الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3480 du 02.12.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب  


منظمة مراسلون بلا حدود :إدانة زهير مخلوف  

الحزب الديمقراطي التقدمي:بيان

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إدانة زهير مخلوف 

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس

السبيل أونلاين:الإعتقالات والمداهمات تتكثف في ولاية نابل خلال الأسابيع الأخيرة

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن:إخلاء سبيل الدّكتور سمير بالخير

مجلة “كلمة” الإلكترونية:أخبار

موقع إذاعة هولندا العالمية:مرض الرئيس التّونسيّ…بين الإشاعات والتعتيم

مجلة “كلمة” الإلكترونية:صحة الرئيس

وكالة رويترز للأنباء:تونس تسجل رابع وفاة بفيروس (اتش1ان1)

جريدة الصباح: رابع حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير في تونس

جريدة الصباح:في اليوم الثاني من مناقشة الميزانية: نواب يدعون للحد من البطالة.. والعناية بالتنمية الاجتماعية…

جريدة الصباح:يحق لتونس أن تفخر بريادتها في مجال حماية حقوق المرأة

موقع تونس أونلاين:تونس… طموحات زوجة… و شيخوخة رئيس

صحيفة النهار:كتاب نيكولا بو وكاترين غراسييه عن تونس:السيدة “الوصية على قرطاج”

الطاهر العبيدي: شهادات من رحلات المنفى

موقع إسلام أون لاين:منع مآذن سويسرا.. أسباب وعلاج وتحذير

السبيل أونلاين:ذكريات النضال الطلابي..تحيل على الواقع المرير للجامعة التونسية

مصطفى عبدالله ونيسي :ركن الذاكرة الوطنية : من رموز الثورة على المستعمر الفرنسي :المجاهد البطل  محمد قرفة رحمه الله تعالى

   

موقع تونس أونلاين:تونس… دولة منهكة … وشعب مغلوب على أمره

جريدة العرب :الإصلاح بين المتن والهامش

جريدة العرب :شراء و تأديب المعارضين أفضل من اعتقالهم!!

القدس العربي :صالحوا الشعوب على الطريقة الأرجنتينية!

القدس العربي :يأس في رام الله

القدس العربي :باكستان: الرئيس ليس فوق القانون


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200
فيفري2009    

أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


 
منظمة مراسلون بلا حدود – في 1 ديسمبر 2009

إدانة زهير مخلوف


في الأول من كانون الأول/ديسمبر، أصدرت المحكمة الابتدائية في قرمبالية حكماً يقضي بسجن الصحافي الإلكتروني والناشط الحقوقي زهير مخلوف لمدة ثلاثة أشهر مع النفاذ وتسديده غرامة قدرها 6000 دينار (3115.68 يورو) على خلفية “الإساءة” عبر شبكة الاتصالات (وفقاً للمادة 86 من قانون الاتصالات) مع الإشارة إلى طرح المدة التي احتجز فيها منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر (أي شهر وعشرة أيام) من فترة العقوبة. وقد أعرب زهير معلوف عن نيته استئناف الحكم. إلا أن هذه الجلسة لن تعقد قبل شهر. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “ندين هذا الحكم الذي يتجاهل الأدلة الدامغة على براءة زهير مخلوف: فإن التسجيلات تظهر أشخاصاً في التقرير يبدون موافقتهم على التصوير علماً بأنه لا ضرورة للاستحصال على أي إذن لتصوير المنطقة الصناعية. وتماماً كما حلّ بتوفيق بن بريق، نشهد مجدداً على مسرحية قضائية. لذا، نطالب بالإفراج الفوري عن هذين الصحافيين”. في جلسة المحاكمة الثانية، مثل حوالى ثلاثين محامياً للدفاع عن الصحافي الإلكتروني ولكن القاضي سليمان الهمامي عيّن الذين سيتولون المرافعة بنفسه وهم نجيب شبي وفوزي بن مراد وراضية نصراوي. كما أن هذا القاضي لم يتوقف عن مقاطعة مرافعة محاميي زهير مخلوف منتهكاً بذلك حقوق الدفاع ومبدأ مساواة الوسائل. عشية هذه الجلسة، قامت إدارة سجن المرناقية حيث يحتجز زهير مخلوف بمنع أحد محاميه الأستاذ سيف الدين مخلوف عن زيارة موكّله بحجة أنه لا يرغب في لقائه. وقد استخدمت الحجة نفسها حينما أرادت زوجته رؤيته في 25 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي الحالتين، لم يكن زهير مخلوف على علم بطلب الزيارة. ولم تتمكن زوجته من زيارته إلا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.  

 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل في 01/12/2009 بيان


صدر اليوم الثلاثاء 01-12-2009 الحكم في قضية الناشط الحقوقي وعضو الحزب الديمقراطي التقدمي المناضل زهير مخلوف بثلاثة أشهر سجنا نافذة وغرامة مالية بمبلغ 6300دينارا وبعدم سماع الدعوى بحق عضو جامعة نابل للحزب السيد سعيد الجازي على خلفية التقرير البيئي الذي أعده حول الوضعية المزرية للحي الصناعي بنابل والذي قام به في إطار التحضير للحملة الانتخابية لتشريعية أكتوبر 2009 حيث كان عضوا في قائمة نابل لتلك التشريعية وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: إذ تؤكد على الصفة الكيدية للقضية فهي ترفض الحكم الصادر بحق ابن الحزب زهير مخلوف وتطالب الجهات المعنية بتدارك المسألة وتصحيح الوضع في الاستئناف بحفظ القضية وإطلاق سراح السيد زهير مخلوف تستغرب النهج الأمني البحت المتبع من طرف السلطة في التعامل مع الملفات السياسية والحقوقية والاعلامية والذي قويت وتيرته بعد 25 أكتوبر 2009 تعبر عن انشغالها واستنكارها الكبير  للملاحقات الأمنية والمحاكمات التي يتعرض لها الطلبة بسبب نشاطهم النقابي والمطلبي داخل منظمتهم الطلابية تذكر بأن الشعب التونسي على درجة من الوعي تجعله أهلا لمخاطبة عقله وليس إلغائه وإقصائه وبأن التصعيد المستمر من طرف السلطة إنما هو دليل على فشل هذه الأخيرة في محاورة منافسيها من المجتمع المدني عن جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي المسئول عن الاعلام الحبيب ستهم  

الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 02 ديسمبر 2009

7 طلبة أمام القضاء بتهمة : ” عقد اجتماعات غير مرخصة ..”


نظرت اليوم الإربعاء  02 ديسمبر 2009 الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي الأسعد الشماخي في القضية عدد 27628  التي يُحال فيها كل من و ليد الزياني و شرف الدين بن بلقاسم و محمد بن عربية و صلاح الدين وناس و الناصر الجمعاوي و عبد الرحمان البناني و وجدي الأسمر ، بتهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة أحمد الصديق و بولبابة غومة و راضية النصراوي و سمير ديلو  مبينين بالخصوص اختلال الإحالة لانتفاء الركن الشرعي حيث لا يعاقب القانون على عقد الإجتماعات الخاصة فضلا عن أن قانون 24 جانفي 1969 لا يستوجب الحصول على رخصة لعقد الإجتماعات بل ينص في فصله الأول على أن :” الإجتماعات العامة حرة و يمكن أن تنعقد بدون سابق ترخيص .. ” . و كان المتهمون بينوا حين استنطاقهم أن ما جمع بينهم هو الزمالة في الدراسة و أن أداء الصلاة في المسجد ليس جريمة كما أن القنوات المذكورة في محاضر البوليس ( المجد ، إقرأ ، الناس ..) ليست ممنوعة قانونا ، و بعد المفاوضة الحينية قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة ، و ينتظر صدور الأحكام في ساعة متأخرة من مساء اليوم . عن الجمعيــــــــة لجنة متابعة المحاكمات السياسية


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 05 ذو الحجة 1430 الموافق ل 02 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)    تواصل الاعتقالات بجهة نابل: يواصل أعوان البوليس السياسي بجهة نابل اعتقال المزيد من الشبان فقد تم اليوم الأربعاء 02 ديسمبر 2009 اعتقال كل من السادة أحمد عطي ومحمد الأسود وجلال البوبكري بحي الربط بمدينة نابل واقتادوهم إلى مقر منطقة الشرطة، وحجزوا أثناء تفتيشهم لمنازل المعتقلين عددا من الكتب والأقراص المضغوطة، وقد علمت حرية وإنصاف أنه تم الإفراج نهار اليوم عن الشاب كريم بن علي (متزوج وقاطن بحي سيدي عمر) الذي اعتقل يوم أمس، بينما بقي منجي بن عبد الله رهن الاعتقال. 2)    إخضاع السيد الأزهر زروق إلى تفتيش دقيق بمحطة القطار بالعاصمة: أخضع أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأربعاء 02 ديسمبر 2009 السيد الأزهر زروق تحت طائلة التهديد والاعتداء بالعنف اللفظي إلى تفتيش دقيق بمحطة القطار برشلونة بالعاصمة، ولما طالبهم بالاستظهار بما يثبت قانونية هذا التفتيش هددوه بتعريته أمام الناس. يذكر أن السيد الأزهر زروق (مهندس، سجين رأي سابق) يتعرض منذ مدة إلى مضايقات يومية من قبل أعوان البوليس السياسي خصوصا أمام المحل التجاري الذي يشغله. 3)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس


نحن الصحفيين التّونسيين الموقّعين على هذه العريضة، إذ نستحضر نضالات شعبنا المجيدة من أجل الحرية والتقدم، وإذ نتابع ما آلت إليه أوضاع الحريات العامة والفردية في البلاد وعلى رأسها حرية الصحافة من تدهور مأسوي، بلغ ذروته في الآونة الأخيرة بحملة تشويه وموجة اعتداءات سافرة طالت عددا من الزملاء الصحفيين نعلن للرأي العام الوطني والدّولي ما يلي: أولا : تضامننا الكامل مع زملائنا الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال الإهانة أو الاعتداء المادي أو المعنوي أو السجن. ثانيا : رفضنا منطق التهديد والوعيد الذي بات يطوق الأقلام الحرة ويصادر حقّها المهني في متابعة الشأن العام ونقل الحقائق إلى المواطن التونسي. ثالثا : تنديدنا بالأقلام المعروفة التي تعودت هتك الأعراض وتوزيع تهم التخوين المجاني للوطن سواء على شخصيات عامة أو على زملاء لنا هم محلّ تقدير كبير وندعو القضاء للقيام بدوره في ملاحقة مرتكبي الثلب والتشهير بأعراض الناس. رابعا : رفضنا الهيمنة الرسمية على قطاعنا والتي بدت مفضوحة في الانقلاب الذي استهدف المكتب المنتخب لنقابة الصحفيين والإتيان بآخر استهلّ مسيرته بتزكية جعلته طرفا في حملة انتخابية يفترض بالصحفيين أن يبقوا فيها على مسافة واحدة من الجميع وبالوقوف موقف المتفرج إزاء حملة الاعتداءات على الصحافة والصحفيين. وندعو إلى رفع اليد عن نقابتنا لتمثل الإرادة الحرة المستقلة للصحفيين التونسيين. خامسا: تأكيدنا على أنّ من جوهر مهنتنا وصميم واجبنا تجاه ضمائرنا وشعبنا أن نتطارح الشأن العام ونقدم حقيقة الواقع للمواطن بقطع النظر عن معارك السياسيين فلهم حساباتهم ولنا قيم مهنتنا القائمة على نقل الحقائق واحترام تعددية الآراء والاستقلالية تجاه الجميع. عاشت الصحافة التونسية حرّة مستقلة الموقّعون: 1. كمال العبيدي – صحفي – الولايات المتحدة الأميركية 2. نزيهة رجيبة “أمّ زياد” – كلمة – تونس 3. ناجي البغوري – صحفي – الصحافة – تونس 4. زهير لطيف – صحفي – بريطانيا 5. رشيد خشانة – رئيس تحرير – الموقف – تونس 6. محمد كريشان – صحفي ومذيع أخبار- الجزيرة – قطر 7. لطفي حجي – صحفي – تونس 8. ليلى الشايب – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 9. نجيبة الحمروني – رئيسة تحرير – مجلة “كوثريات” – تونس 10. بشير واردة – صحفي – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 11. نوفر الرامول – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 12. الهادي يحمد – صحفي – إسلام أون لاين – فرنسا 13. سكينة عبد الصمد – صحفية – مؤسسة التلفزة التونسية – تونس 14. فتحي إسماعيل – صحفي – الجزيرة – قطر 15. ألفة الجامي – صحفية – قناة الصباح الإخبارية – الكويت 16. آمال وناس – صحفية – الجزيرة – قطر 17. عبد الباقي خليفة – مراسل صحفي – البوسنة 18. نبيل الريحاني – صحفي – الجزيرة – قطر 19. إسماعيل دبارة – صحفي – الموقف – تونس 20. بسام بونني – صحفي – الجزيرة – قطر 21. سفيان الشورابي – صحفي – الطريق الجديد والأخبار اللبنانية – تونس 22. الطاهر العبيدي – صحفي – فرنسا 23. لطفي الحيدوري – صحفي – كلمة – تونس 24. ريم بن علي – صحفية – تونس 25. توفيق العياشي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 26. أيمن الرزقي – صحفي – قناة الحوار – تونس 27. سامي فراد – صحفي – تلفزيون البحرين – البحرين 28. محمد بوعود – صحفي – الوحدة – تونس 29. محمود العروسي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 30. محمد الفوراتي – صحفي – الشرق – قطر 31. جمال دلالي – صحفي – قناة الحوار – بريطانيا 32. رمزي الدوس – صحفي ومنتج أخبار – الجزيرة – قطر 33. المولدي الزوابي – صحفي – كلمة – تونس 34. فرحات العبار – صحفي – الجزيرة – قطر 35. نور الدين العويديدي – صحفي – الجزيرة – قطر 36. سلمى الجلاصي – صحفية – الشعب – تونس 37. عادل القادري – صحفي – الوحدة – تونس 38. حسن الجويني – صحفي – وكالة الأنباء الفرنسية – قبرص 39. زياد الهاني – صحفي – الصحافة – تونس 40. علي عثماني – صحفي – استاد الدوحة – قطر 41. عائدة الهيشري – صحفية – المستقبل – تونس 42. صبري الزغيدي – صحفي – الشعب – تونس 43. حسن المرزوقي – صحفي – الجزيرة الوثائقية – قطر 44. نادرة بوكسرة – صحفية – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 45. أمامة الزاير – صحفية – الطريق الجديد – تونس هذه العريضة مفتوحة فقط للصحفيين التونسيين الذين يمتهنون الصحافة حصرا. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة الصحفية والمؤسسة وبلد العمل إلى العنوان التالي freepresstunisie@yahoo.fr  

بعد إعتقالات الصمعة وبني خيار..هل أتى دور مدينة نابل؟

الإعتقالات والمداهمات تتكثف في ولاية نابل خلال الأسابيع الأخيرة


السبيل أونلاين – تونس – خاص    تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة المداهمات والإعتقالات في ولاية نابل ، فقد شهدت معتمدية الصمعة التى تبعد عن مدينة نابل 9 كيلومتر تقريبا منذ حوالي الشهر إعتقالات ، ثم وقع إعتقال العديد من الأشخاص في معتمدية بني خيار الذي أعلن عنهم السبيل أونلاين أمس الإثنين 30 نوفمبر 2009 ، كان من بينهم سالم زايد (صاحب محل دواجن) والموقوف منذ أكثر من إحدى عشر يوما ، ومروان ناصف (وهو عامل بمحل دواجن سالم زايد) والموقوف منذ أكثر من عشرة أيّام ، وتيسير فروجة والموقوف منذ أكثر من عشرة أيام ، ومطيع شبل (طالب) والذى أعتقل ليوم واحد ووقع التحقيق معه ثم أخلي سبيله ، وأمير مرابط (فني في معمل للخياطة ، متزوج وأب لبنتين ) والذي أعتقل يوم الإربعاء الماضي الموافق ليوم 25 نوفمبر الجاري .   وقد وقع مداهمة منازل المعتقلين في بني خيار من قبل فرقة للبوليس بملابس مدنية خارج أوقات العمل وتفتيش البيوت تفتيشا دقيقا ومصادرة أقراص مضغوطة وكتب ، و لا تجهل عائلاتهم شيئا عن مصيرهم ولا مكان إعتقالهم لحد الساعة . يذكر أن فرقة البوليس تحوّلت إلى بني خيار على متن سيارة بيضاء اللون من نوع فولزفاغن رقم 134،(volkswagen cady série 134 )   وفي مدينة نابل أعتقلت أمس الثلاثاء 1 ديسمبر فرقة الإرشاد السياسي المواطن كريم بن علي بدون إذن من وكيل الجمهورية ، وذلك على الساعة الثانية بعد الزوال ، ولم يطلق سراحه إلا عند الساعة العاشرة ليلا ، وقد فتش أعوان الفرقة المذكورة بيته وإحتجزوا حاسوبه الشخصي وأقراص مضغوطة وكتب ، يذكر أنها ليست المرّة الأولى التى يعتقل فيها كريم بن علي ويفتّش بيته .   كما قامت نفس الفرقة بالدخول إلى منزل الطالب المنجي بن عبد الله بدون إذن قانوني (وهو جار كريم بن علي) أثناء غيابه ، وصادروا حاسوبه الشخصي وبعض الكتب والأقراص المضغوطة ، وبعد عودته علم من أسرته ما حدث فتوجه إلى مقر فرقة الإرشاد السياسي بنابل بمنطقة الصفصاف فوقع إحتجازه إلى حدّ كتابة هذا الخبر ، وعند إتصال عائلته بالفرقة المذكورة وعدتهم بأنها ستطلق سراحه أمس الثلاثاء 01 ديسمبر ، ولكنه أمضي ليلة البارحة في مقر الفرقة .   وبدل إطلاق سراحه حضر البارحة عونان بلباس مدني حوالي الساعة الثامنة ليلا إلى بيت عائلة المنجي بن عبد الله ، وحجزوا هاتفه الجوال (رقم :97492311) ، وما تزال فرقة الإرشاد السياسي تماطل أفراد أسرته في إطلاق سراحه .   وقد علم السبيل أونلاين اليوم الإربعاء أنه وقع الإحتفاظ كذلك بالشاب محمد الأسود أصيل منطقة الربط بنابل والذى أعتقل بعد إيقاف الطالب المنجي بن عبد الله ، كما علمنا أن أعوان فرقة الإرشاد السياسي قامت البارحة بتفتيش منزل عائلة الشاب جلال بوبكري أثناء غيابه وطلبت من عائلته إبلاغه بضرورة الحضور لديهم ، وقد توجه بوبكري صباح اليوم الإربعاء إلى مقر الفرقة المذكورة وإلى حدّ تحرير هذا الخبر لم يقع إطلاق سراحه . كما وقع إستدعاء التلميذ أحمد عطي وهو محتجز لدى الفرقة المذكورة منذ صباح اليوم ولم يطلق سراحه إلى حد الساعة .   ونشير إلى أن أعوان فرقة الإرشاد السياسي الذين قاموا بالإعتقالات وتفتيش البيوت هم كل من العون رفيق بن جدو ، والعون يوسف وعون ثالث لم نتحقق من هويته ، ويستخدم الأعوان سيارة من نوع ألفا روميو رقم السلسلة 137 (alpha roméo 137).   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 ديسمبر 2009)

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن “معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع” باريس، في 1 ديسمبر 2009 إخلاء سبيل الدّكتور سمير بالخير


تلقينا اليوم، ببالغ الارتياح، نبأ إخلاء سبيل الدكتور سمير بالخير الذي كنا أعلنا يوم أمس خبر إيقافه وإحالته إلى وزارة الداخلية. وقد قرر الدكتور سمير بالخير العودة إلى تونس بعد حوالي ثمانية عشر سنة، قضاها في فرنسا، حيث أنهى دراسته العليا ويزاول نشاطه المهني كخبير في مجال الهندسة المدنية. ويذكر أن وفاة والدته، صبيحة يوم السبت 29 نوفمبر 2009، ورغبته في إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها قبل مواراتها الثرى هو الذي دفعه لاتخاذ قراره بالعودة رغم غياب أي ضمانات بعدم التعرض له. وعليه، فإن المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين: ·تسجل ارتياحها لإخلاء سبيل الدكتور سمير بالخير. ·تأسف، في المقابل، لإيقافه وتعتبره إجراء تعسفيا يؤكد مخاوفنا من عدم وجود ضمانات حقيقية لعودة آمنة وكريمة وبقاء ملف المهجرين ضمن دائرة المعالجة الأمنية والقضائية. ·تأسف لتفويت فرصة إلقاء نظرة الوداع على والدته قبل دفنها خصوصا وأن فراقه عنها دام لفترة زمنية تناهز العقدين، وهو ظرف إنساني خاص كان من المفترض أخذه بعين الاعتبار. ·تجدد دعوتها للسلطات التونسية باتخاذ بادرة رسمية عاجلة، صريحة وشجاعة لطي هذا الملف نهائيا وتمكين مئات المهجرين التونسيين، الموزعين على حوالي خمسين دولة في العالم، من العودة الكريمة والآمنة إلى بلادهم. عن المكتب التنفيذي، سليم بن حميدان مكلف بالشؤون القانونية

أخبار  

 التصريح بالحكم في قضية زهير مخلوف صدر يوم الثلاثاء 1ديسمبر 2009 الحكم في قضية الصحفي والناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف بثلاثة أشهر سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 6300 دينارا ، وذلك على خلفية التقرير الذي أعده حول التلوث البيئي للحي الصناعي بنابل. وكان زهير أعد التقرير في إطار التحضير لخوض الحملة الانتخابية ضمن قوائم الحزب الديمقراطي التقدمي عن ولاية نابل في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2009 وقاطعها الحزب الديمقراطي التقدمي.  وقد أكد الحقوقيون والمتابعون للقضية وكذلك المحامون على الصفة الكيدية للقضية، وذلك بعد تصاعد وتيرة الاعتدات على الصحفيين ومناضلي حقوق الانسان بعد انتخابات 25 أكتوبر 2009.  
فاجعة بمنطقة “العضلة “من مدينة الرديف تخلف قتيلة و7في حالة خطرة تسبب انفجارة قارورة غاز صغير الحجم مساء يوم الاحد 29 نوفمبر الماضي بأحد مساكن منطقة العضلة الريفية التابعة اداريا لمعتمدية الرديف من ولاية قفصة في موت سيدة تبلغ من العمر 45 سنة واصابة سبع اشخاص في حالة حرجة اثنان منهم تم نقلهما الى احد مستشفيات العاصمة و5تم الاحتفاظ بهم بالمستشفى المحلي بالرديف. وتتمثل صورة الحادثة حسب بعض المصادر الطبية ان شمعة كانت تستعملها العائلة المنكوبة للانارة في انفجار القارورة بعد ان وقع تسرب للغاز لم يقع التفطن إليه. البوليس السياسي يقتحم عددا من المنازل بولاية نابل ويضايق المواطنين  
اقتحم أعوان البوليس السياسي بمعتمدية بني خيار بولاية نابل عددا من المنازل منذ يوم 19 نوفمبر 2009 واعتقلوا مجموعة جديدة من الشبان، كما وقع تفتيش منازلهم وحجز عدد من الكتب والأقراص المضغوطة. ولا تزال عائلاتهم تجهل مكان وسبب احتجازهم. وذلك حسبما ورد في بيان لمنظمة حرية وإنصاف الحقوقية. من جهة أخرى يواصل أعوان البوليس السياسي بمدينة سليمان مضايقة الطالب وسام عثمان وشقيقته الطالبة نجلاء عثمان وتهديدهما بالاعتقال القسري في حالة عدم الانصياع لتعليمات أعوان البوليس السياسي التى ترد عبر الهاتف، في حين يطالب كل من وسام ونجلاء أعوان البوليس الالتزام بالقانون وإرسال استدعاء كتابي. السجين محمد السعيداني يتعرض لمضايقة متعمدة في سجنه يتعرض السجين محمد السعيداني المقيم حالياً بسجن الناظور، إلى تضييقات متعمدة من قبل إدارة السجن التي تقوم من وقت لأخر بنقله من غرفة سجنية إلى أخرى، وإجباره على البقاء بمحاذاة دورة المياه حيث لا تتوقف عندها حركة السجناء وتضيقاتهم، والجدير بالذكر أن محمد السعيداني وهو أصيل بنزرت الجنوبية كان مقيما بإيطالية قبل أن تقوم السلطات الإيطالية بترحيله وتسليمه إلى السلطات الأمنية التونسية في سنة 2001، التي أحالته على القضاء ليحاكم بـ38 عاماً سجن. وقد نبهت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إلى ما يعانيه السجين محمد السعيداني من تضييقات من قبل إدارات السجون، وما يكابده من عقاب وتشفي ودعت السلطات العليا للتدخل لإنهاء معاناته وكف أيدي إدارات السجون ومسؤوليها عنه.  كما لفتت عناية العاملين في مجال حقوق الإنسان إلى إتخاذ السبل الكفيلة لمعاينة حقيقة ما يعانيه عدد من سجناء ضحايا قانون مكافحة الإرهاب من تضييقات داخل السجون التونسية. احتجاج في مؤسسة دار الأنوار دعا الاتحاد الجهوي الشغل بتونس الى اجتماع عام يوم الأحد 6 ديسمبر بدار الاتحاد العام التونسي للشغل بأعوان وصحفيي دار الأنوار للنظر في اعتزام الادارة العامة قرارها بطرد الصحفية سناء العوجي بدعوى انها حرضت احد زملائها لمغادرة صحيفة “لو كوتيديان”. كما علمنا ان صحفيي وتقنيي دار الأنوار قد امضوا على عريضة احتجاجية استنكروا فيها سلوك الادارة وعبروا عن تضامنهم مع زميلتهم واستعدادهم للدفاع عنها. اضراب بمؤسستين لصناعة الدهن بصفاقس دخل عمال شركتي “سير” و” فلورتاكس” لصناعة الدهن الكائنتين بمدينة صفاقس والتي يمتلكهما نفس المؤجر في اضراب عن العمل لمدة شهر ابتداء من يوم الثلاثاء 1 ديسمبر 2009. ويطالب الطرف النقابي بارجاع 18 عاملا منهم 6 اعضاء في النقابة الأساسية بشركة فلورتاكس” الى جانب المطالبة بارجاع 11 عاملا من شركة”سير” تم طردهم بشكل غير قانوني. ورغم محاولات الصلح فان ادارتي المؤسستين تمسكتا برأيهما مما اضطر الطرف النقابي الى تنفيذ الاضراب الذي تم اقراره.  وقد سبق لراديو كلمة أن تعرض في نشراته السابقة إلى مشكلة المؤسستين. هيئة ادارية ساخنة في التعليم الأساسي  
قالت مصادر نقابية انه من المنتظر ان تكون اشغال الهيئة الادارية لقطاع التعليم الأساسي التي تعقد اليوم الاربعاء 2 ديسمبر برئاسة السيد المنصف الزاهي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ، ساخنة جدا. وستتناول الهيئة الادارية في جدول اعمالها تقييم الاضراب القطاعي الذي تم تنفيذه يوم 5 اكتوبر الفارط للمطالبة باطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي الى جانب التطرق لتراجع الوزارة عن التزاماتها بخصوص تقييم التلاميذ. ومعلوم ان المكتب التنفيذي للاتحاد قد رفض في وقت سابق الموافقة على انعقاد الهيئة الادارية للتعليم الأساسي دون اسباب واضحة. ندوة علمية حول التقييم الأولي لمنظومة “امد” تنظم الجامعة العامة للتعليم العالي اليوم الاربعاء 2 ديسمبر بالمركب الجامعي بالمنار بتونس العاصمة ندوة علمية حول منظومة “امد”. وقد تمت دعوة عدة خبراء واساتذة من الخارج ومن تونس للمشاركة في أشغال الندوة.  وعلمنا من مصادر مطلعة ان وزارة التعليم العالي قلقة جدا من اللوائح التي سيتم اصدارها والتي من المنتظر ان توجه نقدا لاذعا لتوجهات الوزارة حول ارساء المنظومة وافتقارها للبنية الأساسية مقارنة بأوربا.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 ديسمبر 2009)

مرض الرئيس التّونسيّ…بين الإشاعات والتعتيم


من تونس: إسماعيل دبارة / حسم الرئيس التونسيّ زين العابدين بن علي أياما من الجدل والتكهنات والإشاعات حول وضعه الصحيّ، وذلك بإشرافه صباح يوم الثلاثاء 1 ديسمبر الجاري على “المؤتمر الدّولى حول بناء اقتصاديات المعرفة” المنعقد بالعاصمة التونسيّة، وبدا بن علي في صحة جيّدة وهو يلقي كلمة الافتتاح للمؤتمر المذكور. وعكة صحيّة في الثالث و العشرين من شهر نوفمبر الماضي، أعلن الناطق باسم رئاسة الجمهوريّة التونسيّة في بلاغ بثته وكالة الأنباء الرسميّة، أنّه “على اثر التهاب في الحنجرة وبإشارة من طبيبه الخاصّ يلازم الرئيس زين العابدين بن علي فترة من الراحة ابتداء من يوم الاثنين 23 نوفمبر ولمدّة خمسة أيام”. هذا البلاغ المقتضب الذي صدر كمُبرّر لإلغاء الزيارة الرسميّة التي كان يعتزم الملك الاسبانيّ خوان كارلوس وقرينته الملكة صوفيا القيام بها إلى تونس، فتح الجدل واسعا أمام انتشار الإشاعات والتكهنات حول حقيقة الوضع الصحيّ للرئيس بن علي. وأكّدت المصادر الرسمية في تونس حينئذ أنّ الوعكة الصحيّة التي ألمّت بالرئيس بن علي هي التي أدت إلى إلغاء الزيارة، نافية ما تردّد حول “خلافات دبلوماسية” اندلعت بين تونس واسبانيا التي تترأس حاليا الاتحاد الأوروبيّ، على خلفيّة الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرئيس بن علي بولاية خامسة أثارت حفيظة عدد من العواصم الأوروبيّة.   الأنفلونزا المكسيكية…من أسبانيا  
في اليوم الموالي لإعلان الحكومة التونسية رسميا إصابة الرئيس بن علي الذي يبلغ من العمر 73 عاما بالتهاب في حنجرته، صدر مقال “مُدوّي” في صحيفة “الباييس”‘ الإسبانية تحدّث عن “إصابة الرئيس بن علي بمرض الأنفلونزا المكسيكية “. “الباييس” الاسبانيّة ذكرت أن الزيارة الرسمية التي كان مقررا أن يقوم بها ملك إسبانيا إلى تونس ألغيت بسبب إصابة زين العابدين بن علي بالأنفلونزا المكسيكية، مشيرة إلى أن الفيروس انتقل إليه عن طريق حفيدته التي أصيبت بالمرض في إحدى دور الحضانة”. وعلى الفور، انتشر الخبر بين المواطنين و تناقلته وسائل إعلام دوليّة و فضائيات معروفة مما جعل التونسيين يتابعون الموضوع عبر الانترنت التي لم تبخل عليهم بالإشاعات. إذ ذكرت عدة مواقع الكترونية تونسيّة وأجنبيّة يقيم المُشرفون عليها في عواصم أوروبية أنّ “بن علي مصاب فعلا بوباء الأنفلونزا المكسيكية وأن حالته الصحية حرجة جدّا”. بل ذهبت بعض تلك المواقع إلى الادعاء بأن الرّئيس بن علي “غادر البلاد لتلقي العلاج في إحدى الدول الأوربية”.   الإعلام التونسيّ غير مبال   على الرغم من انتشار الخبر سريعا في الأوساط الإعلامية والسياسيّة والشعبيّة، لم تتجرأ أي من الصحف التونسية على التعليق على ما تناقلته الصحف الأسبانية، إلا أنّ رئاسة الجمهوريّة نفت بعد 3 أيام من رواج الإشاعات في بلاغ مُوجه لوسائل الإعلام الأجنبيّة إصابة زين العابدين بن على بالأنفلونزالمكسيكية. وذكر بلاغ رئاسة الجمهورية:”لا صحة لتلك الشائعات الخاصة بالرئيس التونسي إطلاقا، فصحة أي مسئول تونسي يتم الإعلان عنها بكل شفافية، بن على يخضع للراحة بناء على تعليمات الطبيب، وهو أمر بثته وكالة الأنباء التونسية الرسمية وكان الأجدر بوسائل الإعلام الرجوع إليها والتحقق من الأمر قبل إثارة الشائعات”.   علامة صحيّة   ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها الإشاعات والأقاويل حول صحة الرئيس التونسيّ، لكنها المرة الأولى التي تردّ فيها الحكومة على ادعاءات غربية حول صحة الرئيس بن علي. يقول محمد عبّو القياديّ بحزب “المؤتمر من أجل الجمهوريّة” التونسيّ المعارض في تصريحات لإذاعة هولندا العالميّة:”عندما تتجرّأ النّخب في تونس على الحديث ومتابعة موضوع صحة الرئيس فهو أمر جيّد و علامة صحيّة، أعتقد أن هنالك وعيا لدى النخب التونسية اليوم حول حقها في أن تعرف كل ما يدور حول صحة الرئيس إذا ما انعكست على مصلحة المواطنين”. و استنادا إلى محمد عبّو وهو حقوقيّ معروف فإنّ “صحة الرؤساء ليست إطلاقا من الحياة الخاصة، و إن كنت أقرّ بحق الرئيس في التمتع بحياة خاصة بعيدا عن الفُضوليين، لكن وضعه الصحيّ أمر مهمّ للغاية إذ يمكن للرئيس في هذه الحالة اتخاذ قرارات خطيرة خصوصا وأننا في عالم ثالث يتمتع فيه رئيس الدولة بصلاحيات واسعة جدا” على حدّ تعبيره. عدم الثقة في الإعلام يولّد الإشاعة   كشف الجدل الذي أثير حول حقيقة المرض الذي ألمّ بالرئيس بن علي عن غياب الثقة بين وسائل الإعلام الرسمية والمواطنين، فعلى الرغم من أنّ بلاغات رئاسة الجمهورية كانت واضحة ونقلتها وكالة الإنباء الرسميّة، فإنّها لم تمنع التونسيين من التلهف لمعرفة الحقيقة عبر المواقع الالكترونية والمدونات والشبكات الاجتماعية التي راجت عبرها الإشاعات والأكاذيب. الحيرة و القلق والارتباك، كانت سمات مُميزة لعدد من المواطنين ممن تحدّث معهم مراسل القسم العربيّ و أبدى معظمهم “عدم ثقته تجاه ما يقوله الإعلام الرسميّ”. يقول الناشط السياسي و الحقوقيّ محمد عبو:”بلاغ رئاسة الجمهورية الذي نفى ما روجته الصحف الاسبانية حول إصابة بن علي بالأنفلونزا المكسيكية كان موجها لوسائل الإعلام الأجنبيّة ولم يُبثّ عبر التلفزيون الحكوميّ أو الصحف الرسميّة وهذا أمر محزن لان المواطن التونسيّ هو الأولى بالمعلومة الصحيحة “. ويختم عبّو قائلا:”عدم ثقة المواطن في الإعلام الرسميّ أمر مفهوم لأنه إعلام عوّدهم على الكذب فهو يدّعي دوما ممارسة الحكومة للديمقراطية واحترامها لحقوق الإنسان، في حين أن الواقع يكشف عكس ذلك”. (المصدر: موقع إذاعة هولندا العالمية  بتاريخ 02 ديسمبر 2009)  

صحة الرئيس

صـابر التونسي
تناقلت وكالات الأنباء خبر مرض زعيمنا واضطراره للراحة، مما تسبب في إلغاء زيارة مهمة كان سيؤديها عاهل الأندلس إلى بلادنا لينعم بكرم “أصحاب الجلالة” والإستمتاع بالموشحات الأندلسية في غير موطنها ! … وقد أدى إعلان الخبر المقتضب عن اضطرار الزعيم للراحة بسبب المرض! … إلى حملة من القيل والقال وكثرة الإشاعات والأراجيف! … فقائل إنفلونزا الخنازير أصابت زعيمنا وفيروسها وجد “أرضا يعرفها وتعرفه! … وقائل سافر في زيارة سرية للعلاج خارج البلاد ولتفقد المهاجر المختلفة! إحساسا منه بالذنب لما يعانيه مواطنوه المهجرين! بعض أنصار حكم “البايات” وجدوها فرصة لإظهار شماتتهم وفاتهم أن لا شماتة في المرض أو الموت فتلك سنة الله جارية على خلقه! ولا يكبر عنها رئيس أو مرؤوس! … سجين أو سجان! … مقيم أو مهجّر! وليس من الشهامة الشماتة في غير موضعها! … وليس من النضال التصفيق للموت أو المرض!  لكن نفسي تأبى علي وتحدثني بحديث يخالف هذا ويكاد ينقضه وهو أنه لايحق لزعيمنا أن يمرض أو يموت لأنه إن كان فيه بعض صفات البشرية فهو مختلف عن سائر البشر! … فهو الصانع وهو المنقذ وهو المخلص وهو الزعيم الأوحد والملك المفدّى! … وأن جماهير شعبه التي تحبه وتعشقه حد الهيام! … وتهتف بالليل والنهار: “الله وحد الله وحد زعيمنا ما كيفو حد! … وبالدم بالروح نفديك يا … زعيم! …. حري بها أن تجعل نحورها دون نحره و أبدانها دون بدنه! … لو كان زعيمنا كبقية البشر، لسمح له شعبه أن يرتاح وأن يكون له حق في التقاعد! … ولكنه من طينة خاصة! … وهو ما يجعلنا نردّ رواية المرض ونبحث عن تفسير آخر للغياب الذي أصبح يتكرر في الآونة الأخيرة!  ليس من المعقول أن نبدأ التجديف اليدوي من المرسى كما يقول مثل البحارة المعروف، فالأصل أن تكون الريح مواتية للشراع حتى ينساب المركب أو أن يكون المحرك في حالة جيدة! … الآن وتونس في سكرة الإنتشاء بأعياد التجديد والتمديد وإعلان البيعة للمرة الخامسة على التوالي يعلموننا بأن زعيمنا يمرض ويتعب ويحتاج للراحة مثله مثل العامة والرعاع من أمثالنا! هذا ما لا نرضاه ولن نقبله حتى يتبين الحق من الباطل … وحتى يضرب على أيادي الشامتين والمغرضين!  من جانبي سأرد كل هذه الأخبار التي تستخف بعقولنا! …. وسألزم نفسي بتجديد البيعة سنة 2014 وإن اقتضى الأمر تغييرا للدستور! فليسقط الدستور وليحيا الزعيم!
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 ديسمبر2009)

تونس تسجل رابع وفاة بفيروس (اتش1ان1)


تونس (رويترز) – أعلنت تونس يوم الاربعاء عن حالة وفاة جديدة بالفيروس (اتش1ان1) الذي يعرف اعلاميا باسم انفلونزا الخنازير ليرتفع عدد الوفيات بالمرض في البلاد الى أربع حالات. وقال المدير الجهوي لوزارة الصحة الدكتور مصطفى الحرابي ان حالة الوفاة لرجل من صفاقس (55 عاما) وكان يعاني من قصور رئوي مزمن ويقيم بالمستشفى منذ 26 نوفمبر تشرين الثاني. واضاف ان تحاليل اجريت عليه بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة أكدت انه مصاب بانفلونزا الخنازير. وبلغت حالات الاصابة المؤكدة بفيروس (اتش1ان1) في تونس حتى الآن 800 حالة. وأغلقت تونس خلال الايام الماضية عددا من المدارس خشية تسارع انتقال العدوى بين طلبة المدارس. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 ديسمبر 2009)

أكثر من 800 إصابة مؤكدة إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط:    رابع حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير في تونس التلفزة التونسية ترصد تطورات الفيروس


تونس-الصباح      سجلت  حالة وفاة أخرى  تأثرا بأنفلونزا الخنازير في تونس،وسجلت هذه الحالة في جهة  صفاقس حيث توفي كهل يبلغ من العمر 55 سنة ليصل  بذلك  عدد الوفيات بفيروس AH1N1  إلى 4 حالات إلى حد الآن . بينت مصادر وزارة الصحة أن حالة الوفاة الجديدة سجلت يوم الأحد الفارط بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس وتتعلق بكهل في العقد السادس من العمر يعاني من مرض  يتمثل في قصور مزمن في التنفس،كان قد حضر إلى القسم الإستعجالي بمستشفى الهادي شاكر يوم الخميس الفارط وحالته الصحية متعكرة كما بدت عليه بوضوح أعراض النزلة،حيث خضع إلى الفحوص الطبية اللازمة، ثم أحيل إلى قسمي الأمراض الصدرية والإنعاش أين تمت متابعة حالته وتمكينه من الدواء المضاد للفيروسTamiflu  والمضادات الحيوية مع إجراء التحاليل الخاصة بأنفلونزا الخنازير والتي أكدت إصابته بالفيروس. يذكر أن بقية حالات الوفاة المسجلة إلى حد الآن في تونس بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير شملت حالتي وفاة في منطقة المهدية تعلقت الأولى بشاب يبلغ من العمر 34 عاما ويعاني من مرض الكبد توفي يوم 10 نوفمبر الفارط في حين تعلقت الثانية  بامرأة في العقد السادس من عمرها  كانت قد توفيت بداية الأسبوع الفارط. بالإضافة إلى حالة وفاة سجلت في العاصمة يوم 14 نوفمبر الفارط تتعلق بشاب يبلغ من العمر 36 عامـــا ويعاني من مرض القلب. أكثر من 800 حالة مؤكدة بلغت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس AH1N1 في تونس وإلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، أكثر من 800 حالة إصابة. وتتواصل عمليات متابعة انتشار الفيروس لا سيما في الوسط المدرسي كما تتواصل عمليات التلقيح بعد وصول دفعة جديدة من الجرعات المضادة للفيروس قدرت بـ100 ألف وقع توزيعها على الصيدليات الخاصة أين أصبحت في متناول المواطن… منى اليحياوي     التلفزة التونسية ترصد تطورات الفيروس مساهمة في التحسيس بأساليب الوقاية من فيروس أنفلونزا AH1N1  والحد من سرعة انتشاره شرعت التلفزة التونسية في بث برنامج يومي على قناة تونس7 يتم إعداده بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية يعنى برصد الحالة الوبائية وتقديم النصائح للمواطنين وطرق الوقاية من المرض وكيفية التصرف في حال ظهور علاماته. كما وضعت التلفزة التونسية بريدا الكترونيا على العنوان التالي: info@tunisiatv.tn  لتلقي أسئلة المواطنين يتولى الأطباء  الإجابة عنها وتبسيطها. ويبث البرنامج يوميا على قناة تونس 7 إثر النشرة الرئيسية للأنباء. (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 02 ديسمبر 2009  ) 

مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010: مداولات مجلس النواب   في اليوم الثاني من مناقشة الميزانية: نواب يدعون للحد من البطالة.. والعناية بالتنمية الاجتماعية نائب يطالب بإحداث قناة تلفزية برلمانية ومراجعة تكوين الإعلاميين المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية – النواب : ميزانية رئاسة الجمهورية.. نموذج لترشيد النفقات والاستغلال الأمثل للأموال العمومية  وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: رئيس الدولة حريص على تكثيف الحوار بين كل الأطراف ومزيد العناية بكل الجهات


باردو ـ الصباح: تواصلت ظهر أمس بباردو مداولات مجلس النواب حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010 و نقاش بيان الحكومة. وقد استغرق هذا النقاش حوالي ثماني ساعات. واقترح النواب في جلسة أمس التخفيض في نسق الدين العمومي ومواصلة الاهتمام بملف التشغيل للحد من آفة البطالة وخاصة بطالة أصحاب الشهادات العليا ودعوا إلى تحسين قدرة الاقتصاد الوطني على إحداث مواطن شغل جديدة ومزيد العناية بالتنمية الجهوية وبقطاع الإعلام والإعلاميين كما عبر العديد منهم عن استيائهم للتدخلات الأجنبية في شؤون البلاد. للحد من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها على الاقتصاد التونسي دعت النائبة وسيلة العياري (حزب الوحدة الشعبية) لترشيد الحوافز التي يلقاها القطاع الخاص حتى يساهم في دفع الاستثمار بالمناطق الداخلية. ودعت لحث رجال الأعمال للاستثمار في الجهات الداخلية.  وفي نفس الصدد اقترح النائب محمد البشير دربال (التجمع) مزيد دعم التنمية الجهوية من خلال التعريف بخصوصيات الجهات وتوفير الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية فيها وتنمية بنيتها الأساسية وربط الجهات بالألياف البصرية وتكنولوجيات الاتصال الحديثة وطالب بدعم المنظومة الإحصائية للبلاد وبمزيد العمل على الحفاظ على النجاعة الاقتصادية والتوازنات المالية. وبين النائب الصادق السعفي (التجمع) أن تطور ميزانية الدولة يدل على حسن التسيير.. وتحدث عن تحسن مستوى المعيشة في تونس وعن انتعاشة السياسة الصحية وعن اتساع الطبقة الوسطى الذي يعد على حد تعبيره مؤشرا للاستقرار. ودعا النائب رضا بوعرقوب (التجمع) للتخفيض في نسق الدين العمومي. ولاحظ النائب بوراوي بن حسين (التجمع) أن أكبر تحدّ سيواجه تونس في السنوات القادمة هو تحدي التشغيل جراء ارتفاع عدد طالبي الشغل وخاصة من أصحاب الشهادات العليا..  الخوصصة  من المسائل التي أثيرت في قبة البرلمان في جلسة أمس التي ترأسها السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب ما يتعلق بالخوصصة وفي هذا الإطار قال النائب فوزي جراد (حزب الوحدة الشعبية) إنه بقدر رفض حزب الوحدة الشعبية خوصصة القطاعات الحيوية فإنه يعول عما توفره خوصصة القطاعات الأخرى من فرص للحد من آفة البطالة. كما دعا النائب لمعالجة منصفة لمشاكل التنمية لأنه لا تنمية وطنية دون تنمية جهوية. وقال إن الواقع يفرض مزيد بذل الجهد للعناية بذوي الاحتياجات الخصوصية وطالب بالترفيع في المنحة المرصودة لهؤلاء وبتكثيف الرقابة على قطاع المناولة ومزيد العناية بالطبقات الوسطى والضعيفة.  وفي نفس الصدد دعا النائب علي الطياشي (التجمع) لإيصال المستحقات الاجتماعية لمستحقيها وبين أن رفع التحديات هو مسؤولية جميع التونسيين من أجل إرساء العدالة الاجتماعية. وفي نفس الإطار قالت النائبة وسيلة العياري (الوحدة الشعبية) إن حزب الوحدة الشعبية يدعو لإعادة النظر في منظومة الحيطة الاجتماعية قصد النهوض بالجانب الاجتماعي. وقالت إن حزب الوحدة الشعبية يؤكد على النضال من أجل تحقيق وحدة المغرب العربي والانخراط في المجال الإفريقي والعربي.  وهو نفس ما دعا إليه النائب الهاشمي الوحشي (التجمع) الذي طالب بمزيد دعم العلاقات الاقتصادية مع بلدان المغرب العربي وشرق آسيا وجنوب أمريكا والإسراع بتركيز المصرف المغاربي للاستثمار.. وفي كلمته دعا النائب الحبيب بوجبل (التجمع) لتشريك القطاع البنكي في النهوض بالقطاع السياحي. اهتمام بالإعلام استرعى ملف الإعلام اهتمام النائب يوسف  بلاغة  (التجمع) وأكد هذا النائب على أنه لم يعد في الإعلام التونسي ممنوعات.. ودعا لتعميق التكوين الموجه للإعلاميين وتمكينهم من التكوين المستمر وطالب بدعم الإعلام البرلماني وبإحداث قناة تلفزية برلمانية وتشريك النواب في الحوارات التلفزية والاذاعية الوطنية والجهوية. ميزانية طموحة أكد عدد من النواب أن ميزانية سنة 2010 تعد ميزانية طموحة وفي هذا الإطار قال النائب عبد الرزاق ضي (التجمع) “على قدر البذر يكون الحصاد.. وعلى قدر الجهد يكون الجزاء”.. وأكد على أن هذه الميزانية ستحقق الأهداف التنموية الطموحة وستواصل تنفيذ المشاريع المدرجة في المخطط الحادي عشر للتنمية. وبين النائب يوسف بلاغة (التجمع) أن بيان الحكومة تضمن استنتاجات تبعث على الثقة.. وذكر أنه في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تخيم على العالم بأسرة تمكن الجهاز المالي التونسي من الصمود أمام هذه العاصفة بفضل ما تم إقراره من إجراءات ساهمت في الحفاظ على نسق نمو صلب. ودعا النائب لمزيد من الحذر واليقضة من أجل الرفع من الصادرات وغزو أسواق جديدة وتطوير التجارة الالكترونية وطالب باعتماد مزيد من المرونة وتحفيز رجال الأعمال الأجانب من أجل دفع الاستثمار في تونس وتوفير مواطن شغل إضافية. لا للتدخل الأجنبي عبر جل النواب عن استيائهم من التدخل الأجنبي في شؤون البلاد وفي هذا الصدد بينت النائبة وسيلة العياري (حزب الوحدة الشعبية) أن تونس لها هويتها وتاريخها ولن تسمح لأحد بأن يزايد عليها.. وذكرت أن حزب الوحدة الشعبية يطالب بتجذير التجربة الديمقراطية ونشر ثقافة الاختلاف داخل البلاد للحد من عزوف المواطن عن المشاركة في الشأن الوطني وهو يستنكر أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي لتونس.. وفي نفس السياق استنكر النائب الصادق السعفي (التجمع) الأجواء التي تسود رابطة حقوق الإنسان والخلافات التي قادت البعض فيها لتبادل العنف وبين أنها هيئة غير قانونية واستنكر إستقواء البعض بالأجنبي وأضاف “تنطبق عليها مقولة الشاعر: إذا جاءتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنني كامل”. وعبر النائب فوزي جراد (حزب الوحدة الشعبية) عن استنكاره للتدخل الأجنبي في شؤون تونس. وبين النائب أحمد السعيدي (التجمع) أن استقلال تونس هو ثمرة دماء شهداء ضحوا بحياتهم.. ونوه بموقف الاتحاد الافريقي والاتحاد المغاربي الداعم لتونس.  وقال النائب علي الطياشي (التجمع) متحدثا عن المناوئين “هناك من لا يعجبهم العجب.. ولذلك أقول لكل المتسولين على عتبات السفارات الأجنبية لقد قضي الأمر ولم يعد لكم مكان بيننا”. وفي نفس السياق قال أحد النواب “ما نيل المطالب بالتمني لكن تؤخذ الدنيا غلابا”.. وأضاف “إلي يخونها ذراعها تقول مسحورة”..  وبين النائب يوسف بلاغة (التجمع) أن تونس تعمل على مناصرة القضايا العادلة والتعايش السلمي بين مختلف الحضارات والأديان. وقال إنه “يستنكر تحركات بعض المرتزقة الذين أداروا ظهورهم للوطن” وأكد على أن المجتمع التونسي وحدة متماسكة غير قابلة للاختراق. وأكد العديد من النواب على شفافية الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة وفي هذا الصدد بينت النائبة إكرام مقني (التجمع) أن المنظومة الانتخابية في تونس تسمح بالبناء الديمقراطي وبتشريك أكثر ما يمكن من الأحزاب.. وقالت ما على الأحزاب سوى مزيد الجد لاستغلال الفرص التي سنحها لها الدستور. وبين النائب صالح الطبرقي (حزب التجمع) إن التجمع الدستوري الديمقراطي يعمل على تكريس ثقافة الديمقراطية وفيه حوار متعدد حول المسائل الجوهرية ويبرز ذلك من خلال الندوات والاستشارات.. تغطية: سعيدة بوهلال ـــــــــــــــــ المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية – النواب: ميزانية رئاسة الجمهورية.. نموذج لترشيد النفقات والاستغلال الأمثل للأموال العمومية  باردو-الصباح صادق مجلس النواب يوم أمس في جلسة مسائية على ميزانية رئاسة الجمهورية. أشاد النواب بحرص رئيس الدولة المتواصل على أن تكون ميزانية رئاسة الجمهورية أنموذجا لترشيد النفقات والاستغلال الأفضل للأموال العمومية. كما ثمنوا النشاط المتميز لرئيس الدولة وحرصه على المتابعة اليومية لإنجاز القرارات والإجراءات الرئاسية التي تشمل كافة المجالات التنموية.  وتم ضبط نفقات التصرف والتنمية لرئاسة الجمهورية لسنة 2010 في حدود 79,037 مليون دينار، مقابل 75,223 مليون دينار مرسمة في سنة 2009.  وخصصت لصناديق الخزينة اعتمادات تقدر بـ45م.د لصندوق التضامن الوطني، و187م.د للصندوق الوطني للتشغيل.  يبلغ القسط الراجع لميزانية رئاسة الجمهورية من الميزانية العامة للدولة 0.46 بالمائة دون اعتبار الحسابات الخاصة بالخزينة. علما أن الميزانية تضمنت إحداث مؤسسة “الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية” رصدت لفائدتها منحة تسيير بمبلغ 323 ألف دينار.  ولاحظ النواب أن الاعتمادات المرسمة بميزانية رئاسة الجمهورية لا تعكس حجم النشاط الحقيقي لرئيس الدولة وتنوع مجالات تدخله.  وكانت النائبة السيدة العقربي (التجمع) قد أشادت بالنجاحات التي حققتها تونس بفضل خيارات الرئيس بن علي وصواب خياراته، وبمضامين وأبعاد برنامجه الانتخابي.  وأشار النائب هشام الحاجي رئيس كتلة نواب حزب الوحدة الشعبية، رفض حزبه المبدئي لأساليب الاستقواء بالأجنبي، والتدخل في شؤون البلاد. من جهته ثمن النائب الهاشمي الوحشي (التجمع) حرص رئيس الدولة على ترشيد النفقات العمومية للصالح العام، رغم أن الميزانية المخصصة لميزانية رئاسة الجمهورية لا تعكس حجم نشاط الرئيس. وأكد النائب عامر بن عبد الله (التجمع) على التوجهات الصائبة لرئيس الجهورية ولاحظ أن ميزانية رئاسة الجمهورية تعكس ميزات حسن التصرف، ودعا إلى ضرورة فهم وتعميق القراءة لمنهجية رئيس الدولة لضمان مواصلة تحقيق تقدم البلاد ونموها.  دعا النائب ابراهيم حفايظية (الوحدوي) إلى مزيد اعتماد اسلوب الحوار في حل الملفات السياسية من خلال دعم التنمية الجهوية والمناطق الريفية والحدودية تحصينا للبلاد. فيما أكدت النائبة روضة السايبي (التحرري) على أن مواصلة الإصلاح السياسي أفضل رد على الحملات المسعورة على تونس الصادرة عن بعض الأطراف الخارجية. ولاحظ النائب منجي الخماسي (الخضر) أن مسؤولية المؤسسة الرئاسية جسيمة تتصل بالحياة اليومية للمواطن، مقترحا الترفيع في ميزانية الرئاسة لما تقتضيه مصلحة الوطن. وعبر النائب أحمد الغندور (الوحدوي) عن تمسك حزبه بالثوابت الوطنية واستقلال القرار الوطني ورفض الاسقواء بالأجنبي، مقترحا اعتماد الديمقراطية المحلية لانتخاب رئيس المجلس الجهوي، لخلق روح المبادرة والمنافسة النزيهة بين الجهات.  ودعا النائب عمر بالحاج صالح (التجمع) إلى تكوين لجنة من مفكري البلاد تنضم إليها شخصيات عالمية لترشيح الرئيس بن علي لنيل جائزة نوبل للسلام.  ولاحظ النائب عبد الوهاب الاينوبلي (الوحدوي) أن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مكسب وطني لكل التونسيين لا يجب ان تتحول الى منبر سياسي لبعض الفصائل السياسية، وتساءل عن مدى وجود سعي لحل أزمة الرابطة بالتنسيق مع الوزارات المعنية. جدير بالذكر أن مجلس النواب صادق في نفس الجلسة على ميزانيتي مجلس النواب ومجلس المستشارين.  ـــــــــــــــــــــــ وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: رئيس الدولة حريص على تكثيف الحوار بين كل الأطراف ومزيد العناية بكل الجهات باردو -الصباح توجه السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية لدى رده على تساؤلات النواب، بالشكر الى النائب الذي اقترح الترفيع في ميزانية رئاسة الجمهورية، ولاحظ أن رئيس الدولة يرفض الترفيع فيها ويطلب المزيد من الضغط على الميزانية.  واكد بن ضياء الحرص الكامل للرئيس بن علي على اعطاء الدفع اللازم للتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية خاصة وان برنامج سيادته الانتخابي يدعو كل أصحاب النوايا الصادقة للعمل من أجل تونس لرفع التحديات ووضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات.  وعبر الوزير عن شكره واعتزازه بما جاء في كلمات النواب من تعلق بالرئيس وانجازاته وخياراته من أجل عزة تونس والرفع من شأنها والإرتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة. كما شكر النواب على رفضهم المطلق لكل تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية.  واكد  حرص رئيس الدولة على تكثيف الحوار بين كل الأطراف ومزيد العناية بكل الجهات خاصة منها التي تتطلب مزيدا من الدعم.  رفيق بن عبد الله – أيمن الزمالي  (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 02 ديسمبر 2009 )    

يحق لتونس أن تفخر بريادتها في مجال حماية حقوق المرأة


بقلم: غوردن غراي سفير الولايات المتحدة بتونس أصبح اليوم العنف ضد المرأة وباء عالميا لا تحدّه الانتماءات الجنسية و العرقية و الطبقية و الدينية و لا المستويات التعليمية ولا الحدود الدولية. انها ليست فقط قضية المرأة، بل تمثل تحديا عالميا لحقوق الإنسان والأمن. ولتونس تقاليد راسخة في مجال حماية حقوق المرأة يحق لها الافتخار بها، ومع ذلك يبقى العنف مشكلة عالمية تتطلب حلولا دولية. لذا فان الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع الدول لتتبع ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم ، وللتأكد من التنفيذ الفعلي للقوانين التي تقر مساواة المرأة وتحررها من كل أشكال العنف. كما نحن نعمل من أجل تعزيز مشاركة الرجل في وضع حد للعنف. ونطلب من فقهاء الدين إدراج هذه الرسائل في أنشطتهم وطرق تواصلهم بما يتفق مع جميع الاديان.  وقد خصص العالم منذ سنة 1991 الأيام الستة عشر التي تفصل بين 25 نوفمبر، ذكرى اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المـرأة، و 10ديسمبر، ذكرى اليوم الدولي لحقوق الإنسان، للتأكيد على أن فكرة العنف المرتكب ضد المرأة بسبب نوعها الإجتماعي يمثل انتهاكا أساسيا لحقوق الإنسان. انها مشكلة كل أمة، تحتاج الى رد فعل في مستوى خطورة هذه الجرائم .فهذا اليوم الدولي يمثل فرصة للمجتمع الدولي ليؤكد من جديد عزمه على حماية حقوق المرأة من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين الاجناس. النساء هن مفتاح التقدم والازدهار في القرن 21 ولا يمكن للانسانية أن تتقدم بتهميشها وسوء معاملتها. فبمنحها حقوقها وتوفير تكافؤ الفرص لها في التعليم والرعاية الصحية، والعمل، والمشاركة السياسية، تتمكن النساء من دفع أسرها ومجتمعاتها ودولها الى الامام. (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 02 ديسمبر 2009 )  

تونس… طموحات زوجة… و شيخوخة رئيس


شبكات إخبارية   
ولدت ليلى عام 1957 في أحضان عائلة بسيطة. كان والدها بائعا للخضر والفواكه الطازجة. لما حصلت على الشهادة الابتدائية، التحقت بمدرسة الحلاقة. التقت رجل أعمال يدعى خليل معاوي، وهي في سن الثامنة عشرة، وتزوجت منه قبل أن تطلق منه 3 سنوات فيما بعد . وبفضل معارف زوجها بدأت في مخالطة عالم رجال الأعمال. ويشير المحققان إلى أن ليلى كانت تتعاطى المتاجرة في بعض السلع بين تونس وإيطاليا. وفي أحد الأيام ألقي عليها القبض وسحب منها جواز سفرها. حينها طلبت من أحد معارفها، الجنرال طاهر مقراني، التدخل لاسترجاع الجواز. وليس من المستبعد أن يكون بن علي، الذي كان آنذاك مديرا للأمن، قد تعرف عليها في تلك الفترة. ولما أبعد بن علي إلى بولونيا سفيرا لتونس، بعد أحداث قفصة، تعرفت ليلى على فريد مختار، وكان لقاء حاسما في حياتها. كان الرجل مثقفا، عاشقا للفن، ومنشطا للنادي الإفريقي لكرة القدم لتونس. وكان صهرا لمحمد مزالي، الوزير الأول آنذاك. وبفضل فريد مختار تم تشغيل ليلى سكرتيرة في إدارة شركة باطيمات، أحد فروع الشركة التونسية للأبناك. سياسيا بدأت العلاقات في التوتر بين حلف محمد مزالي وحلف بن علي الذي كانت تسانده مجموعة من أقربائه، وخاصة صلاح الدين لطايف. وباستقواء حلف بن علي، سقطت أول ضحية، فريد مختار، حيث دبرت له حادثة سير نقل على إثرها إلى مستشفى أمراض التنفس قبل أن يموت. في السنوات التي تلت وصول بن علي إلى الحكم، كدس المقربون من النظام ثروات هائلة، لكن لا أحد بسط هيمنته كلية على هذه الثروات. غير أن المواجهة ما لبثت أن اندلعت بين كمال لطايف، الذي عارض زواج بن علي بليلى الطرابلسي، وبينه. غير أن هذه الأخيرة نجحت في إلحاق الهزيمة بكمال لطايف. وابتداء من 1996 أينعت شراهة عشيرة ليلى الطرابلسي، إذ استحوذ أخوها الأكبر، بلحسن، على شركة الطيران، التي ستصبح «كارتاجو-آيرلينز» ، والتي حولها إلى محور تجاري للعائلة. ما من أحد من أقارب ليلى إلا استحوذ على قطاع من قطاعات اقتصاد البلاد. إذ يستعرض الكتاب شراهة حلف الطرابلسي، واغتناء الإخوة، والأخوات، السريع، والفضائح التي تسبب فيها البعض مثل عماد طرابلسي، الذي سرق يختا بقيمة 1,5 مليون أورو من ميناء بونيفاسيو بكورسيكا. أمام شراهة عائلة ليلى، حاول بن علي أن يلعب دور الحكم المغلوب على أمره. غير أن زوجته تملك سلطة أقوى من سلطة الوزير الأول ويمكنها أن تقلب الحكومة، تعين وتسرح السفراء والمدراء العامين كيفما يحلو لها. ضربت شبكة أقربائها والمقربين منها خيوطا عنكبوتية حول كل القطاعات: الهاتف الخلوي، الأبناك، التعليم الحر،…ويشير المحققان إلى أن الطبقة الوسطى بدأت تشعر بالإنهاك وبأن الرياح بدأت تدور في اتجاه غير الذي يشتهيه نظام بن علي.  تزوجها زين العابدين بن علي، بعد طلاقه من نعيمة بن علي، ولديهما ثلاثة أبناء؛ سرين وحليمة ومحمد.  في اكتوبر 2008 توفي ابن شقيقها الشاب طارق الطرابلسي اثر جرعة مخدرات زائدة. في اكتوبر 2009، صدر كتاب حاكمة قصر قرطاج. يد مبسوطة على تونس الصادر في فرنسا تناول فيه مؤلفاه ما سمياه هيمنة زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على مقاليد السلطة في البلاد.  ويتحدث المؤلفان وهما الصحفيان نيكولا بو وكاترين غراسيه في الكتاب المحظور بيعه في تونس عن سيطرة عائلة ليلى الطرابلسي وعائلة الماطري على زمام الأمور في كثير من مناحي الحياة بعد أن توعكت صحة الرئيس.  وقال مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان إن كتاب “حاكمة قرطاج.. الاستيلاء على تونس” يتحدث عن قيام ليلى بن علي بتسيير أمور البلاد وأنها نصبت أفرادا من عائلتها في مناصب حساسة بتونس. (المصدر: موقع تونس أونلاين. نت بتاريخ 02 ديسمبر 2009  )

كتاب نيكولا بو وكاترين غراسييه عن تونس: السيدة “الوصية على قرطاج”


بقلم كامل العبيدي – واشنطن” لم يستحث كتاب(•) على ما يبدو عداوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهيرة للصحافيين الانتقاديين كما فعل كتاب نيكولا بو وكاترين غراسييه بعنوان “الوصية على عرش قرطاج: السيطرة على تونس”(•)، هذا الجمع الذي يأتي في الوقت المناسب لروايات عن صعود النفوذ السياسي والاقتصادي لزوجته الثانية واتهامها بالتورّط في الفساد، في وقت “يشارف فيه” حكمه السلطوي “على نهايته” لأسباب صحية، بحسب صحافيَي التقصي الفرنسيَين اللذين وضعا الكتاب. لقد رفعت ليلى طرابلسي، مزيّنة الشعر السابقة التي يُزعَم أن بن علي صادقها عندما كان ضابطاً أمنياً رفيع المستوى وتزوجها بعد خمس سنوات من تسلّمه السلطة عام 1987، دعوى في باريس ضد الكاتبَين بتهمة القدح والذم. وقد رفضت المحاكم الفرنسية طلبها فرض حظر فوري على الكتاب وسمحت بصدوره قبيل إعادة انتخاب بن علي غير المفاجئة في تشرين الأول الماضي لولاية خامسة ممتدّة لخمس سنوات. على الرغم من أن كتاب “الوصية على قرطاج” ليس موثّقاً بقدر Notre Ami Ben Ali (صديقنا بن علي) الذي شارك بو في تأليفه إلى جانب جان-بيار توكوا من صحيفة “الموند” ونُشِر قبل بضعة أسابيع من إعادة انتخاب بن علي “الأورويلية” بـ99 في المئة من الأصوات قبل عشرة أعوام، إلا أنه استقطب مزيداً من الاهتمام الإعلامي وتسبّب بغضب أكبر في القصر الرئاسي. يُنسَب الفضل على نطاق واسع للكتاب إلى جانب مقالات وملاحظات نقدية من صحافيين ومعارضين تونسيين محاصَرين، بالمساهمة في خفض نسبة الأصوات التي حصل عليها بن علي من نحو 95 في المئة عام 2004 إلى 89.62 في المئة في الانتخابات الأخيرة. لقد أفادت المجموعات الدولية التي تعنى بحرية الصحافة عن زيادة الهجمات على الصحافيين في تونس عقب صدور الكتاب في فرنسا. كانت حقائبهم تخضع للتفتيش بحثاً عن نسخ من الكتاب لدى وصولهم إلى مطار قرطاج في تونس. وحُظِرت المواقع الإلكترونية التي تعرض الكتاب أو تنشر خبراً عنه. وتعرّض الصحافيون المحليون، لا سيما أولئك الذين اقتبس عنهم المؤلفان أو اشتُبِه بتعاونهم مع زميلَيهم الأجنبيين، للاعتداء أو سُجِنوا في خضم حملة غير مسبوقة لتشويه سمعة الصحافيين التونسيين والأجانب الذين ينتقدون النظام. يلفت الكاتبان إلى أنه لولا الحقوق – الفريدة في المنطقة – التي منحها الرئيس السابق الحبيب بورقيبة للمرأة التونسية بعد بضعة أشهر من الاستقلال عام 1956، ما كانت زوجته الثانية وسيلة بن عمار ولا زوجة خلفه الثانية لتتمكّنا من ممارسة كل هذا النفوذ السياسي أو التمتع بكل هذه الأضواء. لكن ليلى طرابلسي توصَف بأنها أكثر جشعاً وخطورة بكثير لمستقبل البلاد من “الماجدة وسيلة” التي طلّقها بورقيبة المتقدّم في السن والذي أصبحت تصرّفاته غريبة، وذلك قبل عام من قيام بن علي بطرده من منصبه بسبب “إصابته بالخرَف”. وفقاً للكاتبَين، لا تتمتّع طرابلسي بصحة ممتازة بسن الثانية والخمسين وحسب، بل تطّلع أيضاً على كل أسرار الدولة منذ عام 1987. لقد وضعت أزلامها في كل مكان، وجمعت إلى جانب عائلتها الممتدّة التي تبدي تضامناً مطلقاً بين أفرادها، ثروة طائلة تستطيع “شراء طاعة أي شخص متردّد”. ومن هنا قانون 2005 السيّئ السمعة الذي منح “منافع تقاعدية” هائلة للرؤساء السابقين عند مغادرتهم منصبهم أو لعائلاتهم في حال وفاتهم. سرعان ما أُقِرّ القانون وتمت الموافقة عليه ونشره في وقت كانت تكثر فيه الشائعات عن صحة الرئيس. يعتبر المؤلفان بو وغراسيه أنه إذا توفي بن علي، 73 عاماً، فجأة أو أصبح عاجزاً عن النهوض بأعباء منصبه، فقد تصبح زوجته “الوصية على قرطاج” وتحوّل تونس من “ديكتاتورية ناعمة” إلى “جمهورية موز”. لا يزال ابنهما الوحيد، محمد، دون سن العاشرة. ويرجّع الكاتبان صدى شائعات متزايدة في أوساط التونسيين بأن مرشح السيدة الأولى المفضّل لخلافة زوجها هو صهرها، رجل الأعمال والسياسي الصاعد صخر الماطري، 29 عاماً، الذي برز واحداً من أغنى الأقطاب الصناعيين والإعلاميين في البلاد بعد زواجه من ابنتها نسرين. وشقيق السيدة الأولى الأصغر، رجل الأعمال الحاضر في كل مكان بلحسن طرابلسي، هو شخصية بارزة أخرى في ما يسمّيه التونسيون “العائلة الحاكمة”. يروي المؤلفان أيضاً كيف تمت حماية ابنَي شقيقَيها، عماد ومعز طرابلسي، من المقاضاة في فرنسا بعد تورّطهما في سرقة يخوت فخمة. أحد اليخوت المسروقة، وقد شوهد يرسو قرب القصر الرئاسي في قرطاج في أيار 2006، يملكه برونو روجيه، وهو مصرفي مقرّب من الرئيس السابق جاك شيراك ووزير داخليته آنذاك نيكولا ساركوزي. وقد عُرِف عن الرجلَين امتداحهما مهارات بن علي القيادية. كان ساركوزي رئيس الدولة الأول بعد العقيد القذافي الذي يحكم ليبيا المجاورة منذ عام 1969، الذي هنّأ بن علي على إعادة انتخابه. يخصّص بو وغراسيه حيّزاً كبيراً للحديث عن قدرة مجموعات الضغط الموالية لبن علي في باريس على توسيع دائرة داعميه في أوساط السياسيين الفرنسيين من الاتجاهات المختلفة. وتشمل هذه المجموعات “رجلاً مضيافاً” غالباً ما يدعو الصحافيين الذين يغطّون أخبار تونس لتناول العشاء في أفخر المطاعم الباريسية و”تمضية عطلتهم مع عائلاتهم في أحد نواديه في تونس على نفقة الأميرة”. ويَمضي الكاتبان لتبيان التناقض بين التزلّف الفرنسي والطريقة التي ترفع بها الولايات المتحدة صوتها لانتقاد سجل بن علي الذي يزداد سوءاً في مجال حقوق الإنسان، وللحض على وقف الهجمات على الصحافة. كما تشجّع واشنطن ديبلوماسييها على الاجتماع بالمعارضين التونسيين “مما يثير غضباً عارماً لدى القصر الرئاسي في قرطاج”. ويخلصان إلى أنه في غياب “حوار سياسي متماسك وحقيقي” مع تونس، “تتحوّل باريس نحو الإطراء على ديكتاتور في طريقه للخروج من السلطة”. “ميدل إيست إنترناشونال” ترجمة نسرين ناضر (•) La Régente de Carthage: Main Basse sur la Tunisie Nicolas Beau and Catherine Graciet La Découverte, Paris 2009 ( صحافي تونسي)   (المصدر: صحيفة النهار (يومية – لبنان) بتاريخ 02 ديسمبر 2009)

شهادات من رحلات المنفى  ( قصّة فاخر بن محمد / الحلقة الأولى ) الطاهر العبيدي

taharlabidi@free.fr


لا شك أنّ المتأمّل في هذا الشتات من الشباب والعائلات التونسية الموزّع في أنحاء أوروبا يتساءل كيف جاءوا ؟ ومن أين جاءوا وكيف استطاعوا أن يصلوا إلى هنا ؟؟؟ وكيف اجتازوا طوق البحار والحدود هؤلاء المهجّرين الفارين من جحيم السجون والتهديد بالحبس والتعذيب، وقطع الأرزاق عانوا الكثير…قد يقول البعض سخرية أنهم أبدعوا في الهروب وغيرهم أبدع في الصمود، ويقول آخرون أنهم بخروجهم تركوا مساحة الظلم تتسع…ويقول آخرون أن من سنن النضال أن يتواجد البعض خارج مناطق الحصار والسجون..وبين قول هذا وذاك نجد أن وراء كل منهم حكاية، وراء كل واحد منهم قصة تلامس الخيال وتتجاوز المعقول، وراء كل واحد منهم فيلما واقعيا يصور عذابات التشرّد والتيه والمحنة، وراء كل واحد منهم سنين المخاطر والاختفاء واجتياز الحدود خلسة وحكايات مع البوليس والمطارات والحدود، ووراء كل واحد مغامرات تخترق المعقول…حاولنا رصد هذه الحكايات بألسن أصحابها دون التدخل في الأحداث وتزو يقها إلا للدبلجة. كلّ ذلك كي نسجل للجيل القادم شهادات حية عن ابتكارات الهاربين من الظلم وفيما يلي نسجّل لكم هذه الرحلة الواقعية… ” فاخر بن محمد ” طالب بكلية الشريعة 24 سنة أعزب من مدينة القلعة معتمدية قبلي، مدينة طيبة التربة والأهل يترابط فيها السكان مع ترابط قلوبهم. وككل المدن الجنوبية التونسية تتأصّل فيها قيم الود والألفة والرجولة والكرم…مدينة هادئة الطبع رغم حرارة مناخها، تحتضن الجميع، طبيعتها قاسية ومع ذلك فهي تحنو على الكل، وتضم إلى تربتها كل “الدوار” في ليالي السمر الصيفي، وتعانق كلّ القبيلة أثناء ساعات العمل اليومي في الغابات لجني الدقلة، التي يمتزج فيها العرق بالمواويل الجنوبية…في هذه المدينة المتشبثة بالنخلة والزيتونة، نشأ فاخر بن محمد رضع من ثدي التربة الصلبة رضع من حب الأهل والجيران، وترعرع على قيم الانتماء إلى الله إلى الخير والانتماء إلى تونس الخضراء…ولم يدم كثيرا هدوء المدينة فسرعان ما تعرّضت إلى عواصف صحراوية، كان فيها البوليس السياسي التونسي كالإعصار، كالشقاء يقوّض هدوء هذه البلدة الوديعة. فهجم أحد الأيام على بيت أهل فاخر، معتقلا أخويه الاثنين والتهم متوفرة وبلغنا فيها الاكتفاء الوطني، وحققنا فيها فوائض من حيث الاجتهاد القانوني ومحتلف التسميات – الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها — عقد اجتماعات وتوزيع مناشير- الانتماء إلى عصابة مفسدين – التجمهر في الطريق العام – المشاركة في مظاهرات تحرض على الشغب.. والقائمة مفتوحة على التهم المعروضة بالأكداس. وحين لم يكن فاخر هناك أثناء مداهمة العائلة،  توارى عن الأنظار، وتمكن من الفرار إلى ليبيا…وكانت بدايات فاخر الحزينة مع الرحلات المستحيلة…كانت تجربة فاخر مع الهجرة والترحال وفراق تونس معدومة، ومع ذلك ارتمى في المجهول وفرّ إلى ليبيا يوم 7 جانفي 1992. فلم يكن فاخر أثناء وجوده هناك مطمئنا ولا مرتاحا…ظل فاخر في ليبيا متسكعا بين حضائر البناء، يشتغل يدفن شوق الوطن والحنين في ساعات العمل المضنية، ويتنسم أخبار تونس الحبيبة من أفواه القادمين الجدد…وكان يتوارى في بيت من بيوت “القصدير” كي يتحاشى أنظار اللجان الثورية الليبية…تأجّج الشوق في كيان فاخر، ولطمه الحنين ودغدغته نسائم التربة، وتحركت في داخله ذكريات أرضه الجميلة. فبات كل ليلة تطوف بخياله صور العائلة و هي تتدفأ حول “الكانون” وتتسامر وتحكي حكايات كي ينام الصغار. اشتعل وجدانه وحامت في ذهنه أبيات الشاعر نسيب عريضة:  أحب بلادي و إن لم أنـــــــم    قرير الجفون بأجفانهــــــا  فكم أنّت النفس من بأسهــــا    وناءت بأثقال أشجانهـــــا تود الرجوع إلى عشهـــــــا    وليس الرجوع بإمكانهـــــا   وزادت نفسه تأججا وهياما، وهو الفتى الذي لم يجرّب يوما أن يفارق أهله، لم يجرّب أن يبتعد كثيرا عن تلك الأرض الجميلة التي عانقت طفولته وشبابه، فبات كما قال الشاعر محب الدين الخطيب تحنّ الكرام  لأوطانهـــــا     حنين الطيور لأوكارهـــــــا  وتذكر عهود الصبـــــــــا     فتزداد شوقا بتذكارهــــــــا  ظل فاخر يصارع هذا الإحساس الدافق والشعور اللاذع بالغربة والحنين. وفي لحظة من لحظات الشوق والعطش الوطني، جمع الفتى أدباشه وركب المخاطر وقرّر العودة من حيث أتى. كان يعرف المصير فهو لم يدخل إلى السجن يوما، ولكنه كان يستمع كثيرا إلى حكايات أصدقائه من الشباب الطالبي الذين صار أغلبهم “فئران سجون”. كان كثيرا ما يسمع روايات الخارجين من هناك من المعتقلات. فكثيرا ما شاهد حملات الاعتقال وسطوة البوليس الجامعي على الأحياء الجامعية ورغم ذلك قرّر العودة. كان يمنّي نفسه أن الأحداث والاعتقالات هي سحابة صيف.ثم هو إنسان عادي طالب غضّ العود، لا شيء في ذهنه يدمّر، لا مخطّط انقلابي في أوراقه…فقط هو ذاك البدوي الذي يحب الطبيعة، يحب الأرض وكل  الناس، يحب بلده تونس الحبيبة ويحب الله، ويحب الصلاة، ويحب أصدقائه في المساجد. هو كمثل ذاك الطائر الذي يروم أعالي الجبال وكم كان يعشق البداوة في كل شيء. كان بسيطا بساطة فلاحي “الدوار” ظل فاخر أثناء الرحلة يستعيد شريط الأيام، ويحلم حلم الأطفال، يحلم برؤية أمه ومعانقتها طويلا بطول التسعة أشهر من رحلة العذاب التي قضاها بعيدا عن دفء الأمومة، يحلم بترجمة رحلة المتاعب إلى الأهل والأصدقاء، يحلم بالتسكع في تلك الواحات الطليقة…وصلت السيارة أول نقطة عبور حدودية بين ليبيا وتونس وهي”راس الجدير”. لاح علم بلده يرفرف، استنشق نفسا طويلا، ودّ في تلك اللحظات أن يتدثر بعلم وطنه، تمنى أن يقبّل التربة، أن يقبل الحجر والشجر والأرض ويغتسل بالرمل ويعانق المطر، كان بين الفرحة والخوف…قدّم فاخر جواز سفره إلى عون الجمارك، وبعد تفحّص الجواز أشار إلى فاخر بالانتظار، وهنا ارتجت أحلام الفتى وتبخر اللقاء الموعود، واستيقظت في داخله هواجس البلاء، وظل فاخر في المنطقة الوسطى بين الأمل المبتور، والحلم المكسور، حين استيقظ من شروده على إثر لكمة عنيفة من عون الجمارك أمام الناس، تلتها سلسلة من جمل معاني الترحيب والاستقبال ” جيت يا كلب يا ابن الكلب معندكش وين تهرب منّا “، وفي الحين وجد فاخر ذاك الفتى الغض الجسم وجد نفسه محاطا بعدّة أعوان دفعوه إلى داخل زنزانة الحجز التابعة لمركز الحدود في انتظار الغد كي ينقل إلى الداخلية..الداخلية وما أدراك ما الداخلية…هناك يا فاخر ستلقى العذاب، ستتورّم ساقيك من الضرب المبرح…غدا يا فاخر ستصرخ كثيرا ولا أحد يرحمك … غدا يا فاخر يوم الإهانة والمذلة…غدا يا فاخر ستعرف بأنك المسئول عن كل مآسي العالم…وارتسمت أمامه صورته وهو مقيدا بالسلاسل، ورأسه إلى أسفل والعصي تنهال عليه وهو يستغيث والسياط تنهش جسمه، واللكمات تجش  رأسه، أغمض عينه متحاشيا هذه المشاهد المؤلمة…وفجأة اخترقت أذنه صرخات المعتقلين وهم يستغيثون هناك في الزنزانات الانفرادية. اقترب بحواسّه يميّز الأصوات والأجساد المقيدة، وما أفظع ما رأى، رأى الأستاذ “عبد الرؤوف العريبي” مرميا على الأرض مغشيا عليه بعد أن اقتلعت أظافره والدماء تنهمر من أصابعه…التفت فاخر جانبا متحاشيا هذه المشاهد المؤلمة التي تضاعف من مخاوفه وهواجسه. أسند ظهره على جدار الغرفة الحارقة، الملتهبة بشمس الجنوب كالسياط التي يراها تنهال دون رحمة على أولئك الشباب من مختلف الأعمار…فازدحمت عليه صورهم وأسمائهم ومواقعهم، وبصعوبة تعرّف على ملامح البعض منهم وصرخ فزعا يا إلهي ! هذا ” فيصل بركات “مستلقيا على الأرض يصبوّن عليه الماء، وهو لا يتحرك لماذا لا يجيب؟!وما هذه الجروح العميقة المنتشرة على كل بقعة من جسده؟! وهناك في الزنزانات المحفورة تحت الأرض، سافر فاخر بنظراته، فشاهد أجسادا متناثرة تئنّ وتتأوّه، وأخرى هامدة لا تتحرّك، تعرّف من بينها على “عبد الستار الطرابلسي” و”توفيق المرزوقي” وكثيرين لم يتمكن من معرفتهم، فقد انتفخت وجوههم وتورّمت أرجلهم واحمرت أعينهم وظل فاخر ينتقل بنظراته التائهة المزدحمة بالألم والدهشة من هذه الصور المرعبة، وافترسته الأسئلة المشتعلة؟؟؟ كيف يحصل هذا ونحن أبناء الوطن الواحد، أبناء الشعب الواحد، أبناء أبناء الاستقلال الواحد، أبناء اللسان الواحد، أبناء الجرح الواحد…وإلى أي جنس ينتمي أولئك الذين افترسوا بالسياط والكهرباء واللكمات لحم هؤلاء الشباب المساكين ؟وفجأة اضطربت الأسئلة، وتلعثمت الذاكرة وتجمّدت الكلمات حين دخل أربعة أعوان لاقتياد فاخر إلى المركز الأمني بمدنين ومن هناك مباشرة باتجاه وزارة الداخلية.. .  بقية القصة في الحلقات القادمة ملاحظة منذ سنوات طويلة وأنا أجمع قصص المنفيين التونسيين المنتشرين في العديد من الدول الغربية، عبر تدويني لشهادات حية من أفواه أصحابها، مستندا إلى وثائق وحجج مكتوبة، وشواهد وتواريخ وعينات، من أجل كتابة توثيقية قد ترى النور في شريط وثائقي في يوم ما…  

                                     

منع مآذن سويسرا.. أسباب وعلاج وتحذير


بقلم – راشد الغنوشي
يأتي قرار منع بناء المآذن في سويسرا ليدل دلالة واضحة على تصاعد تيارات اليمين المتعصب متحالفة على امتداد أوروبا مع قوة اللوبي الصهيوني.. وهو تحالف غريب، لأن من المعروف أن تيارات اليمين وريثة المسيحية ووريثة النازية، وهما في الأصل عدوان لدودان لليهودية، ولكن مياهًا كثيرة قد جرت في النهر، بما رشح العداء للإسلام ليكون جسر التواصل وأساس التحالف. يضاف إلى ذلك عامل المنافسة السياسية، بما جعل من استهداف المهاجرين وربط كل المشاكل بهم وبالإسلام من بطالة وفوضى وغيرها، لعبة رخيصة الثمن وطريقا سهلا للنفاذ إلى قلوب الناس ودغدغة مشاعرهم، والحصول على أصواتهم بالتلويح بـ”الخطر الإسلامي الداهم”. فلم تعد تلك الأحزاب محتاجة إلى تقديم برامج معقدة لإقناع الجمهور والحصول على أصواته، يكفيها التلويح ليل نهار بهذا “الخطر” وشن حملات على المسلمين والمهاجرين حتى يرتفع نصابها الانتخابي. ولقد تعزز جانب هذه الجماعات اليمينية المتعصبة والصهيونية بأحداث 11 سبتمبر، حيث تعززت فكرة أن الإسلام هو الخطر وهو العدو، وأن هذا العدو يقيم بين أظهرنا.. والخلفية الإسرائيلية بالطبع واضحة لهذه الإستراتيجية، بعد أن ظهر الإسلام طليعة للمقاومة في فلسطين وغيرها، ومن يجرؤ على ضرب زعيم القوم فقد هدد القوم كلهم، ولذلك خرجت صبيحة ذلك الحدث المشئوم، (11سبتمبر) صحيفة لوموند الشهيرة حاملة على غلافها عنوانا ضخما “كلنا أمريكان”.    المؤكد أننا في زمن قوة الإعلام، وأن حضور الإسلام والمسلمين في الإعلام حضور سلبي ومعاد، يستهدف عزلهما وتهميشهما وربطهما بكل الشرور وبفكرة “الخطر” على كل ما هو جميل ومكسب حضاري، فهم خطر على الحريات ومنها حرية النساء وحقوقهن، وعلى الفنون والآداب.. وغيرها!! وفي هذا الصدد يختار الإعلام المعادي للحديث باسم الإسلام إما عناصر علمانية حاقدة ذات أصول إسلامية، إما مأجورة أو مخترقة، أو يختار شيوخا غير مؤهلين لمخاطبة الرأي العام الغربي، متجنبة شخصيات كفؤا لهذا الأمر.. مثل البروفسور السويسري طارق رمضان.. مثلا. فشل الأقلية المسلمة إن هذا القرار يعبر عن موجة عدائية ضد الإسلام متصاعدة في المجتمعات الغربية، كما يعبر عن فشل الأقلية المسلمة في سويسرا وفي عموم الغرب في تحويل وزنها العددي إلى قوة سياسية، بسبب عزلتها وتشرذمها وتدني مستوى وعيها العام وانشغالها بخلافات مستوردة من العالم الإسلامي، وهو ما سهل مهمة أعدائها في العدوان على مقدساتها ورموزها، ودفعها إلى الهامش والعزلة.. كما أن العالم الإسلامي يتحمل مسئولية في ذلك؛ لأنه ترك تلك الأقليات لنفسها، مع أهميتها المستقبلية البالغة في الدفاع عن المصالح الإسلامية والعربية.. لقد تركها في حالة يُتم، تصارع بمفردها قوى ضخمة مدربة مثل تيارات اليمين واللوبيات الصهيونية النافذة، بل قد يصل الأمر إلى الكيد لها والتوجس مما تتمتع به من حريات مما يمثل خطرا!! خلافا للأقلية اليهودية وما تتمتع به من دعم محلي ودولي، في حين لا تجد الأقلية المسلمة من العالم الإسلامي- غالبا – سوى الخذلان، فما حدث هو تعبير عن فشل الأقلية المسلمة في سويسرا في الدفاع عن نفسها وفي كسب أنصار لها وحلفاء من القوى التحررية من أبناء البلد الأصليين. والعلاج يصبح واضحا في أن تخرج تلك الأقليات من عزلتها وتغادر خلافاتها الصغيرة، وتنخرط في الحياة السياسية في الأحزاب القائمة، وتخرج لها متحدثين أكفاء باسمها، وتبحث لها عن حلفاء وأصدقاء، من أجل أن تحول كثرتها العددية إلى قوة سياسية، فتكون لها القدرة على الدفاع عن نفسها. الغرب متعدد وليس واحدا، فليس كله يمينا فاشستيا وجماعات صهيونية، رغم ما تتمتع به هذه من نفوذ واسع في الغرب ومنه سويسرا.. بل هناك قوى تحررية تناضل ضد التعصب والفاشية والإمبريالية والصهيونية مرشحة للتعاون مع الأقلية الإسلامية، كما حصل في بريطانيا خلال الحرب على العراق سنة 2003، حيث ظهر تحالف بين التيار الإسلامي وبين طيف واسع من الجماعات البريطانية النقابية واليسارية المضادة للعولمة، أمكن لذلك التحالف أن يقود مظاهرات مليونية، ضد سياسة الحرب.. ورغم أن بلير مضى إلى الحرب لا يبالي فإن أثر تلك المسيرات لا يزال يلاحقه.. للأسف لا تزال نزوعات المحافظة هي الغالبة على الوجود الإسلامي في الغرب، ما يدفعه إلى العزلة، وبالخصوص أمام ما يشن عليه من حملات عاتية منظمة من قبل خصومه، فينكمش ولا يبحث عن حلفاء له على أساس قضايا إنسانية ووطنية مشتركة، بما تتمكن به هذه الأقليات من الدفاع عن نفسها، على خلفية الدفاع عن الحقوق والحريات ومناهضة تيارات العولمة والهيمنة.. تحذير إن أي ردود أفعال على هذا العدوان على الرموز الإسلامية ليس من شأنها إلا أن تؤدي إلى نتائج سيئة يمكن أن تكون كارثية، وليكن معلوما أنه ربما يكون جزءا من إستراتيجية هذا العدوان على الرموز الإسلامية ومنها المآذن، دفع الأقلية المسلمة للقيام بردود أفعال متشنجة، بما يوفر الوقود الكافي لتأجيج وتصعيد نيران العداوة والعدوان على الإسلام وأقلياته، والدفع نحو إنتاج صور أخرى من العدوان على الإسلام والمسلمين تعيد للذاكرة ما حصل للمسلمين في الأندلس، وبالأمس القريب في البوسنة من الطرد الجماعي للمسلمين. بينما يمكن تحويل القرار إلى مادة توعية للمسلمين في سويسرا وفي الغرب عامة وفي كل مكان، أن عليهم مغادرة مواقع التشرذم والعزلة والانكماش، والانخراط في مشاغل مجتمعاتهم وهمومها، والبحث عن حلفاء ومتحدثين جدد أكفاء لتغيير الصور النمطية السلبية المرتسمة عن الإسلام، من حيث إنه دين حرب وعداوة متأصلة للحريات وللنساء وللفنون، صورة تصادم من كل وجه أنه رحمة للعالمين. يمكن بذلك أن تتحول المصيبة إلى منحة {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}[لبقرة:216]، بما يجعل مثل هذا القرار المتعصب وأمثاله من منع الزى الإسلامي للمرأة جزءًا من الماضي، باعتباره جزءًا من سياسات متعصبة فاشستية لا مستقبل لها في عالم يتجه قدما صوب الحرية والإسلام.. قال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:8]. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 01 ديسمبر 2009)

بعد نشر تسجيلات فيديو من تاريخ الحركة الطلابية ذكريات النضال الطلابي..تحيل على الواقع المرير للجامعة التونسية


السبيل أونلاين – تونس – خاص دشن نشر تسجيلات تاريخية حول بعض فعاليات النشاط النقابي الطلابي في الجامعات التونسية إبان فترة الثمانينات من القرن الماضي كان من بينها مداخلة للزعيم التاريخي الطلابي البارز العجمي الوريمي ، نقاشا مفعم بالأمل والإحباط معا ، ويقول الناشط السياسي لطفي زيتون الذى نشر تلك التسجيلات على الموقع الإجتماعي “الفايس بوك” ، وعنونها بـ”تونس قبل العصر الجليدي” ، أن الهدف من نشر الأشرطة ليس تحريك المواجع وانما لفت الانظار الى أن الجامعة التونسية قادرة على رعاية أبطال من طينة من قادوا الحركة الطلابية التونسية إلى سنوات مزهرة ، رغم التصحر الذى وصلت إليه أوضاع الحراك الطلابي في القضايا الوطنية وغيرها . ودارت موضوعات الأشرطة حول مؤتمر الحسم الذي أسس الاتحاد العام التونسي للطلبة بتاريخ 18 و19 20 أفريل سنة 1985 ، والذى تولى رئاسة مكتبه التنفيذي الاول الزعيم الطلابي عبد الكريم الهاروني ، ومشاهد من التجمع العام المشترك الذي نظمته الحركة الطلابية بالمركب الجامعي صباح 3 جانفي 1984 ، وشهادة تاريخية حول مقتل الطالب اليساري فاضل ساسي برصاص البوليس وهو يتقدم الطلبة المتظاهرين في انتفاضة الخبز يوم 3 جانفي 1984 في مفترق شارعي باريس والحبيب بورقيبة ، وأيضا كلمة الزعيم الطلابي العجمي الوريمي (هيثم) في التجمع الافتتاحي للمؤتمر الرابع للاتحاد العام التونسي للطلبة في ديسمبر 1990 . وتطرق النقاش الذى كان مسهبا ، إلى غياب تمثيل التيار الإسلامي في الحركة الطلابية التونسية منذ حل الإتحاد العام التونسي للطلبة أوائل التسعينات من القرن الماضي ، وما خلفه من فراغ على الساحة الجامعية والوطنية بشكل عام ، وإستذكار الأجواء النضالية التى كانت تميز الوسط الجامعي . وقال نجيب العمامي :”تخرّجت من كلية الآداب في جوان 1976 وقد بدأت ملامح خارطة طلابية جديدة تتشكل. ورغم كل ما يمكن أن يقال عن تلك الفترة وتلك التي سبقتها فقد كانت فترة كوّنت أناسا لا يزال معظمهم ومن مواقع مختلفة يقاوم التصحّر الزاحف بلا هوادة”، وكان الإتحاد العام التونسي للطلبة قد تأسس رسميا في العام 1985 . كما تناول النقاش مستويات العمل المشترك بين التيارات السياسية على الساحة الجامعية قبل حظر الإتحاد العام التونسي للطلبة وإعتقال قياداته ، ليمتد إلى أسباب وتداعيات المواجهة التى إندلعت في أوائل التسعينات من القرن الماضي بين الحركة الإسلامية والسلطة وآثارها على الساحة السياسية التونسية . وتداعي النقاش إلى الكثير من الموضوعات الجانبية ، مثل الحديث عن طرح المفكر الجزائري مالك بن نبي حول قابلية الشعوب العربية للإستعمار والتى أثاره لطفي زيتون ، والتى أثارت جدلا ، ففي حين وافقه المتدخل نور الدين العويديدي في أن شعوب الأمة قاومته بشراسة ولم تكن لها قابلية للإستعمار ، رغم إختلال القوة الحاصل ، عارضهما المتدخل زهير إسماعيل الذي قال أن فكرة القابلية للإستعمار كانت من باب عدم إمتلاك الشعوب القدرة على منعه . وقد تشعب النقاش بما لا يمكن حصر موضوعاته ، فهو لم يخلو من المناكفات السياسية والأيديولوجية وتبادل الإتهامات ، والتشكيك في الروايات التاريخية للحركة الطلابية كما فعل المتدخل زياد بن سالم ، وسامي النهدي الذى مال إلى نظريات المؤامرة حتى في العلاقة بين التيار الإسلامي والسلطة ، و لاحظ المتدخل عادل الثابتي أن تاريخ الحركة الطلابية ملك للجميع بما فيهم السلطة لأنها كانت طرفا فاعلا فيه ، في ما ذهب المتدخل سامي براهم إلى التساؤل حول تحقيق “حركة النهضة” شرط الفصل بين العمل النقابي الطلابي البحت والعمل السياسي العام . ويمكن الإطلاع علي النقاش ومشاهدة الشرطة من خلال الروابط التالية : http://www.facebook.com/video/video.php?v=1252606483746 http://www.facebook.com/video/video.php?v=1258555592470 http://www.facebook.com/video/video.php?v=1260094550943 http://www.facebook.com/video/video.php?v=1261044814699  
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 ديسمبر 2009)

ركن الذاكرة الوطنية : من رموز الثورة على المستعمر الفرنسي

المجاهد البطل  محمد قرفة رحمه الله تعالى    الجزء الأول 1/2       


مصطفى عبدالله ونيسي/ باريس
البطل محمد قرفة هو بطل من أبطال الثورة على المستعمر الفرنسي في الجنوب التونسي. وهو أصيل منطقة الحوايا ، مثله كمثل رفيقه في المقاومة البطل الشهيد مصباح بن خليفة الجربوع، غير أن الأول كان من أنصار الأمانة العامة أي صالح بن يوسف، فكان مصيره شبيها بمصير زعيمه التعتيم الإعلامي  و المحاكمات الظالمة ثم الشنق. أمّا مصباح الجربوع فقد كان من أنصار الديوان السياسي ، أي الحبيب بورقيبة ، وتبعا لذلك اشتهر وذاع صيته في كل البلاد التونسية . و للتاريخ فإن محمد قرفة لا يقل درجة في جهاده وإخلاصه لتونس و تفانيه في خدمتها بكل ما هو غال و نفيس عن رفيق دربه في المقاومة مصباح الجربوع غير أن الظروف السياسية القائمة على موازين القوى القاهرة في أحيان كثيرة خدمت الثاني أي مصباح و لم تخدم الأول. ونحن  إذ نحاول التعريف بهذا البطل ،بما توفر لنا من ثائق جد محدودة،  فإننا نحاول رد الإعتبار إلى هؤلاء الرموز  حتى تعرفهم الأجيال القادمة فتترحم عليهم و تفيهم حقهم من الإحترام و التقدير. محمد قرفة- بثلاث نقاط على حرف القاف ـ كان بالنسبة إلي الجيل الأول لتلك الجهة ، أي بني خداش و ما جاورها، أسطورة ملحمية تغنى بها الشعراء و ردد اسمها الوطنيون الأحرار. فمحمد قرفة بالنسبة للسيد عمار السوفي مؤرخ الحركة الوطنية في الجنوب التونسي قد لعب أربعة أدوار في الحركة الوطنية، قلّ أن قام بها رجل أمّي في العالم. انضم هذا الرجل للمقاومة المسلحة وانخرط انخراطا كاملا في حركة الثوارسنة1952ــ 1954، ثمّ سرعان ما أصبح قائدا لمجموعة من هؤلاء الثوار. كما أنـّه أصبح قائدا صلبا و محنكا لثوار جيش التحرير الوطني في منطقة و رغمة 1956، وهي تُطلق تقريبا على كل الجنوب الشرقي. لقد ارتبط اسم محمد قرفة ،أثناء المفاوضات التونسية الفرنسية على الإستقلال التام، بجيش التحرير الوطني التونسي الذي أسسه الزعيم صالح بن يوسف سنة 1955قبل أن يغادر هذاالاخير أرض الوطن، وقد عُيـِّن المناضل الطاهر الأسود قائدا عاما لهذا الجيش، ومحمد قرفة قائدا لفرقة ورغمة في جيش التحرير. خاض هذا الجيش معارك كثيرة حالفه الإنتصار في أغلبها رغم قلة العدد والعتاد مقارنة بعدد و عتاد الجيش الفرنسي المسنود بأنصار بورقيبة أنذاك. وكانت آخر معركة قُـُبيل مفاوضات التسليم ( معركة جبل مغطى) بمنطقة أم العرائس عندما أعلنت فرنسا التخلي عن الجيش لصالح تونس. عندها وقع الإتفاق بين قادة جيش التحريرالوطني و أحد القادة الجزائريين للإتصال بالسّلط التونسية الرسمية للتفاوض، فسافر وفد من المقاومين ومعهم المناضل الجزائري و تقابلوا مع المناضلين الباهي الأدغم والطيب المهيري رحمهما الله اللذين وعدا مفاوضيهم بالسّلامة و الأمان في صورة القبول بتسليم الأسلحة، ولكنهما لم يضمنا في المناضل الهادي قدورة. و بالفعل تمّ تسليم جزء من الأسلحة بمنطقة –تلايت- من ولاية القصرين، ولكن هناك جزء من السلاح المتميّز مرره الثوار لإخوانهم الجزائريين قبل عملية التسليم. و بناء على هذا التسليم  شُكِلت في كامل المناطق  لجان أطلِقَ عليها لجان الرعاية ، و هي لجان شبيهة بالميليشيات، مارست ضغوطات وتجاوزات تجاه من شايعوا الأمين العام صالح بن يوسف، فتعرض كثير من أهالي بني خداش و المناطق المجاورة لها لظلم شديد مارسته هذه اللجان، إلى درجة أن المناضل المبروك المشلوش بحسب رواية غرس الله المحضاوي توجه إلى بورقيبة قائلا: ( لقد تحملنا استعمار 70 سنة و لم نتحمل استعمار هذين الشهرين ). لقد اتسمت تلك الفترة بالظلم و الحقد و الضغائن ، مما أتاح الفرصة للذين والوا بورقيبة ليعزلوا من شاءوا و ينصبوا من شاءوا حسب أهوائهم و من  دون أن تكون لهم الحنكة السياسية، الامر الذي خلق جوّا من التوتر وتصفية الحسابات . هذا التوتر السياسي المشحون بالكره و التباغض دفع المناضل محمد قرفة إلى الثورة من جديد. و سبب ذلك في الحقيقة ، أنّه لمّا وصلت بلدة بني خداش بعض المساعدات الإجتماعية لفقراء الحال،اتصل هذا الأخير بممثل السلطة محمد الصّغير الرّي- معتمد – يطلب منه أن يخصّ بعض الأرامل و الأيتام بنصيب منها، ولكن ممثل السلطة لمّا عَلِمَ أنّ هؤلاء الأرامل و الأيتام هم أبناء و أزواج لبعض شهداء  جيش التحريررفض طلب محمد قرفة ، و هدده بأن لا يـُعيد مثل هذا الطلب ففيه خطر على الطالب و المطلوب . ومما لا شك فيه لم ترض هذه المعاملة المجاهد محمد قرفة، فاتجه في الحال يطلب مقابلة محمد الأمين والي مدنين انذاك. فتجاهله هذا الأخير و رفض مقابلته، فتضاعف غضب محمد قرفة و عقد االعزم على الخروج للثورة من جديد.  (1)   1) المصدر الأساسي : بني خداش و جيرانها عبر الحركات النضالية/ عواصف الإستقلال للكاتب عمار السوفي/ و كذلك بعض المعلومات التي استقيناها عن طريق بعض الشهود

تونس… دولة منهكة … وشعب مغلوب على أمره


بقلم ياسمينة صالح لم تكن الانتخابات الرئاسية التونسية حدثا وطنيا ولا إقليميا ولا دوليا (هذا قدر الانتخابات الرئاسية العربية)، ربما لأن الجميع كان يعرف نتيجتها، مثلما عرف الجميع أن الرئيس زين العابدين بن علي لن يتزحزح قيد أنملة من منصبه، ليس لأنه الأفضل، وليس لأن حب التونسيين له لا يضاهيه حب، وليس لأن الانجازات التي حققتها تونس في عهده كانت مثالية أو استثنائية أو تاريخية بالمعنى الإيجابي للكلمة، بل لأن زين العابدين بن علي جاء ليبقى! الوعد الذي لن يتحقق! عندما ظهر زين العابدين بن علي إعلاميا لأول مرة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، ظهر كجنرال يمتطي ظهر الوعود السياسية. كان سهلا وقتها أن يتلفظ “بن علي” بكلمات كبيرة جدا عن ضرورة التغيير، ذهب به حبه للتغيير ول”مصلحة” الشعب حد انتقاد الرئيس التونسي وقتها “الحبيب بورقيبة” الذي كان في مرحلة الخرف السياسي العمري، بحيث لم يكن يستوعب ما يدور حوله، وكان عليه أن يتنحى قبل أن يبغ سن الخرف الفيزيولوجي، لكنه لم يفعل، ليأتي “زين العابدين بن علي” ويأخذ الحكم منه في انقلاب “أبيض” في نوفمبر 1987 من القرن الماضي، واعدا التونسيين بالتغيير في أشهر خطاباته السياسية ، قال لهم “زمن الظلم والسجون والمعتقلات انتهى” ولم يكتفي بهذا، بل ذهب إلى أن عاهد التونسيين عهدا صادقا أنه لم يسمح بأن يحكم أي رئيس تونس أكثر من خمس سنوات (عهدة رئاسية واحدة)، وأن التعددية هي التي سوف تقود تونس إلى التغيير الحقيقي والانفراج السياسي! كان ذلك أياما قبل أن يجلس على الكرسي، وقتها شعر التونسيون بالسعادة، أن يأتي هذا العسكري إلى الحكم حاملا أمل التغيير الذي يحتاجه الجميع، خاصة أنه هو نفسه إن لم ينجح في التغيير فلن يبق لعهدة رئاسية أخرى طالما وعد الحر دين! لكن زين العابدين أخلف وعده ونكثه، ولم يغادر، من وقتها وهو ينظر إلى التونسيين كملكية خاصة، مستغلا كل المتاح وغير المتاح لتحويل هذا البلد الجميل إلى معتقل كبير، وجد فيه التونسيون أنفسهم في الفخ دون أن يستطيعوا استيعاب اللعبة القذرة التي مورست عليهم. كل شيء حدث بسرعة، وقعت تغييرات إستراتيجية كبيرة في مؤسسات حساسة من الدولة، منحت مناصب للمقربين إلى الرئيس بن علي وزوجته، وتم تهميش الرجال الذين كانوا يحلمون بالتغيير الحقيقي، بعض المهمشين وجدوا أنفسهم في السجن لأنهم انتقدوا الرئيس. اتسعت الاعتقالات لتطال المواطنين العاديين، بعضهم كتب على النت رأيه، لم يكن سياسيا ولا منخرطا في حزب إسلامي، لكنه اعتقل، ورمي به في السجن، حيث الداخل إليه ليس كالخارج، والخارج منه ليس إنسانا سويا، بعد أن كشف حقوقيون تونسيين أن الخارجين من السجون التونسية يعانون إما من الأمراض الخطيرة ( السرطان) أو من أمراض نفسية، بعضهم في حالة يرثى لها!وإن بدت الحرب المعلنة من “سيادته” ضد الإسلاميين، فهي طالت فئات كثيرة من الشعب في نفس الوقت، طالت المثقفين، مثلما طالت الإعلاميين المستقلين، ومثلما طالت النقابات الحرة، ومثلما طالت المواطنين المدهوسين تحت أحذية الفساد والرشوة والمحسوبية، حيث جاء أن أزيد من 54% من التونسيين تحت الخط الأحمر من الفقر، وأن مناطق الجنوب تحتل المرتبة الأولى من المسحوقين والمنبوذين الذين يحملون الشعور أنهم تونسيون درجة ثانية!لقد انهار الإنسان أمام واقع مغلوط، يتكلم فيه الإعلام التونسي الرسمي عن انجازات رهيبة تحققت في 21 سنة من حكم بن علي. شاب في الواحد والعشرين في تونس يحلم بالهجرة على متن قوارب الموت. ذلك بالضبط ما تحقق في غياب فرص العمل، وفي غياب القانون، وفي غياب ثقافة التغيير الحقيقية، بحيث ليس من الديمقراطية في شيء فرض رئيس واحد على الشعب طوال 21 سنة! حاكمة قرطاج! تونس الدولة الرائعة بشعبها الأصيل والأبي تحولت إلى مزرعة يحكمها المقربون من العائلة الحاكمة، نفس السيناريو نجده في الجزائر، مثلما نجده في المغرب، وفي ليبيا، لكن الشيء الذي يبدو ملفتا للانتباه هو نفسه الذي كشفه أضخم كتاب صدر مؤخرا يتناول لأول مرة السيدة الأولى في تونس، تلك المرأة التي تعمل في الظل، على الرغم من ظهورها اليومي. كتاب نزل كقنبلة مدوية يحمل العنوان نفسه “حاكمة قرطاج”، يقول للتونسيين بصريح العبارة: في الحقيقة تونس تحكمها السيدة ليلى طرابلسي بن علي التي تلقب في الكواليس بالرئيسة! كتاب مثير للصدمة، صدر في فرنسا بقلم “باتريك بو” و “كاترين غراسييه” ، وإن أغضب الرئيس التونسي وأسرته كثيرا، فقد أغضب حرمه وأسرتها أكثر مما أغضبتها كتب أخرى تناولت الدور الذي تلعبه في الخفاء مع عائلتها المهيمنة على الاقتصاد التونسي، ربما لأن هذه المرة، ما جاء في الكتاب كما كتب في مقدمته ليس مجرد انطباع صحافيين فرنسيين، بل جاء من مصادر تونسية موثوقة، وأنه ما كان ليصدر كتابا بهذا الحجم لولا تلك المصادر التي يمكن تقديمها لأي هيئة قضائية دولية قد تلجأ إليها سيدة تونس الأولى للطعن في الحقائق، والتي تلخصت في الاستيلاء على عرق التونسيين، ومنح الأولويات لأهل الرئيس وأهل ” الرئيسة”، بيد أن تلك الهيمنة لا تعد كونها بورجوازية ممنوحة على طبق من ذبح بموجب المنصب الذي يحتله الرئيس التونسي، إنما تجاوزتها إلى غاية الاختلاس والنهب، والفساد على كل المستويات. فالسيدة “ليلى طرابلسي بن علي” ليست مجرد زوجة رئيس، إنها الملكة على تونس، واحدة من أكثر نساء رؤساء العرب استفادة من منصب زوجها، لم تساهم في جعل أفراد أسرتها المنحدرين من الطبقة الفقيرة أثرياء جدا فحسب، بل وساهمت في ضرب الاقتصاد التونسي بموجب ممارسات النهب شبه الصريح وبموجب الاعتداء على ممتلكات الآخرين باسم السلطة، ناهيك على أنه لا يمكن أن تتم صفقات اقتصادية دون أن تحظى بنسبة من الغنيمة، وأنها بهذا أسست لإمبراطورية يسودها الفساد الإداري والاقتصادي في أقذر صوره، في دولة منهكة على الرغم من كل ما يقال عنها، ويضيف الكتاب ليتساءل كيف أن تونس برغم أنها أرادت أن يضرب بها المثل في الديمقراطية والابتعاد عن التطرف، والعنف، لم تصل إلى مرتبة مرموقة على الصعيد الدولي اقتصاديا، وفي مجالات حساسة مثل حقوق الإنسان حيث مئات الآلاف من المعتقلين يعيشون أوضاعا مزرية بسبب انتقادات عادية لسياسة النظام الداخلية، أما الإسلاميين فهم في أقبية السجون يتحول تعذيبهم إلى وسيلة للقتل النفسي ضدهم كي لا يفكروا في أخذ الكرسي من الرئيس الذي قضى 21 عاما جالسا في منصب غامض، والحال أن القناة الخامسة الفرنسية في ريبورتاج بمناسبة الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة ذهبت لأبعد من هذا حيث تساءلت كيف أن دولة مثل تونس حاولت أن تكون أوروبية أكثر من الأوربيين أنفسهم تبدو قاب قوسين من الانهيار؟ مضيفة: أين يكمن الخلل؟ ذلك السؤال الذي تبدو إجابته جلية، على اعتبار أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في السبعينات من العمر، ولن يعيش دائما!فأحيانا يبدو الموت رحمة للشعوب! (المصدر: موقع تونس أونلاين. نت بتاريخ 02 ديسمبر 2009 )

  

الإصلاح بين المتن والهامش


عبدالسلام المسدّي     
وثيقة الإسكندرية هي العبارة المختصرة التي تطلق -في أدبيات الإصلاح العربي، وفي أدبيات المنظمات الأهلية المنضوية تحت قباء المجتمع المدني- على ذاك النص الذي صدر عن “مؤتمر قضايا الإصلاح العربي: الرؤية والتنفيذ” الذي التأم في مكتبة الإسكندرية في (12 – 14 مارس 2004) وهو نص بمثابة البيان الشامل الذي جمع بين توصيف الحال العربية ورسم مسالك الخروج منها بتطوير مؤسّساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بغاية الارتقاء بها إلى المنزلة التي تناظر منزلة المجتمعات المتقدمة في العصر الحديث. وقد تمت طباعة الوثيقة في كتاب من الحجم الصغير ووُزع، ثم تكررت طباعته. وألحقت بنص البيان قائمة بأسماء أعضاء اللجنة الاستشارية (9 أعضاء) وقائمة بأعضاء اللجنة التحضيرية (13) وقائمة بمن وقعوا على الوثيقة في ذاك المؤتمر (173) وبوسع من يتفرغ للأمر أن يُجريَ قراءة متأنية لتركيبة كل هؤلاء يستعين فيها بمعايير التحليل “السوسيو– ثقافي” وكذلك “الجيو- سياسي” ليسبر أغوار تلك المبادرة الفريدة من نوعها. اشتملت الوثيقة على بيان مبدئي ثم نصت على تأسيس منتدى الإصلاح العربي على أن يكون فضاءً مفتوحاً للمبادرات والحوارات الفكرية والمشاريع العربية، سواءٌ فيما يتعلق بمسيرة الإصلاح العربي، أو إقامة جسر لكل أشكال الحوار والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني العالمي؛ على أن يتم ذلك من خلال عقد ندوات وحوارات مشتركة، عربية وعالمية، حول موضوعات التنمية بشكل عام، يضاف إلى ذلك تنفيذ مشروعات التعاون في مجالات التنمية المختلفة. كما أن آليات المتابعة قد نصت على تأسيس مرصد اجتماعي عربي يتابع نشاط المجتمع المدني العربي، ويقيّم مشاريع الإصلاح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك باعتماد الأسلوب العلمي في ضبط المؤشرات الكمية والكيفية. وكانت أصوات عديدة نادت -أثناء النقاش داخل اللجان الأربع وأثناء الجلسات العامة- بأن يكون المؤتمر سنويا وبأن يتحدد له موعد ثابت. وتم فعلاً تأسيس المنتدى، وتولى المنتدى فعلاً تنفيذ التوصية الخاصة بانتظام المؤتمر، فتواترَ انعقادُه في الأسبوع الأول من شهر مارس كل سنة بانتظام مطلق منذئذٍ. ثم بُعث لاحقاً مرصد الإصلاح العربي وصدر أول تقرير له عن مسيرة الإصلاح لعام 2008 والتقرير الثاني لعام 2009 هو الآن في حكم الجاهز. ليس غرضنا هنا أن نعرّف بمؤتمر الإصلاح، ولا أن نقدّم المنتدى، ولا المرصد، ولا أن نذكّر بما جاء في الوثيقة، وإن كان كل ذلك من المهمات النبيلة، بل من الواجبات المتعيّنة كي يتبصّر كل متابعٍ للوضع العربي العام بدقائق المسألة وبخبايا الحراك السياسي وأعراضه؛ إنما غرضنا أن نلفت الانتباه إلى قضية دقيقة محدودة: لماذا ضيّع أولو الأمر في وطننا العربي فرصة ثمينة قـلّما تتاح لهم بأن يحتضنوا المبادرة، ويردّوا تحيّتها بأحسن منها، فيعطوا المثل الناصع الدال على أنهم لا يعادون المجتمع المدني ولا حين يُخلص النية ويبرهن على نضجه الحضاري، ولا يخاصمون نخبَهم الفكرية ولاسيما حين يَثبت لديهم أنهم لا يشككون في شرعيتهم السياسية الماضية، ولا في شرعيتهم الحاضرة، وإنما يسعون إلى أن يؤسّسوا معهم شرعية مستقبلية لا تعود على الجميع إلا بالخير العميم. ويكفي هؤلاء النخبَ شرفا واعتزازا أنهم ختموا وثيقتهم قائلين: “ويؤكد المجتمعون -في النهاية- أن رؤى الإصلاح التي قاموا بصياغتها لا تقع مسؤولية تنفيذها على الحكومات وحدها، وإنما على المجتمع المدني والحكومات معاً، فالمستقبل الواعد لأمتنا العربية لن يتحقق إلا باستثمار كل الطاقات الخلاقة، والاجتهادات الأصيلة. والعمل الدؤوب الذي يجمع بين الرؤية والتنفيذ”. تناولت وثيقة الإسكندرية أركان الإصلاح الأربعة بحسب مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة، ولكنها قدمتها بتمهيد وجيز أبانت به منطلقاتها المبدئية العميقة، وكانت سمة التحري الدقيق هي الحاضنة في صيغ الخطاب ودلالاته وإيحاءاته؛ وعلى هذه الأسس ذكر البيان أن الذين اجتمعوا في المؤتمر كان حافزهم أن يتدارسوا إمكانات الإصلاح اللازمة لتطوير مجتمعاتنا العربية، وقد انتهت مناقشاتهم إلى ضرورة الإعلان عن اقتناعهم الكامل بأن الإصلاح أمر ضروري وعاجل، ينبع من داخل مجتمعاتنا ذاتها، ويستجيب إلى تطلعات أبنائها في بلورة مشروع شامل للإصلاح، يضم الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشروع يسمح بالتعامل مع أوضاع كل قُطر على حدة، وينتظم في نسق عام يحدد القواسم العربية المشتركة، بما يتيح الفرصة لكل مجتمع عربي كي يدفع خطوات الإصلاح الخاصة به إلى الأمام، ويزيد من التواجد العربي على الساحة الدولية ويبعده عن التقوقع والتمحور على الذات. وفي الوقت نفسه، يرسّخ لإطار تعاون إقليمي يجعل من الوطن العربي كيانا أكثر إيجابية وفاعلية وتأثيرا على الصعيد الدولي. ولكن ديباجة الوثيقة لم تنتهِ إلا بتأكيد أن المجتمعات العربية تملك من النضج والخبرة التاريخية ما يجعلها قادرة على الإسهام في تشكيل الحضارة الإنسانية، وتنظيم أمورها وإصلاح أوضاعها الداخلية، مع ضرورة الانفتاح على العالم وتجاربه الإصلاحية والتفاعل معها، طبقاً لقائمة أولويات محددة. ثم انطلقت الوثيقة تجلو مضامين الأركان الأربعة، فبدأت بأولها وهو السياسي، واستلهمته مستفيضة في تحليل الاستحقاق الديمقراطي، وضرورة “السير بالمجتمعات والدول العربية قدُما، وفي غير إبطاء أو تردد، وبشكل ملموس، في طريق بناء نظم ديمقراطية”. تُرى! أهذا الذي أزعج النظام الرسمي، فأجمع قادته على تجاهل جهد المجتمع المدني في أعلى درجات نخبه، وحرموا أنفسَهم أن يقدموا في قمة مجموعة الثماني في “سي آيلاند” (يونيو 2004) بديلا لمبادرة الإدارة الأميركية حول الشرق الأوسط الكبير، فخلقوا فراغا تلقفه الأوروبيون فقدموا مشروع الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا؟ ربما! لاسيما وقادتنا -يقيناً- قد قرؤوا بقية النص وعلى أعينهم نظارات سوداء ولم يتلطفوا في أن يستبدلوا بها عدسات شفافة تغوص في الأعماق على البعد الثالث: “وعندما نتحدث عن نظم ديمقراطية -بوصفنا ممثلي المجتمع المدني العربي- فإننا نقصد بها، دون أدنى لبس، الديمقراطية الحقيقية التي قد تختلف في أشكالها ومظاهرها، وفقا للتغيرات الثقافية والحضارية من بلد لآخر، ولكن جوهرها يظل واحدا، فهي تعني ذلك النظام الذي تكون الحرية فيه هي القيمة العظمى والأساسية بما يحقق السيادة الفعلية للشعب الذي يحكم نفسه بنفسه من خلال التعددية السياسية التي تؤدي إلى تداول السلطات، وتقوم على احترام كافة الحقوق في الفكر والتنظيم والتعبير عن الرأي للجميع، مع وجود مؤسسات سياسية فعالة، على رأسها المؤسسات التشريعية المنتخبة، والفضاء المستقل، والحكومة الخاضعة للمساءلة الدستورية والشعبية، والأحزاب السياسية بمختلف تنوعاتها الفكرية والأيديولوجية”.  (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 02 ديسمبر 2009 )

شراء و تأديب المعارضين أفضل من اعتقالهم!!


بقلم ياسر الزعاترة    في الولايات المتحدة خلال الخمسينيات، وفي معرض تصفية المدّ الشيوعي تعاونت المؤسسة الأمنية الأميركية مع المافيا، وكان ذلك التعاون هو العامل الأهم في تصفية الشيوعيين، والوسائل التي استخدمت كانت من النوع البشع الذي تستحيل مقاومته، لاسيما أنه يتجاوز “المطلوب” إلى أسرته الصغيرة والكبيرة، فضلا عن استهدافه هو بشكل شخصي عبر وسائل تصعب مقاومتها مثل الضرب في الشوارع أو الاتهامات الأخلاقية (اغتصاب، مخدرات.. إلخ)، أو حرق البيت والسيارة، إلى غير ذلك من الوسائل. منذ ذلك الحين، بدأت أجهزة العديد من الدول تستلهم تلك التجربة بين الحين والآخر، بما في ذلك الدول الغربية التي تستخدمها على نحو أكثر نعومة (الاستهداف الوظيفي والحرمان من النشر أو الظهور في وسائل الإعلام المعروفة بالنسبة للمثقفين، الفضائح الجنسية والمالية لبقية المعارضين)، وإن بقي السجن والاعتقال والتعذيب هو المفضل عند الكثيرين، لاسيما بعد تطور وسائل التعذيب وتوفر أنواع منها لا تترك آثارا واضحة على الجسد، إلى جانب التعذيب النفسي الأقدر على انتزاع الاعترافات وإسقاط الخصم أو تحطيمه، كما فعلت إحدى الدول العربية التي استخدمت وسيلة بالغة السطوة في التعامل مع جماعات العنف الإسلامية، حيث كان المعتقل يُهدد باغتصاب زوجته أو أمه أو أخته بعد أن يؤتى بها أمام عينيه. لا خلاف على أن السجن، وتبعاً له التعذيب يظل العنوان الأبرز في سياق حرب المعارضة والمعارضين، لكنه يغدو عبئا في بعض الأحيان، أكان بسبب صعوبة توفير التهم الحقيقية المقنعة بحق المستهدف، أم لأن اعتقاله سيتسبب في المزيد من الجدل بشأن القضية التي أثارها، فضلا عن تداعياته المتمثلة في صناعة أبطال يلتف الناس من حولهم. ويغدو الموقف أكثر صعوبة في ظل تبني العديد من الدول العربية لنهجِ ديمقراطيةِ الديكور الشكلية التي تفرض التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بطريقة مختلفة، وفوق ذلك الخوف من وسائل الإعلام ذات السطوة في السنوات الأخيرة، لاسيما الخارجية منها، ما يعني إثارة الكثير من الضجيج حول البلد ومستوى الحرية فيه. لا ننسى بالطبع أن الوسيلة الأفضل لإسكات المعارضين، لاسيما الكبار منهم، هي الشراء، والسبب هو أن مثل هذه الوسيلة لا تسكت المعارض المعني فقط، وإنما تبث الإحباط في صفوف جماعته وأنصاره، ومن ثم تفقد الناس الثقة في نهج المعارضة برمته، وهو هدف بالغ الأهمية بالنسبة للأنظمة. كل ذلك لا يغني عن الطريقة التي بدأنا بها هذه السطور، وهنا تتفنن الجهات المعنية بحرب المعارضة وقواها ورموزها في اختراع الوسائل المناسبة، وقد تابعنا خلال السنوات الماضية الكثير من الوسائل التي تستخدم في هذا السياق. في بلد عربي معروف قامت الأجهزة باستهداف شيخ معارض يعمل في سلك المحاماة، فصوروا له فيلما في وضع فاضح مع امرأة في مكتبه على سجادة الصلاة، بينما اتهموا آخر بفعل شنيع مع شاب ووفروا صوراً مناسبة لذلك، ومؤخرا اختطفوا صحافيا وأوسعوه ضرباً بعد مشاركته في ندوة خارج الوطن عن حرية التعبير. في ذات البلد، ترابط الشرطة المدنية أمام باب المعارضين، وتلاحقهم من مكان إلى مكان، فتحول بينهم وبين التواصل مع الناس. أما في بلد آخر اشتهر بالبلطجة فوقع اختطاف بعض المعارضين وتجريدهم من ملابسهم ورميهم في الصحراء، بينما استهدف آخرون بمصادرة أموالهم التي تعبوا في تجميعها، واستهدف نوع آخر باستهداف أبنائهم بالإسقاط وابتزازهم من خلالهم. وفي بلد ثالث لا تعتقل الأجهزة الأمنية المعارضين إلا بتهم أخلاقية!! في عدد من الدول الأخرى، وإضافة إلى ما تقدم، يجري افتعال قضايا شرف للعديد من المعارضين (فضلا عن توريط الأبناء). أما الأكثر شيوعا فيتمثل في الضرب في الشوارع وحرق السيارات والمكالمات المزعجة، وهي جميعا تسجل ضد مجهولين أو تصنف بوصفها “طوشات عادية”، ولا يصل التحقيق بشأنها إلى أية نتيجة. هذه هي الدولة الحديثة التي تضخمت فيها أجهزة الأمن على نحو رهيب، وصارت سطوتها أكبر من قدرة المعارضة على المواجهة بالعضلات، الأمر الذي يستدعي نمط مواجهة جديداً يتمثل في النضال السلمي الذي تشارك فيه قطاعات واسعة من الناس يصعب استهدافها من دون العبث بأمن المجتمع برمته. لقد بات واضحاً أن عضلات الأفراد، بل التنظيمات مهما قويت لن تكون قادرة على مقارعة أجهزة بتلك القوة والجبروت تتبع دولا مدعومة من قوىً كبرى، ما يعني أنه من دون حراك جمعي واسع النطاق لن يكون بوسع قوى المعارضة تحقيق التغيير، بل لا حتى التعبير عن هواجس المجتمع بشكل معقول. كل ذلك لا يقلل من أهمية الرموز الكبار الذين يتحدّون ويضحّون، لأنهم في نهاية المطاف ضرورة ملحة لقيادة القافلة، ومن دونهم لن يكون بوسع الجماهير أن تتحرك أو تغير.     • كاتب أردني (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 02 ديسمبر 2009  )

 

صالحوا الشعوب على الطريقة الأرجنتينية!

د. فيصل القاسم قلما تجد نظاماًً عربياً لم تتلوث يداه بدماء شعبه، فماضي العديد من الأنظمة كان ومازال دموياً بامتياز، بدءاً بدول المغرب العربي وانتهاء بدول المشرق، فمازالت فترة “سنوات الرصاص” في المغرب ماثلة للعيان، حيث شهدت تلك الحقبة التاريخية بعد قصف الريف المغربي، انتهاكات دأب النظام وقتها على ممارستها ضد معارضيه من اعتقال قسري بدون محاكمة إلى سرية أماكن الاعتقال أو حتى الاختفاء والتذويب بالأسيد. وكلنا يتذكر ما حدث للمعارض الشهير المهدي بن بركة، ناهيك عن الممارسات الجهنمية الفظيعة التي اقترفتها أجهزة الأمن المغربية بحق السجناء في السجون المغربية سيئة الصيت كـ “الصخيرات وتزمامارت” وغيرهما من المعتقلات الرهيبة التي قلما تجد لها مثيلاً في تاريخ الهمجية البشرية. وليس بعيداً عن المغرب، شهدت الجزائر فترة دموية عصيبة امتدت لحوالي عقد من الزمان، وأدت إلى مقتل مئات الألوف من الشعب الجزائري في خضم الصراع بين الدولة ومناوئيها. وفي ليبيا مازال المعارضون يطالبون حتى هذه اللحظة بإغلاق سجن “أبو سليم” الرهيب الذي شهد حصد أرواح الألوف من المساجين على أيدي أجهزة الأمن الليبية. ناهيك عن الاتهامات الأخرى التي توجهها منظمات حقوق الإنسان للسلطات الليبية على ضربها بيد من حديد لكل من تسول له نفسه مجرد انتقاد النظام. صحيح أن تونس لم تشهد صراعات دموية كبيرة بين النظام ومعارضيه، إلا المعارضة التونسية تتحدث عن ممارسات دموية بحق الشعب التونسي على أيدي أجهزة الأمن يندى لها الجبين حتى هذه اللحظة. وبدورها، شهدت مصر معارك طاحنة بين النظام ومعارضيه، وخاصة الإسلاميين منهم، كانت لغة التواصل الوحيدة مع الإسلاميين وما زالت هي لغة الحديدة والنار والبارود. وقد راح في خضم تلك المعارك العديد من الضحايا الأبرياء. وقد كانت حقبة الثمانينات في سوريا حقبة عصيبة سالت خلالها دماء غزيرة بعد الصراع المرير بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، وعانت البلاد إبانها الويلات مادياً وبشرياً. واليوم لم يكتف النظام اليمني بضرب معارضيه بالسياط وزجهم في السجون، بل وصل به الأمر إلى استخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات الحربية لسحق الحوثيين وسط مباركة عربية واضحة، لا بل إن بعض جيرانه العرب راحوا يساعدونه عسكرياً في سحق الحوثيين ومحوهم عن بكرة أبيهم. وبدورها، أهلكت أجهزة الأمن السودانية أرواح الألوف من السودانيين بنفس الطريقة العربية التقليدية، ألا وهو السحق والمحق. ومازالت تحصد أرواح الألوف في مناطق الصراع كدارفور وغيرها. صحيح أن المغرب والجزائر كانتا أفضل من بقية الدول العربية في عملية التصالح ورأب الصدع مع جراح الماضي. فقد سنت الجزائر العديد من قوانين المصالحة وتضميد الجروح، فكان هناك قانون السلم والرحمة، ثم الوئام وغيرها. وقد نجح النظام الجزائري في رأب الصدع نوعاً ما بين السلطة والشعب. وصحيح أيضاً أن المصالحة في المغرب قطعت شوطاً لا بأس به، حيث حاول النظام الظهور بمظهر الذي يريد التكفير عن ذنوبه الكثيرة بحق شعبه ومعارضيه. وهو فعل جدير بالاحترام في عالم عربي يرفض الاعتراف بأي ذنب. لكن المصالحات العربية تبقى ناقصة مقارنة بالمصالحات التي تجريها البلدان التي تحترم نفسها كالأرجنتين مثلاً. فعلى الرغم من مرور حوالي أربعين عاماً على المجازر التي ارتكبتها أجهزة الأمن الأرجنتينية بحق بعض الأشخاص خلال الحقبة الديكتاتورية، إلا أن الدولة الأرجنتينية لم تعمل بمبدإ “عفا الله عما سلف”، ولم تحاول التغطية على تلك الفترة الدموية من تاريخها، كما تفعل الدول العربية الوالغة في دماء شعوبها. فقد بدأت المحاكم الأرجنتينية بملاحقة المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان من الفترة الممتدة من عام 1976 وحتى عام 1983. ومن المتوقع أن يقع في شباك المحاكم العشرات من كبار ضباط المخابرات والأمن الأرجنتينيين. وفي حال تورطهم، فإنهم سيودعون السجون على ما اقترفت أياديهم من جرائم بحق الشعب الأرجنتيني. على العكس من ذلك، نجد أن معظم الجنرالات والضباط الكبار الذي قتلوا المئات من الأشخاص في البلدان العربية، إما أنهم يقضون بقية حياتهم معززين مكرمين في قصور وفيلات منيفة في أجمل وأرقى المناطق السكنية، أو أنهم يستثمرون الملايين التي نهبوها خلال فترة خدمتهم داخل البلاد العربية في المطاعم والمراقص والملاهي والعقارات الفاخرة، أو في العواصم الغربية. فهناك ضباط عرب كبار يستثمرون في العقارات والبارات في بعض الدول الغربية، ناهيك عن أنهم يحتفظون بحسابات دسمة جداً في البنوك الغربية. فليس من عادة الأنظمة العربية إلا أن تكرم كل من خدمها أمنياً، وذلك بحمايته من الملاحقة وتحصينه ضد كل القوانين الوطنية، لا بل بإغداق الثروات والامتيازات عليه بعد انتهاء فترة خدمته. وغالباً ما تقوم بعض الدول بترقية ضباطها كلما ثار اللغط حول همجيتهم، أو بعد قيامهم بمجازر من النوع الرهيب. وحتى الدول التي أجرت نوعاً من المصالحة كالمغرب مع ضحايا الأجهزة، فهي لم تقدم على معاقبة ضابط واحد. فمازال كبار الضباط يسرحون ويمرحون على هواهم، مع العلم أن بعضهم كان يعود إلى بيته عند الفجر وثيابه ملطخة بدماء الضحايا الذين كان يعذبهم في أقبية وزارات الداخلية. ومن غير المتوقع أبداً أن تعاقب الدول العربية ضباط الأمن لأنهم عماد الأنظمة وحماتها الأوائل. ولو أقدم نظام عربي على معاقبة ضابط أمني ما فإن ذلك قد يهز العلاقة بين المؤسسة الأمنية والنظام. هل شاهدتم يوماً مخبراً يمثل أمام محكمة عربية؟ بالطبع لا، فالأجهزة الأمنية في بلادنا محمية من رأس النظام حتى لو سحقت البلاد والعباد. بعبارة أخرى، فإن المصلحة متبادلة بين الجانبين؛ الأجهزة تحمي النظام والنظام يحميها. كيف لا والجانبان كل لا يتجزأ، خاصة وأنه لا سلطة تنفيذية ولا تشريعية ولا قضائية في العالم العربي، بل هناك سلطة تحتكر كل السلطات، ألا وهي السلطة الأمنية. لا شك أنه كان من حق بعض الدول أن تتصدى لبعض الجماعات التخريبية التي كانت تريد أفغنة وصوملة بعض البلدان العربية. ولا شك أيضاً أن من حق الدولة احتكار العنف حسب المفكر الألماني ماكس فيبر. لكن بشرط أن يكون النظام الذي يحكم الدولة منتخباً من قبل الشعب، وليس قادماً إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات أو بالانقلابات أو عن طريق البطش والإرهاب، كما هو حال العديد من الدول العربية. زد على ذلك أن بعض الدول العربية لا تستخدم العنف المشروع، بل تتصرف بعقلية قطاع الطرق والعصابات الفالتة من عقالها، فتبدو تصرفاتها مع شعوبها على أنه أقرب إلى الحروب منها إلى الضبط والقيادة. صحيح أنه بود الشعوب العربية أن ترى حكامها يتعاملون معها على الطريقة الأرجنتينية وذلك بمعاقبة الأجهزة التي أساءت للشعوب، لكن ذلك ضرب من المستحيل، فليس من المعقول أبداً أن يعاقب الطغاة الطواغيت. ولو لم تنتقل الأرجنتين من الحقبة الديكتاتورية إلى الحقبة الديموقراطية لما رأينا ضابط أمن أرجنتينياً واحداً يخضع للمحاكمة. بعبارة أخرى فإن ما يحدث في الأرجنتين هو محكمة الديموقراطية للديكتاتورية القديمة البائدة. أما عندنا فما زالت الديكتاتورية في أوج ازدهارها. وبالتالي لا تتوقعي أيتها الشعوب إلا مزيداً من البطش والتنكيل. (المصدر: “القدس العربي” (يومية – لندن) بتاريخ 11 نوفمبر 2009)

يأس في رام الله

أوري مسغاف هذا الاسبوع ارتكبت مخالفة جنائية. لا يمكنني ان ادعي حتى عدم المعرفة. يافطة حمراء كبيرة عند الحاجز قرب مخيم قلنديا للاجئين كانت توضح ذلك جيدا. الدخول الى المنطقة أ ممنوع على الاسرائيليين. قد يكون هذا اضطراراً امنياً، ولكن يوجد فيه ايضا معنى رمزي. على مسافة دقائق معدودة من القدس تقع عاصمة السلطة الفلسطينية، معتدلة وهادئة، وزيارتها هي بمثابة جريمة. اسرائيل ستحيي السنة القادمة ذكرى عشر سنوات على الرؤيا احادية الجانب الفاشلة والهدامة. وهذه فرصة جيدة، قد تكون الاخيرة لترك هذا الخيال البائس. رام الله تنتعش. النمو الاقتصادي واضح في زخم البناء وفي النشاط المتسارع للقطاع الانتاجي والتجاري. المقاهي تعرض الى جانب الشاي الشوكولاتة الساخنة في كؤوس طويلة. المطاعم تجبي اسعار تل ابيبية ولكن الشك سائد. كل شيء هش، يقول المحللون. التقيت هنا بعضا من الزعماء البارزين في السلطة الفلسطينية. اعضاء في الصف المركزي من فتح، ناطقين بالعبرية الطلقة، أناس مكثوا لسنوات في السجن الاسرائيلي ويعرفوننا افضل مما نعرف نحن انفسنا. يفهمون التاريخ والسياسة، يتميزون بحكمة الحياة وبالمنطق السليم، ذوو حس دعابة ناعم واحساس بالمفارقة. التزمت الديني يخيفهم، وكذا سفك الدماء. يؤمنون بالدولتين للشعبين في حدود 1967. اذا كانت هناك خطيئة واحدة لا تغتفر في قائمة مظالم ايهود باراك فهي سلسلة الفهم بأن ليس للاسرائيليين شريك فلسطيني. لم يكن لدينا ابدا شركاء افضل من اولئك. بهذه الوتيرة، قريبا لن يكون لنا ايضا. في البداية كان تخريب واع ومنهجي لمؤسسات السلطة. بعد ذلك جاء فك الارتباط. في فتح لم ينتعشوا منه حتى الآن. وبدلا من الخروج في ظل الاتفاق مع ابو مازن، قال لي الوزير السابق قدورة فارس: هربتم واعطيتم هدية لحماس. بعد ذلك انا يفترض بي ان اشرح للشارع الفلسطيني بأن هذا ليس انتصارا للمقاومة المسلحة. صفقة شليط التي تنسج تخرجهم عن طورهم. 14 سنة ونحن نحاول تحرير السجناء بالمفاوضات، يقول سفيان ابو زايدة وزير شؤون الاسرى، وها هي جاءت حماس، اختطفت جنديا اسرائيليا وتحقق صفقة. والان يتعين علي ان اجادل الادعاء بأنكم لا تفهمون سوى لغة القوة. فعلنا كل ما هو مطلوب منا في خارطة الطريق، يقولون. نفذنا خطة دايتون، اخضعنا قوات الامن لاسرائيل. شرطتنا يتلقون الاوامر من اشكنازي وديسكين. وماذا تلقينا بالمقابل؟ اليأس والاحباط لديهم يفترض ان يقضا مضاجعنا. سنوات من البناء المنفلت العقال في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية سحقت ايمانهم بالمسيرة السياسية. فارس وابو زايدة هما من رجال مبادرة جنيف، ولكن مثل الكثيرين من رفاقهما يعارضون العودة الان الى طاولة المفاوضات. وهم يفضلون التركيز بالتالي على تحقيق حسم او اتفاق داخلي فلسطيني. عدم ايمانهم بحكومة نتنياهو متطرف. البيان عن تجميد البناء، في ظل استكمال آلاف وحدات السكن التي بدأ البناء فيها واعطاء أذون بناء لعشرات ‘المؤسسات العامة’ هو من ناحيتهم اقل مما ينبغي ومتأخر اكثر مما ينبغي. قررنا ان نكف عن ان نكون اغبياء، قالوا لي في رام الله. ماذا هناك؟ ألا يحق لنا مرة واحدة في التاريخ؟ اذهب انت وجادلهم. يديعوت 1/12/2009 (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم  01 ديسمبر 2009)

باكستان: الرئيس ليس فوق القانون


محمد كريشان  
باكستان ليست فقط تفجيرات بيشاور وملاحقة القاعدة ومعارك وزيرستان. في هذا البلد بعض النقاط المضيئة الجديرة بالمتابعة خاصة عندما تتعلق برئيس الدولة ومدى القدرة على محاسبته. أمر لنا معه في البلاد العربية قصة ملتبسة تجعل من الرؤساء عندنا آمنين منذ أول يوم دخولهم القصر الرئاسي إلى خروجهم منه، في الغالب للالتحاق بالرفيق الأعلى. عندما تسلم علي آصف زرداري مقاليد البلاد العام الماضي ظن أن سنوات السجن والملاحقات قد ولت وبأن الرئاسة كفيلة بجب ما قبلها وبأن العفو الصادر بحقه في الأول من تشرين الاول/أكتوبر 2007 كفيل بأن يحميه إلى الأبد. حسابات اتضح زيفها أو على الأقل قصر نظرها إلى حد الآن. وقد كان الرئيس السابق برفيز مشرف أصدر وقتها هذا العفو على زرداري وزوجته الراحلة بنازير بوتو وآخرين تحت اسم ‘قانون المصالحة الوطنية’ لإتاحة المجال أمام إشراك المعارضة في مبادرة للمصالحة الوطنية. ولأن في باكستان تقاليد دستورية وقانونية لا يستهان بها رغم سنوات العسكر الطويلة والديكتاتورية فقد منحت المحكمة العليا الباكستانية في تموز/يوليو الماضي، بعد معاودة ممارسة صلاحياتها، مهلة للبرلمان انتهت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر للمصادقة على هذا العفو وهو ما لم يفعله، رغم محاولات الرئيس المريرة، فبطلت بالتالي مفاعيله. لم يعد أمام زرداري أمام هذا الوضع سوى التمترس وراء منصبه الرئاسي بالقول إنه يتمتع بحصانة ولا يمكن استئناف ملاحقته في قضايا فساد مالي عديدة هو وجماعته. وهنا تبرز نقطة أخرى هامة تحسب للنظام السياسي الباكستاني حيث يمكن للبرلمان أن يعلنه فاقدا للأهلية مما يجرده من المنصب ويعيده مواطنا عاديا أمام الشعب والقانون. في هذه الحال لم يجد زرداري، المتراجعة شعبيته كثيرا مع انتقادات واسعة من الصحافة الباكستانية، من خيارات سوى محاولة ‘التخفف’ من أعباء الرئاسة عبر التنازل لرئيس وزرائه عن الكثير من الصلاحيات عسى ذلك يشفع له ويبعد عنه سيف العزل ولو لفترة. باختصار شديد، زرداري الذي استفاد إلى أقصى حد من أجواء التعاطف الشعبي مع حزب الشعب بعد اغتيال زوجته وتمكن بفضل ذلك من الظفر بسدة الرئاسة يمكن الآن بسهولة أن يعود ثانية إلى السجن الذي قضى فيه سنوات بتهم فساد. وقد يعود معه أيضا كثيرون من قائمة تضم 8041 شخصا شملهم العفو من بينهم زرداري وعدد من الوزراء. وإذا كانت عراقة القوانين في فرنسا وهيبة العدالة أتاحت العودة لمحاسبة الرئيس جاك شيراك بعد تركه المنصب عن مخالفات مالية وإدارية عندما كان رئيسا لبلدية باريس قبل أكثر من أربعة عشر عاما، فإن باكستان قد يحق لها أن تفخر لاحقا بأنها اتجهت إلى محاسبة رئيسها وهو في منصبه، مسقطة لعفو لم تره إلا طامسا لمبدأ المحاسبة والمساواة أمام القانون. صحيح أن باكستان لم تصل بعد إلى هذه المرحلة لكنها واردة للغاية في ضوء تبرم الرأي العام من زرداري وشراسة المعارضة وعلاقته السيئة مع الجيش القوي في البلاد. قشة النجاة الوحيدة الآن أمام زرداري هي إمكانية التعويل على الإدارة الأمريكية عساها تهب لنصرته في سياق الحرص على جبهة موحدة بمحاذاة أفغانستان وما تشهده من انتكاسات لواشنطن وحلفائها. احتمال قد يمتحن جديا في ضوء ما كشفته صحيفة ‘واشنطن بوست’ أول أمس الاثنين من أن الرئيس اوباما عرض على باكستان ما سمي بشراكة إستراتيجية معززة، من ضمنها مساعدة عسكرية واقتصادية متزايدة مع ‘ضمانات’ تتعلق بأن الولايات المتحدة ستواصل زيادة مجهودها العسكري والمدني في أفغانستان وان أي انسحاب متسرع من هذا البلد غير وارد. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم  02 ديسمبر 2009)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

Lire aussi ces articles

10 août 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année,N° 3731 du 10.08.2010  archives : www.tunisnews.net  Liberté et Equité: L’éloignement, une injustice faite

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.