10ème année, N°3809 du 27 .10 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:في القيروان.. حلقة أخرى من محاكمة الحركة الطلابية
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
كلمة:المحكمة الإبتدائية بجندوبة تحدد موعد للنظر في قضية المولدي الزوابي
الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ صحفي
كلمة:اعتقالات في صفوف الشباب المتدين
الشبكة العربية تستنكر حجب موقع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بعد ساعات من انطلاقه
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت: دعــــــــــــــــــــــــوة
قدس برس:تونس: مدرّسو التعليم الثانوي يضربون عن العمل في كامل البلاد
د. منصف المرزوقي:إلى الأخوة والأخوات أساتذة التعليم الثانوي في يوم إضرابهم
الصباح:رحب بالتعددية النقابية:جراد يدعو إلى رفض التوظيف السياسي للمنظمات العمالية المغاربية
المرصد التونسي:بوسالم … ناظر دراسات يعتدي على استاذ تعليم ثانوي
المرصد التونسي:عنف شديد يستهدف النقابي محمد فاضل في منزل بوزيان
كلمة:اتحاد الكتاب التونسيين يشكو من التهميش في مائوية مصطفى خريف
كلمة:ارتفاع نسبة التضخم في تونس مقارنة بالسنة الماضية
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بولاية القيروان : بـــيـــــان تأسيسي
قدس برس:تونس: 135 ألف معطل عن العمل من خريجي الجامعات
مراسلة جبهة العمل النقابي التقدمية بفلسطين للقاء النقابي الديمقراطي المناضل
كلمة:جمال الكرماوي يشارك في ندوة ضمن فعاليات الاحتفالات ب7نوفمبر
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 158 – 28 اكتوبر 2010
قدس برس:انخفاض احتياطي تونس من العملة الأجنبية بسبب العجز التجاري
الصباح:حاجاتنا فاقت 320 ألف طن سنويا خسائر بـ17 مليارا بسبب ارتفاع أسعار السكر
قدس برس:التلفزيون التونسي يسترجع أرشيفا نادرا من الحقبة الاستعمارية
الشاعرجمال الدين أحمد الفرحاوي:سراييفوا
بلقاسم الهمامي:تأملات في أوّل ما نزل
الصحبي بن مسعود:الإفتاء بين التنظيم والتحرير
طلبة تونس:قرأنـــا لكـــــم
منير السّايبي:في التقارب العلماني الإسلامي : الغنوشي والمرزوقي نموذجا
المجتمع:حوار الشّيخ راشد الغنّوشي و الأستاذ محسن الأمين” حول دور المثقّف في الأمّة “
خالد شمت:صورة الإسلام والمسلمين بمرآة الإعلام
محمد كريشـان:هولندا القلقة
العرب:تأشيرات إسرائيلية على جوازات مسؤولين عراقيين
الجزيرة.نت:الطلاب يحتجون على “التقاعد” بفرنسا
القدس العربي:بلير يواجه التحقيق في حرب العراق مرة أخرى بسبب تضارب في شهادته السابقة
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر 2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 ذو القعدة 1431 الموافق ل 27 أكتوبر 2010 أخبار الحريات في تونس
1) نجاح الإضراب عن العمل الذي دعت إليه النقابة العامة للتعليم الثانوي: نسبة المشاركة بين 80 و90 %: قالت النقابة العامة للتعليم الثانوي اليوم أن الإضراب عن العمل الذي شنه أساتذة الثانوي اليوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 للمطالبة بإرجاع زملائهم المطرودين والتصدي لصيغ التعاقد وتحديد سن التقاعد بخمس وخمسين عاما وتطبيق اتفاقية التربية البدنية ومدارس المهن وظروف العمل ومنحة الامتحانات والعودة المدرسية، قد حقق نجاحا باهرا ونسبة تراوحت بين 80 و90 في المائة، وقد شارك مئات من الأساتذة بتجمع في ساحة محمد علي بتونس العاصمة. وسنوافيكم غدا بمعلومات تفصيلية في هذا الموضوع. 2) إحالة معتقلي مدينة دوز ولاية قبلي من أجل تهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها: تم اليوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 إحالة معتقلي مدينة دوز ولاية قبلي نذكر من بينهم السادة علي الحرابي وعلي فرحات وعلي بن عون وبعض الشبان الملتزمين دينيا من أجل تهمة عقد اجتماعات بدون رخصة، وسنوافيكم غدا بتفاصيل هذا الملف. 3)أعوان البوليس السياسي يعتدون بالعنف على السيدة عفاف بن ناصر بقفصة: قام عدد من أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 بقفصة بالاعتداء اللفظي والمادي على السيدة عفاف بن ناصر زوجة الصحفي السجين الفاهم بوكادوس الذي شن منذ أيام إضرابا مفتوحا عن الطعام بسجن إيقافه للمطالبة بإطلاق سراحه وللاحتجاج على الوضعية السيئة التي يعيشها وهو المصاب بداء الربو. 4) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. منظمة حرية وإنصاف
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في:27/10/2010 في القيروان.. حلقة أخرى من محاكمة الحركة الطلابية
مثل اليوم أمام محكمة ناحية القيروان الطلبة النقابيين أعضاء منظمة الإتحاد العام لطلبة تونس عثمان القراوي، بدر الدين الشعباني، صابر السالمي والحسين السويسي لمقاضاتهم من أجل جريمة هضم جانب موظف عمومي بالقول حال مباشرته لوظيفه في القضية عدد 38459 على خلفية تحركات طلابية نقابية شارك فيها الطلبة المذكورين بصفتهم النقابية بكلية الآداب برقادة في 14/12/2009 أثناء الحملة الانتخابية للمجالس العلمية. وبعد أن رافع ودافع عنهم الأساتذة فوزي المقدم ،شكري بلعيد ،خالد الكريشي ورشيد الحسيني قررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 03/11/2010 للتصريح بالحكم .
إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، وإذ تعبر عن تضامنها مع الطلبة المحالين وجميع الطلبة المحكومين على خلفية نشاطهم النقابي والسياسي بالجامعة فإنها تدعو جميع المنظمات الحقوقية الداخلية والخارجية لتكثيف الجهود وتنسيقها من أجل إيقاف جميع التتبعات الجارية ضدهم حاليا والإفراج فورا عن المحكومين منهم والمطرودين لأسباب نقابية وسياسية وإرجاعهم لمقاعد الدراسة . لجنة القضايا العادلة خالد الكريشي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 27 أكتوبر 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
نظرت اليوم محكمة الناحية بالقيروان في قضية الاعتراض رقم 38459 والتي تقدم بها الطلبة : · حسين السويسي ، الرابعة عربية ، كاتب عام المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس، · بدر الدين الشعباني، الرابعة عربية ، عضو مكتب فيدرالي، · عثمان القراوي، الرابعة فلسفة ، عضو مكتب فيدرالي، · صابر السالمي ، الثانية فرنسية ، ناشط نقابي ، وكان هؤلاء الطلبة الذين سبق وان اطردوا من اجل نشاطهم النقابي قد علموا بصدور حكم غيابي ضدهم في الصائفة الماضية بسجنهم لمدة ثلاثة أشهر بتهمة ” هضم جانب موظف بالقول أثناء مباشرته لعمله” وقد تولى الدفاع الأساتذة : · شكري بلعيد · خالد الكريشي · فوزي المقدم و تحدث الدفاع على الخروقات العديدة التي صاحبت أطوار القضية مما يؤكد بعدها الكيدي ، بغاية مضايقة الطلبة على خلفية نشاطهم النقابي وانتمائهم للاتحاد العام لطلبة تونس، وهي اخلالات شكلية ، حيث لم تتضمن محاضر البحث تاريخ نهاية الاستنطاق ، وهو ما يعتبر مخالفا لقانون الإجراءات الجزائية . كما أن هناك اخلالات في الأصل ، حيث أن الحارس الموجود بباب الكلية يوم الحادثة ، وهو الشاهد الرئيسي ، لم يسمع ثلبا أو هضما لجانب موظف. كل ما في الأمر ان هؤلاء الطلبة حاولوا مقابلة المسؤول الوزاري الموجود يومها بالكلية للمطالبة بإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة . وقد أعلن القاضي أن الحكم سيكون في نهاية الجلسة ، ثم أعلم الطلبة المتهمين بعد إنهاء الجلسة انه اجل ذلك إلى يوم 3 نوفمبر المقبل، مما أثار استغراب الجميع. كما أثار الوجود الأمني المكثف الانتباه ، وهو ما أكد لدى العديد من المتتبعين البعد النقابي والسياسي للقضية. إننا نجدد تضامننا مع الطلبة ونطالب بالحكم بعدم سماع الدعوى وحفظ القضية وإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة واحترام حقهم الشرعي والقانوني في النشاط داخل الجامعة و خارجها.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
المحكمة الإبتدائية بجندوبة تحدد موعد للنظر في قضية المولدي الزوابي
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 26. أكتوبر 2010 حددت المحكمة الإبتدائية بجندوبة جلسة يوم 10 نوفمبر القادم للنظر في القضية المرفوعة ضد الزميل المولدي الزوابي، والذي كان تعرض لاعتداء من قبل أحد عناصر الحزب الحاكم يوم 1 أفريل الماضي أمام المحكمة الإبتدائية بجندوبة، وقد سبق للزميل الزوابي أن تقدم بشكاية ضد المعتدي تم رفضها، وفي مقابل ذلك تحول المعتدي إلى ضحية وقبلت شكايته.
وكان الزميل المولدي الزوابي قد مثل يوم الأربعاء 6 أكتوبر الجاري أمام محكمة ناحية جندوبة التي أحالت القضية على المحكمة الابتدائية لعدم الاختصاص، والتي عقبها بلاغ من هيأة الدفاع المتكونة من أكثر من عشرين محاميا أكدوا فيه على الطابع الكيدي للقضية معتبرين أن ما اعترى ملفها من تغيير للحقائق ومن معاملة بمكيالين لطرفي القضية ينزع عن كامل إجراءاتها شروط المحاكمة العادلة ويقوض ثقة هيئة الدفاع في حياد الهيئة القضائية المتعهدة بالنظر في القضية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
بلاغ صحفي
أعلنت المناضلة غزالة محمدي اليوم عن فك إضرابها عن الطعام الذي تواصل أسبوعين للمطالبة بحقها في الشغل ورفع المظالم المسلطة عليها. وجاء هذا الإعلان إثر تأكيد الأطباء على أن حالتها الصحية لم تعد تحتمل مواصلة الإضراب، واستجابة لنداء قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي التي أوفدت الأخ المولدي الفاهم عضو الهيئة التنفيذية ووفدا من مكتب المرأة، متكونا من الأخوات صفية المستيري وفائزة راهم ونهلة جعيدان، إلى قفصة حيث أكدوا لها وقوف الحزب إلى جانبها وتبنيه الكامل لمطالبها المشروعة. والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يُحيي المناضلة غزالة محمدي لدفاعها المبدئي عن حقوقها ورفضها لكل أنواع الضغوط والإغراءات، يؤكد التزام مناضليه بتبني قضيتها العادلة والتصدي لجميع أشكال الإقصاء والتهميش. تونس في 27 أكتوبر 2010 الأمينة العامة مية الجريبي
اعتقالات في صفوف الشباب المتدين
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 26. أكتوبر 2010 اعتقلت قوات البوليس السياسي يوم 25 أكتوبر الجاري شابا عمره 19 سنة يدعى سليم المرابطي، كما اعتقل في نفس اليوم عدد من الشبان المتدينين في مدينة المنستير دون أن يعلم أهاليهم بأماكن اعتقالهم. و كانت منظمة حرية وإنصاف ذكرت في بيان لها صدر يوم 25 أكتوبر الجاري أن قوات البوليس السياسي اعتقلت عددا من الشبان بحي العوينة بمدينة دوز من ولاية قبلي ومن بينهم الشقيقين رضا ورمزي التليلي و تم اقتيادهم حسب البيان إلى جهة مجهولة. يذكر أن ولاية قبلي تشهد مؤخرا اعتقالات عشوائية في صفوف الشباب المتدين. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
تونس : الحكومة التونسية مصرة علي احتلال صدارة الدول المعادية لحرية الانترنت –
الشبكة العربية تستنكر حجب موقع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بعد ساعات من انطلاقه
القاهرة في 26 أكتوبر 2010 أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم, عن استنكارها الشديد لقيام السلطات التونسية أمس الأول بحجب موقع “المرصد التونسي للحقوق لحريات النقابيةhttp://www.otdls.org/” بعد ساعات قليلة من إطلاقه دون وجود أي مبررات واضحة لهذا القرار, لتؤكد الحكومة التونسية بهذا القرار إصرارها علي الاستمرار في منهجية حجب مواقع الإنترنت لإسكات الأصوات المعارضة لها.
ويذكر أن الحكومة التونسية تحتل هي ونظيراتها السعودية المرتبة الأولي في سرعة حجب مواقع الإنترنت في العالم العربي حيث أن الحكومة التونسية اعتادت علي حجب المواقع بعد وقت قليل جداً من أطلاقها دون حتى النظر لمحتوي تلك المواقع فقد فوجئ القائمين علي موقع المرصد التونسي للحريات النقابية و زواره بقيام الحكومة التونسية بحجب الموقع بعد أقل من 11 ساعة علي انطلاقه دون آن يحتوي الموقع علي أي نقد لسياسة الحكومة التونسية أو غيرها من الحكومات وهو ما يجعلنا نعتقد أن حجبه جاء في إطار التضييق المستمر من قبل الحكومة التونسية علي منظمات المجتمع المدني ومن بينها المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية, وكانت الحكومة التونسية في يوليو الماضي قد حجبت موقع “فضاء جدل الديمقراطي http://www.jadal.eu/ ” في الوقت الذي كان فيه الموقع مازال في فترة البث التجريبي, وهذا التعسف في حجب المواقع من قبل الحكومة التونسية هو ما دفع الآلاف من من متصفحي الإنترنت والداعمين لحرية استخدامه في تونس لإطلاق حملتهم المناهضة للحجب والرقابة في بداية العام الجاري وأسموها “عمار404″ وذلك نسبة للرقيب التونسي الذي تخطي في سرعة الحجب كافة اقرأنه من الرقباء في كل دول العالم, والذي يعد هو أكثرهم وأسرعهم في حجب المواقع فلا يوجد إي ضابط أو منطق لحجب المواقع في تونس.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” أن الحكومة التونسية مازالت مصرة بقوة علي استخدام سياسة حجب المواقع لإسكات معارضيها والتضييق علي حرية التعبير , فلم يكفيها آن احتلت المرتبة الأولي طيلة سنوات في قائمة أكثر الدول عداءاً للإنترنت , بل مازالت مصرة علي عدم ترك الصدارة للمملكة العربية السعودية التي تنافسها بقوة , فقامت بحجب موقع المرصد التونسي دون وجود أي أسباب واضحة تدفعها للقيام بذلك” والشبكة العربية وهي تندد بعدم وجود أي منطق أو ضوابط تنظم حجب المواقع في تونس , فإنها تعرب عن انزعاجها الشديد من التضييق المستمر من قبل الحكومة التونسية علي حرية التعبير والمدافعون عن حقوق الإنسان , فقد اعتادت علي قمع الأصوات المعارضة لها والفاضحة للانتهاكات التي ترتكبها , فمنذ أيام كانت الذكري السنوية الخامسة لفرض الحصار علي “الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان” والآن تم حجب موقع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية دون ذكر أي أسباب .
والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان , تحذر الحكومة التونسية من الاستمرار في ضرب عرض الحائط بكافة القوانين والتشريعات والمعاهدات الدولية والتمادي في سياسة تكميم الأفواه وقمع الحريات العامة التي أثرت بالسلب علي علاقة تونس بالاتحاد الأوربي وستؤثر علي علاقتها بالمجتمع الدولي بأكمله. عن موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoiretunisien des droits et des libertés syndicaux
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت 40 نهـــــج بلجيـــــــــكا دعــــــــــــــــــــــــوة
تكريما لمناضلي قافلة شريان الحياة خمسة، تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها تحت عنوان : شهادات حية من غـــــــزة بحضور المناضلين محمد الحبيب الحمدي وزياد بن سعيد اللذين شاركا في هذه القافلة وذلك يوم السبت 30 أكتوبر 2010 على الساعة الرابعة مساء بمقرها.
حضوركم مساندة لفلسطين
تونس: مدرّسو التعليم الثانوي يضربون عن العمل في كامل البلاد
تونس- خدمة قدس برس نفّذ مدرسو التعليم الثانوي في جميع المعاهد التونسية إضرابا عن العمل كامل اليوم الأربعاء (27/10) تلبية لقرار نقابتهم العامة الشهر الماضي للاحتجاجا على فشل مفاوضاتها مع وزارة التربية.
وقال سامي الطاهري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي إنّ الإضراب سجّل نجاحا باهرا وكان تحديا لمغالطات الوزارة، على حد قوله. واعتبر الطاهري خلال اجتماع عام بساحة المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة تونس أنّ هذا الإضراب هو “إعلان عن انطلاق نضال قطاع التعليم الثانوي ضدّ فوضى وزارة التربية وسياساتها الارتجالية”، وفق تعبيره.
وأكّد المتحدث أنّ نقابته متمسكة بتحقيق مطالبها المتعلقة بالمنح والترقيات وتحسين ظروف العمل وإرجاع المطرودين لأسباب سياسية ونقابية إلى سالف وظائفهم، إضافة إلى سنّ قانون أساسي للمهنة. ووصف الطاهري هذه المطالب بالمزمنة وقال إنّ وزارة التربية تصمّ آذانها عنها.
وردّ الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي على تصريحات لوزير التربية استغرب فيها إصرار النقابة على الإضراب وذكر فيها أنّ أبواب الحوار مفتوحة. وقال الطاهري “هذا كذب ومغالطات لا تنطلي على الأساتذة”، وتابع “نحن لا نفاوض عبر الهاتف أو نكتفي بالتشاور بل نحن شريك أساسي ونرفض أن نعامل كطرف ثانوي”.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
إلى الأخوة والأخوات أساتذة التعليم الثانوي في يوم إضرابهم الاربعاء 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2010
كم أنشد آباؤنا
قف للمعلّم ووفّه التبجيل كاد المعلّم أن يكون رسولا أما اليوم فإن البيت يمكن أن يكتب قف للمعلّم ووفّه التنكيل……كاد المعلّم أن يكون شحاذا.
اسمحوا لي وأنتم تقفون للدفاع عن حقوقكم وكرامتكم أن أقول لكم باسمي الخاص وباسم زملائي في المؤتمر من أجل الجمهورية وأعتقد باسم كل التونسيين، إلى أي مدى نحن مدينون لكم بكل ما تفعلون للوقوف في وجه مدّ التجهيل والتضليل واحتقار التعليم والثقافة وذلك منذ استيلاء الجهلاء على مقاليد الدولة وبثهم في المجتمع سمومهم ومن أخطرها أنه لم يعد للتعليم أي دور في رفع الناس إلى أعلى المراتب.
عندما يتفحص المرء مطالبكم (سن التقاعد إلى 55 سنة بسبب مشقة مهنة التعليم ، القانون الأساسي رفضت السلطات الحوار حوله مع النقابة ، الزيادة في المنح الخصوصية ومنحة مراقبة وإصلاح الامتحانات الوطنية ،إحداث منحة مشقّة ، إعادة المطرودين مثل محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي زكية الضيفاوي اضافة الى مطالب قطاعية أخرى ) يكتشف كم هي شرعية وفي نفس الوقت كم هي مرتبطة بوضع لا يمكن حصره في هذه المطالب.
ألم يطرد الأساتذة الأجلاء لغياب الحريات النقابية والسياسية ؟ أليس الوضع المادي المزري لرجال التعليم جميعا مرتبط بسياسة نظام الاقتصادية والاجتماعية ؟ ألا ترفل العصابات الحاكمة في الرفاهة بينما نرى نزيفا متواصلا في المستوى المعيشي لكل من يعمل؟ أليس انهيار التعليم في كل المستويات هو أخطر ما يهدد شعبنا الذي بنى انطلاقته على تقديس التعليم ؟ ثم أليس ما يعرفه القطاع هو ما يعرفه القطاع القضائي والأمني الخ ؟ ما تعرفونه كلكم بداهة أنه لا حلّ لقضاياكم في ظلّ هذا النظام السياسي الذي يقوده جهلة فاسدون مفسدون يحتقرون العلم والثقافة ويحتقرون أكثر الفقراء المثاليين أمثالكم الذي يضحون بأعمارهم في خدمة أنبل مهمّة.
ثمة من سيسارع للقول أنه لا يجوز خلط النقابي بالحزبي والسياسي . ليسمح لي مع كامل الاحترام لرأيه وكامل الاعتراف للنقابي بأن يكون مستقلا عن الحزبي والسياسي أنه لا علاج ظرفي وقطاعي ومحلي لإشكالية عامة مثلما لا علاج لمرض السلّ بدواء الحمّى ودواء السعال . هنا اسمحوا لي وأنتم أهل المعرفة أن أذكركم بالفرق بين التحزّب والتسيّس .
أما المفهوم الأول فله وجه مظلم عندما يعني ركوب بعض الأشخاص وبعض المجموعات على مطالب اجتماعية لاستغلالها طمعا في الوصول للسلطة ومغانمها.
وله وجه مضيء عندما يعني تجميع أشخاص لطاقتهم لخدمة قضية وطنية لا لاستخدامها. شتان كما يقول صديقي عبد الرءوف العيادي بين من له قضية ( بمعنى الدارجة ) وبين من له قضيّة (بمعنى الفصحى).
التسيّس شيء جد مختلف حيث يعني الوعي بأن المشاكل التي نعاني منها كأفراد وكمجموعات مرتبطة بطبيعة النظام السياسي.
يفهم ترك التحزّب لكن كيف يترك التسيّس ، على الأقلّ حتى لا يواصل الجهلة الفاسدون المفسدون احتقاركم وهم يعتقدونكم أجبن من القدرة على طرح التشخيص الحقيقي الذي يعرفه الجميع ؟ من لا يعي إلا إذا كان مبصرا مصمما على ألا يرى أنه لا حلّ لمشاكل الأساتذة والقضاة والمحامين والتجار والفلاحين والشباب في ظلّ مثل هذا النظام المشين الذي سنخجل يوما أنه حكمنا يوما وحكمنا طول هذا الوقت .
فليكن يومكم هذا يوما نضاليا من أجل كرامتكم وكرامة مهنتكم لكن أيضا وداخل أعماقكم يوما من أيام المقاومة المدنية هدفها الآني تركيع السلطة الغاشمة وهدفها الحقيقي رميها في أقرب وقت ممكن في سلة مهملات التاريخ .
نضالكم هو نضالنا ومن ثمّ فمساندتكم ليست واجبا وشرفا وإنما ضرورة حياتية لنا جميعا وأنتم مع كل المربين المؤتمنون على أهم موارد الوطن: أطفالنا. مع بالغ المودة والفخر والتضامن
د. منصف المرزوقي
رحب بالتعددية النقابية ..جراد يدعو إلى رفض التوظيف السياسي للمنظمات العمالية المغاربية
أكد الامين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي والامين العام لاتحاد الشغل السيد عبد السلام جراد “على ضرورة النضج السياسي للمسؤول النقابي وان يكون حاملا لفكره النقابي داخل حزبه وليس حاملا لفكره الحزبي داخل النقابة وذلك لتجنب التوظيف السياسي والخطية داخل المنظمة”. واثار جراد بمقر الاتحاد المغاربي بالعاصمة امس مسالة التعددية النقابية حيث ” أرحب بالفكرة متى كانت نابعة من ارادة عمالية بحتة و مرفوضة متى كانت لاغراض ومصالح شخصية ضيقة لا تمت لمصالح العمال باية صلة ” حسب قوله.
وعن علاقة الاتحادات بالحكومات والاحزاب وبقية تشكيلات المجتمع المدني اكد جراد على أن العلاقة” قائمة على اساس احترام استقلالية قرار المنظمات النقابية وتلبية مطالب عمالها.”
وعبّر جراد لدى افتتاحه لنشاط الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الخاص بالشباب العامل المغاربي في دورته الخامسة تحت شعار “من اجل دور فاعل للشباب المغاربي في تطوير التنظيم المغاربي وتنمية المجتمع وتحديثه” عن ارتياحه لعقد مثل هذه اللقاءات الشبابية.
وابرز الامين العام خلال كلمته على ” اهمية الشباب العامل و ضرورة تمكينه من الآليات السانحة لتحمل المسؤولية النقابية صلب المنظمات القطرية.” مؤكدا “على اهمية التميز بالديمقراطية ونكران الذات والعمل على خدمة الاخرين والتمسك بالثوابت.” ودعا جراد في هذا السياق إلى تجاوز الخلافات المغاربية من اجل دعم الاقتصاد المشترك بين دول المغرب العربي وبناء شراكة حقيقية وخلق قطب مغاربي قادر على مواجهة التكتلات الاقليمية والدولية.
وتتواصل اشغال الملتقى المغاربي على امتداد اليومين القادمين حيث سيتناول بالدرس مسائل ” تحديث المجتمع المغاربي والمساهمة في التنمية المستدامة والعادلة” وذلك بمشاركة شباب من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وبحضور وفد شبابي اسباني.
خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أكتوبر 2010)
بوسالم … ناظر دراسات يعتدي على استاذ تعليم ثانوي
الأستاذ بشير العويشي أستاذ تعليم ثانوي بالمعهد الثانوي ببوسالم طلب من ناظر الدراسات بعض الوثائق ” تقرير ” فطلب منه الناظر الالتحاق به الى مكتبه للحصول على هذه الوثيقة . وعند دخول الأستاذ بشير إلى مكتب الناظر قام بدفعه الى الداخل بقوة وأغلق الباب وراءه ثم كال له من الشتائم ما يندى له الجبين وختم شتائمه بتهديد انه سيرفع أمره إلى الأمن على أساس ان الأستاذ بشير على علاقة بإحدى الجماعات المتطرفة … نعم إلى إحدى الجماعات المتطرفة .
عند هذا الحد خرج الأستاذ بشير وهو في حالة نفسية سيئة للغاية … ومازلت اثأر الاعتداء تلاحقه رغم ان الواقعة حصلت يوم 25 / 10 / 2010 وهل لهذا الأمر علاقة بنشاط الأستاذ بشير وتحمسه للعمل النقابي .
هل إلى هذا الحد وصل سلوك النظار الذين من المفروض ان يسهلوا عمل الأساتذة؟؟ استاذ تعليم ثانوي بوسالم — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 27/ 10 / 2010 عنف شديد يستهدف النقابي محمد فاضل في منزل بوزيان
تعرض النقابي محمد فاضل عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان –سيدي بوزيد ليلة البارحة وفي حدود منصف الليل قرب الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان إلى تعنيف شديد من قبل مجهولين اثنين احدهما كان ملثما , علما أن النقابي محمد فاضل كان قد خرج من جلسة نقابية مع احد زملائه في النقابة الأساسية وعضو في النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد . وقد خلف هذا الاعتداء أضرارا بدنية وصحية ظاهرة منها انتفاخ في كلا الخدين وهالة زرقاء تحت العين اليمنى وأوجاع حادة في الفك الأيسر وألام شديدة في الظهر والكتفين , هذا وقدم النقابي محمد فاضل اليوم 27 / 10 / 2010 شكوى ضد المعتدين في مركز الحرس الوطني بمنزل بوزيان . ان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية وبعد اطلاعه على وقائع هذا الاعتداء الشنيع يعبر عن :
– عن تضامنه اللامشروط مع النقابي محمد فاضل ويعتبر هذا الاعتداء استهدافا له على خلفية نشاطه النقابي والاستاذي . – يدين بشدة هذا الاعتداء ويطلب من السلط المحلية والجهوية فتح تحقيق عاجل وإحالة المعتدين على القضاء . – رفضه لأسلوب استهداف النقابيين والتضييق عليهم وممارسة الضغوط ضدهم ولهذا يأمل من السلطة رفع كل هذه التضييقات وتوفير كل أشكال الحماية للنقابين . عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
اتحاد الكتاب التونسيين يشكو من التهميش في مائوية مصطفى خريف
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 26. أكتوبر 2010 اشتكى اتحاد الكتاب التونسيين في بيان صدر يوم 26 أكتوبر الجاري من تعمد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تجاهله خلال الاحتفال بمائوية مصطفى خريف واعتبر البيان الذي تلقت كلمة نسخة منه أن محمد مواعدة رئيس اللجنة الوطنية لإعداد الاحتفال تعمد تهميش الاتحاد وجره إلى معارك وهمية لا تعبر ـ حسب البيان ـ إلا عن فشل مهمته كما أكدّ أن وزير الثقافة أخل بتعهداته تجاه الاتحاد الذي يتعرض إلى حملة شرسة تهدف إلى التآمر على مكتسباته.
يذكر أن وفد اتحاد الكتاب التونسيين كان قد انسحب من حفل الافتتاح الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بمائوية مصطفى خريف، الذي أشرف عليه الأسبوع الماضي وزير الثقافة بمدينة توزر، كما ذكرت مصادرنا أن وفد الاتحاد تشابك مع المندوب الجهوي للثقافة بتوزر الذي رفض استقبالهم وضمهم إلى الوفد المستقبل لوزير الثقافة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
ارتفاع نسبة التضخم في تونس مقارنة بالسنة الماضية
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 26. أكتوبر 2010 أصدر البنك المركزي التونسي مساء الاثنين 25 أكتوبر الجاري بيانا ذكر فيه أن نسبة التضخم في تونس استقرت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري عند 4.6 في المائة مقابل 3.4 خلال نفس الفترة من العام 2009.
وأوضح البنك المركزي أن حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي المسجل خلال الأشهر التسعة الماضية بإمكانه أن يغطي 153 يوما من الواردات التونسية مقابل 185 يوما من الواردات خلال نفس الفترة من العام الماضي، وأضاف البيان أنه تم اللجوء إلى استعمال جزء من الاحتياطي لتغطية العجز المسجل في ميزان الدفوعات الذي بلغ نسبته 4 في المائة.
كما سجل بيان البنك المركزي التونسي انخفاض الدينار بالنسبة لليورو بنسبة 0.3 في المائة.
وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد هدد بسحب مبلغ 14 مليار دولار من البنك المركزي التونسي كان قد أودعها بطلب تونسي لوقف تدهور الدينار. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بولاية القيروان : بـــيـــــان تأسيسي
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بولاية القيروان القيروان، في 25 أكتوبر 2010 تفاعلا مع المبادرة النقابية الوطنية التي أطلقها “اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل” من خلال “الأرضية النقابية – من أجل إتحاد عام تونسي للشغل ديمقراطي، مستقل ومناضل ” و إيمانا منا بضرورة تفعيل الجهات والقطاعات لإنجاح هذه المبادرة وتطويرها، فإننا نعلن عن تأسيس اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بولاية القيروان.
بـــيـــــان تأسيسي يعرف الوضع النقابي في بلادنا أزمة عميقة ليس مردّها فقط عدم قدرة الاتحاد العام التونسي للشغل على مواجهة تحديات الليبرالية الاقتصادية التي ما انفكت تلقي بتبعات أزماتها المتتالية على عاتق الشغالين، عاصفة بالمكاسب التي تحققت عبر عشرات السنين من النضالات والتضحيات والشهداء، بل وكذلك حالة الوهن والضعف التي تعيشها منظمتنا بسبب عدم قدرتها على مجابهة التحديات الخطيرة التي تطرح اليوم بحدّة داخليا مثل المناولة والمتاجرة باليد العاملة والطرد الجماعي وأشكال العمل الهشة وتضخّم البطالة و عقم السياسة التعليمية ومحاولات تحميل الشغالين عواقب السياسات الخرقاء التي فلّست الصناديق، حيث تسعى السلطة لتمرير مشاريعها عبر الترفيع في سن التقاعد والزيادة في نسبة المساهمة المالية.
كما تلاشت مصداقية الاتحاد بسبب مسايرة قياداته لسياسة السلطة واستهدافها المنظم لكل مكونات المجتمع المدني وقمعها لكل التحركات الاجتماعية، فلم نسجل موقفا نقابيا صريحا تساند به قيادة الاتحاد جمعية القضاة الشرعية ونقابة الصحافيين أو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أو مطالبة صريحة للسلطة بالكف عن التضييق على الحريات العامة والفردية، ولم يتمكن نقابيو الحوض ألمنجمي الذين ذاقوا كل أشكال التعذيب والتنكيل والسجون من الرجوع إلى عملهم رغم الوعود التي تواصلت شهورا. كما مثلت مساندة مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة (2009) اعتداء سافرا على إرادة الشغالين واستخفافا بتنوع توجهاتهم ومشاربهم السياسية.
في ترابط مع هذا الوضع تسعى المركزية النقابية جاهدة وبطرق مختلفة للالتفاف على قوانين المنظمة حتى تحافظ على مواقعها وامتيازاتها، فتستهدف النقابيين المعارضين لتوجهاتها عبر لجان النظام وتغدق بالامتيازات لمن يسير في ركابها وتحاول جاهدة الالتفاف على الفصل العاشر للقانون الأساسي الذي سنّه مؤتمر جربة ( 2002) وثبّته مؤتمر المنستير( 2006 ) تعميقا لأحد المبادئ الأساسية للعمل النقابي الديمقراطي ألا وهو التداول على المسؤولية النقابية والحد من مظاهر البيروقراطية . إن ما يزخر به تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل من مواقف نضالية، دفاعا عن الوطن وذودا عن مصالح الشغالين وما تحويه المنظمة من كوادر نقابية متمرسة وشجاعة وما يواجه العمال وعموم الشغالين من تحديات داخلية وخارجية لا يمكن أن تواجه بمجرد هيكل إداري فوقي لا همّ لقيادته إلا الحفاظ على الموقع فارضة على نقابييه وقواه الحيّة واقع التشتت والتشرذم.
ومن هذا المنطلق ومن منطلق قناعاتنا الراسخة بضرورة تغيير هذا الوضع المتأزم، ندعو كل النقابيين للتمسك بالعمل النقابي المناضل، الذي يدافع على قضايا الشغيلة ويحمل بدائل واقعية لاختيارات السلطة وينحاز بصدق ومسؤولية إلى القضايا الوطنية والقومية والعالمية العادلة. كما نؤكد دفاعنا إلى جانب إخواننا النقابيين على التمسّك بالثوابت مثل استقلالية الاتحاد، عن كل الأحزاب السياسية، بما فيها السلطة التي تسعى دائما جاهدة لاحتواء المنظمة ومصادرة قرارها المستقل.
إننا مدعوون اليوم لوقفة نقابية نضالية حازمة من أجل : ·إعادة الاعتبار لقيم العمل النقابي الديمقراطي بما يحمله من تضحية ونكران للذات، قيم تضع مصلحة الشغالين والوطن فوق كل الاعتبارات الأخرى. · التمسك بالفصل العاشر للقانون الأساسي والتصدي لكل محاولات الالتفاف عليه وتدعيم المكاسب الديمقراطية داخل المنظمة. ·رفض مشروع القانون الجديد للتقاعد الذي قدمته السلطة والتصدي لمحاولة تحميل الشغالين نتائج السياسيات الليبرالية، والدعوة لتحركات جهوية (ندوات، تجمعات، مسيرات…) تعبيرا لهذا الرفض وتصديا لمحاولات تمريره.
·الوقوف إلى جانب مكونات المجتمع المدني في نضالها من اجل الاستقلالية والديمقراطية والحرية.
·مطالبة السلطة بإطلاق سراح بقية مساجين الحوض ألمنجمي وإرجاع النقابيين المطرودين إلى سالف عملهم وإطلاق سراح الطلبة المسجونين وإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة.
·المطالبة بزيادة في الأجور تغطي التدهور الحاد في القدرة الشرائية، وتجند النقابيين للدفاع عن ذلك ورفض الشكل الفوقي للمفاوضات الذي تمارسه القيادة حاليا.
·مساندة حركة التحرر العربية ومناهضة الامبريالية والصهيونية وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني. اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل بولاية القيروان المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
تونس: 135 ألف معطل عن العمل من خريجي الجامعات
تونس ـ خدمة قدس برس كشف مصادر رسمية تونسية أن عدد عدد المعطلين عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية العليا وصل في نهاية العام الجامعي المنقضي 2009- 2010 إلى 135 ألف خريج جامعي، بنسبة 28.5 % من مجموع الأشخاص المعطلين عن العمل، في حين كان تلك النسبة لا تتجاوز في العام الدراسي 2005- 2006 نسبة 19 %.
ونقلت صحيفة /الصباح/ التونسية في عددها اليوم الثلاثاء (26/10) عن وزير التكوين المهني والتشغيل محمد العقربي أن نسبة البطالة في تونس تقدر خلال العام 2009 بـ13.3 %، وهي النسبة التي عادة ما تقدرها تقارير أوروبية بحوالي 17 إلى 18 %.
وأوضح العقربي أن كل الجهود الوطنية تسعى الى تطوير آليات التشغيل وتحليل ومتابعة وتقييم مؤشرات سوق الشغل، مشيرا إلى أنه جرى إقرار برنامج إضافي شمل 30 ألف طالب شغل ممن طالت بطالتهم، ومن أبناء العائلات محدودة الدخل، ومن اختصاصات صعبة الادماج. كما اعتبر الوزير أن إشراك المركز العربي لادارة العمل والتشغيل بتونس سيساهم في تحقيق الاستفادة الممكنة من الدورة وتقديم النتائج المرجوة واللازمة لتطوير السياسات التشغيلية والارتقاء بعمل الهياكل المعنية. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
مراسلة جبهة العمل النقابي التقدمية بفلسطين للقاء النقابي الديمقراطي المناضل
جبهة العمل النقابي التقدمية فلسطين
Union Front ProgressiveLabor
Palestine فلسطين في، 26/10/2010 الرفاق الأعزاء في اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل تحية طيبة وبعد لقد اطلعنا على جملة القضايا النقابية التي تنادون بها للتغيير والتجديد داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك من خلال الأرضية النقابية -من اجل اتحاد عام تونس للشغل ديمقراطي مستقل ومناضل والبيان التأسيسي الصادر بتاريخ 14 جويلية 2010. ونحن في جبهة العمل النقابي التقدمية / فلسطين إذ نتفق وإياكم في العديد من القضايا المطروحة والتي من شأنها أن تدفع بالحركة النقابية العمالية إلى الأمام وتساهم في إخراجها من حالة الجمود ولاستئثار والتفرد وتجييرها لخدمة مصالح فئوية ضيقة تخدم أهداف ومصالح شرائح اجتماعية بعيدا عن مصالح العمال وحقوقهم الإنسانية النبيلة التي من شأنها أن تضمن توفير الحياة الحرة والكريمة. إن جملة القضايا التي تنادون بها بالقيادة وإعادة الهيكلة للاتحاد العام التونسي للشغل وخاصة بموضوع استقلالية النقابات والتداول في المسؤوليات وتوفير مقومات المحاسبة المراقبة وسحب الثقة وتعزيز العملية الديمقراطية داخل الاتحاد قضايا من شانها أن تساهم في توفير أرضية صالحة للتغيير والتجديد في أوساط الحركة النقابية. إننا في جبهة العمل النقابي التقدمية والتي تتقاطع معكم في العديد من القضايا المطروحة حيث نعيش حالة مشابهة في واقع الاتحادات العمالية الفلسطينية ونعمل على استعادة الحركة النقابية لدورها ومكانتها الوطنية والطبقية التي لم تعد تمثل أولويات العمل النقابي الفلسطيني بل إن الاتحادات العمالية تحولت إلى مؤسسات شبه رسمية تعاني من التكلس والتفرد والانعزال عن جماهير عمالنا التي تعاني الويلات على أيدي قوات الاحتلال من ناحية واضطهاد واستغلال رأس المال الفلسطيني في ظل الارتفاع المتواصل بمعدلات الفقر والبطالة. نحن سعيدون جدا بالتواصل معكم ونأمل أن نبني وإياكم علاقات طيبة من شأنها أن تؤسس لعمل نقابي ديمقراطي كفاحي بأفق تقدمي. جبهة العمل النقابي التقدمية فلسطين ———– الموقع الإعلامي لجبهة العمل النقابي التقدمية فلسطين : http://pluf.alafdal.net/ العنوان الإلكتروني لجبهة العمل النقابي التقدمية فلسطين : Pluf.gaza.ps@gmail.com المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
جمال الكرماوي يشارك في ندوة ضمن فعاليات الاحتفالات ب7نوفمبر
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 26. أكتوبر 2010 انتظمت يوم الثلاثاء 26 أكتوبر بدار الثقافة ابن منظور بقفصة ندوة بعنوان “الإعلام التونسي في زمن العولمة” أشرف عليها زهير بن أحمد مدير الإذاعة الجهوية بقفصة، إلى جانب جمال الكرماوي والبشير الطمباري عن المكتب التنفيذي ـ الموصوف بالإنقلابي ـ للنقابة الوطنية للصحافيين. وبيّن السيد زهير بن أحمد أنّ الندوة تنعقد بالتزامن مع الاحتفالات الجهوية بذكرى 7 نوفمبر.
وفي حديثه عن تردّي الواقع الإعلامي حمّل الكرماوي المسؤولية للقطاع الخاص، وأثنى في المقابل على القطاع العام. كما ندّد بالتقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش وقال إنّه مجانب للحقيقة، وأضاف أنّه التقى ممثلي المنظمة على هامش الندوة الصحفية التي عقدوها مؤخرا وأقنعهم بوجهة نظره، على حد تعبيره.
وقد رفض السيد الكرماوي التصريح لراديو كلمة محتجا على موقف الراديو من وصف مكتبه التنفيذي على رأس نقابة الصحافيين بالانقلابي. وهو الموقف الذي تبناه زميله البشير الطمباري الذي ذكر أن المؤتمر المقبل للنقابة مؤتمر عادي وليس مؤتمرا استثنائيا أو توحيديا، رغم أن الدورة العادية تدوم 3 سنوات وهي لم تنقض بعد، معتبرا أن أعضاء النقابة رأوا من الصالح الدعوة لعقد المؤتمر قبل الآجال القانونية.
يشار إلى أن وفد من أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الموصوف بالإنقلابي وأعضاء من المكتب المنقلب عليه قد جلسوا جلسة تفاوضية برعاية الإتحاد الدولي للصحفيين (الفيج) خلال مؤتمره المنعقد في مدينة “كاديس” الإسبانية بين 25 و28 ماي الماضي، وقد أسفرت الجلسة عن الإتفاق على عقد مؤتمر جديد لانهاء الإنقسام في صفوف الصحفيين التونسيين. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 158 – 28 اكتوبر 2010
نداء: توجهت الادارة الجبائية للرفيق محمد جمور عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بطلب تسديد مبلغ يناهز 30 الف دينار وذلك على اثر قضية كيدية رُفعت ضدّه. ومن جديد، يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ السلطة لطيّ هذه الملفات الجبائيّة ورفع كلّ التدابير المتعلّقة بالاستاذ محمد جمور كخطورة ضمن جملة من الاجراءات الملحّة لتنقية الاوضاع السياسية في البلاد.
26 اكتوبر 1911: بعد معركة “المنشيّة” (طرابلس)، التي قتل فيها حوالي 4 آلاف مدني ليبي، قامت القوات الإستعمارية الإيطالية بنقل حوالي 5 آلاف شخص على متن بواخر غير معدّة لنقل البشر، ونفتهم إلى جزر إيطالية مهجورة، وتوفي أثناء السفر حوالي 1700 بسبب الجوع والعطش والتعذيب، ويقدر عدد القتلى الليبيين أثناء فترة الإستعمار الإيطالي (1911/1943) بحوالي 700 ألف، وبقيت ملايين المتفجّرات من آثار الحرب العالمية الثانية.
27 اكتوبر 1978: المجرم مناحيم بيغن، رئيس عصابة ارهابية قتّلت وهجّرت الفلسطينيين أثناء النكبة وبعدها، حاز على جائزة نوبل للسلام، لمّا كان رئيس حكومة الكيان الصّهيوني، تقاسمها مع أنور السادات، أوّل مطبّع رسمي.
29 اكتوبر 1965: اختفى الزعيم الوطني المغربي المعارض “المهدي بن بركة” في قلب باريس، بتواطئ بين المخابرات الفرنسية والمغربية، ولم يعرف بعد مكان وجود جثّته… كان من المشاركين في مؤتمر “باندونغ” (1955)، ومن الداعين إلى حركة تدافع عن مصالح الدول والشعوب الفقيرة والمهيمن عليها في افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
تونس، اضراب 1: دخل الأساتذة والمدرسون بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية في تونس في إضراب عن العمل طيلة يوم الاربعاء 27 أكتوبر الجاري. وأغلقت أبواب العديد من المدارس والمعاهد بإقليم تونس. ويطالب الاساتذة بمراجعة المنح الخصوصية ومراجعة الترقيات المهنية والتخفيض في ساعات العمل وفتح الترقية لمعلمي التربية البدنية وإعادة دمج الأساتذة المطرودين والتخلي عن خطة الترفيع في سن التقاعد… وتتهم النقابة العامّة للتعليم الثانوي وزارة التربية بتعطيل قنوات التفاوض حول مطالب الأساتذة. وتفيد المصادر النقابية ان نسبة المشاركة في الاضراب قد بلغت 80 بالمائة.
تونس، اضراب 2: قرّر الاتحاد الجهوي للشغل بتونس أن يدخل أعوان وإطارات البنك التونسي الليبي في إضراب عن العمل كامل يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 بسبب مواصلة الإدارة العامة مماطلتها وعدم احترامها للحوار الجدّي مع الطرف النقابي بخصوص مطالب موظّفي المؤسسة. مطالب بالجملة يطرحها الأعوان والإطارات ومنها احترام الحقّ النقابي و توضيح آفاق ومستقبل البنك وتحسين ظروف العمل ومراجعة مقاييس إسناد المنح و احترام مقتضيات الاتفاقية المشتركة للبنوك والمؤسسات المالية. عن الشعب الالكترونية. 25 اكتوبر 2010.
تونس، اسعار: ارتفع مؤشر الأسعار عند الاستهلاك بنسبة 4.6 بالمائة خلال الأشهر الثمانية الأولى الماضية مقابل 3.3 بالمائة خلال نفس الفترة من عام 2009، حسبما كشفته وثيقة ميزانية الدولة عام 2011. ويعود هذا الارتفاع خصوصا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 7.5 بالمائة. من موقع وابماندجر 26 اكتوبر 2010.
المغرب، تطبيع: ذكرت “الإذاعة الإسرائيلية العامة” أن رئيس الكنيست الصهيوني، رؤوفين ريفلين، يتوجه الأربعاء إلى المغرب في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية الذي سيعقد في الرباط. وأضافت أن ريفلين سيلتقي على هامش أعمال المؤتمر عددًا من نظرائه بالإضافة إلى وزير الخارجية المغربي. وسيلقي رئيس الكنيست الصهيني كلمة خلال المؤتمر، كما سيجتمع مع ممثلي الجالية اليهودية في المغرب. ويهدف مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية الذي تشارك فيه 22 دولة إلى تعزيز التعاون بين دول حوض المتوسط. وكان الرئيس الصهيوني، شمعون بيرس، قد الغى الأسبوع الماضي مشاركته في مؤتمر اقتصادي في المغرب بعدما فشل في ترتيب لقاء مع الملك المغربي. من موقع عرب 48. 25 اكتوبر 2010
صهاينة، ملاحقة: قرر آفي دختر، الرئيس السابق لـ”جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي” “الشاباك”، إلغاء زيارة إلى إسبانيا خشية تعرضه للاعتقال على خلفية قضايا مرفوعة ضده تتهمه بارتكاب “جرائم حرب” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، في عددها الصادر الثلاثاء (26/10): “أن دختر، النائب عن حزب “كاديما”، اضطر إلى إلغاء زيارته إلى إسبانيا بعد أن أبلغته وزارة الخارجية الإسبانية بأنها لن تستطيع أن توفر له الحماية من إجراءات الاعتقال على الأراضي الإسبانية. وقالت الصحيفة إن دختر كان مدعوا إلى مؤتمر لائتلاف منظمات للسلام من أجل التشاور بشأن المبادرة العربية للسلام. وأضافت أن دختر طالب قبل سفره بضمانات من السلطات الإسبانية بعدم تعرضه للاعتقال. وقالت إن مدريد لم تمنحه أي ضمانات. عن قدس برس، 26 اكتوبر 2010
كوبا، الامم المتحدة: صوّتت يوم الثلاثاء 26 اكتوبر الجمعية العامة للامم المتحدة مجدداً وللعام التاسع عشر على التوالي ضدّ الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ خمسين عاما. وصوّتت 187 دولة من مجموع 192 دولة لصالح قرار رفع الحصار فيما صوتت ضدّه كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وامتنعت ثلاث دول عن التصويت. وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة لكنها تعكس الرأي العام الدولي.
عالم، مستوى الفساد: اصدرت منظمة “الشفافية الدولية”، التي تتخذ من برلين بألمانيا مقراً لها تقريرها “مؤشر إدراك الفساد” السنوي. ويصنف مؤشر هذا العام، الذي يعتبر النسخة الخامسة عشرة، مستوى الفساد في القطاع العام في 178 دولة ويحدده خبراء التقييمات ومسوحات الرأي. ويمنح مؤشر الفساد درجات من صفر إلى عشرة، على أساس أن الصفر يعني وجود مستويات مرتفعة من الفساد، أما العشرة فتعني مستويات منخفضة منه، وحققت الدنمارك ونيوزيلندا وسنغافورة 9.3 من أصل 10. وحصلت فنلندا والسويد على 9.2، وكندا 8.9، وهولندا 8.8، وأستراليا، وسويسرا 8.7، والنرويج 8.6. واحتلت اليابان المرتبة الـ17 في القائمة برصيد 7.8، والمملكة المتحدة في المرتبة العشرين بـ7.6 تليها الولايات المتحدة في المرتبة 22 بـ7.1. وفي مؤخرة اللائحة حققت الصومال 1.1، لتكون بذلك أكثر دول العالم فساداً للعام الرابع تليها أفغانستان، وللعام الثاني على التوالي، وماينمار، التي احتلت المركز الثالث العام الماضي، برصيد 1.4، ومن ثم العراق بـ1.5. و جاءت تونس في الرتبة 59 بمعدّل 4.3.
قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
انخفاض احتياطي تونس من العملة الأجنبية بسبب العجز التجاري
تونس ـ خدمة قدس برس أدّى ارتفاع العجز التجاري التونسي خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية إلى صرف قسط من احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية.
وذكر مجلس إدارة البنك في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري أمس الاثنين (25/10)، أنّ ميزان المدفوعات سجل عجزا بـ4 % من الناتج المحلي الإجمالي ممّا استوجب تغطيته.
وأورد البيان أنّ الاحتياطي الصافي من العملة الأجنبية انخفض نهاية الأسبوع المنقضي، فقد بلغ ما يكافئ 153 يوما من التوريد مقابل 185 يوما في نفس الفترة من العام الماضي.
وبيّن البنك المركزي أنّ المساعدات للاقتصاد سجلت تسارعا لتصل 14,5 % مقابل 7,6 % العام الماضي. وبخصوص تطور سعر صرف الدينار سجل البنك المركزي ارتفاعا بـ2,5 % مقابل الدولار وانخفاضا بـ0,3 % مقابل اليورو منذ بداية الشهر الحالي.
وشدّد بيان البنك المركزي على ضرورة مواصلة المتابعة الدقيقة للظرف الاقتصادي الدولي وتأثيراته على القطاع الخارجي في تونس، كما قرر الإبقاء على نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزي التونسي دون تغيير (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
حاجاتنا فاقت 320 ألف طن سنويا خسائر بـ17 مليارا بسبب ارتفاع أسعار السكر
ارتفع سعر الكيلوغرام من السكر قبل أيام ليصل إلى 1070 مليما بعد أن كان بـ990 مليما، وهي الزيادة الثانية المسجلة هذا العام. وبينما عبّر بعض المستهلكين عن تذمرهم من هذا الارتفاع غير المبرر على حد قول بعضهم، أعرب مصدر من الشركة التونسية للسكر عن ارتياحه لهذا الارتفاع الذي من شأنه أن ينقذ الأوضاع المتردية للمهنيين في مصانع وشركات السكر.
وفسّر مصدرنا بأنه ” على غير ما يعتقده البعض، فان بلادنا لا تنتج السكر، بل تستورده بسعره العالمي الباهض، ثم يقع بيعه مدعما، بأسعار تناسب القدرة الشرائية للمستهلك”. وتقتصر مهمّة الشركة التونسية للسكر على تكرير السكر الخام بعد أن يقوم الديوان التونسي للتجارة بتوريده. ويبقى سعر السكر مرتبطا بالأسعار العالمية، وبما انه يعاني من أزمة من المرجح أن تتواصل إلى أكثر من أربع سنوات، فان الديوان التونسي للتجارة ومن بعده الشركة التونسية للسكر يتحملان ارتفاع أسعاره عالميا
وتضطر الشركة التونسية للسكر لبيعه بسعر لا يغطي نفقاتها باعتبار أنّ الكلغ الواحد للسكر يكلفها في حدود 1040 مليما، وهو ما جعلها تتكبد خسائر بحوالي 17 مليون دينار سنة 2008، وهي خسارة ارتفعت خــلال السنوات الموالية بنســـــق مواز لسعر السكر عالميا. وكان سعر الكيلوغرام من هذه المادة الغذائية لا يتجاوز الـ 660 مليما في بلادنا قبل سنـــوات.
وكحل لتجاوز الصعوبات ولمسايرة الأوضاع العالمية، فقد ارتفع السعر الى 1070 مليما، ويرجح بعض الخبراء الاقتصاديين أن يصل السعر إلى الـ1200 مليم سنة 2012.
وكما أقرّت الحكومة في برنامج الخوصصة لعام 2010 التفويت بنسبة 68 بالمائة من رأس مال الشركة (منها 40 بالمائة حصة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و11 بالمائة للبنك الوطني الفلاحي)، وذلك بسبب الخسائر المالية الكبيرة التي تتكبدها منذ عام 2005، فقد ينقذ الارتفاع المتواصل في سعر السكر الحصة المتبقية من العجز.
وتشير التوقعات حسب بعض المواقع الالكترونية إلى أن سعر السكر عالميا سيواصل الصعود، خاصة أن كثيرا من المزارعين في البرازيل أكبر منتج في العالم للسكر يتجهون إلى تصنيع الوقود الحيوي المعروف بالإيثانول من القصب وهو الخامة الأساسية للإنتاج كما انخفض إنتاج الهند الذي كان مخططا لها أن تنتج 29 مليون طن هذا العام، لكنها لم تنتج سوى مليون طن نتيجة الجفاف، كما انخفض إنتاج البرازيل لنقص الأمطار وشدة البرودة، وأيضا انخفض إنتاج باكستان التي كانت تصدر لكنها وجدت نفسها مضطرة للاستيراد.
ولئن اتجهت بعض الدول العربية على غرار مصر الى ترشيد ملعقة سكر واحدة لكل فرد وهو ما يمكن أن يوفر نحو 150 ألف طن سنويا أي بما يعادل إنتاج مصنع يعمل بكل طاقته الإنتاجية، فقد ارتأت بعض الدول الاخرى الترفيع في سعره بما يناسب معدلات سعره العالمية. ويذكر أن حاجياتنا من السكر تقدّر بـ320 ألف طن سنويا، باعتبار أنّ المستهلك يتناول 32 كلغ من السكر في العام، حسب دراسة قامت بها الشركة التونسية للسكر خلال السنة المنقضية.
ذكرى بكاري (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أكتوبر 2010)
التلفزيون التونسي يسترجع أرشيفا نادرا من الحقبة الاستعمارية
تونس ـ خدمة قدس برس وقـّع المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية اتفاقية مع رئيس المعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا تسترجع تونس بمقتضاها جزءًا من أرشيف تاريخي نادر يهمّ الفترة من العام 1942 إلى 1956 خلال الاحتلال الفرنسي. وتمّت الاتفاقية في إطار الأيام السمعية البصرية التي تقام من 25 إلى 27 تشرين أوّل (أكتوبر) الجاري ببادرة من السفارة الفرنسية بتونس. وتتمثل المادة المسترجعة في 264 وثيقة نادرة من أخبار مصوّرة ومسموعة تدوم ثماني ساعات (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
سراييفوا كتبت هذه القصيدة بعد زيارة لسراييفوابين18و22 أكتوبر
تعانقها المآذن والقباب وللحسن بها شأن عجيب ترى الغيد بها في كل درب وتسمع للأسى فيها نحيب هي البسنه تعاند جرح أمس وتبني للجمال مدى رحيب هي البسنه بكل الحسن فيها تعانق شاعرا فيها غريب يرى الورد تناثر في رباها ويحسب كلّ زاوية حبيب وتلمحه المآذن في شموخ وصوت مؤذن يعلو يطيب يصافح مشرقا حلّ بغرب أهلّته يجاورها الصليب وتلمح بين ناحية وأخرى أثارات صدى القلب تصيب فهذي غادة أعياها فقر وذاك يدبّ أنهكه الدّبيب وتقعده عن المشي جراح ترى منها على الجسم ندوب مشاهد أنهكت عيني بكاء وبات القلب ينفطر يشيب وتبزغ ذكرى أيام عجاف لكم فيها تمّزقت القلوب وكم فيها علا للحرب صوت وصوت العقل كم كان يغيب سراييفوا أتيتك ملءشوقي فكان لي من العشق نصيب أزهرة شوقنا في القلب أنت وأنت لعمري صوت طروب سراييفوا تحياتي إليك وأرجو أني لكيِ أأوب جمال الدين أحمد الفرحاوي شراييفو في 20أكتوبر 2010
تأملات في أوّل ما نزل
تحرير:بلقاسم الهمامي
1.كمقدمة إذا راجعنا مصادرنا المعتمدة في بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم, فإننا نجدها تتفق في أن الرسول كان عند البداية في غار حيراء و التساؤلات عديدة: أـ ماهي الدوافع التي جعلت الرسول يختلي بنفسه أو لنقل يحب الاختلاء؟ ب ـ هل هنالك رسول بدأ به الوحي وهو في قومه أي في جلسة مع عامة الناس؟… إذا واصلنا تساؤلاتنا عن الظرف فلن نصل إلى نتيجة يتقدم بها البحث و يعتبر معرفةcognition) ْ( و قد نصل إلى حد القول لماذا هذا الظرف دون سواه. هل هذا الظرف صحيح تاريخيا أم لا؟ إننا أمام مسألة التسليم بالتاريخ أو عدم التسليم به و من ثَّمّ عدم دراسته.و ما يجب استنتاجه من هذه الوضعية هو أن الدين الجديد ليس ثمار حركة اجتماعية أو إفرازا اجتماعيا ناتجا عن صراع طبقي سابق لأنه كما اعتزل الرسول هذا المجتمع فإنه لن يحتفظ منه إلا بالعنصر البشري و بعض من مكارم الأخلاق التي لم تعارض التوحيد . 1.2 الظرف المكاني و الزماني غار حيراء: مكان ناء عن الناس, عن المدينة, عن تجمعات ذات لغط و حديث مختلف الأنواع. كان المكان في عزلة تامة عن كل ما يشوبه من المؤثرات الاجتماعية و السياسية. و رغم أنه على الأرض فكأنه ليس منها: مرتفع, منعزل, لا يدرَك إلا بجهد ومن غريب المؤرخين أنك لا تجد ذكرا مفصلا للزمن الذي بدأ فيه الوحي و أعني بالزمن حد الوقت من اليوم إلا أن خروج الرسول من البيت صحبة السيدة خديجة قاصدين ورقة ابن نوفل يؤذن أن الزمن كان نهارا قبل الغروب و يمكن أن يفهم منه غير ذلك. إن الزمن لم يعد له من قيمة أمام الحدث: لقد نزل القران و بدأ الفعل مؤذن بالتمام لاحقا والاستغراق فيه تدرج رغم أنه كان في الحيز سحق الزمن بل قل قد سحق فعلا إذ مع النزول زال الخوف من الزمن وانتقل الخوف إلى الفعل نفسه. إن الحدث عظيم والانتقال نوعي : حدث النبوة لا يسعه الزمن و لم يسعه المجتمع الذي ولد له و ولد فيه. لقد كان الزمن ثقيلا, مرعبا لأنه يحمل نهاية طالما اعتبرها الناس مهينة للإنسان و لكن مع نزول الوحي أصبح الحديث عن حياة أخرى و حساب لطالما ظن المستكبرون أنهم في مأمن منه. قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء. فجاءه الملك فقال: اقرأ. فقال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني. فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني. فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد. ثم أرسلني فقال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ـ) 1ـ([ 2. بدأ الوحي”
في البدء كان الأمر, أمر بالقراءة, و الأمر ليس يتعلق به زمن, بل هو متجدد تجدد القراءة والقارئ, فالفعل كان على الإطلاق الزمني: زمن غير معين و غير محدود, إنه لم يقع فيعفو وينتهي وينسى و كذلك الفعل الشرعي متعلق بمكلف موجود باستمرار طالما أن النوع البشري لم ينقرض. وهذا ما أشار إليه أستاذنا الكريم يوسف الصديق لما قال. ” كمسلم طولبت بأن اقرأ، وطقوسيا طلبت بأن أرتل: “ورتل القران ترتيلا” (المزمل: 4)، لكن قبل كل شيء طولبت بأن أقرأ. والقراءة هي التعامل مع المفاهيم بحدود العقل. وكلما توسعت في هذه القراءة كلمت أعدتها، ولو أدى بي ذلك لأن أبدأ من الصفر”[2] في البدء كان الفعل في صيغة الأمر فهما وجودان : وجود فعل ووجود زمن ما أحدهما بمعزل عن الآخر إلاّ أنّ الزمن مطلق و الفعل مقيَّد بمعنى يتسع و يضيق حسب محاولة الفهم, قال ابن عاشور رحمه الله :” وقوله تعالى اقرأ امر بالقراءة …و الأمر بالقراءة مستعمل في حقيقته من الطلب لتحصيل فعل في الحال أو الإستقبال … أي أن يقول ما سيملى عليه [3])و قوله “في الحال و الإستقبال ” تعبير عن زمن الفعل الذي لا يخص الماضي وإنما يخص الحاضر اي حاضر القول المتجدد و المستقبل فهو امر ببدإ الدعوة انطلاقا من تلك اللحظة إذا فهمنا أن الأمر معناه ابدأ في قراءة القرآن مبلغا ما يتلى عليك و يصبح القرآن بأسره هو موضوع الامر أي مفعولا به لفعل إقرأ . والفاعل نحويا هو الآمر و أما منطقيا هنا فهو المأمور, إنه فاعل القراءة و القائم بها و ليس الآمر بها. المراوحة في الفهم تكمن في العلاقة التي تثيرها صيغة الأمر بين الخالق و المخلوق و ليست المقارنة ممكنة و ذلك للاستعلاء الواجب فهمه في نهاية التّحليل من فعل الأمر فجلٌ الله أن ينزٌل معنى خاويا ـ وهذا المنطلق ـ وإنٌما الخواء في المأمور و لذلك يفهم الأمر هنا على أساس الحرص من الخالق على المخلوق ليتجاوز وضعية الخواء المعرفي التي ميزت انسان ذلك العصر وذلك المكان بصفة خاصة فلا مراء أن نقول أنٌ الجزيرة العربية وصلت إلى حالة فريدة من الجهل في ذلك العصر ليس لها شبيه و لذلك كانت الرسالة فيهم نموذجا شاهدا على إمكانيٌة التٌغيير مهما كانت شدٌة الوضعيٌة ـ وهذا معنى منتشر في النٌصوص القرآنيٌةـ لقد بدأ القرآن في النّزول منذ الفعل الأوّل الذي نطق به ملك الوحي عليه السّلام, إلاّ أنّ الرّسول الكريم لم يكن جاهزا لهذا الحدث و السّيدة عائشة لمّا قالت :>> أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصّادقة في النّوم، وكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصّبح؛ ثم حبّب إليه الخلاء<< إنّما كانت تقصد أنّ مؤشّرات الوحي كانت سابقة لحادثة غار حيراء و لكنّ القوم, بما فيهم رسول الله, لم يفهموا إرهاصات النبوّة إلاّ بعد حدوث النبأ من هنا كان جواب الرسول صلى الله عليه و سلم: ما أنا بقارئ. في حين أنّ الجواب الذي يجب أن يكون لو كان الرّسول جاهزا للنّبوة هو: ماذا سأقرأ؟ و كذلك درب الأنبياء الكرام بحيث ندر من كان فيهم يعرف القراءة و الكتابة وجاءت حياة الرسول غير مغايرة لحياة الأنبياء عامة و إنما شاهدة على ما سمّاه سيّد قطب, رحمه الله, طينة الأنبياء . الرّسالة أوجبت أن يرتقي حاملها إلى مستواها المعرفي لسببين: 1ـ فهم ما سيبلّغه للناس حتى يمكن شرحه لهم 2ـ كسب اليقين الذي تتولّد منه الشجاعة في الدفاع عما سيبلّغ. وهذا السبب الثاني قد صاحب الرّسول منذ نشأته و ظهر في تعامله المبكر مع النّاس و شهدوا له بذلك فيمكن أن نطلق عليه الجانب الاجتماعي التعاملي فكان محل ثقة الناس وأماناتهم، لا يأتمنه أحد على وديعة من الودائع إلا أدّاها له، فكانت قريش لا تضع أمانتها إلا عنده لما سُمع من أمانته وصدقه، ولا يأتمنه أحد على سر أو كلام إلا وجده عند حس الظن به، فلا عجب أن كان معروفاً في قريش قبل النبوة بالأمين”[4]طبقا لهذا النسق يمكننا القول أنّ الجانب التعاملي عند صاحب الرّسالة سابق لنزول الرسالة نفسها بل إنّ بدأَ الوحي مؤشر على نضج الجانب التعاملي و معلن عن بداية التحوّل النوعي مع مقتضيات النبوّة. كان التحول النوعي في شخصية الرسول نفسه: محمد الرسول ليس مثل محمد الإنسان العادي بل قل إن العادي انتهى بنزول الرسالة و ضمّ الملك له في ثلاث مناسبات ” فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد”و الغط لغة هو…. العناء و الشدّة الحاصلة على الرسول عند بداية النزول قد صاحبته طيلة الرسالة حتى أنّ جبينه كان يتفصد عرقا عند نزول الوحي إنّ أوّل مشكلة عانى منها الرّسول أثناء الدّعوة هي مشكلة التّوحيد, طبعا نحن نعني بالمشكلة التبعات التي تخلفها الفكرة, فقد رفض الملأ المكي أن تقوم العقيدة الجديدة على التوحيد ذلك لأنها تنزع منهم سلطانهم. و التوحيد بدأ بعد الأمر بالقراءة و العلم مباشرة و ذلك عند استعمال حرف الجرـ الباء ـ 3. حرف الجرّ “ب”
من معاني حرف الجرّ الباء: إفادة الوسيلة التي ينجز بها الفعل و هي إفادة لا تخلو من اشكال فمثلا عند قولك قطعت الخشب بالمنشار فالوسيلة واضحة ولكنّ الوظيفة غامضة فلدينا وظيفة المفعول به للمنشار وهي تحدث تغييرا على معنى حرف الجرّ إذ يصبح معناه التعدية لمفعول ثان. و قد عبّروا قديما عن معنى الوسيلة بمصطلح المصاحبة و الإستعانة إلاّ أنّ المصاحبة تضمّ معنى المعيّة مثل قول الله سبحانه: وقد دخلوا بالكفر. كما نجد أيضا معنى التعويض و المبادلة في كل السياقات التي تجد فيها البدل و من معاني الباء أيضا التبعيض و المجاوزة كقول الله سبحانه” الرحمان فاسأل به خبيرا “و البدل و الإستعلاء والسببية و المكان و الزمان كما ترد أيضا زائدة و إفادة الزيادة ليست خاصة بالباء و إنما هي ظاهرة تخص كل حرف لا يوصل إلى معناه الحقيقي فكأنّ معنى الزيادة معنى تفسيري أقرب إلى علم المعاني . ما هو المعنى الذي يفيده حرف الباء في قوله”{ اقرأ باسم ربك…}”
وقد جاء في تفسير هذه الآية قولهم: ومعنى” اقرأ باسم ربك ” أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحاً باسم ربك، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة. فمحل الباء من (باسم ربك) النصب على الحال. اسم الله. وعلى هذا فالمقروء محذوف، أي اقرأ القرآن، وافتتحه باسم الله، وعلى اسم الله. وعلى هذا فالمقروء، فهو يقول: ” اقرأ باسم ربك” أي باسم ربك، والباء زائدة، كقوله تعالى:” تنبت بالدهن” [المؤمنون:20]، وكما قال الشاعر الراعي النميري:
هن الحرائر لا ربات أخمرة سود المحاجر لايقرأن بالسور أراد: لايقرأن السور. وقيل: معنى (اقرأ باسم ربك) أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم الله[5] فالظاهر أنّ المعنى يتراوح بين الابتداء و الاستعانة و متى حصل هذان المعنيان لدى المرء كان مصاحبا لهما الإيمان باعتباره ما وقر في القلب و صدقّه العمل. و أما الزيادة فلا أصل لها إذ لا يستقيم المعنى بحذف الباء المستوى المعرفي الذي تحدثنا عنه آنفا إنّما يتمثل في انتقال الرسول صلى الله عليه و سلم من الأمية إلى مستوى راق من المعرفة: إنها المعرفة الغيبية أي الإخبار عما لا يدركه الناس من الغيب بالعقول و إنما بالإيمان و أما الرسل فعلمهم يقين و إخبارهم يقين لاندماج حياتهم بمكونات الغيب حتى أنّ الواحد منهم يعيش في صفّ الملائكة يراهم و يرونه و يحدثهم و يتحدثون إليه فزال الفاصل بين عالم الشهادة و عالم الغيب لديهم فأخبروا عنه يقينا لأنه أصبح لديهم عيانا و هذه معجزة الرسل إلاّ أنّ اختصاص الرسول بتبليغ نظام متكامل يشمل جميع ميادين الحياة وهو مع ذلك أميّ لايعرف القراءة و لا الكتابة, نظام كلما درسه دارس في ايّ عصر من العصور استخرج منه قوانين معاصرة له, اختصاص الرسول بهذا شهادة له بالرسالة قطعا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ1 البداية و النهاية لابن كثير: الجزء الثالث باب كيفية بدإ الوحي إلى الرسول ـ صلى الله عليه و سلم وكذلك موقع أون اسلام ناتhttps://www.tunisnews.net/26Octobre10a.htm [2] أنظر : http://www.onislam.net/arabic/madarik/culture-ideas/126126–q-q-.html يوسف الصديق: يجب “تحرير القرآن” من أسر القراءة التقليدية, حوار أجراه هادي يحمد [3] ص435 المجلد15 من التحرير و التنوير 1984 الدار التونسية للنشر [4]لسيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (ج1/235-237) دار القلم الطبعة الأول و كذلك كتاب ابن كثيرالفصول في سيرة الرسول الطبعة السادسة [5]http://www.listenarabic.com/ar/tafseer-quran96-1.ht
الإفتاء بين التنظيم والتحرير
الصحبي بن مسعود*
على إثر ما قرأته من جدل ومناقشات ساخنة في الدورة الثالثة عشرة لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر وما حصل من خلافات فقهية حول نقل الأعضاء من المحكوم عليهم بالإعدام في قضايا القتل العمد بعد تنفيذ الحكم وإمكانية نقلها منهم لينتفع بها مرضى آخرون ولكن دون إذنهم أو إذن وليّهم أو ما تعلق بتعريف الموت بتوقف القلب أم بموت الدماغ أو الفتوى المتعلقة بفك شفرات القنوات الفضائية وإرضاع المرأة للكبير لتجويز الخلوة المحرمة وغيرها كثير…. أردت تناول أمر الفتوى وما آل إليه وضع الإفتاء بصفة عامّة ،فقد بدأت الفتوى تثير الجدل بين الفقهاء والناس عامة، وقد برزت كثير من الفتاوى الغريبة وكثر الاختلاف بين أنظار الفقهاء وتراوحت الفتاوى أحيانا بين الخروج عن الاختصاص والافتقار إلى المعرفة وبين التوظيف والتلاعب ممّا يدفع للحيرة لدى المتديّنين التائقين إلى إفتاء يصدر عن علم و التزام أخلاقي وفهم لقضايا الواقع فيطمئن القلب و العقل و لا يوهّن من الإسلام أمام القوانين العالميّة بموقف لا يستند إلى النصوص القطعية والثوابت العقلية و لا يثير السخرية والتهكّم لدى الحاقدين على كلّ ما يمتّ للدّين بصلة فيحدث التباس بين شريعة الإسلام والآراء والتقاليد الخاصّة بزمن معيّن أو بيئة أخرى. يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: “لا يمكن أن تظل الاجتهادات القديمة تتحكم فينا، ولا بد أن ننظر في الأمر نظرة واقعية لتحقيق مقاصد الشريعة”. فكثيرا ما يقع البعض في تحريف النصوص عن مواضعها أو جهل بمعانيها ومقاصدها أو اختطاف لحكم من حديث عابر والإعراض عن نصوص وآثار أخرى دون علم بالعلل القادحة في صحة الأحاديث خاصّة ودون علم بمقاماتها ومناسبات وُرودها ممّا يُوقع في أغلاط فقهيّة كثيرة وفي حمل أدلة من السنة على غير وجهها ودون معرفة بأساليب اللّغة العربيّة وألفاظها الخاصة وأساليب معانيها “وما فطِرت عليه العرب من لسانها تخاطب بالعام يُراد به ظاهره وبالعام يُراد به العام في وجه والخاص في وجه وبالعام يُراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر وكل ذلك يُعرف من أوّل الكلام أو وسطه أو آخره وتتكلّم بالكلام يُنبئ أوّله عن آخره وتتكلم بالشيء يُعرف بالمعنى كما يُعرف بالإشارة وتسمّي الشيء الواحد بأسماء كثيرة والأشياء الكثيرة باسم واحد ، وكل هذا معروف عندها لا يرتاب في شيء منه “(الشاطبي)…كما يفعل كثير من الشباب السلفي اليوم دون رجوع للمذاهب الفقهية ودون اعتماد للفقهاء عامة، وقد أشار الإمام القرافي في كتابه “أنواء البروق في الفروق” إلى أهمية التمييز بين الصفات التي عنها صدر قول أو فعل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأكملها الإمام محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه “مقاصد الشريعة الإسلامية” فأزال كثيرا من الحيرة وسوء الفهم.يقول الدكتور عبد الله دراز:”فالاختلاف منشؤه أحد أمرين :ضعف في اللغة العربية واستعمالاتها أو جهل بمقاصد الشريعة أو هما معا” والفتوى بما هي إخبار بحكم الشرع في كلّ المسائل الاجتهادية التي يكون للفقهاء النظر فيها في إطار الأدلة الشرعية تتميز بمنهجيّتها في تحليل الوقائع و المشكلات من الزاويتين : الزاوية الواقعية من حيث التعريف بالواقعة الحادثة في عصر ما تعريفا سليما يستند إلى فهم حقيقي و الزاوية المنهجية من حيث الاستدلال وتقرير الحكم الشرعي وتنزيله في الواقع ومراعاة تغيّر الزمان و المكان وعدم مخالفة النصوص القطعية من حيث الثبوت و الدلالة….
إنّ الإفتاء لم يكن مؤسّسة مهيكلة في تاريخ الإسلام السنّي بل كان عملا حراّ ولا يشترط فيه غير العلم والعدالة (الالتزام الأخلاقي) فلا وجود لرجال الدين”فالإسلام لا يعرف نظاما من الكهنوت ولا يملك سدنة من رجال الدين …فهذا مصطلح غريب عن روح الإسلام” (والتعبير للشيخ محمد عبده) بل علماء وفقهاء برزوا بعلمهم وأخلاقهم واستقلاليّة رأيهم، إلا أنّ مؤسسة الإفتاء بعد تقنينها أصبحت ملحقة بالسلطة السياسية واختزل دورُها في بعض البلدان العربية في الإعلان عن دخول شهر رمضان أو شوّال أو ذي الحجة وانتهى تنظيمها إلى تهميش المؤسسة الإفتائية ولم يعد لها الحرية في التعبير وأصبحت تضمّ “علماء ” كثيرا ما يُزجّ بهم في معارك سياسيّة أو دفعهم إلى ساحات خاطئة. إنّ مؤسسة الإفتاء اليوم ليس لها استقلال اقتصادي مما يجعل أصحابها في كثير من الأحيان –شأنهم شأن كل الأطر المسجدية- أسرى لقمة العيش أو ما تمنّ به عليهم السلطة دون حفظ كرامتهم أحيانا.
إنّ حرية الإفتاء تعني حق تأويل النصوص الشرعية وحرية الاختلاف في الفهم و التنزيل.والتاريخ الإسلامي يشهد بتعدّد الأفهام للخطاب منذ قال عليه الصلاة والسلام بعد غزوة الخندق : ” لا يصلينّ أحدُكم العصر إلا في بني قريظة” (الجامع الصحيح 3/119) فمنهم من صلاها لوقتها في الطريق ومنهم من صلاها قضاء بعد دخول حيّ بني قريظة. وتواصل الاختلاف بين الصحابة في مسائل كثيرة حتّى قال عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه-:”ثلاث لأن يكون رسول الله بيّنهن أحبّ إليّ من الدنيا :الكلالة و الربا و الخلافة” أو ليست هذه المسائل رموزا لقضايا المسلمين الكبرى اليوم : الميراث و الربا(وقد تشعّبت أشكاله اليوم) و السلطة السياسيّة في الإسلام…وقد شغلت هذه القضايا عقل ذلك المحدَّث الملهَم وما زال المسلمون اليوم في حيرة و اختلاف في هذه القضايا.
إنّ تأهيل الفكر الإسلامي للإجابة على قضايا المسلمين وإقامة واقعهم على هدي من الشريعة الإسلامية يتطلبان إيجاد منهج أصولي و إفتائي يملك من السعة والمرونة و القدرة على مجابهة التحدّيات المعاصرة و الوفاء بحاجات النهضة. و إنّ من لوازم التجديد في مختلف حلقات الثقافة الإسلامية أن يأخذ الاجتهاد و الإفتاء وجهات جديدة تفي بحاجات الواقع وتستوعب التطوّر الحاصل في الحياة المعاصرة. وهذا الاجتهاد لا يحصل إلاّ بالاعتماد على وسائل أقدر على فهم حقائق الكون و قوانين الاجتماع البشري والنفس الإنسانية وتوظيفها في فهم النصوص في إطار تحقيق المقاصد و الغايات الشرعيّة و إيجاد صور وأشكال لتحقيق القيم و الأحكام الإسلاميّة .وقد يحتاج هذا الأمر إلى هيئة علمية تضم كبار العلماء حتى تحترم الفتوى ولا تبتذل ويكون لها مصداقية واحترام في النفوس والعقول.وإنّ وجود هذه الهيئة لا يتناقض مع مدنية الدولة والتعاقد على أساس المواطنة على الأرضية الثقافية للمجتمع.
ولقد نشأت قطاعات كبيرة من حياة المسلمين من خارج دائرة الوعي الإسلامي بعد أن شهد الفكر الإسلامي انحسارا وجمودا قابله تفوّق أوروبي امتدّ بتأثيره داخل الأمّة الإسلاميّة فأحدث اضطرابا و اختلالا في منهج تعاملها مع الوحي ،فشهد الفكر الإسلامي فراغات كبيرة خاصّة في الشؤون المتعلّقة بإدارة الحكم والسلطة السياسيّة عامّة والثروة و الملكيّة والمرأة و حقوق الإنسان إضافة إلى ما ورثناه من تراثنا من تضخّم لمسائل العبادات و الأحوال الشخصيّة من زواج و طلاق ورضاع و طهارة رغم ما اشتملت عليه من الضبط و التحديد التشريعي…فهذا التضخّم يشهد على الانحطاط و الانحراف الذي مسّ الحياة السياسية و الاجتماعيّة للمسلمين. إنّ هذا الإهمال أثّر على أدوات الاستنباط و قواعد الاجتهاد و الإفتاء و الانقطاع الذي حصل لاجتهادات عمر رضي الله عنه دليل على ذلك كما أنّ لإبعاد الفقهاء و العلماء على مواقع القرار و السلطة والإشراف دورا في تعطيل بعض أبعاد الإسلام ومقاصده.
*كاتب و باحث من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET
قرأنـــا لكـــــم :
هذا ركن جديد نطلقه في موقع طلبــــــة تونــــــس وهو عبارة عن سلسلة متواصلة من القراءات المختارة و المتنوّعة لكتابات في مختلف المجالات الحضاريــــة و العلمية و الثقافيــــة و الفكريـــة و السياسيـــة و الفنيـــة و الأدبيـــــة أنتجها مفكّرون و علماء و مثقّفون و باحثون و عموما مبدعون عرب و غير عرب نرجو أن يستفيد منها متصفّحو و زوّار الموقع …. الوعـــــي بالتاريــــخ ….. الوعــــي بالــــذات ( 1 )
” الرغبة في معرفة الماضي طبيعة بشرية تكاد ترتقي لمستوى الغريزة . و إذا كان الإنسان الفرد الفاقد الذاكرة يحتاج إلى العناية و الرعاية فالجماعة الإنسانية كذلك .
التاريخ ممارسة ثقافية ذات خصوصية لارتباطها بالجماعة الإنسانية . و عندما تنسى الجماعة الإنسانية ماضيها تصبح في أضعف حالاتها . و تنعدم ثقتها بنفسها و يغشاها شعور بالدونية تجاه الآخر ، و يصبح سلوكها إزاءه سلوك المهزوم من دون معركة . أما الإنسان الذي يعرف نفسه فإنه يتصرّف تجاه ( الآخر ) على نحو من الثقة بالنفس التي تميّز سلوك من يعرف و المعرفة هي السبيل إلى العمل .
و لعلّ هذه الحقيقة التي تقترب من البديهة هي السبب في أن الجماعات الإنسانية ، سواء كانت أمّة أو شعبا ، أو قبيلة ، تحرص على تلقين أبنائها تاريخ الأجداد . و لأن الذات الثقافية لأي جماعة إنسانية هي – في نهاية الأمر – محصلة خبراتها في رحلتها عبر الزمان ، فإن معرفة قصّة هذه الرحلة تعين هذه الجماعة على معرفة ذاتها ، و التاريخ هو قصة هذه الرحلة – التي لم تتمّ بعد – عبر الزمان بالنسبة لكل الجماعات الإنسانية . و لأن ماضينا ، أو جزءا منه على الأقلّ هو الذي يشكّل حاضرنا ، كما أن حاضرنا من ناحية أخرى سوف يكون أساسا لمستقبلنا ، فإن معرفة مكوّنات الماضي و أساسيّاته هي التي تقودنا إلى التصرّف على نحو سليم في الحاضر و وضع خطط التنمية للمستقبل .
و تفصيل ذلك أن المعرفة بالذات ، من خلال الوعي بالتاريخ ، تبعث على الثقة من ناحية ، كما تحول دون الجماعة الإنسانية و الإعتماد على الآخر من ناحية أخرى . ففي عصور التدهور و التراجع تركن الأمم المهزومة إلى نوع من الإحساس بالدونية . و تكتفي بأن تستهلك ما ينتجه الآخرون على المستوى المادّي و الثقافي ، ( انظر إلى العالم العربي بعد نهاية عصر السيادة العربية الإسلامية ) . لقد توهّم البعض أنه يمكن لبلادهم أن تنهض داخل الهياكل السياسية و الإجتماعية و الثقافية المستعارة من الحضارة الأوروبية الغالبة ، و لكنّ النتيجة الماثلة أمام أعيننا جميعا أن جميع التجارب التي استهدت النموذج الأوروبي فشلت لسبب بسيط و جوهري في آن معا : هو أن هذه التجارب لم تكن نتاجا للتطوّر التاريخي الموضوعي في العالم العربي و إنما كانت نتاجا للتطوّر التاريخي الموضوعي في أوربا وحدها .
لقد فشلت التجربة الليبرالية – كما يحلو للبعض أن يسمّيها – في النصف الأول من القرن العشرين ، كما فشلت الإشتراكية و القومية ، لأنها جميعا تجاهلت الخصائص التاريخية للبلاد العربية . و على الرغم من ” الإستقلال الشكلي ” الذي فرحت به بعض البلاد العربية ، فإن الإستبداد و النظم العسكرية رجعت بها إلى درك مخيف من التبعية و الإعتماد على العدوّ .
إنّ أخطر ما تمخّض عنه النصف الثاني من القرن العشرين هو حالة التخلّف المزري الذي تعانيه الأمة العربية ، التي رضيت حكوماتها بأن تقبع في الركن المظلم من العالم . ففي مواجهة الديمقراطية سادت مقولات كاذبة تتمسّح بالتاريخ و بالتراث بين الحكومات و الشعوب العربية ، و صرنا نستورد غذاءنا ، و نظامنا الإقتصادي ، و هياكلنا السياسية ( انظر إلى فجوة النقص في إنتاج الغذاء على اتّساع العالم العربي ، و انظر إلى تعليمات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي لإعادة هيكلة الإقتصاد ، ثم انظر إلى طبول الحرب التي تدقّ لفرض الديمقراطية ) .
و لا يظنّنّ أحد أن هذه دعوة للإنكفاء على الذات ، أو الهروب إلى كهوف التاريخ و مغاور التراث ، إنما هي دعوة للتأمّل في تجربتنا الحضارية و الإستئناس بها في صياغة الحاضر و المستقبل . فالإستبداد ، مثلا لم يكن من طبائع تاريخنا كما يحلو للبعض أن يزعم ، بل كان هناك نوع من النظام التمثيلي الذي تناسب مع ذلك الزمان ، فقد كان الحاكم يستعين بالفقهاء و أصحاب الأقلام واسطة في التعامل مع الناس ، كما كان الناس من ناحية أخرى يستعينون بهؤلاء الفقهاء لكي يكونوا واسطتهم في حمل مطالبهم إلى الحكّام . كذلك كان رؤساء الطوائف ، التي كانت بمنزلة تنظيمات نقابية ، هم الواسطة بين الحكّام و الرعايا لتبادل الحقوق و الواجبات . و ظلّ هذا النظام ساريا حتى قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر و بعدها . فقد حاول الغزاة الفرنسيون استغلال هذا النظام في التعامل مع المصريين . و قد بقي هذا النظام ” التمثيلي ” سائدا في معظم أنحاء العالم العربي حتى قدوم الإستعمار الأوربي الذي أحدث هزّة كبيرة في الهياكل السياسية العربية من ناحية كما فرض المفاهيم الجزئية و كرّس النماذج السياسية التي توافق أهدافه و تحقّق أطماعه في المنطقة العربية من ناحية أخرى . ”
( يتبع )
” إعـــــــادة قـــــراءة التاريــــخ ” د. قاســـــم عبـــــده قاســــم القــــراءة رقـــــم 1 طلبــــــة تونـــــس
رسالة الأساتذة المطرودين إلى إضراب التعليم الثانوي تونس في 25 أكتوبر 2010
زميلاتنا،زملاءنا لا يسعنا في هذا اليوم الأغر إلا أن نتوجّه لكم بتحية النضال وأنتم تنظمون الإضراب العام القطاعي دفاعا عن مطالب القطاع المزمنة والمستهدفة أكثر من أي وقت مضى.إن هذا الإضراب وما يطرحه من قضايا تهم القواعد الأستاذية العريضة إنما هو ربط مع تقاليد الحركة النقابية الحرّة، وتقاليد قطاعنا المناضل الذي خطّ تاريخه بالملاحم والمعارك والانتصارات.
إننا إذ نتألّم لعدم عودتنا الى صفوفكم لنكون في طليعة الأساتذة المضربين، ورغم ذلك فان عقولنا وقلوبنا معكم، معكم يا من تدافعون عن شرف القطاع وعن حق الأساتذة في حياة كريمة، حياة مهنية واجتماعية تصان فيها الكرامة والحقوق، بما في ذلك الحق في العمل المستقر واحترام الحق النقابي،المنتهكين في قطاعنا من قبل وزارة الإشراف ولا أدل على ذلك تواصل المظلمة التي نعيشها منذ 11 سبتمبر 2007 لا لقصور بيداغوجي أو مهني، بل لإصرارنا على أن نكون أساتذة أحرار جديرين فعلا بلقب مربي.
إننا-الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية-الأساتذة محمد مومني(أستاذ الفلسفة-معهد 7 نوفمبر بالتضامن/أريانة)ومعز الزغلامي(أستاذ الانجليزية بإعدادية نفطة/توزر) وعلي الجلولي(أستاذ الفلسفة بمعهد ابن منظور-قبلي)، نتوجه إلى عموم زميلاتنا وزملائنا في كل مواقع العمل والنضال وفي مقدمتهم نقابتنا العامة، بأصدق عبارات المساندة، وأحر عبارات الاعتزاز على اعتبار مطلب إعادتنا إلى سالف عملنا،كمطلب قطاعي ذي أولوية. *عاشت نضالات الأساتذة. *عاشت النقابة العامة للتعليم الثانوي. الأساتذة المطرودون لأسباب نقابي نرجو من اخوتكم الاطلاع على مهزلة طردنا من العمل على الروابط التالية و هي جميعا محجوبة في تونس http://moumni.maktoobblog.com/ http://3profexclu.blogspot.com/ http://professors-expelled.blogspot.com/
في مصر ، القضاء ينتصر للطلبة : إلغاء الحرس الجامعي في مصر ، فمتى يتمّ إلغاء ” الأمن الجامعي ” في تونس ؟
كان يوم السبت 23 أكتوبر 2010 يوما تاريخيا في تاريخ الجامعات المصرية بل اعتبره البعض تاريخ استقلال الجامعات المصرية عندما قضت المحكمة الإدارية العليا لدى مجلس الدولة في مصر بتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بإلغاء الحرس الجامعي من حرم الجامعات المصرية وهو حكم نهائي لا يجوز الطعن فيه …
و كان مجموعة من الأساتذة الجامعيين قد رفعوا دعوى قضائية لدى محكمة القضاء الإداري تطالب بإلغاء الحرس الجامعي باعتبار وجوده مخالف للدستور و القوانين و ذلك بعد تعمّد أحد أعوان البوليس المصري الإعتداء بالركل و الضرب على طالبة تدرس في جامعة الزقازيق مما تسبّب في اندلاع موجة غضب عارمة في مختلف الجامعات المصرية و قيام مختلف التيارات السياسية بالتحرّك للتنديد بالإعتداء و في نفس الوقت المطالبة بإخلاء حرم الجامعة و بصفة نهائية من أجهزة البوليس ….
و قد ورد في حيثيات حكم محكمة القضاء الإداري أن ” وجود قوّات تابعة لوزارة الداخلية بصفة دائمة داخل حرس الجامعة يمثّل انتقاصا للإستقلال الذي كفله الدستور و القانون بالجامعة ، و قيدا على حرية الأساتذة و الباحثين و الطلاب فيها ، كما أن إلغاء الحرس الجامعي يسمح لهيئة الشرطة بالتفرّغ للمهام الجسام الملقاة على عاتقها لكفالة الطمأنينة و الأمن للمواطنين في ربوع البلاد على امتدادها ”
هذا ما حصل في الجامعة المصرية خلال الأيام الفارطة ، أما في تونس فلا زال البوليس الجامعي يسرح و يمرح و يتطاول على الطلبة و يقيّد تحرّكاتهم و نشاطاتهم بل و يعتدي عليهم في كثير من الأحيان دون مساءلة و لا محاسبة منتهكا بذلك حرمة الجامعة و الحرية الأكاديمية فيها …. إننا نرنو إلى اليوم الذي ينزاح فيه هذا الجسم الغريب عن الجامعة التونسية و الذي جثم على صدور الطلبة قرابة الربع قرن و بالتحديد منذ السنة الجامعية 2006 – 2007 و قد كان دوره الوحيد مراقبة الطلبة في كل تحرّكاتهم و إحصاء أنفاسهم و التجسّس على كل النشاطات النقابية و السياسية و الثقافية و كتابة التقارير اليومية بما ساهم في شلّ العديد من التحرّكات فضلا عن حالة الخوف التي ينشرها باستمرار في صفوف الطلبة خشية التعرّض إلى أي إجراء تعسّفي و من المهمّ ملاحظة أن الأساتذة الجامعيين في مصر هم الذين بادروا إلى رفع الشكوى دفاعا عن حرمة الجامعة و عن حقوق الطلبة و قد كان هذا يحصل في الجامعة التونسية في الأيام الخوالي و خاصة في الثمانينات من القرن الماضي أما الآن فهناك شبه قطيعة بين نسبة هامة من الأساتذة و عموم الطلبة و هذا بطبيعة الحال ليس في مصلحة الحركة الطلابية و الأساتذة و لا مصلحة الجامعة التي لا تعاني فقط من تواجد البوليس و لكن تئنّ تحت واقع مرّ أبرز مظاهره التخبّط في إصلاح منظومة التعليم العالي و تدنّي المستوى التعليمي و ضعف التأطير و غياب التجهيزات الضرورية و تهاون الإدارة في أداء واجباتها ممّا أدّى إلى إخفاقات كثيرة و انتشار الإحباط في صفوف الطلبة و الخرّيجين الذين لم يجدوا أمامهم إلا الأبواب المغلقة عند مغادرتهم لأسوار الجامعة ….
سامي بن رمضان
كلية الحقوق بتونس
آخر تحديث : الساعة 13 و 30 د – الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 طلبــــــة تونــــــس
منير السّايبي في التقارب العلماني الإسلامي : الغنوشي والمرزوقي نموذجا
أستطيع القول أن الشيخ الفيلسوف راشد الغنوشي هو مرزوقي الإسلاميين . وأن الدكتور الديمقراطي الحقوقي منصف المرزوقي هو غنوشي العلمانيين . كيف ذلك ؟
لا شك أن الهجمة العسكرية والثقافية الشرسة التي شنها الإستعمار الغربي على العالم الإسلامي ، والتي واصل استكمال مخططها زمرة من العلمانيين الإستئصاليين ـ أبناء جلدتنا ـ الذين شربوا من كأس الثقافة الغربية حتى الثمالة ، فعاثوا عن طريق جهاز الدولة في أسس الهوية العربية الإسلامية لمجتمعاتنا فسادا ، وفي مقدراتها وثرواتها إفسادا ، فاختلف رد فعل الإسلاميين عليهم بين التكفير ، وسحب الشرعية ، والصبر على الأذى وصولا إلى الإقتتال بالرصاص وتفجير الأجساد بالقنابل . هذا الحال الذي غلب على طبيعة العلاقة بين العلمانيين من ناحية والإسلاميين من ناحية أخرى جعل إمكان التقارب والتعاون بينهما يصل إلى حد الإستحالة لولا سعي قلة قليلة من عقلاء المعسكرين لتفعيل هذا التقارب واستثماره لمصلحة الجميع ، بعد أن وصل هؤلاء العقلاء إلى قناعة راسخة مفادها أن هذا التنافر المشحون بالكراهية والحقد بين الطرفين هو هدر للطاقات ، وتدمير للموارد ، ومضيعة لوقت الأمة ، وتعطيل لنهضتها وبالتالي فليس من الحكمة ولا من الصواب في شيء استمرار العلاقة بين الطرفين على هذه الشاكلة .
من بين هؤلاء العقلاء في المعسكرين نجد الشيخ الفيلسوف راشد الغنوشي الذي سخر آلة فكره ومطرقة قلمه من أجل حفر ثقب في جدار المعسكر الإسلامي ، ليمد يده من خلاله صحبة مجموعة من إخوانه المعتدلين للتعاون مع الخيرين في المعسكر العلماني في ما ينفع الناس . كما قام الدكتور منصف المرزوقي هو الآخر بفتح باب في جدار المعسكر العلماني ليخرج من خلاله مع مجموعة من رفاقه العلمانيين الديمقراطيين للإنفتاح على المعتدلين في المعسكر الإسلامي .
لقد خرج الدكتور منصف المرزوقي من باب معسكره بقراءة خاصة لمفهوم العلمانية تقطع مع معناه التقليدي المبتذل الذي اختزل في معنى فصل الدين عن الدولة ، داعيا رفاقه العلمانيين إلى ضرورة فهم الإطار الزماني والمكاني والحضاري الذي نشأ فيه هذا المفهوم وعدم إسقاطه إسقاطا دغمائيا على واقعنا العربي الإسلامي الذي هو واقع يختلف كليا عن الواقع الأروبي الفرنسي الذي نشأ فيه مفهوم العلمانية التقليدي ، كما دعاهم لـ ” التركيز على الديمقراطية وهي تضمن كل الحريات، ناهيك عن كونها أرضية تتلاقى عليها كل الثقافات بدل اللائكية التي تبقى خاصية ثقافية فرنسية لم تستطع تصديرها حتى لأوروبا ” (1).
قد تكون النزعة الحقوقية التي تغلب على فكر الدكتور المرزوقي هي التي أكسبته أكثر رصانة وقدرة على فهم الحيثيات التي حفت بمفهوم العلمانية نشئة وتنزيلا ، انتهت به إلى فهم العلمانية فهما موسعا يتداخل فيه ما هو حقوقي مع ما هو ديمقراطي إلى درجة ذوبان مفهوم العلمانية فيهما ليصبح قادرا من وجهة نظر المرزوقي على استيعاب الإسلاميين أنفسهم إذا ما التزموا بثوابت ” الديمقراطية الحقيقية ” التزاما مبدئيا بعيدا عن التكتيك والإنتهازية ،” لم لا وأي عيب في هذا؟” (2) يقول الدكتور المرزوقي .
لقد أفرغ د.المرزوقي مفهوم العلمانية من كل معنى يدل على الإقصاء والتصادم مع ما هو ديني في الدولة والمجتمع ليحصره معناه العام في رفض وإقصاء واستئصال كل منابت النزوع الإستبدادي في الدولة والمجتمع بقطع النظر عن طبيعة الجهة المستبدة .
روض إذن الدكتور المرزوقي مفهوم العلمانية في المعسكر العلماني ترويضا سمح بإمكانية الإلتقاء والتقاطع مع الإسلاميين حول جملة من الثوابت الحقوقية والديمقراطية وجعل إمكان تبادل الإعتراف بالوجود والتعاون الفكري والتنسيق السياسي والحقوقي بين العلمانيين والإسلاميين أمرا ممكنا . ولمزيد إنعاش هذا النهج التواصلي بين المعتدلين في المعسكرين ذهب الشيخ الفيلسوف راشد الغنوشي في المعسكر الإسلامي في تعامله مع مفهوم الشورى مذهبا خاصا أخرج هذا الأخير من معناه الضيق الذي أُسر فيه قرونا طويلة وهو معنى استئناس ولي الأمر برأي نخبة منصبة من أهل الحل والعقد ، إلى معنى آخر أوسع حضورا وأكثر تشريكا يتناغم إلى حد كبير مع معنى الديمقراطية الغربية المعاصرة التي تعني احترام إرادة الشعب واحترام القانون النابع من هذه الإرادة الشعبية والمساواة أمامه واحترام حقوق الأفراد والأقليات .
فيما يتعلق بحضور الشورى ، سعى الشيخ راشد الغنوشي لتحرير هذا المعنى من قيده السياسي الشكلي الضيق الذي قُيد فيه ، إلى مجال ثقافي وحضاري أوسع وأرحب ، يبدأ من الأسرة ليمتد إلى المدارس والمساجد والمؤسسات الإجتماعية ليصل هذا السلوك الحضاري والقيمة الإسلامية والإنسانية المتميزة في النهاية إلى برلمان الدولة وقصر رئاستها . كما قام الشيخ الفيلسوف أيضا بتحرير مفهوم الشورى من القيد التقليدي النخبوي الضيق الذي هو تشريك عدد محدود من الأشخاص الفاقدين للشرعية ، إلى إطار استشاري أوسع وأرحب يشمل كل أفراد الأمة بقطع النظر عن دينهم أو عرقهم أو فكرهم بما في ذلك العلمانيين الذين يحترمون إرادة وخيارات أغلبية أبناء الأمة صاحبة السيادة .
استطاع الشيخ راشد الغنوشي إذن أن يُخرج الشورى من إطارها النخبوي والسياسي الضيق إلى إطار شعبي وثقافي أرحب ، يسمح بممارسة هذه القيمة الإسلامية والإنسانية الراقية ” في علاقاتنا الأسرية وفي أبسط أشكال عملنا الإجتماعي ” (3) لتصبح الشورى في معناها الجديد هي النبي المستمر في الأمة إلى قيام الساعة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
بهذا المعنى الجديد للشورى ـ عند الغنوشي ـ لم يعد الخليفة المستبد ، ولا الفقيه المعصوم ، ولا النخبة المتعالية على الناس ، هم أصحاب السيادة في دولة الشورى أو الديمقراطية الحقيقية ، بل هم عموم مواطني الدولة الذين يجعلون من صاحب السلطة مجرد وكيل عندهم مستخدما في تنظيم شؤونهم . كما أصبح هذا المعنى الجديد للشورى يتأسس على مبدإ المواطنة بما هي المساواة بين شركاء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات والفرص عوضا عن مبدإ الإشتراك في العقيدة الذي اعتره الشيخ راشد الغنوشي مبدأ ترسخ في ظروف سياسية وحضارية خاصة ذكاها مفهوم “غير شرعي ودخيل على الفقه الإسلامي ” (5) وعلى العقيدة الإسلامية الصافية هو مفهوم الولاء والبراء الذي انحرف بسماحة الإسلام إلى درجة جعلها تضيق إلى حد التعارض مع مبدإ التعايش السلمي الذي ساد في دولة المدينة والخلافة الراشدة بين المسلمين وبين غيرهم ممن عاشوا معهم تحت راية أمة سياسية لا أمة عقائدية واحدة .
مع الشيخ راشد الغنوشي ذاب معنى الشورى في معنى الديمقراطية ليصلا إلى حد التطابق من ناحية ، وليسمح هذا الإطار الجديد للشورى ـ الذي رسمه الغنوشي ـ لغير المسلم وإن كان علمانيا بأن يرأس الدولة الإسلامية الشورية الديمقراطية القائمة على أساس المواطنة من ناحية أخرى . هذا التقارب والتناغم الفكري بين زُراع الخير في المعسكر الإسلامي وأنصار الحق في نظيره العلماني ، لم يكن أمرا ممكنا دون انفتاح العلمانيين على الثقافة الإسلامية ، ليصل هذا الإنفتاح الإيجابي بالدكتور العلماني منصف المرزوقي إلى حد الدفاع عن القرآن الكريم واعتبار الدين الإسلامي في تاريخنا القديم والمعاصر ” راية الثوار ضد الفساد والظلم “(6) كما نجد هذا الدكتور الذي تخرج من جامعات فرنسا ـ البلد المعروف بعلمانيته المتطرفة ـ يستشهد في مقالات له بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعر عربية وحكم إسلامية ، كما اعتبر السجين الإسلامي صادق شورو ” أسير حرب “(7) .
إن تقارب الإسلاميين المعتدلين مع العلمانين لم يكن كذلك ممكنا لولا انفتاح ثلة من الإسلاميين المعاصرين على الثقافة الغربية وعلومها الإنسانية جعلت الشيخ راشد الغنوشي ـ الذي تشبع بهذه الثقافة ـ يعتبر أن من أهم أسباب عجز الحركة الإسلامية المعاصرة على حسن استثمار طاقاتها والتفاعل الإيجابي مع قضايا الواقع المعقدة ، يعود أساسا إلى ” الفقر المدقع لدى الوسط القيادي للحركة الإسلامية في التخصصات العلمية المتعلقة بالكشف عن عناصر معادلة التغيير “(8) . كما أن هذا الإنفتاح الإيجابي للشيخ الغنوشي على الثقافة الغربية ـ وهو شيخ درس في جامع الزيتونة العريق ـ يُثني على فلسفة كانت ودراسات ماركس وفرويد ولا يتحرج بالإستشهاد بأقوال للباحث الانثروبولوجي ارنست جلنر في حضرة أعظم شيوخ الأمة المعاصرين من بينهم الشيخ الجليل يوسف القرضاوي .
لم تنحصر ثمار هذا الإنفتاح المتبادل بين العلمانيين والإسلاميين في المستوى الفكري بل تعدته لتثمر تنسيقا حقوقيا وتعاونا سياسيا يمكن أن يكون نموذجا لرسم العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين في عالمنا العربي الإسلامي المعاصر وهو بعث هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي ضمت ثلة من الأحزاب والشخصيات العلمانية والإسلامية الذين يرون أن المعركة الحقيقية ليست مع الإسلام ولا مع العلمانية ولكن المعركة الحقيقية هي مع الإستبداد مهما كان لون الجبة التي يرتديها .
قرأ إذن الدكتور منصف المرزوقي مفهوم العلمانية قراءة جعلها تستوعب وتتناغم وتستثمر كل ما هو إيجابي في التراث الإسلامي ، كما قرأ الشيخ الفيلسوف راشد الغنوشي مفهوم الشورى قراءة جديدة جعلها تتسع لكل ما هو نافع وخير في الثقافة الغربية .
بما أن وجود نخبة علمانية متحكمة في زمام الأمور في جهاز الدولة ، وفي مؤسسات التعليم ، وفي القطاع النقابي والجمعيات الحقوقية لدولنا أصبح أمر معطى وحقيقة واقعية ملموسة لا تُخطئها عين ولا يُنكرها عاقل ، وأن وجود الإسلاميين الواسع عدديا على المستوى الشعبي وحركيا في ريادة أهم أحزاب المعارضة الجادة مما يجعلهم ( الإسلاميون )الممثل الأكبر لضمير الأمة وقلبها النابض حيث لا يتحقق استقرار سياسي ولا اجتماعي بمعزل عنهم ، الأمر الذي يجعل من مطلب تحقيق مقصد التعايش السلمي والإعتراف المتبادل بالوجود بين الإسلاميين والعلمانيين هو مطلب وطني وإنساني تفرضه مصلحة المجتمع والأمة .
إنه كلما تأخر تحقيق مقصد المصالحة الحقيقية والشاملة بين هذين الطرفين الفاعلين داخل جسم الأمة كلما تواصل معه تدمير طاقاتها وتعطيل نهضتها . وما رأيناه من تقارب فكري ، وتعاون حقوقي ، وتنسيق سياسي ، وصداقة شخصية بين الإسلامي المعتدل راشد الغنوشي والعلماني المنفتح منصف المرزوقي يجعلنا نتفاءل لمستقبل هذا التقارب الإسلامي العلماني وانعكاساته الإيجابية على أوطاننا .
أمام هذه الشخصيات المعتدلة والمنفتحة في المعسكرين تحديات وطنية وإنسانية صعبة ولكنها ليست مستحيلة تفرض عليهم جميعا مزيد التحرك والعطاء في الإتجاه التصالحي والتعاوني من أجل تحطيم جدران الكراهية وردم أخاديد الإقتتال بين المعسكرين التي بدأ بحفرها العدو الخارجي وما زال يعمق مداها الإستئصاليون والمتشددون الغلاة من الجانبين كالذي تفعله الآن النخبة العلمانية المستبدة باسم الحداثة في تونس ، والنخبة الطائفية المستبدة باسم الإسلام في إيران .
فليواصل كل أحرار العالم درب إعادة الإعتبار للعلم والحق والعدل والإنسان . وليكن هذا التقارب والتعاون الإسلامي العلماني في ما ينفع الناس تعاونا مُستديما دوام الحياة وليس مجرد تقارب تكتيكي آني وظرفي تفرضه المرحلة بل هو تقارب وتعاون استراتيجي مبدئي ثابت تفرضه المصلحة الوطنية والإنسانية .
بناء على ما سبق يمكن القول أنه متى تنافرت الكفاءات العلمانية داخل جسم أمتنا مع الطاقات الإسلامية سينتعش الإستبداد وتُهدر الإمكانيات ويسود التخلف . وأنه متى انتظمت الطاقات العلمانية مع الكفاءات الإسلامية في اتجاه ما ينفع الجميع ، سيضعف الإستبداد وتُستثمر الطاقات وتنهض الأمة .
ولكي نُفعل هذا التعاون والتقارب الإيجابي بين الطرفين الإسلامي والعلماني وندفع به إلى الأمام ولو على المستوى الرمزي ، أقول : ليسمح لي الدكتور منصف المرزوقي أن أرشح الإسلامي دكتور الكيمياء ورئيس حركة النهضة سابقا السجين الصادق شورو للقب كنز عربي مغاربي حي . وأن أرشح السجين العلماني القاضي والمحامي مؤسس الجمعية السورية لحقوق الإنسان هيثم المالح للقب كنز عربي مشرقي حي ، لكي يعلم الجميع أن الحرية مستهدفة في أمتنا من مغربها إلى مشرقها ، وأن الإستبداد إذا تغول لا يفرق بين العلماني والإسلامي .
” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” ( المائدة ) صدق الله العظيم .
(1) العلمانية ..مفهوم للترك أم للتبني؟ (2) نفس المصدر السابق (3) الحركة الإسلامية ومسألة التغيير (4) نفس المصدرالسابق (5) مسلم بريطاني ..أمر ممكن ؟
(6) العلمانية ..مفهوم للترك أم للتبني ؟ (7) كنوز العرب التي في المزابل والسجون (8) الحركة الإسلامية ومسألة التغيير – نقلا عن موقع الحوار نت بتاريخ 24 / 10 / 2010 إلى اللّقاء مع مراسلة قادمة إن شاء الله مع تحيّات إدارة موقع الشّيخ راشد الغنّوشي
حوار الشّيخ راشد الغنّوشي و الأستاذ محسن الأمين ” حول دور المثقّف في الأمّة “
تطور الفكر … و الواقع الإجتماعي والسياسي
الشيخ راشد الغنوشي أكد الجيل الجديد للمصلحين أن الإسلام دين ودولة ومجتمع وحضارة، وأن النهوض به يقتضي عملا شاملا تتضافر عليه كل فئات الأمة، وينال فيه العمل الفكري التجديدي حظه إلى جانب العمل الجماهيري على صعيد التعامل مع التراث واصل هذا التيار الدعوة إلى التحرر من التعصب المذهبي، مؤكدا الإسلام الجامع ومستفيدا من التراث الإسلامي على اختلاف مذاهبه دون التقيد بواحد منها، ومن علوم العصر وتجاربه الحضارية في تواضع غير مستخذ ففي مجال العقائد كان التواصل مع تراث الجامعة الإسلامية مع كتاب التوحيد لمحمد عبده، وسارت على نهجه أجيال المجددين تتحدث عن عقائد الإسلام وعن أنظمة الإسلام (البنا، المودودي.. الغزالي.. البوطي..) في تجاوز واضح لموروثات علم الكلام التشقيقية وفي مجال التفسير اتجه التجديد لتحريره من الجدل المذهبي والكلامي والتفاريع اللغوية ومن الإسرائيليات، وربطه بالواقع باعتباره إنما جاء لإصلاحه، فكان تفسير المنار للإمامين عبده ورضا و”في ظلال القرآن” لسيد قطب و”تفهيم القرآن” للمودودي.. إلخ وفي مجال أصول الفقه تم إحياء فكر المقاصد للأصولي الأندلسي الإمام الشاطبي، وتتالت فيه المؤلفات بدءا بالإمام محمد الطاهر بن عاشور والفاسي والنجار.. وبلغ الأمر في السنوات الأخيرة أن نشأت مؤسسات ترعى فكر المقاصد مثل التي بعثها الشيخ زكي يماني ويلحق بهذا التجديد الأصولي تطوير فروع فقهية جديدة مثل فقه الأقليات الذي قام على تطويره المجلس الأوروبي للإفتاء (القرضاوي، ابن بيه، فيصل مولوي، النجار)، وفقه الموازنات وفقه الأولويات وفقه البيئة كما تم إحياء الفكر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لابن خلدون، فكان كتاب العدالة الاجتماعية ومعركة الإسلام والرأسمالية لسيد قطب، وكتابات المودودي وباقر الصدر وفقه الزكاة للقرضاوي.. وتتابع التأليف للتأسيس لاقتصاد إسلامي لا ربوي، في تحدّ سافر للرأسمالية أسفر عن تأسيس شبكة من المصارف الإسلامية والجمعيات التعاونية التي تقوم على مبدأ المشاركة بين العمل ورأس المال، صمدت في وجه الزلزال الذي أصاب الرأسمالية، بما فرض على الغرور الغربي أن يتواضع ويأخذ النموذج الاقتصادي الإسلامي مأخذ الجد فتفتح لدراسته أقسام في جامعاته ونوافذ في كبريات بنوكه للتعامل وفقه، بل نشأ تنافس بين أقطاب الرأسمالية على افتتاح بنوك تتعامل بحسب الشريعة الإسلامية. وفي مجال النظم الإسلامية السياسية تتابعت بعد كتاب الخلافة لرشيد رضا المؤلفات، فكان من ذلك كتاب الخلافة للسنهوري وكتابات الشهيد عبد القادر عودة وضياء الدين الريس وفتحي عثمان وسليم العوا والقرضاوي والترابي والغنوشي. وفي مجال التأليف الفقهي اللامذهبي كان فقه السنة للسيد سابق، والفقه الإسلامي للشيخ وهبة الزحيلي، والفقه الجنائي في الإسلام لعبد القادر عودة وفي مجال العلاقات الدولية كانت مؤلفات كثيرة، لعل أهمها فقه الجهاد للقرضاوي وفي المجال التربوي كان فقه السيرة للغزالي وللبوطي ودراسات في السيرة لعماد الدين خليل والمنهاج التربوي في السيرة للشيخ الغضبان والمنهاج النبوي لعبد السلام ياسين وفي تأصيل منهج الفن الإسلامي كانت مؤلفات محمد قطب والقرضاوي والترابي. وفي المجال التطبيقي نما قطاع سمعي أو سمعي وبصري للأغنية الملتزمة، ونشرت مؤلفات في قطاع الدراما، ومحاولات لاقتحام مجال السينما لا تزال تلاقي عوائق من فقه التشدد وفي فقه النساء تأصيلا لمكانتهن ودورهن في الإصلاح وحقوقهن، كانت مؤلفات كثيرة أهمها موسوعة المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبي شقة ولقد أثمرت هذه الحركة الفكرية التي لا تزال تمتد وتتسع وتتعمق تأثيرات واسعة إن على صعيد تربية الفرد أو على صعيد التماسك الاجتماعي الذي تعمل فيه الدولة تفكيكا وتذريرا، أو على الصعيد السياسي حيث قامت على أساس الفكرة الإسلامية التجديدية حركات على امتداد عالم الإسلام تردم الهوة بين عقيدة المسلم وضميره الديني وبين واقعه الاجتماعي والسياسي ترجمة لعقيدة التوحيد، فكانت الحركات الإسلامية متعددة المناهج فحيث هناك احتلال ترفع راية الجهاد، كما في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير.. وحيث هناك حكم مستبد وحيف اقتصادي وفساد مجتمعي ترفع راية الجهاد السياسي والاجتماعي من طريق تشكيل أحزاب سياسية تخوض المعارك الانتخابية لتؤثر في القرار السياسي مشاركة أو معارضة، وتؤكد حضورها في مؤسسات المجتمع المدني الصحية والإغاثية والتعليمية والثقافية والإعلامية والنقابية. ولا يعيق عملها غير ما ظل سائدا من أنظمة الاستبداد في أرجاء واسعة من عالم الإسلام، تجد دعما غير مجذوذ من قبل الديمقراطيات الغربية هذا الوضع نمى مشاعر الغضب وتيارات التشدد، فنشأت حركات تتخذ من أساليب العنف نهجا لتغيير الأنظمة، إلا أنها لمّا لم تفلح اشتد غضبها على الغرب الداعم لتلك الأنظمة فاستهدفته، بما وفر أعظم الفرص لأعداء الإسلام لشن حملات شعواء على الإسلام وأقلياته، وتقديمه على أنه خطر – نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ 23 أكتوبر 2010
صورة الإسلام والمسلمين بمرآة الإعلام
خالد شمت–برلين فرض النقاش حول صورة الإسلام والمسلمين في مرآة الإعلام الغربي نفسه بقوة على معظم جلسات مؤتمر إعلامي دولي شهدته وزارة الخارجية الألمانية في برلين، وأثار اقتراح رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان إصدار ميثاق إعلامي يجرم الإساءة للأديان، مناقشات حامية الوطيس بين المشاركين في المؤتمر.
وانعقد المؤتمر يومي 25 و26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت عنوان “مثير للفتن أو بان للجسور.. دور الإعلام في الحوار بين الثقافات”، وشاركت في تنظيمه ثلاث جهات ألمانية، هي قسم الحوار بين الحضارات في وزارة الخارجية، وموقع قنطرة الإلكتروني للحوار مع العالم الإسلامي، ومؤسسة دويتشه فيله للإذاعة والتلفزيون.
وعقد المؤتمر بموازاة استضافة وزارة الخارجية الألمانية، لمؤتمر منتدى تحالف الحضارات الذي تأسس عام 2005 بمبادرة من تركيا وإسبانيا، لتعزيز التواصل الحضاري والتفاهم المتبادل بين العالم الإسلامي والغرب. كاريكاتير ونشيد
وتطرق رئيس قسم حوار الحضارات في الخارجية الألمانية السفير هاينريش كريفت خلال كلمته الافتتاحية لقناة الجزيرة كواحدة من صناع الطفرة الإعلامية الهائلة التي يشهدها العالم حاليا.
ولفت إلى أن صورة أي دولة والنظرة إليها خارج حدودها باتت تعتمد إلى حد كبير على ما ينقله الإعلام عن تفاعلات أوضاعها الداخلية، مشيرا إلى أن الجدل الدائر في ألمانيا وأوروبا حول اندماج المهاجرين، احتل مكان الصدارة في المشهد الإعلامي الدولي.
واستحوذت قضية الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية المسيئة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على النقاشات في جلسات المؤتمر الثلاث، فقارن مدير البرامج في راديو وموقع “دويتشه فيله” كريستيان غرامش بين دور الإعلام في أزمة الرسوم الدانماركية عام 2005، وضجة أثيرت العام الماضي بسبب غضب المسلمين من فقرات في نشيد نادي شالكه الألماني تتعلق بالنبي الكريم.
ويرى السفير أن تدخل الإعلام بالتأييد أو المعارضة في قضية الرسوم الكاريكاتيرية ساهم في زيادة اشتعال هذه الأزمة، وقال “إن اهتمام التقارير الإعلامية في موضوع شالكه بالتعرف على أسباب استياء المسلمين، وإبرازها توضيحات مسؤولي النادي بعدم تضمن نشيد الفريق إساءة إلى الإسلام، ساعد في عدم تطور هذا الموضوع إلى أزمة كبيرة”.
وشدد على أن التقارير الإعلامية المبنية على الاحترافية في البحث وتقديم خلفيات وافية، تلعب أكثر من غيرها دورا شديد الأهمية في دعم التفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.
ومثلت طبيعة التقارير الإعلامية محور أولى جلسات المؤتمر، وشارك فيها رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان، ومدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في برلين مايكل سيلكمان. دعوة لميثاق
ولفت مدير الجلسة ومدير المركز الألماني للدراسات السياسية والأمنية البروفيسور فولكر بيرتس إلى أن الخلاف حول بناء مسجد في كولونيا الألمانية، ونشر صحيفة دانماركية لرسوم كاريكاتيرية، وحظر بناء مئذنة في سويسرا، هي أحداث بدأت محلية ثم تحولت من خلال الإعلام إلى قضية تشغل المسلمين في كل مكان.
واعتبر عطوان أن معظم وسائل الإعلام الغربية تمارس الاستفزاز وتروج للأحكام المسبقة، وتتسبب في مبالغاتها ومصطلحاتها وعناوينها غير الموضوعية في إثارة سوء الفهم، وقال إن هذا يبدو واضحا في التغطيات الغربية للحرب في العراق وأفغانستان، وأشار إلى أن أكثرية تقارير وسائل الإعلام الغربية حول أوضاع المسلمين في أوروبا تقدم من منظور يميني متحيز يروج للإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام).
وعلى العكس من عطوان “الذي استبعد وجود أي إمكانية للحوار بين الحضارات في ظل الحصار الغربي المفروض على العالم الإسلامي”، قال سيلكمان إن النقاش الدائر في الجلسة يمثل مظهرا للحوار بين الثقافات، واعتبر أن الإعلام تطور إلى الأفضل بعد فقد وسائل الإعلام التقليدية قدرتها على التعبير عن كل الفئات.
ودعا عطوان إلى إصدار ميثاق إعلامي يجرم الإساءة إلى الأديان، وقال إن حرية الرأي لا تعني حرية إهانة الآخرين المخالفين للغرب، غير أن هذه الدعوة لقيت رفضا من سيلكمان الذي حذر من استغلال الأنظمة الديكتاتورية لهذا في فرض المزيد من الرقابة الإعلامية. مسؤولية الإعلام وفي ندوة مسؤولية الإعلام والأزمات، أيدت رئيسة قسم أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة “دويتشه فيله” أوته شيفر وضع قواعد تحريرية لما يقدم في التقارير الإعلامية حول الإسلام، معتبرة أن التقارير المتعلقة بهذا الموضوع وضعت الإعلام الغربي على محك اختبار. وتمنت فيشر أن يتوقف الإعلام الألماني -خلال متابعته لجدل الإسلام والاندماج- عن تكرار الأحكام النمطية المسبقة.
واعتبر مسؤول تحرير “الإرهاب” في مجلة دير شبيغل ياسين مشربش أن الإعلام العربي هو الأسوأ مقارنة بالإعلام الغربي في تقديم خلفيات وتحليلات وافية للأحداث، ورأت عائشة كربات من صحيفة زمان توداي أن معظم الأزمات نشأت بسبب شيطنة الإعلام للآخر المخالف.
وقال الصحفي في قناة الجزيرة عارف حجاوي إن أكثرية المسلمين لديهم حساسية تجاه ما يقدم عنهم في الإعلام الغربي، وأوضح أن الضغوط الحياتية وتراجع الأوضاع التعليمية وفقدان الأمل والحروب، هي المسؤولة عن حساسية الكثيرين في الدول الإسلامية تجاه إهانات الغرب. الإعلام الجديد
ودارت الندوة الثالثة في المؤتمر حول خصوصيات إعلام المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، والتحديات التي يطرحها هذا الإعلام الجديد، وقدرته على إحداث تغيير اجتماعي في العالمين العربي والإسلامي.
ورأت مديرة معهد الصحافة الدولية في جامعة لايبزغ سوزانا فينغلر أن المدونات تستخدم في الدول العربية والإسلامية علي نطاق واسع لخدمة رسالة سياسية، وتتميز بجودة مستواها ومضامينها، واعتمادها على أسلوب بحث احترافي أفضل مما هو موجود في المدونات الغربية.
وقال مدير مشروع الإعلام العربي في جامعة كامبردج البريطانية خالد الحروب إن الإعلام المرئي ما زال يحتفظ في العالم العربي بدوره كوسيلة هي الأكثر انتشارا، غير أنه يحد من قدرة متلقيه على التفاعل مع الواقع السياسي والاجتماعي.
وأشار الحروب إلى أن صناع الإعلام الجديد نجحوا نسبيا في إحداث حراك سياسي ومجتمعي نسبي في المجتمعات العربية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
هولندا القلقة
محمد كريشـان 2010-10-26 هولندا قلقة جدا هذه الأيام. قلق تلمسه في أوساط عديدة وإن بمفردات مختلفة لكنه مختصر في اسم واحد: غيرت فيلدرز، زعيم ‘حزب الحرية’ اليميني المتطرف الذي بنى كل خطابه الانتخابي والسياسي على معاداة الإسلام والمهاجرين في البلاد. هذا الحزب الذي نجح في أن يصبح جزءا من حكومة الأقلية التي تحكم البلاد حاليا، بعد أن استطاع مضاعفة مقاعده في البرلمان من 9 إلى 24، بات حديث الجميع الآن وسط توجسات كثيرة بأن تهدد سياساته العنصرية السلم الاجتماعي في البلاد وصورتها في أوروبا والعالم.
ومع أن صعود حزب بمثل هذه التوجهات في بلد يعيش فيه مئات الآلاف من المهاجرين، من بينهم بالخصوص ذوو الأصول المغربية والتركية من الجيل الأول والثاني والثالث، يعكس في المقام الأول مزاجا معينا في البلاد أبرزته صناديق الاقتراع في انتخابات حزيران/يونيو الماضي، إلا أن ذلك لم يحل دون أن تتحرك أوساط رسمية وشعبية مختلفة في هولندا للحد من انعكاساته السلبية. هنا يتجلى بوضوح الفصل بين الدولة والحكومة، فالهولنديون يبدون مهمومين بألا تتحول الخيارات الاجتماعية والثقافية لحكومة الأقلية الحالية إلى سياسة دولة. أكثر من ذلك تحرص بعض الجهات في المؤسسات الرسمية نفسها على النأي بنفسها عن هذه الحكومة عبر إظهار التبرم من توجهاتها والإعراب عن الأمل في ألا يطول تسيدها الساحة أكثر مما ينبغي.
لا أحد يتهم هذه الدوائر بمعاداة هولندا فهي ترى أن التحاق بلادهم بدول أوروبية بدأ يتفشى فيها فيروس العداء للأجانب وثقافاتهم لا يخدم سمعتها في الخارج بل ويمكن أن يؤثر حتى على مصالحها الاقتصادية مع أكثر من دولة. ولم تكتف هذه الدوائر بالإعراب عن هواجسها في غرف مغلقة بل شرعت في إعداد خطط وبرامج للتواصل مع الخارج وإعلامه لا سيما المؤثر منه في البلاد العربية والإسلامية. تمت مؤخرا دعوة عدد من الصحافيين من أقطار ومؤسسات مختلفة للحديث معهم في هموم هولندا الحالية ومحاولة استمزاج ما يمكن أن تحدثه الانتخابات الأخيرة من تداعيات في المدى القريب أو المتوسط. لم يكتفوا بالاستماع إليهم بل جمعوهم بقيادات حزبية هولندية مختلفة وشخصيات صحافية نافذة وذلك بالتوازي مع تعريفهم بنبض الشباب الطلابي عبر جمعهم في حوارات مع تلاميذ معاهد ثانوية داخل فصولهم وبحضور أساتذتهم من أجل فهم متبادل أفضل. وقد بدا هنا الحرص أن يكون هؤلاء من أوساط مختلفة فتم الالتقاء بتلاميذ في أحياء مهاجرين ذات أغلبية مغربية وتركية الأصول وكذلك بتلاميذ هولنديين أصليين.
وإلى جانب كل ذلك تم جمع هؤلاء الصحافيين بنشطاء في جمعيات ثقافية تهتم بالهولنديين من أصول عربية ومسلمة فتم الخوض معهم في كل ما يقض مضجعهم حاليا في بلد يقولون ان لم يكن كذلك قبل أحداث 11 ايلول /سبتمبر 2001 وخاصة بعد اغتيال بيم فوتن الذي سبق فيلدرز في أطروحاته المتطرفة قبل أيام من انتخابات 2002. ولا يخفي هؤلاء النشطاء توجسهم من استنتاج أن حصول حزب الحرية على 24 من مقاعد البرلمان المائة وخمسين تعني بالأساس أن 16′ من الهولنديين يتبنون أطروحات معادية للمهاجرين وللمسلمين البالغ عددهم في البلاد زهاء المليون أي ما يقارب 6′ من سكان البلاد.
كثيرون في هولندا لا يتمالكون عن الضحك عند ذكر اسم فيلدرز فهم يرونه رغم كل ما حصل عليه من مقاعد في البرلمان شخصية نشاز في حياتهم السياسية وينتقدون بشدة ما ينفقه دافعو الضرائب من أموال طائلة على حمايته الشخصية بسبب تصريحاته المستفزة والتي سيمثل بسببها أمام المحكمة بتهمة التحريض على العنصرية والكراهية.
صحيح أن هولندا قلقة ولكنها ليست مستسلمة وهي تعمل بمؤسسات دولتها ومجتمعها المدني النشيط على جعل مرحلة فيلدرز مؤقتة وعابرة. تحركها السريع من أجل ذلك وإصرارها عليه لافت للانتباه فعلا وللإعجاب كذلك. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أكتوبر 2010)
مصدر في مطار بغداد لـ «العرب»: تأشيرات إسرائيلية على جوازات مسؤولين عراقيين
2010-10-27 بغداد – العرب كشف مصدر مسؤول في مطار بغداد الدولي عن ضبط أمن المطار جوازات سفر لعدد من المسؤولين العراقيين تحمل تأشيرات دخول إلى إسرائيل خلال العام الجاري؛ حيث مكث بعضهم في تل أبيب لأكثر من أسبوع.
وقال المصدر لـ «العرب»: إن الأسابيع الماضية وما رافقتها من تحركات مكوكية من قبل القادة العراقيين إلى دول العالم المختلفة لشرح مواقفهم من تشكيل الحكومة أظهرت تورط عدد منهم بعلاقات مع إسرائيل وتحقيقهم لزيارات خاطفة لها وبعضها استمر لأكثر من أسبوع حسب تواريخ الدخول والخروج.
وأوضح المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- أن تسعة من القيادات المعروفة على الساحة السياسية في البلاد تم ملاحظة وجود تأشيرات دخول إلى إسرائيل على جوازات سفرهم وأختام مطار تل أبيب واضحة عليها.
وأشار المصدر إلى أن ذلك حدث بعد إجراء الانتخابات العراقية في السابع من مارس الماضي وحتى مطلع الشهر الجاري، موضحا أن أيا من ضباط الأمن والمخابرات العراقية لم يقم بالتحرك أو الاستفسار منهم عن سبب الزيارة بسبب مكانتهم ونفوذهم في العراق، واصفا أحد الأشخاص التسعة بأنه من السياسيين الإسلاميين في العراق وسبق وأن أعلن مرارا وتكرارا موقفه المعادي لإسرائيل ورفضه التطبيع معها.
وتابع المصدر أن هناك أشخاصا عراقيين تم رصد تلك التأشيرات في جوازات سفرهم واتضح بعد التحقيق معهم أنهم كانوا مبعوثين من بعض السياسيين في العراق إلى إسرائيل تلبية لدعوات من منظمات ومؤسسات حكومية في إسرائيل.
وكان البرلمان العراقي قد صوت بالإجماع في سبتمبر من العام 2008 على رفع الحصانة عن النائب مثال الألوسي إثر اعترافه بزيارة تل أبيب بناء على دعوة خاصة وجهت إليه من مؤتمر ما يعرف بـ «مكافحة الإرهاب» الذي نظمته الأخيرة بمشاركة عدد من المنظمات والحكومات في الدول الغربية. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
الطلاب يحتجون على “التقاعد” بفرنسا
عبد الله بن عالي-باريس تظاهر المئات من طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس الثانوية في فرنسا أمس الثلاثاء أمام مبنى مجلس الشيوخ بباريس رافعين لافتات تطالب بإلغاء مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد الذي أقره مجلس الشيوخ أمس ويتوقع أن يصوت عليه النواب اليوم.
وتعهد قادة النقابات الطلابية التي شاركت في المظاهرة بتكثيف ما سموه “النضال السلمي” ضد خطة الحكومة القاضية برفع سن التقاعد في البلاد من 60 عاما الى 62، ووصفوا تلك الخطة بـ”الظالمة والمجحفة بحق الطبقات الاجتماعية الفقيرة”.
وقال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا -كبرى النقابات الطلابية المحلية- جان باتيست بريفوست إن هدف التجمع هو إبراز استمرار التعبئة الشبابية في مواجهة الإصلاح الحكومي.
“غطرسة الرئيس”
وانتقد القيادي الطلابي في تصريح للجزيرة نت ما سماها “غطرسة الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته اللذين تجاهلا أصوات ملايين الفرنسيين الذي خرجوا إلى الشارع، على مدار الأسابيع الماضية، احتجاجا على خطط السلطات”.وأوضح بريفوست أن انضمام الطلاب إلى الحركة الاحتجاجية التي أطلقتها النقابات العمالية ضد تعديل نظام التقاعد لم يكن عائدا إلى “توجيهات تلقيناها من أحزاب المعارضة كما تدعي الأغلبية وإنما لشعورنا بخطورة تطبيق هذه الخطة على الشرائح الضعيفة في مجتمعنا وإضراره بشكل خاص بمصالح فئة الشباب”.
واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا أن “تأخير سن التقاعد بسنتين سيقلص حظوط الآلاف من خريجي الجامعات والمدارس في الحصول على وظائف في بلد يعاني سلفا من واحد من أعلى معدلات البطالة في أوساط الشباب داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف بريفوست أن الطلاب الفرنسيين يسعون أيضا إلى فتح نقاش مع السلطات بشأن قضايا “تتجاوز إصلاح التقاعد وعلى رأسها تمكينهم من الحصول على تعليم مناسب يفضي إلى عمل ثابت”. الرهان على الوقت
من جانبه اعتبر رئيس الفدرالية الديمقراطية المستقلة لتلاميذ الثانويات، ماسيرا برادجي أن المظاهرة “تمثل صفعة لكل من راهنوا على عنصر الوقت في مواجهة حركة الاحتجاج”.
وأكد أن نقابته -التي تعد من أهم نقابات طلاب الثانويات المحلية- لن تتوقف عن التظاهر ما لم تعمد الحكومة إلى سحب مشروع القانون الذي يتوقع أن ينشر في الجريدة الرسمية ويصبح ساري المفعول في 15 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف الناشط الطلابي في تصريح للجزيرة نت “بعد نشر القانون، سنواصل التحرك للمطالبة بإلغائه، حتى وإن تنازلت النقابات العمالية وبقينا وحدنا في الحركة الاحتجاجية”، متمنيا أن يحافظ كل مناوئي المشروع على وحدتهم النضالية.
ووصف برادجي خطة إصلاح التقاعد بـ”الظالمة والمجحفة بحق الطبقات الفقيرة في فرنسا” مؤكدا أن المشروع الحكومي يلقي بالجانب الأكبر من عبء تمويل أنظمة التقاعد على كاهل ذوي الدخل المحدود.
وشدد القيادي الطلابي على أن الشباب سيكونون “الأكثر تضررا” من تطبيق الخطة الحكومية لأنها “بكل بساطة ستفاقم معضلة البطالة في أوساط خريجي الجامعات والمدارس”.
وطالب برادجي سلطات بلاده بفتح مفاوضات فورية مع النقابات العمالية والطلابية، معتبرا أن تلك الخطوة هي “الطريق الأوحد” للخروج من الأزمة الحالية في فرنسا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أكتوبر 2010)
بلير يواجه التحقيق في حرب العراق مرة أخرى بسبب تضارب في شهادته السابقة
2010-10-27 لندن- يواجه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الاضطرار للادلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق في حرب العراق مرة أخرى، بعدما تبين أن رئيسها جون تشيلكوت وجد تضارباً في شهادته الأولى.
وقالت صحيفة (ديلي ميل) الصادرة الأربعاء إن بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، هو واحد من قائمة أسماء يمكن أن يطلب التحقيق منها تقديم شهادات أخرى في جولة جديدة من جلسات الاستماع سيجريها العام المقبل.
واضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر في الحكومة البريطانية إن تشيلكوت وأعضاء لجنة التحقيق في حرب العراق يريدون الحصول على المزيد من الأدلة من بلير بعد تحديد ثغرات في شهادته السابقة حول مشروعية الحرب والمرحلة التي سبقت الغزو في العام 2003.
وأشارت إلى أن المصادر أصرت على أن لجنة التحقيق في حرب العراق لم تتخذ أي قرار حتى الآن بشأن استدعاء بلير، ونفت أن يكون رئيسها تشيلكوت يعتزم توجيه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الشهر المقبل بهذا الشأن.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر مقربة من لجنة التحقيق قولها إن أعضاء اللجنة يعكفون حالياً على دراسة مذكرات بلير (رحلة) للحصول على المزيد من الايضاحات عن دوافعه وقراراته بشأن المشاركة في غزو العراق.. وسيتخذون قراراً الشهر المقبل بشأن الافراد الذين يريدون استدعائهم لتقديم شهادات جديدة.
وكان بلير أصر خلال تقديم شهادته أمام لجنة التحقيق في كانون الثاني/ يناير الماضي على أن العمل العسكري حيال العراق جعل العالم مكاناً أكثر أمناً، وأنه لم يكن نادماً على الإطاحة بصدام حسين.
وقالت الصحيفة إن بلير في مذكراته اعترف بأن قرار المشاركة في حرب العراق أقلقه، وأسف بشدة على الوفيات التي سببتها بين صفوف المدنيين. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أكتوبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية