Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2549 du 16.05.2007
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: لا تتركوها تموت كمدا وجوعا مراسلون بلا حدود: اعتداءات متكررةعلى الصحافي سليم بوخضير تحديث عريضة التضامن مع الصحفي محمد فوراتي تحديث عريضة التضامن مع الصحفي عبد الله زواري رويترز : تونس تقول إنها منعت 8 آلاف كتاب في معرض الكتاب معاريف: مثقفون عرب يجتمعون في تونس للبرهان علي أنه يوجد اسلام مختلف رويترز : تونس تزيد منح مدرسي الثانوي بعد اضرابات الصباح: بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي:: ** توقيع محضر اتفاق حول المنحة الخصوصية.. وهذه التفاصيل الصباح:في الغرابة من ولاية صفاقس:حريق هائل في مصنع يتسبب في هلاك فتاة وخسائر مادية فادحة الصباح: البناء الفوضوي:ما الجدوى من إصدار قرارات هدم في ظل صعوبات كبيرة عند تنفيذها؟ رسالة عبد الكريم الهاروني السّجين السّياسي التّونسي إبن الزيتونة: من يقف وراء إفشال ﹰمبادرات ﹰ الحامدي المتكررة ؟ د. محمد الهاشمي الحامدي: دعوة وبشارة نصر الدّين بن حديد: إلى رضا الملّولي: أنت إله، فمن يكون نبيّك؟ أنت نبيّ، فأين كتابك؟ أنت زعيم، فأين بيانك؟ صابر التونسي: السّواك الحار رقم 30 محمد العروسي الهاني : حدث إنعقاد مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية في 17/05/1979 يذكرني بمواقف الشجاعة وعدم الخوف ومحاربة الوهم
د عاشق بوعوني: غزوة الفارس لزهر في بر قفصة
شكري الصيفي : الزعيم بورقيبة بين الذاكرة والتاريخ
زهير الخويلدي: إعادة بناء علم أصول الفقه من أجل فقه المقاومة والتحرير
محمد كريشان: النكبتان الفلسطينيتان
رويترز: حقوقيون ونقابيون مغاربة يرفضون دعم امريكا للإعلام والسياسة
رويترز: متمرد جزائري سابق ينتقد استبعاد السلطات للإسلاميين
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 17/05/2007
بـيـان
لا تتركوها تموت كمدا وجوعا
تواصل السيدة فطيمة بوراوي والدة السجينين التوأمين وليد و خالد العيوني إضرابها عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي بمنزلها الكائن بقليبية ولاية نابل و قد حاصر البوليس السياسي منزلها و منع عنها كل زيارة و قد حاولت السيدة زينب الشبلي والدة السجين السياسي خالد العرفاوي مؤازرتها و الاهتمام بشؤونها فانتقلت للغرض من ولاية بنزرت إلى ولاية نابل لقضاء يوم 15/5/2007 بجانبها لكن البوليس السياسي منعها من الدخول إلى المنزل و أوقفها طيلة الليلة الفاصلة بين 15 و 16 ماي 2007 أمام منزلها و أجبرها على قضاء كامل الليل بالطريق العام و في الصباح الباكر أجبرها على امتطاء سيارة أجرة أرجعتها حوالي الساعة السادسة صباحا إلى تونس كما تنقل محاميها رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الأستاذ محمد النوري لزيارتها بمنزلها و الاطمئنان على حالتها لكن البوليس السياسي اقتفى أثره و أوقف سيارته للتثبت من هويته و هوية السائق مرتين في نقطتين مختلفتين لا تبعد إحداهما عن الأخرى عدة كيلومترات و أخيرا بأن أمرا يقضي بمنعه من مواصلة سيره و الدخول إلى مدينة قليبية.
و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقليبية أوفد لها طبيبا خاصا هو الدكتور لطفي بن يونس لفحصها و لمعرفة مدى تأثير نقص المواد الغذائية على تدهور صحتها و قرر لها وصفة بأربعة أدوية امتنعت عن تناولها مواصلة منها للإضراب عن الطعام و لم يكتف الطبيب بإجراء الفحوصات الطبية إذ أمر بإجراء تحاليل على عينة من دمها لم ترد على الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نتيجتها إلى الآن.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي سبق لها أن استنكرت المضايقات المسلطة على السيدة فطيمة بوراوي و ولديها تجدد استنكارها لمثل هذه الممارسات .
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
.
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 16 مايو / أيار 2007 تونس- تونس
** اعتداءات متكررةعلى الصحافي سليم بوخضير**
** مراسلون بلا حدود – RSF **
تعرّض الصحافي سليم بوخضير للاعتداء عدة مرات في شوارعتونس إثر كشفه في مقالاته عن مسؤولية أحد أقرباء الرئيس زين العابدين بن علي عنالتدافع الذي أودى بحياة عدة مراهقين في خلال الحفل الموسيقي لنجوم ستار أكاديمياللبناني.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “إن سليم بوخضير هو منالصحافيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان القلائل الذين لم يستسلموا بعد ويثابرونفي النضال اليومي في سبيل الحريات المدنية في تونس على رغم خضوعه لرقابة الشرطةالمشددة أمام منزله وفي كل تحرّكاته”.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الواقع في 3 أيار/مايو 2007، تم الاعتداء على سليم بوخضير أمام المبنى الذي يشتمل على مكتب المحامية راضيةنصراوي في تونس. فقد اعترض عناصر من الشرطة طريق الصحافي وأنقضوا عليه بالضربمتهمين إياه بالخيانة والتجسس. وفي 15 أيار/مايو، اعتدى عليه رجل كان قد رآه برفقةعناصر مكلّفين بالمراقبة لدى خروجه من مقهى إلكتروني. إلا أنه تمكن من اللجوء إلىمقر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي تقع على مقربة من مكانالاعتداء.
يرى سليم بوخضير أن هذين الاعتداءين يرتبطان بمقالاتنشرها حول مأساة صفاقس (270 كلم جنوبي تونس). ففي 30 نيسان/أبريل 2007، لاقى سبعةأفراد حتفهم في خلال الحفل الغنائي الذي نظّمه نجوم النسخة اللبنانية من ستارأكاديمي. فما كان من الصحافي إلا أن ندد في مقالاته بإهمال منظّم الحفل الذي ينتميإلى عائلة ليلى بن علي زوجة الرئيس. والجدير بالذكر أن هذا الصحافي يتعرّض للتنكيلباستمرار كما حدث في كانون الأول/ديسمبر 2006 فيما كان يتوجه برفقة ساميا عبو ومنصفمرزوقي وسمير بن عمار إلى سجن كيف لزيارة المحامي المعتقل محمد عبو.
تذكّر مراسلون بلا حدود بأن الرئيس التونسي زينالعابدين بن علي هو من صيادي حرية الصحافة الـ34 في العالم. لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب: حجار سموني مراسلون بلاحدود شارع جوفري , ماري باريس, 75009 تليفون: 33144838484+ فاكس: 33145231151+ بريد الكتروني: moyen-orient@rsf.org الموقع: http://www.rsf.org
تحديث عريضة التضامن مع الصحفي محمد فوراتي
باريس / 17 – 5 – 2007
الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى ـ
نحن صحفيون من مختلف المنابر، ومؤسسات إعلامية متنوعة، من عديد البلدان العربية والأوروبية، نتوجه بهذه العريضة للرأي العام الدولي والعالمي، للتعبير عن تضامننا المطلق مع زميلنا محمد فوراتي، الصحفي الحالي بجريدة الشرق القطرية، وسكرتير تحرير سابق لجريدة الموقف التونسية، وعضو هيئة تحرير مجلة أقلام أونلاين الإلكترونية، من أجل استرداد حقه المسلوب، على إثر محاكمة مصطنعة، تدلّ كل القرائن أنها ذات طابع سياسي، برّئته منها المحاكم عديد المرات، ونطالب السلطات المعنية بغلق ملف القضية، ورفع هذا الحيف، الذي يحرم الزميل من العودة إلى تونس لزيارة الأهل والعائلة، والكفّ عن توزيع التهم المجانية.
كما أننا نغتنم مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لنجدّد وقوفنا المبدئي والأخلاقي مع الزملاء: سامي الحاج مصوّر قناة الجزيرة، وتيسير علوني الصحفي بنفس القناة، والمناداة بإطلاق سراحهما، وسنظل متمسّكين يقينا وقناعة ومبدأ بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير.
الطاهر العبيدي / taharlabidi@ free.fr
الكاتب العام للجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى / www.jafe.org
بـــــــــــــلاغ
نحيّي كل المساندين على هذه الوقفة المشرفة، التي تدل فيما تدل على الوعي الوطني، والحس الإنساني الراقي تجاه القضايا العادلة، من أجل أن نكون دروعا واقية ضد سهام المظالم، وسوف نظل مرابطين حتى ترفع المظلمة المسلطة على الصحفي الحر محمد فوراتي.
**********************************
قائمة الموقعين على العريضة حسب الحروف الأبجدية
1 / أمينة الزواري القوماني / عضوة باللجنة المركزية للحزب
الديمقراطي التقدمي
2 / الطاهر الأسود / باحث في ” أمريكا الشمالية”
3 / احمد قعلول / مدير موقع مجلة أقلام أونلاين
4 / الشادلي العيادي / عضو استشاري ومحلل في الإستراتيجيا الأمنية للبرلمان السويدي
5 / الحسين بن عمر / حقوقي تونس
6 / فريق الحوار نت www.alhiwar.net
7 / احمد فرحات حمودي / أستاذ اقتصاد غمراسن / عضو باللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي
8 / الطاهر العبيدي / رئيس تحرير مجلة تواصل
9 / بسام بونني / صحفي
10 / فريق تونس نيوز www.tunisnews.net
11 / فريق تونس أونلاين www.tunis-online.net
12/ ثريا وقاص / أستاذة جامعية عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
13 / جلال الورغي / صحفي بوكالة قدس برس
14 / جمال دلالي / فني في قناة الحوار لندن
15 / جوزيف غطاس كرم / كاتب
16 / جمال عبد الرحمان / كاتب وباحث تونس
17 / جمال فرحاوي / شاعر
18 / حيدوري لطفي / صحفي بموقع مجلة كلمة
19 / حسن محمد الأمين / إعلامي ليبي / مشرف موقع ليبيا المستقبل www.libya-almostakbal.com
20 / حبيب العماري
21 / حافظ الجندوبي / أستاذ
22 / حبيب أبو وليد المكني / جامعي
23 / د. خالد الطراولي / رئيس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
24 / خميس الشماري / حقوقي ونائب برلماني سابق وعضو في تجمع 18 أكتوبر
25/ رابح الخرايفي / محام ناشط حقوقي عضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي جندوبة
رياض الحجلاوي / دكتور في الفيزياء 26 /
27 / رجاء الشامخ / مناضلة يسارية باريس
28 / رضا الرجيبي
29 / طارق شامخي / Australia Journalist Free lance
30 / طارق السوسي / أستاذ معطل وحقوقي
31 / طارق العبيدي / محام
32 / طه بعزاوي / صحفي بموقع مجلة كلمة
33 / صالح عطية / صحفي
34 / عبد الباقي خليفة / صحفي
35 / عامر عياد / تاجر المنستير تونس
36 / د. عادل السالمي / جامعي
37 / عبد الوهاب الهاني / حقوقي واعلامي
38 / عبد الله الزواري / صحفي
39 / عبد اللطيف العبيدي / صحفي
40 / عبد الوهاب عمري
41 / عبد الحميد العداسي / الدنمارك
42 / عمار بوملاسة / باحث تونس
عزيز كريشان /43
44 / عقيلة صالح بدر / الولايات المتحدة
45 / عبد الوهاب معطر / محام وأستاذ بجامعة صفاقس / تونس
46 / عماد الديمي / مهندس / عضو المؤتمر من أجل الجمهورية
47 / منظمة غادني لحقوق الإنسان / WITH BEST REGARDS
SINCERLY
GANDY HUMAN RIGHTS ORGANISATION
IN THE MIDDLE EAST AND NORTH AFRICA
48 / سفيان الشورابي / صحفي بجريدة مواطنون
49 / سامي نصر / صحفي بموقع مجلة كلمة التونسية
50 / سليم بوخذير / صحفي
51 / سمير ديلو / محامي وحقوقي
52 / سمير عبيد / كاتب وباحث مركز الشرق للبحوث والدراسات / أوروبا
53 / سعداني فرجاني / صحفي
54 / د . شيماء الصراف / عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
55 / شكري يعقوب
56 / شعبان الشارني / طالب
57 / فتحي نصري / محامي وحقوقي تونسي
58 / فرحات العبار / صحفي
59 / فتحي الجوادي / إعلامي لندن
60 / فتحي عبد الباقي / إطار فني وحقوقي
61 / كمال الغالي / شاعر وكاتب
62 / مية الجريبي/ الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي
63 / د.منصف المرزوقي / رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية
64 / محمد القوماني / أمين عام مساعد للحزب الديمقراطي التقدمي والمدير المالي ومحرر بجريدة الموقف
65 / منصف بوسحاقي / مهندس صوت
66 / محمد طنيش / إطار فني / ناشط حقوقي ألمانيا
67 / منير دبور / عضو بجمعية التونسيين بسويسرا
68 / محمد بن هندة / جمعية التونسيين بسويسرا
69 / محمد اليزيدي / صحفي
70 / محمد الحمروني / صحفي بجريدة الموقف
72 / محمد النوري / فرنسا
73 / نجيب الحسني / محام وحقوقي
74 / نبيل الريحاني / صحفي
75 / نجيب البكوشي / جامعي
76 / د.نصيف الجبوري / عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
77 / نورالدين الخمير / أستاذ
78 / د . هيثم مناع / رئيس تحرير مجلة مقاربات
عريضة مساندة للصحفي المناضل عبد الله زواري
المنفي المأساة في بلاده المناضل عبد الله الزواري يطالب برفع الإقامة الجبرية عنه بعدما إنقضى أجلها : خمس سنوات. نحن الممضون أسفل هذا ندعم المناضل عبد الله الزواري في مطلبه المشروع برفع الإقامة الجبرية عنه بعد إنقضاء مدتها : خمس سنوات كاملة حتى يتسنى له الإلتحاق بأسرته وأبنائه القاطنين بالعاصمة ( تونس ) وذلك بعد غياب دام ستة عشر عاما كاملة : إحدى عشر عاما في السجن ( أغلبه عزلة إنفرادية ) وخمس سنوات إقامة جبرية في أقصى الجنوب التونسي ( مدينة جرجيس ـ ضاحية الخريبة طريق جربه ). كما ندعو السلطة القضائية إلى التدخل لرفع هذه العقوبة بعد إنقضاء مدتها وندعو رئيس الدولة إلى التدخل لتطبيق القانون ووضع حد لمأساة سجين سياسي سابق منفي في بلده كما ندعو كل فعاليات المجتمع المدني في تونس من حقوقيين وإعلاميين وسياسيين وأحرار مستقلين وغيرهم من خارج تونس إلى المطالبة برفع الإقامة الجبرية عن المناضل الصحفي عبد الله الزواري. للإمضاء على العريضة يرجى ارسال الإسم الكامل والبلد الى البريد التالي brikhedi@yahoo.de brikhedi@yahoo.de أو info@alhiwar.net info@alhiwar.net العريضة برعاية : الحوار نت وتونس نيوز قائمة الممضين : الهادي بريك ـ ألمانيا محسن جندوبي- ألمانيا القادري زروقي – ألمانيا نصر الدين السويلمي-ألمانيا عبد الباقي خليفة – صحفي رضا حجلاوي محمد فوراتي جمال عبدالعزيز عيد : الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المدير التنفيذي سامي نصر : عضو المجلس الوطني للحريات بتونس عضو بهيئة تحرير مجلة كلمة عبد الرحمان الخلادي : كندا أنا بيرجيتا جونيت : كندا طاهر المستيسر – سويسرا عبد الناصر نايت ليمام : سويسرا الطاهر قلعي: سويسرا جمال الدين أحمد الفرحاوي : هولندا جمال دلالي – بريطانيا فتحي نصري : محام وحقوقي تونسي رافع القارصي- ألمانيا موسى بن أحمد- ألمانيا نور الدين ختروش الطاهر الحسني- فرنسا عبد الغني الزغواني – ألمانيا علي بن عرفة -منسق الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس-لندن فخرالدين شليق/ سجين سياسي سابق/ هولندا محسن ذيبي – فرنسا عبدالحميد العدّاسي : الدّانماكرك ابراهيم العموري ـ السويد زهير تريمش – سويسرا عبد الله بريك- طالب – ألمانيا صالح التقاز – فرنسا شعبان الشارني – طالب – باريس عبد الوهاب الرياحي– تاجر – باريس عامر عياد مناضل طلابي سابق رضا الرجيبي- باريس وليد البناني – بلجيكا Tahar Guilai CH- Bienne Gamal Eid The Arabic Network for Human Rights Information محسن ذيبي- باريس فرنسا رضا الرجيبي باريس الأستاذ الدكتور عبد الوهاب معطر: محامي بتونس عبد الحميد حمدي رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي الدانماركي الحبيب لعماري : المانيا المنجي الفطناسي . المانيا كوثر الجزار . المانيا رحيمة بوعلي- ايطاليا محمد الرحموني- فرنسا عبد الله التونسي ايطاليا منصف بو عبد الله ايطاليا خديجة الحامي ايطاليا زهرة السنوسي ايطاليا كمال خضراوي ايطاليا عزيزة خضراوي ايطاليا نور الدين حمروني ايطاليا فتحي البوغانمي ايطاليا عز الدين نغموشي سويسرا توفيق سهيلي سويسرا علي بن عمر- كندا فاطمة بن عمر- كندا نهى بن عمر – كندا
(المصدر: موقع الحوار نت بتاريخ 16 ماي 2007)
تونس تقول إنها منعت 8 آلاف كتاب في معرض الكتاب
تونس (رويترز) – قال وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور إن بلاده منعت عرض نحو ثمانية آلاف كتاب في معرض الكتاب الذي اقيم بتونس. وأضاف الوزير الذي كان يتحدث امام نواب في البرلمان التونسي “ان معرض تونس الدولي للكتاب هو درع ضد الظلامية والانكماش على النفس”. وتابع “قمنا بالتصدي للكتب المتطرفة والظلامية حيث رفضنا دخول ثمانية آلاف عنوان في المعرض هذه العام وعادت من حيث أتت”. وعرض خلال الدورة الخامسة والعشرين من معرض الكتاب الدولي بتونس الذي اختتم الاسبوع الماضي أكثر من 120 الف كتاب. واشتكى ناشرون خلال المعرض السنوي الذي زاره أكثر من 150 شخص من منع السلطات التونسية عرض كتب دينية. لكن وزير الثقافة التونسي قال إن “تونس ليست ضد الكتاب الديني ولكنها ضد الكتاب الظلامي”. وأضاف ان تونس ليست في حاجة الى دروس في الدين حيث طبعت فيها أولى كتب تفسير القرآن ومقاصد الشريعة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ماي 2007)
بعضهم يتوقع تسونامي اصلاح اسلامي في العالم العربي
مثقفون عرب يجتمعون في تونس للبرهان علي أنه يوجد اسلام مختلف
بن درور يميني ـ تونس (معاريف) 11/5/2007 كان ذلك علامة طريق في تاريخ الثورة الاسلامية. حدث هذا الاسبوع، في مدينة تونس في تونس. اجتمعت جماعة من المثقفين، هم في الأساس مسلمون وعرب، للبرهان علي أنه يوجد اسلام مختلف. كان العنوان الرسمي للمؤتمر: المنطق والايمان من اجل التكافل الانساني . كان الاسم الحقيقي: المسلمون ضد الاسلاميين. وجدت ايضا اصوات اخري ونشاز. سنصل اليها. لكن أكثر المتحدثين، وهم مثقفون يثيرون الانطباع، بيّنوا أين يوجدون بدقة. افتُتح المؤتمر باعلان واضح لوزير التربية السامي في حكومة تونس البروفيسور لزهر بوعوني، بأنه يوجد تياران في الاسلام. الاصوليون والمسلمون. وقد بيّن بوعوني أن تونس اختارت الاجتهاد . يجب البيان الاجتهاد تيار اسلامي يختار تفسيرا جديدا، أكثر حرية، لمباديء الدين الاسلامي. لا توجد مدرسة واحدة منظمة تمثل الاجتهاد ، لكن توجد طائفة من المفكرين، في الماضي ومن المعاصرين، تقول إن الاسلام حق يطلب المساواة التامة بين البشر، وفي ضمن ذلك مساواة النساء، ويشتمل ذلك علي مساواة غير المسلمين. احدي الناطقات البارزات عن الاجتهاد هي الأديبة إرشاد منجي، وهي مسلمة كندية، زارت اسرائيل في الماضي ايضا. تعتبر في بعض أجزاء العالم الاسلامي عدوة الأمة. وفي أجزاء اخري يُجلونها. لهذا فان اعلان وزير تونسي هو نفسه من أفراد الاكاديميا، باختيار الاجتهاد ليس قضية سهلة. وكانت هذه طلقة البدء فقط. لم يسقط السقف كان الناطق الرئيسي الاول البروفيسور محمد أركون. هناك من يُعرفونه انه جاك لاكان المسلم. الحديث عن خطيب ممتاز وأحد أبرز المفكرين في الخطاب الاسلامي العقائدي. افتتح خطابه باعلان لا لبس فيه بأن البابا بنديكت السادس عشر علي حق. قصد أركون الي اعلان ريغنس بورغ في التاسع عشر من حزيران (يونيو) 2006، الذي اقتبس فيه البابا من قول قيصر بيزنطي من القرن الرابع عشر قال إن محمدا جاء للعالم بالشر فقط . تناولت اقتباسات اخري العلاقة بين انتشار الاسلام والعنف. سببت الاقوال كما تذكرون ضجة كبيرة في العالم الاسلامي، ومظاهرات جماعية، وقتلي، وإحراق كنائس وقتل رجال دين مسيحيين في بعض الحالات. وها هو ذا أحد الفلاسفة واللاهوتيين المهمين اليوم، البروفيسور أركون، يعلن في محاضرة افتتاح، في عاصمة دولة اسلامية، أن البابا علي حق. لم يسقط السقف. لم يكن ما جاء بعد ذلك أقل إدهاشا، فقد زعم أركون أن مشكلة المسلمين، وليست مشكلتهم فقط، هي انهم يمضون الي الشوارع لا الي المكتبات . لم يوفر نقدا للعالم الاسلامي، الذي سد السبيل تحت نظم مختلفة علي اكتساب العلم والنقاش النقدي. لقد أراد دراسة علم اجتماع الفشل . وقد سخر ايضا من اولئك الذين يقتبسون مرة تلو اخري من اقوال ابن رُشد وابن خلدون، وهما مفكران بارزان في العقيدة الاسلامية، عندما يريدون تمجيد الاسلام. حسبُنا، يكفي، قال أركون، يــوجد جــيل جديد من المفكرين المسلمين. وأنهي اقــوالــه بالــدعوة الــي تــأسيس مدرسة جديدة. يجب أن نقول شيئا عن أركون. الحديث عن أحد مواليد قرية نائية في الجزائر. لقد عاش في الأساس في فرنسا، وهو معروف مُقدّر هناك. أفضي التوجه النقدي الي تهديد علي حياته. لم يغير توجهه لكنه من الكلام. وجدت مخاوف قبل المؤتمر من ألا يتجرأ أركون علي فتح فمه. لكنه جاء، وظهر ظهورا مثيرا وقال اقوالا صائبة. انه يستحق التحية. كان أحد الناطقين البارزين بعده البروفيسور محمد حداد. يحسن تذكر الاسم. الحديث عن مفكر شاب، في الثلاثينات من عمره، يُعرّف نفسه أنه تلميذ أركون. كانت اقواله أكثر مباشرة وصراحة. من يُسبب انهم يمضون الي الشوارع لا الي المكتبات؟ ، سأل، وأسرع الي الاجابة: يوجد واحد في الجزيرة، هو بابا المسلمين غير المتوج، الشيخ يوسف القرضاوي. لقد دعا المسلمين الي الخروج الي الشوارع ردا علي اقوال البابا، الذي قال إن الاسلام دين عنيف. والقرضاوي نفسه قال انه كما يحّل أن تقتل من أهان أباك أو أمك، يحِّل أن تقتل من يُهين الاسلام. هذه المماثلة تناقضية. لا توجد ديانة تُحل القتل ، وأضاف آنذاك باستهزاء: كانت نتيجة اقوال القرضاوي أن خرج المسلمون الي الشوارع وقتلوا للبرهان علي أن البابا اخطأ وعلي أنه لا يوجد عنف في الاسلام . في المستوي الفكري كان للبروفيسور حداد عدة إجابات موضوعية للبابا. لقد تناول الفكرة الاسلامية منذ ايام ابن رشد ومفكرين آخرين للاشارة الي أنه يوجد فكر مسلم انساني. بيد انه رفض دخول شرك الاعتماد علي الماضي. علي العكس. عندما يكون البعض مريضا، لا يمضي الي ابن رشد أو الي موسي ابن ميمون. ليس الحل موجودا عندهما . تحدث البروفيسور حداد ايضا عن هيمنة العامّة، واغلاق المجال العام، بحيث أن النتيجة وضع قابل للانفجار. وبدل مواجهة التحديات في المستوي الفكري، يعطي الأئمة الاجابة . أنهي حداد ايضا كلامه بالدعوة الي التجديد الفكري. نقاش عن مارتن بوبر خطب البروفيسور يوسف ليفي، حاخام البندقية، خطبة عميقة عن الكونية وعن الخصوصية في الخطاب الديني. وقد تطرق في كلامه ايضا الي فكر مارتن بوبر. كانت المفاجأة في الردود. في النقاش الذي نشأ وفي أحاديث الأروقة بعد ذلك تبين أن كثيرا من الناطقين يعرفون فكر بوبر معرفة عميقة. يمكن أن يُقام في عاصمة دولة عربية مؤتمر عن المفكر اليهودي المهم، المعاصر، وأن يوجد عدد كافٍ من المتحدثين والمنصتين. أضاف البروفيسور محمد حسين فنطر، رئيس المؤتمر ورئيس المؤسسة علي اسم الرئيس ابن علي للحوار بين الثقافات والأديان ، وقال اقوالا عن إسهام التراث اليهودي لتونس، وجاء بمثال لكنيس للجماعة اليهودية من القرن الثالث، موجود بقرب الفندق الذي عُقد فيه المؤتمر. لم يخلُ مكان النساء ايضا. حاسبت البروفيسورة منجية صويحي مفسرين مختلفين في الاسلام. انها عالمة كلام معروفة في مجال تفسير القرآن من جامعة الزيتونة، وهي احدي أقدم الجامعات وأعرقها في تونس. وكانت ايضا الدكتورة شولاميت فيرستنبيرغ ـ ليفي من ايطاليا، التي تحدثت عن تطور النسوية الارثوذكسية في الشريعة اليهودية. من كان يفكر قبل سنين غير كثيرة بأن تكون محاضرة كهذه في عاصمة دولة اسلامية. اتفق عوفر برونشتاين، المتحدث الاسرائيلي الوحيد، مع جهات مختلفة أيدت المؤتمر، علي أن يُستدعي اسرائيليون آخرون الي مؤتمرات مشابهة في الدول العربية. وفي الحقيقة أن المؤتمر انتهي بدعوة الي اقامة مؤتمر متابعة مشابه في القدس أو في توليدو. وجدت ايضا اصوات ناشزة. لا يمكن الامر من غيرها. لكنها كانت قليلة هذه المرة من اجل التغيير. قال جورج جبور من سورية إن ابن لادن هو حفيد بلفور . لا شك. الحديث عن خاطرة فكرية، من مدرسة قوي التقدم الظلامية. يوجد في اسرائيل وفي الغرب ايضا من يشترون هذه البضاعة عن قسم دعاوة القاعدة. لكنهم أقل في تونس. قال لي أحد المشاركين إن جبور في هذا المقام، مسيحي كاثوليكي، نسي أن الأكثرية الغالبة من ضحايا القاعدة مسلمون معتدلون، وانه لا توجد أية علاقة لتطور الاسلام المتطرف الفكري بالصهيونية، أو في المراحل الاولي بيقين. في النهاية يكرر رئيس معهد ممري MEMRI ، يغئال كرمون، زعمه أننا نتوقع تسونامي اصلاح اسلامي في العالم العربي. تبدو اقواله علي نحو عام رغبة أكثر من كونها حقيقة. قد لا يكون تفاؤله بعد المؤتمر في تونس وهما خالصا. إن شاء الله.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
تونس تزيد منح مدرسي الثانوي بعد اضرابات
تونس (رويترز) – قررت الحكومة التونسية زيادة منحة سنوية اخرى لمدرسي التعليم الثانوي بعد اضرابات شنها الاساتذة في الاونة الاخيرة لتحسين وضعهم المادي. وقالت مصادر رسمية إن وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الثانوي توصلتا لاتفاق يقضي بتخصيص منحة سنوية للاساتذة قيمتها 180 دينار (140 دولارا) تخصص لمصاريف اقتناء المستلزمات المدرسية. وشن مدرسو التعليم الثانوي منذ العام الماضي عدة اضرابات آخرها منذ شهر للمطالبة برفع الاجور وزيادة المنح لتحسين اوضاعهم المادية. وقال وزير التربية والتكوين الصادق القربي إن مدرسي الثانوي تحقق لهم مكسبان ماديان في عام واحد أحدهما تمكينهم من منحة مراقبة الامتحانات الوطنية ثم من منحة المستلزمات المدرسية. واضاف أن الزيادات في الاجور هي محل تفاوض. من جهته قال الشاذلي قارة الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي “المفاوضات كانت صعبة لكنها قادت الى مكاسب.” ويقدر نقابيون عدد اساتذة التعليم الثانوي بنحو 60 الف مدرس. وتعتبر تونس من اكثر دول القارة الافريقية تقدما في مجال التعليم وتفاخر بما حققته من نسب عالية في الالتحاق بالمدارس والتي تتجاوز 90 بالمئة حسب الارقام الرسمية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ماي 2007)
بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي:
** توقيع محضر اتفاق حول المنحة الخصوصية.. وهذه التفاصيل
** جلسات تفاوض بداية من أكتوبر حول النظام الأساسي
تونس – الصباح تم يوم امس بمقر وزارة التربية والتكوين التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الثانوي وذلك تحت اشراف الصادق القربي وزير التربية والتكوين وبحضور محمد شندول والمنصف الزاهي عضوي المركزية النقابية إضافة إلى الشاذلي قاري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي.وأبرز وزير التربية والتكوين بالمناسبة أن التوصل إلى امضاء هذا الاتفاق يندرج في إطار تكريس سياسة الحوار والحرص على تعزيز دعم علاقات التشاور مع الأطراف الاجتماعية وتعزيز السلم الاجتماعية .وبين الوزير أن التوصل على الاتفاق يأتى كذلك في إطار حرص رئيس الدولة على تحسين ظروف عمل المربين المادية والمعنوية تقديرا للدور الذي يضطلعون به في ضمان مردودية المنظومة التربوية… وقد تضمن محضر الاتفاق الموقع بين الطرفين في بنده الأول الإشارة إلى الاتفاق الحاصل حول تمكين مدرسي التعليم الثانوي المباشرين للتدريس من 180 دينارا منحة خصوصية سنوية لتغطية مصاريف اقتناء المستلزمات المدرسية .تسند هذه المنحة مرة واحدة في بداية كل سنة دراسية وتصرف على ثلاثة أقساط بقيمة 60 دينارا لكل قسط .يصرف القسط الأول خلال سبتمبر القادم والقسط الثاني في سبتمبر 2008 والقسط الثالث في سبتمبر 2009. مواصلة المفاوضات تضمن محضر الاتفاق كذلك الإشارة إلى مواصلة المفاوضات بين الطرفين وذلك من خلال الاتفاق على انطلاق جلسات التفاوض خلال شهر أكتوبر القادم حول النظام الأساسي لاساتدة التعليم الثانوي على أن يتم تحديد روزنامة لهذه المفاوضات والعمل على انهائها في آجال معقولة. أشار الاتفاق أيضا إلى بعض الالتزامات من قبل وزارة الإشراف.تتعلق بتطبيق البند الثاني من اتفاق 17 أكتوبر من السنة الماضية حول إدماج الأساتذة المعاونين صنف أ، بعد صدور الأمر المنظم لهذه العملية سيما في جزئها الخاص بإنهاء العمل بهذه الصيغة تدريجيا وفي اقرب الآجال. شملت كذلك التزامات الوزارة المشار إليها في محضر الاتفاق مدرسو مدارس المهن من خلال التنصيص على مواصلة الوزارة الاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم التعليمية بالمدارس الإعدادية التقنية المحدثة ضمن مشروع تطوير مدارس المهن وفي الخطط التي انتدبوا من أجلها. منى اليحياوي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
في الغرابة من ولاية صفاقس:
حريق هائل في مصنع يتسبب في هلاك فتاة وخسائر مادية فادحة
اهتزّت منطقة الغرابة التي تبعد عن ولاية صفاقس بحوالي 30كلم زوال يوم أمس على وقع حادثة أليمة تمثّلت في احتراق مصنع كبير متخصّص في إنتاج «الخيش» بالمنطقة المذكورة وأسفر عن هلاك فتاة تحوّل جسدها إلى هيكل عظمي… «الصباح» وفور بلوغها الخبر تحوّلت إلى منطقة الغرابة حيث يوجد المصنع ثم تحوّلنا لمنزل الضحية الذي يبعد عن مسرح الواقعة حوالي كيلومترين… وبامتطائنا سيارة أجرة في حدود الساعة الثانية بعد الزوال اعترضتنا سيارات الحماية المدنية مما جعلنا نتأكّد أن الحريق هائل خاصة بعد أن علمنا بنبإ حصول الحريق في بادئ الأمر منذ الساعة منتصف النهار… وببلوغنا منطقة الغرابة وعن بعد لاحظنا تصاعد الدخان الكثيف قبل أن ننزل مشيا على الأقدام سالكين مسلكا فلاحيا لنصل إلى المصنع ونكتشف أن أعوان الحماية المدنية مازلوا رابضين هناك بصدد إطفاء النيران الملتهبة بعد أن تم كسر جدران المصنع «حوالي 6 أمتار اعتمادا على شاحنات ضخمة» 4 «تراكسات» كانت كافية ليتحول جزء من مصنع «الخيش» إلى ركام قصد انقاذ من تبقى بداخله.. وعن تفاصيل هذا الحادث المأسوي أفادنا البعض من شهود العيان ممّن يعملون بالمصنع والبعض الآخر من أقرباء الضحية، أن الحريق جدّ في حدود الساعة التاسعة والربع صباحا عندما همّ أحد الحدّادين بلحام سقف المصنع، لتتطاير في الأثناء شرارة أتت على جزء من المصنع وتحديدا بالمخزن الذي كان مقفلا وبداخله الضحية وتدعى هيام العيوني من مواليد 30/7/1990 لتشتعل النيران ما يعبّر عنه «الفيلوستاي» وهو قماش «مرحي» درجة حرارته وتفاعله مع النيران أقوى من البنزين بما يعادل الأربع درجات حسب ما أفادنا به أحدهم الذي عاينا احتراق أصابعه عندما حاول وأبناء منطقته إنقاذ حياة الضحية… هذه الشرارة كانت كافية لتندلع من جرائها ألسنة اللهب التي أتت على كلّ ما يوجد بالمخزن… حينها أطلقت المسكينة عقيرتها للصّياح طالبة النجدة فتناهى إلى مسامع إحدى النسوة التي أبلغت المعني بالأمر… وبسريان الخبر لدى عمّال نفس المصنع بالجزء الثاني والذي يشغل حوالي 20 عاملا وعاملة وجد الجميع أنفسهم عاجزين عن انقاذ الفتاة التي ظلت تطلب انقاذها لآخر رمق في حياتها منذ ساعة نشوب الحريق (أي منذ الساعة التاسعة والربع صباحا إلى حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا) قبل أن تخمد أنفاسها ويعثر عليها «واقفة» في شكل هيكل عظمي محترق أيضا… باعتبار أنّ المصنع له باب رئيسي فقط والحال أن الضحية كانت تعمل بـ«المخزن» لوحدها وليس به منفذ آخر الا عن طريق المرور من نافذة مصنع مجاور امتنع صاحبه عن تسديد هذه الخدمة الجليلة لإنقاذ الضحية لأسباب خاصة به… إذ كان لولا قدر الله طبعا انقاذ حياتها والنجاة من موت محقّق… وقد عبّر لنا أهالي المنطقة وبعض الحاضرين والعاملين بالمصنع عن استيائهم العميق من تصرّف صاحب المصنع المجاور… لذلك تم الالتجاء لطريقة واحدة وهي كسر جدران المخزن حوالي 6 أمتار بالاعتماد على «تراكسات» لاقتحامه فكان الأمر متأخرا… إذ عثر على هيكل عظمي محترق الضحية.. (رحمها الله).. في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا تقريبا.. أي بعد مضي ما يقارب عن الأربع ساعات..!! وبارحنا المكان ليواصل أعوان الحماية المدنية بصفاقس عملية إخماد النيران التي كانت متواصلة آنذاك.. لنتحول لمنزل الفقيدة بمنطقة الغرابة وتحديدا ببلدة «سيدي محمد بن عمر» وهي نفس المنطقة التي شهدت مؤخرا فاجعة مصرع ثلاثة أشخاص في حادث مرور قطار بسبب انعدام «السياج» وكانت «الصباح» سبّاقة في نشر هذا الخبر… مشاهد درامية مؤثرة عايناها لحظة بلوغنا المنزل الذي ودّع منذ حوالي ساعة من الزمن الضحية هيام.. بكاء وعويل ونحيب.. أناس يقدّمون التعازي.. حالات هستيريا وإغماء… اخترقنا الحشود الغفيرة في محاولة منّا للاتصال بوالدي الضحية السيد عبد القادر العيوني ووالدتها السيدة حسناء: فعلمنا أنه تم نقلهما للمستشفى الجامعي بصفاقس بسبب إصابة الأول بجلطة قلبية والثانية لدخولها في حالة غيبوبة تامة جرّاء الصدمة العنيفة وعدم قدرتهما على تحمّل الخبر المشؤوم. فدنونا من شقيقي الضحية المعوقين وهما عماد ومحمد علي ولم نتمكن أيضا من محادثتهما بسبب حالة الحزن والتأثّر التي بديا عليها.. ليلى شقيقة الهالكة كانت هي أيضا في حالة يرثى لها مشاهد مؤثرة للغاية يقشعر لها البدن، خاصة أن طريقة وفاة الهالكة كانت بشعة للغاية… – م: ابن عمّ الضحية: ما حزّ في نفسي فعلا هو موقف صاحب المصنع المجاور الذي لم يسمح لنا بالدخول عبر النافذة لإنقاذ ابنة عمّنا… بل أن الوقاحة بلغت بصاحب المصنع المحترق السّماح لعمّاله بإنقاذ «سلعة» خشية احتراقها عوض أن يحاولوا إنقاذ الهالكة… وقد تولّيت شخصيا صفع شقيقي الذي انساق وراء أوامر مؤجرّه لإنقاذ ما تبقّى من المصنع متناسيا أنّ التي فارقت الحياة هي إنسانة وشابة في ريعان شبابها دون أن تبلغ سن السابعة عشرة ووالديها المسنين وشقيقيها المعوقين… ويواصل محدثنا لقد غادرتنا هيام إلى الأبد تاركة أما وأبا بين الحياة والموت… إن رحيلها خلّف في نفوسنا الأسى واللوعة… من جهة أخرى علمنا أن تحقيقات السلط الأمنية تكفلت بالبحث في الموضوع للكشف عن الأسباب والمسببات التي كانت وراء اندلاع هذا الحريق الهائل ولمحاسبة كلّ المذنبين خاصة أن هذه الحادثة تسبّبت في هلاك فتاة.. كما علمنا أنه تم حجز بعض الأدوات التي استعملها «اللحّام» أثناء قيامه باشغال السقف والتي تسبّبت شرارتها في نشوب الحريق الهائل… علما وأن أحدهم أكّد لنا بأن المصنع يفتقر للقوارير المخصّصة لـ«الإطفاء» وأن هذه المرة الثالثة التي يحترق فيها المصنع… والأكيد أن التحقيقات التي انطلقت ستكشف عن العديد من الحقائق. تحقيق: دنياز المصمودي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
بين تونس والجزائر:
إحباط عمليتي تهريب 79 كلغ من المرجان
افادت وسائل الاعلام الجزائرية ان مصلحة الامن الولائي احبطت عمليتي تهريب 79 كلغ من المرجان في الفترة الماضية ببلدية ام الطبول الحدودية كانت ستدخل التراب التونسي.. العملية الاولى حسب ما اكد المصدر كانت باحدى القرى المسماة حدادة والتي يفصلها عن الحزام الرسمي للحدود 3 كلم وقد ضبط اعوان الحرس باحد البيوت 15 كلغ من المرجان الخام واشرطة لاصقة خصيصا للف المرجان ومنع تسرب رائحته القوية الى جانب ميزان الكتروني وحقيبتين مليئتين بأوراق معدة لتزويرها كأوراق نقدية اضافة الى سوائل كيمائية اما العملية الثانية فقد كانت بموقع غابي على امتار قليلة من الحزام الحدودي اذ تم العثور على 64 كلغ من المرجان الخام وسط كارتونة مخفية وسط الادغال بالاضافة الى ميزان الكتروني واشرطة لاصقة التي يستعملها المهربون لمنع تسرب رائحة المرجان الحديث الاستخراج من البحر.. نعيمة عويشاوي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
رسالة الأخ عبد الكريم الهاروني السّجين السّياسي التّونسي
بسم الله الرّحمن الرّحيم و الصّلاة والسّلام على النّبيّ الصّادق الأمين الّسّجن المدني بالمرناقيّة، 16 أفريل 2007، 28 ربيع الأوّل 1428 الى أبي الحبيب، الأب الفاضل والرّجل المناضل عمر السّلام عليك و رحمة الله و بركاته الحمد لله الّذي خلقك في أحسن تقويم و أكرمك بزوجة صالحة و أبناء طيّبين و أعزّ ابنك و رفع قدرك بين النّاس. تهانيّ الحارّة و دعواتي الخالصة في الذّكرى الخامسة و السّبعين لميلادك المبارك أعادها الله علينا جميعا بكلّ خير. قال الله تبارك و تعالى:”ألا انّ أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنزن الّذين آمنوا و كانوايتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم و لا يحزنك قولهم انّ العزّة لله جميعا هو السّميع العليم” صدق الله العظيم قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:”احفظ الله تجده أمامك تعرّف الى الله في الرّخاء يعرفك في الشّدّة واعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أنّ النّصر مع الصّبر وأنّ الفرج مع الكرب و أنّ مع العسر يسرا” أبي العزيز: أرجو من الله أن تصلك رسالتي و أنت بخير في صحّة و عافية و معنويّات عالية كما عهدتك خاصّة و أنّي كنت أنتظر زيارتك مع اخوتي الأعزّاء يوم الثّامن من جانفي لنحتفل معا بذكرى ميلادك المبارك و لكن تعذّر ذلك و قد طمأنني اخوتي بأنّك بخير و قد سعدت كثيرا بالهديّة الّتي قدّمها لك أبناؤك بالمناسبة و أنت أهل لكلّ خير فهذا تعبير عن حبّنا و تقديرنا لرجل فاضل و مناضل فنحن عاجزون عن ردّ جميلك و الله ندعو أن يجازيك عنّا كلّ خير في الدّنيا و الآخرة. انّي بشوق للقائك في الزّيارة القادمة ان شاء الله و بشوق أكبر للعودة الى جانبك في بيتنا لنواصل مسيرتنا معا من أجل حياة حرّة كريمة طيّبة حتّى نكون من الّذين رضي الله عنهم و رضوا عنه و أثبتوا أنّهم أهل لنعمة الله بالحياة و أهل لمحبّة النّاس و تقديرهم و أهل لاحترام الأجيال من بعدهم و الله يوفّقنا لما فيه خيرنا و خير بلادنا. فهنيئا بعيد الميلاد و هنيئا بعيد الاضحى و كلّ عام و كلّ يوم و كلّ ساعة و أنت بخير يا “أبو كريم”. أبي الغالي: و نحن نحتفل بالحياة و نسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته من أجل سعادتنا لا يمنعني ذلك بل يزيد من احتفالنا قيمة أن أترحّم على رفيقة دربك و زوجتك الوفيّة المخلصة و أمّي الفاضلة و المناضلة وابنة تونس البارّة فحزننا عليها ثلاثة أيّام أمّا و فاؤنا لها و لذكراها فعلى مرّ الأيّام و في كلّ أحوالنا رحمها الله رحمة واسعة و انّي بهذه المناسبة أحيّيك و أشدّ على يدك لما رأيته منك من صبر جميل على فراقها و حرص كبير على زيارتها كلّ يوم اثر صلاة الصّبح و قبل أيّ عمل :هكذا الله أوّلا و زوجتك ثانيا و الدّنيا و ما فيها ثالثا. ترتيب من رجل مؤمن وفيّ مسؤول و هذا أمر يسعدني و يرفعك مكانة و قدرا بيننا نتعلّم منك الصّبر و الوفاء و الاستمرار في الحياة مهما اعترضنا من مصاعب و محن.أبقاك الله سندا و قدوة حسنة لأبنائك وأحفادك و أهلك وأسعدك بهم جميعا و بعودتي اليكم غانما سالما في أحسن حال ابي الوفيّ لقد سعدت كثيرا برسالتك في مناسبة تعزّ عليك و عليّ يوم أنعم الله عليّ بالحياة لأجدك تنتظرني بفارغ الصّبر و بحبّ كبير واستعدادا للتّضحية من أجلي واخترت لي اسما من أحسن الأسماء و لم تقصّر يوما في رعايتي أو تتأخّر لحظة عن مساندتي أو تدّخر جهدا في الدّفاع عنّي في أحلك الظّروف و اليوم أجدك تنتظرني بصبر جميل و بحبّ أكبر يوم ينعم الله عليّ بالحرّيّة. ميلاد جديد لحياة جديدة نتعاون فيها على البرّ و التّقوى في وجه الاثم و العدوان و انّي احيّي فيك التّفاؤل الّذي وجدته في رسالتك الجميلة و البليغة فالتّفاؤل من خصال المؤمن الواثق في حكمة الله و رحمته، الواثق في نفسه و الواعي بحقيقة واقعه بعيدا عن الأماني و الأوهام.”ولا تيأسوا من روح الله فانّه لا ييأس من روح الله لال القوم الكافرون” و الله أسأل أن يصدّق تفاؤلك في أقرب الآجال و موعدنا الصّبح أليس الصّبح بقريب ؟ كما أكبر فيك و أنت أب حرم من ابنه طيلة خمسة عشر سنة كاملة في قضيّة يعلم الجميع طبيعتها و في محنة تعود جذورها الى أكثر من ربع قرن، أكبر فيك تحرّرك من مشاعر الحقد و الأنانيّة و أنت تتوجّه الى الله عزّ و جلّ لانارة السّبيل أمام بلادنا على طريق المصالحة الحقيقيّة لطيّ صفحة الماضي خدمة لمصلحة البلاد.فهذا الموقف المتسامح و الحكيم و الوطنيّ دليل على أنّ عقلك كبير و صدرك واسع و نظرك بعيد و بذلك تعطي درسا بليغا لكلّ من يقدّم مصلحته الضّيّقة على المصلحة العامّة و تعلم جيّدا يا أبي العزيز انّي رغم السّجن و فقدان العزيزة علينا أمّي رحمها الله فانّي لست حاقدا لأنّ الحقد يعمي عن الحقّ و الحكمة و المصلحة، و انّما أريد اصلاحا يقوم على قاعدة”جميع الحقوق للجميع” و ما توفيقي الا بالله عليه توكّلت و عليه فليتوكّل المتوكّلون. لقد تابعت باهتمام ما قلته عن حياتك اليوميّة بما يؤكّد ما أعرفه عنك منذ صغري بانّك رجل منظّم في حياتك و عملك و هذه صفة حسنة تعلّمتها منك و أفادتني كثيرا في حياتي و سجني كما استحسنت حرصك على متابعة أخبار العالم لتبقى دائما في قلب الوطن و الأمّة و العصر و التّاريخ لا على الهامش. مع تحيّاتي و شكري لابنك و صديقك و جليسك أخي المخلص ماهرعلى عنايته براحتك و باخوته و بي على حساب راحته و مصالحه فلا تنس أن تبلّغه تهانيّ الحارّة بذكرى ميلاده أسعده الله في الدّنيا و الآخرة و جازاه عنّا كلّ خير و جعله دائما مثالا حسنا لاخوته و أبناء جيله فيفوز بحبّ الله و حبّ أهله و حبّ النّاس أبي العزيز: حتّى لا تتشابه الأيّام و الأعمال فانّ مقابلة الأصدقاء و زيارة الأقارب و الذّهاب من حين الى آخر الى مكان جميل و مريح لتجديد النّشاط و التّرفيه في النّفس أمر حيويّ فلا تبخل بذلك عن نفسك فذلك يسعدك و يسعدنا. أوصيك خيرا بأحفادك فهم في حاجة الى حنانك و خبرتك و نصحك خاصّة بعد فقدان جدّتهم رحمها الله، ذرّيّة صالحة لرجل صالح و الله معك يحفظك و يوفّقك و يرعاك و كلّ عام و أنت بخير. أرجوك أن تبلّغ تهانيّ الحارّة لأخي العزيز الياس بمناسبة ذكرى ميلاده المبارك و اعجابي بتربيته و برّه بوالديه و احسانه لاخوته و تضحيته من أجلي أكرمه الله بكلّ خير مع سلام خاصّ لأختي الكبيرة كريمة وفّقها الله لما فيه خيرها و خير أبنائها فسعادتهم هي سعادتنا ومسك الختام بقبلة على جبين أختي المناضلة هندة و السّلام-كريم بطاقتي تهاني بعيد الميلاد كلّها ازهار و ورود ضمّنها الأخ عبد الكريم ما يلي : بسم الله الرّحمن الرّحيم و الصّلاة و السّلام على النّبيّ الصّادق الأمين ربيع الأوّل 28/ 1428 افريل 16 / 2007 الى أخي العزيز و صديقي الحميم ماهر السّلام عليك و رحمة الله و بركاته قال الله تبارك و تعالى:”اخلفني في قومي و أصلح و لا تتّبع سبيل المفسدين” صدق الله العظيم كلّ عام و و أنت بصحّة و عافية و خير تهانيّ الحارّة و دعواتي الخالصة لأخي الوفيّ و سندي القويّ و محلّ ثقتي و تقديري و شكري على ما ما قدّم و يقدّم من جهد و تضحية دون ملل و لا كلل على مرّ السّنين و تقلّب الأحوال و تتالي المحن فنّاننا الماهر باليد عزفا و بالقدم لاعبا و باللّسان مرحا فجازاك الله عنّا كلّ الخير. أخي العزيز: انّي بشوق كبير للقائك و صحبتك و مساعدتك على كلّ ما يسعدك و ردّ بعض جميلك فعسى أن يكون قريبا ان شاء الله.وفّقك الله في أمر دينك و دنياك و أحياك حياة طيّبة و السّلام من أخيك الّذي يحبّك كثيرا و يعتزّ بأخوّتك: كريم ************************************************************* بسم الله الرّحمن الرّحيم و الصّلاة و السّلام على النّبيّ الصّادق الأمين ربيع الأوّل 28/ 1428 افريل 16 / 2007 الى أخي العزيز و صديقي الحميم الياس السّلام عليك و رحمة الله و بركاته كلّ عام و أنت بصحّة و عافية و خير قال الله تبارك و تعالى:” و هذا أخي قد منّ الله علينا انّه من يتّق و يصبر فانّ الله لا يضيع أجر المحسنين” صدق الله العظيم تهانيّ الحارّة و دعواتي الخالصة لأخي الوفيّ و سندي القويّ و أهل ثقتي و تقديري و شكري الجزيل على ما قدّم و يقدّم من جهد و تضحية دون ملل و لا كلل على مرّ الأيّام و اختلاف الأحوال و تتالي المحن بطلنا الياس باسم الوجه طيّب اللّسان كريم اليد عميق الايمان فجازاك الله عنّا كلّ خير أخي العزيز انّي بشوق كبير للقائك و صحبتك و ردّ بعض جميلك. وفّقك الله في أمر دينك و دنياك و أحياك حياة طيّبة من أخيك الّذي يحبّك كثيرا و يعتزّ بأخوّتك:كريم و السّلام ————————————————————- عنوان الأخ عبد الكريم الهاروني في السّجن : – السّيّد كريم عمر خالد الهاروني رقم 2795-جناح ح 5 السّجن المدني بالمرناقيّة المرناقيّة 1110 ولاية منّوبة تونس رقم هاتف عائلته. 216-71.971.180
من يقف وراء إفشال ﹰمبادرات ﹰ الحامدي المتكررة ؟
إبن الزيتونة – سويسرا
منذ سنة
1998 أعلن الدكتور الحامدي ما عرف في وقتها بمطالب العفو الخاص في إطار سعيه لحلحلة مشكلة حركة النهضة في علاقتها بالسلطة الحاكمة في تونس على قاعدة – الخلاص الفردي – الذي وعده به رئيس الدولة أئناء عودة الدكتور إلى تونس بعد رحلة طويلة من المنفى. فأرسل مبشرين بهذا العرض المغري على الملأ من خلال وسائل إعلامه. و ممّا اتذكّره في تلك الفترة أنه ابتعث أحدهم و كان مقيما في ألبانيا من أبناء جهته إلى التونسيين المقيمين في البوسنة لحل مشاكلهم والعودة بهم إلى البلاد سالمين!!! منهم من قدم مطلبا للعفو ووكّل محاميا لترتيب عودته ونظرا لعدم حصوله على ضمانات لم يتجرأ على العودة في الوقت الذي عاد فيه دكتور في الإقتصاد مقيما على حد علمي في اليمن, ومن عاد منهم بدون ضمانات كان مصيرهم السجن و تلقي أصناف من التعذيب (1) . ثم عاد مرة أخرى في سنتى 2004 وبداية سنة 2005 على إثر إجتماع ضم قياديين من حركة النهضة و السفير التونسي في سويسرا مهللا و مبشرا بإمكانية تحقيق المصالحة الوطنية عبر ندائه في بيان 24 / 04 / 2005 وما تلاه من تجاذبات على صفحات تونسنيوز وفي المحافل الخاصة والعامة .
و في هذه الأيام ظهر الهاشمي من جديد في ثوب داعية الإصلاح الجديد في نسخة متطورة من البيان سابق الذكر يرنو إلى جمع
100 إمضاء من أبناء التيار الإسلامي لتوجيه دعوة إلى رئيس الدولة لإعلان التوبة الرسمية و مبينا لإستراتيجية المصالحة وذلك بالإنخراط والإنصهار التام في صفوف التجمع بإعتباره أقرب الأحزاب للإسلاميين أو الأحزاب الأخرى انتماءا فرديا كل حسب قناعته. وفي المرة الأولى – كما في المرة الثانية – تكسرت مبادارت الدكتور على صخور الواقع و الغريب أن هذا الأخير لم يكلف نفسه عبء البحث عن سبب هذا الفشل. في هذه الأسطر القليلة سأحاول تسليط الضوء على بعض هذه الأسباب الحقيقية التي أرى أنها من أهم العقبات التي تعيق تطور أي محاولة للمصالحة, والتي يمكن تقسيمها إلى أسباب موضوعية وأخرى ذاتية .
الأسباب الموضوعية تتشابك و تتداخل بشكل يصعب معه الفصل بينها نتيجة للارتباط المتلازم بين مكوناتها ولكن مع ذلك يمكن أن نعمل على تقسيمها تقسيما منهجيا ليسهل معه تفكيك هذه العناصر والتعرف عليها .
رئيس الدولة :
في الأنظمة العربية يحتل رئيس الدولة المكانة الأولى في النظام السياسي و بيده التقرير في كل ما يهم المواطن أمرا و نهيا , تقديرا و تقريرا …. بصلاحياته الواسعة ومن خلال الإمتيازات التي يتمتع بها في مزاولة مهامه يستطيع إن أراد أن يغير من الوضع المتكلس في البلاد أن يغير , ولكن من خلال قراءة سريعة لشخصية رئيس الدولة والنظر في حصاد سنين الجمر التي عاشتها البلاد في سنوات حكمه يمكن أن يلاحظ و بكل وضوح عدم رغبة وعدم إستعداد من بيده الحل والربط في بلادنا تغيير الأوضاع وإشاعة مناخ الحرية و إحترام الأنسان ككيان فضله الله على جميع الخلق. و لقائل أن يقول إن مشكلة الرئيس مع حركة النهضة فقط و يوم أن تتحلل و تنصهر في بقية الأحزاب سيعيش التونسيون في جنة الحرية وهذا قول مغلوط, قد تكون مشكلة رئيس الدولة الأبرز مع النهضة كحركة سياسية بمرجعيتها الفكرية والثقافية وتصوراتها للكون والحياة والإنسان, ولكن تبقى المشكلة الأهم لرئيس الدولة في تونس مع الحرية ومع حقوق الأنسان مترابطة مع شغفه بالتسلط والإستكبار, فهل يوجد في تونس من سلم وهو ليس من النهضة من سطوة النظام في تونس من كل الطوائف: السحباني, التليلي, بن بريك, سليم بوخذير, زهير اليحياوي(رحمه الله), محمد عبو, المناضلة المتميزة في تونس العهد الجديد أم زياد, راضية النصراوي, المرزوقي, حمة الهمامي وقبلهم ومن بعدهم كثير, بل هل سلم قطاع من قطاعات الدولة الرسمية من محاولة التدجين: قطاع القضاء, قطاع المحاماة, أتحاد الشغل, إتحاد الطلبة والقائمة تطول, ومن أكبر الإهانات التي تلحق برئيس الدولة وتستخف بالعقول أن يقال إن هذا يحدث في تونس من دون علم سيادته فتلك المصيبة الأعظم, شخصية بهذا المواصفات لا تقبل على الأقل في مثل هذه الظروف التي تمر على المعارضة المتشرذمة إيديولوجيا وعقائديا بتنازلات لفائدة الشعب ويوم أن يقتنع رئيس الدولة بالمصالحة فلن يقف في وجهه لا أجهزة ولا أفراد وأكبر مثال على ذلك سنة 1997 عندما أمر بن علي أجهزة الدولة بتوفير جوازات سفر للنساء بقصد الإلتحاق بأزواجهن فتم ذلك في أوقات قياسية .
العائلتان المتنفذتان في تونس :
آل بن علي و الطرابلسية هذه المافيا التي إبتلعت الدولة بكل مؤسساتها واستباحت كل شيء فيها وتقاسموا بينهم قطاعات الدولة الإقتصادية وحتى السيادية كل حسب جشعه وكل حسب وضعه داخل العائلة الحاكمة في رقاب الخلق بالرعب والقهر , هؤلاء لا يرد لهم طلب ولا يعتدى لهم على طرف, هؤلاء الذين حولوا ملكية أراضي الدولة للملكية الخاصة, هؤلاء الذين سرقوا الشركات العمومية والخاصة إما عن طريق الخصخصة أو عن طريق مشاركة أربابها لا برأس المال ولكن بالنفوذ والإعفاءات الجمركية مقابل نسب في الأرباح, هؤلاء لا يروق لهم أن تحيا البلاد في أجواء الحرية والمحاسبة والشفافية لأنهم سيكونون من أبرز المتضررين من خلال محاسبتهم من أين لكم هذا؟. هي هكذا دولة الإقطاع والإقطاعين لا يحيون إلاّ كحياة الخفافيش يهربون من الأضواء إلى الزوايا المفعمة بالظلمة .
أمراء الحرب :
و أعني بهم ضباط الأجهزة االأمنية الكبار والصغار في كل القطاعات ( أمن رئاسة, إستعلامات, أمن دولة … ) وكذلك الأفراد وكل حسب مرجعيته الفكرية والعقائدية برغم إنصهارهم داخل الأجهزة الرسمية, هؤلاء يشترك جميعهم في جرائم التعذيب الوحشية التي تعرض المعارضون السياسيون وخاصة منهم الإسلاميون – لطول المحنة وقسوتها – إمّا بإصدار الأوامر وإمّا بممارسة التعذيب بشكل مباشر, مِن هؤلاء مَن قتل ومنهم من إغتصب النساء والرجال ومنهم من لم يرحم شيخا ولا صبيا ولا إمراة ولا بنتا. لا أظن أن يعتقد من قام بقتل كمال المطماطي سنة 1991 أن ينجو من المحاسبة القضائية على أفعاله ولا من قتل من قبله الإخوة الشهداء من أمثال طارق الزيتوني وعبد الرؤوف لعريبي والقائمة طويلة بطول العهد الجديد !!!. من هؤلاء أيضا من بنى لنفسه إمبارطورية إقتصادية من خلال المتاجرة في البضائع المهربة وإغراق السوق المحلية بالسلع المغشوشة لتمتّعه بالحصانة عن أفعاله واستغلال نفوذه الوظيفي, هؤلاء جميعهم لن يدخروا جهدا في إفشال أية محاولة للصلح أو التقريب بين السلطة والمعارضة الإسلامية لأن أية عملية إصلاح وتوفيق تنهي مع الاستبداد سترفع عنهم الغطاء الحكومي لتتم محاسبتهم على أفعالهم وجرائمهم البشعة بحق العباد بل عمدوا وسيعمدون لشق صفوف المعارضة بكل مكوناتها لأنهم وبكل بساطة يمارسون مهنتهم التي يرتزقون منها ويطعمون أولادهم من عرق جبينهم !!! .
اليسار الحاقد :
هذه الفئة الباغية والتي عششت في كل مرافق الدولة من الحزب الحاكم إلى المؤسسات الدستورية والسيادية, في وزارات التربية والتعليم والداخلية والعدل, في وزارات الثقافة والسياحة في كل ما رصدته دراساتهم للمضي قدما في طمس معالم الدين في البلاد والإمعان في إقصاء أكبر طرف سياسي عن الساحة العامة والزج به في السجون وتهجير قطاع عريض منهم عن الوطن, هؤلاء الذين انتقموا من الهيثم ( العجمي الوريمي ) في أقبية وزارة الداخلية ومحلات الاعتقال السرية بعد أن عجزوا عن مواجهته فكريا ونضاليا في ساحة الجامعات التونسية, هؤلاء الذين وظفوا عناصرهم لمواصلة التدمير المعنوي والمادي في أقبية السجون للمئات من المساجين فقضى منهم من قضى نحبه تحت وطئة التعذيب أو بالإهمال الصحي, وليغادر من بقي منهم على قيد الحياة منهك القوى لتصده أبواب المجتمع فيعمد البعض منهم للانتحار أو تنتهي به أوضاعه الصحية إلى الجنون. هذه الفئة الحاقدة ليس على النهضة فقط وإنما على المجتمع المسلم الذي لفظهم في كل مرة كانوا يحتكمون فيها إليه, قاموا بعملية حرق وتدمير واسع النطاق للمجتمع في أخلاقه وقيمه, فتتوا الأسرة و نشروا الرذيلة وصدوا عن دين الله. إنّ هذه الفئة هي التي قدمت للتجمع وصفة تجفيف ينابيع التدين نهاية الثمانينات من القرن الماضي فأعتمدتها الدولة في حربها على خصم سياسي ولهذا فلن تتدخرهذه الفئة جهدا لإفشال كل محاولة الإصلاح والتقريب بين أصحاب الوطن الواحد .
هذه الأسباب الموضوعية التي أرى والله أعلم أنها ستقف حاجزا – إلى حين على الأقل – في وجه كل محاولات الأصلاح و التقريب بين الفرقاء السياسيين في تونس .أما الأسباب الذاتية فيمكن رصدها فيما يلي:
الدكتور محمد الهاشمي الحامدي:
أحد أبرز الذين تتكسر عليهم مبادراته المتعددة . فهذا
الفتىبعد أن كان يشدو في سوح الجامعة ” استمروا يا صحابي استمروا / أوقدوا من ضلوعي شموع الليالي / أوقدوها وسيروا على الدرب سيروا /لا يهم المجاهد حين يجاهد أن يرى لحظة الانتصار / سأرى لحظة الانتصار سأراها بعيني أخي .(3.).تحول مع الزمن إلى داعية خير للتجمع الدستوري الديمقراطي ليعلن و على الملأ أنه من أراد العمل السياسي فليطلبه في حزب من الأحزاب القانونية المرخص لها. التجمع الدستوري الديمقراطي هو الخيار الأول الذي أنصح به الإسلاميين، فإن لم يرق ذلك لقارئ من قراء هذه المقالة، فأمامه عدة أحزاب أخرى يمكن أن يختار منها.( 4) هذا الذي يحسن تبني الخيار وتبني نقيضه, دافع عن الرئبس بن علي أيام مبادرته الأولى بشكل أفزع اليسار ممّا جعل سمير العبيدي اليساري المعروف يصفه على قناة تونس 7 الفضائية – بالفرخ – في محاولة فك الارتباط بين الحامدي و سيادة الرئيس لينقلب بعد فترة قصيرة يجمع حوله المعارضة التونسية ويحشدها في معركة * الكتكات باشي متاع ولد عمو * التي احتجزها أفراد من الحرس الوطني لمخالفة قانونية قام به هذا الأخير, هذا الذي لا يستوي لديه عرض أخينا نبيل الواعر الذي تكلمت عنه كل المنظمات الحقوقية – بعد ما تعرض له من عملية إعتداء سافر و حقير- مع مشكلة ابن عمه سالفة الذكر والذي خصص لها أكثر من حلقة من قناته الفضائية المستقلة, هذا الذي يحسن ركوب كل حدث ليمول به نفسه من السعودية إلى اليمن مروا بماليزيا والسودان, هذا الوسيط بهذا المواصفات لا يستطيع أن يجمع حوله من خرج من النهضة مغاضبا – إما من السياسات أو من القيادات – فما بالك بمن بقي داخل التنظيم يمارس حقه الطبيعي في المعارضة دون أن يفت في عضده ولا عزيمته الشدائد والمحن . إنّ أبناء النهضة وحتى الغالبية من الذين خرجوا من تنظيم النهضة إستقالة أو تجميدا لعضوياتهم قد يتفقون أو يختلفون مع قيادة الحركة في كيفية إدارة الصراع مع السلطة ولكن بالضرورة لن يمدوا أيديهم ليوقعوا مع من باعهم في ساعات المحنة الأولى لأجل السبق الأكاديمي فيطعنهم من خلف في مقتل و لا مع ذلك الذي باع قضيته الشخصية – بحسب تعبيره – بجواز سفر يمكنه من حق المواطنة في زيارة فلكلورية للوطن *على حسب تعبير الكاتب المغربي المهدي منجرة. إنّ الوسطاء عبر التاريخ السياسي أناس لهم من المبدئية ما يحفز أطراف الصراع للجلوس معهم والحديث إليهم, وبالتجربة الفارطة تبين بما لا يدع مجالا للشك عدم قبول مناضلي التجمع الدستوري الديمقراطي ولا قياداته بالهاشمي وسيطا ولن يقبلوا عضويته في صفوفه فلم الضغط على أبناء النهضة بالقبول بهذا المسعى؟ خاصة وأنهم لم يروا أية نتيجة لكلّ مبادرات الحامدي .
اختلاف أبناء التيار الحركي الإسلامي حول سقف المفاوضات:
بصفتي أحد أعضاء النهضة وأحد العاملين فيها إلى حد هذه اللحظة لا أعلم أحدا من قيادات الحركة ولا من أعضائها المنتشرين في أكثر من 40 دولة ضد مبدأ البحث عن أي طريق للمصالحة ورأب الصدع – راجع جرد الشيخ الهادي بريك للوساطات التي تمت بطلب من الحركة المنشور في تونسنيوز بتاريخ – ليس لأننا
هربون وقت الشدة فزعون عند الغنائم وإنما لأننا نقرأ دروس سيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم ودروس التاريخ جيدا, ولأننا نعلم علم اليقين بأنّ مواصلة الصراع وإدامة الحقد والكراهية ليس في مصلحة أحد لا السلطة ولا النهضة . المشكل الحقيقي إذن يكمن في مدى التنازل الذي يمكن أن يقدم عليه كل طرف لإرضاء الطرف الآخر و لإثبات حسن نيته، وهذا الإشكال هو بالتساوي بين السلطة والنهضة.
و في الختام برغم كل الأسباب التي أدت إلى فشل كل “المبادارت ” السابقة إلا أنه يبقى في القلب أمل يهدهد النفوس و يطمئنها بغد أفضل و ليعلم السيد الرئيس أن الأقوياء فقط هم الذين بمقدورهم العفو والصفح والقدرة على المضي قدما في طي صفحة الماضي الحزينة، وللرئيس خيارات كثيرة فإمّا أن يذكره التاريخ من باب حتى لا يقال ذهب العفو من الناس وإمّا أن يذكر بأنّه من جعل من أرض تونس الخضراء أرضا قاحلة جرداء يرتع فيها الخراب ويغرد فيها البوم والغراب.
1 بلقاسم القاسمي من الكرم .
2 محمود قويعة في حوار مع الحوار النات بتاريخ 8 ماي 2007.
3 الهاشمي الحامدي، تونسنيوز بتاريخ 06 / 05 / 2007
بسم الله الرحمن الرحيم دعوة وبشارة
د. محمد الهاشمي الحامدي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) (سورة البقرة). * * * خطاب القرآن الكريم للناس كافة، وليس خاصا بالمسلمين وحدهم، أو باليهود وحدهم، أو بالمسيحيين وحدهم، أو بالهنود وحدهم، أو بالبوذيين وحدهم. والإسلام ليس دين العرب وحدهم، أو دين السود وحدهم، أو دين البيض وحدهم. إنه رسالة الله تعالى للعالمين. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) هنا خلاصة ما دعا إليه محمد وجميع من سبقه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دون استثناء: أن يتجه الناس لعبادة الله خالقهم وخالق الناس أجمعين. دعوة صريحة لا لبس فيها من رب الناس إلى الناس مضمونها: لا تظلموا أنفسكم بعبادة بشر أو حجر أو قبر أو مزار أو صنم أو أي شيء آخر غير خالقكم. وتذكروا أنه لو لم يتكرم عليكم بنعمة الخلق ما كنتم لتعرفوا أي نعمة أخرى بعدها. واعلموا أنكم إن أخلصتم العبادة لله وحده فإنها تقودكم وتهديكم إلى ما فيه سعادة القلب والفوز في الدنيا والآخرة، وهي التقوى. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) إن شأن الخالق الذي يستحق العبادة وحده من دون شريك عظيم وجليل فوق ما تصف الكلمات. تأملوا أيها الناس نعمة الأرض، كيف مهدها لكم خالق الناس حتى غدت كالفراش والبساط، بما فيها من جبال وهضاب ووديان وأنهار وبحار ومحيطات، تبنون عليها وتقيمون وتستقرون إلى وقت معلوم. وانظروا السماء فوقكم كأنها السقف لمنزلكم الكبير الذي هو الأرض، ينزل عليكم منها الماء الذي يبث الحياة في الأرض تحت أقدامكم، فينبت منها الخير والرزق الوفير، ثمارا وزروعا وأشجارا من كل نوع ولون وطعم. إن العادة تنسي الإنسان أحيانا ما يحيط به من معجزات مدهشة فاتنة صنعها خالق الناس عز وجل. الأرض وما فيها وما عليها كتاب من المعجزات المدهشة، والجمال الخلاب، والإبداع الذي يتجاوز حدود الخيال. والماء الذي يحيي الإنسان والنبات ويبث الخضرة والحسن والبهاء في الآفاق. والسماء وكواكبها ونجومها التي تنطق كلها بعظمة الله عز وجل وبأن هذا الكون العجيب لم يخلق عبثا ولا صدفة. القرآن الكريم يذكر الناس بهذه المعجزات العظيمة ثم يوصيهم ويحذرهم: فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ. أعظم شأن في ثنايا القرآن الكريم شأن إفراد الله بالعبادة. شأن التوحيد. إن الرسالة واضحة لا لبس فيها: لا يجوز لإنسان عاقل منصف يرى آيات الله الكون ومعجزاته في نفسه وفيما حوله أن يجعل لله ندا وأن يعبد غيره أو يشرك بعبادة ربه أحدا. لا مزارا، ولا صنما، ولا ساكن قبر، ولا شيخا منسوبا للصلاح، ولا زعيما ولا نبيا. وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فإن خالج الناس شك في أن هذا القرآن الكريم الذي يتلوه عليهم عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن منزل القرآن الكريم يتحداهم بأن يكتبوا سورة مثل إحدى سور القرآن الكريم، وعلى نمط بنيانه البلاغي البديع المعجز، والتناسق المذهل لمعانيه، والصدق الكامل في أخباره، والتأثير الإستثنائي في مواعظه، والروعة المبهرة في وصفه، وقدرته الفريدة العجيبة على النفاذ إلى القلوب. جربوا أيها العرب، يا أهل الشعر والبلاغة والبيان، معارضة هذا القرآن. وحاولوا فرادى أو مجتمعين أن تنظموا سورة من مثله. جربوا إن كنتم جادين في تشكيككم في مصدر القرآن الكريم، ثم أحضروا الشهداء والمحكمين العدول ليقارنوا بين ما وضعتم ونظمتم وبين هذا الحديث الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. الله تعالى يعلم أن عباده لن يقدروا على مثل هذا التحدي. لذلك يخاطبهم بعطف وحزم في آن واحد: فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ما دمتم أيها الناس عاجزين عن تأتوا بمثل هذا القرآن الكريم، سواء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو في أي زمن آخر بعده إلى يوم القيامة، وما دمتم موقنين أنه من عند خالقكم، فاعملوا بمقتضاه، والزموا ما جاء فيه من أوامر وتعاليم، وما بيّنه لكم عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك هو الطريق الذي ينجيكم من جهنم، دار العذاب للكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر. ولا تستهينوا بجهنم فإنها نار حطبها الناس والحجارة. لا تكونوا من الناس الذين هم حطب جهنم، ولا تغفلوا عن ضرورة العمل لآخرتكم. اسلكوا دروب السلام والإيمان والعمل الصالح، لضمان السعادة في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة. وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) قد تبين مصير الغافلين عن عبادة الله وطاعته، وسبق التحذير من نار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. وها هي البشارة تأتي الآن لأهل الإيمان والعمل الصالح. الله تعالى يبشرهم في كتابه الكريم بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار. والجنات هي البساتين، وهي هنا اسم لدار النعيم التي أعدها الله تعالى لكل الناس الذين آمنوا به وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وعملوا الأعمال الصالحة التي وجههم إليها وأمرهم بها. عبارة البساتين تقرب إلى معنى الجنات لكنها لا تصفها ولا تحيط بمعناها. إنها دار النعيم والثواب والجزاء الأوفى للذين رضي الله عنهم، وهي في بهائها وجمالها وروعتها فوق ما يخطر ببال أي بشر. جنات تجري الأنهار تحت أشجارها وثمارها ومساكنها. يأكل أهل الجنة من ثمارها الشهية فيرون فيها شبها بما عرفوه في الدنيا من الثمار، وإن كان الطعم غير الطعم، لأن ما في الجنة أشهى وأطيب وأجمل بما لا يقاس. ومن تفاصيل الحياة الهنية الرغدة في جنات النعيم أن أزواج المؤمنين الفائزين من المؤمنات الفائزات مطهرات لا يجري عليهم ما يجري على النساء في الدنيا من الحيض والنفاس. وهم جميعا، مؤمنين ومؤمنات، خالدون في دار النعيم، مقيمون فيها أبدا دون انقطاع، لا يموتون فيها ولا يحرمون من الخيرات المحيطة بهم لحظة واحدة. إنها السعادة الأبدية التي يتطلع إليها المؤمنون ويعملون من أجلها. نسأل الله تعالى أن يدخلنا بفضله ورحمته في جنات النعيم
إلى رضا الملّولي:
أنت إله، فمن يكون نبيّك؟ أنت نبيّ، فأين كتابك؟ أنت زعيم، فأين بيانك؟
تجاوزًا لكلّ حالات التأويل ومقامات الاستنطاق وكلّ وظائف المنجرّة عن عنعنة قد تكون منقوصة أو مشوهة أو مدسوسة، نكتفي من قول رضا الملّولي وفعله وكامل سيرته ومسيرته، بما ثبت بشهادة الشهود وتأكد بالبراهين والحجج، لأنّ الرجم بالغيب من شيم الشيطان الرجيم عليه اللعنة إلى اليوم الدين، والقول بحريّة مطلقة في التأويل قد تجعلنا نقلب الخيول مسوّمة أحمرة ونرتقي بالعاهر إلى مقام الشريف.
أذكر والكلّ يذكر وجميع من حضر الندوة التي أقامتها وزارة الاتّصال تحت عنوان النفاذ إلى مصدر الخبر، يذكر المداخلة التي أتاها رضا الملّولي آنذاك، مع التأكيد أن من شهد الواقعة آنذاك هم صفوة الساحة الإعلامية ونخبتها ولا يمكن لكاتب هذه الأسطر ـ مهما أراد ـ أن يغيّر الحقائق أو يبدّل الوقائع أو يذهب في التأويل أو يسقط في القراءة خارج مجال الإجماع بخصوص معاني الألفاظ ودلالاتها وتأويلاتها ومن ثمّة إسقاطاتها.
أعلن رضا الملّولي يومها، بل اتّهم وصرّح وصرّخ وأزبد وأرعد بأنّ مؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسيّة صارت مرتعًا للمتطرفين والظلاميين ولا تكمن الخطورة في التصريح ذاته، بل في أنّه يرمي تهمة على قدر كبير من الخطورة إلى جهاز يؤدّي مهمّة على قدر كبير من الخطورة، مع التأكيد أنّ خطورة التهمة تأتي من خلال بعدها المباشر وخطورة المهمّة حين صارت الآلة الإعلاميّة المحدّد الأكبر أو أحد المحدّدات الهامّة لهويّة الدولة والمعبّر عن حضارة البلاد في بعدها القائم وضمن مجالات التراكم المؤسّس لمفهوم الذات، ومن ثمّة تكون السياسة الإعلامية المعبّر الأكبر عن المجال الأيديولوجي الذي تسير ضمنه الدولة القائمة. مع التأكيد أنّ المنهج ذاته قائم في كلّ من رواندا وسويسرا على حدّ السواء.
لم يرم رضا الملّولي برنامجًا بعينه ولم يقدّم الأمر في صورة الرأي أو القراءة أو الموقف من شخص بعينه، بل رمى الآلة بكاملها ورفع من وتيرة الاتّهام من خلال التأكيد المتواصل والسعي الدائب والدؤوب سواء صراحة وعلانيّة أو دون مواربة أو تلميح إلى أنّه المؤتمن على فكر الرئيس زين العابدين بن علي ويكون بالتالي أن نعتبر مؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسيّة ـ من خلال قول رضا الملّولي بل فصله في الأمر ـ وكرًا للمتطرفين لا ينقص السامعين سوى أن يطالبوا قوّات الجيش والشرطة وكلّ الأجهزة المسلّحة بدكّ هذا «الوكر» بالقنابل أو أن نحيله إلى ما صارت إليه هيروشيما بعد أن أنزل بها الأمريكان قنبلتهم المدمّرة الحارقة.
يكون علينا من باب العقل والمنطق والإنصاف الذي يمليه علينا الضمير والأخلاق والعقل، خاصّة أن كاتب هذه الأسطر لا يحمل عن مؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسيّة سوى ما يراه لمامًا من برامج وليس له القدرة على الجزم بصحّة قول رضا الملّولي أو بطلانه، أن نحمل هذا الاتّهام على محملين ونطرح ضمن كلّ حالة ما يمليه علينا ضمير الصحفي الذي لا يتلبّس عند البحث عن الحقيقة سوى المنطق والعقل وينبذ العاطفة ويتجاوز الغريزة. إنّ الفرض بصحّة قول رضا الملّولي يعني أنّ الأجهزة المعنية بمجال الإعلام مصابة بحالة من العمى والعجز عن رؤية «وكر المتطرّفين»، ونذكر من الأجهزة مؤسّسة الرئاسة ومصالح وزارة الداخليّة وقيادة التجمّع الدستوري الديمقراطي، دون أن ننسى الوزارة الأولى ووزارة الاتّصال أو نُغفل من باب التوسّع عموم الدكاترة من معهد الصحافة وعلوم الإخبار والخبراء والدارسين وجميع العاملين في المجال الإعلامي.
إنّ هذه الأجهزة لها من الرجال، الذين نختلف معهم حدّ القطيعة أو نتوافق معهم حدّ التطابق، لكنّنا لا يمكن الجزم في صيغة المطلق أنّهم على عاهة جميعًا دون استثناء ـ كما ذكر رضا الملّولي ـ مع التأكيد أنّ الرجال مراتب وهم على مدى التاريخ درجات، فيكون أن نرى بين هؤلاء الرجال من هو على فطنة ودراية وفراسة وقدرة كما قد نرى بينهم من لا يقدّم خيرًا نذكره أو شرّا ننكره. أمّا الجزم والتأكيد ومن ثمّة الإيمان الذي على أساسه يكون التصرّف بثبات حالة العمى هذه ـ حين نؤمن ونقرّ بقول رضا الملّولي ـ فيقودنا إلى البحث عن «المعجزة» [والكلمة نسوقها دون أدنى مبالغة] التي جعلت حالة العمى هذه عامّة شاملة لكلّ البلاد والعباد، مستثنية رضا الملّولي دون البقيّة. قد ـ ونصرّ على لفظ «قد» ـ يجد البعض تفسيرًا لهذه الأحجية ضمن منطق «الأسطورة الإغريقية» حين تعيش هذه الأجهزة برجالها ومفكّريها وكامل طواقمها، بل بمسؤوليها الذين يتحمّلون أرفع المسؤوليات ويتقلّدون المناصب الرفيعة، في ظلام دامس ليأتي «الفيلسوف» رضا الملّولي ويفتح الكوّة، لتلج الشمس، فيخاف هؤلاء الرجال ويكون على الفيلسوف ـ كما أعلن رضا الملّولي صراحة أمام الجمع ـ أن ينقذ المؤسّسة على اعتباره المؤتمن الأوحد والوحيد على فكر الرئيس بن علي… إنّ التصديق والإيمان بل التسليم بحالة العمى هذه، حين يسم بها رضا الملّولي كامل الطبقة السياسيّة الرسميّة بالعجز عن الرؤية، فإنّه بذلك يجعلها كذلك في حالة عجز عن التفكير والتمحيص والتحليل ليكون العجز أيضًا وأساسًا عن الممارسة والقيادة والفعل والتغيير، لنسأل في حالة من الاستفسار المعرفي الذي يأتي من قبل جاهل يبغي معرفة ويريد يقينًا عن مصير هذه البلاد وهؤلاء العباد لو لم يتفضّل الله عزّ وجلّ بإرسال رضا الملّولي ليجعل أجهزة الدولة والحزب الحاكم وكامل الوزارات تفيق من غفوتها وتستدرك أمرها وتراجع وضعها لتجد ـ بفضل هذا النور الملّولي ـ لهذه البلاد من هذه المصيبة مخرجًا… إنّ مجرّد التفكير في الأمر يجعلنا نرتجف خوفًا ونحمد الله في الغدوّ والرواح، بل علينا أن نقرن البسملة بالحمد على هذه النعمة!!!
إنّ قول رضا الملّولي وتصريحه الذي أتاه أمام عموم أهل الإعلام والذي دفع السيّد رافع دخيل لينهره ويطلب منه الصمت، لا يمكن أن يكون ـ بأيّ حال من الأحوال ـ زلّة لسان أو خطاب مقتطع من سياقه، فالرجل يحمل في كتاباته وأقواله العلنيّة والعامّة، ولا علاقة لنا بما يسوقه في مجالسه الخاصّة، على المنظومة الذهنيّة والحالة النفسيّة المرضيّة ذاتها، حيث يصرّ في إلحاح غريب على أمرين في غاية الخطورة، أوّلهما أنّه القادر الوحيد على الرؤية والتفكير والتمحيص ومن ثمّة القادر الوحيد على التفكير ليكون الأقدر من غيره على التنفيذ وتحمّل المسؤوليات. وثانيًا أنّه المؤتمن الأوحد والوحيد على فكر التغيير.
إنّ «عقدة النبيّ» هذه حالة مرضيّة بيّنة وصريحة، بل جليّة ولا تحتمل المناقشة ويأمل صاحب هذه الأسطر من رضا الملّولي أن يثور لشرفه، وإن لم يفعل ذلك متعللاّ بالترفّع والتعفّف، فعليه أن يثور لمنصبه الذي جاءه منّة ومنحة من الرئيس زين العابدين بن علي وليس من باب الانتخاب، ويرفع الأمر إلى القضاء، ليتبيّن الجميع بشهادة السيّد رافع دخيل وجميع طاقمه أمام المحكمة وكلّ من حضر الندوة أن ما سقناه لا يعدو أن يكون سوى نقلا أمينًا لقول رضا الملّولي وتصريحاته ولكي نتبيّن من شهادات أطباء العلوم النفسيّة ـ سواء قامت المحكمة بتعيينهم أو من تطوّع ـ أن الرجل مريض ويعاني من كمّ من العقد الخطيرة، بل هو مصاب بحالة من انفصام الشخصيّة الذي تجبرنا على مطالبة إدخاله مصحّة الأمراض العقليّة، وهذا الاقتراح نسوقه مع تأكيد صاحب هذه الأسطر على التزامه بالمثول أمام الأجهزة القضائيّة وإثبات صحّة هذا القول وصوابه.
إنّ رضا الملّولي يعاني أيضًا من «عقدة يوغرطة» حين يرى المرء أنّ المؤامرات تُحاك ضدّه وأنّ الأحلاف قامت من أجل إسقاطه، وقد عبّر رضا الملّولي صراحة خلال برنامج «المسكوت عنه» عن أنّ مجمل الصحافيين تحالفوا من أجل إسقاطه، ومن ثمّة يكون ـ ضمن ذات المنطق ـ على السلطة أن تمكّنه من وسائل دحر المتآمرين والقضاء عليهم، سواء بالقلم من خلال المنابر الإعلاميّة المفتوح أمامه، وقد صرّح أنه يقوم بتصفيات الحسابات مع «الرداءة» حين يأتي هذا اللفظ جامعًا كلّ الذين يخالفون الرأي سواء كانوا خارج السلطة أو داخلها.
إنّ أيّ خبير في الطبّ النفسي يثبت بما لا يدع للشكّ أنّ رضا الملّولي يحمل في داخله رغبة في التدمير والاستئصال وقد عبّر عن ذلك صراحة، بل طالب بالأمر، لينخرط ضمن نظريّة «طهرانيّة» آمن بها الخمير الحمر وغيرهم ممّن بحثوا ـ ضمن الرغبة في «صناعة الإنسان الجديد» ـ عن استنساخ ذواتهم على اعتبارهم «الحالة الإنسانية المثلى أو الأفضل»… إنّ حالة الانفصام المرضي والتأكيد على علوّ الذات وسطوتها لم يمارسها رضا الملّولي تجاه من هم «خارج السلطة» ومن قد نراهم مخاليفها أو مختلفين معها، بل مارسها مع بعض المسؤولين ضمن دوائر السلطة المختلفة، وقد عبّر رضا الملّولي جهرًا وصراحة عن رغبته في ممارسة «التطهير»، ليكون السؤال، ونحن نعلم يقينًا أنّ الرجل لا يمكن أن نعتبره نكرة أو حالة عابرة أو ممّا لا يؤخذ عنهم، فهو جزء من الجهاز التشريعي، عن «مفهوم الدولة» الذي ينخرط ضمنه ويتحرّك داخله، لنقول جزمًا أنّ السؤال لا يحمل أو يحيل على بعد أبستمولوجي أو معرفي فقط، حين تتلاقى الأفكار وتتلاقح، بل ضمن الضرورة التي تمليها ماهيّة الدولة ووظيفتها من وجوب الإيمان أو التوافق حول حدّ أدنى لتكون جميع حالات التفاعل والفعل وردّ الفعل ضمن الدلالات ذاتها. يمكن أن نقترح على الدكتورين عبد العزيز بن ضياء والصّادق شعبان أو غيرهما من العارفين أو هم مراجع سواء على المستوى الأكاديمي أو بما يتقلّدون من مناصب ليناقشهم عموم الصحفيين، سواء في لقاءات مفتوحة أو جلسات مغلقة بخصوص هذه الأسئلة في تجاوز دون نسيان لحالة رضا الملّولي المرضيّة، التي لا يمكن أن تكون معبّرة عن عموم رجالات هذه البلاد والفاعلين فيها…
نعلم يقينًا ما يكنّه رضا الملّولي من احترام كبير وتقدير جمّ للدكتور عبد العزيز بن ضياء، حين يذكر فضله ويعدّد جميله ويذكر مناقبه بل يرى فيه الأستاذ والمرجع والمثال والسند، ويعلم الجميع في هذه البلاد وخارجها المكانة العلميّة للدكتور عبد العزيز، ليكون منارة نستنير برأيها وتستدلّ بدربها، سواء حين نطرح الأمر في بعده الأشمل والمعادلة ضمن أبعادها أو نطرح حالة رضا الملّولي المرضيّة، شفاه الله ورفع عنه السقم والعلّة. ذهب الغضب ببعض الصحفيين والمنتمين لجمعيّة الصحفيين التونسيين مأخذه عند قراءة ما حبّره رضا الملّولي على صفحات مجلّة «حقائق» وجعل له عنوان على غاية من التبسيط الذي يحيلنا إلى خطابات اليمين الفرنسي المتطرّف أو من ينعتهم صاحب الحبر القاني بالمتطرّفين، حين لا يفصلون هذا العالم شطرنين، فإمّا أن تكون معهم أو تكون ضدّهم أيّ على شاكلة جورج بن أبيه و«المحافظين الجدد» في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، حيث لم يجد رضا الملّولي في التقرير حسنة واحدة أو إضافة يتيمة ممّا يجعلني أسأل ـ استنادًا إلى قرار رضا الملّولي ـ كلّ المسؤولين عن قطاع الإعلام بدءا بمؤسّسة الرئاسة وأجهزة وزارة الدّاخليّة وقيادة التجمّع الدستوري الديمقراطي والوزارة الأولى ووزارة الاتّصال عن السبب الذي يجعلنا نملك بعد عشرين سنة من التغيير جمعيّة للصحفيين بمثل «هذه التعاسة» [كما يرى الفيلسوف صاحب «النور الربّاني»]؟؟؟
أسئلة برسم الطرح ليس ضمن الجوانب المعرفيّة المباشرة فقط، بل من خلال السؤال عن ماهيّة هذه الدولة ودورها وقدرتها أو ربّما عجزها عن رؤية المتطرّفين داخل مؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسيّة وعجزها عن مساهمة في الرفع من مستوى الصحفيين لينتجوا قيادة قادرة على تحبير سطر واحد أوحد يحظى برضا صاحب الرضا وينال من لدنه بركة… أسئلة برسم هؤلاء المسؤولين دون استثناء فمن شاء طرحها على ذاته ومن شاء جمع موظفيه ومن شاء وتفضّل إلى مقرّ جمعيّة الصحفيين لنكون له من الشاكرين…
إنّ منصب الاستشارة يتطلّب رفعة في الأخلاق وقدرة على كظم الغيظ ومقدرة على تجاوز العاطفة، ليرفع الفاعل بفعله حسنة لمنصبه ومن ثمّة لمجلسه ومن ثمّة لدولته ومن ثمّة لرئيس الدولة صاحب الفضل والعطاء، بل إنّ مجرّد الافتراض بصحّة وصواب ما جاء في متن المقال لا يعفي صاحبه من هذا السقوط اللغوي وغيره، حين يجب على أمثاله أن يملكوا غريزة «رجل الدولة»… تلك مسألة لا يفقهها من يفقدها…
أعود ختامًا وأذكر رضا الملّولي أن الواجب تجاه رئيس الدولة الذي منّ عليه بمنصب المستشار والواجب تجاه المجلس الذي يحتضنه، يمليان عليه أن يرفع شكوى إلى العدالة، لنلتقي جميعنا، بحضور الشهود من وزراء وعارفين وعاملين في المجال الإعلامي وخبراء وأطبّاء النفس والعارفين بخفايا الانفصام النفسي وحالة التفكّك الفكري والفقر الأخلاقي، لنفتح الملفّ أمام الجميع وأمام العدالة وأمام التّاريخ خصوصًا، فهو لا يظلم ولا يرحم ولا ينسى… أرجو ألاّ يكون كمن تكرههم، عاجزًا عن قراءة التّاريخ وفهم معانيه وإدراك أبعاده… إنّ غدًا لناظره أقرب من النفس من حبل الوريد، سواء تكفّل رضا الملّولي بالردّ عبر هذا الموقع أو فتح أمامي ناديه في دار الثقافة بن خلدون لنتحاور أمام الجميع… تلك مسألة رجولة وأنفة وكرامة، لا علاقة لها بالقضاء والأحكام والعدالة… نصر الدّين بن حديد عضو جمعيّة الصحفيين التونسيّة حكاية لن يفقه معناها رضا الملّولي: كان الجموع في حوانيت الأرياف لا يملّون لعب الورق، وكانوا يعمدون حين يفد عليهم ضيف إلى إطفاء نور المصباح الزيتي فجأة، ويتظاهرون بمواصلة اللعب كأنّ النور قائم، ليشكّ الضيف في أمره، فيفرك عينيه أوّلا ويسأل حاضرين ثانية ليجيبونه في هدوء ولطف أنّ نور المصباح قائم وأنّ الأمر على حاله، فقد أخبر الثقاة أنّ من الضيوف من ندب وجهه وثان خرّ مغشيّا وثالث شقّ ثوبه وكسر الباب في عزّ الشتاء ولا يزال إلى الساعة هائمًا في البراري.
السّواكالحار رقم 30
خاص بالحوار نت
بقلم: صابر التونسي
وكانت وكالة الانباء الليبية نفت في وقت سابق اشاعات راجت عن تدهور صحة القذافي. وبث التلفزيون الليبي ظهر الاثنين مشاهد للزعيم الليبي معمر القذافي وهو يستقبل موفدة من كبير مستشاري الرئيس السوداني. (أ ف ب 14 ماي 2007)
يحسبون أن كل صيحة حولهم يكون صداها عليهم في قرطاج!!
ولا يجوز حرمان المواطن من الكتابة في الصحافة المكتوبة منذ أعوام وغلق كل الأبواب والنوافذ امامه حتى في الحوار الجاري في منابر الحوار منذ 5 أعوام. بسبب الحماس والوفاء للثوابت والمبادئ الوطنية والتعلق بقيم الزعيم البطل الحبيب بورقيبة رحمه الله وقصتي واضحة منذ يوم 6 أفريل 2001 في الذكرى الأولى لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة بدار التجمع.
(محمد لعروسي الهاني: تونس نيوز)
“مسّو تسمع حسّو!! … سياسة الصحافة الحزبية جبّ قد يقع فيه بعض من حفره!!
وتنطلق دورة المضايقات البوليسية من خلال تطبيق اعتباطي ومضيق وغير قانوني لقرار يجبر السجين السياسي المسرّح على التوقيع يوميّا بمحلات البوليس والحرس وقد بلغت المضايقات في بعض الاحيان ببعض المسرحين حد الجنون مثلما وقع للسياسي الحبيب الفني الذي أصيب بالجنون و”السياحة” في شوارع الكبارية حافي القدمين أشعث الشعر أغبر تطارده الصبية في الشوارع بالحجارة. (لطفي العمدوني)
هذه هي “أزهار” ربيع “تونس” الجميلة وزيتونها الصابة وزيتها الصافي وثمرة جهود رئيسها الذي يعمل عشرين ساعة في اليوم من أجل المواطن!!
استعاد الأستاذ محمد الشرفي عافيته تماما بعد العملية الجراحية التي أجريت عليه مؤخرا واستأنف نشاطه المعتاد، فتهانينا له ولأسرته وتمنياتنا له بدوام العافية لمواصلة المساهمة فيالحركة الديمقراطية.(الموقف 4ماي 2007)
علمت أن الرجل مريض ولا يسعني إلا أن أرجو له الشفاء والعافية .. وحين يتعافى قد تتوفر لنا فرص للحديث خاصة عن جلسة جمعت مكتبنا التنفيذي للاتحاد بالوزير الشرفي يوم 15 جانفي 1991 تصدر فيها سيادته المجلس مبررا اغتيال الطالب الشهيد صلاح الدين باباي رحمه الله ومدافعا عن قرار تجنيد الطلبة كعقاب ضد من يتجاوز القانون – حسب تعبيره (محمود قويعة: الحوار نت)
لوحظ أن الرؤساء السابقين لرابطة حقوق الإنسان حضروا الحفلة التي أقامتها الرابطة يوم الإثنين الماضي في مقرها المركزي في العاصمة، مما أعطى صورة حية ومُعبرة عن قيمة التداول وميزاته التي لا تُحصى.(الموقف 4ماي 2007)
إياك أعني واسمعي يا جارة!! … ولسوء حظه جارته “طرشة”!!
إن واقـع الـحـريـات في تـونـس يـزداد تـأزمـا واخـتنـاقـا، وتـزداد قـبضـة الـسلطـة تـحكمـا في جـميـع مـنـاحي الـحيـاة الـسيـاسيـة انـسـدادا ، والاجـتمـاعيـة تـفـقيـرا ، والاقـتصـاديـة نـهـبـا، والـثقـافـيـة تـصحـرا ، والـخـارجـيـة تـبـعـيـة، وتــزداد أزمـة الـصحـافــة والإعــلام (فتحي نصري: أقلام أون لاين)
يا أستاذ فتحي؟ أرجوك أن تخلع نظارتك السوداء لترى “تونس” الجميلة وربيعها الساحر ومواطنها الآمن الذي لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه! ولكنكم قوم سوداويون!!
لا أعتقد ان العلمانية كشكل حديث لبناء الدولة وصياغة نموذج المجتمع قادرة على الصمود في مجتمعاتنا العربية والاسلامية في ظل مثل الظروف الراهنة الموسومة بنكوص التحديث وتراجع قيمه وسيادة الفكر الماضوي دون ان يكون لها مرجعية ضامنة تفرض العلمنة بقوة الالزام…
(برهان بسيس)
النظرية البرهانية لحماية العلمانية من الرجعية والماضوية … ويأبى “منطق” البوليس إلا أن يمد عنقه ويحجب ما سواه!!
تونس- مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي في تونس، قامت السلطات الأمنية بمنع العديد من الطالبات المحجبات من دخول المدارس والجامعات، وهو ما أثار تخوف المراقبين للشأن الداخلي من حملة مضايقات أمنية جديدة للمحجبات.(تونس نيوز)
“يا مغلبتي ومن نغلب” … أسود على المحجبات وعلى المجرمين نَعَامُ!!
وأود أن أنتهز هذه الفرصة السعيدة لاعبر لكم عن كامل الاستعداد لاواصل معكم تقاليد الحوار والتشاور التي ميزت على الدوام العلاقات التاريخية التونسية الفرنسية وأن أؤكد لكم ما يحدوني من عزم على العمل معكم من أجل تعزيز الصداقة واثراء التعاون بين بلدينا. (“زين العبدين بن علي” أخبار تونس)
غرّه طول الأمل وبالكرسي اشتغل … فعمل على مواصلة المشوار مع ساركوزي ومن بعدَهُ!!
بمناسبة احتفاء الجالية اليهودية المحلية و اليهود في مختلف دولهم الأصليةب’الغريبة” قررت السلط المحلية إلغاء انتصاب الأسواق الأسبوعية في كل من جرجيس و جربة نهاية الأسبوع الجاري… (عبدالله زواري:الحوار نت)
غلق الأسواق عمل حكيم حتى لا يطمع اليهود في المنافسة ويتخذوا من “الغريبة” قاعدة توسعية!!
في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة انطلقت فعاليات السهرة بمجموعة من الراقصين والراقصات في لباس فضفاض مثير فضي اللون تغيرت الوانه المشعة بتغير الوان الأضواء فكان عبارة عن لوحة زيتية متحركة فوق الركح يرقصون على أنغام اغنية«جينا لنغني»
(حافظ الشتيوي : الأسبوعي)
فوضى وهستيريا وصراخ وحجز للأماكن 6 ساعات قبل انطلاق الحفل!! … وحل السرة تلقى “جينا لنغني”!!
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 16/05/2007
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة 232
على موقع الانترنات
تونس نيوز
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة
الحزبية سابقا
حدث إنعقاد مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية
في 17/05/1979 يذكرني بمواقف الشجاعة
وعدم الخوف ومحاربة الوهم
في مثل يوم 17 ماي 1979 إنعقد مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية بأشراف السيدان محمد العربي عبد الرزاق عضو الديوان السياسي للحزب ومدير صحيفة العمل لسان الحزب… ومحمد جمعةوزير الشؤون الاجتماعية … وكان موعدا حاسما ومؤتمرا ديمقراطيا وحوارا نزيها شاملا ونقاشا طويلا ثريا وعميقا . يؤكد إشعاع الحزب وقوته. ويعبر عن وفاء القاعدة للقيادة. ويبرز مدى تفاعل إرادة المناضلين الصادقينويرسخ مفهوم الحوار البناء في كل قضايا المجتمع. ويعمق جذور حزب التحرير في العقول والقلوب ويجدد الروح النضالية الصادقة الخالصة ويدعم معاني المواطنة. ومفهوم الوطنية بشجاعة أدبية وروح وطنية عالية .
هذه المعاني الخالدة والثوابت الأصيلة هي التي عمقت حبنا للوطن. ووفائنا لزعمائنا وتقديرنالزعيم الأمة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة. وجعلتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى نتمسك بهذه المبادئ والقيم دون خوف أو خشية أو وهم وقد خصصت في سنتي 2005 – 2006 6 حلقات حول مفهوم ثقافة الخوف السائدة فيالمجتمعات العربية بوهم وخوف لا مبرر لهما وأصبح المواطن يشعر بالخوف من كل حركة أو كلمة أو حوار أو مقال في الصحف ويشعر بأن كل شيء مخيف الكلمة في مجلس خاص يقرأ لها صاحبها ألف حساب حتى لا تأول. والحديث في جماعة ولو كانت وفية وتتمتع بالثقة الكاملة. فالحديث يزن بالمعيار… والكتابة في الصحافةتقرأ ألف مرة قبل النشر وإذا كتب الله لها النشر والحوار في المنابر العامة والجمعيات يكيف حسب الظروف والأزمنة والميزاج … والموقع . وربي يستر من جماعة التفسير الجدد… وجماعة التأويل وجماعة المصالح … وجماعة قراءة الكف وجماعة الصيد في الماء العكر.وجماعة هذا متاعنا وهذا مش متاعنا …
وحتى إذا كتبت على موضوع تاريخي وتعلقت على حدث وطني وشرحت موقفا من حدث تاريخي قديم أو نوهت بموقف أو شهادة تونسي وطني مثقف من شباب تونس في المهجر مثل تعليقي على الحوار التلفزي الذي بثته قناة العربية مشكورة يوم 19/04/2007 حول زمن بورقيبة وشكرت بصفة خاصة شاب مثقف في مستوى وحجم الأستاذ خالد شويكات رئيس المركز الإستراتيجي للديمقراطية في العالم العربي. فإنك تصبح مشبوه ومنعوت. وأصحاب أسناد شهائد الوطنية الجدد. فهم الذين يصنفونك في أي صنف… وقد تذكرت جملة بليغة قالها السيد أحمد الحباسي رئيس دائرة المناضلين بدار التجمع قال للأخ إبراهيم المرزوقي رحمه الله . عندما أردت أخذ شهادة نضالية في إطار قانون جبر الضرر. قال الحباسي للمرزوقي الذي تردد في تسليم الشهادة لو كانت الدنيا عادلة… وانا وأنت نطلب من الأخ العروسي الهاني أن يشهد في نضالنا …وبدون تعليق وللحديث بقية.
قال الله تعالى: “فليضحكوا قليلا ويبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون” .
صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
غزوة الفارس لزهر في بر قفصة
بقلم د عاشق بوعوني أفاق من نومه مستعجلا أمره . تحسس جسمه بعناية وكأنه يداعب جسم حسناء لكثرة عشقه لما من الله به عليه من قوة وفتوة. بعض الجروح لاتزال تؤلمه . ألف ومائتان وثلاثون طعنة وجهها إليه جيش العدو بقيادة فارس بني “عوادي ” تألبوا عليه وتجمعوا وتكد سوا وأصدروا لائحتهم المقيتة تدين غزوته الأخيرة في برج زوارة . ولكنه قال في نفسه ” تبا لهم فهم لا يعرفون…
تجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع “
تمنطق وتحسس سيفه وهو في غمده ثم استله في حذر شديد وسن حديده …
كان أعوانه قد أسرجوا بعد بغلته الشهباء . وصل إلى ظهرها في قفزة واحدة . انه يحب الركوب بهذه الطريقة ففيها بعض منه …شجاعة واندفاع لا حد له وركوب للمخاطر
السفر طويل هذه المرة وبر قفصة ليس على مرمى حجر منه كبرج زوارة ولكن المعركة ستكون أسهل . فعسكر العدو معزول هناك وليس من الميسور أن تصل إليه إمدادات جيش بني” عوادي ” . والفرسان رغم ما يقال عن شجاعتهم غير مدربين جدا على السلاح. انه يعرف طريقه إليهم ولا يخطئه أبدا. قام بمناورة خفيفة قبل الهجوم . اتجه صوب جيشه الاحتياطي من التجمعيين. أوغر الاخوان صدره . ملئوه حقدا وأداروا الخناجر في لحم الجروح الغائرة في بدنه. اسروا في أذنه المتنبهة – نقمة وشماتة – حديث وحدة البحث المغلقة و الادارة الفاسدة التي علت رائحتها تكاد تزكم الانوف. اشتد غيضه- وهو من هو- كبة من الأعصاب المتحفزة تأبط الفتى لزهر شرا ومضى مرددا في ذاته …
ا ذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم اكسل ولم أتبلد
دلف الى ارض كلية العلوم هناك رغم أسوارها المنيعة .انفتحت له الأبواب كما تنفتح أبواب العرش في ليلة قدر. لم يتردد لحظة . فليس من طبعه أن يتردد. اتجه سهما صوب فريسته . كان هناك جمع من الأساتذة والطلبة وعملة الكلية . ولكن ماذا يساوي هذا الرهط….
لم يرهم . لم يعرهم أي اهتمام .لم يلحظ غير غريمه عميد كلية العلوم بقفصة. انهال عليه سبا وشتما ثم بطحه أرضا .استسلم الرجل لقدره ..وماذا يفعل الميت حيال غاسله. لماذا يا لزهرتسمعه برجه وطالعه.
بهت الجميع . تذكروا برج زوارة بأسف شديد. رأوا آثار ضرباتهم على جسم الفارس المقدام. ترددوا قبل الهجوم ولكنهم تراجعوا مضمرين أمرا . بقي الرجل ضحية لزهر طريحا فنيت دموعه وهو يبكي بالدم القاني ثم تمالك نفسه وحزم أمره وأفاق من غيبوبته.
كان لزهر قد ابتعد بعد في سرعة البرق .أخرج من خرج بغلته مرآة صغيرة ونظر مليا إلى وجهه الأسمر الداكن. سمى اسم الله مرة ومرتين ثم تنفس طويلا… كانت معركة سهلة ولكن من يدري فباردو في انتظاره. وقعة أخرى يعرف جيدا أن الأوباش سيترصدون له فيها على الطريق . ولكن هيهات لقد تعود على الكر والفر وطال في العرب والعجم ترحاله وتسياره .فليلبدوا له إن شاؤوا. تبا لهم وللوائحهم . الم يدركوا بعد أنها كأف … تبا لهم مرة أخرى. وداعا يا لزهر سوف نحكي عن قريب غزوتك في مقر الوزارة نفسه وهذه قصة أخرى … فانتظروني.
إعادة بناء علم أصول الفقه من أجل فقه المقاومة والتحرير
زهير الخويلدي “البنية كلها تقوم على التأويل لتحريك النص والتاريخ والفعل” حسن حنفي [1] يعطي المفكر حسن حنفي في مشروعه التراث والتجديد وفي القسم الخاص بتثوير علم أصول الفقه الأولوية للواقع على حساب النص وللمصالح العامة على الحروف والحدود ويضم كتابه لأول مرة تقريبا في الفضاء السني المدارس الفقهية الشيعية وبالخصوص المعاصرة منها وقد جسد بعمله هذا المقولة التي ناضل من أجلها طيلة حياته الحافلة بالمعارك والمحاورات وهي: تحقيق وحدة الأمة عبر بناء وحدة الفكر. بيد أن هذا الكتاب يعتبر حجر الزاوية ومركز الثقل بالنسبة لمشروع التراث والتجديد متعدد الجبهات فهو يربط بين الإسلام والتراث القديم وروح العصر الذي يتشكل من الفكر الغربي والواقع التاريخي للمسلمين الذي يشهد بروز الإسلام السياسي كم أنه يترجم كخير ما يكون مقولة الإسلام المستنير والإسلام في خدمة الشعب التي طالما بشر بها صاحب علم الاستغراب،ولعل أصول الفقه هو أقرب العلوم النظرية الإسلامية إلى الممارسة الميدانية وأكثرها تأثير على التجربة العملية خصوصا وأنه يعتمد على فلسفة تاريخية من أجل استنباط الأحكام تدشن مرحلة إصلاح وفق أسلوب البحث العلمي الرصين. لقد ميز هذا المفكر بين لحظة تكوين النص الفقهي ولحظة تشكل البنية التي تتفرع بدورها إلى بنية ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو حتى خماسية وقسم فقهاء الإسلام إلى نوعين:
– فقهاء غيبوا البنية وثبتوها وهم من المقلدين الذين يحصرون الاجتهاد في الفروع ويبقون الأصول على حالها، – فقهاء حركوا البنية وغيروها وهم من المجددين الذين وسعوا دائرة الاجتهاد لتشمل الأصول وتطال التجربة التاريخية وتنفتح على متطلبات الواقع. لكن هل حل هذا التقسيم الثنائي محل التقسيم الثنائي القديم بين فقهاء السلاطين والبلاط وفقهاء الأمة والشعوب؟هل النمط الأول هم من الذين ثبتوا البنية ورفضوا التجديد والنمط الثاني من الذين حركوا البنية وفتشوا عن إعادة تأصيل الأصول؟
يحدد حنفي السمات العامة للفكر الأصولي بأنه فكر يرتكز بالأساس على العقل والتجربة ويتميز بالمنهجية والمنطقية وينطلق من فطرة الطبيعة البشرية ميدانه وأفق تحليله هي الذاتية وتتميز أحكامه بالوضعية والعملية ويجمع بين أصالة الخصوصي وإنسانية المقصد ويعتمد على بعض القواعد الميسرة مثل عدم جواز تكليف ما لا يطاق، رفع الحرج، الضرورات تبيح المحظورات، لا ضرر ولا ضرار.
الجرعات التجديدية في الجزء الأول تظهر بشكل واضح للعيان عندما يعطي المفكر الأولوية للعمل على حساب النظر ويجعل النظر في خدمة العمل ولا يترك العمل كمجرد مجال يختبر فيه النظر، إذ يقول حنفي في هذا السياق:”يتسم الفكر الأصولي بالنزعة العملية الخالصة فالوحي نداء للعمل بالرغم من أن أول آية فيه توحي بالنظر(اقرأ) والقراءة هنا تعني التدبر والوعي والدراية من أجل انتفاضة الفعل وليس من أجل القراءة والكتابة والرسول أمي لا يقرأ ولا يكتب. القراءة تعني النظر في الطبيعة والإنسان والتأمل في الكون والبشر من أجل العلم كمقدمة للعمل.اللفظان من اشتقاق واحد مع تبدل ترتيب الحروف الثلاثة ع ل م، ع م ل.وهما نفس اللفظين،العلم والعمل من أجل التحقق في العالم.والعالم من نفس الاشتقاق وله نفس الترتيب للعلم ع ل م بزيادة حرف المد بعد الحرف الأول إشارة إلى امتداد العالم وسعة آفاقه.فإذا كان الكوجيتو الغربي “أنا أفكر إذن أنا موجود” يعطي الأولوية للنظر على العمل وللفكر على الوجود فان الكوجيتو الإسلامي (وقل اعملوا)،(إني عامل)،يعطي الأولوية للعمل على النظر وللوجود على الفكر” [2]
ثم تتضح بطريقة كافية عندما يذكر مرارا أحد فتاوي فقيه الرأي أبي حنيفة التي يرى فيها أن الصلاة لا تجوز والأرض مغصوبة وهذا يعني أن تحرير الأرض يندرج ضمن فقه الأوليات وأن فقه المعاملات مقدم على فقه العبادات ويمكن أن نستنتج أن المفكر يدشن فقه المقاومة والتحرير ويرد على دعاة التبرير والتواكل الذين يحتمون بالمرجعية وينظرون لسلطة أهل الاختصاص وطاعة أولي الأمر من المتحالفين مع دوائر الاستعمار والاستبداد. أي نص ديني يبرر للسيد السيستاني تعاونه مع الاحتلال الأمريكي وفتواه بضرورة المشاركة في العملية الديمقراطية؟ وأي اجتهاد فقهي يمكن أنصار الحكيم والصدر والجعفري أو المالكي من إشعال الفتنة والانخراط في مشروع تقسيم العراق؟
ربما نستطيع أن نفسر هذا التواطؤ بالنسبة للمرجعيات الفقهية التي غيبت البنية وثبتتها وأقرت التقليد والامتثال الكلي لسلطة المرجعية ومعظم التيارات السياسية الشيعية تدور في هذا الفلك ولكن لا نجد تفسير لمن يتبنى مرجعية فقهية قامت بتحريك البنية وأقرت التفسير الموضوعي للقرآن ودعت إلى التجديد في الأصول خاصة أتباع محمد باقر الصدر،فألا يخالف هذا التيار مرجعيته الفقهية عندما يعزف عن المقاومة ويدخل في العملية السلمية وينقاد إلى الاقتتال الطائفي ويغض الطرف عن الاحتلال؟
إن ما تقوله لنا الأحداث وتقدمه لنا التجارب هو ما أبعد العقل الفقهي الشيعي في العراق عن فقه المقاومة والتحرير رغم مواصلته الاجتهاد وقيامه بتحريك البنية وخلقه لمؤسسة ولاية الفقيه الثورية آنذاك وبالمقارنة مع تصور الحوزة الدينية للحكم وما أقرب العقل الفقهي السني إلى فقه الأوليات والدفاع عن الأرض رغم تعطيله مؤسسة الاجتهاد منذ قرون وقيامه بتثبيت البنية وتغليبه لسلطة النص على الواقع وارتمائه بين أحضان السلفية والوهابية،هذه هي المفارقة الكبرى التي لا نقدر على فك لغزها إذا اعتمدنا كتاب حسن حنفي:من النص إلى الواقع بجزأيه.
إذ يقول حسن حنفي:” يكتب الآن “من النص إلى الواقع” ضد شبهة أن التشريعات الإسلامية حرفية فقهية تضحي بالمصالح العامة قاسية لا تعرف إلا الرجم والقتل والجلد والتعذيب وقطع الأيدي والصلب والتعليق على جذوع النخل وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف وتكليف بما لا يطاق.كما أن من ضمن بعض مآسينا خروج بعض الحركات الإسلامية المعاصرة من النص الحرفي وتطبيق شعاراته حول الحاكمية لله وتطبيق الشريعة الإسلامية والبديل الإسلامي دون رعاية لواقع متجدد أو لتدرج في التغيير”.[3] الجرعات التجديدية في الجزء الثاني تتمثل في قلب مصادر التشريع رأسا على عقب ،فإذا كان القدماء يبدءون بالقرآن والسنة والإجماع والقياس فإن حسن حنفي يبدأ بالقياس أو الاجتهاد والإجماع ليمر إلى رأي السنة والقرآن، فإذا كان موضوع البحث هو البطالة أو الحريات فانه يبدأ بفهم الواقع عن طريق الاجتهاد العقلي ثم يمر إلى التعرف على آراء العلماء والمصلحين في عصره وفي سائر العصور الأخرى ليصعد فيما بعد نحو نصوص السنة وما تركه الصحابة والرسول من مأثور وأخيرا يساءل النص القرآني عن هذا الموضوع في علله ويقارن جميع المواقف والاجتهادات ويصل إلى الحكم الشرعي في نهاية الاستقراء والإحصاء والاستنباط.
القرآن عند حنفي نص تشريعي بامتياز وهو سيظل الكتاب الأول في التشريع بالنسبة للمسلمين لأن القسم الاجتماعي فيه هو الأكبر بالمقارنة مع الجانب الغيبي والمعاملات لها الأولوية على العبادات ولذلك نزل منجما وكان هناك ناسخ ومنسوخ وأسباب نزول مصالح مرسلة ومقاصد عامة للشريعة وقد كان السؤال المركزي في الكتاب هو:كيف تستنبط الأحكام؟ وصاغه حنفي في الإشكالية التالية: أين الواقع في أصول الفقه؟ ولمن الأولوية للنص أم للواقع؟ هل ينبغي أن نكيف الواقع طبقا للنص أم نكيف النص طبقا للواقع لكي نستنبط الأحكام؟
تتمثل أطروحة حنفي في اختياره لأولوية الواقع على النص وضرورة تكييف النصوص مع الوقائع فإذا أراد الفقيه أن يستنبط أحكام التشريع لابد أن يسأل الواقع ويطلب الجواب من النص بفروعه الثلاث: الوحي والسنة والتراث الاجتهادي الفقهي. قد رأى المفكر علم الأصول الفقه يقوم على ثلاثة قضايا:النص القرآني والمنطق اللغوي واستنباط الأحكام،أما النص القرآني فهو عامل مرجح لما يراه العقل في الواقع وقد أيد الله عمر ابن الخطاب في ثلاثة أمور وخالفه في ثلاثة وبالتالي فان عمر مثلا قادر على إيجاد الحل في الواقع بعقله وقد يأتي الوحي مرجحا لرأي عمر أو غيره من المتساوين بالطبع في العقل والإرادة الطيبة.إن الحكم الفقهي يتغير بتغير الزمان والسياق فلا توجد بنية ثابتة للعقل الفقهي وحتى إن كانت ثابتة لابد من تحريكها لأنه لا توجد رسالة ثابتة وصالحة لكل زمان ومكان بل الفقهاء عن طريق الاجتهاد والتأويل هم وحدهم الذين يجعلونها أساس التقدم في كل عصر وليس مجرد مادة مواكبة له لأن مثلما توجد آيات قرآنية كثيفة المعنى وعصية عن الفهم توجد بعض الآيات التي فقد حوافها الدلالية مثل آيات الإماء والجواري والغنائم إذ لم يعد الزمن ملائم لنسأل عن الأهلة والأنفال والمحيض بل لابد أن نسأل عن الظلم والاستبداد والفقر والأمية في حضارة ابتدأت مع الاستجابة للأمر القطعي:اقرأ. يدعو الكاتب إلى الاعتبار من التدرج في تحريم الخمر والتركيز على علة التحريم دون شكله ويذكر برفع عقوبة القطع بالنسبة إلى السارق إذا كانت هناك حاجة وفاقة وبالتالي ينبغي أن نميز بين النوايا والأفعال الخارجية في العقاب لأن الغاية من العقاب ليس الانتقام وإلحاق الأذى بالناس بل الردع والاعتبار والإصلاح. يترتب عن ذلك أن فهم السنة النبوية الشريفة كأول تطبيق للوحي في الزمان لابد أن يكون مطابق مع الحس والعادات حتى تكون الرواية متجانسة في الزمان ويقع تخليصها من الابتداع والوضع ولذلك قد تبدو روايات الإسراء والمعراج والخلق مخالفة للعادات والتجربة الحسية وبالتالي لا تصلح كقاعدة لاستنباط الأحكام. أما مبدأ الإجماع فيستنبط منه الأستاذ شرعية المعارضة وضرورة احترام الآراء المخالفة عندما يعرف الإجماع الحقيقي على أنه إجماع الأمة ويعتبر هذا الإجماع ناقصا لو كان هناك رأي واحد مخالفا لما وقع الاتفاق عليه وهنا ينبغي الأخذ برأي الأقلية وعدم الاحتكام دائما إلى رأي الأغلبية لأن الأمة يمكن أن تجتمع على ضلالة ويكون الحق مع أحدهم وكما قال على :لا تعرف الحق بالرجال بل اعرف الرجال بالحق وبالتالي ينبغي نقد منطق الفرقة الناجية والنظر إلى أن الحق قد يكون مع الفرق الأخرى التي اعتبرت باغية ومارقة لأن الحق على المستوى النظري متعدد وعلى المستوى العملي واحد. بيقي الاجتهاد من القضية الأولى وفي هذا الشأن يعتز حنفي بالعقل ويراه أساس الحكم الفردي ويرى أن كل إنسان لما فيه من جبلة عقلية وإرادة مسؤول عن التشريع وعن تطبيقه مسؤولية فردية ولا يفرق هنا بين الاجتهاد والقياس والاستصحاب والاستحسان والاهتداء بشرع من قبلنا لأن هذه العمليات كلها حركات ذهنية الغاية منها استنباط الأحكام عن طريق البينة والحجة وتقديم أجوبة واقعية لأسئلة راهنة.
القضية الثانية التي يعالجها الجزء الثاني من الكتاب والتي تعتبر أحد أساليب التجديد هي التحليل اللغوي للنصوص أو المنطق اللغوي وقد قسمه الكاتب إلى أربع دوائر: – المنظوم وهو جواب عن سؤال كيف وقع نظم النص؟،إذ هناك في النص انتقال من معنى إلى آخر طبقا للمصالح العامة واللغة تسمح بحرية الحركة. – المفهوم وهو جواب عن سؤال كيف يفهم المرء النص؟،إذ المعنى في النص مستقل عن اللفظ وهو أساس استنباط الأحكام. – المعقول وهو جواب عن سؤال كيف يعقل المرء النص؟،إذ لا بد من الربط بين الحكم والشيء الخارجي عن طريق العلة التي تستنبط بالتجربة. – المنظور وهو جواب عن سؤال ماهي زاويا النظر المختلفة للنص؟،إذ لا يوجد رأي واحد في فهم النص ولا يوجد صواب واحد في علم أصول الفقه بل هناك مجموعة من وجهات النظر المتكافئة حول نفس المسألة وبالتالي لا يجوز أن أحاكم اجتهاد باجتهاد بل الكل له حق الاشتغال على النص دون أن يكون لأحد المرجعية المطلقة.
هنا ينتهي إلى التشريع للتعددية في الاجتهاد وفي الحكم ويقضي على الشمولية في مهدها الفقهي الذي طالما اعتصمت به طيلة قرون كاملة وأسدلت عليه معيار العفة واللغة المقدسة.
القضية الثالثة التي يعالجها الدكتور حنفي هي استنباط الأحكام من أجل العمل والتي يعرف فيها الشريعة بأنها ليست أحكاما ولا حدودا بل هي مقاصد و يميز فيها بين مقاصد الشارع ومقاصد المكلف وبين أحكام الوضع وأحكام التكليف،فالمقاصد هي أربعة:
– وضعت الشريعة ابتداء – وضعت الشريعة للامتثال – وضعت الشريعة للإفهام – وضعت الشريعة للتكليف
إن التكليف حسب حنفي ليس إكراها ولا إجبارا بل هو نداء واختيار عن طريق الاقتناع والاهتداء ولا يأتي إلا احتراما للعقل والمصلحة الإنسانية ويميز بين أحكام الوضع التي تقوم على العزيمة أو الرخص والشكل والمضمون وتشترط النية في الطبيعة والسلوك ويرى أن كل حكم له سبب وشرط ومانع. أما أحكام التكليف:الفرض والمحرم والمندوب والمكروه والحلال فهي تيسير وليست تعسير ومن الرخص وليست من الشدائد لأن تتعالى على منطق الثنائيات الميتافيزيقية حلال/حرام أو خير/شر وتعترف بأن حرية الإنسان تكمن في قدرته على اختيار الفعل أو تركه لأن الأشياء في الأصل الإباحة والشريعة ليست جبرا بل منهاجا وشرعة. ويشغل حنفي مقولة التحسين والتقبيح الاعتزالية ويرى أن الحلال هو النافع والحرام هو الضار فالقتل بغير حق مضر بالمجتمع ولذلك فهو حرام والمحافظة على البقاء نافع بالمجتمع ولذلك فهو حلال ويركز كذلك على مقاصد الشريعة ويدافع عن الضروريات الخمس بوصفها منظومة حقوق الإنسان وهي الدين أوالحياة والعقل والعرض والمال. عديدة هي المكاسب التي حققها هذا الكتاب وعديدة هي المزايا التي أنجزها بالنسبة للأجيال القادمة أولها أنه قام بجمع وتأليف أغلب المدونة الفقهية التي كتبت في الأصول،ثانيها أنه قدم الخيط الهادي والفكرة الناظمة التي تربط بين تمفصلات هذه المدونة، المزية الثالثة أنه قام بتبسيط وتوضيح مادة غلب عليه الغموض وغطت فيها الشروح والتفاسير الجدة والابتكار عند كل أصولي وبين مواطن التقليد ومواطن التجديد في كل مؤلف. من هذا المنظور يمثل كتاب من النص إلى الواقع رجة هائلة للعقل الفقهي الإسلامي أخرجته من غيبوبة المسائل الثانوية غير الواقعية إلى حضورية المسائل الأولية التي تطرحها التجربة التاريخية لسكان المعمورة بأسرها ولذلك انتهى الدكتور في خاتمة الجزء الثاني إلى الحديث عن امكانية تأسيس “علم أصول فقه مطلق” يضم جميع الأديان ويكون بمثابة نواة لقانون دولي تحتكم إليه الشعوب يعوض القانون الحالي الذي كتبته الدول المنتصرة في حروبها غير المتكافئة مع الدول النامية.
الوعي التاريخي هو المطلب الذي ينشده حنفي بالنسبة للأمة من خلال إعادة بناء علم أصول الفقه وهذا لا يتم إلا باستئناف مؤسسة الإفتاء على أسس عقلية نقدية واقعية صلبة تطلق حركة الاجتهاد وتعيد تأصيل الأصول لتعطي الأولوية للمصالح العامة على حساب النصوص والحروف طالما أن الإسلام هو الوسيلة والإنسان أبين ما كان هو الغاية والإسلام جعل من أجل خدمة الإنسان فعوض أن نجند الناس من أجل الدفاع عن الإسلام فنعمل على تجنيد مدخرات الإسلام وكنوزه من أجل الدفاع على الناس والأرض والعرض، لكن المسلمة التي ينطلق منها الدكتور ويعتبرها بديهية ويبني من خلالها مشروعه التجديدي في أصول الفقه هي وجود مقاصد للشريعة يمكن للعقل البشري أن يدركها هذه المسلمة وقع مناقشتها ونقدها في فلسفة التأويل بعد شلايرماخر وديلتاي في مدرسة التأويل الألمانية وذكر البعض أننا لا نستطيع أن نضع أنفسنا مكان الله ونجزم بمعرفتنا بمقاصده في شريعته وبالتالي قد نقع مجددا في خطأ قياس الغائب على الشاهد فنسقط مصالحنا التي نرغب في تحصيلها على مقاصد الشارع فهل يمكن أن نرى تجديدا آخر في علم أصول الفقه يتجاوز مقولة مقاصد الشريعة التي لم تعد التفسير التقدمي الوحيد للنص الديني؟
المراجع: د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الأول مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة الأولى 2004 د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الثاني مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة الأولى 2005 * كاتب فلسفي [1] د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الأول مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة الأولى 2004 ص325 [2] د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الأول مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة الأولى 2004 ص21/22 [3] د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الأول مركز الكتاب للنشر القاهرة الطبعة الأولى 2004 ص8
الزعيم بورقيبة بين الذاكرة والتاريخ
شكري الصيفي (*) شدني اخيرا ما انجزته القناة الفضائية العربية حول بورقيبة من فيلم وثائقي، امر حفزني لطرح الافكار التالية حول الزعيم بورقيبة، وليس سهلا بالمرة ان تكتب في هذا الشان لتشعب مسارات هذه الشخصية التونسية /المغاربية / العربية وسجاليتها. وكذلك لكثرة ما كتب وانجز من مقالات وكتب وندوات حولها، علي ان ذلك قد يوفر قدرا كبيرا من الافكار والآراء التي تساعد في سبر اغوار هذه الشخصية المتميزة، ولكنه من جهة اخري، قد يسقطنا في حالة من الترقب والتأرجح باعتبار ان ما كتب حول بورقيبة كثيرا ما يطرح مواقف متناقضة، بين مؤيد حد الايمان بكاريزما ميتا تاريخية لهذه الشخصية، وبين منتقد لبورقيبة باعتباره مغتربا في هويته، وبين هذين الموقفين ترصد كثيرا من وجهات النظر الاخري المعتدلة والتفهمية. في سياق مواز لا بد من الاشارة الي مبادرة فريدة لعدد من الشخصيات التي عملت مع الزعيم الراحل وبعض اصدقائه من الخارج منذ اكثر من سنة، الي تأسيس جمعية تعني بالتراث البورقيبي. من جهة اخري، كما اعتنت الحكومة التونسية بهذا الرمز الوطني، خاصة من خلال اقامة متحف يهتم بتاريخ الزعيم بورقيبة بتونس العاصمة. وكذلك من خلال احياء ذكري وفاته السنوية بشكل رسمي، بروضة آل بورقيبة بمسقط راسه بالمنستير والاحتفاء بمختلف منجزاته الاجتماعية والثقافية الاخري مثل مجلة الاحوال الشخصية وغيرها. كل ما ذكرناه، وبصرف النظر عن طبيعة اهداف القائمين عليه والفاعلين فيه، فانه يعتبر تاصيلا وتاريخا جديرا بالنظر، لانه يندرج ضمن مسار المحافظة علي تراث الشخصيات الوطنية واحياء احداث تاريخية مضت. خاصة وان الزعيم بورقيبة يمثل احد ابرز الرموز السياسية في تاريخ تونس المستقلة والعالم العربي، وبرغم الاختلاف حول فترة حكمه وتعدد والرؤي حول المواقف التي تبناها او القرارات التي اتخذها، فهو يمثل الاب الروحي لدولة الاستقلال في تونس. جيلنا الشاب واجيال قبلنا عرفت بورقيبة في مختلف مراحل حياته السياسية متمردا ومتوثبا رغم حالة العجز التي وصل اليها في آخر عهده. ومن خلال حصص التوجيهات الرئاسية اليومية عرفناه ممثلا بارعا وخطيبا مفوها يتحدث عن عائلته وعن امه بشكل خاص، يتقن رواية نضالاته والاحداث التي شهدها ابان فترة التحرير الوطني، واعيا بمغزي احاديثه واقواله حول ضرورة المشاركة والاسهام في معركة تشييد وبناء الدولة العصرية علي حد قوله. كما شاهدناه في آب (اغسطس) من كل سنة في مسقط راسه بالمنستير اين تنتظم احتفالات عارمة لاحياء ذكري ولادته. مشاهد عدة رابطها الاساسي هو بورقيبة، وهي رغم تكرارها الممل احيانا فانها تبقي عالقة في مخيلة هذه الاجيال المختلفة وذاكرتها. اما عن الذاكرة التاريخية للزعيم بورقيبة، فانني احبذ ان ابدأها بما اورده الكاتب التونسي الصافي سعيد في كتاب متسلسل عنوانه بورقيبة آخر البايات نشرته صحيفة الزمان اللندنية منذ خمس سنوات تقريبا، وترتقي هذه الحادثة المذكورة الي فترة العشرينات عندما كان بورقيبة تلميذا وممثلا مسرحيا واثناء ادائه لأحد المشاهد قام باقتناص قبلة جريئة من الممثلة والمطربة حبيبة مسيكة. نذكر هذه الحادثة كمثال علي الجرأة الاستثنائية لهذه الشخصية، علي ان هذا الحدث مثل غيره من الاحداث الموضوعية او الذاتية الاخري يمثل تعبيرا عميقا عن مواقف يتقاطع فيها التمرد بالحنكة والصبر بالطموح. هكذا تبرز شخصية بورقيبة، شخصية طريفة ومتمردة وواثقة من نفسها. ويذكر احد رفاق بورقيبة السياسي الباهي لدغم في هذا الصدد، حادثة جرت في بدايات الخلاف اليوسفي-البورقيبي، بانه عندما حاول اقناع صالح بن يوسف بالمشاركة في مؤتمر الحزب الحر الدستوري بصفاقس سنة 1955 اعلمه هذا الاخير بانه لا يستطيع الحضور لصعوبة منافسة بورقيبة في استقطاب الناس والسيطرة علي مواقفهم وعواطفهم، علي ان اضافة عامل موضوعي تبدو مهمة لتبين ملامح الصورة ككل، وهو ان بورقيبة قد اعد مختلف شروط النجاح السياسي لهذا المؤتمر كما لغيره من التمفصلات السياسية والثقافية في تونس، سواء من خلال بناء تحالفات سياسية مع اطراف فاعلة ومؤثرة مثل اتحاد الشغل وغيره من المنظمات الوطنية او باختيار الزمان والمكان المناسب لتفجير قنابله السياسية و دك خصومه . في مثل هذه الظروف تصبح الكاريزما الي حد كبير احد عوامل هذه السيطرة واستقطاب الجماهير، وغالبا ما ننتقل الي سياق ايديولوجي يتميز بديماغوجيا عبادة الشخصية La culte de la personnalitژ. لذا فانه عندما نؤكد علي استثنائية هذه الشخصية وقدرتها علي توظيف محيطها الانساني/الاجتماعي وسرعة بديهتها في اقتناص اللحظة التاريخية المناسبة، لا نعني بذلك البتة التقليل من قيمة واهمية بقية الزعامات السياسية والتاريخية او تهميشها بل نسعي الي تبين مواقف قد تغيب او تتواري في بعض الاحيان. فهل هو الحظ ام الصبر؟ ام انها جملة هذه العوامل الذاتية والموضوعية التي قادت الي تشكيل شخصية بهذا الحجم وبهذه الكاريزما؟ ويبدو من المؤكد الآن، ان زعامة بمثل هذه الاهمية تتطلب، فيما تتطلب، مقاربة تاريخها النفسي، وهو مبحث يبدو ضروريا للتعرف علي مسار هؤلاء الزعماء الاستثنائيين في انتصاراته وفي خيباته. واجمالا يمكن القول ان مسار بورقيبة نحتته الي حد كبير التجربة الشخصية والذاتية، كما بنته قوة حضور شخصيته وهيمنتها داخل المشهد التونسي العام. صورة هذا الزعيم وصلتنا من مريديه ومسانديه ورفاق الطريق الذين انشقوا عنه وكذلك من خلال معارضيه من اليسار واليمين، فعلي امتداد ثلاثة عقود من حكمه، كان جزء من هذه الصورة ينقل بشكل متقارب الي حد كبير من طرف كل هؤلاء، متفقين علي انه كان يمثل سلطة/مرجعية روحية ابوية اساسية في تاريخ تونس المعاصر مختلفين حول طبيعة ممارسته السياسية واستراتيجياته. ومن المؤكد ان الزعيم بورقيبة كان يعتبر نفسه باني تونس الحديثة بدون منازع، ورغم ما يستبطنه هذا القول من نزعة تملكية عالية، فان شخصية بورقيبة بقيت اثيرة لدي مختلف شرائح التونسيين نخبا وجماهير، سلطة ومعارضة. علي ان بعض المآخذ التي سنشير اليها لاحقا بدت لدي الكثيرين من السلبيات الرئيسية لبورقيبة. ولعل اهمها علاقة بورقيبة بالهوية العربية الاسلامية و اجتهاداته الجريئة وتحرره الذي رأي ويري فيه البعض انفتاحا مبالغا فيه. ويذهب الكاتب الصحافي الفرنسي Jean LaCouture الي القول بانه لم ير رجلا اقل عروبة من بورقيبة في العالم العربي ولا اكثر فرانكفونية منه ، قول يبقي نسبيا الي حد كبير فعلي رغم لائكية بورقيبة وفرانكفونيته، الا انه لم يكن بمثل عنف كمال اتاتورك في سلبه للهوية الاسلامية للشعب التركي، ولا هو بمثل فرانكفونية ليبولد سيدار سنغورSenghor Lژopold في التباسها بالسياق الثقافي الفرنسي الغربي. صحيح ان بورقيبة احدث قطيعة سوسيو- ثقافية عميقة كانت بمثابة الصدمة للمجتمع التونسي التقليدي الذي لا يزال في وضعية ما قبل حداثة ، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا Une situation Poste Moderne بحسب التوصيف الانتروبولوجي، وقد يبدو قول البعض بان بورقيبة تعسف، الي حد كبير، علي المجتمع التونسي في محاولة نقله الي فضاء الآخر تحول كثيرا ما بشر به في مواقفه. ها هنا تبدو الرجة التي احدثها بورقيبة في هذا الكيان العتيق ، بدءا باعلان الجمهورية علي انقاض السلالة الحسينية التاريخية التي هيمنت علي الحكم قرابة قرنين والنصف وبالتالي ضرب البني السياسية الارستقراطية الاقلوية، ثم اصداره لمجلة الاحوال الشخصية لمحاصرة الهياكل الاجتماعية القديمة، ورهانه المطلق علي نموذج التعليم الغربي الحديث، في موازاة مع تحجيم التعليم الزيتوني وسعيه الي تحديثه بشكل فوقي، كما منع ايضا التعليم الديني اليهودي والغي الاحباس ومنع كل المظاهر الدينية البارزة، مناديا بفكرة الامة التونسية الجديدة، محاولا تجذيرها تاريخيا وثقافيا، معتمدا نزعة انتقائية متعسفة في كثير من الاحيان، ولكنه من جهة اخري، كان في صميم الاطار العام للمشروع الاصلاحي التونسي، اي انه لم يخرج عن الثوابت والمحاور الكبري لرموز مثل: خير الدين وسالم بوحاجب والطاهر الحداد والطاهر بن عاشور وعبد العزيز الثعالبي… وغيرهم، لأن المسالة مع بورقيبة اصبحت تتعلق ببناء الدولة في ابعادها المختلفة وليست مرتبطة بمشروع حضاري فقط. وعندما يتعلق الامر باعادة بناء النموذج الوطني متمثلا في الحزب الجديد ثم الدخول في تجربة تأسيس كيان سياسي محدث ، فان الامر مختلف الي حد كبير. ورغم ما قد يوجه من نقد لهذه التجربة ومناقشتها، ومهما يكن من امر صواب او خطأ هذه الافكار وصحة تطبيقاتها علي الواقع التونسي اثناء تلك الفترة، فان بورقيبة لم يكن المسؤول الوحيد عنها، فالنخبة/التشكيلة السياسية والاجتماعية الحاكمة كانت لها استراتيجياتها التي تسعي لتنفيذها. كما ان هذه التجربة لا تختلف عن تجارب حكم اخري في العالم العربي، ولكل تجربة خصوصياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما لها سلبياتها وايجابياتها. في هذا الاطار، يؤاخذ كثير من الاسلاميين والعروبيين علي التجربة البورقيبية باعتبارها معادية للعروبة والاسلام، وقد يكون هذا الامر صحيحا الي حد ما، ولكنه يبقي مسألة نسبية في الممارسة السياسية. ويمكن ان نسوق في هذا الاطار النقاط التالية: – اولا: ان هوية تونس في بعديها العربي والاسلامي ظاهرة عميقة، وهي نتاج لتراكم سوسيوتاريخي بنيوي، ولا يمكن ان تنفيها او تؤكدها السياسات الظرفية، لانها ترتبط بمسار اشمل يندرج ضمن التاريخ الثقافي والاجتماعي وتاريخ الذهنيات. وكل التغييرات والتحولات التي تطرأ علي هذه الهوية تكون بالاساس هيكلية ولا تتوافق بصفة مطلقة مع التاريخ السياسي القصير. بل انها قد تتناقض في احيان كثيرة مع مسار تغير الانظمة السياسية. ومن الاهمية بمكان ان نتناول امثلة تبرز استحالة استئصال او تفسخ الهويات الثقافية المرجعية للشعوب في الفضاء العربي الاسلامي او غيره كنتاج لفترة سياسية وقعت فيها محاولة انتاج مرجعيات اخري، ظاهرة غالبا ما ادت الي بروز ما يطلق عليه بعض الدارسين اعادة انتاج وتاسيس الهويات الجديدة التي قد تلتبس بالعنف والتشدد في حضورها في المشهد السوسيوثقافي. * المثال الاول يتعلق بالتجربة التركية الحديثة بعد انهيار الخلافة العثمانية عندما حاول الزعيم كمال اتاتورك استئصال الهوية الاسلامية للشعب التركي لصالح خيار الحداثة المطلقة الذي تبناه، ووصل الامر آنذاك الي حد تغيير محاور رئيسية في بنية الهوية التركية ومرجعياتها مثل الاحرف العربية للغة العثمانية والاسماء والسلوك اللباسي، ولكن ما محصلة هذا الامر، مرحلة جزر عرفت تقوقع هذه الهوية ثم مرحلة بروز تيار عريض يتبني الهوية. * المثال الثاني يتعلق بالتجربة الجزائرية مع الاستعمار الفرنسي وتكريسه لمقولة الجزائر الفرنسية ، علي مدي اكثر من قرن وربع من الاستعمار، موازاة مع محاولات غرس الثقافة الفرنسية المطلقة وخلق نخب جزائرية متفرنسة شكلا ومضمونا في الجزائر، فهل استطاع دعاة تطبيق النموذج الفرنسي في الجزائر تذويب او اختراق الثقافة الجزائرية ذات المرجعية العربية الاسلامية؟ في كلا المثالين تتضح ردة الفعل العنيفة والمتشددة التي غالبا ما تتبني الافكار والنزعات ذات المرجعيات الدينية او الاثنية. – ثانيا: الدولة الوطنية المستقلة في تونس، كما في المنطقة العربية ككل، نشأت في ظل صراع ايديولوجي وجيواستراتيجي علي المستوي الدولي، ولم تكن لها الكثير من الخيارات اثناء فترة الحرب الباردة. كما ان الزعيم بورقيبة رغم اعلان انتمائه للمعسكر الغربي الحر ، فانه حاول علي ما يبدو المناورة ليترك هامشا من الحرية لتونس. وهو لا يختلف في هذا الامر عن الزعيم جمال عبد الناصر الذي انتمي بصفة غير مباشرة للمعسكر الاشتراكي الشرقي. الفرق بين هذين الزعيمين، ان بورقيبة حاول بناء وطنية تونسية رغم اغراقها في المحلية فانها اثبتت واقعيتها الي حد كبير. اما بالنسبة لعبد الناصر فانه حاول بناء الوطنية القومية العربية التي تتوفر علي قدر كبير من الطموح والارادة، ورغم ما آلت اليه هذه التجربة والتقاء العوامل الموضوعية الاقليمية والدولية في تقليص النجاح الذي حققته النخب السياسية المصرية الجديدة الحالمة التي قادت الثورة، سواء فيما يتعلق بالوضع الداخلي او بالعلاقات الخارجية، علي انها تبقي، رغم سلبياتها، تجربة رائدة في المجال العربي والاسلامي. مع التاكيد علي ان الفترة الناصرية كانت احدي المراحل التأسيسية في بناء مصر المعاصرة والتي اتت بعد مرحلة التأسيس السياسي الحديث، مع محمد علي باشا وابنائه، لبناء مشروع نهضوي نموذجي في المنطقة العربية. وعلي الرغم من نجاح القوي الاستعمارية في اجهاض التجربة المصرية المبكرة، وتقسيمها لتركة الرجل العثماني المريض كمجال حيوي للقوي الغربية الاستعمارية الصاعدة فان مصر بقيت دولة قاعدة لبلورة البعد العربي الاستراتيجي، علي الرغم من التاثيرات اللاحقة لتاسيس الكيان الاستيطاني اليهودي في قلب المنطقة العربية. – ثالثا: ان مسألة الديمقراطية لم تكن مطروحة لا في المنطقة العربية ولا حتي في عدد كبير من الدول الغربية وخاصة بالمنطقة المتوسطية، اين تسود الديكتاتوريات العسكرية في اليونان، اسبانيا، تركيا..وغيرها. كما تسود المركزيات السياسية كالديغولية في فرنسا. فظاهرة الحزب الواحد والحاكم الواحد كانت آنذاك سائدة علي المستوي العالمي. كما ان الحركة الديمقراطية كانت محتشمة، اذ لم يكن الصراع بين القطبين يسمح بهامش كبير من الاستقلالية بالتالي فان التعددية السياسية لم يكن لها صدي كبير، سواء في تونس او في المنطقة العربية. ختاما رغم صعوبة الالمام بكل جوانب فترة الحكم البورقيبي وتواتر الاسئلة التي لا تزال تلف عديد الاحداث، اضافة الي تشعب مسار الفاعلين السياسيين وصمتهم في بعض الاحيان، الامر الذي يجعل من الضرورة بمكان ان تتم دراسة مجمل هذه الاحداث والشخصيات بالاعتماد علي عنصري التواصل والقطيعة، فان شخصية الزعيم بورقيبة تبقي، رغم مآخذها، حدثا فارقا في تاريخ تونس المعاصرة رغبنا في ذلك ام لم نرغب، وهو متواصل الي اليوم في شكل نوستالجي Nostalgique وعاطفي، كما انه حاضر بقوة في مؤسساتنا السياسية والثقافية وفي ذهنيات النخب والناس سواء في السلطة او في المعارضة. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
كتاب جديد:
«قراءة مقدمة ابن خلدون»
قوة المصطلح في فكر ابن خلدون
«قراءة مقدمة ابن خلدون» ذلك هو عنوان كتاب جديد جاء باللغة الفرنسية للأستاذ المنصف محلة اصدره في 188 صفحة من الحجم المتوسط، عزز به الاحتفالات الوطنية بالذكرى المائوية السادسة لابن خلدون ولكن ايضا جاء الكتاب لبنة اخرى ثابتة في قراءات اخرى لفكر هذا الرجل الذي ما يزال يشغل العلماء والفلاسفة والسياسيين لعمقه وثرائه وقوة نفاذه في التاريخ الانساني منذ خروجه الى الناس. وما يجب ان نبدأ به الحديث عن هذا الكتاب، هو ان مؤلفه الاستاذ المنصف محلة لم يردد «كلام» غيره من الباحثين والدارسين انما حاول ان يكون متفردا وطريفا بشكل ملفت للانتباه. ويمكن ملاحظة هذا التفرّد انطلاقا من التوطئة التي صاغها بدقة معتمدا فيها على اهمية المصطلح الحامل للمفاهيم الجديدة المختلفة بثها ابن خلدون في الفكر الانساني ولا فقط في الفكر العربي الاسلامي. فلقد انطلق المنصف محلة في كتابه من المصطلحات التي حملها عنوان الكتاب الاساسي لابن خلدون. ـ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر. وهو يعتقد ان مجموع مؤلفات ابن خلدون تشكل وحدة متكاملة يمكن وصفها بالموسوعية، الا ان المقدمة وحدها قادرة على ان تحدد فكر ابن خلدون وشخصيته العلمية وموسوعيته في شتى العلوم والفنون وهي قادرة لوحدها ان تجعل من ابن خلدون مفكرا مشعا وذا حضور قوي على مر العصور. منذ البداية يعلن ابن خلدون انه لا يسجل التاريخ.. ولا الاحداث.. انما يرى في التاريخ عبر «اي فائدة» اي دروس، وكتابه هو المتبدأ.. وهو الخبر، اي الموضوع،.، ومعناه او المسألة والتعليق عليها. ومن البدء ايضا نقول بان اهمية ابن خلدون تكمن في صياغة جديدة للمصطلح الذي يستعمله. وفي هذه الصياغة مفهوم آخر يدخل ضمن تشكلات الرأي الجديد الذي يطرحه مثل «العمران البشري» و«العصبية» و«العدوان» و«التاريخ» و«الاجتماع الانسـاني» و«عمران العالم» و«التوحش» و«الأنس»، و«التغلبات»، «الريف» (البساطة والقناعة) و«الحضارة» (نهاية العمران وخروجه الى الفساد، ونهاية الشر). لقد حملت هذه الكلمات معنى المصطلح، والمصطلح حمل معه مفهومه، والمفهوم هو الذي اسس الفكر الخلدوني. وتفطن ابن خلدون منذ البداية انه اكتشف فن العمران او علم العمران وعلم مبكرا انه لا يمكن لهذا العلم ان يتشكل ويصاغ بشكل متكامل اذا لم يعتمد على المصطلح فهو الحامل للمعنى وهو الباث للمفهوم. وما هو معروف الان ان مبدع العلم هو القادر على ابداع المصطلح والمفهوم في آن واحد، ونحن نرى اليوم ان كل المفاهيم الرائجة في العالم روّجها «المبدعون» في الحضارة الغربية خاصة، فالغرب اليوم هو المتقدم فكريا.. وهو الغالب علميا.. والمهيمن سياسيا وهو المسيطر عسكريا. ولذا فهو قادر على الترويج لمفاهيمه وقادر على جعل العالم في محيطه ومتشبه به. ابن خلدون يعرف هذه الحقيقة على مستويين: 1) الناس على دين ملوكهم. 2) الضعيف يتشبه بالقوي. وانطلاقا من قضية المصطلح كانت قراءة المنصف محلة، قراءة علمية، نظر فيها انطلاقا من عصر ابن خلدون.. وانطلاقا من الفكر الذي تشكل في الغرب بعد بضعة مئات من السنين على رحيل ابن خلدون. لقد نظر في قراءة عميقة الى مسألة الطبيعة البشرية والحياة الاجتماعية، كما درس مصطلح «العصبية» وعلاقتها بالنسب والتغالب متعمقا بالخصوص في مسألة العصبية التي هي اساسية في نشأة الدول ونشأة الحضارة. ودرس في شكل تفصيلي ايضا مسألة النسب، والقوة، والهيمنة وانواعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ويعود الباحث في كل ذلك الى مسألة العصبية دائما بقراءة جديدة اعتمد فيها على العلم الحديث انطلاقا من علم اللغة (ونحو المعاني) وعلم الاجتماع ما بعد ابن خلدون، وعلم النفس (مسألة الرمز والجنس). وفي الملخص نجد المنصف محلة يتوصل بعد تحليل مستفيض الى ان ابن خلدون مفكر فريد من نوعه، صاحب عقل مبدع ولا مبالغة ان وصفناه بانه عبقري ولئن كانت بعض تحليلاته حاملة لبذور التناقض الناتج ربما عن وجوده في عمق السلطة والى جانب السلطان فانه يبقى مهما في الفكر الانساني ذلك انه لم يخرج عن الفكر الاسلامي ولم ينحرف عن الشريعة وتمكن من اثراء الفكر الاسلامي بالفكر الاوروسطي والافلاطوني دون سقوط في الخلط، اي انه تمكن من صهر كل ذلك في رؤية تعتبر متكاملة وان داخلتها بعض التناقضات. محمد بن رجب (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
النكبتان الفلسطينيتان
محمد كريشان أقسي ما تطالعه هذه الأيام في الصحافة الفلسطينية ربط عدد كبير من الكتاب بين الذكري التاسعة والخمسين للنكبة بتشريد شعب كامل وقيام دولة إسرائيل وبين ما يعيشه هذه الأيام قطاع غزة من اقتتال داخلي مقيت وفلتان أمني مريع.
في صحف يوم أمس الثلاثاء فقط ما لا يقل عن أربع أو خمس مقالات في هذا الاتجاه من ذلك مثلا ما كتبه محمود الهبش في الحياة الجديدة من أنه علينا أن نعترف بكل شجاعة، ودون أية تبريرات سخيفة ساقطة، أن ما تقترفه أيدينا في قطاع غزة المنكوب من قتل حرام ومن سفك أرعن للدماء البريئة، لا يعني سوي أننا نعيش بالفعل أحدث صرخة في موضة النكبات ، فيما كتب زميله حسن خضر في نفس الصحيفة أن المحزن في هذا الشأن أن العقدة تشتد علي أعناق الفلسطينيين شعبا وقضية في وقت يشهد صعود أكثر السياسيين في تاريخهم وضاعة، وجهلا، وابتذالا، وضيق أفق، وهؤلاء هم أصحاب عصابات القتل في غزة، وفي غيرها، بصرف النظر عن تسمياتهم التنظيمية والإيديولوجية، وهم مهندسو النكبة الجديدة . أما يحيي رباح فقال في القدس إن الفلسطينيين يحتفلون هذه السنة علي طريقتهم الفاضحة احتفالا دمويا في شوارع قطاع غزة، احتفالا نرد فيه علي النكبة التي حلت بنا علي أيدي أعدائنا بعمل فاجعة وكارثة نصنعها بأيدينا!! .
عندما يصل الفلسطينيون إلي هذا النوع من الربط فذلك بالتأكيد مؤشر بالغ السوء يدل علي مدي القرف الذي بلغ بهم حيث لا يكفي ما تكالبت به الأمم عليهم وما تفعله إسرائيل بهم يوميا حتي يزيدوا هم في وضع إصبعهم في أعينهم، لاسيما بعد أن ظنوا أن حكومة الوحدة الوطنية التي أفرزها اتفاق مكة هي نهاية أحزان الاقتتال السابق. إن من المثير للحنق فعلا أن تصبح أرواح الفلسطينيين هينة علي بعضهم بعضا وأن يتقدم بين الفترة والأخري متحدثون يعلنون أمام الصحافيين أنهم قرروا سحب المقاتلين من الشوارع وتبادل المخطوفين وغير ذلك من جمل تكاد تتكرر هي ذاتها باستمرار دون أن يتغير الواقع كثيرا ، وإن كان لا بد من التنويه بأن آخر اتفاق من هذا القبيل تم برعاية مصرية ينص علي سحب الغطاء التنظيمي من كل متورط في هذه الفوضي الأمنية و تقديمه للنيابة العامة وهو أمر سبق لاتفاق مكة الموقع في شباط (فبراير) الماضي أن نص عليه وكان يفترض أنه شرع فعلا في تنفيذه وليس في التأكيد المبدئي عليه مجددا.
أخطر ما يمكن أن يحل بالفلسطينيين بفعل ما يحدث اليوم في غزة هو أن يسقطوا جميعا في دوامة التكرار العبثي هذا إلي الحد الذي ينفض فيه الوسطاء والرأي العام عنهم لأنهم باتوا سلبيين بل و مملين غير قادرين علي الحسم بأنفسهم منتظرين تدخل هذا الطرف الإقليمي أو ذاك علي غرار ما يحصل الآن علي الساحة اللبنانية حيث سادت المناكفات وتراجعت المبادرات وبات الكل في ورطة من العجز مخيفة. وفي هذا كله تتحمل حركتا فتح و حماس المسؤولية التاريخية الكبري عما يجري لأن لكل من الحركتين زعرانها المغامرين الخطرين، سواء بارتباطات خارجية مشبوهة أو بدونها، وهؤلاء أخذوا الحركتين رهينة علي ما يبدو، وربما ما كانوا هؤلاء أنفسهم ليطلوا برأسهم من جديد لولا تراجع الآمال في انفراج قريب بعث الأمل فيه تشكيل حكومة الوحدة بعد استعصاء طويل، فهذه الحكومة لم تنجح إلي حد الآن للأسف في تحسين الحياة المعيشية اليومية للناس ولا هي استطاعت أن تحقق ذاك الاختراق السياسي الدولي الذي بشر به أو انتظره كثيرون وسط استمرار شلل عربي رسمي لم يعد يجد الأعذار السابقة في عدم التعامل مع الحكومة الفلسطينية ومع ذلك لا يفعل شيئا. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ماي 2007)
حقوقيون ونقابيون مغاربة يرفضون دعم امريكا للإعلام والسياسة
الرباط (رويترز) – رفضت هيئات وجمعيات حقوقية ونقابية مغربية يوم الاربعاء 16 ماي 2007 البرامج التي تقترحها الولايات المتحدة في مجال الاعلام والسياسة في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وأعلنت ست جمعيات حقوقية ونقابية وهيئات مجتمع مدني مغربية في بيان مشترك “رفضها لهذه التمويلات التي تستهدف الاختراق السياسي والاعلامي للمجتمع المغربي بهدف تدجينه وتمرير الخطة الامبريالية الامريكية حول الشرق الاوسط الكبير.” وجاء موقف الهيئات المغربية وهي “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” و”اتحاد كتاب المغرب” و”الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني” و” الائتلاف المغربي للثقافة والفنون” بالاضافة إلى “مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين” و”الجمعية المغربية لحقوق الانسان” كرد فعل على تصريح رئيس مركز يعنى بحرية الاعلام في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومقره الدار البيضاء مؤخرا بأنه لا يرى مانعا في التعامل مع المنظمات الامريكية. وقال ان المنطق الرافض للتعامل مع الامريكيين “ساذج ويلتقي مع الأفكار الأصولية المتطرفة والشوفينية المتنامية في المنطقة العربية.” وجددت الهيئات المغربية الستة “نداءها من أجل مقاطعة كل البرامج والمشاريع الإعلامية والسياسية للادارة الامريكية والمصالح والوكالات والمراكز المرتبطة بها في اطار مواجهتها لسياستها العدوانية والاستعمارية تجاه الشعوب العربية.” كما نددت الهيئات المغربية بالمناسبة ” بالتصريحات والتحركات المشبوهة للسفير الامريكي في المغرب توماس رايلي الخارجة عن كل الاعراف الدبلوماسية.” (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ماي 2007)
متمرد جزائري سابق ينتقد استبعاد السلطات للإسلاميين
الاربعاء (الجزائر) (رويترز) – قال متمرد اسلامي سابق له نفوذ يوم الاربعاء عشية الانتخابات البرلمانية إن السلطات الجزائرية تقوم بخيار “خطير” باستبعاد معظم القوى الاسلامية من الانتخابات. وقال مدني مزراق (46 عاما) الزعيم السابق للجيش الاسلامي للانقاذ الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في مقابلة مع رويترز ان التفجيرات الاخيرة في الجزائر التي اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها كانت “غبية” ولطخت صورة الاسلاميين الجزائريين. وقال في مقابلة من البلدة التي تشتهر بزراعة الفاكهة وتقع على بعد 50 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائر “تلعب الادارة الجزائرية دورا سلبيا وخطيرا باقصائها وتهميشها للاسلاميين.” وتابع “الادارة لم تدرك بعد ان ما حدث في العقد الماضي مرده اساسا الاقصاء وغلق الباب امام النشاط السياسي.” واندلع الصراع في الجزائر عام 1992 بعد ان الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز فيها. وخلف العنف المحتدم على مدى 15 عاما ما يقدر بحوالي 200 الف قتيل. وحظرت السلطات الجبهة الاسلامية للانقاذ وفرضت حالة الطوارئ وهي تدابير لا تزال سارية. وقال مزراق ان العلمانيين في النخبة الحاكمة لن يمنعهم شيء عن حظر مشاركة الاسلاميين في السياسة. واضاف “هناك تيار لائكي داخل النظام الجزائري يريد ابعاد الجزائريين عن دينهم وتقاليدهم وثقافتهم. هذا التيار سيستعمل كل الوسائل الممكنة لمنع الاسلاميين من دخول الساحة السياسية.” وتابع “هذا التيار يمنعنا حاليا من اداء دور سياسي لانه يعرف ان عودتنا تعني خروجه من المعترك.” ومزراق هو متحدث غير رسمي لمجموعة من كبار الاعضاء السابقين بالجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ. ويسمح له بعقد مؤتمرات صحفية لكنه ورفاقه السابقين منعوا من المشاركة في انتخابات يوم الخميس. والقوى الاسلامية الوحيدة البارزة المشاركة تنتمي لحزب موال للحكومة. وتفاوض مزراق بشأن استسلام الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ في نهاية التسعينيات ويحاول منذ ذلك الحين اقناع زملائه السابقين بنزع سلاحهم. غير انه لايزال يريد اقامة دولة اسلامية لكن عبر الوسائل السياسية. وقال ان الاشخاص الفاسدين في النخبة السياسية استغلوا التفجيرات التي اسفرت عن مقتل 33 شخصا في الجزائر في 11 ابريل نيسان للنيل من سمعة الاسلاميين وادامة نفوذهم الخاص. وقال مزراق “الذين نفذوا العمليات الاخيرة اغبياء ولايمثلون الاسلام. هناك جماعات تريد الاستفادة من العمليات الاخيرة.” واضاف “هذه الاطراف وجدت اليوم مظلة تسمى القاعدة وكل ما يحدث ينسب اليها. القاعدة في الحقيقة هي مظلة للديكتاتوريين وبارونات الفساد والمخدرات.” وحث مزراق الجزائريين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات قائلا ان الجبهة الاسلامية للانقاذ تؤمن بالديمقراطية. وقال مزراق “لم نقل ابدا ان التيار اللائكي لا يملك الحق في النشاط السياسي. كل ما نقوله ان كل شخص في الطبقة السياسية يتعين عليه احترام اختيار الشعب.” من الامين شيخي ووليام ماكلين (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ماي 2007)
Home – Accueil – الرئيسية