(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
في سجن صفاقس
سليم بوخذير يتعرض لمضايقات بالجملة
متابعات إخبارية كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! : محرز الهمامي يحاكم معاقا ذهنيا بتهمة .. تزعم خلية إرهابية ..!
” قضية سليمان ” : بعد المتهمين ، …الدور على المحامين ..!
علمت الجمعية أن إدارة أمن الدولة و إدارة سجن المرناقية سيئ الذكر تمارسانضغوطا على المحكومين في القضية عدد 4/14502 المعروفة بـ ” قضية سليمان ” لإجبارهم على التخلي عن تكليف المحامين الموصوفين بـ ” المعارضين ” و لطلب العفو في مقابل تخفيف الأحكام ، فقد تم جلب مخلص عمار ( المحكوم بالسجن المؤبد ) إلى مقر إدارة أمن الدولة يوم الثلاثاء 01 جانفي 2008 حيث وُعد بتخفيف الحكم الصادر ضده إذا ” أحسن التصرف ” ، كما تم نقل عماد بن عامر ) المحكوم بالإعدام من سجن برج العامري إلى سجن المرناقية سيئ الذكر و أودع في زنزانة ضيقة تفتقر لأبسط المرافق الضرورية صحبة صابر الراقوبي ( المحكوم بالإعدام أيضا ) في مخالفة صارخة لقانون السجون المؤرخ في 4 نوفمبر 1988 الذي ينص في فصله العاشر على أنه : ” يمكن إذا اقتضت مصلحة التحقيق ذلك أو أمن و سلامة السجين عزله في غرفة تتوفر فيها الضروريات الأساسية و الصحية على أنه إن تعذر عزله منفردا يمنع جمع سجينين في غرفة واحدة ” . و الجمعية إذ تندد بالضغوطات المسلطة على المحكومين عقابا لهم على ما أبدوه من تمسك بالمحاكمة العادلة و فضح للتعذيب المسلط عليهم ( في محلات الداخلية و في زنزانات سجن المرناقية ) ، فإنها تعتبر أن حملة التشويه التي يقوم بها أعوان البوليس السياسي و إدارة سجن المرناقية ضد هيئة الدفاع هي محاولة لطمس الخروقات الفادحة التي شابت القضية في كامل أطوارها و رغبة مفضوحة في إسكات الأصوات المنددة بالتعذيب و بالمحاكمات الظالمة . كما تعتبر الجمعية أن ما قام به بعض المحامين المسخرين ( من أنصار السلطة ) من تحد لقرار عميد المحامين و هيئة الدفاع بالإنسحاب ، و إصرارهم على نيابة بعض المتهمين رغما عنهم و ضد مصلحتهم ، يشكل مساسا خطيرا بشرف المهنةو تعديا على هياكلها الشرعية الممثلة .
عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلوالبوليس السياسي ، و عبد الكريم الهاروني .. متى تنتهى المضايقات ..!
قام عونان من البوليس السياسي أحدهما يعود بالنظر لإقليم تونس و الثاني لإدارة أمن الدولة بـ ” زيارة ” منزل السجين السياسي السابق عبد الكريم الهاروني ، و قد تعللا بإجراء بطاقة إرشادات حول العائلة ..! محاولين دخول المنزل و قد تصدت لهما هند شقيقة عبد الكريم الهاروني مطالبة إياهما بالإستظهار بإذن قضائي رافضة الإجابة عن أسئلتهما و بعد محاولات دامت حوالي ربع الساعة لم يجدا بدا من الإنصراف . إن الجمعية ترى الإمعان في سياسة المضايقة المتواصلة للمسرحين و محاصرة عائلاتهم بالزيارات البوليسية اليومية دليلا على انعدام الرغبة في طي صفحة المحاكمات الظالمة و ما صحبها من تعذيب و انتهاكات لحقوق الإنسان ، و تدعو جميع المنظمات و الجمعيات المستقلة للتنديد بهذه الهرسلة التي لا تعرف حدودا و لا تستثني أحدا .
من جديد .. اختطافات في و لاية بنزرت ..!
قام أشخاص يرتدون الزي المدني يعتقد أنهم من أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 28 ديسمبر2007 بإختطاف السيدين محمد أمين الملاخ و فتحي بن عبد الجبار بالرايس القاطنين بمدينة رأس الجبل ومنذ ذلك التاريخ وعائلتا تجهلان مصير ابنيهما و لم تفلح كل محاولاتهما في الوصول إلى أي معلومة عن مكان وجودهما . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي نددت باستمرار بسياسة الإختطاف التي تعتبر جريمة بالمقاييس الوطنية و الدولية تحمل السلطات الأمنية مسؤولية تعرض الشابين لأي أذى وتدعوها إلى الكشف فوراً عن محل إيقافهما وإطلاق سراحهما .
عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين نائب رئيــس الجمعية الأستاذ عبد الوماب معطر
من أجل حملة دولية ..لإنقاذ نورة الهاشمون..!
تونس: الحكومة تمتنع عن إصدار جواز سفر لممثل عن لجنة حماية الصحفيين
تونس تعلن تهريب أسطول سيارات باتجاه معاقل «القاعدة»
حزب تونسي معارض ينتقد حكم الإعدام الصادر بحق إسلاميين سلفيين
السلطة والمعارضة تتبادلان الاتهامات حول استمرار أزمة الرابطة
تراجع عدد السياح الالمان الى تونس بنسبة 6.3 بالمئة في 11 شهرا
آلات الدمار الشامل الثلاث والحصاة الصغيرة
تونس: ترحيل الانفراج السياسي إلى 2008؟
حوار مع الصحفي عبد الله الزواري القيادي الإسلامي المنفي في وطنه
الجزء الثاني
متى تقرع أجراس وعود السلطة لمتضرري الانزلاقات الارضية ببني محمد بلطة بوعوان؟
رسالة إلى الطلاب المتدينين في تونس بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي
بسم الله الرحمن الرحيم لندن: 2 جانفي 2008
أرجوكم يا إخوتي: فكروا جيدا في الخيار الثالث إلى كل من تصله هذه الرسالة من الطلبة المتدينين في الجامعات التونسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أكتب إليكم بدافع الحب والنصيحة وقياما بالواجب الشرعي الذي أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: الدين النصيحة، وبين أن النصيحة واجب لأئمة المسلمين وعامتهم. تحديات ضخمة لاشك أنكم مدركون للتحديات الضخمة والصعوبات الجمة التي يواجهها أكثر الطلاب المتدينين إذا فكروا في الدخول في حلبة العمل السياسي في تونس. فهم إذا ما تعاطفوا مع أي حركة إسلامية سياسية غير معترف بها، أصبحوا تحت طائلة القانون الذي يجرم الإنتماء لجمعيات سياسية غير مرخص بها. وإذا ما انحازوا لما يسمى اليوم بالتيارات السلفية المتشددة، أصبحوا أيضا في دائرة الشك وتحت طائلة المراقبة لمدرسة دينية متهمة بتبرير العنف والإرهاب. وفي حالة تبني هذا الخيار الثاني بشكل خاص، ما أسهل أن يتحول الطالب من دون أن يشعر لأداة تخريب للأمن الوطني لبلده، ومتورطا في أعمال إرهابية يرفضها الشرع والمجتمع والعالم بأسره. هذان الخياران إذن يقودان للمواجهة مع السلطة، ويضعان كل طالب في دائرة الإتهام والمراقبة، وغالبا ما يقودان للسجن أو المنفى. ميزان الشرع لا ميزان العواطف أعلم أن الملتزمين منكم بهذا الخيار أو ذاك لا يعبأون بالسجن أو المنفى ومستعدون لتقديم كل التضحيات من أجل مبادئهم وأفكارهم. ولكن السؤال الذي ينبغي على كل واحد منكم أن يجيب عليه: هل تؤدي هذه التضحيات لخدمة الإسلام والوطن؟ أرجوكم لا تتسرعوا في الإجابة. لندرس الأمر بميزان الشرع وبعيدا عن العواطف. فخيار العمل الحركي المعتدل، غير المعترف به، لم يحقق الكثير من المكاسب، ولم يصل لتفاهم مقبول مع السلطة. والملتزمون بهذا الخيار أصبحوا خارج دائرة الفعل والتأثير في المجتمع. أما الخيار السلفي المتشدد، فمنبوذ من أكثر المعتدلين في تونس وفي العالم، وأكثر من يتصدى له علماء المملكة العربية السعودية الذين تنسب إليهم المدرسة السلفية. أيها الإخوة الأعزاء: ليس الإنتماء لهذا المنهج أو ذلك واجبا شرعيا. ثقوا من هذا الأمر. وإنني أكتب لكم بعد دراسة هذا الأمر من الناحية الشرعية أولا، ثم من الناحية الوطنية والسياسية. الإنتماء للخيار الحركي غير المعترف به، أو الخيار السلفي المتشدد، ينبني في الغالب على اعتبار السلطة عدوا للإسلام، واعتبار الحزب الحاكم في تونس عدوا للإسلام. لكن هذا غير صحيح تماما. الحزب الحاكم حزب إسلامي إذا تأملتم بموضوعية وإنصاف، فستجدون أن حكومتنا مسلمة، وأن حزب الشيخ الثعالبي والزعيم بورقيبة والرئيس بن علي حزب إسلامي وطني. من هو الحزب الذي قاد حركة التحرر الوطني من الإستعمار الفرنسي وحقق لتونس حريتها واستقلالها؟ إنه الحزب الدستوري. من هو الحزب الذي بنى دولة الإستقلال، وأنشأ المدارس والجامعات والمستشفيات، وبنى الجسور والطرقات، وحمى البلاد وأمنها من كيد الطامعين والمعتدين؟ انظروا حولكم إلى دول شقيقة دخلها السنوي من النفط والغاز يقرب من مائة مليار دولار. ومع ذلك، فإن مرتب المعلم التونسي في المدارس الإبتدائية أعلى من مرتب الأستاذ الجامعي في تلك الدول. لمن الفضل في هذه الإنجازات بعد الله عز وجل؟ إنه للحزب الدستوري. انتبهوا إلى عدد المساجد التي بنيت منذ الإستقلال، ثم منذ السابع من نوفمبر. انتبهوا إلى القيمة الرمزية لبناء أول جامع في قرطاج. والأمر بتلاوة كتاب الله في جامع الزيتونة على مدار الساعة. وتأسيس أول إذاعة للقرآن الكريم في بلادنا منذ الإستقلال، وتخصيص مصلى في قصر الرئاسة بقرطاج يؤدي فيه رئيس الدولة صلواته اليومية. رئيس الدولة ليس شيوعيا متشددا معاديا للدين. إنه تونسي مسلم حاج يؤدي فروضه الدينية ويربي أبناءه على التدين. ووزيره الأول رجل متدين، والأكثرية الساحقة من مساعديه في أجهزة الدولة متدينون، لأن الحزب الحاكم هو حزب وطني إسلامي منذ تأسيسه عام 1919 ميلادية. أمر الحجاب أما أمر الحجاب فميسور معالجته بروح المحبة والنصيحة إن شاء الله، وقد بين وزير العدل، ثم وزير الوظيفة من بعده، قبل أسابيع قليلة، أن الحكومة تعترض على نمط معين من الحجاب لا على المبدأ نفسه، وأن السفساري مقبول ولا اعتراض عليه، وأي زي تقليدي تونسي مشابه. بروح المحبة والنصيحة، يقبل هذا الجواب كنقطة بداية، ونسعى جميعا لترفع الحكومة قريبا إن شاء الله كل القيود على ارتداء الحجاب وتقبل بحكم المحكمة الإدارية الذي صدر أخيرا بخصوص هذا الأمر وتتخلى عن استئنافه. والأداء الإقتصادي لحكومتنا، رغم كل المؤاخذات الممكنة، أفضل من الأداء الإقتصادي لأكثر البلدان العربية والأفريقية. ومع ذلك كله، فحكومتنا لا تدعي الكمال، وهي تعلن مراهنتها على الأجيال الجديدة، على الشباب، لتحسين الأداء، وتعلن التزامها باستشارة الشبان التونسيين حول مستقبل بلادهم. لماذا الإصرار على عداوة الحكومة؟ أسألكم بحق الرابطة الإسلامية الوطنية التي تجمع بيني وبينكم: لماذا تقطعون ما بينكم وبين الحكومة من حبال الوصل، وتختارون نهج العدواة للحزب الحاكم؟ وإذا اخترتم هذا النهج، فلم تلومون على السلطة أن تعاملكم كخصوم ومصدر خطر، وأن ترصدكم، وتضع أسماءكم في سجلات المشتبه لهم، وتعاملكم على هذا الأساس؟ لماذا تطلبون من الحكومة أن تعاملكم كأصدقاء وحلفاء وأنتم تنظّرون للعدواة معها على أساس ديني ووطني؟ أنصفوا الحكومة وأنصفوا أنفسكم. انظروا مثلا كيف تعاملت حكومات تنتسب لمدارس حركية إسلامية، سنية وشيعية، مغ مخالفيها في الرأي عندما وصلت إلى الحكم وتولت مقاليد السلطة. ادرسوا منهاج علماء أهل السنة اقرأوا ما كتبه أشهر علماء أهل السنة عن النهج الشرعي الأمثل في التعامل مع ولاة الأمر في المجتمعات الإسلامية، وستجدون أن ما أنصحكم به هو تكرار لعصارة تجارب أشهر علماء الأمة وأكثرهم حرصا وغيرة على شعائر الدين، بمن فيهم الأئمة مالك وأبو حنيفة وأحمد والشافعي. أما النهج الحالي، في معاداة السلطة، فلن يخدم الدين. وهو نهج يخالف القانون المعمول به في البلاد، وسيقود الأكثرية منكم إلى السجن أو المنفى. وسيمنعكم من تولي وظائف في الدولة مستقبلا. وسيقصر فرص التأثير الإيجابي في الحياة العامة على مخالفيكم في الرأي، لأن الطبيعة كما تعلمون طبعا لا تقبل الفراغ. ما البديل إذن؟ حان وقت طرح البدائل. وأنصحكم بواحد من ثلاثة خيارات: 1 ـ اجعلوا الأولوية المطلقة لطلب العلم، والنجاح في دراستكم الجامعية بأعلى الدرجات، لأن تلك هي مهمتكم الرئيسة الأولى والأهم في الجامعة. وآباؤكم ينفقون من ضرائبهم العامة على الجامعات التي تدرسون فيها لأن العلم نور، ولأنه مفتاح تقدم الفرد والأمة. وعندما تنجحون بتفوق، ستفتح لكم أبواب الدراسات العليا، وأبواب الوظائف المجزية ماديا ومعنويا. وعندما تكونون أفرادا ناجحين في المجتمع، فإن حالكم وحده يكون من أفضل وسائل الدعوة، ليحتذي بكم من حولكم من الجيران والأقارب والأصدقاء. 2 ـ من كان منكم راغبا ومستطيعا فليتفرغ لطلب العلوم الشرعية من مصادرها الصحيحة، وليصبر على طلب العلم، وليضع في ذهنه هدف المساهمة في إثراء حركة التجديد والإجتهاد في الفقه الإسلامي المعاصر، والمساهمة في مواجهة التأويلات المتشددة والمنحرفة للإسلام في الساحة الفكرية الإسلامية المعاصرة. واعلموا أن التفوق في العلم الشرعي لا يلتقي بسهولة ولا يتواءم في الغالب الأعم مع التحزب السياسي. أفضل للعالم أن يكون محايدا مستقلا، ويخاطب بعلمه أبناء الأمة كلها من يساريين ويمينيين، ومحافظين وتقدميين، واشتراكيين وليبراليين. 3 ـ من كان منكم مولعا بالسياسة، ميالا لخدمة وطنه من بوابة العمل الحزبي، فليبادر إلى الإنتماء لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي. هذا حزب الحركة الوطنية، وحزب الإستقلال، وحزب بناء الدولة المستقلة. هذا حزب إسلامي وطني. ساهموا بنشاط في هياكله الطلابية والشبابية. تعرفوا من خلاله على التحديات التي تواجه بلادنا. ساهموا في خدمة المجتمع من خلال المبادرات التطوعية التي ينظمها هذا الحزب. ولا يكن هدفكم أن تحولوا الحزب لحركة حزبية إسلامية، فإن التجارب المعاصرة في كثير من المجتمعات الإسلامية بينت أن مضار الأحزاب الحركية الإسلامية أكثر من منافعها. وأفضل للإسلام أن يرتبط بجمهور الأمة، بدل أن يكون خيارا لحزب صغير من الأحزاب. حمية الشباب مع الحكمة إن حمية الشباب مطلوبة ومفيدة لبلادنا، بشرط واحد، هو أن توجه إلى الإتجاه الصحيح، الذي يخدم الإسلام والوطن الغالي ومبادئ الحرية والديمقراطية. وإذا أردتم أن تكونوا من المساهمين في خدمة الإسلام والوطن الغالي ومبادئ الحرية والديمقراطية، بدل تبديد شبابكم وأعماركم في السجون والمنافي وقيود المراقبة الإدارية، ففكروا جيدا فيما نصحتكم به. أرجوكم ألا تصدقوا أي شخص يشككم في دوافع هذه النصيحة. فقد أكون مصيبا أو مخطئا، لكنني كتبتها بدافع الحب لكم، ودافع أداء الواجب الشرعي بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم. كتبتها أبتغي بها وجه الله عز وجل، ووالله ما طلبها مني مسؤول في السلطة أو الحزب الحاكم، ولا اطلع عليها واحد منهم قبل نشرها، ولا ناقشتها مع أحد منهم. إنما هي نصيحة تعتمل في صدري وعقلي منذ فترة، وترددت في نشرها لأنني واثق أن بعض المزايدين سيتخذونها ذريعة للنيل مني والإساءة إليّ. لكنني قررت المضي قدما في تدوينها ونشرها، مقتنعا بفحواها وجدوى نشرها، محتسبا عند العزيز الرحيم ما قد تسببه لي من أذى. أرجوكم أن تدرسوا نصيحتي هذه جيدا. وأناشد من تصله منكم أن يبلغها لآخرين لم يسمعوا بها. أخيرا، أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم أيها الإخوة الأعزاء ويحفظكم وينفع بكم. وأسأله تعالى بأسمائه الحسنى كلها وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يأخذ بأيدينا إلى الحق وإلى صراطه المستقيم، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وفعل الخير والعمل الصالح، وأن يحفظ بلادنا الغالية، ويبارك في أهلها، ويرزقها من بركات السماوات والأرض، وأن يبارك في ولي أمرنا الرئيس زين العابدين بن علي ويوفقه ويسدد خطاه، ويعينه على إعلاء شعائر الدين، وخدمة الإسلام والمسلمين، ورفع راية الوطن الغالي في العالمين، وأن يرزقه البطانة الصالحة، التي تعينه على الخير وتدله عليه. إنه سميع مجيب. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. آمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صيحة إعلامية : ” إلى أين نحن ذاهبون يا أبناء مهنتي؟ “
إلى مواطنينا في ليبيا إحذروا البنك العربي لتونس ATB رد على مقال
بسم الله الرحمان الرّحيم
هل نحن ذاهبون نحو التصعيد و زيادة الاقصاء
أو الانفراج و المشاركة؟
كيف تحقيق المصالحة الوطنية و الحوار الوطني
“قل هذه سبيلي ادعو على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله”(سورة يوسف 108)
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 2 جانفي 2008
كيف نتفادى التصعيد في الحياة السياسية .
في بداية السنة الادارية 2007 ابتليت البلاد بأحداث عرفت ب”احداث سليمان” التي وقعت في تعتيم اعلامي كبير وهو الذي طبعت بها المواجهات. مما فتح المجال للتنبؤ وللاشاعات مع الملاحظ بان عمل هذه المجموعات نال بالبحث من قبيل الكثيرمن المراقبين الاجانب لهذه المجموعات القتالية و هم يجمعون على ان هذه المجموعات الصغيرة في العدد تستعمل أحدث مناهج القتال ووسائله اضافة الى ذلك انها توسع تجاربها وخبرتها الفنية بفضل امتداداتها الدولية.
و مع نهاية السنة اصدرت المحكمة الابتدائية بتونس يوم 30 ديسمبر 2007 حكمها في حق “مجموعة سليمان” القضية رقم 75910- 10. احكام قاسية التي وصلت الى الاعدام في حقّ اثنين من 31 عنصر من هذه المجموعة و التي تتراوح اعماهم بين 24 و 36 سنة والمعتقلين في الفترة ما بين النصف الثاني من شهر ديسمبر 2006 و بداية شهر جانفي من سنة 2007.
ان بعض المصادر تقول أن هذه المجموعة ليست المجموعة الاولى ولكنها المجموعة التي بلغ خبرها للعموم والتي كادت ان تنفذ خططها . وهذا يعني ان هذه المجموعة نجحت في اختراق خط دفاعي امني كان من المفروض ان لا يخترق بحسب الخطة الامنية التي تعمل بها السلطة في تونس.
وهذا يعني كذلك ان مثل الامر قد يتكرر و يبدو ان السلطة مدركة لذلك، ولعل هذا ما يفسر توسيعها لمجالات الاعتقال وشدة التعذيب. والواضح ان السلطة مدركة ان المسالة مسالة وقت. ان هذه الاحداث التي ادت لموت 12عنصر من الشباب وكذلك عدد من قوات الجيش والامن بتكتّم كامل و دون أي تحقيق. وبعد عشر ايام من الاحداث اعلن النظام انه سيطر عليها وكأن موضوع هذه المجموعة قد انتهى.
ولقد شهدت هذه المحاكمة ولأول مرة في تاريخ القضاء التونسي الاعتداء بالضرب المبرح على المتهمين داخل قاعة الجلسة بأمر من رئيس الجلسة وأمام الجميع من محامين وأهالي المتهمين والمراقبين، لأن احد المحاكمين قد رفع صوته بالقاعة قائلا:” الله ولينا ولا ولي لكم”.
ويؤكد معظم هؤلاء الشباب تعرّضهم لتعذيب وحشي بمقرات وزارة الداخلية حيث يجري استنطاق كل المتهمين بالإرهاب وفقا لقانون 10 ديسمبر 2003 الذي يحمل عنوان “دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال”.
و قد اورد مراسل روترز ان القاضي محرز الهمامي اصدرحكمه باعدام اثنين من الاسلاميين هما صابر الرجوبي وعماد بن عامر بتهم الانضمام لتنظيم ارهابي وحث السكان على العصيان المسلح والقتل بالتراب التونسي.
وصدر الحكم بالمؤبد على ثمانية اخرين و هم الصحبي النصري وفتحي الصالحي ووائل العمامي ومحمد باللطيفة وعلي العرفاوي ورمزي العيفي واسامة عبادي ومخلص عمارو بالسجن لمدة 30 عاما على سبعة متهمين بينما حكم على بقية المجموعة بالسجن فترات بين20 وخمسةأعوام.
وبعد النطق بالحكم قال المتهمون “الحمد لله” قبل ان يسجدوا على الارض. مع العلم ان الكثيرمن المراقبين الاجانب لهؤلاء الشباب من المجموعات القتالية يجمعون على ان هذه المجموعات الصغيرة في العدد تستعمل أحدث مناهج القتال ووسائله اضافة الى انها توسع تجاربها وخبرتها الفنية بفضل امتداداتها الدولية. هذا في ما يخص القدرة الفنية للشباب الذي واجه القوات التونسية.
حمل رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مختار الطريفي السلطات الرسمية جزءا من مسؤولية ظهور هذه الجماعات المتطرفة من خلال عدم فتحها باب المشاركة السياسية، وقال: “مما أسهم في تأجيج هذا الفكر المتطرف هو الانغلاق السياسي الذي تتميز به تونس الذي لا يؤدي في النهاية إلا لمثل هذه الأعمال الإرهابية، وقد نبهنا إلى ذلك منذ سنوات، وقلنا بأن الشباب عندما لا يجد إمكانية للتعبير فإنه قد يلجأ إلى هذه الأعمال غير المبررة بكل المقاييس”، على حد تعبيره.
الا ان بعض المصادر تقول أن هذه المجموعة ليست المجموعة الاولى ولكنها المجموعة التي بلغ خبرها للعموم والتي كادت ان تنفذ خططها الا بمبادرة السلطة في الدخول معها في مواجهة مسلحة. وهذا يعني ان هذه المجموعة نجحت في اختراق خط دفاعي امني كان من المفروض ان لا يخترق بحسب الخطة الامنية التي تعمل بها السلطة في تونس.
وهذا يعني كذلك ان مثل الامر قد يتكرر و يبدو ان السلطة مدركة لذلك، ولعل هذا ما يفسر توسيعها لمجالات الاعتقال وشدة التعذيب. والواضح ان السلطة مدركة ان المسالة مسالة وقت. ان هذه الاحداث التي ادت لموت 12عنصر من الشباب وكذلك عدد من قوات الجيش والامن بتكتّم كامل و دون أي تحقيق. وبعد عشر ايام من الاحداث اعلن النظام انه سيطر عليها وكأن موضوع هذه المجموعة انتهى وكتم الاخبار عن عمليات الدفن وهوية المشاركين فيها وضحاياها.
رفع التضييقات على الرّابطة
وقد أعلن الاستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ان لقاءات وقعت بين الهيئة العليا لحقوق الإنسان ومختار الطريفي وان السلطات التونسية رفعت الحصار عن مقرها الرئيسي في العاصمة في بادرة قد تنهي أزمة أثارت اهتمام منظمات حقوقية في العالم منذ اندلاعها في سبتمبر/أيلول 2005.
وصرّحت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها ان اللقاءات تجددت بين المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان ومختار الطريفي رئيس الرابطة، وأعلم الرويسي رئيس الرابطة بأنه يمكنه استغلال المقر المركزي من دون قيود. و نحن اذ نستبشر بمثل هذا الخبرالا اننا نأمل ان لا يتكررّ مثل هذا مستقبلا.
متى ترفع التضييقات على بقية المنظمات المحظورة
مع بداية العام الاداري الجديد 2008 لا يحلو لنا الاحتفال ولا الاكل والشرب واخوان لنا في غياهب السّجون. نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر أسماء المساجين الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين و هم السادة: الصادق شورو- ابراهيم الدريدي – رضا البوكادي – نورالدين العرباوي – عبدالكريم بعلوش – منذر البجاوي – الياس بن رمضان – عبدالنبئ بن رابح – الهادي الغالي – حسين الغضبان – كمال الغضبان – منير الحناشي – بشير اللواتي – محمد نجيب اللواتي – الشاذلي النقاش – وحيد السرايري – بوراوي مخلوف – وصفي الزغلامي – عبدالباسط الصليعي – لطفي الداسي – رضا عيسى – الصادق العكاري – هشام بنور – منير غيث – بشير رمضان نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي فرجا عاجلا قريبا.
هل من منجد لهؤلاءالأموات بلا أكفان و بلا قبور؟
هؤلاء الصامدون المحتسبون الصابرون طوال السنين الطوال‘ نسال الله العلي القدير ان يفرّج عليهم قريبا‘ انه سميع عليم‘ ولا ننسى بقية اخواننا المسرّحين الممنوعين من العمل و من السفر‘ ولا ننسى المشردون في جميع اصقاع العالم‘ نسال الله تعالى ان يجمعنا و اياهم على ارض الخضراء الحبيبة‘.
هذا الوضع الذي وصلنا اليه في تونس الحبيبة هو نتيجة اخطاء ارتكبها بعض الفاعلين في الساحة السياسية التونسية وبعض الاطراف من الوسط الاسلامي غرورا منهم من جهة. وبعض الاطراف من داخل السلطة الذين دفعوا نحوتحويل مقاليد الدولة الى ادارة القمع البوليسي الذي لا يعتمد على الحوارو لا الوفاق بين الفرقاء والشركاء في الوطن.
حتّى ان ننسى لابدّ من التذكير لاصحاب الذاكرة الضعيفة ان تصرّف النظام الجديد في نوفمبر1987 كان قد تصرّف بشكل جيّد مع الاسلاميين وهو ما دفع الاستاذ راشد الغنوشي للإطناب في مدحه. اذ سرّح النظام حوالي 2000 من المساجين السياسيين من بينهم الاستاذ راشد الغنوشي المحكوم عليه بالمؤبّد، و حفظ ما يسمى بقضية “المجموعة الأمنية” او “مجموعة الانقاض الوطني” مثلما يحلو للبعض تسميتها و هي في الحقيقة محاولة انقلابية أقدمت عليها بعض العناصر القريبة من الحركة الإسلامية.
ثم أعلن عفوًا عامًا، ظهر فيما بعد أنه انتقائي، و أعاد المساجين المسرحين إلى وظائفهم و أعمالهم السابقة . و عوّض للمحكومين بالبراءة منهم، ثم منح رخصة قانونية للإتحاد العام التونسي للطلبة و سمي الاستاذ عبد الفتاح مورو، الرجل الثاني في النهضة آنذاك في المجلس الإسلامي الأعلى، و أشرك الاستاذ نورالدين البحيري، في صياغة و التوقيع على الميثاق الوطني الى جانب الأحزاب السياسية القانونية و سمح بالمشاركة بقوائم مستقلة في الانتخابات التشريعية لسنة 1989، و رخص للسيّد حمادي الجبالي لإصدار صحيفة أسبوعية “الفجر” القريبة من الحركة الاسلامية. كل هذه الخطوات كانت ايجابية من الواجب عدم تغافلها او نسيانها.
ولكن في سنة 1990 مع احتلال القوات العراقية لدولة الكويت هذا الموقف الذي سانده الاستاذ راشد الغنوشي ،هو موقف نشاز و لا يقبل به عاقل في صلب الحركة الاسلامية تزامن مع بداية قمع الاسلاميين بشاركة مع و مساعدة و مساندة وقتها من العديد من “الزعماء الديمقراطيين” و “المناضلين الحقوقيين” المعارضين حاليًا وهذا امر لا يجب اغفاله او نسيانه.
وللحقيقة لانّ الحقّ مرّ كما قيل و ” قل الحقّ ولو على نفسك” و الاعتراف بالحقّ فضيلة و بصراحة و للتاريخ على قيادة النهضة آنذاك،أن لا تنسى مسؤوليتها السياسية و الاخلاقية في مبادرتها بمواجهة النظام ، وضمنيّا في مأساة المساجين السياسيين. و صدق الله العظيم اذ قال في سورة فصلت “ من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربّك بضلاّم للعبيد” (فصلت 46) و قال تعالى في سورة الانعام “ .. ولا تكسب كلّ نفس الا عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى ثمّ الى ربّكم مرجعكم فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون ” (الانعام 164) .
و على كل حال، يمكن أن نتفهّم ان من حق النظام أن يدافع عن نفسه و عن المجتمع الذي يتحمّل مسؤولية امنه وضمان الاستقرارفيه. و لكن في إطار الاحترام لحقوق الإنسان، و دون نظام العقوبات الجماعية و تعميم القمع الى الأسر بأكملها وانتهاءا بتدمير المجتمع بأكمله.
و للحقيقة التاريخية ايضا ان النظام لم ينجح فقط في دوام حكمه طيلة عشرين عاما فحسب بل نجح ان يحقّق الاستقرار الاجتماعي. في الوقت الذي فشل خصومه ان يزيحوه او ان يشكّلوا قوّة ضغط ذات بال تجبره على اخذ مطالبهم بعين الاعتبار. وهذا ينطبق على من كانت في الثمانينات القوّة الثانية في البلاد. ان قيادة هذا التنظيم الذي فقد ما كان له عزّ و ريادة و ما بقي له الا تعداد المصابين والمرضى و المعاقين و العاطلين عن العمل. “ ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الادبار و كان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتّعون الا قليلا” (سورة الاحزاب 15- 16).
في حديث صريح” السبيل أونلاين نت ” مع الأستاذ شرطاني بتاريخ 25 ديسمبر المنصرم جوابا لسؤال حول وجوب اجراء اصلاحات من داخل جهاز الحركة الاسلامية من حيث الطاقم القيادي بحيث ضرورة ارجاع القيادة الى دّاخل القطر والعناية بالمسألة التربوية و تغيير الخطاب السياسي تجاه السلطة.
أجاب الاستاذ شرطاني أن الموضوع شائك والحديث فيه يطول … بخصوص حركة النهضة ومشاكلها فإن الأمر في الحقيقة يقتضي إلماما كاملا بكل مشاكله. و الحديث عن الإصلاح يبدو ممكنا من خلال مشاكل الداخل.
أما عن مسألة القيادة،يقول الاستاذ الشرطاني مسألة الشرعية تبقى مهمة فهل أن القيادة بالمهجر تتمتع وفق القوانين المعمول بها داخل الحركة بالشرعية الكاملة فالسؤال مطروح.
وهو يقرّ باحتشام ان القيادة في المهجر يمكن أن يكون مقدوحا في مشروعيتها من الناحية القانونية ، وكيف يمكن أن يكون وضع قيادة الازمة في الداخل في ظروف مازال لم يتوفر فيها الحد الأدنى من أسباب التواصل بين العناصر الفاعلة وبين القواعد التي أصبحنا لا نعلم على وجه اليقين من مازال مع هذه الحركة ومن انقلب عليها .
وإن كان الأصل في القيادة أن تكون بالداخل، إلا أن الوضع مازال لا يسمح بذلك، ولا بد من تهيئة الأوضاع بالداخل حتى يصبح قادرا على إفراز قيادة تتمتع بالحد الأدنى من شرعية التمثيل القاعدي على الأقل.
وهنا يتهرّب من الجزم، فهو يقول فإنه يمكن للقيادة أن تظل بالمهجر حتى تتم تهيئة الظروف المناسبة ليتم تسليم القيادة بسلاسة للداخل، و لكنه لا يقدّم أي سند قانوني لهذه الشرعية المزعومة.
وهنا نختلف معه لاننا نرى وجوب الدعوة لمؤتمر خارق للعادة للحركة بالدّاخل و حتى ذلك الحين فلا يحقّ للقيادة في المهجر الحسم في أي موضوع او عقد أي حلف مع أي جهة سياسية ايا كانت و ليس ثمة أكثر إلحاحا من الملف التربوي الذي لابد من البحث الجاد والسريع في ما يلزم من استعداد وإعداد له .
فلا بد من اعداد العناصر المناسبة في التربية والتكوين، وفي تشييد صرح المجتمع المسلم المنشود وكذلك لابد من الإسراع في ضبط الآليات والوسائل والإمكانيات والعناصر اللازمة للإهتمام بالملف التربوي أولا، وهو الذي من خلاله يطرح الملف الإجتماعي .
وفي الأثناء يجب أن نحافظ على مستوى منخفض من العناية بالملف السياسي والإعلامي ونبتعد عن الإستفزازات بخطاب متوازن مسؤول على قاعدة نحن قوم نقول:”للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت”-
كما هو مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -، مع التمسك بكل الثوابت التي اقرتها مؤسسات الحركة في داخل القطر و هي من ثوابت ديننا، ومع ملازمة الحذر عن أن نفتن عن بعض ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .ّ
مع العلم انني لا الوم الاخوة الذين خرجوا من البلاد هروبا بدينهم و عوائلهم و انما لومي ينحصر على الطاقم القيادي فقط لا غير. هذا الطاقم الذي اختار تأبيد القيادة في المهجر مسؤوليته عظيمة امام الله اولا ثمّ مسؤوليته امام الاجيال اعظم . هذه القيادة ان كانت تتوهّم انها سوف تعود للبلاد غانمة نسيت او تناست ان النضال لا يكون بالوكالة من وراء البحار بل الساحة و مشاركة شعوبهم الآلام و الآمال والجوع والحرمان.
و هنا اذكّر بما حصل في الندوة التي عقدها مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يوم الأربعاء 26/12/2007 تحت عنوان “وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم: قراءة من الداخل”([1]) و قد كانت ندوة ساخنة ومثيرة، و لا سيما عندما قدم ضياء رشوان -رئيس برنامج دراسات الحركات الإسلامية بالمركز- شابا من المنتسبين إلى الجماعة ليحكي تجربته؛ حيث دخل السجن وعمره (14) عاما وأمضى في السجن (16) عاما دون محاكمة مدنية أو عسكرية ليخرج. وقد تجاوز عمره الثلاثين وليواجه المجتمع وضغوطه، وكيف أن المجتمع يخاف من التعامل معه؟، كما أنه لم يعرف فكرة التكفير حتى على الرغم من الأهوال التي تعرض لها في سجنه هو والآلاف من المعتقلين الذين بلغ عددهم ما يقرب من ثلاثين ألف معتقل لم يقدموا إلى أي نوع من المحاكمة وقضت المحاكم بصرف تعويضات عن فترة سجنهم الطويلة. و كذلك تقديم ضياء رشوان لتجربة الشاب في نهاية الندوة التي امتدت لما يقرب ست ساعات يحمل دلالات ثلاث:
الأولى: أن بعض الاتجاهات العلمانية واليسارية، التي تعترض على مراجعة الجهاديين ولا ترى فيها أي قيمة، لا يعرفون شيئا حقيقيا عن هؤلاء الجهاديين وأفكارهم وكيفية تنشئتهم والمظالم والأهوال التي تعرضوا لها في سجنهم، ناهيك عن تأثير الواقع على ظهور أفكارهم، ومن ثم فتلك الاتجاهات تتحدث عن الجهاديين ولسان حالها ينطق بعدم المعرفة من جانب، وبرغبتهم في إبقاء الحالة الإسلامية التي تتمدد في المجتمعات العربية وخاصة مصر في مربع لا تفارقه وهو مربع الإرهاب والعنف لأن ذلك يعطي شرعية للأنظمة المستبدة في قمعها وفي مواجهة الإسلاميين بشتى تنويعاتهم.
الثانية: أن هؤلاء الجهاديين سواء من الجماعة الإسلامية أو تيار الجهاد الذين بلغ عدد معتقليهم أكثر من (30) ألفا ولم يخضعوا لأي محاكمة وقضت المحاكم بصرف تعويضات لهم، تعرضوا لمظالم كبرى تستحق المراجعة من النظام السياسي وقواه الأمنية التي اعتقلت البشر على ما يُشتم من عقولهم ومظهرهم أنهم يحملون أفكارا دينية، دون أن يرتكبوا فعلا يجرمه القانون.
الثالثة: أن هناك دورا مجتمعيا وحكوميا مفقودا في رعاية هؤلاء الجهاديين العائدين للمجتمعات بعدما قضوا زهرة أعمارهم في السجون، سواء في دمجهم وقبولهم مجتمعيا أو توفير فرص عمل ورعاية اقتصادية لهم، حتى لا يدفعهم الواقع إلى الإحباط وإلى ما هو أبعد مما اتهموا به من عنف أيديولوجي.
كيف الخروج من حالة الركودو الجمود
ان الوضع في تونس لا يبشر بانفراج قريب بل ان السلطة لا تزداد الا تصلبا وهروبا الى الامام فهي لا تتصرف تصرف المطمئن لوضعه الواثق من سياسته بل هي تسلك في الناس سلوك الذي ظهره للجدار ولا منجا له ولا امل له الا الخوض في الناس ودوس أنوفهم في التراب ووطئ احلامهم واعراضهم.
ان السلطة لا تحاوراحدا داخل البلاد ومخاطبها الوحيد هي الجهات الدولية التي عليها تعتمد في مواصلة حكمها وفي ضمان استمراره اما عن المعارضة فهي في مازق حقيقي لا تحسد عليه. هذه جملة من المسائل الكثيرة التي تطرح حول الحل لما نعانيه من سجن ونفي وإقصاء. نريد أن تنتهي هذه المرحلة من الركود والجمود.
ولكن لما لا يكون الاستضعاف الذي يُوقَََعُ بنا ونحن نقاومه بأبداننا وقلوبنا وأموالنا هو طريق النصر والتمكين وكم نصر الله من مستضعفين. قال تعالى: ((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) (الأنفال 26). نحن مطالبون بالعمل بما تبقى لنا من جهد وعمر من أجل آخرتنا ومصلحة الإسلام والمسلمين في بلادنا. ونحن لا ننسى ما لحق بنا وبدعوتنا مع أنا نحتسب ذلك عند الله.
لقد طالت المحنة التي لم تنته المحنة بقضاء العقوبة بل اتبعتهم عقوبات اخرى اشدّ على النفس في خارج السجن اذ تتعدد الإنتهاكات والاعتداءات الى ما بعد السجن بداية بالحدّ من حرية التنقل و الحرمان من الشغل و قطع الأرزاق و المراقبة الإدارية و تكثيف المتابعة الأمنية .
و رغم هذه المعانات التي لا يتحمّلها الكثير من البشر دون السقوط في ردود الفعل اليائسة هي دليل على طبيعة الحركة الدعوية الرّافضة للعنف.
هل يمكن للسلطة أن تسترد ثقة العامة والنخب فيها وفي خطابها ووعودها بالغد الأفضل في الوقت الذي تتردد في إتخاذ خطوات حاسمة وجريئة لا تكلفها شيئا تنقذ بها حياة الكثيرين من الموت البطيئ الذي يتهددهم في كل لحظة وتضع بها حدا لما يعاني منه اللآلاف من أبناء هـذا الوطن من تمييز وشعـور بالإضطهاد الدافع للإحباط واليأس وتحمي بها البلاد من الإنقسام والإنشطار ومن العواصف والهزات والمنزلقات وتؤهلها لمواجهة تحديات المرحلة ؟
وهل يمكن للمعارضة الوطنية وهيآت المجتمع المدني وفعالياته أن تعيد للنخب والعامة الثقة في جديتها و قدرتها على الفعل وأن تحيي فيهم الأمل في إمكانية الخروج مما هم فيه بما يهيئ الظروف الملائمة لإنخراط جماعي في المعركة من أجل تحقيق الحريات والديمقراطية؟
و لله درّ الدكتور خلد التراولي اذ قال “المعارضة مراكمة لفعل جاد ونظر جريء من أجل الصّالح العام، لا تعرف استراحة ولا ترجّلا، لأن من ترجّل مات، ومن استراح نام ولم يستيقظ، ترتوي من عين العطاء والإيثار من أجل صلاح فرد ومجموعة، في ظل منظومة من القيم، تحدد إطار حراكها وتدفع بها إلى مصاف الفعل الواعي والرشيد.”
أليس من المشروع التساؤل حول جدية السلطة للإستجابة لمطالب شعبنا المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية وهي تصر على حبس المئات من أبناء هذا الشعب وشبابه لأسباب سياسية رغم أنه مر على إحتجاز بعضهم أكثر من ثمانية عشر عاما كاملة.
تعهد الرئيس التونسي في مناسبة دخول العام الجديد 2008 بتعميق مناخ الحوار والتعاون والتضامن في تونس، بهدف ترسيخ “المسار الديمقراطي التعددي في البلاد”. وقال إن “هذا المناخ شاركت فيه كل الأطراف السياسية والمهنية والإجتماعية وسائر مكونات المجتمع المدني،ما مكن تونس من تحقيق عدة مكاسب وإنجازات في مختلف المجالات رغم صعوبة الظروف العالمية وتحدياتها الجسيمة”. متى ترفع التضييقات على بقية المنظمات المحظورة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن بلاده ستعمل خلال العام 2008 على إستكمال تنفيذ والشروع في تنفيذ عدة مشاريع جديدة طموحة تغطي كل القطاعات وتؤسس لمرحلة أخرى حاسمة من المسيرة التنموية الشاملة في البلاد.
إن قناعتنا في السعي للانفراج السياسي ليست صفقة مع النظام ولاهدنة ظرفية ولا مقايضة محتملة و انّما هو تمشّ سياسي تمليه التحديات الدّاخلية والخارجية المطروحة على البلاد كما تمليه تراكمات الماضي النضالية والتجارب السابقة ويبرره مشروعنا السياسي الإصلاحي. ” و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل…” (الانعام 153)
باريس في 2 جانفي 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
[1] – (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت ” بتاريخ 27 ديسمبر 2007)
خواطر محب للوطن
تونس نيوز…ثلاث بطاقات عبور
في الصميم النقاط على الحروف تمنياتنا وطموحاتنا بمناسبة حلول السنة الإدارية الجديدة 2008
هل شيّعنا جنازة الإتحاد أم جنازة البيروقراطيّة الخائنة داخله ؟؟
من أجل تنظم مجتمعي بلا ديماغوجيا وبلا بروباغاندا