بالميوعة يريد أن يقول بأنه رافض لكل النواميس والعادات والتقاليد… والشاب الذي يلبس لباسا طائفيا هوفي الحقيقة إنعكاس لشعوره بالانكماش والهروب إلى ما هو روحاني.. مع أن مجتمعنا التونسي بريء من كل هذه الاصناف.. فآباؤنا وأجدادنا لم يعرفوا هذا النوع من اللباس المنحل والطائفي. وهنا يأتي دور وسائل الاعلام التي يجب أن تبرز لنا موروث اللباس في مجتمعنا”.   ونقرأ في صفحات المنتدى: “لا يوحي لباسنا في تونس (وفي معظم الدول العربية إلا البعض منها) بأننا في بلد عربي، فأغلب الشباب من الفتيان يواكبون الموضة ويلبسون لباس الغرب (من سروال ضيق وقميص وبدلات (كوستيم) وربطة العنق)، بل إن العديد من الدوائر الحكومية والادارات تفرض عليهم لبس ربطة العنق والبدلة مثلما هوالحال في البنوك مثلا وفي بعض المؤسسات الاخرى. هذا إلى جانب “التقليعات” التي تظهر لنا بين الفينة والاخرى من سراويل “غير محترمة” أوكنا نعتبرها في فترة من الفترات غير محترمة إلى أن خرجت لنا في شكل موضة. والجدير بالذكر أن لباسنا الاصيل الذي لم يمر زمن طويل حين كان أجدادنا يلبسونه هوالسروال العربي والجبة والفرملة والشاشية والبرنوس، وكل هذه الملابس أصبحنا نرتديها يوم 16 مارس فقط وإذا لبسها شاب أوحتى كهل في يوم غير هذا اليوم سيبدو كأنه نشاز في المجتمع وربما وصفه البعض بالمجنون أوالمتخلف.. أما بخصوص لباس النساء.. وهنا نجد محل الخلاف.. وأضاف “نحن ندعوإلى الحفاظ على هويتنا التونسية، فهل أن ما تلبسه فتيات تونس ونساؤها اليوم هواللباس التونسي؟؟ وهل كانت جداتنا يرتدين الميني جيب والسروال الضيق والمريول خلعة وكل ما نراه اليوم في الشارع؟؟ أرى أننا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا أكثر وأن نحكم عقلنا لا عواطفنا وأن نتعامل مع الامور بأكثر تأصيل وعقلانية ومنطقية”.   وقال “لا أعتقد أن الحجاب يضر صدقا لانه أصلا ليست هناك طائفية في تونس وأن الحجاب لا يمس بمشاعر أي طرف من أطراف المجتمع التونسي ومن منا يصاب بالاذى حين يمشي في الشارع ويرى محجبة أوتدرس معه في الفصل محجبة أوتعمل معه في المؤسسة محجبة»؟   ويقول مبحر آخر “يجب الابتعاد عن كل ما هو دخيل.. فالشباب اليوم متشبع بالثقافة الغربية والقليل منهم لا يلبس مصوغا” وأضاف “أفلا تلاحظون معي أن كل هذه الاعمال هي من أعمال النساء فإذا قام بها شاب يصبح من دون هوية. فالمطلوب هو مزيد التوعية وهدفنا أولا وأخيرا هو الحفاظ على هويتنا وقيمنا ومبادئنا التي تسمح بها شريعتنا الاسلامية”.   ويذكر آخر إن مسالة التدين موجودة وحرة ولا يمكن لاحد نكران ذلك لكن تدخل في تقاليدنا وعاداتنا التونسية الاصيلة مظاهر غريبة كاللباس الابيض الطويل وهو ليس منا وكذلك النقاب وهولباس غريب أيضا عنا فنحن “توانسة” ولا يمكن بحال من الاحوال قبوله. وأريد أن أضيف أيضا أن التدين ليس في لحية طويلة أونقاب وإنما التدين هو شيء روحاني وخاص ولا يتجسد في اللباس لذا يجب الابتعاد عن كل هذه الملابس الدخيلة عنا والاقتصار على ما عندنا فما الذي يعيب مثلا “السفساري” أو”الجبة التونسية”.   الزي الموحد للتلاميذ   ويقول أحد رواد منتدى الحوار مع الشباب “نحن مع فكرة الزي الموحد للتلاميذ شريطة أن يكون الزي مواكبا لعصرنا ومحترما وأن تكون ألوانه متناسقة.. ففكرة الزي الموحد معمول بها في كثير من الدول ولما  لا في تونس وسعيا للتصدي للثقافات الدخيلة أطلب اعتماد زي موحد بلون علم تونس أي الاحمر والابيض. إننا لو بحثنا أو تأملنا في تاريخنا عبر العصور ومن خلال الحضارات للاحظنا أن تونس تختزن بداخلها أجمل الالبسة وأحسنها جودة وأرقها صنعا فاللباس التونسي أصيل ومتحرر ويروي تاريخنا ويواكب حاضرنا. ففي لباسنا تمسك بهويتنا التونسية والعربية والاسلامية “. ويضيف آخر إن اللباس الطائفي غير موجود في الاسلام بل وظفته نفوس مريضة لبلوغ غايات دنيئة ويذكر أحد المشاركين “نحن تونسيون لنا تراثنا وحضارتنا” ويتساءل “لماذا ننساق إذن وراء الغرب فنحن  نرحب بكل ما هوجيد لكن لا للتبعية العمياء.. ولما لا يتبعنا الغرب لنكن نحن قدوة له لاننا الاجدر”.. وذكر آخر: “أصبحت عادتنا غربية لا عربية وبالتالي فإننا يجب أن نكون واعين بما نلبسه؟” ويتساءل غيره “لماذا نعتبر ستر العورة لباسا طائفيا ودخيلا.. أليس الموضة ( اللباس العاري.. المحزوق.. تدخين الفتات) هي الظواهر الدخيلة علينا من أوروبا أليست هذه الاشياء هي التي جعلت شباب تونس ينحرف ويتساءل “ما هوسبب ارتفاع الجرائم من اغتصاب وخطف؟ أليس تعري الفتاة وتبرجها هوالسبب، ألا تعتقدون أن الفتاة فهمت حريتها بكيفية خاطئة.. نحن لا نريد أن نلبس لباسا أفغانيا أو شيعيا ولكن يجب أن نحافظ على هويتنا وأصالتنا وبذلك سينخفض الطلاق والفساد. ويذكر غيره “نلاحظ في مجتمعنا تقليدا أعمى للغرب من خلال أنماط لا تتماشى مع هويتنا العربية مثل اللباس غير اللائق في المعاهد وفي الشارع ونرجو الحد من هذه الظاهرة بتطبيق قوانين صارمة خاصة في المعاهد.   كان الابحار إذن في هذا الموقع عملية مشوقة.. لكن ما يمكن ملاحظته هوأن المشاركة فيه عن طريق الانترنيت تكون بصفة عامة عن بعد وهوما يجعلنا غير متأكدين تماما من أن المشاركين من فئة الشباب فعلا..    إعداد: سعيدة بوهلال (المصدر: صحيفة “الصباح  (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  

إضراب القائمين على صحيفة تونسية معارضة يجدد الجدل بشأن الحريات

 
يتجدد الجدل بشأن قضية حرية الصحافة وهوامش التحرك للقوى المعارضة في تونس، مع قضية صحيفة معارضة تشكو من عراقيل حكومية في طريقها، بما وصل إلى حد دخول القائمين على الصحيفة في إضراب عن الطعام. فقد أعلن كل من رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة “الموقف” التونسية المعارضة، ومنجي اللوز مدير تحريرها، دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام في مقر الصحيفة، احتجاجاً على ما وصفاه “الحصار وأسلوب الابتزاز ومحاولة دفع الصحيفة إلى الاحتجاب”، كما نقلت وكالة “قدس برس”. وأعلن خشانة واللوز شروعهما في الإضراب خلال ندوة صحفية عقدت بمقر الجريدة، السبت (26/4)، وهما كذلك عضوان في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي. وكانت إدارة “الموقف” قد احتجت في مناسبات سابقة على ما اعتبرتها تضييقات متمثلة في حجز الصحيفة ومصادرتها ومنعها من التوزيع في الأسواق، وحمّلت الحكومة التونسية مسؤولية ذلك. وكردّ فعل احتجاجي على ذلك نزلت في وقت سابق قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي، مالك الصحيفة وهيئة تحريرها، إلى الشارع لبيعها في الطريق العام. لكنّ الأزمة بين الحكومة التونسية وصحيفة “الموقف” أخذت منعطفاً آخر بإحالة المدير المسؤول للصحيفة ورئيس تحريرها إلى القضاء، بعد رفع خمس شركات لترويج الزيوت النباتية قضايا عدلية ضد كل من رئيس التحرير رشيد خشانة، ومديرها نجيب الشابي، مطالبة بتعويضات أوّلية تقدر بنحو 500 ألف دينار (450 ألف دولار) في انتظار تحديد الأضرار التي لحقت بها. وكان رئيس التحرير قد تحدث في إحدى افتتاحيات “الموقف” عن اكتشاف مخابر جزائرية أنّ نسبة الرصاص الموجودة في الزيوت المهرّبة من تونس إلى الأسواق الجزائرية تفوق 40 مرة المستوى المسموح به دولياً، ودعا إلى فتح تحقيق في الموضوع. كما تم تجميد رصيد الصحيفة البنكي من قبل إدارة الضرائب، بحجة وجود دين جبائي يرجع إلى سنة 1986، بينما تقول إدارة الصحيفة إنّه تم سداد هذا الدين. واعتبر الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان حصلت “قدس برس” على نسخة منه، أنّ ما تتعرض له “الموقف” من تضييقات ومصادرة، يندرج في إطار مواجهة اختيارات الحزب في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ومبادرته ترشيح أمينه العام السابق أحمد نجيب الشابي. واستنتج البيان من ذلك أنّه “يؤشر منذ الآن على نوعية المناخ السياسي الذي ستدور فيه هذه الانتخابات” الرئاسية، حسب تعبيره. هذا وأكّد أحمد نجيب الشابي، مدير الصحيفة والذي يُتهم بترويج أخبار زائفة، أنّ هيئة تحرير الصحيفة مستعدة للتراجع عن قرار الإضراب شريطة أن تقوم الحكومة بدفع تعويضات عن الخسائر التي تكبدتها الصحيفة مؤخراً، بسبب الحصار المضروب عليها وإسقاط الدعاوى المرفوعة ضدها. وهذا هو ثاني إضراب عن الطعام تلجأ إليه قيادة الحزب التقدمي، بعد إضراب أيلول (سبتمبر) الماضي، عند محاولة طرد صحيفة “الموقف” من مقرها بواسطة حكم قضائي تم التراجع عنه بعد شهر من الإضراب. من جهة أخرى؛ عبّرت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، في بلاغ صحفي صادر عنها بهذا الشأن؛ عن قلقها للملاحقات والمصادرة التي تتعرض لها “الموقف” وطالبت بوقف تلك الممارسات فوراً. أمّا منظمة “مراسلون بلاحدود” التي تتخذ من باريس مقراً لها، فقد طالبت في بيان اطلعت “قدس برس” على نسخة منه، السلطات التونسية بوضع حد للتنكيل الممارس بحق أسبوعية “الموقف” المعارضة. كما توجهت المنظمة برسالة إلى الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي، قبل زيارته المقررة إلى تونس من 28 إلى 30 نيسان (أبريل) الجاري، تحثّه على “الترويج لحرية التعبير لدى المسؤولين التونسيين”. هذا وتشدد السلطات التونسية على إنكار أي يد لها في الملاحقة القضائية لإدارة “الموقف”، ملاحظة أنّ القضاء التونسي مستقل ويقوم بدوره بعيداً عن أي تأثير. كما تنكر السلطات ما يذكر من عراقيل على توزيع هذه الجريدة أو حدوث أي مصادرة لها، وتعتبر ذلك “من قبيل الأكاذيب الدعائية”. وتأتي هذه الأزمة الجديدة بين “الموقف” والحكومة التونسية في وقت حرج يتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي لتونس لمدة ثلاثة أيام، ليضع اللمسات الأخيرة المتعلقة بالتعاون الثنائي وبعث الاتحاد المتوسطي. كما تأتي هذه التطورات قبل أيام قليلة من احتفال الصحافيين في العالم بالعيد العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من أيار (مايو) من كل عام.    (المصدر: صحيفة “التجديد ” (يومية – المغرب) الصادرة يوم 29 أفريل 2008)  

رغم البرامج الحكومية لاحتواء الظاهرة تزايد خريجي الجامعات يعمق أزمة البطالة بتونس

   

             خميّس بن بريّك-تونس   تتفاقم البطالة لدى أصحاب الشهادات العليا أكثر فأكثر في تونس نتيجة تضاعف أعداد الخريجين خلال السنوات العشر الماضية، فقد ارتفع عددهم من نحو 120 ألفا سنة 1997 إلى أكثر من 300 ألف سنة 2007، حسب مصادر رسمية.   ورغم المجهودات المبذولة من قبل السلطات للحد من هذه الظاهرة، تبقى إستراتيجية النهوض بالتشغيل تنقصها النجاعة الكافية، أو هي عبارة عن “مجرد مسكنات ظرفية” للباحثين عن شغل من أصحاب الشهادات العليا كما يصفها بعض هؤلاء.   وتبين آخر دراسة أجرتها وزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب في تونس، وتم إعدادها بالتعاون مع البنك الدولي ونشرت نتائجها مؤخرا، أن البطالة لا تستثني أي فئة من حاملي الشهادات، وهي أكثر حدة لدى حاملي الشهادات الصعبة الاندماج (عربية، تاريخ، جغرافيا، صحافة، حقوق، اقتصاد محاسبة..).   عروض قليلة وفي تصريحات للجزيرة نت، يقول زهير سعيداني (30 سنة) الحاصل على بكالوريوس في المحاسبة منذ 2005 إنه أمضى قرابة ثلاث سنوات يتخبط في البطالة دون أن يحصل على عرض شغل في هذا الاختصاص.   ويضيف سعيداني أنه فقد نوعا ما الأمل في الحصول على وظيفة في اختصاصه نظرا لقلة العروض التي تظهر سواء على صفحات الجرائد أو تلك المعلقة على جدران مكاتب التشغيل.   ويتابع “أظن أن اختصاص المحاسبة أصبح صعب الإدماج في الدورة الاقتصادية في تونس نظرا لكثرة حاملي هذه الشهادة من جهة وقلة توفر عروض الشغل من جهة أخرى”.   وأكد الشاب أنه لجأ إلى مكاتب التشغيل الخاصة بحثا عن عمل، كما طرق أبواب بعض المؤسسات، لكن دون جدوى، مما دفعه في الأخير إلى القيام بتكوين إضافي في الإعلامية تواصل 9 أشهر، وذلك للانتفاع بمنحة قدرها 150 دينارا (130 دولارا)  لتسديد بعض حاجياته.   مطرودون من الحياة من جانبه، يقول عصام بن جمعة (29 سنة) وهو تقني سامٍ في الهندسة المدنية، بأسف شديد وحسرة بادية على وجهه، إن “هناك خيطا رفيعا جدا بين الحصول على عمل في تونس وفقدانه”، موضحا أنه اشتغل لمدة سنة واحدة ليعود من جديد إلى عالم العاطلين عن العمل أو “المطرودين من الحياة” حسب قوله.   ويشير بن جمعة إلى أنه تمتع ببرنامج تشغيل لمدة سنة بمنحة شهرية من قبل الدولة قدرها 127 دينارا (111 دولارا)، ويطلق على هذا البرنامج “تربص الإعداد للحياة المهنية”، لكن مشغله قرر إيقافه عن العمل مباشرة بعد انقضاء هذه السنة التي تتوفر له (المشغل) خلالها إعفاءات ضريبية متعددة.   وبسؤال الجزيرة نت عما إذا كان قد شارك في اجتياز مسابقات وظيفية محلية، يجيب عصام بأنه ترشح عدة مرات لذلك، لكنه لم يقبل في أي منها، مفسرا ذلك بكثرة المترشحين للمسابقات الحكومية التي تفتحها الوزارات أو الدواوين لقبول عدد قليل من الموظفين قد يصل في بعض الأحيان إلى موظف واحد.   سياسات مواجهة   ولمجابهة معضلة البطالة التي تراجعت مستوياتها نسبيا لأول مرة سنة 2005 بنسبة 13.9%، حسب معطيات رسمية، اعتمدت الحكومة سياسات وآليات لدفع التشغيل والاستثمار.   ويقول مصدر مطلع في وزارة التشغيل، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن معدل توفير فرص الشغل شهد ارتفاعا منتظما مقارنة بما كان عليه في الماضي، مؤكدا في الوقت ذاته أن سياسة التشغيل في تونس بدأت تعطي ثمارها بالرغم من أن مشكلة البطالة مشكلة عالمية صعبة، وتتطلب تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص.   ولاحظ المسؤول أن بعض الخريجين الجدد لا يلجؤون إلى مكاتب التشغيل الحكومية التي تتوفر فيها جميع العروض التي تتقدم بها المؤسسات العمومية والخاصة، “بل إنهم يتصلون بمكاتب التشغيل الخاصة ثم يلقون اللوم علينا عندما لا يحصلون على عمل” حسب تعبيره.   يذكر أن البرامج الحكومية تطمح إلى إحداث 70 ألف مؤسسة إلى غاية سنة 2009. وقد ازدادت فرص الحصول على شغل خلال المخطط العاشر الحكومي للتنمية (2002-2006) بنحو 80% مقارنة بفترة المخطط السادس (1986-1982)، حسب معطيات البنك التونسي للتشغيل.   (المصدر: موقع الجزيرة. نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أفريل 2008)

ثقافة / تونس/كتاب

المعرض الدولي للكتاب بتونس يكرم الاديب التونسي مصطفي الفارسي

تونس 30 ابريل نيسان /رويترز/ شارك عدد من الأدباء في تكريم الأديب التونسي الراحل مصطفى الفارسي وفاءا لإبداعاته ضمن أنشطة معرض تونس الدولي للكتاب. ويعد الفارسي الذي توفي في فبراير/ شباط الماضي من أبرز الأدباء المعاصرين في تونس، وعرف بعدة مؤلفات شهيرة منها “المنعرج” و”القنطرة هي الحياة” و”حركات”. كما تميز بكتابته للمسرح مثل مسرحية “سرقت القمر” و”الفتنة” و”قصر الريح”. وتولى التونسي محمود طرشونة أمس الثلاثاء تقديم قراءة في مسرحية “البيادق” التي كتبها الفارسي، مبرزا خصوصياتها الأدبية كتعدد الأصوات والجنوح إلى طمس المكان والزمان وكلها برأيه عناصر أضفت على المسرحية بعدا كونيا. واختار فوزي الزمرلي تقديم مداخلة حملت عنوان “الكتابة القصصية لدى مصطفي الفارسي” مبرزا أن الفارسي عرف بميله إلى هذا الصنف الأدبي، رغم تعدد تجاربه في الكتابة من الشعر إلى المسرح والسينما مرورا بالرواية. وتشارك في معرض الكتاب الذي افتتح يوم الجمعة الماضي ويستمر حتى 5 مايو/أيار نحو 1027 دار نشر تمثل 32 بلدا من العالم العربي وأوروبا وأمريكا واسيا إضافة إلى 5 منظمات إقليمية. وتتضمن الدورة 26 من معرض الكتاب تكريم المصري سيد حجاب أحد رموز الشعر الشعبي في العالم العربي والروائي بهاء طاهر. واتسمت الدورة الحالية التي يعرض خلالها قرابة 100 ألف عنوان بتراجع الإقبال، وبالغياب اللافت للكتب الدينية. وقال ناشرون إن إدارة المعرض رفضت استقبال وتوزيع الكتب التي فيها إساءات وتطرف ديني وحضاري. وفسرت إدارة المعرض استبعاد عديد الكتب “لاحترامها لمستوى الزوار، وتخليصهم من كتب الشعوذة والكتب ذات النزعة الظلامية، التي تتعارض مع القيم الجوهرية التي انبنت عليها سياسات تونس الثقافية”.    (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 أفريل 2008)

 

 
الزمن الحرام
مختار اليحياوي   شاهد كل التونسيون لقطات الإستقبال الأسطوري الذي خص به الرئيس الفرنسي بمناسبة زيارته لتونس كما عانى سكان العاصمة تبعات هذه المسرحية الضخمة التي سخرت لها مدينتهم لإبهار الضيف الكبير. ويمكن اليوم وحتى قبل انتهاء هذه الزيارة تقييم حصيلتها ومقابلة ما جلبته لتونس و ما أخذته منها.   الرئيس الفرنسي قال بصريح العبارة إنه جاء لتونس للتعبير عن تقديره ومساندته للرئيس بن علي وأضاف في كلمته في كلمته خلال مأدبة العشاء أنه لم يأت لتلقين دروس في احترام حقوق الإنسان أو غيرها لذلك فإن نتائج الزيارة  لم تخرج عن طبيعة العلاقات التقليدية بين دولة عظمى ديمقراطية متطورة  وإحدى دول العالم الثالث المحكومة بالإستبداد من طرف سلطة يتلخص همها الأول في إحكام قبضتها عليها وفرض الخضوع على شعبها. لذلك لم تكن مساندة و تقدير الرئيس ساركوزي للرئيس بن على بالمجان إذ بلغت قامة تكلفتها حتى الآن ألف وسبعمائة مليون أورو وهو رقم لو ترجمناه بالحساب المحلي يساوي ضريبة مساندة فرنسية بمائتين وخمسين دينار على كل فرد من أفراد الشعب التونسي.   نحن في تونس ليس لنا مشاكل مع شراء طائرات أو مولدات نووية فرنسية و لو أننا اضطررنا في المرة الماضية إلى إعادة بناء محطاتنا حتى تتلاءم مع القاطرات التي باعوها لنا. كما أننا لسنا بالسذاجة لنحلم بمساندة مجانية من دولة عظمى مثل الدولة الفرنسية و لكننا كنا فقط نحلم أن لا يكون معلوم المساندة الذي سندفعه رغما عنا مقابل مواصلة اضطهادنا وتكميم أفواهنا و تشريد أبنائنا وتواصل احتجاز و تغريب الآلاف منا و التشجيع على زيادة احتكار خيرات بلادنا وحرماننا من أبسط الحقوق و أدنى الضمانات للمطالبة بحقوقنا.   الزمن الحرام هو هذا الزمن الذي يسخر من حالنا فنحتفل بمن جاء يعكر جراحنا و يعمق مآسينا.   زيارة الرئيس ساركوزي جاءت لتقطع حدادنا. إنه غير الحداد الذي قد يذهب في ظنه أننا نشير إليه. وربما يكفي أن نسأله فقط ليتبين حال بلده من حال بلدنا هل كان سيقوم بزيارته لو أن كارثة حلت ببلده ذهب ضحيتها ما يزيد عن العشرين من شبابه لا لذنب سوى أنهم لم يجدوا مجال للعمل وضاقت دونهم كل سبل الحياة فحاولوا الفرار منه.   المختار اليحياوي – تونس 29 أفريل 2008   (المصدر: مدونة مختار اليحياوي الألكترونية بتاريخ 29 أفريل 2008) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org  


 

ساركوزي في تونس يغفر لبن علي قمعه للحريات … لقاء صفقات بالمليارات

 

محمد بلوط   كلما حضرت تونس في الدبلوماسية الفرنسية، حضر معها الإضراب عن الطعام. نيكولا ساركوزي زائر تونس، ضيف رئيسها زين العابدين بن علي حتى مساء اليوم. ككل رئيس فرنسي وطأت قدماه تونس، أرسل المعارضة التونسية، إلى صيام احتجاجي على ما آلت إليه حقوق الإنسان التونسي. وساركوزي في تونس، خبر سعيد لزين العابدين بن علي، الذي يجد فيه، حليفا ثمينا على الضفة الأوروبية للمتوسط، ودعما صريحا «للمعجزة التونسية»، و»لرشيد خشانه» أيضاً، في المنبر الفريد الذي تتيحه الزيارة، لإسماع صوت المعارضة التونسية، لوسائل الإعلام الفرنسي، عندما يتدفق عشرات الصحافيين الفرنسيين، في ركب الرئيس الزائر، إلى مبنى صحيفة «الموقف»، لسان حال «الديموقراطي التقدمي» المعارض، حيث يقيم رشيد خشانه، والمنجي اللوز، رئيس تحرير «الموقف» ومدير تحريرها، إضراباً عن الطعام منذ السبت الماضي، احتجاجاً على لائحة طويلة من المضايقات، تنتهي بإقفال آخر الصحف الحرة في تونس. وتفرد القنوات الفرنسية دقائق ثمينة، لأسماء كسهام بن صدرين. ولن يقول ساركوزي للمحتجين، كما قال سلفه جاك شيراك، لصائمين عبروا: «إن حقوق الإنسان تبدأ بحقه أن يأكل أولاً»، شماتة لم تغفرها له المعارضة التونسية، وواقعية، لم تتغير مع ساركوزي، ترى إلى حقوق الإنسان مسألة ترف، لا طاقة لفقراء العالم الثالث عليها. فبالإضافة إلى 021 رجل أعمال رافقوه، وثلث وزراء الحكومة الفرنسية، حمل ساركوزي في حقائبه التونسية، كاتبة حقوق الإنسان رحمة ياد، لإحداث توازن، بين المتطلبات المعقدة للالتزام بالدفاع عن حقوق الإنسان، التي سيفي بها ظهورها غير المؤكد، مع المعارضة خديجة الشريف، رئيسة «النسوة الديموقراطيات»، وشخصيات مدنية؛ وبين المليار و083 مليون يورو من الصفقات التي وقعت، بعد ساعات من وصول ساركوزي إلى تونس، شملت 31 طائرة ايرباص، ومحطة حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، واتفاقاً أولياً لبيع مفاعل نووي فرنسي، يعزز سلسلة المفاعلات النووية الفرنسية، التي تطوق المغرب العربي، وتضع طاقة المستقبل في يد باريس. ولطمأنة الجميع، قال ساركوزي «إنني لم آت هنا لإلقاء دروس على أي كان». فالذين طالبوه بربط التعاون الاقتصادي، مع الشريك المغربي الأول، والذي بلغت التبادلات معه 7 مليارات يورو، قد لا يعجبهم تراجع الرئيس عن تعهدات قطعها في الماضي بهذا الشأن. قد يغفرون، ربما كما يغفر ساركوزي لنظيره التونسي، إهماله للتداول الديموقراطي للسلطة، منذ أن أمسك بها قبل عشرين عاماً. وقد يصبح احتلال تونس مكانة البلد العربي الأول في قمع الحريات السياسية، بسجنه 0051 معارض، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، معظمهم من الطلاب والثانويين، أهون الشرور، مقارنة بالخطر الإسلامي الذي يسجل لبن علي انتصاره عليه، وتحويله تونس حاجزاً أمام التمدد الإسلامي في المغرب، قبل بلوغه أوروبا، ونجاحه الكبير في ضرب حركة النهضة الإسلامية التونسية، وتفكيكها منذ التسعينيات، فيما كانت الجزائر تغوص في حرب لا نهاية لها ضد الجماعات الإسلامية، بعضها كان ينتقل ليهدد الأمن في فرنسا نفسها عبر سلسلة هجمات هزت باريس وقطارات الأنفاق فيها.:. وهي كلها أسباب تجعل انتصار بن علي وتأييد فرنسا لبقائه في السلطة لقيادة المعجزة التونسية، مضمونة دون أدنى احتجاج على تعديله الأخير للدستور، باشتراط أن يكون الترشح إلى الرئاسة، وقفا على أمناء الأحزاب، كي يقطع الطريق، كما فعل في كل انتخابات، على خصوم لا يرتاح لهم. وستحتل الرئاسة التونسية، إحدى أمانتين «للاتحاد من أجل المتوسط»، الذي سيجعل منها مقره الأساسي. وهو مشروع يراهن ساركوزي عليه، لربط ضفاف المتوسط بشراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.  (المصدر: صحيفة “السفير” (يومية –  لبنان) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)

 

فرنسا ساراكوزي : هل تصبح الصفقات التجارية أهم من مبادئ الثورة الفرنسية ؟!

 

 
مرسل الكسيبي*
يوم أمس الاثنين 28 أبريل 2008 مثل فارسان من فرسان المحاماة والحرية بالجمهورية التونسية أمام مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بناء على تهمة “ترويج أخبار زائفة” المستندة الى مضمون بيانين تم إصدارهما من طرف الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب و منظمة حرية و إنصاف بتاريخ 31 جانفي و غرة فيفري 2008 والذان تعلق مضمونهما ببعض أخبار التحركات التلمذية لفك الحصار عن غزة وماتخلل هذه التحركات من تعنيف بعض التلاميذ و محاصرتهم بمدينة جبنيانة التونسية …   الأستاذان المحاميان راضية النصراوي ومحمد النوري يمثلان على رأس هذين الجمعيتين الحقوقيتين المناضلتين رأس الشوكة في قطاع المحاماة التونسية المستقلة , وهو ماجعلهما الى جانب مئات المحامين الأبطال هدفا مستمرا لتربص السلطة القلقة من استفاقة المجتمع المدني وعودته القوية الى ساحات الفعل الوطني منذ نهاية التسعينات . معرفتي بالحقل الحقوقي خبرة ودراسة تحتم علي القول بأن مايقوم به هؤلاء الفرسان ضمن أطرهم الجمعوية المستقلة يشكل واحدة من أهم ظواهر النضال الحقوقي والسياسي التي تعرفها المنطقة منذ ثلاثة عقود , اذ أن صمودهم المستمر في هذا الحقل برغم شناعة الضرر الذي يمكن أن تلحقه بهم الدولة الغول يمثل أعجوبة نضالية تستحق التكريم من قبل المنظمات الحقوقية العالمية ومن قبل الدوائر المعنية باسناد جوائز نوبل للسلام … ففي توصيف دقيق وأمين أمكن القطع بأن الأستاذين محمد النوري وراضية النصراوي ليسا أقل أهلية وجدارة أو تضحية من السيدة شيرين عبادي المحامية الايرانية التي كرمتها دوائر غربية انتقاما من سلطة “الملالي” وتقديرا لصمودها في الدفاع عن معتقلي الرأي أيام تصدير الثورة وماتلاها من حقبة عرفت فيها المعارضة الايرانية تشردا في المنافي أو ظروفا داخلية صعبة …   الا أن للسياسة الخارجية والمصالح الاقتصادية الغربية معايير غير متساوية تقيم بها نضالات العلماء والحقوقيين والسياسيين , والا فمالمانع – استنادا الى مقاييس نوبل للسلام – من تكريم هؤلاء المحامين الأبطال تقديرا لماقدموه للتونسيين والتونسيات من تضحيات جسام في زمن البأساء والضراء السياسية أمام دولة التسلط والاستبداد المغلف بقشور الحداثة … أعتذر طبعا لعشرات الأساتذة المحامين في تونس من الذين وقفوا سدا منيعا في وجه فم الغول الحداثي حين كشر عن أنيابه ليلقي بالاف الأحرار من رجال تونس ونسائها الأشراف وراء القضبان , مع تهجير مئات اخرين الى أصقاع القارات الخمس والمنافي القسرية … أسماء الأساتذة مختار الطريفي ونجيب الشابي وعبد الرؤوف العيادي وسمير ديلو ومراد النوري وسمير بن عمر ونور الدين البحيري ومحمد جمور ونجيب حسني والعياشي الهمامي  وأنور القوصري و محمد عبو , ومحمد الهادي الزمزمي وسعيدة العكرمي والبشير الصيد وشوقي الطبيب وخالد الكريشي وعبد الفتاح مورو وعبد الوهاب معطر والمختار اليحياوي -* (اليحياوي شغل منصب المحاماة قبل عزله من منصب القضاء وبعده بأشهر )… الخ من الأسماء التي أعتذر لها من صميم قلبي لغفلة أو نسيان أو تقصير…, كل هذه الأسماء المناضلة في فضاء المحاماة ستبقى الى جانب اسمي محمد النوري وراضية النصراوي رصيدا وطنيا خالدا لايمكن أن يقهر أمام سطوة دولة الحزب الواحد أو تضخم دولة الهاجس الأمني وقانون حكم الناس بالخوف والاستثناء … ان الساحة التونسية تكرم اليوم هؤلاء الأبطال بالتفافها حول قلعة المحاماة واسنادها في محنة الحرية التي يراد لها أن تسلب من الجميع , ومن ثمة فان الوقوف بالاف مناضلي الداخل والخارج مع الأستاذين النوري والنصراوي يعدا واجبا وطنيا مقدسا سيكون الانتصار فيه بطعم الحرية لكل معتقلي الرأي والعودة المظفرة لكل المنفيين خارج التراب الوطني … ثبات حرية وانصاف ونجاحها الى جانب الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب هو انتصار للجمعية الدولية وللمجلس الوطني للحريات وللرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ولفرع تونس في منظمة العفو الدولية ولكافة الفضاء الحقوقي المناضل ابتداء من المحامين الشبان وصولا الى نقابة المحامين … تصدينا جماعيا الى تغول الدولة التونسية واجب وطني وانساني مقدس لايقل أهمية عن معركة الحرية واضراب الجوع الذان يخوضهما الزميلان رشيد خشانة ومنجي اللوز من مقر الديمقراطي التقدمي وسليم بوخذير من وراء قضبان السجن المدني بصفاقس … معركة الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية وحق شعبنا في حياة افضل واعدل لن تنتظر ضوء أخضر من شيراك أو ساراكوزي برغم تقديرنا لفضائلهم الجمة على الشعب الفرنسي الشقيق , هذا الشعب الذي انتفض ثائرا من أجل العدل سنة 1789 وعلم شعوب اوربا كلها قيمة الحرية والاخاء والمساواة , وهو يعلمنا اليوم مسترشدين في ذلك بتراثنا الوطني المشرف كيف نقول لالسجن المرناقية كمالا لقلعة الباستيل التي امتلأات قبل أكثر من قرنين بأحرار فرنسا وعشاق الحرية فيها … ليعلم أشقاؤنا في الوطن وهم يحكموننا بعقلية القطيع أو الغنم أحيانا بأننا شعب حر يعشق الحياة والبناء والتشييد والرقي ويقدر قيمة الحداثة وقيم العصر وبأن كرامتنا وحريتنا وحقوقنا  ومشاركتنا الوطنية في صناعة مستقبل بلدنا قضايا مقدسة لن تسكتها صفقات الايرباص ولا المصالح الاقتصادية التي نؤمن بها عميق الايمان بين الدول والشعوب ولكن لانجعلها مقدمة على جثثنا والامنا وعذابات المئات من شباب تونس البريء وراء القضبان … عاشت مبادئ الثورة الفرنسية العادلة وعاشت مبادئ جيل الاستقلال الأول في تونس الجمهورية , والى الأمام على طريق زملاء جريدة الموقف ومنظمة حرية وانصاف والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب وكل أحرار الوطن وأبطاله بالداخل والخارج كفاحا سلميا مثابرا حتى استرداد كافة حرياتنا الأساسية المسلوبة واستعادة كرامة التونسيين والتونسيات. (*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا)   (المصدر: مدونة مرسل الكسيبي بتاريخ 30 أفريل 2008) الرابط: http://morsel-reporteur.maktoobblog.com


 

تونس – فرنسا: قراءة في زيارة ساركوزي

بقلم: كمال بن يونس   تونس ـ الصباح : اسفرت زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الى تونس والمحادثات التي اجراها والوفد المرافق له مع الرئيس زين العابدين بن علي وثلة من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصادييين التونسيين عن التوقيع على عدة اتفاقيات تهم الشراكة الاقتصادية بين البلدين الى جانب عناصر جديدة تهم ملفات الهجرة وتطوير العلاقات السياسية والامنية بين تونس وباريس عموما وبين رأس هرم السلطة بالبلدين خاصة.   ولئن قدمت قمة بن علي/ ساركوزي دعما قويا لمشروع عقد القمة التاسيسية للاتحاد الأوروبي المبرمجة في باريس في ال13 من جويلية القادم فان من ابرز تلك الاتفاقيات المبرمة تلك التي تهم شراء تونس 13 ايرباص بينها 10 طائرات ايرباص 320 و3 ايرباص 350 مع اتفاق على مبدا شراء 3 طائرات ايرباص اخرى (2 من صنف 320 وواحدة من صنف 350).. وقدر المبلغ الاجمالي لهذه الصفقة التجارية المهمة بمليار أورو سيرصد لتجديد اسطول شركة تونس الجوية.   وفي قطاع الطاقة النووية اسفرت الزيارة عن اسناد عقد انشاء اول مؤسسة نووية سلمية للشركة الفرنسية “ألستوم” التي كانت في سباق حول نفس المشروع مع مؤسسة سيمانس الالمانية.   وتم الاتفاق بين الجانبين التونسي والفرنسي على انشاء مركزية في منطقة غنوش بولاية قابس بقيمة 360 مليون اورو ستكون قوتها 400 ميغاوات وهو ما سيوفر حاجيات الجنوب التونسي من الكهرباء والطاقة.   9 آلاف فرصة عمل جديدة في فرنسا   ومن بين العناصرالجديدة في زيارة ساركوزي واعضاده ابرام اتفاق ثنائي جديد في مجال الهجرة القانونية والشؤون القنصلية.. وهذا الاتفاق يمنح التونسيين فرصا اكبر للحصول على تاشيرات سفر طويلة المدى نحو فضاء شينغن وللحصول على شغل في فرنسا اذا توفرت مجموعة من الشروط.   وتوقع واضعو الاتفاق أن يتمكن ما لا يقل عن 9 الاف تونسي وتونسية من السفر الى فرنسا ضمن تيار الهجرة القانونية للعمل في واحد من بين 77 مهنة ووظيفة تشكو شغورا نسبيا في فرنسا.. من بينها بالخصوص قطاعات السياحة والبناء والمطاعم.   إعادة المتسللين الى مواطنهم   كما تضمن الاتفاق التزاما فرنسيا بدعم برامج التنمية في الجهات التي تصدر المهاجرين نحو أوروبا.. عبر استثمارات جديدة بها تساهم في احداث ديناميكية اقتصادية واجتماعية وطنية تغني الشباب عن التفكير في الهجرة الى الخارج. كما فتح الاتفاق الباب لاول مرة امام تنسيق أمني وقنصلي رسمي أكبر بين البلدين لمكافحة الهجرة غير القانونية وارجاع المتسللين الى مواطنهم “في سياق الاحترام الكامل لحقوقهم الاساسية وكرامتهم البشرية”.   الطاقة النووية   وبالنسبة للطاقة النووية تكشف قراءة الوثائق الموقعة بين الحكومتين أن توظيفها سيشمل قطاعات عديدة من بينها: تحلية المياه والعلاج والبحث العلمي والبحوث والتجارب الزراعية واستكشاف طاقات الاورانيوم والطاقات المماثلة مع توظيف ثروة تونس من الفسفاط والاسمدة الكيمياوية والفضلات والاعلام والدراسات..   ومن المقرر ان يتواصل برنامج التعاون هذا في المجال النووي السلمي حوالي 20 عاما.. بعد ضمان تزكيته من قبل مؤسستي الطاقة الذرية الأوروبية والدولية.. على غرار الاتفاقيات التي ابرمتها فرنسا مؤخرا مع كل من ليبيا والجزائر والمغرب.   وستتمثل الشراكة في توفير المؤسسة الفرنسية تجهيزات متطورة وفي تنظيم برامج تكوين وتدريب ورسكلة وابحاث معمقة مشتركة وتجارب مختصة..   منطقة التبادل الحر   وأسفرت الاتفاقيات الثنائية المبرمة على تعهد فرنسي بدعم القطاعين الخاص والعام في تونس على التاهيل لمرحلة ما بعد انخراط تونس في منطقة التبادل الحر الاورومتوسطية.. ودعم الاقتصاد التونسي الذي رفع قبل غيره الحواجز والعراقيل القمرقية تجسيما لاتفاقية برشلونة التي كانت تونس أول بلد من جنوب المتوسط صادق عليها قبل 13 عاما.   3 طائرات ومائة صحفي   لكن النتائج السياسية للقمة التونسية الفرنسية لا تقل أهمية عن نتائجها الاقتصادية الرسمية.. لان المحادثات شارك فيها نحو 120 من مسؤولي قطاع المال والاعمال في فرنسا ونظراؤهم التونسيون بحضور قيادة الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة ورئيسه السيد الهادي الجيلاني.. كما حضر ساركوزي ملتقى رجال الاعمال امس في فندق كارتاغو بقمرت.. وسيلتقي اليوم طلبة مؤسسة «الإنسات» حيث سيلقي كلمة امامهم في احد المدارج..   وقد كشفت كلمات الرئيس الفرنسي واعضاده خلال الزيارة عن درجة متقدمة جدا من الوفاق السياسي بين قيادتي البلدين عموما وبين الرئيسين بن علي وساركوزي خاصة..   وخلافا لبعض التقديرات فقد قدم الرئيس الفرنسي دعما سياسيا كبيرا لتونس ورموزها ومؤسساتها الرسمية.. ففند توقعات ضخمت ما وصف بـ”الخلافات حول بعض الملفات السياسية والحقوقية”.. وهو ما يؤكد مرة أخرى أن تقاطع المصالح بين الحكومات والدول يقدم على الاعتبارات الاخرى..   وقد ساعد في تحقيق النتائج السياسية والاقتصادية للزيارة مشاركة وفود فرنسية قدمت الى تونس في طائرات.. كان بينهم نحو مائة صحفي فضلا عن شخصيات تمثل المجتمع المدني الفرنسي والجامعات الفرنسية. (المصدر: صحيفة “الصباح  (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  

 

الإتحاد العام التونسي للشغل في ظل هيمنة بيروقراطية فاسدة ومشاركة

ويسار نقابي متخل عن النضال باستقلالية عنها

1 ـ الإتحاد العام التونسي للشغل في العشريتين الأخيرتين: انحطاط  بالجملة  

أ ـ نقابة مشاركة

يمكن القول أنه وفي ظل غياب الأداة السياسية الثورية للطبقة العاملة التونسية والتي بإمكانها قيادة هذه الطبقة وتمثل مصالحها ومصالح حلفائها من فئات الشعب المفقرة والمستغلة فقد لعب الإتحاد العام التونسي للشغل وعلى امتداد تاريخه الإطار الذي تمظهرت فيه أغلب نضالات هذه الطبقة ونضالات شرائح عديدة من البرجوازية الصغيرة ضد سياسات الاستغلال الاقتصادي والقهر الاجتماعي والسياسي. هذا المعطى أدركته السلطة جيدا في 1987 وتعاملت معه طيلة العشريتين الفارطتين بما مكنها من مواصلة نفوذها وتنفيذ سياساتها دون معارضة تذكر وقد جنبها ذلك حتى الآن على الأقل حدوث هزات اجتماعية وسياسية يمكن أن تعرض سيطرتها الطبقية إلى عدم الاستقرار.

 لقد وعت السلطة في 1987 أن الإتحاد العام التونسي للشغل بما له من إمكانيات على تعبئة الشغيلة يمكن أن يلعب دورا محدّدا في تشكّل قطب طبقي شعبي معارض لمجل اختياراتها السياسة والاقتصادية والاجتماعية. لذلك سعت ومنذ صعودها إلى احتوائه وتدجينه وذلك بكسب قياداته البيروقراطية ودفعها إلى تبني منظور جديد للعمل النقابي يقوم على المشاركة والمساهمة .

إن خطة تحويل النقابات إلى نقابات مشاركة هي خطة وضعها رأس المال المعولم وتبناها شركاؤه ووكلاؤه المحليون مع ما تبنوا من مخططات [مخططات إعادة هيكلة الاقتصاد والتفويت في القطاع العام وفتح الحدود للمستثمرين والمضاربين وللشركات الرأسمالية العابرة] لتلطيف النتائج الكارثية التي ستتسبّب فيها هذه السياسات وبالخصوص على الطبقة العاملة وجمهور كبير من شرائح البرجوازية الصغيرة في الريف والمدينة. وقد تبنت السلطة هذا التوجه ونفذته ونجحت فيه إلى حدّ كبير إلى حدّ الآن.

لم تجد السلطة في بداية التسعينات مقاومة تذكر من داخل الإتحاد العام التونسي للشغل عند تمرير توجه المشاركة وضرب مفهوم النقابة المطلبية فلم يكن بمقدور الحركة النقابية في ذلك الوقت مواجهة هذا التوجه بالنضال ولم تكن اللوائح أو شعار لا للنقابة المشاركة الذي رفعته بعض النقابات الأساسية والوسطى أن يثني السلطة والبيروقراطية النقابية على الاستمرار في تحالفهما وتكريس هذا التوجه. كذلك لم يكن بمقدور اليسار النقابي الموكول له انطلاقا على الأقل مما كان يرفعه من شعارات أن يتصدّى لهذا التمشي وظهر عاجزا عن تمثيل أي دور فعلي في إسقاط توجه المشاركة والتمسك بمفهوم النقابة المطلبية ناهيك عن عجزه عن تشكيل قطب طبقي معارض له وزنه.

إن نجاح السلطة في بداية التسعينات في تحويل الإتحاد العام التونسي للشغل إلى نقابة مشاركة وتجريد الحركة العمالية من أداتها النقابية المطلبية كان إيذانا بدخول العمال وفئات عديدة من الشعب مرحلة جديدة من التفقير والاستغلال والقمع المعمم تجلّت بوضوح وتعمّقت على مدار العشريتين الأخيرتين وبلغت أشدها في السنوات الأخيرة. لقد لعبت البيروقراطية دورا فعّالا في بلوغ الشغيلة التونسيين هذا الحدّ من البؤس والتفقير والاستغلال لما زجّت بالإتحاد ليتبني سياسة مناهضة لمصلحة منخرطيه بتعبيد الطريق للدولة والأعراف الرأسماليين لتمرير برنامج تأهيل الاقتصاد وما رافقه من اتفاقيات شراكة وبالمساهمة في تمرير مشاريع الخوصصة والتفريط في القطاع العام و قبول كل ما انجر عنها من طرد وتسريح لأعداد هائلة من العمال ومن تدهور لا سابق له للقدرة الشرائية للأجراء والموظفين ومن تدمير لشرائح عديدة من البرجوازية الصغيرة في المدن والأرياف.

ب ـ قوانين بيروقراطية

ولأنها وجدت نفسها طليقة الأيدي في الشأن النقابي ولمزيد إحكام قبضتها على الإتحاد ولتثبيت نفوذها أكثر فقد نجحت البيروقراطية النقابية وأداتها التنفيذية [المكتب التنفيذي] وعلى امتداد العشريتين الأخيرتين في تغيير بعض بنود النظام الداخلي للمنظمة بما يضمن لها أكثر ما يمكن من الهيمنة. لقد اعتمدت البيروقراطية في كل مرة تلجأ فيها إلى انتهاك قوانين المنظمة على المكتب التنفيذي المركزي وفي مرات عديدة وخصوصا في السنتين الفارطتين كذلك على الهيئة الإدارية هذين الهيكلين البيروقراطيين الذين لعبا دور المشرع لكل الانتهاكات ومكنا الأمين العام للإتحاد ومكتبه التنفيذي من صلاحيات مطلقة مقابل الحدّ من صلاحيات وحقوق هياكل الإتحاد الأخرى والتي أصبحت عمليا عاجزة عن اتخاذ أي قرار مستقل جهوي أو قطاعي وبذلك اختزلت المنظمة في شخص أمينها العام ومكتبه التنفيذي واللذان أصبحا يتصرفان في الشأن النقابي كما يحلو لهما [الأمين العام وكأنه مدير عام لمؤسسة خاصة ـ ومكتبه وكأنه مجلس إدارة هذه المؤسسة ].

إن الأمثلة على انتهاك الديمقراطية عديدة لكن وقبل الإشارة إلى بعضها لابد أن نؤكد على أن النظام الداخلي والقانون الأساسي اللذان تعرضا ويتعرضان إلى الانتهاك هما في حد ذاتهما بيروقراطيان ويسمحان بهذه الانتهاكات. فالنظام الداخلي مثلا يشترط موافقة المكتب التنفيذي المركزي على كل القرارات التي تتخذها الهياكل القطاعية أو الهياكل الجهوية وفي أي مستوى كانت ومهما كانت هذه القرارات حتي تصبح قابلة للتنفيذ كما ينص على ذلك الفصل 49 من النظام الداخلي وكما وقع التأكيد على ذلك في المنشور 83 الذي صدر في مارس 2008 والذي صادر ومنع وبصريح العبارة كل مبادرة نضالية وجرد كل الهياكل من اتخاذ أي قرار بصفة مستقلة. كما يخول القانون الأساسي للهيئة الإدارية للإتحاد تحوير القوانين كما تشاء ففي الفصل السادس والثمانون مثلا من القانون الأساسي نقرأ« يمكن للهيئة الإدارية الوطنية إضافة أو توضيح بعض الفصول في النظام الداخلي حسب الوضعيات والإشكاليات التي لا يوجد لها نص واضح في الغرض…» لقد اعتمدت البيروقراطية على هذا الفصل لتمرير عديد الانتهاكات ولعل آخرها التحوير الذي أقرته هذه الهيئة والقاضي بالتخويل للجان النظام في الإتحاد باتخاذ قرارات تأديبية في حق المنخرطين ممن لا يتحملون مسؤولية نقابية لتبرير حملة الإقصاء الأخيرة التي تعرضت لها  الأصوات المعارضة لسياسة المشاركة ومصادرة حق التعبير والاختلاف والرافضة لسياسة السلم الاجتماعية والتي استهدفت العشرات من النقابيين منهم من هم هياكل ومنهم من هم منخرطون فقط.

ولأن قوانين الإتحاد في حد ذاتها ليست قوانين ديمقراطية فقد سهلت موضوعيا للبيروقراطية ولجهازها التنفيذي الاستمرار في انتهاك الديمقراطية. إن أمثلة انتهاك الديمقراطية في العشريتين الأخيرتين كثيرة ومتعددة ولعل أبرزها:

[ منع الإضرابات ـ منع الإعتصامات وكل أشكال النضال التعبوية ـ منع الهيئات الإدارية القطاعية ـ تعطيل المجالس القطاعية ـ إمضاء الاتفاقيات بدل الهياكل المعنية ودون موافقتها ـ التلاعب بعدد المنخرطين أثناء المؤتمرات ـ تزوير الانتخابات ـ الانقلاب على التشكيلات النقابية التي لا تدين بالولاء للجهاز البيروقراطي وللأمين العام وإقامة المؤتمرات الإستثنائة لإقصائها ـ إساءة التصرف في أموال الاتحاد وتبذيرها وتسخيرها في شراء الذمم ـ الترفيع في معلوم الانخراط دون الرجوع إلى القاعدة النقابية ودون موجب يحتم هذه الزيادة وبمثل تلك النسبة أكثر من 30  %ـ إقصاء النقابين المعارضين لتوجه البيروقراطية ـ منع حق إقامة الاجتماعات والتجمعات دون موافقة البيروقراطية ـ التصرف في مقرات الإتحاد على اعتبارها ملكية خاصة توصد أبوابها وتفتح كما يشاء الجهاز البيروقراطي ـ ترهيب النقابيين بسيف لجنة النظام واستعمال هذه الهيئة لتصفية المعارضين…]

إن انتهاكات بمثل هذا الحجم وهذا الاتساع لا يمكن التصدي لها وإيقافها إلا بتغير القانون الذي أتخذ كذريعة لتبريرها والتمادي فيها. إن أصل الداء يكمن في طبيعة القوانين البيروقراطية للإتحاد العام التونسي للشغل التي استعملتها بيروقراطيته المتنفذة لتخريبه فباسم هذه القوانين خرقت هذه البيروقراطية كل القوانين واعتبرت نفسها فوق كل قانون أو نقد أو مساءلة. إن المهمة النضالية الأولى المطروحة اليوم على النقابيين المتمسكين بالعمل من داخل الإتحاد لابد أن تكون تحت شعار الدفاع عن الاستقلالية والديمقراطية النقابية والإطاحة بتوجه المشاركة ورموزه وإسقاط سياسة السلم الاجتماعية.

ج ـ قيادة ضد نضالات العمال

طيلة العشريتين الماضيتين تعرضت الطبقة العاملة التونسية وقطاعات عريضة من شغيلة الوظيفة العمومية إلى هجوم كاسح من رأس المال والدولة نتج عنه تدهور كبير في الأجور وفي ظروف العمل وفي المقدرة الشرائية لكل هؤلاء الأجراء جراء الزيادات المتواصلة في الأسعار. كذلك فقد ارتفعت نسبة البطالة نتيجة التسريح المتواصل للعمال في القطاع الخاص وعدم قدرة الدولة على تشغيل آلاف الشباب المتخرجين من الجامعات أو المنقطعين عن التعليم. ونمت قطاعات اقتصادية طفيلية مفرطة في الاستغلال استفادت من وضع هشاشة التشغيل ومن ضربِ الأعراف والدولة بمساندة البيروقراطية النقابية لقوانين الشغل ونسفِ حقوق العمال والتضييق على الحق النقابي فاتسعت دائرة التهميش وتحطمت عديد المكاسب الاجتماعية وأصبح التفقير حالة معمّمة لم تطل الطبقة العاملة فقط بل شملت شرائح كثيرة من البرجوازية الصغيرة.

واجه عمال القطاع الخاص ظاهرة التسريح ببعض الإضرابات وخاصة بالاعتصام في المنشآت والمعامل دفاعا عن حقهم في التمسك بأعمالهم ولئن لم تعمّم هذه الإعتصامات كشكل من أشكال الدفاع الذاتي ولم تطل كل المصانع والمعامل والمؤسسات التي استهدف عمالها للتسريح إلا أنها كانت شكلا من الأشكال النضالية الأصيلة في الدفاع عن الحق في العمل. كذلك عرف قطاع الوظيفة العمومية وخصوصا في السنوات الثلاثة الأخيرة موجة واسعة من النضالات المطلبية [ قطاعي التعليم الابتدائي والثانوي ـ قطاع الصحة ـ قطاع المالية والبنوك…] تمثلت في خوض منتسبي هذه القطاعات لعديد الإضرابات الناجحة من أجل تحسين مقدرتهم الشرائية. وانتظم الشباب أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في هيئات وقاموا بنضالات عديدة من أجل حقهم في الشغل. إضافة لإضراب الجوع الذي خاضه أساتذة التعليم الثانوي في نوفمبر الماضي من داخل المقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل والذي استمر أكثر من شهر من أجل الدفاع عن حقهم في العمل الذي أطردوا منه لممارستهم لحق الإضراب والذي حقق مساندة محلية غير مسبوقة وبالخصوص نضالات مواطني الحوض المنجمي والمستمرة منذ جانفي 2008 إلى اليوم  من أجل فرض حقهم في الشغل والتي اتخذت طابع الإنتفاضة .

 لم يختلف موقف قيادة الإتحاد من هذه النضالات عن مواقفها السابقة وعما دأبت عليه منذ التسعينات لقد مارست دورها وبشكل مكشوف بوصفها راعية السلم الاجتماعي وحليفة السلطة والأعراف الرأسماليين. لقد حاصرت موجة الإعتصامات المدافعة عن حق الشغل ووقفت ضدها وخربتها من الداخل وقزمتها [إعتصامات عمال وعاملات معامل النسيج في الساحل وعمال جهة بن عروس في تونس العاصمة وعمال تونس الجوية وعمال جهة باجة وعمال شركة المغازة العامة …] فلم تؤد هذه النضالات إلى نتيجة تذكر ولم يجن العمال من حركة الإعتصامات التي خاضوها ضد التسريح ودفاعا عن حقهم في العمل شيئا نظرا لعدم توسّع هذه الموجة من النضال وكذلك لعدم تمكن القيادات النقابية المحلية التي أخذت على عاتقها مسؤولية قيادة هذه النضالات من الاستقلال عن البيروقراطية النقابية وعدم الرضوخ للحلول التي فرضتها والتي كانت في الأخير لصالح المشغلين ولم تمكن المعتصمين من المحافظة على مراكز عملهم.

أما بالنسبة لقطاعات الوظيفة العمومية فإن البيروقراطية وجدت نفسها في البداية مجبرة على مسايرة نضالات هذه القطاعات كي يتسنى لها التحكم في مسارها والمهيمنة عليها لأنها تعرف جيدا أن هذه القطاعات قادرة وخصوصا أثناء صعود التعبئة في صفوفها على تجاوز قراراتها وعدم الإذعان لها. لذلك خططت لإرباكها وتخريبها بالمناورة فماطلت في السماح لهيئاتها الإدارية القطاعية في الاجتماع قبل الإضرابات وبعدها وفاوضت باسمها وأفرغت مطالب القطاعات من محتواها أثناء التفاوض وضغطت على ممثلي هذه القطاعات ودفعتهم بالمناورة وبالتهديد إلى تبني الحلول الهزيلة باسم الواقعية وعدم تعجيز الطرف الحكومي ونجحت في الأخير في تفتيت موجة النضالات المطلبية. إن موقف البيروقراطية وتحديدا من نضالات التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي وما قامت به لتخريب هذه النضالات وحملة التجريد التي استهدفت مناضلي قطاع الابتدائي الذين فضحوا تورطها مع الطرف الحكومي وكذلك مواقفها من إضراب الجوع الذي قام به أساتذة التعليم الثانوي الذين تعرضوا للطرد جراء مشاركتهم في إضراب قطاعهم وإجبارهم على حلّه دون تحقيق مطلبهم في العودة إلى أعمالهم وطريقة تعاطيها مع نضالات أهالي و أبناء ونقابي الحوض المنجمي وموقفها من مطلب حق الشغل ومن الحق في التعبير عن الرأي أثناء الاجتماعات والتجمعات ومن مسألة استقلالية وديمقراطية القرار القطاعي عموما [ انظر المنشور 83 الذي وجهه جهاز البيروقراطية النقابية إلى كل نقابات الإتحاد يوم 05 مارس 2008] تؤكد وتظهر بالملموس أن قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل اليوم قد أصبحت معادية لأبسط الحقوق النقابية ومعارضة لأي توجه نضالي وأنها عازمة وبكل الطرق في المستقبل على منع القطاعات من التحرك والنضال من أجل تحقيق مطالب القاعدة العمالية وبالتالي فمنتسبو هذه المنظمة مقدمون على فترة عصيبة سيجردون فيها من حقهم النقابي الشرعي و القانوني في النضال دفاعا عن مصالحهم وهو وضع لابد من التأكيد عليه نظرا لانعكاساته الوخيمة على أوضاع الشغيلة التونسيين الاجتماعية والاقتصادية وكذلك على حقهم النقابي.

2 ـ اليسار النقابي: الإصطاف وراء البيروقراطية والصراع على المواقع

أ ـ تخلي اليسار النقابي عن النضال بوصفه تكتلا نقابيا مستقلا عن البيروقراطية

في الحقيقة لا يمكن تفسير نجاح البيروقراطية في تدجين الحركة النقابية وفي إفراغ العمل النقابي من كل محتوى نضالي فقط باندماج هذه البيروقراطية بجهاز الدولة والحزب الحاكم والأعراف أو بطبيعة القوانين البيروقراطية للإتحاد العام التونسي للشغل والتي مكنتها من السيطرة على كل مجريات الشأن النقابي أو ببعض العوامل الأخرى المحلية والدولية والتي أثّرت سلبا على قدرات الدفاع الذاتي للحركة النقابية. إن هناك عاملا آخر مهم لابد من التوقف عنده ألا وهو تخلي اليسار النقابي على النضال من داخل الإتحاد العام التونسي للشغل بوصفه تكتلا نقابيا موحدا منحازا للعمال ومستقلا عن البيروقراطية ومعارضا لها هذا التمشي الذي أصبح ملموسا أكثر فأكثر لدى كل مجموعات هذا اليسار خصوصا في العشريتين الأخيرتين. ويمكن القول أنه وباستثناء مرحلة المقاومة النقابية التي نتجت عن الإضراب العام لسنة 1978 والتي ردّ بها اليسار النقابي حديث النشأة وقتها على ضرب الإتحاد العام التونسي للشغل وعلى أحداث الخميس الأسود والتي اتخذت طابعا طبقيا جذريا ومكافحا في البداية وبرهنت على طموح حقيقي لهذا اليسار النقابي في النضال من أجل استقلالية الحركة النقابية عن الدولة وحزبها الحاكم وعن الأعراف الرأسماليين من جهة وعن البيروقراطية النقابية من جهة أخرى فإن هذا اليسار النقابي وعلى امتداد العشريات الثلاث التي أعقبت هذه الفترة القصيرة من تاريخه ظل خارجا عن دائرة التأثير في الحركة النقابية تأثيرا جذريا ولم يقدر على تمثل مصلحة الحركة ككل وتجاوز معوقاته الذاتية [فئويته بالخصوص] وتجسيم شعارات الاستقلالية والديمقراطية والنضالية التي ترفعها مجموعاته هذه الشعارات التي غدت بالنسبة لهذه المجموعات وبدون استثناء وبمرور الزمن مجرد شعارات ترفع في المناسبات للتأكيد على هوية فئوية أكثر منها على فعل حقيقي معارض للبيروقراطية. لقد تحول اليسار النقابي بكل تلويناته إلى تيار انتخابوي متذيل للبيروقراطية كل همّه التواجد في هياكل المنظمة النقابية لا تعنيه السياسات النقابية بقدر ما تعنيه التحالفات الانتخابية والتي تصبّ في طاحونة تغليب شق من شقوق البيروقراطية على شق آخر[ مؤتمر سوسة ودعم بعض أطراف اليسار لإسماعيل السحباني ـ مؤتمر جربة وتفريط اليسار في مبدإ استقلاليته والقبول بالعمل على أرضية البيروقراطية أرضية عبد السلام جراد متزعم [ التصحيح المغالطة ] والمنقلب على إسماعيل السحباني ـ مؤتمر المنستير ودعم اليسار لبعض الوجوه البيروقراطية على زعم أنها يسارية ومستقلة وديمقراطية ـ مواقفه اليوم من الانتهاكات التي تأتيها البيروقراطية في حق الحريات والديمقراطية النقابية ـ خيانته الموصوفة للنضال الاجتماعي وتحديدا سكوته عن مساندة نضالات مواطني ونقابيي البلدات المنجمية]. إن تحول اليسار النقابي إلى تيار انتخابوي وإغفال هذا اليسار لمهمة بناء نفسه كتيار معارض داخل الإتحاد وكذلك عجزه عن بلورة سياسة نقابية مناضلة ومعبرة عن تطلعات الشغيلة ضاعف من انحصاره وتقوقعه وأدّى بأغلب مكوناته إلى التحول إلى حليف معلن للبيروقراطية النقابية وساهم كعامل إضافة إلى العوامل الأخرى المذكورة سابقا في توسع نفوذ هذه البيروقراطية وسيطرتها على الحركة النقابية.

ب ـ تخلي اليسار النقابي عن النضال ضد سياسة المشاركة

 لئن وعت السلطة في بداية التسعينات وحتى قبل شروعها في تطبيق برنامج الخوصصة وتأهيل الاقتصاد بقدرة الحركة النقابية على مقاومة هذا المشروع فخططت لإضعافها وتهميشها والمناورة عليها بالتحالف مع البيروقراطية النقابية التي نجحت في تكبيلها وتحويلها إلى نقابة مشاركة فإن اليسار النقابي لم يقدر على معارضة هذا المنزلق عمليا على قاعدة نضالية ولم يدفع من داخل الحركة النقابية أوعلي الأقل في القطاعات التي له فيها تأثير على مواجهة تمشي المشاركة بل اكتفى بردود فعل لم تكن بمقدورها في مطلق الأحوال تمكين الحركة النقابية من المحافظة على طابعها المطلبي والتصدي لمفهوم النقابة المشاركة وإسقاطه.

إن عدم قدرة اليسار النقابي على مقاومة منزلق المشاركة الذي انجرت إليه الحركة النقابية في بداية التسعينات وعدم تقديره لنتائج تحول النقابة من أداة بيد العمال والأجراء إلى أداة بيد البيروقراطية ومن ورائها السلطة والأعراف والتخلي عن المنظور المطلبي للعمل النقابي لصالح المشاركة ولما سيترتب عن ذلك من تفقير وتهميش وتسريح وقمع واستغلال للطبقة العاملة ومجمل فئات الشعب ككل لم يكن في الحقيقة ناتج عن ضعف موازين القوى بين اليسار النقابي والبيروقراطية المتحالفة مع السلطة  فقط إنه ناتج كذلك عن قصورٍ حقيقي لهذا اليسار النقابي في الوعي بمهمات المقاومة والتي من المفروض أن تنخرط فيها الحركة العمالية عبر أداتها النقابية الإتحاد العام التونسي للشغل في تلك المرحلة لمواجهة المشروع النيوليبرالي للسلطة وعجزٍ كذلك عن تمثل المطالب الحقيقية المباشرة للعمال وهو ما حكم عليه بالبقاء خارج دائرة التأثير في الأحداث وعزله موضوعيا عن القاعدة التي من المفروض أن يرتبط بها ويقرن مصيره ونضالاته بها ألا وهي الطبقة العاملة وجمهور المعطلين وأجراء قطاع الوظيفة العمومية.  لذلك لم تجد السلطة عناء كبيرا في جر الحركة النقابية إلى سياسة السلم الاجتماعية ولم تجد عناء أيضا في خوصصة معظم فروع القطاع العام وتمرير مشروع مدرسة الغد ومشروع التأمين على المرض ومراجعة قوانين الشغل بما يتلاءم ومصلحة الأعراف إضافة إلى تحرير الأسعار وفتح السوق للسماسرة والمضاربين أجانب ومحليين.

كذلك لابد من الإشارة إلى أن اليسار النقابي ولئن عجز في بداية التسعينات عن لعب الدور الموكول له في الصراع فإنه ظل كذالك عاجزا عن بلورة حتى مجرد مواقف جذرية في علاقة ببعض الأحداث التي وقعت بعد ذلك والتي لم يقدر على التعاطي معها  بوصفه منحازا لمصلحة الحركة العمالية و مدافعا عن سياسة نقابية مناضلة. لقد ظلت طريقة تعاطي اليسار النقابي مع الأحداث وعلى امتداد العشريتين الفارطتين موسومة بالسلبية والعجز عن التباين عمليا عن البيروقراطية النقابية. لقد عمقت هذه السلبية أزمة اليسار النقابي  وأدّى به هذا العجز إلى التحول إلى يسار مجموعات متقوقعة متناحرة طلقت في الواقع قناعات الماضي وتخلت عن مشروع الإنغراس في العمال والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة واستبدلت مبدأ الاستقلالية بمبدأ المشاركة الذي انتهى بها كل حسب طريقتها إلى الركون للبيروقراطية والتحالف معها للمحافظة على وجودها ولتحقيق بعض المنافع والمآرب المادية ولضمان مواقع في الجهاز البيروقراطي لرموزها الانتهازية.

 ج ـ اليسار النقابي: يسار الصراع على المواقع

إن اليسار النقابي ولئن كان له الفضل تاريخيا في رفع راية النضال من أجل أداة نقابية للشغيلة التونسيين مستقلة وديمقراطية ومناضلة وهي مهمّة عبّرت عنها كما ذكرنا مرحلة المقاومة التي انخرط فيها عقب الإضراب العام سنة 1978 والتي كان يمكن لها أن تتطور في اتجاه جذري لو واصل هذا اليسار النقابي نضاله من داخل الإتحاد العام التونسي للشغل بوصفه قطبا طبقيا مستقلا عن البيروقراطية النقابية وتشبّث بهذه الاستقلالية وكرسها في كل محطات الصراع التي شهدتها الحركة النقابية سواء في الثمانينات أوفي السنوات التي تلت 1987 لكن اليسار النقابي وعلى العكس ففي ما عدى تلك الفترة القصيرة من تاريخه [ فترة المقاومة الأولى] لم يكن في مستوى المهام التي طرحها على نفسه ولم تفض به تجربته داخل الإتحاد العام التونسي وعلى امتداد ثلاثة عقود إلاّ إلى التآكل والتقوقع وهو وضع كل الدلائل تشير إلى أنه يسير به حتما إلى الاندثار.

إن اليسار النقابي اليوم يسار فئوي انتهازي متقوقع منسجم مع انحرافاته ومتكيف مع مسار المشاركة مشكل من مجموعات متناحرة في ما بينها و مرتبطة كلها بالبيروقراطية النقابية. وحتى بعض الهياكل الأساسية والوسطى أو بعض الكتل في بعض المكاتب التنفيذية القطاعية المنحدرة من هذه المجموعات اليسارية النقابية وكذلك بعض المجموعات النقابية [المستقلة] والتي عادة ما تظهر من حين إلى آخر أو في فترات الأزمات والمحسوبة على اليسار النقابي ولئن كانت على الأقل في السابق أحيانا ما تعلن عن مواقف مدافعة عن استقلالية الإتحاد وديمقراطيته ومتباينة مع مواقف البيروقراطية ورموز اليسار النقابي الانتهازيين الذين انصهروا في الجهاز البيروقراطي فإنها وتحديدا في السنوات الأخيرة قد أمسكت عن أي موقف من هذا القبيل وقد ظهر ذلك جليا على الأقل في  ثلاث محطّات هامة عاشتهما الحركة النقابية في الأشهر الأخيرة وهي حملة التجريد والموقف من انتفاضة مواطني الحوض المنجمي والموقف من المنشور 83.

إن اصطفاف اليسار النقابي والأجدر القول [مجموعات اليسار النقابي الانتهازية] كل على طريقتها في الفترة الحالية وراء البيروقراطية وإمساك هذه المجموعات عن التفاعل مع أحداث بمثل أهمية ما يقع في الحوض المنجمي وانسحابها من معركة مظلمة التجريد وسكوتها عن المنشور 83 الذي سحب عمليا صلاحيات كل الهياكل النقابية من النقابة الأساسية إلى النقابة العامة لصالح متنفذي الجهاز البيروقراطي وتحديدا لصالح المتنفذ الأول البيروقراطي عبد السلام جراد لا يمكن تفسيره إلاّ تفسيرا واحد ألا وهو أن هذه المجموعات والتي شكلت تقليديا ما يسمى باليسار النقابي قد كفت عمليا عن كونها معارضات نقابية وتفسّخت وانسجمت مع نهج المشاركة وباعت ماضيها كل ماضيها هذا الماضي الذي لم يكن هو أيضا مشرقا دائما.

في الحقيقة إن واقع اليسار النقابي اليوم هو نتيجة موضوعية لفشل هذا اليسار التاريخي في التأثير في الحركة النقابية بوصفه تكتلا نقابيا مستقلا عن البيروقراطية وديمقراطيا ومناضلا. لقد نجحت زعامات مجموعات اليسار الانتهازية في تهميش وعي القاعدة النقابية اليسارية بهذه المهمّة وفي وأد هذا الطموح لديها كلما كان الوضع ملائما لبروزه وخصوصا أثناء احتداد الصراع مع البيروقراطية والسلطة أو أثناء مؤتمرات الإتحاد العامة أو في مؤتمرات القطاعات التي لليسار تقليديا فيها حضور مهمّ. لقد راهنت هذه الزعامات اليسارية المتبقرطة دائما على ارتباطها بالجهاز ونجحت في عسكرة قواعدها في كل المناسبات لصالح هذا التوجه مكرسة شعار أولوية التموقع في هياكل الإتحاد والتحالف مع شقوق البيروقراطية بدل السعي لتوحيد اليسار النقابي ليظهر بوصفه تكتلا نقابيا معارضا لتحالف البيروقراطية والسلطة على أساس أرضية نضالية خلفيتها استقلالية وديمقراطية ونضالية الإتحاد العام التونسي للشغل ومهماتها النضال لتحقيق مطالب الحركة العمالية في مواجهة السياسة الليبرالية سياسة التفقير والقمع . لذلك اكتفى اليسار النقابي وطيلة العشريات الثلاث الأخيرة بالتذيل للبيروقراطية النقابية و لم يسع إلى بلورة أي مشروع مستقل عنها سواء فيما يخص توجهات المنظمة وسياساتها النقابية واستقلاليتها أو في ما يخص نظامها الداخلي وقانونها الأساسي البيروقراطيان أو حول المطالب المباشرة للشغالين و الموقف من القوانين التي مررتها السلطة [ خوصصة القطاع العام ـ مشروع تعليم الكفايات ـ مشروع التأمين على المرض ـ التفاوض حول الزيادات في الأجور… وغيرها كثير] والتي كانت مواقفه منها دائما محكومة بالأفق الذي تحدّده البيروقراطية.

إن تفريط اليسار النقابي في مهمّة بناء نفسه كتكتل نقابي مستقل منحاز للشغالين واستبدال ذلك بسياسة الصراع على المواقع والتذيل للبيروقراطية وقرن مصيره بزعاماته المتبقرطة المتكالبة على المشاركة أدى به إلى أن يقبل اليوم بالوضع القائم في الإتحاد وبالتالي يسكت عن كل التجاوزات والانتهاكات ولا يحرك ساكنا في مواجهة  حالة الفراغ النقابي المعمّمة التي أصبحت تتخبط فيها جل القطاعات ويغمض العينين عن مظلمة التجريد ويتقبل المنشور 83 دون اعتراض ويصطف وراء البيروقراطية والسلطة في الموقف من انتفاضة البلدات المنجمية.

3 ـ معارضة نقابية مستقلة ديمقراطية ومناضلة ممكنة

إن هيمنة البيروقراطية المطلقة اليوم على الحركة النقابية وتمسكها بالمشاركة وبسياسة السلم الاجتماعية ومواصلتها انتهاك الحريات النقابية ومنعها كل أشكال النضال النقابي والوقوف ضد كل أشكال الاحتجاج وكذلك انصهار مجموعات اليسار النقابي بالبيروقراطية وتحولها عمليا إلى حليف لهذه الشريحة الفاسدة المتمعشة وركونها إلى المسايرة وقبولها بالوضع القائم مظاهر تؤكد على أنه عمليا ليس هناك في الواقع اليوم أي إمكانية لبروز معارضة نقابية من داخل الإتحاد العام التونسي للشغل قادرة على أن تأخذ على عاتقها  مهمة تصحيح المسار وإعادة الدور النضالي الموكول للعمل النقابي. إن المعارضة التي نقصدها والتي نعتبر أن لا إمكانية في الواقع  لبروزها هي فقط تلك المعارضة المرتبطة بمجموعات اليسار النقابي الانتهازية والتي بينت الأحداث أنه لم يعد هناك ما يشدّها إلى الحركة العمالية وإلى النضال في صلبها. لكن ولئن كانت الساحة النقابية بمثل هذا الفراغ فإن هناك مؤشرات في الواقع تبين أن مثل هذا الفراغ يمكن كسره. فحالة التفقير التي بلغت حدّا لا يطاق وغلاء الأسعار الجنوني المتواصل مقابل تدني الأجور وسياسة التسريح وانحصار سوق الشغل وضرب الحق النقابي ووطأة البطالة وانتشارها وبلوغها نسبا مرتفعة كلها مؤشرات تراكم في اتجاه احتداد الأزمة الاجتماعية أكثر فأكثر وتهيئ موضوعيا للخروج من حالة الركود والفراغ السائدة الآن في الحقل النقابي. ولعل ما يحدث في الحوض المنجمي منذ 05 جانفي 2008 من تحركات ونضالات مرتبطة بالدفاع عن الوضع المعاشي لأبناء الطبقات الفقيرة والتي لعب فيها نقابيون مناضلون ومستقلون دورا بارزا تؤكد ما نقول.

إن انتفاضة البلدات المنجمية بينت أيضا وهذا مهم جدّا أنه ولئن انصهرت مجموعات اليسار النقابي الانتهازية في الجهاز البيروقراطي فإنه مازال هناك من النقابيين الكفاحيين وفي داخل الإتحاد العام التونسي للشغل سواء مجموعات أو أفرادا من بمقدورهم لعب دور مهمّ في اتجاه الخروج من حالة الفراغ والركود السائدة الآن في الحقل النقابي لو يعمل هؤلاء النقابيون على الالتقاء والتشكل  كنواة أولى لتيار نقابي كفاحي  من أجل الدفاع عن الإتحاد ومن أجل بلورة أرضية عمل نقابي مناضل. إن تكتل هؤلاء النقابيين أصبح اليوم ضرورة ملحة يفرضها الواقع ومهمة لابد من إنجازها للدفاع عن استقلالية الحركة النقابية في وجه الانتهاكات البيروقراطية المتواصلة ولإسقاط سياسة السلم الاجتماعية ومواجهة كل المخططات التي تستهدف مكتسبات الشغيلة.

إن الواقع يفرض على هؤلاء النقابيين في كل الجهات وفي كل القطاعات ضرورة تشكيل هذه النواة فهي الأساس في مسار بناء تلك المعارضة النقابية الجذرية المنشودة المستقلة والمناضلة والمرتبطة بالحركة العمالية والمدافعة عن حقوقها والمعبرة عن مطالبها. إن بروز معارضة نقابية مستقلة ديمقراطية ومناضلة ممكنة برغم كل الظروف التي عليها الإتحاد العام التونسي للشغل لو يتحقق شرط وجودها الأول والذي تقع مسؤوليته اليوم على عاتق ما تبقى من نقابيين مناضلين ومستقلين ممن لم تستوعبهم آلة البيروقراطية النقابية وانتهازية و دكاكينية مجموعات اليسار النقابي المتذيل لها.

 

 بشير الحامدي

تونس في 28 أفريل 2008


ماي2008 القيادة الحالية للاتحاد العام التونسي للشغل، سلطة بمناسبةغرة انتداب عمّالية؟؟؟

بقلم مراد رقية
 
يحتفل الشغالون التونسيون بعيد العمال العالمي هذه السنة وهم محظوظون وفخورون عن كل السنوات السابقة بانجاز لا يقدّر بثمن ، لا في مستوى تحقيق آمالهم وطموحاتهم في العيش الكريم ، أو على الأقل الاقتراب منها، ولكن لانكشاف المستور بعد سقوط آخر ورقة توت ، انكشاف الوجه الحقيقي القبيح لهذا الهيكل البيروقراطي البغيض الذي نصّب وأعلن نفسه دولة داخل الدولة، تحديدا سلطة انتداب ومحكمة تفتيش عمّالية؟؟؟ فعوض السعي إلى الاضطلاع بمهامه المبدئية الطبيعية الموكولة إليه في الدفاع المستميت وغير المشروط بلوائح النظام الداخلي عن حقوق الطبقة الشغيلة بالفكر والساعد في كل المواقع والساحات، وإغلاق المنافذ التي يسعى إلى اختراقها المشغلون العامون والخواص دوسا للكرامة العمالية، وهدرا للحقوق، وتكريسا للتفقير المادي والتهميش الاجتماعي المبرمج المقرر الوصول له عاجلا بدعم فوضى وجنون الأسعار وتجميد الأجور والمرتبات؟؟؟ لقد أعلن الهيكل القيادي المغتصب لشرف وأملاك الاتحاد عبر عديد الإجراءات القمعية البوليسية وخاصة منها المنشور83 الصادر في 5 مارس2008 تحوله إلى سلطة انتداب عمالية تعامل الشغالين كسلطة استعمارية قمعية ديدنها الحفاظ على امتيازاتها المادية الضيقة جرايات وسيارات وفسحات مدفوعة التكاليف، وتكريس الفقر والعدم العمالي لكل أصناف الشغالين مع الفارق أن السلطة الاستعمارية لم تكن تتقاضى مرتبات ومداخيل من العمال، ولكن الهيكل الحالي أو سلطة الانتداب التي يكثر فيها”الكرزايات” جمع كرزاي قياسا على حميد كرزاي المندوب السامي الأمريكي في أفغانستان يتمعش من قوت وعرق وأنّات الشغالين مما يبشر ويعلن وقوع الشغالين التونسيين تحت طائلة نكبتين اثنتين، أولاهما تمويل الشغالين لهذا الهيكل البوليس أو سلطة الانتداب العمالية عبر الخصم من الأجر والمرتب، وعبر مداخيل الاتحاد المستولى عليها والمحولة الى ملك خاص للهيكل، وثانيهما أن هذا الهيكل أصبح حريصا على تبديد الحقوق قبل المشغلين العامين والخواص مما جعله يحظى بالرضى ويدخل مجلس المستشارين؟؟؟ ولعل أكبر جريمتين حققهما الهيكل البيروقراطي البوليس للاتحاد العام، الأولى عدم رعايته للأزمة النقابية ضمن الحوض المنجمي أعرق المعاقل النقابية والنضالية وسعيه إلى محاصرتها وملاحقة قيادييها وتجميدهم تأكيدا على دوره الأمني قبل النقابي، أما الثانية فهي عدم تدخله في معضلة القرن بالنسبة للشغالين التونسيين وهي معضلة”صندوق التأمين على المرض”التي عوض أن يأخذها الهيكل على عاتقه في مستوى التفاوض عن جميع القطاعات وصولا إلى تحقيق أحسن الصيغ والخدمات الممكنة للشغالين خاصة منهم محدودي الدخل نجده أعرض عنها ، وكان شاهد زور مدفوع الأجر لها، وتعامل معها كما لو كانت قضية غير ذات قيمة لأنه هيكل رقابي بوليس غير ذي وظيفة اجتماعية؟؟؟ أخيرا نقول ما فائدة سلطة الانتداب العمالية هذه التي مجّها الشغالون من الأساتذة الجامعيين وحتى العمال في المزارع والمصانع(الذين للتذكير يفرض على الكثيرين منهم خاصة في المعامل التصديرية العمل يوم غرة ماي) فأصبحت شاهد زور ثقيل الظل، مدفوع الأجر غصبا من الشغالين الذين يتحدون الهيكل الحالي أن ينجز سبر آراء حول شعبيته وحقيقة موقف الشغالين منه، لكنه لن يفعل لأنه نعود البطالة التقنية الخاصة الأجر والسيارات الفارهة، فمتى يقرر الشغالون التونسيون التخلص من “حميد كرزاي” الراعي الأول للاتحاد العام التونسي للشغل؟؟
 

 

زيارة ساركوزي و آفاق المشروع المتوسطي

بقلم مولدي الرياحي     تكتسي الزيارة الرسميّة التي سيِؤدّيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بلادنا في الأيام القادمة أهمّية لا يًستهان  بها باعتبار أن زيارته الأولى إلى تونس لم تكن إلا زيارة خاطفة بعد مدّة وجيزة من انتخابه رئيسا لفرنسا، و باعتبار أنّ مرور سنة على تسلّمه مقاليد الرئاسة يهيئ لإمكانية بروز ملامح رجل الدولة لديه بعد غلواء السنة الأولى من التجربة الرئاسية و ما واكبها من مظاهر النجاح و من الخيبات أيضا في الداخل كما في الخارج، و كذلك باعتبار أنّ هذه الزيارة تأتي قبل حوالي ثلاثة أشهر من إطلاق الرئيس الفرنسي لمشروع الاتحاد المتوسطي في جويلية المقبل بعد استيفاء المشاورات التمهيدية في شأنه- مع ما يصاحبها من جدل و اختلافات وجهات النظر- سواء على الصعيد الأوروبي أو على صعيد بلدان المتوسّط.  و بحكم العلاقات التقليدية بين تونس و فرنسا و التي انخرطت-بعد انتهاء المرحلة الاستعمارية و استقلال تونس- في مسار التعاون على مختلف المستويات فإن الملفات الثنائية ستكون مطروحة كما هو الشأن في كل زيارة رسمية، و منها هذه المرة على ما يبدو ما يتعلق بشؤون النقل و وسائله المختلفة و ما يتعلق بالاستثمار و خاصة في منطقة البحيرة الجنوبية بالعاصمة و ما يتعلق كذلك باستفادة تونس من الطاقة النووية المستخدمة لأغراض سلمية، و كذلك ما يتعلق بتنظيم هجرة اليد العاملة و الخبرات في إطار نسب سنوية متفق عليها بين الحكومتين و في إطار إحكام مراقبة الهجرة و خاصة انطلاقا من بلدان الجنوب نحو الشمال…  و إذا كان من البديهي أن تكون الحكومة التونسية قد استعدّت لتناول مختلف الملفات الثنائية مع نظيرتها الفرنسية و من يمثلونها في هذه الزيارة الرسمية، فإنّ المرجو أن تكون قد استعدّت على أفضل وجه لتناول المشروع المتوسطي و توضيح رؤية الشريك التونسي حوله في أهدافه و متطلبات تجسيمه و نجاحه. لقد سارعت الحكومة التونسية بإبداء التحمّس لهذا المشروع منذ إعلان الرئيس الفرنسي عنه بشكل دعائي ملفت للنظر رغم أنّ ملامح المشروع كانت فضفاضة و معومة و هويته غامضة إن لم نقل منعدمة و كذلك كان شأن حكومتنا من قَبْل عندما سارعت سنة 1995 للإمضاء على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إطار مسار برشلونة دون أن يسبق ذلك حوار وطني أو إقليمي مع جيراننا في المغرب العربي، فلم تجن شعوبنا إلا الهيّن القليل مقارنة مع ما أًغدق من مساعدات و استثمارات على بلدان أوروبا الشرقية قصد تأهيلها للانضمام للاتحاد الأوروبي. صحيح أنّ التشاور كان يجري أيضا مع بلداننا جنوب المتوسّط حول الملفات المطروحة و لكن القرار في شأنها كان يصدر دائما في بروكسيل… و في غيابنا نفس البوادر تحصل الآن مع هذا المشروع الذي يريد أن يبني “الجديد”(؟) على أًسًسِِِ القديم، من ذلك أن الانتقادات الصادرة عن ألمانيا من صلب الاتحاد الأوروبي، و كذلك تركيا و الولايات المتحدة و بريطانيا أدّت – في غيابنا- إلى اتفاق القمّة الأوروبية ممثّلة في دولها السبع و العشرين ببروكسل يوم 13 مارس 2008 إلى تسمية المشروع ب “الاتّحاد مِنْ أَجْل المتوسّط” لا الاتّحاد المتوسّطي كما كان يريد ذلك الرئيس ساركوزي. ينبغي على حكومتنا أن تًبلور رؤيتها للمشروع مع بقية دول الاتّحاد المغاربي و بقية البلدان العربية في حوض المتوسّط.. و دون الوقوع “في فخّ المحاور”، من أجل أن تكون أهداف هذا المشروع بالأساس: السّلام لشعوب المتوسّط، كل شعوب المتوسط، و في مقدّمتها الشعب الفلسطيني، و الرخاء لجميع شعوب المتوسّط، على أساس شراكة حقيقية و فاعلة لا تستثني مكونات المجتمع المدني وعلى أساس المساواة، و كذلك و خاصة على أساس احترام حقوق الإنسان و تجسيم مبادئ الديمقراطية، و ذلك هو ما كان مًغَيّبا في مسار برشلونة و ما هو الجديد الذي تطمح إليه شعوبنا.  بدون ذلك سنلعب مرّة أخرى دور “التلميذ النّجيب في الفصل”… لا أكثر و لا أقلّ…  
  (المصدر: صحيفة ” مواطنون” لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 59 بتاريخ 23 أفريل 2008)

 

الاحتفال بيوم السجين السياسي تحت الحصار

 

 
احتضن مقرّ الحزب الديمقراطيّ التقدمي وسط العاصمة يوم الجمعة18 أفريل2008 تظاهرة “احتفاليّة” بيوم السجين السياسي في تونس دعا إليها الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتّل  المساجين السياسيين    ّ التظاهرة محاصرة أمنيّة خانقة من قبل عدد كبير من عناصر “الشرطة السياسيّ” الذين منعوا كلّ من الصحفي لطفي حجّي والمحامي العيّاشي الهمّامي والناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي حمّة الهمامي إضافة إلى عضوي حركة النهضة على العريّض وزياد الدولاتلي من حضور الاحتفال. وقد انطلقت التظاهرة التي تميزت بالحضور الملفت لعدد من عائلات المساجين السياسيين قام أفرادها بتقمّص سترات برتقاليّة اللّون تحمل صور ذويهم السجناء بعرض فلم تسجيلي حول وفاة القياديّ في حركة النهضة أحمد البوعزيزي يصوّر لحظات الاحتضار ثم الجنازة وينقل مشاهدة مؤثّرة تعكس عمق المأساة التي تعانيها عائلات المساجين السياسيين في تونس. ثم استهل المنجي اللّوز عضو المكتب السياسي للديمقراطي التقدّمي المداخلات باستهجان الحصار الأمني الذي حال دون وصول عدد من النشطاء إلى لتظاهرة كما استنكر منع أجهزة الشرطة السياسيّة لعدد من المحامين من الوصول إلى مبنى الإدارة العامة للسجون و الإصلاح صباح ذلك اليوم لتقديم مطالب مقابلة مجموعة من المساجين السياسيين. ثم تداول على الكلمة ممثلون عن بعض المنظمات الحقوقيّة من بينهم زهير مخلوف الناشط في منظمة حريّة وإنصاف والذي استعرض جردا لأسماء المساجين السياسيين الذين قضوا في السجون التونسية نتيجة التعذيب أو الإهمال. وقدّم الناشط في الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيين لطفي العمدوني تقريرا حول الانتهاكات التي وردت في المحاكمات المتعلّقة بقانون مكافحة الإرهاب. ثم تدخّلت رئيسة لجنة أمّهات ضحايا قانون الإرهاب “أم خالد” لتستعرض ضروب المعاناة التي تكابدها عائلات السجناء  وحجم الضغوط الأمنيّة المسلطة عليهم، داعية الى مزيد التضامن خدمة لقضيّة السجناء السياسيين ومواجهة “المحاكمات الظالمة”. وفي مداخلته التي تمحورت حول قانون الإرهاب والعفو التشريعي العام أكّد المحامي أنور القوصري على أهميّة مطلب العفو التشريعيّ العام في تخليص السجناء السياسيين  ورفع “المظالم” المسلّطة عليهم منذ بداية التسعينات .               أبو ريم    (المصدر: صحيفة ” مواطنون” لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 59 بتاريخ 23 أفريل 2008)  


 

الوصايا العشر للسلطة والمعارضة قبل 2009 ؟ !

 

 
بقلم : محمد الأزهر العكرمي لدي في هذا العدد استشارة مجانية ..هي عبارة عن عمل تطوعي لم يكلفني به أحد .. ولا أنتظر من أحد أن يتقبله ، أو يرفضه.. استشارة تخص بلادي .. وتخص أولادي وأولاد الذين أعرفهم وأولئك الذين لا أعرفهم .. هي من باب الحرص أولا .. ومن باب الخوف .. وما يشبه اليأس ، من مستقبل لا يستطيع أحد منا في هذه البلاد التنبؤ بنتائجه ، وتداعياته ، في السنين العشر القادمة … أسعار النفط قفزت إلى 116 دولارا للبرميل … وهي حسب الخبراء ستصل إلى 150 دولارا مع موفى 2008 ( أي قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية ) … وأسعار القمح تشتعل على المستوى العالمي .. منظمة الفاو ، وصندوق النقد الدولي ، والكثير من الخبراء يحذرون من المجاعة في العالم الثالث .. وعلى حد علمي فنحن أقل بكثير من فنلندا التي كان دخل شركة نوكيا التابعة لأحد رؤوس أموالها أكبر من دخل بلادنا بكامله في 2006 ، ناهيك عن أرباح ” شال ” و “توتال ” أما عندنا فالأسعار تستعمل المصعد ، فيما الأجور تتسلق الدرج الضيق ، وهي مصابة ، بضيق التنفس .. والسعال الديكي .. والتدرّن الرئوي .. والسل .. الرديف .. أم العرائس .. المتلوي .. والمضيلة التي قضيت فيها طفولتي فكانت مزدهرة في السبعينات .. ببيوت عامرة بالفوانيس المحمولة .. ورجالات العروش المزهوون بالكفاح المسلح ضد الاستعمار ، والرخاء على الأقل في الأكل والشرب والملبس .. حالها اليوم أسوأ من قندهار الأفغانية .. أزورها بين مدة وأخرى فلا أجد شهية إلا للإغراق في البكاء ، على ما أرى أهلي فيه .. طيبون هم في الأماكن الأربعة المذكورة وهم يعانون من كل شيء حتى نقص المياه .. بما يعفيهم من الرد على اللغة الخشبية التي تتحدث عن ” الصيد في الماء العكر ” وحين نخرج من قفصة تستمر التداعيات في أماكن أخرى إلى القصرين التي خرجت من تاريخ التنمية في تونس بما يوازي ثلاثين عاما .. هي الأخرى حزام ناسف ينتظر من يتزنر به ويفجره شأنها شأن معمل الحلفاء ، الذي تعاني معداته من التلف وقلة الصيانة .. والذي لا سمح الله سيكون أقسى من تشرنوبيل … في القيروان ، وسليانة وجندوبة وغيرها قنابل موقوتة تحتاج إلى تعطيل الصاعق .. وليس بعيدا في العاصمة حي التضامن الذي يقطنه نصف مليون نسمة .. وهو عدد يفوق تعداد سكان الدولة التي تملك الجزيرة ، أو البحرين ، أوالكويت .. لا أحد يعرف حجم الجريمة ونوعها فيه .. ولا حجم البطالة والنقمة على الأحياء الغنية المجاورة .. أولادنا الذين يذهبون إلى السلفية الجهادية .. هؤولاء أيضا هم أبناء شرعيون لهذه الحقبة .. إلا أن أحدا لم يسألهم في الدهاليز ومكاتب التحقيق ، عن شهوات القتل الدموي التي تتفجر في عقولهم الغضة .. وغرائزهم الهشة .. أو ما يعني لهم الوطن.. والمواطنة ، أو الحرية .. والمشاركة … يواجهون بسؤال وحيد .. هل فكرت في الذهاب إلى العراق ؟ وهل شاهدت قرصا مضغوطا لايمن الظواهري وأسامة بن لادن ؟ ثم تأتي سنوات السجن الكئيبة التي يطلقها في الغالب قضاة كانوا ثوريين وهم في سن هؤلاء … هذا جزء من مشاكلنا الحقيقية المضافة للمستقبل ، وان لم تلق بكلكلها علينا الآن… وهذه هي الاستحقاقات والأسئلة المطروحة على الحاكم والمعارض .. قبل عدد المقاعد في مجلس النواب أو مجلس المستشارين .. أو البلديات.. أو حتى من هو زعيم البلاد ، وصاحب الحق في حكمها … من هذا التوصيف السريع تبدأ استشارتي التي وطأت بها هذه البطاقة لأعلن: انه يمكن العمل على ترفيع الأجر الأدنى التونسي إلى ألف وخمسمائة دينار قبل حلول عام 2018 .. والقضاء نهائيا على الفقر والبطالة ، وإعادة بناء المدن حتى تصبح أنظف ، وأهنأ ، وأجمل كما فعل الشيخ زايد بن سلطان في الإمارات … ومادام الرجل الذي فعل كل ذلك قد مات وهو لا يحسن الإمضاء .. فنحن بإمكاننا التعويل على التعليم، بدل النفط الذي اعتمد عليه هو .. كل ذلك بالشروط الحصرية التالية:
أولا: جلب الاستثمارات الأجنبية ببناء مدينة إعلامية ضخمة تستوعب كل العرب والأجانب المشتغلين في الميدان السمعي البصري ، وإيواء الفضائيات الهاربة من القمع ، بعد القطع النهائي مع دباير المسؤولين عن شؤون الإعلام في بلادنا ومحاسبتهم … إضافة إلى تنشيط طباعة الكتب الممنوعة وغير الممنوعة واستدراج الصحف والمجلات العربية التي هربت إلى لندن وباريس وقبرص… 
ثانيا: إعادة هيكلة الحركة البنكية ومنح التطمينات اللازمة لكل العرب ، والأفارقة وباقي المالكين في العالم ، بوضع أموالهم في بنوكنا دون الخوف من أي تبعات تذكر ، كما فعلت سويسرا وتفعل الإمارات الآن…
ثالثا: إعادة هيكلة القطاع الصحي العام والخاص وتنشيطه ليعالج رعايا أفريقيا ، ومتساكني الأنظمة القومية والثورية التي فشلت في تكوين أطباء وبناء مستشفيات تطويرا للتجربة الجنينية الحالية عندنا
رابعا: اعتراف المعارضات مهما كان مأتاها بما تحقق للبلاد من مكاسب اقتصادية.. في البنية التحتية، وانتشار السيارات الشعبية ، ومغالبة المجاعة والتغلب عليها ، وإقامة بنية اقتصادية قابلة للحياة والمنافسة في ظل العولمة ، بفعل عدد من الوزراء ، والمدراء العامين .. الذين نسبهم أحيانا من باب المزايدة والحسد .
خامسا: وقف عمليات الانتداب الخماسية لمجلس النواب ومجلس المستشارين ، واستبدالها بآلية جديدة هي الانتخاب الذي يتطابق مع المعايير الدولية ، وإقصاء اللصوص أشباه البلاك ووتر الذين فهموا نفسية السلطة ، فانتشروا كالقناصة على شاشات الفضائيات .
سادسا: فتح نقاش عام عن دور الأمن الذي يتقاضى رواتبه من الضرائب في كل الصحف والفضائيات التونسية الثلاث ، قبل حصر دوره نهائيا في جمع المعلومات ووضعها بين أيدي السياسيين ليتخذوا قرارات صائبة .. والتنبيه عليهم بالامتناع عن الاعتداء على الأخلاق الحميدة والتفوّه بالألفاظ النابية عندما يتوجهون للنخب ، لا سيما في حضور النساء الديمقراطيات .
سابعا: فصل الأحزاب عن الدولة ، والى الأبد ، والستاق عن التلفزة ، وأنا على يقين من أن التجمع سيكون في بحبوحة سياسية لربع قرن قادم لو أراد استخدام السبعة آلاف عقار التي يملكها .. حتى تركنا بلا مسكن خاص .
ثامنا: امتناع عدد من المعارضين، وقيادات المجتمع المدني عن إتيان السلوكات التي ينددون بها يوميا، كالسطو ، والاستفادة الشخصية .. وللأسرة الكريمة ، من بعض الأوجاع .. وقراءة كتب التاريخ ، والأديان والاقتصاد والسياسة والابتعاد ما أمكن عن كل جادة تقع فيها سفارة غربية ..
تاسعا: اعتماد مبدأ التداول على السلطة كحق شرعي للجميع واعتباره شرطا للرخاء والاستقرار والتقدم ، بدل اعتباره مدعاة للفوضى وبوابة للخراب والمجهول .
عاشرا: إلزام جماعة دولة الخلافة بالتنديد العلني بمنطق علي بالحاج وعباسي مدني الذي رافق الحملة الانتخابية التشريعية في الجزائر ، والتي دخلتها جبهة الإنقاذ الإسلامية بشعار ” صوتوا لنا وإنشاء الله هذه آخر انتخابات في الجزائر” .        (المصدر: صحيفة ” مواطنون” لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 59 بتاريخ 23 أفريل 2008)


 

اضراب

قـــــاوم أخــي بالـصبر والإضـــــــــــراب             فالمـــوت أولـــى مــن حـــيـاة عـــــــــــذاب لا الأكــل ينـفــع فـي عـنابـر سجنهـــــــم             لا الصّمت يجـدي بيـن حـرّاس ذئـــــــــــاب اُصمــد فإنـّي قــد عـهـدتـك صـامـــــــــدا             فالحـــرّ يأبــى أن يليــن وأن يحــــــــــابي اُصــرخ بوجــه الظـّلـم، اسمـع صوتـــك             العالي برغـم السّجـن والسّجـّان والإرهـاب مهـــما يطـــول الليـــــل فـي أوطانـــــنا              فمــن المحــــــال دوامـــــه أحبــــــــــــــــابي ارفــع يديـــك إلـى السّمـــــاء بدعـــــوة              مقبــــــــــولة للــواحــــــد الــــوهّــــــــــــــاب تعــب حياتــــك والمعــيشــــــة مـــــــرّة              و الاجـــر ضعـــف بــل بــدون حســــــــــاب تعـب حـيــاتــك فـــي بــــــلاد كــلـــــــّها              محـكـــومــــــة بكـــواســـــــر وذ ئــــــــــــاب رمضـــان اقـبـل حامـــلا خيــراتـــــــــــه             ادعـــو الالـــــه فـإنــــــــه شهــر الجــــــواب واعـلــم بـأنّ الخيــر فيــمـا اختــــــــاره              ربّ الـسّـمــــــاء مـسـبّـب الاسـبــــــــــــــــاب لم يبق غـير الجـوع سهـما في جـرابـك             فــاَنـتـفــض  بـــالـجـــوع  والإضـــــــــــراب واعـلـــم بــأنّ المــوت آت صــــاحبــــي             وطـــريـقـــــه مـتـعـــدّد الأســبـــــــــــــــــــاب رمـضـــان هــــلّ هـــلالـــــه فـبـنــــــوره             ضــــــاء الـفـضـــــاء بسائـــــر الأقـطـــــــاب لا تجـزعـنّ لمـا أصـابـــك مــن بــــــــلا              سيثـيـبــك الـرّحـمــــــان خـير ثــــــــــــــواب لا تجـزعـنّ لـــــما أصـابتــك مـن عـــنا              فـالـظــلــم لـيـس بـدائــــــم أحـبــــــــــــــابــي قـدر مقــامــك في عــذاب سجـونـــــهـم              مـن خـلـف قـضبـــــــان الحـديــد وبــــــــاب لا تـيـأســنّ و قــم فـزلـزل عـرشـــــــهم              فـعــــروشــــهم مـبـنـيـــــــــّة بـتــــــــــــــراب يـــا صـــائــــما فـي سجـنــه ومـصابــرا             يــــا قــائــــــما فــــــــي ظـلـمــة المحــــراب يـا صــامـــدا فـي سـجـنــــه ومـقـاومــا              يــا ثــابـتــا فـي ظــلـمـــــة الـســـــــــــــّرداب يـــا أيـّهــا المـظـلـــوم فـي زنــزانـــــــة              يـــا مــــن قهـــرت شــراســـة الإرهـــــــــاب الحــــقّ رغـــم سياطــهم وسجـونـــــهم              قـبـس يـنـيـر بظـلمـــــــــة الـســــــــــــــّرداب الحـق ّينمـو مـن ثمـــار صمــــودكـــــم              فـيضيئ فـي وطــــن تغــشّى بالـضبـــــــــاب هــــذي البــــلاد مليئـــــة أرجـــاؤهــــــا              بالغــشّ والإجـــــــــرام والـنـّصّـــــــــــــــــاب فـمـن الشـّمــال إلـى الجنــوب عـصابــة              مــدعـــومـــة بالـظّــالـــم الـنـــّهـــــــــــــــــّاب مهمـــــا ربــا طغـيــانـــهم فــي ظـلـمـــه              وعـلـــوا بــأرض الحــبّ والأحبــــــــــــــــاب وتجبــّروا فـي أرضــنـــا وتمــرّغـــــــوا              فـي المـــال مــــال الشّعـب دون حســــــــاب فسينتهــون كغـيــرهــــم فـــي ذلــــــــــّة              وبحفـــــــــرة ظـلـمــــــــــــاء تحــت تــــــراب وسيــُذكـرون كسابقيـهـم فــي الـــــورى              بـحـقــــــارة ونــذالــــــــــة كـكــــــــــــــــــلاب وسيشتمــون عـلـى المنـابـــر كـلــــــــّها              وسيقــذفـــــون بلعـنـــــــــــة وسبـــــــــــــــاب وسيـفـضـح التـــّاريـــخ كــــلّ جـريمــــة              لـن يـنـجــو الظـــــــلاّم دون عـقـــــــــــــــــاب فـمحــاكم التــاّريـخ تحكـــم بـيـنـــــــــــنا              ويـُحــــاسـب الـخـــــــــوّان أيّ حـســـــــــــــاب صبـرا أخي مهـما طغـى الظــّلاّم فــــــي              أوطـــاننــــا فـمــــآلــــهم مـوت الكـــــــــــــلاب والصـّابرون عـلـى المظـالم والـدّ جــــي              فــي عــزّة وكــرامــــة الـــــوهـــــــــــــــــــــّاب والحــقّ يعـلـــو رغــم أنـف عــداتــــــــه              ويشـــــعّ مثــــــــل الشـّمـس تحـت سحــــــاب واللّـيــــل مهــــما طـــال فـــــي ظلمـاتــه              فالصّبــح موعــده بـــدا فــــي الإقـتــــــــــراب وسينجــلـي كــابـوس ظلـــم قــــــــــــاتل              وينيــر بـدر فـي المـــدائـن والــرّوابــــــــــي لا تيأسـنّ أيـــا أخـــي إن طـــــال هــــذا              اليــوم فالأيّــــــام تســـــرع بالـــذّهـــــــــــــاب أبشــر أخــي فالشّهــر شهــر تقـبــــــــُل              فــدعـــاؤكـــم للــــــــــّه دون حـــجــــــــــــــاب أبـشــر رفـيـقــي فـي د روب كـلـــّهـــــا               شــــوك  و آلام  عــــلــــى  الأعــتــــــــــــــاب آلام جــــوعــــــك لــــن تكــــــون هـبــاء              ستـقــضّ  مـضـجـــــع نـــــاهــب كـــــــــــذّاب وسـيـذكـر التـّاريـخ كـــــــل  نضــالـكــــم              فـــيــكـــون دربــــا نيـــــّرا لـشـبـــــــــــــــــاب وسـيـنـظـم الـشـّعــراء فـــــي أرجـازهــم              مـا قــد لـقـيـتـم مــن بــلـــى وعــــــــــــــــذاب مـــاذا يقـــــول الـــواصفـــون لحـالـكـــم              مـا بيـن ضيــــق السّجـــن والإضـــــــــــــراب أنّــي أُحيّيـكــــم تحيتــــــّة مـُبـعـــــــــــــد              عـن أرضـــه والكــــاف أرض صــحـــــــــــاب وأقـــــول صبـــرا ساد تي فـصمود كـــم              سيـحـطــّم الأغـــــــــــــلال بـــــالإضـــــــــراب شـــدّوا عـــلـى أسـنـانـــــكم وتـحـمـّلــوا              فـالــدّ رب  د رب  مـتـــــاعــب وصـعـــــــــاب إنّــي أرى أمـــلا بـعـيــــــدا مـشـــرقــــا               مثـــل النـّجـــوم النّيـــــّرات عـلى الهضـــــاب كــم مــن رجــال قـدّمــوا أرواحــــــــــهم              مـن أجــل أرض الأهـــل والأصــحـــــــــــــاب هـذي السّجـون تـكــاد تـنـطـــق بـالــــّذي             يــجـــري بـهـــا مــن خـســــّة وعــــــــــــذاب هـــــــل أنّـــهــــا أقـــــــــدارنـــــا أم أنــــّه             ثمـن الـكــرامـة فـي زمــــــــــــــا ن الـغـــــاب إنّ الجـمـيـــع مـواصلـــون نـضـــالـــــهم              صـفـــّا لـكـســـر الـقـيــــــــد والإبــــــــــــــواب فــإذا تـحـقـــّق كـســـرهـــا فـسـنـبـتـــــدي             فــي هـد م  كـــلّ مـعـــــــاقـــــل الإرهــــــــــاب ونحرّر الأرض الجريحــة مــن سجــــون             لٌـطـّـخـت بـد م  الـمـعــــــذّب والـمــصــــــــاب لـو أنّ جد ران السـّــجــون تـكــلـّمـــــــت             لحــكت لـنـا مـا حـــــــــلّ بـــالأصــــــحـــــــــاب فـلـمـــتا الـتـّفـــــرّق والـمـصـيـر مـوحـــّد             ولمـا التّبـــاعـد والتّبـــاغـض والـتـــّغــــــــابي فلنتّحــد للـكشـف عــن إجـــــــــــــرامــهم              ولفضـح كـــــــلّ مجــــــــــازر الإرهــــــــــــــاب ولقـاؤنـا فـي داخـــــــل الوطـــن الحبيب              يضمّنــا شــــوق البعـــــــتتاد بـــلا عـتـــــــــاب واللــــّه يفعـل مـا يشــــــاء بمــا قضــى               قــدر الإلــــــــــه مـسبــّب الأسـبــــــــــــــــــاب

ألأخضر الوسلاتي -باريس- رمضان -أكتوبر2005 تونسيّ -الكاف-


نهاية عهد في زيمبابوي

توفيق المديني الرئيس روبرت موغابي (84 عاما)الذي يحكم زيمبابوي منذ العام 1987 بعد انتخابه رئيساً للبلاد لأول مرة على أثر تعديل دستورى ، لم يتحل بقدر كبير من الديمقراطية . فبعد أن  أعلن زعيم حركة التغيير الديمقراطي المعارضة في زيمبابوي مورغن تسفانجيراي فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 مارس/ آذار 2008 ، لا يزال الرئيس روبرت موغابي متمسكاً بالسلطة، ويرفض الانتقال السلمي للحكم. لقد دخلت زيمبابوي منعطفاً تاريخياً الأسبوع الماضي ، باعتراف نظام الرئيس روبرت موغابي بفقدان الحزب الحاكم – الاتحاد الوطني  الإفريقي في زيمبابوي (زانو)غالبيته في البرلمان، إذ حصل على 96 مقعداًمن أصل 210 مقعداً، بينما فازت المعارضة بالغالبية 110 مقاعد، بينها 11 فاز بها مرشحون من فصيل منشق عن الحركة من أجل التغيير.  وكانت صحيفة “ذي هيرالد” المقربة من الرئيس موغابي نشرت أن أياً من المرشحين للرئاسة لم يحصل على أصوات كافية لحسم السباق من الدورة الأولى.وصرح الأمين العام للحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارضة تنداي بيتي أمام الصحافة أن إجراء دورة ثانية غير ضروري بما أن مورغن تسفانجيراي حصل على الأكثرية بنسبة 50،3% من الأصوات مقابل 43،8% لموغابي. كما تلقت المعارضة الزيمبابوية ضربتبن موجعتين ، الأولى  من جانب المحكمة الدستورية العليا، التي كان لهارأي مخالف لما كانت تطالب به المعارضة، إذ أعلن القاضي في محكمة هراري تنداي أوتشينا، لدى تلاوة قرار البت في الطلب الذي رفعته أكبر حركة معارضة قبل عشرة أيام بالإعلان الفوري لنتائج الانتخابات الرئاسية، رفض الطعن على أن يدفع رافع الدعوى نفقات الإجراءات القضائية.وعلى الفور جددت المعارضة دعوتها للإضراب العام ابتداء من اليوم الثلاثاء وحتى إعلان هذه النتائج.وفي المقابل، أكدت اللجنة الانتخابية أن عمليات جمع النتائج والتحقق منها لم تنته. وتستعد اللجنة الانتخابية لإعادة احتساب الأصوات السبت المقبل في 23 دائرة من 210 دوائر. و الثانية  من جانب القمة الاستثنائية لقادة مجموعة ست دول في  إفريقيا الجنوبية، التي عقدت  في عاصمة زامبيا لوساكا يوم 12 أبريل الجاري ، و خصصت لمناقشة الأزمة المتفاقمة في هراري بسبب التأخر في إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية،وتصاعد التوتر في زيمبابوي بين السلطات والمعارضة ، حيث قال الرئيس الزامبي ليفي مواناواسا الذي ترأس بلاده مجموعة التنمية في إفريقيا الجنوبية في قمة لوساكا، أن قادة إفريقيا الجنوبية “لا يريدون وضع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في قفص الاتهام”.وجاء ذلك بعد ساعات على نفي الرئيس الجنوب إفريقي ثابو مبيكي بإ علان نتائج الانتخابات، فيما طالب رؤساء برلمانات القادة المشاركين في القمة بايجاد “حل سريع للمأزق” في زيمبابوي. لقد أصبحت زيمبابوي دولة مستقلة في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي،  بعد حرب تحرير وطنية طويلة ، توجت بعقد مؤتمر دستوري في لانكستر هاوس نظمته الحكومة البريطانية،كان الهدف منه وضع  حد للصراع الدائر بين الحزبين الوطنيين ( الزانو  ) ، بقيادة  روبرت موغابي  ، و(الاتحاد الأفريقي لشعب زيمبابوي) بقيادة جواشوان نكومو من جهة ، وحكومة إيان سميث العنصرية من جهة أخرى .  وعقب الانتخابات التي جرت في 18 شباط 1980 ، تولى روبرت موغابي رئاسة الحكومة ، فيما تولى رفيق دربه في الكفاح التحرري الوطني جواشوان نكومو وزارة الداخلية .  وقد فرضت الحكومة البريطانية بعد محادثات السلام تلك ، دستوراً يضمن للأقلية البيضاء وللأجانب امتلاك المصادر الزراعية والمنجمية والصناعية لمدة عشرة أعوام . أحد العوامل الذي أسهم في فوز حزب الرئيس روبرت موغابي خلال الدورتين الانتخابتين الماضيتين ، هوالإصلاح الزراعي  الذي قام به ، الذي يعتبر قضية عادلة في زيمبابوي . و لا أحد يشكك في أن هناك أزمة حقيقية في هذا المجال ، بسبب أن الأقلية البيضاء التي تمثل 1% من السكان ، تمتلك 70%  من أخصب الأراضي في البلاد . و كان الإصلاح  الزراعي الذي عجل به الرئيس موغابي منذ شباط 2000 قد انطلق بشكل متأخر ، إذ شرع بعض  ” قدامى المحاربين ” الزيمبابويين الذين شاركوا في الحرب ضد النظام العنصري السابق ، يحتلون بالقوة بعض أملاك المزارعين البيض الذين يسيطرون على الجزء الأكبر من افضل الأراضي . و من المعلوم تاريخيا أن استعادة هذه  الأراضي كانت المطلب الرئيس في النضال من اجل الاستقلال . وعلى الرغم من أن الاقتصاد التصديري هو الذي يشكل قاعدة النمو حسب وصفة البنك الدولي ، فإن الصادرات الزيمبابوية لم تخلق فرص عمل جديدة بالنسبة للخريجين من الجامعات .  كما أن صناعة النسيج انهارت بسبب منافسة جنوب إفريقيا .  لكن الذي أضر بالاقتصاد هي سلسلة فضائح الفساد التي لوثت سمعة عائلة وأصدقاء الرئيس موغابي الذين قبضوا عمولات كبيرة من المشاريع الحديثة ، مثل إقامة شبكة الهواتف النقالة، وتوسعة مطار هراري ، وبناء محطة حرارية .  كما إن نمط الحياة الباذخ للطبقة السياسية الحاكمة أسهم بدوره في ولادة معارضة تجاه حزب الزانو الحاكم ، الذي يعتبر حزبا ستالينيا بامتياز. وتعتبر زيمبابوي التي تعد 12 مليوناً نسمة بلداً منكوباً اقتصادياً وسياسياُ ،فيه مليونان مصابون بالإيدز، و3 ملايين موزعون لاجئين في الدول المجاورة بين بوتسوانا وموزامبيق وجنوب إفريقيا، و80 في المئة عاطلون عن العمل، وتصل نسبة الأمية فيه إلى 90 في المئة، أمامعدل الأعمار فيتراوح بين 37 سنة للرجال و34 سنة للنساء. وما انفكت الدول الغربية تنتقد الرئيس موغابي التي تتهمه بسوء الإدارة وانتهاك حقوق الإنسان، وتزويرالانتخابات في سبيل البقاء في السلطة بأي ثمن،على رأس بلد منهار، حانت فيه ساعة التغيير.
 
(المصدر: صحيفة ” المستقبل ” (يومية – لبنان) الصادرة يوم 30 أفريل2008)
 

الوجيز في إخراج العلاقة بين صنعاء وعدن من الدهليز

 
عادل الحامدي تناولت قلمي كالعادة لأسجل للقارئ العربي بعض الخواطر عن واقع يعيشه بكل ما فيه بينما أحلم نيابة عنه بما ليس فيه، ورغم أن مدينتي لا تلد إلا الأحلام الكبري، فقد رأيت هذا القلم الذي صاحبني كثيرا يبكي لأول مرة بدمع ساخن وصاحبه يصغي إلي هذا الخبر الذي مارس علي سلطة أقوي من تيارات تسونامي مجتمعة، ولا أحد يملك لومي فلست أدري من أين لمدينتي بهذه العبقرية التي تجعل من لندن تناقش مشروعا، أعني أكبر مشروع في العالم يكفي لسد حاجة نصف بليون من الأفارقة إلي الطاقة، ولئن كان مستعصيا علي ذاكرتي حفظ الأرقام، فإن ذلك لن يحول دون تحقيقه علي أرض أفريقيا الجائعة والعطشي. ولعل من يقتفي آثار قلمي لا يعرف أنني بصدد إعادة النظر في تثبيت وزيرنا الأول أو طرده من أجل فعلته النكراء والمتمثلة في نفض جيوبنا وتنغيص كمالياتنا من أجل أفريقياته وأحلامه العبثية لنشر الرفاه وإن علي حسابنا، فقديما سبقه ألبرت أنشتاين بقولته الشهيرة عن أن امتلاك أروع وسائل الإنتاج الحديثة، لم تحمل إلي الإنسان ما يتطلع إليه من حرية، بقدر ما حمل إليه من هواجس ومخاوف . هذه مقدمة مقالي التبسيطي للحديث عن الشأن العربي والمتفرج فارس أو لمحاولة إنارة سبيل من أدمن علي السلطة غير ملوم، إذ يقرر علماء النفس والإناسة أنها أشد وأمر أشكال الإدمان، وإلي أرض بلقيس الشجعان أهلها أسير متكئا علي قلمي الذي هده الشأن العربي وحده، فما تراني قائلا عن اليمن العربي؟ حكمت الظروف السياسية في البلاد علي أجهزة الأمن اليمني الدخول في مواجهات عنيفة مع مواطنيها الجنوبيين علي خلفية سياسية تؤشر إلي أن سياسة الاندماج لم تحقق درجة من النجاح تكفي الحكومة مؤونة مثل هذه المواجهات، وتقنع المتضررين بأن نظام الحكم لا يفرق بين جنوبي وشمالي إلا بالمواطنة، غير أن انشتاين وقوانينه الصارمة تمنعني من الحكم علي من سلبته الوحدة لقمة العيش، وبالتالي درجة مواطنته، في وقت يشعر فيه العالم بأن المصير الإنساني في خطر ما لم نتواضع علي التسليم بأن الثورة علي نمط عيشنا وإعادة النظر في وسائل الإنتاج عالميا ضرورة ملحة لا أمن ولا أمان بدونها. وحتي لا أجنح بخيالي علي القراء بعيدا، فإن آخر التقارير الأممية تفيد أن مائة ألف طن من الحبوب تتجه خلسة إلي بطون سياراتنا بدلا من البطون الجائعة، وذلك خلال السنة الواحدة، فهل أن هراوات الأمن اليمني ستشبع الناس أم ستخرسهم؟ تنسب إلي الرئيس علي عبد الله صالح مقولة لا تخلو من نفس عروبي أصيل، ولا تخلو من مرارة التعبير عما يحس به العرب أيامنا هذه، والذي دعا القادة العرب إلي حلق الرؤوس طواعية قبل أن يحلقها عمرو، وفي الحالة اليمنية لا يمكن أن يكون عمرو إلا السلطة التي إن خلت خزائنها مما يكفي من الخبز والماء، فإن المنطق المادي لا يفترض إلا وجود العصي في المخازن، وهي مقولة أطلقها الرئيس صالح بعد اجتياح قوات التحالف للعراق عام 2003، ولا سيما بعد أن كشف الاجتياح الأمريكي لعاصمة العراق العربية والاخراج الهوليودي الذي سوقت به كاميرات العسكر والعنف والترهيب اللذان صاحبا هذا الغزو الامبريالي الجديد. تصدر الرئيس صالح قافلة المنادين بالإصلاح من الداخل، وجمع الكتاب وأصحاب الرأي ليناقشوا تحديات التحول الديمقراطي في العالم العربي مستفيدين مما جري في أفغانستان والعراق من تحولات سياسية بالقوة، ومستلهمين تجارب الغرب الديمقراطي في التداول السلمي علي السلطة، قبل أن يعلن علي الملأ في مهرجان خطابي شهير اعتزامه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ليفسح المجال أمام الأجيال اليمنية الشابة لتساهم في التأسيس لتجربة سياسية عربية مختلفة تقوم علي المنافسة الحرة والنزيهة في خدمة الشأن العام، فكما هو معروف فإن سلطة الحكم التي لا تروم إلا أن تكون إطلاقية يجب أن تعترف بأن الشرط الضروري والأولي أن لا تلغي هذه السلطة السلطة المضادة من قضاء مستقل وبرلمان تشريعي يملك صلاحيات مساءلة الحكومة، وامكانية تعزير الرئيس علي عبد الله صالح نفسه إذا ما جاع جنوب اليمن باسم الوحدة العربية والأحلام القومية التي تبخر آخرها في بغداد علي يد التحالف. لو أن المرء تجرد من المصانعة لمن يروم الإصلاح والنصح لوجه الله الكريم لقال إن العنوان الرئيس لمناقب النظام السياسي العربي المعاصر هي القمع والاقحام، ورغم أن السلطة في المطلق لا تملك الاستغناء عن هذه الخصال إن كانت خصالا، وإلا لما سميت سلطة إلا أن ما يعاب علي القومية الحاكمة أو المقالة هي شطبها علي جميع الهوامش والانفلات من كل الضوابط القانونية والدستورية ليس من أجل البقاء في السلطة فحسب بل من أجل إعادة إنتاج الرداءة والضحك علي الذات، وإلا ما حاجة معمر سياسي وكاريزما مخضرمة مثل الرئيس علي عبد الله صالح والذي يشهد الله أنه أثلج صدورنا يوم أن قرر التنازل عن الكرسي غير مطرود ولا مقتول فإذا الجماهير العربية الغاضبة تنبعث من القبور المصرية لتثبيت الريس رحمه الله، إذ لا أحد يملك أن يشكك في وطنيته ولا في وطنية الأخ اليمني، الذي أضناه الجنوب وأتعبه طلب الماء والخبز، وبتنا نخشي عليه نكسة قد لا ينفع بعدها سادات ولا مبارك. إن توظيف دراما سياسية من الماضي وشحنها بأزمات الحاضر المستعصي والخطير لا يمكن أن تضع حدا لاحتجاج من جاع ولو كان الجوع رجلا لقتله أمير المؤمنين عمر بسيفه العادل الذي يبدو لي أن الحكم في اليمن يحتاج أن يتناسي ولو إلي حين الجانب الستاليني لكل حكم لعل السيد الرئيس ينجح في التأليف بين القلوب كما ألف بين الشطرين. ولئن كان من المستساغ سياسيا أن تعمد أجهزة الدولة اليمنية بعد انتصارها علي من سموا يومها بـ التصحيحيين لمسار الوحدة، مستفيدة في ذلك من الدعم المعنوي والأمني للتجمع اليمني للإصلاح وزعماء قبائله الكبار وعلي رأسهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله، فإن ذلك ليس كافيا لحرمان آلاف ضباط وموظفي دولة الجنوب الذي عانق شقه الثاني، وتجفيف ينابيع الرزق لديهم ودفعهم إلي الضعن عن الديار دفعا بحثا عن مزارع الماضي والماء الشياع. ويذكر مفتي الديار اليمنية الشيخ عبد المجيد الزنداني ومعه قادة الإصلاح من الإسلاميين وشيوخ القبائل قبل قادة المؤتمر الشعبي العام ونشطاء المتقاعدين من العساكر ومن والاهم، أن رسول الله (ص) وهو المؤيد بوحي السماء والمكلف بتبليغه للبشرية عندما أرسل معاذ بن جبل إلي أهل اليمن للحكم بينهم بما أنزل الله حذره من دعوة المظلوم، فقال له: إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلي أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب . أقول لأختم وقد ناحت من حولي صحافة وأحزاب ونسوة ورجال يؤتي الواحد منهم وأحيانا منهن ما إن مفاتيح خزائنه الاسترلينية لينوء بحسن توزيع مكنوناتها حتي أكبر وزراء الخزائن في عصرنا، والذي كما أسلفت تعالت من حوله الأصوات المردوخية لتذكره بسنن التعاقب علي الكراسي والتي نملك نحن الشعب اللندني خصوصا والإثني العولمي عموما أن نزكي من نشاء ممن يروم خدمتنا ويتطوع لقسمة خبزنا ووقودنا، وليعلم من جهل أنه ليس في التاريخ إلا الفاروق الذي عدل فنام رضيا، وأن أرحام الزمن لا تكف عن الدفع بالمبدعين وإن كانت العبقرية في السياسة لا تعدو أن تكون غير القسمة بالقسطاس المستقيم حتي لا أضل طريق اليمن وإن كانت أسوار سد مأرب لا يقوي علي دكها زمن الجوع العالمي غير الجوعي ولا يثبتها إلا عدل ولد بلقيس وإلا فإن الله لا يعجزه أن يغني الجنوب والشمال كلا من سعته، وإن كان السيد الرئيس أعلم مني بصروف الدهر العربي وأشد دراية بحتميات التاريخ وحيثيات الجغرافيا التي لا تنام علي ضيم، بل وتعشق تغيير الحدود.   كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا  
 
(المصدر: صحيفة “القدس العربي ” (يومية – لندن) الصادرة يوم30  أفريل 2008)

 

 

إسرائيل يدينها يهود وغربيون في باريس

 
د. أحمد القديدي (*)      سبق أن كتبت في شهر مارس الماضي ابان تنظيم المعرض الدولي للكتاب في باريس بأني أشفق على المنظمات والشخصيات العربية التي قاطعت هذا المعرض وفوتت على الثقافة العربية فرصة عالمية لفرض حقوقنا وخدمة مصالحنا و تعريف الدنيا بنا ورفع الالتباسات عن حقائق صراعنا مع الأعداء المغتصبين والرد على الأباطيل الرائجة في الغرب. واني أعجب من أمر هؤلاء العرب المقاطعين في حين أنهم لم يشاركوا في هذا المعرض ولا في معرض فرانكفورت ولا في أية تظاهرة ثقافية عالمية من قبل ومن بعد. وقد ازددت يقينا برأيي المتواضع حين كانت اسرائيل هي السبب، حيث تعلل العرب بأن “تكريمها” في المعرض هو الذي اضطر الأشاوس الى المقاطعة ببطولة نادرة، لأن الذي حدث بعد انقضاء المعرض هو أن سياسات الدولة العبرية تعرضت من خلال المعرض الى أعنف الهجومات الفكرية والثقافية وأحيانا بشكل غير مسبوق. ولم تأت هذه الادانات من قبل العرب كما كان متوقعا لو شاركوا في المعرض بل من قبل الاسرائيليين أنفسهم! نعم! ومن بين النخبة التي اختارتها اسرائيل لتمثيل الثقافة الاسرائيلية في باريس، بل وفيهم من تحمل أخطر المناصب السياسية في تل أبيب وتحول الى الكتابة والتفكير الحر، وكذلك من قبل أكابر المفكرين الفرنسيين الذين لا يمكن اتهامهم لا بمعاداة السامية ولا بالانحياز لفلسطين والعرب. وباختصار فان السياسات الهمجية التي تمارسها الدولة العبرية ضد شعب فلسطين كانت محل انتقادات عنيفة ونزيهة الى درجة مراجعة الأسس العرقية والخرافية والعقائدية التي شيدت فوقها اسرائيل منذ ستين عاما. واني بناء على هذه النتائج غير المتوقعة لما سمي بتكريم الأدب الاسرائيلي أستنتج أن غياب العرب كان خطأ فادحا لأننا مارسنا سلوك النعامة أو سلوك الهارب من ساحات اللقاء بعد الهروب من ساحات الوغى في حين كان زوار المعرض يتساءلون أين الأدب العربي؟ ولا مجيب! ونعود الى عرض الادانات القوية التي صدرت عن شخصيات اسرائيلية ضد دولتهم وأبرزها كان الهجوم الفكري الذي ركزه الكاتب الاسرائيلي (أفراهام بورغ) في كتابه الجديد الذي ترجم للفرنسية بعنوان (الانتصار على هتلر) وفي استجواب طويل لمحطة الاذاعة الباريسية ( فرانس أنتار) أردفه الكاتب باستجواب ثان للصحفي (أري شافيت) بالصحيفة الاسرائيلية (هاأرتز). و لعلم القراء فان الكاتب (أفراهام بورغ) ليس مجرد مثقف متمرد عادي بل كان رئيسا للكنيست والمسؤول في الدولة العبرية عن ملف الشتات اليهودي وكان رئيسا للوكالة اليهودية العالمية والمؤتمر اليهودي الدولي. وقال أحد النقاد الفرنسيين عنه بأنه الشخصية الأرفع والأكثر مصداقية التي تتصدى لجذور الدولة العبرية بالمراجعة. فهذا الرجل يقول مثلا بأن (المحرقة) تحولت الى صناعة لتبرير كل الانحرافات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ويقول بأن الفلسطينيين أصبحوا بالنسبة لاسرائيل كاليهود بالنسبة لألمانيا النازية و كالجزائريين بالنسبة لفرنسا الاستعمارية. بل يطالب الكاتب (في كتابه وفي حديثيه المنشورين المذكورين) بالتفاوض مع حماس ومع سوريا ويدين طغيان اسرائيل السياسية على جذور الشعب اليهودي وطابعه الانساني. وهذه الادانات حوكم في باريس على أخف منها الفيلسوف الفرنسي (روجيه جارودي) عام1998 بتهمة معاداة السامية ! بل ويذهب الكاتب الاسرائيلي الى القول بأن اسرائيل صنعها بشكلها الراهن الزعيم النازي هتلر لأنه عود اليهود على الذوبان في عقيدة المحرقة واختصر وجودهم في دولة عرقية دينية. أما الانتقاد الكبير الثاني فجاء على لسان المفكر الفرنسي الكبير (ريجيس دوبريه) رفيق كفاح (شي غيفارا) في الستينيات حيث شارك في حروب عصابات أمريكا اللاتينية الى جانب الزعيم ( غيفارا) وألقي عليه القبض في بوليفيا وحوكم سنة1967 وتدخل الجنرال ديجول رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك لفائدته وأطلق سراحه سنة 1971 وهو أيضا عمل مستشارا للرئيس ميتران. وفي كاتبه الصادر هذه الأسابيع الأخيرة بعنوان (ساذج في الأرض المقدسة) عن مؤسسة (غاليمار للنشر) يتعرض المفكر للأسس الخرافية التي تعتمدها اسرائيل لممارسة الميز العنصري و التصفية العرقية في فلسطين التاريخية ويرسم لوحات عديدة للشباب اليهودي المتعصب ويسميه بالمخدر بالتلمود كما يرسم لوحات من واقع مدينة القدس و كيف شوهتها السياسات الاسرائيلية منذ الاحتلال في يونيو1967 وكيف يعيش المواطن الفلسطيني مسلما كان أو مسيحيا في هذه المدينة المقدسة وينقل مشاهد تدمي القلوب عن حالة اللاجئين الفلسطينيين تحت خيام الأمم المتحدة منذ ستين عاما (عمر دولة اسرائيل) ويقول مواطن فلسطيني مقدسي للكاتب الفرنسي (صفحة: 155) تصور أنني أنا المقدسي منذ آلاف السنين مجبر على الاستظهار بوثيقة عبور في الشارع المقدسي لجندي اسرائيلي من أصل روسي جاء مهاجرا من (فلاديفوستوك) ولا يتكلم حرفا واحدا بالعبرية ولا يعرف عن القدس الشريف أي شيء. انه العبث التاريخي!   هذه الادانات يضاف اليها ما قاله الكاتب اليهودي (ديفيد شملا) حول ضرورة التعرف الى الفلسطيني كما هو بحضارته وحقوقه (في اذاعة فرنسا الثقافية) وما كتبه كذلك المؤرخ الاسرائيلي (شلومو ساند) في كتابه الجديد بعنوان (متى وكيف ابتدع الشعب اليهودي؟) حول نظرية تؤكد أنه لا يوجد شعب يهودي بل ديانة يهودية وأن المصير الممكن في فلسطين هو دولة واحدة لكل المواطنين من كل الديانات.   هذا بعض ما ينبئ بتغير كبير في مواقف الرأي العام الغربي تجاه القمع الاسرائيلي وهل أنا بحاجة للتذكير بأن العرب بكل مؤسساتهم الممولة بالملايين لم يلعبوا أي دور في هذا التغير العادل؟ فالغرب لا يعرف من جامعة الدول العربية سوى لطف وثقافة مدير مكتبها السابق بباريس طيب الذكر حمادي الصيد رحمه الله ولا شيء من بعده فيما أعلم، ولكني قد أظلم الناس وأبخس أدوارهم فقد أكون أنا الذي خرجت عن دائرة المعرفة وتوقف بي الزمن في الثمانينيات سامح الله ناموس الزمن فهو لا يرحم !   (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  
 

«عشان متنضربش على قفاك!»

 

ياسر زعاترة (*)
  العبارة أعلاه هي عنوان كتاب مثير صدر في القاهرة، وبيعت منه عشرات الآلاف من النسخ خلال أيام قبل أن تبادر السلطات إلى مصادرته، فيما هرب مؤلفه إلى الولايات المتحدة خشية الاعتقال من قِبَل الدوائر المعنية. لا حاجة لترجمة العبارة الواردة أعلاه، فهي معروفة رغم انتمائها إلى اللهجة المصرية، لكن الأفلام والمسلسلات كانت كفيلة بنشرها وتعميمها. أما الكتاب، فهو من تأليف عمر عفيفي، الذي عمل عشرين عاماً في دوائر أمنية مختلفة قبل إحالته إلى التقاعد برتبة مقدم. لا صلة للكتاب بدوائر المخابرات التي تختلف عن سواها، ولم يصدر ما يتطرق إليها على هذا النحو من ضباط عاملين فيها، فيما بقيت حكاياتها أسيرة كتابات وشهادات المعتقلين السياسيين (هناك روايات كثيرة أشهرها شرق المتوسط للراحل عبدالرحمن منيف)، إضافة إلى بعض الإشارات الفنية كما في عدد من الأفلام السينمائية (الكرنك، والبريء، وإحنا بتوع الأوتوبيس)، وآخرها قصة تعذيب الشاب طه واغتصابه من قِبَل ضابط التحقيق في فيلم عمارة يعقوبيان، المأخوذة عن رواية علاء الأسواني التي تحمل الاسم ذاته. تأتي أهمية الكتاب بالنسبة للساحة المصرية على خلفية قصص وقضايا عدَّة برزت في السنوات الأخيرة تتعلق بالتعذيب في مراكز الشرطة، لكن ذلك لا ينفي أننا إزاء كتاب مهم ينطوي على فكرة مبدعة تتعلق بتوعية المواطنين بوسائل التعاطي مع قضايا الأمن ومراكز الشرطة بمختلف أشكالها. في الآونة الأخيرة، تكاثرت في العديد من الدول العربية عمليات انتحال شخصيات رجال الأمن لتنفيذ سرقات وعمليات ابتزاز، ما يزيد في أهمية معرفة المواطنين المسبقة بآليات التعامل مع هذه الفئة، مع العلم أن عناصرها مثلهم مثل سائر المواطنين، بشر منهم الطيبون المخلصون، ومنهم مَن دون ذلك. بأسلوب عامي يشرح كتاب عفيفي كيفية التعاطي مع الكثير من قضايا الأمن التي يمكن أن يواجهها الإنسان العادي في أية لحظة، ويوجّهه إلى الطريقة الأفضل للتعامل معها كيلا يقع أسير الابتزاز أو الاضطهاد، أو أي سلوك خارج على القانون ويعتدي على حقوقه كمواطن وكإنسان. المصيبة هي أن مثل هذه الثقافة لا تتوافر في أكثر الأحيان إلا عند مدمني الخروج على القانون الذين يترددون على السجون ولهم سجلاتهم في ميدان المحاكم والقضايا، لاسيَّما أن القوانين، وجميعها صاغها البشر، تنطوي على ثغرات ينفذون منها، أحيانا بخبراتهم الذاتية، وأحيانا بمساعدة محامين لا يتقون الله، وذلك للتخلص من المسؤولية عما يفعلون، وأقله تخفيض الأحكام المترتبة عليهم على نحو لا يوازي حجم ما انطوت عليه جرائمهم من عدوان على الآخرين. في كثير من القضايا يضيع حق المواطن بسبب هذه الأبعاد المتعلقة بالمعرفة الأمنية. فبعض المحترفين، وهذا مجرد مثال، قد يعتدي عليك ثم يضرب نفسه ويذهب ليشتكي عليك مسلحاً بتقرير طبي في حال ما إذا قررت رفع شكوى عليه، ولتصبح أنت وإياه في الوضع ذاته ما يضطرك إلى سحب الشكوى. ثمة قصص وحكايات كثيرة يعرفها أكثر الناس في عالمنا العربي تتعلق بضرورة المعرفة الأمنية والحاجة الماسة إليها، لكي يتجنب الإنسان الكثير من المشاكل التي لا يحسب لها أي حساب، ويبدو أن السجون قد تحولت إلى مدارس لتعليم الجريمة، ما يفرض الفصل بين الموقوفين والمحكومين، بصرف النظر عن واقع السجون من الزوايا الأخرى التي ينبغي أن تنسجم مع حقوق الإنسان. ثمة الكثير من الإشكالات التي لا تحلها المعرفة الأمنية، وهي إشكالات يتعلق أكثرها بفساد الأجهزة الأمنية والقضائية، الأمر الذي يصيب الفقراء والغلابة من الناس حين يكون خصومهم من الفئات الثرية والمتنفذة. يبقى القول: إن توعية الناس بحقوقهم المتصلة بقضايا الأمن، ليست موجهة ضد أجهزته أو القائمين عليها، بقدر ما هي إعانة لهم على تحسين الواقع الأمني الذي يحملون أمانته. أما أسوأ ما في قصة عمر عفيفي فهي فراره إلى الولايات المتحدة، مع أن هذه الأخيرة هي التي تحرس الفساد والبؤس في الكثير من دول العالم الثالث، ومن ضمنه عالمنا العربي.   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

19 mai 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3648 du 19.05.2010  archives : www.tunisnews.net  Liberté et Equité: Les jeunes Zyed

En savoir plus +

31 mars 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2504 du 31.03.2007  archives : www.tunisnews.net   Gafsa : la police

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.