TUNISNEWS
7 ème année, N° 2172 du 03.05.2006
هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بــــلاغ
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس: أنقذوا ما تبقى من بصر السجين السياسي الحبيب اللوز الوسط التونسية: تطورات خطيرة :تعنيف قادة بارزين من المعارضة بالقرب من مقر الاذاعة والتلفزيون بالعاصمة تونس … جمعيّة الصحفيين التونسيين: بـيـان بمناسبة اليوم العالمـي لحرّية الصّحافة جمعية الصحافيين التونسيين: بـــلاغ حول تسوية وضعية 37 زميلا صحفيا جمعية الصحافيين التونسيين: التقرير السنوي الخامس حول واقع الحريات الصحفية مُنَاضِلُون مِنْ أَجْل اتّحَاد مُنَاضِل دِيمُقْرَاطِي وَمٌسْتَقِـل: ليُكن المؤتمر التوحيدي، مخْرجا لاتّحاد الطلبة من مأزقه طلبة قوميون: بــيــان حـزب الوحدة الشعبية جامعة نـابل : بيان الجامعة بمناسبة عيد الشغل العالمى نورالدين ختروشي: قافلة العودة: موسم هجرة إلى الجنوب والعودة سياسية أو لا تكون نصر الدين بن حديد: هل في هذه البلاد أهل مروءة يجيرون الغريب ويسعفون المحتاج؟؟؟ سجين الانترنت علي رمزي بالطيبي: رد على السيد محمد مواعدة نورالدين الخميري: يحدث في تونس فخري: تحية إكبار إلى أسرة تونس نيوز محمد العروسي الهاني: مزيد دعم العدالة الجبائية بين كل الشرائح الاجتماعية لضمان الشفافية رابح: في الرد على عم العروسي الهاني – بكل موضوعية ماذا كسبت تونس من بورقيبة ؟
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
قناة الحوار تستعيد البثّ ابتداء من الأحد المقبل 7 ماي 2006
كل يوم أحد من الساعة الواحدة الى الثالثة بعد الزوال كل يوم أربعاء من الساعة السابعة الى التاسعة مساء.
احداثيات القناة Hotbird 1 – 13° Est — FEC ¾ —–Fréquence : 11534 —–Polarisation : Verticale—–Symbol rate : 27.500 –Canal : ArcoirisTV
إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات إذ تحي كل الذين استجابوا لندائها تدين بشدة هذه الانتهاكات لحرية التجمع و تؤكد إصرارها على مواصلة النضال من أجل فرض احترام الحريات الأساسية و منها حرية الإعلام باعتبارها مدخلا حيويا لكل تعبير ديمقراطي في تونس. هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس
السبت 9 ماي يوم تضامني مع السجين السياسي الحبيب اللوز
أنقذوا ما تبقى من بصر السجين السياسي الحبيب اللوز
توالت في الفترة الأخيرة صرخات المساجين السياسين المستغيثين من وراء الجدران الإسمنتية العازلة… وبحّت أصوات المنظمات و الجمعيات الإنسانية و الحقوقية منبهة إلى مخاطر استمرار احتجاز المئات من خيرة أبناء تونس في عنابر الموت… وجفّت أقلام الإعلاميين و أصحاب الضمائر الحية معرّفة بالمصائب البدنية و النفسية التي فعلت فعلها في أجساد أنهكتها اضرابات الجوع… لكن يبدو أن آلة الحكم في تونس… تطربها صيحات المستغيثين … و تسكرها أنّات المكلومين… و تنعشها رائحة الأمراض و العاهات المنبعثة من مقابر الأحياء… لذلك أصمت آذانها أمام كل النداءات و المناشدات… و أغمضت عينيها عن كل الكتابات… و غمست رأسها في التراب و كأن الأمر لا يعنيها… و كأن المقبورين في السجون التونسية ليسوا بشرا، أحبوا تونس وضحوا من أجلها بكل ما يملكون.
تكاثرت الصيحات … وبرغم أننا نسمعها جميعا … الا أن صيحة كانت الأعلى و الأعنف… صيحة رجل يكاد يفقد نور بصره… عين فقدت بالكامل … و بقي بصيص من الأمل لتدارك الثانية. إنها صيحة السجين السياسي الحبيب اللوز الذي دخل السجن معافى من كل الأمراض. سمعنا هذه الصيحة… فتنادينا للغوث والنجدة، بتحرك احتجاجي حقوقي إعلامي ، يستطيع أن يؤثر في الواقع، ويتلاحم مع تحركات الداخل ويحاجج الخارج، ويعطي جرعة اعتبار لأولئك الذين يعانون خلف الأسوار، الذين مارسوا ويمارسون مقاومة مدنية من أجل الكرامة والحرية.
و سيكون تحركنا حسب البرنامج التالي:
1 ـ تحديد يوم السبت القادم الموافق للتاسع من ماي كيوم تضامني مع السجين السياسي الحبيب اللوز
2 ـ تجمع احتجاجي بمدينة بون يوم السبت 6 ماي2006 ب” بوطلار بلاتز” من الساعة 11.00 إلى الساعة 14.00
3 ـ مراسلة المنظمات و الهيئات الحقوقية و الإنسانية بقصد تعريفها بوضعية السجين السياسي الحبيب اللوز.
4 ـ القيام باتصالات بأصدقاء اللجنة من السياسيين و الإعلاميين في ألمانيا.
و لإنجاح هذا التحرك تدعو لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس كل الأحرار من الرجال و النساء و الشباب إلى المؤازرة العملية و ذلك بالحضور و المشاركة و تكثير سواد المطالبين باطلاق سراح السجين السياسي الحبيب اللوز.
كما توجه اللجنة نداءها إلى كل المنظمات و الجمعيات المهتمة بالشأن التونسي إلى المساهمة الفعالة في انقاذ ما تبقى من بصر السيد الحبيب اللوز
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس
تطورات خطيرة :تعنيف قادة بارزين من المعارضة
بالقرب من مقر الاذاعة والتلفزيون بالعاصمة تونس… |
تونس-الوسط التونسية /عاجل-مرسل الكسيبي
http://www.tunisalwasat.com في اتصال هاتفي بالوسط التونسية منذ قليل أعلمنا الأستاذ والمحامي البارزعبد الرؤوف العيادي على الساعة الرابعة عشر وعشرين دقيقة بتوقيت تونس بأن قوات مهولة من مختلف الفرق الأمنية تكون قد طوقت كل الشوارع المؤدية الى مبنى الاذاعة والتلفزيون بالعاصمة تونس,لتعتدي بعد ذلك بالعنف الشديد على مجموعة من أبرز قادة المعارضة التونسية على اثر محاولتهم التجمهر أمام مقر الاذاعة والتلفزة في ذكرى العيد العالمي لحرية الصحافة.
هذا وعلمت الوسط بأنه وقع التعنيف الشديد لكل من حمة الهمامي- أحد قادة هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات -والمحامية راضية النصراوي وعبد الجبار المدوري والمحامي أنور القوصري والنقابي الأستاذ النفطي…
من جهة ثانية علمت الوسط بأن القادة المتظاهرين والذين أغلقت في وجه الجماهير الغفيرة التي ارادت الالتحاق بهم كل الشوارع والممرات قد تمكنوا من رفع شعارات “أعيدوا للكلمة شرفها” و”لا كرامة بدون مواطنة حرة” و “لا حرية للأقلام دون انهاء الوصاية على الاعلام” وأطلقوا سراح فارس الحرية المحامي محمد عبو”.
وفي نفس السياق عثر مجموعة من المناضلين السياسيين والحقوقيين على الصحفي سليم بوخذير مرميا على الرصيف في حالة غييوبة عميقة على أحد أرصفة شارع جون جوريس ,وقد بدت عليه اثار التعنيف الشديد والجروح الناتجة عن الركل والدهس بالأقدام من قبل عناصر البوليس السياسي .
هذا وقد أكد شهود عيان بأن عملية التعنيف الشديد التي تعرض لها الزميل الصحفي سليم بوخذير قد اصطحبت بعملية تصوير فيديو قصد من ورائها اطلاع بعض الجهات السياسية والأمنية على العملية على حد قول بعض من راقب الحادثة عن قرب وكثب.
وفي اتصال هاتفي من تونس واكبت الوسط التونسية بالصوت عملية نقل عاجل للصحفي بوخذير في سيارة المحامية راضية النصراوي الى احدى المستشفيات بعيد التعنيف الدامي الذي تعرض له بعد ظهر هذا اليوم الأربعاء الثالث من ماي بالقرب من مقر جريدة الشروق بشارع جون جوريس بالعاصمة تونس,فيما لاحقت سيارة الأستاذة راضية النصراوي التي تحولت الى سيارة اسعاف للزميل بوخذير أربع دراجات نارية تابعة لجهاز الأمن علاوة على سيارة تحمل اشارة احدى أجهزة الشرطة.
تقرير مرسل الكسيبي – الوسط التونسية
|
جمعيّة الصحفيين التونسيين تونس في 03 مــاي 2006
بـيـان بمناسبة اليوم العالمـي لحرّية الصّحافة
وإذ يستحضر الصحفيون التونسيون حجم المخاطر التي تحفّ بالعمل الصحفي في مختلف دول العالم والمعاناة التي يتعرّض لها الزملاء عموما من أجل القيام بمهامهم الإعلامية وصولا إلى حدّ الاختطاف والتصفية الجسديّة أحيانا وفي مواقع متعدّدة من العالم، تجدّد جمعية الصحفيين التونسيين التعبير عن تضامنها الكامل مع كلّ الزملاء الذين لم تثنهم المصاعب ولا التهديدات ولا العراقيل عن تحمّل مسؤولياتهم في أداء عملهم بشرف وأمانة.
وقد سبق لجمعيّة الصحفيين التونسيين أن اتّخذت العديد من المواقف المدينة لاستهداف الصّحفيين أثناء قيامهم بعملهم وعبّرت في حينه عن تضامنها معهم. ولم تتخلّف جمعية الصحفيين التونسيين على الصّعيد الوطني عن القيام بواجب الدفاع عن كلّ الزملاء الذين كانوا ضحيّة تجاوزات والتجأوا إلى الجمعية والتزموا بسبلها النضالية من أجل تسوية وضعياتهم ممّا مكّن من إعادة العديد منهم إلى سابق مواقع عملهم بعد أن طردوا منها أو تمّ إدماجهم بمؤسسات إعلامية أخرى.
وتتمسّك جمعيّة الصحفيين التونسيين بالاتحاد الدولي للصحفيين باعتباره الإطار المهني الدولي الأنسب والأكثر تأهيلا لاحتضان صحافيي العالم وتكتيلهم من أجل الدفاع عن حرمة المهنة ومبادئها السامية وحقوق المنتسبين إليها. كما تثمّن الجمعية الدور الهام الذي يقوم به اتحاد الصحفيين العرب من أجل النهوض بواقع المهنة والمهنيين في الوطن العربي وتحصين قطاع الإعلام ضدّ محاولات الاختراق الأجنبي. لقد وقفت جمعيّة الصحفيين التونسيين بكل قوّة ضدّ محاولات توظيف العمل الصحفي لخدمة قضايا غير مهنيّة ومن منطلق غيرتها على العمل الصحفي ناضلت من أجل استقلاليته والدّفاع عن ميثاق شرفه. وترفض جمعيّة الصحفيين التونسيين بالمطلق محاولات الاختراق الأمريكي والاوروبي للمجال الصحفي والإعلامي من خلال الإغراء المالي بهدف التأثير على وسائل صناعة الرأي العام. وتؤكّد في المقابل استعداد الصحفيين لمواصلة خوض معركة الاستقلاليّة باعتبارها معركة كرامة المهنة.
عن الهيئة المديرة رئيــس الجمعيّـة فـوزي بـوزيّــان
بـــلاغ حول تسوية وضعية 37 زميلا صحفيا
· وضعيات للإدماج : تونس : سلوى الماجري- شاكر بالشيخ- البشير الصغاري- آمال الشاهد- يسر بلحاج عليّة وأسماء الطيب. الكاف : جنات قياس. المنستير : الأسعد العياري- خديجة بلحاج حميدة- فاطمة كريّم- زهرة بن كاملة- وليد قمبرة وروضة ركّاز. صفاقس : سمير حسيني- زياد خنفير- فدوى الجربي- والمنجي عكاشة.
· وضعيات للتعاقد : تونس : الأسعد الساكر- فطين حفصية- منير السويسي- ساسي القصريني- ليلى ذوكار- معز الجليبي- مبروك كعيب- حمادي الغيداوي- فدوى شطورو- عبد الرزاق الطبيب وإيهاب الشاوش. الكاف : حسن الكريمي ونسرين العرفاوي. قفصة : رضا العثماني- هنية عزازة ومنير بالناصر. تطاوين : بثينة الخراز وعبد الله معتوق. كما أذن رئيس الدولة بتسوية وضعية الزميل مراد علالة. وإذ تثمّّن الجمعية هذا القرار الرئاسي فهي تعبّر عن امتنانها لرئيس الدولة عن العناية المستمرة التي يشمل بها الجمعية والصحافيين. هذا وتمّ عشيّة اليوم تمكين الزميلة سلمى الجلاصي من قرار انتدابها كمحررة صحفية بجريدة الشعب بناء على تدخل الجمعية لفائدتها لدى الاتحاد العام التونسي للشغل. وبهذه المناسبة تتقدم الجمعية بالتهنئة إلى كافة الزملاء المعنيين بهذه التسوية وتتمنى لهم التوفيق في مهامهم.
عـن الهيئة المديـرة رئيـس الجمعيـة
جمعية الصحافيين التونسيين
واقـــع الـحـرّيـــــات
الصـحـفيّة في تونس
التّقرير الخــامس
تونس 03 ماي 2006
الفهـــــرس المقدمة……………..…………………….……………………………………………….1 I / المناخ السياسي……………………………………………..…………..…………….3 II/ الجانب التشريعي………………………………………………………..……..……..6 /III الأوضاع المادّية و المهنيّة………………………………………………..………..….7 IV/ المفاوضات الاجتماعية……………………………………….………………………..21 V/ الصحافة المكتوبة……………….………………………………………..…………..24 VI/ القطاع السمعي البصري……….……………………………………..………… ..24 VII/ الانتهاكات……………………….………………………………………..………..24 VIII/ أخلاقيات المهنة الصحفية….…………………………………..……………..24
المقدّمـة
بين أيديكم التقرير السنوي الخامس حول واقع الحريات الصحفية في بلادنا والذي أعدته لجنة الحريات التابعة لجمعية الصحافيين التونسيين.
لا يخفى على أحد أن الإعلام صار اليوم معيارا أساسيا لتقييم مدى تقدم الأمم وتطورها ومدى تجذّرها في قيم الحرية والعدالة والديمقراطية. بل إن مرتبتها بين السلطات لم تعد في الصف الرابع، إذ أصبح الإعلام الحقل الذي تعتمل فيه كل الأفكار والاستراتيجيات والمعارك في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.صار الإعلام في الصف الأمامي رمزا للتفوق والتميز والقدرة على كسب الرهانات.ولذلك يمثل الواجهة الأولى محليا ودوليا.محليا لأنه أداة تنمية بمفهومها الشامل ودوليا لأنه بوابة الانفتاح والتفاعل مع الآخر من موقع المساهم لا المستهلك فحسب.وهذا ما يجعل دور الإعلامي حيويا ومثقلا بمسؤولية جسيمة.
ولأننا نطمح إلى الأفضل فان التقرير السنوي للجمعية يحيط بالعراقيل والمكبلات التي تعوق نسق التطور الذي نرتضيه ولذلك نعتمد نهج الاعتدال فلا نجامل ولا نتحامل لان غايتنا تشخيص الواقع واثقين من قدرتنا على تجاوز الهنات.
ويتزامن إصدار التقرير الخامس مع صدور النص الكامل للقانون الأساسي للجمعية في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية – الإعلانات القانونية والشرعية والعدلية عدد 23 بتاريخ 21 مارس 2006 – بعد تنقيح عدد من فصوله وخاصة منها الفصل الثاني الذي حدد مهام الجمعية بشكل واضح وبات في :
· جمع شمل الصحافيين
· الدفاع عن حقوق الصحافيين خاصة بحمايتهم من كل التجاوزات للقانون والضغوط التي يتعرضون لها في ممارستهم لمهنتهم.
· صيانة المهنة الصحافية وضمان احترام ميثاق شرفها
· السهر على النهوض بمكانة الصحافي
· الدفاع عن حرية الرأي والتعبير وخاصة حرية الإعلام والصحافة
· إبرام الاتفاقيات باسم الصحافيين
كما يتزامن إصدار هذا التقرير مع حصول الجمعية على مقر لائق من شانه أن يدعم استقلاليتها إضافة إلى الإعداد لبعث صندوق تآزر الصحافيين وتمكينهم من حواسيب محمولة بما يترجم عناية رئيس الجمهورية بالقطاع وبأهل المهنة.
ويصدر هذا التقرير في وقت تحتفل فيه الجمعية بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيسها وهي تستند إلى قاعدة صلبة من نضالات أجيال متعاقبة من صحفييها ولا تزال ثابتة على نهجها في الاستقلالية وفي الدفاع عن الصحافيين وعن حرية الرأي والتعبير.
لقد عرفت الجمعية كيف تحافظ على خصوصيتها كفضاء رحب ودائم للتعبير الحر والممارسة الديمقراطية والتعددية والتداول على المسؤولية كما عرفت دائما كيف تنهض من كبواتها أقوى مما كانت عليه لتبقى حصن الصحافيين وملاذهم ومحط آمالهم.
ويبقى بعث اتحاد الصحافيين التونسيين الشاغل الأساسي للجمعية وهدفها الاستراتيجي الذي تعمل على تحقيقه تجسيدا لنضالات أجيال من الصحافيين آمنوا بهذا المشروع باعتباره القادر وحده على ضمان نقلة نوعية في واقعهم المهني والمادي والارتقاء بالمشهد الإعلامي وجعله حرا وتعدّديا يعكس تنوع المجتمع التونسي وثراءه بما يليق بعراقة بلادنا وتجذّرها الحضاري ويستجيب لمطامح نخبها.
I – المناخ السياسي العام
شهدت السنة المنقضية عديد المستجدات على الأصعدة السياسية والاجتماعية والإعلامية حيث نسجل ما يلي :
1 – إن استحداث وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين مكن جمعية الصحافيين التونسيين من مخاطب رسمي من شأنه أن يساهم في التقدم في معالجة العديد من الملفات الإعلامية.
ويلتقي هذا الاستحداث مع سعي الجمعية إلى الارتقاء بواقع الإعلام وتأكيد قدرة الصحافيين التونسيين على الاضطلاع بمسؤولياتهم وترسيخ صحافة وطنية تليق ببلادنا وتخدم قضايانا وتحترم حق شعبنا في إعلام حر وتعددي ويعكس ما يعتمل في مجتمعنا من حراك اجتماعي وسياسي وثقافي.
2- شهدت هذه السنة تطوير تركيبة المجلس الأعلى للاتصال نحو التعددية ليضم ممثلين عن أحزاب معارضة ومنظمات وطنية ومنها جمعية الصحافيين التونسيين التي تمثل لأول مرة بصفتها تلك.
3- انطلاق أعمال مجلس المستشارين الذي يؤسس لإثراء المشهد التشريعي وتطوير المراقبة على السلطة التنفيذية.
4- تعزيز المشهد السياسي بإعطاء تأشيرة لحزب جديد هو حزب الخضر للتقدم وإن حزبا آخر يحمل نفس البرنامج مازال يطالب بحقه في الحصول على تاشيرة، وفي كل الحالات فهذا المنحى يترجم حراك الوعي السياسي في المجتمع التونسي.
5- إطلاق سراح عدد من المساجين من ضمنهم محاكمون في قضايا على علاقة باستعمال الانترنيت.
6- مرت جمعية القضاة التونسيين هذه السنة بأزمة أثارت عديد الخلافات حول استقلالية هذه الجمعية.
7- بخصوص الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، تأمل الجمعية أن يتم تجاوز الأزمة في أقرب وقت ممكن لكون هذه المنظمة العريقة مكسب لكل التونسيين.
8- بعد مخاض دام أكثر من ثلاث سنوات، شهدت سنة إعداد هذا التقرير ميلاد المنتدى الاجتماعي التونسي وهو فضاء مفتوح لجميع مكونات النسيج الجمعياتي الذي يناهض الانعكاسات السلبية للعولمة. وجمعية الصحافيين التونسيين من بين مؤسسي المنتدى.
9- شكل انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس حدثا بارزا باعتبارها عاشر قمة أممية، وهي كذلك القمة الأولى التي تضم ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
هذا وتعتبر جمعية الصحافيين التونسيين بناء على ما سبق، أن الحراك السياسي في بلادنا بما فيه من تراشح للأفكار والآراء لمختلف الأطراف والاختلاف هو علامة صحة وعامل إثراء لمزيد دفع ثقافة الديمقراطية والتعددية.
– II الجانب التشريعي
1- إحداث وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين
أكد واقع ممارسة المهام الإعلامية في تونس حاجة القطاع لوجود هيكل يساعد على تلبية حاجاته والنهوض به. وقد صدر في 17 أوت 2005 أمر بتسمية وزير للاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين. ثم صدر في 27 سبتمبر 2005 الأمر عدد 2219 لسنة 2005 المتعلق بضبط مشمولات وزارة الاتصال الذي جاء في فصله الأول أن الوزارة المحدثة مكلفة :
1- بالعمل على مزيد تطوير قطاع الاتصال بما يدعم الحوار ويرسخ الثقافة الديمقراطية وقيم التضامن والتسامح.
2- دعم الصلة بين وسائل الاتصال ومصادر الخبر.
3- النهوض بالقطاع من خلال مواكبة شؤون المهنيين العاملين فيه.
4- وضع برامج التكوين المستمر للمهنيين.
5- تشجيع البحوث والدراسات الرامية لتطوير القطاع ومزيد مواكبة التقنيات الحديثة للاتصال.
6- إعداد مشاريع النصوص التشريعية والترتيبية في مجال الاتصال.
7- الإشراف الإداري على : * المجلس الأعلى للاتصال * مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية * الوكالة الوطنية للنهوض بالقطاع السمعي البصري * وكالة تونس أفريقيا للأنباء * مركز التوثيق الوطني * المركز الأفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين * الشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر (لابريس).
وفي 3 فيفري 2006 صدر الأمر عدد 362 لسنة 2006 المتعلق بتنظيم وزارة الاتصال دون أن يتضمن آلية هيكلية ضمن المصالح الخصوصية من شأنها تاطير وتنفيذ النقاط الأربعة الأولى من مشمولات الوزارة وخاصة منها ترسيخ الثقافة الديمقراطية، وتقترح الجمعية إحداث إدارات مختصة لإنجاز هذه الأهداف مع ضرورة الاعتماد على الكفاءات الإعلامية التي حولها إجماع.
2- تنقيح مجلة الصحافة
في 9 جانفي 2006 صدر القانون الأساسي عدد 1 لسنة 2006 المتعلق بتنقيح مجلة الصحافة وذلك أساسا بإضافة فقرة أخيرة للفصل 3 هذا نصها :” كما لا تخضع للإيداع القانوني النشريات الصحفية الوطنية ذات الصبغة الإخبارية التالية :
الصحف اليومية الدورية،
المجلات الصحفية الدورية.
وتتمثل عملية الإيداع القانوني المتخلى عنها في قيام متولي الطبع إيداع عشرين نظيرا من المصنف الدوري مصحوبا بتصريح في ثلاثة نظائر يرجع أحدها إلى القائم بالإيداع حاملا طابع المصلحة التي تم الإيداع بها وهذا النظير الممضى بصورة قانونية يقوم مقام إعلام البلوغ.
وقد جاء في تقديم مشروع قانون مجلة الصحافة المعروض على مجلس النواب في جلسته المنعقدة بتاريخ يوم الاثنين 28 أفريل 1975 أنه << بموجب الفصول الراجعة إلى الإيداع القانوني سيحافظ على التراث القومي المكتوب مع إثبات صحة الكتابات وقاية لها من التدليس..>>.
ورغم تأكيد المجلس الدستوري في رأيه عدد 79-2005 على أن << الإيداع القانوني يهدف خاصة إلى تأمين رصيد وطني من مصنفات فكرية وثقافية وعلمية يتم حفظها من قبل هياكل متخصصة..>>، إلا أنه خلص إلى أن إلغاء الإيداع القانوني للصحف والمجلات لا يثير أي إشكال دستوري من منطلق أن << الإيداع القانوني وفي سياق الأحكام ذات العلاقة المقررة بمجلة الصحافة، لا يشكل شرطا لممارسة إحدى الحريات التي كرسها الفصل 8 من الدستور، لذا وتفريعا عن ذلك فإن إعفاء بعض المصنفات دون غيرها من هذا الإجراء لا يمس بممارسة تلك الحريات>>.
ورغم ترحيب الجمعية بالتنقيح الأخير من منطلق ما رفعه من حواجز أمام تداول الصحف ودعوتها لتعميمه حتى يشمل الكتب كذلك، إلا أنه يبقى من المتأكد اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
وما يزال الصحافيون يتطلعون إلى تنقيح جديد يتم بموجبه إلغاء العقوبات البدنيّة من مجلة الصحافة.
3- المجلس الأعلى للاتصال
تمت توسعة تركيبة المجلس الأعلى للاتصال بمقتضى الأمر عدد 3176 لسنة 2005 ليضم 21 عضوا : 7 منهم يتم اختيارهم من بين الشخصيات ذات الكفاءة المعترف بها في ميدان الاتصال والثقافة، 5 أعضاء يتم اختيارهم من بين الشخصيات المقترحين من الأحزاب الممثلة في البرلمان، 4 أعضاء يتم اختيارهم من بين الشخصيات التي تمثل المجتمع المدني يضاف إليهم رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية والمدير العام للوكالة التونسية للاتصال الخارجي والرئيس المدير العام لوكالة تونس أفريقيا للأنباء ورئيس جمعية مديري الصحف ورئيس جمعية الصحافيين بصفتهم تلك.
وكانت التركيبة السابقة تضم 11 عضوا فقط يقع اختيارهم من بين الشخصيات ذات الكفاءة المعترف بها في ميدان الاتصال والثقافة.
ورغم أهمية الدور الموكول للمجلس الذي تتمثل مهمته الأساسية في المساهمة في “إعداد سياسة عامة للاتصال ترمي أساسا إلى تمكين المواطن من حقه في إعلام حر ومتعدد المصادر” إلا أنه سيكون أكثر فعالية لو يتم تمكينه من الاضطلاع بدور تقريري.
4- الإعلام الإذاعي الخاص
تعزّز المشهد الإعلامي خلال الفترة المنقضية بانطلاق بث الإذاعة الخاصة “الجوهرة” من مدينة سوسة يوم 25 جويلية 2005 لتكون ثاني إذاعة للخواص بعد “موزاييك أف أم” استنادا إلى السلطة التقديرية للإدارة وحدها طبقا لعقود أحادية.
وإذ ثمنت الجمعية في وقتها مبادرة توسيع المشهد السمعي للمبادرين الخواص فإنها تأمل أن تتم الاستجابة للراغبين في الحصول على تراخيص جديدة وأن تكون الأولوية للمهنيين، كما تصر على وضع كراس شروط ينظم القطاع ويضمن الإضافة والتنوع والشفافية وهو ما يستجيب أيضا لما نادى به عدد منهم يوم 10 نوفمبر 2005 بمناسبة الإعلان عن تكوين النقابة التونسية للإذاعات الخاصة.
5- إصدار الصحف
يعتبر القانون التونسي تحرريا فيما يتعلق بإصدار الصحف حيث لا تشترط مجلة الصحافة في فصلها الثالث عشر على الراغبين في بعث صحف سوى توجيه إعلام في الغرض إلى وزارة الداخلية مقابل تسلم وصل لا تمكن الطباعة بدون الاستظهار به طبقا للفصل 14 من نفس المجلة.
لكن الممارسة العملية غالبا ما تخالف هذا المبدأ وهو ما يحتم في نظر الجمعية الإسراع بالاستجابة لكل الطلبات التي تقدم بها الزملاء لبعث صحفهم. كما تقترح الجمعيّة أن تحال الإجراءات ذات العلاقة بالعملية الإعلامية إلى وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين.
6- نظام وسائل الإعلام الأجنبية
تعرّضت مجلة الصحافة في فصلها 24 للنشريات الأجنبية حيث اعتبرت “أجنبية في مفهوم هذه المجلة كل المصنفات دورية كانت أو غير دورية مهما كانت لغتها والصادرة بالخارج أو من قبل مؤسسة يكون مقرها بتونس وراس مالها كليا أو جزئيا أجنبيا”. ولم يتعرض المشرع لحالة النشريات الأجنبية الصادرة بالخارج والتي لها مكتب بتونس يعيد إصدارها في الداخل مثلما هو الحال بالنسبة لجريدة “العرب الدولية” التي تصدر بالعاصمة البريطانية لندن ولها مكتب بتونس يشغل عددا من الصحافيين ويطبع الجريدة بتونس عن طريق مطبعة “لابريس” من خلال “الشركة المغاربية للخدمات المعلوماتية بتونس” التي تم تاسيسها للغرض ولا يعرف النظام القانوني الذي تخضع له فضلا عن عدم احترامها للشروط القانونية للتأجير التي ينص عليها القانون التونسي وخاصة الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة.
كما لم يتعرض المشرع لوضعيات وكالات الأنباء العالمية ونيابات الصحف الأجنبية ومكاتب القنوات التلفزية الدولية..
فالمرسوم عدد 1 لسنة 1974 المؤرخ في 9 أوت 1974 المتعلق بمعاهد ومراكز الثقافة والإخبار والتعليم والدراسات والأبحاث الأجنبية بالبلاد التونسية لم يتعرض لهذه الوضعيات. كما أن الإشارة إليها كانت محدودة حيث تم التعرض لها في مرة أولى بالفصل الثامن من القانون عدد 76 لسنة 1990 المؤرخ في 7 أوت 1990 المتعلق بتكوين وكالة الاتصال الخارجي وجاء فيه أن من بين مهام الوكالة :”مد مراسلي الصحافة العالمية المعتمدين بتونس وكذلك المبعوثين الخاصين في مجال الإعلام بالمساعدة اللازمة لأداء مهامهم” دون أن يقع توضيح كيف يتم هذا الاعتماد، والمرة الثانية كانت في الأمر عدد 698 لسنة 1993 المؤرخ في 5 أفريل 1993 المتعلق بضبط شروط منح الإعفاء من المعاليم الديوانية والأداءات المستوجبة عند التوريد لفائدة << الرؤساء الأجانب لوكالات الأنباء العالمية ونيابات الصحف الأجنبية>> المعتمدين بتونس، وهو ما يحتم ملء الفراغ القانوني في هذا المجال.
III – الأوضاع المادية والمهنية
اعتمدت جمعية الصحافيين التونسيين في إعداد هذا القسم من التقرير على استطلاع رأي عدد كبير من الزميلات والزملاء، وعلى النتائج المحيّنة للاستبيان الذي أنجزته العام الماضي وشمل عينة تضم 170 صحافية وصحافيا.
ما زال الصحافي التونسي يتقاضى أجرا متدنيا. وتؤكد إحدى الشهادات من مؤسسة “دار الصريح” مثلا أن عددا ليس بالهين من صحافيي هذه المؤسسة لا يزيد أجرهم الشهري عن 200 د يحصلون عليها أحيانا بعد الموعد الشهري المحدد بأسبوعين. وتؤكد شهادة أخرى من “دار العمل” أن عددا من الصحافيين لا يحصلون على أجورهم الشهرية إلا بعد مرور أسبوعين أيضا من الموعد الشهري المحدد.
ويشتكي صحافيو “درا العمل” و “دار الصباح” من الحرمان من منحة الانتاج أو تأخر صرفها وظاهرة الانتظار أكثر من ثلاث سنوات. كما يشتكي صحافيو “دار الصريح” و “حقائق” من الحرمان من أجر الشهر الثالث عشر.
ونتيجة لهذا الوضع، يكشف الاستبيان الذي أنجزته جمعية الصحافيين التونسيين أن 56 % من الصحافيين الذين شملهم المسح مثقلون بقروض وأن 62 % من هذه القروض هي قروض مباشرة، الغرض منها تجاوز العجز المادي الشهري. ويكشف الاستبيان أيضا أن نسبة كبيرة من الصحافيين يضطرون إلى طلب تسبقة على الأجر سواء في المؤسسات التي يشتغلون بها أو من البنوك حيث تصرف أجورهم.
ومن الأسباب الرئيسية لتردي الأوضاع المادية للصحافيين عدم تطبيق أغلب المؤسسات الإعلامية وخصوصا الخاصة للاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة وعدم تطابق الزيادات المنتظمة في الأجور التي تحددها المفاوضات الاجتماعية مع النسق المتسارع لارتفاع الأسعار. ويكشف الاستبيان في باب الانتدابات مثلا أن 48.5 % من الصحافيين الذين شملهم المسح يعملون منذ 6 سنوات بعقود محددة المدة دون أن يقع ترسيمهم، خلافا لما تقتضيه الاتفاقية المشتركة.
وفي باب الأجور فإن كل مؤسسات الصحافة المكتوبة خاصة في القطاع الخاص لا تطبق جدول الأجور القانوني، ولا تلتزم بقانون التدرج والترقيات.
وفيما يتعلق بالتغطية الاجتماعية يكشف الاستبيان أن 16 % من الصحافيين الذين شملهم المسح لا يتمتعون بهذا الحق وخصوصا الصحافيون المتعاونون المحرومون منها بشكل كامل. أما التأمين الجماعي فهو لا يتجاوز في أغلب المؤسسات الإعلامية 59 % كمعدل في حين يصل في بعض القطاعات الأخرى إلى نسبة 100 % .
في ظل هذه الأوضاع المادية المتردية يشتغل أغلب الصحافيين حسب شهادات من “دار العمل” و”دار الصريح” و”دار تونس هبدو” و”دار لابريس” في ظروف مهنية متردّية تفتقد في إحدى المؤسسات المذكورة حتى إلى الشروط الصحية إضافة إلى سوء حالة المكاتب وازدحام أكثر من خمسة صحافيين أحيانا في مكتب واحد، وغياب التجهيزات الضرورية للعمل مثل المكاتب والكراسي والهاتف في حين تنعدم شروط العمل في مؤسسات أخرى مثل الملاحظ وأضواء…
ويشتكي الصحافيون المصورون في بعض المؤسسات من قدم التجهيزات التي يعملون بها كآلات التصوير وتقنيات استخراج الصور.
ويتذمر صحافيو “دار الصريح” من ضغط العمل وكثافة الإنتاج المطالبين به يوميا إذ يتولى صحافي واحد في جريدة الصريح مثلا تأمين مادة كل صفحات الشؤون الدولية، وتلقى مسؤولية تأمين كل مواد الصفحات الوطنية في الجريدة على صحافيين اثنين فقط. كما أن صحافيا واحدا مطالب بإنتاج كامل تحقيقات الجريدة.
ومثل هذه الأمور تعود بدرجة أولى إلى النقص في عدد الصحافيين العاملين في مثل هذه المؤسسة والذي من شأنه أن يؤثر على أداء الصحافي وعلى الجانب الإبداعي في مقالاته. ولا تراعي أغلب مؤسسات الصحافة المكتوبة الخطط المهنية للصحافيين مع عدم توفر الإمكانات المناسبة للتأطير.
وفي جريدة “العرب الدولية” يعمل عدد من الصحافيين برتبة أعوان تنظيف بحيث لا تتجاوز أجورهم الشهرية 250 دينارا، ويشتكي أغلبهم من تأخر صرف مستحقاتهم.
وفي مؤسسة الإذاعة والتلفزة تم تخفيض أجر الصحافيين المتعاونين لمدة شهرين من 300 د إلى 180 د بتعلة الضغط على المصاريف، هذا بالإضافة إلى عدم تمتعهم بالتأمين الجماعي على المرض في حالة إصابتهم أثناء أداء واجبهم المهني. وتؤكد شهادة من مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية أن صحافية مصحوبة بفريق تقني تعرضت لحادث مرور أثناء أداء واجبها المهني ولكن المؤسسة لم تتدخل حتى لصرف معاليم علاجها وهو ما اضطر تعاونية المؤسسة للتدخل من أجل إخراجها من المستشفى.
وتدعو جمعية الصحافيين التونسيين إلى الإسراع بتسوية وضعيات الزملاء في مؤسسة الإذاعة والتلفزة وخاصة الحالات المتأكدة لـ34 زميلا.
وفي مؤسسة قناة “حنبعل تي في” لا يتمتع العاملون والصحافيون بالخصوص بعقود شغل قانونية حيث لا تخضع العلاقة الشغلية لأي قانون من القوانين الشغلية الجاري بها العمل في البلاد. كما لا تخضع عمليات الطرد التي تكثفت خصوصا في الأسابيع الأخيرة لأي ضوابط قانونية.
وعموما يعرب 56 % من الصحافيين الذين شملهم استبيان الجمعية عن عدم رضاهم عن الظروف التي يعملون فيها.
وتوصي جمعية الصحافيين التونسيين في ظل هذه الأوضاع المادية والمهنية بما يلي :
– فرض تطبيق الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة،
– إبرام اتفاقية داخلية في المؤسسات الإعلامية تحدد مقاييس الإنتاج،
– تأهيل إدارة المؤسسات الإعلامية،
– تأهيل مقرات بعض المؤسسات الإعلامية.
إن تردي الأوضاع المادية للصحافيين له أثر سلبي على أدائهم خاصة وأن القطاع حساس وفيه مغريات عدة تنزلق بالبعض في متاهات تضرب مصداقيته وتنحرف برسالته الشريفة والنبيلة .
– VI المفاوضات الاجتماعية
شاركت جمعية الصحافيين التونسيين للمرّة الثانية على التوالي في المفاوضات الاجتماعية المتعلقة بمراجعة الاتفاقية المشتركة الوطنية لمؤسسات الصحافة المكتوبة ضمن وفد الاتحاد العام التونسي للشغل ممثلّة في الزميل فتحي العياري من جريدة “الشعب” و بهذه المناسبة تجدد الجمعية شكرها وتقديرها لقيادة الاتحاد ولأمينه العام على روح التعاون المثمر و تفهم مشاغل و مشاكل الصحافيين و تثمينها للعلاقات المتميّزة القائمة بين الجمعية والمنظمة الشغيلة.
وقد انطلقت المفاوضات بين الوفد العمالي و وفد الأعراف عن الجمعية التونسية لمديري الصحف في 7 افريل 2005 لتنتهي في 17 جوان 2005 بإقرار زيادة في الأجور شملت كل الأصناف ( التنفيذ و التسيير و الإطارات ) و مراجعة جملة من الفصول الترتيبية الهامة.
و خلافا لمفاوضات 2002 التي اقتصرت تقريبا على زيادات في أجور العاملين في مؤسسات الصحافة المكتوبة شملت مفاوضات 2005 مراجعة الفصول الترتيبية التالية : 7 و 8 و 11 و 19 و 20 و 24 و 27 و 38 و 46 و 47 مكرر و 48 مكرر و 48 3 – من الاتفاقية مع الملاحظة وان لبعض هذه الفصول مردود مالي.
و تجدر الإشارة إلى انه بفضل مشروع مراجعة الاتفاقية الذي تقدم به الطرف العمالي و الذي شمل جل الفصول الترتيبية والمالية و المناخ الإيجابي الذي ساد المفاوضات و التفهم النسبي لمطالب الصحافيين و كافة العاملين من طرف وفد الأعراف ودعم الاتحاد العام التونسي للشغل تم التوصل وفي ظرف وجيز نسبيا إلى نتائج تعدّ من أفضل ما توصلت إليه مختلف القطاعات المهنية من نتائج في مفاوضات سنة 2005.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر نشير إلى تنقيح بعض الفصول الهامّة مثل الفصل السابع الذّي أصبح ينص على التزام المؤجر بانتداب خمسين بالمائة على الأقّل من حاملي شهادة معهد الصحافة وعلوم الأخبار وفي صورة انتداب صحافي واحد وجب أن يكون من هؤلاء وذلك عوضا على الثلاثين بالمائة المنصوص عليها سابقا. كما أنّ الفصل الحادي عشر (جديد) المتعلق بالتدرج والترقية أصبح ينص على ترقية آليّة من سلّم إلى سلم أخر بعد أربع سنوات على أقصى تقدير داخل نفس الصنف وذلك عوضا عن خمس سنوات سابقا.
ومن التنقيحات التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للعاملين في مؤسسات الصحافة المكتوبة تنقيح الفصل 24 المتعلق برخصة المرض الذّي أصبح ينصّ على خلاص أجرة العامل المريض على الأيّام الخمسة الأولى بعد أن كانت غير خالصة الأجر سابقا. كما ينص نفس الفصل على أن يتولى المؤجر بداية من اليوم السادس لرخصة المرض دفع كامل أجرة العون طيلة رخصة المرض على أن يتسلّم لاحقا من العامل ما تدفعه له الحيطة الاجتماعية.
ومن الفصول التي كان لها انعكاس مالي هامّ على الصحافيين تنقيح الفصل 46 المتعلق بمنحة الإنتاج إذ أصبح المقدار الأقصى لهذه المنحة أجرة شهرين عوضا عن شهر ونصف المعمول بها منذ صدور الاتفاقية المشتركة القومية لمؤسسات الصحافة المكتوبة بالرائد الرسمي في 25 نوفمبر 1975.
كما نقح الفصل 47 مكرر (جديد) المتعلق بمنحة الصحافة لتصبح 55 دينارا شهريا بداية من غرّة ماي 2005 و 60 دينارا شهريا بداية من غرّة ماي 2006 و 65 دينارا شهريا بداية من غرّة ماي 2007 وهكذا زاد مقدار هذه المنحة بنسبة 85،75 بالمائة باعتبار أنّ مبلغ هذه المنحة كان بـ 35 دينارا شهريا عند بداية العمل بها في قطاع الإعلام.
وتمّ الاتفاق على زيادة شهرية في الأجور الأساسيّة لمختلف الأصناف كما يلي:
– التنفيذ 25 دينارا، – التسيير: 30 دينارا، – الإطارات: 35 دينارا
و تتكرر هذه الزيادة مع كل غرّة ماي خلال السنوات الثلاث 2005 و2006 و2007.
هذا وجدير بالذكر أنّ الوفد العمالي طرح خلال مفاوضات 2005 ضرورة إلغاء طريقة الانتداب بمقتضى عقود شغل لمدّة معيّنة يمكن أن تصل إلى أربع سنوات والاقتصار على ما تنصّ عليه الاتفاقية فيما يتعلّق بفترة التربص التي يمكن أن تصل إلى سنتين وهي فترة كافية وطويلة نسبيّا لاختبار قدرة الصحافي وكفاءته المهنية علاوة على أنّ جلّ المؤسسات الصحفيّة أصبحت تقتصر على هذه الطريقة في الانتداب وغالبا ما تستغني عن المنتدبين بعقود لمدّة معيّنة قبل بلوغ الأربع سنوات. وتؤكد الجمعية على خطورة هذا الوضع وانعكاساته على الاستقرار في الشغل وعلى أداء الصحفي والتزامه بأخلاقيات المهنة واستقلاليته بحكم التهديد المعلن و الخفي بإيقاف العقد المسّلط طيلة أربع سنوات.
وتتمسّك الجمعية بوجوب التخلّي عن هذه الطريقة في الانتداب مستقبلا عبر إلغاء الفصل 7 مكرّر المدخل على الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة و تدعو جمعية مديري الصحف والأعراف والسلط العمومية إلى الاستجابة لمطلب الجمعية هذا ضمانا لحرمة المهنة الصحفيّة واستقرار الصحافيين والنهوض بقطاع الإعلام في بلادنا.
كما تؤكد جمعية الصحافيين التونسيين على أنّه رغم النتائج الإيجابيّة التي تتحقق خلال المفاوضات الاجتماعية ورغم أنّ جل المؤسسات الصحفيّة اليومية الكبرى وعدد آخر من المؤسسات الصحفيّة الأسبوعيّة تحترم تطبيق الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة مع وجود بعض المشاكل الظرفية فإنّ عددا آخر من الصحف الأسبوعية و اليومية تتجاهل جزئيّا أو كليّا وجود هذه الاتفاقية ولا تتعامل مع صحافييها و العاملين بها بأي طريقة قانونية حتى و إن كانت بعقود لمدّة معيّنة. إن هذا الوضع له انعكاسات سلبية على وضع الصحافيين بهذه المؤسسات وعلى مضمون بعض هذه الصحف والتي أصبحت تعتمد أساسا على سرقة مقالات عديدة وصور وإنتاجات دون ذكر مصادرها وتستغني عن الإنتاج الصحفي وهي في “مأمن” من المراقبة الشغلية.
ونظرا لهذا الوضع المذكور تدعو الجمعية كافة الزملاء العاملين بهذه المؤسسات إلى التحرك و الدفاع عن حقوقهم القانونية المشروعة مدعومين في ذلك من جمعيتهم كما تدعو السلط المعنية ومصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى مراقبة هذه المؤسسات وفرض تطبيق القانون عليها. كما تطالب الجمعية وكالة الاتصال الخارجي وسلطة الإشراف باحترام تطبيق الفصلين 406 و 407 من مجّلة الشغل حيث ينص الأول على وجوب احترام القانون المنظّم للعلاقة الشغلية في قطاع الصحافة ( الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة) والثاني على حرمان المؤسسات التي لا تحترم القوانين والاتفاقيات المذكورة من ” المبالغ التي تخصصها الدولة والمجموعات والمؤسسات العمومية والمؤسسات المستلزمة للمصالح العمومية لمصاريف الإشهار ..” وهو ما من شانه أن يساعد الجمعية والزملاء مهضومي الحقوق في هذه المؤسسات على استرداد حقوقهم وفرض احترام قانون الشغل والاتفاقيات المشتركة.
وأخيرا تؤكد الجمعية في هذا الجانب المتعلق بالمفاوضات والوضع الاجتماعي على ضرورة تشريكها في مفاوضات مراجعة القانون الأساسي لأعوان مؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية والقانون الأساسي لأعوان وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
V – الصحافة المكتوبة
إن الهاجس الأكبر لجمعية الصحافيين التونسيين إضافة إلى سعيها المتواصل لتحسين وتطوير ظروف العمل الصحفي وهامش الحريات الأساسية هو توسيع دور الصحفي داخل المؤسسات الإعلامية بحكم أن الصحفي هو حجر الزاوية في منتوج هذه المؤسسات.
وقد كانت كل التقارير السابقة للجمعية نبهت إلى أهمية انتظام انعقاد مجالس التحرير وباستثناء الشروق وحقائق ودار لابريس بصفة متقطعة فإن المطلب الملح لم يلق بعد طريقه إلى التحقيق.
إن الجمعية تؤكد أن هيئات التحرير هي الأساس في المهنة، خلالها يعبر الصحافي عن آرائه في الخط التحريري لصحيفته فيقنع ويقتنع، ومن خلالها يساهم في عملية التصريف اليومي للجزء الراجع له بالنظر في مؤسسته وهو محتوى المنتوج الإعلامي.
وتسجّل الجمعية التطوّر النسبي لمحتوى صحف الصباح ولوطون والشروق وذلك من حيث تنوّع الأشكال الصحفية وصحافة القرب وكذلك الأمر بدرجة أقل بالنسبة لمجلة حقائق. ولاحظت في المقابل غياب تنوع الأشكال الصحفية وبالخصوص غياب التحقيق الصحفي وصحافة الاستقصاء والرأي إلا نادرا ، ويبرر هذا التغييب عادة بأن هذا الشكل الصحفي الذي هو الأساس في تطوير صحافة القرب يتطلب وقتا ومصاريف وتفرغا غير مقبول من طرف المؤسسات الصحفية.
وتسجّل الجمعية أن الأساس في تطوير قدرات الصحافي الميدانية هو هذا الشكل فضلا عن كونه ينوع المنتوج الصحفي ويطور محتواه.
ويمثّل لجوء عديد الصحف إلى استنساخ المقالات الجاهزة والمعلومة والصورة من الانترنيت والإصرار على عدم ذكر المصدر ، إضافة لمخالفته للقانون فإنه يعتبر تضييقا لفضاءات العمل بالنسبة للصحفي واستصغارا لقدرته على الإنتاج واحتقارا للإنتاج المحلي لا يبرره على الإطلاق إلا سعي جل المؤسسات الصحفية إلى توفير الأموال على حساب جودة الإنتاج ومحليته وحقوق الصحفيين.
كما تسجّل الجمعية تواصل ظاهرة الإشهار المقنع في عدد من الصحف، وبرغم إثارتنا لهذا الموضوع في التقارير السابقة إلا أن بعض الصحف ما تزال تصر على هذه الممارسات التي هي امتهان للعمل الصحفي وسرقة موصوفة للمال العمومي وتحيل على القراء.
وبخصوص توزيع الإشهار العمومي فإن التقرير السابق للجمعية كان دعا إلى ضرورة وضع مقاييس محددة وبيّنة له أو نشرها إن كانت موجودة. على أنها تسجل في المقابل أن كل الصحف تقريبا لا تنشر عدد سحبها مثلما ينص على ذلك القانون وهو المعيار الوحيد المعلن والمعلوم لدينا لتوزيع الإشهار ولعدالة هذا التوزيع.
إن الإشهار يعتبر مصدرا حيويا للصحف ومازال أصحاب المؤسسات يعتبرون توزيع الإشهار العمومي عامل ضغط وهو ما ولد لديهم نزعة الحذر المفرط ووسع دائرة الرقابة الذاتية بتعلات المواضيع “المحظورة”.
وتقترح الجمعية أن توضع مقاييس موضوعية لتوزيع الإشهار العمومي ومنها الانتشار ومدى التزام أصحاب المؤسسات بتطبيق القانون (مجلة الصحافة، مجلة الشغل، الاتفاقيات المشتركة.). وللتذكير فإن الضرر الذي تحدثه الصحف التي تعتمد الإثارة والتهميش لا يقل خطورة عن الصحف الجادة التي لا تتناول مشاغل المجتمع.
وتسجّل الجمعية غياب مقالات الرأي رغم بعض المحاولات المحتشمة في صحيفتي لوطون والشروق.
وتعتمد بعض الصحف بشكل أساسي على وكالة تونس أفريقيا للأنباء “وات” وخاصة في مجال الشؤون الوطنية وهو ما يمنع كل إضافة أو اجتهاد لمزيد إثراء الخبر. وإن الاعتماد المفرط على “وات” من شأنه أن يعطل الكفاءات الموجودة ويقتل روح المبادرة وينسف كل تنوع بين الصحف ليحولها إلى منشورات مستنسخة عن بعضها البعض بما لا يعكس تراشح الأفكار والتمايز في الرؤى وفي طرح المواضيع ولا يلبي رغبة الصحافيين في إثراء المشهد الإعلامي.
كما رصدت الجمعية عدم احترام القانون عموما في نشر الأخبار الخاصة بالقضايا والمحاكم . وعاينت عدم التحري عند نشر المعلومات وعدم الحصول على إذن عند نشر الصور. ولأن هذا النوع من الإنتاج الصحفي له حساسية مفرطة نظرا لكونه يهم حياة المواطنين الخاصة فإن الجمعية توصي الصحافيين بمزيد التحري كما توصي بضرورة تنظيم دورات تكوينية بالتعاون مع الجهات المختصة للصحافيين المتخصصين في التغطية القضائية.
وفي علاقة بالخبر وبمصادر الخبر فإن الجمعية تسجل بارتياح الاهتمام الرئاسي بهذا الهاجس الصحفي إذ أفرده مؤخرا بقرار نأمل أن تكون له انعكاسات إيجابية ، فإنها تسجل تواصل الخلط بين الخبر والتعليق وتوصي أيضا في هذا الصدد بتكثيف الدورات التدريبية بالتعاون مع الهيئات المختصة.
كما تنبّه الجمعية إلى خطورة التعميم في نشر الخبر وكذلك بعض الأخبار الغامضة ونذكر على سبيل المثال “قضية التن” التي اضطرت جميع الشركات إلى القيام بأعمال إشهارية قد تثقل كاهلها في ظرف اقتصادي صعب ودقيق لذلك تطالب الجمعية بالتحري في المعلومة وتسمية الأشياء بمسمّياتها.
ما تزال المرأة في صحافتنا صورة فقط وهي في الغالب تستغل لغايات تجارية رخيصة ولذلك توصي الجمعية الزميلات والزملاء بالتصدّي لهذه الظاهرة التي تكرّس الصورة الدونية للمرأة والتعاون في هذا المجال مع الهيئات النسائية ذات الصلة.
وفي المجال الرياضي وباستثناء وكالة “وات” فإن قاموس المفردات مازالت تطغى عليه الألفاظ العسكرية والحربية مما أدى في بعض الأحيان إلى تسميم الأوضاع وإلى حدوث انحرافات خطيرة.
وتطالب جمعية الصحافيين التونسيين الزملاء بالالتزام بأخلاقيات المهنة وضرورة التحري في المعلومة والأخذ في الاعتبار أن الرياضة ظاهرة عامة وشعبية من الضروري التعامل معها بجدية أكبر.
وتسجّل الجمعية للأسف تفاقم ظاهرة التركيز على الخرافة والشعوذة والجن والأبراج والحال أن دور وسائل الإعلام هو التنوير ونشر ثقافة المعرفة والحداثة.
كما تعمد بعض الصحف إلى انتهاج الإثارة واختلاق المقالات الزائفة بهدف تجاري رخيص.
وقد تفشت أيضا ظاهرة المسابقات في المشهد الإعلامي بكل اختصاصاته وخلافا لما ينص عليه القانون فإنها تعتمد على الحظ وحده، حيث لا تحمل أي مضمون ثقافي أو معرفي إضافة إلى اعتماد البعض رصد جوائز وهمية. وتكمن خطورة مثل هذه المسابقات في ضربها لقيم العمل والاجتهاد ومكافأة الجهد وتبث عقلية الربح السريع والحلم بالثروة.
صحافة الأحزاب
يؤسف جمعية الصحافيين التونسيين أن تسجل أن مشهد العمل الصحفي الحزبي حافظ على رتابته ولم يستطع إلى الآن فك الارتباط بين الأحزاب بكل تلويناتها والعمل الصحفي في تناول مختلف القضايا التي تهم المجتمع.
فمنتوجها هو عبارة عن بلاغات صحفية يتداخل فيها الخبر والتعليق. وتفتقر أغلب صحف المعارضة إلى صحافيين محترفين وإلى الانفتاح على الآخر فهي منغلقة على أنشطتها باستثناء “الطريق الجديد” التي حافظت على شكل من أشكال الانفتاح والموضوعية.
كما تأسف الجمعية لعدم انتظام صدور بعض صحف المعارضة ولغياب صدور البعض الآخر رغم توفر التمويل العمومي.
كما تطالب الجمعية مرة أخرى بضرورة الاعتماد على الصحافيين المحترفين لتطوير الخطاب المهني والإعلامي والسياسي لهذه الصحف.
الصحافة الإلكترونية
شهدت الساحة الإعلامية مؤخرا جدلا كبيرا حول مفهوم الصحافة الإلكترونية. وكانت جمعية الصحافيين التونسيين دعت في التقريرين الأخيرين إلى ضرورة التفريق بين هذا النوع من الصحافة الذي يستجيب لمقتضيات العصر وبين فضاءات الحوار التي هي جزء من حرية الرأي والتعبير.
وترى الجمعية ضرورة اعتماد كراس شروط لإطلاق صحف إلكترونية وأن الأولوية لا بد أن تكون للمهنيين وبضوابط واضحة منها العنصر المهني والعمل على معالجة الخبر وتحليله والتعليق عليه.
وتأمل جمعية الصّحافيين التونسيين تأكيدا لما ورد في بلاغها الصادر بتاريخ 05 نوفمبر 2005 عدم حظر الدخول إلى بعض مواقع الانترنات ومنها موقع الاتحاد الدولي للصحافيين.
إصدار الصحف
شهدت الساحة الإعلامية ميلاد ثلاثة عناوين جديد ة وهي “يونيفير سبور” و”توني فيزيون” و”القانونية”.
وإن جمعية الصحافيين التونسيين وكما عبرت عن ذلك في تقاريرها السابقة تدعم مطالب الزملاء الذين يرغبون في إصدار صحفهم بهدف إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والتعددية.
ومن جهة أخرى فإن السوق التونسية تعج بعدد كبير من الصحف الأجنبية إلا أن عدم توزيع بعض العناوين يثير الانشغال.
VI – القطاع السمعي البصري
يكتسي القطاع السمعي البصري أهمية بالغة في المشهد الإعلامي، فإلى جانب تأثير القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية ويسر الوصول إليها من قبل الجمهور فإن هذا القطاع بمكوناته العمومية والخاصة، يوفر مواطن شغل لعدد هام من الصحافيين (حوالي ثلث الصحافيين المحترفين).
وقد تواصل فتح القطاع السمعي البصري في تونس خلال الفترة التي يغطيها التقرير أمام المبادرات الخاصة حيث انطلق يوم 25 جويلية 2005 بث إذاعة ثانية ذات طابع جهوي هي إذاعة “الجوهرة” في ولاية سوسة ويمتد إرسالها على مدار 19 ساعة يوميا وتغطي ست ولايات هي نابل وسوسة والقيروان والمهدية والمنستير وزغوان.
وحصلت الفضائية الخاصة “حنبعل” على امتياز البث الأرضي الأمر الذي يتيح لها إمكانية توسيع دائرة مشاهديها في تونس.
أما فيما يتعلق بالقطاع العمومي، فقد جاء إعلان رئيس الدولة عن بعث إذاعة ثقافية وفتح استشارة واسعة حولها في أوساط الإعلاميين والمثقفين ليؤكد من جديد الرغبة في توسيع المشهد الإعلامي عموما ودعم الصحافة المتخصصة.
وإن المتتبع لمسيرة الإعلام السمعي البصري منذ 3 ماي 2005 يسجّل ما يلي :
· رغم بعض المحاولات، لم تشهد قناة تونس 7 تغييرات جذرية نحو الأفضل وتأمل جمعية الصحافيين التونسيين أن تؤدي المجهودات التي تبذلها حاليا سلطة الإشراف إلى الارتقاء بأداء مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية من أجل إعلام عصري ومهني. كما تأمل الجمعية أن تساهم إعادة هيكلة المؤسسة في الوصول إلى هذه الأهداف.
البرمجة : رصدت الجمعية أن خارطة البرامج في قناة تونس 7 اتسمت بالعشوائية والرتابة، وتوصي الجمعية بإخضاع اختيار البرامج التي يتم اقتناؤها أو إنتاجها إلى مقاييس شفافة.
الأخبار : تسجل الجمعية أن قسم الأخبار مازال يعمل دون أدنى هيكلة وبلا صلاحيات واضحة إذ يغيب مدير الأخبار وتسند صلاحياته إلى منسق أخبار وهي خطة لا ينص عليها النظام الأساسي للمؤسسة.
كما تسجل غياب الرؤية التحريرية من خلال مجالس التحرير أو اجتماعات التحرير إذ تخضع كل النشرات إلى إدارة فردية.
وإذ تسجل الجمعية وجود ريبورتاجات إلا أنها تري أنها محكومة بالرتابة وغياب التنوع ونفس التقديم ينطبق على فقرة شواغل الشارع مثلا بما لا يطور صحافة القرب التي طالبت بها الجمعية في تقاريرها السابقة.
وفيما يخص الأخبار العالمية والعربية لاحظت الجمعية التساهل في إعداد المادة الإخبارية وأسلوب الهواية في التعامل معها وذلك بسبب غياب التصور أساسا رغم زخم المعلومات المتدفّقة.
البرامج الإخبارية والحوارية: عمدت إدارة المؤسسة في عديد الحالات إلى حذف حصص من مجلة المنظار لأسباب مبهمة رغم ما عرف عن فريقه العامل من مهنية عالية.
من جهة أخرى مازال برنامج ملفات لم يرتق بعد إلى تطلعات الصحافيين وانتظارات المشاهدين وذلك من حيث اختيار المواضيع وطريقة تسييره، وكان رئيس الجمهورية نادى في عديد المناسبات بضرورة توسيع فضاءات الحوار بما يخدم الإعلام الحر والتعددي.
وترى الجمعية أن المشهد السمعي البصري بجانبيه العام والخاص يتطلب إعادة هيكلة وتأهيل ليكون المعبر الصادق عن تطور المجتمع التونسي ووعي شعبه وكفاءة نخبه وهذا ليس متوفرا بالقدر الكافي في القنوات التلفزية الثلاث العامة والخاصة.
وبالنسبة لقناة “حنبعل تي في” ورغم بعض المحاولات التي بثت نفسا جديدا في التناول التلفزي وذلك بفضل الخبرة المهنية لزميلة صحفية فإن هذا النفس الإيجابي تراجع بقوة إثر انسحابها والاستغناء عن العديد من الصحافيين.
وترى الجمعية أن هذه القناة التلفزية ما تزال في مرحلة البحث عن الذات بعد زهاء السنة والنصف من التأسيس. مع العلم وأن هذه القناة التلفزية الخاصة حصلت على امتيازات كبيرة من الدولة (دعم مالي، إشهار عمومي، بث أرضي..) لكن حصيلة سنتها الأولى سلبية في نظر الجمعية لجهة التعدي على حقوق الصحفيين والعاملين التقنيين إضافة إلى الارتجال في البرمجة وضعف المادة الإعلامية المقدمة التي تتشكل أساسا من البرامج المستوردة التي يتخللها إنتاج خاص بالقناة يقوم على دغدغة فضول المشاهد.
إن صيغة المحاورة “الجريئة” في البرنامج الرياضي “سويعة سبور” لا تكفي وحدها لتنزيل “حنبعل تي في” في موقع مؤسسة إعلامية قادرة على تطوير المشهد السمعي البصري في بلادنا.
أما فيما يتعلق بالإذاعة الوطنية والإذاعات الجهوية الخمس (المنستير، صفاقس، قفصة، تطاوين والكاف) فإنّها توفّقت إلى حد مقبول في تقديم إعلام يستجيب لحاجيات المواطن ويعكس خصوصيات الجهات ونسق الحياة فيها. وينعكس ذلك من خلال المادة الإخبارية المقدمة ومضمون البرامج الإذاعية المباشرة وحتى المسجلة المفتوحة لمشاركة المواطنين.
وكما ورد في التقرير السابق، فإن تجربة إذاعة “موزاييك” الخاصة تحتل موقعا مهما، وقد ساعدها تخصصها وطابعها في توسيع دائرة مستمعيها..
لقد فتحت هذه الإذاعة فضاءات تعبير واعتمدت “صحافة القرب” من خلال بعض البرامج كالمنتدى اليومي “فوروم” الذي يتناول بشيء من الجرأة القضايا الآنية المرتبطة بالاهتمامات اليومية للمواطن التونسي.
ويمثّل اعتماد هذه الإذاعة على شبكة الانترنات إضافة نوعية حيث اتسعت دائرة ملتقطيها داخل تونس وخارجها بالخصوص. وتأمل الجمعية أن تتجاوز هذه الإذاعة الانزلاقات التي تردّت فيها بعض برامجها.
وتوصي الجمعية بضرورة إيجاد كراس شروط في أقرب وقت ممكن للراغبين في بعث القنوات التلفزية أو المحطات الإذاعية الخاصة بما يضفي الشفافية في إسناد الرخص ويضمن وجود وسائل إعلام ذات هوية واضحة على درجة رفيعة من المهنية والاحتراف تكرس حق المواطن في الإعلام وتضمن حقوق العاملين فيه.
VII – الانتهاكات
رغم تأكيد رفضها في تقاريرها السابقة للانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون، سجلت جمعية الصحافيين التونسيين تواصل العديد من السلوكات داخل المؤسسات :
1 – الرقابة:
يشتكي الصحافيون باستمرار من الرقابة المفرطة وبدون مبررات موضوعية من قبل مسؤولي التحرير داخل المؤسسات الإعلامية الأمر الذي دفع أحد الصحافيين ليطلب من رئيس تحريره “قائمة المواضيع التي يمكن أن يكتب فيها”..
ولا تطال الرقابة المواضيع التي تهم الحياة الوطنية فقط وإنما أيضا الأحداث العالمية كما هو الشأن في بعض الصحف اليومية التي اختارت تغييب أحداث مثل الانتخابات الايطالية والانتخابات الفلسطينية.
2- المنع من تغطية الأحداث:
يعبر عديد من الزملاء الصحافيين عن انشغالهم من العراقيل الكثيرة التي يواجهها الصحافي للحصول على المعلومة ويعمد بعض المسؤولين بمختلف درجاتهم طلب الاسئلة بالفاكس إلى حد أن البعض طالب بقراءة المقال قبل نشره. هذه المصاعب وغيرها تحدث يوميا للصحافيين في مختلف المؤسسات.
وتم من جهة أخرى تسجيل بعض الانتهاكات والممارسات غير المقبولة تجاه الصحافيين عند تغطيتهم لبعض المحاكمات والتظاهرات بقر العدالة إذ اصطدموا بالمنع من قبل أعوان الأمن. وكانت الجمعية أشارت في تقريرها السابق إلى رفضها لمثل هذه الممارسات وراسلت السلط المعنية مؤكدة تمسكها بكرامة الصحافي وحقه في ممارسة عمله طبقا للقواعد المهنية ولحق المواطن في الإعلام.
3- التجميد :
كما أشرنا في تقاريرنا السابقة تتواصل ظاهرة تعطيل الكفاءات الصحفية بسلوك سياسة التجميد بما تعنيه من إهدار للطاقات البشرية والمادية زيادة عن الإحباط وخاصة في المؤسسات العمومية، مؤسسة الإذاعة والتلفزة ومؤسسة “السنيب” (لابريس والصحافة) وكذلك “دار العمل”. ففي قناة تونس 7 يوجد قسم كامل يعرف بين الصحفيين بقسم “الفريجيدير” (الثلاجة). أما في جريدتي “الحرية” و”لابريس” فقد دفع ثلاثة زملاء للخروج في عطلة إجبارية.
4- الطرد :
تعتبر مهنة الصحافة الأكثر هشاشة نظرا لعدم التزام بعض المشغلين بالقطاع الخاص بتطبيق القانون ولعدم وجود رقابة من أي جهة لفرض تطبيق القانون في هذا القطاع الحساس.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن المؤسسات الخاصة هي التي “تميزت” دون غيرها في عملية الطرد في حين ساهمت المؤسسات العمومية في استيعاب بعض الحالات التي تبنتها الجمعية إضافة إلى صحيفتي “الشروق” و”الشعب”.غير أن حالات مثل هذه تتكرر بسبب اعتماد المشغلين على صيغة التعاقد للتنصل من ترسيم الصحافيين والاستغناء عنهم متى شاؤوا.
وقد سجلت الجمعية هذه السنة حالة طرد جديدة استهدفت الزميل مراد علالة (المجلة العربية لحقوق الإنسان، الصادرة عن المعهد العربي لحقوق الإنسان) وماتزال الزميلات دلندة الطويل ومليكة دغفوس وشيراز النفاتي في حالة طرد من “الصباح”.
5- التقاضي :
تعرب جمعية الصحافيين التونسيين عن استغرابها الشديد جراء بعض الأحكام العرفية الصادرة بخصوص بعض الزملاء المطرودين في دار الصباح.
فعلى عكس الاتجاه السائد لفقه القضاء العرفي فإن اتجاه محكمة التعقيب في القضايا المذكورة لم يكن منسجما مع قانون الشغل واتفاقية الصحافة المكتوبة.
ومن شأن مثل هذه الأحكام أن تشكّل سابقة قد تشجع بعض أصحاب المؤسسات الإعلامية على مزيد انتهاك القوانين وحقوق الصحافيين المكتسبة.
6- بطاقة الاحتراف :
رغم تمثيلية جمعية الصحافيين التونسيين في لجنة إسناد البطاقة المهنية، إلا أن هذه العضوية ليست لها أهمية كبرى باعتبار أن صوتها غير حاسم داخل هذه الجنة.
وتعتبر الجمعية أن أهل المهنة هم الأجدر بإسناد صفة الصحافي ومراقبة الدخول إلى المهنة وتطهيرها من الدخلاء وذلك من خلال اتحاد الصحافيين التونسيين الذي قدمت مشروع قانونه الأساسي إلى الحكومة في أكثر من مناسبة.
7- استقلالية الجمعية :
ترفض جمعية الصحافيين التونسيين تدخل أي جهة كانت في ما يجري داخلها من خلافات لأن طابعها الأساسي هو تعدّد الأراء وتراشح الأفكار والاحتكام للهياكل وللتصويت عند انسداد دروب التوصل إلى صيغ توفيقية سواء كان هذا التدخل من جهات أمنية أو غيرها. وتعتبر أن دعوة عضو بالمكتب لاستجوابه عن خلاف داخلي حادثة مؤسفة يجب أن لا تتكرر.
VIII – أخلاقيات المهنة الصحفية
تؤكد جمعية الصحافيين التونسيين مجددا رفضها القطعي لتواصل الحملات الإعلامية الموجهة وتنبه مجددا إلى خطورة أن تتحول إلى سياسة ممنهجة وهي لذلك تطالب الصحافيين والمؤسسات الصحفية بعدم سلك هذا النهج المخل بأخلاقيات المهنة والأخلاق عموما وتدين من أصر ويصر على المواصلة في الخطأ.
إن الأساس في العمل الصحفي هو الحرفية وإن أسلوب التشخيص والاتهامات الأخلاقية وهتك الأعراض والتخوين والذي تلجأ إليه بعض الصحف من مختلف المشارب يستوجب الردع القانوني فضلا عن كونه مخل بشرف المهنة وأخلاقياتها وهو دوما محل إدانة من جمعية الصحافيين.
كما تواصلت ظاهرة نشر المقالات غير الممضاة والتي ترد على أحداث أو مواقف لم يطلع عليها القارئ أو المشاهد التونسي.
وقد سبق أن شهرت الجمعية بممارسة الازدواجية في جمع التحرير الصحفي الخالص بالإشهار وهو ما يعرض مصداقية الصحافي إلى الشبهات ويلقي بظلاله على الإنتاج الصحفي، إضافة إلى الإشهار المقنع الذي تعتمده بعض الصحف في شكل ريبورتاجات أو أحاديث أو تحقيقات وحتى أخبار.
وعلى الرغم من أن قانون الصحافة ينص صراحة على وضع كلمة إشهار أمام كل مقال إشهاري في شكل تحرير، إلا أن عديد الصحف التونسية تتجاهل القانون وتلجأ إلى تقديم مواد إشهارية في شكل إنتاجات صحفية موقعة في بعض الأحيان وهي ممارسة مخلة بشرف المهنة.
وتلجأ عديد الصحف التونسية إلى سرقة مقالات من الصحافة العربية والأجنبية واستعمالها على أساس أنها إنتاجات خاصة، ودون ذكر للمصدر أو ترخيص مسبق. وتعمد بعض الصحف على غرار << الصريح >> إلى اقتطاع مقالات كاملة على أساس أنها مراسلة، بل تضيف إليها عبارة “خاص” من “مراسلنا في بغداد” أو القاهرة أو غيرها دون ذكر اسم المراسل.
وتلجأ صحف الإعلان وأضواء والصريح إلى شبكة الأنترنات لملء جزء هام من صفحاتها خاصة فيما يتعلق بالأخبار العالمية وكذلك المنوعات والصور. وجدير بالذكر أن هذه الصحف تعمل بعدد محدود جدا من الصحافيين.
الدخلاء على المهنة
يشتكي الصحافيون التونسيون في السنوات الأخيرة من تكاثر عدد الدخلاء على المهنة. ويتميز هؤلاء بأنهم ينفذون ما تطلبه المؤسسات حتى وإن كان مخالفا لأخلاقيات المهنة.
وعلى الرغم من أن الفصل 7 (جديد) من الاتفاقية المشتركة لمؤسسات الصحافة المكتوبة ينص على أنه يلتزم المؤجر بعدم انتداب أي عامل خارج إطار هذه الاتفاقية وبعدم التعاقد مع المتعاونين للقيام بأعمال في استطاعة العاملين في المؤسسة القيام بها..” فإن بعض الصحف تخرق هذا النص خاصة إذا تعلق الأمر بقطاعات حساسة مثل المنظمات والجمعيات. فصحف الشروق والصباح و”تونس هبدو” اعتمدت أشخاصا غريبين عن المهنة للكتابة في مواضيع في حين أنها تزخر بصحافيين أكفاء ومختصين./.
ليُكن المؤتمر التوحيـــــــــدي، مخْرجــــا لاتّحـــاد الطلبـــة من مأزقه
تونــــــــس؛ 2/05/2006
تعيش الحركة الطلابية في الفترة الأخيرة عدد من التحّولات الذاتية و الموضوعية، أفرزت الكثير من الضّبابية و الغموض و اللُبس. وهو ما أثر سلبيا في المواقف النّضالية لدى القواعد الطلّابية، التي اختلطت في ذهْنها و انعدمت أمامها آليّات الفرْز السليم والصّحيح.
ذلك أن تقزّم الحركة الطلابية، و التقلّص الشّديد للاتحاد العام لطلبة تونس عن لعب دوره العادي و المُنتظر منه، رسّخ و عمّق الكثير من الشعور باليأْس و بالقنوط التي تميّز الحالة النفسية لعموم الطلبة. و تسْمح، من جهة أخرى، لوزارة التعليم العالي بتمرير برامجها و التي لا تتلاءم دوما و المصالح الطبيعيّة للطلبة.
ذلك أن انعدام وجود هيْكل نقابي متكامل و متجذّر، ذو برنامج علمي، يستقْرأ الوضع بصورة عقلانية و يؤدّي مهامه العادية؛ أفرْز نوعا من الفلتان النضالي و تأْبيدا لتراجع درجة الوعي و لتخلّف ملكة الفهم لدى الشّباب المتخرج من جهاز”تعليمي”، تجْهيلي.
غير أن تناول أزمة الحركة الطلابية، و من ثمّ مكونه الرئيسي المتمثّل في اتحاد الطلبة، يستوجب الإلمام الكثيف بدقائق الأمور، و قراءة معمّقة و متأنّية للشريحة الطلابية و ثقافتها. إلى جانب تأكّد القيام باسْتبيان لآراء و مواقف ميْدانية، لتطلّعات هؤلاء الطلبة. وهو ما سنسْعى للقيام بالقليل منه، إن أمكن ذلك.
أما الحدث الحيني، الفارض نفسه غصْبا، فيتعلّق بالاستعدادات للمؤتمر القادم للاتّحاد العام لطلبة تونس. و المُنتظر أن ينعقد قريب. إذ تحوّل هذا الموعد، إلى هاجس مقّوض لمضْجع الجميع و شاغلهم الشاغل. و تجمّدت، بذلك، أهم النشاطات و التحرّكات النّضالية المفروض القيام بها. و أوّلها التصدّي للبرنامج التعليمي “امد”، و الذي، على ضوء ما يجري الآن؛ من انْعدام بروز جبْهة رفْض جماعي له، من المُفترض أن ينْطلق في تطْبيقه بداية من السّنة الجامعيّة القادمة.
و لكنْ، هذا لا ينفي راهنيّة و أهميّة الحدث النّقابي القادم، و تأْثير اسْتتْباعاته على وضع و مُستقبل اتحاد الطلبة. حيث أن بإمْكانه أن يُمثّل مدخْلا للخروج من واقع الأزْمة، كما يُمكن أن يَكون خُطوة أُخرى تُساهم في دَيمومتها.
و ليْس بجديد التذْكير، و لو بعُجالة، بدوْر السلْطــة الرّئيســي و الجوهَــري في الوصول لحالة التردّي والتّدهور التي يَحْياها الهيْكل الطّلابي. و لكنْ لا نُريد أن نتغافل عن مُساهمة الأطْراف السّياسية النّاشطة في الجامعة، في جُزء من حالة الترهّل هذه، سواءً كان ذلك بصورة عَفْوية من جانبها أو بتَعمّد. وهذا، و على عَكْس الفهْم البسيط و السطْحي لدى البعض، ليس دعوة للتخلّي عن النّشاط السّياسي في الجامعة، بقدْر ما هو إعْطاء ما لكلّ حقّ حقّه. فالاتحاد العام لطلبة تونس ليْس تجمّعا أو جبْهة سياسيّة أو وعاء لأطراف عَجزتْ عن الدّفاع المُباشر عن مواقفها و أُطْروحاتها؛ بقدْر ما هي مُنظّمة طلاّبية نقابية لها أدْوار معيّنة، تبقى محْدودة على الدّوام، ليس من الصحّي تخطّيها و إثقْالها بمهام أُخرى، و إلا انْقلب الاتّحاد إلى ضدّه، وهو ما يعيشه اليوم.
و لذلك، فان رهاننا على قُدرة المؤتمر القادم على فتْح باب إصْلاح المنظّمة و إعادة بنائها، يمرّ، حتْما، بتوْفير عدد من الشّروط الموضوعية، و التي لا يخْتلف فيها، الصّادقون داخل الاتحاد.
أوّلــها: ضرورة مشاركة جميــــع المُناضلين في تحْضير و إعْداد و تسْيير هذا المؤتمر؛
ثانيــها: الاحْتكام إلى القواعـــد الطلاّبية و الرّضوخ لآلية الصّــراع الدّيمقراطي و رفْض مبْدأ المُحاصصــة السّياسية؛
ثالثــها: اعْتبار ربْط الاتّحاد بالبرامج السّياسية للأطراف الطلاّبية، تجـــاوزا لدوْر المنظّمة و خرْقا لمبْدأ الحِياد السيّاسي تُجاه الحزْب الحَــاكم و تُجاه التيّــارات و الفصَـــائل المُعارضة.
مُنَاضِـــــــــلُون مِنْ أَجْل اتّحَاد مُنَاضِل دِيمُقْرَاطِي وَمٌسْتَقِـــــــــل
سفيان الشورابي (كلية العلوم القانونية-أريانة)
نبيل الورغي (كلية العلوم-تونس)
أحلام الكوكي (كلية العلوم-تونس)
فؤاد ساسي (كلية الحقوق-تونس)
نبوي العويني (كلية العلوم الاقتصادية-بنزرت)
شوقي عريف(المعهد العالي للتصرف-تونس)
عايش عمامي (كلية الآداب-سوسة)
أيوب الغداسي ( نائب أمين عام)
غسان عمامي (كلية الفنون الجميلة-نابل)
غسان عمراوي (كلية العلوم القانونية-أريانة)
الاتحـــــــاد العـــــــام لطلبـــــــة تونــــــــــس
طلبة قوميون
بــيــان
أمام حالة التردي التي آلت إليها الجامعة التونسية و تراجعها عن دورها الطلائعي المتمثل في انتصار منتسبيها إلى قضايا أمتهم و بدا أن تكون سندا للقوى التقدمية و جزءا من حركة التحرر و الانعتاق الاجتماعي أصبحت تمثل عبئا على مجتمعها و على قواه الحية و يعود هذا إلى نجاح النظام في تركيعها و إفراغها من أي مضمون يهدد مصالحه و وجوده عبر تدجين المنظومة التعليمية بأكملها و محاصرة العمل السياسي و النقابي مما نتج عنه:
– تفاقم عدد الطلبة و تدني مستوى المعيشة.
– خلق شعب وهمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب.
– انسداد آفاق التشغيل.
– تردي الأوضاع المادية للطلاب أمم التكلفة الباهضة لمصاريف الدراسة.
وقد زاد في حدة هذه الأزمة غياب المكونات الأساسية عن هذا الواقع وانحسار نشاطها في مجالات فوقية لا علاقة لها بواقع الجامعة مما اعكس سلبا على وضعها المتردي وعلى أداتها النقابية ” الاتحاد العام لطلبة تونس” الذي فض الاشتباك مع السلطة وخياراتها و فك الارتباط مع الطلاب و همومهم و تطلعاتهم.
ان هذا الواقع المتردي لم يكن الطلبة القوميون بمنئي عنه بل أنهم و منذ تواجدهم على الساحة الجامعية سعوا إلى الالتحام بجماهير الطلبة في معاركهم على اختلافها بدءا بما هو قطاعي مادي و معنوي إلى ماهو قطري وصولا إلى قضاياهم القومية مساهمين من موقعهم و مع من اختار الانتصار إلى الجماهير في التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف أمتنا و قد تجسدت هذه المعارك في:
– خوض اضرابات الكاباس.
– التصدي لمشاريع التعليم المسقطة.
– الدفاع عن حق الطلبة و السكن و المنحة و النضال من أجل تحسن ظروف دراستهم.
– تفعيل مطلب الحرية و الديمقراطية في القطر.
– الدفاع عن الخط النضالي لمنظمتنا النقابية و عن استقلاليتها و ديمقراطيتها.
– التصدي لمخططات التطبيع و الانخراط في مشروع المقاومة عبر الانتصار لثوابت شعبنا العربي و توقه للحرية و الوحدة و العدالة الاجتماعية.
– التصدي للكل القوى الانتهازية و الرجعية المتاجرة بأحلام الطلاب و الشعب عبر فضحها في الساحات و محاصرتها.
و رغم أن الطلبة القوميون قد تزامن تواجدهم في الاتحاد مع تعمق أزمته و تراجع ادائه و انفضاض الطلبة من حوله فإنهم تعاملوا بايجابية مع هذا الوضع من أجل إعادة الاعتبار لهذه المنظمة العريقة ناشدين هدف الحركة الطلابية في توحيد الممارسة على قاعدة الاستقلالية و الديمقراطية و النضالية و تم ترجمة ذلك في عديد المحطات المترابطة بدءا بموقفهم من انقلاب ما يسمى بالمؤتمر 23 و تشكيلهم مع باقي الأطراف المناضلة جبهة للتصدي لتلك المؤامرة مرورا بانخراطهم في مسار التصحيح الذي فشل في إعادة الاتحاد إلى مساره الحقيقي.
و أمام أزمة الحركة الطلابية و أزمة أداتها النقابية لم يختر الطلبة القوميون الركون إلى الأمر الواقع بل كان ذلك دافعا للالتحام بالجماهير الطلابية و توحيد أداتها بالدعوة إلى الانخراط في مؤتمر موحد يجمع كل القوى و الأطراف النقابية و السياسية المناضلة إلا من استثنى نفسه و انخرط في عمل مواز للاتحاد العام لطلبة تونس باعتباره الممثل الوحيد و الشرعي لعموم الطلبة على أن يكون هذا المؤتمر:
– جماهيريا: اعتماد رأي القواعد الطلابية و تشريكها فعليا في كل مراحل المؤتمر و عدم الاكتفاء بتشريك الأطراف النقابية و السياسية على قاعدة المحاصصة أو حتى الوفاق الانتخابي .
– ديمقراطيا: بتفعيل النظام الداخلي و القانون الأساسي بحيث يضمن أن يكون المؤتمر فعلا انعكاسا لإرادة الطلاب حتى و لو أدى ذلك إلى تعديل القانون الأساسي للاتحاد.
– مناضلا: أن لا يرتكن إلى رضى السلطة و شرعيتها من خلال عقد الصفقات المشبوهة و تقديم الضمانات المسبقة لأن لا أحد يملك مصير الحركة الطلابية مهما ادعى.
و من أجل هذه الأهداف التي تمثل فهمنا لما يجب عليه أن يكون عليه الاتحاد العام لطلبة تونس نؤكد على الآتي:
– ضرورة إنجاز المؤتمر التوحيدي خلال السنة الجامعية و ليس من وراء ظهور الطلاب بل بمشاركتهم.
– رفضنا منطق المحاصصة و اقتسام المواقع و تمسكنا بالخيار الديمقراطي.
– التمسك بشعارات الحركة الطلابية و أهمها القطيعة السياسية و التنظيمية مع السلطة و كل محاولات السطو على الجامعة و توظيفها في المعارك الضيقة.
– دعم كل حركات التحرر في العالم و النضال ضد الإمبريالية و الصهيونية و الانتصار لقضايانا القومية
عاشت نضالات الحركة الطلابية.
المجد للمقاومة
طلبة قوميون
بيــــــــان الجـامعـة بمنـاسبة عيد الشغل العـالمـى
قابس في: 02/05/2006
محاولة لإفشال إضراب التعليم الأساسي
مع اقتراب إضراب مدرسي التعليم الأساسي ( 11 ماي الجاري ) تذكر السيد معتمد قابس المدينة أن هناك نفر من المدرسين لم يشاركوا في إضراب 10/11/2005 الذي نفذه القطاع للتنديد بزيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني فاستغل الفرصة ليرسل إليهم ( بتأخير 5 أشهر) ” رسالة شكر و تقدير” في محاولة مكشوفة لإفشال الإضراب القادم.
الملفت للنظر في هذه الرسالة هو مفهوم الوطن و الوطنية لدى السلطة التي يمثلها و ينطق باسمها السيد المعتمد بحيث أصبح عدم الاحتجاج على زيارة وزير خارجية جزار الشعب الفلسطيني شارون لبلادنا هي ” حس وطني مرهف ” و “حماس فياض في الذود عن عزة الوطن و مناعته”. يا سلام!!!
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 ماي 2006)
مقر للحزب الديمقراطي التقدمي في القيروان
سيقع تدشين مقر لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة القيروان يوم الأحد 7 ماي 2006 بحضور الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي و مناضلين الجهة و أصدقاء الحزب من الشخصيات و ممثلين القوى الديمقراطية والجمعياتية والمستقلة.
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 ماي 2006)
الذكرى التاسعة عشرة لرحيل المناضل نبيل البركاتي
سيحيي حزب العمال الشيوعي التونسي يوم السبت 6 ماي 2006 (تعذر لنا التأكد من هذا التاريخ) بمدينة قعفور بولاية سليانة، الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال المغفور له المناضل نبيل البركاتي، النقابي وعضو حزب العمال الشيوعي التونسي. ومن المعلوم أن هذه الذكرى تحولت منذ سنوات إلى يوم وطني لمناهضة التعذيب.
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 ماي 2006)
شفاء عاجـل
علمنا بحدوث أزمة صحية للمناضل علي بن سالم، رئيس الودادية الوطنية لقدماء المقاومين، نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة. نرجوا الله سبحانه وتعالى أن يمنه بالشفاء العاجل.
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 ماي 2006)
الرابطة تحتفل بالذكرى التاسعة و العشرين لتأسيسها
ستنظم الرابطة التونسية لحقوق الإنسان حفل إستقبال بمقرها المركزي بالعمران يوم الجمعة 5 ماي على الساعة السادسة و النصف مساء.
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 ماي 2006)
قافلة العودة: موسم هجرة إلى الجنوب والعودة سياسية أو لا تكون
على بركة الله، واستجابة لرغبة العديد من الأخوة اللاجئين، نعود مجددا إلى تفعيل مبادرة ” قافلة العودة” التي وضعت على الساحة منذ شهر جويلية 2005. ولعله من المفيد أن نذكر بالإبعاد السياسية وراء المبادرة ، كما نعلن للرأي العام الوطني تمسكنا بها، وعزمنا على القيام بالخطوات العملية اللازمة مستفيدين من ملاحظات واقتراحات كل من تفاعل إيجابا مع المبادرة.
القافلة المضامين والأبعاد
أولا :
إن مبادرة العودة هي في أصلها وجوهرها مبادرة سياسية ،انبنت على قراءة وتحليل للمستجدات الوطنية في المرحلة الأخيرة وهو ما نصت عليه كل التحاليل التي واكبت وضع المبادرة على الساحة[ من جويلية إلى أكتوبر 2005] . فالعودة هنا ليست تصعيدا لهاجس حنين للوطن،، يدغدغ كل منفي ومبعد عن أهله وأرضه بل مبادرة سياسية تنتظم ضمن رؤية للمرحلة، وممكنات الفعل فيها . وهي أداة وورقة بيد المجموعة الوطنية يمكن توظيفها في الوقت المناسب، وبالشكل المناسب، لتحقيق مقاصد معلومة، وملموسة، وممكنة ضمن يوميات صراعنا مع خصوم التحرر ببلادنا .
ثانيا:
إن المبادرة تمثل في ذاتها زحزحة لهيكل الأداء الميداني للمعارضة الوطنية طيلة العشرية الماضية، حيث ترتسم الصورة في شكل” داخل يبادر وخارج يساند”، والمبادرة تعكس الحركة بصيغة “خارج يبادر وداخل يساند” ، وهو تحول في تقديرنا على غاية من الأهمية،لا شكلا فقط ، بل ومضمونا أيضا من حيث الرسالة المضمرة في المبادرة الى السلطة، والتي تفيد بإيقاف لنزيف “الهروب من القمع” وبداية الرحلة في الاتجاه المعاكس، اتجاه رفض كل حلول الخلاص الفردي والإصرار لا على العودة بل على الحق في المشاركة في الاهتمام بالشأن العام الذي تجرمه سلطة الاستبداد، مع الاستعداد الواعي لدفع ثمن ذلك الاختيار، وتحمل تبعاته وما يمكن أن يفضي إليه مقابل مكاسب سياسية واضحة ومحسوسة ومضبوطة مسبقا .
ثالثا :
قرار العودة كفعل في ذاته هو ضربة نفسية موجعة للسلطة التي جعلت من الرهان النفسي احد أدوات حكمها فجدل الخوف والرعب المنتشر و المبثوث في أعماق النسيج النفسي والاجتماعي بالبلاد، مكن السلطة من الاستفراد بالأحرار وهي مطمئنة الى ان آلة الحرب النفسية تقوم بدورها في شل كل إرادة حرة تفكر في المقاومة أو الرفض ، والمبادرة هي أحد أشكال الرد الرمزية الحادة على بسيكولوجية الخوف التي تتغذى منها السلطة وتمثل أحد مقومات استمرارها
رابعا:
خلفية المبادرة كما تبرز هجومية، وهذا البعد في تقديرنا ينسجم تماما مع استحقاق اللحظة، خاصة بعد إضراب 18 أكتوبر ، ودعوة الجميع إلى ضرورة البقاء على أرضية المبادأة وحصر السلطة في موقع دفاعي.
وتنظيم القافلة هي إحدى أدوات البقاء في موقع الهجوم ، ودفع الخصم الى مربع رد الفعل،، وهذه أطروحة في حاجة الى حوار وتبادل الرأي حولها
لقد طرحت أكثر مرة اقتراحات وتواريخ لإنجاز المبادرة، و في رأينا نري من الأسلم ألا تتحدد المبادرة بتاريخ لانجازها بل بشروط تحققها.
و هذا يقتضي أن نعمل من الآن عبر حملة تحسيسية و اتصالات مباشرة بالفاعلين علي الساحة لتوضيح المبادرة وأبعادها و علاقتها بأولويات المرحلة و استحقاقاتها، في عمل منظم و مهيكل، يحدد المهام و يتقاسم الأدوار، و في اقتراحات الأخوة المناضلين الذين كتبوا حول المبادرة في شهر أكتوبر الماضي ،خطوات عملية ممكنة و مهمة لتنزيل المبادرة ندعو للعودة أليها و دراستها، لصنع حركية جامعة حولها كمشروع قابل للانجاز في المستقبل،و ذلك ضمن المحددات التالية:
1- توفر الحد الأدنى أو الأقصى من الإجماع الوطني حول المبادرة وتفعيلها ضمن حركية ميدانية وتحت غطاء أدبي وسياسي للمجموعة الوطنية ،ونجدد دعوتنا هنا لجميع مكونات الساحة من جمعيات وأحزاب وفعاليات للانخراط المباشر في المبادرة وتوفير مستلزمات إنجازها
2- توفر الشرط الإعلامي بمعني أن تتجند المجموعة الوطنية لتحشيد السند الإعلامي وطنيا و إقليميا و دوليا للعائدين حتى لا يستفرد بهم النظام وندفعه إلى امتحان جديد أمام السلطة الرابعة.
3- الدعم الجمعياتي وطنيا وعربيا و دوليا عبر توظيف رصيد علاقتنا بفاعلي المجتمع المدني العالمي للانخراط مباشرة في المبادرة و تحصينها حقوقيا بل يمكن في هذا الصدد التنسيق مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة على اعتبارها الجهة الرسمية الدولية المعنية مباشرة بملف اللاجئين .
4- أن تنجز المبادرة ضمن حلقة من خط عام تتبناه المجموعة الوطنية بمعني أن تكون “قافلة العودة” تتويجا لحوار هادئ مسئول حول سؤال ما العمل؟ علي اعتبارها ورقة ضغط سياسية ممكنة بيد المعارضة الوطنية يمكن أن تستعملها في الوقت المناسب لتحقيق أهداف محددة و ملموسة .
ان مبادرة “قافلة العودة” في تقديرنا يجب أن تبقي مشروعا مفتوحا علي الانجاز ضمن حركية وطنية وفي إطار الشروط والمستلزمات المادية والمعنوية المنسجمة مع إمكانيات الساحة و مطالبها.
يبقي في الأخير أن نعلم الرأي العام الوطني أن نواة من المناضلين بباريس بصدد إجراء اتصالات موسعة مع المعنيين بمشروع القافلة للنظر في الخطوات العملية المقبلة لتنظيم المبادرة وتفعيلها ميدانيا وسياسيا، هذا ونجدد دعوتنا للجميع للانخراط في مساندة المبادرة و الذي لا يعني قرار العودة ذاته فالقافلة تسعد بالانخراط فيها بأي شكل كان و بما لا يحرج صاحب عذر في قرار العودة ذاته.
نورالدين ختروشي
باريس في 30 أفريل 2006
للمراسلة يرجى الكتابة على العنوان الالكتروني التالي: kafelatoun@yahoo.fr
ملاحظة ـ النص هو محصلة لحوار مع العديد من الإخوة المناضلين جزاهم الله عنا كل خير، أذكر منهم أساسا السادة أحمد المناعي، عبد العزيز شمام، عماد بن محمد، عبد السلام لسود، الطاهر بوبحري، وفتحي النصري، فجزيل الشكر لكل من ساهم في صياغته النهائية.
بيان إلى الرأي العام
ومن يهمّه الأمر:
هل في هذه البلاد أهل مروءة يجيرون الغريب ويسعفون المحتاج؟؟؟
إنّ الفقير إلى ربّه الغنيّ بحمده كاتب هذه الأسطر، لم يكن ليوم أن يدّعي غير حقّه أو أن ينادي يومًا بغير ما يراه حقّا، وإن خيّرت مرّات الصمت فلم يكن ذلك من باب الخوف أو الجبن بقدر ما هو تقدير الأمور على حقيقتها دون الانزلاق وراء الأهواء التي تجلب مضيعة أو النزوات التي تخلّف ندمًا. بل إنّ والدي رحمه الله قد ألزمني بقسم عدم إيذاء أهل البلد مهما كانت المرتبة ومهما جاءت المنزلة من باب أن الضيف مهما طاول المكوث وجب أن ينظر إلى ذاته في صورة عابر سبيل وليس له من أيّ وجه أن يحشر نفسه بين أهل الدار، وإن دثّر قوله بحسن القول ونواياه بجميل المقصد، وقد لاحظ قراء هذا الموقع ممّن شرّفوني بقراءة كتاباتي ومتابعة ما نشرت بأنّ جميعها دون استثناء جاءت خارج مجال الخلاف القائم بين أهل هذه البلاد، سواء من يتقلّدون مقاليد الحكم أو من خالفهم الرأي وعارضهم.
رفضت في إصرار أن أحشر نفسي ضمن مجالات الخلاف وقد تعاملت مع الجميع من باب ما يجبل العلاقات الإنسانيّة من حسن الخلق وحلو المعشر، ولم تكن من خلافات سوى ما رأيته من باب الأخلاق وهي من الأمور التي لا تحتمل مواقف وسطى، حين يكون الصمت جريمة والسكوت عار والتأجيل مجلبة للشكّ والتحاشي علامة جبن فارقة…
ما دفعني للكتابة هو ما راكمت نفسي في هذه البلاد من هموم وما أصابني من أذى البعض، وقد خيرت سابقًا الصمت وتحاشي الكلام خوفًا من سوء التأويل لدى البعض وما يعمد إليه هذا أو ذاك من قراءة الأشياء على غير وجهها، وبعد طول تفكير خيرت المجاهرة بالقول خاصّة وأن الانزواء لم يشفع لي أو كان الصمت درعًا أو حاميًا، فقد كنتُ يوم الأربعاء متّجها إلى مقرّ جريدة «الوحدة»، الكائن بعنوان 7 نهج النمسا، حيث أعمل بعد أن تناولت طعام الغذاء مع بعض الزملاء والأصدقاء، وما راعني وأنا في نهج الكندا الموازي، سوى بجمهرة من الرجال تتّجه في صراخ نحو المارّة آمرة الجميع في عنف وشدّة بالتفرّق ومغادرة المكان، وكان أن امتثلت في هدوء خاصّة وأنّ أهل الأمر أظهروا إصرارًا وشدّة بل عنفًا وصرامة وتكلّموا بلهجة السلطة دون أن يبدوا على قولهم دليلا أو يستعينوا على الأمر ببيّنة، وعند الوصول إلى مستوى العمارة التي يقع بها مقرّ جريدة «الوحدة»، هممت بالدخول ، فنهرني أحدهم وهدّدني ثانٍ، وقد حاولت إفهام الجميع بأنّ ليس من هدف سوى الالتحاق بمقرّ عملي، فكان أن نزل كلامي عليهم نارًا وزاد من غضبهم وهمّ بي أحدهم، لأفهم بأنّ الأمر غير قابل للتفاوض، فواصلت السير على غير هدى، ليتصل بي لاحقًا أحد الزملاء مخبرًا أنّ هذه «القوّات» أخلت الموقع وأن بإمكاني العودة سالمًا!!!
قد يرى البعض بأنّ هذه الحادثة تأتي من أبواب «عاديات الأمور» وأنّ هؤلاء تصرّفوا على غير هدى من أمرهم، إلاّ أنّ كاتب هذه الأسطر يعيش في وضعيّة قانونيّة لا تختلف عمّا نراه من حال المهاجرين غير القانونيين الذين تتقاذفهم السفن أو هم أسفل الدرك، فبحكم جنسيّتي الجزائريّة، يكون من واجبي طلب بطاقة إقامة، كما هو الحال في كامل بلدان العالم أو يكاد، لكنّ السلطات التونسيّة تشترط تقديم جواز السفر ضمن الوثائق المطلوبة، والأمر عاديّ ومقبول، لكنّ كاتب هذه الأسطر لا يملك جواز سفر…
استولى أتباع السيّد محمّد العفيف شيبوب، النائب الأوّل لرئيس مجلس النواب وزبانيته وصبيانه يوم 21 جويلية 2003 على مقرّ سكني الوظيفي وعاثوا فسادًا في ممتلكاتي وقد رفعت الأمر إلى أصحاب الأمر في هذه البلاد دون جدوى ورفعت قضيّة عدليّة لا تزال إلى حدود الساعة على مذهب واصل بن عطاء، في منزلة بين منزلتين، أيّ أنّ القضيّة لم تلق رفضًا ولم تجد قبولا وهي إلى حدّ الساعة في حالة انتظار…
قد يحسب البعض أنّ هذه القضيّة هي من القول الذي يستند إلى القول، بل أملك من الوثائق القانونيّة، والشهادات الموثقة لدى عدلي إشهاد بما يثبت أنّ المدعوّ عبد الرزّاق الدريدي [العضد الأيمن للسيّد محمّد العفيف شيبوب زمن الفعلة] قد قام باستثناء مصوغ زوجتي ليوزعه على طريقة عصابة الأربعين حرامي بين أفراد العصابة التي شاركته عمليّة الاقتحام والسطو…
إننّي أتّجه إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالسؤال عن سبب هذا الصمت أو هذا التأجيل أو هذا الإبطاء، خاصّة وأننّي أعيش وضعًا قانونيّا مزريا، فليس بمقدوري إمضاء عقد بحكم أن بطاقة إقامة قد نفذت صلاحيتها ولا يمكنني صرف أيّ صكّ، بل يمكن لأيّ عون أمن ترحيلي إلى الجزائر وهو على حقّ بل ضمن القانون التونسي الذي يرفض ـ كدول العالم ـ إقامة المهاجرين غير القانونيين…
أتّجه إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وأستحلفه بطلب الأمير عبد القادر حين راسل بايات تونس موصيا بالجزائريين الذين فقدوا الأرض وعائلتي كانت ممّن أوصى بهم الأمير الجزائري خيرًا…
الموضوع، فليس لكاتب هذه الأسطر أن يشترط شيئًا، بل له أن يطالب فقط ضمن ما تمنحه القوانين التونسيّة…
أعلم ويعلم جميع القراء، أنّ من يجلسون على سدّة السلطة لا ينظرون إلى القول بل لا يحسبون من الأمر سوى بيّنة، لأطلب من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، الإذن لمن أمسكوا قضيّتي بسرعة البتّ في
لولا بعض الحياء، وما لا يجوز طرحه من الأسرار، لأخبرت القراء بالفضاعات التي أصابت أهل بيتي، فقد إعترض أحد أفراد العصابة زوجتي ليخبرها في شماتة وحقد أنّه ومن معه يرفقون كؤوس الخمرة بملابسها الداخليّة، وهذا «السكير» هو من أقرب المقربين إلى السيّد النائب الأوّل لرئيس مجلس النوّاب آنذاك… أمّا عن ولديّ فكلّ واحد منهما يجري جلسات مع طبيب نفساني، ومن أراد من الأمر معرفة عليه بمراجعة «المركز الوطني للطبّ المدرسي والجامعي بتونس»، وأضيف أنّ أبني الأكبر كان يرتدي نظارات طبيّة ولم يعد في الوسع شراء بدل، علمًا وأنّ ولديّ يحملان الجنسيّة التونسيّة…
أختم قولي بأنّ ما دفعني للصمت والتعقّل هو يقيني بأنّ ما أصابني من فاسق أو فاسد أو خائن، لا يمكن أن يجعلني أغيّر نظرتي إلى أهل هذه البلاد، فلي بينهم وفيهم أهل وإخوة وأصدقائي، وأقول بل أصرّ إن أصابني من هؤلاء صاع، فقد أصاب هذه البلاد قناطير، بل رفضت ولا أزال «تدويل» قضيّتي من باب أن فعل السفهاء والسفلة يستوجب الشكوى لأهل الأمر والماسكين لدواليب السلطة…
وجدت نفسي بحلول عشيّة يوم 21 جويلية 2003، نفسي وأهل بيتي لا نملك من متاع هذه الدنيا سوى ما نرتدي من ملابس، وفهمت معنى أن يفقد الإنسان كلّ شيء دفعة واحدة، أن يفقد ماله ومتاعه وكتبه وجميع الصور العائليّة التي تمثّل ذاكرتي وذاكرة عائلتي، بل «تصدّق» المدعوّ عبد الرزّاق الدريدي ببعض متاعي وتصرّف في بعض آخر…
قضينا أشهرًا في غرفة لدى أهل الخير لا تزيد مساحتها عن أربعة أمتار مربّعة نفترش حشايا بالية، إلى حين أصبنا بعض الفرج…
أودّ أن يرفع السيّد محمّد العفيف شيبوب قضية لدى العدالة ـ إن أراد ـ علّنا بذلك نكشف الحقيقة وينال كلّ حقّه…
نصر الدين بن حديد
من سجين الانترنت علي رمزي بالطيبي “السجن المدني ببرج الرومي”
إنّي أقيم حاليا في عزلة ببرج الرومي وقد قمت بالكف عن الإضراب الوحشي بتاريخ 18/04/2006 وأواصل إضرابا عاديا عن الطعام حالتي الصحية متدهورة جدّا ومساء يوم 18/04/2006 تقيأت كميات كبيرة من الدم وأصبت بنزيف حاد قام إثره المقيمين في الزنزانة الانفرادية المجاورة للعزلة بمناداة الحراسة لمّا علموا بحالتي ، لكن لا حياة لمن تنادي وقد توقف النزيف بعد مدة ولازلت أواصل الإضراب عن الطعام .
رد على السيد محمد مواعدة
بقلم: علي رمزي بالطيبي
في معرض الرد على بحث موجز لمحمد مواعدة نشر بتاريخ الأحد 17 أفريل 2006 في جريدة الصباح و أرجو أن يتسع صدر السيد مواعدة لهذا الرد الجزئي.
أولا ّإنّ ما قدمه مواعدة في بحثه يناقض محتوى ما استرسل فيه، فالمناصحة لا تكون بهذه الطريقة وإلا تحوّلت إلى مفاضحة لا تستند إلى أسس سليمة بالنسبة لبعض الأمور الفكرية الفقهية التي تستوجب الرد فسأترك المجال لأهل الاختصاص للرد عليها وسأتطرق إلى نقطة مهمّة أرى من واجبي كمتابع للساحة السياسية الرد عليها يقول محمد مواعدة فيما معناه : أنّ بعض تيارات الإسلام السياسي تدعو إلى تحالف مع وشنطن، فإنّ قاعدة إزالة واحتواء الكره الموجود في الشباب العربي والإسلامي إزاء الأمريكان من المعلوم بالضرورة لدى الجميع أن السبب الرئيسي للكره المتأصل في النفوس إزاء الولايات المتحدة هو غطائها السياسي ودعمها للديكتاتوريات الحاكمة في العالم العربي والإسلامي، وإن رفعت أمريكا غطائها على هذه الأنظمة الاستبدادية فلا شك أنها ستزيل السبب الأكبر للكره تجاهها لكن تبقى أسباب أخرى مثلا الدعم الغير مشروط لإسرائيل واحتلال العراق وأفغانستان وعدم تحديد تعريف واضح للإرهاب، فإن اعتبرنا أن ّحماس والمقاومة في العراق إرهابا على المطلق فإن هذا المنطق يفرض علينا إن جورج واشنطن الأب المؤسس للولايات المتحدة كان إرهابيا وإن قاريبالدي في إيطاليا كان إرهابيا و كذلك شارل دي قول في فرنسا ولفظ الإرهاب يجعل لفظا آخر يطفو على السطح ألا وهو الإرهاب المضاد، هذه الصورة كاملة كما يطرحها المتحاورون مع الولايات المتحدة وكما تدركها أمريكا نفسها ، وليس كما يصف ذلك السيدة مواعدة بتبسيط مخلّ.
(المصدر: مراسلة عبر البريد الالكتروني بتاريخ 3 ماي 2006)
يحدث في تونس
تحية إكبار
إلى أسرة تونس نيوز
ليس بوسع الكلمات اختزال معاني الإكبار والتقدير التي ترتقي إلى مقام أسرة تونس نيوز هذه الأسرة الفتية التي أبهرت بحرفية أدائها وصرامتها في الثبات على استقلالية قرارها لتوفر عبر مساحتها الإعلامية الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم ومواقفهم بحرية من دون أن تلاحق مقالاتهم الرقابة المرتكزة على التمييز الايديولوجي أو التصنيف السياسي مما أعطي هذه النشرية المتميزة المصداقية وصفة الانحياز إلى الكلمة الحرة والمقالات الهادفة فيشارك الجميع في صنع وطن حر تقبر فيه الدكتاتورية والاستبداد وينعم فيه الشعب باستقلالية قراره دون خوف من رقيب يعد عليه أنفاسه أو مستبد تستهويه فكرة انقلاب فيغتال الأنفاس الحرة ويبني على أوجاعها قلاعا مغلقة ظاهرها يعبق بديموقراطية زائفة وباطنها يئن بالمظالم وهتك الأعراض وإفساد الحرث والنسل.
قد لا يكون لكلمات الإطراء معني لو تمتعت أسرة تونس نيوز بإمكانيات تقنية هائلة وبجحافل من الصحفيين المحترفين والمتفرغين لهذا الصرح الإعلامي .. وقد أحشر ضمن المداحين المتملقين لو كان لهذه الأسرة الإعلامية حسابات بنكية محشوة بالملايين وسيارات فاخرة لمديريها ورؤساء تحريرها, ولكن يشرفني بأن أخط كلماتي هذه الغارقة في التمجيد والإشادة لأنني أمام أفراد أسرة مستضعفة مخلصة للوطن وللحرية ينفقون بدون حساب ولا يتقاضون إلا التعب والإرهاق, ينام قرائهم وهم لا ينامون, يسافر قراؤهم ويتمتعون بعطل آخر الأسبوع وهم متسمرون أمام الحاسوب يلاحقون الكلمة الهادفة والمقالة المتميزة.
ننعم نحن بدفء العائلة وهم لا يجدون الوقت لكي يبتسموا في وجوه زوجاتهم…. قالت إحداهن أنا متزوجة حاسوبا ما دمت لا أرى من زوجي إلا ظهره… ولكن وراء كل رجل عظيم امرأة ولولا هاته النسوة المتميزات بقوة الإخلاص والصبر العجيب على أزواجهن لما تمتعنا بخير هذه النشرية المتميزة ولما استمررنا في متابعتها كل يوم دون انقطاع…
فما جزاء هؤلاء الفتية المبدعين… للوطن حق الإجابة فكل التضحيات كانت لأجله وهم أفنوا سنوات لكي يهدوه والمستضعفين نسيم الحرية.
فتقبلوا مني أحبتي ورفقاءنا في الكدح من أجل وطن حر أحر التهاني وسنبقي متعاهدين على مواصلة المشوار نشد أزركم ونكابد معكم إلى أن ينمحي الاستبداد من أرض تونس الخضراء.
أخوكم فخرى/ هولندا
تعليق “تونس نيوز”
فعلا لا بد من توجيه الشكر والتقدير والإمتنان لزوجات العاملين في فريق النشرية الذين ندين لهن بالكثير والذين لن نتمكن من إيفائهن حقهن مهما قلنا أو كتبنا. فلولا تفهمهن الرائع وصبرهن الجميل وتحملهن لما أمكن للفريق – بعد توفيق الله تعالى – السير في هذا الطريق على مدى هذه السنوات بأيامها ولياليها. فشكرا للأخ فخري الذي انتبه إلى هذه المساهمة الرائعة والحاسمة لبعض حرائر تونس في معركة التحرر والإنعتاق والخروج من وهدة الديكتاتورية والتخلف الحضاري.
وبهذه المناسبة، شكرا جزيلا لكل السادة والسيدات الذين تكرموا بمراسلتنا للتهنئة والتشجيع بهذه المناسبة. نسأل الله تعالى أن نكون في مستوى المسؤولية والثقة الغالية و لا نملك إلا أن نقول “اللهم اجعلنا خيرا مما يقولون واغفر لنا ما لا يعلمون”.
فريق تونس نيوز
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
تونس فس 1/4/2006
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
مزيد دعم العدالة الجبائية بين كل الشرائح الاجتماعية لضمان الشفافية
في 27 /3/2001 نظم التجمع ندوة بعنوان حوار مفتوح بدار التجمع بالقصبة بإشراف السيد وزير المالية وأعضائه و بمشاركة كل الإطارات السياسية ورجال الأعمال وكان موضوع الحوار السياسة الجبائية والتجارة الموازية التي أضرت بالبلاد. وكان انقسم الحوار إلى جانبين جانب يطالب بمزيد الشفافية والعدالة الاجتماعية بصفة أكثر وضوحا حتى يساهم الكبار مع الصغار في تنمية الاقتصاد وموارد البلاد بصفة عادلة بعيدا عن كل تدخل أو هروب من الاداءات الجبائية على غرار مساهمة العمال والموظفين مباشرة عن طريق الخصم من الجرايات بصفة آلية مباشرة وكذلك صغار التجارة (برنامج تقديري للأداء) وكذلك أصحاب المهن الصغرى أما كبار رؤوس الأموال فلا احد يراقب دفعهم للاداءات إلا من رحم .
و الموضوع الثاني التجارة التى الموازية أخذت نصيبا في الحوار الحر المفتوح وقد سميته الحوار المفتوح ولكن في الحقيقة العبرة بالنتائج ..فبعد مداخلتي التي اتسمت بالصراحة والوضوح والشفافية المسؤولية وحرية الكلمة وديمقراطية الحوار فإنها لم تعجب بعضهم و خاصة المسؤول عن تنظيم الحوار. وقد وقعت قطيعة ولوم شديد حتى تساءل البعض لماذا هذا الحوار الواضح والصريح والمزعج ؟؟؟؟ و كان الرد عنيفا على تدخلاتي حول التهرب الضريبي والتجارة الموازية .
وقلت بعد الرد العنيف على مداخلتي أين إذا الحوار المفتوح يا ترى و ارجوا أن تكون مداخلتي مسجلة حتى يقع الرجوع إليها والإصغاء إليها من جديد وبذلك نعرف من هو على حق ومن هو على باطل. واليوم وبعد مرور 5 سنوات هناك مبادرات وندوات وحوارات في التلفزة عن التجارة الموازية بعد أن نخرت اقتصاد البلد لأكثر من عقد من الزمن. وأصبح هناك من إستثرى من تلك التجارة وأصبحت لهم سيارات ” تفجع ” ويصل سعرها إلى ثمن خيالي وربما تفوق الخيال …ولعلّي لو ادخرت جرايتي لمدة 35 سنة لم استطع شراء سيارة من ذاك النوع …اتمنى ذلك من رزق الحلال الطيب و الحمد لله على الصحة والعافية والسلامة ؟؟؟؟ قلت إن هذا الحوار كان أشبه بتعتيم حواري وعدم الرضاء.. والسيد وزير المالية السابق محافظ البنك المركزي حاليا يعلم علم اليقين هذه المواقف لكن هو بعيد ولم يسمع منه كلمة جارحة ….أو لوم بل أجاب حسب الظرف الذي يسمح بذلك …واليوم وبعد خمسة أعوام تذكرت هذا الحوار المفتوح الذي تم يوم 27/3/2001 وقلت لو وقع الإصغاء إليه بتدبّر وعقلانية ووطنية لوجدوا فيه معاني غزيرة وفوائد كبيرة وأفكار ناصحة لتجاوز كل الإشكالات في ابناها ومعالجتها في وقتها قبل الاستفحال وقبل 5 أعوام كاملة من الاستغلال والربح على حساب اقتصادنا . ولست ادري لماذا الخوف من الكلمة الحرة والحوار الديمقراطي البناء النزيه الصادق الذي يعتمد على الوضوح و الصراحة و تسمية الأشياء بأسمائها دعما للتعددية الفكرية والحوار الديمقراطي. ولا شك أن بعض الحاضرين يومها كانوا على غاية الإنصات والعقلانية والفهم للحوارات ولكن شتان بين الحوار والتنفيذ …و في كثير من الأحيان يكون الحوار لمجرد الإصغاء على أن يكون محتشما وليس فيه قدح ومس للآخرين أو يجعلهم محروجين أمام التفكير في البقاء في المنصب ولا يهمّه اقتصاد بلده وهذا هو السائد عند بعضهم . هذه لمحة خاطفة عما حصل يوم 27 / 3 / 2001 ودفعت الضريبة ضريبة الصراحة والحرية التي لا يتحملها بعضهم ولا تعجبهم مع الأسف واليوم بعد 5 أعوام وشهر واحد بعد أن أصبح الحوار حول هذه المواضيع مطروحا بطريقة أو بأخرى وهناك محاولات وحوارات وهناك رقابة اليوم على التجارة الموازية وهناك من وقع رفع ما ورّده مؤخرا بصفة آلية وكان من المفروض ان تكون الرقابة قبل الخروج البضاعة من المستودع .
ومن جهة أخرى أرجو مزيد تطوير المجلة الجبائية لمزيد الشفافية في الأداء . و أعطي أمثلة متواضعة للمقارنة بين صاحب الشركة والخواص….فصاحب الشركة يستهلك البنزين لسيارته وشاحنته وفي آخر العام تخصم الكمية كاملة بنسبة 18 في المائة من الاداءات على القيمة المضافة. كما يخصم ثمن شراء السيارة و يخصم من الأداء على الضريبة الشخصية وكذلك الشأن كل توسعة او بناء في المؤسسة يطرح من الأداء على المدخول ويمكن لصاحب الشركة أن يشتري 260 الف دينار لسيارات مقابل 150 ألف دينار استهلاك بنزين ومصاريف قطع الغيار و 550 ألف دينار لتوسعة مشروعه وبناء مستودع جديد لتصبح الجملة 950 ألف دينار غير خاضعة للأداء على الضريبة الشخصية وربما كان نصيب الخزانة 500 ألف دينار من الضريبة او اكثر لكن صاحب المشروع حسب القانون الجاري به العمل يسلم من دفع هذا المبلغ ..هذا بالنسبة لصاحب الشركة أما الفلاح الصغير أو الموظف فان البنزين يقتنيه بسعره دون استرجاع القيمة المضافة 18 في المائة والسيارة من مكتوبه و البناء و شراء الأرض من ماله الخاص أو بقروض بفوائض كبيرة . وأحيانا تقع المراقبة من أين لك لبتني و تنجز مسكنا من أين المال وبعض الفلاحين الصغار يتحصلون على تعويض بسيط وكان من المفروض أن يسترجع هؤلاء قيمة الأداء كاملة أي 18 في المائة. وأصحاب التجارة الصغيرة بواسطة الشاحنة كلهم أصحاب مهن صغرى يستحقون التشجيع بعد ارتفاع البنزين بأكثر من مائة بالمائة في ظرف 8 أعوام فقط . ولا بد من حل لهذه الشريحة و إيجاد صندوق مساعدات مثلا لحماية اصحاب الشركات وتلك هي العدالة الجبائية المنشودة … فالمطلوب كما يدفع العامل والمواطن العادي والفلاح الصغير والمتقاعد أن يدفع صاحب المشروع الكبير والذي يتمتع بالمليارات من البنوك والامتيازات واقتناء الأرض بأسعار رمزية والامتيازات الأخرى في مجال التشغيل والصناديق الاجتماعية وفترة الإمهال والمنح التي تصل إلى 25 في المائة في بعض الجهات كجهة الحنشة والسواسي مثلا ..هذه العدالة المطلوبة في الجباية.. فالمواطن المتقاعد دفع طيلة 35 سنة مثلي وبعد التقاعد ما زال يساهم في الضريبة الشخصية بحوالي ألف دينار سنويا . والآخر له شركة أو مهنة حرة كبرى يحصل ابنه على المنحة المخصصة للطلبة وابن المتقاعد او العامل يحرم لان والده يفوق دخله 2500 دينار سنويا وهذا الدخل يعتمد مقاييس عام 1963 أين يدفع على الطفل 45 دينار عندما كانت علبة الياغورت بعشرين مليما والحليب ب 70 مليما و الحذاء ب 3 دنانير أما اليوم فالأسعار ارتفعت 15 مرة لمصاريف الأطفال وكان من المفروض ان تكون المنحة 550 دينار على كل طفل مع إعفاء كل مدخول اقل من الأجر الأدنى المضمون أي إلى حدود 2800 دينار سنويا و الذي يعوض هذه الشريحة حسن أداء أصحاب الشركات إذا أخلصت النوايا و غاب المتدخلون و أصحاب المنافع و دفع الضريبة بالنسبة لأصحاب الشركات كاملة أفضل من أن يساهم ب 100 ألف دينار لصندوق 26 26 أو لجمعية رياضية كبرى ويعفى من المليارات ….اعتقد أن مراجعة مجلة الجباية وضرورة تطبيقها تطبيقا حازما أمر هام لفائدة اقتصاد البلاد مع دعم الطاقة الشرائية للشريحة الأخرى حيث أن ميزانية الأسرة تضررت من ارتفاع فاتورة الاستهلاك الماء و النور الكهربائي التي فاقت الزيادة في سعرها ال16 في المائة وفاتورة الغاز الذي كنا نعقتد انه مساعدة من الشقيقة الجزائر والذي يمر عبر أراضينا إلى الأراضي الايطالية وارتفاع سعر البنزين إلى 3 أضعاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومواد التنظيف والأدوية حدث ولا حرج فالارتفاع فيها مهول ولا يطاق مع الأداء على الضريبة والقيمة المضافة كل هذا أثقل كاهل ميزانية العائلة ولو كان الدخل يتراوح بين 400 و900 دينار فنسبة 20 في المائة أداء مباشر وغير مباشر بالإضافة الى الفاتورة التى ذكرتها باختصار ولا ننسى النقل والهاتف ومصاريف المدرسة والمعهد و تكاليف الطالب والتلميذ حقا انه جهاد و الله جهاد والأدهى والأمر أن المواطن الذي يتأخر في دفع فاتورة الماء أو الكهرباء يدفع ضريبة ب 12 دينارا فإلى متى هذه الدوامة التي تعصف بجيب المواطن ودخله ومصروفه ومتى يخفف الحمل عن المواطن ومتواضعي الدخل يا ترى .
هذا فيما يخص الحياة العائلية التى ارتفع تكاليفها أكثر من 15 مرة منذ 1988 أي حوالي 26 سنة خلت وارتفع بالخصوص ثمن المسكن الشعبي الذي كانت تكلفته لا تزيد عن 4000 دينار الى 38000 دينار أي مضاعف 10 مرات وقيمة متر من الأرض التي ارتفعت من 7500 للمتر الواحد إلى 150دينار حاليا أي حوالي 20 ضعفا و تسويغ محل السكنى من 30 دينار عام 1980 إلى 250 حاليا أي حوالي 10 مرات كل هذه العوامل تأثر على دخل الأسرة . وفي الأخير نرجوا التفهم لمثل هذه المواضيع و لا ننسى أن شريحة ناضلت طويلا ولم يسعفها الحظ في الزيادة طيلة 6 أعوام أما الأسعار وارتفاعها فقد أكلت الزيادة في الجور وأحرقتها بلهيبها .
قال تعالى: “وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون” صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
تونس
في الرد على عم العروسي الهاني
بكل موضوعية ماذا كسبت تونس من بورقيبة ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته