الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3774 du22. 09 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:مناهضون للتعذيب يدعون للتظاهر بفرنسا على خلفية قضيّة بن سعيد

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

كلمة:الصحفي محمود الذوّادي تحت الرقابة الأمنية

كلمة:أحكام بالإعدام شنقا لأكثر من 97 تونسيا

القدس العربي:زعيم حزب سياسي معارض يحذر من ‘ارتهان مستقبل تونس’ بالرئيس بن علي

مرسل الكسيبي:جس نبض قضائي بين باريس وتونس : قضية ديبلوماسي يتهم بالتعذيب

الاتحاد الجهوي للشغل بقابس :بلاغ الى  كافة الشغالين بالفكر والساعد

الصباح::عبد السلام جراد هناك من يسعى لإرباك منظمة الشغالين

الصباح:تونس وتقارير دافوس

حــرية و إنـصاف:مأدبة عشاء على شرف سماحة الشيخ تيسير التميمي

الصباح:من الذاكرة الوطنية…صراعات الستينات النقابية.. اليسار على الخط

الحوار.نت :دليل جديد على إستهتار السلطة في تونس بالإسلام

عندما المصحف في المرحاض يلقى

بسام بونني:هنا تونس

المصريون:مطالب بتشكيل جبهة شعبية ضد الإعلام المتصهين ورموزه وقادته ومموليه

د.سعيد الشهابي:نظرية هوكينج تقلق التوازن بين العلم والفلسفة والدين

عبد الباري عطوان :لمن يشتري الخليج اسلحته؟

محمد كريشان :سحب الجنسيات

تشارلز كوبتشان :الاتحاد الأوروبي يحتضر

العرب:مصر: اعتقال 30 ناشطاً في تظاهرة أمام الرئاسة رفضاً «للتوريث»

القدس العربي:اكبر مظاهرة ضد جمال مبارك في ميدان عابدين: لقد خلقنا الله أحرارا.. وسوف لا نورّث ولا نُستعبد

القدس العربي:كتائب القسام تنفي علمها بشريط ‘نهاية شليط’ وتؤكد انه عمل مفبرك

الحياة:تسليم «الحرس الثوري» صواريخ «فاتح – 110»

الجيش الإسرائيلي يبني أنفاقاً موازية لأنفاق «حزب الله» ويكشف خطط المواجهة المقبلة


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أوت 2010

https://www.tunisnews.net/20Septembre10a.htm


مناهضون للتعذيب يدعون للتظاهر بفرنسا على خلفية قضيّة بن سعيد


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 21. سبتمبر 2010 وجّه عدد من النشطاء الحقوقيّين والمناهضين للتعذيب بفرنسا والجمعيات الحقوقية دعوة للتجمهر يوم الخميس 23 سبتمبر بمدينة نانسي أمام محكمة الاستئناف للتعبير عن رفضهم لممارسات التعذيب في تونس ولإفلات المجرمين من العقاب وذلك بعد أن استأنفت النيابة العمومية الفرنسية قضيّة نائب القنصل التونسي السابق والمسؤول الأمني السابق خالد بن سعيد الذي أدانته محكمة بستراسبورغ بتهمة المشاركة في التعذيب وحكمت عليه بالسّجن 8 سنوات. وكان بن سعيد قد تمّ التعرّف عليه من قبل السيدة زليخة الغربي (مواطنة تونسية مقيمة بفرنسا) التي كانت ضحيّة لأعمال تعذيب بمركز أمن بجندوبة سنة 1996، على أنه أحد من شاركوا في تعذيبها، في محاولة لإكراهها على الاعتراف بمكان زوجها الفارّ والمنتمي لحركة النهضة. واتهم أصحاب الدعوة للتجمهر الحكومة الفرنسية بالتواطؤ مع السلطات التونسية، حيث أشاروا إلى أن النيابة العمومية قررت – وبشكل غير مسبوق – استئناف الحكم من تلقاء نفسها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 سبتمبر 2010)


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1431 الموافق ل 22 سبتمبر 2010 أخبار الحريات في تونس


1) البوليس السياسي يعتدي على سجين الرأي السابق أيمن الدريدي:

اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة الرابعة من مساء يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 سجين الراي السابق أيمن الدريدي من محل إقامة شقيقته القاطنة بحي التضامن بالعاصمة، واقتادوه عنوة إلى إقليم الشرطة أين تم استجوابه والاعتداء عليه بالعنف الشديد مما خلف له انتفاخا وزرقة بالوجه وانفلاقا بإحدى شفتيه، وتهديده بإعادته للسجن، وقالوا له بالحرف الواحد (سنقضي عليكم…سنهتم بك….لماذا لا تتبعون الفكر الشيعي….) ولم يطلق سراحه إلا في حدود الساعة الثامنة مساء أي بعد 4 ساعات من الاعتقال.

وقد تم تحذيره من مغبة الرجوع إلى مسقط رأسه ومقر سكناه بمنزل بورقيبة إلا بعد إعطائه الاذن بذلك، علما بأن سجين الراي السابق الشاب أيمن الدريدي لا يخضع الآن لحكم صادر عن المحكمة يقضي بوضعه تحت المراقبة الادارية وبالتالي فهو حر في التنقل والشغل..الخ، وهو ما يمثل اعتداء على أبسط حقوقه التي يضمنها له الدستور وكل المواثيق والعهود الدولية.

وقد سبق لمنظمة حرية وإنصاف أن نبهت إلى خطورة هذه الممارسات المخالفة للقانون ولهذه الجرائم المرتكبة تحت مظلة مكافحة ”الإرهاب” وهي تجدد دعوتها إلى معاملة هذه الشريحة من المواطنين بالحوار وتسهيل عملية اندماجهم في المجتمع من خلال توفير مناخ من الحريات واحترام الحقوق المنصوص عليها في الدستور والقانون.

2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:

لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.    منظمة حرية وإنصاف


الصحفي محمود الذوّادي تحت الرقابة الأمنية


حرر من قبل معز الباي في الثلاثاء, 21. سبتمبر 2010 أفاد الزميل الصحفي محمود الذوادي وعضو اللجنة التونسية لحماية الصحفيّين أن منزله الكائن بحي الصحفيين بالغزالة-أريانة تعرّض إلى المراقبة الأمنية طيلة الأسبوع المنقضي. كما قامت عناصر أمنية بتصوير منازل الصحفيين الكائنة بالحيّ. وتعرّض الزميل إلى الملاحقة والمراقبة عن قرب من قبل عناصر أمنية في موفّى الأسبوع. وقال في تصريح لراديو كلمة أنه لا يعلم السبب الذي يدفع الأمن لهذه المراقبة للصحفيّين وإن رجّح أن تكون لها علاقة بمناشدة مديري الصحف للرئيس بن علي للمواصلة حكم البلاد بعد سنة 2014. وكانت جريدة الصباح اليومية قد نشرت قائمة لمديري الدوريات والصحف وأعضاء جمعية مديري الصحف الممضين على عريضة المناشدة لبن علي، تضمّنت 32إمضاء، في إطار ما أطلقت عليه الصحيفة في حملة تقودها “نداء الألف”.

(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 سبتمبر 2010)


أحكام بالإعدام شنقا لأكثر من 97 تونسيا


حرر من قبل المولدي الزوابي في الثلاثاء, 21. سبتمبر 2010 قالت مصادر حقوقية أن عدد أحكام الإعدام الصادرة عن محكمة التعقيب في تونس خلال 19 سنة قضائية من 1991 إلى حدود جوان 2010 تجاوز 97 حكما من بينها أحكام تعلّقت بأربعة نساء ومنها أكثر من 10 أحكام صادرة في سنتي 2009 و2010 و87 حكما صادرا بين سنتي 1991 و2008. وأضافت ذات المصادر أن طريقة التنفيذ المحكوم بهـا غالبا ما تكون الإعدام شنقا طبق الفصل 7 من المجلة الجزائية. غير أن ذات المصادر قالت أنه بعد سنة 1991 لم يتم تنفيذ أي حكم من جملة تلك الأحكام. وكانت المحكمة العسكرية بتونس قد أصدرت 4 أحكام بالإعدام نفّذت ثلاثة منها في حق كل من فتحي الزريبي ومحمد الهادي النيغاوي ومصطفى بن حسن بتاريخ 9 أكتوبر 1991، وذلك فيما صار يعرف بقضيّة باب سويقة والتي تعرّضت خلالها لجنة تنسيق التجمع إلى الحرق ولقي فيها حارس المبنى حتفه، واتّهمت حركة النهضة بالوقوف خلف العمليّة. ويعدّ تنفيذ الحكم ضد المدعو الناصر الدمرجي الذي عرف آنذاك بسفاح نابل في نوفمبر 1991 آخر حكم إعدام ينفذ في تونس. وذكر عدد من الحقوقيين انه لا وجود لأي مانع قانوني طبق التشريع الجاري بــه العمل يحول دون تنفيذ تلك الأحكام، كما أن فصول المجلة الجنائية والجزائية المعتمدة في إصدار تلك الأحكام لم تلغ. ويرى المراقبون أن موانع تنفيذ الأحكام أخلاقية وسياسية بالدرجة الأولى خاصة أمام تنامي المناداة بعدم تطبيق حكم الإعدام وبإلغاء هذه العقوبة السالبة للحياة. وكانت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة طالبت تونس بإلغاء عقوبة الإعدام وتعهّدت تونس سنة 2008 أمام الأمم المتحدة بعدم تنفيذ هذه العقوبة المنافية لحقوق الإنسان. وترى ذات المصادر أن الأسباب التي تقف وراء جرائم القتل يغلب عليها الطابع الاجتماعي والاقتصادي كالسرقة المتبوعة بجريمة والسكر ومواقعة أنثى. أما عن أشكال القتل فقد تراوحت بين القتل بأداة حادة والحرق بواسطة البنزين وغيرها حسب ما جاء في تلاخيص الأحكام التعقيبية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 سبتمبر 2010)


زعيم حزب سياسي معارض يحذر من ‘ارتهان مستقبل تونس’ بالرئيس بن علي


تونس ـ د ب أ: حذرت حركة التجديد (وهي حزب يساري معارض) من مخاطر ‘ارتهان مستقبل تونس وربط مصيرها بفرد واحد أوحد’ بينما تعيش البلاد ‘حملة مناشدة’ واسعة النطاق تدعو الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2014. وتطالب الحملة الرئيس التونسي (74 عاما) بالترشح لولاية سادسة رغم أن الدستور التونسي في صيغته الحالية لا يجيز له ذلك. وكتب أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد في افتتاحية العدد الأخير من صحيفة ‘الطريق الجديد’ الناطقة باسم الحركة منتقدا حملة المناشدات:’كل شيء يجري وكأن دروس الماضي قد نسيت وكأن تونس لم تعرف في ماض ليس ببعيد أزمات وهزات ناتجة عن هذه العقلية بالذات ، التي أدت إلى ارتهان مستقبل البلاد وربط مصيرها بفرد واحد أوحد يقرره مدى الحياة ، دون مجال للمساءلة والمحاسبة’.

وقال مراقبون إن إبراهيم يلمح إلى الأزمة السياسية الخطيرة التي تردّت فيها تونس نهاية الثمانينيات بسبب طول شيخوخة الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس المستقلة (الذي نصّب نفسه رئيسا لتونس مدى الحياة) واستفحال مرضه قبل أن يطيح به زين العابدين بن علي (رئيس وزرائه آنذاك) استنادا إلى تقرير صحي أكد فيه أطباء أن بورقيبة ‘أصبح عاجزا تماما عن الاضطلاع بمهام رئاسة الجمهورية’.

وبدأت ‘حملة المناشدات’ في تونس في 17 تموز/يوليو الماضي عندما دعا أعضاء اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الحاكم بن علي إلى ‘مواصلة قيادة تونس في المرحلة المقبلة’ لتنخرط فيها في وقت لاحق عديد التنظيمات والهياكل التي توصف بأنها موالية للحكومة.

وقد شجبت تنظيمات سياسية تونسية معارضة ما أسمته بـ’عودة طقوس المناشدة’ واعتبرت أنها ‘غير عفوية ومنظمة’ من قبل السلطة وتمهد لإدخال تعديلات دستورية جديدة تتيح لبن علي البقاء في الحكم لولاية سادسة تنتهي سنة 2019 .

وحذرت أحزاب تونسية من أن ‘التلاعب مجددا’ بدستور البلاد ‘للتمديد’ للرئيس الحالي يعني ‘عودة الرئاسة مدى الحياة’ التي تتناقض مع قيم الجمهورية ودعت التونسيين إلى ‘التعبئة والتوحد’ ضد أي تعديلات دستورية من هذا النوع.

ولا يجيز الدستور التونسي في صيغته الحالية لبن علي المشاركة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 لأنه سيكون بلغ آنذاك 78 عاما وتجاوز السن القانونية القصوى للترشح المحددة بـ75 عاما.

وكان بن علي أدخل سنة 2002 تعديلات دستورية رفعت من السنّ القصوى للترشح للانتخابات الرئاسية من 70 إلى 75 عاما وألغت القيود المفروضة على عدد ولايات الرئيس والتي كانت محددة بثلاث ولايات فقط بما ضمن له البقاء في الحكم إلى سنة 2014. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)

 


جس نبض قضائي بين باريس وتونس : قضية ديبلوماسي يتهم بالتعذيب


عواصم-مرسل الكسيبي-صحف:

ينظر القضاء الفرنسي يومي23 و24 سبتمبر الجاري في استئناف الادعاء العام الفرنسي بخصوص قضية خالد بن سعيد المتهم في قضية تعذيب زوجة لاجئ سياسي تونسي مقيم بفرنسا . وستبت محكمة الاستئناف الفرنسية بمدينة نانسي في قضية المدعو بن سعيد , الذي سبق وأن شغل مهمة نائب قنصل تونس العام بمدينة ستراسبورغ الفرنسية . وسبق للقضاء الابتدائي الفرنسي أن نظر في قضية خالد بن سعيد , حيث حكم عليه ب8 سنوات سجن غيابية , في ظل احتمائه بحالة الفرار فوق التراب التونسي . ويؤكد معارضون تونسيون تعرضوا للتعذيب في مخافر الشرطة بأن السيد بن سعيد سبق وأن شغل مهمة مفتش تحقيق بجهة جندوبة التونسية , وقد تورط بحسب مصادر المعارضة التونسية في تعذيب بشع مارسه على نشطاء سياسيين حقبة التسعينات من القرن الماضي . وأفادت مصادر سياسية تونسية مقيمة بباريس بأن السيد بن سعيد يشغل حاليا مهمة آمر الحرس الوطني بمدينة صفاقس , وهو ماعزز الشكوك حول حماية السلطات له بصفة غير قانونية . يذكر بأن السلطات العدلية السويسرية سبق وأن أصدرت أمرا باعتقال وزير الداخلية الأسبق السيد عبد الله القلال أثناء اقامته بواحد من مستشفيات سويسرا , على خلفية اتهامه باصدار أوامر تعذيب لسجناء اسلاميين من حركة النهضة التونسية حقبة التسعينات , الا أن السلطات التونسية سرعان ماعجلت بحماية السيد القلال واعادته الى تونس عن طريق بلد أوروبي آخر , ليقع تعيينه لاحقا رئيسا لمجلس المستشارين , وهو الغرفة البرلمانية الثانية بحسب ماينص عليه الدستور التونسي . وينظر مراقبون تونسيون لمحاكمة السيد خالد بن سعيد كاختبار جديد للعلاقات بين تونس وباريس , حيث يؤكد هؤلاء على أن للمحاكمة علاقة غير مباشرة بتطورات قضية سرقة 3 يخوت فرنسية اتهم صهر الرئيس التونسي عماد الطرابلسي بالتورط فيها . وقد قام القضاء التونسي بتبرئة السيد عماد الطرابلسي بعد أن تمسكت السلطات التونسية بصفة الاختصاص العدلي . وذكر مراقبون بأن القضاء التونسي قام بتبرئة السيد عماد الطرابلسي , رغم عدم مثوله أمام هيئة المحكمة التونسية . وتطفو محاكمة نائب القنصل العام التونسي الأسبق كمؤشر جديد لاختبار العلاقات الفرنسية التونسية , في ظل حديث البعض عن امكانات التدخل السياسي عالي المستوى من أجل تخفيف الحكم أو الغائه , غير أن جهات تونسية قريبة من المعارضة ترجح تثبيت الحكم في ظل عدم رضى العواصم الأوروبية على سجل تونس الحقوقي وفي ظل استمرار المحاكمات السياسية وتعمق أزمة الحريات بعد مرور قرابة السنة على ولاية خامسة من حكم الرئيس التونسي. 22 سبتمبر 2010 – الوسط التونسية+ صحف أخرى

 


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بقابس قابس في 20 سبتمبر 2010 بلاغ الى  كافة الشغالين بالفكر والساعد


تفعيلا  للوائح مختلف سلطات قرارنا  وإسنادا  للمفاوضات الجارية  حول  إصلاح صناديق  أنظمة التقاعد , يدعو  الاتحاد  الجهوي للشغل بقابس  كافة الشغالين  بالفكر والساعد  لحضور  التجمع العمالي  المزمع عقده  يوم السبت 25 سبتمبر 2010 على الساعة الرابعة مساءا  بحضور : الاخ  رضا بوزريبة الأمين  العام المساعد  المكلف  بالتغطية  الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية   ورئيس الوفد التفاوضي للاتحاد   تعبيرا  عن رفضنا  للمشروع الحكومي  للإصلاح  وعن استعدادنا  للنضال من اجل تقاعد يحفظ كرامتنا . الكاتب العام  للاتحاد الجهوي السلامي مجيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droitset des libertés syndicaux


عبد السلام جراد هناك من يسعى لإرباك منظمة الشغالين


المفاوضات وصناديق الضمان الاجتماعي أهم الملفات ـ أكد الأمين العام لاتحاد الشغل السيد عبد السلام جراد أمس خلال اختتامه أشغال الدورة التكوينية حول دليل المفاوض بمدينة الحمامات أن أبواب المنظمة الشغيلة مفتوحة لكل أبنائها بالفكر والساعد مهما اختلفت حساسيتهم وآراؤهم، مضيفا أن الأطر والهياكل النقابية خير فضاء للخوض في كل مسائل الاتحاد وفقا للأطر الديمقراطية التي أصبحت خيارا ثابتا في عمل المنظمة. وأضاف جراد «أن من اختار الجلوس على الربوة واتباع أسلوب التشكيك في الانجازات والمكاسب التي حققتها المنظمة في محاولة لارباكها، فإن حساباتهم مغلوطة»، معتبرا أن أمام الاتحاد ملفات كبرى بصدد متابعتها والتعمق فيها، كالاعداد الجيد للمفاوضات الاجتماعية في جولتها القادمة، بالاضافة الى ملف مراجعة أنظمة التقاعد والتشغيل والمناولة وغيرها… وجدد الأمين العام قوله «أن للاتحاد أبناء يغارون عليه ويعملون من أجل تطوير أدائه بما يعود بالمنفعة على الشغالين وعلى البلاد عموما..». ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية في جولتها الثامنة بيّن جراد أن الاتحاد سيعمل على انجاحها بما يجعلها في مستوى انتظارات الشغالين ماديا ومعنويا.. وأضاف جراد أن الجانب النقابي سيتفاوض وهو على دراية وإلمام بأوضاع المؤسسات وسيحرص على الدفاع عن مطالب العمال مع الأخذ بعين الاعتبار أوضاع المؤسسات. وقال جراد أن «المفاوضات في جولتها الجديدة لن تكون مرتبطة بحد أدنى ولا بحد أقصى، أي أنه لن يكون هناك سقف للتفاوض». أما بخصوص صناديق الضمان الاجتماعي، فقد أكد الأمين العام على ضرورة الخوض في أسباب أزمتها المالية قبل البحث عن الحلول، مبينا في ذات الوقت أهمية الملف في المحافظة على حياة مريحة ومستقرة للمنخرط. وفيما يتعلق بالمناولة دعا جراد الى ضرورة التصدي لها لأنها تضر بمصالح الشغالين والمؤسسات على حد السواء، ذاكرا أنه تم ادماج وترسيم عدد من العمال الذين كانوا يشتغلون بهذه الصفة، كما أكد جراد أن لكل عمل قار عامل قار. خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2010)


تونس وتقارير دافوس


يكتبه كمال بن يونس ـ شهادات الاستحسان التي صدرت في تقرير دافوس السنوي الجديد عن المؤشرات الاقتصادية في تونس مهمة جدا.. ومن حق كل تونسي وتونسية الاعتزاز بشهادات التقدير التي تصدر لصالح بلدنا في منتديات دولية.. مثل منتدى دافوس السويسري.. بل من واجب كل من آمن بقداسة علم تونس.. برموزه الحمراء والبيضاء.. وبنجمته وهلاله الساطعين أن يتفاعل إيجابا مع شهادات الخصوم لصالح تونس.. في سويسرا وخارجها.. لكن لا بد أن ندرك جميعا أن المؤشرات الاقتصادية الايجابية التي تضمنتها تقارير دافوس وعدة مؤسسات دولية عن تونس خلال الاعوام القليلة الماضية ربطت بين الأمني والإقتصادي.. بين السياسي والمالي.. بين مناخ الاستثمار والأعمال والنتائج الإقتصادية.. المناخ الأمني والسياسي معطى مهم جدا وحاسم في تحديد نجاح أي تجربة وفشلها .. ومن أبرز نجاحات تونس منذ التغيير في 7نوفمبر 1987 أنها ضمنت الاستقرار الأمني والسلم الاجتماعية.. وهو ما فسر إقبال آلاف المؤسسات الوطنية والأجنبية على استثمار مزيد من رؤوس الأموال في مشاريع إنتاج وخدمات متفرقة.. النجاح الأمني والاستقرار السياسي والسلم الاجتماعية مكاسب لا ينبغي التفريط فيها.. بل ينبغي دعمها يوميا عبر مزيد من قبل الافراد والمجموعات ..من قبل الكبار والصغار ..الشباب والكهول والشيوخ ..الاناث والذكور .. وإذا كان من حق ” الرياضيين ” و” الرياضيات ” ..و”الكوارجية ” و” الكوارجيات” أن يتفاعلوا على طريقتهم مع نتائج بعض المقابلات الكروية “السخنة”..فليس من حق أي كان أن ” يلعب بالنار” ..أو أن يحاول اللعب بورقة الأمن والاستقرار.. عبر ” شماريخ ” قد تحسب مرة أو مرتين على ” الهوليغانز ” المستعربين ..لكن لا مجال للتسامح مستقبلا مع المورطين فيها ..ممن بدأوا يحترفون ” مداعبة ” الحجارة وقوارير الزجاج و”الالعاب النارية ..” فشيئا من الوفاء لرموز علمنا الوطني : دم الشهداء ونقاوة المخلصين لتونس يا عشاق ملاعب ” الكرة ” وروادها.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2010)


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1431 الموافق ل 22 سبتمبر 2010 مأدبة عشاء على شرف سماحة الشيخ تيسير التميمي


استضاف الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف  مساء يوم الثلاثاء 12 شوال 1431 بمنزله الكائن بالمنزه الخامس بالعاصمة سماحة الشيخ تيسير بيوض التميمي قاضي قضاة فلسطين، وحضر مأدبة العشاء عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة وتناول الحديث الوضع في الأراضي الفلسطينية ومسالة تهويد القدس ومحاولات تدمير المسجد الأقصى المبارك وحصار غزة. وقد أطلع سماحة الشيخ تيسير التميمي أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة عن حقيقة الأوضاع داخل المناطق الفلسطينية وعن المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني خاصة بمدينة القدس، كما أطلعهم عن حجم الخطر الكبير الذي بات يهدد الأقصى نتيجة الحفريات الصهيونية المستمرة تحت الأقصى المبارك.

منظمة حرية وإنصاف


من الذاكرة الوطنية …صراعات الستينات النقابية.. اليسار على الخط


في مطلع جانفي 1963، وبجرة قلم، اختفى الحزب الشيوعي التونسي من المشهد السياسي. وفي موفى السنة نفسها أعلنت مجموعة يسارية، من العناصر الطلابية بفرنسا عن ميلاد «تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي أو حركة «برسبكتيف»، ورغم منطلقاتها الاشتراكية، لم تهادن لا أحمد بن صالح رائد التجربة الاشتراكية في الستينات، ولا قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وخاصة التليلي وعاشور.

الموقف من عاشور

اثر تخفيض قيمة الدينار في سبتمبر 1964 وما انجر عنه من انخفاض في القدرة الشرائية طالبت الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل بـ«تعويض آني من أجل ارتفاع مستوى المعيشة»، وجاء الرد في اجتماع عقدته لجنة تنسيق الحزب الاشتراكي الدستوري بتونس بالاشتراك مع هيئة الاتحاد الجهوي للشغل بتونس، وصدور لائحة تندد بـ«ممارسات بعض النقابيين التي من شأنها إلحاق الضرر بوحدة التفكير بين الحزب واتحاد الشغل»، ودعا أحمد بن صالح الى أن يكون دور النقابيين «بنّاء لا مطلبيا».

ورد الحبيب عاشور الفعل في تجمع عمالي قال فيه «إذا نلغي الدور المطلبي فعلينا إلغاء النقابات».

على هذه الخلفية الصدامية جاء ايقاف عاشور بعد تنحيته من الاتحاد بتهمة «احتراق البطاح».

حتى بعدما زج به في السجن، لم يتعاطف «البرسبكتيفيون» مع عاشور، معتبرين أن «التقدميين التونسيين لا يرون في الوضعية الحالية سوى عودة الى أصل الأشياء، فعندما قبل عاشور أن يكون أحد مدمري الاتحاد والتخلي عن مبادئ حشاد، فإنه يتحمل اليوم كامل المسؤولية فيما لحقه…».

الموقف من التليلي

أما أحمد التليلي الذي اضطر الى مغادرة أرض الوطن وتوقيفه عن كل نشاط نقابي وطرده من الحزب في نفس اليوم الذي أطرد فيه عاشور، فإنه تعرض الى انتقادات لاذعة من قبل جماعة «برسبكتيف» متهمة إياه مع عاشور بـ«طعن الاتحاد سنة 1956». وحتى بعد عودته الى أرض الوطن في مارس 1967 منهوكا وفي حالة صحية متدهورة والتقائه بالرئيس بورقيبة وتجميد قرار رفته من الحزب، فقد تعرضت نشرية «برسبكتيف» في عددها الثاني عشر الى عودة التليلي بلهجة حاقدة واصفة اياه بـ«الحصان العجوز» (Tlili ou le vieux cheval de retour،ventre à terre..)

الموقف من بن صالح

وفي الواقع فإن تحامل جماعة «برسبكتيف» على قياديي المنظمة الشغيلة، كان من منطلق رفضهم المطلق لنظام الحكم وحلفائه، وكان الاتحاد العام التونسي للشغل من الحلفاء التاريخيين لحزب الدستور منذ الحركة التحريرية.

وحتى عندما اندفع الحبيب بورقيبة في خيار الاشتراكية وبرز أحمد بن صالح في الصفوف الأمامية المناضلة من أجل ذلك الخيار، فقد رأت فيه جماعة برسبكتيف «مجرد ممثل للبرجوازية البيروقراطية».

اهتمت حركة بوسبكتيف منذ نشأتها في ديسمبر 1963 برصد تطور العلاقة بين الحزب والاتحاد الذي «أصبح إثر الاستقلال يتصرف باستقلالية كبيرة في اتجاه أن يتحول إلى حزب عمالي منفصل عن حزب الدستور، وأصبحت المركزية النقابية تضغط على الحكومة كي تطبق البرنامج الاقتصادي الذي تبناه مؤتمر 1956، وكان ذلك البرنامج عبارة عن مخطط يرمي بالخصوص إلى مضاعفة الدخل القومي في ظرف عشر سنوات مما أثار حفيظة الحزب والحكومة فنشبت أزمة خفيّة غير معلنة انتهت بحصول الانشقاق الذي تزعمه الحبيب عاشور بإقدامه على تكوين منظمة موازية «الاتحاد التونسي للشغل» (UTT)، لكن ذلك لم يغير في شيء من موازين القوى إذ بقي الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة الأكثر تمثيلية للشغالين والنقابيين، مما اضطر السلطة إلى التدخل بإعادة توحيد الحركة النقابية».

رؤساء مديرون عامون

واعتبرت حركة برسبكتيف أن تلك الانقلابات والانقلابات المضادة وصراعات الثلاثي بن صالح والتليلي وعاشور نالت بشكل كبير من الاتحاد واصفة القياديين النقابيين، وخاصة أحمد التليلي ومن كان معه في المكتب التنفيذي بالرؤساء المديرين العامين.

وحتى بعد ازاحة التليلي من الأ مانة العارمة ودخوله في خلافات علنية مع الزعيم بورقيبة والديوان السياسي إثر إقرار سلطة الحزب الواحد سنة 1964، لم تغير جماعة «برسبكتيف» موقفها لا من التليلي ولا من الاتحاد. يتبــع

محمد علي الحباشي

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2010)


دليل جديد على إستهتار السلطة في تونس بالإسلام


ألا تكفي الصور التي تداولتها فضائية الجزيرة القطرية عصر يوم السبت 18 سبتمبر أيلول من هذا العام 2010 .. فضلا عما تداوله الفايس بوك قبل ذلك بأيام قلائل.. ألا تكفي تلك الصور الحية التي لن تزال تبث في عشرات المواقع الإلكترونية دليلا آخر جديدا على إستهتار السلطة التونسية بالإسلام؟ بالمساجد

إلتزمت السلطة الصمت كعادتها وليس لها في وجه ذلك سوى الرد التقليدي الذي تصح فيه كلمة العرب الشهيرة : رب عذر أقبح من ذنب.. ليس لها سوى صفاقة مردودة عليها ظلت تستر بها عورتها حيال الإستخفاف بعقيدة المسلمين .. ليس لها سوى إحصاء عدد المساجد الذي تطور من عام الإنقلاب ضد إرادة التونسيين عام 1987 حتى اليوم 2010 تطورا كبيرا.

هو فعلا عذر أقبح من ذنب بسبب أن الإحجام عن بناء المساجد أولى من بنائها وتدنيسها بمثل ما أظهرت الصور الحية التي بثت في أصقاع الأرض شرقا وغربا إمعانا في تصدير أقبح صورة عن أول رقعة في الأرض شيد فيها أعرق معلم إسلامي للعبادة والدعوة والعلم والحضارة ( جامع عقبة إبن نافع عليه الرضوان ثم جامع الزيتونة المعمور) بعد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها ( مكة والمدينة والأقصى)..

 هو عذر أقبح من ذنب من وجه آخر لا يعلمه غير التونسيين وهو أن أغلب المساجد في المدن والقرى والأحياء – لا تلك التي تشيدها السلطة رياء الناس من مثل مسجد قرطاج الذي بناه بن علي بجوار قصره ـ إنما يشيدها الناس بأموالهم وجهودهم متكافلين ثم تعرض للتدشين ـ ولو قلت للتدنيس ما جانبت صوابا ـ من لدن أحد رموز السلطة..

هو إذن عذر أقبح من ذنب من وجهين كما ترى.. عذر أقبح من ذنب لأن المسلم يسعه ما بشر به نبيه عليه الصلاة والسلام يسرا في الدين : „ جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا”.. ولكن لا يسعه أن يرى بأم عينيه مسجدا أوصدت السلطة أبوابه منذ عام 2002 بدعوى ترميمه فلما تطوع جندي من جنود تونس الأبرار مجاهدا لنقل الصور التي شاهدها العالم كله ـ ولن يزال يشاهدها ـ تبين أن السلطة إنما أودعت المسجد المذكور ـ الحي الجامعي بتونس ـ إلى الحشرات والدواب التي حولته إلى مزبلة مهملة بل أشد وأنكى بل الأنكى أن السلطة فوتت فيه لحفنات من الطائشين وشرذمات من المجهولين ـ ولا يبعد أن يكون بعض الإستئصاليين في الجامعة التونسية جزء من أولئك في سياق الحرب التي تقودها السلطة بالإشتراك معهم ضد الإسلام أصالة وليس ضد الحركة الإسلامية إلا بالتبعية والإقتضاء ـ الأنكى من عبث الحشرات والدواب أن السلطة فوتت في المسجد لأولئك الطائشين يتخذونه مرقصا وملهى حيث بدت مصاحف القرآن الكريم في الصور الحية المبثوثة على هيئة لا تليق بكتاب الإسلام العظيم.

ليس ذاك سوى دليل جديد فحسب.

الأدلة على قيام سلطة بن علي من أول يوم على تجفيف منابع الإسلام من أرض الزيتونة لا تحصى ولا تعد. هي كذلك حتى لو باع بعضنا أنفسهم بثمن بخس لجلادي بن علي في مقابل تحبير شهادات الزور بأن حوادث العدوان على الإسلام هي حوادث فردية وليست في سياق خطة حكومية أو أن بن علي لا علم له بذلك أو أن الحركة الإسلامية هي التي جرته إلى توسيع الإنتقام منها حتى طال الإنتقام الإسلام ذاته ولا محالة عندها من تطبيق القانون المعروف : البادي أظلم.. كل ذلك هراء مجته أفئدة طحنها الخواء القيمي يأسا من رحمة الله سبحانه ويأسا من وعده الصادق في أخذ المجرمين ويأسا من الإنسان التونسي أن ينتفض يوما إنتصارا لهويته التي يعبث بها بن علي مع بعض شراذم اليسار المتهالك.. ألا تكفي خطة تجفيف منابع التدين دليلا كافيا جامعا على عدوان السلطة ضد الإسلام؟

ألا يكفي العمل بقانون التبني في مجلة الأحوال الشخصية بالرغم من أن التحقيقات الصحفية شبه الرسمية نفسها ( صحيفة الشروق مثلا قبل سنوات قليلات من خلال حادثة شهيرة في مدينة بنزرت تمثلت في الكشف عن رجل متزوج من أخته من الرضاعة لمدة سنوات طويلات وله منها أبناء).. بينت أن ضربا لدودا من ضروب الشذوذ أضحت آثاره المدمرة ظاهرة في المجتمع التونسي من خلال إجازة قانون مخالف للشريعة الإسلامية بنسبة مائة في المائة. وأي شذوذ أنكى علينا نحن التونسيين عندما يصدم الواحد منا بأنه متزوج لبعض محارمه وله منها بنين و حفدة؟؟؟ ما جنته علينا إباحة التبني المحرم قطعا ويقينا في الإسلام بمقتضياته النسبية ( إلحاق المتبنى نسبا بالمتبني).

ألا يكفي العمل بقانون 108 الذي يحظر إرتداء الخمار؟ ألا يكفي ذلك وهو يطبق بمناسبة السنة الدراسية الجديدة وخاصة في مدينة نابل. بل إنه يطبق في مدينة نابل ضد المختمرات في الشارع العام ولك أن تعاين بنفسك بيانات المنظمات الحقوقية التونسية المعتمدة من مثل حرية وإنصاف والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وغيرهما بل بعض بيانات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

جعل السلطة التونسية الإسلام دينا وقيما وحضارة وتراثا محل إزدراء وإستهتار وإستخفاف في التعليم والفن والإعلام والتربية والإزراء به والتعبئة ضده وإفساح المجال لكل استئصالي لتنفيذ ذلك .. كل ذلك لا يخفى على تونسي ولا على تونسية لولا أن عصا البوليس تفرض الصمت وتنشر الجزع والهلع.. ولولا أن المعارضين التائبين نكصوا على أعقابهم ندما على معارضة الخلافة الراشدة المنتصبة في تونس حتى أن الواحد منهم يقدم نفسه أنه مغرر به وعمره ناهز العقد الخامس والسادس!!!

لا نطالب بشيء ولكننا فخورون بشعبنا.

لا يضير السلطة في شيء أن تطالبها بسذاجة البسطاء بالتحقيق في الأمر ومعاقبة الجناة.. لا يضيرها ذلك في شيء لأن ذلك يجعلها تزهو بأن جزء آخر من الناس لن يزال ضحية السذاجة والتفاهة بسبب أنهم يعتبرون أن المسألة حادثة معزولة وأن السلطة لا ترضى بالمصاحف بمثل ما شاهدنا ملقاة على الأرض تقرضها الجرذان وتسقى بماء الخمر الخبيث.. تلك بلاهة تذكي بغي السلطة وتمكن لها.. وهل يضيرها أن تستبدل وزيرا بوزير. لا نطالب السلطة بأي شيء من ذلك لأن يقيننا في أن رأس الأفعى التي تستخف بالإسلام وتزدريه وتحقره في عيون الناس ليست سوى السلطة بمركبها الأخبث : الرئيس وعائلته وأصهاره من جهة ومافيا المال السحت من جهة أخرى وعصابات القمع من جهة ثالثة والمنتفعون في الداخل و الخارج من ذلك الكيد الماكر بصفة عامة.. يقيننا في ذلك دعمته الوثائق والقوانين والأعمال والصور والشهادات على إمتداد عقدين كاملين من الجمر اللاظي.

ولا نطالب دهاقنة الدين في البلاد كذلك بشيء.

لا نطالب بشيء من ذلك وزير الشؤون الدينية ولا مفتي البلاد ولا الطاقم الديني الرسمي … لا نطالب أولئك بشيء لأن من في فؤاده ذرة من حبة من شهامة وكرامة لا يرضى بالدون والذلة والهوان وهو يرى بأم عينيه كتاب الإسلام العظيم ومنقذ البشرية الأوحد من الظلمات إلى النور يعبث به فلا يتمعر وجهه الكالح وهو في موقع سلطان وقوة وليس مواطنا مغلوبا على أمره.. إنما نطالب رجال الإسلام في تونس وخارجها.

أجل. أولئك نطالبهم بأضعف الإيمان على الأقل. نطالب رجالا لم يتورطوا في الصمت المريب فضلا عن التزكية الجبانة ممن لم يقضوا بعد من مثل : الشيخين محمد الحبيب بلخوجة الأمين العام السابق لمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة و محمد المختار السلامي مفتي تونس الأسبق. نطالبهم بأضعف الإيمان ونذكرهم بمواقف الإسلام الجريئة لأسلافهم الغيورين المجاهدين ممن قضوا نحبهم من مثل الشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف والشيخ المرحوم محمد بالإخوة..

نطالب فرسان الدعوة البارزين بمراجعة آرائهم في حاكم تونس.

فرصة نذكر فيها الشيخ الداعية الشهير الدكتور سلمان فهد العودة ـ حفظه الله ـ بأن يراجع موقفه من حاكم تونس في أثناء زيارته إلى البلاد قبل زهاء عام. نذكره بذاك ونهمس في أذنه أيهما أعظم عند الله وزرا : السماح للمرأة التونسية بالإختمار بمثل ما شهدت في حاكم تونس رغم أن الواقع ما زال يؤكد عكس ذلك بالتمام والكمال في مدينة نابل مثلا في هذه الأيام النحسات أم ما عساك شاهدت بعينك من و ضع وهيئة للمصحف الشريف والمسجد بمحرابه في الشريط الحي المصور؟ أفتنا يا شيخ سلمان وإتق الله في نفسك وفينا و نعدك أننا لا نقدم بين يديك فيما يلي إختصاصك العلمي.. أفتنا ولا تلذ بالصمت يرحمك الله..

أجل. فخورون بشعبنا.

فخورون بشعبنا لأنه أفشل خطة تجفيف منابع التدين إفشالا محبطا تكلل ببروز صحوة تدين جديدة في البلاد بعد أن ظن بن علي وبعض شراذم اليسار أن إرث محمد عليه الصلاة والسلام في أرض الزيتونة مات أو يحتضر.. فخورون بشعب أعاد إلينا الأمل في أنفسنا والثقة في أن الإسلام ـ من حيث هو دين على الأقل ـ لا تزيده الضربات الوحشية إلا قوة ورسوخا.. لو لم تجن الحركة الإسلامية من محنتها الراهنة سوى ذاك لكفاها تجربة في الحياة.. تجربة عملية وليس مقالات تدبج أو قصائد عصماء تقرظ أو خطبا تكسر عيدان المنابر.. ليس من رأى كمن سمع كما قالت الحكمة العربية..

فخورون بشعبنا لأنه يعمل دوما ـ قدر المستطاع ـ ورغم مرارة الليالي الحالكات في تونس وسنوات الجمر الحامية الطويلة على الجهاد بالقرآن الكريم تماما بمثل ما أمر سبحانه في إتخاذ الجهاد بالقرآن وبمنهاج القرآن سبيلا للحرية والتحرر والإنعتاق وفرض العدالة الإجتماعية.. جهاد يقاوم ظلم السلطة بالكلمة الطيبة الصبورة وظلاميتها بالبصيرة وحماقتها بالحكمة وعصا البوليس بالجدال بالتي هي أحسن والإستخفاف للسقوط في حمأة العنف الأعمى بالثبات على منهاج القرآن في مقاومة الظلم والبغي والجور والإفساد في الأرض..

فخورون بشعب أثمر رجلا أو رجالا إلتقطوا مؤامرات السلطة المتواصلة ضد الإسلام من خلال إقدامهم على تصوير هذا الشريط الحي لعله يوئس المتهافتين والمهرولين من سلطة ولغت في دماء الإسلام حتى عبت وحبطت أو لعله يرسخ إيمانا جديدا بأن نهاية عصابة النهب والسلب والإفساد في الأرض على مرمى حجر.. حجر تلقم به فتلوذ بالرحيل غير مأسوفا عليها.

الحادثة شاهد العصر على جيلين من أجيال الجامعة التونسية.

معلوم أن السبب الوحيد الذي جعل بورقيبة يسمح ببناء مصلى صغيرا جدا في الجامعة التونسية في أواخر سيتينيات القرن الميلادي المنصرم هو أن الذين طالبوا بذلك وألحوا عليه إلحاحا شديدا هم طلبة أتراك بحسبانهم عنده غير عرب و غير تونسيين ولا يخشى أن يتسلل الإسلام الذي وأده ـ أو كذلك يخيل إليه ـ إلى معاقل الثقافة والعلم والمعرفة من جديد. ولكن شاءت أقدار ربك أمرا آخر بمثل ما شاءت لفرعون عندما قالت إمرأته : „ قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا “.. فتح المسجد وتداعى إليه الطالب عبد الفتاح مورو ومن معه فنشأت أول صحوة إسلامية تونسية في أشد المعاقل إلتصاقا حميميا بالعلم والمعرفة ودراسة القوانين الغربية ولم يستيقظ بورقيبة من غفلته حتى أسلمت الجامعة التونسية لربها خلقا وعلما ثم تطورت الأيام وإشتد عود أولئك وإنبعث الإتحاد العام التونسي للطلبة بعد ذلك بزهاء عقد ونصف فطويت سنوات العدوان الشيوعي الهمجي البربري ( منوبة 1982) وعرفت الجامعة لأول مرة طعم الحرية والقبول الحقيقي العملي بالإختلاف والتعدد والمساهمة في تطوير شؤون الجامعة نقابيا وماديا ومعنويا وعلميا وغير ذلك في تجربة تكاد تكون فريدة في الوطن العربي والإسلامي وبذلك صنع الإتجاه الإسلامي في الجامعة التونسية لأول مرة مجتمعا إسلاميا حقيقيا أي : الغلبة للإسلام بالإختيار الديمقراطي ولكن حق التعدد مكفول قولا وعملا فكانت الجامعة التونسية يومها بحق صورة مصغرة عن مجتمع المدينة في عهده عليه الصلاة والسلام. فلما تحالفت قريش وغطفان في أكبر تحالف عربي نوعي رغم رداءة المناخات الجوية الدولية وخيانة بني قريظة للصف الداخلي تفصيا من مقتضيات الدستور .. عندها نجى الله المدينة بخندقها ولكن وقعت مدينة الجامعة التونسية بين أنياب السلطة وأذنابها بخندقها وما أغنى عنها خندقها.. عندها تولى المنتصرون أمر الجامعة فألجموا الأفواه وأعادوا مجزرة منوبة آنفة الذكر ولكن بوسائل أخرى.. عندها إبتلعت الجامعة جاهلية جهلاء جديدة عنانها التخلص من الإسلام جملة وتفصيلا وطحن الديمقراطية والحرية جملة وتفصيلا..

ذلك هو السياق الذي دبرت فيه السلطة مؤامرتها للعبث بالمسجد وبمصاحفه الشريفة ومنبره والشيء من مأتاه لا يستغرب كما قالت العرب.. وكل إناء بما فيه ينضح ويرشح..

إن الله لا يصلح عمل المفسدين.

إذا كان بورقيبة قد عمد إلى حيلته المعروفة ضد جامع الزيتونة فأوصد أبوابه بدعوى ترميمه حتى مات بورقيبة وما رمم جامع الزيتونة .. فإن خلفه بن علي المنقلب عليه والأسوأ منه ألف مرة ومرة عمد إلى الحيلة ذاتها ضد مسجد المركب الجامعي بدعوى ترميمه فما ترمم من عام 2002 حتى اليوم 2010 ..

وسيرحل بن علي قبل أن يترمم مسجد المركب الجامعي بمثل ما رحل بورقيبة قبل أن يجد وقتا يرمم فيه جامع الزيتونة .. سيرحل بن علي قبل أن ينال شرف ترميم أي مسجد فوق الأرض..

ترميم المساجد من إختصاص الأيدي المتوضئة والأفئدة التي تحترق ألما على مصير الإسلام في أرض الزيتونة.. ترميم المساجد شرف لا تناله الأيدي التي صنعت خطة تجفيف منابع التدين أو أكرهت البوليس على تنفيذها بعصاه الغليظة.. قانون كوني وإجتماعي وخلقي وديني عازم لا يتخلف : „ إن الله لا يصلح عمل المفسدين”. (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 سبتمبر2010)


عندما المصحف في المرحاض يلقى


ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولائك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين لهم في الدّنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم. البقرة 114   بعد تدنيس المصحف الشّريف والدّوس عليه وإلقاءه في المراحيض وسجن وقتل وتشريد الدّعاة هاهي فضيحة تدنيس مسجد المركّب الجامعي برأس الطّابية تظهر للعلن بالصّوت والصّورة داحضة كلّ إدّعاءات السّلطة:http://www.youtube.com/watch?v=DVtkji0-U-Y   عندما المصحف في المرحاض يلقى واستخفّ الباغي بالسّبع المثانْ ومشى ب”الحافر” الملعون فوق الصّفحات عندما المحراب صار سلّة للمهملات وقوارير من الخمر بقايا “سكرات” عندما … قلعة الأحرار (1) صارت مرتعا للفسق، مرمى الفضلات عندما … جارت على النّسر القطاة عندما يبكي الرّجال بجباه ساجدات عندما تُهتك أعراض الرّجال وتداس المكرُمات عندما يمسي بسوق النّاس رهط عاريات عندما تترا على بلدي وقومي صاعقات نازلات عندما أفتى غراب ناعق:  » يُمنع الحجّ، ففي الحجّ وباء !!! يُغلق المسجد في دبر الصّلاة، ليس داعي للحياء فحجاب الرّأس ممنوع على كلّ البنات واجب شرعا على كلّ النساء أن يراهنّ الغريب والقريب سافرات !!! « أيّ بهتان أتيت يا إمام المارقين؟ عندما اللّحم طعام النّذل والحرّ يعيش من فتاة عندما في اللّيل يغمر حيّنا عسس وتجّار هوى و المومسات ويغيب القمر الوضّاء من فرط الحياء من صنيع الباغيات عندما الشّعب يجوع وأولو الأمر سكارى لا يبالوا وأولوا الأمر لصوص وأولوا الأمر زناة عندما المسلم في عَين الرّقيب وثغور الأمّةِ تضحى وتمسي عاريات عندما الأحرار في القيد وفي الحكم البغاة عندما صهيون في القدس يصول وبغداد وأفغان سبايا للغزاة   عندها … تمطر السُّحْبُ الغضابا بدل الماء الزّلال برَدًا كالرّاجمات عندها … فعظوهم، أبلغوا الوعظ أبينوا إن وعوا الذّكرى وإلاّ يؤخذ الحق غلابا أسرجوا الخيل أعدّوا العاديات وأعدّوا ما استطــــــعتم من عتاد ورباط وثباة ثمّ لا تنسوا ولا تنسوا ولا تنسوا حـــــــزام المكرمات (2) حـزام النسف في القوم البغاة سنقاوم … ذاك من أصل العبادة سنقاوم … إمّا نصر أو شهادة لسنا طلاّب كراسي نحن طلاّب كرامة وسيادة لسنا أنذالا عبيدا نحن أسياد وأمجاد وقادة سنقاوم … من قبور الشّهداء من سجون الأوفياء، من أرض الشّتات سنقاوم … بالّذي أمكن حتما سنقاوم بالسلام بالبيان بالثّباة بمقاليع الحجارة … سدّدوها في النواصي الكاذبات الخاطئات وأطيلوها الأظافر أخدشوا أوجها كلحا غشتها السيئات قطعا من ليال مظلمات. سنقاوم … علّموا الرّضَّع أنّا على الحق نموت لا نساوم لا نبالي بالمنايا … إنّها مهر الحياة وأضيفوا في وصاياكم فأنتم شهداء : » قدسنا آية و آية أرضنا آية و آية عرضنا آية و آية وحزام النّسف آية وكلّ ما يحفظ الآيات آية«   فلتحفظوا الآيـــــــات   (1): مسجد المركّب الجامعي برأس الطّابية ـ تونس العاصمة (2): الأحزمة النّاسفة، سلاح المستضعفينضدّ أعداء الأمّة وليس ضدّ الشّعوب المسلمة   العربي القاسمي / نوشاتيل / سويسرا في 21.07.2010 / 22.09.2010


حديث الجمعة هنا تونس


بقلم بسام بونني ليعذرني رجل المسرح التونسي، الأستاذ توفيق الجبالي، على استعارة عنوان أحد أعماله، إذ لم أجد عنوانا أفضل لحديث هذا الأسبوع من عنوان مسرحيته. فقد ودّعنا شهر رمضان المعظم ومعه الأعمال التلفزية التي قدمتها القنوات المحلية. لكن، قد لا نطوي صفحات الجدل التي أثارتها بعض الأعمال.

ولعلّ مسلسل “نسيبتي العزيزة” فرض أفظع مظاهر الجدل وأكثرها تطرّفا بسبب شخصيات تقدّم نظرة كاريكاتورية للمواطن التونسي المنحدر من مدينة صفاقس وتبلغ أحيانا حدّ العنصرية بربط شخصية “الصفاقسي” بالبخيل والأناني والتافه وكلّ الصفات السلبية المقززة.

ردّ الفعل لم يكن أقلّ عنفا. فعلى صفحات الفيسبوك، نُعتت “ماريان” تونس، الفنانة القديرة السيدة منى نور الدين، بشتى النعوت، بينما بثّ البعض الآخر فيديو عنونوها بالنشيد الرسمي الصفاقسي. نعم، هكذا !!!

وبعيدا عن شخصية “الصفاقسي”، لا يعكس هذا الجدل سوى حالة من الانقسام الجهوي التي لا ينكرها عاقل في البلاد، حالة ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة طبيعية لتراكمات تعود إلى عقود بل وإلى قرون خلت.

ففي جامع الزيتونة، كان يوصف طالبو العلم القادمون من داخل البلاد بالآفاقيين ويقطن معظمهم في أحياء شعبية خارج أسوار المدينة ك”رحبة الغنم” !!!!

ثمّ كان الانشقاق الأكبر بين أبناء الوطن الواحد أثناء الحركة الوطنية، إذ غلب الانتماء الجهوي في الأساس على هيكلة القوى الوطنية المناهضة للاستعمار، وخاصة في صفوف الحزب الحرّ الدستور الجديد، الذي كان يمثّل علانية كلّ الجهات لكن لا يخرج اتخاذ القرار عن دائرة ضيقة جدا قائمة أساسا على الانتماء الجهوي، وهو ما أفرز بعد الاستقلال جدلا محتدما لا يزال قائما إلى اليوم حول من حارب ومن ناضل ومن أتى بالاستقلال والرخاء للبلاد.

ونجد تواصلا لذلك في أروقة الأحزاب السياسية وكلّ يغنّي على الشرعية في قيادة هذا التنظيم أو ذاك.

تعمّق هذا الانشقاق بشكل درامي خلال الصراع البورقيبي اليوسفي، حتى أنّ سكان بعض المدن المتلاصقة كانوا يشتبكون في ما بينهم بين الفينة والأخرى.

وزادت مرحلة بناء الدولة في تأجيج مظاهر التنافر بين الجهات، حين تأخّر وصول بعض المرافق الأساسية إلى معظم المناطق الداخلية مقابل استفحال مركزية الدولة. وهذا الوضع لا يزال قائما إلى درجة كبيرة. فسكان الشمال الغربي يشعرون أنهم أقرب للجزائر وهو الشعور ذاته الذي يتملّك سكان الجنوب الشرقي الذين تداخل مصالحهم الاقتصادية بشكل كبير مع ليبيا.

زد إلى ذلك أنّ البنية التحتية في مجال النقل كرّست هذا التوجه، فأهل الشمال ينظرون إلى الجنوب كمنطقة بعيدة يضاف إلى المسافة مناخها الصعب، بينما يعتبرون أنهم أقرب لإيطاليا وفرنسا. وأذكر أن بعض المؤسسات التربوية في بلادنا كانت تنظم رحلات إلى مالطا، حين كانت خارج منطقة “شينغين”. والعكس صحيح. فلي أصدقاء من الجنوب – وعددهم كبير بالمناسبة – يسافرون إلى أوروبا أو دول الخليج عبر مطار طرابلس. 

الأخطر من التفاصيل الملموسة هو افتراض صورة ما عن الوطن وتقسيمه حتى في اللاوعي بشكل غير مقبول. ولنا أن نسترجع كمّ الأحكام المسبقة التي نتداولها يوميا عن بعض الجهات والألقاب التي تُلصق ببعض الجهات. فعبارات من قبيل “08” أو “كي جي بي” أو  “صفق” أو “ساحلي” أو “جلاص” تؤثث لساعات من الحوارات العنصرية القذرة.

بل إنّ التونسي يرفض استقرار البعض في جهته، خوفا – افتراضا طبعا – من “الاختلاط” وتعجرف الناس القادمين “من ورا البلايك” !!!  تلك هي بلادنا ومن النفاق أن ننكر تغلغل آفة الجهوية في وعينا ولا وعينا ولكم في الكرة المثالُ الصارخ الذي تقشعرّ له الأبدان خوفا واشمئزازا.

إن تونس تحتاج لأجيال حتى تتخلّص من هذه الآفة والخلاص يمرّ حتما عبر أربعة أبعاد. أوّلا، التعريف أكثر بمختلف جهات الجمهورية وتاريخها ورموزها في مناهجنا التعليمية. ثانيا، القطع نهائيا وإلى الأبد مع إعلام غليق في تونس الكبرى خاصة في القنوات التلفزية. ثالثا، دعم اللامركزية خاصة في توزيع الثروة الوطنية. ورابعا، رفع التضييقات عن الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والنقابات في الجهات حتى لا تبقى سجينة لمقراتها المركزية في العاصمة مما يتيح للداخل فرص المشاركة في الشأن العام. 

تلك مهمة شعب برمّته للحكومة قسط كبير منها لكن لعقلية التونسيين الكلمة الأخيرة. فإمّا تغيير وإمّا انحراف إلى ما قد يكون أخطر على بلانا. -صحيفة الموقف التونسية

 


مطالب بتشكيل جبهة شعبية ضد الإعلام المتصهين ورموزه وقادته ومموليه


شن خبير إعلامي سعودي حملة عنيفة ضد ما أسماه “الخطاب المتصهين” الذي تقدمه قناة العربية الإخبارية في ظل رئاسة الإعلامي السعودي المعروف “عبد الرحمن الراشد” ، وذلك في أعقاب الجدل الذي صاحب قرار عزل الراشد من قناة العربية والاستغناء عن كتاباته في صحيفة “الشرق الأوسط” ثم صدور قرارات أخرى غامضة بعودته إلى الصحيفة وإلى القناة خلال أقل من أسبوع ، وهو ما عزته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى ضغوط أمريكية وغضب شديد أبدته إدارة الرئيس أوباما من قرار إبعاد الراشد الذي اعتبرت أن المستهدف منه هو إبعاد الأصوات المؤيدة للتعاون مع الولايات المتحدة في حربها على “الإرهاب” ، وقال أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الرياض الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد في حوار تنفرد المصريون بنشره اليوم أن رسالة قناة “العربية” الأساسية هي التصدي لخطاب المقاومة وصناعة تغطية إعلامية عربية على السلوك العدواني الأمريكي والإسرائيلي ضد العالم الإسلامي ومصالحه ، مضيفا في حواره قائلا : “فلسفة (عبد الرحمن) الراشد ورؤيته. أنه يزدري المقاومة أصلاً ولا يؤمن بها، ويريد منا جميعاً الدخول في بيت الطاعة الإسرائيلي .. لا يرى الراشد في حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين وغيرها إلا الشر المحض. تصفح أعمدته في (الشرق الأوسط) ستجد أن الهجوم على حركة حماس مثلاً يحتل مساحة كبيرة منها تماهياً مع المصالح الصهيونية، بل مع اليمين المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة” ، كما يؤكد “بن راشد” في حواره أن الخطاب السوداوي الذي تقدمه قناة العربية عن الحالة العربية مقصود بها تقديم الذرائع للتدخلات الأجنبية في صياغة البنية الاجتماعية والتربوية والثقافية العربية قائلا : “عندما ينظر الراشد بعيون أميركية وإسرائيلية إلى السعودية والعالم العربي، فلا يكتب إلا عن التطرف والبؤس والإرهاب، فإن ذلك يمهد الطريق للتدخلات الثقافية والإيديولوجية، بل يبرر العدوان العسكري على المنطقة” ، كما وصف القناة بالديماجوجية الإعلامية في تعاملها مع الأحداث المتباينة وخاصة ما يتعلق بتقاطعات الأزمات بين العالم الإسلامي والكيان الصهيوني أو السياسة الأمريكية ، وبعدها التام عن الحيادية والمنطق وأبسط مبادئ الإعلام المسؤول ، ودلل على كلامه بنماذج كثيرة من تحليل خطاب القناة وتعبيراتها المتحاملة للغاية على أي سلوك عربي أو فلسطيني أو إسلامي بالمقابل يتسم خطابها بالتبرير والتواطؤ مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية حتى في استخدام المصطلحات المعبرة عن الوقائع ، كما رصد الخبير الإعلامي السعودي تكرار تعمد عبد الرحمن الراشد رئيس قناة العربية إهانة أي مسؤول عربي أو إسلامي يقف موقفا مدافعا عن القضية الفلسطينية ومن ذلك موقفه البالغ الغرابة من رئيس الوزراء التركي عندما ناصر الحق الفلسطيني في مؤتمر دافوس الشهير ، يقول “بن سعيد” : “لاحظ مثلاً تعريضه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بسبب موقفه الشجاع من المجرم شيمون بيريز، وتأييده للقضية الفلسطينية، إذ كتب في عموده في (الشرق الأوسط) واصفاً انسحاب أردوغان من منتدى دافوس “بالمسرحي”، وأن موقفه المناصر للحق الفلسطيني قد لا يكون حقيقياً “أكثر من حقيقة وجود شخصية مهند بطل مسلسل نور” ، كما يتعمد عبد الرحمن الراشد إهانة المشاعر الإسلامية التي تتظاهر ضد الأمريكيين في أي واقعة ، وضرب على ذلك مثالا قوله : “عندما سار قرابة مليون متظاهر في شوارع الخرطوم احتجاجاً على الرسوم الدانماركية المسيئة سخر الراشد في عموده المنشور في 28 شباط (فبراير) 2008 مما وصفه “بالبشيرية” ودعايتها الرخيصة وغضبتها المضرية بحسب تعبيره، مضيفاً: “اعتدنا على المسرح السياسي الكوميدي في الخرطوم الذي يزودنا دائماً بالمضحك”. وعندما نشرت مجلة (نيوزويك) تقريراً عن تدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتانامو، وسارت التظاهرات الاحتجاجية في أفغانستان منددة بالجريمة، سخر الراشد في عموده (18 أيار/مايو 2005) من التظاهرات مخاطباً القارىء بقوله: “ستكون مغفلاً كبيراً لو صدقت أن الافغان قرؤوا مجلة (نيوزويك) وأثارهم خبرها عن تدنيس القرآن، ثم أخذتهم الحمية على دينهم ونزلوا في الشوارع في مظاهرة عاطفية تلقائية” رغم أن الأمر لا يحتاج أن يقرأ كل مواطن النيوزيويك لكي يتأكد أن هناك إهانة حدثت لكتابه المقدس ، كما يشير “بن سعيد” إلى أن بعض مقالات الراشد كانت تعتبر علامات فارقة على التواطؤ مع المشروع المتصهين ضد العالم العربي والإسلامي وقضاياه المصيرية ، ضاربا المثل على ذلك بعنوان مقاله الشهير ” “الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون” والذي نشره في عموده بصحيفة الشرق الأوسط . وفي ختام حواره قال الخبير الإعلامي السعودي “أعتقد أن مشروع قناة (العربية) برمته يمثل اختباراً لقدرتنا على المقاومة والاحتجاج. لا بد أن يتنادى المثقفون الناطقون بالعربية من إسلاميين وقوميين وليبراليين شرفاء لمواجهة هذا العبث والتطاول والنفاق الذي تنشره (العربية) على آفاقنا صباح مساء. أنا أطالب بتشكيل جبهة شعبية ضد الإعلام المتصهين ورموزه وقادته ومموليه تتولى مقاطعة هذا الإعلام والتحذير منه والدعوة إلى عدم التعامل معه ورصد ما يبث فيه وتحليله وتعريته. بل أطالب بتشكيل “محكمة جرائم حرب” فكرية/إعلامية تضع قوائم بأسماء الذين يتطاولون على ثوابت الدين أو مقدسات الأمة أو يثبت تخندقهم في صف العدو وتماهيهم مع أجنداته ومشاريعه، ومن ثم تحاكمهم وتصدر بحقهم الأحكام العادلة” من جانب آخر ، دافعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن الإعلامي السعودي “عبد الرحمن الراشد” بقوة واعتبرته ـ حسب وصفها ـ رجل إعلام منتصب القامة ، منفتح ، ناجح ، صاحب رؤية تجديدية” كما أشارت إلى أنه حصل لقناته على لقب “قناة العبرية” لتماهيها مع الخطاب الأمريكي والإسرائيلي ، وأشار التقرير الإسرائيلي الذي نشر أول أمس الاثنين ، إلى أن ضغوطا أمريكية عاجلة وغاضبة للغاية أوقفت قرار طرد عبد الرحمن الراشد خارج قناة العربية وأعادته من جديد ، بعد أربعة أيام فقط من قرار إبعاده ، وتم إخطاره بالتوقف عن “حزم أمتعته” ـ على حسب تعبير الصحيفة ـ التي أكدت أن عودته من المؤكد أنها ستكون بجناح مكسور ، وأن المؤكد أن جهات سعودية تبحث من الآن عن “بديل” له.

(المصدر: صحيفة “المصريون” (يومية – مصر) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)

 


نظرية هوكينج تقلق التوازن بين العلم والفلسفة والدين


د.سعيد الشهابي

 

لم يغب البعد الديني عن السجالات السياسية او العلمية او المجتمعية، سواء في التاريخ المعاصر ام في الغابر من الازمان. فلا يطلق الرئيس الامريكي تصريحا حول الاوضاع الدولية الا ويحتوي على اشارة قريبة او بعيدة لبعد ديني، ولا يتحدث المعنيون بالشأن الاجتماعي والعلاقات  الاسرية والظواهر الشبابية والعنف وغيرها الا وطرح البعد الديني في بعض جوانبها. ولم يغب البعد الديني عن السجال العلمي، ماضيا وحاضرا. فما ان يذكر العلم في الحضارة الاسلامية حتى ترد أسماء العلماء المسلمين الذين برعوا في في النظريات والاختراعات العلمية. ولا يرد ذكر العلم في اوروبا خصوصا في العصور الوسطى الا ومعه الاشارة الى جاليليو ومعاناته مع الكنيسة. ولذلك فما ان أصدر العالم الفيزيائي البريطاني، ستيفن هوكينج كتابه الاخير قبل اسبوعين بعنوان “التصميم العظيم” حتى بدأ السجال الديني مجددا. ويعتبر البروفيسور هوكينج أبرز العلماء الفيزيائيين البريطانيين في العصر الحاضر، برغم اعاقته الخلقية، فهو مشدود لكرسي متحرك، ولا يستطيع النطق بل يتحدث من خلال جهاز كومبيوتر يترجم افكاره الى كلام. اما الكتاب المذكور فقد احدث ضجة كبرى سوف تستمر زمنا لسبب واحد: ان الكتاب تطرق لاصل العقيدة الدينية لدى الانسان، القائمة على الايمان بوجود الإله الخالق للكون. وتتلخص نظرية هوكينج بان القوانين الفيزيائية تكفي لتفسير خلق الكون، وليس هناك حاجة للقول بوجود خالق: “نظرا لوجود قانون كقانون الجاذبية، فان الكون قادر على خلق نفسه من العدم، وسيظل قادرا على ذلك. وهذا الخلق الحادث هو السبب الذي يفسر وجود الشيء وليس اللاشيء، ولمذا يوجد الكون، ولماذا نحن موجودون…. وليس هناك ضرورة لطرح (فكرة) الإله لاشعال الورقة الزرقاء التي تحرك الكون”. انه طرح جديد يختلف عما طرحه هوكينج نفسه في كتابه الذي صدر في 1988 بعنوان “التاريخ المختصر للزمن”. ففي ذلك الكتاب كان هوكينج قادرا على تفهم العقائد الدينية، اذ اعتبر ان الايمان بالله كخالق للكون لا يتعارض مع الفهم العلمي للكون: “لو اكتشفنا نظرية كاملة، فسيكون ذلك انتصارا للعقل الانساني، لاننا حينئذ سنكون قادرين على فهم عقل الله”. بينما طرح في كتابه الاخير الذي صدر قبل زيارة البابا بينديكت السادس عشر، باسبوع، اطروحة شاملة تقول ان الاطار العلمي لا يترك مجالا لفكرة الاله.

هذا الطرح الجديد من قبل ابرز العلماء الفيزيائيين في بريطانيا اعاد الجدل حول  امور عديدة: اولها مدى تطور الفهم العلمي للكون، ثانيها: هل اصبح الخيار امام الانسان محصورا بين العلم والدين، فاذا قبل أحدهما رفض الآخر؟ ثالثها: مدى الخطر الذي يمثله الطرح العلمي اذا كان بشكل حاسم وصريح، على المصدرين الآخرين من وسائل اثبات وجود الله: الدين والفلسفة. رابعها: الموقف ازاء النظريات العلمية الاخرى، خصوصا نظرية اسحاق نيوتن التي تقول بان من غير الممكن ان يكون الكون قد تكون من فوضى او نتيجة للقوانين الطبيعية وحدها، بل لا بد من وجود خالق. المتحمسون لفكرة نفي وجود خالق لهذا الكون، ومن بينهم الملحد البريطاني، ريتشارد دوكنز، يقولون ان نظرية هوكينج الجديدة تكمل التفسير العلمي للوجود، وبالتالي فقد وصل العلم الفيزيائي الى ذروته (على غرار ما طرحه فوكوياما بان الديمقراطية الليبرالية تعتبر ذروة التطور الانساني في المجال السياسي، وبذلك اوصلت البشرية الى نهاية التاريخ). ينطلق هؤلاء على خلفية نظرية داروين حول النشوء والارتقاء، التي تقدم تفسيرا لنشوء الكائنات وان ذلك حدث وفق انتقاء طبيعي، أبقى على الاقوى وأنهى الضعيف من الكائنات. فالمذهب العلمي لتفسير الوجود قد اكتمل الآن، في نظر هؤلاء: فعلى صعيد وجود الكائنات تكفي نظرية داروين لتفسير تكونها، وعلى صعيد الكون توفرت نظرية هوكينج. هؤلاء يدركون ان النظريات العلمية السابقة ما تزال تعاني من عدم ملاءمتها لكافة الظروف والحالات. فالنظرية النسبية لاينشتاين مثلا اعتبرت اختراقا علميا لا يقل اهمية  عن نظرية داروين، ولكنها حوصرت لاحقا باشكالات اخرى تطلبت نظريات علمية جديدة. فنظرية اينشتاين استطاعت تفسير الظواهر الفلكية وحركة النجوم والكواكب، وتأسست على فرضية ان سرعة الضوء تمثل الحد الفاصل بين وجود المادة وفنائها، وبالتالي استعملت لمراقبة الحركة الكونية، وقدمت تفسيرات للعديد من الظواهر الطبيعية. ولكن العلماء اكتشفوا ان هذه النظرية لا تنطبق على المادة في اطارها الذري. بمعنى انها قانون لا تستطيع تفسير حركة مكونات الذرة كحركة الالكترونات مثلا. ولسد هذا النقص في النظرية النسبية طرحت في السنوات الاخيرة نظرية الاوتارString Theory لتفسير وجود الكون في ابعاده الصغيرة جدا (اي الذرية). ومع ذلك ما يزال هناك من يشكك في مدى قدرة القوانين العلمية المتوفر على تقديم تفسير مقبول للوجود.

علماء الفيزياء المعاصرون انطلقوا على اساس نظرية “الانفجار الكبير  Big Bang” لتفسير بداية خلق الكون، وقد حظيت هذه النظرية بدعم علماء الدين والفيزياء على حد السواء، لانها كانت تعتبر محور لقاء بين العلميين والدينيين، ولكن هوكينج يقول الآن ان الانفجار الكبير حدث نجم عن جريان القانون الطبيعي ولا يحتاج الى قوة اخرى لاحداثه. مع ذلك فهذه النظرية لا تبدو انها التفسير الوحيد، في نظر العلميين، لبداية الكون، ولذلك فما تزال البحوث جارية للتعرف على “اصل المادة”، وهي بحوث دفعت العلماء لفحص فرضية “اللامادةanti-matter  ” وما تزال السجالات العلمية متواصلة حول فرضيات اغلبها موجود إما في الواقع الافتراضي او في الفضاءات الرياضية. العلماء يلجأون لذلك عندما يصعب عليهم صياغة منظومة علمية واضحة وثابته. ومن ذلك فرضية “الثقوب السوداء The Black Holes” وهي مفهوم رياضي يفسر تلاشي النجوم الفانية بسرعة تفوق سرعة الضوء. وثمة فرضية اخرى اعتبرها هوكينج من مقومات اطروحته المؤسسة على عدم الحاجة لقوة خارج القوانين الطبيعية لتفسير الخلق. هذه النظرية المعروفة بـ “نظرية ام M Theory” او “نظرية الاكوان المتعددة Multiverse في مقابل نظرية الكون الواحد. ويعتقد هوكينج ان هذه النظرية تفند مقولة وجود خالق للكون، لانها تدعي وجود اكوان متعددة، وليس كونا واحدا خلقه الله لخدمة الانسان. والقول بتعدد الاكوان يحتاج الى اثبات علمي، بينما اعتمد هوكينج في استنتاجه على اكتشاف حدث في 1992، عندما لاحظ العلماء وجود كوكب يدور حول نجم آخر غير الشمس. وفسر ذلك برفض القول بان الله خلق الكون لخدمة الانسان بدليل وجود أكوان أخرى. هذه الحقائق تؤكد ان العلم الحديث، برغم تطوره، ما يزال يسبر اغوار الكون، ويبحث عن تفسيرات للظواهر المتجددة، ويطرح النظرية تلو الاخرى لتفسيرها. هذه ليست مشكلة، انما المشكلة تنجم عندما يدعي العلماء وصولهم الى ذروة العلم، وهو ما يتشبث به ذوو النزعات الالحادية من العلماء، اذ يعتقدون ان التكامل بين نظرية هوكينج في الفيزياء ونظرية داروين في علم الاحياء، اوصل التفسير العلمي لنشوء الكون الى درجة اليقين، وبالتالي انتفت الحاجة للتفسير القائم على الايمان بوجود الله لتفسير الخلق. مشكلة هذه الدعوى انها تلغي، كما ذكر اعلاه، فرعين اساسيين يمثلان، مع العلم، ثلاثيا اساسيا للمعرفة البشرية: الدين والفلسفة. فالفلسفة تعتمد العقل اساسا لاثبات وجود الخالق، والدين يعتمد النقل (النص الديني) لتحقيق ذلك، والعلم يثبت ذلك من خلال التجربة.

الادعاء بان العلم قد وصل الى ذروته بفك الارتباط مع كل من الدين والفلسفة يؤدي الى نتيجتين خطرتين: اولاهما محاصرة العلم وطرق المعرفة، واحداث شرخ بين مصادرها الثلاثة، وثانيتهما تكريس داء الشعور بالعظمة الذي كثيرا ما ادى الى سقوط اهله. فالشعور الغربي بالوصول الى ذرى (جمع ذروة) الاشياء ظاهرة يزداد تعمقا بشكل مضطرد. فقبل اقل من عشرين عاما، طرحت مقولة “نهاية التاريخ” على لسان المفكر الامريكي، فرانسيس فوكوياما، بدعوى ان نظام الديمقراطية الليبرالية يمثل ذروة ما  تمخض عنه العقل البشري من ممارسة سياسية، وبالتالي فقد وصل العالم الى نهاية  التاريخ. بينما يفترض ان يكون العلماء اكثر تواضعا من غيرهم، نظرا لادراكهم بان العلم يتسع دائما لفضاءات اوسع مما اكتسبوه، وان مبدأ التطور يقتضي الشعور بعدم الكمال والرغبة المتواصلة في البحث عنه، لان البديل هو الاعتقاد بكمال ما هو موجود والتخلي عن مساعي التطوير. ان دائرة العلم والتطور تتوسع كلما شعر العلماء بضرورة ذلك بسبب عدم ادراك الكمال المطلق. كما ان الشعور بالقوة العسكرية المطلقة هو الآخر من مظاهر تراجع انسانية هذا العالم في الوقت الحاضر، لانه يكرس الشعور بالغطرسة والغرور والاستكبار.

وعندما يعلن البعض ان التطور العلمي بلغ مرحلة تؤهله لاعلان المفاصلة مع الدين والفلسفة، فان العلم المكتسب يتسطح تدريجيا لانه يفقد الشعور بالتحدي والرغبة في المزيد من التحصيل والاستكشاف والدراسة. ولذلك وقفت الكنيسة ضد ما ترمز اليه نظرية هوكينج. وقال زعماؤها ان العلم يحتاج الى تطوير دائم، وان النظرية الايمانية تؤكد ضرورة وجود خالق للكون. وحذر البعض من خطر السعي للمفاصلة بين العلم والدين، على اساس ان من الخطأ اجبار البشر على الاختيار بين العلم والدين، لان الغالبية سوف  تختار الدين، الامر الذي يفقد العلم موقعه كطريق للوصول الى الحقيقة. وخلال زيارة البابا، بينيديكت السادس عشر لبريطانيا هذا الاسبوع كان واضحا ان للدين رمزية خاصة في النفوس، برغم التحديات التي تواجهها المؤسسة الكنسية، ومنها الفضائح الجنسية التي شملت الاعتداء الجنسي على الاطفال من بعض القساوسة ومسؤولي الكنيسة، وتعميد المرأة وحقوق المثليين وتعميدهم، والعلاقات بين الكنيستين، الكاثوليكية والانجليكانية. وكانت هذه القضايا حاضرة عندما القى البابا محاضرته بقاعة “ويستمنستر” التي اعادت للذكريات اعدام القس الكاثوليكي، سانت توماس مور، في 1535 بتهمة “الخيانة” بسبب رفضه الاعتراف بان الملك هنري الثامن هو “الرئيس الاعلى” للكنيسة البروتستانية.  وبرغم الحماس البريطاني للزيارة البابوية، فقد كانت هناك مظاهرات واحتجاجات ضدها، واثار البعض تكاليفها الباهضة التي ناهزت 12 مليون جنيه استرليني. وطرح البعض الآخر اشكالاته حول تحول البابا من صفة الزعامة الروحية التي تقتضي بساطة الحياة والانفاق، الى زعيم دولي يعامل كرئيس دولة، وتنفق من اجله الملايين، ولا يتصل بالجماهير مباشرة لاسباب امنية ومهنية.  ولم يخف القساوسة في لقائهم مع البابا قلقهم من تراجع الاقبال على الكنيسة والالتزام الديني، وما يشاهدونه من انتشار اسلامي في اوروبا، وان كان ذلك قد بقي طي الكتمان.

لا شك ان هناك اشكالات واسعة حول السجالات التي لم تنقطع حول العلم والدين، خصوصا بعد المفاصلة التي حدثت بينهما في اوروبا خلال العصور الوسطى. بينما كان العلم في الاسلام “دينيا” في جوهره. فكان الفقيه عالما في الرياضيات او الطب، والفيلسوف عالما في الفلك او البصريات. كان اولئك ينظرون الى العلم كقيمة بشرية تؤدي الى معرفة الخالق. وكذلك كانت الفلسفة، علما يهدف لاثبات وجود الله عن طريق العقل، ولذلك نشأ علم الكلام على نطاق واسع وتطور. العلم الطبيعي كان جزءا من المهمات الدينية، ولذلك لم يؤد الى صراع بين الدين والعلم، بل الى  تكاملهما. فالانسان، في المفهوم الاسلامي، ليس في صراع مع الطبيعة، بل في تكامل معها، فهو يعمر الارض ويستسقي المطر، ويحافظ على نعم الله في الارض ولا يبذرها او يستخف بها. اما العلم في اوروبا فقد نشأ “علمانيا” ودخل في صراع مع الكنيسة التي كانت تعارض الاكتشافات العلمية، حتى بلغ الامر اوجه عندما صدرت احكام قاسية ضد العلماء الطبيعيين، وانتشرت “محاكم التفتيش” لمحاكمة الناس على آرائهم ومعتقداتهم. من هنا فان العلم الحديث مطالب بان يكون اكثر انسانية، وان لا يتحول الى وسيلة للظلم و العدوان والاستغلال. فمن أكبر الآفات التي تهدد صدقية العلم ان يتحول من وسيلة لتطوير حياة البشر الى وسيلة للاثراء من اموال الفقراء. فصناعات الدواء والغذاء وغزو الفضاء والتكنولوجيا الرقمية، تحولت الى طرق للاستغلال والهيمنة والقمع والسيطرة على المنابع الطبيعية وتدمير البيئة. ومن الضرورة بمكان ان يكون العلم وسيلة للتواصل بين الشعوب والامم وذلك يتطلب ازالة الحواجز التي تضعها الدول المتقدمة علميا امام طلاب العلم من الدول الاخرى. فالعالم المادي وحده لا يحقق تقدم الانسانية، اذا لم يكن مشفوعا برغبة اكيدة لعولمته ودعم مشاريعه. وفي اليوم العالمي لمكافحة الامية الذي صادف الثامن من هذا الشهر، قالت ايرينا بوكوفا التي تشغل منصب المدير العام لليونسكو، ان ثلثي الاميين في العالم البالغ عددهم 800 مليون انسانا، هم من النساء، وصدرت الدعوات لتكثيف الجهود للقضاء على الامية كوسيلة لتطوير العلم والمعرفة بين سكان هذا الكوكب.  وعلى خلاف الايحاءات التي نضحت بها نظرية هوكينج، فان العلم طريق الى الايمان والوعي والعطاء، يجدر بالجميع دعمه وبث ثقافة التعلم وتحرير العلم من آفات الاستغلال  والتوجيه الضار لخدمة المنافع المادية للفئات المهيمنة على مقدرات العالم. والامل ان يكون السجال الدائر حول المرتكز الذي تقوم على اساسه الفكرة الدينية قادرا على فك حلقة الدوران في دائرة  الفراغ الفكري الذي طالما هيمن على اوساط العلم في اوروبا. فالعلم قيمة مقدسة، فاذا ما حظيت بتوجيه ايجابي، فسوف تؤدي الى الايمان دائما، والايمان الصادق يفضي الى الخير والامن والنماء.

 

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)


لمن يشتري الخليج اسلحته؟


عبد الباري عطوان 2010-09-21 كشفت صحيفة الـ’فايننشال تايمز’ البريطانية المعروفة عن عزم اربع دول خليجية، هي المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، والكويت وسلطنة عمان، على انفاق 123 مليار دولار لشراء اسلحة ومعدات عسكرية من الولايات المتحدة الامريكية استعدادا لاي حرب محتملة يمكن ان تشنها اسرائيل وامريكا ضد ايران بسبب طموحاتها النووية. المملكة العربية السعودية وحدها ستنفق نصف هذا المبلغ (67 مليار دولار) لشراء 85 طائرة مقاتلة من طراز (اف 15)، وتحديث 70 طائرة اخرى من النوع نفسه، علاوة على سفن حربية واجهزة رادار. صفقات الاسلحة الخليجية تقابل دائما بموجة من الشكوك وعلامات الاستفهام، خاصة من قبل المواطنين السعوديين، حيث ينظر هؤلاء اليها على انها تهدف دائما الى انقاذ صناعة الاسلحة الامريكية، وتوفير وظائف للعاطلين عن العمل الامريكيين ، علاوة على كونها وسيلة لتبديد الثروات، وذريعة لتحقيق اكبر قدر من العمولات تذهب لبعض الامراء الكبار في الدولة. هذه الشكوك تنطوي على الكثير من الصحة، فصناعة الاسلحة الامريكية انخفضت مبيعاتها في العام الماضي الى اقل من 22 مليار دولار، اي نصف ما كانت عليه في العام الذي قبله، حيث وصلت الى ما قيمته 38 مليار دولار، ولهذا فان اقدام دول خليجية على رصد هذه المبالغ الضخمة دفعة واحدة، هو كرم حاتمي، سيُخرج هذه الصناعة الامريكية من عثراتها وسيقودها الى بر الامان. ولا يستطيع احد ان يشكك في العلاقة العضوية الوثيقة بين صفقات الاسلحة والعمولات، فهذه العلاقة مثبتة بالوثائق الدامغة. فثلث المبالغ المدفوعة في صفقة اليمامة التي اشترتها المملكة السعودية من بريطانيا في مطلع الثمانينات ذهب عمولات الى جيوب امراء كبار (قيمة الصفقة 76 مليار دولار) وبلغ نصيب احد الامراء ملياري دولار فقط، واضطر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الى التدخل شخصيا لمنع مواصلة التحقيقات في هذه العمولات تحت ذريعة حماية الامن القومي البريطاني. صحيح ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اوقف العديد من الصفقات، بسبب ما علق بها من شبهات فساد وعمولات منذ ان تولى الحكم رسميا عام 2005، لكن الشكوك في اذهان المواطنين السعوديين حولها لم تتبدد كليا. ولا نكشف سرا اذا قلنا ان العاهل السعودي ‘جمد’ لفترة صفقة شراء طائرات يوروفايتر (تايفون) البريطانية المتقدمة بقيمة ثمانية مليارات دولار قبل بضع سنوات، بعدما اشتكى اليه توني بلير نفسه من ضخامة نسبة العمولات، وقيل انها زادت عن 25’، وطالبه بالتدخل لوقف هذه ‘المهزلة’، لما يمكن ان يلحقه ذلك من ضرر بالبلدين. بعض التسريبات الصحافية عن صفقة الاسلحة الضخمة هذه تفيد بان العاهل السعودي عارضها على مدى السنوات الاربع الماضية، لعدم اقتناعه بجدواها، ولكن مساعديه نجحوا في تغيير وجهة نظره هذه، من خلال ‘شرح’ ابعاد الخطر الايراني، وميل ميزان القوى العسكري والاستراتيجي لصالح طهران في المنطقة بأسرها، خاصة بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية العام المقبل، وتحوله، اي العراق، الى منطقة نفوذ ايرانية بالكامل. * * * لا نجادل في حق الدول الخليجية في امتلاك اسباب القوة، والدفاع عن مصالحها، وحماية امنها، ونسج التحالفات التي تحقق لها هذه الطموحات المشروعة، شريطة ان يتم ذلك بناء على تقويمات استراتيجية صحيحة، وفق دراسات مستقلة تضع مصالح دول المنطقة وشعوبها فوق الاعتبارات الامريكية المفروضة. الشعوب الخليجية باتت على درجة كبيرة من الوعي، حيث يمثل الشباب المتعلم حوالى نصف السكان، وفي ظل ثورة الاتصال العالمية الحالية، بات من الصعب تضليل هؤلاء او اخفاء الحقائق عنهم. فعندما يتساءل مواطنون واساتذة جامعة سعوديون في مدوناتهم على الانترنت (الصحف الرسمية وشبه الرسمية تلتزم فضيلة الصمت) عن مبررات شراء حكومتهم طائرات ‘اف 15’ الامريكية القديمة وتدفع هذا المبلغ الضخم فيها، وليس شراء طائرات (اف 35) الاكثر حداثة وتطورا (اسرائيل تسلمتها مؤخرا) فان هذا التساؤل الفريد من نوعه، الذي وجد تأييدا كبيرا من القراء، تساؤل مشروع ومبرر يجب ان يتوقف عنده المسؤولون لفهم معانيه وابعاده. وعندما يشكك سعوديون آخرون، وفي مدونات اخرى، وعلى مواقع ‘الفيس بوك’، و’التويتر’، مثلما قالت عبير علام مراسلة الـ’فايننشال تايمز’ في الرياض (ربما تواجه مشاكل في الايام القريبة) في القدرة على استخدام هذه الاسلحة، واللجوء اليها بفاعلية في حال تعرض البلاد للخطر، فان هذه الشكوك تنطوي على الكثير من المصداقية، فصفقة اليمامة لم تحمِ المملكة عندما تعرضت لخطر صدام حسين، ولم تخرج قواته من مدينة الخفجي التي دخلتها، ولم تحرر الكويت. والاهم من ذلك، مثلما قالت المراسلة نفسها، ان السعوديين باتوا يطالبون بانفاق هذه الاموال على بناء مدارس ومستشفيات جديدة واصلاح القديمة وتحديثها، وتوفير فرص العمل لأكثر من مليون عاطل عن العمل، حيث تصل نسبة البطالة الى حوالى عشرة في المئة، فايجاد وظائف للشباب السعودي اولى من إبرام صفقات اسلحة توفر فرص عمل للعاطلين الامريكيين. استخدام الادارات الامريكية لما يسمى بسياسة التخويفPolotics of Fear في منطقة الخليج، من حيث تضخيم اخطار دول بعينها، لدفعها الى شراء صفقات اسلحة ضخمة، والدخول في حروب تنعكس دماراً على امنها ومستقبلها لاحقاً، بات مسرحية مكشوفة. فالاسلوب نفسه الذي استخدم لتحريض دول الخليج وتعبئتها ضد الخطر العراقي، يستخدم حالياً ضد ايران، والمشكلة ان التكرار غير مفيد في هذه الحالة لتبصر النتائج. فالمشهد العراقي بعد اطاحة النظام العراقي معروف للجميع وليس بحاجة الى شرح، ولكن اليس من حقنا ان نسأل كيف سيكون عليه حال المنطقة اذا ما حدث عدوان اسرائيلي امريكي على ايران؟ الحرب العراقية الايرانية افلست الدول الخليجية، والحرب الامريكية العراقية جففت ارصدتها وادخلتها في ازمات اقتصادية حادة، واي تلويح مجرد التلويح بالحرب ضد ايران، سيؤدي الى تجفيف ارصدة الدول الخليجية، وامتصاص فوائضها المالية وافلاس صناديقها السيادية من خلال ابرام صفقات اسلحة والدخول في ترتيبات امنية وعسكرية مع الغرب. الخطر الأكبر الذي يهدد دول الخليج هذه الايام خطر داخلي اكثر منه خارجيا، فغياب الحريات والمساواة، وضعف البنى التحتية الخدماتية في معظم الدول، والخلل الكبير في التركيبة السكانية، وتصاعد التوتر الطائفي والمذهبي نتيجة ضعف روابط المواطنة والولاء للدولة، بسبب التفرقة بين المواطنين لاسباب مذهبية او عشائرية، كلها عوامل تهديد لا يمكن مواجهتها بطائرات (اف 15) ولا بصواريخ الباتريوت، ومن الصعب رصدها بأجهزة الرادار الامريكية الحديثة. *** الخطر الايراني اذا كان حقيقياً، لا يتمثل فقط بالصواريخ والزوارق والغواصات البحرية، وانما ايضاً في الخلايا النائمة واليقظة، وتخريب الجبهة الداخلية، وضرب اسس التعايش، وهز الاستقرار والأمن في البلد الواحد. وما نراه حالياً من هجمات أمنية وسياسية وسحب جنسيات، واستقطاب وتوتر طائفي في الكويت والبحرين هو أحد مؤشرات لما يمكن ان يحدث في المستقبل من جراء الاصغاء لعمليات التخويف والتحريض الامريكية، والغاء اسرائيل من خريطة العداء للعرب. القوات السعودية المدججة باحدث الطائرات من مختلف الانواع والاحجام، مدعومة بدبابات ومدفعية ثقيلة احتاجت الى عدة اشهر للقضاء على التوغل الحوثي في اراضي جنوب المملكة، رغم الفارق الكبير جداً في التسليح والعتاد. فالحوثيون لا يملكون الصواريخ، ومثلهم مثل ‘طالبان’ لا يعرفون قيادة الدبابات ناهيك عن الطائرات حتى لو وجدت. فكيف سيكون عليه الحال في حال حدوث مواجهات مع الايرانيين او امتداداتهم في المنطقة؟ يروى ان الامريكيين طلبوا من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله السماح لقوات امريكية باستخدام القوة لتحرير الجزر الاماراتية المحتلة، فقال لهم وماذا لو هزمتم وانسحبتم مثلما فعلتم بعد تدخلكم في الصومال؟ كيف سنواجه الايرانيين وحدنا؟ الرجل كان حكيماً متبصراً ولو كتب الله له طول العمر لشاهد الامريكيين وهم يهربون مهزومين من العراق وافغانستان. لماذا تفترض الدول الخليجية ان البرنامج النووي خطر عليها يجب مواجهته بالقوة العسكرية، ولا ترى تركيا الشيء نفسه مثلاً. وهي التي ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك وصوتت في مجلس الامن ضد مشروع امريكي بفرض عقوبات اقتصادية على ايران، ورفضت قبل ذلك السماح للقوات والطائرات الامريكية باستخدام اراضيها وقواعدها لغزو العراق؟ وتغضب بذلك حليفها الامريكي وشريكها في حلف الناتو؟ نخشى على الخليج من امريكا واسرائيل اكثر من خشيتنا عليه وبلدانه وشعوبه من الخطر الايراني. فهذه الدول مشت خلف امريكا وخسرت العراق لصالح ايران، وطائرات (اف 15) التي اشترتها ربما توفر بعض الحماية او الراحة النفسية في حال حدوث انتقام ايراني كرد على ضربات امريكية واسرائيلية، ولكن ماذا ستفعل هذه الطائرات وغيرها اذا نجحت ايران فعلاً في امتلاك اسلحة نووية؟ دول الخليج يجب ان تعود بقوة اكبر الى عمقها العربي، وان لا تنسى الخطر الاسرائيلي في غمرة التحريض الامريكي ضد ايران، ولا بد ان الوفد الكويتي الذي زار سورية بعد ‘تحرير’ بلاده من القوات العراقية ما زال يذكر قول الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما التقى اعضاءه ‘نحن الذين حررنا الكويت عندما وقفنا ضد الرئيس صدام حسين وغزوه’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)


سحب الجنسيات


محمد كريشان 2010-09-21 في أيام قليلة متتالية قامت كل من البحرين والكويت بسحب الجنسية من اثنين من مواطنيها على خلفيات شرحها مسؤولو البلدين وأعلنت رسميا في وسائل الإعلام. ولئن كانت بعض التعليقات وضعت ما جرى في هذين البلدين في سياق توتر سني شيعي غير مسبوق في منطقة الخليج العربي، فإنه في كل الأحوال يشكل أيضا مناسبة لطرح موضوع سحب الجنسية ومدى وجاهة اللجوء إليه.

بلا شك يعتبر منح أي دولة جنسيتها لأي كان أو سحبها منه مسألة سيادية بامتياز وعادة ما تضبطها قوانين محددة توضح شروط منح هذه الجنسية وأسباب نزعها. ويطبق ما سبق عموما على من لم يولد بالضرورة مواطنا في بلد ما أبا عن جد منذ مئات السنين، فالمغربي مثلا يولد ويموت مغربيا كما ينص على ذلك قانون المملكة، وبالتالي لا يمكن أن تنتزع الجنسية من مواطن أصلي وأصيل لا يملك جنسية أخرى ولا يعرف بلدا آخر غير الذي ولد فيه وترعرع هو وأجداده.

وطالما أن اجراءات المنح والمنع معروفة قانونا فإنه من المهم جدا الحرص على النأي بها على أية اعتبارات سياسية أو شبهة المزاجية وتصفية حسابات. لهذا مثلا لم يستسغ كثير من الفرنسيين ما طرحه رئيسهم عن عزم سن قانون يجرد الحاصل على الجنسية الفرنسية قبل أقل من عشر سنوات إذا ما تورط في مخالفات قانونية معينة، لأن ذلك يطعن في الصميم المساواة أمام القانون حيث ان الفرنسي الأصلي يمثل أمام المحاكم لمحاسبته عن أي جرم اقترفه فيما يجرد الآخر من الجنسية كعقوبة تمييزية.

ولا بد هنا من الاعتراف بأن منح الجنسية أو نزعها ما زال في بلادنا العربية يخضع لسياقات سياسية ظرفية أكثر من الخضوع لقوانين محددة تسن وفق الأصول وفي غير مناخ التوتر والأزمات. لعل البعض ما زال يتذكر مثلا كيف أن النظام السابق في العراق أبعد الآلاف من مواطنيه بحجة أنهم من التابعية الإيرانية فوجدوا أنفسهم فجأة في بلد قد يكون أغلبهم لا يعرف عنه شيئا، كما أن قضية الجنسية الأردنية لذوي الأصول الفلسطينية غالبا ما تعود وتختفي وفق تقلب الأجواء السياسية في هذه المنطقة المتقلبة أصلا. وفي تونس مثلا لم تجد بعض الأصوات من وسيلة للتعبير بها عن سخطها الشديد على مطربين تونسيين توجهوا قبل أشهر قليلة إلى إسرائيل لإقامة حفل موسيقي ليهود من أصل تونسي وهتف أحدهم بحياة نتنياهو سوى المطالبة بسحب جنسية هؤلاء، وهي خطوة لم يعرف لها تداول من قبل في البلاد. كما أن توترات عربية ثنائية لم تخل هي الأخرى من اللجوء إلى سحب الجنسيات كما حصل في فترات معينة بين الكويت والعراق أو في السنوات القليلة الماضية بين قطر والسعودية، فضلا عن سحبها من معارضين خليجيين في الخارج.

وحتى في بلد يزعم أنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فقد طالبت بعض الأوساط اليمينية المتطرفة بسحب الجنسية من نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي بدعوى معاداتهم للدولة وتعاطفهم مع مناوئيها . وفي دول الخليج العربية، يطرح موضوع التجنيس وسحب الجنسيات بكثير من الحساسية والتحفظ، فقد شاع أن الجنسية تعطى كمكرمة لكنها قد تسحب في أي وقت ولأسباب غير معلنة أو معللة بالضرورة. وعدا عن حالات الآلاف ممن يوصفون بـ’البدون’ في هذه المنطقة – والتي توجد خطط لمعالجة وضعياتهم المعقدة والمزمنة وإن كانت تسير ببطء شديد – فإن موضوع التجنيس يطرح أحيانا كحل لمعالجة اختلالات سكانية يشهدها هذا البلد أو ذاك ، ولو أنه وصل أحيانا إلى ما سمي في البحرين مثلا بالتجنيس السياسي.

باختصار، سحب الجنسية سلاح خطير بيد الدولة لا بد من التريث في استعماله ومن التثبت مليا من وجاهة اللجوء إليه لأن أي تعسف في هذا الشأن أو إسراف لا يمكن إلا أن ينقلب على الدولة نفسها ويهز ثقة المواطنين في عدالتها، وربما حتى في الإخلاص في الانتماء إليها، وهذا هو الأسوأ على الإطلاق. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)


الاتحاد الأوروبي يحتضر


تشارلز كوبتشان *

يموت الاتحاد الأوروبي موتاً غير عنيف وغير مأسوي بل عبر احتضار طويل. وهو موت بطيء إلى درجة يمكننا معها أن ننظر ذات يوم إلى الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي لنرى أن المشروع الأوروبي – الذي اعتبرناه أمراً مسلماً به منذ نصف قرن على الأقل – لم يعد موجوداً. الاقتصاد سبب جزئي للانحطاط الأوروبي. بيد أن ما من وجه للمقارنة هنا مع مرض أخطر يتفشى على امتداد القارة القديمة: فمن لندن إلى برلين مروراً بوارسو، تعيش أوروبا إعادة تأميم لمشهدها السياسي حيث يعيد كل بلد التعلق بسيادة كان مستعداً للتضحية بها في سبيل تحقيق حلم مشترك.

لا يبدو الأوروبيون معنيين بالمنفعة المشتركة. بل يتساءلون عما حمل الاتحاد لهم وما إذا كان ذلك يستحق العناء. وإذا تابعوا الدرب هذه، سيهددون أحد المشاريع الأبرز والأكثر طموحاً في القرن العشرين، أي ذاك الداعي إلى إقامة أوروبا موحدة تعيش بسلام مع ذاتها وتظهر نفوذها ككل متجانس. وسينجم (عن تفكك المشروع) عدد من الدول المشتتة المفتقرة إلى الحد الأدنى من التأثير الجيو-سياسي وستفقد الولايات المتحدة شريكا مستعداً للإنابة عنها في المهمات الدولية ويمتلك الأدوات اللازمة للقيام بها.

ضياع الاهتمام بالمشروع الأوروبي امتد إلى ألمانيا التي كانت دائماً محرك أوروبا والمهووسة بمحو المنافسات القومية التي تشكل مصادر الصراعات. وتلكؤ برلين في نجدة اليونان اثناء انهيارها المالي أظهر القطيعة مع روح المصلحة العامة التي ميزت المشروع الأوروبي. الشعبوية اليمينية هي ما يشهد صعوداً الآن، خصوصاً بسبب عودة العداء للمهاجرين. وفاز حزب «يوبيك» المعادي للأجانب في المجر بسبعة وأربعين مقعداً في الانتخابات هذا العام فيما لم يحصل سوى على مقعد واحد عام 2006. وحتى في بلد متسامح تقليدياً مثل هولندا، نالت الحركة اليمينية المتطرفة «حزب الحرية» 15 في المئة من الأصوات وجاء الفارق بينها وبين الحزب الأول سبعة مقاعد فقط.

وكأن كل هذا لا يكفي، فقد حل في تموز (يوليو) الماضي دور بلجيكا في تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فيما تشهد البلاد توتراً بين الفلامند الناطقين باللغة الهولندية وبين الوالون الناطقين بالفرنسية، ما يحول دون تشكيل حكومة ائتلافية قابلة للحياة. والدولة الموكل اليها حالياً حمل المشروع الأوروبي تعاني من مشكلات قومية قام الاتحاد تحديداً لإنهائها.

وكان الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأوروبيين الذين شبوا أثناء الحرب العالمية الثانية او أثناء الحرب الباردة وسيلة للهرب من ماض قاتل. الأمور مختلفة لدى الشبان الأوروبيين اليوم، ووفقاً لاستطلاع حديث للرأي، يفوق عدد الفرنسيين الذين تزيد اعمارهم عن 55 عاماً، ضعف مواطنيهم الذين تقل اعمارهم عن 36 عاماً، ممن يرون أن الاتحاد الأوروبي ينهض ضمانة للسلام في القارة. لا عجب بعد ذلك عندما يتحدث المسؤولون الأوروبيون الجدد عن أوروبا بعبارات حساب الربح والكلفة وليس بصفتها موضوع ايمان. وقد عبرت ادارة اوباما عن استيائها حيال تفاقم الغياب الأوروبي عن الساحة الدولية. وفي الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة إلى التخلص من اعباء ديْنِها ومنح جيشها بعض الراحة، تقيّم واشنطن حلفاءها بما يقدمونه من مساعدة لها. وفي الحالة الأوروبية، المساعدة صغيرة أصلاً وآخذة في التقلص. قبل ستين عاماً، كان (السياسيان الفرنسيان) جون مونيه وروبير شومان و(المستشار الألماني) كونراد أديناور آباء أوروبا. وتحتاج أوروبا اليوم إلى جيل جديد من المسؤولين القادرين على نفخ الحياة في مشروع مهدد بالاختفاء. حتى الآن، لا يمكن العثور على مسؤولين كهؤلاء.

* استاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون وزميل كبير في مجلس العلاقات الخارجية، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 29/8/2010، إعداد حسام عيتاني  (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2010)

 


مصر: اعتقال 30 ناشطاً في تظاهرة أمام الرئاسة رفضاً «للتوريث»


2010-09-22 القاهرة – حسام حنفي

قالت مصادر في المعارضة المصرية: إن قوات الأمن اعتقلت ثلاثين ناشطا كانوا ضمن مئات شاركوا أمس الثلاثاء في تظاهرة أمام قصر عابدين الرئاسي احتجاجا على ما يقولون إنها خطط لتوريث حكم البلاد إلى جمال النجل الأصغر للرئيس المصري. وأضافت المصادر أن قوات الأمن اعتدت بالضرب على المتظاهرين الذين رددوا هتافات (لا لا للتوريث.. لا لمبارك.. لا لجمال.. لا لعلاء) نجلي حسني مبارك. وخطط المحتجون منذ البداية للوصول إلى القصر الرئاسي، لكن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا في محيط القصر ما دفع المتظاهرين إلى تقسيم أنفسهم إلى ثلاث مجموعات لكنهم أيضا لم يفلحوا في الخلاص من الطوق الأمني. واعتقلت لمدة ساعة الناشطة جميلة إسماعيل الزوجة السابقة للمعارض أيمن نور الذي حل وصيفا في انتخابات الرئاسة التي جرت العام 2005. وضمت المظاهرة أعضاء في حركة كفاية وعناصر يسارية وأعضاء في أحزاب المعارضة، لكنها لم تشهد أي وجود لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم المعارض الرئيس، التي تمارس نشاطها فعليا رغم كونها جماعة محظورة. ولم يقل الرئيس حسني مبارك (82 عاما) والذي يتولى الرئاسة منذ عام 1981 ما إذا كان سيخوض الانتخابات المقررة في عام 2011، لكن الشائعات المستمرة عن حالته الصحية أذكت التكهنات بشأن احتمال قيامه بتسليم السلطة لنجله جمال (46 عاما) القيادي في الحزب الحاكم، وينفي الاثنان مثل هذه الخطة. وفي سياق متصل, واعتراضا على اعتقال أحد زملائهم أثناء دخوله الحرم الجامعي، نظم العشرات من الطلاب المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين بكلية العلوم بجامعة الزقازيق (90 كيلومترا شمال شرق القاهرة) وقفة احتجاجية أمام مكتب عميد الكلية. ورفع الطلاب لافتات ورقية كتبوا عليها «أول مطلب للطلاب.. أمن الدولة بره الباب»، و «لماذا تم اختطاف بلال فواز» و «جينا نهني الطلاب أخذوا اخوانا من ع الباب»، مرددين هتافات: «يا عميدنا فينك فينك.. خطفوا ولادك قدام عينك»، و«أمن الدولة برة برة.. دي جامعتنا حرة حرة». وطالب المتظاهرون عميد الكلية بالتدخل للإفراج الفوري عن زميلهم المختطف ووقف التدخل الأمني داخل الحرم الجامعي، مهددين بتصعيد الفعاليات في حال تكرار مثل تلك الأعمال الأمنية مرة أخرى، وقالوا إن التصرفات الأمنية لن تثنيهم عن خدمة زملائهم، حسب قولهم. في سياق متصل، أعلن طلاب الإخوان المسلمين بجامعة الإسكندرية أنهم سيبدؤون حملتهم السياسية للعام الجامعي الحالي اعتبارا من الأسبوع المقبل تحت عنوان «بوضوح»، وذلك لتعريف الطلاب بأهداف جماعة الإخوان، وعرض الصورة الصحيحة عنها، ردا على مسلسل الجماعة الذي عرض في شهر رمضان. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 22 سبتمبر 2010)


بعد 129 عاما من وقفة عرابي الشهيرة ضد الخديوي توفيق اكبر مظاهرة ضد جمال مبارك في ميدان عابدين: لقد خلقنا الله أحرارا.. وسوف لا نورّث ولا نُستعبد


2010-09-21 القاهرة ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: في ذكرى مظاهرة تاريخية قادها زعيم الحركة الوطنية احمد عرابي في القرن التاسع عشر امام قصر عابدين بوسط القاهرة وتعهدت بمنع التوريث، احتشد المئات من الناشطين المصريين في المكان نفسه امس مرددين هتافات قوية ضد الرئيس المصري حسني مبارك واحتمال نقل السلطة الى نجله جمال.

وقامت قوات الامن المركزي بمحاصرة الميدان الذي يقع فيه المقر التاريخي للحكم في مصر، ثم اعتدت بالضرب على المتظاهرين والقاء القبض على العشرات منهم بعد ان طاردتهم في الشوارع المحيطة لمنعهم من الوصول الى القصر. وتعد هذه اكبر مظاهرة ضد التوريث، واول رد على حملة تروج لترشيح جمال مبارك للرئاسة.

قبل 129 عاما وقف الزعيم الوطني ضابط الجيش المصري أحمد عرابي في ساحة قصر عابدين ليعرض على خديوي البلاد مطالب وطنية وقال عبارته الشهيرة ‘لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا فوالله الذي لا إله إلا هو إننا سوف لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم’. وكان الخديوي قال لعرابي الذي كان يقود عددا من الضباط المصريين إن الضباط لا حق لهم في مطالبهم. وأضاف ‘أنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا’.

وشهدت مظاهرة الامس في عابدين والذي يحمل قيمة رمزية كبيرة هتافات تتعهد منع التوريث، وتتهم الرئيس المصري بالقمع والفساد، واخرى ترفض استمرار حكم العسكر وموجهة ضد اللواء عمر سليمان مدير المخابرات للمرة الاولى.

وقام رجال الامن بضرب الناشط ووكيل لجنة الحريات في نقابة الصحافيين محمد عبد القدوس وجره على الارض ثم القاء القبض عليه، وتمت مصادرة الافلام من كاميرات مصوري قناة ‘الجزيرة’ وقناة ‘بي بي سي’ العربي واقتيد مراسل الـ’بي بي سي’ للتحقيق معه، كما تعرض عدد من الناشطات والصحافيات لاعتداءات مماثلة والسب من قبل الضباط بابشع الالفاظ.

وأكد المتظاهرون ‘رفض الشعب المصري بأجمعه التمهيد الحالي لتوريث نجل الرئيس جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم’، وقالوا إنها ‘ضد مصالح الشعب المصري’. ورددوا هتافات تؤكد عدم سماح الشعب المصري بوصول نجل الرئيس مبارك إلى الحكم وتؤكد أن الشعب المصري حر يختار ما يشاء.

وتواجدت قوات الأمن بكثافة في منطقة وسط البلد (وسط القاهرة) والمناطق المحيطة بميدان عابدين، وحاصر جنود من قوات الأمن المركزي المتظاهرين على رصيف يبعد حوالي مئتي متر عن قصر عابدين.

واعتبر جورج إسحق، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، المظاهرة ‘استعادة لتاريخ مصر حين وقف احمد عرابي (زعيم تاريخي مصري) أمام قصر عابدين وقال ‘لن نورث بعد اليوم ونحن لن نقبل التوريث ولن يمرر مشروع التوريث’.

وتردد أن قوات الأمن المصرية طاردت عددا من النشطاء واحتجزت بعضهم في دوائر مغلقة بقوات الأمن وتردد أنه تم احتجاز البعض منهم. وفي الإسكندرية تظاهر عشرات النشطاء من الشباب المنتمين إلى حركات سياسية معارضة مختلفة في ميدان الرصافة بحي محرم بك غرب الأسكندرية.

وقال أيمن نور زعيم حزب الغد المعارض الذي شارك في مظاهرة ميدان عابدين إن أجهزة الأمن ألقت القبض على معظم المتظاهرين من الشباب في الاسكندرية المطلة على البحر المتوسط. ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات منها ‘لن يرثنا عبقرينو لجنة السياسات’ و’لا لمبارك الأب ولا لمبارك الابن’.

وخلال الاحتجاج ضرب جنود بعض المحتجين بالهراوات فرد عليهم المحتجون بالأيدي. وقال نشطاء إن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات المحتجين في أكثر من مكان في القاهرة خلال توجههم للتجمع أمام قصر عابدين.

وجرت العادة على إطلاق سراح النشطاء الذين يلقى القبض عليهم في نفس اليوم أو بعد يوم أو أكثر من تنظيم الاحتجاج. وقام رجال الشرطة المدججون بالهراوات بتفريق المتظاهرين. وقالت شيرين المنيري من جريدة ‘الاهرام’، انها تعرضت للضرب من قبل ضابط كبير برتبة عميد، حيث ‘انهال عليها ضربا بالبوكس في عينها’. ودعت للمظاهرة 16 حركة وحزبا وكانت المظاهرة بعنوان ‘لن نورث في ذكرى وقفة احمد عرابي’. من شعارات مظاهرة عابدين ‘ابكي ابكي يا حرية هيخلوكي ملكية’، يا مبارك فوء فوء بكرة نشيلك زي فاروق، ثورة ثورة حتى النصر مش عاوزينك تحكم مصر، مش هنسيبك تحكم مصر، يا بلدنا يا وسية يا تكية لجمال والحرامية، يسقط يسقط حكم العسكر، لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان، يا مبارك يا مفلسنا قول عملت ايه بفلوسنا، مصر فيها الف بديل، يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس، علي وعلي يلا الصوت اللي يهتف مش هيموت. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)


كتائب القسام تنفي علمها بشريط ‘نهاية شليط’ وتؤكد انه عمل مفبرك


اشرف الهور:  غزة ـ ‘القدس العربي’ نفت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس يوم امس اي صلة لها بشريط فيديو اظهر الجندي الاسرائيلي الاسير لديها غلعاد شليط وهو يجلس بين اثنين من المسلحين، ثم يسمع صوت لاطلاق النار، وقالت انه ‘شريط مفبرك’.

وقالت القسام في بيان لها ‘ننفي اصدارنا اي شريط فيديو عن شليط وما تم نشره هو شريط مفبرك لا اساس له من الصحة’.

واكدت انه لا صله لها بهذا الشريط الذي قالت انه ‘مدبلج’، مؤكدة انه في حال نشرت اي رسالة او اي شريط او فيديو فانه سيكون عبر موقعها الرسمي.

وكانت وسائل اعلام اسرائيلية نشرت شريط فيديو مساء اول امس مدته بالضبط 24 دقيقة، ظهر فيه الجندي الاسرائيلي شليط في غرفة شبه معتمة، يجلي خلف طاولة خشبية، وبجانبه اثنان من مسلحي حماس يرتديان الزي العسكري، احدهما بيده بندقية الية، والاخر يحمل حقيبة، بدآ باخراج عدة اوراق منها، قبل ان يضع يده على احداها وينظر الى الجندي شليط، ثم تظلم صورة الشريط بشكل كامل، ويسمع صوت لاطلاق النار بالترافق مع ظهور شريط احمر على الشاشة مكتوب عليه ‘هل ستنتهي المهمة’.

وبالتمعن في الشرط الذي تؤكد القسام انه مفبرك، يلاحظ انه جرى تركيب صورة المسلحين على لقطات الجندي شليط المتلفزة التي ظهرت في الشرط الوحيد الذي بثته كتائب القسام في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، مقابل الافراج عن اسيرات فلسطينيات. وخلال التسجيل القصير الذي تؤكد القسام انه مفبرك، لا يتحدث احد ممن ظهروا في الشريط ‘المسلحان والجندي الاسرائيلي’، غير ان اصوات رعب وضعت في الخلفية.

وسبق وان سمحت كتائب القسام ببث تسجيلين فقط لشليط منذ ان تمكنت من اسره نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، الاول كان عبارة عن تسجيل صورتي دعا فيه حكومته الى العمل على اطلاق سراحه، وذلك بهدف تأكيد كتائب القسام ان هذا الجندي لا يزال على قيد الحياة بعد اسره. ونشرت كتائب القسام التسجيل الثاني وكان تسجيلا متلفزا جرى اظهار لشليط خلاله وهو يمسك بصحيفة فلسطينية تظهر تاريخا قريبا من تاريخ توزيع الشريط، وطالب خلاله حكومته بالعمل على فك اسره وتلبية شروط حماس.

وسبق وان جرى توصيل رسالتين احدهما من عائلة الجندي، واخرى من الجندي نفسه الى عائلته عبر وسطاء.

وقبل اشهر وجهت كتائب القسام رسالة للجمهور الاسرائيلي عبارة عن فيلم كرتوني قصير، ينبئ بان هذا الجندي قد يلاقي مصير الطيار الجندي الاسرائيلي رون اراد الذي فقد بجنوب لبنان منذ سنين، ويؤكد ان شليط لن يطلق سراحه الا بتلبية شروط الاسرين.

يشار الى ان كتائب القيام وفصيلين مسلحين استطاعا في 26 من شهر حزيران (يونيو) من العام 2006 من اسر الجندي شليط خلال الهجوم على ثكنة عسكرية جنوب قطاع غزة، ومنذ تلك اللحظة دخل الطرفان في مفاوضات غير مباشرة توسطت فيها مصر ثم دخلت على خطها المانيا.

واعاق الصفقة رفض اسرائيل تلبية شروط حماس، التي تطالب باطلاق سراح 450 من كبار الاسرى الى جانب الاسرى المرضى والاطفال والنساء. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)


تسليم «الحرس الثوري» صواريخ «فاتح – 110»


أعلن وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وجيدي امس، تسليم «الحرس الثوري» الدفعة الاولى من الجيل الثالث من صواريخ «فاتح-110» المتطورة، فيما نفت واشنطن ان تكون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعت الى تغيير النظام في طهران.

وقال وحيدي في مراسم تسليم هذه الصواريخ، انها «تتمتع بدقة فائقة في إصابة الاهداف، نتيجة تزويدها نظام توجيه وسيطرة بالغ الدقة، يعمل بالوقود الصلب». واعتبر انتاج الجيل الثالث من «فاتح-110»، وهي صواريخ «ارض-ارض»، «مؤشراً آخر على نبوغ مهندسي وعلماء وزارة الدفاع وإبداعهم»، مؤكداً ان «تزويد الحرس الثوري بهذه الصواريخ من شأنه تعزيز نشاطاته الميدانية».

في نيويورك، أكد الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان كلينتون لم تدعُ الى تغيير النظام في ايران، عندما حضّت «قادة مدنيين ودينيين مسؤولين» على «تولي السيطرة على جهاز الدولة» والتصدي لهيمنة العسكريين على الحكم.

وقال كراولي ان كلينتون «تساءلت في كل بساطة عن العلاقة بين بعض عناصر النظام، والحرس الثوري»، مضيفاً: «طالما هناك قادة في ايران يشعرون بأنهم مسؤولون عن الشعب وأمام الشعب، عليهم ان يكونوا في المقدمة». وأشار كراولي الى ان كلينتون التقت في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، نظيرها الصيني يانغ جيشي، لتأكيد أهمية العقوبات في دفع ايران الى التفاوض حول برنامجها النووي. في غضون ذلك، أعلن بن رودس نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، ان الرئيس باراك أوباما سيؤكد لإيران في خطابه امام الأمم المتحدة هذا الأسبوع، ان ثمن برنامجها لتخصيب اليورانيوم سيتصاعد، إذا لم تذعن لالتزاماتها الدولية.

وقال: «الباب مفتوح امام (الايرانيين)، لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ومع المجتمع الدولي. لكن العبور من ذلك الباب يتطلب من ايران ان تثبت التزامها في إظهار سلامة نياتها في برنامجها النووي، وأن تفي بالتزاماتها للمجتمع الدولي». وأضاف: «الثمن الذي ستدفعه ايران، أكبر مما تتوقعه في ما يتعلق بالعقوبات». يأتي ذلك بعد تأكيد أوباما أن «حرباً بين اسرائيل وإيران او خيارات عسكرية، لن تكون الحلّ المثالي» للأزمة النووية مع طهران. واستدرك قائلاً: «لكننا نبقي جميع الخيارات على الطاولة». وأضاف: «نحن مستمرون في الانفتاح على الحلول الديبلوماسية، لتسوية هذه (المشكلة)».

الى ذلك، ندد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بـ «صمت وسائل الإعلام» عن قضية تيريزا لويس، الاميركية التي تعاني إعاقة عقلية وستُعدم غداً في ولاية فرجينيا، لمساعدتها عشيقها في قتل زوجها ونجله، مقارناً وضعها بوضع الايرانية سكينة محمد اشتياني التي حُكمت بالإعدام رجماً لاتهامها بالزنى والتواطؤ في قتل زوجها.

وقال خلال لقائه شخصيات ورجال دين مسلمين في نيويورك: «هناك سيدة ستُعدم في الولايات المتحدة، لكن أحداً لا يعترض». وأضاف: «نُشرت 3.7 مليون صفحة على الانترنت عن الايرانية (اشتياني) التي لا يزال ملفها قيد الدرس، وثمة حملة إعلامية واسعة ضد ايران. لكن أحداً لم يعترض على إعدام السيدة لويس». ولفت الى ان «53 امرأة ينتظرن إعدامهن في الولايات المتحدة».

ورفضت واشنطن فكرة تبادل معتقلين مع طهران، بعدما طلب نجاد الافراج عن 8 ايرانيين يقول انهم «محتجزون في شكل غير قانوني في الولايات المتحدة»، فيما تعتقل ايران منذ تموز (يوليو) 2009 الاميركيين شاين باور وجوش فتال، بعد إطلاق رفيقتهما ساره شورد الاسبوع الماضي. واتُهم الثلاثة بدخول الاراضي الايرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر: «ما يمكننا قوله هو ان لا مقارنة ممكنة بين أفراد اتُهموا او حُكم عليهم في اطار محاكمة، وبين متنزهين عبروا الحدود غير الواضحة ولم تُوجّه اليهم اتهامات بعد».

 (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2010)


الجيش الإسرائيلي يبني أنفاقاً موازية لأنفاق «حزب الله» ويكشف خطط المواجهة المقبلة


القدس المحتلة – آمال شحادة ليس بالذخيرة الحية فقط يكثّف الجيش الإسرائيلي تدريباته هذه الأيام. فانطلاقاً من قناعة عسكريين وأمنيين، وكما أكّد قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي سامي تورجمان، بأن حرباً قريبة ستشتعل في المنطقة بين إسرائيل والأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط، أي «حزب الله» وسورية و «حماس»، حدّث الجيش نوعية تدريباته، براً وبحراً وجواً. ووضع الى جانب التدريبات بالذخيرة الحية سلسلة تدريبات نوعية أبرزها تدريب وحدات خاصة على ما سماها «حرب عصابات داخل الأنفاق».

وفي خطوة لم يقدم عليها الجيش حتى تجاه الفلسطينيين الذين يقلقون الإسرائيليين بنشاطاتهم المكثفة في الأنفاق، حفر أنفاقا على مساحة طويلة وبعمق عشرين متراً تحت الأرض على الأقل، وزودها بمختلف الوسائل والمعدات الشبيهة بتلك التي تدعي تقارير استخبارية اسرائيلية بأن «حزب الله» أقامها في الجنوب اللبناني، والتي – بحسب تلك التقارير – «أكبر بعشرات المرات من تلك التي استخدمها الحزب خلال حرب تموز» وبأن هذه الأنفاق تمتد على مساحة شاسعة في 160 قرية شيعية.

وحاول الجيش الإسرائيلي بتقسيمه وهندسته هذه الأنفاق ان يضع وحدات الجيش أمام وضعية هي الأقرب لحقيقة الأنفاق التي يضعها الإسرائيليون في تقاريرهم لاستعدادات «حزب الله» للمواجهات مع اسرائيل. وقد تعمد الحديث عن هذه التدريبات وتفاصيلها بصراحة بالغة وذكر تفاصيل عدة حولها، وكأنه يوصل بذلك رسالة الى «حزب الله» من خلال الإعلام الإسرائيلي.

داخل الأنفاق وضع الجيش في مساحة غير قليلة معدات وأجهزة الكترونية للتنصت والاتصالات الهاتفية، وتتوقع الأجهزة الأمنية أن «يكون حزب الله» قد طور شبكته لتفوق بقدرة عملها ونجاحها تلك التي استخدمها في حرب تموز، أضعاف المرات. ويرى الجيش الإسرائيلي ان عناصر «حزب الله» ستعتمد إعداد المفاجآت ونصب الكمائن في الحرب المقبلة.

وفي مثل هذه الأجواء خاض الجيش تدريبات الأنفاق فوضع بين المسافة والأخرى نافذة صغيرة نصفها مفتوح والآخر مغلق. وكما يقول حاييم دان، نائب قائد مدرسة «حرب العصابات» في قيادة الشمال، فإن «حزب الله» يضع مثل هذه الستائر ككمين لقواتنا في محاولة منه لتصعيب مهمة الجيش في ملاحقة مقاتليه وفي المقابل تتيح مثل هذه الستائر أو النوافذ الإمكانية أمام عناصر «حزب الله» للاختفاء من وجه الجيش لدى اقتحامه هذه الأنفاق، على حد قول حاييم دان.

ويضيف غابي اليميلخ، قائد قسم التدريبات في وحدة «غيفي»، التي تشارك في هذه التدريبات، انها «تدريبات على حرب الأنفاق ستساعد الجيش على التفوق». ويضيف: «الأنفاق التي سنضطر الى اقتحامها في حال وقوع مواجهات مع حزب الله، هي مواقع أقامها عناصر الحزب وهم يعرفونها جيداً لأنهم بنوها. وهذا يجعل دخولنا اليها كالضيوف تماماً لدى حزب الله أثناء المواجهات. وهذا امر غير مريح واذا لم نتدرب على معرفة وضعية مثل هذه الأنفاق ومواقع المواجهة فإن تنفيذ مهمتنا سيكون صعباً لذا، نحن نتدرب جيداً على احتمال حرب الأنفاق لأن هذه التدريبات كفيلة بأن تجلب لنا التفوق وتحقيق الهدف».

توقعات الجيش الاسرائيلي ان يتواجد في كل موقع داخل الأنفاق ما لا يقل عن 15 عنصراً من «حزب الله»، مزودين بمختلف المعدات الحربية المتطورة والحاجات الضرورية والطعام والشراب بما يساعدهم على الصمود والبقاء لمدة شهر على الأقل داخل الأنفاق. وبناء على هذه التوقعات اعد الجيش خطة التدريبات واستخدم فيها جهاز «الاي بو» وهو واحد من اجهزة الكترونية متطورة استحدثها الجيش الإسرائيلي بعد حرب تموز وطورها بعد حرب غزة الأخيرة في محاولة منه لمنع مفاجأة الجيش داخل الكمائن والمخابئ ، كما حصل معه في الحربين المذكورتين وكلّفته ثمناً باهظاً.

و «الاي بول» وهو جهاز على شكل كرة يمكن رميه الى داخل الأنفاق او المخابئ ومن شدة صغر حجمه لا يكون سهلاً على المقاتل مشاهدته. يحتوي الجهاز على معدات لاقطة للصوت والصورة. فبعد أن يرميه الجندي الى المكان المقرر أن تدخله الوحدة لمواجهة المقاتلين، ينقل الجهاز الى الحاسوب الذي يحمله الجندي صورة عن الموقع من الداخل والحديث الذي يدور بين المقاتلين. وهذا، بحسب الجيش، يساعد في شكل كبير الوحدة العسكرية على معرفة ما قد تواجهه في الداخل. وبناء على معطيات هذا الجهاز يقرر قائد الوحدة كيفية إدارة المواجهة مع المقاتلين داخل النفق او المخابئ.

وضمن محاكاة عنصر المفاجأة والكمائن في المواجهات المقبلة أقام الجيش نموذجاً للقرية اللبنانية بُني استخلاصاً من حرب تموز والصورة التي رسمتها الوحدات العسكرية التي خاضت المعارك أمام عناصر «حزب الله». أما في سلاح البحرية فقد استحدث الجيش سفينة من دون ركاب أطلق عليها اسم «ستينج ريي» ويتم التحكم بها عبر أجهزة إلكترونية من داخل مراكز المراقبة. وبحسب الجيش الإسرائيلي فهي مزودة بأجهزة إلكترونية ومعدات حربية وكاميرات ورادارات مراقبة في الليل والنهار الى جانب اجهزة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية. السفينة، والى جانب امكان تنفيذها المهمة وحدها يمكن استخدامها أيضاً الى جانب سفن أخرى تشارك حالياً سلاح البحرية في تدريباته العسكرية.

وعلى رغم التقارير الاستخبارية للجيش التي تعترف ضمناً بالقدرات الفائقة لـ «حزب الله» والتي طورها في شكل كبير خلال السنوات الأربع الاخيرة، اختار تورجمان سياسة التهديد بقوله: «ان جيشنا يمتلك قدرات قتالية واسلحة متطورة لا يعرفها أعداؤنا بعد. فهم لا يعرفون كفاءاتنا في القتال المباشر وآن الأوان لأن يتعرفوا إليها حتى يتوقفوا عن إطلاق تصريحاتهم التي يوهمون فيها أنفسهم بالقدرة على هزيمتنا»، بحسب قوله.

معدات الكترونية ومركبات

تنفيذ عملية اختطاف بعد تسلل عبر الحدود الشمالية – واحد من الاحتمالات التي يرى الجيش الإسـرائيلي انها قد تـشعـل المنـطـقة مـن جـديـد. و «اقتلاع الـشـجرة» الـتـي قـام بـهـا الـجـيـش الإسرائيلي مطـلع الـشهر الـمـاضي بـالـقـرب مـن بـلدة عـديـسـة وكادت تؤدي الى تدهور عسكري كبير في المنطقة، جاء تعبيراً عن تلك المخاوف. ويعمل الجيش على تنظيف المنطقة المحاذية للحدود لضمان عملية المراقبة التي يقوم بها على مدار اليوم ويكثفها خلال الفترة الأخيرة مستخدماً الى جانب دورياته اجهزة الكترونية حـديثة وضـعـهـا عـلـى مـسـافـات طويلة في منطقة الحدود وتضمن المراقبة ونقل صور لتحركات اللبنانيين في الجهة الأخرى المحاذية للحدود.

وضمن محاولاته لمنع تنفيذ الاختطاف استبدل الجيش في مناطق عدة عند الحدود مركبات جيشه ودورياته بمركبات غير مأهولة بالركاب أطلق عليها اسم «كربان بايلوت» تضم معدات متطورة وأجهزة رادار قادرة على استهداف فوري للهدف وإطلاق النار، كما يؤكد الجيش. وكما يقول ايرز بيلد، مدير عام شركة غيونس للصناعات العسكرية والإلكترونية، فإن المركبة تحتوي على جهاز قادر أيضاً على جمع معلومات دقيقة، وفي الرادار مجسات تقوم بالمهمة التي يقوم بها الجنود، والأهم انه يضمن للجيش تحقيق الهدف، على حد قوله.

وعلى رغم ان معدي هذه المركبات يؤكدون قدرتها على جمع المعلومات الدقيقة الا ان الجيش يكثف من نشاط كتيبة «869» لجمع المعلومات. وتعمل الكتيبة في شكل سري على طول الحدود الشمالية وقد زودها الجيش بمختلف الوسائل التقنية المحكمة وتركز نشاطها في كشف ومراقبة مراكز «حزب الله» الى جانب رصد الحدود لمنع حدوث أعمال تسلل إلى داخل المنطقة الإسرائيلية. وضمن استعداد الجيش لمواجهات مع «حزب الله» يتم تدريب هذه الوحدة ايضاً على كيفية ضبط عناصر «حزب الله»، حيث يتقمص بعض الجنود دور عناصر الحزب لتكون مهمة بقية الوحدة المشاركين في التدريب كشف هؤلاء العناصر وإحباط العملية التي ينوون تنفيذها.

وضمن التدريبات يسير عناصر الوحدة لمسافات طويلة وهم يحملون أوزاناً تصل حمولة الواحدة منها الى حوالى اربعين في المئة من وزن الجندي الذي سيحملها.

وفي وضعه سيناريواتِ المواجهات المتوقعة يتناول الجيش في أبحاثه تقرير معهد كارنيغي الاميركي الذي يتحدث عن تصاعد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين الحزب وإسرائيل بعد ورود تقارير عن نقل صواريخ متطورة الى الحزب. وبحسب معدي التقرير فإن «حزب الله» يستعد في شكل مكثف لمثل هذا السيناريو ببناء الدفاعات وحفر الخنادق وتجميع ترسانة صاروخية قوية».  

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

18 septembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2310 du 18.09.2006  archives : www.tunisnews.net CCTE: Appel à l’aide pour

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.