الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3403 du 16.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


د. سعيد الشهابي:القدس تتعرض للتهويد فما نحن فاعلون؟

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس:الإفراج عن الدكتور أحمد العش

حرية وإنصاف تحت الحصارمن يوقف هذه المهزلة

سليم بوخذير :الزواري يتّهم الأجهزة الأمنية بمحاولة ثنيه عن ممارسة حقه في التعبير

نداء من اجل إطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي في تونس- تحديث – 16 – 09 –

السبيل أونلاين:البروفيسور المنصف بن سالم يدخل المستشفي قسم القلب

تونس أونلاين:نص مداخلة الدكتور المنصف بن سالم في برنامج « الإتجاه المعاكس » على قناة الجزيرة

كلمة:الإفراج عن الصحفي عبد الله الزواري ساعات بعد اعتقاله وتهديده بأشرطة فاضحة

معز الباي:تجمّع باتحاد الشغل بصفاقس احتجاجا على إحالة نقابيين على لجنةالنظام

البديـل عاجل:مطلوب موقف شجاع

البديـل عاجل:ندوة صحفية ضد الانقلاب على نقابة الصحفيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: منتظر الزيدي يستعيد حريته…  من يحاسب من قاموا بتعذيبه ..؟!!

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بلاغ صحفي

كلمة:النقابة العامة للتعليم الثانوي تتهم وزارة التربية بتعميق مشاكل القطاع

توفيق الذهبي:توضيح حول مؤتمر الإتّحاد الجهوي للشّغل بجندوبة

لطفي حيدوري:شركة إنتاج خاصة تغنم 8 مليارت على حساب التلفزة العمومية

المولدي الزوابي:مطالبات بمحكمة ناحية في الفرنانة بعد حذف الجلسة الدورية

البديل عاجل:النظام يواصل استخفافه بالحركة الديمقراطية

حمادي الغربي :هل قَبِل الرئيس التونسي هديتنا ؟

حنان قم :الى ذلك الصحفي الذي اعرفه

صـابر التونسي:سياسة رعـاة الـبـقـر

وسام التستوري:حلقة يجب أن تكون دائمة و متواصلة’ لا الثالثة إلا أن يأتي ما يخالف ذلك…

ولد الدّار:بالسّواك الحار 138

محسن الخضراوي:الحر من غمزة…واللبيب من الاشارة يفهم

رياض الشعيبي :تحديث الدعوة من خلال مفهوم ‘التوحيد السياسي’ في كتاب ‘السياسة والحكم’ لحسن الترابي -الجزء الثاني

محمد الحمروني:قراءة في سطوره بمناسبة ذكرى 11 من سبتمبرالقانون التونسي تعمّد الخلط بين المقاومة المشروعة والإرهاب

القدس العربي:الأمم المتحدة: اسرائيل مجرمة حرب

محمد كريشان :أبو مازن… لا تلتق هذا الرجل!

آسيا العتروس:حذاء الزيدي يمنح العالم العربي فرصة للتنفس

عبدالسلام المسدّي:الفكر والمعادلة السياسية الجديدة

محمد أبو رمان :انبثاق « التيار الإصلاحي » في الإخوان: نهاية الصقور والحمائم!

رويترز:الشيخ محمد عبده: ليس في الشريعة نص يوجب تغطية وجه المرأة


  (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         


القدس تتعرض للتهويد فما نحن فاعلون؟


د. سعيد الشهابي تحتاج القضايا الكبرى لعناوين شتى لتأكيد أهميتها وإبقائها ماثلة في الاذهان، وحية في القلوب. وليس هنالك قضية تتحدى الضمير الانساني وليس الفلسطينيين او العرب او المسلمين فحسب، كما هي قضية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين. ويخطئ من يعتقد ان إبقاء مثل هذه القضايا بأيدي السياسيين، يناقشونها سرا في أغلب الاحيان وعلنا في بعضها، سوف يؤدي الى حلول مناسبة لها، خصوصا اذا كانت ذات ابعاد استراتيجية وكانت الاطراف المعنية بها متباينة في القوة السياسية والعسكرية. فغياب التوازن من بين أهم معوقات حل القضايا بشكل عادل. وفي عالم يخضع لمن يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية، لم تعد القيم والمبادئ مفاهيم مقدسة. وفي عالم يسعى بشكل مضطرد لإنكار وجود مرجعيات فكرية او ايديولوجية او دينية ثابتة، ويسعى جاهدا لاخضاع تلك المرجعيات لموازين القوى، فان من الصعب الاعتماد على المنطق البشري السوي، وقيم العدل المطلقة كمرجعيات لحلول القضايا الكبرى. انه عالم تتحرك القوى الكبرى فيه على اساس مقولة ‘ان القوة هي الحق’. وبرغم تقدم الانسانية في تقنين العلاقات بين الدول، على امل ان يؤدي ذلك الى خلق مناخات دولية تحفظ حقوق الاطراف الضعيفة، وتمنع تجاوزات القوى الكبرى، فان التجربة الانسانية في العقود الستة الاخيرة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية لا تؤكد فاعلية القوانين والعهود والمواثيق الدولية في تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين دول العالم وشعوبها. وما يزال المتحمسون لـ ‘عولمة العدالة’ بعيدين كثيرا عن تحقيق هدفهم، خصوصا في ظل عجز المؤسسات الدولية خصوصا الامم المتحدة ومجلس الامن عن التحرك بتجرد وموضوعية للتعاطي مع الخلافات السياسية خصوصا اذا كانت تلك الخلافات مرتبطة باحدى الدول الكبرى التي تملك المال والسلاح. ويمكن القول ان دائرة حقوق الانسان احدى الدوائر التي حظيت بتشريعات دولية متطورة، ولكن هذه التشريعات تستعصي على التطبيق لانها تخضع لارادة الانظمة السياسية التي تتحالف في ما بينها ضمن ‘أندية سياسية’ تحول دون استهداف اي من اعضائها. ولطالما عبر نشطاء حقوق الانسان عن خيبة أملهم في احتواء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، نظرا لغياب الآليات الفاعلة لمحاسبة الانظمة التي تمارسها. صحيح ان أغلب الانظمة وقعت اتفاقية منع التعذيب. ولكن ما الذي يضمن ان تلك الدول ملتزمة ببنود تلك الاتفاقية. وقضية فلسطين واحدة من القضايا التي تتحدى الضمير الانساني حتى اليوم، وتستعصي على الحل نظرا لان طرفي المعادلة بشأنها غير متوازنين. ففي مقابل الفلسطينيين تقف قوات الاحتلال مدعومة من الدول الكبرى خصوصا الولايات المتحدة الامريكية متحدية كافة الشرائع الدولية، ورافضة الالتزام بمبدأ اعتبار الاحتلال جريمة يجب ان تمنع من الاستمرار. وبرغم صدور عشرات القرارات الدولية عن مجلس الامن الدولي ابتداء بقرار التقسيم الذي صدر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، لم يلتزم الطرف الغاصب بأي من هذه القرارات. وحتى هذه اللحظة ترفض القوى الكبرى اجبار الكيان الاسرائيلي على تنفيذ تلك القرارات، فمنذ ان اعترف بعض تلك الدول بقيام الكيان الاسرائيلي في 1948، تواصل التداعي الاخلاقي لدى هذه الدول التي رفضت مناقشة مبدأ الاحتلال الذي أدى الى اقصاء شعب كامل عن ارضه، بدون ان يرتكب جرما. وكان عليه ان يدفع ضريبة الخطيئة الاوروبية بحق اليهود، بدون ان يكون شريكا، من قريب او بعيد، في تلك الخطيئة. وثمة امور مؤكدة في هذا الجانب: اولها ان هناك قرارات دولية صدرت عن مجلس الامن الدولي بعد كل حرب خاضها الطرفان (العربي والاسرائيلي) تدعو الجانب الجانب الاسرائيلي للتوقف عن العدوان، وتعتبر الاراضي المحتلة في حرب 1967 ومن ضمنها مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال، وان على الصهاينة الانسحاب منها. ثانيا: ان ‘اسرائيل’ لم تلتزم بأي من تلك القرارات. ثالثا: ان الارادة الدولية بقيت غائبة عن العمل لتنفيذ تلك القرارات، رابعا: ان حالة التداعي الاخلاقي تواصلت وادت في العقود الثلاثة الاخيرة لمنع صدور قرارات مشابهة عن مجلس الامن الدول تدين السياسات والمواقف الاسرائيلية، وان الولايات المتحدة استخدمت حق النقض ‘الفيتو’ لافشال اي مشروع قرار يدين الصهاينة، وحتى القرار الذي نوقش في الامم المتحدة لادانة الكيان الاسرائيلي بارتكاب مجزرة ‘قانا’ خلال العدوان الذي اطلق عليه ‘عناقيد الغضب’ في 1996 تم اجهاضه بالفيتو الامريكي. ولذلك لم ترعو ‘اسرائيل’ بل واصلت عدوانها وقامت بمجزرة اخرى في قانا خلال عدوان 2006 ضد لبنان. وهكذا ستظل قضية فلسطين عرضة للنقاشات الطويلة ما لم تتخذ مبادرات عربية واسلامية جادة لمواجهة الاحتلال والعدوان بأساليب فاعلة، في مقدمتها قرارات شجاعة بمواجهة كافة الاطراف الداعمة للعدوان، وفي أولها الولايات المتحدة. وقد اثبتت تجربة الاعوام القليلة الماضية ان للارادة الشعبية دورا أكثر فاعلية وأثرا في التأثير على الواقع الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي. فالمقاومة الباسلة التي أبداها حزب الله اللبناني للعدوان الاسرائيلي في 2006 كان عملا شعبيا فاعلا، نجح في صد العدوان، وأحدث أول هزيمة نفسية لقوات الاحتلال الاسرائيلية. وكذلك المقاومة التي أبدتها حكومة ‘حماس’ في قطاع غزة في مطلع هذا العام. هاتان الجهتان تحركتا لتنظيم دفاعاتهما بعيدا عن المنطق الرسمي العربي الذي يبعثر جهوده في البحث عن صيغ توفيقية ظاهرها حل القضية الفلسطينية وباطنها تأمين الحدود الاسرائيلية. وما الدعوات التي يطلقها بعض الزعماء العرب بين الحين والآخر الداعية للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلية الا نمط آخر من الحرب النفسية ضد مقاومة الاحتلال، منطلقين على اساس مقولات ‘الواقعية’ و’استيعاب التطورات السياسية والعسكرية’ وغيرها من الذرائع التي تطرح على نطاق واسع مدعومة بالفتاوى الدينية احيانا والخطابات التي يطلقها بعض الزعماء لتمرير مشروع التطبيع مع ‘اسرائيل’ حينا آخر. فاذا كان الصهاينة يرفضون بشكل متواصل تجميد بناء المستوطنات، وهو أقل أشكال الانصياع للارادة الدولية، فأي سلام يرتجى مع نظام محتل يمارس سياسة الاستيطان للتعبير عن اطماعه التوسعية؟ ولو كان الغربيون جادين في وقف الاستيطان وبناء المستوطنات لقاموا بخطوات ضاغطة حقيقية ضد ‘اسرائيل’، ولم يكتفوا بطرح شعار وقف المستوطنات بدون ممارسة اي ضغط على الطرف الرافض للاستماع لذلك المطلب. ويمكن القول انه منذ ان قبل النظام الرسمي العربي بالدخول في معمعة ‘البحث عن حلول’ لقضية فلسطين، اصبح مرتهنا لمقولاته ومضطرا لمسايرة القوى الفاعلة خصوصا الولايات المتحدة. فقضية فلسطين ليست إشكالية سياسية او خلافا محدودا حول امور هامشية، بل انها تمثل مواجهة حضارية تزداد توسعا بمرور الزمن، لانها احتلال تسعى الدول الكبرى لتكريسه وشرعنته، بعيدا عن المنظومات الدولية للقيم، وخارج الاطر الدولية التي تنص عليها المعاهدات والمواثيق. وهنا تطرح قضية مدينة القدس مدخلا للتعاطي مع القضية من باب اوسع. فهذه المدينة مقدسة لدى الاديان السماوية، ويعتبر استمرار احتلالها تحديا لاتباع تلك الديانات، بمن فيهم اليهود غير الصهاينة. ولذلك فعندما طرح الامام روح الله الموسوي الخميني بعد بضعة شهور فقط من انتصار ثورته، قضية القدس لم يكن منطلقا من اي اعتبار سوى الرغبة في تحريرها من الاحتلال، واعتبارها عنوانا لقضية فلسطين كلها. فقد طرحها للمرة الاولى في شهر تموز/يوليو 1979 ودعا لاعتبار الجمعة الاخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس. كان ذلك مدخلا لسياسة خارجية تضع قضية فلسطين في صميمها. ومهما سعى البعض لمناقشة دوافع الثورة الاسلامية في ايران، فان الثمن الذي دفعته وما تزال لتلك السياسة كان باهظا. فما استهداف ايران في داخلها السياسي ام في مشروعها النووي وعلاقاتها الدولية الا نتيجة انتهاج طهران سياسة خارجية تقوم على المفاصلة الكاملة مع الكيان الاسرائيلي. بدأت تلك السياسة بغلق السفارة الاسرائيلية في طهران بعد سقوط نظام الشاه مباشرة، وفتح سفارة لفلسطين مكانها. وتواصلت تلك السياسة بدون تلكؤ او تراجع برفض الاعتراف بوجود ‘اسرائيل’، فأصبح على ايران ان تدفع ثمن ذلك ‘التعنت’ والاصرار على ‘التغريد خارج السرب’ في وقت توجه النظام الرسمي العربي للخروج من ‘عقدة المقاومة’ من اجل الدخول في ‘السياسة الواقعية’ و’العقلانية’ و’البراغماتية’. فما تطرحه ايران ليس تكتيكا سياسيا او محاولة لكسب موقف أحد، بل موقفا مبدئيا يهدف لتعبئة الطاقات الفكرية والنفسية والمادية من اجل تحرير الارادة العربية الاسلامية ومنع بقائها مرتهنة بأيدي حكومات خائرة تخضع للضغوط الغربية حتى في قضاياهات الاستراتيجية. وفيما يدخل إعلان ‘يوم القدس’ عامه الثلاثين لا تبدو ايران أقل حماسا لذلك الاعلان، بل تسعى جاهدة لتوسيع القطاعات المؤمنة به، بهدف تفعيله كشعار ايديولوجي سياسي مرتبط بسياسة خارجية ثابتة. وربما تمثل قضية فلسطين محور الصراع الاخير الذي أعقب الانتخابات الرئاسية الاخيرة. فـ ‘الاصوليون’ متمسكون بقضية فلسطين كمحور ثابت في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية، وما تنطوي عليه من رفض الاعتراف بـ ‘اسرائيل’ ودعم حركات المقاومة، وترويج يوم القدس عنوانا للقضية، وحث الدول والشعوب الاسلامية على ابقاء قضية فلسطين حية في القلوب والنفوس، ورفض التنازل عنها مهما كانت الضغوط الغربية. ويمكن القول ان تجربة العقود الثلاثة ادت الى تصاعد الاهتمام بيوم القدس، حيث تنظم المسيرات والندوات والمؤتمرات حول مدينة القدس التي تسعى ‘اسرائيل’ لضمها بشكل كامل اليها، وترفض المساومة عليها. كما عمدت لتغيير معالمها التاريخية، وواصلت عمليات التنقيب تحت المسجد الاقصى بدعوى وجود بقايا هيكل سليمان. غير ان الحقائق التاريخية تؤكد ان الهيكل يقع على بعد حوالي الف متر من المسجد. ومما يؤسف له ان ردود فعل العرب والمسلمين لما يتعرض له المسجد الاقصى محدود جدا. فقد مرت الشهر الماضي الذكرى الاربعون لحرق المسجد الاقصى الذي تعرض في 21 آب/اغسطس 1969 لمحاولة حرق على يدي شاب استرالي اسمه مايكل روهان، ادى لحرق منبر صلاح الدين بأكمله ومنبر نور الدين وحرق السطح الشرقي الجنوبي للمسجد. وتمارس السلطات الاسرائيلية سياسة ابعاد الفلسطينيين عن منازلهم اما تحت التهديد او ‘شراء’ الاراضي، تماما كما حدث في الاربعينات من القرن الماضي. لقد اصبحت سياسة تهويد القدس مصدر قلق دائم للجهات المعنية بالمدينة المقدسة وخصوصا لساكنيها. ومنذ ان اعلن الكنيست الاسرائيلي في 1980 القدس ‘عاصمة’ للكيان الاسرائيلي، تواصلت محاولات اقناع الدول الاخرى بنقل سفاراتها اليها. وحتى الآن لم يستجب لتلك المحاولات سوى الولايات المتحدة الامريكية التي نقلت قنصليتها الى المدينة المقدسة. ورغم القرار 242 الذي يعتبر المدينة محتلة ويدعو لانهاء الاحتلال، فان غياب آليات تفعيل تلك القرارات، مع سعي القوى الكبرى للهيمنة العملية على الواقع السياسي للعالم، يحول دون تحرر المدينة من الاحتلال. هذه القوى تتظاهر احيانا باحترام القوانين الدولية ولكنها تسعى لاضعاف فاعلية تلك القوانين وتمنع تنفيذها خصوصا اذا كانت غير منسجمة مع استراتيجياتها العامة. ان ‘يوم القدس العالمي’ الذي يصادف الجمعة الاخيرة من شهر رمضان مناسبة لتعبئة طاقات الامة فكريا ونفسيا باتجاه انقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال، واعادة شيء من اهتمام المسلمين والاحرار بقضية فلسطين التي تتعرض للتصفية بشتى الوسائل والاساليب. انها صرخة من اجل الحرية، وضد الاحتلال، ورفض العدوان، وتجريم استعمال القوة لاخضاع الشعوب لسيطرة القوى الجائرة. والواضح ان صدى هذه المناسبة يتردد في زوايا العالم بشكل يؤكد وحدة وجدانية بين شعوب المسلمين. وثمة صدى لهذا اليوم في بعض العواصم العربية، ولكنه يفتقد الحماس والشمول والتفاعل المتوقع من الشعوب العربية. لقد كانت مأساة فلسطين بداية تداعي وضع الامة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث توسعت دائرة القمع السلطوي وسادت انظمة الاستبداد، وتراجع دور الشعوب في ادارة بلدانها، وسلبت ارادة التطور والصعود لدى قطاعات واسعة من الامة. ولن تنهض هذه الامة الا اذا واجهت الاحتلال وتعمقت قناعتها بتحرير الاراضي المحتلة مهما كان الثمن، وفي مقدمتها مدينة القدس الشريفة. ‘ كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 سبتمبر  2009)  


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 رمضان 1430 الموافق ل 16 سبتمبر 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)   الإفراج عن الدكتور أحمد العش: تم الإفراج عن الدكتور أحمد العش بموجب السراح المؤقت في انتظار جلسة الاستئناف التي لم تحدد بعد. 2)   اعتقال الشاب أيمن قربصلي: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمنزل تميم يوم السبت 12 سبتمبر 2009 الشاب أيمن بن محمد قربصلي البالغ من العمر 27 عاما واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا تزال عائلته تجهل مكان وسبب اعتقاله رغم اتصالها بمراكز الشرطة بمنزل تميم وبسجن مرناق وبوكالة الجمهورية للاستفسار عنه إلا أنهم أنكروا جميعا أن تكون لديهم أدنى معلومة حول اعتقال ابنها. في حين أكد معتقلون أفرج عنهم لعائلة الشاب المعتقل أن أيمن قربصلي تعرض لتعذيب شديد من قبل أعوان فرقة العدلية بمنطقة شرطة منزل تميم.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 رمضان 1430 الموافق ل 16 سبتمبر 2009

حرية وإنصاف تحت الحصار من يوقف هذه المهزلة


تعرض أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف طيلة ليلة البارحة وكامل نهار اليوم الأربعاء 16 سبتمبر 2009 لمحاصرة منازلهم من قبل العشرات من أعوان البوليس السياسي على متن عديد السيارات والدراجات النارية كما تمت محاصرة مقر المنظمة الكائن بنهج المختار عطية بتونس العاصمة بحوالي عشرة أعوان وسيارتين وعدة دراجات نارية، وتم غلق باب العمارة التي يوجد بها مقر المنظمة ومنع حرفاء الأستاذ محمد النوري من الصعود لمكتبه. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرة ليست الأولى وأن حصار مقر المنظمة هو حصار يومي مخفف، حيث يتواجد باستمرار عونان أو ثلاثة، إلا أن هذا الحصار يشتد نهاية كل أسبوع.   وحرية وإنصاف 1)تدين بشدة الحصار الجائر الذي يتعرض له مقرها وأعضاء مكتبها التنفيذي وتدعو إلى رفعه فورا. 2)توجه نداء إلى كل المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية وإلى كل أحرار العالم للتدخل من أجل رفع هذا الحصار الجائر وفضح هذا الأسلوب المتخلف الذي يهدف إلى خنق النشاط الحقوقي وتضييق هامش الحريات في تونس.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الزواري يتّهم الأجهزة الأمنية بمحاولة ثنيه عن ممارسة حقه في التعبير


حُرر من قبل سليم بوخذير  كشف الصحافي عبد الله الزواري عن محاولة الأجهزة الأمنية إلزامه صراحة اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر2009 بالتوقف عن ممارسة حق التعبير ، فيما كال عونا أمن الشتائم لمنظمات حقوقية دولية ، بحسب تصريحاته .  وقال الزواري ل »كلمة » دقائق بعدالإفراج عنه اليوم : »حضر عونا أمن الدولة بعد أكثر من 4 ساعات من إقتيادي إلى منطقة الأمن بجرجيس و كالا الشتائم البذيئة لمنظمة « هيومان رايتس ووتش » ومنظمة « العفو » الدولية و »مراسلون بلا حدود » وعدد من الحقوقيين التونسيين على خلفية مساندتهم لقضيتي » .  وأضاف « أرادا رسميا إلزامي بالتوقف عن الكتابة ولكني رفضت التوقيع وقلت إنّي لن ألتزم إلاّ بالقانون » .  وذكر الزواري أنّ عونا أمن الدولة اللذيْن أرادا لأكثر من ساعتيْن « إنتزاع معلومات شخصية منه دون أي إذن قضائي » ، « أرادا أيضا إلزامه تمكينهما من كلمة السر لحساب بريده الإلكتروني  » .  وقال : »رفضت فهدّدني أحدهما ثم تراجع » ، مضيفا : »العونان هدداني أيضا بأن يرسلا لعائلتي صورا إباحية لي على حد زعمهما إذا لم أتوقف عن تصوير الأعوان المُحاصِرِين لبيتي » .  وذكر الزواري أن أعوان البوليس تركوه على كرسي لمدة تقارب 4 ساعات إلى حين حضرعونا أمن الدولة لمساءلته .  وقال : »أعتبرها محاولة جديدة للضغط عليّ لإثنائي عن ممارسة حق الكتابة وأنا لن أتراجع عن هذا الحق » .  و قد أفرجت السلطات التونسية في حدود التاسعة والنصف من مساء اليوم بالتوقيت المحلي على الصحافي بصحيفة « الفجر » المُصادرة منذ سنوات عبد الله الزواري بعد أن كانت إحتجزته نهارا .  وقال الناشط المنصف بن هيبة منذ حين : « نعم تم الإفراج عن عبد الله ولكنه خرج منهك الجسد » .  وكانت الأجهزة الأمنية التونسية إقتادت الزواري بالقوة ظهر اليوم الثلاثاء 15 أوت 2009 لتحتجزه لأكثر من 8 ساعات بمقر منطقة الأمن بِ »جرجيس » . (المصدر : مجلة « كلمة » الإلكترونية (يومية محجوبة في تونس) بتاريخ 15 سبتمبر 2009 ). الرابط : http://www.kalima-tunisie.info/kr/News-file-article-sid-504.html  


نداء من اجل إطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي في تونس

– تحديث – 16 – 09 – 2009


على خلفية التحركات الاجتماعية الاحتجاجية التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي جنوب البلاد التونسية بداية من جانفي 2008 أقدمت السلط التونسية على اعتقال العشرات بينهم عديد النقابيين ووقع تحمليهم مسؤولية هذه التحركات وتمت محاكمتهم في ظروف أجمعت عديد المنظمات الحقوقية على عدم نزاهتها وصدرت في شانهم أحكام قاسية وصلت إلى حد 8 سنوات سجن نافذة . وقد رفضت محكمة التعقيب في تونس يوم 22 / 08 / 2009 نقض هذه الأحكام آو الحط منها وهو ما يفرض علينا نحن المنظمات والجمعيات والنقابات الممضية على هذا النداء المطالبة ب : 1 –  إصدار عفو عام على جميع معتقلي الحوض المنجمي  وتمكين الجميع من  كامل حقوقهم ومنها عودتهم إلى سالف أعمالهم. 2 – غلق هذا الملف نهائيا وفتح حوار جدي وصريح مع فعاليات المجتمع المدني في منطقة الحوض المنجمي لإزالة كل أشكال الاحتقان والتوتر في هذه الجهة. المنظمات والجمعيات والنقابات الموقعة على هذا النداء هي :  1- المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية – تونس  2- المنظمة الديمقراطية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب – المغرب  3- دار الخدمات النقابية والعمالية – مصر  4- المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية – المغرب  5- الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – مصر  6- المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا – سوريا 7- المنظمة الديمقراطية  للتعليم – المغرب 8- مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان – مصر  9- د اثير حداد – لجنة الحريات الأكاديمية في العراق – العراق  10- احمد الباقر- رئيس اللجنة الساندة للنزاهة – العراق 11- مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية – مصر  12-  المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية – اليمن  13- الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – تونس 14- المنظمة الوطنية لتنمية الوعي الديمقراطي NOODA – اليمن  15- محمد اسماعيل الشامي – ممثل المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي  في اليمن  16 – المنظمة الديمقراطية للفوسفاط – المغرب 17- مركز أفاق اشتراكية – المحلة الكبرى – مصر 18 –الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الدنمارك 19 – جمعية ضحايا التعذيب في تونس – جنيف – سويسرا 20 – ينار محمد – رئيسة منظمة حرية المراة في العراق 21 – التوجه النقابي الديمقراطي الكفاحي – المغرب 22 – الملتقى الوطني الديمقراطي لابناء الثوار والمناضلين والشهداء اليمنيين – »مجد  »  اليمن 23- الفضاء النقابي الديمقراطي – الحسيمة – الريف – المغرب 24- الفيدرالية المحلية لعملة وموظفي الجماعات المحلية – منطقة طنجة  تطوان – المغرب 25 – الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية – مصر 26-   Combat-ouvrier –  Antilles   27– lutte ouvrière  – France  28 –USI   AIT- Italie    29-  CGT  –   Espagne   30-  اللجنة النقابية للنهج الديمقراطي – المغرب هذا النداء يبقى مفتوحا أمام جميع المنظمات و الجمعيات الحقوقية والنقابية العربية والدولية الراغبة في التوقيع عليه ويمكن إرسال خطابات التوقيع والمساندة الى البريد الالكتروني للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية على العنوان التالي  marced.nakabi@gmail.com :  

البروفيسور المنصف بن سالم يدخل المستشفي قسم القلب


السبيل أونلاين – باريس – تونس – خاص   قالت « لجنة الدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم » ، أنها « تضع في الميزان كل ثقلها لصالح البروفيسور بن سالم ، وذلك بعد بيانها المؤرخ في 04 أوت 2009 ، والتى أطلقت من خلاله نداء حذرت فيه من التدهور الخطير لحالته الصحية « .   وأكدت اللجنة ، في بيان حصل السبيل أونلاين على نسخة منه (باللغة الفرنسية) ، أن بن سالم أدخل إلى المستشفى قسم القلب بتاريخ 07 سبتمبر 2009 ، غير أن الفحوصات الطبية لم تنته بعد ، وقد مددت فترة بقائه في المستشفي ، وهو يعاني من إرهاق شديد ، وإضطراب السكري ، كما أن معالجة مشاكل العينين لم تكتمل هي الأخرى .   ويشار إلى أن البروفيسور بن سالم لا يملك مصدر مالي ، ذلك أن السلطات التونسية حرمته منذ سنة 1993 من وظيفته بالجامعة وقطعت راتبه أيضا .   وبالنسبة لجواز السفر فالسلطات ترفض إلى الآن إصدار جواز سفره . و « لجنة الدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم » تطالب السلطات التونسية بإصدار جواز السفر كي يتمكن بن سالم من العلاج بالخارج .   و دعت اللجنة كل الباحثين ، والجامعيين والمثقفين ، وكل المدافعين عن حقوق الإنسان ، إلى مضاعفة جهودهم كي يتمكن البروفيسور بن سالم من إستعداة حقوقه الأساسية ، بما فيها حق العودة إلى مهنته وحرية التنقل .   (ملاحظة : رئيس اللجنة الدكتور أحمد العمري ، و أنشأت بالتعاون مع البروفيسور لوران شفارتز ، الأستاذ السابق بالأكاديمية الفرنسية للجبر وعضو أكاديمية العلوم الفرنسية) .   روابط ذات صلة :  

نداء عاجل لنجدة البروفيسور المنصف بن سالم لإستعادة حقوقه

http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=4455&Itemid=26  

هل تنصاع وزارة الداخلية لقرار المحكمة الإدارية منح البروفيسور المنصف بن سالم جواز سفره ؟؟؟

http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=4363&Itemid=29 (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 سبتمبر 2009)  


نص مداخلة الدكتور المنصف بن سالم في برنامج « الإتجاه المعاكس » على قناة الجزيرة

الذي كان موضوعه « التعذيب فى الدول العربية و تونس خصوصا »  


[المنصف بن سالم] يا أخي فيصل ورد في مقدمة برنامجكم هل يوجد تعذيب في السجون العربية؟ جوابي لا يوجد تعذيب في السجون العربية وإنما يوجد تحطيم للذات الآدمية التي كرمها الله ودوس للكرامة البشرية خاصة عندما يتعلق الأمر بالسجناء السياسيين، هذا شعوري من خلال ما عشته في سجون تونس والحال ينسحب على معظم الأقطار العربية لكن بتفاوت وهي سياسة ممنهجة ومبرمجة وليست أعمالا طائشة أو أعمالا عفوية كما يقال، فالسجين السياسي عندما يتجاوز باب السجن داخلا يسلم جسده وإرادته إلى من لا يرحم ولا يرقب في ضحيته إلاّ ولا ذمة يتفنن في التشفي والانتقام وإذا كانت الوحوش في الغابة تقتل صيدها قبل أكله فوحوش البشر تأكل ضحيتها وهي حية بالروح والنفس وهذا التحطيم له بعدان أصنفهما كما يلي، البعد الصحي وهو يتمثل في بعض النماذج التي -حتى لا أطيل عليك- الجذب واللجم واللكم لأتفه الأسباب وأحيانا دون سبب فهو ما يناله السجين السياسي، وعند نقل السجين السياسي من سجن لآخر -هذا ما عشناه في تونس- يقام له حفل استقبال ويتمثل في نزع ثيابه كاملة ووضعه بين مجموعة من الجلادين يتقاذفونه كالكرة بينهم حتى يطرح أرضا ويغمى عليه ثم يجبر على الزحف على الحصى ويأمرونه بالصياح كالدجاج يقاقي لأنه سارق دجاج وليس سياسيا فسجوننا خالية من سجناء الرأي أو هكذا يقولون! ولأتفه الأسباب يعاقب بالسجن الانفرادي وأحيانا يربط كالحيوان في سلسلة ويبيت أين يقضي حاجته فوق الإسمنت وأين يتبول، يترك المريض دون إسعاف يهمل أحيانا حتى الموت، يجبر السجين على الحلاقة بنفس الشفرة -اسمعني هذا الخبر الهام- يحلق بنفس الشفرة مع 15 آخرين من مستعملي المخدرات والشواذ أي أوساط مرتع فيروس نقص المناعة المكتسب أجاركم الله والهدف واضح من ذلك، وهناك هجوم جرذان كبيرة تخرج من البالوعات المفتوحة على البيت لتنهش عظامنا ونحن نيام. أما المجال المعنوي فيوضع السجين في زنزانة خاصة بالشواذ وهي مكتظة إلى درجة النوم رأسا وذنب ويبيت طول الليل يشاهد وحوشا تمارس الرذيلة والفاحشة، يمنع من كل أدوات القراءة والكتابة لعدة سنوات، يستفز يوميا بتفتيش أمتعته وهي أضعف الأمور والبعثرة بها والعبث بها وهناك ينادى السجين السياسي بشتى أنواع الأوصاف المشينة كعصابة مفسدين وعملاء وخونة وعملاء إسرائيل، ويعاقب كل من يمد يد العون إلى أي سجين سياسي من ذلك أن أحد السجناء وهو متقدم في السن ناولني حبة موز ذات مرة فأخِذ وجلد على قدميه حتى أصبح لا يقدر الوقوف عليها لأنه ناولني حبة موز فقط .
(المصدر: موقع تونس أونلاين.نت (محجوب في تونس) بتاريخ 15 سبتمبر 2009)


الإفراج عن الصحفي عبد الله الزواري ساعات بعد اعتقاله وتهديده بأشرطة فاضحة

 


لطفي حيدوري في الثلاثاء, 15. سبتمبر 2009 اقتادت الأجهزة الأمنية التونسية بالقوة ظهر أمس الثلاثاء الصحافي عبد الله الزواري لتحتجزه بمنطقة الشرطة بجرجيس حتى العاشرة مساء. واعتقل الزواري أمام مكتب البريد بالمدينة بعد أن أبرق إلى وزير الداخلية ووكيل الجمهورية شاكيا من عودة البوليس السياسي لمحاصرة بيته بما يتعارض مع قرار رفع الإقامة الجبرية عنه. وأفاد عبد الله الزواري في اتصال براديو كلمة أنّه تعرض لاعتداء بالعنف اللفظي وتهديد بالتعذيب من قبل عنصرين من فرقة أمن الدولة يقدّر أنّهما حضرا من تونس.  وقد شرع في استنطاق الزواري قبيل موعد الإفطار حول السنوات التي قضاها تحت الإقامة الجبرية في جرجيس والمنظمات والشخصيات التي استقبلها.  وقال الزواري إنّ مستجوبيه لم يكفا عن السباب البذيء والقذف في حقه وفي حق جميع من ذكرهم طوال حصة استنطاقه التي دامت نحو ثلاث ساعات.  وقد تم تهديده بتلفيق صور فاضحة عنه وإرسالها إلى أبنائه وأنّ تسجيلا مصوّرا تم إعداده على قرص مضغوط في هذا الإطار.  ورفض الزواري التوقيع على التزام بعدم الكتابة الصحفية كما امتنع عن التوقيع على محضر استجوابه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  


تجمّع باتحاد الشغل بصفاقس احتجاجا على إحالة نقابيين على لجنةالنظام


معز الباي في الثلاثاء, 15. سبتمبر 2009 تجمّع صبيحة يوم الثلاثاء 15 سبتمبر عدد هامّ من نقابيي جهة صفاقس ومن جهات أخرى بدار الاتحاد الجهوي للشغل للتعبير عن احتجاجهم على إحالة ثلاثة مسؤولين نقابيين على لجنة النظام الجهويّة المنعقدة صبيحة اليوم نفسه. وقد رفع المجتمعون شعارات « لا لا للتجريد .. والعزيمة من حديد » « الاتحاد مستقلّ ..والقواعد هي الكلّ » « تزكيات رئاسية .. والعمّال هم الضحيّة » وغيرها من الشعارات المعبّرة عن رفضهم لما اعتبروه مساسا من الديمقراطيّة داخل الاتحاد وضربا لاستقلاليّته، خاصّة وأنّ السادة منصف بن حامد ونبيل الحمروني ومحمّد البكّوش أحيلوا على خلفيّة بيان غير ممضى صدر إثر الإعلان عن نتائج مؤتمر الاتحاد الجهوي ينقد أداء الاتحاد ويتحدّث عن فساد مالي وإداري داخل المنظّمة.  هذا وقد تداول على الكلمة جمع من النقابيين كان من بينهم ممثلون عن قطاعات نقابيّة مختلفة إضافة للنقابة العامة للتعليم الثانوي التي حضر عنها السادة: الطيب بوعايشة وسامي الطاهري ولسعد اليعقوبي، والذين أكّدوا باسم النقابة العامّة رفضهم لهذه الإحالة وتمسّكهم بالديمقراطيّة والاستقلاليّة وحرّية التعبير داخل الاتحاد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  


ندوة صحفية ضد الانقلاب على نقابة الصحفيين


بدعوة من « التنسيق الجمعياتي المستقل »* عُقدت صبيحة السبت 12 سبتمبر الجاري ندوة صحفية بمقرّ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات كان موضوعها الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي دبّرته السلطة و نفذه أتباعها و كان آخر فصوله اقتحام البوليس لمقر النقابة يوم الثلاثاء 8 سبتمبر و افتكاكه و تسليمه للعصابة المنقلبة بقيادة جمال الكرماوي المستشار بإدارة الحزب الحاكم. و حضر هذه الندوة، علاوة على الداعين إليها، السيد ناجي البغوري رئيس نقابة الصحفيين و السيد زياد الهاني عضو مكتبها التنفيذي و عدد من ممثلي وسائل الإعلام و الأحزاب السياسية و الجمعيات و المنظمات. كما حضرها ممثل عن الفدرالية الدولية للصحفيين (« الفيج ») و ممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمدين في تونس. و بعد افتتاح السيدة سناء بن عاشور رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات للندوة، أخذ الكلمة رئيس نقابة الصحفيين الذي استعرض وقائع الانقلاب و دوافعه مؤكـّدا أنّ السبب الرئيسي لهذا الانقلاب هو تمسّك النقابة باستقلاليّتها و رفضها التحوّل إلى أداة طيّعة بيد السلطة. كما أدان البغوري الأحكام القضائية التي صدرت ضدّ المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة مبيّنا طابعها السياسي و عدم استنادها إلى أيّ أساس قانوني ملاحظا أن القضاء، مثل الصحافة، « تحت السيطرة ». كما تعرّض إلى الكيفيّة التي تمّ بها اقتحام مقرّ النقابة من طرف البوليس و سدّ المنافذ المؤدّية إليه و الاعتداء عليه هو شخصيا و العبث بوثائق النقابة و أرشيفها و في النهاية منع انعقاد المؤتمر الاستثنائي للنقابة الذي كان مقرّرا لهذا اليوم 12 سبتمبر. و اختتم البغوري بالقول « إن المعركة هي معركة المجتمع التونسي ككلّ من أجل الحريات التي تمثل المدخل لأيّ تغيير سلمي و ديمقراطي ببلادنا ». و على إثر ذلك تناول الكلمة الأستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي تطرّق إلى مختلف الاخلالات القانونية التي حفت بـ « مؤتمر » 15 أوت الذي نظمه المنقلبون بدعم من السلطة. و أشار في هذا الصدد إلى ما تعرّضت له الرابطة من أحكام جائرة لضرب استقلاليتها من طرف قضاء غير مستقلّ. و بعد ذلك أعطيت الكلمة للصحافيين فدارت أسئلتهم حول مصير النقابة بعد الانقلاب و حول موقف « الفدرالية الدولية للصحفيين » و قد جاءت ردود ناجي البغوري و زياد الهاني مؤكدة إصرار المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة على مواصلة خوض المعركة و الدفاع عن الشرعيّة في وجه الانقلاب. و تمّ التذكير بأنه سبق للسلطة أن نظمت انقلابا على جمعيّة الصحافيين عام 1978 لانتصارها للشرعية ضدّ الانقلاب الذي تعرّضت له قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل اثر الإضراب العام الذي دعا إليه يوم 26 جانفي 1978 و الذي أغرقه النظام في الدم، و لكن لم تمرّ سوى سنتان حتى سقط المنقلبون و عادت الشرعيّة إلى جمعية الصحفيّين. و أكـّد المتدخلان أنهما و رفاقهم في المكتب الشرعي يستندون إلى قاعدتهم الصحفيّة المتمسّكة بهم معوّلين عليها و على قوى المجتمع المدني في تونس و على الهيئات الصحفيّة العالميّة لإسقاط الانقلاب. كما أشار البغوري في بعض ردوده إلى أنّ السلطة أرادت أن تجعل من النقابة الوطنيّة للصحفيّين التونسيّين جزءا من ديكور التأييد و التزكية لترشح بن علي في حين عبّرت النقابة انطلاقا من تمسّكها باستقلاليتها عن عدم دعمها لأيّ مرشّح في الانتخابات. كما أكـّد أنه ما من سبيل لمواجهة هذه الحالة التي تتهدّد كلّ الجمعيات و المنظمات المستقلة سوى التنسيق و العمل المشترك حتى لا يتمّ الاستفراد بالمنظمات و عزلها الواحدة تلو الأخرى. * يتكوّن هذا التنسيق من 4 جمعيات: ثلاث منها معترف بها و هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات و جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية، و واحدة غير معترف بها و هي المجلس الوطني للحريات بتونس. و بالطبع فإن هذا التنسيق لا يمثل كافة النسيج الجمعياتي المستقل فقد أغلق الباب بعد تكوينه أمام انضمام جمعيات أخرى لأسباب سياسيّة و إيديولوجية واهية . (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 سبتمبر   2009)  

مطلوب موقف شجاع


مرة أخرى يحال عدد من النقابيين على لجنة النظام ويضرب سيف التعسف هذه المرة في جهة صفاقس ليطال ثلاثة نقابيين من قطاع التعليم الثانوي هم الإخوة منصف بن حامد ونبيل الحمروني ومحمد البكوش بعد أن كان قد طال عددا من نقابيي تونس والقصرين وقفصة. ومرة أخرى يحصل مثل هذا التطور الخطير في دلالاته وأبعاده بمبرر التصدي « لتجاوزات » صدرت عن نقابيي الجهة بمناسبة إحياء ذكرى أحداث 5 أوت. والحقيقة أن إقدام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وإصراره على المضيّ قدما في معاقبة الإخوة المذكورين لا يفسره سوى الإمعان في منع حرية التعبير داخل الاتحاد لأن الأفعال المنسوبة للمحالين الثلاثة تتعلق في عمومها بما يتصل بحق التعبير بهذا الشكل أو ذاك ومنها رفع شعارات نقابية تعبر عن وجهة نظر تختلف عما يعتقد فيه الكاتب العام للاتحاد الجهوي ومن لف لفه. إن الشعارات التي رفعت أثناء مسرة وتجمع أوت بصفاقس، مهما كانت حدّة لهجتها، كالقول مثلا « يا حشاد شوف شوف الخيانة بالمكشوف » هي في صلب موضوع حق التعبير وحق الاختلاف في التقييم لأداء المنظمة والقيادة وهذا الهيكل أو ذاك. لذلك فإن التعاطي معها على سبيل اعتبارها من الكبائر التي وجب القصاص منها بأشد ضروب العقاب يعني أن الرأي المخالف في الاتحاد أصبح من الممنوعات وأن كل من تحدثه نفسه التعبير عن رأي مخالف لرأي من هو في موقع المسؤولية جهويا أو وطنيا في الاتحاد إنما يأتي بأفضع درجات التطاول والاستهتار والتعدي على المنظمة لذلك حق بل وجب إحالته على لجنة النظام لمساءلته أو تجميده أو تجريده. والخطر كل الخطر أن يتحول هذا المنطق إلى مرجعية عمل وتنظيم وعلاقات داخل الاتحاد إذ لن يجني منه إلا التراجع والانقسام والضعف. وحري بالقيادة التي لازمت الصمت حتى الآن حيال ما يجري في صفاقس أن تعي أن المضي في هذا الاتجاه خطر على الاتحاد وعليها هي بالذات. وحري بها أن تتذكر أن حملات التعسف الداخلي التي شهدها الاتحاد منذ حملة طرد نقابيي الثانوي على يد الزعيم النقابي الراحل الحبيب عاشور في السبعينات مرورا بحملة التجريد شهر ماي 1984 على يد الأخ عبد السلام جراد وخلال التسعينات على يد السحباني وثلة من أعضاء القيادة الحالية وصولا إلى حملة التعسف خلال الصائفة قبل الماضية على يد الأخ علي رمضان لم تتوصل إلى « تطهير » الاتحاد من أصحاب الرأي المخالف ولن يتسنى لها ذلك أبدا مهما فعلت القيادة. على القيادة أن تذعن للحقيقة بأن الاتحاد هو فعلا إطار للتنوع والاختلاف والاجتهاد والصراع الديمقراطي بين الآراء والمقاربات وكلما أحكم الاستفادة من هذه العوامل ازداد قوة وتصلبت وحدته أكثر وكلما حاولت قيادته الارتداد عن ذلك إلا وضعفت صفوفه وتحول إلى طاحونة تتآكل مكوناتها الداخلية وأصبح مهددا بالانقسام وبالهجوم عليه من الخارج. ما من شك أن الصراع لا يعني الثلب والتهجم وهتك الأعراض ولكن سلوكات الغطرسة التي توحي بأن النافذين في القيادة يتصرّفون خارج القانون والمنطق وكأنهم يتصرّفون في ضيعة خاصة هي التي تتسبب في الانفلاتات والتجاوزات. ففي قضية الحال بادر السيد محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل باستعمال العنف وبتنظيمه والإشراف عليه والأمر بتنفيذه ضاربا عرض الحائط أساليب الصراع الديمقراطي. لذلك كان على القيادة لا فقط منعه من إحالة النقابيين على لجنة النظام بل إحالته هو لما قام به من تجاوزات لقانون المنظمة ومن تعديات على الحق النقابي (تعنيف نقابيين، طرد نقابيين من التواجد بدار الاتحاد وبالمقهى المجاور، مضايقة نقابيين في الشارع وتهديدهم بالعنف…). أفلا تكفي هذه الأفعال ليحال الكاتب العام للاتحاد الجهوي على لجنة النظام؟ ثم ألم تسارع القيادة في إحالة نقابيين من جهات أخرى لمجرد أن بلغتها شكاوى تتهمهم باستعمال العنف لتتخذ فيهم قرارات التجميد كما جرى في سليانة مثلا؟ لا معنى للقانون إذا لم يسر على الجميع. لذلك فإن التغاضي على مثل هذا الوضع، وغض النظر عمّا يقوم به الكاتب العام الجهوي هو تشجيع على خرق القانون وتشريع لدوس الحقوق النقابية وهذا من شأنه أن يبرر لضحايا هذا المنطق أن يدافعوا عن أنفسهم بشتى الطرق المتاحة. وإني شخصيا إذ أضم صوتي لكل الذين هبوا للاحتجاج على مثل هذه الطرق لأعبّر عن مساندتي التامة لضحايا التعسف في صفاقس وفي مقدمتهم الإخوة الثلاثة بن حامد والحمروني والبكوش، فإني أرى أنه من واجب المكتب التنفيذي الوطني أن يتحمّل مسؤولياته في وضع حد لتجاوزات الكاتب العام الجهوي واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه بما في ذلك إحالته على لجنة النظام لمساءلته واتخاذ القرارات اللازمة ضده. إن الكلام الكثير والكبير الذي سمعناه وقرأنا عنه في خطب الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد بمناسبة المؤتمرات الأخيرة حول الديمقراطية وان « الاتحاد منظمة الجميع ومفتوحة للجميع » وما إلى ذلك من الآيات البيّنات ليس لها من معنى إذا لم يترجمها المكتب التنفييذي اليوم في موقف شجاع وإلا فإن هذا الكلام سيكون صورة من الديماغوجيا المفتضحة التي تقنع أحدا ولا تستر حقيقة الممارسات الخرقاء. جيلاني الهمامي نقابي – جامعة البريد سابقا (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 سبتمبر2009)  


 الحرية لجميع المساجين السياسيين  الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 16 سبتمبر 2009

الصحفي العراقي منتظر الزيدي يستعيد حريته…  من يحاسب من قاموا بتعذيبه ..؟!!

أفرج يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي السابق »جورج بوش » بحذائه في14 ديسمبر ببغداد، بعد سجن دام 9 أشهر إثر محاكمة ظالمة بتهمة « الاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء زيارة رسمية  » بموجب الفصل 223 من القانون الجنائي..! وإذ تعبر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن ارتياحها لانتهاء معاناة الصحفي الذي لم يرتكب من « جريمة  » غير التعبير عن رفض كل الأحرار داخل العراق المحتل و خارجه لممارسات الإحتلال و عملائه ، فإنها تطالب كل المنظمات المستقلة بتوحيد جهودها حتى تتم محاسبة كل من تورطوا في تعذيبه و انتهاك حقوقه المكفولة بالمواثيق الدولية ، كما تلفت الجمعية النظر إلى أن ما أشار له الصحفي المحرر من تعرضه لأبشع أنواع التعذيب في الوقت الذي كان فيه رئيس حكومة  » المنطقة الخضراء  » يصرح  بأنه ..لم ينم إلا بعد أن اطمأن عليه ..!! ، مشابها لما تعمد له الحكومات العربية من تغن بحقوق الإنسان و استعداد للإمضاء على كل الاتفاقيات الدولية..في الوقت الذي تتفنن الأجهزة في التنكيل بالمعارضين و تسليط أبشع أنواع التعذيب عليهم… عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي


أشرف الأمين العام للحزب الأخ احمد اينوبلي مساء أمس الثلاثاء 15 سبتمبر على اجتماع برؤساء القائمات الانتخابية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خصّص للنّظر في الاستعدادات لتقديم القائمات والحملة الانتخابية.   وشدّد الأمين العام للحزب في افتتاح الاجتماع الذي احتضنه المقر المركزي للحزب على ضرورة أن يتقيد كافة مناضلي الحزب وأنصاره (رؤساء وأعضاء قائمات ومناضلين) بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية وان يتحلى الجميع بالمسؤولية وأخلاقيات العمل السياسي النزيه طيلة العملية الانتخابية.   وقال الأمين العام إن هذه الدعوة تنسجم مع مواقف الحزب الذي يعتبر أن المحطة الانتخابية المقبلة هي بالدرجة الأولى استحقاق وطني يعمل الحزب على إنجاحها بما يمكن تونس من مراكمة مزيد من النجاحات والمكاسب.   كما أوصى بضرورة التحلي بالانضباط الحزبي والالتزام بمقررات الحزب، بما يعكس ما بلغه حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من تقدم ونضج سياسي.   وأعلن الأمين العام في الاجتماع ذاته أن البرنامج الانتخابي والبيان الوطني الانتخابي للحزب أصبحا جاهزين وأنهما يتضمنان ثوابت الحزب ورؤاه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.   ومن جهة أخرى اجتمع المكتب السياسي للحزب ونظر في مطابقة القائمات الانتخابية للشروط التي وضعتها قيادة الحزب، كما أوصى بتقديم القائمات الانتخابية للجهات الإدارية خلال يومي 20 و21 سبتمبر وذلك حسب ظروف كل جهة.

عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام


النقابة العامة للتعليم الثانوي تتهم وزارة التربية بتعميق مشاكل القطاع


التحرير في الثلاثاء, 15. سبتمبر 2009 انتقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي تكريس وزارة التربية والتكوين للمشاكل المتراكمة والتجاوزات الخطيرة واستمرار سياسة التهميش و الانفراد بالرّأي. وقالت النقابة في بيان لها بمناسبة افتتاح السنة الدراسية إنّ وزارتي التربية والشباب والرياضة تتعمدان مواصلة غلق باب التفاوض في مطالب القطاع رغم تجديد الطلبات لاستئناف التفاوض في هذه الملفات المزمنة ومنها النظام الأساسي لمدرسي التعليم الثانوي ومدرسي التربية البدنية، والمطرودون وطريقة الانتداب الهشة التي انتهجتها الوزارة عبر المعوّضين واستمرار إصدار الأوامر والقرارات الأحادية دون تشاور مع الطرف النقابي.  وأشارت النقابة في بيانها إلى ملف المطرودين محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي، إضافة إلى تواصل اعتقال عادل جيار من الرديف وطرد زكية الضيفاوي بعد قضائها فترة بالسجن.  كما تطرق البيان إلى ظروف العمل السيئة وتكرار الاعتداءات المادية واللفظية على المدرسين.  وأكّدت النقابة رفضها محاولات وزارة الإشراف تنصيب المجالس المرفوضة وفرض الهياكل المشبوهة على المؤسسة التربوية ومنها المنظّمة الحزبية للشبيبة المدرسية ومنظّمة التربية والأسرة ومنتدى المربي في محاولة يائسة لتهميش الهياكل النقابية ولضرب العمل النقابي والتضييق عليه واستخدام الإدارات في ذلك، حسب عبارة البيان. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  


توضيح حول مؤتمر الإتّحاد الجهوي للشّغل بجندوبة هذا المقال ارسل الى جريدة الشروق منذ يوم الاربعاء 19 اوت ولم يقع نشره بعد

 


نشرت جريدة الشّروق في عددها 6653 ليوم 13 أوت 2009 بالصّفحة 16 خبرا تحت عنوان: مؤتمر إتّحاد الشّغل بجندوبة. « سقوط » الكاتب العام بالضّربة القاضية. و نظرا إلى ما يوحي به العنوان من إثارة، و نتيجة التّعميم الّذي ميّز هذا الخبر، نودّ تقديم بعض التّوضيحات إنارة للرّأي العام النّقابي و تعميمها للفائدة.  في البداية لا بدّ من إبراز الطّابع الإستثنائي الّذي تولّى فيه الأخ عيّاد الطّرخاني الكتابة العامّة الإتّحاد الجهوي للشّغل بجندوبة، و قد تمّ ذلك إثر مؤتمر الإتّحاد العام التّونسي للشّغل في ديسمبر 2006، و الّذي شهد صعود الأخ المولدي الجندوبي للمكتب التّنفيذي الوطني، و تعويضه بالأخ عيّاد الطر خاني على رأس الإتّحاد الجهوي للشغل، و تم ذلك في ظلّ مناخ نقابي جهوي اتّسم بكثرة المناورات ارتباطا بالصّراع الخفيّ على الكتابة العامّة للإتّحاد الجهوي، و هو ما أثّر سلبا على الأداء النّقابي العام، رغم أنّ مسؤولية التّراجع في الأداء و الّذي أضحى ملموسا لعموم النّقابيين، تتحمّل مسؤوليته القيادة الجهوية بكلّ عناصرها بما في ذلك الكاتب العام للإتّحاد الجهوي للشّغل.و قد كان لهذا التراجع في الأداء انعكاس مباشر على حجم الحضور الجماهيري في مختلف التظاهرات النقابية التي أقامها الاتحاد الجهوى للشغل،وهو ما استغلته الأطراف المناهضة لتوجهات الجهة للقيام بحملات تشكيك استهدفت أساسا التيار الديمقراطي المناضل بهدف اضعافه تمهيدا لإبعاده عن مواقع القرار النقابى. و مع اقتراب موعد مؤتمر الإتحاد الجهوى للشغل بجندوبة ، مرت هذه الأطراف من مرحلة التشكيك الى مرحلة إعطاء التعليمات الصارمة ، والقاضية بإزاحة التيار النقابي الديمقراطي التي شكلت رموزه أركان القائمة المسقطة بقرار لانقابى في مؤتمر 11 أوت 2009.ومن بين العوامل التي سهلت عملية التصفية الممنهجة غياب النضج السياسي لدى بعض الأطراف،وتغليبها التناقض الأديولوجى،على ضرورات الالتقاء التي يفرضها الواقع الموضوعي،وهو مايجب أن يكون محل نقاش معمق و رصين في الفترة القادمة إذا كانت هناك فعلا رغبة صادقة للتجاوز.أما العامل الثاني الذي سهل عملية التصفية المذكورة فتمثل في استخدام عناصر، عرفت في الساحة النقابية بالتقلب المستمر بحثا عن تحالفات تؤمن لها بعض المواقع،ولعبت هذه العناصر دورا خطيرا في محاصرة المناضلين جهويا، و إقصاء كل من يبدى معارضة، أو حتى مجرد تباين جزئي مع دورها التخريبي. ويفرض التقييم الموضوعي للفترة الانتقالية التي مر بها الاتحاد الجهوى للشغل(2006-2009)،الانتباه إلى أن استهداف الجهة ،ولا سيما الخط الديمقراطي المناضل ارتبط بثبات الجهة على مواقفها المميزة من أمهات القضايا النقابية و الوطنية .فكان موقف الجهة واضحا في مناهضة التطبيع و الانتصار لنهج المقاومة. و رغم التردد و التأخير تبنى الاتحاد الجهوى قضية الحوض المنجمى.كما كان موقف الجهة واضحا في الدفاع عن استقلالية الإتحاد،ورفض الزج به في التجاذبات السياسية،وهو ما عبر عنه الأخ الكاتب العام السابق للاتحاد الجهوى للشغل، بدون لبس و لا تردد في الهيئة الادارية الأخيرة للاتحاد العام التونسي للشغل.وقد كانت مجمل هذه المواقف محل تقدير كل المناضلين في الوسط النقابي والأوساط الديمقراطية عامة.ولكن لا بدّ من الإنتباه من ناحية ثانية إلى أنّ الثّبات و الجرأة في الدّفاع عن المواقف التّقدّمية جعلت الجهة مستهدفة من عديد الأطراف من داخل الإتّحاد و من خارجه. و اتّخذ الإستهداف بالإضافة إلى الأشكال التّقليدية المعروفة، شكل دعاية مكثّفة ضدّ بعض رموز التّيار النّقابي الدّيمقراطي التّقدّمي في الجهة، في محاولة يائسة لعزلها عن القواعد النّقابية. من جهة أخرى و رغم أنّ الأخ عيّاد الطر خاني الكاتب العام السّابق للإتّحاد الجهوى للشغل بجندوبة يعدّ أحد وجوه التّصحيح النّقابي في جهة جندوبة، و هو الوحيد من بين عناصر القيادة السّابقة و الحالية الذي قدّم تضحيات بلغت حدّ دخول السّجن دفاعا عن الإتّحاد العام التّونسي للشّغل خلال أزمة 1985، إلاّ أنّه لا يمثّل الرّمز النّضالي الوحيد داخل القائمة النّقابية الّتي أسقطت بقرار لانقابى في المؤتمر الأخير للإتّحاد الجهوي للشّغل بجندوبة،رغم الإجماع الحاصل بخصوص نضاليتا، فقد ضمّت هذه القائمة عناصر تعدّ من بين ركائز تيّار التّصحيح النّقابي على غرار الأخ صالح كشكار، و وجوه دافعت عن التّوجّه النّقابي التّقدّمي في مختلف المواقع، و لم تبحث في أيّ محطّة تاريخية عن تحالفات لا مبدئية، من أجل الوصول إلى الموقع رغم ما مورس ضدها من حصار ، على غرار محسن الماجري و توفيق الذّهبي من قطاع التّعليم الثّانوي و حسين المازني من قطاع الصحّة و غيرهم من المناضلين.فقد تمسّكت هذه العناصر بالدّفاع عن قناعاتها و عن ثوابت المنظّمة، بدعم من عدد هام من مناضلي الجهة، و واجهت تحالفا لأطراف ذات خلفيات مختلفة حدّ التّناقض،و من الصّعب التّصديق أنّها اجتمعت على قاعدة خدمة العمّال دون غيرها. و بقطع النّظر عن نتائج التّصويت(رغم المفارقة الغريبة بين التصديق على التقرير الأدبى بالإجماع ،وهو ما يعنى وجود رضاء تام على أداء القيادة المتخلية من ناحية، و عدم التصويت لفاءدتها من ناحية ثانية) و عن طبيعة القيادة الجهوية الجديدة،التي تضم بعض العناصر التي خبرنا صدقها في ساحة النضال النقابي و يمكن بذلك التعامل معها بأريحية ،  فإنّ الأهم هو الحفاظ على نضالية الجهة و دعم ثوابتها انطلاقا ممّا حقّقته الجهة من مكاسب على جميع الأصعدة. كما أنّ الواجب النّضالي يفرض على كلّ مناضلي الجهة الاستعداد لمواجهة التحديات التي تواجه الجهة  و الإتّحاد العام التّونسي للشّغل عامّة. فخدمة قضايا العمّال و الشّعب تبقى المجال الوحيد الّذي يجب أن يكون محلّ إجماع النّقابيين مهما تباينت خلفياتهم و توجّهاتهم، و هي التّرجمة الحقيقية و الصّادقة للوحدة النّقابية المناضلة. توفيق الذهبي إطار نقابي جندوبة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals


شركة إنتاج خاصة تغنم 8 مليارت على حساب التلفزة العمومية

لطفي حيدوري
أشارت تقديرات إحصائية أنّ شركة « كاكتيس » المملوكة لبلحسن الطرابلسي صهر الرئيس بن علي غنمت ثمانية ملايين دينار من عائدات مساحة الإشهار الممنوحة لها خلال بث مسلسل مكتوب الرمضاني على قناة تونس 7 العمومية. وهذه هي السلسلة الثانية من المسلسل الذي تم بثه العام الماضي ويدوم ثلاثين حلقة. وذكر مدير الإنتاج والإشهار والتسويق بالتلفزة التونسية « فاروق كتّو » خلال جلسة تقييمية للأعمال الدرامية مساء الاثنين 14 سبتمبر أنّ اتفاقا عقدته إدارته مع شركة كاكتيس على مقايضة المسلسل الذي أنتجته مقابل مساحة الإشهار. لكنّ سينمائيين بارزين بينهم حسن قدور وإبراهيم لطيف رفضوا حساب كلفة مسلسل مكتوب بقيمة الإشهار الذي منح لمنتجه. وشدّد حسن قدور على أنّ مسلسل مكتوب أنجز بالمال العام. وامتنع السيد فاروق كتّو عن إعطاء الرقم الحقيقي لعائدات مسلسل مكتوب ودعا الصحافيين إلى أن يقوموا بأنفسهم بإحصاء الومضات الإشهارية عند بث « مكتوب » والقيام بعملية حسابية وفق ثمن الومضة الواحدة. لكنّ حسن زرقوني صاحب مؤسسة « سيغما كونساي » للاستبيانات ذكر في حديث خاص أنّ عائدات شركة « كاكتيس » من بث مسلسل مكتوب قد تصل 8 مليارات من المليمات، في حين قدّرت كلفة إنتاجه بمليوني دينار. وكان الصحفي زياد الهاني قد نشر على مدوّنته قبل أشهر صورا تبيّن استخدام شركة « كاكتيس » لعربات التلفزة العمومية ومعداتها إبّان تسجيل مسلسل مكتوب.
(المصدر: « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 15 سبتمبر 2009)


مطالبات بمحكمة ناحية في الفرنانة بعد حذف الجلسة الدورية


المولدي الزوابي في الثلاثاء, 15. سبتمبر 2009 عبّر عدد من المتقاضين بمعتمدية الفرنانة وبلدية بني مطير عن تذمرهم من المعاناة التي يلقونها جراء التنقل لمسافـات طويلة قصد التقاضي بمحكمة ناحية عين دراهم. وقال عدد من الأهالي إنّ وزارة العدل حذفت الجلسة الدورية التي كانت تعقد بمقر بلدية الفرنانــة للفصل في القضايا المعروضة بالجهة ممّا أضرّ بإجراءات التقاضي لاسيما على مستوى حضور الجلسات الذي يصعب عليهم خاصة في فصل الشتاء والثلوج والانزلاقات التي تعرفها الجهة والتي تحول دون وصولهم لمدينة عين دراهم .  وطالب متقاضو معتمدية الفرنانة بضرورة أن تولي وزارة العدل اهتماما لبعث محكمة ناحية بالمدينة خاصة وان عدد السكان يتجاوز المائة ألف ساكن. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  


النظام يواصل استخفافه بالحركة الديمقراطية

 


قلّ وندر أن عرفت الساحة السياسية والحقوقية والنقابية ببلادنا اتفاقا حول مطلب مثلما الذي عرفته ومازالت من أجل إطلاق سراح كافة مساجين الحوض المنجمي وإيقاف التتبع ضد الملاحقينز إضافة إلى تعالي الأصوات في الخارج من أجل الشروع في طيّ هذه الصفحة الأليمة. إلا أن النظام القائم مازال مصرا على إدارة ظهره للجميع ممعنا حتى الآن ليس فقط في إبقاء السيد « عدنان الحاجي » ورفاقه في غياهب سجونه بما يعنيه ذلك من استمرار لمعاناة الأهالي وإنما اتخاذ إجراءات قهرية تصب في اتجاه وحيد يستهدف مزيد التشفي والتنكيل بالمعتقلين واسرهم. وضمن هذا السياق تنزلت كل الإجراءات المتخذة على امتداد الصائفة الماضية التي ابتدأت في موفى ماي الماضي بإعادة تشتيت المعتقلين وتوزيعهم دون مبررات قانونية على سجون مختلفة منها « رجيم معتوق » و »حربوب » بمدنين إضافة إلى صفاقس وقابس وبوزيد إلخ… ووصلت في الأيام والأسابيع الأخيرة على ممارسة العنف والتعذيب والعقوبات القاسية ضد بعض المعتقلين مثلما حصل مع السيد الطيب بن عثمان، وسامي عمايدي ومؤخرا الشاب مظفر العبيدي مع استمرار إدارة السجون المعنية في عدم مد المعتقلين بالكتب والدواء ومنع الزيارات المباشرة على الأطفال بما يخالف حتى القانون التونسي المنظم للسجون المصادق عليه في العشرية الثانية من حكم بن علي. وحتى نقل السيد « عدنان » إلى سجن « المرناقية » بتونس منتصف ماي الماضين غثر اعتصام المئات من نسوة الرديف لم يكن الهدف منه تقريب الأخير من الخدمات الطبية الضرورية لمن كان يعيش بكلية واحدة مثله بما أنه ظل محروما رغم مطالباته العديدة من معاينة الاختصاصيين. فالنقل مثلما توقعنا كان ضمن خطة أمنية استهدفت إبعاد زوجته عن بلدة « الرديف » لقطع الطريق أمام عودة الاحتجاجات النسائية والشعبية. يفعل النظام كل شيء غير مكترث لا بمعاناة المساجين ولا بعذابات الأمهات والنسوة والأطفال ولا بدعوات المجتمع المدني والسياسي في تونس وخارجها. وحده « الأمن » بما يعنيه من خضوع ذليل للأمر الواقع يقف وراء مجمل معالجة السلطة لهذا الملف مثل غيره من القضايا التي تؤرق التونسيات والتونسيين. والحقيقة أن مثل هذا النهج يقيم الدليل على عمق الأزمة التي تنخر نظام بن علي ويوفر المستلزمات الضرورية لتوسيع التشهير والنضال ضد الدكتاتورية التي بلغت حدودا مفزعة في سلم الانحطاط القيمي والأخلاقي وفق كل المعايير حتى أنها لم تكتف بإبقاء الأبرياء وراء القضبان وإنما تجاوزته على مجازاة القتلة والجلادين مثلما حصل مؤخرا مع كل من محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وسامي اليحياوي مدير الإقليم. فالأول عُرف ببطشه في قفصة المدينة منذ ايام الغزو الامبريالي للعراق الشقيق في 2003 إذ بادر صحبة أعوانه بالهجوم على النقابيين بدار الاتحاد الجهوي مما خلف أضرارا بدنية لعدد كبير من النقابيين لم يسلم منهم حتى البعض من عناصر البيروقراطية النقابية (محمد الهنشيري عضو المكتب التنفيذي) وهو الذطي اقترن اسمه بملف التعذيب الفظيع الذي مورس على نطاق واسع ضد كل من تم إيقافع بالحوض المنجميز وهو الذي مارس وأشرف على ممارسته العنف في الساحات العامة وأمام محاكم قفصة وهو الذي اتهمته السيدة زكية الضيفاوي بالتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب. أما الثاني فبالرغم من مركزه الأمني الرفيع (مدير إقليم) ورتبته العالية (جنرال) وبالرغم من قناع « التحضر » الذي حرص على إخفاء وجهه القبيح وراءه فهو المشرف الأول عن كل الفظاعات المرتكبة بجهة قفصة وقد أجبرته الأحداث على نزع القناع والظهور بوجه المجرم الحقير إذ مارس العنف ضد أصحاب الشهائد المعطلين وتحديدا ضد كل من عفاف بالناصر وزكية عمروسية أمام مرأى ومسمع الحاضرين في سبتمبر 2007. كما أنه المعتدي رفقة أعوانه على عمارعمروسية في ماي الماضي. والأخطر من ذلك أن اسمه ورد ضمن شهادات المواطنين الحاضرين أثناء جريمة قتل الشاب هشام بن جدو بـ »تبديت ». فهو ثالث الحاضرين المتهمين بإعادة تشغيل المحطة الكهربائية زيادة عن الحارس ومعتمد « الرديف » الذي مازال يواصل نفس مهامه وبنفس البلدة في تحدي صارخ لمشاعر الأهالي وخصوصا أسرة أول شهداء حركة الحوض المنجمي. انتقل الأول (أي اليوسفي) من خطة رئيس فرقة إلى رئيس مصلحة العتاد والبرمجة بالإقليم نفسه. أما الثاني فقد انتقل للقاهرة لخطة ملحق أمني. هكذا يتصرف نظام بن علي مع القتلة والجلادين وبعدها يجد البعض الجرأة تحت هول فظاعات التعذيب لنعت ما يقع بالتجاوزات الفردية إلخ.. من منطق يهدف للتمويه والمغالطة فالتعذيب الذي مورس ضد معتقلي الحوض المنجمي وقبلهم النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين هو ذاته الممارس ضد موقوفي الحق لعام. فهو ركيزة ثابتة من ركائز النظام الفاشستي القائم منذ 1956. إن مجمل الإجراءات التي أتينا على ذكرها تمثل في حقيقة الأمر زاوية وحيدة من مشهد عام ابرز سماته من جهة تغول السلطة على المجتمع بما يعنيه من استفحال الاستغلال الطبقي وانتشار واسع للفساد واستغلال النفوذ وسرقة المال العام ومن جهة أخرى استنكاف شعبي من مقاربة الشأن العام وانحسار جماهيري مريع للمعارضة التونسية وسقوط أجزاء مهمة منها بصفة واعية أو دونها في دوائر التعاطي الانتهازي مع المستجدات وعلى الأخص في المواعيد الانتخابية العامة  
.(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 سبتمبر  2009)  


هل قَبِل الرئيس التونسي هديتنا ؟


مباشرة: منذ أيام قلائل و بفضل نفحات رمضان و بركات الصيام عزمنا على طرح مبادرة تتسم بالشجاعة و التميز إذ تجاوزنا كل الخطوط الحمر و الاعراف الدبلوماسية و الثوابت الوهمية و أقبلنا بقلب مطمئن بعدالة القضية و العيش المشترك و أنه مما طال الزمن تونس تحتاج إلينا و نحن نحتاج إلى تونس و علمنا أيضا من أصدقاء لنا في السلطة أن هنالك طابور خامس داخل جهاز الدولة يُضخم موضوع الاسلاميين في أذن الرئيس و ينفخ في نار الفتنة المفتعلة لتخويف الرئيس من الاسلام و الاسلاميين و تحريضه و دفعه لقطع اي سبيل للتفاهم او التفاوض مع الظلاميين على حد تعبيرهم . و لكن مبادرة الوفاق و هدية العيد السياسية أثبتت مما لا يدع مجالا للشك ان الاسلاميين أكثر الناس حبا للوطن و ميلا للصلح و قدموا تنازلات لا يتوقعها الرئيس و حاشيته و أبدوا استعدادا غير متناهي لخدمة البلاد و مواطنيها و زهدوا في الرئاسة و السلطان و قدموا ضمانات لرجال الرئاسة شريطة ان يكفلوا الحرية للجميع و يلغوا قانون الارهاب و يقدموا مصلحة الوطن فوق الجميع . صبيحة هذا اليوم وصلنا خبر اطلاق سراح الدكتور أحمد العش فرحنا له شديدا و حمدنا الله على سلامته و تكون فرحتنا أكبر إذا كان هذا الافراج هو استجابة لهدية العيد التي أهديناها لرئيس تونس و هي بداية عهد جديد و طي صفحة الماضي و العمل جميعا لبناء تونس و تعميرها و الاستفادة من كل طاقات التونسيين رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية . قد تكون هنالك تأويلات اخرى لسبب الافراج و لكني لا أحبذ التطرق إليها و أفضل التعامل بحديث رسول الله : تفاءلوا خيرا تجدوه . هل هي بداية جديدة لتونس الغد ؟ نرحب بالخطوة و الجميع فداءا لتونس الحبيبة .     حمادي الغربي Al_gharbi@live.com    


الى ذلك الصحفي الذي اعرفه


في البداية أنا سأسميك رغم انك قلت في رسالتك الموجهة إلي بين القوسين لن اسمها حتى لا أحرجها اسمي من ستعرف نفسها حتى لا أحرجها وذلك لاني تعودت رد التحايا بأحسن منها يا منير السويسي لقد ذكرت في رسالتك الثانية إلى الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للإنباء باني أكن حقدا على المذكور أعلاه وأنت تعلم أن العكس صحيح ثم تعمدت في إطار شكرك له على استقباله لك أخيرا بمكتبه واعترافك بجميله بعد رسالة التهديد والوعيد التي نشرتها بموقع تونس نيوز والتي قمت بإرسالها حتى تحظى بشرف مقابلته بمهاجمتي ذاكرا أني قمت باستغلالها على موقع الفايس بوك وهو لعلمك موقع للتسلية وليس وسيلة إعلام أيها الإعلامي المترسم أخيرا بالوكالة في حين ان رسالتك التي قلت انها للاستهلاك الخارجي والمحلي معا تناقلها الجميع على الفايس بوك الذي لا يشكل خطرا على سيدك الكريم أقول هذا عن تجربة خاصة لان عدد المساندين لي على الموقع قارب الستمائة شخص من تونس وخارجها بعد ان قام احد أبناء الحلال بانجاز قروب لمساندتي والمطالبة بعودتي الى عملي الذي لم اطرد منه نظرا لغياباتي القياسية كما ذكرت انت وروج السيد محمد الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء بل لأسباب يعرفها الجميع وسأكشفها في الوقت المناسب باذن الله تعالى ان كل من قرا رسالتيك اللتين لم يفصل بينهما اكثر من ثلاثة ايام وبكل اسف لاحظ التناقض الصارخ فمن لهجة التهديد الشديدة الى لغة خشبية ومجاملة لسيدك الذي قلت عنه ما يضيق المجال لذكره قبل شكره انت يا منير السويسي تعرف كما يعرف كل العاملين بالمؤسسة اني تعرضت الى مظلمة كبرى وهدا كان كلامك لي في اخر مكالمة هاتفية استنجدت فيها بخدماتي لمهاجمة السيد محمد الميساوي وقلت لي بالحرف الواحد جهزي نفسك لاعلان حرب مشتركة في وكالة الانباء الاالمانية التي تعمل مراسلا بها نظرا للقرابة التي تربطك باحد مسؤوليها كما قلت لي واقسم يمينا كلاما عن الرئيس المدير العام استحي من دكره قائلا لي انه جعل من وكالة الانباء وكالة أوساخ واستبداد ومحسوبية وانه لا يصلح لإدارتها واذكرك بأنها لم تكن المرة الاولى التي طلبت فيها مساعدتي باعتبار اللجوء الى ودلك بعد اعتدائك بالعنف على موظف بوكالة الاتصال الخارجي أثناء تأدية وظيفته قبل ترسيمك بأشهر قليلة ولن ادكرك بحالتك يومها حتى لا احرجك في النهاية ايها الزميل الذي دعاني إلى مراجعة نفسي و البحث عن الطريقة الأمثل للعودة الى وكالة تونس إفريقيا للإنباء اعلمك بأننا في بلد القانون الذي له هيبته وفي بلد لا مجال فيه للظلم والقهر والطريقة الأمثل لي هي الصبر والدعاء لان الحق لا يضيع بادن الله. ختاما ادعوك الى البحث عن طريقة اخرى تصنع من خلالها شهرتك في الميدان الاعلامي غير تهديدي لانك روجت إشاعات تمسني وتمس سمعتي وكرامتي وقد تعرضك انت ايضا الى المساءلة القانونية و التبعات العدلية كبثك إشاعة إضرابي عن الطعام كاحتجاج على ما تعرضت اليه من ظلم رئسيك مديرك العام وهدا كلام فايس بوكي غير صحيح ولا اسمح لك بترويجه  مع التحية ودامت ايام سعادتك بوكالة الأنباء التي يرأسها السيد محمد الميساوي والسلام الشاعرة والاعلامية التي لا يحرجها ذكر اسمها حنان قم


سياسة رعـاة الـبـقـر


صـابر التونسي في الثلاثاء, 15. سبتمبر 2009 « الأبقار » في بلادنا محمية بالقانون والسلطة! … مبجلة! معززة مكرمة ترتع حيث تشاء دون رادع بل ترتع في أملاك المملكة والخواص دون أن يعترض سبيلها أحد أو ينغص عليها منغص! … الويل لمن تسول له نفسه مخالفة أمر « الباي » والتعرض « لأبقاره »! التي لها صلوحية دوس من يعترضها أو تعليقه على قرونها! … « للبقر » من الحقوق ماليس لعامة المواطنين، كأننا في مقاطعة هندوسية! … إذا تعلق الأمر « بأبقار » الحاشية! … يقتل نفسه ويضيع ديته من يعترضها! وأما المواطنون وأبقارهم فهم للمملكة و »أبقارها »! تتصرف فيهم وفق المصلحة السياسية المقدرة من قبل ولي الأمر!  رجال المملكة يجب أن يكونوا أشداء أقوياء ويجب أن يتشبعوا بثقافة رعاة البقر في سرعة الفتك وقوة البطش!  لذلك وجب على المواطنين أن يسخروا أبقارهم كي يتدرب عليها جنود المملكة! … وإن رفضوا أو امتنعوا ـ ولا مبرر لذلك ـ أبيدو كما أبيد الهنود الحمر من قبل!  رعية من رعايا المملكة لم يفهم الأمر على ما هو عليه واعتقد أنه مستهدف لشخصه حين سلبت منه بقرته من قبل حراس الحدود الذين كلفوا بحماية المملكة ورعاياها من الشرور والغزاة والتهريب المدمر للحرث والإقتصاد!  … اعتقد المسكين أنه مستهدف لشخصه وأن بقرته ضاعت منه، ونهبت إلى غير رجعة!  ولكن الأمر خلاف ذلك تماما ـ فيما نفهم ونعتقد ـ، الأمر للتدريب على ما هو أشد ولعل الجماعة منقطعة بهم سبل الإمداد فأرادوا حجز البقرة كي يفطروا على حليبها الطازج أياما إلى أن يفصل القضاء « المستقل » في المسألة ويأمر بإعادتها لصاحبها، « معززة مكرمة »! … أو ربما يُكرم الله حرس الحدود بإصابة البقرة « بالبشمة » فلا يجدون بدا من الإستفادة من لحمها بدل أن تذهب جيفة للذئاب والكلاب الضالة! … ولكل « بقرة » أجل أكان في مستودع الحرس أم في بيت صاحبها!  ليس للأمر علاقة بالتهريب كما زعم فالتهريب قد أصبح مقننا يمر عبر موانئ المملكة ومطاراتها! … ولا نصدق دعوى مواطن يبكي من أجل بقرة انتزعت منه هي كل ما يملكه! … فالذي استطاع تقنين التهريب للكبار لا يعجزه تقنينه للصغار! « وكل قدير وقدرو »!  ثم أي تهريب هذا الذي يطلق على تنقل القطعان ورعيها شرق حدودنا الغربية وغربها! … أليست الأرض أرض واحدة؟! والشعب شعب واحد؟! … ولا ضير أن ينشأ عجل شرق الحد ويذبح غربه أو العكس؟!  إنما الضير كل الضير أن يعم القهر ويبكي الرجال*! * إشارة إلى مواطن مسكين من مناطق الشمال الغربي الحدودية سلبت منه بقرته ظلما بدعوى أنه كان يعتزم تهريبها، وقد بكى المسكين لذلك بكاء مرا! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 سبتمبر 2009)


حلقة يجب أن تكون دائمة و متواصلة’ لا الثالثة إلا أن يأتي ما يخالف ذلك…

 


وسام التستوري حرب الأعصاب التي شنتها بلدية دار شعبان الفهري ضد السكان المحليين و ضد الدائرة البلدية برمتها’ مازالت مستمرة في تقدمها في كل مكان و في أي زمان مخلفة آثارا جسيمة و مصائبة عميقة ودمارا شاملا. و الواضح أن هذه البلدية قد أصابها عمى البصر أو عمى البصيرة أو كليهما معا’ مما جعلها تستقيل من دورها وتترك الملعب شاغرا .ولكن الحمد لله ها أننا نبصر جيدا كالصقر ونحن بالمرصاد لكي نقوم بلعب الدور بكل حنكة و أمانة. فأخطاء البلدية ما عادت تحتمل و السؤال المطروح هنا هل هي أخطاء عفوية أم أنها عن سابق قصد؟ فقد تعددت و تنوعت من حي لآخر ومن منطقة سكانية لمنطقة أخرى و انتشرت و صارت تظاهرات اجتماعية كالأوساخ و الطرقات الغير معبدة و الإينارات الغير مكتملة و البناءات الفوضوية وهلم جر. وسنتطرق اليوم بمعينة الله إلى ما هو عام و خاص في الوقت عينه’ يعي بالصغير قبل الكبير و بالمسن قبل الشاب و بالمرأة قبل الرجل’ ألا وهو الأرصفة نعم الأرصفة و ما الرصيف؟ لغة, الرصيف من( رصف) الحجارة ضم بعضها لبعض. أسنانه انتظمت و استوت.و الرصيف عند المولدين الطريق المبلطة بصفائح الحجارة و الواقعة عن جانبي الشارع والطريق الأعظم. عينا, الرصيف هو المكان الذي خصص لعبور المترجلين إذ أن الشارع خصص لعبور السيارات و هذا المعروف به عامة والمتداول عند جميع الشعوب . ونستنج من ذلك أن كل من المفهومين يلتقيان في نقطة ألا وهي الأرصفة هي مكان خاص بالمترجلين. فعندما نقول رصيف نقول مترجل فهناك علاقة تكاملية ضرورية في ما بينهما ولكن ما خفي كان أعظم, فالأرصفة في مدينة دارشعبان الفهري إنما هي مخصصة للبضاعات للسيارات للفضلات للمقاهي و أكثر من ذاك ماعدا للمشاة.و الأمثلة جمة في هذا الموضوع فنذكر منها شريكة لبيع المواد الغذائية والمستحقات اليومية بالجملة وعندما نقول بيع بالجملة نعني أن هناك حركية مكثفة و غير عادية من قبل الزبائن  لما بينهما من روابط تجارية اجتماعية.و عندما نقول بيع بالجملة نعني أن الزبائن لابد لهم  من سيارة لحمل البضاعة إن لم تكن شاحنة.وعنما نقول بيع بالجملة فإن هناك أكثر من زبون.وعلى هذا الأساس عنما تصطف السيارات و الشاحنات  أمام المستودع فإن حركة السير تتعطل بأكملها إذ أن الشارع غير عريض بما فيه الكفاية فلا سيارة تستطيع المرور و لادراجة و لاحتى  المترجل المعني بالأمر فكيف له أن يمر و الرصيف ممتلء بالبضاعات؟ إلا في حالة أن يقلد « سوبر مان » ويطير ويشق طريقه من فوق الازدحام بين الغيوم و العصافير.و الغريب أن هذه الحالة سارية العمل منذ سنوات و الشكاوي أوشكت على الدخول لموسوعة « غينس »لكثرتها و لطول انتظار الرد عليها و البلدية لا من مجيب… أوليست مهزلة طريفة؟؟؟؟؟؟؟ ( مع العلم أنه تم تمكين هذه الشركة من رخصة بناء في أرض فلاحية وتم إلتزامه بالنقلة و ذلك منذ أكثر من 10 سنوات) .   و تواصل تجولك وتمد بصرك على امتداد الشارع الرئيسي شارع 7 نوفمبر بأكمله لتجد أن بين المقهى و المقهى مقهى ثالث و بجانب كل منهم محلا تجاريا, فتلاحظ تلقائيا أن جانبي الشارع ( أي الأرصفة) ممتلئة بالسلع والبضائع مختلفة باختلاف النشاط .فهذه المقاهي تنصب كراسيها و طاولاتها وتستحوذ على الرصيف كما و كأنه ملك لها,وأما تلك المحلات لبيع المواد الغذائية فتعرض صناديق المشروبات الغازية و قارورات الغاز و سلع أخرى,وأما المرائب لنقش الحجارة هي الأخرى تعرض حجارتها المنقوشة على الرصيف,و هذا يعرض خضره و غلاله الطازجين وهذا يعرض مواده الحديدية و الميكانيكية والآخر يعرض مناشفه لتجف عل أشعة الشمس,وهذه تعرض ملابسها المستعملة و تلك تعرض منصتها من لبان و سواك و بخور وغيرها من الأشياء.و كأن بالأرصفة أضحت معرضا يوميا للمواطنين أو ماشابه… و ليس هذا فقط فهناك المزيد فحتى من السيارات اتخذت من الرصيف مأوا لها فصارت ظاهرة شعبية لا جدال فيها كلما وجد رصيف إلا و تجد سيارة عليه إن لم تكن سيارتين أو ثلاث. و المواطن المترجل يمشي في وسط الطريق هكذا فقد صار أمرا مخزنا في اللاوعي خاصته أمرا بديهيا ملزما به مسيرا لا مخيرا… فكم نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة اجتماعية نفسية…و إعادة تكوين حضاري بحت… و أما بالنسبة للبلدية كطرف معني بالأمر فهي لا تبدي أي اهتمام بالأمر حتى أنها وضعت لافتات كتبت عليها »شق الطريق بحذر يحميك من الخطر »وهي المسؤول الأول و المباشر عن هذا الخطر فهي غير مبالية بما ينجرعن ذلك من كوارث على رأسها حوادث الطروقات وفي هذه الحالة يكون المترجل هو الجاني على نفسه إذ أنه يمشي على قارعة الطريق والسؤال هنا إن وجد المترجل رصيفا يمشي عليه فهل يضطر إلى النزول للشارع وعبور الطريق؟؟؟؟بحثا عن رصيف آخر شاغر يعطيه حسا بالطمأنينة بعيدا عن أهوال الطريق. حتما الرد واضح فلا و لا و لا ألف مرة فلا أحد مداركه العقلية متوازنة متاحة له أرصفة يمشي عليها يتركها و يدفع نفسه للتهلكة و الخطر. و لكن لسنا نعيش بقانون الغاب لذا يمكن لأي مواطن مترجل ان يرفع دعوى قضائية في أحقية مشيه على الأرصفة,و القانون فوق الجميع. فأحيانا  تكون الصورة أبلغ من الكلمات لأجل هذا سنترك هذه المجموعة من الصور تتحدث… و أخيرا و ليس آخرا ستضل جدالية هذا المواطن و هذه البلدية قائمة ما دام لا وجود للضمير المهني الذي ينبض بالإنسانية لموظفي البلدية ولمسؤوليها و على رأسها رئيسها… ملاحظة: كالعادة إن كنت من الأثرياء و أصحاب المشاريع الناجحة يمكن للبلدية أن تأجر لك الرصيف مقابل مبلغ يناسبك!! و أما إن كنت من الأصدقاء و المقربين فيمكن أن تحظى بهدية و هي الرصيف تهبك إياها البلدية!!          لمشاهدة الصور المرفقة أرجو إتباع هذا الرابط.      http://www.facebook.com/testouri.wissem?ref=mf#/album.php?aid=2032706&id=1537093931  

بالسّواك الحار 138


ولد الدّار ·        جراد اثر لقائه رئيس الدولة: الشغّــالون مـــع بن علـــي

– الشروق –

** لو كان أسد أو فهد أو غزال أو حتى حمامة أو عصفور لكان حشم على روحو ، أمّا إنّه جراد مرادي يأكل الأخضر واليابس فلا يرجى قطمير خيرا. ·        قررت المحكمة الابتدائية بتونس امس تأجيل النظر في القضية الاستعجالية التي رفعها المكتب التنفيذي الحالي لنقابة الصحافيين التونسيين برئاسة السيد جمال الكرماوي ضد الرئيس السابق للنقابة السيد الناجي البغوري واربعة اعضاء آخرين الى جلسة 7 سبتمبر الجاري.

– الصباح –

** ما أجبن سلطة تتستر ببيادق، وتخنس خلف سماسرة القلم لتجابه نقابة عزلاء ليس لها من قوة إلا شرعيّتها واستقلاليتها. ·        وللتذكير فان اعضاء المكتب التنفيذي الحالي لنقابة الصحافيين التونسيين رفعوا قضية استعجالية ضد الرئيس السابق للنقابة واربعة اعضاء لمطالبتهم باخلاء المقر وتسليم جميع الوثائق الادارية والمالية المتعلقة بها وكذلك المفاتيح.

– الصباح –

** إذا تجاوزنا مسرحية النقابة الجديدة واستبدلناها بالسلطة وهي الخصم الحقيقي للنقابة الشرعية المنتخبة فإنّنا نعتبر أنّنا أمام تقدم كبير وإنجاز رائع لصالح مؤسسات المجتمع المدني ، كيف لا والسلطة التجأت إلى عصا القانون المزوّر بدلا من عصا الشرطة وفرق الاقتحام والتدخّل السريع. ·        ليبرمان «يهذي»: لا وجود لقضية فلسطينية!!. – الشروق-  
** وكان جت على ليبرمان في الهمّ عزا … ليهذوا كثاااار: لا وجود لمعارضة جادّة ،لا وجود لسجناء سياسيين.. لا وجود لانتهاكات حقوق الإنسان،، لا وجود لتدنيس كتاب الله.. لا وجود لمنفيين ..لا وجود لبطالة ولا وجود لمرضى ولا وجود لموتى ..أيا يا سيدي في عهد التغيير حياة بلا « موت » وسعادة بلا شقاء. · »مسلسل مكتوب »…نجح في شدّ انتباه التونسيين لأن احداثه كانت قريبة من الواقع وملتصقة بشواغلناومشاكلنا… خرج عن المألوف والسائد، غاص في قضايا كانت تعدّ من المحظوراتوالمحرّمات وممنوع الحديث عنها أو الغوض فيها كقضايا الميز العنصري ،العنف اللفظي،الجريمة ،المخدرات وغيرها من المواضيع النابعة من واقعنا، كشف عن معاناة الطبقةالوسطى… اقتحم الاحياء الراقية وكشفّ عن خباياها ومشاكلها وصراعاتها… جرأة فيالطرح تعكس المناخ السياسي الذي نعيشه، مناخ أساسه حرية الرأي والتعبير.

– جريدة الإعلان –

** هاااااعباد ربي بالله وقتاش صار الحديث على البيرة والويسكي والفودكا انفتاح سياسي؟؟!! ووقتاش صار الحديث على الغبرة والزطلة والحشيش والفاليوم جرأة سياسية !!! وقتاش صار الحديث على السبّ والشتم والعار والقباحة حرية تعبير… الكذب ولى عيني عينك هكاكا لا حشمة لا جعرة . ·وهل ثمة اجمل مما قدمه الرئيس بن علي لوطنه وشعبه: تضحيات جسام وانجازات فاقت حد المأمول واصلاحات شملت كل الميادين والمجالات.لذلك ولغير ذلك كانت التلقائية في رسم آيات العرفان والتقدير والامتنان عربونا لفيض من المحبة بين القائد وشعبه فيض يتواصل بلا هوادة ليؤكد ان ابناء تونس من مختلف الاعمار والشرائح والفئات لا يرضون بغير الرئيس بن علي قائدا لهم، به متشبثون،  وبتوجهاته وخياراته مهتدون. والمتأمل في السيول المتدفقة من برقيات التأييد والمساندة لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للرئاسية القادمة يدرك انها ليست سوى امتداد لتلك الفرحة الشعبية العارمة التي انطلقت من مدينة باردو لتعم كافة مدن البلاد وقراها وأريافها ولتجسم تلك المحبة الأزلية التي تعتمل في نفس كل واحد منا فيحرص على بثها وايصالها الى من اذكى فينا حب الوطن والولاء له دون سواه وزرع فينا بذرة العمل والكد والجد والاستنباط، هو الرئيس زين العابدين بن علي الذي راهن على ما في ابناء شعبه وبالخصوص الشباب من قدرات وكفاءات فحرص على تعليمهم وتكوينهم ليجعل منهم قوة دفع واضافة تكسر القيود وتخلق المعجزات.-الحرية –  
** « بتوجهاته وخياراته مهتدون ».. »وزرع فينا بذرة … »… »ليجعل منهم قوة دفع وإضافة تكسر القيود وتخلق المعجزات » انتبهوا الحديث لا يدور حول سيدنا إبراهيم ولا سيدنا عيسى ولا سيدنا موسى ولا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ،الحديث يدور حول واحد قتل وسجن ونفى وشرّد وانتهك… أتحدى أن يأتي البصيري في بردته بمثل هذا الكلام ، .إنّها بردة الطابور الخامس والسادس والمليون… ·        نشر أسماء زوار البيت الأبيض للمرة الأولى .

– صيداويات –

** أهلا ،،،الآن.. والآن فقط يمكننا التعرف وبالتدقيق الممل على عملاء الجهات الأجنبية وعلى أعداء الوطن وعلى من رهن نفسه إلى جهات أجنبية …الآن سنفكك شفرة الإسطوانة المشروخة ، هناك من سيقول فضحتنا يا باراك الله يفضحك ،،وهناك من سيقول الله يرحم عمي حسين في قبرو .
( شبكة الحوارنت (موقع محجوب في تونس – ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2009)


الحر من غمزة…واللبيب من الاشارة يفهم

محسن الخضراوي..السويد   كتبت اختي منجية العبيدي عما جرى للسيدة ميم مع بوكاسة واوحلت بذلك رشفة القهوة في حلقي. ثم تساءلت لسبب سردها لهاته القصة الان بالذات..وكانها قرات افكارا تجول في خاطري هذه الايام ولم اجد مبررا كافيا  لذكرها في زمن تتسابق فيه الحلقات الضعيفة لارضاء الطاغية.  فيا اختي هل يلام بوكاسة على ما فعل ؟ وهل هو اصلا فيه جانب انساني او في من كلفه حتى نعاملهم باللوم؟ هؤلاء كالضباع لا ياكلون الا الجيفة ويكفي ان يكون ماكله حرام وملبسه حرام وكرامته مهدورة من طرف رؤساءه حتى نعرف انه تجرد من انسانيته …لكن اللوم يقع على المعتصم !!! اين هو؟ اين رجال السيدة ميم؟ وهل لها رجال اصلا؟ هم في سبات عميق ..هم يؤمنون بالقلم ويراهنون على السياسة وهم دخيلين عليها ويا ليتهم كانوا يتقنونها على الاقل. حتى صرنا نوصف بالحركة العلمانية ونستحي ان نقارن انفسنا بالحركات الاسلامية المعاصرة . وكتب الدكتور المنصف المرزوقي ان تونس على كفة عفريت وهومحق في الوصف وفي التكهن. فالمقاومة المدنية السلمية التي تمسكنا بها كلنا هي بالفعل خيار تجاوزته الاحداث ولا يمكن باي حال تكرار نفس وصفة الدواء لمريض لاتزداد حالته الا سوءا. والمقاومة المسلحة اتية لا محالة وان لم تكن عن طريق جيلنا الفاشل فان لها اناسا يعتقدون ان الة اخذ الحقوق تحتاج الى الدم كما تحتاج العربة الى البنزين. وهؤلاء الاجيال يتطلعون الى الغرب ومغرياته ولا يتسامح احدهم حتى مع امه التي ولدته. واذا كنا نحن قد ثرنا من اجل الخبز فهؤلاء سيثورون من اجل تعبئة الهاتف النقال فما بالك بالحاجيات الاخرى التي يرونها اشد ضرورة.. ثم كتب الدكتور فيصل القاسم نيابة عنا نحن المعاقون وجزاه الله عنا كل خيراذ الفت انتباهنا الى اهمية المناشير التي كنا نتكبد كل المصاعب لارسالها هنا وهناك واليوم كلنا يملك الاف بل ملايين المناشير في بيته ويعجز او يتكاسل على لمس الكمبيوتر. فنحن لم تخفنا عصا الجلاد ولا محاصرة البوليس لكن عندما ابتلينا بالرفاهة سقطنا في الامتحان وظهر كل منا على حقيقته. لان الذي يريد حقيقة تحرير بلاده يجب ان يعمل لذلك كل يوم صباح مساء ولوقمنا بارسال المناشير كل يوم منذ ان هاجرنا لتمكنا من اسقاط نظاما بحجم امريكا. والشيء الذي يجعلنا لا نرسل المناشير الالكترونية هو الاستهانة بها من ناحية وظنا منا كذلك ان هاته السلطة عتيدة ولا ينفع فيها مثل هذا السلاح… في الوقت الذي يجب ان نعلم علم اليقين انها مهزوزة في داخلها ومتهاوية بالرغم من انها تعمل كل جهودها للتمويه واظهارالقوة..وهي تنتظر فقط من يتشجع ويدفعها فتفقد توازنها وتنهار وكانها لم تكن…والدليل على ما اقول هواحتياطها المتزائد وخوفها من كل شىء…


تحديث الدعوة من خلال مفهوم ‘التوحيد السياسي’ في
كتاب ‘السياسة والحكم’ لحسن الترابي -الجزء الثاني

 


16-9-2009 رياض الشعيبي / باحث جامعي تونس
لقد أثّر العجز الداخلي للفكر الدعوي الإصلاحي والمعوق الخارجي لتمام إنفاذ هذا الفكر على تطوره، فوجد نفسه من جديد أمام مفترق طرق: فريق من القائمين على العمل الدعوي تحوّل إلى ممارسة العنف وما استتبعه ذلك من تكفير للمجتمع وتخندق خلف منظومة فكرية سلفية. هؤلاء هم ورثة فكر سيد قطب والمودودي. ريق ثان من ورثة العمل الدعوي الإصلاحي، انتقلوا من الدعوة إلى إصلاح السلوك والعقيدة إلى العمل السياسي البحت، معنونين هذه الخطوة بالدعوة السياسية إيمانا منهم بأن الحل السياسي/الحقوقي هو المدخل الوحيد الممكن لإصلاح الأفراد والمجتمعات. (يعد كتاب « السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع » لحسن الترابي من أهمّ الكتابات ذات الطابع التأسيسي التجديدي في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر. ورغم تسليط الضوء عليه عند صدوره من طرف بعض الباحثين، إلا أن ما ضمه الكتاب من مفاهيم وأفكار إستراتيجية في أبعادها، ظلّ بعيدا عن متناول المثقف العربي). * الدعوة السياسية: إن المتابع للكتابات الإسلامية ذات الطابع الحركي منذ منتصف القرن العشرين يلاحظ التطوّر الحاصل في هذا المجال. فبعد الطابع التربوي الإصلاحي الذي نشأ مع حسن البنا، ثم خاصة في كتاب حسن الهضيبي « دعاة لا قضاة »، وبعد انتشار الفكر الدعوي بشكل واسع عند مختلف التيارات والحركات الإسلامية، حصل انزياح نسبي عن معنى الدعوة الإصلاحية للسلوك والعقيدة إلى مجال الدعوة السياسية. ويبدو أن هذا الفعل كان تحت تأثير عاملين: عامل داخلي، تمثل في عجز المنظومة الفقهية المعاصرة عن استيعاب ما استجد من وقائع في حال المسلمين. فما يسمى في الفكر الإسلامي بـ »المعطّلين »، وضع مستحدث لم يكن موجودا بشكل واسع عصر نشأة المدارس الفقهية لذلك لم يأخذ الاعتناء بهذه الشريحة قدره من لدن الفقهاء المؤسسين للمنظومة الفقهية والتشريعية الإسلامية. والمقصود بالمعطّلين، الذين أنكروا سلوكا أو اعتقادا أو جزءا من الميراث الاعتقادي والتعبدي الذي ورثه الفكر الإسلامي. هذه الشريحة التي كان ينظر إليها في الفقه القديم على أنها فئة قليلة من المسلمين، أصبحت في العصر الحديث والمعاصر الشريحة الأوسع بين الناس. فتوجه خطاب دعوي إلى هؤلاء، سيمر بين جملة من المحاذير الخطيرة. فإما كونهم موضوعا للجهد الدعوي، يجعل منهم مارقين عن الإسلام وأحكامه وواقعين بالتالي في نطاق « جاهلية القرن العشرين »، كما يحلو لسيد قطب أن يصفهم في كتابه « معالم في الطّريق ». وإما أن جهلهم لا يوقعهم في الكفر، كما يرى آخرون، وإنما هي المعصية التي لا يكفر صاحبها بل يحتاج إلى ترشيد وتوجيه. وسواء أكان الأمر مع هؤلاء أم مع أولئك، فإن النتيجة واحدة، وهي فشل هذه القراءة القائمة على إصلاح المجتمع من خلال إصلاح الفرد عقيدة وسلوكا. عامل خارجي، تمثل في الرفض الفكري من طرف النخب العربية والمسلمة والإقصاء السياسي الرسمي. فقد كان لتشبث النخب بالمشروع التحديثي القائم على إزاحة الدين من الحياة العامة، دور بارز في القطيعة التي حصلت بين الفكر الدعوي الإصلاحي الموسوم بالرجعية والفكر التحديثي الموصوف بالتقدمية. هذا فضلا عن أن مؤسسي مشروع الدولة الوطنية حديثة الاستقلال كانوا يشاركون النخب في اعتبار الدين معوقا للتقدم والنهضة. يقول الترابي في ذلك « والمعول الواجب الأول، إنما هو على الجماهير بأن تأخذ الدين بقوة وتحمل في سبيله ضغوط المدافعة السياسية للباطل القائم في حال الحرية والسلام، أو دفوع المجاهدة الثورية في حال الكره والصدام للجبروت أو العدوان13 ». لقد أثّر العجز الداخلي للفكر الدعوي الإصلاحي والمعوق الخارجي لتمام إنفاذ هذا الفكر على تطوره، فوجد نفسه من جديد أمام مفترق طرق: فريق من القائمين على العمل الدعوي تحوّل إلى ممارسة العنف وما استتبعه ذلك من تكفير للمجتمع وتخندق خلف منظومة فكرية سلفية. هؤلاء هم ورثة فكر سيد قطب والمودودي. فريق ثان من ورثة العمل الدعوي الإصلاحي، انتقلوا من الدعوة إلى إصلاح السلوك والعقيدة إلى العمل السياسي البحت، معنونين هذه الخطوة بالدعوة السياسية إيمانا منهم بأن الحل السياسي/الحقوقي هو المدخل الوحيد الممكن لإصلاح الأفراد والمجتمعات. انطلاقا من هذا المفترق، يمكننا أن نتحدث عن مقاربة حسن الترابي التي تضمنها كتابه « السياسة والحكم ». * مكانة المسلم الحقوقية: ينطلق الترابي في تحديده لمكانة المسلم من فكرة تقليدية تؤكد على الدور الاستخلافي للمسلم. فالإنسان خليفة الله في الكون، وإن هذا الاستخلاف ما كان له أن يحصل لولا الأمانة التي حملها هذا المخلوق المكرم دون غيره وهي أمانة العقل والإرادة. فبحسب الترابي « الإنسان حيوان مكرّم مطلق الخيال والتفكير في الكون والتدبر في الحياة حوله، لكنه بطبعه محدود الإدراك لما يحس من العلم المشهود أو يعقل بمدى علمه… والدّين قدر لازم في سيرة الإنسان في الأرض15 ». فهو بمقتضى قبوله لهذه الأمانة أصبح مستخلفا في الأرض وعلى مد الزمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها. غير أنّ معنى الاستخلاف يتحدد من خلال علاقة ثلاثية الأبعاد للإنسان المسلم. يتمثل البعد الأوّل في علاقة استردادية للمسلم مع نفسه. فالإنسان المسلم خليفة في نفسه أي عليه جملة من الواجبات التي يقضيها لذاته ولهذه الذات حقوق عليه أن يقضيها لها كالحق في الحياة والرعاية في الدنيا حفاظا عليها من الهلاك أو الفساد، وفي الآخرة حتى يضمن لها الجنّة والجزاء. وفي الحقيقة هذا الحديث عن الشخص وذاته يدخل في باب الافتراض ذلك أن التمييز الواقعي بين هذا وذاك مستحيل. غير أن الترابي هنا يبدو وكأنّه لم يتخلص بعد من تأثير الفلسفات الإغريقية التي تجعل لكل كائن جوهرا متميزا عنه. وليس بالضرورة أن يكون الترابي قد تأثر مباشرة بهذا الفكر إذ يكفيه الاطلاع على الفكر العربي الإسلامي القديم حتى يجد هذا التصور وقد رمى جذوره بين طياته « فالإنسان محدود مخيّر الإرادة ومبتلى بالدنيا، والدين يهديه إلى تمام العلم واليقين بالوحي والى صواب الخيار بهدي التكاليف والى تجاوز الدنيا إلى الحسنة العليا في الأزل ». أما البعد الثاني للاستخلاف، فهو المتعلق بالعلاقات البينية intersubjectif، أي بين الإنسان والإنسان. هذا الضرب من العلاقة تنضمه جملة من المبادئ العامة وبعض الأحكام الجزئية القطعية كالمتعلقة بالحدود والربا. لذلك يعد اجتهاد الإنسان فيها واسعا مادام في نطاق المبادئ العامة التي تصر عليها النصوص المقدسة (قرآنا وحديثا)، بل إن الترابي يذهب هنا في إطار ما يسميه « بالفهم التوحيدي » إلى إقامة دراسة مقارنة بين نصوص القران ونصوص الحديث. فمثلما قام علماء الجرح والتعديل في تاريخ علم الحديث النبوي باستخلاص مراتب الحديث الموصول بالرسول من غيره أي الموضوع وتحديد درجة صدقية ثبوته من خلال التركيز على تنقية السندات ووضع معجم للمصطلح النبوي. على خطى هؤلاء حاول الترابي من خلال دراسة مفاهيمية للقران من جهة وللحديث من جهة أخرى رد بعض الأحكام التي يعتمدها أهل السنة والحديث في مقابل اعتماد أحكام مخالفة مستنبطة من النص القرآني. وكل ذلك في سياق تحديد معنى الاستخلاف في بعده المشير للعلاقات البينية سواء بين المسلم والمسلم أو بين المسلم وغير المسلم. مثال ذلك حديث الجهاد الذي يعتمده الداعون للقتال والذي نصه « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله… ». فالترابي يعترض على هذا الحكم انطلاقا من فهمه للنص القرآني « لا إكراه في الدين ». فهو إذن يعتبر الحرية أصلا في التديّن ولا يجوز إكراه أي كان على اعتناق دين آخر حتى لو كان الإسلام، وهو هنا يتفق مع محمد الطاهر بن عاشور في كتابه « مقاصد الشريعة الإسلامية »، الذي يعتبر فيه أنّ الحرية مقصدا عاما من مقاصد الشريعة. وحسن الترابي لا يقف عند هذا الحد بل يخالف جمهور علماء السلف ويتبع رأيا شاذا بينهم يسقط إقامة الحد عن المرتد إذ يقول في من كفر أو ارتدّ « وقليل من هؤلاء من أعلن ذلك الكفر الصريح لأوّل العهد، وإن لم تكن له في الإسلام عقوبة جزاء بالسلطة أو بردع عنيف من المؤمنين, فما في الدين من سيطرة جبارة ولا إكراه ». بل يذهب إلى أن الردة جريمة سياسية وليست عقدية وهي شبيهة بما يطلق عليه في المصطلح القانوني الحديث بالخيانة العظمى أو التعامل مع الأعداء. ووفق هذا التصور، يوكل للحاكم تقدير ما إذا كانت الردة فيها تجاوز لمصلحة الناس والوطن. أما إن دخلت في باب الحقوق فهي من قبيل الحريات التي تهم الفرد ولا يحق لأيّ اختراقها. أمّا العلاقة الثالثة، فهي علاقة المسلم بالله وبالغيب وبالطبيعة وبالكون. فبحسب الكاتب، سخر الله الغيب والكون لخدمة الإنسان. فقد أمر الملائكة بالسجود لآدم وأجرى المثل في التاريخ على أنّ لكل ملك مهمة تصب في النهاية في خدمة الإنسان. كما انه سخّر الكون بما فيه لنفس الغرض. غير أنّ هذا التسخير يتطلب واجبات على المسلم أن يؤديها كالاحترام والإقرار بوجودها وتسخيرها من دون إسراف ولا إفساد. أمّا فيما يخص علاقته بربه، فتبنى على الإقرار والتسليم المطلقين. وهذا الوضع يجب أن تعكسه عقيدة التوحيد وإقامة الشعائر واستواء السلوك. إنّ هذا الفهم لمكانة الإنسان والمسلم بخاصة يتجاوز الفهم التقليدي للإنسان بما هو مجرد عبد خاضع ومكلف ليقيم تصورا مستحدثا نوعا ما عندما يجعل الحقوق الإنسانية ثلاثة أنواع: حقوق ذاتية بما هي ترجمة لعلاقة الإنسان بذاته. حقوق إنسانية فردية وجماعية في إطار العلاقات البينية. حقوق موضوعية في إطارها تتنزل العلاقة بالله والغيب والكون. * أزمة المسلم المعاصر: انطلاقا من هذا التقديم النظري لمكانة المسلم الحقوقية في الفكر الإسلامي المعاصر كما يفهمه الكاتب يخلص هذا الأخير إلى إقامة مقارنة بين ما يجب أن يكون عليه الأمر وما آل إليه بالفعل. وهنا يرصد الترابي مستويين اثنين لهذا التباعد: المستوى النظري/ الفكري: يوضح الترابي بكل دقة تنم عن دراسة وفهم عميقين للفكر الغربي أهمّ مقولات الفلسفات السياسية والحقوقية الغربية الحديثة. ويتعرض بخاصة إلى فلسفة الأنوار وفلسفات العقد الاجتماعي وحتى الفلسفة الوضعية. ثم يبين كيف بنيت هذه الفلسفات على حجج منطقية عقلانية خاطئة وان ذلك قد قادها إلى أخطاء جسيمة في مستوى النتائج وبخاصة في موقفها من البعد الحقوقي للإنسان من جهة وعلاقة الدين بالحياة والسياسية منها بخاصة من جهة ثانية. ففلسفات العقد الاجتماعي جميعها بنيت على فرضية غير واقعية هي « حالة الطبيعة » وان تلك الحالة تضمنت حقوقا افتراضية أيضا سميت ب »الحق الطبيعي ». ثم تحولت تلك الحقوق إلى حقوق مدنية بمفعول الانتقال من الخيال الطبيعي إلى الواقع المدني. كيف يمكن أن نبرر منطقيا وعقليا هذا القفز على مستويين من مستويات الوجود المختلفين من حيث الجوهر؟ هذا ما تعجز الفلسفات الطبيعية عن شرحه أو تبريره، وإلاّ فإنه بمقدور أي شخص أن يبني جملة من الفرضيات ثم ينتقل مباشرة إلى الواقع لإنفاذها فهل يعطيها ذلك شرعية ما؟ ثم من جهة أخرى إن التجربة المسيحية في أوروبا لا تمثل بحسب الكاتب نموذجا لكل التجارب الدينية. وان كان جوهر الدين واحد فان ذلك لا يبرر إطلاقا تنحية الدين عن كل مناحي الحياة وخاصة منها السياسية لا لشيء إلاّ لأنّ تجربة دينية ما قد برهنت على فشلها الذريع في احترام الإنسان ومنحه حقوقه كاملة. ويضرب الكاتب هنا مثلا من خلال التجربة الإسلامية التاريخية، التي وإن كان لا ينزهها عن الأخطاء إلاّ أنه يميزها عن التجربة المسيحية، بل يذهب إلى أكثر من ذلك عندما يعتبر أن القرار الذي اتخذته المجتمعات الأوروبية بفصل الدين عن السياسة لم ينجح تمام النجاح في بلوغ مهمته تلك. ذلك أن القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة والضمير الجمعي كلها إفراز من إفرازات أثر الدين في الإنسان والحياة. فالشعارات التي ترفع في الانتخابات ذات أصل ديني كالعدالة والمساواة والحق والخير…الخ. أما عن اختيار المرشحين، فإنه يستثنى من بينهم من يشوب سلوكه أو سيرته ما يتعارض مع الأخلاق والمبادئ الاجتماعية. وكل تلك القيم هي نتاج الدين ومفاهيمه. يؤكد الترابي أنّه قد « بقيت للدين في السياسة بعض آثار تذكير وفي الحكم أحيانا بعض مراسم صورية ومناصب رمزية… لكن من وراء نظم السلطان وأحكامه ظل الدين ذا اثر في مشاعر الناس وتصرفاتهم السياسية ولم ينطمس عاملا في تفاعلات القوى السياسية في الحكم ». ـ مستوى الممارسة والتجربة: إن عودة الكاتب للأصول النظرية والفلسفية التي قامت عليها الرؤية الحقوقية والسياسية الوطنية الحديثة في العالم العربي الإسلامي مثل تمهيدا لملامسة أهم الإشكالات المتعلقة بهذا المجال. فما يلاحظ من انفصال بين المثل والقيم الإسلامية وبين التجربة العملية في المجالين الحقوقي والسياسي يبعث على الانشغال. فأهم مظهر من مظاهر هذه القطيعة هو استفحال أزمة الشرعية السياسية. ذلك أن الاستبداد السياسي وسلب الحريات والاعتداء على الحقوق هي المظاهر القصوى لهذا الانفصال. فالترابي يؤكد على معنى الشرعية السياسية المبني على الاختيار الحر والشورى الملزمة. وما يعتبره من التفرد السياسي بالشأن العام ليس إلا نتيجة لإبعاد الدين. فالدين لا يقر ظالما على ظلمه. أما حضور الدين في الحياة العامة واستلهام النظريات السياسية من قيمه، فهو الكفيل بحفظ حقوق الأفراد ومكانتهم التي هي لهم بمقتضى الفطرة. وإذا كان الناس قد تعودوا التقرب من الله بتزكية النفس وتكثيف الطاعات ومد مساعي الأخلاق والآداب والفضائل فان الوعي بمفهوم « التقوى السياسية » أو « التوبة السياسية » بات ضعيفا بينهم. بل إن الموسوعة الفقهية والفكرية الإسلامية طوال تاريخها بقيت ضحلة في مجال هذا النوع من العمل الدعوي. وقد آن الأوان لتعميق الوعي بها والوقوف على تحقيقها. وفي الحقيقة، يبدو هذا الموقف غير قوي من طرف الترابي كلما استحضرنا الدعوات السياسية المتعددة في التاريخ العربي الإسلامي. فكل دعوة من تلك الدعوات كانت ترفع شعارا دينيا يجعل منها الفرقة الناجية ويحول مناصرتها إلى واجب شرعي. فالمسلم إذن بحسب الكاتب يعيش أزمة فقدان موقعه الذي حفظه له الدين داخل الكيان السياسي الوطني الحديث المسمى الدولة. (يتبع) (نقلا عن موقع العصر الالكتروني 16/09/2009) http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=11070  


قراءة في سطوره بمناسبة ذكرى 11 من سبتمبر القانون التونسي تعمّد الخلط بين المقاومة المشروعة والإرهاب


2009-09-16 تونس – محمد الحمروني  رغم مرور نحو 7 سنوات على إصدار قانون مكافحة الإرهاب في تونس ما زالت الانتقادات الموجهة إليه متواصلة، وذلك رغم التنقيحات التي أدخلتها السلطة على هذا القانون الاستثنائي، بل أُعتبرتْ تلك التنقيحات من قبل عدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين مجرّد مبرّر لتشديد القمع الداخلي «للجريمة السياسية» فيما يظل الظاهر هو «مساندة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال». ووفقا للأستاذ عبدالرؤوف العيّادي – المحامي المختص في الدفاع عن الحركات الإسلامية- فإن القانون التونسي وحتى من قبل صدور قانون الإرهاب أدخل وفق ما يطلق عليه شرّاح القانون، المفهوم الغائي للجريمة الإرهابية أي تحديد الجريمة انطلاقا من غايتها وإخضاعها بالتالي إلى نظام خاص. وبذلك أخذت الجريمة الإرهابية مكانها بالتشريع الجنائي العام، وقد كان وجودها مقتصرا قبل ذلك على التشريع الجنائي العسكري الاستثنائي صلب مادة محددة هي المادة عدد 123 من مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية. وبإصدار قانون مكافحة الإرهاب أصبح لدينا مدوّنة جنائية موازية واستثنائية لعدة أسباب، من بينها أنها مددت في آجال سقوط التتبع من 10 أعوام إلى 20 عاما في الجنائي ومن 3 أعوام إلى 10 في الجناحي كما مددت في آجال سقوط الأحكام بالتقادم من 20 سنة إلى 30 بالنسبة للجنائي ومن 5 أعوام إلى 10 في الجناحي. وفرض القانون الجديد جملة من الإجراءات أو الآليات لحماية القضاة وأعوان الضابطة العدلية وأعوان السلطة العمومية، وهذه الإجراءات تحرم المتهم من الضمانات التي تمكنه من مراقبة اختصاص الذين باشروا البحث معه أو استنطاقه أو محاكمته، إذ خول القانون لكل هؤلاء عدم الكشف عن هوياتهم. وفي إطار التشديد على المتهمين فرض القانون الجديد على القاضي عدم النزول إلى ما دون نصف العقوبة المستوجبة، كما أوجب عليه إشفاع حكمه بحكم ثان بالمراقبة الإدارية لا يقل عن خمسة سنوات. ومن أخطر ما تضمنه القانون الجديد أنه يعرض المحامي لعقوبة بالسجن مدة خمسة أعوام في صورة تكتمه عن تبليغ معلومات قد يكون تحصل عليها أو بلغته خلال قيامه بمهامه كلسان دفاع بحيث يتحول إلى «مورِّطٍ لموكله بدل أن يعمل على تبرئته». خلاصة الأمر كما يرى عدد كبير من المحامين، من بينهم الأستاذ العيادي الذي أعد دراسة حول هذا الموضوع سماها «قانون مكافحة الإرهاب بتونس.. المسوّغ الخارجي والمرامي المحلية» هو أن قانون مكافحة الإرهاب يدعم القضاء الاستثنائي الذي لعبت فيه المحكمة العسكرية الدائمة دورا أساسيا في إحالة المعارضين على القضاء. وبقطع النظر عن الأهداف المعلنة في تعليل إصدار هذا القانون فإن تطبيقه أحدث أثارا سلبية جدا على مستوى حقوق المواطنين وضمانات المحاكمة العادلة، علما أن المشرع حرص على التأكيد في مقدمته على ضرورة عدم المساس بالضمانات الدستورية في الأمان والمحاكمة العادلة». إن التنصيص على «اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية كل من أوكل لهم القانون مهمة معاينة الجرائم الإرهابية وزجرها من قضاة ومأموري شرطة وضابطة عدلية وأعوان سلط عمومية» من شأنه أن يوفر الغطاء القانوني لما يقترفه أعوان الضابطة العدلية وحتى القضاة حيال المواطن، وذلك عبر تمكينهم من عدم الكشف عن هويتهم الحقيقية، وهو ما من شأنه تكريس واقع التجاوز في حق الموقوفين وحقوقهم الأساسية. ووقف المحامون والمتابعون لشأن الحقوقي في البلاد على جملة من التجاوزات التي ترافقت مع تطبيق هذا القانون وهي تجاوزات تؤكد بعض التقارير على أنها متفشية، وليست فردية على غرار تجاوز إجراءات الإيقاف التحفظي، وذلك بتجاوز المدة القانونية وعدم إعلام عائلات الموقوفين وتعمّد تقديم بيانات خاطئة حول تاريخ الإيقاف ورفض العرض على الفحص الطبي في حالات التعذيب وغيرها. كما اشتكى أغلب الذين أوقفوا ضمن قانون مكافحة الإرهاب من سوء المعاملة الشديدة التي تعرضوا لها بدءا من التعليق والضرب في مناطق حساسة من الجسم بعد تعريتهم تماما. وما لفت انتباه عدد كبير من المحامين في أغلب القضايا التي رافعوا خلالها، عدم وجود أية صلة بين المتهمين، فأغلب هؤلاء ارتبطوا فيما بينهم بروابط الجوار أو المهنة أو الدراسة. وعادة ما تبدأ محاضر البحث بالتحرير على المتهمين من تاريخ بداية أدائهم لفريضة الصلاة ثم يحرر عليهم الاعتراف بالانتماء إلى التيار السلفي ومحاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية، وهذا تم بشكل منهجي وفي كل المحاضر تقريبا. ويثير النقاش في أصل التهم، كما يرى بعض الحقوقيين، انتهاكا واضحا من طرف الباحث الابتدائي لحق المرء في اختيار المعتقد وطريقة ممارسة الفرائض الدينية. وقد كشفت التقارير الحقوقية العديدة على أن أسئلة باحث البداية (فرق أمن الدولة والفرق المختصة) تتركز بشكل كبير على كيفية وضع اليدين خلال الصلاة ووضع الرجلين خلال الجلوس وغيرها من التفاصيل والجزئيات الفقهية البسيطة ليخلصوا بعدها إلى أن المتهم يعتنق الفكر السلفي، وهذا في حد ذاته جريمة، حتى وإن لم يرتكب هذا المتهم أي فعل مجرَّمٍ قانونًا. بل إن القضاء الذي تعاطى مع هذا الصنف من القضايا اعتمد تأويلا موسعا لقانون مكافحة الإرهاب، وتعمد -كما رأى بعض المحامين- الخلط بين المقاومة المشروعة والإرهاب. ختاما فإن هذا القانون عمل على تجريم العمل السياسي المعارض، وذلك رغم تأكيد المادة 59 منه على أنه «لا يمكن اعتبار الجرائم الإرهابية بأي حال من الأحوال جرائم سياسية». فالقانون قدم تعريفا يضع معايير غير دقيقة في تكييف الجريمة استنادا على تأثيرها على سياسة الدولة تارة والإخلال بالنظام العام تارة أخرى، وهي مفاهيم فضفاضة، ولا ضوابط موضوعية لها، كما أنه يعرّف الجريمة بارتباطها بالأمن والسلم الدوليين، وهي مفاهيم غائمة ومثار جدل. هذه الفصول وغيرها هي بمثابة سيف مسلط على رؤوس المعارضين، إذ يمكن إحالتهم للقضاء لمجرد تصريح أو بيان، ويمكن إلصاق تهمة «التحريض على الكراهية أو التعصب العنصري أو الديني التي تعامل معاملة الجريمة التي توصف بالإرهابية».   
 (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2009)  

الأمم المتحدة: اسرائيل مجرمة حرب


لندن ـ القدس العربي ـ قال معد تقرير للامم المتحدة الثلاثاء في نيويورك ان القوات الاسرائيلية ارتكبت جرائم حرب وقد تكون ارتكبت جرائم ضد الانسانية اثناء هجومها على قطاع غزة قبل ثمانية اشهر. واعتبر تقرير للامم المتحدة نشر مضمونه الثلاثاء ان اسرائيل انتهكت القانون الانساني الدولي خلال هجومها على قطاع غزة الشتاء الماضي. وجاء في التقرير ان اسرائيل « لم تتخذ الاحتياطات اللازمة المنصوص عليها في القانون الدولي للحد من الخسائر في الارواح البشرية وفي الاصابات التي تطاول المدنيين والخسائر المادية ». واشار التقرير الى « اطلاق قذائف من الفوسفور الابيض على منشآت لوكالة الاونروا، (وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) والقصف المتعمد لمستشفى القدس بقذائف متفجرة وفوسفورية، والهجوم على مستشفى الوفاء »، معتبرا انها « خروقات للقانون الانساني الدولي ». وقدم هذا التقرير في نيويورك ريتشارد غولدستون رئيس بعثة مجلس حقوق الانسان التابع للام المتحدة التي كلفت التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. ورفضت اسرائيل الثلاثاء تقرير لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة الذي اتهمها باستخدام القوة بشكل غير متكافئ وانتهاك القانون الدولي الانساني اثناء هجومها على قطاع غزة الشتاء الماضي، واعتبرته « متحيزا ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  16 سبتمبر 2009)  


أبو مازن… لا تلتق هذا الرجل!


محمد كريشان كلما اقتربنا من نهاية هذا الشهر وما ستشهده من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ازداد الحديث عن قمة ثلاثية محتملة بين باراك أوباما ومحمود عباس وبنيامين نتنياهو في نيويورك يراد لها أن تكون إيذانا باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أشهر من غيابها. أوباما متحمس جدا لهذا الإنجاز ونتنياهو يتوق إليه أما محمود عباس فأكد أكثر من مرة أن لا استئناف للاتصالات والمفاوضات مع الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية إلا بعد وقف الاستيطان وهو يبدو متمسكا بموقفه هذا حتى الآن رغم كثرة الضغوط. الرئيس أبو مازن نتمنى عليكم أن تظلوا على موقفكم وألا تستجيبوا لأي قمة ثلاثية لالتقاط الصور لا غير ليس فقط لأن هذا ما أعلنته أنتم شخصيا وتعهدتم به ومقربوك في كل تصريحاتكم بل لأن هناك أكثر من سبب وجيه آخر لرفضكم الالتقاء بنتنياهو ويكفي هنا الإشارة إلى أبرزها: – لأنكم تعرفون هذا الرجل شخصيا من قبل وخبرتم في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات كم كان مراوغا ومحتالا ولا يلتزم بشيء. وحتى لا نتهم بقذف الرجل والتشهير به يكفي فقط قراءة ما تكتبه الصحف الإسرائيلية عنه. – لأنه لم يقدم لكم شيئا عندما جاء إلى رئاسة الوزراء أول مرة منتصف التسعينات عندما كانت الظروف أفضل بكثير وحتى عندما وقع بعض التفاهمات مع الشهيد عرفات لم يفعل ذلك إلا مرغما وبضغوطات أمريكية وقتها. – لأن الرجل لن يقدم شيئا الآن أيضا وهو لم يخف ذلك وقال للعالم كله صراحة بأنه لن يوقف الاستيطان إلا مؤقتا وبعد أن احتال على ذات القرار بسلسلة بناءات مكثفة في الضفة الغربية حتى قبل إعلانه المفترض فضلا عن استثنائه القدس المحتلة من كل شيء وتأكيده الأخير أن لا حل مع الفلسطينيين دون اعترافهم بيهودية دولة إسرائيل وهو ما أكدتم أنتم مرارا رفضكم له. – لأن العالم كله ، وخاصة أوروبا، تتفهم موقفكم الرافض لأي حوار أو لقاء مع هذا الرجل طالما ظل على رفضه الامتثال للاستحقاقات المطلوبة بموجب عملية السلام نفسها التي يقول إنه يريد العودة إليها . فلتبق إذن هذا الضغط الدولي المسلط عليه ولا ترم له بطوق نجاة أو تمكنه حتى من فرصة لالتقاط الأنفاس. – لأنكم تحظون بتأييد عربي لكم في هذه المسألة فلا تبددوه بلقاء بروتوكولي تافه في نيويورك سينقض بعده المتهافتون على التطبيع ليرددوا قولتهم الشهيرة : لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين. وعوض أن يكتفي نتنياهو بالقاهرة سيصول ويجول في أكثر من عاصمة عربية. – لأنكم برفضكم الالتقاء بهذا المتطرف المتعجرف ستقوون موقفكم داخل الساحة الفلسطينية وداخل حركتكم نفسها عبر التأكيد أن خيار المفاوضات الذي تدافعون عنه باستمرار لا يمكن أن يعني قبول الدخول في ملهاة تتحولون فيها إلى ‘بلهاء’ حقيقيين وليس بلهاء افتراضيين كما زعم نتنياهو حين رأى الإسرائيليين كذلك إن هم قبلوا التجاوب مع المطالب الدولية. أي لقاء قمة ثلاثي سيخرج منه أوباما مظفرا ونتنياهو كاسبا وأنتم الخاسرون دون غيركم . لا تلتق بهذا الرجل ومن يشأ من العرب أن يفعل ذلك لاحقا فهو حر. على الأقل سنعلم علم اليقين أنه يفعل ذلك لحسابه الخاص وليس لحساب الفلسطينيين كما يزعم. أبو مازن، لقد قدمتم طوال سنوات من التنازلات ما لم يقرب في النهاية أي شيء بل زاد كل المطالب الوطنية الدنيا ابتعادا وضمورا فنرجوك أن تثبت على موقفك الحالي على الأقل.. إثبت ولن تندم! (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  16 سبتمبر 2009)  


حذاء الزيدي يمنح العالم العربي فرصة للتنفس


بقلم: آسيا العتروس لو ان قنوات الاستخبارات الامريكية كانت شكت لحظة واحدة في امكانية اقدام الصحفي العراقي منتظر الزيدي على رشق رئيس القوة الاولى في العالم بفردتي حذائه، لكانت جنبت رئيسها من تلقي اسوا إهانة على الملإ ووفرت على الزيدي فرصة الوقوف امام المحكمة والتعذيب ودخول السجن والتعرض لما تعرض له حتى الآن ولو ان المالكي واعوانه كان لديهم القدرة لاستباق الاحداث لكانوا بدورهم تجنبوا الوقوع في الاسوإ…  لكن المصيبة المشتركة بين الاستخبارات الامريكية واعوان المالكي انه لا احد بينهم مهما كانت دقة اجهزة التجسس المتوفرة لديه قادر على اختراق العقول او قراءة اذهان العراقيين مهما كان حجم التضييقات، بعد ان تحول العراق الى سجن كبير لاهله ولغير اهله وهو الذي بات يعكس واقع العالم العربي المتردي بكل هزائمه التي اثقلت الذاكرة العربية جيلا بعد جيل حتى بات يبحث لنفسه عن بطل اصطناعي يحمله عجزه الدائم وغيابه عن صناعة الحدث. صحيح ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش تمكن بفضل ما تمتلكه بلاده من عتاد عسكري من اجتياح العراق واحتلاله والدفع باهله في اتون حرب اهلية قد لا تبقي ولاتذر وصحيح ايضا انه استطاع ان يجمع من حوله فئة من المرتزقة جاءت من خارج العراق على ظهور الدبابات لتصفية حساباتها وتحقيق اهدافها الضيقة على اشلاء اهل العراق ودمائهم التي باتت تسيل على الطرقات ولكنه وبعد ست سنوات على تلك الحرب وبعد مغاردته البيت الابيض بعد حصيلة ثماني سنوات دموية لم ينجح في اضفاء صفة الشرعية المفقودة على تلك الحرب… على مدى الاشهر الماضية لم تختف اخبار الزيدي التي ظل العالم يتتبعها بكثير من التساؤلات حول المصير الذي بات ينتظره بعد حادثة الحذاء التي كادت تدفع الى نهايته وما حظي به الصحفي العراقي منتظرالزيدي من اهتمام بالتزامن مع اطلاق سراحه بعد تسعة اشهر قضاها خلف القضبان لم يقل عن درجة الاهتمام التي ارتبطت بملابسات واطوار واسباب اعتقال الزيدي وهو الذي تجرا على رشق رئيس القوة الاولى في العالم بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحفي تناقلته مختلف الفضائيات ولم يكن من مجال لمقص الرقابة ان يعبث به او يقف دون ترويجه… واذا كانت ردود الفعل على ما اقدم عليه الزيدي اختلفت باختلاف الاطراف والمواقع بين من اعتبره عملا بطوليا شجاعا لا يخلومن جراة في زمن عزت فيه المواقف الجريئة وبين من رأى فيه اساءة للعمل الصحفي واذا كان لكل مبرراته في قراءته للموقف فان الاكيد ان هناك اجماعا بان الزيدي كان فعلا محظوظا وانه خرج من محنته باخف الضررين حتى الآن… يعد اكثر من تاجيل اطلق سراح الصحفي العراقي منتظر الزيدي بعد قرار التخفيف في مدة العقوبة الصادرة بشانه لتعود اخبار الزيدي الى السطح بعد ان تلقى من الوعود بالهدايا والاموال وعروض الزواج التي سبقت الافراج عنه ما يكفي لوضع مدونة خاصة والارجح ان الزيدي الذي يستعد لجولة عربية استحق كل هذا الاهتمام وهو الذي منح السواد الاعظم من شعوب العالم العربي البائس – الذي ما انفك يبحث له عن بطل قومي يشاركه مشاعره ويجسد آماله وطموحاته – فرصة للتنفس عبر  حذائه الشهير الذي تجاوز في شهرته حذاء الطنبوري الذي امتعنا ونحن اطفال، بل وحذاء خروتشوف في الامم المتحدة الذي لم يسبقه اليه غيره…. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2009)  

الفكر والمعادلة السياسية الجديدة


عبدالسلام المسدّي (*)  سيظلّ غرًّا كل عالمٍ، وكل باحث، وكل أكاديمي، مهما تكن حقول اختصاصاتهم، إن هم ظنوا أن ما يجري على الساحة السياسية الدولية من أحداث كبرى لا ينال من أسس النظر الخالص، ومن آليات التفكير المنهجي، ومن ضوابط اشتغال العقل ومراجع الاحتكام إلى الفكر النقدي التواق. منعرج السياسة الدولية -بعد الحرب العالمية الثانية وما تلاها من حركات التحرير التي أطلقت سراح الشعوب المستعمرة من كوابيس الهيمنة الأوروبية- بدأ بالحضور الأميركي الكثيف في إيران الذي كان ضربا من الاستعمار المقنع هيأه تواطؤ الشاه مع الولايات المتحدة، ومن ذاك الوضع الاستفزازي انطلق مسلسل الأحداث العالمية، ومن غير الحصافة ألا نربط ما لحق بما سبق، حتى نصل إلى «عودة على بدء» فيما نحن عليه اليوم. إن المعادلة الإيرانية الأميركية هي التي حولت -على مدى 30 سنة- مركز الثقل في الصراعات الدولية من أوروبا والشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط والأدنى. وها هي حلقات المسلسل الكبرى في ترابطها البين: سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية (1979) – الحرب العراقية الإيرانية المسماة لاحقا حرب الخليج الأولى (1981 – 1988) – غزو العراق الكويت وحرب تحريرها منه المسماة حرب الخليج الثانية (1990 – 1991) – الحظر الدولي على العراق الذي ظل مستمرا (1991 – 2003) والذي يمثل في تاريخ الصراعات الدولية أنموذجا فريدا من نوعه لا تضاهيه في طبيعته وخصوصيته لا العقوبات التي سلطت على ألمانيا ولا التي سلطت على اليابان – أحداث سبتمبر 2001 – احتلال العراق (2003) بعد احتلال أفغانستان – استنزاف الاقتصاد الأميركي على مدى سبع سنوات – ثم كارثة الزلزال المالي التي ما زلنا في أوج دوامتها – وأخيرا انقلاب كل المرجعيات في التداول الديمقراطي على رأس البيت الأبيض الأميركي، ومن شاء الإفاضة أضاف الاعتذار «الأبيض» الذي قدمه جورج بوش إلى الشعب العراقي عما فعله فيه، وهو «أبيض» لأنه غير ملزم إذ قدمه وهو يغادر سدة الحكم، فقوبل بتلك الصفعة العجيبة يوم زيارة بوش لبغداد. إن عملية «التربيط» الجدلي بين مشاهد ذلك المسلسل لا تقف عند تشخيص التعاقب الزمني، وإنما تتعداه إلى التعليل السببي خارج مجالات التأويل الذي ينوس بين الاحتمال الضعيف والرجحان الأقوى، فإذا أدخلنا على لوحة الاستكشاف المعادلة «الأفغانية– الروسية– الأميركية» والمعادلة «الأفغانية– السعودية– الإيرانية» ارتقى التحليل السياسي بنا من مرتبة الاجتهاد إلى منازل اليقين، سيكون غرا كل أكاديمي يظل يتابع الأحداث كما كان يتابعها من قبل، ويظل يصغي إلى تقلبات الخبر –مهموما أو متسليا– وهو يظن أن الخبر يعنيه فقط لأنه كائن اجتماعي أو سياسي. أغرار نحن إن لم ندرك بأن المؤسسة المعرفية قد أصابها رصاص الأحداث في جوهر وجودها. سنكون خارج الزمن التاريخي لو أننا ظللنا نتابع أشرطة الأنباء لأننا فقط نحمل إحساسا بالمواطنة سواء أكانت قطرية أم قومية أم إنسانية، سنكون في منطقة التسلل الفكري إن لم ندرك أن الأحداث أصبحت تعني المثقفين والمفكرين بوصفهم كائنات علمية وأكاديمية بالأساس، فجوهر وجودنا الفكري قد أصابه وابل الأحداث. لقد تبدلت العلاقة التي بين المثقف ونشرة الأخبار المسماة «شريط الأنباء». فقد كانت هناك قناعتان كبريان زعزعتهما برقيات وكالات الأنباء، فأصبح متعذرا أن ينفصل الكيان المعرفي عن الكيان السياسي، وحصل الاختراق الذي شق الأنفاق بين مواطنة المثقف وثقافة المواطن. وبرز مشهدان بالغا الدلالة: المشهد الأول يخص علاقة المثقف بمفهوم التاريخ، والمشهد الثاني يخص علاقته بفلسفة المنهج. فقد كان المثقف يعيش على قناعة أولى، هي يقينية لديه لأن التاريخ صدقها، وهي أثيرة عنده حميمة لأنها تشهد له بزهو الذات إذ تزكي دستوره حسب الأعراف، فتجعله مبدعا فاعلا في مسيرة الزمن. هذه القناعة هي أن التحولات السياسية الكبرى في تاريخ الإنسانية إنما يهيئها المثقفون من حيث هم قادة الفكر، ولا يأتمر قادة المجتمع بشيء كما يأتمرون بوصايا الفكر حتى ولو أظهروا تبرما عابرا، وهم أول من يعرفون أنه ما من أحد تمرد على قانون التاريخ إلا وكان حتفه في تمرده. كذا كان الأمر منذ سقراط، وكذا كان الأمر مع فلاسفة الأنوار حين هيؤوا ثورة الحريات الكبرى. بل كذا كان الأمر حين نسج المفكرون أطروحاتهم على جدلية التاريخ، وانقسموا فرقا وفيالق بين تشخيص محايث وتشخيص مفارق، وكذا ظل الأمر حين صاغ فلاسفة المجتمع وعلماء المعاش آراءهم حول الاقتصاد كيف يكون: أحرا أم موجها؟ وحول تدبير شؤون الجماعة على أي الأسس يستوي: هل الأفراد في خدمة الدولة أم الدولة في خدمة الأفراد؟ ويبلغ زهو المثقف بنفسه مداه الأقصى فيتحول إلى تألق بالذات حين يطمئن إلى الحقيقة كما يخالها، وهيامه أن قادة الفكر هم المهندسون لمعمار التاريخ، وما السياسيون إلا مقاولون يتولون إنجاز المثال وتشييد الأنموذج، ومن ورائهم المهندسون يراقبون سلامة الأداء. إلى أن جاء الاحتشاد الجديد، تحت لافتة النظام العالمي الجديد، والاقتصاد الجديد، واللبرالية الأجد، ويرى المثقف ما لا يراه غيره: على السطح قراءة، وفي الباطن أخرى. ففي الظاهر كأنما الأحداث تتحرك طبقا لنفس القانون الأثير: وهو أن الفكر هو الذي يصنع التاريخ، وأن أطروحات العقل الخالص هي التي تحولها السياسة إلى عقل عملي. ففي مسافة ما بين مقولتين –نهاية التاريخ وصراع الحضارات– تشكلت داخل البراغماتية السياسية ملامح النظام العالمي الجديد. هكذا بدا. وهكذا نتوهم أن الأفكار التي مار بها العقل وهو يشتغل قد اقتنصها حراس القلعة السياسية فاعتنقوها، ودخلوا بها ورشة التجريب ومخابر التوليد ليستنسخوا من الفلسفة النظرية الخالصة فلسفة عملية اختبارية. ولكن الباطن الخفي هو أن الفكر الذي أثمر أطروحة «نهاية التاريخ»،، وأثمر ضميمتها «صراع الحضارات» قد كان فكرا مأجورا بامتياز. (*) كاتب ووزير سابق من تونس (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 16 سبتمبر 2009)  

انبثاق « التيار الإصلاحي » في الإخوان: نهاية الصقور والحمائم!


محمد أبو رمان (*) في بيان أحمد الكفاوين المقتضب- المهم، الذي نشرته الصحف بأمس ويلخّص فيه أسباب استقالته وزملائه من المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان، ثمة إعلان ضمني بانبثاق التيار الإصلاحي في الجماعة، من رحم جناح الحمائم والوسط. في الحقيقة، قصة الصقور والحمائم انتهت منذ سنوات، ولم تعد قائمة فعلياً، ولا تتمحور حولها نواة الخلاف الحالي في الجماعة، لكن حافظنا (في تعاطينا الإعلامي) على هذه التسميات، في محاولة للحدّ من أبعاد الأزمة الداخلية، وتحايُلاً – قدر المستطاع- من تعريف هوية التيار الآخر وأجندته السياسية! منذ خروج قادة حماس من الأردن في العام 1999، انشق عن التيار الثالث (الوسط) مجموعة جديدة بدأت بالنمو والصعود، أغلبها على علاقة بحركة حماس، جعلت في مقدمة مطالبها « عودة قادة حماس إلى الأردن »، تمكنت في العام 2002 من السيطرة على أغلبية مجلس الشورى، وفقدتها في الانتخابات التنظيمية عام 2006، واستعادت حضورها القيادي بعد الانتخابات المبكرة الأخيرة في العام الماضي. في العام 2006، بدأت حماس تعلن عن رغبتها بتجاوز الصيغة التنظيمية، التي تربط إخوان الأردن بفلسطين، ما يعني – ضمنياً- نهاية تنظيم بلاد الشام (الذي يجمع الأردن بالضفة الغربية وغزة). تمخّض عن ذلك الانفصال نظام أساسي جديد للإخوان الفلسطينيين، وجرت انتخابات لشورى حماس ومكتبها التنفيذي (في الخارج وعزة، وتم تعيين أعضاء من الضفة، والتجديد لخالد مشعل باعتباره مراقباً عاماً للإخوان المسلمين الفلسطينيين)، في حين بقي وضع المكاتب الإدارية في الخليج (السعودية، قطر، الكويت والإمارات)، التي كانت تتبع لإخوان الأردن (في مرحلة تنظيم بلاد الشام) معلّقاً في الخلاف بين حماس والإخوان. إذن، لم تعد المناظرة السياسية الإخوانية اليوم بين صقور (يرفضون الديمقراطية ويكفرون النظام وينتمون لمدرسة سيد قطب) وبين حمائم (يمثلون تياراً معتدلاً براغماتياً في علاقته بالنظام). فهذه « الوصفة » انتهت عملياً منذ سنوات. يتمحور الخلاف بين تيارين أساسيين. « التيار الإصلاحي » داخل الإخوان (بعد الانفصال التنظيمي مع حماس) يتبنى أجندة تركز على الإصلاح السياسي الداخلي، وعلى دور الجماعة في التنمية الوطنية وفي المجتمع الأردني، وصيغة العلاقة بين الجماعة والجبهة، وبين الجماعة والنظام. ويؤكد هذا التيار على الهوية السياسية للجماعة باعتبارها « حركة وطنية إسلامية أردنية »، تتعاطف مع حركة حماس وتدعمها، لكنها مستقلة تماماً عنها. ولا يوافق هذا التيار على أي ازدواجية تنظيمية، ويدفع باتجاه نظام أساسي جديد للجماعة يؤكد ثوابتها الوطنية والتاريخية، ويأخذ بالاعتبار التطورات الجديدة. أمّا التيار الآخر فتقوم أجندته، اليوم، على التماهي مع مواقف حماس، وعلى منح الاعتبارات الإقليمية الأولية، في تحديد إحداثيات الجماعة الداخلية، وضمنياً على تعريف الإخوان باعتبارهم « حركة إسلامية تمثل الأردنيين من أصول فلسطينية »، أي تشكل امتداداً ونفوذاً تنظيمياً وسياسياً لحركة حماس، والتداخل بين الساحتين الأردنية والفلسطينية، ويقع موقف هذا التيار من قرار فك الارتباط بين الضفتين في المنطقة الرمادية. اليوم، بين يدينا وثائق مهمة، تكشف عن انبثاق التيار الإصلاحي وخطه الوطني وأجندته، منها الاستقالة المسببة للمكتب التنفيذي، بيان الكفاوين، وكذلك رسالة أعضاء التيار إلى رئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان عبد اللطيف عربيات حول الأزمة والعلاقة مع حماس، والحوار الذي أجرته الغد مع رحيل غرايبة حول رؤية الجماعة للإصلاح السياسي. بالإعلان عن انبثاق التيار الإصلاحي يخطو المعتدلون خطوة كبيرة للأمام، ويصوّبون بدقة مواضع الخلاف، ويضعون الجماعة أمام استحقاق الإجابة عن تساؤلات جوهرية، بخاصة مع المعلومات التي تفيد بانشقاق سبعة من أعضاء الجناح الآخر، في مجلس الشورى، وسعيهم لتلمس الأسباب الحقيقية للأزمة. مخرجات عن الأزمة الإخوانية الحالية ستحدد مستقبل الجماعة ووضعها القانوني والسياسي، وسياسات الدولة تجاهها. ما يزال الرهان قائماً على مهمة تاريخية (حاسمة) لخالد مشعل، بعد حديثه المتوازن في عمان، ينهي فيها أي صيغة تنظيمية لحماس في إخوان الأردن، ويُعزِّز من مصداقية خطابه في نوايا حركته تجاه الأردن ويقطع الطريق على خصوم الحركة الإسلامية والمتربصين بها. (*) كاتب من الأردن (المصدر: « الغد » (يومية – الأردن) بتاريخ 16 سبتمبر 2009)  

الشيخ محمد عبده: ليس في الشريعة نص يوجب تغطية وجه المرأة

القاهرة (رويترز) – في حين أصبح الحجاب الذي يغطي رأس المرأة زيا عاما بين معظم نساء مصر كما ينتشر النقاب الذي يغطي الوجه وأحيانا يخفي العينين أيضا تأتي اجتهادات الامام محمد عبده لتنسف ما يعتبره البعض أساسا دينيا لما راه مفتي الديار المصرية قبل أكثر من مئة عام مجرد « عادة » نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى. ويقول الامام في أعماله الكاملة ان كل الكتابات التي كانت تلح على ضرورة الحجاب في عصره ركزت على « خوف الفتنة.. فهو أمر يتعلق بقلوب الخائفين من الرجال » وعلى من يخاف الفتنة منهم أن يغض بصره. ومصطلح « الحجاب » في عصر الشيخ محمد عبده كان مقصودا به ما يغطي وجه المرأة باستثناء عينيها وهو أقرب الى ما يعرف حاليا بالنقاب. ويضيف أن اية غض البصر تتوجه الى الرجال والنساء وأن المرأة « ليست بأولى من الرجل بتغطية وجهها. » ويتساءل: « عجبا. لم يؤمر الرجال بالتبرقع وستر وجوههم عن النساء اذا خافوا الفتنة عليهن. هل اعتبرت عزيمة الرجل أضعف من عزيمة المرأة واعتبر الرجل أعجز من المرأة عن ضبط نفسه والحكم على هواه.. واعتبرت المرأة أقوى منه في ذلك حتى أبيح للرجال أن يكشفوا وجوههم لاعين النساء مهما كان لهم من الحسن والجمال. » وما كتبه الامام محمد عبده (1849-1905) هو أحد فصول مجلد يقع في 730 صفحة كبيرة القطع ويضم كتاباته الاجتماعية. والاعمال الكاملة له والتي حقهها محمد عمارة تقع في خمسة مجلدات وأصدرت (دار الشروق) في القاهرة طبعة جديدة منها ضمن مشروع مكتبة الاسرة الذي تتبناه الهيئة العامة للكتاب منذ 19 عاما. وحظي الشيخ محمد عبده بتقدير كبير الى الان نظرا لتوجهاته الاصلاحية ومواقفه الوطنية حيث شارك في الثورة العرابية ضد الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1882 وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم نفي الى بيروت ومنها الى باريس حيث أسس مع جمال الدين الافغاني صحيفة (العروة الوثقى) ثم عاد الى مصر وعمل بالقضاء الى أن عين في منصب المفتي عام 1899. ويقول الشيخ محمد عبده تحت عنوان (حجاب النساء من الجهة الدينية) انه « لو أن في الشريعة الاسلامية نصوصا تقضي بالحجاب (النقاب) على ما هو معروف الان عند بعض المسلمين لوجب علي اجتناب البحث فيه ولما كتبت حرفا يخالف تلك النصوص مهما كانت مضرة في ظاهر الامر لان الاوامر الالهية يجب الاذعان لها بدون بحث ولا مناقشة. لكننا لا نجد في الشريعة نصا يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة وانما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الامم فاستحسنوها وأخذوا بها وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء. » ويتساءل.. كيف لامرأة محجوبة أن تعمل بصناعة أو تجارة.. وكيف يمكن لخادمة محجوبة أن تقوم بخدمة بمنزل فيه رجال.. وكيف لامرأة محجوبة أن تدير تجارتها بين الرجال أو تمارس الزراعة أو الحصاد في مجتمع فيه رجال. بل يذهب الامام محمد عبده الى حد القول انه في حالات التخاصم واللجوء الى المحكمة يكون مهما لطرف الخصومة مع امرأة ومهما للقاضي أيضا أن يكشف وجه المرأة « ولا أظن أنه يسوغ للقاضي أن يحكم على شخص مستتر الوجه ولا أن يحكم له. » ويضيف أن الشخص المستتر لا يصح أيضا أن يكون شاهدا اذ من الضروري أن يتعرف القاضي على وجه الشاهد والخصم. فيقول ان الشريعة الاسلامية « كلفت المرأة بكشف وجهها عند تأدية الشهادة » والحكمة في ذلك أن « يتمكن القاضي من التفرس في الحركات التي تظهر عليه » فيقدر الشهادة قدرها. ويرى أن « أسباب الفتنة » لا ترجع للاعضاء الظاهرة للمرأة وانما السلوك الشخصي أثناء المشي وأن ما يخفي وجه المرأة يعينها « على اظهار ما تظهر وعمل ما تعمل لتحريك الرغبة » لانه يخفي شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد. ويلخص الامر قائلا ان اخفاء وجه المرأة ليس من الشرع الاسلامي « لا للتعبد ولا للادب بل من العادات القديمة السابقة على الاسلام والباقية بعده » موضحا أنها منتشرة في بعض الامم الشرقية التي لا تدين بالاسلام. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

20 décembre 2004

Accueil   TUNISNEWS   5 ème année, N° 1675 du 20.12.2004  archives : www.tunisnews.net الصباح: القبض على بعض من المساجين الفارين

En savoir plus +

14 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1911 du 14.08.2005  archives : www.tunisnews.net الجزيرة.نت: بوتفليقة-الاستفتاء على قانون العفو نهاية سبتمبر ياسر

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.