الأربعاء، 24 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS

7 ème année, N° 2437 du 23.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات  بـتونس: استمرار غياب شروط المحاكمة العادلة و احكام قاسية ضد شبان متهمين بالارهاب
تونس الخضراء: بيان حول الأحداث الدامية الأخيرة الجزيرة.نت : العفو الدولية تتهم تونس بشن حملة اعتقالات سرية   الصباح: محاكمة 23 متهما بالانتماء إلى تنظيم إرهابي الصباح : إسناد إسم الرئيس بن علي لأحد الشوارع التاريخية بمدينة إيطالية الصباح : منطقة التبادل الحر المغاربية.. مجموعة اقتصادية خماسية والتصنيفة القمرقية الموحدة محور الندوة ´ الصباح :تطورات لافتة في قطاع التعليم العالي:انتقادات للجامعة العامة.. ودعوة لمجلس قطاعي عاجل وتلويح بالاضراب  إفتتاحية “الموقف”: الفقر والإرهاب عارف المعالج: شباب تونس بين فكي التغريب والترهيب  صابر: إستخراج المرض .. لتحاشى الإحراج سفيان الشورابي: نهاية سنة غرائبية فتحـي الشامخـي: مَسْكِـنٌ واحــد بسعر اثنـين !  ثامر إدريس: مات صدّام أما الشعب العراقي فلن يموت بوراوي الزغيدي: كلنا في الهم شرق بمناسبة حفظها لكتاب الله سبحانه  كاملا. الحوار نت يلتقي الفـتاة مريم الرباعي خميس قشة الحزامي: ألاعيب ومكايد السياسة الأمريكية ! د. أحمد القديدي : نحو جبهة مغاربية ضد الإرهاب حسين المحمدي: اليوم الخامس من الاضراب إسلام أون لاين. نت: أبو لؤلؤة المجوسي يثير جدلا بالدوحة! الشرق: بيان الدوحة يدين الاقتتال الطائفي بالعراق ويقترح مجمعاً للتقريب الشرق: العراق ووقف تصدير المذهب ومنع سب الصحابة شروطنا للتقريب الشرق: عبدالله مهران :العلماء يحملون السياسيين مسؤولية تطبيق ما يصدر عن المؤتمر على أرض الواقع إسلام أون لاين: تأسيس أحزاب السودان بالإخطار فقط!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


المجلس الوطني للحريات  بـتونس

 

  تونس في 24 جانفي 2007

 

استمرار غياب شروط المحاكمة العادلة

و احكام قاسية ضد شبان متهمين بالارهاب

 

أصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة تونس الابتدائية يوم 23 جانفي 2007 برئاسة عبد الرزاق بن منا في القضيّة عدد 11687/2 حكمها ضد سبعة متهمين “بالانضمام إلى تنظيم إرهابي” قضى حضوريا بالسجن مدة 9 أعوام في حق رضوان الفزعي (26 سنة) وبالسجن 7 أعوام في حق علي بن سالم (26 سنة) وبالسجن 5 أعوام في حق خالد العرفاوي (21 سنة) ونضال البولعابي (25 سنة) ووليد السعيدي (21 سنة) ورمزي بن سعيد (23 سنة)  وبالسجن مدة 4 أعوام في حق أحمد الفزعي (26 سنة) مع إخضاعهم جميعا للمراقبة الإدارية لمدة 5 أعوام. وكان جميع المتهمين قد أوقفوا في ولاية بنزرت في ماي 2005.

وقد أنكر جميع المتهمين لدى قاضي التحقيق وأمام هيئة المحكمة ما نسب إليهم من “الانضمام إلى تنظيم إرهابي” أو “نيّة التدرّب لدى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر ثم العودة للقيام بأعمال تخريبية بتونس”. كما تمسّك المحامون النائبون ببطلان التهم الموجّهة إلى الموقوفين لثبوت تعرضهم للتعذيب كما تمسّكوا بعدم دستورية قانون الإحالة.

 

والمجلس الوطني للحريات يسجّل من جديد في هذه المحاكمات المتعلقة بقانون مكافحة الإرهاب استمرار غياب شروط المحاكمة العادلة للأسباب الآتية:

1 – ثبوت تعرض المتهمين للتعذيب الوحشي:  كان خالد العرفاوي الذي أوقف يوم 16 ماي 2005 قد روى لعائلته ولمحاميه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي وقائع التعذيب الذي مورس عليه في وزارة الداخلية من اعتداء عليه بالضرب بواسطة عصا تحمل شحنة كهربائية كما نزعت ثيابه وحاول أحد الموظفين إدخال عصا في دبره. كما تم تعليقه من اليدين وضرب بالعصا على كامل أنحاء جسمه وضرب على رأسه بسوط من الكاوتشو من قبل 5 موظفين تداولوا على ضربه وكانوا يعالجونه بصبّ الماء البارد على جسمه كلّما أغمي عليه. كما تم تعليقه من ساقيه وضرب عليهما. وقد أفاد أنّه تم استقدام طبيب عندما تعكرت حالته الصحية وتولّى حقنه وأعطاه أقراصا لمعالجة التقيّؤ ولتسكين الآلام وجلب له مرهما يزيل آثار الكدمات البادية على الجسم. وذكر خالد العرفاوي أنّ من بين الموظفين الذين أشرفوا على تعذيبه شخصان يستخدمان كنية “مجيد” و”الحاج“.

وكان جميع المتهمين قد أكّدوا لدى قاضي التحقيق وبحضور محاميهم أنّهم قد أجبروا في وزارة الداخلية على إمضاء محاضر اعترافات أكرهوا عليها بواسطة التعذيب ونفوا التهم التي وردت فيها.

2 – الطابع السياسي للقضيّة: باعتبار أنّ الملف قائم على عناصر لا يجرّمها القانون كعقيدة الأشخاص وأفكارهم وخواطرهم. وأنّه وقع اللجوء إلى تعذيب هؤلاء الأشخاص حتى يتم تلفيق الركن المادي من “الجريمة الإرهابية” لهم بانتزاع اعترافات بوقائع كاذبة.

وقد نبّه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي النائب في القضية إلى أنّ هذه المحاكمة تثير إشكالات سياسية تتعلّق أساسا بمفهوم “الإرهاب” وطالب بتخلي المحكمة عن النظر في هذا الملفّ لأنّ ولايتها قضائية وليست سياسية.

 

ويعتبر المجلس أنّ الأحكام بالسجن التي صدرت في هذه القضيّة قد اتّسمت بالقسوة وأنّ العقوبة التكميلية بإخضاعهم للمراقبة الإدارية تزيد من تشديد الأحكام. كما يؤكّد المجلس أنّ القضاء التونسي يواصل بذلك التستّر على جرائم تعذيب مادام يقبل بنتائجها ويمتنع عن التحقيق فيها.

 

عن المجلس

الناطقة الرسمية

سهام بن سدرين


تونس الخضراء

بيان حول الأحداث الدامية الأخيرة

 

شهدت بلادنا بين 23 ديسمبر 2006 و 3 جانفي 2007 أحداث دامية  وتصادم مسلح بين قوات الأمن والجيش من جهة وشبان تونسيون  (وآخرون أجانب) ينتمون لتنظيم  جهاد سلفي .

               وإن كانت ليست المرة الأولى التي تعرف فيها بلادنا أحداث مماثلة لأننا مازلنا نتذكر أحداث قفصة الدامية،  فإن هذه المرة كانت أوسع حيث تواصلت مطاردة الجماعة السلفية الجهادية لمدة طويلة من الزمن نسبيا وفي أماكن عديدة وقريبة من العاصمة وكذلك مراكز اقتصادية حساسة بالنسبة لاقتصاد بلادنا.

               ومع تضارب الأخبار وشحة المعلومات – حيث ألغت وزارة الداخلية  ندوة صحفية  كانت دعت  لها فإن المواطنون سادهم الذعر والخوف خاصة متساكني المناطق  التي جرت فيها المواجهات.

               إن “تونس الخضراء” تأكد

1) أننا لا نريد لبلادنا أن تمر بمراحل العنف التي مر بها غيرنا من البلدان الشقيقة والتي لم تجن منها سوى الخراب والدمار وآلاف الضحايا.

2) نحن حزب مدني هدفه حماية البيئة والتنمية المستدامة نرفض العنف كوسيلة للاستيلاء على السلطة ونعتبر أن إعادة الاعتبار لصندوق الاقتراع كفيلة وحدها بضمان التداول على السلطة والابتعاد عن اقحام الدين في السياسة.

3) ندعو إلى حوار وطني يضمن للبلاد مناعتها ويرسخ دولة القانون والمؤسسات المدنية الدستورية ويدعم تنظيمات المجتمع المدني بدون تدخل ووصاية حتى يتسنى لها أن تكون فضاءا للشباب يكفل لهم الحرية والديمقراطية لصيانة ما تحقق من مكاسب تقدمية مثل مجلة الأحوال الشخصية و فتح مجال لتنمية الحياة الاجتماعية والثقافية المستنيرة والعمل التنموي البيئي.

 

المنسق العام لحزب ” تونس الخضراء”

عبد القادر الزيتوني


 

العفو الدولية تتهم تونس بشن حملة اعتقالات سرية  

 
 
قالت العفو الدولية(أمنستي) إن عددا من الشبان التونسيين اعتقلوا في ظروف غامضة منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي حيث اندلع أول الاشتباكات بين قوات الأمن ومجموعة وصفتها السلطات بالسلفية الإرهابية. واتهم بيان للمنظمة الثلاثاء السلطات التونسية بعدم تقديم أي معلومات عن مصير المعتقلين لعائلاتهم رغم كل المحاولات التي بذلوها. كما عبر عن القلق تجاه إمكانية تعرض المعتقلين لسوء المعاملة في مخافر الشرطة. وذكر رئيس قسم الشرق الأوسط بالمنظمة للجزيرة أن أمنستي تلقت هذه المعلومات عبر اتصالات من بعض التونسيين. وأعرب عن اعتقاده بأن الاعتقالات لم تتم بصورة قانونية مؤكدا أنه تم احتجاز المعتقلين بأماكن سرية لا يعرفها ذووهم أو محاموهم. وأشار ميشيل بورنيي إلى مخاوف من تعرض هؤلاء المحتجزين للتعذيب وعدم احترام حقوقهم، وأشار إلى أنه خلا الأسابيع الماضية تم اعتقال العشرات يعتقد أنهم ينتمون لمجموعات سلفية. وأضاف أن رجال شرطة بزي مدني نفذوا هذه الاعتقالات وتم بعضها في الشارع. وقال أيضا إن العفو الدولية ستطالب رسميا الحكومة التونسية بتوضيحات عن هذه الاعتقالات، وبالكشف عن أماكن احتجاز المعتقلين. وكانت الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين قد استمرت لنحو أسبوعين حتى الثالث من الجاري بمنطقة سليمان على بعد 40 كلم جنوب العاصمة. وأفاد وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم أن المسلحين الذين اشتبكوا مع الأمن تسللوا للبلاد عبر الحدود مع الجزائر، كما أعلنت الوزارة أن قوات الأمن قتلت 12 مسلحا واعتقلت 15 آخرين بهذه الاشتباكات.

 (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 24 جانفي 2007)  


 

في المحكمة الابتدائية بتونس:

محاكمة 23 متهما بالانتماء إلى تنظيم إرهابي

أحيل أمس (23 جانفي 2007، التحرير) على أنظار الدائرة الجنائية الثانية بابتدائية تونس 7 متهمين احضروا بحالة إيقاف وقد تورط معهم 16 متهما آخرين أحيلوا بحالة فرار وتتراوح أعمار المتهمين بين 21 و32 سنة وقد وجهت لهم دائرة الاتهام جملة من التهم المتعلقة بالانضمام إلى تنظيم إرهابي والعمل على تهريب أشخاص منتمين إلى هذا التنظيم وتكوين مجموعة تتبنى الفكر الجهادي السلفي. وكان منطلق الأبحاث  في هذه القضية معلومات وردت على أعوان أمن الدولة  في إطار مقاومة  التيار الجهادي السلفي الفكر مفادها  قيام احد الأشخاص  بجهة منزل بورقيبة بتهريب6 أشخاص إلى التراب  الجزائري  لكي يتصلوا بأشخاص  من البلد المذكور ويتولوا تدريبهم  على كيفية  استعمال  الأسلحة. وبموجب  تلك المعلومات تمكن أعوان إدارة أمن الدولة من إيقاف 7 أشخاص  بين مدينة منزل بورقيبة  وتينجة ببنزرت فاعترف المظنون فيه الرئيسي انه تعرف على بقية المظنون فيهم ونجح في الاتصال  بقريبه الذي يقطن بغار الدماء واعلمه أنه يرغب في مساعدة أشخاص على اجتياز الحدود التونسية الجزائرية وأوهمه انهم سيقومون بتلك العملية ليتمكنوا فيما بعد من اجتياز الحدود الجزائرية والذهاب الى فرنسا  قصد العمل وفعلا نجح قريبه في تهريب مجموعة من الأشخاص بمقابل مالي دون أن يعلمه أنهم سيتدربون على الأسلحة  ويسعون إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي هناك «للإطاحة بالنظام» في البلد المذكور ثم  تعميم المسألة  في بقية البلدان العربية  الأخرى  وتركيز  الدولة الاسلامية. كما اعترف  بقية المظنون فيهم والذين وقع ايقافهم  بمعرفتهم  لبعضهم البعض وباجتماعهم  في منزل احدهم في عديد المناسبات. كما كشفت التحريات تورط 16 شخصا آخرين في هذه العملية وتم حجز أشرطة  تحتوي على  كيفية  القتال في الشيشان وأفغانستان. وقد انتهت جملة الأبحاث  بإحالة 7 موقوفين على أنظار الدائرة الجنائية الثانية  بابتدائية تونس  والتي  حجزت القضية  للمفاوضة بعدما استمعت إلى مرافعات  المحامين وأقوال المتهمين. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007)

 

إسناد إسم الرئيس بن علي لأحد الشوارع التاريخية بمدينة إيطالية

تونس (وات) – مثل يوم 19 جانفي 2007 موعدا متميزا في مدينة «فيلا فرنكا» من مقاطعة تسكانا الايطالية حيث تم تدشين الشارع الذي اطلق عليه المجلس البلدي لهذه المدينة بالاجماع اسم الرئيس زين العابدين بن علي وذلك بحضور سفيرتونس بايطاليا وجمع غفير من متساكني المدينة وبعزف النشيدين الرسميين التونسي والايطالي. واكد رئيس بلدية «فيلا فرنكا» عضو الحزب الاشتراكي الجديد والنائب بمجلس النواب الايطالي ان هذه المبادرة سيكون لها وزنها في تعزيز التعاون التونسي الايطالي. وهي تترجم معاني التقدير للرئيس زين العابدين بن علي لاعلائه شان قيم الصداقة والتضامن وتكريس المثل الانسانية واحترام ذاكرة التاريخ في ابراز لمبادرة سيادة الرئيس باطلاق اسم الزعيم الايطالي الراحل بتينو كراكسي على احد شوارع مدينة الحمامات. وعبر عن مدى اعتزاز مدينته ومواطنيها لرفع اسم وصورة رئيس تونس عاليا في موقع له دلالته التاريخية  باعتبار ان الشارع الذى تم تدشينه يربط بين قصر «مالنيد» الذي احتضن احد ابرز الاعلام والمفكرين الايطاليين  الاديب والسياسي دانتي  والطريق المؤدية الي نهر «ماغرا» رمز المدينة الحرة وكرم الضيافة. واعرب السكريتير الدائم للحزب الاشتراكي الجديد السيد ماريو دي البيو من جانبه  باسم كافة اعضاء الحزب  عن خالص مشاعر الشكر والامتنان لرئيس الدولة قائلا  :«ان الرئيس زين العابدين بن علي اثبت مرة اخرى للجميع انه رجل المبادرات والمواقف الرائدة التي تسمو بقيم الصداقة والتضامن الى اعلى الدرجات وتعطيها دلالاتها الكونية». وقد جسم هذا الاحتفال عراقة الاواصر التاريخية والحضارية التي تجمع بين تونس وايطاليا  والقيم التي مافتىء الرئيس زين العابدين بن علي يدعو اليها  ولاسيما الحوار بين الحضارات والثقافات  خدمة للمثل والمبادىء الانسانية الخالدة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007) ملاحظة من التحرير: موقع  بلدية Villafranca الإيطالية: http://www.comune.villafranca.vr.it/


 

إعـــلان

 

ينطلق من مصر الخميس 25 -1-2007 حملة الكترونية باسم ” اليوم العالمى للحجاب” بمشاركة دولية واسعة ومشاركة “لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بالمانيا و لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس وعدد من الشخصيات والرموز الإسلامية في العا لم ولمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة موقع: www.hamasna.com

 

عن لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس

حسيبة سويلمي


        حزب الوحدة الشعبية

                   منتدى التقدم

                                                          لقاء مع سفير كوريا الشمالية

 

يستضيف منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية سعادة سفير كوريا الشمالية حول موضوع :

الصراع الدولي في المجال النووي

وذلك يوم الخميس 25 جانفي 2007 على الساعة الخامسة مساء بمقر جريدة

 ” الوحدة ” 7 نهج النمسا ـ تونس.

والدعوة إلى حضور هذا اللقاء مفتوحة للجميع .

                                                                                                          عن منتدى التقدم

                                                                                                            عادل القادري


  في جلسة عامة نيابية خصّصت لمناقشة عدد من مشاريع القوانين

نائب يقترح بيع «الواقي المطاطي» بالمساحات التجارية الكبرى وتساؤل عن الجاهزية لمراقبة أنفلونزا الطيور

تغطية رفيق بن عبد الله تونس-الصباح: دعا النائب محمد خيرالدين خالد(التجمع) إلى دعم إجراءات الوقاية من الأمراض السارية على غرار مرض السيدا خصوصا لدى الشباب، وذلك بطرق تمكن من رفع الحواجز النفسية التي تحول دون استعمال الواقي الذكري المطاطي مقترحا بيعه بالمساحات التجارية الكبرى ومراجعة تصنيفه كدواء لا يمكن بيعه إلا في الصيدليات. طالع المقال… (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007)  


وزير الثقافة والمحافظة على التراث

غلــق 98 نـادي فيديـو مخالفــــة للقـــانـــون

 

 
تونس-الصباح ذكر السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث أن فريق المراقبة الذي أحدثته الوزارة لمتابعة نوادي الفيديو قام خلال السنة الماضية بـــ700 عملية زيارة تفقدية وضبط عددا من المخالفات خصوصا في مجال القرصنة أسفرت عن غلق 98 ناديا وذلك بالتعاون مع الهياكل الأخرى المعنية. وقال الوزير الذي كان يرد على استفسارات النائب هشام الحاجي (الوحدة الشعبية) بخصوص التصدي لعمليات القرصنة التي تستهدف العمل المسرحي والسينمائي وحماية الشباب من نوعيات من الكتب والأشرطة السمعية البصرية والحوامل الرقمية أثناء مناقشة قانون يتعلق بالموافقة على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي المعتمدة بباريس في 20 أكتوبر 2005 خلال الدورة 33 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، أن الوزارة تسعى أن يكون المعرض الدولي للكتاب الذي ينتظم سنويا بمعرض الكرم بالعاصمة قلعة تتصدى لكل المظاهر الظلاميـة من سحر وخرافات لصيانة نوعية الكتب المعروضة وجودتهـــا. وأعلن أنه يتم حاليا إعداد موقع الكتروني للمكتبة الوطنية سيكون جاهزا قريبا وذلك بعد أن تم رقمنة 80 بالمائة من رصيد المكتبة للمساهمة في التعريف بكنوزها لدى الراي العام العالمي. مفيدا في ذات الخصوص أنه يتم سنويا تخصيص مليار لمساعدة أصحاب دور السينما على صيانة قاعاتهم والنهضة بها عبر تطوير التقنيات المستعملة في عرض الأفلام، مضيفا أن دعم الدولة للسينما التونسية ساهم في تزايد عدد الأشرطة الطويلة المنتجة سنويا إلى 10 أفلام. إضافة إلى دعم المبدعين من الكتـاب والمسرحيــين التونسيين وذلك في إطار حماية المنتوجات الثقافية الوطنية من المنتجات الثقافية الأجنبية والمحافظة على خصوصيات الهوية الثقافية الوطنية. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007) التدخين لدى التلاميذ.. تجاوز كلّ الحدود:

بحث ميداني يكشف أنّ 70% من الأطفال أعمارهم أقل من 14 سنة يعيشون في عائلة أحد أفرادها يدخن

تونس ـ الصباح: داخل أسوار المؤسسات التربوية وأمام بواباتها الرئيسية أضحت ظاهرة التدخين لدى التلاميذ على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الدراسة ملفتة للانتباه.. ولا يقتصر الأمر على الذكور بل ينسحب أيضا على الفتيات.. ولعل المثير للدهشة هو أن أصحاب الأكشاك وباعة الكاكي المنتصبين على مقربة من المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية يروجون شتى أنواع السجـــــائر بأسعار مغرية للأطفال والمراهقين دون مراعاة للأخطار المحدقة بهم. طالع المقال… (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007)

رسالة الى الرئيس بن علي من بلخوجة

وجه السيد محمد الطاهر بلخوجة الوزير الاسبق رسالة الى الرئيس زين العابدين بن علي عبر لسيادته من خلالها عن شرفه مشاركته كل المواطنين الاعتراف بالجميل لسيادة الرئيس لتجنيبه تونس شر العمليات الارهابية التي استهدفت بلادنا في المدة الاخيرة مؤكدا التزامه الكامل في الاسهام في كل الجهود الرامية إلى دعم مناعة الوطن. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007)  


 

اليوم انطلاق المجلس الوزاري المغاربي المكلّف بالتجارة:

منطقة التبادل الحر المغاربية.. مجموعة اقتصادية خماسية والتصنيفة القمرقية الموحدة محور الندوة

 

تونس ـ الصباح

 

تحتضن تونس اليوم وغدا الدورة الثامنة للمجلس المغاربي المكلف بالتجارة بحضور وزراء التجارة المغاربيين، وخبراء من الاقطار المغاربية الخمسة ويتضمن جدول الاعمال جملة من المواضيع الهامة من ابرزها :

 

1) تقييم الوضعية الحالية للاطار القانوني للتعاون التجاري المغاربي من خلال:

 

أ) مشروع اقامة منطقة التبادل الحر المغاربية

ب) مشروع دراسة مجموعة اقتصادية مغاربية

ج) التصنيفة القمرقية الموحدة

 

2) تنسيق السياسات المغاربية في مجال التجارة والقمارق

 

3) توصيات التقرير النهائي للندوة الدولية حول تسهيل التجارة بين الدول المغاربية

 

4) التنسيق المغاربي في افق قيام منطقة للتبادل الحر الاورومتوسطية سنة 2010.

 

أهمية الاندماج الاقتصادي المغاربي

 

ويعكس جدول الاعمال الوعي المتنامي للدول المغاربية الخمس بأهمية الاندماج الاقتصادي اعتبارا للاستحقاقات الداخلية والخارجية التي تربطها، واعتبارا ايضا ان الاندماج الاقتصادي في ما بينها يوفر امكانيات التكامل بين بلدان المغرب العربي الكبير الذي من شأنه ان يدعم مسيرة التنمية في البلدان الخمسة ويدعم القدرة التنافسية لاقتصادياتها مما يمكنها من مواجهة الاقتصاديات العالمية وما فيها من نزعة منافسة قوية.

 

ومن هذا المنطلق سيطرح الوزراء في اجتماعهم اليوم وغدا عدة مشاريع من الوزن الثقيل لعل اهمها:

 

ـ مشروع الاتفاق بخصوص منطقة التبادل الحر المغاربية، وذلك بعد انكباب فريق عمل خلال المدة الاخيرة حول هذا الموضوع، والتوصل الى عدة اتفاقيات مثل اعتماد 3 قائمات حول التفكيك الجمركي على اساس قائمة اولى يقع اعفاؤها فوريا من الرسوم القمرقية، وقائمة سيقع تفكيكها على المدى المتوسط واخرى على المدى الطويل، ويشار الى ان الفترة الانتقالية للمنطقة لن تدوم اكثر من 5 سنوات.

 

وينتظر ان تشهد السنة الجارية استكمال مفاوضات بخصوص قائمة السلع، وفي هذا الاطار تم تكليف الامانة العامة للاتحاد المغاربي باعداد مشروع بروتوكول مغاربي لقواعد المنشأ بالاعتماد على تصورات من البلدان الاعضاء الخمس.

 

ـ ايضا هناك اعمال جارية على مستوى الخبراء لاعداد تصنيفة جمرقية موحدة وذلك استباقا لانطلاق نشاط المنطقة الحرة المغاربية واعداد الترتيبات اللازمة لها.

 

البند الثاني الكبير الذي سينظر فيه الوزراء المغاربة في الدورة الثامنة للمجلس الوزاري المغاربي المكلف بالتجارة هو التنسيق المغاربي استعدادا لانطلاق منطقة التبادل الحر الاورومتوسطية سنة 2010، وفي هذا الاطار انه تم تكليف الامانة العامة للاتحاد المغاربي باعداد ورقة عمل حول استعداد الدول الاعضاء لهذا الاستحقاق مع انشاء فريق عمل لبلورة برنامج عمل جماعي.

 

اما الجانب الثالث الهام الذي سينظر فيه المجلس فهو يتعلق بتنسيق السياسات التجارية والجمرقية بين بلدان المغرب. وبالنسبة الى تونس فان البناء المغاربي خيار استراتيجي، حيث ساندت تونس كل الجهود لتسريع نسق البناء، وتبقى مبادراتها كبرى في هذا المجال سواء على البعد الجماعي او الثنائي، حيث تقدمت خطوات هامة على درب تشبيك المصالح.

 

وفي الاطار القانوني فان تونس مرتبطة باطار قانوني مع ليبيا والمغرب، وهناك مفاوضات جارية لاقامة منطقة تبادل حر ايضا مع كل من الجزائر وموريتانيا.

 

مبادلات تونس التجارية مع البلدان المغاربية

 

ان مبادلات تونس التجارية مع البلدان المغاربية قد تطورت بشكل هام في السنوات الاخيرة وذلك من 1470 مليون دينار سنة 2004 لحوالي 2550 مليون دينار سنة 2006. وقد تحققت ارقام هامة خاصة مع ليبيا، حيث تجاوزت قيمة المبادلات التجارية مرحلة المليار دولار، والمحاولات سائرة لبلوغ 2 مليون دولار، وكذلك الامر مع الجزائر فهناك تطور ايجابي في الحركة التجارية بين البلدين. كما تم الاتفاق مع ليبيا مؤخرا على تطبيق مبدإ المعاملة الوطنية للسلع المتبادلة (الخضوع في جوانب انتاج البلدين للاداءات الداخلية).

 

علي الزايدي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2007)


تطورات لافتة في قطاع التعليم العالي:

انتقادات للجامعة العامة.. ودعوة لمجلس قطاعي عاجل وتلويح بالاضراب

تونس – الصباح: طالب عدد من النقابات العامة والنقابات الأساسية والنيابات النقابية بالمؤسسات الجامعية للتدريس والبحث بالجامعة، المركزية النقابية بــ«إعادة فتح ملف قطاع التعليم العالي»، بشكل يعيد الاعتبار للقطاع بعيدا عن المحاكم، ومن دون ضغوط نقابية مناشدين قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل «تحمل مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن القطاع».. وتقدمت هذه الهياكل النقابية في عريضة حصلت «الصباح» على نسخة منها، بجملة من المقترحات العملية لانهاء «ازمة نقابة التعليم العالي والبحث العلمي وبقية الهياكل الممثلة لقطاع التعليم العالي… وتتمحور هذه المقترحات حول اعادة بناء جامعة عامة للتعليم العالي والبحث العلمي، او جامعة عامة للتعليم تتولى مهمة التنسيق بين النقابات العامة.. وطالبت العريضة، بالتوازي مع ذلك، بتحوير النظام الداخلي بشكل يسمح باكثر صلاحيات للنقابات العامة والجامعات… مقابلة من دون نتائج.. وجاءت هذه العريضة، بعد بضعة ايام على مقابلة السيد المنصف الزاهي، الامين العام المساعد لاتحاد الشغل المكلف بالوظيفة العمومية والسيد سامي العوادي، الكاتب العام لجامعة التعليم العالي والبحث العلمي، مع وزير التعليم العالي السيد لزهر بوعوني، قبل اكثر من اسبوع.. ويبدو ان نتائج هذا الاجتماع، هي التي دفعت عديد المسؤولين النقابيين في القطاع الى صياغة هذه العريضة والمطالبة باعادة النظر في ملف التعليم العالي.. وحسب بعض المعلومات التي توفرت لـــ«الصباح» فان لاجتماع المذكور لم يسفر عن نتائج ملموسة بصدد المطالب القديمة، المادية والبيداغوجية لنقابات التعليم العالي، وانما اكتفى بتمكين الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، من عضوية اللجنة الوطنية لمشروع «إمد»، ممثلة في شخص السيد سامي العوادي،، وهو الامر الذي اعتبره عديد النقابيين «دون المؤمل»، بل دون المطالب القطاعية المتراكمة منذ سنوات عديدة.. وقال السيد احمد المعروفي، الكاتب العام للنقابة الأساسية للمعهد العالي للغات بتونس، والعضو السابق للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، في تصريح لـــ«الصباح»، ان نتائج الاجتماع غير كافية حيث لم يقع التطرق الى مراجعة القانون الأساسي، ولم تتطرق المقابلة الى المطالب المادية للاساتذة الجامعيين، كما ان محتوى اللائحة التي سلمت من قبل جميع الأطراف والهياكل النقابية، لم يحصل بشانها اي تقدم منذ فترة، رغم الحاحيتها» دعوة لمجلس قطاعي عاجل.. وكان السيد نو الدين الورتتاني، الكاتب العام للنقابة الأساسية للاساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل، انتقد نتائج اجتماع السيد العوادي مع وزير التعليم العالي قائلا «للصباح»، بان المجلس القطاعي للتعليم العالي (وهو سلطة القرار بالجامعة العامة) لم يفوضه لعقد هذا الاجتماع مع الوزير على أساس ان الجامعة كانت تقدمت بجملة من المطالب الى الوزارة ومنحتها سقفا زمنيا للاجابة عليها. واعرب الورتتاني عن خشيته من اضاعة الوقت في مقابلات، خرجت منها الجامعة «خالية الوفاض» على حد قوله: وطالبت النقابة الأساسية الكاتب العام للجامعة، بعقد اجتماع عاجل للمجلس القطاعي لتدارس التطورات المسجلة في الآونة الاخيرة، سيما في ضوء ما يتردد عن وجود زيادات متوقعة دون الحد الادنى من المطالب المادية للعاملين في القطاع.. وعقدت النقابة قبل عدة ايام اجتماعا عاما، ناقشت خلاله هذه المستجدات الى جانب مناقشة مشروع التفقد البيداغوجي واختيار رئاسة الجامعة، تغيير طريقة احتساب الساعات الاضافية، التي وصفتها النقابة، «بالمتعسفة على مضمون النصوص القانونية».. وطالب الاجتماع في لائحة تلقت «الصباح» نسخة منها، وزارة الاشراف بالتدخل للحيلولة دون تنفيذ هذه الطريقة ولوحت النقابة بشن اضراب بيوم واحد، على ان يتم تحديد تاريخه وتوقيته في وقت لاحق. صالح عطية (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 23 جانفي 2007)

سـؤال حملناه إلى من يهمه الأمر:

لماذا يعزف الشباب عن الانضمام للجمعيات والمنظمات؟

  تونس – الاسبوعي: تشهد العديد من الجمعيات والمنظمات عزوفا في اقبال الشباب على الانضمام إليها.. تلك هي حقيقة لا يمكن نقاشها إذا ما قارنا عدد المنضوين تحت إمرتها مقارنة بالسنوات الخوالي من جهة ومقارنة بعدد الشباب اليوم من جهة ثانية.. ترى لماذا هذا العزوف.. وماذا يقول الشباب عن دواعي عزوفه وبماذا يفسره وكيف ينظر الشباب لمسألة الانخراط في المنظمات والجمعيات؟ فيما يلي محاولة للإجابة. طالع المقال…  د. الحبيب النهدي (أخصائي في علم الاجتماع) البرامج الجمعياتية والمنظماتية والحزبية في حاجة لإعادة النظر في استراتيجياتها أكد الدكتور الحبيب النهدي المتخصص في علم الاجتماع أن الانخراط في العمل الجمعياتي والمنظماتي والحزبي مرتبط بالاساس بالمشاركة السياسية. وقال «لا بد من التأسيس لثقافة المشاركة انطلاقا من النظام التربوي وجعل مادة التربية المدنية تقدم في شكل ثقافة سياسية إذ أن المسألة هنا مرتبطة بمبدأ التنشئة». ولاحظ محدثنا أنه ثمة حلقة أساسية ناقصة في عملية التنشئة على الثقافة السياسية أو ثقافة المشاركة وهي كيفية ارساء ثقافة سياسية ومدنية تؤسس لاعتماد المبادىء الواردة في الدستور والقانون التونسي وكيفية ربطها بالهياكل الاجتماعية في الاسرة والمدرسة والجامعة. طالع المقال… (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 جانفي 2007)

خطف الأطفال بدار شعبان الفهري ونابل كــلّ الحقيقـــة

 
الاسبوعي – القسم القضائي لا حديث خلال هذه الأيام بمدينتي نابل ودار شعبان الفهري إلا عن السيارة الرباعية الدفع (4×4) التي يخطف ركابها الاطفال والتلاميذ سواء من الأحياء أو من أمام المدارس الابتدائية وذلك بعد استدراجهم بقطع الحلوى أو بمجلات الاطفال وقال البعض أن هذه العصابة خطفت أربعة أطفال وقال آخرون أن أحد الاطفال ألقي به في مكان مهجور بعد نزع قلبه وهو ما أدخل الخوف في قلوب الاطفال ولا سيما تلاميذ المدارس الابتدائية وأدخل الذعر في نفوس أوليائهم وراحوا يرابطون أمام المؤسسات التربوية عند دخول أو خروج أبنائهم بعد توصيات صادرة عن بعض المديرين. ولمعرفة الحقيقة اتصلت «الأسبوعي» بالسلط الامنية بولاية نابل التي فنّدت جملة وتفصيلا هذه الروايات والأقاويل واعتبروها مجرد إشاعات اعتاد البعض ترويجها بين الحين والآخر. وأضافت مصادرنا أن كل المراكز الامنية بنابل ودار شعبان الفهري وحتى تازركة وبني خيار لم تسجل بها أية بلاغات اختفاء في هذا الشأن وأنه لا وجود لأية عصابة لخطف الاطفال بالجهة وأن الامر لا يعدو أن يكون سوى مجرد إشاعة يتداولها الأهالي (!!) (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 جانفي 2007)


قضية من أجل رزنامة

أفاد بيان للهيئة المديرة لرابطة حقوق الإنسان أن السيد ناجي مرزوق القيادي في الرابطة دعي يوم آلإثنين 15 جانفي 2007 إلى منطقة الأمن الوطني بصفاقس المدينة وحرر في شأنه محضر بحث يتعلق بإصدار يومية أعدتها الرابطة بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيسها شعارها “ثلاثون سنة من النضال من أجل أن تكون كل الحقوق لكل الناس”. وعبرت الرابطة عن استغرابها من أن الذين تولوا البحث معه اعتبروا ذلك الشعارا ماسا بالجهات الرسمية طبقا للفصل 50 من مجلة الصحافة في حين أكد السيد مرزوق للباحث أن شعآر”كل الحقوق لكل الناس” لايمس بأية جهة مسؤولة ، وهو شعار تتبناه كل الرابطيات والرابطيون. وطالبت الرابطة السلط بالحفظ الفوري لهذا الملف “لما فيه من انتهاك صارخ لرسالة الرابطة واساءة لصورة البلاد”، منبهة إلى أن المضايقات والتتبعات ضد نشطاء الرابطة لن تجدي نفعا لما يتحلى به الرابطيون من صمود دفاعا عن الثوابت.

رسالة حسن نية

ذكرت مصادر مطلعة أن السلطة استدعت مجموعة من ابرز القيادين في حركة “النهضة” للتحقيق معهم على خلفية رسالة حسن نية واستعداد للاصلاح والمصالحة وطي صفحة الماضي وجهوها لجهات سياسية عليا في شهر جويلية المنقضي. وأفادت المصادر بأن موضوعات التحقيق دارت حول سبل وكيفية التقاء هذه القيادات والتنسيق الحاصل بينها.

لجان يقظة ؟

لوحظ في الفترة الأخيرة أن هياكل “التجمع الدستوري “كثفت من الإجتماعات ذات الطابع الأمني، وأكد جميع المسؤولين الذين أشرفوا على اجتماعات عقدت بعد الأحداث الأخيرة على ضرورة أن تكون “عيون التجمعيين يقظة وأن تكون اليقظة القاسم المشترك بين جميع السكان في المدن والقرى والأرياف” كما ورد في أحد التقارير الحزبية ، فهل تم إحياء لجان اليقظة سيئة الصيت ؟

مجلس أمن قومي؟

دعت صحيفة “الحرية” الناطقة باسم الحزب الحاكم إلى إنشاء “مجلس للأمن القومي ” في تونس ، لكن الطريف أن المجلس آلتونسي المزمع إنشاؤه سيتسم بخصوصية تختلف عن جميع المجالس المماثلة في العالم وتتمثل في كونه سيضم في صفوفه مثقفين فقط …طبقا للإقتراح العبقري الذي جادت به “الحرية”.  تعاون أمني كثفت مصالح الأمن التونسية والجزائرية والمغربية من تعاونها في الفترة الأخيرة بعد أحداث سليمان، وانضمت إلى أعمال التنسيق أجهزة الأمن المصرية. وتمثل التعاون خاصة في تبادل القوائم والمعلومات عن عناصر يشتبه في انضمامها لمجموعات مسلحة في هذه البلدان . رقابة منعت عدة أعداد من صحف فرنسية وعربية من التوزيع في الأسواق طيلة الفترة الأخيرة بسبب تطرقها للأحداث العنيفة التي جدت في الضواحي الجنوبية للعاصمة . والي تجمعي ترأس والي باجة السيد محمد بن سالم الإجتماع الدوري للجنة تنسيق “التجمع” بالجهة بحضور الكتاب العامين للجامعات الترابية والمهنية ، وكان دوره أهم من دور كاتب عام لجنة التنسيق . والملاحظ أن رؤساء غالبية المنظمات الوطنية بالجهة حضروا أيضا هذا الإجتماع الذي خصص للإستعدادات للإحتفال بالذكرى العشرين ل7 نوفمبر، أي قبل حلول المناسبة بأكثر من … عشرة أشهر. وأشرف الوالي شخصيا على تكوين لجان جهوية لإعداد تلك الإحتفالات .

شاب معتقل في بنزرت

تسلمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي رسالة من السيدة جازية المعلاوي مفآدها أن أعوان أمن ألقوا القبض على ابنها محمد مجدي المشرقي البالغ من العمر 21 سنة وهو طالب بآلسنة أولى إعلامية بمحل سكناه بمدينة سجنان بتاريخ 20 ديسمبر2006. وأكدت أنها تجهل مصيرابنها المفقود منذ ذلك التاريخ والى حد كتابة هذه السطور رغم ما قامت به من اتصالات مكثفة سواء بالسلط الأمنية بالجهة أو بوزارة الداخلية حيث لم تلق الآذان الصاغية ولم تتحصل عن أي معلومة حول أسباب ومكان الاعتقال . إرادة الاستقلال تكريما لنضال جمعية القضاة التونسييين من اجل استقلاليتها وبمناسبة عشرية لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس ومقرها بباريس صدر كتاب تحت عنوان “إرادة الاستقلال” للأستاذ حسين الباردي المحامي بمحاكم باريس وعضو ناشط في اللجنة. وجاءت مقدمة الكتاب بتوقيع المحامي الفرنسي ميشال طوبيانا الرئيس الشرفي لرابطة حقوق الإنسان الفرنسية ونائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية للشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان. ويروي الكاتب في صفحة 136 شجاعة نشطاء الجمعية في المعركة التى خاضوها من اجل استقلال القضاء رغم الظروف القاسية والهرسلة والتنكيل بهم نم خلال نقل تعسفية إلى أقاصي البلاد.

رحيل الهادي سلامة

لبى داعي ربه المناضل التقدمي السيد الهادي سلامة (65 عاما) في مسقط رأسه بمدينة الشابة . وكان الراحل من الرعيل الأول لمناضلي “تجمع الدراسات والعمل الإشتراكي التونسي ” المعروف ب”مجموعة آفاق” في الستينات ، وقد مثل أمام محكمة أمن الدولة سنة 1968 و أمضى سنوات في السجن بسبب التزامه اليساري. وظل بعد مغادرته المعتقل قدوة في مجتمعه واشتغل طويلا في حقل التربية حتى أحيل على التقاعد. رحم الله الفقيد ورزق أهله والأسرة التقدمية التي أحبته جميل الصبر والسلوان وانآ لله وانا إليه راجعون . فاتوره طالب يعيش متساكنو المبيتات الجامعية منذ بداية السنة تحت وطاة نظام قاس متمثل في الاقتصاد في الطاقة ، فقد أصبحوا محرومين من الكهرباء ليلا نهارا ذلك أن تشغيلها لا يتم إلا بعد الساعة الثامنة ليلا في حين أن الشمس تغيب في حدود الساعة الخامسة مساء بالإضافة إلى أن الكهرباء تقطع كامل اليوم فلا يحق لأحد أن يستمع للراديو معرفة ما يجري من حوله من أحداث أو حتى لشحن هاتفه الجوال إذا كان لديه واحد ليكون بذلك ضحية منافسة بين مديري المبيتات في نهاية كل فترة دفع عداد استهلاك الكهرباء (من يدفع الفاتورة الأقل ) وليدفع الطالب البقية.

اتحاد أصحاب الشهادات

قام أعضاء اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بجملة من التحركات في المدة الأخيرة إذ قاموا يوم الخميس 11 جانفي باعتصام أمام مدخل وزارة التربية دام 3 ساعات وقابلتهم الشرطة بجميع أجهزتها رافضين مطلبهم لقاء مندوب الانتدابات في الوزارة المذكورة السيد نجيب الصخيري. وتمكن أعضاء الاتحاد من دخول الوزارة يوم السبت 13 جانفي وأعلنوا اعتصاما داخلها دام ساعتين. ورفض مسؤولو الوزارة مقابلة أي من أعضاء التنسيقية الوطنية ، وكذلك تكرر نفس الأمر باعتصام دام ساعتين يوم الثلاثاء 16 جانفي أمام مدخل الوزارة ، وتم منعهم مرة أخرى وأعلمهم الأمن أن السيد الصخيري يرفض مقابلة أعضاء الاتحاد فعادوا سيرا الى وسط العاصمة معلقين على ثيابهم ملصقات كتب عليها “معطلون”.

تجمع أساتذة معطلين

بدعوة من اتحاد أصحاب الشهادات عن العمل تجمع عدد من الأساتذة المتخرجين من جميع الاختصاصات المعطلين عن العمل أمام وزارة التربية والتكوين صبيحة يوم 10 جانفي الجاري للمطالبة بانتدابهم وبإلغآء التمييزعند الانتداب بواسطة الكاباس والبحث الأمني. وتصدت لهم قوات هامة من الشرطة بالزي المدني ومنعتهم من دخول مقر الوزارة ومقابلة أي مسؤول . صدى المعطّل صدر العدد الأول من نشرية “صدى المعطل” لسان حال اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة . تضمن العدد جملة من المقالات والنصوص الإبداعية التي تعنى بهموم هذه الشريحة ، كما ضم أيضا بيانات تأسيس لفروع اللجنة في مختلف مدن الولاية . لوم …! أفاد القيادي السابق بحركة “النهضة”محمود البلطي بأن مركزحرس بوسالم لامه على ماورد في نص الخبر المنشور بصحيفة “الموقف” بتاريخ 17نوفمبر 2006 معتبرا أنه يعامل من طرف أعوان الأمن معاملة حسنة ومتميزة حيث يستقبل يوميا للإمضاء على أنه موجود ببوسالم ؟. كما أفاد المصدر نفسه بأنه أبرق إلى السلط العليا طالبا الترخيص له بالتنقل لرؤية والدته التي تحتضر بمستشفى شارل نيكول وآلتي كانت طيلة 15 سنة تتنقل بين سجون البلاد لرؤية ابنها، إلا أنه استدعي بعد وفاة والدته واعلم بالموافقة على تنقله لزيارتها.! تغمد الله الفقيدة برحمته ورزق أهلها الصبر والسلوان . إعلان ينطلق من مصر الخميس 25 -1-2007 حملة الكترونية باسم ” اليوم العالمى للحجاب” بمشاركة دولية واسعة ومشاركة “لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بالمانيا و لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس وعدد من الشخصيات والرموز الإسلامية في العا لم ولمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة موقع: www.hamasna.com عن لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس حسيبة سويلمي (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية – تونس)، العدد 389 بتاريخ 19 جانفي 2007)  


إفتتاحية “الموقف”: الفقر والإرهاب
رشيد خشانة أظهر بحث ميداني جديد أن هناك ارتباطا متينا بين الأ وضاع الاجتماعية العسيرة للشباب في كثير من البلدان العربية و اللجوء الى العنف بما فيه الانتساب الى الخلايا التي تصنف في خانة الارهاب. وعآود البحث تأكيد حقائق معروفة من قبيل أن مدبري تفجيرات الدار البيضاء في ماي 2003 أتوا من الأحياء الفقيرة التي تزنر العاصمة الاقتصادية المغربية وأن منفدي عمليات تفجيرالقطارات في مدريد في مارس 2005 ينحدرون من الأحيآء القصديرية في طنجة ، اضافة إلى … تونسي (فاخت ) أتى من مدينة قفصة …الفقيرة أيضا. والتمييز بين الحالتين الفلسطينية والعراقية من جهة وما يجري في البلدان العربية الأخرى من جهة ثانية هو من نافل القول ، فالاحتلال يفرز قوانين خاصة تفرض على أبناء البلد أيا كانت الأصول التي ينحدرون منها ومستوياتهم التعليمية مقاومة المحتل بجميع الوسائل المتاحة. الا أن الظاهرة اللافتة هي العلاقة الوثيقة بين انتشار الجماعات العنيفة وانخرام التوازن المجتمعي. ومن المعروف مثلا أن جمال الزيتوني الزعيم السابق ل “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” كان يبيع الدجاج في أحد أحياء الجزائر الشعبية ، وقال بعضهم انه تدرب هناك على الذبح قبل أن ينتقل لنحرالآدميين . أماخلفه عنترالزوابري فينحدرأيضا من أسرة عاشت في منطقة زراعية فقيرة. ولم يكن من الصعب على أخلاف الزيتوني والزوابري اللذين قتلتهما القوات النظامية أن ينتقلوا للعيش في الغابات الجبلية مع نسائهم وأطفالهم طالما أنهم معتادون على شظف العيش. يعترض البعض على تلك الأفكار المتداولة، والتي أثبتتها أخيرا تحقيقات ميدانية ، مشيرا الى أن الظواهري وبن لادن ومحمد عطا أتوا من أوساط ميسورة ،الا أن الصحيح أن تلك الحالات لا ينبغي أن تحجب عن الأنظار أن الغالبية الساحقة من أعضاء الجماعات التي تستخدم العنف وسيلة للتغييرمتأثرة بوضعها الاجتماعي. طبعا لا يقلل هذا الكلام من أهمية عنصر آخر هو الشعور بأزمة الهوية في منطقتنا المغاربية و لدى الشباب آلعربي عموما. الا أن ما تكشفه الاحصاءات والأبحاث العلمية يوما بعد آخر عن حجم الاحتقان الاجتماعي، بما في ذلك داخل البلدان ذات المداخيل العآلية من النفط وآثاره المرتقبة في النسيج المجتمعي، يحمل على دق ناقوس الخطر. والمتأمل في أسماء المشاركين في الأحداث الأخيرة يلاحظ أن غالبية الأوساط التي شملتها الإعتقالات ،حقا أو باطلا، هي مناطق ريفية وجهات محرومة مثل قبلي وسيدي بوزيد والكاف والضواحي الفقيرة التي تطوق العاصمة (انظرمقال الصفحة الأولى عن الإعتقالات) ، رغم أن بعض العناصر مثل ربيع الباشا تنحدر من أسرمتوسطة الحال. ويقودنا هذا إلى عدة نقاط سوداء تمس مجالات عديدة تلتقي كلها عند نقطة مركزية تتمثل في إخفاق الأنماط التنموية السائدة. ويعود السبب الرئيسي للاخفاق الى غياب الادارة الرشيدة والشفافية والنجاعة وسيطرة القرارات الفردية. ومع أهمية الأزمة السياسية التي تواجهها بلادنا بسبب الحكم الفردي واحتكارالحياة العامة ،لايمكن تناسي عنصرآخرضمن الدوافع التي حملت شبانا تونسيين على الانخراط في صفوف الجماعات، وهو الاخفاق التنموي. وعليه فإن بلادنا، والمنطقة المغاربية التي نحن جزء منها، لن تكون في مأمن من الهزات وظواهر العنف ما لم تتم مراجعة الخيارات التنموية الحالية اتعاظا من دروس الماضي (راجع ص 5 من هذا العدد). فهل يمكن مثلا الفصل بين انتشار الجماعات المسلحة في البلدان المغاربية واضطرار أكثرمن 15 بالمئة من السكان للعيش بأقل من دولارين في اليوم ، طبقا لاحصاءات غطت الفترة من 1990 الى سنة 2002؟ لذا فان اجراء اصلاحات اقتصادية واجتماعية بنيوية للحد من اختلال التوازن بين الفئات والمناطق شرط أساسي للتقليل من غلواء الغضب والشعور بالحرمان والنبذ، واستطرادا القضاء على التربة التي ينمو فيها التطرف. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية – تونس)، العدد 389 بتاريخ 19 جانفي 2007)

 

إستخراج المرض .. لتحاشى الإحراج

بقلم: صابر ورد فى الخبر أن الرئيس التونسى أصيب بنزلة برد سببت له إلتهابا فى الحنجرة منحه على إثرها طبيبه الخاص راحة بثلاثة أيام … إلى حد الآن الأمر عادى وطبيعى فالسقم جارى على الناس كافة وفى كل وقت وحين وخاصة نزلة البرد وإلتهاب الحنجرة فى هذا الوقت البارد .. ولكن حين نعلم أن إعلان المرض تم فى يوم تقرر فيه إنعقاد قمة عربية مصغرة فى ليبيا دعى لها العقيد القذافى يراودنا الشك أنها تعلة فقط للتخلص من حضور القمة العربية وقد يكون المرض المعلن يخفى عدم قدرة الرئيس الصحية على السفر بسبب مرض آخر أشد خطورة أشيع عنه فى الفترات الماضية يمنعه من حضور القمة وتحمل أعباء السفر والمشاركة فى فعالياتها.. نزلت البرد أصابت الرئيس وقدمت قرارا بعدم حضور القمة العربية المصغرة لترفع عنه الإحراج وقد كانت ” تخريجة ” إستخرجها القصر قد لا تكون بريئة إلتهاب الحنجرة متعدى إلى إلتهابات أخرى فى العلاقات العربية العربية وهو أيضا هذه المرة ساترة للتغطية على إعتلال صحة الرئيس أمام الجميع.. ولكن المرض كالموت سره لا يكتم. (المصدر: منتدى “تحت السور” بموقع نـواة بتاريخ 24 جانفي 2006 على الساعة 14 و 45 دقيقة )


إثر الأحداث الأليمة التي شهدتها الساحة التونسية من مواجهة بين شباب متمرد على واقع متسم بالانغلاق واليأس ومحاصرة كل مظاهر التدين  رأيت من الإفادة إرسال المقال الكامل التالي الذي حذر من تبعات التشدد والتطرف في الملاحقة العشوائية للشباب الإسلامي وظاهرة التدين ككل – والتي تستمر بوتيرة مقلقة بعد الأحداث – وعدم توفير الظروف السليمة لتأطير الشباب المتدين وانعكاسات ذلك على أمن المجتمع، وقد أرسل المقال الشهر الماضي إلى جريدة الموقف ونشرت مقتطفات منه بتصرف بعدد 9 ديسمبر 2006 تحت عنوان “حملة اعتقالات في صفاقس”  (19/01/2007) –

شباب تونس بين فكي التغريب والترهيب

عارف المعالج – نقابي جامعي

فزعت العشرات من عائلات منطقة قرمدة بمدينة صفاقس في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر بحملة اعتقالات رهيبة شملت أبناءهم وأغلبهم دون العشرين من العمر وذلك من قبل فرقة مختصة بقضايا الإرهاب بمنطقة الحرس الوطني بصفاقس، إذ تم إيقاف 17 شابا عرفوا لدى أهل المنطقة بانضباطهم الأخلاقي والتزامهم الديني، ويبدو أن مراودتهم للمسجد وحرصهم على ملازمة بعضهم في أوقات الفراغ كممارسة الأنشطة الرياضية في جو يخلو من الفحش والسب والكلام البذيء مثل للبعض عنصر اشتباه حولهم ومجلبة للشكوك عن أبعاد التزامهم الديني؟. كما أن التحقيقات التي تعرضوا لها أثارت إلى جانب تحذيرهم من معاودة ممارسة الرياضة الجماعية، قضية حضور بعضهم لسهرة جماعية ليلة عيد الفطر الفارط، تجمعوا فيها بصورة عفوية كما يفعل كل الشباب في المقهى أو في قارعة الطريق أو في السهرات العائلية داخل البيوت.  وجد هؤلاء الشباب الذين لم يعرف بعضهم معنى التنظيم لصغر سنهم  ولم  يسمع حتى عن الإرهاب – لانعدام اهتمامهم بالشأن السياسي-  إلا عندما وجد نفسه يتهم بالانتماء أو العمل على بعث خلية سلفية جهادية تهدد أمن الدولة.  ومما زاد حالة الرعب والخوف لدى العائلات أن تم إعلامهم بنقل أبنائهم بعد أن رضخوا لتحقيقات صارمة بصفاقس إلى  الجهات المختصة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة وقد تسربت معلومات للعائلات أن الأبناء مورطون في أعمال يجرمها قانون الارهاب مما قد يجعلهم عرضة لأحكام قاسية قد تصل إلى عشرات السنين.  إلا أن الأولياء وهم يعلمون أن أبناءهم  بريئون من أي شبهة وأن مجالستهم لأصدقائهم عادة ما تكون تحت أنظارهم كتلك السهرة المشار إليها وأنه سلوكم لا يتسم إلا بانضباطهم والتزامهم الأخلاقي والإسلامي وخاصة مصاحبتهم لأشخاص منضبطين مثلهم وهو أمر عادي، لذا قرروا –في صورة استمرار اعتقال أبنائهم- أن يتحولوا بصفة جماعية إلى مقر منطقة الحرس الوطني والتعبير عن غضبهم  والاستهداف المجاني والغير المبرر لأبنائهم والذي قد يدفعهم للتطرف والرغبة في الانتقام نتيجة القهر والغبن وهو ما تخشى هذه العائلات أن ينزلق إليه أبناؤها.  إلا أن التطورات التي تتالت أدت إلى الانفراج السريع للأمور وحالت دون تطورها مأسويا،  إذ أنه وبعد أن تم نقل الشباب من المعتقلين إلى مقر الداخلية في سيارة خاصة للحرس الوطني والتي قفلت راجعة إلى مدينة صفاقس ظنا بأن الأمور تتجه نحو الاحتفاظ المطول بهم، فوجئ المحققون بالداخلية بتسلم شباب صغار تبين لهم أنه لا ناقة لهم ولا جمل في الوعي السياسي أو التنظيمي وأن بعضهم لم يفهم حتى معنى خلية سلفية التي اتهموا بتكوينها،  وبعد أن أجبروا على إمضاء التزامات بعدم مجالسة بعضهم البعض وأخرى تقر باعترافهم بالعمل على بعث خلية تنظيمية مما يجعلهم عرضة للإيقاف والمحاكمة لأدنى شبهة تم إطلاق سراحهم وإعلام ذويهم للالتحاق بمقر المنطقة لتسلم أبنائهم، وأسدل الستار   على هذه الحادثة التي كادت أن تكون مأساة يذهب ضحيتها خيرة من أطفال وشباب تونس لم يرتكبوا جرما سوى اختيارهم منهج الاستقامة في حياتهم.

إن هذه الحادثة تعتبر عينة مما يواجهه العديد من شباب مدينة صفاقس من استهداف غير مبرر من قبل الأجهزة الأمنية لمجرد التزامهم الإسلامي وانضباطهم الأخلاقي. وقد أصبح أي التقاء عفوي أو طبيعي  للشباب المتدين من نفس الحي أو المدرسة أو الجامعة سواء في نشاط رياضي أو سهرة أقران عادية أو رحلة إلى البحر في فصل الصيف محل شبهة قد تؤدي بهم إلى متاهات الملاحقة وتحطيم المستقبل.

وقد حصلت بمدينة صفاقس العديد من الأحداث المشابهة كان من بين آخرها اعتقال مجموعة من الشباب قبل حوالي شهر ونصف وهم يصطافون بأحد المنازل بمنطقة العوابد الساحلية كما يصطاف كل الشباب بإذن من آبائهم وقد تم نقل بعضهم إلى مقر الداخلية بالعاصمة للتحقيق معهم وإجبارهم على إمضاء التزامات بعدم الاتصال ببعضهم أو التفكير مستقبلا في الاصطياف معا. وقد تم تحذيرهم قبل إطلاق سراحهم بأنهم مهددون بالإيقاف لأي شبهة والإحالة وفق اعترافات أمضوا عليها  وتؤدي بهم إلى أحكام سجنية تصل إلى عشرات السنين كما تم ترهيبهم  وتهديدهم بقطعهم عن دراستهم وتنبيههم بأن العيون ستكون تتابعهم أينما حلوا وسيتحملون مغبة مشاهدتهم مع أي كان في الطريق العام.

وأما المظاهر الأخرى الخطيرة التي يعاني منها العديد من هؤلاء الشباب هي بقائهم بعد حملات الإيقاف الغير المبرر رهائن لدى السلطات الأمنية حيث يتم استدعاؤهم باستمرار للحضور والتحقيق كما تتم زيارتهم في بيوتهم وتفتيش غرفهم من حين لآخر، وقد وصل الأمر بإحدى الفرق التي زارت أحد المسرحين من سجناء النهضة بمنطقة الأفران الذي قضى على تسريحه أكثر من 13 سنة بدعوى تجديد بطاقة الإرشادات أن قامت باقتحام المنزل بعد أن اتضح لها أن أحد أبنائه يمتلك حاسوبا  فحجزت الحاسوب وقامت باعتقال أبنائه الثلاث وأحدهم من الأحداث قبل أن تسرحهم لاحقا وتحتجز الحاسوب قرابة الشهر وتحرم الأبناء من استعماله لأغراض دراسية ولم تقم بإرجاع الحاسوب إلا بعد فسخ كل محتواه بدون مبرر وتحذير الأبناء من مغبة الدخول مجددا إلى موقع صناع الحياة وكأن صناعة الحياة أصبحت جريمة يلاحق بسببها الشباب. إن هذه الممارسات الغير المبررة إلى جانب الاستهداف العشوائي للشابات الملتزمات بالحجاب الإسلامي في الطريق العام وفي المؤسسات التربوية وغيرها خلق جوا من الرعب والاختناق لدى الأهالي مما يتطلب مراجعة جذرية إلى طريقة التعامل مع مختلف المظاهر الاجتماعية بعيدا عن كل توظيف سياسي لحماية المجتمع من اليأس والقنوط والإحباط وما قد ينجر عن ذلك من نتائج عكسية على استقرار المجتمع والسلم المدني فهل يعقل أن يجد الشاب حريته في ممارسة أفعال قد تكون مشينة أو مخلة بالأخلاق بل وقد يجد من لا يردعه في ذلك – وقد تكاثرت مؤخرا مظاهر الجريمة والانفلات السلوكي المخل بالأخلاق – وأما أن يفكر في أن يكون منضبطا أخلاقا وسلوكا وملتزما بإسلامه أو أن يضبط متلبسا أو طامحا لإعادة مجد أمته وصناعة الحياة عبر محاولاته التسلل إلى مواقع النهضة والبناء الحضاري في الانترانت فتلك من المحرمات التي تتجاوز الخطوط الحمر.


نهاية سنة غرائبية

سفيان الشورابي (*) لم تكن نهاية السنة الفارطة عادية البتة في تونس. ولم تكن أيام عيدي الميلاد والأضحي لدي الشعب التونسي علي شاكلة أعياد السنوات الفارطة. فعلي غير المعتاد، قضت قوات الأمن التونسي وفيالق الجيش أيام عطل العيد، تحت السلاح، وفي حالة استنفار قصوي تجاه خطر بدا داهما في تونس، ومثل شرخا لحالة السكون والهدوء الظاهرة التي تعيشها البلاد مقارنة بالدول المجاورة. الحدث ليس بالاعتيادي في منظور التونسيين، الذين استأنسوا رؤية البوليس دوما من دون سلاح، والجيش في مهام غالبيتها مدنية لا تتجاوز استصلاح الأراضي الصحراوية أو تعبيد الطرقات في المناطق النائية. فالمعارك العسكرية والقتال بين الميليشيات، تنحصر في ذهنية التونسي، قصرا، في عدد من الفضاءات الجغرافية المتفاوتة في البعد، اعتقادا، ولو في خطأ في التصور، في استحالة انتقال مثل تلك المشاهد المبثوثة عبر وسائل الاعلام الي الأرض التونسية. علي أن الخارق للعادة بالفعل، في نظر الكثيرين من شركاء تونس من العرب ومن الأوروبيين، في أن النموذج التونسي المتجاوز لمحدودية المقدرات الطبيعية والطاقية ليحقق نسب نمو اقتصادي هائلة. تونس التي استطاعت استيعاب موجات التطرف والغلو الديني، وصد موجة انتقاله الي البلدان القريبة منه أو الي شماله، أصبحت اليوم، موضع شك ومحل اعادة تفكير. فــالخبير أولفييه روي، أكد لوكالة رويترز في هذا الصدد، بأن المجهول هو تونس. في تونس من الواضح أن الحكومة تمكنت من احداث فراغ سياسي وهو ما ليس متحققا في الجزائر أو المغرب…هناك قدر كبير من الاستياء حتي بين الطبقات الوسطي العلمانية (في تونس) حاليا. لذلك اعتقد أن الطريق ممهد الآن بشكل أفضل للحركات المتشددة في تونس باالرغم من ذلك . من أين نبدأ؟ انطلقت الاشتباكات المسلحة يوم 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في ضاحية مدينة بئر الباي، الواقعة علي بعد 10 كيلومترات جنوب العاصمة. عندما وقعت عملية مداهمة لمنزل قالت عنه وزارة الداخلية في تصريح رسمي لمسؤول عنها، بأنه يحتوي علي عصابة دولية تُتاجر بالمخدرات ، تكمنت من ادخال كمية من السلاح بطريقة غير شرعية . وقد قُتل من بين أفرادها اثنان من المجرمين الخطرين والمطلوبين أمنيا . غير أن هذه الرواية سرعان ما تهافتت، من جهة أن الأحداث التي تلتها، دحضتها في الصميم. هذا الي جانب حالة التعبئة غير المشهودة التي امتدت الي جميع أصقاع البلاد، ناشرة الرعب والخوف لدي جميع التونسيين، وذلك نتاج لحملة الايقافات واسعة النطاق للشباب المشتبه بأن لهم صلات بالجماعات الاسلامية أو تبدو علي ملامحهم أو في تصرفاتهم اشارات تدين معينة. وفي الأثناء، بلغت معلومات الي الجهات الأمنية، بأن العصابة المذكورة، والتي لمح الكثيرون من فيهم من هو قريب من الحكومة، بوجود علاقات مفترضة والجماعات المسلحة السلفية ـ الجهادية الناشطة بكثافة في الجزائر المجاورة والتي تمتد الحدود المشتركة بين البلدين علي مسافة تتجاوز الألف كيلومتر، ما زالت منتشرة في أماكن أُخري، وأن بقية أعضائها يتوزعون علي مناطق مجاورة. اضافة الي كونهم في طور التحضير لعمليات مسلحة في عدد من المراكز والمنشآت العامة. واستطاعت مصالح الأمن، علي اثر الاشتباه في عدد من المواقع القريبة لمدينة بئر الباي، أن تحصر الدائرة الممكنة بين جبال مدينة قرمبالية ومدينة سليمان، والواقعة علي مسافة ثلاثين كيلومترا فقط من العاصمة تونس. وبتتبع الخيط تم حصر مجال تحرك المجموعة المسلحة. وجرتْ مواجهة تم فيها استعمال أسلحة متفاوتة التطور والفاعلية بين المجموعة الارهابية وقوات الأمن. وانتهت وفق بيان رسمي الي قتل 12 مسلحا واعتقال 15 آخرين، نافية الي حد تلك الساعة وجود علاقات وخيوط بين المجموعة سالفة الذكر والحركات الاسلامية المتطرفة. مما اضطر الصحافي الفرنسي الي التساؤل في جريدة ليبراسيون في عددها يوم 10 كانون الثاني (يناير)، هل عرف بن علي بالأحداث عن طريق ليبراسيون؟ . وكانت مجموعة مجهولة تحمل اسم شباب التوحيد والجهاد بتونس ، قد نشرت في موقع جريدة الوسط الالكترونية في لندن، بيانا يوم 6 كانون الثاني (يناير)، أعلنت تبنيها للمواجهات المسلحة في تونس، وبأنها عمدت الي هذا المنهج في ظل الاعتداء علي الفتيات المتحجبات، وذلك علي خلفية قرار الحكومة التونسية بمحاصرة انتشار ظاهرة الحجاب الذي وصفته بـ الزي المتعصب والدخيل علي بلادنا وثقافتنا وتقاليدنا . وقد حذر السيد مرسل الكبيسي، رئيس تحرير جريدة الوسط الالكترونية، والذي قام بنشر البيان، من الانسياق أو التسليم بما دعا له (البيان) من أفكار أو ربما الوثوق التام بالجهة التي تقف وراءه… في حين تناقلت عديد الصحف القريبة من السلطة، عن وكالة الأنباء الرسمية، ما أسمته تكذيبا رسميا للبيان سالف الذكر، لكونه لا يعدو مجرد دعابة ثقيلة قام بها شخصان عابثان. تعتيم اعلامي كتب السيد برهان بسيس في جريدة الصباح في عددها بتاريخ 7 كانون الثاني (يناير) ـ وهو المحسوب من قبل الكثير من رجال الاعلام بكونه الناطق شبه الرسمي للسلطة ـ بأن ما قامت به الأجهزة الحكومية من تغييب للمعلومات هو ضروري ومهم لعملية التحقيق والأهم للاستقصاء الأمني اللاحق للامتدادات الممكنة لهذه العصابة الاجرامية . بيد أن شح المعلومات وندرتها وانتشار الشائعات بصورة سريعة، أثارت أكثر من ارتباك داخل البلاد وعند الأحزاب المعارضة. فغالبية الحقائق ظلت في وضعية انتظار أو في البعض منها متذبذبة وغير واضحة. ومثل مسرح الأحداث الأخيرة، الخاتمة لمسلسل العمليات، في مدينة سليمان ـ أرض المواجهة المباشرة بين الطرفين ـ محل روايات غرقت في جزء منها في بعض من التصورات الطوباوية وشريطا لقراءات متعددة، ولكن أجمعت كلها وبصفة مطلقة علي سقوط عدد من الضحايا في صفوف قوات الأمن والجيش، وقد اعتبر الدكتور عبد المجيد المسلمي، في موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 9 كانون الثاني (يناير)، في هذا الشأن، بأنه ليس هنالك أي خجل في الاصداع بأن بلادنا للأسف الشديد أصبحت من أهداف المجموعات الارهابية مثلما بين ذلك الاعتداء علي الكنيس اليهودي في جزيرة جربة سنة 2002، حين قُتل 22 شخصا بينهم 14 سائحا ألمانيا. وامتدت محاصرة سيولة المعلومة، أيضا الي جملة الاعتقالات، التي تلت الاعلان عن انتهاء العمليات، وعودة قوات الجيش الي ثكناتها. اذ عبر المجلس الوطني للحريات بتونس، في بيان صادر يوم 10 كانون الثاني (يناير) عن عميق انشغاله من تزايد التجاوزات من قبل الأجهزة الأمنية ، مطالبا، بتقديم الموقوفين فورا للقضاء وباحترام الاجراءات القانونية وخاصة تلك المتعلقة بالسلامة الجسدية للمشتبه فيهم . وتعود أسباب تزايد المخاوف في قيام الحكومة التونسية، باستغلال مثل هذه الظرفية لمزيد التضييق الخناق علي العمل السياسي، المحاصر أصلا. وأطلقت مجموعة من أهالي مدينة سليمان نداء الي رئيس الدولة مطالبين باطلاق سراح أبنائهم الموقوفين خطأ، والذين لا ذنب لهم سوي ارتيادهم المساجد ولباس الخمار والجلباب الطويل علي حسب ما ورد في نص النداء. الآفاق المنتظرة في مقال له في مجلة كلمات في عددها 49، تحت عنوان تحويرات منتظرة في وزارة الداخلية لمح السيد لطفي الحيدوري الي فرضيات القيام بتعديلات قيادية هامة، علي اثر الاشتباكات نادرة الحدوث في تونس، والتي اعتبرها الكثيرون اختراقا خطيرا للأمن في بلد محكوم بقبضة قوية ومراقبة فيه كل الأشياء بما فيها الأماكن والفضاءات الخاصة. وأشار السيد الحيدوري أيضا، الي بوادر امكانية عودة مدير الأمن السابق محمد علي القنزوعي، الذي عُين منذ أسابيع سفيرا في مالطا. وهو المعروف محليا، بقسوته وصرامته في التعامل مع الملفات السياسية، حينما كان يُشرف علي ملفات المعارضة السياسية. حيث زج بغالبية المعارضين في السجون ونكل بعائلات أقارب النُشطاء. ويُعتبر من أكثر الشخصيات الحكومية محل نفور من قبل المجتمع المدني التونسي. كما أكد السيد الحيدوري علي بروز اسم عبد الرحمان علي، مدير أمن الرئاسة، كبديل للوزير الحالي للداخلية، السيد رفيق الحاج قاسم. وتوازيا مع ذلك، اختلف آخرون مع كيفية التعامل مع هذا الملف. اذ رأي عدد كبير منهم، بأن القضاء علي الحركات الارهابية ونبذ التطرف، لا يمران فقط عن طريق الأسلوب الأمني، بل يقتضي فتح حوار وطني وفسح المجال واسعا وبدون قيود أمام الحركات السياسية الديمقراطية العلمانية وهيئات المجتمع المدني وتحرير الاعلام والتلفزيون، ومحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية، وتوزيع للثروات والخيرات بصورة عادلة، كخطوات أولي وضرورية لسحب البساط من تحت هؤلاء الذين تحرف نضالات شعبنا وقواه الوطنية والتقدمية عن قضاياه الحقيقية وعن مساره الصحيح المتمثل بالنضال من أجل الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلادنا ، مثلما كتب الدكتور عبد المجيد المسلمي. ويري خبراء آخرون، بأن الامكانيات الكبيرة والتمويلات الضخمة التي ساندت بزوغ المجموعة الارهابية، تعود أساسا الي دعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي تسعي لبسط سيطرتها علي كل من المغرب وتونس. ففي الجزائر، وفي نفس الفترة، انفجرت قنبلة قرب حافلة تُقل عمال نفط أجانب يوم 10 كانون الأول (ديسمبر)، مسفرة عن مقتل اثنين. وأعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وفي نفس الوقت، يوم 04 كانون الثاني (يناير)، أعلنت الحكومة المغربية أن قواتها الأمنية قضت علي خلية اسلامية متشددة تُجند المتطوعين للقتال في العراق واعتقلت 26 شخصا. لا تبدو ملابسات الأحداث واضحة بشكل يُسهل عملية استنتاج خلاصات منطقية ومعقولة أو استشراف ردود أفعال سواء من قبل السلطة السياسية أو من الحركات المعارضة لها. فمعرفة الجذور الأصلية والحقيقية لظهور مثل هذه المجموعات، تساهم في القضاء علي البؤر الأصلية لها، والمنتشرة بصورة كثيفة بين الفئات الاجتماعية المحرومة من فوائد النمو الاقتصادي، حتي لا تكون تونس مثلما صرح به مسؤول أمريكي علي اطلاع علي الوضع في الشرق الأوسط تُمثل جرس انذار نوعا ما… فــ دعُونا لا ننسي تونس. (*) صحافي من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 24 جانفي 2007)
 


 

مَسْكِــــــنٌ واحــد بسعــر اثنــــــين !

 
فتحـــي الشامخـي يشهد قطاع السكن في تونس، منذ عدّة عقود، تطورات هامّة نتيجة تضاعف عدد السكان أكثر من مرتين ونصف، والنموّ الحضري السريع الذي أدى إلى انتقال ثقل السكن من الرّيف إلى المدينة. بالإضافة إلى عدة عوامل اجتماعيّة أخرى ساهمت في تراجع أشكال السكن التقليدي لحساب الوحدة السكنيّة العصريّة للأسرة النواة، وحفّزت بالقدر نفسه قطاع السكن. كما ساهم تحسّن الدخل الفردي والسياسة السّاندة التي اتبعتها الدولة في مجال السكن الاجتماعي[1]، برغم بعض الأخطاء الفادحة مثل محاولة إزالة أحياء السكن القصديري بواسطة الجرافات، أو ترحيل النازحين نحو الأرياف، في تجنيب المدن التونسيّة أزمة سكن فادحة، على غرار ما تشهده عديد المدن العربيّة الكبرى : في المغرب وفي مصر وفي الجزائر بشكل خاصّ. يُعدّ السكن حقا أساسيّا من حقوق الإنسان، تمّ إقراره على المستوى الدّولي ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، ثم من خلال العهد الدولي الخاصّ بالحقوق الاقتصادية والإجتماعيّة والثقافيّة (1966). وتعكس درجة تلبية هذا الحقّ في بلد ما، المستوى العامّ لعيش السكان والرفاه الذي يتمتعون به. كما يُعدّ تحقيق المسكن بوجه خاص، عاملا هامّا للإستقرار العائلي وللإندماج في صلب المجموعة، وبالتالي للسلم الاجتماعي. وفي تونس، وبالإضافة إلى ذلك، يأتي إمتلاك المسكن في مقدمة الأولويات الشخصيّة والعائليّة، وهو إلى حدّ ما مقياس النجاح في الحياة. يعيش قطاع السكن منذ عقدين على وقع إجراءات التكييف الهيكلي الليبراليّة، التي ينتج عنها بالخصوص تراجع ملموس للدولة من قطاعات إنتاج السكن وتمويله لفائدة الأسواق الخاصّة. ويحصل ذلك في ظرفيّة تتميّز بنموّ هام للطلب على المساكن الجديدة من ناحية، وتقلص ملحوظ لعروض الأراضي الصالحة للبناء، خاصّة داخل إقليم تونس الكبرى، من ناحية أخرى، ممّا يغذي أشكال المضاربة العقاريّة الأكثر وحشيّة ودوّامة ارتفاع الأسعار. وهو ما ينتج عنه إقصاء أعداد متزايدة من الأسر التونسيّة من سوق السكن الرسميّة ويدفعها، في أحسن الأحوال، نحو قطاع البناء الهامشي. كما تتميّز الظرفيّة الرّاهنة باشتداد ضغوط الراسماليّة الليبراليّة ضدّ قوى العمل، واهتراء القدرة الشرائيّة لعموم التونسيّين. ونظرا لأهميّة الموضوع نودّ تسليط بعض الضوء عليه لإنارة الرأي. فكيف تطوّرت كلفة الحصول على مسكن جديد بالنسبة للأسرة التونسيّة ؟ وما هي العوامل المساهمة في ذلك ؟ تموّل الأسرة التونسيّة مسكنها الجديد عموما إمّا بفضل مواردها الذاتيّة أو بواسطة قرض بنكي، أو عبر الدمج بينهما. كما تحقق المسكن سواء عبر البناء الذاتي، أو عن طريق الشراء لدى الباعثين العقاريّين. لذلك سوف نهتمّ في البداية بقطاع البناء الذاتي، ثم نحاول تتبّع المسلك الذي يمرّ عبر السّوق العقاريّة لشراء مسكن جاهز. تطوّر معدّل أسعار عيّنة من عناصر بناء مسكن في إقليم تونس الجنوبيّة المادةالوحدةسعر نوفمبر 01 (مليمات)سعر نوفمبر 06 (مليمات)نسبة التغير % آجر 121 آجر25037048 آجر “أوردي”1 آجر47070048.9 إسمنت عادي1 كيس3500460031.4 نحاس 12-141 كلغ680017800161.8 جليز موزاييك1 م24500550022.2 خشب1 م2 جاهز575008250043.5 يد عاملة بناء1م2 جاهز650007500015.4 حديد 121 قضيب63001000058.7 أرض بناء*1 م249500150000203 المصدر : تحقيق شخصي * معدل سعر الوكالة العقاريّة للسكنى ثم سعر المضاربة يبرز الجدول التالي تطور أسعار العديد من العناصر التي تساهم في تحديد كلفة المسكن بشكل حاسم منذ نوفمبر 2001. ويتضح من خلاله أن مختلف أسعارها قد شهدت ارتفاعا مشطا في مدّة وجيرة، حيث يصحّ القول أنها “شعلت فيها النّار”. وهذا يبدو واضحا من خلال تطور سعر الأرض. ونلامس هنا أحد الاختلالات العجيبة على مستوى تنظيم السوق العقاريّة العموميّة، إذ يتعلق الأمر هنا بأراضي الوكالة العقارية للسكنى التي أنشأتها الدّولة سنة 1973 لتيسير شراء أرض صالحة للبناء بالنسبة للأسر التونسيّة التي لا تملك مسكنا وترغب في بناءه. فالأراضي التي شملها هذا التحقيق هي إذا أراضي الوكالة الكائنة بإقليم برج السدريّة سلتان، والتي شرعت في توزيعها سنة 1999 (قسط أ) إلى غاية 2003 (قسط ب3). ويحمل محضر التحويز العبارات التالية : “إن المعني بالأمر يلتزم بالشروع في أشغال البناء في أجل أقصاه سنة إبتداء من تاريخ إمضاء هذا المحضر وإنهائها في أجل سنتين من تاريخ إنطلاقها وفي صورة عدم احترام المنتفع بالتعهّدات المنصوص عليها أعلاه فإن الوكالة تحتفظ بحقها في إقرار إسقاط حق المشتري طبقا لمقتضيات الأمر عدد 33 لسنة 1974…”. ويتكرّر نفس الالتزام ضمن عقد البيع. لكن تكفي اليوم معاينة بسيطة للوضع السائد للتأكد من أن هذا الكلام لا يزال حبرا على ورق بالنسبة لعشرات المقاسم التي لا تزال بيضاء، ستّ سنوات بعد تسليمها إلى أصحابها. لكن الأنكى هو أن عددا من هذه المقاسم يُروّج اليوم من جديد في السّوق العقاريّة، ويمكن الاطلاع على إعلانات البيع المعلقة على جدران دكاكين الحيّ، على مرآى ومسمع الوكالة، بعد أن تضاعف سعر المتر2 على الأقل 4 مرّات ! بعد اجتياز عقبة شراء الأرض وتسجيلها واستخراج رخصة البناء ودفع عديد المعاليم بالحاضر، يجد المواطن نفسه وجها لوجه مع الآجر والاسمنت والرّمل والحديد واللّوح… وهنا تبدأ شطحة أسعار أخرى لا تقل عنفا مثلما يبرز من خلال الجدول. كما تجدر الملاحظة أنّ سعر اليد العاملة قد سجّل معدّل ارتفاع سنوي يساوي 3%. وهي في حدود نسبة التضخّم المصرّح بها، وتبدو منطقيّة. وربّما نجد تفسير ذلك في الصعوبات التي تشهدها سوق الشغل، وتراكم احتياطي عمل هامّ داخلها. خلاصة القول أنّنا أمام ارتفاع كلفة بناء مسكن في إقليم تونس الجنوبية، على وجه التحديد، بنسبة 35[2]% تقريبا في ظرف 5 سنوات ! وعندما نستحضر نسق تطوّر الأجر الحقيقي الوسطي الذي نفترض جدلا أنه حافظ على مستواه منذ 2001، فإنّه يصبح بإمكاننا أن ندرك شرعيّة التذمّرات في صفوف السّكان بخصوص كلفة المسكن الجديد، وأن نتمنّى حظا سعيدا لكلّ من هو بصدد البناء، أو يرغب في ذلك من الأسر الشابّة، ! ننتقل الآن إلى الطريقة الثانية والمتمثلة في اقتناء مسكن لدى أحد الباعثين العقاريّين. وسوف نهتمّ هنا بالخصوص بمسألتين على وجه التحديد : تمويل المسكن، كليّا أو جزئيّا بواسطة قرض بنكي، ثم مساهمة الدّولة على هذا المستوى. سوف نعتمد مثالين حقيقيّن للتعرّف على كلفة القرض البنكي عند تمويل شراء مسكن (أو بناءه). وفي كلتا الحالتين يتعلق الأمر بأستاذين شابين من التعليم الثانوي وهما :

السيد “صالح” ثمن المسكن (“دار شعبيّة”)23 ألف دينار المساحة الجمليّة132 م2 المساحة المغطاة44 م2 تاريخ الشراء1999 المكــــــــانسليمان البائــــــــع باعث عقاري خاصّ قرض بنكي مباشر من بنك الإسكان23 ألف دينار نسبة فائض متغيرةTMM +1.5% المدّة20 سنة التسديد الشهري (معدّل)196 دينار الكلفة الإجماليّة للقرض24 ألف دينار السيد “علي” ثمن المسكن (شقة)42.5 ألف دينار المساحة الجمليّة75 م2 تاريخ الشراء2003 المكانبرج السدريّة سلتان البائع سبرولس المساهمة الشخصيّة (30%)13 ألف دينار قرض بنكي على دفتر الإدخار من بنك الإسكان 19.2 ألف دينار نسبة فائض ثابتة6.75 + 0.21% قرض تكميلي من نفس البنك9.8 ألف دينار نسبة فائض متغيرة7 % المدّة12 سنة التسديد الشهري (معدّل)273 دينار الكلفة الإجماليّة للقرضين15.6 ألف دينار بالنسبة لصالح تتجاوز كلفة القرض ثمن المسكن: 24 مليون. أي أنّه عند الانتهاء من تسديد القرض، أي بعد مرور 20 سنة، يكون قد أهدى لبنك الاسكان منزلا بقيمة منزله. ولا فائدة في أن يتساؤل الصديق صالح لماذا يجد أنّ “الدنيا صُعْبت” فهو “يخلّص في دارين” في نفس الوقت. أما علي، الذي يبدو أنه تهيأ بشكل أفضل للمهمّة، إذ أنّه ادخر مبلغا هامّا من المال، على الرغم من كونه حديث العهد بالعمل والزواج معا، مكنه من الانخراط في برنامج الادخار السكني الذي وضعته الدولة على في خدمته لتسهيل ارتقاءه لمصاف الملاكين، ثمّ الحصول على التمويل المبيّن في الجدول. لكن وبالرغم من قصر مدّة القرض ونظام الادخار السكني الذي انخرط فيه فإن القرض الذي تحصل عليه على سيكلفة 15.6 ألف دينار. هل نجد نفس الشروط المجحفة في كل مكان ؟ إنّ مقارنة سريعة مع ما يوجد في فرنسا على سبيل المثال، حيث متوسط القدرة الشرائيّة يساوي 6 أضعاف مثيلها في تونس، سيمكننا من إدراك فداحة هامش الربح الذي تحصل عليه البنوك المحليّة وعلى رأسها بنك الإسكان[3]. في فرنسا إذا، إشترى إطار شاب، بالغ من العمر 39 سنة، شقة بسعر 300 ألف أورو، بمساهمة شخصيّة ب 50 ألف أورو وقرض بنكي بقيمة 250 ألف أورو، يُسدّد على 20 سنة وتبلغ كلفته 86 ألف أورو، أي 34.4% من قيمة المبلغ المُقترض[4]. في المقابل تبلغ كلفة قرض صالح نسبة 104.3% من المبلغ المقترض، و 55% بالنسبة لعلي. بالتأكيد ليس هناك وجه مقارنة بين شروط الاقتراض عندنا وفرنسا. فما سرّ ذلك ؟ إنّه بكلّ بساطة الفارق الكبير على مستوى نسبة الفائض ! إنّها حقا شروط اقتراض ربويّة ليس هناك ما يبرّرها مطلقا سوى سوء التصرّف وانعدام التبصّر. يُعدّ قطاع السّكن الاجتماعي من الخاسرين الرئيسين جرّاء السّياسة الليبراليّة المتبعة. فأسعاره تشهد ارتفاعا متواصلا فيما تتقلص عروضه بشكل ملموس. كما أن شريحة السكان التي يستهدفها هذا النوع من السكن، والتي ما انفك عددها يتزايد، تشكو من تدهور قدرتها الشرائيّة. بالإضافة إلى ذلك، يُعمّق نظام التمويل الجاري به العمل التفاوتات الاجتماعيّة تجاه السّوق العقاريّة، ويعمل على إقصاء أعداد متزايدة من الأسر التونسية من قطاع البناء. في ما مضى، أنشأت الدولة مؤسّسات عديدة[5] قصد ضمان عروض عقاريّة وآليات تمويل تتماشى مع الامكانيّات الاقتصاديّة المحدودة لعموم الأسر التّونسيّة، ورغم النقائص العديدة التي رافقت تدخل تلك المؤسّسات، إلا أنّها مكنت آلاف الأسر من الحصول على مسكن لائق وبشروط ميسّرة[6]. أمّا اليوم فإن السّياسة الليبراليّة قد تسبّبت في إضعاف الدّور التعديلي للدّولة، وفي تآكل سياستها السّكنيّة بشكل كبير، وإحالة ملفّ السّكن برمّته إلى آليات السّوق العمياء. إن قطاع السّكن هو اليوم في أشدّ الحاجة إلى الرّعاية الاجتماعيّة للدولة، وهو يتطلب بشكل ملموس وعاجل إعداد “خطّة وطنيّة خمسيّة للنهوض بالسكن الاجتماعي” تهدف إلى : – بناء 50.000 وحدة سكنيّة اجتماعيّة عبر المدن الكبرى والوسطى لفائدة الأسر التي لا تملك مسكنا بمقتتضى عقد كراء / شراء على 20 سنة. – تكليف الوكالة العقاريّة للسكنى بتعبئة الموارد العقاريّة في شتى أنحاء البلاد قصد تهيئة 10 آلاف هكتار لبناء مساكن لفائدة أجراء القطاعين العامّ والخاصّ. – إعادة مركزة بنك الاسكان حول تمويل السّكن الاجتماعي، وتمكينه من تقديم قروض بنسبة فائض صفر لفائدة أجراء القطاعين العامّ والخاصّ، تسدد ما بين 15 و 30 سنة. 11 جانفي 2007 فتحـــي الشامخـي

[1] يمكن الرجوع لأطروحة الدكتوراه لأستاذ الجغرافيا حسن الطيّاشي : “الأحياء الشعبيّة المبرمجة : حل للسكن التلقائي ؟” 1988 باللغة الفرنسيّة. من منشورات الجامعة التونسيّة. [2] لقد اعتبرنا في مثالنا على التوزيع التالي لعناصر الكلفة : الأرض 16%، يد عاملة 17.5%، مواد البناء والتجهيز 41%، وكلفة القروض البنكيّة 25.5%. [3] سابقا “الصندوق الوطني للإدخار السكني” الذي أنشأته الدولة سنة 1974 قبل أن يتحوّل سنة 1989 إلى بنك الإسكان “لإعانة الزوّالي على همّ الزمان” ! [4] مجلة Capital عدد ديسمبر 2006 صفحة 127 [5] الشركة الوطنية العقارية التونسية (سنيت) سنة 1957، والوكالة العقارية للسكنى سنة 1973، والصندوق الوطني للإدخار السكني (كنال) سنة 1974 والذي أصبح بنك الاسكان سنة 1989, شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية (سبرولس) 1977. [6] يعد إقليم تونس أحياء كثيرة قامت ببناءها سبرولس وهي : المدينة الجديدة، برج السدريّة، بن عروس، المروج، الحراريّة، منوبة، الخصراء، قصر السعيد، التحرير، الرمّانة، ابن خلدون، المنزه 9 و 8، المنار، والمرسى.
 
(المصدر: صحيفة الطريق الجديد _العدد56 جانفي 2007)
 


مات صدّام أما الشعب العراقي فلن يموت
 
ثامر إدريس لقد كان وقع إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين مؤلما في وجدان الرأي العام العربي والإسلامي،الذي اهتز فجر يوم عيد الأضحى على خبر مصوّر لتنفيذ حكم الإعدام في حق هذا الرئيس الأسير. وربما اهتزت المشاعر لذلك المشهد أكثر ممّا اهتزت له اثر عرض صورة دبابة أمريكية على جسر بغداد مصحوبة بإعلان وزير الإعلام العراقي آنذاك عن سقوط بغداد سنة 2003 . بالطبع لا يمكن تجاهل الحدث الشنيع بكل المعاني، ومن المشروع جدا إظهار الغضب، والتعبير عنه بطرق مدنية منظمة، تستوعب المخاطر، وتبحث عن الحلول الكفيلة بمجابهتها، بعيدا عن أي انحياز طائفي. لقد كان حكم الإعدام وتنفيذه مكتسيا طابع الانتقام، وملطخا بوصمة المذهبية، ممّا يلوّث العدالة بوصمة المصلحية الطائفية التي اتّهمت بها عدالة صدام حسين سابقا. ولا شيء في الأفق يوحي بأن الإعدام سيُتلى بمتابعة ومحاكمة الضالعين في عمليات الاغتيال على الهوية، أو المرتشين، أو المفسدين الذين يغذون الصراع الطائفي في العراق بعد أن أمسكوا به كرهينة حرب. والملاحظ أن ما وصف به نظام صدام حسين من ديكتاتورية، قد حلّ محلّه نظام لا يقل ديكتاتورية عنه، مسكونا بشهوة الانتقام والثأر، متناسيا أن الانتقام لا يولّد سوى الانتقام والحرب الأهلية والتفتّت إلى قطع صغيرة تذوب في الدول المجاورة إلى أن يتفكّك العراق بالكامل. وخلافا لوجهة النظر الرسمية للحكومة العراقية الحالية ومن خلفها الإدارة الأمريكية، فإن محاكمة صدام حسين كانت غير شرعية وغير قانونية في نظر القانون الدولي، لأنها تمّت في ظل احتلال أجنبي وبأمر منه، وقد نفّذ فيه حكم الإعدام بينما هو أسير حرب في أيدي القوات الأمريكية، وفجر يوم عيد ديني يدعو إلى التسامح والتحابب، ومن دون أدنى اكتراث بالمشاعر القومية والإسلامية. وكان من الأجدر محاكمة صدام ومعاونيه عبر محكمة العدل الدولية، لكن مخاوف الإدارة الأمريكية وإسرائيل من أن تتحوّل تلك المحاكمة، تحت عنوان الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، إلى محاكمة لتلك الدول عمّا اقترفته من فضائع في حق شعوب المنطقة، وكشف الحقائق التي تدين تورّطها في أعمال قذرة. فتمّت التضحية بالجانب القانوني مقابل تحقيق المصالح السياسية. وبدت الإدارة الأمريكية وكأنها غير مكترثة إن كان الإعدام سيؤدي إلى مزيد من الفواجع، ومن التفتيت، ومن الاحتراب الداخلي في العراق، وهي مطمئنة إلى ظهورها بمظهر براءة الذئب من دم ابن يعقوب، طالما أن الحكم قد صدر عن محكمة عراقية، وأن التنفيذ قد تمّ بأيادي عراقية، فالأمر كله شأن عراقي داخلي، حتى أن الرئيس بوش، حسب ما أوردته وسائل الإعلام، أمر بعد إيقاظه من نومه ساعة تنفيذ الحكم . أما إيران، فإنها بإعدام صدام حسين، قد تخلصت من خصم شديد وقف أمام طموحاتها، بقيادة الخميني، في نشر رياح الثورة الإيرانية في العراق وبقية دول المنطقة، كبديل عن الشيوعية والأنظمة اللائكية. وبعد الإطاحة بالنظام العراقي، ظهرت إيران بمظهر قوة إقليمية يقرأ لها ألف حساب وكلاعب لا يمكن تجاهله لحل معادلات الشرق الأوسط. وشأنها شأن إيران، فإن إسرائيل قد ابتهجت بإعدام صدام، وقد أظهر تشابه موقفي إيران وإسرائيل سذاجة ثنائية: إما أن تكون مع إيران أو تكون مع أمريكا وإسرائيل، هذه الثنائية التي وقع تبطنها وسكنت عديد الأذهان، هذه الثنائية يجب طرحها جانبا لأن المطروح هو رفض الخضوع لهذه الجهة أو تلك، لأن الخلاص لن يكون بالانزلاق إلى الحضن الإيراني وإنما في رفض التطرّف الديني، ولن يكون بمجاملة أمريكا وإسرائيل اللتين لم تقدما سوى الويل والثبور وتعميق الجروح، بل بالعمل على تأسيس دولة مدنية مؤسّساتية قوامها المواطنة والمشاركة والعدالة، لا على أساس الأقلية والأغلبية، إذ باسم الانحياز إلى جماعة هُمّشت وأقصيت جماعات أخرى، ممّا غذّى التمييز والتعصب، وأنتج ثقافة تتغذى على الإحباط والكبت. ولا يمكن الحد من اشتعال نيران الطائفية إلا بالمشاركة والتعددية وبالحل الديمقراطي الحضاري وبوضع حدّ للوجود العسكري الأمريكي. ولا يمكن مجابهة الفساد السياسي، وأزمة الحكم في العراق لغياب الديمقراطية والمشاركة الشعبية، إلا بتقليص الفجوة بين الحاكم والمحكوم، ومقاومة ثقافة الرجل الواحد والحزب الواحد والزعيم المعصوم من الخطإ، وبتدريب العقل على اختراق بنية المماثلة بين الإله والأمير، واكتساب الثقة في الذات والقدرة على تسيير الشؤون الخاصة والعامة وفق القانون، ومن دون خضوع للوصاية مهما كان مأتاها. لقد مات صدام، لكن الشعب العراقي لن يموت طالما هناك مقاومة للاحتلال الأمريكي، تُدرك محذور الوقوع في خانة الطائفية بقصد أو دون قصد. لقد مات صدام لكن القضايا الوطنية والقومية العادلة باقية ولن تموت إلا بغفلة حامليها عن استخلاص الدروس والعبر، وعجزهم عن مواكبة التحولات وإيقاع المجتمع، وتشبثهم بالأساليب القديمة التي أثبتت الأحداث عدم ملاءمتها للتطور.
(المصدر: صحيفة الطريق الجديد _العدد56 جانفي 2007)
 


كلنا في الهم شرق
 
بوراوي الزغيدي تابعت بشكل مسترسل وعلى مدى أربع مرات تفاصيل إعدام صدام حسين على شاشة موقع انترنات وكانت الصور واضحة والأصوات المحيطة بالحادثة واضحة تمام الوضوح. كما تابعت ردود الفعل الكثيرة الصادرة عن أحزاب ونقابات وجمعيات مختلفة في دول الشرق والغرب واسترعى انتباهي ما يلي :

1–إن الحاضرين في قاعة الإعدام مارسوا مسؤولية العملية ليس كحكومة أو كقضاة او كموظفي سجون بل تفاعلوا مع المرشح للموت كشيعة لهم دين عند السنة منذ قتل الحسين بن علي… ومرة أخرى يخسر العراقيون حربهم ضد الاستبداد السياسي للبعث لأنهم استبدلوا ذلك الاستبداد الأرضي باستبداد ديني طائفي مقيت. 2- إن الذين نددوا بإعدام صدام حسين سواء كانوا بعثيين أو قوميين أو أشباه يسار وقعوا في مطبين خطيرين: الأول أنهم نسوا ما فعله صدام وما مارسه من إعدامات جماعية سواء ضد العراقيين الشيوعيين سنة 68 أو ضد الأكراد أو ضد الشيعة في91/92 ..والثاني أن تنديدهم بالإعدام ليس ناتجا عن موقف إنساني أو حقوقي ضد الإعدام بل عن موقف سياسي يؤله صدام بل يرفعه عند البعض من المتهمين أنفسهم بالشيوعية مثل نور المرادي إلى مصاف القديسين والأنبياء… وهذا كثير… وكل هؤلاء الذين دافعوا عن صدام ونددوا بإعدامه فعلوا ذلك من منطلق الولاء السياسي أو من خلفية دينية صرفة ترفض إعدام شخص يوم عيد الأضحى وكأن الإعدام في بقية الأيام مقبول… إن الإعدام أفظع ما يمكن أن يفعله إنسان ضد الإنسان… ولأنها عملية بربرية ولا طائل من ورائها سوى التشفي والحقد، فإننا نرفضها مطلقا ودون نقاش مهما كانت نوعية الجريمة… وبقطع النظر عما فعله صدام في شعبه وفي شعب الكويت وفي الأكراد والشيعة والشيوعيين وحتى بعض أعضاء مجلس الثورة في العراق، فان التكبير والصلاة على النبي في لحظة إعدام صدام دليل على تخلف البعض وطائفيتهم. ليس غريبا أن تحتل أمريكا العراق وتعتقل صدام وتهدم ما بناه البعث طوال 30 سنة، فأمريكا دولة استعمارية امبريالية توسعية متوحشة، وفي سبيل مصالحها تحالفت مع صدام في السبعينات والثمانينات، ثم ومن أجل مصالحها، انقلبت عليه واعتقلته وحاكمته وأعدمته… هذه هي الامبريالية في مرحلتها العسكرياتية… أما أن تلعب دولة إيران دورها ذلك في العراق وتصبح الحاكم الناهي عبر أدواتها الصفويين فذلك معطى يستحق البحث. ولا يفيد قوميينا التنديد بدور إيران القذر في العراق والتهليل والتصفيق للملالي وأعوانهم في لبنان، على بعد كيلومترات من مقصلة صدام، فإيران تبحث عن مصالحها ولا يهمها ما يفكر فيه بعض مثقفينا ولا كيف يعيشون تناقضهم القاتل حول مواقف إيران هنا وهناك… ولبنان مثلها مثل العراق ساحة مصالح وليست ساحة مبادئ، وذلك ما يقود سياسة دولة الملالي… أنا لا أحب صدام ولا أحب البعث. ولكني أرفض إعدام صدام رفضا مطلقا ورفضا مبدئيا، يوم العيد وخصوصا في بقية الأيام…

 
(المصدر: صحيفة الطريق الجديد _العدد56 جانفي 2007)


تونس، في 23 جانفي 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:

مع سي عبد العزيز بوراوي، أحد الرواد النقابيين الأوائل

يوم السبت 27 جانفي 2007

منذ أن عقدنا أول مؤتمر عالمي عن الزعيم النقابي فرحات حشاد بتاريخ 22-24 نوفمبر 2000 وقيامنا بنشر أعماله، حرصنا منذئذ على جمع شهادات النقابيين، على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية، وأفردنا لذلك عددا من سيمنارات الذاكرة الوطنية التي أنجزناها وتمت مع أحمد بن صالح وحول الحبيب عاشور وأحمد التليلي ومع الطيب البكوش والتيجاني عبيد وغيرهم.. وقد وفقنا في إنشاء قاعدة بيانات هي اليوم متاحة للإطلاع عليها بالصوت والصورة لعموم الباحثين. وفي هذا الإطار وتعزيزا لهاته القاعدة البيانية حول مسارات الحركة النقابية ببلادنا، سيكون ضيفنا هذا الأسبوع أحد رواد النقابيين الأوائل وهو السيد عبد العزيز بوراوي، أمد الله في أنفاسه ومتعه بالصحة, ليساهم في إثراء الذاكرة الوطنية حول مسارات الحركة النقابية. والسيد عبد العزيز بوراوي من أوائل رفقاء فرحات حشاد منذ الساعات الأولى للحركة النقابية, حيث كان منتميا بادئ الأمر إلى الفيدرالية الصحية العمومية بصفاقس، ثم كاتبا عاما مساعدا للاتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس. وقد لعب دورا مباشرا في تعزيز المقاومة المسلحة عندما وفر الأسلحة ومواد المتفجرات إلى عدد من المقاومين ومنهم مختار الشابي للقيام بعدد من العمليات التفجيرية ضد المستعمر. وفي 14 مارس 1952 ألقي عليه القبض وأودع السجن المدني العسكري بتونس ومكث فيه حتى 26 أفريل 1955. وقد استأنف نشاطه سنة 1956 في المؤتمر السادس للاتحاد برئاسة أحمد بن صالح, وإثر خلاف نقابي, انسحب صحبة الحبيب عاشور وساهم في إنشاء الاتحاد التونسي, كما ساهم في المؤتمر التصالحي التوحيدي في سبتمبر 1957. وانتخب عضوا في المكتب التنفيذي برئاسة أحمد التليلي, إلا أنه استقال كتابيا من جميع المسؤوليات إثر خلاف مع الاتحاد في جوان 1965. وفي أواخر 1969 طلب الحبيب بورقيبة من الحبيب عاشور استئناف نشاطه النقابي وانعقد مؤتمر وطني استثنائي سنة 1970, وانتخب فيه عضوا في المكتب التنفيذي برئاسة الحبيب عاشور, وتجدد انتخابه بالمؤتمر الذي عقد بمارس 1977 وعلى إثر أحداث 26 جانفي 1978, أودع السجن ضمن رفاقه وأطلق سراحه واستأنف نشاطه النقابي خارج مقرات الاتحاد, حتى تم إطلاق سراح بقية أعضاء المكتب التنفيذي سنة 1980, وبطلب من الحزب شارك في المفاوضات التصالحية بشروط قدمتها القيادة الشرعية وتمت الموافقة عليها, شريطة رفع الاستثناء على الحبيب عاشور, وتم ذلك في مؤتمر قفصة 1981 وانتخب السيد عبد العزيز بوراوي عضوا بالمكتب برئاسة الطيب البكوش. وقد واصل نشاطه حتى حصول خلافات داخلية مصيرية بين أغلب أعضاء المكتب والحبيب عاشور وقرر مع 7 من الأعضاء مقاطعة أشغاله. وقد ساهم في إصدار بيان نقابي داخلي في أوائل نوفمبر 1983, وبعد صدوره, قررت الهيئة الإدارية للاتحاد برئاسة الحبيب عاشور في جلستها بتاريخ 26 نوفمبر 1983 إقصاء السبع أعضاء من المسؤولية النقابية وتجريدهم من الصفة النقابية. كما ساهم بطلب من قواعد نقابية وجهوية وبتعاون مع الإخوان الست في تأسيس الاتحاد الوطني التونسي للشغل وذلك في 19 فيفري 1984, ثم ساهم في المفاوضات التصالحية سنة 1986, وهو الأمر الذي توج بانعقاد المؤتمر التوحيدي بتاريخ 20-21 جانفي 1987 وانتخب أمينا عاما للاتحاد. وفي أوائل 1988 وبموقف تلقائي وعلى إثر مقابلة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي, قرر الحبيب عاشور وعبد العزيز بوراوي التخلي تماما عن أي نشاط نقابي, وتلك هي المسيرة الحافلة التي عرفها هذا المناضل النقابي الكبير, ولا شك أن الإدلاء بشهادته من موقع الفاعل النقابي سوف يساهم في شرح الكثير من القضايا والمسائل التي مازالت مغيبة أو هي ضبابية. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات  العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org (site en français) www.temimi.refer.org

 

بمناسبة حفظها لكتاب الله سبحانه  كاملا. الحوار نت يلتقي الفـتاة مريم الرباعي

حاورهــــا : الهادي بريك ــ ألمانيا
من هي البنية الصغيرة : مريم الرباعي ؟ مريم الرباعي بلغت السادسة عشر من عمرها  تونسية مقيمة مع والديها في مدينة كارلسروه بالجنوب الغربي لألمانيا منذ سنة  1994  طالبة بالثانوي. نعم المحضن الدافيء لأبوين تعلق قلباهما بالقرآن الكريم وبالمسجد منذ نعومة الأظافر: قال عليه الصلاة والسلام مؤكدا دور الأسرة في صناعة الإنسان معنويا : ” يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه “. وقالت العرب : ” ذاك الشبل من هذا الأسد”. ولدت البرعم الغض مريم لأبوين شبا على الدعوة إلى الإلتزام بالإسلام في المجتمع التونسي قبل ما يناهز ثلاثة عقود إذ عرف الأخ الفاضل الحبيب الرباعي كما عرفت زوجته الأخت الفاضلة آمال العكروت في مدينة صفاقس التونسية وفي مناطق أخرى من البلاد بإقبالهما على صفوف الحركة الإسلامية منذ نعومة أظفارهما داعيين إلى القرآن الكريم وإلى المسجد وسرعان ما بؤأتهما الصفوف الأولى لقافلة الدعوة الإسلامية في تونس إلى مصاف القيادة ثم تناوشتهما المحن فصبرا وثبتا ثم أرغما على الهجرة التي حولا فيها بيتهما المتواضع إلى خلية علم ودعوة حيث إنخرطا في صفوف طلبة العلم بالكلية الأروبية للعلوم الإنسانية بفرنسا حتى حصلا على شهادة جامعية في العلوم الإسلامية وظلا داعيين إلى الإسلام إلتزاما وإعتناقا في مختلف المواقع المتاحة وعين كل واحد منهما على البرعم مريم ـ أكبر الابناء سنا ـ فقرت بها الأعين وأي قر أطيب طعما من إنفساح الصدر لكتاب الله في بلاد غربة أكثر الألفاظ فيها سماعا كلمة ” ٍٍٍStress “. القرآن الكريم سبيل الخير وموئل النور ومحط الشفاء : ربما يكون يسيرا على الإنسان سيما في طفولته وصباه أن يحفظ كتاب الله سبحانه في غضون شهور أو سنوات في مجتمع مسلم تطغى فيه الفضيلة على الرذيلة سواء توفرت له محاضن طلب العلم أم لا. ولكن المؤكد أن حفظ القرآن الكريم من لدن صبي أو صبية يزاول تعليمه بلغة غير لغته الأم وفي بلاد لا تكاد تظفر فيها بمسجد ـ وليس مصلى ـ فلا تسمع أذان صلاة ولا تنشأ محاضن طلب العلم وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم .. مؤكد أن ذلك يتطلب إرادة ليست ككل الإرادات وبيتا ليس ككل البيوت وهما ليس ككل الهموم. في البدء كانت آية ثم كانت إمرأة : ترتفع أهازيج الأبناء من حولنا اليوم بأن ” إقرأ ” كانت أول كلمة وهو حق لا يكتمل حتى يعي الناس صغارا وكبارا بأن أول من حمل لواء تلك الكلمة التي غيرت الدنيا بأسرها لم تكن سوى إمرأة إسمها خديجة بنت خويلد أول مؤمن على وجه الأرض برسالة الإسلام طرا مطلقا ولكن شاءت أقدار الرحمان ألا ينقطع نسل تلك المرأة مع موت كل أولادها فقيض لتلك الرسالة إمرأة أخرى كانت أول من بذل روحه رخيصة في سبيلها وهي سمية ولم تمت الرسالة بشهادة سمية بل تلقفتها إمرأة ثالثة حفظت القرآن الكريم ـ مصحف عثمان ـ في بيتها خازنة أمينة على آخر كلمة تنبجس من سماء فتنزل إلى أرض وهي حفصة. أجل . كانت في البدء كلمة وكان فارسها في البدء إمرأة. نص الحوار: الحوار.نت : تتقدم أسرة الحوار.نت إليك أيتها البنية الكريمة مريم بأحر التهاني بمناسبة حفظك للقرآن الكريم وكذا لوالديك ولكل من أعانك يوما بحرف أو كلمة. نهنئك بحديث النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام : ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه “. مريم الرّباعي :جزاكم الله خيرا على هذه اللفتة الطيبة. وأسأل الله أن يكرمني وإياكم  بالقرآن ونسأله الرضوان. الحوار.نت : كيف نشأت عندك فكرة حفظ القرآن الكريم ومتى كان ذلك ؟ مريم الرّباعي :كانت أسرتي تساعدني كثيرا في حفظ القرآن .كانت أسرتي تساعدني كثيرا في حفظ القرآن الكريم. كانت أمي  منذ السنين الأولى تقدم لي كل شيئ ممكن  يساعدني على الحفظ. كانت توفر لي كل الظروف الطيبة. و أبي كان يساعدني قدر إستطاعته في إتقان التجويد و إدراك معاني الآيات القرآنية. الحوار.نت : كم إستغرق حفظك للقرآن الكريم من زمن وما هي الطريقة التي سلكتها لحفظه؟ مريم الرّباعي : في الحقيقة انا بدأت منذ الصغر بحفظ القرآن الكريم. حفظت ربع القرآن تقريبا بسن 14 سنة, و بدأت بالحفظ المكثف لمدة سنة وختمت بسن 15 سنة. الحوار.نت : كيف تمكنت من التوفيق بين واجباتك المدرسية وبين حفظك لكتاب الله سبحانه ؟ مريم الرّباعي :كنت أحفظ كل يوم ربع حزب في وقت الدراسة, و في العطل كنت أخصص كل وقتي للحفظ , في البداية كان هنالك تقصير بالطبع في الواجبات المدرسية و لكن عندما تكون لك عزيمة قوية يساعدك الله تعالى و يبارك لك. كنت أكرر حفظي في الراحة و في طريقي للمدرسة. كما كنت أستعمل آلة MP3 لتكرار الحفظ وتثبيته في مختلف الأوقات. انضممت إلى أكاديمية حفاظ الوحيين التي كنت أسمع من خلالها لمشرفتي التي شجعتني كثيرا وساهمت في تقوية عزيمتي إلى جانب والدي. الحوار.نت : ما هو شعورك وأنت تتقدمين في الحفظ خطوة بعد خطوة وما هو شعورك يوم إستكملت ذلك الحفظ ؟ مريم الرّباعي :كانت السعادة تغمر قلبي كلما حفظت آية او صفحة أو سورة, و في اليوم الذي ختمت فيه كنت أسعد إنسان على وجه الأرض, فختم القرآن ليست مثل شهادة نجاح عادية. بقيت مدة 20 يوما تقريبا في الإجازة الصيفة لم أخرج فيها من البيت تقريبا ولم أشعر بالضجر. الحوار.نت : هل كان وجودك في أسرة يشتغل كل أعضائها بالعلم عاملا مساعدا لك أم أن وجودك في أسرة فيها أطفال صغار أنت أكبرهم سنا كان عاملا سلبيا ؟ مريم الرّباعي :هذا يمثل جانبا إيجابيا لأنني أجد القدوة في أهلي اللذان علماني اللغة العربية برغم وجودي في الغرب. حتى أتقنتها والحمد لله ولازلت أواصل المشوار. كما أنني أشعر بأن لي مسؤولية إزاء إخوتي الذين يصغرونني بسن معتبر فأنا أساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تربيتهم مع والدي. الحوار.نت : هل وقع تكريمك بهذه المناسبة وأين وكيف ؟ هل تشعرين بأن ذلك التكريم كان كافيا أم كنت تنتظرين أكثر من ذلك أو أقل ؟ مريم الرّباعي :نعم فأول شيء وأهم شيء هو أنني شعرت بأن الله عز وجل راضي عني فقد تفوقت فجأة في المدرسة تفوقا جيدا. وتحققت كل الأشياء التي تمنيتها ومازلت أتمناها والحمد لله وهذا تكريم الله العاجل. وقع تكريمي من بعض الأصدقاء في المسجد وبعض الأحباب الذين هنؤوني بحرارة وزاروني في البيت حتى من مكان بعيد بارك الله فيهم جميعا. في الحقيقة أنا لم أفكر في أي تكريم ولم أقصد أي تكريم بل تفاجأت بالهدايا من بعض الناس وفرحهم الشديد. يكفيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه. الحوار.نت : ما هي الخطوة التالية بعد حفظك للقرآن الكريم كاملا ؟ هل تفكرين مثلا في تحفيظه لغيرك من الشباب أم في حذق أكثر ما يمكن من القراءات أم في الإقبال على حسن فهمه والدعوة إليه؟ مريم الرّباعي :أنا الآن أقوم بتعليم القرآن لأطفال مسجدنا وأنوي بقدرة الله خطوة بعد خطوة التحصل على الإجازة بالسند المتصل للرسول صلى الله عليه وسلم. الحوار.نت : كثيرا ما يتذرع الناس كبارا وصغارا في كل مكان تقريبا في هذا العصر بالظروف غير الملائمة لحفظ القرآن الكريم . بماذا تنصحين الناس بعد تجربتك الناجحة ؟ مريم الرّباعي :بإخلاص النية لله تعالى والتوكل على الله . كذلك دورات تغيير العقل التي توجد الثقة في النفس. كذلك جعل العطل المحطات الرئيسية للحفظ. الحوار.نت : هل يوجد في ذهنك قدوة تتوقين إلى التأسي بها في مجال القرآن الكريم من مثل الأمين الكريمتين خديجة وحفصة مثلا أو القارئة الشهيرة التي توفيت قبل أشهر الشيخة أم السعد التي تخرج علي يديها على مدى نصف قرن كامل آلاف من القراء ؟ مريم الرّباعي : قدوتي مشرفتي الأخت أم عبد الرحمن  في الأكاديمية التي صبرت علي وشجعتني وساعدتني نفسانيا جدا، كانت صبورة ومثالا رائعا للمعلمة والقارئة وقد سبقتها أيضا مشرفة أخرى تحمل نفس الإسم كنت أحبها أيضا جدا . والحمد لله الحافظات كثر كما أن صورة الحافظة الأولى ،المجازة بالسند المتصل للنبي صلى الله عليه وسلم، التي دخلت بيتنا إذ كانت صديقة لأمي ومعلمة لها بقيت عالقة بذهني وهي الأخت الحبيبة هدى الغضبان وقد أثرت في صياغة شخصيتي. الحوار.نت : هل تفكرين في مشروع قرآني في بلدك الأصلي تونس لو سمحت لك الظروف بالإستقرار هناك ؟ مريم الرّباعي : لا أستطيع تصور ذلك الآن لأنني للأسف لم أتعرف إلى بلدي بعد تركته وعمري سنتان قبل 14 سنة. لكن لو تيسرت لي زيارته فسأعلم قريباتي قراءة القرآن الصحيحة وأحفظهن بعضا من الكتاب الكريم كهدية إليهن. الحوار.نت : شكرا جزيلا لك أيتها البنية الكريمة مريم على إيلاءنا في الحوار.نت بهذا الحديث البريء الكريم مجددين لك التهنئة وراجين لك حياة سعيدة في ظلال القرآن الكريم. مريم الرّباعي : جزاكم الله خيرا وأكرمكم الله. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 22 جانفي 2007)

ألاعيب ومكايد السياسة الأمريكية !

 

 خميس قشة الحزامي : روتردام هولندا

 

إن المتابع للسياسات الأمريكية  التي تسوق لنشر  ثقافتها بفخر وتباه،  مبشرة الناس بالحرية و العدالة والمساواة والرقي والازدهار، متوعدة بانتشالهم من الفقر والتخلف، وهو ما أغرى الكثير من الناس فأعجبوا بما سمعوا وامنوا وصدقوا، وأصبحوا من الدعاة للمشروع الأمريكي و اتخذوه المثل الأعلى للديمقراطية، إلا أن مجريات الأحداث والوقائع  في الشرق الأوسط و أفغانستان و العراق وغيرها، كشفت عن الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية وبينت حقيقة المشروع  الذي يبشرون به شعوب العالم المتطلعة للحرية ..

 

وما نراه اليوم من حصار و تجويع وقتل للأطفال والنساء و الشيوخ الفلسطينيين واللبنانيين بتأييد أمريكي،  ودعم للأنظمة دكتاتورية متجبرة، واحتلال لبلدان آمنة وما انجر عنه من سفك للدماء وتخريب وفساد مالي وأخلاقي، في العراق  وأفغانستان على أيد “القوى المحررة” و حلفائها الذين زينوا لها الأمر وورطوها في حروب لا أول لها ولا آخر لم يعد الأمريكيين قادرين على تحمل أعبائها المادية والبشرية فتتالت الانتكاسات والإخفاقات والفضائح الأخلاقية والإنسانية مما جعل صورتها عارية  مجردة من الأقنعة الزائفة…

 

وتذكرنا السياسة الأمريكية المتبعة بقصة إبليس (متمثلاً بأمريكا  وساستها) الذي يُلبس الشر لباسا خادعا يجعله مٌحببا إلى الناس مرغوبا فيه بعدما تعهد بغوايتهم جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم  إلا من رحم الله.. لينقلب ويتبرم  بعد ذلك و يتبرأ من كل معصية تمت على يديه، ويحاول أن يتنصل منها ويتهرب من مسؤولياته فيقول كما يروي لنا القرآن الكريم (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين).

 

ليجد الذين اتبعوا منهجه يقاتلون من أجل الباطل، ويحاربون الحق بعد تحالفهم مع الشيطان وجنوده من الإنس والجن، فنصبوا أنفسهم حماة ومدافعين عن جرائمه، هذا شان السياسة الأمريكية التي ركبها الغرور والـكـبر

عند نشوة النصر بعد إسقاط نظام صدام حسين، فعاثوا في الأرض فسادا بعد أن حجب الجهل بصيرتهم، وسلكوا طـريـق الـظـلـم والاسـتـبداد فأوعزوا إلى جنودهم و حلفائهم لتصفية حسابات سياسية قديمة  فحولوا “العراق الجديد” إلى نهر متدفق من الدماء  مجازر و مقابر جماعية و نهب لخيراته وكل مقدراته…

 

 لم يراعوا في ذلك أي مصلحة للوطن ولم يعطوا أي قيمة للمواطن العراقي  وقد غلب على هذه الحكومات المتتالية الطائفية التي تكرس سياسة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وبقو أسرى للأحقاد  والضغائن، وقد وصفهم  بوش  بالفاشلين و الغير ناضجين سياسيا  ليتنصل وينأ بنفسه من جرائمهم الوحشية  بعدما تتالت وتعالت انتقادات  الرأي العام الدولي والمحلي، خاصة عقب مهزلة مشاهد إعدام صدام التي عبرت عن انتهاك سافر للقيم والأخلاق الإنسانية وسط تعالي صخب أصوات شتم  الغوغاء دون أي احترام للنفس البشرية التي كرمها الله سبحانه وتعالى.

 

وبإعدام صدام وقتل الزرقاوي  تنتهي شماعة الإرهاب والفساد حسب وصفهم، وبعد مرطون الانتخابات الديمقراطية المتتالية تنتهي حقبة الدكتاتورية المبرر الأساسي لقدومهم حسب زعمهم..  وبعد المشاريع والبرامج  والخطط العسكرية والسياسية ومؤتمرات المصالحة، لسائل أن يسال لماذا فشلت وتبخرت العملية السياسية الأمريكية؟  لماذا لم يستتب الأمن ويعم الأمان بعد؟ لماذا لم يحققوا ما وعدوا به من بناء دولة ديمقراطية نموذجية  في الشرق الأوسط مستقرة و متقدمة و مزدهرة؟ لماذا  لم يوقفوا المجازر اليومية و يحاكموا مرتكبيها؟ لماذا لم يكشفوا عن فرق الموت التي تفتك بالعراق  والعراقيين “منذ تحريره”.

 

ولحين الإجابة عن هذه التساؤلات تبقى مكائد الشيطان الأمريكي وحلفائه سببا للكفر بمشروعهم، وطغيانهم وظلمهم يوجب مقاومتهم، وقد علمتنا سنن الكون أن الباطل لن  يظل منتصرا مهما طغى وتجبر…

 

 

 

نحو جبهة مغاربية ضد الإرهاب

د. أحمد القديدي (*) يمكن القول بدون تردد بأن تعطل الاتحاد المغاربي في بناء مؤسساته وتنسيق سياساته كان له دور في تشكل اتحاد الارهابيين المغاربيين ، فكلما تعثرت وحدة الدول والمجتمعات المدنية في البلدان المغاربية الا و تسارعت خطوات العصابات المنظمة من كل لون وطيف لملء الفراغ واحتلال العقول واختراق الحدود. وقد كانت المواجهات المسلحة بين قوات الأمن التونسية و بعض الشباب المغرر بهم في شهر ديسمبر و بداية يناير منعرجا خطيرا في ممارسات الجماعات المسلحة التي تلبس أقنعة السلفية الجهادية، حيث تعولمت تحركاتها بشكل لافت فاستعملت أدوات العصر الالكترونية، وأعلن فريق منهم الولاء والمبايعة لتنظيم القاعدة ، ثم وفي عملية غير مسبوقة تسلل بعض الارهابيين الى تونس التي نعمت الى حد اليوم باستقرار متيح للتنمية بالمقارنة مع شقيقتها الجزائر، ذلك الاستقرار الذي ثبت بأنه يظل هشا ما لم تتعمق السلطة والمجتمع المدني في معالجة المشكلات سياسيا وتربويا وثقافيا وألا يقتصر التعاطي معها بالوسائل الأمنية وحدها. ونحن نبارك الحزم الأمني الذي أحبط ما كان يحاك في الظلام لتونس لو لا قدر الله ضربت السياحة واعتدي على السفارات و ساد تونس مناخ من العنف ، في مجتمع تونسي يعرف منذ التاريخ العريق بوداعة أهله وطيب العيش فيه وانعدام الطائفية و رفعة مستوى الحس المدني والثقافي والفكري وبلوغ النخبة درجات عالية من الوعي السياسي والمشاركة الحضارية. ومن الصدف الطيبة أن عقدت مؤسسة التميمي للبحث العلمي في تونس أيام 11 و12 و 13 يناير مؤتمرها الحادي والعشرين حول تكلفة اللامغرب أي ماذا يخسر المغاربيون من غياب الوحدة أو تأجيلها! بمشاركة أساتذة بارزين وأصحاب قرار نافذين من كل بلدان المغرب العربي ، و خصوصا الأستاذين الفاضلين مصطفى الفيلالي والشاذلي العياري، وتدارسوا أسباب تعثر البناء المغاربي بينما هو حلم الأجيال التي جاهدت من أجل استقلاله وتأسيس دوله الحديثة، و اقترحوا وسائل تحقيق وحدته، وهي نفس الوسائل التي ما انفك يقترحها المثقفون المغاربيون منذ عقود ولا من مجيب. وفي البيان الختامي عدد المشاركون في المؤتمر أسباب احباط المشروع الوحدوي المغاربي كالتالي: النزعة السيادية القطرية المشطة ذات الطابع الانفرادي وغياب المشاركة الموسعة لمؤسسات المجتمع المدني في القرارات المتخذة وتغييب الأبعاد المغاربية في التعليم والبحث العلمي والاعلام وعجز السلطات المغاربية عن ايجاد حلول توفيقية لبعض المعضلات السياسية وضياع الوقت واهدار الامكانيات في عقد اجتماعات ماراطونية لم تنتج سوى الشعور بخيبة الأمل و اعلان الفشل الذريع. هذه لمحة عن تشريح الاخفاق المغاربي من لدن نخبة متميزة من أبناء المغرب العربي وضعت أصابعها على أصول الداء و اقترحت العلاج السياسي و الثقافي الجريء الذي لا يقتصر على رفع العصا في كل اتجاه بدعوى الحفاظ على الأمن. ويتطرق بيان المؤتمر حرفيا الى دقة المتغيرات الجيوسياسية والمعرفية والاقتصادية وضرورة اعادة ترتيب البيت المغاربي على أساس بناء صرح اقليمي حداثي ديمقراطي منفتح على العولمة والتكنولوجيات وتأمين الحريات المواطنية الأساسية باعتبار الحرية هي المعيار الصحيح لأي تقدم ولأية تنمية حقيقية. فهل من خطاب أبلغ ومن رسالة أوضح يوجهها المؤتمرون المغاربيون لأصحاب القرار السياسي حتى تكون الوحدة المغاربية الديمقراطية هي الدرع الواقي لشعوبنا من مغبة الارهاب و الفوضى و قمع الحريات و هجرة العقول وضياع الاستقلال ؟ الحمد لله على أن النخبة التي شاركت في المؤتمر قالت بصراحة ووضوح ما نقوله نحن من بعيد منذ عقود، و بنفس منطق الوطنية و الاعتدال، وهو ما يشير الى الاجماع على تحليل الوضع المغاربي والحلول المقترحة، و تأتي أحداث تونس الأخيرة لتهز الضمائر و تحرك المشاعر وتوقظ الهمم حتى نؤسس جبهة مغاربية حقيقية و قوية للتصدي للارهاب لا بالمعالجة الأمنية فقط والتي لم تعد تكفي رغم أهميتها لتوفير الأمن و اتقاء الفتنة، و لكن بمواجهة المعضلات التي عددها المؤتمرون في تونس بما سموه على استحياء ضرورة ايجاد الحلول التوفيقية للمشاكل السياسية القائمة ، وهنا نلتقي جميعا أبناء المغرب العربي حول استعجالية الوفاق الوطني والاقليمي وطي صفحات الماضي لنكون يدا واحدة ضد الجهل والردة الحضارية و العنف الأعمى. انها أمانة في أعناقنا جميعا. (*) كاتب وسياسي عربي ـ باريس alqadidi@hotmail.com (المصدر: صحيفة الوطن العُمانية الصادرة يوم 24 جانفي 2007) الرابط: http://www.alwatan.com/dailyhtml/opinion.html#5


 

اليوم الخامس من الاضراب

 

.حسين المحمدي تونس

 

.قلنابتاريخ30جويلية2005 ما نقوله اليوم.بل مانضرب من اجله.كان هذاقبل اعلان حركة18اكتوبر اضربهابشهرين

و18 يوما.ونشر هذا بموقع حزب المؤتمر من اجل من اجل الجمهورية.بل دعوة امن الدولة كانت بسببه.كل الهيئات

أخذت علما.وكل من يحارب الإرهاب والتطرف والتوحيد والجهاد والسلفية اخذ علما.والنتيجة نحن دون وثائق ولا عمل ولا حرية تنقل واجتماع …لهذا أعلمنا الاضراب تذكيرا لمن يحارب الإرهاب والحقد والتربة التي تنبت كل أنواع الجريمة والإجرام..

. بيان موجّه إلى الرّأي العام الدّاخلي والخارجي..طلب اداء شهادات دولية حول صناعات الإرهاب..في23/12

2007..اعلن عن التوحيد والجهاد؟

الجمهوريةإنتخابات حرّةونزيهةومشاركةومحاسبةللجميع..الإرهاب ابن شرعي ويتيم للدكتاتوريات العربية.والتفجيريون منتوجهم طيلة60سنةواليوم وغدا..مع كل تفجيرلبنلادن عرس في ديارالحلفاء؟

 

.رجال قانون وجامعيون يستنجبون للتفنّن في إستنباط قوانين تقتل الحريةوالديمقراطيةوالشفافيةوالتداول على الحكم وبعيون مفتوحة؟يقتلون الانترنات والفاكس.يترشّحون ويوجدون بهيئات دوليةعلى علاقةبالحقّ والعدل والحرّيةوالكرامة؟معمل لتفريخ الإرهاب ثمّ محاربته؟رجال الحزب يجرون المشاورات لتكون تونس50سنةاخرى في اليتم.راينامنتوجكم منذ50سنة.

 

.أيّهاالمواطن كن خارجاعن القانون ثمّ إرهابياحتّى نحاربك ونلاحقك ونتابعك ونرشد عنك؟الفاسد والمفسدوالمزور للمشاركةوالانتخابات والأرقام والمال العام والخاص وطنيّ؟والرّافض لهذه البشاعات خارج عن القانون؟أقتل لك أولادك؟وأنت تحميني؟أصنع من هناالتفجيريين وأعلم عنهم وأدين؟مسرحيةركيكة.(حدث هذا في23ديسمبر2006

أي بعد حوالي سنة ونصف؟)

 

.الحركات الإسلاميةالتي تخصّصت أنظمةتونس ومصروالسعودية..في محاربتهاودحرهاويقول الخطابالتونسي

اليوم وأمس لاوروباالارهاب مشكلتكم؟هوصنع وأوروبايموت أولادها؟يقول هذارئيسنابتدبير.(اذكر ان هذا كان بتاريخ 30جويلية2005 واطلب الرجوع الى كلام الصحف منذ يوم 23/12/2006 وخاصة تصريح وزير داخلية سلطة تونس بتاريخ12/1/2007 وتصريح وزير داخلية الجزائر بتاريخ13/1/2007…ما رايناه عينه ما يقال اليوم)

 

.إيران النّظام المغلق توصّلت إلى تداول ولوداخل العباءةالواحدة.ونحن لم نصل بعدإلى انتخابات حرةفي أدنى مستوى محلّي؟أمين عام الحزب الحاكم في أوت2005؟وزيرداخليةأشرف على الاستفتاء؟وعلى  انتخابات 2004؟محاربةللحركات الإسلامية.وهذاماتلعب فيه وتنتشي به الجماعات.تطيرالانظمة فرحا عندمايخطب  حولها ابنلادن؟صارهومن يمنحهاالحياةوليس العكس؟الفسادأساس صناعةالارهاب.(قال ديك تشيني يوم 15جانفي2007

فشل خطة بوش الجديدة تعني نجاح القاعدة…)

 

.الأمن مهمّته في الأصل حمايةالوطن والشعب والأعراض والأرزاق.لاشخصاأوجهةأوقبيلةاومجموعة ولكن عبرالدول العربيةصارمن يمنع الحرّيةوهومن أوّل المتضرّرين إلى جانب إعلام الدّعايةوالصخب. ليأخذأيّ رجل عاقل ميزانيات تونس منذ1957ويحاول قسمتهاعلى أعدادالتونسيين.سيجدانّ كل مواطن تحصّل على مليارات والنتيجةحركات إسلامية وذهنيات ووجوه تتكرّر؟المشكلةهنا.والاجابةمن هنا. عطش مالي وأخلاقي.حزب حاكم يراهن علىانتخابات فرنساوامريكا2008؟وعلى كل أنواع القمع؟

 

.الحركات الإسلاميةلاتطلب أكثرمن بقاء رجال العجزوالاضطراب وحرّك هذاودوّرذاك ليفديومياإليهارجال

الفكروالتفكيروالنّظافةومن بقي له ذرّةرجولة ضرورة.وهومايجري عبرالعالم العربي ومالم تدركه اوروباعلى وجه الخصوص.بقاء أنظمةفاسدة=مولدحركات إسلاميةجديدةومصداقيةللحالية.الإرهاب يحارب بفكروأسلوب جديدين وفضح رجال العطش المالي والأخلاقي.حديث على مدارالسنةوالأيام والأشهرزمن العمل والعطل عن تعلّم الغيرمن حكمناوربّماعيشه أصلابفضلنا؟دعوات وتنظيم زيارات بتكلفةمهولة؟وندوات دوليةمنذ1999تتحدث عن 2004 و2005و2006و2009و2014و..رياضيةومعلوماتيةومؤتمراتية.خلاصتهانجاح!نموذج الحزب الحاكم؟

النّظام وحده يتحدّث وممنوع على غيره إجراء تحقيقاواحداجدّيا؟

 

والحال أنّ  رجاله من يصدّرالافكاروالحكمة؟المشاركةعبرهذه الفضائيةوتلك شكّلت معرّة وهي موثّقة؟الدولة الدّولةالوحيدةفي العالم التي لايوجدبهامراسلاواحدامستقلاولايخرج منهاخبرا صحيحا.ولايمكن لوزير او سفير اوعمدة أن يستقيل.فهوسيتحول إلى إرهابي بعدان كان يوزّع الوطنية والرجولة.حزب انقلب على مؤسّسه ومسح فيه رجاله كل العيوب؟ومنعوارئيسه الحالي من التغييرفي أحيان كثيرة يستعداليوم لحكمنا50سنة اخرى؟ ويمدّالخيوط والجسورليتفصّى من التّزويروالمحاكمات لم نعدمن المغفلين ورئيس الحزب جزء صغيرمن المسئولية.(لياخذ كل تونسي مضمون اجتماع يوم 12جانفي2007 ومن تداول على الكلمة..القروي..عبدالوهاب

الضيفي..العقربي…وعلى من ركز الشريط المعروض…وقبلها يوم 8/1/2007 بالكرم…وما سنراه لاحقا من كراكوزات…اليس هذا ما يجري بالتحديد؟الم اقل ان الارنب تخرج وتتعرى؟)

 

.نظام يملك المال الوفيرويغدق العطاياوالهدايالهذه المجلّةوتلك الصّحيفةوالفضائيةوذلك الزّائروصاحب شهادات الاستحسان خاصةاذا تزامنت مع تفجيرهناواخرهناك؟إلى جانب ماتوصّل إليه العقل البشري من وسائل  حصار ومحاصرةوكبت وتعذيب نفساني وعلاقاتي ومالي وفكري..وهذاحكمةوتدبيراوإستقرارا؟

 

وزيادات لنانحن الرّعاياسنويةتدعوللضّحك.مواطن جائعاوفرحا؟إتّحادالشّغل؟رحم اللّه الحبيب عاشور.

.لقدرأيت منذ14/11/2004ذهاب وزيرالخارجيةووزيرالشؤون الاجتماعيةوأمين عام الحزب الحاكم وبقاء وزيري العدل والداخليةوتعيين وزيرالخارجيةالجديدوفي هذاالظرف بالذّات وكذلك وزيرالدفاع في ظرف ثمانيةاشهربالحساب.هذاموثّق في كتاب؟وإطّلع عليه كل التونسيين ورجال العالم.هجمة من عناصرمختارة ومحدّدةلماذا؟تونس للتونسيين جميعا.التحويرات اللاحقةمعلومةبالاسم.لكن نحن هنا.

 

.نريدمن العالم المتقدّم المحارب للإرهاب أن يعاملناعلى قدم المساواةمع الدكتاتوريات؟بان يفتح أبواب الهيئات

الدوليةوالإعلام المرئي والمكتوب لنتحدّث’بدورنا’عن تجارب نظامنافي حقائقهاوذهنيات ومنطق رجالها’ونترك معهاالمواطن عبرالعالم’يفهم ويتفهّم ويستنتج..مولدالإرهاب ومحاضنه؟أم الحرية؟

 

.هل بن لادن من يعطّل مشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟والانتخابات الحرّة؟والتداول في تونس  ومصر والسعوديةوقطر؟طبعالا.الدكتاتوريات العربيةبمالهاوعلاقاتهاوإعلامهاوخبثهاوحلقاتهاالمغلقة وشرائهاالذمم داخل وخارج بلدانها.ضيّقت الحصارعلى أمريكاوعلى كلّ ذهن تغييري وإصلاحي.بنلادن لم يعدخطرالدى الدكتاتوريات الحرب على الإرهاب قضيّةكل رجل حرّية.رجال يرتعدون من انترنات؟

 

.شخصيااعرف بالمجال والمكان والحجم والوسيلةوالحيلةوالذهن والمنطق والشخص الفسادوالافسادوالتزوير والمستنجبين فيه وله والمتحايلين على هذه السفارةوتلك و…وهم يعلمون أنني اعلم..

 

.رجال قانون وجامعيون كانواأمس يتحدّثون عن المليشيات؟قتل كل بذرة لفكرحر؟وكل تغيير؟ويفتخرون  بذلك؟ ويستعدّون لمؤتمرجديدخوفامن تسرّب بطولةقضاة مصر؟ وحرصهم الأكيدعلى استرجاع الدولةوالمال العام والنزاهةفي كلّ مظاهرها؟أين كوفي عنان؟وأين الهيئات الدولية؟هذازمن العالم عيونه  منفتحة على الارهاب؟ تصوّرواالعكس.نذبح ولااحديسمع بنا؟ذهنيةللحكم؟

 

.هذافرّخ ويفرّخ الإرهاب.من فرّخ هذه المشتلةهواليوم من يحاربهاوهوشريك في الحرب العالميةعليها؟ ستغرق اوروبافي هذاالمنطق.من خالط الفحّام نال سواده.إعادةإنتاج القديم وإخراجه في شكل الجديدمحاربةللتفجيريين  ؟في بلدي القاضي يبحث عن حماية؟هل هناك اخطرمن هذا؟أين يذهب المواطن؟

 

يصبح  تفجيريا؟ويتحوّل رجال التزويرإلى مدافعين عن القانون وتونس؟المسرحيةكشفت.وهي بين يدي العالم

(رايناهذابالضبط في23/12/2006.اذكران هذاالكلام نشربتاريخ30جويلية.ونشرته تونس نيوزبتاريخ 10نوفمبر 2005  ضمن ملف خاص..وضمن كتابي..واتصلت به شخصيات دولية في ذلك التاريخ..)

 

.ماتوصّل به رجل الفكروالتفكيروالأخلاق والاحترام ليونال جوسبان من سويسرا في(11/8/2001.قبل الحرب على الإرهاب.وقبل هذا في8/12/1992توجّه اكثرمن250مسئولامن بنعروس إلى الأمانة العامة للتجمع والى الوزارةالأولى للتشهيربالفسادوالمليشيات وصناعةالارهاب.قبل 11/9/2001بعشرسنوات؟وهو معلوم من العالم؟

وقبل أن يطردني النّظام كمايدّعي وموثّق؟).وجّهت إلى الرّجل تحليلاحول الإرهاب(جوسبان لا يزال على قيد الحياة والارشيف متوفر)ورجاله وصعوداليمين المتطرّف وكيف سيعادانتخاب شيراك؟وذلك قبلرئاسية فرنساب10 اشهر؟وكان مارايت عينه؟ومايقال اليوم حول الإرهاب خطاباوتذمرات؟أعلمت الرجل بعزمي الترشّح في2004  بحثا عن شهادة.ماقلته للرجل وقع حرفيابعدثلاث سنوات.لاسيادةمع التزوير..(قالوا لم اترشح ابدا.وانني هربت الى سويسرا.وهلما جرا)

 

.استلفواكل أنواع الغمّان والتلهويث والبدع والدّعايات..والسّطوعلى برنامجي المعلوم أصلا منذاوت2001 . وقبلهابرنامج1999تعوّدواالتّركيع عبرالحصار.هذه المرّة يتعاملون مع رجل صادق عزم على التغييرولوكان ثمن ذلك حياته.رجل يدرك كل مايمكن أن يفعله الطرف المقابل..أنت تعرفني وأنااعرفك واعلم الكثير.وصمّمت دون رجعة.رعب من هاتف وفاكس وكل رجل نزيه.مشكلتكم.

 

.بهدف التعريف بهذاالصّراع الحضاري المباشر’خيّرت الهجرةالمؤقّتة’فرفضت الشّرطةالتونسيةتجديدبطاقة

التعريف الوطنية؟وبالضرورة دون جواز.لااتركك تعمل؟ولاالمغادرة؟وأعطي شهادةولااعترف بهاولا يمكن

لصحيفةواحدةأن تشيرلهذا؟الخارج يهابني ويربّت على أكتافي؟أنا دولة؟

 

.افعل بك ومعك وفيك ليلاونهارامايجعلك ترفض.ومع أول حركةالقانون(نعم هناالقانون)بالمرصادوالتهم مكدسة وجاهزة.هذاهومعمل الإرهاب الحقيقي.وحديث عن الجمهورية؟والنّموذج؟والسلام؟اليهودلايعرفون أصحابهم رغم تمسّحهم؟العراق يريدونهافلسطين جديدة.كانواينتظرون موريتانياكذلك.هناك رجال.

 

.ضحاياالعمليات الإرهابيةعبرالعالم مطالبون اليوم بالادّعاء على الصّانع الأصلي للإرهاب.إذاكان شخصاغير عاقل ولسبب ماردّالفعل فقتل.من يكون المجرم الكبيروالحقيقي؟المنفّذعلى بشاعةجرمه وضرورةملاحقته؟ام  

الدولةورجالهاباسم التشغيل؟السيادة؟السلام؟صندوق عالمي للتضامن؟تونس ليست ملكالأي كان  ومهما كان. .الحزب الحاكم ورجاله يتحمّلون المسئولية الكاملة.ومصيبة تونس تكمن فيه...اليس ما يحدث اليوم؟الا يترجم رجال العجز والارهاب هذا؟

 

 قبل الدّخول في شكل نضالي جديدخلال الأيام القليلةالقادمة.(وقتها كنت ساعلن الاضراب الا ان رجال18اكتوبر

باسم المدنية والحرية انقضوا على المناسبة.يعني لي برامج محددة) خيّرت التوجّه إليكم معلماوطالبا…تمكيني

من اداء شهادة امام لجنة مختصة بمجاس الشيوخ ومجلس العموم البريطاني والاتحاد الاوروبي حول صناعة الارهاب مكانا ومجالا وتهديدا مباشرا ومحققا يتنامى ويتنوع.لاا سيادة مع التزوير.

 

..وقع هذا فعلا.لكن لغيري.اليوم في 2007 نرى هذا تحقق بعينه.وذات الانظمة محمية؟وجنابي منع من قول هذا؟بل كتابي تم السطو عليه رغم ان ماانفقته من مال عليه كان دينا؟لا ننسى ان بوش يريد النجاح لاستراتيجيته الجديدة في العراق بادوات صنعت وتصنع الارهاب؟التاريخ سيقول للامريكان واليهود الكثيروفي

وقت قريب جدا.

 

.على أمريكاوألمانياوبريطانياوالاشتراكيين في فرنساوبعض رجال اليمين واسبانياوبلجيكا وسويسراواليهود

وغيرهم من رجال العالم العمل على مساعدة رجال الحريةعبربلدانناوبعدهاالحديث عن أمم متحدة.بلدانناتعمل بحكمة.مسؤول أول في كلّ مجال ومكان لايمنح الحريةولايسمح بالنزاهةومطالب في كلّ لحظةبتجنيدرعاياه على غرارمايقع يوم2626وجمع المال وهرسلةالمحامين والقضاةوالرابطةوالإعلام والانتخابات والترشّحات…

  

خارطةطريق لكل دولةعربيةخلال2006و2007و2008 وفقهاتكون انتخابات حرةلاوّل  مرةعربيا.محاربة الإرهاب تمرمن هنا.من هوغيرشرعي لا يحقّ له الحديث عن الاخلاق والوطن والسيادة.على اوروبا ان تفهم

هذا.حديث عن مجلس امن جديد؟وعن حق الفيتو؟

 

وقتهايفنى العالم.هذايكون بانظمةديمقراطيةوبزوال العطش المالي والأخلاقي.ليبيابعد حفرة صدام هرول وحسنا فعل.اليوم يعيدالكرّةونصيحتي له أن يبتعدعن القول بانّ كل ماحدث كان طارئاومعزولا أتمنىّ أن يدرك أنّ العالم لم يعدغبيّاولايقبل أن يستغبى.تحيّة لعلي عبدالله صالح على فتحه الباب رغم توسّلات هذاوذاك لاثنائه عن همّته.التغييرمن الداخل ممنوع وإذاجاءت امريكاالسيادة..سيادةالتزوير؟…لهذا ولغيره لم ينحج بعد بوش في العراق…اليس هذا خطابا دوليا اليوم في2007؟ربما لهذا نحن محاصرون في كل ركن.ولهذا اضربنا تذكيرا لمن يحارب الارهاب بهذا.

 

.لهذا ولما سياتي دخل اضرابنا يومه الخامس.يا رجال الحرب على الارهاب.الارهاب تربته خصبة اعتمادا على ذهنيات من يحكم تونس.

 

حسين المحمدي تونس

24/1/2007 .


أبو لؤلؤة المجوسي يثير جدلا بالدوحة!
الدوحة– مصطفى عاشور- إسلام أون لاين. نت بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام، عاد من جديد أبو لؤلوة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب ليثير جدلا في مؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب. فقد طالب خلال إحدى الجلسات المرجع الشيعي العراقي حسين المؤيد الشيعة في إيران بالتخلي عن الاحتفاظ بقبر “أبو لؤلؤة” الذي طعن الخليفة عمر رضي الله عنه في الصلاة عام 23 هجرية، معتبرا أن “الاحتفاظ بقبر هذا الكافر من المستفزات التي تعوق التقريب، وأن التمسك بهذا الأمر هو نوع من الثقافة الصغيرة الواجب التخلي عنها”. وقال المؤيد المعروف بانفتاحه على السنة في كلمته بالمؤتمر: “كم يكون صغيرا من يجرح بالصحابة ويحتفظ بقبر هذا الكافر أبو لؤلؤة” في إشارة لاتهامات موجهة لبعض الشيعة بسب الصحابة. ولكن المرجع الشيعي علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران رد على المؤيد قائلا: “إنه لا يوجد احتفاء بهذا المجرم.. إذا كان بعض السفهاء يفعلون ذلك فإن الواجب على العقلاء أن يقوموا بتأديب هؤلاء السفهاء”. أما الأكاديمي الإيراني محمد علي آذر شيب فقال: إن “الحديث عن قبر أبو لؤلؤة يجب ألا يحسب على تيار التقريب”. ويوجد قبر أبو لؤلؤة المجوسي في مدينة كاشان الإيرانية، وقد تحول إلى مزار يتوافد عليه كثير من الشيعة. برنامج عملي وللخروج بنتائج عملية من مثل هذه المؤتمرات اقترح المؤيد أن “يكون لهذه المؤتمرات برنامج عملي، وأن تكون مقدمة للعمل وليست محفلا خطابيا، وأن تتمخض عن برنامج وحدوي تقريبي”. وقال: “يجب أن يتحول التقريب إلى ثقافة، رافضا أسلوبي التكفير وسب الصحابة التي يمارسها البعض من الفريقين”. وتطرق المؤيد إلى منهج آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف ساهم منهجهم في توحيد المسلمين. وقال: إن “آل البيت كانوا مع التيار العام للأمة الإسلامية ولم يكونوا من ذوي الفكر الطائفي، حتى إن الإمام جعفر الصادق وهو من أئمة آل البيت نهى أصحابه عن أن يتبنوا تيارا اعتزاليا بين المسلمين” في إشارة للشيعة الذين يعلنون انتماءهم وتمسكهم بنهج آل البيت. وأضاف المؤيد: “هذا منهج آل البيت وبواسطته ملكوا قلوب المسلمين، ومن يقتد بآل البيت فعليه أن يتبع منهجهم، غير الطائفي، كما أن عليه أن يدفع استحقاقات التقريب، والتوقف عن الأمور الاستفزازية التي تقف عائقا أمام الوحدة”. أجواء ساخنة وبعد أن سادت أجواء من الهدوء في المؤتمر بعد توتر شهده اليوم الثاني عادت السخونة مرة أخرى مع كلمة الشيخ محمد عياش الكبيسي الناطق باسم هيئة العلماء المسلمين. واستند الكبيسي في كلمته إلى مقولة للمفكر السوري مصطفى السباعي تشير إلى أن السنة مارسوا التقارب لكنه وجد أن مفهوم التقارب يعني تقريب السنة للشيعة، فالسنة أخذوا بالتقارب لكن الشيعة لم يفعلوا شيئا. وقال: “لا أفهم لماذا يكون هناك تقارب هنا وقتل للسنة في العراق، وشتما للصحابة؟”. ودعا إيران والشيعة إلى أن يوقفوا المجازر في العراق، منتقدا عمليات التبشير الشيعي وسط السنة. كلمة عياش أثارت عتابا من التسخيري الذي قال: “كنت أتمنى ألا تطرح مثل هذه اللغة”، مؤكدا أن التقريب لا يعني التبشير. وتدخل الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية في السجال الدائر بقوله: “هناك وطن اسمه العراق استغل التشيع لتدميره، وهناك وطن آخر اسمه إيران يسعى البعض لاستغلال التسنن لتدميره”، معتبرا أن المشكلة ليست في التقريب بين المذاهب ولكن في الدفاع عن التعايش السلمي بين أهل الأوطان. وقال: إن “المشكلة الأساسية ليس أن ننتقد التبشير، فكل المذاهب لها الحق في أن تتحدث عن نفسها، لكن المشكل الحقيقي هو كيف نضمن الاجتماع حول المشترك في أمتنا؟”. ولكن الغنوشي أشار إلى أن معظم الأحزاب الشيعية الحاكمة تعاونت مع الاحتلال من أجل السلطة، أما المقاومة التي يخوضها بعض السنة فهي دفاع عن مصالحهم. بدوره تقدم المفكر الإسلامي فهمي هويدي في الجدل بمداخلة قصيرة أكد فيها أن “الواجب البعد عن العموميات وعدم الانجرار وراء الأحكام الإطلاقية”. وأنهى مؤتمر التقريب بين المذاهب أعماله اليوم الإثنين في الدوحة والتي انطلقت السبت الماضي تحت شعار “دور التقريب في الوحدة العلمية”، بمشاركة 216 شخصية بارزة من العلماء والباحثين والوزراء من 44 دولة. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 22 جانفي 2007)  

بيان الدوحة يدين الاقتتال الطائفي بالعراق ويقترح مجمعاً للتقريب
الدوحة – الشرق – تصوير: وصفي أبو شوشة استنكر المشاركون فى مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الاسلامية ما يحدث فى العراق من اقتتال طائفي بين السنة والشيعة وحذروا في الجلسة الختامية التي حضرها سعادة السيد فيصل بن عبد الله آل محمود وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية من ان يؤدى ذلك الى تفتيت العراق. واكد بيان الدوحة الصادر عن المؤتمر فى ختام اعماله امس على حرمة دم المسلم وماله وعرضه واستنكر الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية داعيا الى الوقوف صفا واحدا امام التحديات والعدوان الذى تتعرض له الامة. وأوصى المؤتمر بتشكيل مجمع علمى عالمى يضم علماء السنة والامامية والزيدية والاباضية يعزز فكرة التقريب ويرصد المعوقات والخروقات ويضع لها الحلول المناسبة.. واقترح المشاركون فى هذا السياق ان تكون الدوحة مقرا لهذا المجمع. ورفض المشاركون كل تطاول أو إساءة الى بيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعا وامهات المؤمنين.. وناشدوا اتباع المذاهب والفرق الاسلامية احترام مقدسات كل طرف والحفاظ على الاحترام المتبادل فى الحوار والنشاط الدعوى. ودعا المؤتمر القيادات والمراجع الدينية السنية والشيعية الى الحفاظ على حدود وضوابط التعامل مع الآخر وعدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع فى بلاد السنة او للتسنن فى بلاد الشيعة درءا للفتنة والشقاق بين ابناء الامة الواحدة. وناشد المؤتمر حكام ورؤساء الدول العربية والاسلامية تعزيز جهود العلماء والمفكرين فى سبيل تحقيق الوحدة واقرار سياسة الحوار بين المذاهب الاسلامية. وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر مناقشات صريحة بين المشاركين أكدوا فيها ضرورة احترام مقدسات ومعتقدات بعضهم البعض وشددوا على ضرورة الوحدة وخطاب اسلامى جديد يخدم مقدسات المذاهب الاسلامية المختلفة، كما دعوا إلى حل الخلافات عبر الحوار بين الاطراف المتصارعة فى الدول الاسلامية وحسن الظن بينها. وأعلن الشيخ يوسف القرضاوي خلال الجلسة أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه «قرر إرسال وفد يمثل الاتحاد الى طهران لمحادثة المسؤولين هناك فيما يجري في العراق»، معتبرا أن «الذي يملك المفاتيح في تحريك الامور في العراق هي ايران» وطالبها بوقف تصدير المذهب الشيعي وتجميد الميزانيات المخصصة لذلك اذا أردنا تحقيق التقريب قائلا: «اما ان تنجح الفكرة على ارض الواقع او لنفض هذه السيرة». مؤكدا اننا نقف مع ايران ضد اي عدوان امريكي مرتقب على الجمهورية الاسلامية.  

وزير الأوقاف يشهد الجلسة الختامية.. والمكاشفة لاحقت المؤتمر حتى النهاية ..

بيان الدوحة يستنكر الحرب الطائفية في العراق ويشدد على حرمة دم المسلم
المؤتمر يقترح تشكيل مجمع عالمي للتقريب بين المذاهب مقره الدوحة دعوة العلماء لعدم السماح بالتبشير بالتشيع أو التسنن درءاً للفتنة إصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب رفض أي تطاول على آل البيت أو الصحابة أو أمهات المؤمنين طه حسين السيدة عائشة هي أم المؤمنين رضي الله عنها ويجب على المؤمنين جميعا أن يكرموها، والإمام علي حتى بعد انتصاره أرجعها مكرمة مصونة إلى المدينة لا يشكك أحد في انها السيدة الطاهرة التي تكرم بعين رسول الله، وأننا جميعاً نحترمها ونترضى عنها، وعلي في عز معركته مع معاوية بلغه أن قيصر الروم يريد ان يهاجم الدولة الإسلامية. فوقف وأعلن هذه الكلمة الرائعة التي لو كتبناها بالذهب لكانت جديرة، اذ قال والله لو فعلها ابن الأصفر لوضعت يدي في يد معاوية. بهذه العبارات اختتم سماحة الشيخ آية الله محمد علي التسخيري مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية قبل أن يدعو الدكتورة عائشة المناعي قائلا: إن عائشة المناعي رضي الله عنها أصبحت علما من أعلام التقريب نشهد لها بذلك. وفي الجلسة الختامية التي شهدها سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل محمود وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت د. المناعي بيان الدوحة والذي يتضمن التوصيات التي انتهى اليها المؤتمر وفيما يلي نص البيان:
 

بيان الدوحة الصادر عن مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية خلال الفترة من 1ـ3 محرم 1428هـ الموافق 20ـ 22 يناير 2007م

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد،،، فقد انعقد مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية «دور التقريب في الوحدة العملية للأمة» الذي نظمته جامعة قطر بالتعاون مع جامعة الأزهر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، واستضافته دولة قطر برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ـ أمير دولة قطر في الفترة من 1ـ 3 محرم 1428هجرية الموافق 20- 22 يناير 2007م، وشارك فيه أكثر من مائتي عالم من أكثر من اربعين دولة. وقد افتتح المؤتمر نيابة عن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ـ أمير دولة قطر، سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية ـ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، وبحضور سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ـ حرم حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر، وقد ناقش المؤتمرون على مدى ثلاثة أيام من خلال ثماني جلسات في جو من الصراحة والشفافية، أهمية الحوار لوحدة الأمة، ودور التقريب فيها، والعقبات التي تقف في طريقها، وكيفية التغلب عليها من خلال الحلول العملية في ظل الظروف الدقيقة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وبخاصة الوضع الراهن في العراق الشقيق. وانتهى المؤتمرون إلى: أولاً: إدانة ما يحدث في العراق من حرب طائفية بين السنة والشيعة مما يؤدي إلى تفتيت العراق، وصرف الانتباه عن العدو الحقيقي المتربص بالأمة. ثانياً: التأكيد على حرمة دم المسلم وماله وعرضه واستنكار الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية. ثالثاً: الوقوف صفا واحدا أمام التحديات والعدوان الذي تتعرض له الأمة. رابعاً: ضرورة استمرار الجهود لتحقيق التقارب والتفاهم بين مختلف المذاهب والفرق الإسلامية والعمل على ازالة العقبات التي تعترض طريق الوحدة. خامساً: بذل الجهود لتفعيل القرارات والتوصيات التي انتهت اليها المؤتمرات السابقة التي تصب في الاتجاه نفسه. سادساً: يرفض جميع العلماء المشاركين ممثلي السنة والشيعة والزيدية والاباضية رفضا قاطعا كل تطاول أو اساءة إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً وأمهات المؤمنين، ويناشدون أتباع المذاهب والفرق الإسلامية احترام مقدسات كل طرف، والحفاظ على الاحترام المتبادل في الحوار والنشاط الدعوي. سابعاً: دعوة القيادات والمراجع الدينية السنية والشيعية إلى الحفاظ على حدود وضوابط التعامل مع الآخر، وعدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع في بلاد السنة أو للتسنن في بلاد الشيعة درءاً للفتنة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة. ثامناً: يناشد المؤتمر حكام ورؤساء الدول العربية والإسلامية، تعزيز جهود العلماء والمفكرين في سبيل تحقيق الوحدة واقرار سياسة الحوار بين المذاهب الإسلامية. تاسعاً: تشكيل مجمع علمي عالمي يضم علماء السنة والإمامية والزيدية والاباضية يعزز فكرة التقريب، ويرصد المعوقات والخروقات، ويضع لها الحلول المناسبة، ويقترح المؤتمر أن تكون الدوحة مقراً لهذا المجمع. عاشراً: إصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية. وقد وجه المؤتمر برقية شكر وتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على رعايته الكريمة للمؤتمر وكرم الضيافة وطيب المقام.
 
العراق ووقف تصدير المذهب ومنع سب الصحابة شروطنا للتقريب

القرضاوي: إما أن نواجه الواقع أو نفض هذه السيرة

أشاد فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بجو الصراحة والمكاشفة الذي ساد مناقشات المؤتمر منذ جلسته الافتتاحية، وقال في كلمة اختتم بها المؤتمر إننا إما أن نواجه الواقع أو نفض هذه السيرة ونغلق مؤسسات التقريب بين المذاهب، مؤكدا ان حل مشكلة العراق ووقف سب الصحابة وتجميد الميزانيات المخصصة للتبشير بالمذهب الشيعي خطوات أساسية على طريق التقارب. وقال فضيلته إن المؤتمر يلقي علينا بدور مهم وواجب كبير نحو فكرة التقريب التي أصبحت على المحك وتواجه امتحانا خطيرا بكل مجامعه ومؤسساته فإما أن تنجح هذه الفكرة وتؤتي أكلها على أرض الواقع أو ان نفض هذه السيرة ما دمنا لا نستطيع ان نواجه الواقع في تقريب حقيقي بين أبناء الأمة الواحدة، وهذا ما يجب أن نصارح به، وأضاف ان كلمتي في الجلسة الأولى أردت بها المصارحة والمكاشفة وبدون ذلك لا يمكن ان نصل الى نتيجة، مبديا ملاحظة على الدكتورة عائشة المناعي التي أوقفت مداخلة للدكتور حامد الأنصاري حول عدم وجود مساجد للسنة في طهران وقال إننا نحب الناس أن يتكلموا وأن نتصارح ونتكاشف، وان الكلمات التي قيلت والبحوث التي قدمت خلال المؤتمر حاولت أن تحرر موضع النزاع وتحدد فيما الخلاف، ولعل الاختلاف رحمه لكن هناك أشياء يجب ان نتفق عليها وهي ان الدم المسلم حرام حرام حرام، ولا يجوز لمسلم سنيا كان أم شيعيا أن يقتل مسلما وهذا ما نرفضه من الطرفين بأي مبرر، كما يجب ان نقاوم الاحتلال الصهيوني والاحتلال الأمريكي للعراق ومن حق كل شعب أن يقاوم الغزاة كفرض عين في فقهنا الاسلامي بكل مذاهبه ويجب أن نقاوم العدوان المبيت الأمريكي على ايران فمن حق ايران ان تملك قوة نووية سلمية، تستخدمها في ما يعود عليها بالتقدم في صناعاتها وانتاجاتها ولماذا تملك اسرائيل قوة نووية عسكرية غير سلمية، بينما تحرم ايران من الطاقة السلمية، فنحن مع إيران وسنقاوم ضد أي عدوان عليها وهي أشياء متفق عليها، وقال إن المؤتمر يجب أن يخرج بنتائج لأنه يمتلك مقومات عديدة لكونه مؤتمرا كبيرا جمع علماء من قارات الدنيا ومن كل الاتجاهات ثم ان دولة قطر التي سعت الى هذا المؤتمر ليست لها مصلحة مادية أو هدف خاص من وراء المؤتمر إلا السعي لما فيه خير الأمة ولذلك فإن المؤتمر جدير بأن يخرج بنتائج في الاشياء الأساسية التي تحدثنا فيها وفي مقدمتها قضية العراق يجب أن نصل فيها الى حل ليس بأن نبعث علماء الى العراق لنحاور المتقاتلين، ولكن الذين يملكون المفاتيح لتحريك الأمور في العراق من الإيرانيين، وليسمح لي الشيخ التسخيري بأن أقول إن ايران هي التي تملك المفاتيح المحركة في القضية العراقية، ولذلك قررنا منذ المؤتمر القومي الاسلامي ان يذهب وفد يمثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى طهران يحادثهم في ذلك ومن واجبنا أن نتصارح في هذه الأشياء. كما أن من الأشياء التي لا يجوز ان تبقى بحال من الأحوال قضية سب الصحابة، وهي قضية مهمة فلا يمكن ان نتقارب واحدنا يترضى عن الصحابة والآخر يلعنهم، ولا يمكن أن نقول عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وبعضنا يلعنهما، وبالمناسبة فإن رئيسة المؤتمر هي عائشة أيضا فهل يلعنونها في السر ويمدحونها في العلانية؟! وأضاف د. القرضاوي ان مما يعوق التقارب قضية التبشير فإذا كان الشيخ التسخيري يرى أنها عملية فردية وليست مبرمجة لكن لو تم البحث في الأمر سيجد أنها مبرمجة ولها أناس ولها ميزانية ومرصود لها واصبحت في كل مكان حتى فلسطين يحاولون زرع قسمة أخرى تضاف الى جملة مشكلاتهم، وهو ما يجب ان نجمده، وقال إن الأمة أحوج ما تكون الى ان تجمع قواها في هذه المرحلة التي تتداعى عليها الأمم فكل عمل يفرق هذه الأمة يجب ان نتنبه له، وألا نحمل القوى الأخرى مسؤولية كل شيء فهم ان كان لهم دورهم فيجب ان نحمل نحن مسؤولياتنا فإلى متى نظل ضحية لعمل الآخرين؟ وأكد أن الوحدة فريضة توجب العمل لها وان نسعى للتقارب وان نحسن الظن ببعضنا البعض وان يفهم بعضنا بعضا وهو ما يحتاج الى جهود ضخمة ولا يجوز لنا أن نستجيب لوساوس الآخرين ويجب ان نحرص على وحدة الأمة ما استطعنا خاصة من جانب العلماء ولو أخلصنا في ذلك لاستطعنا ان نزيل العقبات من الطريق ما دام ليس لنا هدف إلا رضا الله تعالى ومصلحة الأمة التي لا يمكن ان تنتصر على التخلف والتمزق إلا بالاتحاد، وقد حملنا الله مسؤولية أن نعمل على تقريب الأمة وهذا يقوم على حسن الظن بالناس. البشير في كلمة باسم المشاركين: مؤتمر الدوحة نقلة نوعية في مسيرة حوارات التقريب أشاد د. عصام البشير في كلمة ألقاها باسم المشاركين بالاستضافة القطرية للمؤتمر ولدولة قطر أميراً وحكومة وشعبا، وللمنظمين للمؤتمر الذي وصفه بانه شكل نقلة نوعية في مسيرة حوارات التقريب التي غلب على طابعها لون من المجاملة، لكن مؤتمر الدوحة انتمى إلى المصارحة والمطارحة إعمالا لقاعدة أن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احداهما الأخرى، وان تشخيص الداء يشكل مقدمة ضرورية لمعرفة مكامن العلل. ووضع العلاج. وليس لنا من سبيل إلا أن نصبر على هذا الطريق. وقال اذا كان بعض الناس من الغلاة هنا وهناك قد وقع في داء التكفير، فان ذلك لا يوجب على الطرف الآخر ان يبادله بمثل ما وقع فيه من الخطأ والعدوان، مؤكدا ان دعواتنا لحوار الحضارات لن يكتب لها التوفيق الا بقدر ما نجسد عمليا هذا التقارب الذي يقتضي هذا الوضوح والمكاشفة والرغبة الصادقة في ترجمة هذه المعاني إلى واقع عملي. د. الطيب: نحترم التشيع ولا نقبل بتصديره أكد د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر احترام الجامع والجامعة للشيعة والتشيع، لكننا نرفض في مصر ان تتحول ثقافة التشيع الى جهود تبشيرية أو تصدير للمذهب الى مصر. وقال إنه لا يوجد مصري ولا عالم أزهري يهاجم الشيعة أو يكتب سطرا واحدا مخالفا لهم، بينما نجد من يخرج من بينهم ليهاجم أهل السنة ويدعي انهم لا يمتلكون مشروعا يؤهلهم لقيام دولة إسلامية أو لأن يكونوا على مستوى السياسة ومن ثم تطبع الكتب طباعة فاخرة وتوزع مجانا أو بسعر رمزي مما يجعلنا نتساءل عن الجهات التي تقف وراء هؤلاء الذين لا يملكون ثمن ما يلبسون. وقال إن الأزهر يحترم التشيع وهو الذي ساعد على بدء التقريب واعترف بمذهب الشيعة الإمامية مذهبا خامسا، وكنا نفتي به في المشكلات التي لا نجد لها حلولا في المذاهب الأربعة ولا يزال يدرس هذا المذهب، وقال د. الطيب إن نصف مكتبته من كتب الشيعة وقد قرأ كل حرف كتبه الشهيد محمد باقر الصدر وحينما ندرس في كلية الشريعة مذهب الشيعة الامامية لا ندرسه اقصاء أو لننتقده ولكن لنكتشف فيه الابعاد التي قد تفيدنا، لكن إذا كانت المسألة شكوكا فإنني في المقابل أشك في أن يدرس كتاب بداية المجتهد بحيث يتعبد به الطالب الشيعي في قم، ولكن الأزهر هو المكان الوحيد الذي تدرس فيه المذاهب الأربعة والمذاهب الأخرى على قدم المساواة دراسة علمية فيها مقارعة الحجة بالحجة، اما ان تتحول الثقافة الشيعية الى تبشير أو تصدير للمذهب الشيعي فهذا ما كان موضع مصارحة مع الشيخ التسخيري حتى لا تتحول الثقافة الشيعية في مصر الى مواجهة وهو أمر وارد إذا ما صمت الأزهر إزاء هذه التحركات. الجلسة الأخيرة ناقشت أثر الخلافات على الأقليات المسلمة د. القره داغي: الحوار وسيلتنا لدرء الفتن والعدوان الخارجي عن الأمة ناقشت الجلسة الأخيرة للمؤتمر حوار المذاهب وأثره على الأقليات المسلمة في الخارج حيث تحدث فيها الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث مؤكدا خطر الخلافات المذهبية على الأقليات المسلمة ومشددا على أهمية الحوار في درء الفتن والعدوان الخارجي على الأمة. وقال إن أمتنا الإسلامية منذ القرنين الأخيرين تمر بأزمات متواصلة، وتعاني من فتن واضطرابات متلاحقة، فقد جُرِّبت عليها مجموعة من الأفكار والأيديولوجيات البعيدة عن منبعها الصافي، مثل القومية (بمعناها العنصرية المفرقة) والاشتراكية والشيوعية، بشتى أنواعها ومختلف صنوفها، وأسقطت الخلافة العثمانية التي كانت – على الرغم مما لها وعليها – تمثل رمزا لوحدتها، واحتلت أراضيها، ومزقت وحدتها، وفرضت عليها القوانين والأنظمة الغربية، أو الشرقية. وقد دخل العالم الإسلامي بعد احتلال معظم بلاده في دوامة لا نهاية لها أخرتها قرونا عديدة، وحينما أخرج المحتلون سياسيا تركوها ممزقة متخلفة، وسلبوا خيراتها، وسرقوا ثرواتها… لم يتركوها مستقلة، دون مشاكل، بل ظلت آثارهم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية، وحتى السياسية باقية، وفي بعض الأحيان تصبح بعض بلداننا حقولا للتجارب الفكرية، كما جربوا على بعضنا تجاربهم المعملية بدلا من الحيوانات. ومع ظهور الصحوة الإسلامية وتمكنها في بعض البلاد (بعد فشل الأيديولوجيات البعيدة عن ديننا وقيمنا في تحقيق أي خير دنيوي أو ديني للمجتمعات الإسلامية) ظهرت مشكلة أخرى تعتبر من أخطر المشاكل، بل هي فتنة أكبر من القتل، وهي فتنة ما يسمى (الطائفية) والمقصود بها الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، وقد أذكيت نار هذه الفتنة خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980م – 1988م حيث حاول الإعلام القومي إضفاء وصف آخر، وهو الحرب القومية العربية الفارسية، أو الحرب بين القومية العربية و(الفرس المجوس)، حسب تعبير بعض وسائل الإعلام القومية في هذا الوقت، وألفت في ذلك كتب سواء كان ذلك تحت الغطاء الديني، أو القومي، مثل كتاب (وجاء دور المجوس) وغيره كثير. وبعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والقضاء على جيشه، وفك مؤسساته الأمنية، ظهرت الفتنة الطائفية في العراق بشكل واضح، وبالأخص بعد تدمير القبتين للإمامين الجليلين العسكريين (رضي الله عنهما) في مدينة سامراء، حيث ظهرت الهجمات الطائفية بشكل جماعي مؤسسي، وأصبح الضحايا بعشرات الآلاف، وساعد على ذلك السفهاء من الفريقين. وأضاف وفي اعتقادي إذا لم يتدخل العلماء والحكماء من الطرفين تدخلا حكيما، ولم تتم الحوارات الجادة على كافة المستويات فإن الفتنة تأكل الأخضر واليابس، ويكون الخاسر الوحيد الأمة الإسلامية بجميع فرقها ومذاهبها، والمستفيد الوحيد الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر، كما أن كل من ساهم أو يساهم في اذكاء نار الفتنة يتحمل وزرها ووزر الآثار المدمرة منها. إن أعداء الإسلام يفعلون كل ذلك لحماية الدولة الصهيونية ومخططاتها، إذ يعلمون علم اليقين أنها لن تستطيع بملايينها الأربعة أو الخمسة أن تستمر فترة طويلة وهي محاطبة بحوالي مليار ونصف من المسلمين من كل جانب، لذلك كانت الصهاينة في السابق تبني مشروعاتها التوسعية وتراهن على أساس أن الأمة الإسلامية كانت مغيبة عن عقيدتها وشريعتها، وممزقة بأيديولوجيات بعيدة عن إسلامها. ولكنها بعد الصحوة الإسلامية التي عمت البلاد والعباد وأيقظت الأمة الإسلامية، ونجحت في مناطق كثيرة جاء المشروع الصهيوني بمخططات تقضي على هذه الصحوة بإشغالها بأنفسها، وإشغالها بالفتن الداخلية من سنة وشيعة، ونحو ذلك. وقال إننا هنا لا نحمل المسؤولية كلها على المشروع الصهيوني، ولا نجعله شماعة نعلق عليها كل مشاكلنا، لأن المسلمين هم المسؤولون أمام الله تعالى، ثم أمام الأجيال والتأريخ عن كل ما حدث، أو يحدث، وإنما نتحدث عن المخططات الخارجية التي هي حقيقة لا يمكن انكارها. والمشروع الصهيوني يستفيد من التأريخ ولديه ذاكرة جيدة عن تأريخنا، إذ أن التأريخ سجل أن الصليبيين استطاعوا أن يحتلوا الشام، والقدس الشريف أكثر من مائة سنة في ظل تفرق الأمة الإسلامية في ذلك الوقت حيث تفرقت إلى دولة خلافة سنية في بغداد، ودولة سمت نفسها بالفاطمية، وهي كانت عبيدية بعيدة عن آل البيت، وحتى لم تعترف بصحة نسبتها إليهم الأمامية إلى الآن. وحينما توحدت الأمة في ظل راية واحدة استطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحرر القدس الشريف والشام كله من أرجاسهم، ولذلك يقول المؤرخ الإنجليزي توينبي: (هناك تأريخ قبل صلاح الدين، وتأريخ آخر بعد حكمه). لذلك ففرقة الأمة الإسلامية إبقاء ونماء وتطوير وتوسيع للمشروع الصهيوني، وان وحدتهم ووحدة رايتهم نهاية لهذا المشروع، وهكذا، كما قال الله تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها). وعرض الدكتور حسين المؤيد لأهمية الوحدة واستحقاقاتها والمحافظة عليها بالحوار واتخاذ خطوات للتقريب وشهدت الجلسة مناقشات جادة تحدث فيها عدد من المفكرين الذين أجمعوا على أهمية المؤتمر في وضع النقاط على الحروف على طريق التقريب.  
 
في استطلاع أجرته الشرق لآراء عدد من المشاركين بالمؤتمر

العلماء يحملون السياسيين مسؤولية تطبيق ما يصدر عن المؤتمر على أرض الواقع
عبدالله مهران : أكد عدد من المشاركين في فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية الذي انطلقت فعالياته صباح أمس تحت عنوان: ” دور التقريب في الوحدة العملية للأمة ” أن ردم الفجوة بين علماء الأمة وسياسييها الذين بيدهم اتخاذ القرار المؤثر في الشعوب كفيل بتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات المشابهة. وقالوا في لقاءات خاصة مع الشرق إن تطبيق ما جاء في الكلمات الافتتاحية للمؤتمر من دعوات صادقة لإصلاح حال الأمة ووقف سيول الدماء التي تنهمر بغزارة في العراق وغيره من بلدان المسلمين بأيدي مسلمين رهين بتحرك واستجابة السياسيين ووضع حد لهذا الاقتتال الذي تغذيه أجندات خارجية حسب وصفهم. وكانت الشرق قد التقت عددا من العلماء المشاركين في مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية وطرحت عليهم سؤالا واحدا هو كيف يمكن تطبيق ما يتم الاتفاق عليه بين علماء الأمة على أرض الواقع وجعله ثقافة عامة تؤثر في الرأي العام وتغير من نظرته للآخر. وكانت البداية مع الأستاذة الدكتورة عائشة يوسف المناعي عميدة كلية الشريعة الإسلامية بجامعة قطر ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر حيث أكدت أن وقف تكفير الآخر ومن ثم إهدار دمه هدف أسمى يسعى المؤتمر لتحقيقه والاتفاق عليه، إن مبدأ الحوار يجب أن يشمل كافة الأطياف في الأمة الإسلامية، ففي هذا المؤتمر يتم الحوار بين الشيعة والسنة باعتبار أن وقف ما يجري في العراق من اقتتال بين الشيعة والسنة هو مطلب يجب أن تسخر الأمة كامل طاقاتها لتحقيقه، ومع ذلك فالحوار حتى بين أتباع المذهب الواحد أمر ضروري أيضا، ولن يتحقق التقارب بين المسلمين إلا إذا طبقنا مبدأ المحبة في الله وفي الإسلام، أو مبدأ العدالة في المعاملة إذا فشلنا في تطبيق مبدأ المحبة. وبسؤالها عن أن أحداث العراق قد اختطفت المؤتمر وجعلت كافة المشاركين يركزون عليها رغم أن المؤتمر لحوار المذاهب الإسلامية، قالت د. المناعي:لابد من نقل ما يدور في قاعات هذا المؤتمر إلى الساسة وهو أمر أكثر من مهم، وثانيا الإعلام فهو سلاح مهم لنقل ما يدور إلى الرأي العام. الأجندة العراقية فرضت نفسها بقوة وعن مدى نجاح هذا المؤتمر في تحقيق أهدافه، أوضحت قائلة: نحن في البداية ونتمنى أن نخرج برؤى موحدة تجاه القضايا التي تهم الأمة، ومع تواصل فعاليات المؤتمر سنرى ما يتوصل إليه العلماء من رؤى يتفقون عليها ومن ثم كيفية تطبيقها على أرض الواقع. وأكدت د. عائشة المناعي أن الاهتمام القطري الرسمي بهذا المؤتمر يوحي بأنه سيكون هناك اهتمام بما يصدر عنه من توصيات والتحرك لتطبيقها على أرض الواقع، وقد تكون هناك تحركات سياسية في المستقبل. وعما إذا كان الحوار قد جير لمعالجة الأحداث في العراق قالت إن الأجندة العراقية قد فرضت نفسها بقوة على المؤتمر وكأنها هي الأساس في هذا المؤتمر وما ذلك إلا لعمق الأزمة في العراق، خاصة وأن هناك أيادي تحرك الأطراف بصورة أو بأخرى، وهناك أيضا استجابة لهذه الأيادي وهي مشكلة في حد ذاتها. وعما إذا كانت هناك نية لعقد مثل هذا المؤتمر في الدوحة ثانية قالت د. المناعي: قد يكون هذا الكلام سابقا لأوانه ولكن دعنا نرى النتيجة التي يتوصل إليها العلماء وتتحقق من المؤتمر ومن ثم يمكن القول هل ستعقد دورة ثانية من هذا المؤتمر أم لا. من جانبه أكد الدكتور محمد عثمان شبير الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر أن المؤتمر يهدف في المقام الأول إلى ردم الفجوة بين أتباع المذاهب الإسلامية، ولكن تطبيق ما يصدر عنه من قرارات وتوصيات فإنه يحتاج إلى تحرك فاعل من العلماء والمراجع الشيعية، وحث الأئمة والخطباء على جعلها ثقافة عامة ويصدروا فتاوى بحرمة الدم المسلم من أن يهدر على يد مسلم يشاركه في العديد من الأمور وأهمها توحيد الله عز وجل. خطوة إيجابية تلزمها متابعة ووصف د. عكرمة صبري مفتي القدس المؤتمر بأنه خطوة إيجابية لا بد من دعمها ومتابعة ما يصدر عن هذا المؤتمر لأن الأوضاع الحالية لا تبشر بخير، وعلى علماء الأمة أن يتحركوا حتى نئد الفتنة ونوقف شلال الدم في العراق، حتى يمكن أن تكون العلاقة بين أصحاب المذاهب الإسلامية علاقة مودة ووفاق وعلاقة حسنة بعيدة عن التشنج والصراع الدموي. وعن إمكانية تطبيق ما يصدر عنه على ارض الواقع يقول د. عكرمة صبري إننا نطالب الإخوة العلماء المشاركين في هذا المؤتمر بنقل ما جاء فيه إلى المساجد والحسينيات وإلى الشارع ووسائل الإعلام والجماهير حتى يتم التجاوب معنا واعتبار ما يصدر عن المؤتمر أمرا محترما لابد من الإلتزام والتقيد به. وعن تجيير المؤتمر لحل المشكل العراقي قال د. عكرمة لأن السنة والشيعة فئتان عظيمتان في الإسلام وحل ما يقع بينهما فيه خدمة للإسلام أولا وللأمة الإسلامية بشكل عام، وكل لقاء بين علماء الأمة فيه خدمة لقضاياها. من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالستار نصار الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن الأمة تعيش الآن على مفترق طرق، وعلى العلماء أن يتداركوا الوضع ويوقفوا هذا التدهور الحاصل في صفوفها، مضيفا أنه لا مناص أمام الأمة من أن تعود أدراجها وتراجع ذاتها وتتناسى ما بين السنة والشيعة من خلاف الآن بأن نجعله في متحف التاريخ ونبدأ صفحة جديدة ونعود إلى القرآن الكريم ونفهم ما يقوله ظاهره ونحتكم إليه دون غيره من التأويلات الباطنية التي تذهب بتفسيره إلى أمور لا يصدقها العقل بل وتخص أناسا بعينهم بالقدرة على فهم ما يرمي إليه النص القرآني من معان. وبين د. نصار أن الاعتقاد بعصمة الإمام وأن للقرآن باطنا لا يعلمه إلا الإمام من القضايا التي تباعد بين السنة والشيعة، ولا سبيل إلى التوحد إلا إذا تقاربت النفوس والأفهام نحو المنهج الحقيقي الذي يضع الأمور في نصابها، وقد كانت كل جهود علماء السلف لكف علماء الشيعة عن الغلواء في أئمتهم والوصول بهم إلى درجة العصمة التي هي من خصائص الأنبياء. وعن كيفية تطبيق ما يصدر عن المؤتمر من توصيات على أرض الواقع قال د. نصار إن المؤتمر إذا نجح في إيصال رسالة إلى مراجع الشيعة بأن عليهم ألا يتعصبوا لمذهبهم وعليهم أن ينظروا إلى السني نظرة إيجابية، ولتطبيق ما يصدر عن المؤتمر من توصيات فإنه بادئ ذي بدء على العلماء سنة وشيعة أن يجلسوا إلى أنفسهم ويقروا بأننا مستهدفون لأننا ممزقون وغير متحدين، ويوحدوا صفوفهم ويلتقوا على منهج متقارب قادر على مواجهة عدو الإسلام الأول وهو الإلحاد الذي تقوده أمريكا في هذا العصر الحديث. وأضاف د. نصار أنه إذا توحد العلماء من الجانبين واستطاعوا ردم الهوة بين القيادة الدينية والقيادة السياسية فإن الأمور ستأخذ منحى مغايرا لما عليه حال الأمة الآن، وإذا استطاع العلماء أن يؤثروا في الحكام فإنهم يكونون قد نجحوا في خدمة دينهم وأمتهم أعظم خدمة. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 23 جانفي 2007)
 


تأسيس أحزاب السودان بالإخطار فقط!

القاهرة – محمد جمال عرفة – إسلام أون لاين.نت

 

بدأت عشرات الأحزاب السودانية في تسجيل نفسها وإخطار “مجلس الأحزاب” المعني ببدء ممارسة نشاطها رسميا، وذلك بعد إقرار البرلمان السوداني بأغلبية كبيرة قانون الأحزاب المعدل والذي يجيز للأحزاب ممارسة نشاطها بمجرد إخطار المجلس.

 

وأثنت العديد من القوى السياسية السودانية بما فيها “الحركة الشعبية لتحرير السودان” (كبرى حركات الجنوب) على القانون الذي لم يعارضه سوى نائب واحد، واعتبرته بداية مبشرة لنظام ديمقراطي.

 

عملية التصويت على قانون الأحزاب الجديد والتي أجريت الإثنين 22-1-2007 قاطعتها كتلة “التجمع الوطني الديمقراطي” (معارضة شمالية) احتجاجا على نص المادة 18 من القانون التي تتحدث عن حل الأحزاب، بالرغم من تعديلها، ليصبح “حل أو تجميد” الحزب من حق المحكمة الدستورية فقط ولكن بناء على دعوى يرفعها مجلس الأحزاب (مجلس مستقل عن جميع السلطات) بأغلبية لا تقل عن ثلثي أعضائه إذا ثبت له أن الحزب السياسي المعني قد خالف ثوابت للدولة كأحد نصوص المواد التي تمنع معارضة اتفاقية “نيفاشا” أو السعي إلى تقويضها.

 

وأعربت الهيئة البرلمانية لنواب التجمع الوطني عن رفضها لمبدأ حل الأحزاب. وقالت بأن القانون يخالف المادة 40 من الدستور والتي تعطي الحق للمواطنين في التجمع وتكوين النقابات والأحزاب دون قيد أو شرط ، واصفة مسلك حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتمويه، وقالت إنه “أول مسمار يدق في نعش التحول الديمقراطي“.

 

وشهد البرلمان السوداني جدلا حادا واحتجاجات من قبل بعض القوي السودانية المعارضة علي المادة (18) من القانون.

 

وفي هذا الصدد أكدت رئيسة لجنة التشريع والعدل في المجلس الوطني (البرلمان) السوداني بدرية سليمان أنه تم إدخال تعديل طفيف على المادة 18 من مسودة قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، ليكون الحل والتجميد “الاختياري” للأحزاب من حق الأحزاب، على أن يكون لمجلس الأحزاب الحق في تحريك إجراءات حل وتجميد الأحزاب بواسطة المحكمة.

 

ويتألف مجلس شئون الأحزاب من 8 أعضاء، يرشحهم رئيس الجمهورية من أشخاص يتمتعون بالاستقامة والخبرة وعدم الانتماء السياسي، ولا يصبح تعيينهم نافذا إلا بموافقة ثلثي أعضاء المجلس الوطني ( البرلمان).

 

شئون الأحزاب

 

ويقول مسئولون سودانيون بأن التعديلات الجديدة في قانون الأحزاب ترفض أي تدخل لمجلس الأحزاب في شئون الأحزاب أو التأثير في قراراتها أو مواقفها السياسية، كما أنها أجازت لكل سوداني بلغ الثامنة عشرة من عمره المشاركة في تأسيس والانضمام لعضوية الأحزاب السياسية، عدا أفراد القوات النظامية والقضاة والمستشارين القانونيين وقيادات الخدمة المدنية والدبلوماسيين.

 

واشترطت التعديلات لتأسيس الأحزاب السياسية ألا يقل عدد مؤسسيها عن 500 شخص، وتكون عضويتها مفتوحة لكل سوداني يقبل الالتزام بأهداف الحزب، كما اشترطت أن يكون للحزب برنامج لا يتعارض مع اتفاقية السلام الشامل الموقعة في “نيفاشا” بكينيا، أو الدستور الانتقالي، وأن تكون قياداته منتخبة ديمقراطيا، وله مصادر تمويل شفافة ومعلنة ونظام أساسي مجاز من المؤسسين في اجتماع تأسيسي.

 

وحددت التعديلات الموارد المالية للحزب بحيث تقتصر على اشتراكات الأعضاء والتبرعات والهبات من الهيئات والشركات الوطنية غير الحكومية وريع استثمار أمواله، إلى جانب ما يمكن أن تسهم به الحكومة، وأجاز المشروع للأحزاب إنشاء المنظمات الخيرية وإصدار الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات.

 

وحول الخلاف الذي جري حول المادة 18 والتي تم تعديلها لتصبح المادة رقم 19، قال رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) د.غازي صلاح الدين بأن المؤتمر الوطني كان يتطلع إلى إجماع أوسع حول المادة 19 بعد تعديلها.

 

ولفت إلى أن المادة 18 كانت تنص في صيغتها القديمة على معاقبة من يخالف ثوابت للدولة كاتفاقيات السلام مع الجنوب بعقوبة الحل إلا أنه تم تعديلها، حيث أعطى القانون المحكمة خيارين آخرين بحرمانها من الانتخابات أو التجميد، وفقا لإجراءات معقدة للغاية.  

 

ثلاث مجموعات

 

ويقسم قانون الأحزاب السياسية السوداني الجديد الأحزاب إلى 3 مجموعات: (المجموعة الأولى) وهي المسجلة بالفعل وفقاً لقانون المنظمات السياسية لعام 2001م، حيث ستستمر في نشاطها ويتم تسجيلها تلقائيا بموجب القانون الجديد.

 

و(المجموعة الثانية) وتختص بالأحزاب التاريخية والتي قامت بعد مؤتمر الخريجين في الأربعينيات من القرن الماضي، وقبل الاستقلال أو بعده (مثل حزبي الاتحادي والأمة وغيرهما)، وهذه يتم توفيق أوضاعها فقط بإيداعها المستندات الخاصة بها لدى المجلس المختص خلال فترة محددة بما فيها الأسماء التاريخية لها، وإذا تعلق النزاع باسم أي حزب سياسي مسجل يعمل المجلس على تسويته وديا، وفي حالة تعذر ذلك يحال للمحكمة للبت فيه، وبذلك يتم تسجيلها تلقائيا بموجب القانون الجديد.

 

أما (المجموعة الثالثة) فهي التي لم تكن مسجلة ولم تخطر مجلس الأحزاب، وهذه مطالبة بتوفيق أوضاعها خلال فترة لا تتجاوز الـ90 يوما من تاريخ إجازة القانون، وإلا اعتبرت غير قانونية.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 جانفي 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

19 avril 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2522 du 19.04.2007  archives : www.tunisnews.net Descente policière violente chez les

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.