الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3872 du 29.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


 الحوار.نت:ابتزاز خطير يطال أسرة البوعزيزي!!!

اعتقال للإعلامي والإطار بالحزب الديمقراطي التقدمي المولدي الزوابي

حزب العمال الشيوعي التونسي :بلاغ حول اعتقال عمار عمروسية

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

السبيل أونلاين:حصار بيت زهير مخلوف بـ 12 عونا من البوليس السياسي

حــرية و إنـصاف:الإفراج عن الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد

الجزيرة نت:امتد لقفصة والكاف وباجة وقبلي الاحتجاج يتصاعد وبن علي يتوعد

كلمة:مساندة عربية لاحتجاجات الشباب العاطل عن العمل في تونس

كلمة:عناصر الأمن بجندوبة تعتدي على محامين ونشطاء حقوقيين

خميس بن بريك:وسط حصار أمني محامو تونس ينتفضون

كلمة:الكاتب العام الجهوي للشغل بالمنستير يرفض مساندة سيدي بوزيد

الصباح:بإذن من العقيد القذافي رفع فوري لكل الرسوم والقيود الإدارية والمالية عن دخول التونسيين

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين:بـيــــــان

الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس:بيــــان

تحالف المواطنة والمساواة :ندوة صحفية

سويس انفو:تعديل وزاري في تونس يطيح بوزير الاتصال على خلفية احداث سيدي بوزيد

كونا:تونس.. تعديل حكومي شمل وزارات الاتصال والتجارة والشباب والشؤون الدينية

الحوار نت:بن علي يتوعد بالملاحقة دويتشه فيله:

أحداث سيدي بوزيد تتحول إلى معركة إعلامية رأس حربتها فيسبوك

إعلامي تونسي لـ »قدس برس »: البطالة لغم اجتماعي قابل للانفجار

الصباح:علماء نفس:فعل الانتحار معد كالفيروس

 رياض حجلاوي:خطابك المشئوم  لشعبنا المحروم

عائشة بن محمود:أزمة البطالة تقصم ظهر الحكومة التونسية

راشد الغنوشي:سيدي بوزيد تفصح عن تونس الحقيقية

بشير الحامدي:تونس ـ إنتفاضة سيدي بوزيد إنتفاضة عفوية ولكنها رفعت عاليا راية المقاومة

محمد المرواني:لمادا الرصاص الحي

هيثم مناع لـ « قدس برس »: تونس بعد أحداث سيدي بوزيد لن تعود كما كانت

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان:تونس : حكومة بينوشيه العربي،تقابل الاحتجاجات السلمية بالرصاص الحي

بريان وايتيكر:هل يلقى بن علي مصير تشاوسيسكو؟

ملف جريدة الأخبار اللبنانية:آخر أيام بن علي

السبيل اولاين:فيديو:العجوز فاطمة تبانة تعلّق إضرابها وتأمل حلاّ لقضيتها

كلمة:المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل ينظر في طلب استقالة على رمضان

ايلاف:ألفة يوسف: المؤسسات الدينية لا تستند إلى مقاصد الشريعة لأن الاستناد إليها يفقدها سلطتها


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm  


 

ابتزاز خطير يطال أسرة البوعزيزي!!!


سيدي بوزيد – الحوار نت – علمت شبكة الحوارنت من مصادر خاصة أن عناصر أمنية مختصة مستعينة ببعض أقرباء الضحية المنتمين إلى هياكل الحزب الحاكم قادوا عملية تفاوض مرعبة مع أم البوعزيزي وأخواته وقد تمت هذه المفاوضات تحت حالة ترهيب مفزعة مشفوعة بشيء من الترغيب والوعود وأفاد المصدر نفسه أنّ الأمر تم بحضور السلطات الجهوية التي ساهمت في إخضاع الوالدة المحروقة على ولدها حيث هددوها بإمكانية رفع العناية المركزة عن البوعزيزي ونقله من المستشفى المختص ببن عروس إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد مثله مثل غيره من أبناء الجهة إن لم تستجب لمطالبهم بالتحول إلى مقابلة الرئيس، الأمر نفسه حدث مع أخوات الضحية وقد ذكر المصدر أن السلطات أخبرت الأم أن أحكاما قاسية تترقب البوعزيزي قد تصل إلى السجن مدى الحياة بعد تعافيه وأن ذهابها إلى مقابلة الرئيس ستعفيه من أي متابعة ثم تمكنه من شغل محترم وقار بالجهة. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  


اعتقال للإعلامي والإطار بالحزب الديمقراطي التقدمي

المولدي الزوابي


تعرض اليوم الأخ مولدي الزوابي الإطار بالحزب الديمقراطي التقدمي والإعلامي المعروف إلى الإيقاف، أثناء قيامه بواجبه الإعلامي في تغطية الأحداث ، من طرف أعوان أمن بالزي المدني  اقتادوه إلى مكان مجهول. و كان الأخ الزوابي يغطي فعاليات الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المحامون بجهة جندوبة تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد والتي واجهها أعوان الأمن بالاعتداء بالعنف الشديد الذي  طال  عديد المحامين وخاصة منهم الأستاذ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الذي اعتدي عليه مرتين متتاليتين مما أدى إلى إغمائه ونقله إلى المستشفى وكذلك الأستاذين سعيد المشيشي والهادي المناعي. والحزب الديمقراطي التقدمي الذي يحيي وقفة كوادره ومناضليه إلى جانب المطالب الشعبية المشروعة ، ـ يستنكر بشدة إيقاف الأخ الزوابي ويطالب بإطلاق سراحه فورا ، ـ يعبر على تضامنه الكامل مع المحامين والنقابيين والحقوقيين الذين تعرضوا للاعتداء اليوم أثناء الاعتصامات والتحركات المختلفة التي شهدتها مدينة جندوبة ، ـ يؤكد أن سياسة العصا الغليظة التي ما فتئت تنتهجها الحكومة  في وجه التحركات الشعبية والقطاعية لن تفت من عزائم مناضلي الحرية ولن تزيدهم إلا إصرارا على الدفاع على حق التونسيين  في الكرامة والعدل ، ـ يهيب  بالإعلاميين الأحرار و بكل المناضلين الديمقراطيين أن يكثفوا من أشكال النضال والمساندة من أجل رفع المظلمة المسلطة على الأخ المولدي الزوابي وعودته السريعة إلى أبنائه وعائلته. تونس في 29 ديسمبر 2010 الأمينة العامة مية الجريبي  


حزب العمال الشيوعي التونسي : بلاغ حول اعتقال عمار عمروسية


اعتقل البوليس السياسي صبيحة هذا اليوم، بقفصة عمار عمروسية المناضل بحزب العمال الشيوعي التونسي ومراسل جريدة البديل الالكترونية. إنّ هذا الاعتقال يأتي على خلفية المقالات والأخبار التي ينشرها عمار عمروسية يوميا في صفحات « البديل » الالكتروني، حول انتفاضة الفقراء في سيدي بوزيد وفي كافة مناطق البلاد كما يأتي هذا الاعتقال ساعات بعد الكلمة التي ألقاها عمروسية في التجمّع الاحتجاجي الذي نظّم في قفصة، وبعد الحوار الذي أجرته معه قناة فرنسا 24 باللغة العربية. إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي، يدين اعتقال عمار عمروسية ويعتبره انتهاكا لحرّية التعبير وتكريسا لما أعلنه بن علي في خطابه البارحة من تصعيد للقمع لتلجيم الأصوات الحرّة في البلاد. إن حزب العمال يطالب بإطلاق سراح عمار عمروسية ورفع التضييقات المضروبة عليه. كما يطالب بإطلاق سراح كافة الموقوفين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية الحالية. تونس في 29 ديسمبر 2010 حزب العمال الشيوعي التونسي  

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 29 ديسمبر 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

أوقفت الشرطة اليوم الناشط السياسي عمار عمروسية بقفصة ولم يطلق سراحه الى حد الآن. إلى ذلك أعلمنا بعض أهالي الرديف عن وقوع مداهمات أمنية ليلة البارحة شملت العديد من المنازل  ، وذلك اثر الحركة الاحتجاجية التي وقعت مساء الاثنين الماضي. وقد وقع إيقاف بعض الشباب ، منهم السجين السابق، جهاد ملكي ،  المحكوم في الحركة الاحتجاجية السابقة سنة 2008. اللجنة الوطنية تدين هذه الإيقافات والمداهمات وتطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين وتدعو السلطة  لإرساء تنمية جهوية عادلة  وحل قضايا البطالة  والفقر بالحوار  بدل اللجوء للحلول الأمنية والقضائية.  
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


حصار بيت زهير مخلوف بـ 12 عونا من البوليس السياسي


السبيل أونلاين – تونس – عاجل فوجيء صباح اليوم الإربعاء 29 ديسمبر 2010 ، مراسل السبيل أونلاين في تونس ، والمناضل الحقوقي زهير مخلوف ، بقوات كبيرة من البوليس ترابط أمام منزله في منطقة برج الوزير بولاية أريانة وقد فاق عددهم 12 عونا ، يستقلون سيارتين ودراجة نارية ،  مما اضطره الى تحاشي الخروج من بيته للتوجه لتغطية الندوة الصحفية المقرر عقدها اليوم في مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ، على الساعة الحادية عشر صباحا للردّ على خطاب رئيس الدولة حول أحداث سيدي بوزيد .

وكان من بين الأعوان الذين حضروا لمحاصرة منزل زهير مخلوف ، ثلاثة أعوان سبق وأن اعتدوا عليه بالعنف ، وهو ما يؤشر إلى نيّة مبيتة للإعتداء الجسدي عليه حال مغادرة المنزل .
وفي حدود الساعة الواحدة ظهرا خفّ الحصار المضروب على مخلوف وبقيت سيارة واحدة وعونين من البوليس السياسي بلباس مدني .  

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 محرم 1432 الموافق ل 29 ديسمبر 2010

الإفراج عن الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد


تم الإفراج عن الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد على الساعة السابعة من صبيحة هذا اليوم 29/12/2010 وحسب ما أفاد به الأستاذ العيادي لمنظمة حرية وإنصاف عن كيفية إيقافه أن( 7 ) سبعة أشخاص بلباس مدني من البوليس السياسي هاجموا بيته بضاحية منوبة وانهالوا عليه وعلى ابنيه بالضرب المبرح ومزقوا له ملابسه و اقتادوه عنوة في سيارة معصوب الرأس والعينين حافي القدمين  حتى أغمي عليه من شدة الضرب والخنق ووقع إسعافه بقارورة عطر وقد سمع أحدهم يقول  »خذوه إلى الجبل » ثم  أوصلوه إلى مكتب لا يعرف موقعه وهناك تركوه جالسا على كرسي حتى ساعة متأخرة من الليل ثم نقلوه إلى غرفة أخرى حيث التقى الأستاذ شكري بالعيد وفي الصباح وقع إطلاق سراحهما. و تجدر الإشارة أن الأستاذ عبدالرؤوف العيادي تبدو على كتفيه و ظهره جروح وكدمات نتيجة الاعتداء عليه بالعنف الشديد.  
اعتقال المناضل عمار عمروسية

تم ايقاف المناضل السياسي والصحفي عمار عمروسية صبيحة اليوم 29/12/2010 بمدينة قفصة حيث قدم إليه (5) خمسة أعوان من البوليس السياسي واقتادوه عنوة من دكان الفاهم بوكدوس وحتى كتابة هذه السطور لا يعلم عنه شيء.
اعتقال الصحفي المولدي الزوابي
تم ايقاف الصحفي المولدي الزوابي كاتب عام جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي صباح اليوم الأربعاء 29 ديسمبر 2010 أثناء تواجده أمام محكمة الناحية بجندوبة حيث كان يقوم بتغطية صحفية لاعتصام عدد من المحامين أمام المحكمة والذين بدورهم يعدون لانطلاق مسيرة مع الاتحاد الجهوي على الساعة منتصف الهار والنصف.
اعتقال 40 شابا بمدينة سليانة

تم اعتقال 40 شابا بمدينة سليانة ليلة أمس  على اثر مسيرة انطلقت مساء يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 حيث كانت المواجهة عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين واستمرت تلك المواجهات والاقتحامات حتى ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء 29/12/ 2010.
الأستاذ رابح الخرايفي ينقل إلى المستشفى الجهوي بجندوبة لتلقي الاسعافات
تم اليوم 29/12/2010 في مدينة جندوبة صباحا  الاعتداء بالضرب على الأستاذ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي  وقد جرح برأسه و ظهره و تم نقله إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات وكان ذلك على اثر محاولة النقابيين الخروج من مقر الاتحاد الجهوي في مسيرة لكن قوات الشرطة كانت متواجدة بكثافة وتصدت للمواطنين و لنقابيين بشراسة وتبادل معها المواطنون قذف الحجارة. منظمة حرية وإنصاف  


 

امتد لقفصة والكاف وباجة وقبلي الاحتجاج يتصاعد وبن علي يتوعد


توسعت الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ 13 يوما واندلعت شرارتها الأولى في ولاية سيدي بوزيد وسط البلاد لتشمل مدنا كبيرة أخرى، في حين واجهت قوات الأمن المحتجين واعتقلت بعض المحامين والنشطاء الذين تقدموا المتظاهرين.

في الأثناء توعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمعاقبة من وصفهم بالمتطرفين والمحرضين على العنف والشغب في الشارع، وقال إن القانون سيُطبّقُ بكل حزم، وذلك في أول رد فعل له على الأحداث في بلاده.
وكانت الاحتجاجات انطلقت من ولاية سيدي بوزيد -265 كلم جنوب العاصمة تونس- ثم امتدت إلى العاصمة ومدن القصرين ومدنين وقابس وبنزرت وسوسة وبن قردان والقيروان وجزيرة قرقنة، ثم توسعت لتشمل كلا من مدن قفصة والكاف وباجة وقبلي.
ونقلت مصادر محلية للجزيرة أن قوات الأمن منعت أمس مظاهرة نظمها الاتحاد العام للشغل. كما خرج  حوالي ثلاثمائة محامٍ في مسيرة ظهر أمس في شارع قريب من قصر الحكومة في العاصمة تونس، ورفعوا شعارات سياسية تندد بالاستبداد.
وقال المحامي محمد عبو في اتصال مع الجزيرة إن الشعارات المرفوعة كانت تندد بالفساد وتنادي بخروج بن علي من السلطة، مضيفا أن السلطات اعتقلت المحامي عبد الرؤوف العيادي، نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (المحظور) خلال المظاهرة.
وندد رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مختار الطريفي بإيقاف المحامي العيادي، وقال للجزيرة نت « نحن لا نعلم شيئا عن مصيره ولا عن سبب إيقافه، لكننا لا نرى أي داع لإيقافه بعد خروجه في المسيرة ».
من جهة ثانية أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي، أن قوات الأمن في سيدي بوزيد اعتقلت أحد منتسبيه. وأفادت مصادرُ حقوقية في تونس أن نحو أربعين محاميا على رأسهم عميد المحامين يعتصمون حاليا داخل محكمة بالعاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح المحاميين عبد الرؤوف العيادي وشكري بلعيد الذي اعتقل بدوره على خلفية الحركات الاحتجاجية. تواصل الاحتجاجات كما أفادت مصادر نقابية أن مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين اندلعت صباح الثلاثاء في مدينة جلمة التابعة لولاية سيدي بوزيد، حيث استعملت فيها الشرطة القنابل المدمعة، التي دخل بعضها إلى المنازل وروع ساكنيها.

من جهة أخرى أقدم شابان أحدهما من مدينة الرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد والثاني من مدينة قصر قفصة من ولاية قفصة على محاولتي انتحار احتجاجا على بطالتهما ووضعهما المعيشي الصعب.
وعلى صعيد متصل شهدت مدينة قفصة مظاهرة احتجاجية حاشدة نظمها نقابيو الجهة، وجابت شوارع المدينة تضامنا مع احتجاجات سيدي بوزيد وتنديدا بالوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد.
وكانت الشرطة قمعت أول أمس مظاهرة حاشدة وسط العاصمة نظمتها نقابات عمالية للتعبير عن تضامنها مع أهالي سيدي بوزيد، كما جابت مظاهرات احتجاجية عدة ولايات ومدن تونسية من الجنوب إلى الشمال رافعة شعارات تندد بنظام الحكم وتفشي الفساد والظلم. خطاب بن علي وفي أول رد فعل رسمي للحكومة على التحركات الشعبية التي تعم البلاد، اتهم الرئيس التونسي في خطاب بث أمس أطرافا سياسية وإعلامية بتوظيف الاحتجاجات وتضخيم أبعادها، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل ما سماه « السياسة التنموية ذات البعد الاجتماعي ».

 وقال بن علي في مستهل خطابه إنه يأسف لما خلفته تلك الأحداث، لكنه يرفض « التوظيف السياسي لبعض الأطراف » التي لم يسمها لهذه الأحداث، وكذلك ما قال إنه « تجن » يسيء لتونس « تبثه بعض التلفزات ». 
 وأضاف أن بعض الأطراف تلجأ إلى بعض القنوات التلفزيونية الأجنبية التي تبث ما سماه « الأكاذيب والمغالطات دون تحرّ بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس ».
 كما شدد على أن لجوء « أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين » ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض، وأن « القانون سيطبق على هؤلاء بكل حزم ».
 وقال بن علي إنه يقدر شعور أي عاطل عن العمل، مشيرا إلى أن الدولة « ستواصل سياستها وبرامجها من أجل التنمية, وستبذل جهودا إضافية لتوفير فرص التشغيل ومحاولة تحسين الأجور ».
 
وأردف أن المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب تضر بصورة تونس لدى المستثمرين وتؤثر على الاستثمارات فيها وعلى قطاع السياحة. وكان بن علي زار أمس الشاب محمد البوعزيزي الذي يرقد حاليا بأحد مستشفيات تونس العاصمة، لمعالجته في أعقاب محاولته الانتحار حرقا بإضرام النار في نفسه احتجاجا على تعرضه للضرب والصفع من قبل شرطية ومنعه من ممارسة عمله كبائع متجول.
كما استقبل في قصر قرطاج والدة البوعزيزي ووالد الشاب محمد العماري الذي لقي حتفه برصاص الحرس الوطني في احتجاجات ببلدة منزل بوزيان، ووالدة الشاب حسن بن صالح ناجي الذي انتحر بصعقة كهربائية في مدينة سيدي بوزيد.
وفي اتصال مع الجزيرة طالب الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي السلطات بالتعامل مع المتظاهرين بما يقتضيه القانون وليس بالعنف والقمع، داعيا إياها -في اتصال مع الجزيرة- إلى فتح حوار مع ممثلي المواطنين والأحزاب السياسية من أجل خطة للإصلاح الشامل. منع صحيفتين في سياق متصل، منعت السلطات التونسية يوم أمس إصدار جريدتي الطريق الجديد الناطقة بلسان حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) والموقف التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي. وأعرب المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن « عميق استيائه من التعتيم خاصة في وسائل الإعلام العمومية » التونسية على التحركات الاحتجاجية، مشيرا إلى أن التعتيم « أفسح المجال للتأويل والإشاعة في غياب معلومات دقيقة ونقل موضوعي لما يجري ». وأضاف المكتب أنه يدين « منع وعرقلة الزملاء الصحفيين والاعتداء على بعضهم أثناء أداء واجبهم المهني ». كما أدان « تعمد بعض القنوات الأجنبية وخاصة قناة الجزيرة ممارسة التهويل والتحريف والفبركة في تغطيتها لأحداث اجتماعية مشروعة وسلمية وتوظيفها سياسيا ». يذكر أن مجلس النواب التونسي وأحزابا سياسية أخرى « معارضة » انتقدوا أمس تغطية قناة الجزيرة للاحتجاجات، معتبرين أنها تسعى « لتشويه سمعة البلاد والتضليل بهدف بث الفوضى والفتنة ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 ديسمبر  2010)


مساندة عربية لاحتجاجات الشباب العاطل عن العمل في تونس


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 29. ديسمبر 2010 أصدرت حركة 6 أبريل بمصر يوم أمس الثلاثاء بيانا تساند فيه التحركات الاجتماعية المطالبة بالتنمية العادلة وتندد بالفساد والاستبداد في تونس. وعبرت الحركة على كامل دعمها وتضامنها مع انتفاضة أهالي سيدي بوزيد وأعلنت أنها تضع كافة أدواتها الإعلامية والتنظيمية في خدمة الانتفاضة التونسية، وناشدت كافة وسائل الإعلام العربية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني دعم صمود الشعب التونسي الحر والذي يلقى تعتيما إعلاميا واسع النطاق حسب البيان.  من جهة أخرى دعا حزب الغد إلى وقفة احتجاجية اليوم الأربعاء أمام السفارة التونسية بمصر احتجاجا على قمع المتظاهرين ومساندة لأهالي سيدي بوزيد. كما دعت المنظمة الديمقراطية للاتصالات العضو في المنظمة الديمقراطية للشغل بالمغرب إلى توحيد الاهتمام والتضامن مع المطالب العادلة والمشروعة للشغيلة التونسية ولعموم الشعب التونس. ودعت كل النقابات العربية إلى تحمل مسؤوليتها النقابية والتاريخية إزاء ما يقع في تونس نصرة لمشروعية المطالب الاجتماعية والحقوق الفردية والاقتصادية للإنسان العربي أينما كان. و تجمع في مدينة موريال العاصمة الكندية أكثر من ثلاث مائة مواطن تونسي أمام السفارة التونسية بكندا للاحتجاج على القمع الذي يتعرض له المتظاهرون في تونس ومساندة لأهالي سيدي بوزيد. ودعا اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني إلى اعتصام أمام السفارة التونسية يوم غد الخميس في 30 ديسمبر الساعة 12 ظهرا، للتعبير عن تضامنه مع الشعب التونسي في مواجهته للفساد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)


عناصر الأمن بجندوبة تعتدي على محامين ونشطاء حقوقيين


الإربعاء, 29. ديسمبر 2010 اعتدت عناصر الأمن بالزيين الرسمي والمدني بجندوبة صباح اليوم الإربعاء 29 ديسمبر بالعنف الشديد على 3 من المحامين والنشطاء الحقوقيين بجندوبة وهم رابح لخرايفي، الهادي المناعي، سعيد المشيشي، وكان الأساتذة الثلاثة ضمن جمع من المحامين المجتمعين ببهو قصر العدالة بجندوبة للاحتجاج على الانتهاكات ضد المساندين لانتفاضة الشباب العاطل عن العمل. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)


وسط حصار أمني محامو تونس ينتفضون


خميس بن بريك-تونس تظاهر أمس أكثر من ثلاثمائة محام أمام محكمة تونس تعبيرا عن احتجاجهم على الصدامات العنيفة بسيدي بوزيد على خلفية تفشي البطالة والفقر، بينما اعتقلت الشرطة أحد المحامين. وندد رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مختار الطريفي بإيقاف المحامي عبد الرؤوف العياري، وقال للجزيرة نت « نحن لا نعلم شيئا عن مصيره ولا عن سبب إيقافه. لكننا لا نرى أي داع لإيقافه بعد خروجه في المسيرة ». وشارك عبد الرؤوف العياري، وهو ناشط حقوقي معروف وكان عضوا بالهيئة الوطنية للمحامين، بمسيرة المحامين، يوم الثلاثاء، وألقى مع عدد من المحامين خطابا انتقد فيه إخفاق السلطة في حل أزمة البطالة، ونددوا بالنظام الحاكم. ومنعت الشرطة المحامين من قيادة المسيرة إلى شوارع العاصمة. علما أنّ هذه المظاهرة كانت عفوية ولم تدع إليها هياكل المحامين كالهيئة الوطنية للمحامين وفرع تونس للمحامين. ويتوقع أن تخرج اليوم مسيرة حاشدة للمحامين أمام محكمة تونس بعد انعقاد اجتماع دعت إليه الهيئة الوطنية للمحامين، وفق ما أكده بعض المحامين للجزيرة نت. ويقول الطريفي « لقد شاركنا في هذه المسيرة تضامنا مع أبناء سيدي بوزيد واحتجاجا على استخدام الحلول الردعية لحلّ الأزمة ». وقمعت الشرطة، الاثنين، مظاهرة سلمية أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل دعت إليها بعض النقابات العمالية تعبيرا عن تضامنهم مع سيدي بوزيد، التي تشهد منذ أسبوعين احتجاجات على خلفية تفشي البطالة. كما حاصرت العديد من الاحتجاجات الأخرى التي تفجرت بالعديد من الولايات التونسية بينها القصرين ومدنين وصفاقس، حيث وقعت اشتباكات عنيفة ببعض مدنها مثل جبنيانة. انتحار شابين من جهة أخرى، تناقلت مصادر أخبار عن إقدام شابين من محافظة سيدي بوزيد وقفصة على الانتحار. لكن لم يتسن التأكد من صحة هذه الأخبار. واندلعت الاشتباكات بسيدي بوزيد قبل 13 يوما احتجاجا على إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته التي كان يستخدمها لبيع الخضار. ولا يعرف إلى الآن إن كانت حالته الصحية في تحسن أم لا بعد نقله للمستشفى. ودقت هذه الأحداث ناقوس الخطر لدى الحكومة التي وعدت ببعث العديد من المشاريع التنموية في سيدي بوزيد ومحافظات أخرى تشهد ارتفاعا بنسب البطالة والفقر. لكن هذه الوعود لم تخفف من وطأة الاحتجاجات حتى الساعة. في السياق التقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الثلاثاء، مع وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام آمر الحرس الوطني، لبحث الوضع الأمني بسيدي بو زيد، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية. اليقظة والمثابرة وقالت الوكالة « كانت مناسبة أكد فيها الرئيس حرصه على إيلاء الجانب الاجتماعي ما يستحقه من عناية مع اليقظة والمثابرة في فرض احترام القانون والتصدي لكل ما يحدث من تجاوزات بما يكرس عوامل الأمان والسلامة لكافة المواطنين ». ويضيف « نحن نطالب بترجيح كفة المعالجة الرصينة والابتعاد عن الحلول الأمنية في معالجة القضايا. كان من المفروض على قوات الأمن ضبط النفس وعدم المساهمة في توتير الأوضاع ». يذكر أن مواجهات عنيفة دارت نهاية الأسبوع الماضي وأدت إلى سقوط قتيل وعشرات الجرحى بمنطقة سيدي بوزيان بسيدي بوزيد، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 ديسمبر  2010)


الكاتب العام الجهوي للشغل بالمنستير يرفض مساندة سيدي بوزيد


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 29. ديسمبر 2010 علمنا أن عددا من النقابيين في جهة المنستير اتصلوا بالكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وطالبوه بالدعوة التي تجمع عام لمساندة أهالي بوزيد حتى لا تبقى مدينة المنستير نشازا بين الجهات التي هبت للمطالبة برفع الحصار عن ولاية سيدي بوزيد. ولكن الكاتب العام سعيد يوسف رفض رفضا قاطعا حسب مصادرنا تنظيم مثل هذه الاحتجاجات معتبرا أنها تعكر صفو النظام العام وتحدث الشغب، وقد خلف موقف الكاتب العام الجهوي استياء عارما في صفوف النقابيين بالجهة الذين أعدوا رسالة إلى الهيئة الإدارية الجهوية التي ستنعقد يوم الخميبس30 ديسمبر الجاري لاتخاذ موقف حاسم تجاه موقف كاتبها العام. جدير بالذكر أن سعيد يوسف الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشغل بالمنستير نائب في البرلمان عن التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)


بإذن من العقيد القذافي
رفع فوري لكل الرسوم والقيود الإدارية والمالية

عن دخول التونسيين للجماهيرية وعن العمل بها ومعاملتهم كالليبيين


الصباح ـ وكالات ـ ذكرت وكالة الجماهيرية للأنباء «أن قائد الثورة العقيد معمر القذافي، وجه اللجنة الشعبية العامة، أمس الثلاثاء، بإتخاذ الإجراءات الفورية برفع كل الرسوم والقيود الإدارية والمالية عن دخول أبناء الشعب التونسي الشقيق إلى الجماهيرية العظمى، سواء كان لغرض السياحة أو العمل أو لأي أغراض أخرى وأن يعاملوا معاملة أشقائهم الليبيين… وذلك إنطلاقاً من الروابط الأخوية العميقة التاريخية والإجتماعية والجغرافية التي تجمع أبناء الشعب الواحد في الجماهيرية العظمى وتونس، وتجسيداً لعلاقات التكامل بين البلدين». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 ديسمبر 2010)


حركة الديمقراطيين الاشتراكيين
 بـيــــــان تونس في 24 ديسمبر 2010  

إنّ الأحداث الفواجع التي تجري في منطقة سيدي بوزيد بمختلف جهاتها والتي راح ضحيتها عدد من خيرة شبابنا إنما هي نتيجة حتمية للاحتقانات المتوالية التي راكمتها السلطة بفعل إصرارها على اختياراتها الخاطئة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وإنّ ما وقع بصفة عفوية من احتجاجات على أحوال البطالة عامة وعلى عدم تشغيل حاملي الشهادات خاصة لدليل ساطع على أنّ القضية قضيّة وطنية عامة تهم البلاد كلها ولا تعني منطقة بذاتها، وهو إلى ذلك دليل صارخ على أزمة سياسية واجتماعية هيكلية مرتبطة وثيق الارتباط بالتنمية والديمقراطية على حدّ سواء. فالمواطنون قد ضاقوا ذرعا بالتفاوت المجحف بين الجهات والفئات وباحتكار الثروة بين أيدي فئة قليلة محظوظة على حساب قطاعات واسعة من الشعب الذي أصبح يشعر بالحيف والغبن ويشهد التصرّف غير الحكيم في مقدّرات البلاد عبر توزيع الثروة توزيعا غير عادل زيادة على انحسار دور الدولة انحسارا بات مخلا بالتوازنات الاقتصادية والاجتماعية. أما الجانب السياسي – وهو الأصل في كل المشاكل على اختلافها-  فيتّسم خاصّة بانسداد الآفاق نتيجة كبت الحريات ومنطق السيطرة والانغلاق والضيق بالآراء المخالفة والتنظيمات المستقلة. فقد عملت السلطة – بمختلف الوسائل والأساليب- على تدجين المجتمع ومسخ العمل السياسي والنيل من هياكله وأطره وذلك باصطناع مؤسسات فضفاضة وتنصيب هباكل صورية تفتقر إلى الحدود الدنيا من التمثيلية والمصداقية والشرعية، ومن بين الأدلة على ذلك سلسلة التنصيبات الواقعة على عدد من التنظيمات الحزبية والمهنية والجمعياتية على غرار ما تعرضت له حركتنا -حركة الديمقراطيين الاشتراكيين – وجمعية القضاة ونقابة الصحفيين فضلا عن المشاكل التي تعمّدت السلطة افتعالها من أجل عرقلة نشاط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وقد جعلت السلطة من مثل هذه التنظيمات مجرّد أذناب تابعة تدور في فلكها وتقدّم لها شهادات الولاء طمسا للحقائق وتبريرا للنهج التحكمي والممارسات السلبية، الأمر الذي أدّى إلى إفقاد المجتمع الحدّ الأدنى من التوازن السياسي والاجتماعي.          وإنّ حركتنا –حركة الديمقراطيين الاشتراكيين – من خلال هياكلها الشرعية المعبّرة عن إرادة إطاراتها ومناضليها وانطلاقا من وفائها للمبادئ الوطنية التي قامت عليها وناضلت من أجلها: – تعبّر عن صادق تعاطفها مع أهالي الضحايا ومساندتها لمطالب المحتجين المشروعة ودعمها لحقوقهم في الشغل والمواطنة والحياة الكريمة ونصيبهم المستحق من ثروات البلاد وخيراتها بعيدا عن أي تمييز أو تهميش. – تحمّل السلطة مسؤولية ما حدث ويحدث باعتبار سياستها القائمة على كبت الحريات وسدّ المنافذ أمام التعبير عن الآراء المخالفة زيادة على احتكار السلطة للدولة وتسخيرها لأجهزتها خدمة للمحظوظين والموالين. – تدعو السلطة إلى الإعراض عن اتباع نهج أثبت فشله الذريع ولم يزد الديكور الديمقراطي ولا المنطق الأمني ولا الهروب إلى الأمام الأزمة المستحكمة إلا استفحالا والمخاطر إلا تفاقما، كما تدعوها إلى الانفتاح على المجتمع بمختلف مكوّناته اهتماما بمشاغله الفعلية وعلاجا لقضاياه الحقيقية وفقا للمصلحة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار.     عن المكتب السياسي المنسّق العام للحركة النائب السابق بالبرلمان   أحمد خصخوصي  


الاتـحــاد العـام التونــسي للشغــل  الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس صفاقس في 28 ديسمبر 2010 بيــــان  

في ظل الاحتقان المتصاعد الذي تعيشه عديد الجهات في تونس وخاصّة المناطق الدّاخليّة المحرومة من حقّها العادل في الثروة الوطنيّة والتي تعاني من ويلات الفقر والحرمان والبطالة المفرطة انعكاسا لانعدام التوازن الجهوي والعدالة الاجتماعيّة بين فئات المجتمع، وأمام ردّة الفعل العنيفة التي واجهت بها السلطة هذه التحركّات العفويّة والمشروعة عوض المبادرة بالإصلاح وتدارك هذا الحيف الذي خلّف اليأس لدى الشباب، فإنّ الفرع الجامعي لأساتذة وباحثي التعليم العالي بصفاقس يعبّر: – عن تضامنه المطلق مع الأهالي المحتجين  وتفهّمه لمطالبهم المشروعة ويعتبر أن ردة الفعل هذه تمثل انعكاسا طبيعيا لحالة التهميش والإحباط وخنق الحريات التي تعيشها فئات المجتمع وخاصة شريحة الشباب. – يدعو السلطة للتعامل بمسؤوليّة مع هذه التحركات المشروعة والمعالجة الحقيقيّة للأسباب التي أدّت إلى ردود الفعل هذه وذلك بإرساء العدالة الاجتماعيّة والتنمية العادلة بين الجهات بدون إسقاط الحلول الترقيعيّة والظرفية المسكّنة والمهدّئة لحالة التأزّم والاختناق وبدون الالتجاء إلى المعالجة الأمنيّة الفضّة التي لا تزيد الواقع إلا احتقانا وتأزّما. -يطالب السلطة إلى فتح الآفاق أمام الشباب والقطع مع الأساليب الأمنية لمحاصرتهم خاصة مع تزايد – خلال هذه السنة المخصصة للشباب- الملاحقة البوليسية والمحاصرة الأمنية والمحاكمات الظالمة المستهدفة للشباب والطلبة بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم النقابية و السياسية و الدينية تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب والتي لا تزيد الشباب إلا شعورا بالإحباط واليأس – يدعو إلى محاربة الأسباب الحقيقيّة التي أدّت وتؤدّي إلى مزيد من الاحتقان والتأزّم الاجتماعي وذلك بمقاومة استشراء الفساد والمحسوبية والكف عن سياسة الرّأي الواحد وتشريك كلّ الشرائح الاجتماعيّة والسياسيّة الفاعلة والنقابية في صياغات الخيارات الضروريّة لإرساء مجتمع متوازن وعادل. – يدعو الإطارات الجامعيّة من أساتذة وباحثين إلى تحمّل مسؤولياّتهم وذلك بالوقوف إلى جانب أبناء شعبنا والعمل على تحقيق عدالة اجتماعيّة حقيقيّة وتوزيع عادل للثروة الوطنيّة والنضال من أجل صيانة الحريات العامة والفردية للمجتمع تكريسا لمبادئ وثوابت منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل.   عن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس                                               عـن الفرع الجامعي، الكاتب العام  


 تحالف المواطنة والمساواة
ندوة صحفية


ينظم تحالف المواطنة والمساواة ندوة صحفية حول التطورات الحاصلة في ولاية سيدي بوزيد وبعض المناطق الأخرى وذلك يوم الخميس 30 ديسمبر 2010 على الساعة الحادية عشر صباحا بمقر التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات 4 نهج انجلترا تونس  عن التحالف حاتم الشعبوني  


تعديل وزاري في تونس يطيح بوزير الاتصال على خلفية احداث سيدي بوزيد

اجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الاربعاء تعديلا حكوميا جزئيا طال عدة وزراء بينهم وزير الاتصال الذي تعرض لانتقادات شديدة على اثر الاضطرابات التي تشهدها ولاية سيدي بوزيد. وجاء التعديل غداة خطاب للرئيس التونسي مساء الثلاثاء اعن فيه انه « يتفهم » الحالة الاجتماعية وراء الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد، لكنه اتهم « اقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين » بالتسبب باعمال العنف، وتوعد بمعاقبتهم. واعلنت وكالة الانباء الرسمية ان بن علي عين الاربعاء سمير العبيدي الذي كان يشغل منصب وزير الشباب والرياضه، وزيرا للاتصال خلفا لاسامة الرمضاني، وهو صحافي ومدير عام سابق لوكالة الاتصال الخارجي. وتم تعيين عبد الحميد سلامة خلفا للعبيدي وزيرا للشباب والرياضة. وطال التعديل ايضا وزارات الشؤون الدينية والتجارة والصناعات التقليدية. وتعرض الرمضاني وزير الاتصال الذي تم الاستغناء عنه لانتقادات حادة على خلفية التغطية الاعلامية للاضطرابات الاجتماعية والصدامات التي تشهدها ولاية سيدي بوزيد في وسط غرب تونس منذ التاسع عشر من الشهر الجاري. واندلعت الصدامات بعد ان اشعل بائع متجول النار في ملابسه احتجاجا على منعه من ايصال شكواه الى المسؤولين في البلدية اثر مصادرة البضاعة التي كانت في حوزته لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة. واتسعت دائرة التظاهرات لتشمل مدنا مجاورة. وادت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية الى سقوط قتيل وجريحين وخلفت اضرارا مادية جسيمة، بحسب وزارة الداخلية التونسية. من جهتها، دانت نقابة الصحافيين التونسيين الاربعاء « التعتيم الاعلامي » الذي رافق بداية الاحداث، ما « فسح المجال للتاويل والاشاعة ». وفي بيان، عبر « المكتب التنفيذي للنقابة عن عميق استيائه من التعتيم الذي رافق بداية الاحداث في سيدي بوزيد ». ورات النقابة ان « غياب معلومة دقيقة ونقل موضوعي لما جرى خاصة في وسائل الاعلام العمومي فسح المجال للتاويل والاشاعة ». كما دانت النقابة « منع وعرقلة الزملاء الصحافيين والاعتداء على بعضهم اثناء اداء واجبهم المهني ». ودعا الحزب الديموقراطي التقدمي (معارضة معترف بها) الاربعاء الى اقالة وزيري الداخلية والاتصال محملا اياهما مسؤولية « تدهور الاوضاع ». وقال الزعيم التاريخي للحزب احمد نجيب الشابي خلال مؤتمر صحافي « ان الحزب يدعو الى اقالة وزيري الداخلية والاتصال اللذين يرمزان الى سياسة التصلب والعنف والتعتيم الاعلامي ويتحملان مسؤولية الفشل في التعامل مع مظاهر الاحتجاج المشروعة وفي دفع الاوضاع الى مزيد من التدهور ». وفي سياق متصل عبر محامون تونسيون عن « رفضهم لطريقة التصدي للمتضامنين مع اهالي سيدي بوزيد التي خلفت ضحايا واعتقالات » وذلك خلال تجمع نظم الاربعاء في دار المحامي في العاصمة بدعوة من عميد المحامين عبدالرزاق الكيلاني حضره رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان البشير الصيد. وكان بن علي اكد في خطابه المتلفز انه تابع « بانشغال ما شهدته سيدي بوزيد من احداث خلال الايام المنقضية »، معتبرا ان « هذه الاحداث منطلقها حالة اجتماعية نتفهم ظروفها وعواملها النفسية كما ناسف لما خلفته من اضرار ». واضاف انه يدين « الابعاد المبالغ فيها التي اتخذتها الاحداث بسبب الاستغلال السياسي لبعض الاطراف الذين لا يريدون الخير ». واتهم بن علي هؤلاء الاطراف بانهم « يلجأون الى بعض التلفزات الاجنبية (…) التي تبث الاكاذيب والمغالطات دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الاعلامي العدائي لتونس ». ولم يسم الرئيس التونسي محطات التلفزيون، لكن البرلمان التونسي دان الاثنين « الحملات الاعلامية المغرضة » التي تشنها قناة الجزيرة القطرية بهدف « تشويه سمعة تونس » في تغطيتها لاحداث سيدي بوزيد. ودان بن علي « لجوء اقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم الى العنف والشغب في الشارع كوسيلة للتعبير »، مؤكدا انه « امر مرفوض في دولة القانون مهما كانت اشكاله ». واكد ان القانون « سيطبق على هؤلاء بحزم ». من جهة اخرى قام الرئيس التونسي الثلاثاء بزيارة محمد البوعزيزي الشاب الذي اقدم على اشعال النار في ملابسه واصيب بحروق خطيرة نقل على اثرها الى مستشفى في الضاحية الجنوبية للعاصمة. واضافت الوكالة ان بن علي استقبل في القصر الرئاسي في قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة والدة المصاب وعائلتين من منطقة سيدي بوزيد. وقد ذكرت صحيفة الشروق التونسية الثلاثاء ان الكاتب العام لبلدية سيدي بوزيد وثلاثة من مساعديه تم ايقافهم عن العمل على خلفية الاحداث. وزار وزير التنمية محمد نوري الجويني الخميس المنطقة حيث اعلن عن اجراءات رئاسية لاستحداث وظائف واطلاق مشاريع بقيمة 15 مليون دينار (7,86 مليون يورو). وفي طرابلس، طلب الزعيم الليبي معمر القذافي من حكومته فتح سوق العمل في ليبيا امام التونسيين دون قيود. ووجه الحكومة « باتخاذ الاجراءات الفورية برفع كل الرسوم والقيود الادارية والمالية عن دخول ابناء الشعب التونسي الشقيق الى الجماهيرية العظمى، سواء كان لغرض السياحة او العمل او لاي اغراض اخرى وان يعاملوا معاملة اشقائهم الليبيين ». وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=29133734
 


تونس.. تعديل حكومي شمل وزارات الاتصال والتجارة والشباب والشؤون الدينية


 
تونس – 29 – 12 (كونا) — اجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم تعديلا حكوميا جزئيا شمل وزارات الاتصال (الاعلام) والتجارة والشباب والرياضة والشؤون الدينية.
وأعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي وفق ما ذكرته وكالة تونس افريقيا للانباء ان رئيس الدولة قرر اجراء تعديل وزاري عين بمقتضاه سمير العبيدي وزيرا للاتصال وعبد الحميد سلامة وزيرا للشباب والرياضة.
كما عين بن علي كمال عمران وزيرا للشؤون الدينية وسليمان ورق وزيرا للتجارة والصناعات التقليدية وعبد الوهاب الجمل كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفا بالشؤون الأوروبية.
وكان اجتماع الغنوشي بالرئيس بن علي تناول وضع برنامج عاجل للتوظيف وتوفير موارد الرزق لفائدة حاملي الشهادات العليا يشمل كافة جهات البلاد.
 
(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)


بن علي يتوعد بالملاحقة


تونس -الحوارنت – بوجه مصفرّ مكفهرّ وبكثير من الإرتباك أطل علينا صاحب الإنقلاب عبر قناته على الساعة الثامنة مساء  بتوقيت تونس  ليردّ على الإحتجاجات و المظاهرات التي إستنزفت البقيةالباقية من رصيده السياسي ومن مشروعية تواجده على كرسي الرئاسة طيلة أسبوعين…

ووفق تسريبات من القصر الرئاسي فقد أشرف بن علي بنفسه على غرفة العمليّات وإلى ساعات متأخرة من الليل طيلة الأيّام الأخيرة لمتابعة الأحداث وقد أصيب خلالها بنوبات إنهاك متعددة ..ووفقا لمصادر مطلعة فإنه كان الأكثر تشددا  بين أراء مستشاريه الأمنيين والسياسيين والإعلاميين في التعامل مع الاحداث وطريقة السيطرة عليها ..ونوبات الإنهاك الليلي كانت مسبوقة دوما بنوبات هيجان تشبه الصرع المرضي ينهال فيها على أحد مستشاريه أو محدثيه عبر الهاتف بالشتائم. وقد لاحظ الجميع الحركة التي كان يقوم بها وهو يلقي بكلمته وكأن الرجل محتقن وخاصة لما لم يتوقف كرس الهاتف عن الرّنين.
وبطبعه الذي لا يتخلّف  فقد راهن منذ البداية على العنف مذكرا بأن الرصاص هو الكفيل بإخماد الإحتجاجات كما فعلها في الرديف وبأمر شخصي منه فقد أوعز أنذاك بقتل المتظاهرين وهو ما تم بالفعل في منزل بوزيّان …ووصّى ببعض الإعتقالات وتوجّه ليقضي ولى لياليه بمقر إقامته بقمرت وهو هانئ البال مطمئنا من أنه قد أخمد الإنتفاضة ..
وخابت توقعاته لدى سماعه في الغد أن الرصاصات التي شقت الصدور العارية قد ألهبت صدور جميع التونسيين ..وأفادته جميع المؤشرات وعديد البرقيّات التي وردت عليه أن اللإنتفاضة قد توسعت وكلما حاولت قوات الأمن أن تحيط بمظاهرة إلاّ واندلعت أخرى في مدينة حتى انتشرت كالنّار في الهشيم من بنزرت شمالا إلى قبلي جنوبا ومن القصرين غربا إلى سوسة شرقا مرورا بولايات الوسط  وأصيب الرجل بالإحباط ..فالتقاريرعن مبعوثيه إلى سيدي بوزيد جاءت متناقضة ففي حين روج لنجاح النوري الجويني،عمد عبد الوهاب عبدالله إلى « تقزيم » الغرياني بنشر صور الأخير و هو يتحدث في أربعين نفرا من موظفي الولاية تحت عنوان إجتماع عام وجماهيري…وحده بن علي فهم أنه و حزبه « التجمع » لا يساويان مقدار قطمير في الجهة و لأول مرة يتلبسه الشك.
…بعد إنتقال انتفاضة الشعب الى مناطق أخرى و تمددها لم يتبقّ أمام بن علي سوى خيارين إما إجراء عملية جراحية استئصالية مستعجلة  لأركان نظامه عسى أن يتقاطع مع السقف الأدنى المطلبي للشعب أو أن يحاول التصعيد…مشكلة بن علي الكبرى أنه محدود الثقافة ويغلبه غباؤه حين يكون تحت الضغط…
واختار إطلاق التوعّد والوعيد متحدثا باسم القانون من أنه سيلاحق كل « المتطرفين الذين يعرضون البلد للهزّات ويشوّه صورتها » وبهذا قطع الشك باليقين من أنه لا يريد حلا للمشكلة وما الوعود التي أطلقها لن يصدّقها الشعب التونسي فالموظفون هم الموطفون الذين سيسهرون على تطبيق تعليماته فلا الطبائع ستتغيّر بين عشيّة وضحاها ولا سرقة الأموال ودكّها في الجيوب ستتوقف في لمحة بصر. ومن خلال هذه الكلمة « العصماء »أعطى الإشارة كي تمرح القوات القمعية و المليشيات وتعتقل الناس لمجرّد الشبهة فبماذا سيجيب شعبنا التونسي على هذه الإجراءات ؟
 
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)

 


أحداث سيدي بوزيد تتحول إلى معركة إعلامية رأس حربتها فيسبوك


تجمع إحتجاجي للآلاف التونسيين يوم الاثنين الماضي بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في تونس العاصمةسيدي بوزيد ليست فقط عنوانا لأحداث الاحتجاجات الإجتماعية الواسعة التي تشهدها تونس منذ عشرة أيام، بل تحولت ايضا إلى عنوان معركة إعلامية مفتوحة ورأس حربتها شبكة »فيسبوك » الاجتماعية، في ظل تعتيم إعلامي رسمي على الأحداث. لم ينتظر أهالي محافظة سيدي بوزيد (وسط تونس) التي تشهد  منذ السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2010 اضطرابات اجتماعية عنيفة احتجاجا على « البطالة وتردي ظروف المعيشة » قدوم مراسلي وكالات الأنباء العالمية أو الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية لتغطية الأحداث بمحافظتهم وإسماع أصواتهم، بل إنّهم وفّروا بأنفسهم فور اندلاع هذه الاضطرابات وباعتماد هواتفهم الجوالة وشبكة التواصل الاجتماعي « فيسبوك » مادة صوتية وبصرية لم تجد الفضائيات العربية والأجنبية بديلا عنها في تغطية الأحداث بالمحافظة. عبارات من قبيل « وأظهرت مقاطع فيديو وصور تم تناقلها على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك… » سجلت حضورها بقوة في التقارير اليومية للفضائيات ووكالات الأنباء والصحف الالكترونية الأجنبية التي لم يتسن لمراسليها التنقل إلى مسرح الأحداث بعد أن طوقت السلطات المنطقة أمنيا ومنعت وصول المراسلين إليها. وقد أشعلت أحداث سيدي بوزيد جدلا في تونس حول اعتماد وسائل الإعلام في تغطية الأحداث على ما تبثه الشبكة الإجتماعية وخصوصا فيسبوك الذي شكل رأس حربة في بث المعلومات ولقطات الفيديو والصور عن الأحداث، وقد ظهر صدى هذا الجدل في أول رد فعل للرئيس التونسي زين العابدين بن علي على أحداث سيدي بوزيد، واتهم فيه بعض القنوات الأجنبية ودون أن يسميها، ببث » الأكاذيب والمغالطات دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس ». انتقادات للتعتيم الرسمي
الصحافي التونسي نور الدين مباركي: تزايد اعتماد وسائل الإعلام التقليدية على يوتوب والمدوناتحادثة محاولة انتحار الشاب محمد بوعزيزي حرقا التي كانت بمثابة الشرارة التي اشعلت الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد ثم اتسعت إلى مناطق مختلفة من البلاد، هذه الحادثة تجاهلتها وسائل الإعلام الرسمية التونسية في بداية الأمر ، وبعد ثلاثة أيام من الحادثة نشرت وكالة الأنباء التونسية بيانا – أعادت الصحف الرسمية والخاصة نشره في اليوم الموالي- قالت فيه إن الشاب يرقد في مستشفى الإصابات والحروق البليغة جنوب العاصمة تونس دون أن تورد تفاصيل عن وضعه الصحي. وانتقد البيان ما وصفه ب »محاولات بعض الأطراف الانحراف بهذه الحادثة الشخصية المعزولة عن سياقها الحقيقي واستغلالها لأغراض سياسية غير شريفة وربطها بغرض التضليل والإثارة بحقوق الإنسان والحريات والتشكيك في مقومات التنمية بالجهة ».
ومن جهتها احجمت كبريات الصحف اليومية والتي توصف بأنها موالية للحكومة عن تناول عن التفاصيل التي أحاطت بمحاولة الانتحار وما تلاها من احتجاجات، لكنها شنت حملة ضد معارضين تتهمهم السلطات بـ « توظيف » هذه الحادثة لأغراض سياسية. وعند سقوط قتيل في مدينة منزل بوزيان قالت وزارة الداخلية التونسية أن رجال الأمن « اضطروا » لاستعمال السلاح بعد أن هاجم المتظاهرون مركز الحرس في المدينة بالحجارة و الزجاجات الحارقة وأحرقوا ثلاث سيارات شرطة معتبرة أنهم كانوا في « حالة دفاع شرعي عن النفس ».
واكتفت وسائل الإعلام الرسمية طوال هذه الفترة بنشر وبث 3 بيانات رسمية أصدرتها الحكومة أيام 20 و22 و24 ديسمبر ولم يبث التلفزيون الرسمي أي برنامج خاص حول الأحداث في سيدي بوزيد. فيما اعتبر نشر جريدة « الصباح » التونسية التي يملكها صخر الماطري صهر الرئيس التونسي يوم 27 ديسمبر حوارا حصريّا وصف بـ »الجريء » مع عائلة الشاب الذي أحرق نفسه رغم أنه جاء بعد نحو 10 أيام من محاولة الانتحار وصف بأنه « حدث بكل المقاييس » داخل البلد الذي يواجه اتهامات مستمرة بخنق حرية التعبير.
الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد وهما من أبرز أحزاب المعارضة المشروعة في تونس أعلنا يوم الاثنين 27 ديسمبر 2010 أن السلطات حجزت العدد الأخير من الصحيفتين الأسبوعيتين الناطقتين باسميها بعد أن تضمّنتا تغطية لأحداث سيدي بوزيد. وكان حزب « التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » المعارض انتقد بشدة في بيان أصدره يوم 24 ديسمبر « التعتيم الإعلامي الذي واكب الاحتجاجات على المستوى الوطني وأساسا في أجهزة الإعلام الرسمية » معتبرا أنه « أدّى إلى تحوّل هذه الاحتجاجات إلى مواجهات ومصادمات بين قوى الأمن والمواطنين الغاضبين ». الإفلات من الرقابة
سفيان شورابي مدون تونسي شاب يظهر على الصورة حاملا شعار مناهضة حجب مواقع الانترنت ضمن حملة نظمها مدونون تونسيون في وقت سابق من هذا العاموفي ظل غياب وسائل الإعلام التقليدية(صحافة مكتوبة ووكالات الأنباء وإذاعات وتلفزيون) عن تغطية الأحداث، أسس مستعملو الانترنت حسابات خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك خصصوها بشكل حصري للتغطية الفورية لآخر الأحداث ذات الصلة بالاحتجاجات التي بدأت في سيدي بوزيد ثم امتدت إلى محافظات أخرى ما جعل الشبكة مصدرا رئيسيا للأخبار والصور ومقاطع الفيديو التي تستند إليها القنوات الفضائية وبعض وكالات الأنباء العالمية والمواقع الالكترونية لإعداد تقاريرها حول الاحتجاجات. الصحافي والمدون سفيان الشورابي قال ل »دويتشه فيله » إن فيسبوك « كشف المستور وفضح التعتيم » مشيرا إلى أن القنوات التلفزيونية والإذاعات الأجنبية لم تجد بديلا لتأثيث تقاريرها حول الأحداث في سيدي بوزيد إلا بما تم تداوله على فيسبوك. وتحدث الشورابي الذي يعمل صحافيا بصحيفة  » الطريق الجديد » الناطقة بإسم حزب التجديد المعارض، عن »حملة حجب شعواء قامت في إطارها السلطات بحجب كل صفحات الفيسبوك الخاصة بتغطية الاحتجاجات دون استثناء بمجرد إطلاقها »، لكنه لاحظ أن اعتماد كاسرات الحجب « بروكسي » كان « حلا مؤقتا » لتجاوز الرقابة مضيفا أن أجهزة الأمن « حذرت أصحاب مقاهي الانترنت من تجهيز الحواسيب بالبروكسي حتى لا يتم النفاذ إلى صفحات فيسبوك المحجوبة ».  الشاب رمزي حمدي الذي يقطن مدينة منزل بوزيان التي وقعت فيها أعنف الاحتجاجات بمحافظة سيدي بوزيد قال ل »دويتشه فيله » إنه يعتمد فيسبوك كوسيط مع العالم الخارجي لنقل كل ما جرى ويجري في المدينة من أحداث. وأضاف: »عمدت السلطات إلى إضعاف تدفق بث الانترنت في المدينة إلى أدنى مستوى وخرب رجال أمن مقاهي انترنت إثر الأحداث الدّامية الأخيرة حتى لا ننشر على فيسبوك التجاوزات والانتهاكات الكبيرة التي تورطت فيها قوات الأمن ..لكنني مازلت قادرا على تحيين صفحتي الشخصية على فيسبوك انطلاقا من هاتفي الجوال المزود بتقنية فايسبوك موبايل ». أما نورالدين المباركي الصحافي في جريدة « الوطن » التونسية الأسبوعية الناطقة بإسم حزب « التحاد الديمقراطي الوحدوي » (ممثل في البرلمان) فقد لفت إلى أن المتابعة الإعلامية لأحداث مدينة سيدي بوزيد والمناطق المجاورة لها بينت أهمية الشبكة الاجتماعية (فايسبوك) كمصدر للأخبار بالنسبة للإعلاميين مفسرا ذلك بالنسبة الكبيرة للمشتركين في الفيسبوك داخل تونس والانتشار الواسع لامتلاك  الهواتف الجوالة المجهزة بكاميرات في صفوف السكان وعلى نطاق واسع. فيسبوك رأس الحربة
صفحة فيسبوك على الموبايل وسيلة استخدمها مدونون لكسر حجب المواقعوحسب موقع « بيكريرز الاجتماعي » الذي يقدم إحصائيات حول عدد مستعملي الفيسبوك في العالم، فإن عدد التونسيين الذين استعملوا الفيسبوك خلال الفترة ما بين 18 و26 ديسمبر 2010 (وهي الفترة التي عرفت ذروة الأحداث) لم ينزل عن مليون و820 ألف مستعمل يوميا بعد أن كان في عند مليون و790 ألفا قبل الاحتجاجات.
لكن استخدام فيسبوك على نطاق واسع في أحداث سيدي بوزيد، أثار جدلا موازيا حول مدى مصداقية التقارير الإعلامية التي تستند إلى مواد الفيديو والمعلومات التي تبث عبر الشبكة الإجتماعية.
وبرأي الصحافي نور الدين المباركي فإن استناد الإعلامي إلى شبكة فيسبوك كأحد مصادر الخبر « ليس بدعة » وأن ذلك معتمد في العالم بأسره وخاصة لما توفره هذه الشبكة من « متابعة حينية للأحداث » مما دفع خلال السنوات  للحديث عن « الإعلام الجديد » و « إعلام المواطن ». لكنه حذّر في المقابل من أن « الفاعلين والناشطين » في شبكة  فيسبوك  أو المدونات « لا تحكمهم ضوابط مهنية كما هو الشأن بالنسبة للصحفي المحترف إنما هم  في الغالب متابعون  ليست لهم  كفاءة أو خبرة فنية أو إعلامية أو صحفية مما يتطلب الانتباه و التدقيق في نشر كل ما يصدر  أو ينشر عنهم ».
وأضاف المباركي أن « الصحافي المحترف الذي تضبط مهنته مجموعة من المعايير والضوابط والقيم مطالب عند اعتماده على فيسبوك أن يكون مهنيا و أن يحترم ضوابطه، والخطأ أن لا يقوم بذلك » مشيرا إلى أن « عدة تجارب بينت المآزق التي تتسبب فيها هذه الفضاءات الافتراضية عند نقل ما تنشره في وسائل إعلام مهنية دون تثبت وتدقيق ».
هيثم الناشط في صلب حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم) حذّر من « الانزلاقات الخطيرة » عند اعتماد فيسبوك. وقال لدويتشه فيله « نشروا صورة لطفل عاري الظهر زعموا أن شرطة منزل بوزيان عذبته وأطفأت أعقاب السجائر على ظهره لكن تبين فيما بعد أن الصورة مفبركة ». وأضاف هناك  »جهات معادية انقضت على السلطة في هذا الظرف وشرعت عبر شبكة فيسبوك في تحريض مستعملي الانترنت ودعوتهم إلى العصيان المدني ضد الحكم القائم وهذا قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة » ملاحظا أن هذه « الجهات لا تنقل الأخبار والمعلومات والمعطيات كما هي بل تحرّفها وتوجّهها حسب آرائها وتوجهاتها وأجنداتها المغرضة ». وتضمنت مقاطع الفيديو التي تبث على الشبكة الاجتماعية مشاهد لمحتجين يرفعون شعارات مناهضة لحكم الرئيس بن علي وطالت أحيانا محيطه العائلي واتهمته ب » الفساد ». ولم يتوقف استعمال فيسبوك عند نقل الصور والأخبار ومقاطع الفيديو بل تعدى ذلك ليصبح فضاء للتعبير عن الآراء والمواقف حول ما يجري من احتجاجات في البلاد. وقد دخل بعض مغنّي الراب على الخط إذ بثوا على الفيسبوك أغاني جديدة أعدوها خصيصا لهذا الظرف ومجّدوا فيها « شهداء » سيدي بوزيد و »نضال » أهاليها ضد « الظلم » و »القمع ». أحداث سيدي بوزيد و »الجزيرة » منذر، طالب في كلية الحقوق بتونس العاصمة، قال لدويتشه فيله إن « التونسيين الذي يطالبون منذ عقود بإعلام مستقل لا يزيّف الحقائق ولا يحرّفها، كرهوا بشكل نهائي خلال هذه الأزمة التلفزيون الرسمي والخاص في تونس فيما ازدادت شعبية قناة الجزيرة القطرية ». وأضاف: »اعتبر قناة الجزيرة قناة وطنية فهي تنقل طوال اليوم آخر التطورات الحاصلة في البلد فيما تجاهلت تلفزيوناتنا التي تغط في نوم عميق الأمر نهائيا ». وما امتدحه منذر رأى فيه مجلس النواب التونسي في بيان له صدر في خضم الأحداث « حملات إعلامية مغرضة تشنها قناة الجزيرة بهدف تشويه سمعة تونس ». ويسيطر حزب التجمع الدستوري الحاكم على مجلس النواب، كما أن أربعة أحزاب ممثلة في المجلس أعربت بدورها عن استنكارها لما وصفته ب »أسلوب تهويل وتزييف » في تغطية قناة الجزيرة للأحداث. وأشاروا إلى « تجاوزات مهنية وخاصة بحجم المسيرات التضامنية التي تنظّم وخلفيتها الصحيحة وأعطتها حجما أكبر مما هي عليه ميدانيا ».
ومن جهتها ردت قناة « الجزيرة » عبر مقدمي برامجها السياسية والإخبارية على تلك الانتقادات وقالت إنها كانت تنقل آراء كافة الأطراف بما فيها رأي الحكومة التونسية، إذ انفردت القناة بحوار مطول مع وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي. منير السويسي – تونس مراجعة: منصف السليمي  

(المصدر:موقع مؤسسة »دويتشه فيله »(بون-ألمانيا)بتاريخ 29 ديسمبر 2010)

http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,14741158,00.html  


إعلامي تونسي لـ »قدس برس »: البطالة لغم اجتماعي قابل للانفجار


تونس ـ خدمة قدس برس أكد الكاتب والإعلامي التونسي صالح عطية أن الاحتجاجات الاجتماعية التي انطلقت من ولاية سيدي بوزيد والتي دخلت يومها 13، بدأت تتراجع تحت وقع ردّ فعل السلطات التونسية التي تحركت بشكل غير مسبوق للالتفاف على وضع أخذ في التفاقم منذ عدة أيام.

وأشار عطية في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » إلى موقف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من الأحداث، وقال بأنه شكا منعطفا مهما فيها، وقال: « كان خطاب الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، وانتقاله إلى المستشفى أين يرقد الشاب البوعزيزي، الذي أحرق نفسه في أول شرارة للأحداث التي هزت الجنوب التونسي وبعض مدن الساحل والشمال، واستقباله لعائلات الشبان الذين قضوا نحبهم خلال هذه الأحداث، كان كل ذلك، رقما جديدا في معادلة متشابكة الأرقام، اختلطت فيها الأوضاع الاجتماعية بالسياسة والتسييس في ظل تماس بين الجانبين، يشبه الخيط الرقيق القابل للتوظيف من هذا الجانب أو ذاك في أي لحظة وآن ». وحذر عطية من خطورة عدم التعاطي بجدية لمعالجة أزمة البطالة، وقال: « لم يكن أحد يتصور في تونس، وممن يتابعون وضعها من بين المراقبين، أن تخرج احتجاجات بسبب الملف الاجتماعي الذي كرست الحكومة من أجله أموالا وجهودا وقوى وسياسات منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، وربما ما كانت تخشاه من السياسة جاءها من رحم الأحداث الاجتماعية، وبالتحديد من « فيروس » شديد الخطورة، اسمه البطالة، هذا « اللغم » الذي سرعان ما ينفجر إذا ما لم تحسن الحكومات القبض عليه بكيفية عقلانية وبذكاء نادر ».
وأضاف: « تحتاج الحكومة إلى عمل ضخم، وإعادة ترتيب الكثير من السياسات والقرارات والإجراءات بعيدا عن الديماغوجيا، وهي مطالبة بجهد قياسي لأن التحدي لم يعد نظريا، بقدر ما بات يرتبط بجحافل من الشبان لم تعد تعبأ بالخوف أو التخويف، وتبدو غير مستعدة للركون مجددا إلى احتمال، مجرد احتمال  الحصول على فرصة عمل، لا وجود لما يؤكدها، أو يجعل انتظارها أمرا معقولا ».
ولفت عطية الانتباه إلى النقائص التي كشفتها احتجاجات سيدي بوزيد، وقال: « إن الاحتجاجات الأخيرة، كشفت سوءات ثلاث، لم يعد ممكنا اليوم التغاضي عنها: الأولى أن دائرة الملف الاجتماعي لا ينبغي أن تكون حكرا على الحكومة، المطالبة بتشريك واسع للأحزاب والمنظمات والإعلام والنخب لبحث تصورات جديدة وأفكار من شأنها امتصاص غول البطالة.. السلطة مطالبة بأن تعيد النظر في سياستها الاجتماعية ومنوال التنمية لديها. والثانية أن أحزابنا بحاجة إلى مراجعة فكرها ودورها وموقعها في الخارطة السياسية بالبلاد، بعد أن أثبتت الوقائع كونها على هامش المجتمع والحراك الاجتماعي السائد في البلاد، فلا هي كانت مؤطرة للأحداث، ولا هي تحولت إلى أحد عناصره ومكوناته. على أن الحكومة مطالبة في هذا السياق، برفع القيود عن هذه الأحزاب، والتعامل مع العمل السياسي، بوصفه حلقة من حلقات الحراك المجتمعي وجزء من النظام السياسي، وليست مجرد « عجلة احتياطية » تستخدم في عمليات « الحقن » ضد بعض الأحداث والمواقف فحسب ».
وأضاف « يبقى الإعلام التونسي، الذي أثبتت السنوات الأخيرة وبعض الأحداث، أنه على هامش المجتمع، وعندما يغيب الإعلام الوطني، تحل بدلا منه، منابر أخرى يمكن أن تساهم في صب الزيت على النار.. فالبلاد بحاجة إلى جرعة انفتاحية في الإعلام تستعيد من خلالها « صاحبة الجلالة » دورها في التنوير والإعلام والنقد في سياق من الاختلاف والرأي والرأي الآخر »، على حد تعبيره.       (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  


علماء نفس فعل الانتحار معد كالفيروس


 حذر علماء نفس تونسيون من تكرر حالات الانتحار في صفوف المراهقين والشباب على وجه الخصوص باعتبار ان امكانية تكررها قد يوقظ أفكار الانتحار لدى آخرين، ودعوا إلى ضرورة الإحاطة النفسية بكل من يفكر في الانتحار سواء من قبل العائلة أو الأصدقاء، او من قبل مؤسسات المجتمع..
ويقول الدكتور عماد الرقيق في هذا الشأن أن عوامل الانتحار قد تكون تقليدية مثل الاكتئاب والقلق، والاضطرابات النفسية، لكنه أكد على ضرورة التفطن المبكر لحالات التهديد بالانتحار والتعامل معها بجدية حتى لو كانت على سبيل المزح، سواء من قبل العائلة أو الأصدقاء.
وفسر بأن فكرة الانتحار ليست وليدة اللحظة أي انها لا تأتي هكذا صدفة، بل هي نتيجة تراكمات نفسية وتفكير مستمر في فكرة الانتحار. فالراغب في الانتحار لديه عموما استعداد نفسي وذهني مسبق إلى الانتحار، والفكرة قد تكون تخامره لمدة طويلة لكنه لا يمر إلى فعل الانتحار في حد ذاته إلا بعد أن يصطدم بعوامل محفزة تدفعه إلى المرور إلى التطبيق. وحذر الرقيق إلى ضرورة أخذ التهديد بالانتحار مأخذ الجد، نافيا أن تكون حالات الانتحار مقتصرة على صفوف المراهقين أو الشباب أو فئة دون غيرها بل هي حالة عامة تشمل جميع فئات المجتمع مهما كانت درجاتهم الاجتماعية.
على اعتبار أن القلق والاكتئاب عوامل مشتركة قد تؤدي إلى الانتحار وهي ناجمة إما عن مشاكل نفسية، أو خلافات عائلية، أو صعوبات مادية..وبالتالي لا يمكن فصل العوامل الاجتماعية عن الاقتصادية.
وقال محدثنا أن وسيلة الانتحار مثل الحرق، او الشنق، او رمي المنتحر لنفسه من علو مرتفع.. ليست معيارا ولا محددا لتمييز حالة انتحار عن اخرى، لأن فعل الانتحار هو نفسه مهما كانت الوسيلة المتبعة لتنفيذ الفعل، لكنه لاحظ مع ذلك أن فعل الانتحار قد يكون عنيفا او حادا لدى الرجال أكثر منه لدى النساء اللاتي يملن إلى الانتحار بطريقة مرنة كشرب الدواء أو استنشاق الغاز مثلا..
ونبه الرقيق إلى أن الانتحار قد يكون معد أي يمكن أن يكون محفزا وينتقل كالفيروس ويغذي الأفكار الانتحارية أو يوقظها contagion hystérique وهي أفكار موجودة سابقا لدى أفراد آخرين فيمرون إلى الفعل Facilité de passage à lacte.
وبيّن أن الحالات الانتحارية الفردية المتقاربة في الزمان والمكان تكمن خطورتها في تغذية أفكار انتحارية لدى شبان آخرين تراودهم فكرة الانتحار مسبقا.
وترى الدكتورة هالة ماجول أن علماء النفس يصنفون حالات الانتحار التي تنفذ بوسائل عنيفة مثل الحرق او الشنق أو الانتحار بوسيلة حادة بسلاح او ما شابه ضمن حالات الانتحار الخطيرة اجدا لناجمة عن حالات اكتئاب قوية، وقلق شديد للغاية، لكنها تختلف عن حالات الانتحار عبر وسائل أخرى غير عنيفة مثل تعمد شرب كمية كبيرة من الدواء.
 
وقالت ان حالات الانتحار تختلف أيضا من حيث طريقة التنفيذ، إذ يمكن أن يقوم المنتحر بالتحضير لعملية الانتحار قبل أيام أو أشهر عديدة، كما يمكن أن يكون فعل الانتحار غير مخطط له مسبقا، ويكفي وجود عامل محفّز facteur déclenchant حتى يمر صاحب فكرة الانتحار إلى الفعل. وبّينت أن انتحار أحد ما في محيط معين قد يجعل منه بطلا لدى بعض الشبان وقد يشجع أفرادا آخرين تخامرهم فكرة الانتحار على المرور إلى فعل الانتحار أو محاولة الانتحار.
 
أما السيد وحيد قوبعة المختص في علم النفس فقال أن العوامل الدافعة إلى الانتحار هي الاكتئاب واليأس، لكنه لاحظ أن الفعل الانتحاري قد يكون أكثر خطورة لدى المراهقين لأن الجزء الأمامي من المخ لدى المراهقين لا يكتمل نضجه ونموه إلا خلال الفترة العمرية بين 18 و22 سنة، وهو ما يفسر طغيان الفعل الاندفاعي والانفعالي لدى المراهق الشيء الذي يمكن أن يقوده إلى الانتحار.
ونفى الدكتور قوبعة أن يكون الشاب المنتحر الذي حاول الانتحار بحرق نفسه ناجما عن مريض نفسي، بل يرجح أنه مر بفترة انفعال وغضب شديدين، وربما حاول لفت الانتباه الناس والمجتمع إليه بعد أن وجد صدودا من قبل الجميع ولم يجد من يحيط به نفسيا ومعنويا فضلا عن تفاقم مشاكله المادية بسبب البطالة والفقر.  
رفيق بن عبد الله  
(المصدر: جريدة الصباح ( يومية –  تونس) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)


بسم الله الرحمان الرحيم خطابك المشئوم  لشعبنا المحروم  

 رياض حجلاوي  
لم تكفك 23 سنة وأنت في القصر، والشعب في الفقر، وقد مارست التضليل والنفاق حتى استتب لك الأمر، رغم كل التقارير التي أصدرتها الجمعيات والهيآت عن حالت حقوق الإنسان في تونس وما شابها من انتهاك  وتعد. وجاءت تقارير ويكليكس لتفضح نفاقك وتعر إستبدادك وتكشف المخفي من سرقات أصهارك إنتفض الشعب في سيدي بوزيد من الجوع والإهانة وساندته الجهات الأخرى معبرة عن تضامن حقيقي بين أبناء الشعب فواجهته آلتك القمعية بالإرهاب والنهب والقتل ثم تخرج علينا في خطاب ليس له عنوان إلا التخويف والتوعد والإتهام حتى أضحى الشعب في تفكيرك مجموعة متطرفين وجب سحقهم. وتجسد حزمك فيما قامت به عصابات البوليس في مدن سيدي بوزيد من نهب لممتلكات المواطنين وترويع العائلات فلم يسلم من بطشهم لا الطفل الصغير ولا العجوز الكبير إنه آن لك الأوان أن ترحل عن البلاد لإنك أسلت الدم في أبناء الشعب المحروم. إن الشعب هب بكل قواه ليسترد حقه في العيش الكريم ولن تخيفه آلتك القمعية وإن غدا لناظره قريب  


أزمة البطالة تقصم ظهر الحكومة التونسية تونس بين تطلّعها للّحاق بدول متقدمة وبين عجزها لتوفير فرص العمل


عائشة بن محمود * إسلام أون لاين – الدوحة      في وقت تستعد فيه تونس لدخول مرحلة جديدة من مسارها الاقتصادي، تنفجر احتجاجات شعبية عنيفة لم يشهد الشارع التونسي لها مثيلا منذ أحداث ما يعرف بـ »ثورة الخبز » في بداية ثمانينات القرن الماضي، على خلفية لجوء الحكومة وقتها في رفع أسعار الخبز.

في هذه الأثناء وفي ظرف أقل من أسبوع، تدشّن تونس تجربة الشراكة العربية الأوروبية لتتحوّل إلى سوق حرة للسلع الأوربية الصناعية التي أصبحت معفية بالكامل من الرسوم الجمركية  والأمر ذاته بالنسبة للسلع التونسية في السوق الأوروبية، في حين  تبقى الملفات المتعلقة بالزراعة والخدمات على طاولة المفاوضات بين الطرفين التونسي والأوروبي.
ويشهد الشارع التونسي حاليا تحركات احتجاجية اندلعت شرارتها منذ 11 يوما تقريبا بعد إقدام شاب تونسي من ولاية سيدي بوزيد الواقعة بالوسط الغربي للبلاد التونسية على إحراق نفسه تعبيرا عن معاناة يتكبدها بسبب البطالة وضيق الحال.
وبدأت هذه التحركات الاحتجاجية في الانتشار إلى عدد من ولايات أخرى في البلاد التونسية والبالغ عددها 24 ولاية، عبر مظاهرات مساندة للمحتجين في ولاية سيدي بوزيد. ويُرجع مراقبون من أوساط سياسية واقتصادية هذه الاحتجاجات إلى معضلة البطالة التي تتكبدها شريحة كبيرة من المجتمع التونسي والتي يقدر عددها نحو 440 ألف عاطل وبمعدل بطالة 14% من مجموع الفئة النشطة، حسب أرقام رسمية. 

فما هو البعد الاقتصادي لهذه الاحتجاجات الشبابية بالأساس، وإلى أي مدى أصبحت المكاسب الاجتماعية التي حققتها تونس على مدى خمسة عقود مهددة بالاندثار؟
اتفق المتابعون للاضطرابات التي يشهدها حاليا الشارع التونسي على أن البطالة هي السبب الرئيس وراء هذه الاحتجاجات التي تصعّدت إلى تمرد المحتجين  على محاولات قوات الأمن لتطويق حراكهم العفوي، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى من الجهتين، حسب تقارير صحفية من تونس.
يشار إلى أن هذه الاحتجاجات تتشابه وإلى حد كبير مع أحداث شهدتها تونس مستهل عام 1979 والتي تزامنت مع أزمة النفط الثانية، عرف خلالها الذهب الأسود أولى أرقامه القياسية على مستوى ارتفاع أسعاره. وتفيد وثائق تاريخية أن سياسة الاقتصاد الحر وقتها لم تق تونس من التعرض لهزات ذات طابع اقتصادي واجتماعي جسدتها تفاقم البطالة بين الشباب، فضلاً عن الأزمات السياسية التي شهدتها البلاد بسبب نظام الحزب الواحد الذي اتبعه الرئيس السابق  الحبيب بورقيبة في معظم فترة حكمه، وهو ما أدى  إلى إعلان النقابيين ومن خلال « الاتحاد العام التونسي للشغل » الإضراب العام. وقد انتهت هذه الواقعة « بحدوث مصادمات في شوارع تونس العاصمة بين قوى الأمن والجيش والجماهير، سقط فيها قتلى وجرحى، تلاها إعلان حالة الطوارئ واعتقالات في صفوف القيادات النقابية وصدور أحكام بالسجن في حقهم، ». كما شهدت تونس إثر ذلك وفي يناير 1984 احتجاجات أخطر بسبب الزيادة في أسعار عدد من المواد الاستهلاكية الأساسية المدعّمة من الدولة وعلى رأسها الخبز، وقد حدثت فيها مظاهرات احتجاجية أيضا ومصادمات بين المواطنين وأعوان السلطة اقتضت إعلان حالة الطوارئ أيضًا ومنع التجول، وانتهت في المقابل بتراجع الحكومة عن قرار الرفع في الأسعار.
اتهامات
ويوجّه مراقبون سياسيون من أحزاب معارضة أصابع الاتهام إلى الحكومة التي يرون أنها فشلت في تحقيق تنمية عادلة بين مختلف مناطق الدولة التونسية التي تعد أكثر من 10 ملايين ساكن. وحسب بيان صادر عن « حركة التجديد » وهي حزب معارض تونسي « ، اطلعت عليه « إسلام أون لاين »، فإن « الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية في تونس بحاجة ملحة إلى مراجعة جوهرية في اتجاه التنمية بين الجهات وإخراج المناطق من وضع التهميش »، حسب ذات البيان الذي استنكر في الوقت ذاته لجوء الحكومة التونسية للقوة للسيطرة على هذه الاحتجاجات. 
ويقدر عدد متساكني ولاية سيدي بوزيد ذات النشاط الزراعي بالأساس، نحو 400 ألف ساكن، حسب معهد الإحصاء التونسي. 
مخططات تنموية

وتعتمد الحكومة التونسية في انجاز مشاريعها المستقبلية على مخططات تنموية ترصد كل خمس سنوات ما تم تحقيقه من تنمية وما سيتم انجازه خلال فترة الخمس سنوات اللاحقة. وانطلاقا من الأرقام الواردة بوثيقة رسمية عن مخطط التنمية في تونس تحت عنوان  » الوثيقة التوجيهية للمخطط 11 للفترة 2007-2016″، يلاحظ أن المناطق الداخلية للبلاد التونسية  والمتمركزة أساسا في الشمال والوسط الغربي استأثرت بمخططات تنموية مكثفة من خلال آليات تمويل مختلفة على غرار صندوق التضامن الوطني الذي يعتبره شكل من أشكال الضريبة المقنعة المفروضة على التونسيين، والذي تمكّن في المقابل من القضاء على نحو 1327 منطقة داخلية مهمشة وإدماجها في الدورة الاقتصادية خلال العشر سنوات الماضية.
كما تم إحداث بنك الفقراء « البنك التونسي للتضامن » منذ تسعينات القرن الماضي، بالإضافة إلى إحداث نظام القروض الصغرى وإطلاق الصندوق الوطني للتشغيل وإحداث مراكز الأعمال لفائدة الشباب الذي يعتزمون اقتحام مجال الأعمال، وأيضا إرساء نظام الشركات ذات رأس مال المخاطر بمساهمة صناديق تنموية حكومة لفائدة الشباب ذوي الأفكار المبتكرة في مشاريع تنموية بمناطق محدودة التنمية. وتمثلت إنجازات هذه الآليات التنموية في مشاريع عديدة مثل تركيز 35 منطقة للمشاريع الصغرى وإحداث 4463 هكتار من المناطق الزراعية السقوية، إضافة إلى إحداث مناطق صناعية مهيأة لفائدة مستثمرين أجانب ومحليين.
وبصفة عامة تقدر استثمارات الدولة في العشر سنوات الماضية لفائدة المناطق الداخلية بنحو 12 مليار  دولار مكنت من تهيئة الطرقات وإنشاء مطارات بالمناطق الداخلية على غرار ولايتي قفصة وقابس إضافة إلى تركيز أقطاب جامعية وتكنولوجية بالشمال والوسط الغربي. وتقدر الاستثمارات المخصصة حاليا لفائدة هذه المناطق بنحو 5 مليارت دولار.
في مقابل هذه المشاريع التنموية المكثفة، فإن مستوى التنمية في مناطق الشمال والوسط الغربي بالخصوص،  لم يرتق بعد إلى نظيره المحقق بالمناطق الواقعة شرق البلاد التونسية التي تحتكر أبرز المناطق الصناعية المهيأة كما تتمتع ببنى سياحية راقية ذات تصنيف عالمي ومستوى عيش مرتفع مقارنة عمّا يوجد  في مناطق الشمال والوسط الغربي للبلاد التونسية. تفاوت تنموي ويفسر بعض المراقبين هذا التفاوت التنموي بين مناطق البلاد التونسية بسياسة الدولة زمن رئيس تونس الأسبق الحبيب بورقيبة الذي ركز جهود الحكومة على تنمية المناطق الشرقية والساحلية للبلاد على حساب المناطق الداخلية الغربيّة بسبب خلافات مع سياسيين ونقابيين ينتمون إلى هذه المناطق الداخلية، وهو ما دفع الرئيس الحالي لتونس زين العابدين بن علي، إلى تكثيف العمل لسد هذه الثغرات  التنموية منذ اعتلاءه سدة الحكم عام 1987، كما فاجأ الرئيس التونسي الحالي التونسيين بزيارات ميدانية تفقدية قام بها في مناطق مهمشة من ولايات  بالشمال والوسط الغربي، وهو أمر لم يتعود التونسيون على مشاهدته على القنوات التلفزيونية الرسمية من الرئيس السابق. 
وبالتوازي مع محاولة الحكومة الحالية لتسريع وتيرة لحاق تنمية المناطق الداخلية من نظيراتها الواقعة شرق البلاد،  تواجه الحكومة التونسية صعوبة في التحكم في الأعداد المتنامية لخريجي الجامعات الذين باتوا  يسجلون تسارعا في تركيبة الفئة العاطلة عن العمل، رغم لجوءها إلى اعتماد سياسة « تمطيط » البرامج التعليمية بالجامعات وإنشاء مشاريع أكاديمية متشعّبة في محاولة منها لإبقاء طالبي العمل أكثر وقت ممكن بمقاعد الدراسة،  في ظل غياب التوازن بين فرص العمل المتوفرة بسوق العمل وبين عدد الباحثين عن العمل المتزايد بين أوساط المؤهلين جامعيا والذي يقدر معدل بطالتهم بنحو 22% حاليا. ويقدر عدد حاملي الشهادات العليا حاليا نحو 90 ألف وتتوقع الحكومة التونسية أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 97 ألف عام 2016.
ويلاحظ أن أبرز بنود البرنامج الانتخابي الحالي للرئيس زين العابدين بن علي تتمثل  في مضاعفة الدخل الفردي للمواطن التونسي من نحو 4 آلاف دولار حاليا إلى 8 آلاف دولار سنة 2016 مما سيتيح ارتقاء مؤشر لحاق المواطن التونسي من نظيره الأوروبي من نسبة 45% حاليا إلى 60% قبل حلول 2016، وبأن ينحصر معدل البطالة في 10.3 % عام 2016 مقابل اكثر من 14% حاليا، حسب أرقام رسمية. وحسب تقارير اقتصادية فإن مثل هذا الهدف يقتضي تحقيق نمو اقتصادي سنوي في تونس يناهز 6.5% سنويا وهو ما يصعب تحقيقه حاليا في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على اقتصادات الدول. ويقدر معدّل النمو في تونس العام الحالي بنحو 3.7% ويتوقع أن يرتقي هذا الرقم إلى 5.4% العام المقبل.
فساد مالي واستغلال نفوذ

غير أنه وبغض النظر عن هذا الظرف الاقتصادي، فإن مراقبين سياسيين تونسيين، مستقلين منهم ومعارضين، يعتبرون أن تفشي ظاهرة الفساد واستغلال النفوذ « الدخيلة على المجتمع التونسي »، على حسب تعبيرهم، هي السبب الحقيقي وراء الوضع الاجتماعي الحالي المتأزم والتي سببت احتقانا في مناطق معينة من الدولة التونسية. ويلاحظ أن المتظاهرين في كل أنحاء البلاد التونسية اتفقوا على شعار موحّد وهو « ياعصابة السرّاق، التشغيل استحقاق »، يرددونه خلال مسيراتهم الاحتجاجية الحالية.
ورغم ترتيب الدولة التونسية الثانية عالميا في الشفافية الإدارية على مستوى الإجراءات الإدارية،  حسب أحدث تقرير حديث لـ »دافوس »، فإن هذه المرتبة لا تنفي حقيقة تنامي ظاهرة الفساد المالي الذي يتم، وكما عبر عنه هؤلاء المراقبون، باستغلال النفوذ وهو ما أفرز الاستثراء الفاحش لفئة معينة من المجتمع التونسي مقرّبة من مسؤولين كبار،  على حساب باقي شرائح المجتمع التونسي الذي يتمتع، في المقابل، بهيمنة الطبقة المتوسطة والتي تناهز 80% من تركيبته. كما يقدّر معدل الفقر المدقع في تونس أقل من 4 % حسب تقارير « البنك العالمي ».
ويرى باحث اجتماعي، فضّل عدم ذكر اسمه، أن تونس بصدد التفويت في أهم مكسب حققته وهو هيمنة الطبقة المتوسطة التي تعتبر ميزة تتمتع بها عادة المجتمعات التي تصنف ضمن قائمة الدول المتقدمة اقتصاديا. ويضيف ذات الباحث أن السياسة الاجتماعية التي أرساها الرئيس التونسي  السابق الزعيم الحبيب بورقيبة، القائمة على تخصيص نسبة تفوق 3 % من ميزانية  الدولة لفائدة التعليم والصحة مع انتهاج مبدأ المساواة بين كل المواطنين في حق التمتع بخدمة التعليم والصحة المجانية، إضافة  إلى تطوير الإطار التشريعي للمرأة، ساعدت على  بناء مجتمع متوازن يقوم على الطبقة المتوسطة رغم انتماءه بعدُ إلى قائمة الدول النامية. ولا يستبعد مصدر مطلع لـ »اسلام أون لاين » أن يتم هذه الأيام اتخاذ إجراءات حازمة من أعلى هرم السلطة ضد من تسبّب في حدوث مثل هذه الاحتقانات الاجتماعية وإسهامهم في تباطؤ تنفيذ مشاريع تنموية مخطط لها مسبقا بالمناطق الداخلية.
في المقابل فإن معارضين سياسيين لا يتوقفون عن التأكيد عبر الفضائيات  أن هذا الاحتقان الاجتماعي هو نتيجة تقييد الحريات السياسية وتهميش دور المعارضة ومنعها عن قيامها بدورها المتمثل أساسا في محاسبة الحكومة إضافة إلى غياب حرية الإعلام، وهي اتهامات تحرص  الحكومة التونسية على نفنيدها وتأكيدها على خطتها لمزيد تفعيل دور مؤسسات الدولة والفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في تونس. ويلاحظ أن القنوات الإعلامية الرسمية التونسية لم تقم بتغطية هذه الأحداث التي تشغل بال التونسيين حاليا وهو ما دفع هؤلاء إلى اللجوء لمتابعتها عبر قنوات فضائية عربية وأجنبية وعبر المواقع الإلكترونية الاجتماعية وأساسا « الفايس بوك ».
ويحتكر الحزب الحاكم في تونس « التجمع الدستوري الديمقراطي » نحو ثلاثة أرباع المقاعد في البرلمان التونسي.
ويبلغ مجموع الأحزاب التونسية 15 حزبا منها 7 أحزاب متواجدة في البرلمان واثنين معترف بهما وليس ممثلان في السلطة التشريعية و6 أحزاب أخرى غير مرخص لها. كما تواجه المؤسسات الحقوقية غير المعترف بها ضغوطات من الحكومة التونسية.
ورغم هذه الأحداث الاحتجاجية التي اعتبرها مراقبون سياسيون ومتخصصون اجتماعيون مؤشرا صحيا يدل على عدم سلبية المواطن التونسي في التعاطي مع قضاياه، فإن تونس تصنف بالدولة النموذج التي تمكنت من المحافظة على توازناتها الاقتصادية العامة من عجز عام ومديوينة وتضخم رغم قلة مواردها الطبيعية ومن تحقيق مكاسب اجتماعية متفوقة خاصة على مستوى التعليم والصحة والمرأة.
وتعتمد الدولة التونسية على مواردها الذاتية في ميزانيتها حيث تقدر الضرائب نحو 80% من مجموع إيرادات الدولة، وهو ما يؤشر إلى قيام اقتصادها على  قيمة مضافة تحققها مواردها البشرية التي تمثل أكثر من 43% من مجموع المُدخلات التي تحتاجها المؤسسة الاقتصادية في تونس.
وقد خصصت الحكومة خلال مخططها التنموي الحالي أكثر من 1% من ناتجها المحلي الإجمالي، الذي يقدر بنحو 40 مليار دولار، لتطوير منظومة البحث العلمي والتجديد التكنولوجي في إطار تحولها إلى اقتصاد قائم على المحتوى المعرفي.
ومن منظور أهمية تطوير المهارات والكفاءات العلمية لصالح الاقتصادات، تشير دراسة اقتصادية أن 55% من الفوارق في النمو الاقتصادي بين الدول المتقدمة التي يصطلح على تسميتها ببلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية متأتّ من التفاوت في المهارت والكفاءات التي تمتلكها هذه الدول.
وانطلاقا ممّا يجري حاليا في تونس من احتجاجات، فقد يكون هذا البلد، الذي دفع بالأمم المتحدة لاعتماد مبادرته حول إعلان « 2010 سنة دولية للشباب »،  بصدد المرور إلى مرحلة لاحقة من صيرورته التاريخية، وربما شبابه المنتفض حاليا، هو من سيرسم المرحلة المستقبلية لهذا البلد الصّاعد.  

كاتبة وإعلامية  تونسية من أسرة « إسلام أون لاين »   (المصدر: اسلام أون لاين . نت بتاريخ 29 ديسمبر 2010 )  


سيدي بوزيد تفصح عن تونس الحقيقية


راشد الغنوشي
مع أنه -بحكم النقص الأصيل في النفس البشرية- لا جرم أن تظل مسافة ما بين القول والفعل، بين المثال المأمول والواقع المتحقق، سواء أتعلق ذلك بالأفراد أم بالجماعات، على ألا يصل الأمر إلى حد التناقض والتصادم لدرجة تضيع فيها حقائق الأشياء وتفقد معها اللغة وظيفتها في التواصل، وهو ما دعاه القرآن الكريم بالنفاق ومقته أكبر المقت « يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ». إن ما يحدث للأسبوع الثاني في سيدي بوزيد وامتد إلى أرجاء البلاد، ليكشف عن هوة سحيقة بين تونس الرسمية، تونس السياحية، تونس تقارير المنظمات الدولية المنوّهة بنجاحات النموذج التنموي التونسي الذي وصفه الرئيس الفرنسي بـ »المعجزة الاقتصادية »، وبين تونس الواقع، كما كشفت عنها انتفاضة الجياع بسيدي بوزيد وما سبقها وما أججته من نيران سرعان ما امتدت في أرجاء البلاد امتداد النار في الهشيم، فكيف ذلك؟ وماذا في الأفق؟

1– كان لنبأ إقدام الشاب الخريج الجامعي محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسمه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد وقع الصاعقة، لا على عشيرته العربية الأصيلة « الهمامّة » المعروفة بالشجاعة وبكسبها الثوري المعتبر، فحسب، بل كان بمثابة شرارة الانطلاق لمخزون من الغضب والمقت ظل يتراكم خلال العقدين الأخيرين، فسرت كالنار في الهشيم انتفاضة الجياع، على امتداد المنطقة، فهب الناس في غضبة عارمة يحاصرون مقر المحافظ ويمطرونه حجارة، محتجين على سلوكه الاستكباري إزاء شاب حاصل على درجة علمية عليا، قد عيل صبره بحثا عن شغل يليق به، فما ظفر به، ما اضطره من أجل إعالة أسرته بعد وفاة والده إلى أن يشتغل تاجرا متجولا بعربته يجرها، عارضا بضاعته البسيطة من الخضر والفواكه في الأسواق، فطارده عمال البلدية وبعثروا سلعته وافتكوا ميزانه، لانتزاع رشوة منه، فلما رفض أوسعوه ضربا، فاندفع إلى مقر المحافظ، فصفق الباب في وجهه، فأظلمت الدنيا في وجهه واستبد اليأس به، فأضرم النار في جسمه، فحمل إلى المستشفى على مشارف الموت، وقطعت أنباؤه عن ذويه، مما رجح هلاكه، كما هلك شبان قبله بنفس الوسيلة ولنفس الأسباب في أكثر من جهة في البلاد منهم الشاب تريمش بالمنستير.  
وعبّر أهل المدينة عن سخطهم بموجة احتجاج عارمة، فحاصروا مقر الحاكم وأمطروه حجرا وأحرقوا مقرات للحزب الحاكم وحاصروا مراكز أمنية.. وما لبثت موجة الغضب أن امتدت لمختلف أرجاء البلاد في انتفاضة عارمة في أكثر من بلدة ومدينة منها فوسانة وجبنيانة والصخيرة والمحرص والقيروان ومدنين وصفاقس وسوسة وبنزرت ومكثر.. وما تزال موجة الغضب وانتفاضة الجياع تتسع في أرجاء البلاد رغم قمع السلطة الوحشي الذي بلغ حد إطلاق الرصاص الحي الذي أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح منهم الجامعي السيد محمد العماري رحمه الله.
2- تعيد هذه الأحداث الجسام للأذهان ما حدث في منطقة المناجم منذ سنتين من إضراب عام امتد لأشهر مطالبة بالشغل واحتجاجا على المحاباة، وبعد فرض الحصار الأمني على المنطقة لأشهر عهدت السلطة إلى الجيش بفض الإضراب بالقوة الغاشمة سافكا دماء ومزهقا أرواحا لجياع، تاركا بقية المهمة القذرة للشرطة وللقضاء المدجن للاعتقال والتعذيب وعقد المحاكمات المصطنعة.. وما تزال مخلّفات القضية ودماؤها لم تجف، لتتبعها احتجاجات موضعية كان أبرزها ما حدث منذ بضعة أشهر من انتفاضة التجار الصغار بمدينة بنغردان الحدودية مع ليبيا وهم يعيشون على التجارة معها، فلما أغلق المنفذ الحدودي ضجت المنطقة بالاحتجاج فووجهت كالمعتاد بالقمع، ولم تبرد النار إلا بفتح المنفذ الذي يعتبر شريان الحياة لمئات الآلاف من أهل الجنوب والوسط، بما يشبه حالات أهل مناطق الحدود الغربية المهمشة الذين يلتقط الكثير منهم رمق الحياة من طريق تهريب البترول من الجزائر، وبلغت بهم الفاقة أن أقدمت عشائر منهم على الهجرة بالجملة إلى الجزائر حيث حوصروا هناك وردوا على أعقابهم… وذلك مقابل آلاف من الشباب يلقون بأنفسهم في لجج البحر على أمل الوصول إلى أوروبا هروبا من جنة « المعجزة الاقتصادية » فيغرق منهم الكثير، ويقع الكثير منهم بين أيدي الحرس التونسي الحدودي الذي قبض جعلا من حكومات أوروبا لحراسة حدودها من أمواج الجائعين، فيوقع بهم أشد العقوبات، غير عابئ بالتهديد النبوي بالنار لمن حبس هرة فلا هو أطعمها ولا هو ترك سبيلها لتأكل من خشاش الأرض، فكيف بحبس شعب؟
3- وكان واضحا اشتداد ضغط الأزمة الاجتماعية في البلاد تفاقما للبطالة وللفوارق المشطة بين الجهات وتفشي أخبار نهب الأرزاق من قبل العوائل المتنفذة وشركائهم في الحزب الحاكم والدولة بما يشبه أنظمة المافيا المحمية بجيوش من البوليس سرعان ما تحاصر أي تحرك احتجاجي لتعمل فيه آليات القمع والاعتقال والمحاكمات الصورية التعسفية والانتقام والتشفي والتشويه الإعلامي.
وكانت الشعارات العفوية المرفوعة من قبل الجماهير تفصح عن الطبيعة الاجتماعية لهذه الغضبة واقترانها بقضية فساد الحكم، فكان أبرز هذه الشعارات « الشغل استحقاق يا عصابة السراق » وهو شعار يعبر بوضوح عن وجود أزمة كما يعبر عن طبيعتها أنها أزمة حكم، قد احتجن لنفسه الثروة والسلطة والإعلام، جاعلا من جهاز الدولة ما يشبه أنظمة المافيا، وهو التعبير الذي استخدمه السفير الأميركي فيما سربه موقع ويكيليكس في توصيفه للنظام، مع صداقته له.
4- لم يكن للنظام وهذه طبيعته وارتباطاته، من خيار، من أجل الحفاظ على مصالحه الاحتكارية الاستئثارية بالسلطة والثروة وإطلاق العنان لقوى النهب داخل الأسرة الحاكمة غير:
أ- إفراغ كل مؤسسات الحكم من السلطة: الأحزاب والبرلمان والوزراء ومجلسهم والإعلام والبنوك، كلها قلاع فارغة، تدار من غرفة قيادية في القصر أدواتها الأساسية من طبيعة أمنية، بما جعل جهاز الأمن يتضاعف ميزانيات وأعدادا أكثر من ستة أضعاف خلال عقدين من حكم ابن علي، وأطلقت يده في أموال الناس وأعراضهم، بينما تدهورت الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم وتم تسليعها، وسحب ما كان لها وللفقراء من دعم، فالتهبت الأسعار وفشت البطالة بأثر الخيارات التي فرضتها المؤسسات الرأسمالية الدولية على البلاد فصودر القطاع العام إما لصالح الرأسمالية الدولية أو لشركائها من أقطاب عائلات الحكم.
ب- كما أن من مقتضيات هذا الخيار التنموي فرض الصمت على كل صوت يمكن أن يحتج ويعرقل إجراء الجراحات الصعبة على الجسم التونسي خدمة للرأسمالية الدولية وشركائها القلة المحظوظة، فكانت الهيمنة على الإعلام (وحتى الإعلام الخاص الذي سمح به قصر على أفراد الأسرة الحاكمة) والهيمنة على الاقتصاد والهيمنة على الأحزاب، إما باستهدافها بالتدمير كما فعلوا مع الحركة الإسلامية خاصة.. أو بالاحتواء والتدجين)، وكذا الهيمنة على مؤسسات المجتمع الأهلي كالنقابات.
5- ومن أجل ضمان ولاء ودعم الرأسمالية الدولية كان لا بد من عدم الاقتصار على تلبية مطالبها المالية الاقتصادية بل التوفر على الاستعداد للاندراج ضمن سياساتها الإستراتيجية العليا من مثل الاندراج في مشاريع التسوية في القضية الفلسطينية وتوثيق العلائق مع الإسرائيليين، بؤبئ العين الغربية، وكذا الاندراج في « المجهود الدولي للحرب على الإرهاب » ولا بأس من وضع شيء من البهارات المحببة للمستهلك الغربي مثل قضية تحرير المرأة!! تمريرا لسياسات لا يحبها الغرب أو يزعم ذلك مثل التعذيب والإعلام الخشبي ووضع اليد على مؤسسات المجتمع المدني وتزييف الانتخابات لضمان النجاح بالنسب المعروفة 90% فما فوق والعبث المتكرر بالدستور لتيسير ترشح الرئيس للمرة الخامسة رغم ما يشاع عن مرضه، بل التمهيد لتوريث المنصب ربما لسيدة تونس الأولى التي كانت من بين المستهدفين بشعارات الانتفاضة الهمّاميّة « تونس حرة والطرابلسية على برة ».
6- وهكذا في بلد لا يتمتع بثروات طبيعية كبيرة لا يمكن لأهله من أجل ضمان مستوى معقول لعيشهم إلا أن يكدحوا وأن تسوسهم سلطة تتمتع بقدر معقول من حسن الإدارة ومن الإنصاف، فإذا هي أسرفت في النهب كما هو حاصل في عهد ابن علي فلا مناص من أن يتفاقم إحساس الشعب بالضيم والقهر والفاقة والحرمان، لا سيما وهو يرى أثر الثراء السريع والإنفاق السرفي السفيه الباذخ من قبل الأثرياء الجدد المرتبطين بالحكم فتزداد نقمته وألمه، وفي غياب قنوات ومؤسسات حرة لامتصاص الغضب كوسائل الإعلام والمساجد والجمعيات والأحزاب، وفي غياب انتخابات حرة يمكن للشعب أن يغير من خلالها سلطة لا تعجبه، وفي غياب جغرافيا تتيح للمظلومين الثائرين الاحتماء بها لمناهضة الظلمة -وهذه حال شعب تونس الأصيل- ماذا يبقى غير تخزين الغضب ومراكمته في انتظار الانفجار في طور تبدو فيه على السلطة ظواهر الانحلال وانقطاع الصلة بالواقع على حقيته، والعجز عن توفير الحد الأدنى من العيش لمواطنيها، لا يمكن لدولة أن يستتب لها أمن دون توفيره.
7- لقد استهدفت سلطة 7 نوفمبر الحركة المعارضة الأكبر في البلاد، حركة النهضة بالاستئصال باعتبارها المنافس الأعظم لسلطة ليس في تراثها غير تراث الحزب الواحد والزعيم المتأله، زادتها خبرتها الأمنية الوحيدة تعويلا على هذه الخبرة، فما كادت تبقى أسرة في البلاد لم ينلها حظ مما نال الحركة الإسلامية على نحو غير مسبوق في تاريخ البلاد، واجدة دعما من غرب فزع من الإسلام ومن نخب متغربة هلعة من صعود الإسلام السياسي بزعم الدفاع عن مكاسب « حداثة  » لم يبق من رصيد لحمايتها غير هراوة البوليس ووضع الخبرة النضالية المتقدمة تحت تصرفه، وذلك بوعد ديمقراطي يتحقق يوم الخلاص من العدو الأصولي المشترك، إلا أنه وريث دولة الحزب الواحد والزعيم الأوحد مضى إلى نهايته في الانفراد بالغنيمة ضاربا بهراوته على كل مطالب بنصيبه من الغنيمة، وهكذا تجلت سافرة حكمة أكلت يوم أكل الثور الأبيض، إلا أنه مع بدايات القرن الجديد أخذت تعود مياه المعارضة الجادة إلى مجاري الحوار والبحث عن المشتركات، بما أفضى إلى أرضية صالحة لتنهض عليها جبهة للمعارضة الجادة تجمع بين قوى أساسية يسارية وليبرالية وقومية وإسلامية، مما يمكن أن يمثل محضنا مستقبليا لشعب تشتد عليه وطأة الظلم لدرجة الإقبال على الموت ويستشعر أن الوقت قد حان لانتزاع حقوقه المضيعة.
8- لم تكن انتفاضة الهمامّة منعزلة عن تطورات سبقتها ومهدت لها ألمحنا إلى بعضها ونضيف إليها هنا عاملين مهمين: الأول اقتصادي ويتمثل في انعكاسات الأزمة الدولية على اقتصاديات البلاد رغم الادعاء المتكرر بعكس ذلك وهو أمر لا يمكن تصديقه مع نظام يقوم اقتصاده على التبادل مع السوق الرأسمالية ، فكيف تصاب هذه بالزلازل، وهو آمن مطمئن بما يذكر بأنشودة كنا نتغنى بها صغارا « سقف بيتي حديد ركن بيتي حدر.. فاعصفي يا رياح واهطلي يا مطر… ويكفي الالتفات إلى القطاع السياحي وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد ماذا عساه يبقى منه قائما لو ظل معتمدا على الأوروبيين خلال الأزمة ولم يعوضهم أكثر من مليونين قدموا من الجوار الليبي والجزائري؟. وما سيبقى من سلم اجتماعي في مناطق الجنوب لو أصرت ليبيا على استبقاء حدودها مغلقة لأكثر من أسبوع؟ كفى ادعاء.
أما العامل الثقافي النفسي الهام فيتمثل في اندلاع صحوة إسلامية عارمة منذ نهايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي بأثر الفضائيات والإنترنت التي حركت مخزونا من التدين أثّلته الحركة الإسلامية خلال عملها وتغلغلها في المجتمع التونسي لأكثر من عقدين لا سيما واتساع حجم القمع الذي نال من الحركة الإسلامية قد مس الجسم الاجتماعي كله، فكمن هذا الاثر خلال اشتداد العاصفة حتى إذا أخذت طريقها إلى الخمود اهتزت الأرض إسلاما ناقما ساخطا بلغ سخطه حد حمل السلاح في مواجهة الدولة منذ بضع سنوات معارضا لسياساتها الدولية تجاه فلسطين والعراق.
وإذا كان اليوم يجثم وراء القضبان عدة آلاف من شباب الصحوة الإسلامية بما راكم غضبا زائدا منضافا، فضلا عما سكبته صحوة الإسلام في النفوس على اختلاف الفئات الاجتماعية من إيمان واطمئنان ونقمة على الفساد والمفسدين، يمكن لنا أن نكون قد اقتربنا من جملة العوامل والسياقات التي راكمت المواد التي فجرت هذه الانتفاضة التي بدت لغير العارفين كأنها حدث عارض وعمل معزول بينما هي تراكم طبيعي لعمليات مركبة ومعقدة قد نضجت وحان وقت انفجارها فانفجرت وكنا دائما على يقين من أنها آتية لا ريب فيها.
9- وكان يقيننا مؤسسا على قاعدة في التوقع الإستراتيجي لردود أفعال شعب ما تجاه ظلم يحيق به: كيف سيتصرف؟ أقوم سبيل لهذا التوقع هو النظر إلى سوابق ردود أفعال هذا الشعب على ما كان قد حاق به من مظالم. بالنظر إلى أن ردود أفعاله تلك هي ثمرة خبرته التاريخية التي هي مزيج من جغرافيته وتاريخه وعقائده وتمدنه. ومن ذلك ما ذكره الأستاذ عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير في محاضرة له بلندن مجيبا عن سؤال أحدهم: كيف تصف الجماعات الإسلامية المقاتلة في الجزائر، هل هي إرهابية؟ أجاب بأنها معارضة مسلحة، مضيفا: في تراث الجزائريين أنه عندما يصل الظلم إلى حد لا يطاق تندفع منا ثلة إلى الجبال، تحتمي بها، فتصنع توازنا مع الدولة تضطرها للتراجع أو تهزمها جملة.
نحن في تونس بلد صغير بجغرافية منبسطة وسكان متجانسين بما يتيح قيام دولة شديدة التمركز، تغريها بالطغيان، بينما لا تقدم الجغرافيا ما يحتمي به الثائر ويقاوم، وذلك لا يجعل الاستسلام قدرا فالله الذي حرم الظلم وتوعد الظالمين بسوء العاقبة لم يحرم شعبا من فرص للمقاومة والانتصار على الظلم، ففي مجتمع مديني يتكون من مدن يبقى السبيل الأقوم لصنع توازن مع الدولة يضطرها للتفاوض أو حتى يطيح بها إذا استكبرت هو سبيل العصيان المدني بأساليبه المعروفة كالمسيرات العارمة التي تصنع في الأرض المنبسطة جبلا لا يجد معه الحاكم المستبد إلا أن يقول مع بورقيبة صاغرا يوم 26 يناير/ كانون الثاني المجيد « رجعنا فين كنا ».
10- تقديرنا: إن ما تشهده البلاد انتفاضة قد تجمعت أسبابها ولئن بدت طبيعتها اجتماعية فهي في الحقيقة مركبة بل السياسي فيها هو الأعمق، وهي لا محالة بالغة هدفها في تغيير سلطة الاستبداد سلطة المافيا على نحو من الأنحاء. لا تملك السلطة القائمة رغم الوجه الاجتماعي الأبرز للانتفاضة أن تستجيب للمطالب الاجتماعية توفيرا للشغل، لا يمكن لها انتزاع ما استولت عليه المافيا من منهوبات لتعيدها لتوزع على أصحابها الشرعيين. ما تملكه السلطة إذا احتفظت بمسكة من عقل هو الصرف من جيبها السياسي تنفيسا للاحتقان الاجتماعي، على غرار ما فعل بورقيبة جزئيا عقب أحداث 3 يناير/ كانون الثاني المجيدة تغييرا لوجوه واعترافا بأحزاب وتسريحا لمساجين ولمنابر إعلامية، بما لا يغير طبيعة النظام ولكنه يهبه وقتا إضافيا {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 ديسمبر  2010)


تونس ـ إنتفاضة سيدي بوزيد إنتفاضة عفوية ولكنها رفعت عاليا راية المقاومة


أسباب الإنتفاضة إنطلقت إنتفاضة سيدي بوزيد كردة فعل على  حادث إنتحار الشاب محمد بوعزيزي الذي أضرام النار في جسده بعد أن وقع منعه من قبل مصالح التراتيب البلدية الجهوية من ممارسة نشاط هامشي يحميه من غائلة الجوع هو وعائلته وهو المعطل عن العمل والحامل لشهادات علمية بحجة أن نشاطه غير قانوني والتي تلتها وبعد يومين حادثة إلقاء الشاب حسين فالحي بنفسه من عمود كهربائي وموته الفوري وبسرعة إنتقلت شراراة الغضب والإحتجاج إلى البلدات المجاورة[ المكناسي ـ منزل بوزيان ـ الرقاب ـ جلمة ـ سوق الجديد ـ السبالة ]. لقد إتخذت موجة الإحتجاجات ومنذ البداية طابعا عنيفا نتيجة القمع الذي جوبهت به حيث تحولت هذه الإحتجاجات وفي أغلب الأحيان إلى مواجهات مباشرة  للشباب الثائر والناقم مع قوات البوليس التي تمادت في نهج القمع والذي وصل إلى حدّ إطلاق الرصاص الحي على المحتجين مثلما وقع في منزل بوزيان وذهب ضحيته الشاب لطفي لعماري شهيد هذه البلدة.
 إنتفاضة مواطني سيدي بوزيد وإمتداد الإنتفاضة إلى البلدات المجاورة والتابعة إداريا لها بسرعة فائقة ومستوى القمع الذي جوبهت به هذه الإحتجاجات  فجرموجة مساندة عارمة شملت أغلب مدن البلاد وهي إحتجاجات وإن لم تبلغ حد الإنتفاضة بعد ولكنها مرشحة وفي عديد المدن كالقصرين وجندوبة والكاف وقفصة وفريانة وتالة وجبنيانة وبلدات أخرى منها بلدات الحوض المنجمي لبلوغ هذا الحدّ.
حادثة حرق محمد البوعزيزي لجسده بالبنزين وحادثة إنتحار الشاب حسين الفالحي بصعقة كهربائية لم تكونا غير القطرة التي أفاضت الكأس في وسط الغضب فيه من سياسات السلطة مترسب ويطفوا وأسبابه عديدة ومتنوعة ولا ينتظر إلا الشرارة لينفجر في منطقة تعتبرمن أفقر مدن الداخل. منطقة لم يعفها كونها معقل الحزب الحاكم من أن تكون الجهة التي بها أكبر نسبة للمعطلين عن العمل من الحائزين على الشهائد ومن أن تكون الجهة الأخيرة من حيث الأرقام المرصودة للتنمية الجهوية ومن أن تكون على رأس قائمة الجهات التي ترتفع فيها نسبة الفقر والتهميش والإقصاء والحيف.
 لقد عانت الجهة ومنذ الفترة البورقيبية من كل هذا الحيف والذي تعمق بعد إنقلاب 7 نوفمبر وإزداد تعمقا مع الأزمة التي إنحدر إليها المجتمع ككل من جراء سياسة التعديل الهيكلي والإرتباط بإقتصاد السوق هذه السياسات المفروضة من البنوك العالمية ومن الشركاء الأروبيين. إن أسباب الإنتفاضة وبصورة عامة يمكن إدراجها تحت عنوان كبير هو أنها نتيجة  تمادي السلطة في نهج التضييق على الحريات الأساسية للمواطن المترافق مع فشل للسياسات القائمة وعلى كل الأوجه والذي تعمق في العشرية الأخيرة بصورة لافتة خصوصا في الجهات الداخلية.
إن إنسداد الأفق السياسي والإجتماعي وتشدد القبضة القمعية للسلطة ومصادرتها لأبسط الحقوق الأساسية للمواطن وتعمق واقع التفقير والتهميش والبطالة واللآتوازن الجهوي في التنمية وإصرار السلطة وتماديها في تغطية كل هذا الحيف بحلول ترقيعية بالية شكلية هو السبب الذي يكمن وراء مختلف الإنفجارات الإجتماعية التي وقعت في السنوات الثلاثة الفارطة في تونس في المراكز الأكثر تفقيرا وتهميشا ـ منطقة الحوض المنجمي ـ منطقة بن قردان ـ منطقة سيدي بوزيد . إنتفاضة عفوية ولكنها رفعت عاليا راية المقاومة إن إنتفاضة سيدي بوزيد ولئن أنطلقت بصفة عفوية وهو جانب سلبي ويبدو اليوم مؤثرا في مستوى قدرتها على التواصل و على الصمود في وجه القمع الأسود الذي ووجهت به وفي مستوى تحقيق المطالب التي ترفعها الجماهيرالمنتقضة خصوصا بعد موقف السلطة الذي أعلن والذي كان رسالة واضحة أنه لا حلول لديها غير حلول القمع والقبضة الحديدية فإن الملاحظ لتستوقفه عدة عناصر مهمة تلفت النظر إلى أن هناك تجذر في معارضة السلطة وأنه لا الحلول القمعية  ولا الحلول الشكلية في علاقة بمطالب الجماهير  والتي لن تنفذ لمعالجة أصل المشاكل ولا الوعود البراقة يمكن أن تنجح في إنهاء الإحتجاجات والتي ولئن تسطيع السلطة إخمادها الآن فإنها لا تستطيع أن تمنع تجددها كل مرة ليس في سيدي بوزيد فقط بل في كل الجهات المفقرة والمهمشة. إن العنصرالأول المهم في انتفاضة سيدي بوزيد هو سرعة إنتشارالإحتجاجات وتوسع دائرتها بحيث أنها وفي ثلاثة أيام إنتشرت إلى أغلب البلدات المجاورة لمركز الولاية أين إنطلقت الشراراة الأولى لهذه الإنتفاضة وهو معطى جديد مقارنة بما حصل في السابق بحيث أن أغلب الإحتجاجات التي وقعت قد إنحصرت ولم تتوسع دائرتها وهو عامل راهنت عليه السلطة دائما لإستنزاف التحركات ومحاصرتها وقمعها أو تخريبها من الداخل وفرض حلول مغشوشة  أو وعود كاذبة وهو ما وقع سواء في الحوض المنجمي قبل سنتين أو في إحتجاجات بنقردان قبل سنة . العنصر الثاني المهم كذلك هو سرعة إنطلاق موجة الدعم والمساندة لمواطني سيدي بوزيد المنتفضين والتنديد بما يحصل لهم من قمع من قبل أجهزة البوليس والتي عمت مدنا عديدة في البلاد وهي موجة تحركات لا يمكن إعتبارأن دافعها فقط كان دافع المساندة بقدر ما أنه في الأصل تعبير من هذه الجماهير عن رفضها لأوضاعها هي نفسها.
إن هذا الواقع هو واقع جديد وهو ما يجعلنا نؤكد على أن الأوضاع سائرة في إتجاه المراكمة نحو إنتفاضة شاملة تعم كامل البلاد وهو تطور في الوضع مازل إلى حدّ اليوم يتقدم بشكل عفوي دون  قيادة سياسية أو ميدانية  عدى بعض أشكال التنظم الذاتي الجنينية المقاومة التي يبتدعها المواطنون هنا وهناك وخصوصا الفئة الشبابية الأكثر مبادرة ومقاومة وتحركا ونشاطا وإصرارا على مواصلة الإحتجاجات وعلى مواجهة القمع العنيف الذي تواجه به السلطة كل التحركات.
أما العنصرالثالث المهم في انتفاضة سيدي بوزيد تحديدا وفي مجمل التحركات التي وقعت والمتواصلة ولئن بشكل متقطع عموما هو وحدة الشعارات التي رفعها المحتجون في كل المسيرات والتجمعات التي وقعت وجذريتها بحيث لم يعد المطالب هي التشغيل إستحقاق أو العدالة في التنمية بين الجهات بل أصبحنا نسمع ترديد شعارات متعلقة بالحريات الديمقراطية كالحق في التعبير والتظاهر والتنديد بالفساد والمطالبة برحيل بن علي وبسقوط الحزب الحاكم وهي شعارات تربط بين الإجتماعي والسياسي لم نعهدها في الإحتجاجات السابقة.
 أما العنصرالرابع فهو تجاوز حركة الجماهير لبرنامج الحركة السياسية المعارضة عموما من أقصى يسارها لأقصى يمينها هذه الحركة التي عجزت وعلى مدار عقود على ربط المطالب الإجتماعية بالمطالب السياسية وإعتبار المطالب الإجتماعية هي الرافعة للمطالب السياسية وهو ما جعل منها حركة سياسية معزولة عن الجماهير وغير قادرة على الإنغراس فيها حركة منغلقة على نفسها لم تستطع أن تتجاوز في معارضتها مستوى النضال الحقوقي والإنساني والإنتخابوي.
العنصر الخامس هو الأهمية الكبيرة التي ظهرت للفئة الشبابية عموما وتحديدا للمعطلين عن العمل وقدرة هؤلاء على المقاومة وعلى الإستمرار في الإحتجاجات رغم القمع العنيف الذي ووجهت به وهو عامل لابد من إيلائه ما يستحق لتجذير وعي هذه الفئة التي بينت الأحداث أن لها أهمية كبرى في معارضة السلطة على قاعدة جذرية مقاومة. آفاق الإنتفاضة لئن حدثت إنتفاضة سيدي بوزيد بشكل عفوي و توسعت  في ظل أوضاع وموازين قوى مختلة ولصالح الدكتاتورية بصورة مطلقة وفي ظل غياب كلي لقيادة قادرة على تنظيم التحركات وتوحيدها والإرتقاء بها إلى حدّ تحقيق المطالب التي ترفعها الجماهير فإن ذلك لا يمنعنا من القول أن هناك إمكانيات في الواقع يمكن المراهنة عليها  لتجاوز هذا الضعف الذي أصبح بمثابة العطب الملازم لكل التحركات لو يتمكن المناضلون الناشطون والنقابيون الجذريون والذين كان لهم الفضل في تنظيم كل التحركات التي وقعت في دور الإتحاد العام التونسي للشغل رغم معارضة البيروقراطية لها وكذلك الشباب المعطلين عن العمل والشباب الطلابي والتلمذي من تكوين هيئة للإنتفاضة في كل جهة مهمتها تنظيم التحركات وتوحيدها والإستمرا فيها والتنسيق مع الجهات الأخرى . نقول هذا لأننا ندرك أنه عندما تنفجر الانتفاضات أو الاحتجاجات تتحول عديد القضايا التي كانت إلى حدّ ذلك الوقت مجرد أفكاريتطارحها قلة من الحاملين لوعي متقدم إلى قضايا عملية حارقة يطرحها جمهور غفير وتتطلب حلولا عملية لا كلاما وشعارات. إن كل المؤشرات تبين أن العنصر الغائب والذي تأكد أن لغيابه تأثيرات جد سلبية على الإستمرار في الإنتفاضة وتجذيرها هو عنصر التنظيم . إن تجاوز هذا العامل السلبي ممكن اليوم لو يهتم الموكول لهم ممن ذكرنا بإنجازه. إن عديد المؤشرات تبين أن المحتجين لم يعد لهم اليوم الثقة لا في الأطر الرسمية والتي يعرفون أنها هي المسؤولة عن كل سياسات الحيف التي إنتفضوا ضدها ولا في الحركة السياسية المعارضة والتي يعرفون كذلك أنها لا تهتم بهم و تتخلى عنهم كلما كان السقف إجتماعيا وجذريا .  إن طرح مثل هذه المهمة اليوم والعمل على إنجازها سيدفع كثيرا وإلى الأمام بكل النشاط السياسي للمعارضة الديمقراطية ولهيئات المجتمع المدني المساندة للإنتفاضة والتي ستجد نفسها محبورة على تجذير مساندتها وعدم الإكتفاء بإصدار بيان تنديد ومطالبة بل ستمر إلى مستوى أرقى وهو التعبئة والتحرك الميداني.  إن ظهور هيئة قيادية للإنتفاضة في كل جهة سيجذر كذلك فعل هذه الجان التي سمت نفسها بلجان المساندة والتي لم نسمع أو نرى أنها قامت وإلى اليوم بأي مبادرة عملية في إتجاه فعل إسناد حقيقي للإنتفاضة عدى بعض البيانات أو التصريحات الإعلامية التي تتوقف عند التحليل والتشخيص . إن الجماهير يمكن وفي كل لحظة من اللحظات أن تتحرر من خوفها من جبروت السلطة وأجهزة الدولة القمعية متى آمنت هذه الجماهير بقوتها واتحدت على مطالبها وهو وعي ليست الجماهير في حاجة لأن تقرأه في الكتب والبيانات إنه وعي لا يحصل إلاّ بالممارسة الميدانية ولا يكتسب إلاّ في الشارع بالتمرس على إفتكاك الحقوق وهو ما هو حاصل اليوم .  هذه اللحظة الفارقة في الوعي والممارسة لابد من تجذيرها بتجاوز عائق التنظيم لأنه به وبه وحده يمكن أن تتحول الجماهير إلى كتلة متراصة يصعب هزمها أو تركيعها وحتى إن انكمش نشاطها أو خمد بفعل القمع فلن يكون ذلك إلا لفترة وسرعان ما يعود هذا النشاط وتعود هذه الجرأة أقوى وأقوى من ذي قبل. أخيرا يمكن القول أنه وفي غياب تحقيق هذه المهمة فإن الأوضاع مرشحة لإنهاء الإنتفاضة والتحركات بالقمع وخطاب السلطة الأخير رسالة واضحة وخيار القمع هو الخيار الوحيد الذي ستسلكه بإعتبار أن لا جديد لديها لمراجعة إختياراتها الإقتصادية أو إختياراتها في مجال الحريات. ـــــــــــــــــ بشير الحامدي سيدي بوزيد في 20 ديسمبر 2010  


لمادا الرصاص الحي


بقلم محمد المرواني أن تصيب قوات الحرس الوطني بالرصاص الحي احد المتظاهرين و الحاصل على الإجازة في الرياضيات و ترديه قتيلا فهدا أمر مدان و يستحق التحقيق الفوري ثم بعد دلك تقع محاكمة المسؤول الأمني الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار بالرغم من التبرير الذي ساقته السلطة وهو الدفاع على النفس و في رأيي هدا خطا كبير لكي نبرر عملية القتل فلو أن مثلا أن احد المواطنين حاصره احد أعوان الأمن واعتدى عليه بالضرب المبرح ثم عكس المواطن الهجوم على عون الأمن و أرداه قتيلا فهل يمكن في هاته الحالة أن نبرر عملية القتل بداعي الدفاع على النفس حتما لا و ألف لا فلا يجوز بأي حال من الأحوال قتل النفس البشرية سوى كان مواطن أو عون امن فالكل في النهاية مواطنون تونسيون ولهم عائلات سوف يتألمون كثيرا أن رحل احدهم عن هده الدنيا لا سمح الله ..كما يجب على المتظاهرين أن يتظاهروا سلميا ولا يتركوا بينهم بعض المجرمين و اللصوص الدين يستغلون هده المناسبات لكي يعبثوا بممتلكات المجموعة الوطنية التي هي بالأساس ملك للشعب كله و ليست ملك لزيد أو عمر  


قال بأن الشبيبة وحدها تملك تحديد سقف مآلاتها هيثم مناع لـ « قدس برس »: تونس بعد أحداث سيدي بوزيد لن تعود كما كانت  


باريس ـ خدمة قدس برس أكد المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع أن أهم الدروس المستخلصة من احتجاجات منطقة سيدي بوزيد الاجتماعية في تونس، تتمثل في أن قطاعا كبيرا من الحركة السياسية العربية قد أهمل سريعا البرنامج الاقتصادي الاجتماعي، وهرول إما وراء تعبئة إيديولوجية فضفاضة أو وراء مقاربة ليبرالية للتغيير، تعتبر المأسسة السياسية للديمقراطية كافية كحمالة مجتمعية لتجاوز الأوضاع. وشدد مناع في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » على « أن فزاعة البديل الإسلامي في الثلاجة اليوم، ولا يمكن استنفار الرأي العام الغربي ضد الشبيبة التونسية بدعوى اللون الإيديولوجي »، وقال: « نحن أمام حركة ذات مرجع مدني اجتماعي ومطالب ملموسة. لم يعد للبرامج العمومية قوة حضور، أمام ضرورة تلمس مشكلات الناس واستنباط إجابات ملموسة لها ». وشدد مناع على أن تونس بعد أحداث سيدي بوزيد لن تبقى كما كانت، وقال: « حاول الرئيس بن علي بالأمس أن يكون بورقيبة 1984 (ما يعرف بانتفاضة الخبز)، ولكنه فشل بكل المعاني، فهو لا يتمتع بكاريزما بورقيبة من جهة، ولم يكن لديه ما يقدمه.. الشبيبة التونسية لا تتسول على أبواب السلطتين المالية والسياسية، هي تطالب بالحد الأدنى المنطقي في مجتمع رأسمالي، العمل والحرية، شعاراتها بكل عفوية تعبير عن وضع غير محتمل ومطالب عاجلة للرد عليه: « التشغيل استحقاق يا عصابة السراق، لا لا للاستبداد يا حكومة الفساد، تونس تونس حرة حرة الطرابلسية برة… ». وأضاف: « منذ تحركات الحوض المنجمي قبل عامين، أطلقت تونس المهمشة والمنسية صرخة تحذير للجميع، سلطة ومعارضة، هناك مركز وهناك محيط، هناك من هو خارج مشاريع الدولة والقطاع الخاص ويحتضر على أرصفة الهجرة والبطالة دون أن يكلف أحد نفسه مشقة النظر لما يحدث. الاتحاد التونسي للشغل الذي غاب تقريبا عن أحداث الحوض المنجمي يحاول أن لا يبتعد عن الحركة الاجتماعية اليوم، الإعلام التونسي الرسمي سلّم شهادة وفاته منذ سنوات، والثورة التقنية عنكبوتية وفضائية هي المحطم الوحيد لجدران الصمت الأمنية الرهيبة. تونس بعد سيدي بوزيد لن تعود تونس التي كانت قبلها، أما المآلات، فالشبيبة وحدها تملك تحديد سقفها ». ودعا مناع إلى إعادة النظر في مقولة « المعجزة التونسية التي تتحدث عنها المؤسسات النقدية والاقتصادية الدولية »، وقال: « المؤسسات الدولية ليست سوى التعبير المعقلن عن مصالح المنظومة العالمية السائدة وليس مصالح وهموم وحقوق الشعوب، لذا فكل ما سمعناه عن المعجزة التونسية من المؤسسات النقدية والاقتصادية الدولية ليس سوى حالة رضا غربية عن سياسة اقتصادية محلية. ولا بد من إعادة النظر في التقييم، بحيث لا يكون في قدرة الدولة العالم ثالثية على التناسب وتخفيف الصدمات في إطار الاقتصاد الدولي وإنما الاستجابة لاحتياجات التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة. لقد أثبتت الاحتجاجات التونسية أن الحس الشعبي التلقائي أقوى من كل خبراء الاقتصاد والسياسة، ففي بلد مثل تونس لا يتوقف أنصار الحكم فيه عن تكرار غياب مورد نفطي أو ثروة مائية كبيرة، يبلغ الفساد حدا يتجاوز المعقول، لذا لم تخل مظاهرة من الإشارة لرموز الفساد والحديث عن سرقة أموال العباد ». وأشار مناع إلى أن احتجاجات سيدي بوزيد أعادت للمعارضة المجتمعية معناها الحقيقي، وقال: « نحن بصدد اكتشاف المعارضة المجتمعية كرد على النبذ القمعي للسياسة والعمل المدني. ولا شك بأن هذا التحرك، سيزج بعشرات آلاف التونسيين إلى العمل المدني والسياسي، أي سيمكن المجتمع من استعادة الزمن الضائع الذي اختطفته المنظومة البوليسية في البلاد، لكن بالتأكيد، من الضروري الحفاظ على الخيط الفاصل بين الوهم والحلم من أجل نجاح المجتمع في تكسير منظومة همشته وأبعدته عن المشاركة بأقل الخسائر »، على حد تعبيره.
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  

تونس : حكومة بينوشيه العربي ، تقابل الاحتجاجات السلمية
بالرصاص الحي التشهير بقناة الجزيرة الفضائية ، ومصادر جريدة الموقف


القاهرة في 29 ديسمبر 2010
أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم , الحصار الأمني والاعتداءات الشديدة التي شنتها أجهزه الأمن التونسية علي المحتجين والمشاركين في المظاهرات التي شهدتها تونس منذ قرابة الأسبوعين احتجاجا علي البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية في العديد من المدن التونسية واعتقال أعداد كبير من المتظاهرين , وتعذيبهم بمراكز الشرطة , وإطلاق الرصاص الحي علي التجمعات, وهو ما أدي إلي مقتل شاب وأصابه أخريين , فضلاً عن قيام الحكومة والبرلمان التونسيين بشن حملة تشهير ضد قناة الجزيرة الفضائية علي خلفية قيامها بدورها الإعلامي وعرضها تلك الأحداث وما شهدته من تجاوزات أمنيه.
وترجع الأحداث إلى قيام أحد رجال الشرطة بسيدي بوزيد في يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 باستيقاف الشاب محمد بوعزيزي 26 عاماً خريج جامعة من أبناء المدينة أثناء قيامه ببيع الخضروات علي عربة يد , وحاول إجباره علي التوقف عن البيع بسبب عدم حصوله علي ترخيص من البلدية إلا أن الشاب رفض وأصر على البيع لكسب عيشه ، فقام عناصر الشرطة بالاعتداء عليه بالضرب وصفعه علي وجهه أمام المارة وإهانته,مما دفع الشاب لحرق نفسه احتجاجاً علي تعرضه للإهانة النفسية والبدنية.
وقد أثارات تلك الواقعة سكان مدينة سيدي بوزيد فقاموا بتنظيم احتجاجات واسعة للتضامن مع الشاب والاحتجاج علي البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية والفقر الشديد الذي يعاني منه أغلبية المواطنين في تونس, وعلي أثر ذلك قامت أجهزة الأمن التونسية بمحاصرة المدينة بأعداد كبيرة وتفريق تجمعات المواطنين بالقوة والعنف الشديد,وقامت بشن حملة اعتقالات واسعة ضد المواطنين المتظاهرين وصلت لاعتقال العشرات منهم وفقاً للأنباء الواردة من المدينة.
وكانت واقعة انتحار الشاب هي الشرارة الأولي التي أثارات الاحتجاجات ضد البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية في تونس , حيث أن الاحتجاجات المستمر لنحو أسبوعين لم تتوقف عند مدينة بوزيد التي شهدت حالة الانتحار وإنما امتدت لتشمل مدن أخري مثل العاصمة تونس و القصرين و قابس وبنزرت وسوسة وبن قردان والقيروان وجزيرة قرقنه وقفصه والكاف وباجه وقبلي والتي قام سكانهم بتنظيم تظاهرات احتجاجية واسعة تعرض هي الأخرى للقمع والحصار الأمني الشديد.
وفي يوم السبت 25 ديسمبر 2010 قامت الأجهزة الأمنية التونسية بتعذيب أحد المتظاهرين في مركز شرطة منزل بوزيان بمدينة بوزيد وقاموا بإلقائه في حالة صحية سيئة أمام مركز الشرطة , وهو ما دفع المحتجين لتنظيم احتجاجات واسعة أمام مركز الشرطة فقامت قوات الأمن بمحاولة تفريقهم بالعنف وأطلقت النار عليهم وهو ما أدي إلي وفاة الشاب صاحب الـ 28 عاما محمد البشير المعماري وهو حاصل علي مؤهل عالي , وإصابة اثنين آخرين بالرصاص الحي ولكن تم نقلهم للمستشفي سريعاً.
ومن الجدير بالذكر أن عدد الشباب الذين لقوا حتفهم إما بالانتحار أو برصاص الأمن التونسي قد وصل إلي 4 قتلي حتي الآن , ففضلاً عن الشاب بوعزيزي والشاب محمد المعماري , وردت أنباء من مدينة بوزيد أن الشاب لطفي قدري ” 34 عاما” قد لقي مصرعه غرقاً في بئر يقال انه قد القي نفسه احتجاجاً علي البطالة , وفي حالة أخري قالت مصادر من المدينة أن الشاب حسين الفالحي قد لقي مصرعه متأثرا بالكهرباء يوم الأربعاء 22 ديسمبر 2010 آثر صعوده علي عمود إضاءة للاحتجاج فتعرض لصعقة كهربائية شديدة أدت لسقوطه”
وقد أعربت الشبكة العربية عن استنكارها الشديدة للحملات التي شنتها السلطات والأحزاب التونسية ضد وسائل الإعلام التي تقوم بتغطية أحداث المظاهرات ففي وقت سابق كان البرلمان قد أصدر بيان ضد قناة الجزيرة الفضائية وصف فيه بثها لوقائع المظاهرات والاعتداءات الأمنية علي المواطنين بالحملة الإعلامية المغرضة , وقد سبقه في ذلك 4 من الأحزاب المعترف بها في تونس ,بغرض إسكات صوت القناة وإثنائها عن نقل الاحتجاجات علي مشاهديها في جميع أنحاء الوطن العربي.
وفي اعتداء آخر علي حرية التعبير وحرية الإعلام , قامت السلطات التونسية يوم أمس الثلاثاء 28 ديسمبر بمصادرة العدد 275 من صحيفة “الموقف” الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض , بعد ساعات من توزيعها , علي خلفية تغطيتها للمظاهرات في تونس. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ” أنه يتوجب علي الحكومة التونسية التوقف عن تلك الحملة القمعية الشديدة , والتوقف عن انتهاك الحق في التجمع السلمي والتظاهر والاعتداء علي وسائل الإعلام التي مارست دورها المشروع في عرض الأحداث والواقع علي الرأي العام المحلي والدولي وعقاب المسئولين عن مقتل الشباب التونسي والاستجابة لمطالب الشباب المشروعة بدلاً من إسكاتهم بالعنف والتضييق علي وسائل الإعلام ومصادرتها”. وأضافت الشبكة العربية “لم تترك الحكومة التونسية أي طريق للمواطنين يستطيعوا من خلاله التعبير عن أرائهم فبعد تزوير انتخابات “المجالس العلمية” بالجامعة التونسية والاعتداء علي الطلاب ,لم يتوقف الآمر عند قمع المظاهرات السلمية للاحتجاج علي البطالة وقتل شاب برصاص قوات الأمن فحسب بل امتد ليشمل حملة تشهير لتشويه سمعة قناة الجزيرة ومصادرة عدد يوم 28 ديسمبر من جريدة الموقف ليتأكد بذلك أن الحكومة التونسية واحدة من أكثر الحكومات المعادية لحرية التعبير في العالم” (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان( مصر ) بتاريخ 29 ديسمبر 2010 )


هل يلقى بن علي مصير تشاوسيسكو؟

تساءل الكاتب البريطاني بريان وايتيكر عن مصير الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على خلفية المظاهرات الأخيرة التي تشهدها البلاد، قائلا « هل سيلقى الدكتاتور التونسي مصيرا شبيها بمصير الدكتاتور الروماني نيكولاي تشاوسيسكو عقب أحداث 1989؟ ».

فبعد 22 عاما من الحكم، جاءت نهاية تشاوسيسكو مفاجئة وغير متوقعة. وقد بدأت بحدث صغير حين لاحقت الحكومة قسا هنغاريا بسبب تصريحاته، فاندلعت مظاهرات واختفت قصة القس لتتحول إلى احتجاجات عامة أطاحت بالنظام. ويرى الكاتب أن المظاهرات التي اكتسحت تونس خلال الأيام العشرة الماضية بدأت أيضا بحادثة صغيرة حين أقدم الشاب محمد بوعزيزي (26 عاما) -الذي يحمل شهادة جامعية- على إحراق نفسه عندما استولت قوات الشرطة على منتجات الخضار والفواكه التي بدأ يبيعها في الشارع لكسب المال، بحجة عدم حصوله على رخصة.
ثم أقدم شاب آخر عاطل عن العمل على الانتحار لدى صعوده عمود الكهرباء صارخا « لا للبؤس، لا للبطالة »، ثم أمسك بأسلاك الكهرباء ليسقط صريعا. وقد انتشرت المظاهرات في مختلف مدن تونس حتى وصلت إلى قلب العاصمة.
ويقول الكاتب في مقال بصحيفة ذي غارديان رغم أن الحديث عن تلك المظاهرات كان متواضعا بسبب القيود الشديدة المفروضة على وسائل الإعلام المحلية وعدم اهتمام الإعلام العالمي، فإن هذه الأحداث تبقى في غاية الأهمية إذا ما وضعت في السياق التونسي.
فتونس –والكلام للكاتب- بلد بولسي حيث نادرا ما يشهد المظاهرات، وخاصة بشكل متزامن في المدن والبلدات التونسية.  » وايتيكر: الأمر مجرد وقت قبل أن يأتي شخص ويعلن عدم صلاحية بن علي للحكم كما حدث مع الحبيب بورقيبة  » مضامين الأحداث ويرى وايتيكر أن هذه الأحداث تكشف عن ثلاثة مضامين، أولها فشل نظام شيّد على مدى سنوات لمنع الناس من تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.
ثم تكشف الأحداث عن تحرر العديد من الناس من الخوف من النظام، فرغم الخطر الحقيقي من الاعتقال والتعذيب فإنهم يرفضون الترويع.
وثالث هذه المضامين انهيار « قبضة الشيطان المحكم الذي يقدم الاحتياجات الاقتصادية مقابل الاستسلام للدكتاتورية ». ويستند الكاتب على تسريبات مراسلات الخارجية الأميركية من موقع ويكيليكس التي تقول إن معظم الأنظمة العربية تعول على شبكات الرعاية للبقاء في السلطة، غير أن قاعدة الدعم لنظام بن علي تبدو نسبيا هشة ومحدودة.
وختم بالقول إن بن علي قد يحاول التشبث بالسلطة، غير أن النظام يمر بحقبة جديدة، فقد جاء إلى السلطة عام 1987 عندما أعلن أن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة لا يصلح للحكم، « فالأمر مجرد وقت قبل أن يأتي آخر ويعلن مصير بن علي ».    (المصدر: الجزيرة . نت بتاريخ 29 ديسمبر 2010  نقلا عن الغارديان البريطانية )   


ملف جريدة الأخبار اللبنانية   آخر أيام بن علي


  من تظاهرات سيدي بوزيد في تونس أول من أمس (فتحي بلعيد ــ أ ف ب) وصفت وثائق وزارة الخارجية الأميركية، التي نشرها موقع «ويكيليكس»، نظام الحكم والمحيط العائلي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي بأنه أشبه بالمافيا. الجنرال بن علي، الذي يواجه اليوم انتفاضة شعبية، قام حكمه منذ سنة 1987 على الشرطة والفساد، الذي أظهرت تقارير دولية أنه يزداد سوءاً، إذ إن البلاد تحتل المرتبة الـ61 في مقياس الفساد في العالم.   قصّة حكم بن علي: «مافيا عائليّة» وقمع وفساد   بشير البكر
 

في الرابع من كانون الثاني سنة 1984، استفاقت تونس على هبّة شعبية كبيرة عُرفت باسم «انتفاضة الخبز». حينها شملت التحركات الاحتجاجية معظم المدن التونسية، وخلّفت أضراراً فادحة في الممتلكات العامة والخاصة، كاشفةً عن هشاشة فادحة في الموقفين الأمني والسياسي، إذ إن الانتفاضة استمرت أياماً عدة، في ظل غياب تام للسلطة والمعارضة.
لم يجد الرئيس، حينها، الحبيب بورقيبة، إلا عزل وزير الداخلية إدريس قيقة سبيلاً لاحتواء الموقف، والتراجع عن قرار رفع الدعم عن المواد الأولية، الذي اتخذته حكومة محمد مزالي، متجاهلاً المغزى السياسي للمسألة.
ومن بين القرارات التي اتخذها بورقيبة لمعالجة تداعيات الوضع الجديد، استدعاء سفيره في بولونيا الجنرال زين العابدين بن علي، وتعيينه في منصب مدير الأمن الوطني، الذي سبق له أن شغله لفترة قصيرة سنة 1978 خلال أحداث قفصة في الجنوب التونسي. وكان واضحاً أنّ المهمة الأساسية المناطة ببن علي هي امتصاص آثار «انتفاضة الخبز»، لذا كان حذراً جداً من تكرار فشله في مواجهة أحداث قفصة.
بدا المشهد واضحاً أمام بن علي، فالهبّة الجماهيرية بدأت عفوية بسبب رفع الدعم عن المواد الأولية، لكنّ المعارضة النقابية والإسلامية والقومية حاولت ركوب الموجة، وسارعت إلى استثمار الانتفاضة لإحداث تغيير شامل، وطرحت للمرة الأولى نقاشاً مفتوحاً بشأن أهلية استمرار بورقيبة رئيساً مدى الحياة، ولا سيما أن «محرر تونس وباني نهضتها الحديثة»، كما كانت تلقّبه الأدبيات الرسمية، قد دخل في مرحلة خريف العمر، وغلبت على قراراته أعراض الشيخوخة.
وكان 1985 عاماً مفصلياً في تاريخ تونس البورقيبية، حين بدأ بن علي يرسم الطريق لمساره الطويل، مستهلّاً بالهجوم على المعارضة، التي شرع بتوجيه ضربة إلى رأسها، الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل الحبيب عاشور، واقتياده إلى السجن. ولفتت هذه الخطوة الأوساط كلها، لأن بن علي تجرأ على الرجل الذي كان يحسب حسابه حتى من طرف بورقيبة نفسه، إذ إن التونسيين كانوا يقولون إن البلاد متوازنة بالحبيبين، الحبيب بورقيبة والحبيب عاشور، فكل منهما يمثّل قطباً وزعامة ذات نفوذ ومرجعيات. الأول مثّل تونس الحديثة، التي كان هواها العام يميل إلى الانفتاح على الغرب سياسياً واقتصادياً وثقافياً، بينما الثاني كان رمز الطبقة العاملة، التي تمثّل العمود الفقري للاقتصاد.
تكمن قوة عاشور في أنه أحد أعلام الاستقلال، والقطب الرئيسي لاتحاد العام التونسي للشغل، الذي برهن على حضوره ونفوذه من خلال جملة من المواجهات مع بورقيبة. وتمكّن عاشور مرات عدة من ليّ ذراع «المجاهد الأكبر»، ليضفي على العمل النقابي صبغة سياسية، ويفرض زعامته ليس بين النقابيين فقط، بل في تونس ككل. وكثيراً ما كان يجري النظر إلى هذا الحضور كوريث شرعي وبديل للمرحلة البورقيبية، التي كانت قد بدأت تستهلك نفسها، ولم تبرز من بين صفوفها وجوه جديدة قادرة على تجديد دمها، ذلك أن بورقيبة لم يترك فرصة لشخصية سياسية يمكنها أن تخلفه، وحرق مجايليه وخلفاءه المحتملين واحداً بعد الآخر، من أمثال صالح بن يوسف وأحمد بن صالح وأحمد المستيري.
وبعدما سجن بن علي الحبيب عاشور وشق الاتحاد التونسي للشغل، اتّجه نحو المعارضة الإسلامية، ممثّلة بحركة النهضة التي كانت في أوج صعودها، فاتهمها بالإرهاب والقيام بتفجيرات ضد مقارّ الحزب الحاكم (الحزب الدستوري). وكان ذلك ذريعة لفتح معركة مع التيار الإسلامي ككل، فوجد الفرصة سانحة ليكيل له ضربة قاصمة، بدأت بسجن قادته البارزين، أمثال علي العريض وعبد الفتاح مورو وصالح كركر والحبيب المكني، الذين انضموا الى زعيم الحركة راشد الغنوشي، الذي كان قد اعتُقل سنة 1981، وحُكم عليه بالسجن لمدة 11 عاماً.
لم تسلم المعارضة القومية واليسارية من سطوة بن علي، الذي رأى فيها رافداً من روافد الاتحاد التونسي للشغل في الأوساط الطالبية وهيئات حقوق الإنسان والتجمعات الثقافية. وأتاح ضرب هذا الوسط الديناميكي الفرصة لبن علي لإحكام قبضته على الجامعات في صورة رئيسية، لكونها كانت تمثّل خزان الاحتجاج ورصيد المعارضة السياسية.
في السابع من تشرين الثاني سنة 1987، خرج بن علي من ظل بورقيبة، وأطل من على شاشة التلفزيون بشعره المصفّف بعناية والمضمّخ بالزيت والمصبوغ لإخفاء بعض شعيرات الشيب التي بدأت بالظهور على سالفيه. في تلك الليلة قرر بن علي أن يقصي والده الروحي، كما كان يسمّيه، مستنداً إلى بند دستوري يجيز إعفاء الرئيس بسبب «العجز عن الحكم»، في ما سمي حينها «الانقلاب الطبّي».
وفي اليوم التالي، حفلت الصحف الفرنسية بتسريبات تتحدث عن انقلاب خاطف، قطع الطريق على انقلاب آخر كانت تُعدّ له حرم بورقيبة، الماجدة وسيلة، التي كانت تعمل على إعداد شخصية أخرى كخليفة لزوجها، وهي اختارت خصم بن علي، الوزير محمد الصياح. وكشفت ابنة شقيقة بورقيبة، سعيدة ساسي، أنّ خالها كان ينوي إقالة بن علي واستبداله بالصياح.
ومن المفارقات الغريبة أنّ انقلاب بن علي لقي ارتياحاًَ لسببين: الأول أنه وضع حداً للصراع على السلطة بين عدة أجنحة من داخل القصر وخارجه، وسط تقاطعات إقليمية ودولية، والثاني أنّ بن علي قام بخطوة انفتاح تمثّلت في الإفراج عن زعماء المعارضة النقابية والإسلامية، الذين سبق له أن أودعهم السجن، وفي مقدمتهم الحبيب عاشور والغنوشي، وأتبع ذلك بسلسلة من الانفراجات في إطار أسس دولة القانون، إذ ألغى نظام التوقيف الاحتياطي للأشخاص، وحدده بأربعة أيام فقط، وحلّ محكمة أمن الدولة التي حاكمت أعضاء الحركات الإسلامية التونسية، وأصدر مرسوماً يلغي التعذيب «رسمياً»، وسمح بتأسيس فرع لمنظمة العفو
الدولية. هذه، وغيرها من الإجراءات، ساعدت على انضمام كثير من مثقفي تونس وأكاديميّيها إلى مؤيدي بن علي، بل نُقل عن راشد الغنوشي قوله «أثق بالله وببن علي».
وفي فترة قصيرة أطلق النظام سراح ما يقرب من 2400 سجين سياسي، كان الرئيس الجديد قد اعتقلهم أصلاً عندما كان مسؤولاً في النظام
السابق. لكن الربيع التونسي لم يدم طويلاً، وسرعان ما ظهرت ملامح دولة جديدة تتأسس على القمع الأمني والفساد، وتفشّى في الشارع الحديث عن التجاوزات واستغلال النفوذ ونهب المال العام، وجلّها ينسب إلى عائلة بن علي وزوجته ليلى، وبات شقيق بن علي، منصف، حديث الصحافة، واشتهر بتجارة المخدرات، ولاحقه القضاء الفرنسي وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.
أما عائلة زوجته (الطرابلسي)، فصار لها موطئ قدم في الأعمال، من السياحة إلى الزراعة مروراً بالعقارات وتوزيع المحروقات وكذلك البناء. وركّزت إحدى وثائق «ويكيليكس»، الصادرة بتاريخ 23 حزيران عام 2008، التي كتبها السفير الأميركي روبرت جوديك، على زوجة الرئيس ليلى بن علي، حيث يرى التونسيون أنها تنتهك النظام انتهاكاً صارخاً، ما يجعلها مكروهة.
ويعدّ شقيق ليلى، بلحسن طرابلسي، الأكثر فساداً وتورطاً في مشاريع فاسدة، والأكثر ابتزازاً للحصول على الرشى. وتعطي الوثيقة مثلاً بحصول ليلى بن علي على أرض في قرطاج بقيمة 1.5 مليون دولار أميركي لتشييد مدرسة قرطاج الدولية، إلّا أن النتيجة كانت أن باعت ليلى المدرسة لمستثمرين بلجيكيين. وتضيف الوثيقة إنه في عام 2006، سرق معاذ وعماد الطرابلسي يختاً لرجل الأعمال الفرنسي برونو روجيه. ويحفل كتاب الصحافيين الفرنسسيين نيكولا بو وجان بيير توكوا «صديقنا بن علي» بسلسلة من الأحداث ذات المغزى، ومنها على سبيل المثال قصة مروان بن زينب، الطالب اللامع المهتم بالمعلوماتية الذي توفي في «حادث سير» بعدما أسرّ لأقربائه بأنه حين تمكّن من اختراق النظام المعلوماتي الإلكتروني لقصر قرطاج «وجد قائمة بعملاء الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، المعتمدين رسمياً في تونس لمراقبة القيادة الفلسطينية».   ليلى رئيسة   الوجه الآخر للملهاة التونسية يكمن في قضية الرئاسة. فالدستور يجيز للرئيس ولايتين رئاسيّتيين متتاليتين، مدة كل منهما خمس سنوات، وبالتالي كان على بن علي أن يرحل في سنة 1997، لكنه أجرى تعديلاً يجيز له ولاية ثالثة انتهت في سنة 2002. ومن ذلك الحين كرّت سبحة التعديلات الدستورية، التي مدّدت لبن علي حتى سنة 2014. بعد هذا التاريخ سيكون على الرئيس التونسي تعديل الدستور مرة أخرى، إذا رغب في ولاية رئاسية جديدة، لأن سنّه ستكون قد تجاوزت سقف الدستور بسنة واحدة. لا أحد يستطيع التكهن، فقد يُفصّل بن علي الدستور على مقاسه مرةً أخرى، أو أنه سيفسح الطريق لزوجته كي تخلفه، كما تتحدث الأوساط التونسية. فليلى الطرابلسي (الصورة)، صاحبة صالون الحلاقة حتى سنة 1992 قبل أن تقترن ببن علي كزوجة ثانية، تدربت على شؤون الحكم، إلى حد أنها تلقي الخطابات نيابةً عن الرئيس.   الانتفاضة الشعبية التونسيّة: ثورة على الكبت السياسي   الانتفاضة الشعبية، التي شهدتها العديد من محافظات تونس احتجاجاً على البطالة وتردي الأوضاع الاجتماعية، لا تزال تعيش مرحلة تمدّد يظهر أنها أبعد من حركة مطلبية، بل ثورة على مرحلة كبت سياسي مستمرة منذ عام 1987.   تونس ــ سفيان الشورابي
مشاهد فظيعة وشهادات مثيرة نقلتها مقاطع فيديو روّجت لها أخيراً «اللجنة المحلية لمتابعة الأضرار» التونسية في إحدى مدن محافظة سيدي بوزيد (210 كيلومترات جنوب العاصمة تونس)، عن ممارسات رجال مكافحة الشغب أثناء قمعهم لاحتجاجات أهالي مختلف مدن وقرى تلك المحافظة. وقامت القوات الأمنية في هذه المنطقة، التي تشهد احتجاجات دخلت أسبوعها الثاني، بمداهمات واسعة النطاق لمحالّ ومنازل أهالي السكان، وأتلفت معداتهم ونهبت بضائعهم.
الصدامات، التي سقط فيها قتيل واحد برصاص رجال الحرس الوطني وأدت الى توقيف عدد غير محدد من المواطنين، لا تزال متأجّجة، إذ نُظّمت أمس، مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة سيدي بوزيد، ردّد فيها المحتّجون شعارات، مثل «واجب حق التشغيل»و«التشغيل استحقاق يا حكومة الفساد».
كذلك نفّذت مجموعة من الشباب أصحاب الشهادات العليا والعاطلين من العمل، اعتصاماً أمام مبنى معتمدية مدينة علي بن عون، المجاورة «من أجل المطالبة بحقهم في الشغل». وشارك في ذلك الاعتصام عدد من أهالي المنطقة مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين ورفع الحصار الأمني المفروض على مدينتهم.
التجمّعات الشعبية نشطت أيضاً في مدن أخرى، مثل القصرين وجرجيس وبن قردان وفرنانة وسوسة ونابل ومدنين وصفاقس وقفصة وأم العرائس والرديف، جوبهت جميعها من طرف الشرطة. هذه التحركات، كشفت عن عيوب كبيرة في برامج التنمية الاقتصادية التي تتّبعها الحكومة التونسية. فمحافظة سيدي بوزيد التي انطلقت فيها الاحتجاجات، يقطنها قرابة 400 ألف نسمة، بينهم نحو 42 ألف يعيشون تحت خط الفقر، حسبما أوردت دراسة وضعها الاتحاد العام التونسي للشغل. وتبلغ فيها نسب البطالة أرفع مستوياتها نتيجة غياب منشآت سياحية ضخمة أو منصات ومناطق صناعية توظف طالبي العمل.
أسباب كافية تدفع السكان إلى التظاهر بعدما فقدوا الثقة في مؤسسات الدولة في تشغيل العاطلين من العمل والتقليص من حدّة الفقر.
من جهته، ذكر المتحدث باسم لجنة المواطنة والدفاع عن ضحايا التهميش في سيدي بوزيد، عمر الزعفوري، لـ «الأخبار»، أنّ السلطة سخّرت قرابة 2 مليار دولار كاعتمادات تنموية لفائدة تلك الجهة منذ سنة 1987 «لا يعرف شيئاً عن آليات صرفها»، طارحاً مسألة الفساد الإداري والمالي الذي ينخر بقوة الجهاز الإداري التونسي. وقال «من المهم أن تحاسب السلطات جميع المسؤولين الذي اختلسوا تلك الأموال قبل الحديث عن برامج تنموية جديدة».
والثابت أن الشعارات المطالبة بتحسين الوضع الاجتماعي المرفوعة من طرف المحتجين لا تخفي المضمون السياسي الذي يقف وراء تحركاتهم، فللمرة الأولى مرة منذ تولي زين العابدين بن علي سدة الحكم في 7 تشرين الثاني 1978، يردّد التونسيون شعارات مناهضة لرئيس الدولة ولأطراف من أقاربه. فخلال التظاهرات رفع المئات من الغاضبين شعارات «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» و«التشغيل مش مزية يا عصابة الطرابلسية»، في إشارة الى عائلة زوجة الرئيس المتنفّذة ليلى طرابلسي. فمن النادر أن يُجهَر بمواقف صريحة ضد أقارب عائلة الرئيس الذين يتمتعون بنفوذ واسع النطاق، ويسيطرون على مفاصل الاقتصاد الوطني.
ولتبرير العنف الذي لجأت إليه قوات الأمن ضد المواطنين، قالت وزارة الداخلية، إن المتظاهرين اقتحموا الممتلكات العامة وأضرّوا بمنشآت حكومية، لكن فاتها الحديث عن غياب تام للأحزاب السياسية وللجمعيات المستقلة في أداء دورها على تأطير المواطنين ومنع حدوث أي انفلات. ويُستشف ذلك من عمليات التضييق والمحاصرة التي تقول أحزاب المعارضة إنّ السلطة تمارسه ضدها. توصيف ينسحب أيضاً على قطاع الإعلام المحلي الذي غاب في البداية عن مواكبة الأحداث الجارية في المنطقة، قبل أن تفتح بعض الصحف صفحاتها بصورة فجائية لنقل المستجدات الحاصلة، لكن هذه المرة بصورة موجّهة تحيل للوهلة الأولى أن الوضع يسير نحو التهدئة. فصحيفة «الشروق» المقربة من السلطة نقلت مثلاً في عدد يوم أمس، خبر إيقاف عدد من المسؤولين المحليين، وفسحت كذلك المجال للتهجم على من نعتتهم بالمناوئين الذين يقومون بالركوب على الحدث وتهويل الأمور.

بل إنّ بعض الأحزاب، التي تؤدّي دور المجمّل لقمع السلطة، غابت كلياً عن إسناد المحتجّين، ونشرت بيانات إعلامية تتهجّم على قناة «الجزيرة» الفضائية التي تكفلت بتغطية شاملة لأنباء الغليان الشعبي أمام صمت التلفزيون الحكومي.
ووصف الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري، منذر ثابت، هذه التغطية بأنها «حملة إعلامية مشبوهة وأهداف تتعارض مع خدمة المواطن». أما الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، محمد بوشيحة، فقال «نحن متأكدون أن مزاعم الجزيرة وبعض وكالات الأنباء التي حذت حذوها قد باتت مكشوفة أمام الرأي العام الوطني وكل القوى الوطنية والمتمسكين بالمقاربة الموضوعية من أصدقاء تونس في الخارج». وأصدر حزب الاتحاد الديموقراطي الوحدوي، بياناً قال فيه «تبيّن لنا أنّ قناة الجزيرة اختارت التعامل في التعليق على الأحداث على جهات معينة معروفة بانتماءاتها السياسية، أي إنها ليست محايدة في نقل الحدث، بل وضعت نفسها طرفاً في معادلة اخترقتها هذه الأطراف رغم محدودية فعلها ميدانياً وذلك بالتهويل والتوظيف السياسيين».
ورأت عضو مجلس النواب، عزيزة حتيرة، أن قناة «الجزيرة» «تبحث دوماً بل تعيش من التهويل ومن تضخيم الأحداث كي تستقطب المشاهد الذي يميل الى الإثارة». وأضافت إن القناة القطرية «تعتمد على شهود عيان مجهولين وعلى مراسلات عن بعد وعلى لقطات منشورة على الإنترنت من جانب هواة ومجهولة المصدر».
حملة التعتيم الإعلامي لم تعد مفيدة في ظل تعاظم دور الإنترنت، الذي تحول إلى وسيلة إعلام أكثر صدقيةً وقرباً من الواقع، وشهد فعلاً بروز ما أصبح يسمى «الصحافي ـــــ المواطن». فغالبية الأحداث الجارية نقلتها عدسات الهواتف المحمولة وكاميرات التصوير الخاصة المملوكة من طرف المواطنين.
ولا شك أن «الخضة» التي تهز بنيان الحكومة التونسية الآن لها العديد من الدلالات، أهمها أنها أوقفت النداءات اليومية المطالبة بتنقيح الدستور التونسي الذي يمنع الرئيس الحالي من مواصلة الحكم، بغاية الترشح في انتخابات سنة 2014، فانتظار اتخاذ تغييرات جوهرية لتحقيق الديموقراطية الحقيقية الغائبة عن تونس منذ استقلالها.   بن علي يتوعد بالحزم: متطرفون مأجورون   بلغت الاضطرابات المطلبية في تونس حداً دفع بالرئيس زين العابدين بن علي إلى الظهور علناً أمس في خطاب نقل عبر شاشات التلفزة مباشرة لتأكيد مجموعة من النقاط، في مقدمتها «أن ما اتخذته الأحداث من أبعاد مبالغ فيه بسبب الاستغلال السياسي لبعض الأطراف»، مضيفاً أن «لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله».

وقال بن علي إن «بعض الأطراف لا يريدون الخير لبلادهم ويلجأون إلى بعض التلفزات الأجنبية التي تبثّ الأكاذيب والمغالطات دون تحرٍّ، بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس». وأضاف: «إننا نقدّر الشعور الذي ينتاب أي عاطل من العمل، وخصوصاً عندما يطول بحثه عن الشغل وتكون ظروفه الاجتماعية صعبة وبنيته النفسية هشّة، ما يودى به إلى الحلول اليائسة ليلفت النظر إلى وضعيته. نحن لا ندخر جهداً لتفادي مثل هذه الحالات بالمعالجة الخصوصية الملائمة».
وتابع بن علي: «إن البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها ومعالجة آثارها وتبعاتها، وخصوصاً بالنسبة إلى العائلات التي لا مورد لها. وستبذل الدولة جهوداً إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة».
وقال بن علي: «لقد دأبنا منذ التغيير على تكريس الحوار مبدأً وأسلوباً للتعامل بين سائر الأطراف الوطنية والاجتماعية حول القضايا والمستجدات التي تطرح أمامنا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال رغم تفهمنا أن نقبل ركوب حالات فردية أو أي حدث أو وضع طارئ لتحقيق مآرب سياسية على حساب مصالح المجموعة الوطنية ومكاسبها وإنجازاتها، وفي مقدمتها الوئام والأمن والاستقرار، مشدداً على أن «لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسياح بما ينعكس على احداثات الشغل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة. وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم». ومع ذلك، جدد بن علي «تأكيد احترام حرية الرأي والتعبير والحرص على ترسيخها في التشريع والممارسة».   العدد ١٣٠٢ الاربعاء ٢٩ كانون الأول ٢٠١٠   (المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية ( محجوبة في تونس) بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  


تونس عاصمة إضراب الجوع … فيديو:العجوز فاطمة تبانة تعلّق إضرابها وتأمل حلاّ لقضيتها  

السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=VyRTN8Mhr8c بعد 17 يوما من اضرابها عن الطعام ، تعرضت العجوز فاطمة تبانة (84 عاما) إلى وعكة صحية حادة اضطر أبناءها إلى استدعاء سيارة إسعاف نقلتها على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بنابل ، وقد تمكن مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان بالجهة يتقدمهم عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد اللطيف البعيلي من حضور لحظة الإسعاف ، وقد عاينوا الوضع الصحي المتدهور للسيدة فاطمة تبانة . وطالب ممثل الرابطة البعيلي وممثل منظمة حرية وانصاف السيد المبروك وممثل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالجهة فوزي قارعلي ، والناشطين السياسيين عمران الحاضري ووسام التستوري ، والناشط الحقوقي زهير مخلوف ، طالبوا بأن تعلق العجوز فاطمة إضرابها عن الطعام نظرا للحالة الصحية المتدهورة التي وصلت إليها ، وناشدوا إدارة البلدية بحل مشكل تبانة التي اضطرت الى خوض اضرابها عن الطعام بعد أن سدت أمامها كل الطرق لإستعادة حقوقها .
علما أن بلدية المكان سبق لها أن أرسلت وفدا ممثلا عنها ، مكوّنا من السيد زهير مراد نائب رئيس البلدية ، والسيدة هدى سكنداجي رئيس الأشغال ، الذين عاينا الوضعية الصحية للعجوز المضربة ، وتطرقا أثناء الحديث معها إلى جميع مشاكلها المعلقة ، وأخذا نسخة من ملف المظالم ، كما وثقا هذه الزيارة بالصوت والصورة ، وفي ختام زيارتهم تعهدوا بالشروع في فض هذه المشاكل تدريجيا بدءا بفتح طريق إلى الأرض المطوّقة وإنتهاءا بحلّ بقية المظالم .
وقد قام المعتمد أخيرا بإستدعاء إبنها ووعده بحل الإشكال ، وفي إنتظار وضع يفضي إلى تسوية قضيتها ، تنوي فاطمة تبانة العودة مجددا إلى الإضراب الذي علقته يوم 26 ديسمبر الجاري إذا لم يقع تسوية ملفها نهائيا . ونشير أيضا إلى أنه سبق للسبيل أونلاين أن سجّل شهادة العجوز فاطمة تبانة بتاريخ 06 أفريل 2010 ، حيث إتهمت مسؤولين ببلدية نابل بإستغلال نفوذهم ومنح رخص بناء غير قانونية ، تسببت في تطويق أرضها وحرمانها من منافذ للدخول إليها ، وقد راسلت حينها كل السلط الإدارية والسياسية والقضائية كما راسلت الرئاسة ، ولم تفضي تلك المراسلات والمناشدات إلى حلّ لمشكلتها .
يذكر أن السيدة العجوز فاطمة تبانة كانت دخلت يوم 08 ديسمبر 2010 في إضراب مفتوح عن الطعام ، بسبب فسخ اسمها من رسم عقاري بعد القيام بتحيين جديد ، حيث إدعت بلدية نابل أنها إشترت قطعة الأرض موضوع النزاع من مورثها الأصلي قبل وفاته ، وقد طعنت السيدة تبانة في البيع المبرم والذي تم في سنة 1971 ، بإعتبار خلو البيع من وصل ومن رقم موثّق ومن رقم بطاقة تعريف البائع ، واعتبرت أن المبيع تشوبه أخلال قانونية وإستظهرت بوثائق متناقضة إحداها مستخرجة من القباضة المالية يحتوي على تشطيب بالفصل السادس ، بينما رفع هذا الشطب بنفس الوثيقة المستخرجة من نفس الإدارة والذي يشير إلى عدم قبض ثمن بيع الأرض إلا بعد تحرير عقد البيع بدفتر دار الأملاك العقارية .
وقد رفعت تبانة قضية في « التدليس » ، بتاريخ 29 نوفمبر 2004 ، سُجلت في المحكمة الإبتدائية بقرمبالية تحت عدد 49804 ، ولم يقع البتّ فيها إلي حدّ كتابة هذا التقرير . نشير إلى أن الإدارة الجهوية للملكية العقارية بنابل ، إشترطت لتسوية الملف المتعلق بالرسم العقاري عدد 510832 تونس س 2 ، وذلك بتاريخ 22 سبتمبر1990 ، الإدلاء بالأمثلة الهندسية للقطعتين موضوع النزاع ، والتنصيص على الحوز وقبض الثمن ، ورفع الإشكال القانوني في التشطيب الوارد بالعقد .
وقد طالبت بلدية المكان بإنصافها وذلك برفع الحصار المفروض على إحدى أراضيها ، وتصحيح ملكية قطعة الأرض الثانية أو تمكينها من ثمنها ، وإتهمت أحد مسؤولي البلدية المدعو الحبيب الصمعي بالوقوف وراء كل هذه المعاناة التى أوصلتها إلى حالة الإحتياج والفقر المدقع ، والوضع الصحي والنفسي السيء . كما طالبت العجوز فاطمة تبانة السلطة بانصافها ، ودعت المنظمات الحقوقية إلى الوقوف إلي جانبها لإسترجاع حقوقها .  
من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف  

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)  


المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل ينظر في طلب استقالة على رمضان


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 29. ديسمبر 2010 علمنا أن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عقد يوم الثلاثاء جلسة للنظر في الاستقالة التي تقدم بها علي رمضان والتي طالب فيها بإعادة توزيع المسؤوليات واعفاءه من النظام الداخلي، كما بحث الاجتماع المستجدات الأخيرة التي تشهدها البلاد. وقد تقرر النظر في مطلب الاستقالة لاحقا لإفساح المجال لمزيد التباحث فيما أعلن عن عقد هيئة إدارية وطنية في سيدي بوزيد 4 جانفي المقبل. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 ديسمبر 2010)

ألفة يوسف: المؤسسات الدينية لا تستند إلى مقاصد الشريعة لأن الاستناد إليها يفقدها سلطتها


جديس الحسن من تونس:
 تشتغل الباحثة التونسية الدكتورة ألفة يوسف على التراث الإسلامي نقدا وتفكيكا باستخدام أدوات عدة أهمها اللغة، وقد أنتج اشتغالها كتب عدة منها أطروحة الدكتوراه في تعدد المعنى للقرآن والذي ينشد تقديم جميع ضروب المعنى في القرآن من خلال المفسرين. يوسف التي تدعو إلى اعمال العقل ومراعاة الواقع في قراءة النصوص الأولية تعكس جهدا من جهود الأكاديميات التونسيات في دراسات التاريخ والحضارة واللغة العربية خصوصا في جامعتي سوسة ومنوبة بتونس، وهو جهد يضيق عليه النظام السياسي التونسي عندما يتجه لارضاء جميع الاتجاهات على حساب التفكير الحر الذي لايملك فيه المفكر حسابات السياسي حسب تعبيرها. « ايلاف » التقت الباحثة ألفة يوسف وكان الحوار التالي:

– يلاحظ في تونس اشتغال الأكاديميات التونسيات على نقد وتفكيك التراث الإسلامي،فما هي بدايات هذا الاتجاه وهل تقوم الجامعات بتوجيهه وما هي أهم نتائجه على النظام السياسي والمؤسسات الدينية في تونس؟  – الجامعة التونسية هي المؤسسة التي منها تخرّج عديد الباحثات اللواتي يشتغلن في مجال تفكيك التراث الإسلاميّ. وكلّنا يعتزّ بالانتماء إلى فضاء الجامعة الذي يكفل قدرا أدنى من الأدوات المعرفية الأكاديمية ومن المناهج الرصينة في البحث لا سيّما أن المجال المشتغل عليه له مداخل متعدّدة أقلّها شيوعا المدخل الأكاديمي ربّما لاستعصائه على الجمهور. ولهذا الاتّجاه روّاد أبرزهما الأستاذان الدّكتوران هشام جعيط وعبد المجيد الشرفي اللذان فتحا آفاق طلبتهما على الأدوات المعرفية المختلفة لتناول مسائل التاريخ والحضارة. وترسّخ هذا الاتّجاه بوجود عدد كبير من الطلبة أنجزوا وينجزون أطروحات تحت إشراف الأساتذة المذكورين بما أصبح يسمح بالحديث عن مدرسة تونسية لقراءة التراث الديني. وهي مدرسة تحظى بالمواكبة وبالاحترام في كثير من الجامعات والمراكز الثقافية العربية والغربية. ولكنّها في الآن نفسه تجد احترازا كبيرا من المؤسّسات الدّينيّة في تونس باعتبارها مؤسسات تريد أن تحتكر الخطاب حول مسائل الدين تراثا وحضارة وطقوسا. والنظام السياسي شأن جل الأنظمة السياسية في البلدان النامية يحاول أن يتوقع بما يتصوّر أنّه يرضي الأعمّ الأغلب في نوع من الحسّ المشترك يسمّيه بالإسلام المعتدل يرفض التّكفير لا شكّ ولكنّه لا يجعل للتفكير الحرّ مجالا خصبا. فمن ذلك أنّ الدولة لم تعط تأشيرة لجمعية تهدف إلى نشر الفكر الحداثي ومن ذلك أنّ وسائل الإعلام قد تُفتح ولكنّها لا تُفتح إلا بمقدار ضئيل مدروس للأكاديميات التونسيات إذا رغبن في الحديث في هذه المسائل. والحق أن للسياسي منظورا وشواغل وتصوّرا مختلفة عن تصوّر الباحث والمفكّر الّذي حسابات سياسية ضيقة له.وعلى العموم يمكن أن أقول إنّه لا وجود لتضييق على الكتب المنشورة في تونس لا سيما بعد القرار الرئاسي سنة2007 بإلغاء الرقابة الإدارية على الكتاب، ولكن يبقى الكتاب متوجّها إلى فئة معيّنة ما فتئت تنقص في ظلّ الإعراض عن القراءة وانخفاض مستوى التعليم والمدّ الوهّابي عبر الفضائيات الدّينيّة. والأهمّ في رأيي أنّ العمل الأكاديمي لا ينشد بالضّرورة استجابة « جماهيرية » ولا سياسية وإنّما هو بحث دؤوب من أجل تفكيك التراث الإسلاميّ بما يترك للأجيال القادمة أثرا على قوم حاولوا أن يفكّروا.
– مارأيك في مشاريع نقد التراث الإسلامي التي تنطلق من الغرب؟وكيف يؤثر انطلاقها من ثقافة غربية إسلامية على نتائجها؟  التقيت في كثير من الندوات بمن يشتغلون على الإسلام في الغرب من خلال رؤية تفكك النصوص وتحاول قراءة التراث الإسلامي وفق مناهج مختلفة. وأعتقد أن لمكان الإقامة دورا وإن يكن نسبيا في توجيه الأبحاث والدراسات من ناحية الباحث ومن ناحية المتقبل. فأما من ناحية الباحث فإن المقيم في الغرب لا يمكن أن ينفذ إلى واقع المجتمعات المسلمة إلا من خلال المجموعات المسلمة الموجودة في الغرب أساسا وهي مجموعات لها خصوصياتها وليس أدناها أن هذه المجموعات المسلمة تمثّل أقلّيات أغلبها يعاني وضعيات اجتماعية تحت المتوسّط. وعند كثير من هؤلاء المسلمين بالغرب يصبح الإسلام ملجأ للهوية والانتماء إزاء تغريب الآخر وإقصائه. لكن من اللطيف أن نلاحظ أنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر انتشر هذا التصور للإسلام -باعتباره ملاذا في مجال الهوية وسمات شكلية طقسية أساسا- خارج الغرب أيضا، وتجسّم لدى كثير من المسلمين في البلاد الإسلامية. أما من ناحية المتقبّل فدارسو التراث الإسلامي بالمراكز الغربية معرّضون أكثر من غيرهم لاتهامات بأنهم يخدمون « أجندات » سياسية غربية وبأنهم يريدون بتفكيك النصوص وبالدعوة إلى إعمال العقل خلخلة الإسلام من داخله. وينسى هؤلاء المتهمون طبعا (ولعلهم لا يعلمون) أن قراءة النصوص وإعمال النظر فيها من صلب التراث الإسلامي نفسه (المعتزلة-الرازي- ابن رشد إلخ). ولعل ما يساعدهم على هذا التجاهل أو النسيان ما تبثّه بعض وسائل الإعلام من نظريات مؤامرة وهمية في جلها ضد الإسلام والمسلمين، في حين أن المؤامرة الكبيرة ضد الإسلام هي تلك التي يشارك فيها المسلمون أنفسهم بجهلهم وتخلّفهم الفكري والاقتصادي والعلمي. وفي كل الأحوال فأنا اعتقد أن ما يقوم به هؤلاء الدارسون بالغرب هام جدا من المنظور الفكري والعلمي، ففي نهاية الأمر علينا أن نتذكّر دوما أن الاعتبارات السياسية آنية ومتحوّلة أما البحث الأكاديمي العلمي فيبقى أثرا للأجيال القادمة تتناوله بالنقد والنظر والتفكيك.
– هل تتم دعوتك للمشاركة في ندوات وإلقاء محاضرات حول بحوثك وكتبك من قبل مراكز (حكومية أو خاصة) و مؤسسات جامعية عربية وخليجية؟  دُعيت مرّات عديدة من قبل مؤسسات جامعية عربية ومنها الخليجية مثل مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الاسلامية في الدار البيضاء و مؤتمر المرأة العربية والمستقبل بدبي.ما بقي في ذهني من هذه اللقاءات وجود تواصل عربيّ في مجال الفكر والبحث العلميّ والقضايا الثقافية المشتركة. والأهمّ أنّه رغم حضور عدد من الحضور يحملون آراء مخالفة بل مناقضة أحيانا فإن الحوار كان دوما يدور في ظلّ الاحترام المتبادل والتسامح الفكري والوعي بأن الاختلاف قدر الإنسان. وقد كانت هذه اللقاءات مناسبة طيبة تبيّنت فيها أن الهموم واحدة رغم بعض التلوينات الجزئية. ويظل المشكل في كل البلاد العربية حسب رأيي في الهوة الكبيرة بين الخطاب الفكري وجمهور المتقبلين. أقول هذا وأنا على وعي عميق بأن قدر الفكر العميق أن يظل نخبويا ولكن فرق بين النخبوية والانفصال المطلق عن الواقع. لا يهمني أن يكون جمهور المتقبلين العرب قادرا على أن ينفذ إلى أعماق النظريات والمناهج الفلسفية والنفسية والاجتماعية مثلا ولكن يهمني أن يجدوا صدى للرؤى الفكرية في تبسيط دونما إخلال.
– ضمن منظومة المفاهيم المتعلقة بحقوق المرأة كالعدل والمساواة، ما هي المفاهيم التي تنطلق منها د.ألفة يوسف في أبحاثها وما هي المفاهيم التي يصعب التوفيق بينها وبين المصادر الأولية الإسلامية ( القرآن والسنة)؟  الحق أني لا أستطيع أن أميز بين المصادر الإسلامية الأولية في تأويلها الشائع الذي انفتح عليه لاوعينا منذ الطفولة من جهة والمفاهيم المتعلقة بالحقوق والمساواة التي شكّلت جوهر ثقافتنا وتعليمنا. اجتمع كلا الأمرين في نفسي وأذكر أني في فترة المراهقة كنت أتساءل عمّا كان يبدو لي حيفا و تمييزا للذكور على الإناث في المصادر الإسلامية وأذكر أن الفكرة الأساسية التي كانت تتكرر في ذهني في تلك السن هي فكرة أن الإله لا يمكن أن يكون غير عادل ولا يمكن أن يحاسبك استنادا إلى انتماء جندري لم تختره.
وعندما تعمّقت في قراءة النصوص تبيّنتُ أنّ ما كان يبدو لي يبدو حيفا وظلما إنما مردّه القراءات الذكورية للنصوص عبر التاريخ. فالقرآن يتميّز بانفتاحه التأويلي وبتعدد مستوى قراءته ممّا وضّحه أحسن توضيح محمود طه عندما قدّم قراءة ثوريّة لمفهوم النسخ تعتبر آيات الفترة المكية الداعية إلى التسامح والودّ قابلة لأن تكون ناسخة لبعض الآيات المدنيّة وفق الأطر التاريخية التي تسمح بذلك. ومن وجوه الانفتاح التأويلي للقرآن تعدد معانيه الحاصل بالقوة وبالفعل. وقد حاولت توضيح أسس هذا التعدد لسانيا في كتاب « تعدّد المعنى في القرآن » (وهو أطروحة دكتورا الدولة) وحاولت توضيح بعض إمكاناته إجرائيّا في كتاب: « حيرة مسلمة ». إنّ العدالة والمساواة جوهر القرآن وجوهر سلوك الرسول صلى الله عليه وسلّم، وهذه القيم مفارقة إنسانية يمكن أن يختلف تجسيمها باختلاف المجتمعات وباختلاف السياقات التاريخية ولكنّها تمثّل الأفق الأخلاقي الذي يجمع الناس جميعها. إنّ مشكلنا اليوم هو أن لنا مسلمين بلا إسلام، لنا مسلمين لا يهتمون إلا بالطقوس على قيمتها ولا يقفون إلا عند دقائق الشكليات ويكادون يطلبون من الشيوخ صكوك غفران ويحتاجون إلى وسيط بينهم وبين الله في دين أساسه وثورته الكبرى أن المسلم لا يحتاج إلى وسيط في علاقته مع الله تعالى، وأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ليس إلا بشرا يوحى إليه. ومع هذا كلّه تجد جلّ المسلمين يهملون البعد الروحاني للإسلام فأين الأخلاق؟ أين الاحترام؟ أين العلم؟ أين التمدّن؟ لقد قمت بفريضة الحج وفاجأني ما رأيته من أوجه سلوك غريبة في مكان من المفروض أن تحلّ فيه الرّحمة والسّكينة. إن لساني يكرّر مع الإمام محمد عبده: أخلاقهم ديننا. وقلبي يدعو لنفسي ولكل المسلمين أن تعود لنا قيمة قرآنية أساسية وهي قيمة السكينة. فلا يمكن للمؤمن المطمئنّ إلا أن يؤمن بقيم العدالة والمحبّة والمساواة.
– صنفت نفسك في إحدى المقابلات التلفزيونية كعلمانية دينية، لماذا هذا الاتجاه؟ وهل يصح القول بأن مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي منحت المرأة التونسية حقوقا وحريات لا تحظى بها بقية النساء في العالم العربي مثل: مشاركة الأملاك ومنع تعدد الزوجات هي من نتائج هذا الاتجاه؟   كثيرون لم يفهموا ما المقصود بكلمة: علمانية دينية. ولذلك سببان: السبب الأول أن سوء طرح مفهوم العلمانية لا سيما في بعض وسائل الإعلام المروّجة للوهابية (صراحة أو ضمنيا) جعلت العلمانية مقابلة للتديّن في حين أنّ العلمانية ليست عكس التديّن، إنها لا تهتم بدين الأفراد وإنما تقوم سياسيا على فصل الدين عن الدولة. أما السبب الثاني لسوء الفهم فهو أن كثيرا من العلمانيين المتطرفين يسخرون من المتديّنين ومن طقوسهم. ولذلك شاع الفصل بين المفهومين. آتي الآن إلى التوضيح، أنا أعتقد أن القرآن كتاب الله تعالى وهذا إيمان فرديّ لا ألزم به أحدا. ويمكن أن أتصوّر جدلا مع من يؤمن بذلك أن القرآن ليس فحسب كتاب أخلاق ومعاملات اجتماعية وإنما هو كتاب سياسي وأن الإسلام شريعة يجب أن تطبّق. نفترض هذا جدلا ونتساءل: أي قراءة من قراءات الإسلام نطبّق؟ يكفي أن ينظر المرء في التاريخ الإسلامي ليتبيّن الصّراعات السياسية الكبرى والفتن المختلفة التي مرّ بها الإسلام السياسي، وما زلنا نعاني آثار هذه الفتن إلى الآن. لقد قلت مرّة في إحدى الندوات بتونس: إنه لا يوجد تشريع إلهي. وشبعت تهجّما وتكفيرا لأن الجماعة لم يكملوا باقي الجملة: إنه لا يوجد تشريع إلهي ولكن توجد تطبيقات بشرية للتشريع الإلهي. إني في هذا المقام أستحضر دوما قول الرازي: كل الفرق تسمي الآيات الموافقة لمذهبها محكمة والآيات المخالفة له متشابهة. وهذا دأب أهل الإسلام السياسي اليوم يعدون من وافقهم مسلما يريد خير الأمّة ويعدّون من خالفهم كافرا وصنيعة الغرب الصهيوني.
إن هذه الفكرة أساسية فإذا ما غدا تطبيق الشريعة متصلا بالبشر في اختلاف رؤاهم وتعددها من جهة وفي اختلاف ظروفهم التاريخية وسياقاتهم الزمكانية من جهة أخرى فها نحن إذن إزاء قوانين مختلفة متعدّدة لا يتجسّم الدّين فيها إلا في المعيش الفرديّ. أما اعتمادي لكلمة دينية في عبارة « علمانية دينية » فتذكير بوعي أساسي وهو أن المخيال الاجتماعي في البلدان الإسلامية مسكون بالدين وإن اختلفت نظرتنا له. وحتى اللادينيون لا يمكن أن يتعاملوا مع الإسلام تعاملا حياديا لأنهم نشأوا في بيئة للأديان فيها حضور كبير من حيث التمثّل. فالقصد من عبارة « علمانية دينية » أن علينا أن نعي بأن العلمانية الغربية في بيئة قطعت مع الكنيسة قطعا شبه تام (ولا أقول تام) لها خصائص مختلفة عن العلمانية التي نتصوّرها في بيئة ما تزال محكومة بالمخيال الديني. وقد كانت لتونس فرصة كبيرة في تجسيم هذا المفهوم انطلاقا من صدور مجلة الأحوال الشخصية، وهذه المجلّة ليست قطعا مع الإسلام وإنما تقوم على اجتهاد في فهم أحكامه وقراءة نصوصه. ومن أبرز الاجتهادات ما خصّ تعدد الزوجات الذي مُنع على أساس أن شرط العدل مستحيل تحقّقه بشهادة قوله تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُم، وعلى أساس أن تأويل المفسرين للعدل المستحيل باعتباره العدل في المشاعر ليس له مستند نصّي وليس إلا قراءة ممكنة للقرآن. كما نظمت مجلة الأحوال الشخصية الطلاق بقصره على القضاء وعدم تركه بيد الرجل وحده أما مسألة الاشتراك في الأملاك فتظل منظومة اختيارية يمكن للزوجين الانتماء إليها ويمكنهما رفض ذلك. ولكن الأهم من هذه التفاصيل جميعها أن مجلة الأحوال الشخصية وإن كانت مكسبا هاما بل أكثر من هام للمجتمع التونسي ولا للمرأة فحسب، فإنّها لم تغيّر المخيال والواقع الاجتماعيّين اللذين ما زالا قائمين على نظرة دونية للمرأة. وقد زاد هذا التصور الدوني مع انتشار الفضائيات السلفية التي تنظّر لضرب المرأة وطرقه والتي لا ترى المرأة إلا جسدا يجب شطبه وإلغاؤه. إن الهوّة الكبيرة بين القوانين والواقع ليست مدعاة إلى مراجعة القوانين بل إلى مراجعة آليات تطبيقها ذلك أن القانون ليس معلّقا في الهواء ويطبّقه بشر. وأضرب على ذلك مثالا فإذا ما اشتكت المرأة في تونس من العنف إلى الشرطة ورغم كل القوانين الموجودة فإنها قد تجد نفسها إزاء شرطي لا يشجعها على التقاضي أو يمارس ضدها العنف النفسيّ ولا سيما إذا كانت من بيئة فقيرة مفتقرة إلى أي ضرب من ضروب السلطة. إن افتخار الدولة التونسية بالقوانين المتقدّمة أمر منطقيّ ولكن هذا الافتخار قد يسكرها فينسيها أحيانا ضرورة العمل على أرض الواقع وعبر وسائل الإعلام لترسيخ صورة المرأة شريكا للرجل في التصوّرات والممارسة لا في الخطاب الرسمي فحسب.
– د. ألفة يوسف تدعو للعودة لمقاصد الشريعة التي حددها العلامة محمد الطاهر بن عاشور في كتابه « مقاصد الشريعة الإسلامية »، كيف سيشكّل علم المقاصد فارقا ملموسا في وضع المرأة المسلمة؟ و برأيك لماذا لم ينتج فقه جديد عن المقاصد مقابل الفقه القديم الذي لازالت تعمل به المؤسسات الدينية الإسلامية رغم قدم علم المقاصد وكونه مستنبط من النص القرآني في أغلبه؟ –  اهتمّ بالمقاصد كثيرون أذكر منهم الشاطبي قديما وابن عاشور حديثا…وهي مدخل إلى الإسلام يخشاه اليوم كثيرون. ذلك أن مراعاة المصالح والكليات بما يضمن انسجام أحكام الشريعة مع بعضها البعض لا يهتمّ بالتفسير الحرفي وإنما يتخذ روح الشريعة منطلقا وأفقا. ولو اعتمد المفسرون اليوم على نفي الضرر ورفعهِ وقطعهِ. ولو فهموا أن جوهر الإسلام هي الكليات الشرعية الخمس: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، لما سمعنا فتاوى يعتبرها الجمهور مضحكة مثل فتوى إرضاع الكبير. وما يجهله كثير من الناس أو لعلهم يتجاهلونه أن هذه الفتوى لم يأت بها الشيخ من فراغ بل هي تستند إلى قراءة حرفية لنصوص تقدم على أنها نصوص صحيحة. ويمكن أن تؤدي بنا القراءة الحرفية للنصوص إلى ما هو أخطر من إرضاع الكبير، يمكن أن تؤدي بنا إلى عودة الرق باعتبار أن لا وجود لنص يحرّمه. فإذا كان للإنسان أن يمنع ما أباحه الله لأنه لا يتلاءم مع روح الشرع كما هو الشأن بالنسبة إلى الرق، فلماذا لا يمنع تعدد الزوجات استنادا إلى روح الشرع القائم على حفظ الألفة والمودة بين الزوجين مثلا.
إن بعض المؤسسات الدينية لا تستند إلى المقاصد لأن الاستناد إليها يفقدها سلطتها بل مشروعيتها. فالمقاصد تلتقي مع القيم الأخلاقية الكبرى التي يجمع عليها الناس، ووفق مقاصد الشريعة تكون المرأة شريكا للرجل ويكون التعليم والتفكير والحكمة بالمعنى الرشدي للكلمة من جوهر الشريعة. فإذا اعتمدوا المقاصد فمن سيضطلع عبر الفضائيات والمؤسسات الرسمية بدور الوسيط بين المسلم وخالقه ومن سيوزع صكوك الغفران ومن سيربح ملايين الدولارات بفضل سيطرته على عقول البسطاء؟.
– في كتابك « الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة  » تدعين إلى إعادة النظر في ما ذكر عن المرأة في المصدرين الأوليين وعدم التوقف عند ظاهر الخبر، لماذا برزت الحاجة مؤخرا لقراءة تتجاوز الظاهر؟ وما هي الآليات التي ترينها مناسبة لفهم أساس وخلفية هذه الأخبار؟   اعتمدت في ذلك الكتاب القراءة التاريخية المقامية للأخبار عن المرأة. فقد جمعت كلّ ما قيل في المرأة في القرآن والسّنّة. وقارنته بما كان موجودا في الجاهلية زمن نزول القرآن. وميّزت بين ما تشابه وما اختلف محاولة البحث في أسباب التشابه والاختلاف انطلاقا من غرس النص في بيئته التاريخية. وبيّنت فيما بيّنت أن القرآن والسنة شكّلا في بعض المواضع ثورة كبيرة فيما يخصّ حقوق المرأة. فمن ذلك أن المرأة لم تكن في الجاهلية ترث شيئا بل كانت هي نفسها متاعا يورث والقرآن منحها نصف الميراث يعدّ ثورة كبرى رفضها صحابة الرسول بل وصل بهم الأمر إلى أن يقولوا: « اسكتوا عن هذا الحديث لعلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينساه أو نقول له فيغيّره ». وقد لاحظت في هذا الكتاب أن النصوص المؤسسة قد جارت في حالات أخرى ما كان شائعا في البيئة التاريخية الجاهليّة بهدف استمالة الناس للدين الجديد. والمهم من الأمثلة التي حاول الكتاب أن يجمعها استقصائيا أنّه لا يمكن قراءة القرآن والسنة دون وضعهما في بيئتهما التاريخية، وهذا ما قام به بشكل من الأشكال القدامى عندما اهتموا بأسباب النزول، أما المحدثون فكثير منهم يرفضون أن يميّز المفارق في القرآن من التاريخي فيه. وينسون أن تاريخية القرآن لا تمسّ بأي شكل من الأشكال قداسته لأن رفض اتصال النص بواقعه تنفيه أي قراءة بسيطة له باعتباره يعج بالأخبار والأحداث التاريخية المخصوصة. وإذا كان النص غير تاريخي في بعض أوجهه، فكيف نفسّر إلغاء الرقّ الذي لم يلغه القرآن وظل العمل به في البلدان الإسلامية إلى حدود القرن التاسع عشر؟
– أهديت كتابك « ناقصات عقل ودين » إلى كل من احتار بين الرضا بالغيب والشوق إلى التجلي… ما الذي يحتمله هذا الإهداء وما الذي لا يحتمله في تصدره لكتاب يتناول حديثا صحيحا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تمتعضه بعض النساء على حد تعبيرك؟ لو كان لي أن أختار أقرب كتبي إلى نفسي لكان هذا الكتاب. ف »ناقصات عقل ودين » كتاب اعتمد التحليل النفسي منهجا في قراءة بعض المفاهيم كالفقر (بمعناه النفسي) والشرك والقانون. وحاول الكتاب أن يقدّم قراءة مختلفة لهذا الحديث الشّائع انطلاقا من تحليل مفهومي الذكوري والأنثوي ودلالاتهما الرمزية في علاقة بالآخر المطلق. وهذه القراءة التحليلية النفسية لا تتموضع البتة في مجال تقييمي أو تفضيلي لنوع اجتماعي على آخر وإنما تحاول النفاذ إلى أعماق الإنسان الروحانية. والكتاب يطرح مسألة حضور الله في غيابه ويحلل دلالة الغياب الأصلي لدى المرء مؤكّدا أن جوهر حياتنا هي الشوق إلى ذلك الغائب الذي لا يمكن تمثّله مطلقا. إن حركة الشوق هذه تجسّم في الآن نفسه الرضا بهذه المنزلة البشرية القائمة على قبول الإنسان افتقاره الجوهري وقبول أنه ليس إلا ثانيا في الكون مسبوقا بآخر. وإننا نعتقد أن التخلي عن وهم المعرفة المطلقة ووهم السيطرة على العالم ووهم الجمع إنما هو جوهر مفهوم الإسلام أو الاستسلام للآخر المطلق.
(المصدر: صحيفة ايلاف الإلكترونية ( بريطانيا) بتاريخ 28 ديسمبر 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

10 août 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année,N° 3731 du 10.08.2010  archives : www.tunisnews.net  Liberté et Equité: L’éloignement, une injustice faite

En savoir plus +

7 septembre 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2663 du 07.09.2007  archives : www.tunisnews.net MC: Les « promus » du palais

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.