الأربعاء، 10 يونيو 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3305 du 10.06 .2009

 archives : www.tunisnews.net


 

تونس نيوز:القرصنة المتكررة من أجل اغتيال الكلمة الحرة

معز الجماعي :إلى أسرة تحرير موقع تونس نيوز

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الصباح:** قضية الرابطة أمام محكمة التعقيب

زياد الهاني:نصّبوا أنفسهم خصما وحكما: زملاء من أعضاء المكتب التنفيذي الموسع يقررون “إقالة” المكتب التنفيذي

حـــــــــــركة النهضة تهنــــــــــئ لبنان

هند الهارونـــــــــــــــــي :إعـــــــــــلام

النفطي حولة :لمصلحة  من يقع تأخير مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي ؟

نقابي من مدنين:يحدث في الاتحاد الجهوي بمدنين : ضريبة الاستقلالية

الأستاذ رابح الخرايفي:شباب جندوبة لا حول ولا قوة له :من يحميه من التجاوزات الخطيرة ؟

جيلانـــــي العبدلـــــي :تأبّط خطــــــــــرا

الفدرالية التونسية لمواطني الضفتين:دعـــــــــــــــــــــــــــــوة

كلمة:مواطنة خارج أسوار الوطن

المولدي الزوابي :عنف متبادل بين شرطي مدني وفرقة تابعة للحرس

معز الباي :حين يصوّت الناس ضدّ “الرافل”… بأقدامهم

كلمة:واحد وعشرون سنة من الأرق

مراد رقية:ويحدثونك عن جودة الحياة…وعن مدينة يستطاب فيها العيش..فهل أن استضافة جحافل الحشرات السامة تدخل في هذا الاطار؟؟؟

وات:الرئيس زين العابدين بن علي يقرر إدخال تعديل وزاري جزئي

الصباح:استعدادات مبكرة لانتخابات أكتوبر: خيار الحوار يغالب دعوات القطيعة

الشروق:الشيخ الغنوشي : الضجة حول إيران النووية والمد الشيعي هدفها التغطية على القضية الفلسطينية  برهان بسيّس:التباس!! الشيخ الهادي بريك :تيمن أروبا : الأسباب والآثار.

علي بوراوي:الإنحراف “المقدّس”

إيلاف:رايتس ووتش تتهم ليبيا وإيطاليا بقمع المهاجرين

CNN:القذافي يصل إيطاليا للمرة الأولى حاملاً صورة عمر المختار

ا ف ب:القذافي يؤكد طي صفحة الاستعمار لكن زيارته لايطاليا تثير جدلا

رويترز:الإسلاميون في المغرب يحاولون تمديد نفوذهم في بلدات رئيسية

رويترز:أنصار العاهل المغربي يتعهدون بمزيد من الضغط على الحكومة

رويترز:جلال أمين يحتفي بشخصيات مصرية بارزة على طريقته الخاصة

ياسر الزعاترة:ما بعد تحركات أوباما وميتشيل وخطاب نتنياهو الجديد

صالح النعامي:حصاد إسرائيل من خطاب أوباما


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة “حرية وإنصاف” حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

     جانفي2009:https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm   فيفري 2009:https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm  مارس 2009:https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm أفريل 2009:https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


تونس نيوز:القرصنة المتكررة من أجل اغتيال الكلمة الحرة


مرة أخرى يتعرض موقع تونس نيوز لعملية قرصنة جبانة – يوم 10 جوان على الساعة الخامسة و ثماني وعشرين دقيقة مساء- وتخترق عناوين قرائه كلمات نابية منافية للإخلاق تعبر عن نذالة مرتكبي هذا الجرم وقذارة أساليبهم… وفريق تونس نيوز إذ يستنكر هذا الفعل الجبان فإنه لا يسعه إلا أن يعتذر لقرائه الأوفياء عما لحقهم من أذى ويتعهد بمواصلة المشوار ورفع التحدي داعيا كل القوى الحرة والمناصرة لحق التعبير أن تقف صفا واحدا في مواجهة هذه القرصنة الجبانة لأن من يغتال الكلمة الحرة فقد إغتال فينا حق الحياة….!

عن أسرة تونس نيوز

 


تحية نضالية إلى أسرة تحرير موقع تونس نيوز


وصلني منذ قليل رسائل على أساس أنها مرسلة من موقعكم و تتضمن كلام بذيء أخجل من ذكره وفي نفس الإطار اتصل بي عدد من المتتبعين لنشرة موقعكم و أفادوا بنفس ما وصلني و أنا متأكد انها عملية قرصنة جبانة لموقع مثال للكلمة الحرة أتمنى لكم السيطرة على الخلل و التوفيق معز الجماعيJEMAI MOUEZ PDP GABES GMS 0021620013975 www.pdpinfo.org  
 
 


حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 10 جوان 2009

أخبار الحريات في تونس


1)    بتحريض من إدارة سجن مرناق ناظر غرفة يعتدي بالعنف على سجين الرأي محمود التونكتي: تعرض سجين الرأي محمود التونكتي المعتقل حاليا بسجن مرناق في الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والاثنين 8 و9 جوان 2009 إلى الاعتداء بالعنف المادي واللفظي من قبل ناظر الغرفة التي يسكنها مما خلف له أضرارا بليغة وانتفاخا وزرقة بالعينين وخدوشا بالوجه، وقد حاولت شقيقته زهرة التونكتي التي زارته يوم الاثنين 9 جوان 2009 رفقة والدته الطاعنة في السن و التي لم تره منذ عدة أشهر مقابلة مدير السجن الضابط عماد الدريدي إلا أن كل محاولاتهما باءت بالفشل خاصة وأنه لم يسمح لهما بالزيارة إلا في الساعة السادسة مساء . وعائلة سجين الرأي محمود التونكتي تحمل إدارة سجن مرناق كل ما من شانه أن يمثل تهديدا لحياة ابنها خصوصا وأنه مصاب بداء السكري ويتعرض منذ مدة إلى مضايقات واعتداءات عديدة من قبل سجناء الحق العام الذين يمنعونه من الصلاة في حين تبقى إدارة السجن مكتوفة الأيدي وكأنها تشجعهم على هذا الفعل وهو ما يمثل انتهاكا خطيرا لقانون السجون. 2)    إيداع مجموعة حزب التحرير بسجن المرناقية: تم صباح اليوم الأربعاء 10 جوان 2009 إحالة 18 متهما بالانتماء إلى حزب التحرير الإسلامي على وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس وقد أذن وكيل الجمهورية بإيداعهم سجن المرناقية لمقاضاتهم من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وعقد اجتماعات بدون رخصة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


** قضية الرابطة أمام محكمة التعقيب


تنظر الدائرة الثالثة بمحكمة التعقيب غدا الخميس 11 جوان في القضية عدد 2001/11692 المتعلّقة بالطعن في المؤتمر الخامس للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان. وكانت الهيئة المديرة للرابطة قد تقدّمت بطعن في الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 81188 بتاريخ 21 جوان 2001 والقاضي بإبطال أعمال المؤتمر وجميع القرارات والهيئات التي صدرت عنه وتكليف الهيئة المديرة بعقد مؤتمر في ظرف عام. وصدر ذلك الحكم بناء على شكوى تقدّم بها عدد من منخرطي الرابطة طعنوا من خلالها في المؤتمر الوطني الخامس في نهاية شهر أكتوبر 2000 بدعوى خروقات اجرائية وترتيبية شابت المؤتمر. ** طعن في شرعيّة الجلسة العامّة لهيئة المحامين قدّم محاميان طعنًا في شرعيّة الجلسة العامّة الخارقة للعادة التي عقدتها الهيئة الوطنية للمحامين يوم 9 ماي 2009 وذلك أمام الدائرة الأولى لمحكمة الاستئناف بتونس. وتعلق الطعن باجراءات المصادقة على النظام الداخلي وطريقة التصويت دون اللجوء الى الصندوق ودون احترام أهلية من يحق لهم التصويت ومن لا يحق في ظل تواجد غير المحامين داخل القاعة واعتماد طريقة رفع الأيدي في عملية المصادقة. ** أسباب تدني مستوى تعليم اللغة العربية ينعقد بداية من اليوم الاربعاء والى غاية يوم السبت بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بتونس، اجتماع لجنة الخبراء التي شكلتها المنظمة بهدف اعداد دراسة عن اسباب ومسببات تدني مستوى تعليم اللغة العربية، واقتراح خطة للتعاون بين الدول العربية في مجال تبادل الخبرات التدريسية في تخصصات اللغة العربية. وسوف تتم خلال هذا الاجتماع مناقشة الدراسة والخطة المشار اليهما، الى جانب دراسة كيفية الاستفادة من تجارب بعض الدول العربية في طرق تدريس اللغة العربية، تمهيدا للخروج بوثيقة شاملة تضم التوجهات المستقبلية الرئيسية للنهوض باللغة العربية وتدريسها. ويشارك في الاجتماع عدد من خبراء اللغة العربية في تسع دول عربية هي: الاردن وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسوريا والجماهيرية ومصر والمغرب. ** الدستور والانتخابات بمناسبة خمسينية إصدار دستور غرة جوان 1959، ينظم منتدى الفكر اليساري الديمقراطي بمقر حركة التجديد في شارع الحرية مساء يوم السبت القادم ندوة فكرية تقدم خلالها الأستاذة سناء بن عاشور مداخلة تحت عنوان “الدستور التونسي والاستحقاقات الانتخابية القادمة”. “الحبس كذاب” ينظم في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الجمعة مع الساعة الثانية والنصف ظهرا لقاء فكري مع الأستاذ فتحي بن الحاج يحيى لتقديم كتابه “الحبس كذّاب والحي يروّح”.  
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جوان 2009)  


نصّبوا أنفسهم خصما وحكما: زملاء من أعضاء المكتب التنفيذي الموسع يقررون “إقالة” المكتب التنفيذي


سمك “الشلبة” من الأسماك المعروفة في بلادنا. وهو يتميز بخاصية ينفرد بها دون بقية الأسماك. ميزة هذا السمك أنه يرعى نبتة بحرية مخدرة تجعل من يأكله يصاب بنوع من الفقدان المؤقت للإدراك والتمييز. وبالطلاع على البيان الذي أصدره بعض الزملاء عشية الثلاثاء 9 جوان 2009 تحت عنوان: “نتمسّك باستقلالية النقابة وحرية الإعلام وندعو إلى الاحتكام إلى الصحفيين في مؤتمر استثنائي استجابة لعريضة وقعها أكثر من 600 صحفي وعريضة سحب الثقة التي أصدرها ثلثا الصحفيين أقالت ما تبقى من المكتب التنفيذي”، يتبادر إلى الذهن أن عددا من الزملاء الذين كتبوا هذا البيان أفرطوا في أكل (الشلبة) خلال المأدبة التي أقامها لهم مسؤول سام بوزارة قطاعية يوم الأحد 31 ماي 2009 بأحد المطاعم الفاخرة بضاحية قمّـرت البحرية، مما جعلهم يفقدون البعض من صوابهم ومن ملكة التمييز!؟ زملاؤنا المحترمون أكدوا في بيانهم تمسكهم باستقلالية النقابة. وهو ما كان سيحسب لهم حقا لو أنهم همسوا على الأقل بأنهم يرفضون تدخل مديري المؤسسات الإعلامية في عمليات توقيع “عريضة الإقالة” التي يروّجون لها. ويؤكدون تضامهنم الكامل مع كل الزميلات والزملاء الذين انتزعت منهم إمضاءاتهم تحت التهديد والإكراه!؟ زملاؤنا المحترمون أكدوا إصرارهم على خيار الاحتكام إلى المنخرطات والمنخرطين في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمختلف أجيالهم وانتماءاتهم، لكنهم لم يشيروا إلى أنه علينا انتظار خمسة أيام أخرى حتى تبدأ عملية تحديد هؤلاء المنخرطين بعد تعليق قائماتهم. ذلك أنه لا يمكن الاحتكام لجسم لم تتشكل حدوده بعد!؟ فالمحتكم إليه يجب أن تكون له الصفة القانونية. وهذه الصفة لا تتكون إلاّ بعد تعليق القائمات النهائية للمنخرطين؟ زملاؤنا المحترمون صرّحوا بأن حسم الخلافات يكون عبر احترام القانون الأساسي والنظام الداخلي ، وهم محقون بكل تأكيد في ذلك. لكن هل احترموا القانون الأساسي والنظام الداخلي للنقابة عندما فوضوا أنفسهم سلطات لا يملكونها!؟ ألم يعلموا بأن هاتين الوثيقتين متوفرتان على ذمة الصحفيين ويمكنهم محاججتهم بها!؟ زملاؤنا المحترمون لاحظوا أن المكتب التنفيذي للنقابة قد أصبح “مكتبا تنفيذيا مُقالا” طبقا للفصل 39 من القانون الأساسي وذلك بمقتضى عريضة سحب الثقة التي أمضتها أغلبية واسعة من الصحفيات والصحفيين. لكن ألم ينتبهوا إلى أن مجرد إمضاء العريضة على فرض عدم وجود مطاعن فيها، لا يعني آليا إقالة المكتب التنفيذي. ذلك أن الإقالة لا تتم إلاّ إذا صوت المؤتمرون ضد التقرير الأدبي الذي يقدمه المكتب التنفيذي، وهو ما يحرم أعضاءه من تجديد ترشحهم حسب مقتضيات الفصل 41 من النظام الداخلي!؟ زملاؤنا المحترمون ذهبوا إلى اعتبار أن “كل القرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي المُقال منذ 26 ماي 2009 والمعلنة في بيانه ليوم 6 جوان 2009 وما سبقها، إنما هي قرارات غير شرعية تؤكد مواصلته خرق القانون والهروب من المسؤولية. ونؤكد أن القرار القانوني الوحيد المخول له بعد إقالته هو الدعوة إلى عقد المؤتمر الاستثنائي وتحديد موعده وإفساح المجال للصحافيين لحسم الأمر”!؟ لكن ألم ينتبهوا إلى أن الفصل 39 من النظام الداخلي ينصّ بشكل واضح وصريح على أنه ” عند انعقاد مؤتمر استثنائي على معنى أحكام الفصل 39 من القانون الأساسي بسبب شغور يتجاوز ثلاثة أعضاء أو بسبب عريضة قانونية لإقالة المكتب التنفيذي تمضي عليها الأغلبية البسيطة من الأعضاء العاملين، فإن المكتب التنفيذي المتخلي يبقى مسؤولا إلى حين انعقاد المؤتمر الانتخابي الاستثنائي”!؟ إذن والحال وذلك هل لمسؤولية المكتب معنى آخر غير أنه يمارس صلاحياته كاملة إلى حين عقد المؤتمر الاستثنائي؟ زملاؤنا المحترمون في تقديرهم “أن الدعوة إلى جلسة عامة يوم 26 جوان 2009 ومكتب تنفيذي موسع يوم 30 جوان 2009 هو مناورة تمويهيّة يائسة جاءت بعد اتخاذ سلسلة من القرارات غير الشرعية وأن الهدف من ورائها هو الالتفاف على إرادة الصحافيين الحرّة ومحاولة دفعهم إلى المصادقة على قرارات متخذة سلفا”؟ فهل أصبحت دعوة الصحفيين للاجتماع لتدارس أوضاعهم والاطلاع على مجرياتها مناورة تمويهية هدفها الالتفاف على إرادة الصحفيين!؟ زملاؤنا المحترمون احترزوا على قيام النقابة بطعن قضائي في العريضة التي وجهوها للمكتب التنفيذي بواسطة عدل منفذ!؟ أليس هذا العدل المنفذ مساعدا قضائيا؟ ثم ما ضير زملائنا المحترمين في تظلم النقابة للقضاء!؟ أليسوا واثقين من صحة وقوة موقفهم القانوني!؟ أعود للفصل 39 من النظام الداخلي لأسأل زملائي المحترمين: هل يدركون معنى عبارة “عريضة قانونية” الواردة بهذا الفصل؟؟ المكتب التنفيذي أكد بشكل واضح لا لبس فيه في بيانه بتاريخ 6 جوان 2009 أنه لن ملتزم بالقانون الأساسي للنقابة وبنظامها الداخلي، وأنه ملتزم بكل ما يقرره الصحفيون في إطار نقابتهم باعتبارهم مصدر السلطة والشرعية. كما أكد بأنه سيبتّ في “عريضة الإقالة” حال تعليق القائمات النهائية للمنخرطين. فما الذي يريدونه من المكتب أكثر من ذلك!؟ هل قدّر المندفعون من زملائنا على جناح إمكانات السلطة، خطورة أي شرخ قد يحصل بالنقابة على المهنة وعلى البلاد؟ أم أن بُعد نظرهم يعيقهم عن النظر أمامهم!؟ هذه نقابتننا وستبقى عزيزة عصية على الطامعين، ولو كره الكارهون عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة مستقلة مناضلة زياد الهاني  
 

فيما يلي نص بيان الزملاء

 

 
“نتمسّك باستقلالية النقابة وحرية الإعلام وندعو إلى الاحتكام إلى الصحفيين في مؤتمر استثنائي” استجابة لعريضة وقعها أكثر من 600 صحفي وعريضة سحب الثقة التي أصدرها ثلثا الصحفيين أقالت ما تبقى من المكتب التنفيذي. نحن الأغلبية المطلقة لأعضاء المكتب التنفيذي الموسّع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المنتخبين من قبل الصحفيين: تمسّكا منـّا باستقلالية نقابتنا وتفاعلا مع الإرادة التي عبّر عنها الصحافيون في المؤتمر الأول للنقابة والمتطلعة لإعلام وطني تعددي ومتطور. وإصرارا على خيار الاحتكام إلى المنخرطات والمنخرطين في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمختلف أجيالهم وانتماءاتهم، واقتناعا منا بأن حسم الخلافات يكون عبر احترام القانون الأساسي والنظام الداخلي بعيدا عن أساليب المماطلة والتسويف، نعلن ما يلي : أن المكتب التنفيذي للنقابة قد أصبح “مكتبا تنفيذيا مُقالا” طبقا للفصل 39 من القانون الأساسي وذلك بمقتضى عريضة سحب الثقة التي أمضتها أغلبية واسعة من الصحفيات والصحفيين والتي تسلمها يوم 26 ماي 2009. مطالبتنا المكتب التنفيذي المُقال باحترام الصحافيين والكف عن الاستخفاف بهم ومغالطتهم وإدخال البلبلة في صفوفهم ودعوته إلى الامتثال إلى إرادتهم بعقد المؤتمر الاستثنائي. أن كل القرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي المُقال منذ 26 ماي 2009 والمعلنة في بيانه ليوم 6 جوان 2009 وما سبقها، إنما هي قرارات غير شرعية تؤكد مواصلته خرق القانون والهروب من المسؤولية. ونؤكد أن القرار القانوني الوحيد المخول له بعد إقالته هو الدعوة إلى عقد المؤتمر الاستثنائي وتحديد موعده وإفساح المجال للصحافيين لحسم الأمر. رفضنا لطرد الصحفيين أو تجميدهم من النقابة بدون موجب قانوني واعتبارنا قرار تجميد عضوية الزميل جمال الكرماوي إجراء غير مبرر القصد منه هو محاولة التأثير على الأغلبية داخل المكتب التنفيذي الموسع وتعطيل عمله. كما نسجل حالة التخبط التي تردى فيها المكتب التنفيذي المُقال الذي كان أعلن في بيان أصدره يوم 2 جوان 2009 أنه سيفتح تحقيقا في ما زعم أنه “تسريب لوثيقة داخلية” ثم عاد فقرّر بعد 4 أيام فقط تجميد عضوية رئيس لجنة الحريات، علما بأن وثائق النقابة ليست وثائق سرّية وإنما هي علنية ومفتوحة لعموم الصحافيين والرأي العام. مع تأكيد تمسكنا المبدئي بالعودة إلى الصحافيين والاحتكام إليهم في القضايا الأساسية التي تهم نقابتهم، فإننا نعتبر أن الدعوة إلى جلسة عامة يوم 26 جوان 2009 ومكتب تنفيذي موسع يوم 30 جوان 2009 هو مناورة تمويهيّة يائسة جاءت بعد اتخاذ سلسلة من القرارات غير الشرعية وأن الهدف من ورائها هو الالتفاف على إرادة الصحافيين الحرّة ومحاولة دفعهم إلى المصادقة على قرارات متخذة سلفا. أسفنا للجوء المكتب التنفيذي المُقال مباشرة إلى القضاء في واقعة غير مسبوقة ودون عرض الخلاف القائم مسبقا على الهياكل الشرعية للنقابة. 1. جمال الدين كرماوي 2. محمد بن صالح 3. كمال بن يونس 4. الحبيب الميساوي 5. لطفي التواتي 6. عفيف الفريقي 7. توفيق العبيدي 8. سنية عطار 9. عبد الكريم الجوادي 10. محمد حميدة 11. سارة حطاب 12. سلاف الحمداني 13. روضة ركاز 14. رشيدة الغريبي 15. محمد سامي الكشو 16. بشير الطنباري 17. نجم الدين العكاري

(المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 10 جوان 2009) الرابط:http://journaliste-tunisien-11.blogspot.com/2009/06/blog-post_7545.html

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تهنئ لبنان


مرة أخرى يصنع لبنان الحدث، مسقطا كل خيارات العجز والتثبيط والهزيمة والانحطاط وذرائع التسلط والوصاية. فكما أسقطت مقاومته الباسلة أسطورة الجيش الذي لا يقهر، باعثة في الأمة روح النخوة والأمل والانتصار، هاهي تجربته الديمقراطية- على ما عليها من مآخذ- تسجل انتصارا هاما ،حيث أدارت  الحكومة انتخابات نزيهة شهدت لنزاهتها وأقرت بنتائجها كل الأطراف المشاركة فيها على حد سواء، المعارضة قبل الموالاة، وذلك في مجتمع زاخر بتعددية هي من الاتساع والتنوع بما لا نظير له في أي بلد عربي آخر، حيث تتضاءل الفوارق ويقل التعدد ويغلب الانسجام كما هو حال معظم المجتمعات العربية وفي طليعتها المجتمع التونسي، بما يسقط كل ذريعة يتوسل بها الدكتاتوريون لتأجيل الديمقراطية أو فرض الوصاية على شعوبهم أو ممارسة الاستثناء بذريعة الخشية من التحارب الأهلي!! إن لبنان الحضارة يقدّم للمجتمعات العربية درسا هاما، مؤكدا مرة أخرى  أن الديمقراطية ممكنة في كل المجتمعات ، لا يصد عنها ولا يؤجلها غير إصرار الدكتاتوريات على الاستمرار إلى الأبد في احتكار السلطة والثروة والانفراد بتقرير مصائر شعوبها، من ناحية وتقاعس النخب السياسية والفكرية- من ناحية أخرى- عن قيادة تلك الشعوب في طريق نضال جاد من أجل رفع كل الوصايات وإرساء ديمقراطيات حقيقية لا تقصي أحدا،يعترف بنتائجها الخاسر قبل الرابح لأن الجميع رابحون في المحصلة. إن حركة النهضة تهنئ الفريق الفائز وكل شعب لبنان الذي أثبت مرة أخرى أنه شعب متحضر، جدير باحتضان المقاومة ومشاريع التحرير والتنمية.  لندن في 9 جوان 2009 16 جمادى الثانية 1430 رئيس حركة النهضة  الشيخ راشد  الغنوشي

 


 
 
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي الصادق الوعد الأمين   إعلام -من هند الهاروني – تونس

الإربعاء 10 جوان 2009- 16 جمادى الثانية 1430   منذ هذا المساء، يوجد عون أمن من فرقة الإرشاد التابعة لمنطقة قرطاج  أمام منزلنا ./.   Avis Hend Harouni-Tunisie   Mercredi 10 Juin, 2009   Depuis cet après-midi, un agent de la police des renseignements du District de Carthage se trouve devant notre maison ./.  

Information Hend Harouni-Tunisia

  Wednesday 10th June, 2009   Since this afternoon, in front of our house there is an agent of Carthage police District./.


لمصلحة  من يقع تأخير مؤتمر  النقابة العامة للتعليم الثانوي ؟


بقلم : النفطي حولة –  ناشط نقابي  وحقوزقي –بتاريخ 9:- جوان 2009

انتهت المدة النيابية للنقابة  العامة للتعليم الثانوي منذ مارس 2009 وما زال المؤتمرلم يحدد بعد. ولسائل أن يتسائل ماهي المطالب التي تحققت للقطاع في ظلها ؟  وما هي مصلحة القطاع في تأخير المؤتمر ؟  أولا وبدون تحامل عن النقابة العامة الحالية  رزمة المطالب التي طالب بها المؤتمرالأخير لا يزال الكثير منها لم يتحقق .ويأتـي على رأس هذه المطالب القانون الأساسي , ولعل الكثير من النقابيين سيتفاجأ بهذا النبأ . اذ كيف يعقل لقطاع في حجم التعليم الثانوي  أن يبقى دون قانون أساسي  جديد ينظم  المهنة ويعطي لكل ذي حق حقه علما أن القانون الحالي هو منذ الستينات كما أن هذا المطلب مزمن  في تاريخ القطاع ؟.كما أن الحق في التقاعد في سن الخمسة والخمسين بصفة اختيارية  لما لمهنة التعليم من مشاق ومتاعب مضنية وقع الاعتراف بها في كل أنحاء العالم لم تستجب اليه سلطة الاشراف لا في الدورات السابقة ولا في الدورة الأخيرة  والحال أنه مطلب مشروع وشرعي . وفي هذا الاطارأكدت كل الدراسات الميدانية أن العديد من الأساتذة في هذه السن اما يكونون عرضة لأمراض القلب والشرايين أو عرضة لمرض الأعصاب من جراء الارهاق العصبي أويصابون بمرض السكري وضغط الدم لما للمهنة من ضغوطات عصبية ونفسية شديدة وبالتالي هذا يعطي الحق الاختياري لكل من يريد أن يتقدم بمطلب في التقاعد أن يتحصل عليه .وفيما يخص الاصلاح المزمع القيام به في مدارس المهن بعد عدة دراسات في الغرض في اطار أيام دراسية للقطاع  لم تر النور الى حد الآن . زيادة الى ظروف العمل التي ازدادت سوءا بتنامي ظاهرة العنف المدرسي والتسيب التربوي فأصبح الأساتذة عرضة للاعتداآت المادية واللفظية والمعنوية .وفي نفس الصدد لم يتقدم مطلب حرية العمل النقابي داخل المؤسسة التربيوية قيد أنملة وبقي الحق في الاجتماع داخل قاعات الأساتذة ممنوع .وتمادت وزارة الشباب والطفول  في مماطلتها ضد تطبيق ما جاء في اتفاقية 24مارس  2005.اذا فما الذي تحقق في رزمة المطالب ؟ المطلب الوحيد هو الحق في مكافئة الأساتذة ماديا في مراقبة الامتحانات الوطنية والحق في منحة العودة المدرسية والذي بدوره لا يستجيب لطموحات الأساتذة وآمالهم في الحد من تدهور المقدرة الشرائية . فماهي المصلحة اذا أمام هذه الظروف في تأجيل المؤتمر ؟ فلنتفق أولا على أنها ليست مصلحة الأساتذة الذين يعانون الأمرين ماديا ومعنويا فظروف العمل أصبحت لا تطاق والأساتذة أصبحوا يعملون في ظروف  لايتوفر فيها في بعض الأحيان أدنى الضمانات الأمنية .أما عن الجانب المادي فحدث ولاحرج فالأستاذ أصبح مثقلا بالعديد من التكاليف المادية التي تخص الشؤون البيداغوجية والعلمية والمعرفية  زيادة على غلاء المعيشة .واذا كنا قد اتفقنا على أن تأجيل المؤتر ليس لصالح الأساتذة  فهل هو في صالح النقابيين الغيوريين على القطاع ومطالب الأساتذة ؟ بالطبع لا لأن النقابيين معنيون بتحقيق الحد الأدنى من المطالب المادية والمعنوية التي تستجديب لكرامة المدرس . اذا بقي طرف واحد يستفيد من تأخير المؤتمرهو باختصار البيروقراطية النقابية  وكل  من  تواطىء معها ابتداء من أعضاء النقابة العامة الى أعضاء الهيئة الادارية . لماذا نقول بذلك ؟ السبب في اعتقادي بسيط وهو أن ترتاح المركزية النقابية وكل من تحالف معها من أعضاء النقابة العامة  على الأقل سنة أو أكثر مما يمكن أن يجرها الى ساحة النضال والتعبئة من جديد في سبيل تحقيق مطالب لم تتحقق بعد والتي ترى فيها ضمنيا أبعادا سياسية  يمكن أن تحرجها مع السلطة خاصة وسط قطاع مازال يعتبر متماسكا نقابيا .                                                                                            

يحدث في الاتحاد الجهوي بمدنين : ضريبة الاستقلالية

على خلفيّة المؤتمر الأخيرللنقابة الاساسية للمالية بمدنين  وصعود تشكيلة متناغمة مستقلة في مواقفها وقرارها في مقابل السقوط المدوّي للمرشّح الذي وقف الاتّحاد الجهوي للشغل وراؤه  بكل ثقله وسعى إلى دعمه بكلّ الوسائل، تتعرّض النقابة  الأساسيّة للمالية منذ ذلك الوقت إلى أنواع مختلفة من الضغوط من مختلف الجهات ولاسيّما من الاتّحاد الجهوي، بدءا من المساومات الرخيصة وانتهاء بإلصاق شتّى التّهم بأعضاء النقابة، ولعلّ آخر هذه التقليعات ما فعله مرشّح المكتب التنفيذي الذي لم يتمكّن من النجاح في مؤتمر النقابة الاساسية إلى العمل على إفشال إضراب الماليّة الأخير بتاريخ 28 ماي الفارط ،والتشكيك في مبدئيته رغم أنّه إضراب وطني، إذ تعمّد إطلاق شائعات مختلفة وسط زملائه الذين لم يتجاوبوا معه وندّدوا بممارساته واحتجّوا لدى النقابة والاتّحاد الجهوي باستثناء مجموعة لا تتجاوز السبعة من المشبوهين حسب تقييم أعوان الماليّة أنفسهم، بل وصل به الأمر حدّ ترويج عريضة دون إمضاءات يهاجم فيها النقابة الأساسيّة، ويتّهمها بالعمل على تقسيم قطاع الماليّة وضرب وحدة الصفّ فيه ، واستغلال النفوذ،ويعترف فيها صراحة بالعمل على إفشال الإضراب نكاية في النقابة،ويهدّد بالانسلاخ وسحب انخراطه من الاتّحاد، وقد عبّر كثير من النقابيّين حتّى من خارج الماليّة عن استغرابهم من تواطؤ الاتّحاد الجهوي بمدنين مع هذا الشخص وسكوته على ممارساته التي تضرّ بالعمل النقابي في الجهة عموما، واعتبروا ما تتعرّض له نقابة الماليّة ضريبة لاستقلاليتها ونضاليتها ليس على المستوى الجهوي فحسب بل حتّى على المستوى الوطني، ولا يزال أعضاء نقابة الماليّة يمارسون سياسة ضبط النفس مع هذه التصرّفات ، ويؤكدون أنّها لن تضرّ إلاّ صاحبها ومن يقف وراءه من أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي، وربّما سيفكرون إذا تواصل صدور مثل هذه الممارسات في رفع تقرير في الغرض إلى النظام الداخلي الجهوي والوطني وإلى الجامعة العامّة، هذا وتعتبر نقابة الماليّة بمدنين إحدى المكاسب الكبرى للجهة في المستوى النقابي. نقابي من مدنين  


شباب جندوبة لا حول ولا قوة له :من يحميه من التجاوزات الخطيرة ؟


الشباب منصف بن بوزيان شهبي القاطن بالصرية اتصل بي  بعدما اقتيد الى منطقة الأمن الوطنب يجندوبة من قبل رئيس فرقة مكافحة الأرهاب ومنها الى مقر وزارة الداخلية صرح لي ان التعذيب الذي تعرض اليه في مقر الفرقة اهانة لكرامة البشر البريء ان البحث انصب على لماذا يمارس الرياضة ولماذ يضع على ذمة الناس امام متجره قلة ماء ؟ لقد بحثه العون المذكور  بأن ممارسة الرياضة هو تقوية للنفس فأنت بالتالي جهادي سلفي اما وضع قلة الماء الصالح للشراب فإن غرضه استمالة الشباب .ان الأمر غريب في هذا الزمن اهذه دولة المؤسسات والقانون يا عجبي من هذا الزمن  لقد زرته يوم 9 جوان في مكان اقامته اعلموني يوم 10 جوان 2009 بعد الزيارة بيوم ان فرقة اخرى اقتادته  الى احدى المراكز لا نعلم اي الفرق والسبب على ما يبدو قبوله لزايارتي اننا نطالب في مكتب الحريات في الحزب الديمقراطي التقدمي بإيقاف هذه الإنتهاكات الخطيرة التي تحصل لشباب جندوبة وعلى القضاء التونسي ان يوقف هذا الخطر على الحريات انني املك بحوزني 13 شهادة لشباب جندوبة تعرضوا الى انتهاكات خطيرة ونعد الأن ل13 دعوى قضائية هذه الفرقة نحن نطالب ان تعمل هذه الفرقة طبق القانون وتعتقل كل من تثبت عليه افعاال اجرامية الأستاذ رابح الخرايفي

 


تأبّط خطرا
بقلم: جيلاني العبدلي

أحدُ قُرّاء صحيفة المعارضة من الحُرفاء الأوفياء، توقّف ذات مساء أمام محلّ لبيع المجلاّت والصّحف وغيرها من الأشياء، وسأل في الحال صاحبه إنْ كان لديه العددُ الجديدُ من هذه الصحيفة النحيفة؟ فغمز صاحبُ المحلّ سائله ووضع سبّابته على شفتيه ، ورمز إليه بالكفّ عن السّؤال، ثمّ تلفّت يمينا ويسارا، وفحص الأمر وشخص، ثمّ تردّد مليّا وتلدّد جليّا قبل أن يدْلف إلى الرّف ويأتي بالصّحيفة الشّاحبة من الخلف وهو يطويها ويدفعُها إليه في وجل ويتباعدُ عنه في عجل. صديقُنا – سامحه الله- لمّا تلقّى صحيفته الفاضلة عجّل في فتحها، وجعل يتصفّحُها بعد أنْ دفع ثمنها، فإذا بصاحب المحلّ قد اندفع إليه ينشُلها منه ويطويها في حينه طيّا، ويدُسّها في جيبه دسّا، ويهمسُ إليه في أدب أن يحفظها في السّر ويسير بها على مبْعدة ولا يُجاهر بقراءتها على مقربة، ثمّ نبس إليه بموعظة أنْ يدْرأ مخاطر مُحقّقة ويأمن مكائد مُحْدقة، منْ باب حفظ النّفس والاتقاء من التهلكة، فاللهُ جلّ منْ قائل: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة” وصحيفةُ المعارضة تُهمة واضحة ثابتة، وعُقوبتها النّازلة إمّا مُعجّلة أو مُؤجّلة. رقّ صديقُنا لصاحب المحلّ واستحضر قولة المسرحي الشّهير شكسبير: “الخوفُ لا يُرهب غير القلب الفاسد” وانطلق في الآن لشأن يعنيه وأمر يأتيه ولسانُ حاله يُردّدُ قول الشّاعر وقدْ حبس أنفاسه: “كفى الشّعب ما يلاقي من القهر           وجُبْنا لدى الشّكوى والتّحاشي من الجهْر”   جيلاني العبدلي: كاتب صحفي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com
 


دعـــــــــــــــــــــــــــــوة

تدعو الفدرالية التونسية لمواطني الضفتين كافة الأصدقاء للحضور والمشاركة  في أمسية “المحبة والعرفان” لفقيد الشعـر والجامعة التونسية وساحة النضال الديمقراطي    الطاهــــــــــــــــر الهمّـــــامي    بحضور أفراد من أسرته    يوم الجمعة 12  جوان 2009    بداية من الساعة السابعة مساء  AGECA بقاعة      177  rue de Charonne 75011 paris  (Métro Alexandre Dumas)    البرنامج :    – عرض لمؤلفات الفقيد الطاهر الهمّامي  – قراءات شعرية لكل من الشاعرين كما بوعجيلة وكمال الغالي لبعض من أشعاره  – أغاني من شعره للفنان محمد بحر


مواطنة خارج أسوار الوطن

 كوثر الزروي المواطنة، قيل “هي وحدة الإنتماء والولاء من قبل كل المكون السكاني للوطن الذي يحتضنهم”. وقيل هي المشاركة في وطن واحد على قدر المساواة تحت سيادة القانون . وقيل هي نتيجة العقد الإجتماعي بين المجتمع والدولة، وضمانها خضوع طرفي العقد للدستور أو القانون الذي تواضعوا عليه. مواطنة كانت تحلم بتحقق هذه المعاني وتتمنى ذلك من كل قلبها، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه. منذ خروجها من بلدها في أوائل التسعينات من القرن الماضي وإقامتها بإحدى الدول الأروبية وهي تواكب باهتمام ما يجري وما يستجد من أحداث في وطنها الأم يحدوها الأمل في أن تكون الأيام قد أصلحت ما أُفسِد في الماضي، ذلك الماضي المليء بألوان الظلم والإضطهاد من سلب صارخ لأبسط قواعد الحرية الشخصية ومضايقة وتعسف وملاحقة، وكانت الصورة تزداد قتامة يوما بعد يوم إلى أن ضاق بها الوطن ضيقا استحالت معه الحياة الكريمة فكانت الإنتفاضة. انتفاضة الفريسة التي تستجمع ذرات القوة المنبثة في كيانها المنهك لمحاولة الإفلات من براثن الهلاك. كان ذلك تعبيرا عن الإستماتة في الرفض لذلك الوضع البائس، فكانت الهجرة إلى الشمال، إلى الضفة الأخرى للمتوسط حيث يسود القانون ويتربع القضاء على عرشه لاتُنَازَعُ سلطته. حطت بأحد مطارات أروبا حيث تم قبولها كلاجئة وفقا للقانون الأممي للجوء الساري في دول أوروبا الغربية، ثم أرسلت إلى مركز إيواء الاجئين. لم يكن من السهل أن تقبل هذا الوضع الجديد، جمهرة غفيرة من البشر تختلف ألوانهم وألسنتهم يصعب التواصل مع أغلبهم يزدحمون كل صباح أمام إدارة الملجأ ليطلعوا على نتائج توزيعهم على مختلف المدن للإقامة بها إقامة رسمية. ثم يصطفون أمام المطعم للحصول على وجبة الغداء ثم العشاء. وبين هذا وذاك ينتشرون في الساحة المعشبة للملجأ تغذيهم أشعة الشمس بالدفء الذي افتقدوه في أوطانهم. كما كان هذا الخليط غير المتجانس من البشر يذكرها بمشهد كثيرا ما يظهر في بعض الأفلام و هو مشهد مرضى الأمراض العقلية وهم يتجولون في باحات المستشفى أثناء فترات الفسحة المسموح لهم فيها بالتجوال خارج عنابرهم. كل الأفكار والمشاعر التي كانت تجول في خلدها كانت مشتتة ومتضاربة ماعدا شعورها بالأمان. وُلدَ هذا الإحساس بعد مخاض طويل عندما أقلعت الطائرة من المطار و بدأت “مواطنة” تتنفس الصعداء كلما ارتفعت الطائرة في الأجواء. إن ما أثلج صدر “مواطنة” في هذه التجربة القاسية شعورها بعد مغادرة الوطن بأنها تعامل وفقا للقانون المهيمن على الرغبات والأهواء الشخصية لمنفّذيه. و بمرور الأيام والسنين أصبحت “مواطنة” اللاجئة مواطنة مكتملة الحقوق مستشعرة لما عليها من واجبات نحو موطنها الجديد. إن المواطنة لم تكن مجرد شعار يتردد يقرع مسمعها من حين إلى حين بل كان واقعا تحياه عندما تقدم طلبا للحصول على جواز سفر فتلحظ سهولة الإجراءات و قيام الموظفين بواجباتهم حسب ما يمليه القانون. أو عندما تصلها بانتظام دعوات المشاركة في الإنتخابات دون أن تكلف نفسها مشقة الذهاب للتسجيل في القوائم الإنتخابية كما يحصل في بلدها فقد تُسجّل ولا تحصل على حقك في المشاركة بسبب التصنيف حسب الولاءات. كما تصلها من حين لآخر استشارات من المجلس البلدي للمدينة حول تغيير قوانين تنظيف الشوارع أو حول الجدوى من إقامة مركز جديد للتسوق بالمدينة من عدمها. بقدر ما تعزز هذه الأمور الشعور بالرضا والإمتنان، توقظ في الآن نفسه مشاعر الأسف و الحسرة على أن ذلك الشعور الإيجابي بالمواطنة لم يكن في المكان الذي كانت تتمنى أن يكون وطنا فسيحا فسحة الحقول الخضراء، وواسعا سعة القلب الرحيم لكل من حوله. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 9 جوان 2009)  


عنف متبادل بين شرطي مدني وفرقة تابعة للحرس


 المولدي الزوابي جدت يوم 4 جوان الماضي بشارع البيئة بجندوبة معركة بين شرطي كان يقود سيارته ودورية تابعة للحرس الوطني تعدّ أكثر من عشرة عناصر يقودهم ضابط. وتعود خلفية المعركة إلى استيقاف الدورية للشرطيّ أثناء حملة “رافل” وطلبهم وثائق هوّيته، وهو ما أدّى إلى مشادّة واستفزازات وكلام غير لائق من طرف الضابط،   وإزاء هذا الاشتباك انقض أعوان الحرس على الشرطي نصرة لرئيس دوريتهم وأشبعوه ضربا وركلا إلى حد الإغماء ليتمّ نقله للمستشفى الجهوي بجندوبة أين قضّى ليلته. وحسب مصادر مطلعة فان النيابة العمومية أمرت بفتح تحقيق في الغرض وكذلك التفقديّات العامة لكل من الشرطة والحرس التي فتحت تحقيقات إدارية حول الواقعة. من جهة أخرى علم راديو كلمة أن الشرطي اتهم أعوان الحرس بسلبه مبلغا ماليّا قدره خمسة آلاف دينار كان يصطحبها معه بالسيارة غير أنهم أنكروا ذلك. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 9 جوان 2009)

حين يصوّت الناس ضدّ “الرافل”… بأقدامهم


 معز الباي
عرفت جلّ المدن التونسيّة وقراها هذه الأيّام حملة شرسة من أجل التجنيد في الخدمة العسكرية، حملة أصابت الناس برعب غير مسبوق فلم يبق حديث يجري على لسان إلاّ ويكون “الرافل” موضوعه الأوّل. ولئن لم يكن هذا بالأمر المستغرب إذ يتكرّر قي كلّ دورة تجنيد، فإنّ ما أثار الاستغراب بل الاستنكار لدى أوسع الشرائح، وما أصاب الناس بالهلع والفزع هو الشكل الذي اتخذته الحملة هذه المرّة، فقد فوجئ الناس بشراسة وضراوة الملاحقات والمطاردات التي تحوّلت بشكل كاريكاتوري لا تجيد إخراجه إلاّ أجهزتنا الأمنيّة إلى ما يشبه رحلة “سافاري” في أدغال إفريقيا لصيد البشر، تلك الرحلات التي أتقنها قديما تجّار الرقيق، والتي خبرتها قبائل إفريقيا المنكوبة لعهود طويلة. ما دفعني لهذا التصوير الكاريكاتوري ليس اندفاعة خيال أفرزها “الأدرينالين” المتدفّق بسبب الفزع، وإنما اندفاعة الحماس المريبة لدى رجال أمننا التي حوّلت الملاحقات والمطاردات – والتي هي ممنوعة قانونا – إلى فرصة لممارسة أشكال مخزية من الانتهاكات ولترويع المواطنين المسالمين الذين لا يمكن بحال أن يقع اتهامهم بتكوين وفاق من أجل الفرار من الخدمة العسكرية ولا بنشر إشاعات من شأنها تعكير الصفو العامّ مفادها أن الخدمة الوطنية عقوبة تسلّط اليوم على أكثر الشرائح إزعاجا للسلطة – شرائح المعطّلين وعمّال المناولة وأقنان قنوات التشغيل الهشّة… – لأنّ الفرار من الخدمة العسكرية غدا حقيقة يجب التعامل معها بموضوعيّة والتساءل عن أسبابها بدل الجعجعة بمقولات فقدت معناها منذ زمن من نوع الواجب الوطني المقدّس (والمقدّسات عادة ما تحدث في نفوسنا بمفعول الانعكاس الشرطي خرسا وعيّا لا يمكن تجاوزه إلاّ بالإقرار بخطيئة التفكير المحرّم وإعلان التوبة)، ولأنّ من يكتوون حقيقة بنار الخدمة العسكرية الإجبارية هم أبناء تلك الشرائح المهمّشة التي لا تستطيع أن تجد لها واسطة أو مبلغا من المال تدفعه خلسة إلى جيب اكتنز من مخاوف المواطنين، ولا يمكنها أن تدفع معاليم التعيينات الفرديّة، ولا أن تظهر في عيون الصيّادين بمظهر الفرائس غير المحبّذة (هل جرّبتم لحم الطاووس؟)… تحضرني وأنا أفكّر في حملات رافلنا المقدّسة صورة الفرعون الإله المقدّس الذي يجنّد شعبا بأكمله (معذرة بل أفقر فئاته) من أجل خدمة الآلهة – تحت وقع السياط – لبناء هرم أو قصر أو معبد، بحجّة أنه واجب مقدّس، فهل يمكننا أن نتصوّر أولئك المسحوقين بسياط الزبانية يهلّلون فرحا بخدمة الإله؟ كما تحضرني في الزاوية المعاكسة صورة لشعب بأكمله يصوّت ضدّ التجنيد الإجباري بعد أن أغلقت في وجهه مجالس التصويت (بمعنى الانتخاب) وتحوّلت إلى مجالس للتصويت (بمعنى الانتحاب والبكاء بأعلى الصوت) لكنها هنا لا تندب ميّتا وتعدّّد محاسنه حتى نقول “واذكروا موتاكم بخير” وإنما تعدّد محاسن الزعيم الحيّ الأبديّ الذي لن يموت ولو شاءت البيولوجيا… (والحديث هنا يطول وربّما يجرفنا بعيدا عن موضوعنا)؛ قلت أنّ شعبا بأكمله – بعد أن أغلقت في وجهه مجالس التصويت الأولى – يصوّت بأقدامه فرارا من الخدمة العسكريّة الوطنيّة المقدّسة. وهنا دعوني أتساءل حول معنى هذه الظاهرة – ظاهرة الفرار من أداء الواجب الوطني المقدّس – فهل هو خلل في هرمونات الوطنيّة التي تحقنها صباحا مساء وسائل الإعلام وبرامج التعليم في عروقنا وعروق أبنائنا من خلال خطاب مستعاد؟ أم أنّ للأمر وجها آخر؟ أعتقد أنّ الإجابة تحملها طيّات السؤال، فأيّ معنى للوطنيّة ومفهوم المواطنة مضروب مداس في بلد الأمن والأمان الذي يداس فيه الإنسان؟ وكيف يمكن للتونسي أن يشعر بالانتماء لوطن وأن يقتنع بوجوب الدفاع عنه والتجنّد في سبيله وهذا “الوطن” تلغيه حكومته وتسحقه أجهزة دولته وتنفي مواطنته وتمتهنها كلّ يوم ممارسات رجالها؟ ثمّ كيف يمكن الحديث عن خدمة وطنيّة لا يستوي فيها الذين يملكون والذين لا يملكون؟ يبقى لنا أن نحاول فهم سبب هذه الحملة المستشرسة أو فلنقل أسبابها فقد “تعدّدت الأسباب والرافل واحد”، فمن جهة تسعى السلطة إلى الحدّ من تفاقم ظاهرة البطالة ومن التخلّص من المعطّلين ومن الشرائح “السّاخنة” والمحتجّة وتأجيل انفجار أيّ أزمة محتملة لما بعد “العرس الانتخابي” لسنة 2009 الذي تريده حدثا “نظيفا” بدون تشويش ولا مشاكل، فتتحوّل بذلك الثكنات إلى معسكرات اعتقال ضخمة يتمّ فيها ترويض الشباب الغاضب وكسر شوكته وتعويده الطاعة والامتثال، وليس مستغربا أنّ الكثيرون لاحظوا تركّز هذه الحملات خاصّة في المناطق الساخنة اجتماعيّا مثل منطقة الحوض المنجمي أين أخذت شكل حملة تصفية بما يوحي بتسليط عقاب جماعي على الأهالي الذين خرجوا يحتجّون مطالبين بحقّهم في الشغل والعيش الكريم والتنمية العادلة فواجههم الرصاص، وغربلت أكثر الأصوات إزعاجا المحاكمات، ويأتي التجنيد ليكمل ما تبقّى من المهمّة. كما أنّ هذه الهجمة الشرسة يمكن اعتبارها نوعا من استعراض العضلات وإبداء “حمرة العين” إزاء المجتمع الذي بدأ التململ يتصاعد في خطابه مع أبخرة الغضب أمام ترهّل المقدرة الشرائيّة وانعدام آفاق التشغيل وانتشار ظاهرتي البطالة و”الحرقة” (وربّما كان لازدهار الحرقة دور في استشراس السلطة في حملاتها التجنيديّة في علاقة بإملاءات دوائر القرار العليا) وفشل الخيارات الاقتصاديّة والسياسيّة للحكم – وقد ثبت بالكاشف أنّ نظام الحكم المتّبع في بلادنا هو نظام “أمنوقراطي” بامتياز يعتمد منطق ترهيب المجتمع من أجل تركيعه – خاصة في سنة انتخابية حرجة بالنسبة للسلطة تصاعدت فيها حدّة الاحتجاجات الاجتماعية وعجزها عن تقديم حلول مع ثبوت عدم نجاعة خطابها المكرور بأن الوضع بخير. دون أن ننسى طبعا الموارد الماليّة التي تتدفّق في جيوبها من خلال معاليم التعيينات الفرديّة التي تقتضي بدورها انتقاء المنتفعين بها والذين عادة ما يكونون من الشباب المستقرّ اجتماعيّا (يعمل عملا قارّا) وبالتالي لا يشكّل مصدر توتّر بالنسبة للحكم. أعتقد أنّ مراجعة موضوعيّة وعقلانيّة لمسألة التجنيد الإجباري أمست ضروريّة، فالخدمة الوطنيّة لا يمكن بحال أن تكون بالإكراه كما لا يمكن إكراه الناس على الشعور بالمواطنة، إذ تبقى المسألة رهينة وعي الشباب بأهمّيّة هذه الخدمة، وهي المهمّة التي يعسر تسويغها، خاصّة إذا وضعنا في الحسبان ما يمكن أن تسببه الخدمة العسكرية من شلل في الأداء الاقتصادي لأهمّ الشرائح العمريّة: الشباب، إذ لا يخفى على أحد ما يمكن أن يسبّبه التجنيد سنة كاملة من مشاكل اقتصاديّة للمجنّدين خاصّة منهم أولئك الذين يكون وضعهم المهني هشا وهم الأكثريّة، إلى جانب ما يمكن أن تسببه من عوائق أمام الشباب الساعي للبحث عن شغل ولأولئك الذين يحاولون بعث مشاريع… أضف إلى ذلك ما يشعر به التونسي من عدم جدوى الخدمة العسكرية خاصّة وأن المعركة الوحيدة التي خاضها الجيش التونسي بعد الجلاء كانت ضدّ الجراد الصحراوي وأنّ الغزو الوحيد الذي حققه جيشنا المظفّر كان غزو الصحراء في “رجيم معتوق” وتخضيرها وهي معركة كان أبطالها من المعتقلين السياسيّين ولا كرامة لجيشنا فيها. لقد أصبح اليوم من الضروريّ البحث عن بدائل للخدمة العسكرية تناسب طبيعة مجتمعنا خاصّة وأنّ الجراد الصحراوي بعيد اليوم عن أن يهدّد فلاحتنا الهزيلة، وأنّ الغزو الوحيد الذي يعترض حدودنا هو الغزو الاقتصادي ولا أعتقد أن جنودنا قادرون – مهما تدرّبوا على مقاومته – بل ربما كان تجنيدهم عقبة تهدّد اقتصادنا. فمتى ستصغي حكومتنا لصوت أقدامنا وتستفتيها في مسألة التجنيد؟ (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 9 جوان 2009)  
 

واحد وعشرون سنة من الأرق


 صابر التونسي نقلت جريدة الشروق أن مواطنا تونسيا لم يذق طعم النوم منذ واحد وعشرين سنة وذكرت أنه “كان يعيش حياة طبيعية كغيره من البشر إلى أن تغيرت حياته فجأة في أواخر سنة 1987 حيث طار النوم من عينيه ولم يعاوده من حينها أبدا، رغم محاولته الإستعانة بالأطباء والمشعوذين ولكن دون جدوى. وهي حالة وإن كان ظاهرها فيه غرابة ولكنها متطابقة مع حالة أخرى وهي حالة البلد بأسره الذي تغير وضعه فجأة فأصبح يعيش حالة من الأرق والتقلب منذ نفس التاريخ! …. بل أتوقع أن ناقل خبر الشروق قد تعمد اجتناب تحديد تاريخ بداية المشكلة مع المواطن المذكور فجعلها في نهاية سنة 87 من القرن الماضي! لأنه لو استعمل سبعة أخرى في التاريخ لكان متآمرا ولوجهت له تهمة الثلب وإثارة البلبلة! زاد الأطباء والمشعوذون من سوء حالته كما زاد السياسيون والمنافقون من تردي حالة البلد! … تشابه يكاد يتطابق! … مواطن أصيب بالأرق منذ واحد وعشرن سنة، أما بقية المواطنين فقد أصيبت طائفة منهم بنفس الداء وأصيبت طوائف أخرى بالسبات العميق وصل الحال ببعضها إلى الموت الدماغي أو السريري ولم يبق لها إلا انتظار الإنتقال إلى باطن الأرض! وهناك من ينام ويصحو فوق كرسيه منذ 21 سنة يتشبث به ويعض عليه بالنواجذ ويأبى أن يغادره طرفة عين حتى لا يثب عليه غيره! … وهو يهم بأن يترك وصية مفادها أن الكرسي يجب أن يدفن معه بعد أن يهلك عليه! وسبحان من جعل النوم نعمة لأقوام ونقمة على آخرين (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 9 جوان 2009)


ويحدثونك عن جودة الحياة…وعن مدينة يستطاب فيها العيش..فهل أن استضافة جحافل الحشرات السامة
تدخل في هذا الاطار؟؟؟

مراد رقية ان لمن علامات قيام الساعة أن تتحول البلديات المنصبة وغير المنتخبة الى مروجة للكذب وللضحك على الذقون مدفوعة في ذلك بمداخيل الجباية المحلية التي يطالب المواطنون المغلوبون على أمرهم بتوفيرها درّا للمال المشترك الضروري لانجاز رتل المشاريع الذي حققته بلدية قصرهلال خلال هذه الدورة المشرفة على الانتهاء؟؟؟ ومن الأكيد بأن المواطنين قد لا حظوا اللافتات البيضاء والملونة أحيانا المبشرة بجودة الحياة وبمدينة نظيفة يستطاب فيها العيش ومن حسن حظنا وحظ الفائمين على الأمر أن ساعدت جحافل الناموس والحشرات السامة بأنواعها على تسفيه هذه الشعارات الكاذبة التي أصبحت لا تنطلي حتى على الأطفال،فما أدراك بالكهول والشيوخ؟؟؟ الجميع يتذكر بأنه كان في سالف الأزمان وفي عهود بعض البلديات السابقة ،المنصبة ديمقراطيا أيضا قيام المصالح البلدية مستعملة في ذلك بعض الامكانيات البدائية كالجرارات لرش بعض الأدوية والمبيدات خاصة في المناطق المعروفة بأنها موطن توالد هذه الكائنات التي أصبحت تعطف عليها البلدية الحالية وتكرم وفادتها،بل تحرص على تكاثرها رغبة أكيدة في تجويد الحياة، هذه الجودة الغائبة من الأساس ومن المنطلق؟؟؟ السؤال الذي يطرح بالحاح وثبات هو هل أن جحافل الناموس وما شابهها من الحشرات السامة والمهلكة والناقلة للأمراض والطواعين العابرة للقارات وللمدن جاءت هذه السنة مبكرة لمساندة التجمع الدستوري الديمقراطي في تجهيز المواطنين للاستحقاقات الكبرى الحاسمة الاستراتيجية ذلك أن لدغات ولسعات هذه الحشرات تولد لدى المواطن شعورا بالهوان وبالاستسلام بعد تخديره بسمومها فتجعله منذ الآن وعلى عجل يدلي بصوته عن قرب وعن بعد دون الانتقال لمراكز الاقتراع؟؟؟ لقد أثبتت الحشرات بطلان الشعارات المرفوعة على القماش وعلى اللةحة الضوئية المثبتة على واجهة البلدية بالأحرف الحمراء وهو لون دم المواطن المفترس والمحتسى بشراهة من الحشرات، كما أثبتت بأن الحشرات أطلقت حملتها الانتخابية حتى قبل التجمع الدستوري الذي يكتفي برفع اللافتات غير ذات اللون والطعم والرائحة والتي تكرس استبلاهه للمواطن دافع الجباية المحلية لتسمين الحشرات السامة؟؟؟ ان المواطن الهلالي كغيره من مواطني بلادنا العزيزة هو مطالب هذه الأيام بالوقوف على جردة الحساب التي طالت أكثر من اللزوم والفضل يعود الى التجمع الدستوري الديمقراطي ضامن غياب الحقوق والامكانيات والخدمات الأساسية عبر هذه البلديات المحنطة التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يحدث ذلك توسع ثقب الأوزون أو اختلال في توازن الكرة الأرضية….والبقية تأتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


الرئيس زين العابدين بن علي يقرر إدخال تعديل وزاري جزئي

  


      قرطاج 10 جوان 2009 (وات) اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي ظهر يوم الأربعاء بالسيد محمد الغنوشي الوزير الأول الذي أعلن أن رئيس الدولة قرر إدخال تعديل وزاري جزئي عين بمقتضاه السيد رضا بن مصباح وزيرا للتجارة والصناعات التقليدية. كما قرر تعيين السيد رضا التويتي وزيرا معتمدا لدى الوزير الأول.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 10 جوان 2009)


استعدادات مبكرة لانتخابات أكتوبر خيار الحوار يغالب دعوات القطيعة


بقلم: كمال بن يونس تونس ـ الصباح ـ بدأ مبكرا “ماراطون” التحضيرات للانتخابات الرئـاسية والتشريعية القادمة بالنسبة لمختلف الأحزاب السياسية القانونية.. ومن خلال سلسلة من المستجدات يتضح أن قيادات الاحزاب السياسية ـ بدءا من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ـ بدأت مبكرا استعداداتها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة..  وفي الوقت الذي يقوم فيه عدد من أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية لحزب التجمع بتحركات مكثفة على علاقة بالانتخابات في مقره المركزي وفي كامل البلاد.. كثف نشطاء المعارضة بدورهم تحركاتهم هنا وهناك.. في وقت تتراوح فيه علاقة بعض قيادات أحزاب المعارضة بالتجمع بين التنافس والتحالف.. بين مبادرات لتكريس الحوار ودعوات إلى القطيعة.. بين التحركات المشتركة والتلويح بـ”المقاطعة”.. فهل ينتصر خيار الحوار على سيناريو القطيعة والتوتر؟ من خلال سلسلة من المؤشرات يبدو أن أحزاب المعارضة الوطنية لا تزال تشكل تيارين كبيرين متباينين: الأول يتمسك بخيار المشاركة والحوار مع السلطة ومع “حزب الأغلبية”: التجمع الدستوري الديمقراطي.. ويضم الأحزاب “البرلمانية” ـ أي الممثلة في البرلمان ـ ما عدا حركة التجديد بزعامة السيد أحمد إبراهيم.. بعد ابتعادها تدريجيا عن الخط الذي قاده السيد محمد حرمل أمينها العام السابق.. والذي راهن أكثر على خيار” المعارضة مع المشاركة”.. في اللعبة السياسية.. ورفض ما سمي بـ”سياسة المقعد الفارغ”.. أي الخيار الذي لا تزال تتمسك به قيادات حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة اسماعيل بولحية وحزب الوحدة الشعبية بزعامة محمد بوشيحة والاتحاد الوحدوي الديمقراطي بزعامة أحمد الاينوبلي وحزب الخضر بزعامة المنجي الخماسي والحزب الليبيرالي بزعامة منذر ثابت.. والثاني يركز على ما يراه “ثغرات ونقائص” في المشهد السياسي الرسمي وعلى التحالفات مع المعارضة غير القانونية ـ أو بعض مكوناتها ـ.. وهو بمثابة الامتداد وتتزعمه بمشاركة شخصيات من تيارات مختلفة.. وانضمت إليه قيادة التجديد رغم اعتراضها على مسار المعارضة الراديكالية.. ويعتبر هذا التيار الأقرب إلى قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وبعض منظمات المجتمع المدني والقيادات الحالية لرابطة الدفاع عن حقوق الانسان وجمعية النساء الديمقراطيات واتحاد الطلبة..الخ. مستجدات لكن بعض المستجدات السياسية قد تؤدي إلى خلط جزئي للأوراق مرة أخرى.. ولعل أهم هذه المستجدات تعديل الخطاب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي بعد السماح له بعقد مؤتمره الأول في مقر مؤسسة عمومية.. وحضور الامين العام المساعد للتجمع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وإلقائه كلمة رسمية في المؤتمرين نيابة عن الامين العام للتجمع السيد محمد الغرياني. ويتضح تعديل الخطاب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي نسبيا.. في الأعداد الماضية لصحيفته” مواطنون ” كما رحبت الصحيفة وقيادات من الحزب بالإجراءات الرئاسية لفائدة الحريات والديمقراطية وطالبتا بتجسيمها.. تحالف انتخابي معارض.. هذا التطور جاء بعد أسابيع قليلة من السماح لقيادة حزب التجديد بتنظيم اجتماع سياسي إخباري في قاعة سينما الحمراء(في نهج الجزيرة وسط العاصمة) ـ بالاشتراك مع عدة شخصيات مستقلة ومجموعتين يساريتين غير قانونيتين ـ أعلن فيه السيد أحمد إبراهيم الأمين الأول للحزب عن ترشحه للرئاسة مدعوما بـ”تحالف انتخابي سياسي” يضم عناصر ” المبادرة ” الذين ساهم بعضهم في التحالف الانتخابي عام 2004 حول السيد محمد علي الحلواني استاذ الفلسفة في جامعة صفاقس والرئيس السابق للمجلس المركزي لحزب التجديد.. كما أصبحت قيادة حزب التجديد وصحيفته ” الطريق الجديد ” تحصلان على دعم مالي عمومي.. في خطوة اعتبرها المراقبون إشارة سياسية ايجابية في اتجاه الحزب.. منذ إعلان تبايناته مع بعض خيارات قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي.. ومن بينها موقفه من الانتخابات القادمة.. ويبدو الخطاب السياسي لحزب التجديد وحلفائه انتخابيا اقرب إلى تيار” الحوار والاعتدال ” رغم خطب السيد أحمد ابراهيم وبعض المقربين منه وتصريحاتهم في المرحلة الماضية والتي تميزت بنزعتهما النقدية لعلاقة السلطة بالمعارضة”.. تلويح بالمقاطعة.. في الأثناء تستفحل الهوة داخل بعض مكونات المجتمع المدني وبين مناضلي عدد من الأحزاب السياسية.. بين وجهات نظر ومجموعات متباينة في قراءتها للخارطة السياسية وللتطورات المشهد السياسي عشية بدء الحملة الانتخابية الرسمية للاقتراع العام القادم . وتكشف بعض المقالات والافتتاحيات المنشورة في صحف المعارضة القانونية تناقضات حقيقية في تقييم المشهد السياسي والاعلامي والمسار الانتخابي..بين المراهنين على خيار المشاركة والحوار مع السلطة وعلى “نصف الكأس الملآن” وخصومهم الذين يحملون صورة قاتمة عن الوضع العام في البلاد عن تمشي المشاركة في انتخابات أكتوبر القادم.. ولايصدق أصحاب الموقف الثاني أنه توجد فعلا فرص جدية للاستفادة من فرص الحوار والإصلاح ـ التي توفرها مرحلة ما قبل الانتخابات ـ ايمانا منهم بغلبة” نصف الكاس الفارغ”.. وهكذا يتضح وجود تناقض حقيقي بين تيار متشائم بالمستقبل وتيار متفائل و”براغماتي” و”واقعي” يخير التفاعل مع المبادرات السياسية الرئاسية والحكومية والتجمعية.. ومع فرص المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.. ودخول المؤسسات الوطنية والجهوية والمحلية المنتخبة بعقلية ايجابية وبناءة.. استقالات.. هذا التباين ليس جديدا… وقد برز على السطح منذ حوالي عامين داخل بعض أحزاب المعارضة.. وخاصة بين عدد من أعضاء قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي.. ومحور الخلاف كما تكشفه الدراسات التي نشرت للعلن بإمضاء عدد من رموز الحزب ـ بزعامة الثنائي فتحي التوزري ومحمد القوماني ـ كان حول معارضة ناشري تلك الدراسات السياسية لما وصفوه بخيار” القطيعة ” مع السلطة الذي تتبناه الأمانة العامة لحزبهم.. ولم ينجح هؤلاء في إقناع الأغلبية من قادة الحزب بموقفهم فاستقال 27 منهم قبل أسابيع.. وخيروا الانسحاب أو الاستقلالية على مواصلة النضال في حزب لا يوافقون على مضيه في ما وصفوه بـ”التصعيد ” وخدمة أجندا ” غير واقعية”.. 53 مقعدا في البرلمان والسؤال الذي يطرح نفسه في صفوف عدة أوساط من المستقلين والمعارضين: ماذا بعد؟ وإذا كان ميزان القوى السياسي والحزبي.. البشري والمادي.. يؤكد فوز التجمع بالاغلبية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة فهل يمكن للأطراف السياسية أن تخرج من عنق الزجاجة وتحقق مكاسب سياسية نوعية في انتخابات أكتوبر القادم؟ وهل لديها فرص لاستيعاب تعقيدات الفسيفساء السياسية الجديدة.. وتطلعات الأجيال القادمة.. ومشاغل شباب يفكر في مصلحته وفي المستقبل أكثر مما تشده الشعارات الإيديولوجية والسياسية التقليدية والاعتبارات الشخصية؟ الحل في نظر كثير من مناضلي المجتمع المدني يبدأ بنجاح القوى الديمقراطية في تشكيل جبهات انتخابية قبل أكتوبر القادم.. ليكون الفائزون في الانتخابات التشريعية ضمن “القائمة الوطنية” من الكفاءات التي تثري البرلمان والحياة السياسية قولا وفعلا.. خاصة أن عدد المقاعد التي سيخصص لها (أي للمعارضة القانونية) وفي البرلمان القادم لن يقل عن 53 مقعدا.. وهو ما سيفتح الباب لأول مرة لتشكيل مجموعات برلمانية… قد تفتح آفاقا جديدة للحياة السياسية.. مشاركة المستقلين؟ ويتزامن الاستعداد المبكر للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة بحوارات جريئة في عدة منتديات سياسية تجمعية ومعارضة حول عدة قضايا من بينها مشاركة المستقلين في انتخابات أكتوبر.. في جانبها البرلماني.. ومن الاسئلة التي تطرح هنا وهناك: هل ستبادر الاحزاب السياسية ـ ومن بينها حزب التجمع ـ بـ”تطعيم قائماتها ـ بشخصيات مستقلة لها اشعاع وطني وجهوي؟ واذا كان جانب من المثقفين والشباب والنخب المسيسة اختار الاستقلالية فهل لا تفكر قيادة حزب التجمع وأحزاب المعارضة في الانفتاح عليهم واختيار بعضهم في القائمات التي ستتسابق على الفوز بمقاعد تحت قبة قصر باردو.. على غرار ما فعل الحزب الدستوري في انتخابات 1981 والتجمع في انتخابات 1989؟ تساؤلات قد يكون من فوائد انطلاق الحملة الانتخابية مبكرا توفير وقت كاف للاجابة عنها بهدوء.
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جوان 2009)  

الشيخ الغنوشي : الضجة حول إيران النووية والمد الشيعي هدفها التغطية على القضية الفلسطينية


أماني ماجد – اسطنبول على مائدة الغداء، وبجوار نافذة فندق فخم، جلست أمامه أتحين الفرصة ليكمل طعامه وأبدأ حديثى معه، فلن تستطيع أن تحاور الشيخ راشد الغنوشى المفكر الإسلامى المعروف، إلا إذا ذهبت إليه فى منفاه بلندن. تناولنا قليلا من الطعام بعد يوم ساخن فى مؤتمر شعبى عالمى عن فلسطين فى المدينة الرائعة إسطنبول، سألنى عن الإعلام والصحافة المستقلة والقومية فى مصر، فانفتحت شهتى للكلام، خاصة أن الشيخ يتمتع بخفة ظل، فأخرجت جهاز التسجيل، ورحت أسأله عن القدس وفلسطين وراح يجيب.. فهدأ النهم الصحفى، وبرد طعام الشيخ.. وكان هذا الحوار الذى قد تختلف مع أفكاره، لكن لا تملك إلا أن تحترم صاحبه. الشروق : يجتمع اليوم فى اسطنبول مئات العلماء من جميع الجنسيات فى مؤتمر شعبى عالمى لتحقيق النصرة الدائمة لفلسطين، ورأى الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف المصرى وآخرون أن زيارة المسلمين للقدس تعد دعما ونصرة للمقدسيين حتى لو تمت بتأشيرة إسرائيلية، فهل تتفق معه فى هذا الرأى؟ الغنوشي: لا طبعا، كيف يكون الاعتراف بإسرائيل مساعدة لأهل القدس، إنه تطبيع جديد وتضييع لأوقاف الفلسطينيين وقبلتهم الأولى، وهذه الدعوة لا تنفصل عن مقصدها ونهايتها، وهى تكرس للقبول بالاستعمار، فنعتاد وجود أختام إسرائيلية فى جوازات سفرنا، وندعى أننا نناصر القدس! إنه أمر مخز، وهو ذل جديد للأمة. كان يجب على أهل الدين أن يصدروا فتوى بأن الاعتراف بإسرائيل حرام شرعا وبحرمة التعامل مع الكيان الصهيونى، ويطالبون بألا يرفرف علم هذا الكيان فى سماء أكبر عاصمة عربية، هذه هى المساندة الحقيقية. الشروق : لكن أهل القدس أنفسهم أو بعضهم بشكل أدق والكثير من الوزراء فى الحكومة الفلسطينية يرحبون بتلك الزيارة؟ الغنوشي : رغم أن القدس ملك للمسلمين جميعهم، كما أن مكة ملك للمسلمين، فإن القدس، والمسجد الأقصى من المفروض أن يدير شئونه الفلسطينيون، كما تدير السعودية شئون مكة، والتصرف يكون للمسلمين كافة فى قضية زيارة كبرى مثل زيارة القدس الشريف. الشروق : إذن، يجب على المسلمين زيارتها؟ الغنوشي : بل يجب على المسلمين تحريرها، فهل كثرة الزيارات تحرر الأقصى، هل ستعيد السيادة الإسلامية، وهل الزيارة جزء من استراتيجية لاستعادة الأقصى ووقف عمليات تهويده أم أنها تعد تكريسا للسيادة على القدس وتطبيعا جديدا مع الكيان الصهيونى ،ثم إن الصلاة فى المسجد المغتصب مشكوك فيها، لغير سكانها، ولا ينبغى زيارة أى بلد تحت الاحتلال. الشروق : عفوا، فضيلة الشيخ، هل تتحدث وفقا للشرع والفقه، أم رأيكم قائم على قراءة الواقع؟ الغنوشي : الشرع قائم على مصالح العباد، والمصلحة ليست مع الزيارة التى تسمى «تسللا»، فعلينا مقاطعة إسرائيل، فالمنكر إن لم نستطع تغييره.. فعلى الأقل نقاطعه ولا نتعاون معه. الشروق : تتحدث عن مقاطعة اسرائيل، وهناك شباب مصرى وعربى تزوج من إسرائيليات، فهل تراه زواجا باطلا؟ الغنوشي : الزواج من الكتابية مباح، ولا شىء فيه، لكننا فى حالة حرب مع إسرائيل، وربما يؤدى هذا إلى أخطار أمنية واجتماعية، ويجب وضع هذه الحالات تحت الميكروسكوب، وإذا أثبتت الدراسة الأمنية والاجتماعية شبهة وجود خطر أمنى فتحرم هذه الزيجات بدون شك. الشروق : هناك تسارع لبناء المستوطنات وطرد للعرب والمسلمين من ديارهم واقتحام الأقصى من حين لآخر ومحاولة تهويده، علام تدل هذه السرعة؟ الغنوشي : السرعة تهدف للسعى إلى إقامة الدولة اليهودية فى أقرب فرصة، خاصة مع تقاعس الدول العربية والإسلامية مما شكل فرصة للاحتلال والتهويد تستغلها الحكومة الإسرائيلية أكبر استغلال، فلو كان هناك عزم حقيقى على حماية المقدسات وتحرير الأراضى لما اقترفت إسرائيل تلك الجرائم. وفى ظل تخاذل معظم الحكام العرب وعدم تقديمهم حلولا عملية، يجب على الشعوب أن تمارس ضغطا على الحكام، وتطالبهم بأن يرفعوا أيديهم عن المقاومة، ويتركوها لجهادها، فلم يستطع العدو الصهيونى القضاء على حماس.. بل على العكس.. فقد انتقلت قضية فلسطين برمتها إليها، مما يؤكد فشل إسرائيل فى حربها على غزة ومحاولتها كسر شوكة المقاومة. الشروق : الشيخ راشد ونحن نتحدث عن المقاومة، هل ترى أحقية حزب الله فيما قام به من تشكيل خلية بمصر بهدف مساعدة غزة، ألا تراه انتهاكا لأمن مصر القومى؟ الغنوشي : هذه القضية تجاوزت الحدود، فهذا الحزب للمقاومة فقط، وليس صحيحا استهدافه أمن مصر القومى، بل إن المسألة برمتها تدور فى فلك الهجوم على المقاومة، ولم يثبت أن الحزب دخل فى أى صراع مع أى نظام، فهدفه فقط الدفاع والجهاد، والقضية مرتبطة بالإمعان فى الهجوم على إيران. ثم أنه يعلن من آن لآخر فى مصر عن ضبط أفراد يتجسسون لصالح إسرائيل، فلم نقرأ سوى عدة أخبار تنشر بهدوء فى الصحف، وتتم إحالة المدان إلى القضاء وينتهى الأمر عند هذا الحد، دون أن يتم تنظيم حملات إعلامية كما حدث مع حزب الله، مما يدل على نية مبيتة للثأر من حزب الله وحماس وإيران، فانقلبت الأمور رأسا على عقب فى التعامل بين المقاومة والاحتلال، فبدلا من إدانة العدو الصهيونى، الذى يهدد الأمن القومى حقيقة، كان التهديد والوعيد من نصيب المقاومة. الشروق : قلت إن القضية ترتبط بالهجوم على إيران.. فلماذا يحدث ذلك هل لأنها بحسب آراء المحللين تدعم حزب الله أم لملفها النووى أم للمد الشيعى؟ الغنوشي : «شوفى» أستاذة، إن ما يقال عن الملف النووى لإيران والمد الشيعى ومساندة حزب الله، مجرد كلام ومخاوف وهمية للتغطية على قضية الفلسطينية، فتركنا العدو الأصلى وبحثنا عن أوهام. إذا كانت إيران تدعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية، وهم عرب يدافعون عن الأراضى العربية، فمن الأولى أن تقوم الدول العربية بتلك المهمة، فما الذى يمنع تلك الدول التى لا تحصى أموالها من مساعدة المقاومة وسد الذرائع وإغلاق أبواب المد الشيعى والهيمنة الإيرانية التى يتحدثون دوما عنها.. أى كما تقولون فى مصر «لا يرحم ولا يسيب رحمة ربنا تنزل»؟ الشروق : ما تقييمك لملف المفاوضات التى تجرى منذ سنوات، هل أضافت جديدا للقضية الفلسطينية؟ الغنوشي : نعم هى حققت استفادة كبيرة، ولكن للعدو الصهيونى، فكرست لوجوده السياسى، ولم نر أى تقدم ملحوظ فى ملف التسوية المزعوم، ولم تحل أى مشكلة، بل إن المفاوضات تؤجل دائما الملفات الأساسية فى الصراع العربى الصهيونى مثل حق العودة والجدار، فأصبحت غزة الدولة الوحيدة، التى تعيش وسط جدران خرسانية، حتى حوارات الفصائل الفلسطينية، التى تتم فى القاهرة أراها ترقيعا للوحدة، لأنها تتم على أرض التسوية وليست على أرض المعركة ولن أكون متشائما إذا قلت إن المفاوضات «خدرت معظم شعوبنا وحكامنا لتمتد المستوطنات كألسنة النار تلتهم الأراضى الفلسطينية، ونحن مستمرون ومفاوضون.. والحل هو المقاومة. الشروق : هناك دعاوى لفصل الدين عن السياسة، فهل تتفق معها؟ الغنوشي : سيدتى، قبل أن نخضع لتأويلات، دعينا نحرر المصطلحات، فالسياسة تعنى رعاية شئون المواطنين لتحقيق العدل بينهم فى كل شىء، ودعم التعايش السلمى المبنى على أسس وقواعد وصولا إلى تحقيق السعادة لهم، وجاء الإسلام يحمل من ضمن ما يحمل السعادة للناس على أسس العدل والحرية.. إذن لا انفصال أبدا بين الدين والسياسة، بل إن السياسة أصل من أصول الإسلام وتستمد آلياته منه، وفى الدولة المسلمة تمثل قواعد الحكم أفضل طريق لهذا الاستمداد. الشروق : وماذا عن المرأة ودورها فى المجتمع وحالة الوهن التى سيطرت على الأسرة المسلمة والعنف الذى بات لصيقا لنا؟ الغنوشي : المرأة لها كل التقدير والاحترام وهى أساس المجتمع، لكنها منعتنى من تناول طعامى، ويضحك كثيرا. الغنوشي في سطور : ولد الشيخ راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس عام 1941بقرية الحامة بالجنوب التونسى، وتلقى تعليمه الابتدائى بالقرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس، ثم إلى تونس العاصمة، حيث أتم تعليمه فى الزيتونة، وانتقل بعدها إلى مصر لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى دمشق فى سوريا، حيث درس بالجامعة، وحصل على الإجازة فى الفلسفة، وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامى. وانتقل الشيخ راشد الغنوشى إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وبدأ نشاطه الإسلامى وسط الطلبة العرب والمسلمين، كما تعرف على جماعة الدعوة والتبليغ. وفى نهاية الستينيات عاد الشيخ الغنوشى إلى تونس، وبدأ نشاطه الدعوى وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية، الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامى المعروفة بالنهضة. وحوكم الشيخ بسبب نشاطه الدعوى والسياسى عدة مرات، وحكم عليه بالسجن المؤبد غيابيا فى بلده عام 1987. من مؤلفاته: طريقنا إلى الحضارة، ونحن والغرب، وحق الاختلاف وواجب وحدة الصف، والقضية الفلسطينية فى مفترق الطرق، والمرأة بين القرآن وواقع المسلمين، وحقوق المواطنة فى الدولة الإسلامية. (المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – مصر) الصادرة يوم 30 ماي 2009)  


التباس!!


بقلم: برهان بسيّس في مثل هذه الأيام منذ أكثر من أربعين سنة، وتحديدا في الخامس من جوان سنة 1967 كانت آلة الإعلام العربي وراء اذاعة صوت العرب من القاهرة في ذروة انتشائها الإنشائي بالانتصارات المتخيّلة للجيوش العربيّة وهي تحثّ السّير لحصار تل أبيب. البيان العسكري تلو الآخر يعدّد حجم خسائر العدو الذي ارتكب خطأ مهاجمة قلب الأمّة العربيّة وطليعتها القوميّة المناضلة فيما كان الناس من المحيط الى الخليج في انتظار خروج الرىّس ليعلن النصر وشروط استسلام العدو.. ولكن القصّة لم تكن تَمَامًا كذلك..!! خرج الريّس بعد أيّام ولكن ليعلن أشياء أخرى حفرت في الذّاكرة دفق الآلام والإحباطات والفجيعة التي اتّخذت لنفسها في الوعي العربي لقب النّكسة. الخامس من جوان فتح بابًا واسعا لأدب المراجعة والشك والنقد واعادة التفكير في مسلّمات الأحلام النّاصريّة ووهج غوايتها السّاحرة لجيل وأمّة كان قدرها أن تصدم في الأب حين رأته مهزوما دون أن تستطيع أن تكرهه. أدب النقد الذّاتي الوضعي والعقلاني يتفجّع كُلَّمَا تذكّر احتفاء الناس بناصر المهزوم في سرياليّة قَلّ نظيرها في تاريخ قادة الحروب المنكسرين. كان من المفترض أن تتمّ المُحاسبة. أن يصنع العرب لأنفسهم على الأقل «فينوغرادهم» ليحقّق في الهزيمة ويوزّع المسؤوليّة ويحاسب ويصارح ويحاكم. هكَذَا تندب العقلانيّة أقدار أمّة ظلّت عصيّة على دخول أزمان المُؤسسات والشفافيّة في معالجة مصائرها متدرّجة من مصائر اليومي البسيط الى مصائر التاريخي النوعي ولكن الخامس من حزيران كان أكبر من أن تستوعبه أدبيّات النقد الذّاتي آحاديّة الطرح في عقلانيتها ووضعانيّتها. كتب حول النكسة الكثير، أرّخ من أرّخ وحَلّلَ من حَلّلَ. فُحِصَت الناصريّة خطابا ومُمَارسَة لالتقاط تفسيرات الهزيمة ولكن ما لم يفهم إلى الآن بميزان تحاليل العقل والإستراتيجيا وحساب الموضوعيّة والقوانين وموازين السياسة وعلم النفس وخصائص المجتمعات. ما لم يفهم في دفتر النّكسة من وراء وطأتها كيف يبقى قائدها الى الآن حُلْمًَا رومنسيَّا في القلوب والأرواح.؟! نعم قد نكون في حاجة الى عيادة نفسيّة جماعيّة ولكنّ الخامس من يونيو لم يكن فقط تاريخ نكسة بل أيضّا محطّة فارقة في.. قصّة حُبّ!! ما أقسى أقدارنا!!
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جوان 2009)  


تيمن أروبا : الأسباب والآثار.


جرت قبل يومين ( الأحد السابع من يونيو حزيران الجاري 09) الإنتخابات العامة للبرلمان الأروبي ( كل خمس سنوات وكانت آخر إنتخابات عام 04 ـ مقره : ستراسبورغ) ومعلوم أن البرلمان الأروبي هو أعلى مؤسسة أروبية للتشريع توج به الإتحاد الأروبي قبل سنوات مساره التوحيدي وتشهد صلاحيات هذه المؤسسة توسعا ملحوظا سيما في إتجاه التنسيق الأروبي في الحقول الأمنية والنقدية ولا شك في أن هيمنة اليمين المحافظ منذ سنوات على حظوظه ساهم بأقدار كبيرة في تقديم مثل تلك الملفات يتصدرها ملف مواجهة الهجرة العربية والإسلامية والإفريقية وملف محاربة ما يسمى بالتطرف والإرهاب كما أن لهذه المؤسسة حضورا مباشرا في عدد من القضايا العربية والإسلامية الشائكة من مثل قضية الإحتلال الصهيوني لفلسطين وحضورا آخر يتصل بمشاكل وتحديات الوجود الإسلامي الأوربي فيما يتعلق ببعض الحريات الفردية من مثل قضية الخمار والتعليم وغير ذلك..  وبناء على توسع صلاحيات تلك المؤسسة الأروبية من جهة وتدخلها المباشر في القضايا العربية والإسلامية ( القومية والمحلية) فضلا عن إهتمامها البالغ بالوجود الإسلامي الأروبي من جهة أخرى .. فإن رصد أسباب تيمن أروبا وإنعكاساته يكون مفيدا. البرلمان الأروبي وخارطته السياسية قديما وحديثا. 1 ــ يتكون من 736 نائبا عن 27 دولة أروبية في إثر التوسع الشرقي الذي خلفه إنسحاب الكتلة الشيوعية سابقا بعد إنهيار 1989 على يد قورباتشوف. 2 ــ تحتل ألمانيا أكبر كتلة برلمانية في البرلمان الأروبي بــ 99 نائبا ومعلوم أن ذلك راجع إلى القوة الديمغرافية الألمانية ( أزيد من 82 مليون نسمة). ( نسبة ألمانيا : 13 بالمائة). 3 ــ ترتيب القوى الأروبية السياسية. ( لم تحمل إنتخابات 09 تغيرات كبيرة). أ ــ اليمين المحافظ : 267 مقعد ( نسبة : 36 بالمائة).( يمين الوسط). … ينحدر اليمين المحافظ من أروبا التقليدية المركزية سابقا : ( ألمانيا ـ فرنسا ـ بريطانيا ـ إيطاليا ـ إسبانيا ). … تراجع اليمين المحافظ تراجعا طفيفا. ( من 36,69 بالمائة عام 04 حتى 36,28). ب ــ الإشتراكيون : 159 مقعد. ( نسبة : 21 بالمائة).( يسار الوسط). ج ــ الأحرار أو الليبراليون.  نسبة مشاركة متوسطة ودخول اليمين المتطرف. 1 ــ سجلت نسبة مشاركة بــ 43,3 في إنتخابات هذا العام 09 أي بتراجع طفيف جدا عن 04. ومعلوم أن أدنى نسب المشاركة كانت دوما في البلدان الأروبية بالتبني أي التي غزاها الإتحاد الأروبي الرأسمالي التقليدي القديم في إثر تخلي الدب الروسي عنها وهي في جملتها لا تبتعد كثيرا في مستوى المعيشة والتحضر العمراني والبنى التحتية عن بعض البلدان العربية والإسلامية والإفريقية والآسيوية الفقيرة. 2 ــ لأول مرة يدخل اليمين الأروبي المتطرف البرلمان الأروبي قادما من هولندا بأربعة مقاعد وهي مقاعد الحزب اليميني الهولندي المعروف بعدائه الصريح والشديد للإسلام وبمقعدين من بريطانيا وأربعة مقاعد أخرى موزعة بين بعض البلدان الأوروبية بالتبني من مثل المجر وسلوفاكيا ورومانيا.. ( حوالي 10 مقاعد لأول مرة بنسبة : 13 بالألف). البرلمان الأروبي : هدية لليمين الألماني المحافظ أو إقتراع قبل الإقتراع. تجرى الإنتخابات الرئاسية ( رئاسة المستشارية الفدرالية) والبرلمانية الألمانية العامة العادية في نهاية هذا العام ( سبتمبر أيلول 09) وهي أول محطة إنتخابية عامة بعد إستعادة اليمين المحافظ ( بزعامة المستشارة أنجيلا مركل وحزبها الإتحاد المسيحي الديمقراطي ضمن تحالف موسع) عام 05 لمقاليد السلطة من الإشتراكيين بزعامة المستشار السابق ( قرهارد شرودر) الذي إختطفها من اليمين المحافظ بزعامة المستشار الأسبق ( هلموت كول الذي شهد عهده توحد ألمانيا بسقوط جدار برلين وكان بتوالي حكمه 16 عاما أوسعهم نفوذا) ولكنه لم ينعم بها سوى لمدة تكليف نيابي واحد ( 01 ـ 05 ) بما يؤكد أن سلطة ألمانيا في كنف مناخات دولية مواتية معروفة ملك لليمين المحافظ ولم تكن مغامرة الإشتراكيين إلا خطفة من الخطفات الفاشلة سرعان ما تبنه لها خصمه فإستعاد سلطته..  نتائج الإنتخابات البرلمانية الأروبية في ألمانيا يونيو حزيران 09. 1 ــ الإتحادان المسيحيان : 37,9 بالمائة ـ تراجع عن 04 ( 44,5): 42 مقعد أروبي. 2 ــ الإشتراكيون : 20,8 بالمائة ـ تراجع عن 04 ( 21,5) : 23 مقعد أروبي. 3 ــ الخضر : 12,1 بالمائة ـ تقدم عن 04 ( 11,9) : 14 مقعد أروبي. 4 ــ الليبراليون : 11 بالمائة ـ تقدم كبير عن 04 ( 6,1) : 12 مقعد أروبي. 5 ــ اليسار : 7,5 بالمائة ـ تقدم عن 04 ( 6,1) : 8 مقاعد أروبية. قراءات في النتائج : أسباب وآثار. 1 ــ أما في ألمانيا فإن هذه المحطة هدية لليمين المحافظ الذي يخوض معركته الثانية في الألفية الجديدة مع الإشتراكيين بعد شهرين بمعنويات عالية إذ رغم تدني حظوظ ذلك اليمين في الإنتخابات الأروبية ( 09 ) بحوالي 7 بالمائة فإنه من المرجح أن يحتفظ بالسلطة لمدة نيابية قادمة ( 09 ـ 13) بأريحية تمكنه على الأقل من بناء تحالفه العادي بعيدا عن شغب الإشتراكيين الذين تراجعوا بدورهم في هذه المحطة الأروبية وهو تحالف يمكن أن يدعم مقاعد الخضر والليبراليين اللذين تقدما في المحطة الإروبية بحوالي : 5 بالمائة. أما اليسار فرغم تقدمه في المحطة الإروبية وعلى إفتراض تحالفه مع الإشتراكيين بعد شهرين في ألمانيا فإنه يشكو تمزقا لا يمكنه من منافسة المحافظين ولا حتى من بناء تحالف سياسي معهم يقتسم به السلطة. 2 ــ لا شك في أن الناخب الأروبي في هذه المحطة الأروبية بالذات إنما إصطفى نوابه في أوسع مؤسسة أروبية تابعة للإتحاد الأوروبي على أساس القضايا التالية مرتبة بحسب الأولوية بحسب ما يبدو لنا : ــ الأزمة المالية الدولية الطاحنة التي يشعر بها المواطن الأروبي الذي تعرض في الأشهر الأخيرة لحملات طرد من العمل بعشرات الآلاف حتى أن دخول منطقة اليورو التي حرضت عليها ألمانيا وفرنسا لم يجن منه إلى حد اليوم شيء. ــ القضية الثانية التي تحدد صوت الناخب الأروبي لا بد أن تكون متعلقة بالعنصرية حيال الوجود الإسلامي الأوروبي سيما أن ذلك الوجود نجا بأعجوبة ( أعجوبة من فضل الله سبحانه) من القصف الأمريكي الأروبي الذي إستهدفه ومؤسساته ورجالاته على إمتداد الفترتين النيابيتين للسفاح بوش وهي قضية لها إرتباط وثيق جدا في عقل الأروبي بصفة عامة بالتهديدات التي يطلقها زعماء القاعدة من حين لآخر ضد دول أروبية معينة من مثل ألمانيا التي هي في مأمن حتى اليوم من مثل تلك الرعونات التي يعمل الإعلام الألماني اليميني ( المتطرف خاصة والمحافظ) والمتصهين منه بصفة خاصة على إستجلابها لتمديد أنفاسه في السلطة.هذه القضية الثانية ثلاثية الأبعاد في الحقيقة : فهي قضية الوجود الإسلامي الأروبي من وجه وهي قضية التهديد الإرهابي من وجه آخر وهي قضية الهجرة العربية  والإسلامية من وجه ثالث. 3 ــ دخول اليمين المتطرف للبرلمان الأروبي لأول مرة ليس أمرا عابرا رغم أن نسبته لا تتجاوز 13 بالألف أي ( 0,1 بالمائة). هذا عنصر جديد في هذه المؤسسة مرشح للنماء بسبب ما أوردته تقارير رسمية من بعض مصالح الإتحاد الأروبي ذاته قبل شهور قليلة منصرمة تفيد بأن مستوى العنصرية ضد الوجود الإسلامي الأوربي ( سيما المهاجر منه بل حتى من أصول مهاجرة أي أبناء الجيل الثاني والثالث ) شهد نموا. وهي عنصرية أروبية تتمركز في ألمانيا وفرنسا بصفة خاصة حيث يتزايد نمو ونشاط الحزب القومي النازي حضورا في ألمانيا ويسجل الحزب اليميني الفرنسي بزعامة تقليدية للمتطرف المعروف ( لوبان) نجاحات إنتخابية من حين لآخر. وبذلك تكون ألمانيا و فرنسا معاقل العنصرية الأوربية البغيضة إذ تصر هذه على طباعة عنصرية للعالمانية الفرنسية لا مجال فيها لأدنى مقومات الحريات الشخصية الخاصة جدا من مثل الخمار حتى لفرنسيات الجيل الثالث من أصول مهاجرة أما الأولى ( أي ألمانيا) فإنها مازالت تعيش على وقع خلية همبورغ في كارثة سبتمبر 01 تريد دفع إستحقاقاتها من حرمات وكرامات وحريات المسلمين حتى بعد رحيل زعيم الحرب ضد الإسلام في العالم كله السفاح بوش وإدارته الصهيونية.. ثم إلتحقت بهما هولندا التي يبدو أن طاعون العنصرية الموجهة ضد الإسلام تحديدا قد غزاها ( 4 نواب أروبيين دفعة واحدة وبدون سابق إنذار).. 4 ــ الجديد في نمو التطرف اليميني الأروبي نموا سريعا إلى حد إختراق أوسع مؤسسة أوروبية تشريعية عليا ( البرلمان الأروبي) في محطة 09 بما يقارب 10 أعضاء هو أن نصفهم من أوروبا الشرقية التي إستولت عليها العولمة الأروبية المتوحشة بعد خروج الشيوعيين منها بما يعني أن سرطان التطرف الأروبي إنتقل إلى الشرق في حركة مرض معد سريع الإنتشار لا تخضع معالجاته للسياسات ذاتها التي تحد من إنتقال عدوى إنفلونزا الخنازير أو الطيور أو جنون البقر.. ولا يخفى على عاقل أن قطاعات واسعة من نخب اليمين المحافظ تعمل على إستثارة اليمين المتطرف من خلف كواليسها بمثل ما تستثار الثيران الهائجة بخرقة قماش أحمر لأجل دفع الوجود الإسلامي الأروبي إلى ردود فعل طائشة عنيفة يجني منها اليمين المحافظ مزيدا من الدعم الشعبي ومزيدا من التمترس خلف كواليس الحكم ومزيدا من التشريعات الظالمة في حق حريات الناس وكراماتهم وحرماتهم.. تلك لعبة باتت مكشوفة لمن يرصد بعض الإعلام الأروبي الذي عمل على إستغلال كارثة سبتمبر وما تلاها من نكبات في مدريد ولندن فضلا عن بقية التهديدات إستغلالا بشعا قذرا لا وفاء فيه لعالمانية زعم أهلها قبل قرنين ونيف إنقاذ أروبا من أروبا في معركة تاريخية بين الكنيسة والعلم أو إنقاذ المسيحية الأوربية من المسيحية الأوروبية في معركة تاريخية بين مختلف مذاهبها الكاتوليكية والبروستانتينية والأرتودوكسية.. 5 ــ بعيدا عن المنازعات الإيديولوجية رغم سقوط القول بإستبعادها فإن سؤالا يطرح نفسه بإلحاح في إثر محافظة اليمين المحافظ على مقاعده في البرلمان الأروبي والسلطات الأروبية المحلية بالرغم من التهديدات الكبيرة التي مازالت تحملها الأزمة العالمية المالية. السؤال المشروع هو : أليس المنقذ من تلك الأزمة في الحالات العادية هو لجوء الناخب الأوربي إلى الإشتراكيين واليسار رد فعل على سياسات عولمة متوحشة أمريكية أروبية أغرقت الأروبيين من الفئات الوسطى في حركة تداين مرة وواسعة وموجات أوسع من الطرد من العمل؟ الجواب على ذلك ليس بسقوط الإيديولجيا كما يحلو لبعضهم أن يتندر بذلك فالحرب في جانب كبير منها فكرية فلسفية بالأساس وليست تجلياتها السياسية والمالية إلا تعبيرات سطحية عن ذلك الإفتراق الإيديولوجي الكبير حتى داخل النسق الغربي ذاته بما يعني أنه ليس مفتعلا ولا من فراغ. الجواب في تقديري لا يعدو إفتراضين : إما أن تكون الأزمة المالية المعلنة مفتعلة أو هي كذلك في عقل الناخب الأروبي والأمران بالنتيجة واحد وإما أن لجوء الناخب الأوربي إلى الإشتراكيين واليسار عامة خلاصا من تهديدات الأزمة المالية هو هروب من الرمضاء إلى النار بسبب أن الناخب الأروبي يدرك جيدا أن أكبر أحداث القرن المنصرم ( سقوط الكتلة الإشتراكية الشيوعية 1989) مازالت إستحقاقاته الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية قائمة بل ربما مرشحة للحياة ردحا آخر من الزمن وبذا يكون الخلاص المنشود من داخل المنظومة المسيطرة ذاتها أي بحملها على تقديم الخيار الإجتماعي التكافلي العام بين الدولة والمجتمع بدل مزيد من الإستئثار بالمال والثرة وحظوظ التكوين والعمل من لدن فئة قليلة نافذة. هذا الإحتمال الثاني هو الأرجح إذ لا مجال للقول بإفتعال أزمة مالية طاحنة يلمس الناخب الأوربي آثارها بيده طردا من عمله بعد عقود أو تهديدا بذلك وأدنى ذلك حرمانه من ساعات عمل إضافية وإمتيازات أخرى معروفة في سوق الشغل.. 6 ــ أمر آخر مهم جدا يجعل الناخب الأوروبي منصرفا إلى إختيار المحافظين إختيارا لأدنى الإحتمالات سوء وليس إختيارا بين سيء وحسن أو بين حسن وأحسن .. ذاك الأمر هو أن لجوء الناخب الأوروبي إلى الإشتراكيين واليسار عامة ومن في حكمهم سياسيا وليس فكريا من مثل الخضر والليبراليين .. هو لجوء إلى الطرف الذي من المرجح أن يقوي جبهة الوجود الإسلامي الأوروبي وتداعياته المعروفة في عقل الأروبي عامة من مثل جدية التهديدات الإرهابية وفتح أبواب الهجرة ( ومنها الهجرة التركية أي هجرة أكبر دولة إسلامية تاريخيا وعسكريا وإقتصاديا وثقلا سكانيا نسبيا وهو الأمر الذي يتخذه النواب المرشحون مادة إنتخابية خصبة يحصدون منها أصواتا وأصواتا على خلفية أن الهجرة التركية هي أسلمة أروبا كما قال الرئيس الفرنسي الأسبق ديستان والمستشار الألماني الأسبق كول) .. أي أن لجوء الناخب الأوربي إلى المحافظين بدل الإشتراكيين هو تصويت ضد الوجود الإسلامي الأوروبي وتداعياته المحتملة في ظل أزمة مالية طاحنة كثيرا ما يسيء المواطن الأوربي العادي حسن فهمها وتأثير المهاجر فيها بما يزين له الإعلام المنحاز من تراهات وكم يسوق الإعلام إلى المشانق رقابا في ألمانيا وعقولا أصمت آذانها عن سماع الرأي الآخر.. خلاصات وحصائل. 1 ــ فرار أروبا في إتجاه اليمين ( المحافظ المطعم بجرعات مركزة من التطرف اليميني الأقصى) هو ثمرة لكارثة سبتمبر وما تلاها في لندن ومدريد وتهديدات إرهابية مازالت تكر على ألمانيا بصفة خاصة سيما أن تلك الكوارث لم تنل في الجملة من الوجود الإسلامي الأروبي من حيث كسبه العام حتى لو توصلت إلى تجميده لسنوات عجاف في بداية هذه الألفية وهو صدى ليس بعيدا عما يحدث فيما يسمى بالشرق الأوسط ( مضغة التدافع الأغلى في الدنيا كلها نسبة إلى الغليان) نظرا إلى تمركز لبنات صهيونية حيوية في أروبا وخاصة نتائج حرب تموز 06 ومحرقة غزة 09. 2 ــ عجز اليسار الإشتراكي عن النهوض بعد سقطته الخائبة في 1989 وتخليه عن المشاركة في القطبية الدولية رغم محاولات هنا وهناك لم تتوصل إلى حد الآن إلى بناء قطب أو جدار سميك يحمي اللاجئين إليه من توحش الرأسمالية المتعولمة التي خلا لها الجو ففرخت كما شاءت وعند فقدان البديل المناسب فإن الناخب يتوجه إلى البديل القائم لدفع أقصى الأضرار وتحمل أدناها وهو ما فعله الناخب الأروبي وهو الأمر الذي يفسر ( ولكن بصفة نسبية جدا) ضعف المشاركة التي وصفت بالمتوسطة ( 43 بالمائة) أي أن أكثر من نصف الأروبيين المعنيين بالإقتراع لم يدلوا بأصواتهم إلا أنه لا يمكن بحال تصنيف هؤلاء ضمن تيار محدد. 3 ــ تضخيم قضية الهجرة الجنوبية من لدن الإعلام الأوربي ـ بصفة عامة ـ حتى أضحت الغول الذي يهدد أوربا ثقافيا وإجتماعيا  وإقتصاديا في توازناتها المعروفة وليس أمام ذلك الناخب من سند يلتجئ إليه لصد نزوح الهجرة الجنوبية غير اليمين المحافظ. تلك الهجرة التي إرتبطت في السنوات الأخيرة بما عرف بالرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام فهي حاضن ذلك الحراك الكبير وهو حراك لئن كان بعضه مطلوبا فإنه ثبت في العاطفة الأروبية رسما آخر ورمزا آخر لم يكن هو المقصود من بعض المتحركين. تلك الهجرة التي إرتبطت بقضية الخمار والتعليم وكثير من حقوق الوجود الإسلامي الأوروبي فضلا عن تضخيم حركة إعتناق الإسلام .. بكلمة : صيحات فزع عالية قرع بها الإعلام الأروبي ـ أغلبه ـ عاطفة الناخب الأروبي ولسان حالها يقول : أروبا مهددة من فتح إسلامي جديد له بيننا أوكار فاعلة عاملة ولا خلاص لنا منه إلا بتشكيل قطب يميني محافظ يحمي أروبا من الإسلام.. وفي إنتظار الحسم في دخول تركيا إلى الحلبة الأوروبية ـ وهو حسم معروفة نتيجته مسبقا ولكن تغليبات السياسة تؤجله ـ من جهة وفي إنتظار أن يحدث حسم مماثل ـ نسبيا ـ في معركة الشرق الأوسط من جهة أخرى وفي إنتظار أن يلملم اليسار الأروبي صفوفه المبعثرة من جهة ثالثة وفي إنتظار أن يفعل الوجود الإسلامي الأوربي بنفسه الشيء ذاته من جهة رابعة .. في إنتظار تحول تلك الموازنات كلها عقدا بعد عقد فإنه يبدو أن أروبا كما قالت إحدى وكالات الأنباء الألمانية ( تدحرجت في إتجاه اليمين europa ruekt nach rechts ) .. هي دورة ليست جديدة ولكن عوامل تثبيتها هذه المرة يبدو أنها عوامل جادة لسبب كبير جدا هو : دخول عامل الثقافة ( بالمعنى الفلسفي الفكري الكبير) على خط التدافع بجلبة قوية من جانبي المتوسط بما يجعل أروبا في حالة دفاع مستميتة عن الإرث اليوناني أي : ديمقراطية النبلاء التي تستخدم النساء والأطفال والشيوخ والأغراب ( جمع غريب ) عبيدا مناكيدا مناجيسا ..  الهادي بريك ـ ألمانيا 


  الإنحراف “المقدّس”

علي بوراوي*  قال لي وهو يبثّني بعض حزنه وألمه، إنّه تلقّي تهديدا بالموت، إن لم يتراجع عن موقفه برفض بيع مجلّة إحدى الجماعات الإسلامية المسلّحة في مكتبته. فقد جاءه أحدهم وقال له إنّ امتناعه عن بيع تلك المجلّة، أو بالأحرى ذلك المنشور، جريمة في حقّ الإسلام، وخذلان لحملة رايته، وأنّ القصاص منه لا يكلّف سوى رصاصة واحدة بمبلغ زهيد، تضع حدّا لحياته، ونهاية لمكتبته تلك. روى لي هذه الواقعة صاحب مكتبة إسلامية في إحدى العواصم الأوربية، منتصف التسعينيات. وقال لي يومها إنّ مخاطبه كان جادا فيما قال له، الأمر الذي جعل محدّثي يعيش أيّام رعب رهيبة، لم يتصوّر يوما أن تأتيه من مسلم يقول إنّه يعمل للإسلام ورفع رايته. وحدّثني أكاديمي ورئيس جمعية إسلامية نشطة في منطقة بني ميزاب بالجنوب الجزائري، عمّا عاشته مدينة غرداية الآمنة من أحداث عنف عقب الإنتخابات المحلية عام 1990، أحرقت فيها المتاجر، واعتدي فيها على الممتلكات، وعنّف فيها بعض أهل المدينة الأباضيون المحافظون، لأنّ قائمة جبهة الإنقاذ في تلك الإنتخابات فشلت أمام قائمة الأباضيين.  ومازلت أذكر ما حدّثني به  بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية أواسط سنة 1991، من بينهم مؤسّسون، من انحرافات تنخر قيادتها، قبل أن تحصل الكارثة، وما كان يمارس عليه من ضغوط بطرق شتّى، من أجل أن تتّفق المواقف “لإقامة الدولة الإسلامية”. فقد صوّر هؤلاء أنّ إقامتها متوقّفة على اجتماع كلمة قيادة الجبهة. وعندما أصدر مجلس شورى الجبهة بيانا يلزم فيه القيادة برأي أغلبية أعضائه، وأنّ أيّ قرار لا توافق عليه أغلبية الأعضاء، يعتبر لاغيا، قرّر الشيخ عباسي مدني مصادرة عدد جريدة “المنقذ” (لسان الجبهة الإسلامية للإنقاذ) الذي نشر ذلك البيان، ومنعه من التوزيع، بعد أن تمّت طباعته. فكانت أوّل مصادرة للجريدة، على يد الرجل الأول في الحزب، قبل أن تصادرها السلطات الحاكمة بأشهر. لقد حرص عدد من قادة الجبهة ومؤسّسيها يومئذ، أن يلزموا الشيخ مدني برأي الأغلبية، بعد أن باغتهم في ندوة صحفية لم يخبرهم بمحتواها، أعلن فيها عن قرار الإضراب العام، والعصيان المدني، الذي سمع به إخوانه في قيادة الجبهة من وسائل الإعلام، مثل غيرهم من الجزائريين، وبدأ بعده العدّ العكسي لاستقرار الجزائر ووحدة الجبهة. بل إنّني لا أنسى ما حدّثني به أحد أقارب الشهيد محمد السليماني، نائب الشيخ محفوظ نحناح والرجل الثاني في حركة مجتمع السّلم بالجزائر، عندما دعوته في حديث لي معه، إلى عدم التسرّع في اتهام الجماعة الإسلامية بذبح الشهيد بعد اختطافه، وأنّ التهمة خطيرة توجب التّحري في مرتكبها، خصوصا وأنّ الأوضاع الأمنية للبلاد تسمح بأكثر من احتمال. فقال لي: لقد حاولنا ذلك بما استطعنا، ولكنّ الذين اختطفوه من بيته بعد صلاة الصّبح، ثم وضعوه عندهم رهينة يطالبونه بموقف يؤيّد ما يفعلون، وعندما يئسوا من مساندته لهم، نحروه من الوريد إلى الوريد. هؤلاء لم يخفوا فعلتهم، بل جاءونا وقالوا لنا متبجّحين إنّهم هم الذين فعلوا ذلك، وحدّثوا الناس بتفاصيل جريمتهم، بشكل لا يترك مجالا للشك فيما قالوا. هذه بعض الأحداث المأساوية التي وقع فيها إسلاميون لا يشكّ أحد في صدق نواياهم، ونبل أهدافهم في خدمة الإسلام ورفع رايته، وإقامة شعائره، ولكنّهم أخطأوا الطّريق في تنزيل ذلك، واتّخذوا وسائل يحرّمها الدين بإجماع أهل العلم. لا أهدف من سياق ما ذكرت، وما سأذكر، إلى التّشكيك في الدّور الإيجابي للصّحوة الإسلامية والحركات والأحزاب التي تمخّضت عنها، ولا الطّعن في صدق نوايا رجالاتها وشبابها، ولا تبرير ما فعله ويخطّط له خصومها، ولا التّهوين ممّا أصابها من بلاء ومحن، فهذه مسائل معلومة للقاصي والدّاني. ولكن الذي يهمّني هنا، هو التّنبيه إلى الإنحرافات التي اخترقت العمل الإسلامي، حتّى كادت تخرج الكثير من أنشطته عن أهدافه، وتطمس معالمه، وتُذهِب ريحه. وقد كتب كثيرون عن المظالم التي تعرّض لها، والمكائد التي نصبت له، ولكنّ الأصوات التي تعرّضت لأخطائه، بل الإنحرافات التي اخترقته، بقيت خافتة، تتكلّم باستحياء، وتؤثر الصّمت في قضايا كثيرة. وهل يجوز الصّمت عن تجاوزات استباحت أعراض المسلمين وأموالهم ودماءهم؟ فالنّصوص الشرعية لم تترك مجالا للفتوى والإجتهاد في تغليظ حرمة دم المسلم وماله وعرضه. وإذا أجاز بعض الإسلاميين لأنفسهم فعل ذلك في إسلاميين مثلهم، ربما شاركوهم في فترة من الزّمن أفكارهم وأنشطتهم، فكيف يا ترى كان نصيب غيرهم ممن لا علاقة لهم بالعمل الإسلامي، وإن كانوا يشهدون لله بالوحدانية، وللنبي محمد بالرسالة، وللإسلام بأنّه رسالة الله لخلقه؟ لقد قتل كثير ممن عرفتُ من الجزائريين في تلك الحرب الكافرة، كان قادة الجماعات الإسلامية المسلّحة يزفّون أخبار قتل الكثيرين منهم، الواحد تلو الآخر، إلى أنصارهم، وفي منشوراتهم، معتبرين كلّ قطرة دم تسيلها أسلحتهم وسكاكينهم، خطوة تقرّب قيام الدولة الإسلامية !  ولعلّ قصّة استشهاد الشيخ محمد السعيد رحمه الله، تغني عن كل وصف آخر. فهو أحد قادة الجبهة الإسلامية الذين التحقوا بها قبيل الحملة عليها، وزعيم تيار البديل الحضاري (جماعة الجزأرة كما يسمون في الجزائر). التحق بالمقاتلين في جبال الشريعة، ولكنه لاختلافه معهم في بعض القضايا، وبينما كان يتوضّأ استعدادا لأداء صلاة العصر، أصدر أحد الأمراء أمرا لأحد حرّاسه بصبّ رصاص سلاحه في رأس الشيخ. وفي لمح البصر انطلق الرّصاص، فتطاير دماغ الرجل واختلط بالماء الذي كان يتوضّأ به. ثم انطلقت رصاصات مماثلة إلى رأس عبد الرزاق رجام، الذي كان يتوضّأ هو الآخر قريبا منه، فتناثر دماغه على جذع الشجرة التي كان يستند إليها، ثم جرّت جثّتاهما ورميتا في حفرة بين أشجار الصنوبر، كانت قد أعدّت لذلك. وتقدّم الأمير بعد ذلك ليؤمّ البقية في صلاة العصر، بعد أن منع الصّلاة على جثّتي الرّجلين، لأنّهما ممن لا تجوز الصلاة عليهما. لست أدري بماذا يبرّر من ساند تلك الجماعات بالدعم المادي والمعنوي، فعلهم ذاك؟ وبماذا تراهم يجيبون ربّهم يوم القيامة، عندما يسألهم بأيّ ذنب قتلت تلك الآلاف من الأبرياء؟ وكيف يشرحون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي يقول فيه “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حقّ”. وقوله أيضا “من  أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله”. لا أحد يشكّ في شعبية الجبهة الإسلامية للإنقاذ عندما تقدّمت للنّشاط السياسي، ولا في صدق قيادتها في خدمة الإسلام وأمّته، بدءا بالجزائر، ولكن متى شرع هذا الدين نصرته ورفع رايته على جثث الأبرياء؟ ألم نقرأ في محكم القرآن قوله تعالى “من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً” المائدة 32. إنّه انحراف خطير مضى فيه بعض الإسلاميين، عندما أباحوا لأنفسهم ما حرّمه الإسلام، لإقامة دولة الإسلام حسب رأيهم، ونسوا أنّ دين الله لا تقوم دولته، ولا تحيى شعائره، إلاّ بما أباح الله وشرعه.   أصل الدّاء إنّ الإنحراف في السّلوك، ليس سوى نتيجة طبيعية لانحراف في الرّأي والتفكير، فإذا لم تقع معالجته بكامل الحزم والجدية منذ البداية، تأصّل الداء وتمدّد في باقي الجسم، ليعمّ جميع أجزائه، ثم يفيض بعد ذلك فيتحوّل إلى قناعة راسخة، ويفضي إلى سلوك متّبع. ولقد كان الإنحراف في الرّأي والمواقف جليا في  تجربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، منذ الفترة الأولى لنشاطها، ولكن أنصار المشروع الإسلامي زهدوا في التقويم والنقد، وغرّهم بريق شعبيتها (وبالأحرى شعبويتها)، وتعطّشهم إلى دولة تروي ظمأهم، وتوقف مسلسل المظالم التي تعرّضوا لها، فاجتهدوا في مناصرتها بكل ما يستطيعون. أمّا الذين أدركوا مَخاطِر تلك المُخاطَرة من أبناء الصّحوة من الجزائريين، فلم يسمع لهم أحد، بل ألصقت بكثير منهم تهم الجبن، والحسابات الشخصية والضيقة، وقصر النّظر، وموالاة الحكام، وحتى خيانة المشروع الإسلامي. لا يشكّ منصف أنّ من أهمّ ما يدفع الإسلاميين إلى تبرير أخطاء بعضهم، والتمنّع عن الإعتراف بها، أو حتّى الحديث عنها والتلميح إليها، هذه الحرب الشرسة المعلنة والخفية ضدّهم. وهي حرب لا ترحم، ولا تلين، ولا تهدأ، تستعمل فيها مختلف الوسائل والأساليب للقضاء عليهم، وتدمير كيانهم. هي حرب قذرة، وطويلة، وعاتية، تخوضها ضدّهم قوى عالمية عاتية ومتمكّنة، ولكن ذلك لا  يشفع لهم اتّهام من يخالفهم وينبّه إلى أخطائهم ويحاسبهم عليها، بأنّهم أعداء للإسلام ومحاربون له. كما أنّ ذلك لا يمنع من المحاسبة والنقد، لأنّ مخاطر التخفي عن  الإنحراف، انحراف عن الدين ذاته. الحديث مجدّدا عن الجزائر مهم، لأنّ نفس التجربة تتكرّر في بلاد كثيرة، ولكن لكل بلد خصوصيته وتفاصيل الحياة فيه. انحراف في الرأي والموقف، يتطوّر إلى تجريم المخالفين وتخوين المناوئين، ثم يترجم في ساحة العمل بعد ذلك إلى تقاتل بالسلاح، وسفك لدماء الأبرياء، حالما تسمح ظروف البلد بذلك. وما جرى في أفغانستان، ويجري حاليا في العراق والصومال، يمكن أن نراه في أماكن كثيرة لو وجد الظروف السياسية المواتية، أعني لو ضعفت سلطة الدولة. انحرافات خطيرة تسلّلت إلى جسم الصّحوة الإسلامية، وفتكت به، وتنتظر اللحظة المناسبة لتنطلق شرارة الفتنة، وينزف الدّم البريء، ويرقص الشيطان في ساحاتنا محاطا بأمراء الحرب.                   إنّ واقع الساحة الإسلامية يعبّر اليوم بالتّصريح لا بالتلميح عن هذه الحقيقة، ويؤكّد أن هذه المخاوف حقيقية، وأنّها في الغالب أصل العلاقات بين الإسلاميين وليست استثناء. تستوي في ذلك العلاقات بين الجماعات فيما بينها، والعلاقات بين الجماعات والأفراد. وإذا كانت العلاقات المتوتّرة بين الجماعات المختلفة في البلد الواحد أمرا معلوما لا يحتاج إلى تدليل، فإنّ عددا غير قليل من الذين خرجوا عن تنظيماتهم الإسلامية، سواء لاختلافهم عن قياداتها في بعض المواقف والقضايا، أو لاختيارهم الإبتعاد عن النّشاط السياسي، لسبب أو لآخر، أو اختاروا منذ البداية تجنّب العمل مع الحركات والأحزاب الإسلامية، حوربوا بشراسة، ووجّهت لهم مختلف التّهم وأقذرها، باسم الدفاع عن الإسلام وحماية بيضته. ومضى آخرون إلى الكيد لهم، ومضايقتهم في عيشهم، ومصادرة أرزاقهم، والإنتقاص من قدراتهم، وقطعهم عن أصدقائهم، وتجريم زيارتهم، بل حتّى تعزيتهم في موت ذويهم. وقد سمعت ورأيت في ذلك العجائب. وكان الأولى بأبناء الحركات والأحزاب الإسلامية أن يحترموا لهؤلاء آراءهم وخياراتهم. والأخطر من كلّ ذلك، أنّ هؤلاء الذين يتحاورون في ساحة الواقع بما أسلفت، يملأون أدبياتهم بالحديث عن واجب  التّسامح بين الناس، والتراحم بين المؤمنين، وضرورة الإلتزام بحدود الأدب الإسلامي في الخلاف. لكنّه خطاب نظري سرعان ما يختفي في ساحة الواقع، بتفسيرات مختلفة تجتمع في تبريره. لنذهب إلى أنّ الخلاف في الرأي أو الخروج عن تلك الحركة أو الحزب كان بداعي الخوف والجبن، فهل الخوف يخرج صاحبه عن الدين ويبيح لمن خرج عنهم إعلان الحرب عليه؟ لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن المسلم هل يكون جبانا؟ قال نعم. قيل: وهل يكون كذابا؟ قال لا. والملفت في هذه الخلافات، أنّ أشدها تأثيرا في العلاقات، وأكثرها إثارة للخصومات، هو الخلاف في المواقف السياسية، وليس في القضايا العقائدية والدينية، فلماذا اللّجوء إلى عناوين إسلامية للتّشهير بالخصم، أو المخالف في الرّأي، في قضايا سياسية تتّسع فيها مصلحة الدّين ومقاصده لاجتهادات عديدة؟ أليس ذلك توظيفا مشينا وغير مشروع للدّين، للتّغطية على ضعف الموقف وتهافت الحجّة؟ في مؤتمر عقدته وزارة الأوقاف المغربية حول قضية الصّحراء الغربية في صائفة 1994، وقف الشيخ الدكتور عبد السلام الهراس، أحد رموز الصحوة الإسلامية في المغرب، على منصّة المؤتمر، وأقسم بالله ثلاثا أنّ الذين يدعون إلى انفصال الصحراء عن المغرب قد خلعوا عن أنفسهم بهذه الدّعوة الإنفصالية ربقة الإسلام من أعناقهم، لأنّهم بذلك تنكّروا لوطنهم وأضعفوه، ومزّقوا أمّة الإسلام وزرعوا فيها الفتنة، واصطفّوا مع أعداء الأمة، سواء وعوا بذلك أم لم يعوا. تذكّرت وأنا أستمع إليه، الضّجّة التي أثارتها عودة بضعة عناصر من جماعة الإخوان المسلمين السورية إلى بلادهم، بعد سنوات من الإقامة الإضطرارية في المهجر، مخالفين بذلك موقف قيادة الجماعة، عندما سوّوا وضعياتهم الفردية مع سلطات بلادهم. فقد وجّه إليهم بعض إخوانهم سيلا من التّهم، تبدأ بالجبن والتخلّي عن نصرة دعوة الإسلام، وتصل إلى حدّ الإتّهام بالعمالة “للنّظام الكافر والإرتماء في أحضانه”. ولم يتردّد بعضهم في إظهار الشّماتة فيمن تعرّض من هؤلاء لمضايقات بعد العودة. هذه الضّجّة تكرّرت بصيغة تونسية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عندما عاد بعض الأفراد السابقين من عناصر حركة “النّهضة” إلى أسرهم في تونس. وقد هجاهم أحد شعراء الحركة بقصيد مازال مثبتا في موقع الحركة الإلكتروني، يحمل عنوان “لهم ذلّة الإنحناء” جاء فيه: لكم أن تؤدوا طقوس الخضوع حدّ الإنحناء ولكم أن تجعلوا من جلودكم للحاكمين حذاء ثمنا لبقايا لقاء” إلى أن يقول: لكم أن تسبّحوا لفرعونكم وأن تسكبوا ماء وجوهكم في رجاء وأن تعلنوا له الطّاعة وأن تعلنوا التوبة والبراء”. إنّها مفارقة عجيبة في تناقض المواقف من أنظمة الحكم، من تكفير من يتمرّد على السّلطة، إلى من يعتبر الحصول على جواز سفر والعودة إلى الوطن عمالة لنظام كافر، وتسبيحا لفرعون ! لو وضع هؤلاء خلافاتهم في باب الخلاف الفكري أو السياسي، لهان الأمر ويسر علاجه وقلّت خسائره، ولكنهم يحوّلونه إلى معركة دينية عقائدية، والدين والعقيدة فيها براء. إنّه عين الإنحراف عن مبادئ الإسلام وقيم التعايش، ولكنّهم يلبسونه لباس التّقوى، ويدثّرونه بطقوس التقديس الذي لا أساس له، ويذهب بهم الرّأي إلى حدّ تصوير الخلاف معهم، والخروج عن الجماعة أو الحزب، خطر عظيم على الإسلام، وطعن لمشروعه، واصطفاف في معسكر الكفر. أذكر جيّدا في التسعينيات من القرن الماضي موقفين آخرين متناقضين لاثنين من الحركات الإسلامية، شاهدتهما في نفس السّهرة، لا تفصل بين بثّهما إلاّ بضع دقائق. الأوّل بثّته القناة الكويتية للرجل الأوّل في جمعية الإصلاح الإجتماعي الكويتية رحمه الله (التي ينشط من خلالها الإخوان المسلمون هناك)، والتي أكّد فيها أنّ الإسلام يمنع على المرأة العمل السياسي والتصويت في الإنتخابات، وأنّ الجمعية تعتبر الطعن في هذا الموقف تعديا على الإسلام، والثاني شاهدته في نفس السّهرة في التلفزيون الأردني لقياديين اثنين من جبهة العمل الإسلامي(إخوان مسلمون أيضا)، أحدهما امرأة، أحسب أنّها عضو في مجلس شورى الجماعة، يؤكدان فيه تكريم الإسلام للمرأة ومنحها حقوقها كاملة غير منقوصة، بما فيها حق التصويت، والترشح لمختلف المناصب السياسية. عجبت وقتها لهذا التطويع المعيب لرسالة الإسلام، لاجتهادات بشرية تخطئ وتصيب، ولجماعة محترمة تتخذ الموقف ونقيضه في ذات الوقت.   انحراف ديني لقد سقط كثير من الإسلاميين في الخلط بين الموقف الديني العقدي، والموقف السياسي الإجتهادي، فنزّلوا اجتهاداتهم السياسية منزلة عقيدتهم الدينية، وكأنّ حرصهم واجتهادهم في نصرة الإسلام والتمكين له، ينزّل وسائلهم في ابتغاء ذلك منزلة العقيدة نفسها. ونسي هؤلاء، أنّ مواقفهم تلك، ليست سوى اجتهادات في واقع يتّسع لاجتهادات أخرى كثيرة، وأنّ مصلحة الإسلام أكبر من أن تنحصر في رأي زعيم، أو موقف حركة أو حزب. لقد أصبح النقد الذاتي للإسلاميين اليوم ضرورة لا مناص منها، وواجبا لا مبرّر للتكاسل عنه. فثقلهم في الحياة السياسية وتأثيرهم فيها، ولو من باب المفعول به، يجعل هذا النقد شرطا أساسيا من شروط  الإصلاح في أي بلد إسلامي، وفي هذه الأمة. وهو قبل ذلك شرط ديني نطقت به نصوص الدين المعلومة التي لا تخضع لإجتهاد، ومارسه رسل الله وأنبياءه، وجميع من شهد لهم خالقهم بالصلاح وحسن المسعى. لقد حدّثنا القرآن الكريم عن خطيئة آدم، وعقاب الله له، وعن خطيئة موسى وأخطاء خاتم رسله وخير خلقه وشفيعهم، محمد صلى الله عليه وسلّم، وجعل تلاوة تلك النّصوص عبادة يتقرّب بها العبد إلى ربّه. فهل أصبحت الحركات الإسلامية، وقادتها، أفضل من رسول الله؟ كانت للصّحابة الكرام، والرسول صلى الله عليه وسلّم معهم، سقطات وأخطاء، تناولها القرآن بشكل واضح لا لبس فيه، فحدّثنا عن فرارهم في غزوة أحد (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا، وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ). وعن إعجابهم بأنفسهم يوم حنين (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين‏ (‏التوبة‏:‏25 .فهل للإسلاميين اليوم حُنَيْن وأُحُد، أم إنّهم معصومون مما وقع فيه صحابة رسول الله من أخطاء؟ ومن حِـكَم الله سبحانه، أنّ آيات القرآن الكريم التي نزلت تنبّه الرسول وصحابته البررة إلى أخطائهم، وتعاتبهم عليها، وتقصّ عليهم أخبار أخطاء من سبقهم من الأنبياء والصالحين، هي آيات مكية، نزلت والرسول محاصر من كفّار قريش في مكّة، يكذّبون رسالته، وينكرون نبوّته، ويحاربون دعوته. نزلت والرسول الكريم وصحبه في أشدّ الحاجة إلى النصرة والتأييد، فقضى الله سبحانه، أن يكون ذكر أخطائهم وعتابهم عليها، بابا من أبواب نصرتهم وتثبيتهم على الحق، لأنّ الحق المطلق لا يكون إلاّ لله وحده. فمتى تعي الحركات الإسلامية هذه الحقيقة، وتعترف للنّاس، كلّ الناس، بما ارتكبته من أخطاء، مثلما جاء الخطاب الرباني متاحة قراءته والإطلاع عليه لكل الناس، يستوي في ذلك المؤمنون به، وخصومهم.   كان يمكن تنبيه الرسول الكريم وصحابته إلى تلك الأخطاء، دون أن يتضمّنها النّص القرآني، فلماذا تضمّنها القرآن المكي، وليس حتّى المدني؟ لم تحدّثنا نصوص السنة أو السيرة النبويتين، عن تردّد أو تلكؤ أو خشية أبداها الرسول الكريم، أو واحد من صحبه، في إفشاء تلك الآيات، وفي الحديث بتلك الأخطاء؟ فهل الحركات الإسلامية اليوم ألصق بحركة الإسلام ورسالته من دعوة النبي؟ وهل مواقف وسلوك قادة هذه الحركات أصوب من مواقف وسلوك النبي محمد وصحابته؟ أم هي أمراض وانحرافات تفتك بالجسد الإسلامي، وتنخر جهود المسلمين، بتعلاّت لا أصل لها في الدين، ولا مبرّر لها في السلوك والتفكير السويين، ليبقى الإسلاميون محرومين من معالجة أخطائهم وتصويب مساراتهم. تمضي السنوات بل العقود، وهم يرفعون نفس الموانع، لتجريم النّقد، في انتظار الوقت المناسب ! والأدهى من كلّ ذلك، أنّ هذا الوقت المناسب الذي يقصدون، لن يأتي إلاّ بعد فوات الأوان. انظر فيما قاله المفسّرون في سورة “عبس” أو غيرها من السياقات القرآنية الكثيرة، التي تتناول أخطاء الأنبياء والصّالحين. جاء في تفسير “فتح القدير” للشوكاني سورة عبس، أنّ هذه السورة موعظة للنبي صلى الله عليه وسلم: حقها أن تتعظ بها، وتقبلها وتعمل بموجبها، ويعمل بها كل أمتك، وأنّها مكرمة عند الله لما فيها من العلم والحكمة، أو لأنها نازلة من اللوح المحفوظ، وقيل: المراد بالصحف: كتب الأنبياء. ومثل هذه الآية قوله في سورة الأنعام:{ وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ } وكذلك قوله في سورة الكهف:{ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا }.   وجاء في “مدارك التنزيل وحقائق التأويل” للنسفي، أنه صلى الله عليه وسلّم ما عبس بعد هذه السورة في وجه فقير قط، ولا تصدى لغني. وجاء في الظّلال، في تفسير هذه السّورة “هذا هو الميزان. ميزان الله. الميزان الذي توزن به القيم والاعتبارات، ويقدر به الناس والأوضاع.. وهذه هي الكلمة. كلمة الله. الكلمة التي ينتهي إليها كل قول، وكل حكم، وكل فصل. وأين هذا؟ ومتى؟ في مكة، والدعوة مطاردة، والمسلمون قلة. والتصدي للكبراء لا ينبعث من مصلحة ذاتية؛ والانشغال عن الأعمى الفقير لا ينبعث من اعتبار شخصي. إنما هي الدعوة أولاً وأخيراً. ولكن الدعوة إنما هي هذا الميزان، وإنما هي هذه القيم، وقد جاءت لتقرر هذا الميزان وهذه القيم في حياة البشر. فهي لا تعز ولا تقوى ولا تنصر إلا بإقرار هذا الميزان وهذه القيم.. ثم إن الأمر ـ كما تقدم ـ أعظم وأشمل من هذا الحادث المفرد، ومن موضوعه المباشر. إنما هو أن يتلقى الناس الموازين والقيم من السماء لا من الأرض، ومن الاعتبارات السماوية لا من الاعتبارات الأرضية”.   * صحفي تونسي مقيم في باريس، وباحث في قضايا الحركات الإسلامية. abouraoui@gmail.com     


رايتس ووتش تتهم ليبيا وإيطاليا بقمع المهاجرين

 


يو بي أي لندن: إتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” لحقوق لإنسان ليبيا وإيطاليا بتنسيق الجهود فيما بينهما لمنع المهاجرين في القوارب من المغادرة أو التماس اللجوء، معتبرة أن معاهدة الصداقة الإيطالية ـ الليبية التي يحتفل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتصديق عليها مع المسؤولين الايطاليين في روما اليوم الاربعاء، أسفرت عن تسيير دوريات بحرية مشتركة تخرق حقوق اللاجئين والمهاجرين. وقالت المنظمة إن إيطاليا قدّمت إلى ليبيا في مايو/أيار الماضي ثلاثة قوارب دورية ووعدت بمنحها ثلاثة قوارب أخرى ومساعدتها على إعداد نظام رادار لمراقبة الحدود الصحراوية الليبية، مشيرة إلى أن ليبيا “ليست دولة طرف في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين ولا يوجد فيها نظام للجوء ولديها سجل بائس بمجال انتهاك حقوق المهاجرين وإساءة معاملتهم لدى القبض عليهم أثناء محاولتهم الفرار من أراضيها باستخدام القوارب، ولا يمكن اعتبارها على نحو جدي شريكاً في أي مخطط يزعم أنه يستهدف حماية اللاجئين”. وأضافت المنظمة أن روايات المهاجرين الذين تم اعتقالهم جراء محاولة مغادرة ليبيا “تثير تساؤلات عديدة عما إذا كانت الأنشطة الليبية لمنع خروج المهاجرين بتشجيع وتمويل من إيطاليا تنتهك حق الفرد في مغادرة أية دولة يشاء (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مادة 12) والحق في التماس اللجوء (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مادة 14)”. ورأت أن اعادة إيطاليا الأشخاص إلى ليبيا من دون إجراءات قانونية، ترجّح احتمال نكثها أيضاً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بعدم إعادة أي شخص إلى مكان تتهدد فيه حياته أو حريته (اتفاقية اللاجئين، مادة 33) أو حيث قد يواجه خطر المعاملة اللاإنسانية أو المهينة (مادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان). وأشارت إلى أن السلطات الإيطالية أعادت نحو 500 مهاجر وملتمس لجوء وسحبت قواربهم إلى ليبيا منذ فرضها لسياسة التوقيف والإعادة من دون إجراءات قانونية سليمة بحق المهاجرين. وقال مدير برنامج سياسات اللاجئين في “هيومن رايتس ووتش بيل فريليك، “إن رئيس الوزراء الايطالي سلفيو بيرلسكوني والزعيم الليبي معمر القذافي سيبنيان اتفاق الصداقة بينهما على حساب أفراد من بلدان يعتقدان أنه يمكن الاستغناء عنهم، في إطار صفقة قذرة أكثر منه اتفاق صداقة، تُمكن إيطاليا من إلقاء المهاجرين وملتمسي اللجوء على ليبيا ومن الالتفاف حول التزاماتها”. وتستمرّ زيارة القذافي الرسمية الى روما ثلاثة أيام. (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 10 جوان 2009)

 


القذافي يصل إيطاليا للمرة الأولى حاملاً صورة عمر المختار

 


روما، إيطاليا (CNN)– وصل الرئيس الليبي معمر القذافي، إلى العصمة الإيطالية روما الأربعاء، في زيارة تاريخية هي الأولى له منذ توليه السلطة عام 1969، للدولة التي كانت تستعمر ليبيا فيما مضى. وارتدى الرئيس الليبي حلة عسكرية بصفته يحمل رتبة عقيد، وعلّق على صدره صورة لعمر المختار، وهو أحد الثوار الليبيين الذين أعدمتهم السلطات الاستعمارية الإيطالية عام 1931. واستقبل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، ضيفه القذافي في مطار تشيامبينو، قبل أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو. وقال القذافي عقب لقائه نابوليتانو: “إيطاليا اليوم لم تعد الدولة التي كانت عليها، لأنها أدانت الممارسات الاستعمارية، واعتذرت عما سلف، وهذا ما دعاني للقيام بزيارتي هذه.” وقدمت إيطاليا اعتذاراً رسمياً لليبيا العام الماضي، وخمسة مليارات دولار كتعويض عن التجاوزات التي ارتكبت خلال حكمها الاستعماري بين عامي 1911 و1943. من جهته قال الرئيس الإيطالي نابوليتانو إن “الاتفاق الذي وقع بين الدولتين العام الماضي، أسدل الستار على فصل أليم من الماضي، وأسس لعلاقة متينة بين الجانبين بعد أن فتحا صفحة جديدة.” وتزامن عدد من الاحتجاجات مع زيارة الرئيس الليبي لإيطاليا، والذي يواجه اتهامات بدعم الإرهاب، وطرد اليهود من بلاده قبل عقود من الزمان. وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن القذافي، دعا إلى عقد لقاء مصالحة مع الجالية اليهودية الليبية المقيمة في روما، بهدف إيجاد حل لمسألة التعويضات التي يطالب بها أبناء الجالية، لقاء أملاكهم التي صودرت عام 1967. وعقب الحرب الإسرائيلية العربية، عمدت السلطات الليبية إلى طرد اليهود من لبيبا ومصادرة أملاكهم، ولم يتم حتى الآن تعويضهم عنها. وقالت الصحيفة إن القذافي حدد السبت المقبل لعقد اللقاء، في حين دعا شالوم تشوفا، نائب رئيس الجالية اليهودية في روما، إلى تغيير موعد اللقاء، نظراً لقدسية يوم السبت لدى أتباع الديانة اليهودية. وأكد تشوفا أن “السبت مقدس لدى كل من يهود ليبيا ويهود روما، ولن نسمح بتدنيسه”، مضيفاً “إن لم يتم تغيير الموعد فإن اللقاء لن يتم.” وفي السياق نفسه، اتفق الطرفان على عقد لقاء بين ممثلي الجالية والسفير الليبي في روما صباح الاثنين للتوصل إلى اتفاق نهائي. ويقدر عدد اليهود النازحين من ليبيا بنحو 15 ألف نسمة، كانت البحرية الإيطالية قد ساهمت في إجلائهم إثر تهجيرهم، عقب الحرب بين إسرائيل وجيرانها العرب، والتي استمرت ستة أيام، في يونيو/ حزيران 1967. وكان نجل الرئيس القذافي، سيف الإسلام، قال العام الماضي إن ليبيا “مستعدة لدفع تعويضات لليهود الليبيين، الذين غادروا ليبيا في العام 1948 وبعد هذا التاريخ.” وأعلن أن “بلاده تنوي البحث في تعويض يهود ليبيا، الذين غادروها إلى إسرائيل، وأنها تدعوهم للعودة إلى وطنهم، والحصول على الجنسية الليبية، وكافة الحقوق المترتبة عليها أيضاً.” وكانت إسرائيل قد كررت غير مرة، مطالبتها ليبيا بدفع نحو مليار دولار، تعويضاً عن ممتلكات اليهود، الذين تقول إنهم طردوا من ليبيا، بعد أن قام الرئيس القذافي بتأميم أملاكهم عام 1969 بعد تسلمه مقاليد السلطة. (المصدر: موقع “س ن ن عربي ” بتاريخ 10 جوان 2009)  


القذافي يؤكد طي صفحة الاستعمار لكن زيارته لايطاليا تثير جدلا

 فرنسواز ميشال
روما (ا ف ب) – اعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء في روما ان “صفحة الماضي” الاستعماري “طويت”، لكن استقباله بحفاوة في ايطاليا اثار جدلا وصل الى داخل الغالبية التي يتزعمها رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني. وقال القذافي للصحافيين اثر لقائه الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو في مستهل زيارة “تاريخية” لايطاليا تستمر ثلاثة ايام، ان “صفحة الماضي طويت وفتحت صفحة صداقة جديدة”. واضاف “نحيي هذا الجيل الجديد من الايطاليين لمعالجته قضايا الماضي بشجاعة كبيرة”. وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في آب/اغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا (1911-1942). وتعهدت روما دفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات ال25 المقبلة. وفي خطوة قد تثير جدلا، حمل الزعيم الليبي معه صورة لعمر المختار احد “ابطال” المقاومة الليبية ابان الاستعمار الايطالي، خلال اعتقاله العام 1931 في ليبيا. وقال رافاييلو ماتارازو من معهد الشؤون الدولية لوكالة فرانس برس ان “العلاقات مع ليبيا يمكنها ان تعوض جزئيا الضعف الاقتصادي لايطاليا وتعيد اطلاق دورها التاريخي في المتوسط بعدما تراجع هذا الدور جراء الاتحاد من اجل المتوسط الذي اطلقته فرنسا”. واضاف ان “هذه الزيارة منعطف تاريخي. روما تريد ارساء علاقات مستقرة مع ليبيا حول مسالة النفط القديمة ومسالة الهجرة غير الشرعية الجديدة”. وقبل الليبيون للمرة الاولى في بداية ايار/مايو استعادة 500 مهاجر غير شرعي اعترضتهم البحرية الايطالية. ودانت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة والكنيسة الكاثوليكية هذه العملية، لان بين هؤلاء لاجئين يمكنهم الحصول على حق اللجوء السياسي. واثارت زيارة القذافي استياء لدى عدد من السياسيين الايطاليين وذلك عشية خطاب سيلقيه الزعيم الليبي امام مجلس الشيوخ بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي. وقال عضو مجلس الشيوخ المعارض ستيفانو بيديكا ان “قرار دعوة (شخص يحمل) +جائزة نوبل للارهاب+ الى التحدث، في حين ان (شخصا يحمل) جائزة نوبل لسلام مثل الدالاي لاما لم يتمكن من ذلك، تم اتخاذه رغم معارضة العديد من اعضاء مجلس الشيوخ من اليمين واليسار”. وسيقاطع الخطاب اعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي (يسار وسط)، اكبر احزاب المعارضة. بدوره، اعتبر بينيديتو ديلا فيدوفا النائب عن حزب برلوسكوني ان “خطاب الرئيس الليبي القذافي امام مجلس الشيوخ لا يبدو مبررا او ملائما”. وسيجري القذافي محادثات مع برلوسكوني مساء الخميس. وسيلتقي الجمعة بناء على طلبه مئات من النساء اللواتي يمثلن قطاعات الثقافة والاقتصاد والسياسة. ونصبت خيمة القذافي في فيلا دوريا بامفيلي، اضخم حدائق روما، لكنه سيبيت في القصر الموجود فيها الذي يعود الى القرن السابع عشر. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 10 جوان 2009)


الإسلاميون في المغرب يحاولون تمديد نفوذهم في بلدات رئيسية

 


فاس (المغرب) (رويترز) – ستظهر الانتخابات المحلية في المغرب التي تجرى يوم الجمعة ما اذا كانت الحكومة ذات الميول العلمانية تحد من الزخم السياسي للاسلاميين الذين فازوا بمقاعد في انتخابات 2007 أكثر من أي وقت مضى. ويحكم العاهل المغربي الملك محمد السادس قبضته على مقاليد السلطة ولكنه حصل على تأييد قوي من الولايات المتحدة للاصلاحات التي تهدف الى محاربة الفقر وتحسين المناخ الاستثماري وتحقيق المزيد من حقوق المرأة. وشرعت ادارته في برامج تحديث الطرق والسكك الحديدية والموانيء وتخليص المدن الواقعة شمال البلاد من المناطق العشوائية وادخال الكهرباء الى القرى المعزولة. ويقدم حزب العدالة والتنمية الاسلامي نفسه باعتباره بديلا للنخبة التي تخدم مصالحها والتي حققت ثروة على حساب البلاد ولم تبذل جهودا تذكر مع تدني القيم وتزايد نسب الجريمة. ويقول خصوم الحزب انه يضع نفسه في اطار حديث ولكن أعضاءه الاساسيين يريدون السيطرة على السلطة لفرض حكم محافظ والحد من الحريات الفردية. ومن الاختبارات الرئيسية لحزب الاستقلال هي مدينة فاس حيث يهدف حزب العدالة والتنمية الى الاطاحة برئيس البلدية من حزب الاستقلال والحصول على أكبر تفويض له منذ تشكيله عام 1998 . ويقول حميد شباط رئيس البلدية وهو مستثمر ثري له شعبية جارفة بدأ حياته العملية في خط لتجميع قطع الدراجات النارية ان سكان فاس راضون عن برنامج الاشغال العامة الذي أعاد للمدينة بعض بريق الماضي. ويقول أنصار شباط انه أنفق أكثر 100 مرة مما أنفقه أسلافه لتحسين الخدمات والبنية الاساسية وأحدث تحولا في المدينة التي كانت في تدن مستمر منذ أن حولت الدولة المستعمرة فرنسا العاصمة الى الرباط. ويتهمه مسؤولو حزب العدالة والتنمية بالسياسة النفعية والفساد ويقولون انه يستغل ثروته الشخصية المشبوهة في مساعدته على الانتصار. وقال حسن بومشطة وهو عضو في مجلس البلدية من حزب العدالة والتنمية “لقد حاربنا هذه المجموعة.. هذه المافيا لست سنوات…نحن متأكدون من الفوز على الاستقلال ولكننا نتمنى أيضا الحصول على أغلبية كبيرة.” وقال شباط “انتهى أمر حزب العدالة والتنمية في فاس” وقال ان تاريخ حزب العدالة والتنمية في ادارة مدن أخرى يكذب زعمهم بأنهم بديل نزيه. وأردف قائلا “ليسوا نظيفي اليد.. ليسوا نظيفي اليد.” والعمل الاساسي الذي يفخر به هو طريق الحسن الثاني وهو الشريان الرئيسي الذي يقطع البلدة الجديدة التي بناها الفرنسيون والذي تحفه أشجار النخيل والحدائق. وتتجه الاسر التي ترغب في الاستمتاع بنسيم عليل الى هناك قادمة من البلدة القديمة المليئة بالحارات والازقة. وقال شباط “التزمت بالقانون بشكل صارم ولكن لا يمكن لاحد أن يحصل على رضا الجميع…اسأل سائقي سيارات الاجرة والمستثمرين والفقراء والاغنياء فسيقولون لك ان شباط لا يجلس في مكتبه طوال اليوم مكتوف اليدين. أنا بين الناس كل يوم. هذه هي نقطة قوة شباط.” ويقول المنتقدون ان تحسين صورة فاس كان سطحيا ولم يؤد الى معالجة المشكلات الاجتماعية الاكثر عمقا في المغرب النابعة من قلة الاستثمارات والبطالة. وتمثل هذه المدينة القديمة المتداعية نقطة جذب للسائحين الغربيين الذين يسعون لاجواء مختلفة ولكن جوها العام المحموم دليل على السعي اليومي لسكانها لكسب قوت يومهم. وقرب السكة الحديدية في البلدة الجديدة يرتعد صبية صغار وهم يعبثون في محتويات صناديق القمامة في وقت متأخر من الليل بحثا عن طعام. وقال ماجد الذي يعمل في مطعم للبيتزا في وسط المدينة “لدينا الكثير من المشكلات في فاس أكبرها الجريمة…لا يمكني السير في المدينة ومعي زوجتي وأبنائي دون أن أقابل شخصا مريبا ثم اسأل نفسي ما الذي سيحدث لنا.” وأضاف أنه سيختار شباط رغم ذلك لانه على الاقل صاحب انجازات ملموسة بخلاف أسلافه. ويقول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ان شباط لم يكن ليحقق شيئا يذكر دون دعم الملكية وان طموح الادارة السابقة التي قادها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كانت تمنع في كل مناسبة. وقال محمد البقالي مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “الاستثمارات السطحية التي ترونها لا علاقة لها بمجلس البلدية…انها تتزامن مع مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية للبلاد وهناك دعم لفاس من السلطة المركزية.” وقال بومشطة مرشح حزب العدالة والتنمية انه يتوقع أن تكون نسبة اقبال الناخبين ما بين 55 و60 في المئة يوم الجمعة. وسوف يتناقض هذا مع نسبة 37 في المئة التي كانت متدنية بشكل قياسي في انتخابات 2007. ويعتبر الكثير من أبناء المغرب البرلمان بلا سلطة أو أهمية. من توم فايفر (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 جوان 2009)


أنصار العاهل المغربي يتعهدون بمزيد من الضغط على الحكومة


الرباط (رويترز) – قال زعماء حزب جديد موال للملك محمد السادس عاهل المغرب انهم يعتزمون تصعيد المعارضة للحكومة الائتلافية بعد إجراء الانتخابات المحلية يوم الجمعة. وخسرت الحكومة أغلبيتها البرلمانية الشهر الماضي حين سحب حزب الأصالة والمعاصرة الذي يضم أنصار الملك دعمه. وبات نواب الحزب وعددهم 46 في المعارضة الآن لكن أحد زعمائه ما زال يشغل منصب وزير التعليم. وتسعى الحكومة الآن الى الحفاظ على استمرارها بعد أن قال الملك الذي يتمتع بسلطات واسعة ان عليها مواصلة أداء مهامها التي تتضمن تنظيم انتخابات الجمعة. ويقول محللون ان حزب الأصالة والمعاصرة يرى فرصة لبناء الدعم بين الناخبين حيث ينظر الى الحكومة على نطاق واسع على أنها ضعيفة ولا تتمتع بشعبية. ويرى محللون سياسيون أنه دون دعم الحزب في مجلس النواب الذي يبلغ عدد مقاعده 325 ستسقط الحكومة في ديسمبر كانون الاول حين تواجه أول اختبار للثقة حيث تفتقر الى الأصوات اللازمة لإقرار مشروع الميزانية. ويقول فؤاد عالي الهمة وهو صديق مقرب للملك ومسؤول أمني كبير سابق “لن نتهاون في معارضتنا للحكومة. سنواصل ضربها.” وينظر الى حزب الاصالة والمعاصرة على نطاق واسع على أنه من أفكار عالي الهمة. ويشير محللون الى أن النجاح في الانتخابات ربما يشجع حزب الاصالة والمعاصرة على التواصل مع أحزاب من بينها حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل وهو ثاني اكبر حزب في البرلمان لزيادة الضغط على الحكومة واسقاطها في نهاية المطاف. وقال الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة محمد الشيخ بيد الله لرويترز “هدفنا هو نفس هدف المعارضة في فرنسا أو ايطاليا أو البرتغال. قررنا أن نكون معارضة ذكية وبناءة.” وسُئل ان كان الحزب سيسعى الى إسقاط الحكومة في البرلمان في الاشهر القادمة فقال هذا الاسبوع “لا استطيع الاجابة عن ذلك الان. المجلس الوطني المختص بوضع سياسات الحزب سيجتمع بعد الانتخابات ويقرر هذا.” وتوجه انتقادات متكررة للحكومة ورئيس الوزراء عباس الفاسي لفشلهما في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للمغرب بما في ذلك البطالة المنتشرة بين الشبان من خريجي الجامعات ونقص الخدمات اللائقة في المدن. وكتب المحلل السياسي توفيق بوعشرين في مقال نُشر يوم الثلاثاء ان السبب الرئيسي لسلبية الناخبين اليوم هو وجود حكومة ورئيس للوزراء ليس لهما ثقل سياسي أو برنامج سياسي مضيفا انهما لا يتمتعان إلا بثقة الملك. ووصف مُعلق آخر الحكومة بأنها عقاب جماعي للشعب المغربي بعد تدني نسبة إقبال الناخبين الى مستوى قياسي بلغ 37 في المئة في الانتخابات التشريعية عام 2007. ويقول مسؤولون ان الحكومة مستقرة ما دامت لم تفقد تأييد الملك او تخسر اقتراعا على الثقة في البرلمان. وأبدى بيد الله تفاؤله بشأن احتمالات فوز حزب الاصالة والمعاصرة بمعظم المقاعد البالغ عددها 27795 في مجالس القرى والمدن وعددها 1503 مجالس مستشهدا بجاذبية الحزب بسبب برنامجه الذي يركز على تطوير مناطق البلاد البالغ عددها 16 من خلال تعزيز القيادات المحلية بدلا من الانقياد للبيروقراطية الحكومية في الرباط. وقال “أكثر من 60 في المئة من مرشحينا لم يعملوا بالسياسة من قبل. يعني هذا أننا قوة سياسية لها جاذبية عظيمة ونحن نصل الى جميع ربوع المجتمع.” ولم يدل بيد الله بتفاصيل لكن شخصيات أخرى بارزة في الحزب قالت انها تتوقع أن يتقدم في الانتخابات بنسبة تتراوح بين 13 و15 في المئة من المقاعد. وقال بيد الله “بكل تواضع أستطيع أن أقول ان حزبنا يملأ الفراغ السياسي الذي سببته الاحزاب القديمة.” من الامين الغانمي (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 جوان 2009)  


جلال أمين يحتفي بشخصيات مصرية بارزة على طريقته الخاصة

 


 القاهرة (رويترز) – في كتابه الجديد أراد الكاتب المصري المرموق جلال أمين أن يقدم لقرائه أبرز جوانب التميز في بعض الشخصيات المصرية البارزة لكن المقالات التي نشرت متفرقة في مناسبات احتفاء بهؤلاء تثير في النفس كثيرا من الشجون اذا قرئت مجتمعة في كتاب. فأمين الذي يعمل أستاذا للاقتصاد بالجامعة الامريكية بالقاهرة يحظى باحترام كبير بين معظم المثقفين الذين يرونه منحازا للجماهير قدم في كتابه (شخصيات مصرية فذة) بانوراما لمصر منذ الستينيات من خلال تأمل عدد من الذين عرفهم ومنهم اقتصاديون وقانونيون وشعراء وممثلون. والمؤلف (72 عاما) مهموم بقضايا العدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي الذي لا يقل أهمية في رأيه عن الاستقلال السياسي وهذا جانب يفسر اعتزازه بمصطفى الجبلي الذي عين وزيرا للزراعة لوقت قصير في السبعينيات وكان ينتمي لمدرسة الاستقلال الاقتصادي ثم “اكتشف (الرئيس الراحل أنور) السادات أن مدرسة الجبلي في الاستقلال الاقتصادي لا يمكن أن يرضى عنها الامريكيون فاستغنى عن خدماته” في اشارة الى اخراجه من الوزارة. وتولى الجبلي وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي في الفترة من 27 يناير كانون الثاني 1972 حتى 27 مارس اذار 1973. ويقول أمين انه استمع الى محاضرات للجبلي “فاذا بي أجد أن هذا الرجل العظيم يقدم خطة شاملة ومفصلة للغاية لما يجب على مصر أن تفعله لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية الاساسية وللاستغناء تماما عن المعونة الامريكية مع انتهاء القرن العشرين ومن ثم تستطيع مصر أن تتخذ ما تشاء من قرارات من وحي مصالحها الخاصة وانتمائها العربي.” وصدر الكتاب في القاهرة عن (دار الشروق) ويقع في 112 صفحة كبيرة القطع ويتناول شخصيات منها الروائي نجيب محفوظ والاقتصادي علي الجريتلي والقانوني ابراهيم شحاته والكتاب الصحفيون محمد عودة وعادل حسين ولطفي عبد العظيم ونجلاء بدير. وللمؤلف بالعربية أكثر من 30 كتابا منها (ماذا حدث للمصريين.. تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945-1995) و(محنة الاقتصاد والثقافة في مصر) و (الدولة الرخوة في مصر) و(التنوير الزائف) و(العولمة والتنمية العربية) و(المثقفون العرب واسرائيل) و(شخصيات لها تاريخ). ويلخص كتابه (ماذا علمتني الحياة…. سيرة ذاتية) توجهاته العامة وفيه وصف نفسه بالقسوة وهو يتحدى أباه الاديب أحمد أمين متهما دولة الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر بالبوليسية الخانقة التي كانت “لصالح النظام وليس لصالح القضايا الوطنية” واعتباره دولة السادات رخوة وجزءا من مخطط أمريكي ثم اكتشف فيما بعد ما يراه انجازات لعبد الناصر في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والعربية مقارنة “بخطايا السادات في كل هذه المجالات.” وفي كتابه الجديد يكتب أمين عن الذين يحبهم لكنه يسجل أيضا رأيه بوضوح في كثير من القضايا والسياسات المصرية والمؤسسات الدولية فهو يرى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في نهاية الامر ورغم ما يرفعانه من شعارات يمثلان “مصالح رأس المال الدولي” ومصالح الشركات متعددة الجنسيات وبخاصة في العقود الاخيرة. كما يشدد على أن ما يصفه بالاصابع الخارجية “وراء متاعبنا الاساسية” في مصر ولا يثق كثيرا في امكانية حدوث اصلاحات على أي مستوى قبل “التحرر من الارادة الاجنبية أولا.” وتبدو بعض فصول الكتاب كأنها تحية لشخصيات كان لها تأثير وحظيت بشيء مما يعتبره اجماعا من المصريين كما في حالة الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين ويفسر المؤلف ذلك قائلا ان بهاء الدين ” كان يتمتع بصفة نادرة حقا بين الموهوبين من الناس وهي عدم تضخم الشعور بالذات” وتغليبه الصالح العام على الشخصي ونفوره من الكلام عن نفسه بأكثر مما يجب وفتح صدره للموهوبين وفرحه بنجاحهم. وفي تناوله للناقد الراحل عبد العظيم أنيس يتوقف أمام كتاب مشترك أصدره عام 1955 مع رفيق عمره محمود أمين العالم بعنوان (في الثقافة المصرية) واصفا الكتاب بأنه كان “أشبه بالمنشور السياسي” الذي رسخ شعار الفن للمجتمع بدلا من شعار الفن للفن. ويستعرض أمين بعض الذين انتقدهم أنيس والعالم مثل عميد الادب العربي طه حسين الذي رحب بملك مصر السابق فاروق في افتتاح جامعة الاسكندرية قائلا “شرفت العلم يا مولاي” ويقول أمين ان هذا ” كان يسوؤنا بشدة” كما يورد أبياتا من قصيدة لعباس محمود العقاد في مدح فاروق قائلا.. “وما اتخذت غير فاروقها-عمادا يحاط وركنا يؤم. ولا عرفت مثله في العلا-صديقا يشاركها في السقم. مليك يلوذ به عرشه-وكم ملك بالعروش اعتصم. وراع رعيته عزه-اذ عز بالصخر باني الهرم.” ويعلق أمين قائلا ان صدور هذه القصيدة عن العقاد “أمر مدهش” ولكن وقعها على الناس في ذلك الزمان “كان بلا شك أخف بكثير من وقع أقوال وأعمال النفاق الحالية” في اشارة الى مصر في عهد الرئيس حسني مبارك (81 عاما) الذي يحكم البلاد من 28 عاما. وأمين ينتصر لسياسة اقتصادية موجهة يعاد من خلالها توزيع الدخل ويتحقق العدل الاجتماعي وهذا يفسر تصالحه مع نظام عبد الناصر -الذي اختلف مع توجهاته غير الديمقراطية- بعد أن تحول ” الى نظام وطني لا شك فيه وتطبيق اجراءات جادة في اعادة توزيع الثروة والدخل لصالح الفقراء”. ويستعرض اثنين من النماذج الفذة أحدهما اشتراكي هو محمد حلمي مراد وزير التربية والتعليم الاسبق الذي لم يكن يتصور تقدما حقيقيا بعيدا عن تدخل الدولة والثاني رأسمالي هو سعيد النجار مؤسس جمعية (النداء الجديد) الذي كان يرفض مبدأ تدخل الدولة في الاقتصاد الا لمنع الاحتكار وكان يرى أن “الفقراء أحسن حالا بدون القطاع العام منهم به.” وتولى حلمي مراد وزارة التربية والتعليم في مارس اذار 1968 وأعفي من منصبه في العاشر من يوليو تموز 1969. ويقول المؤلف ان مراد والنجار لم ينالا رضا الدولة “فالدولة لا تبحث عمن يؤمن بالاشتراكية أو الرأسمالية بل عمن لا يؤمن بشيء على الاطلاق” مضيفا أن من الطبيعي في هذه الحالة ألا يحظى مراد والنجار من الدولة الا بالنفور. وبعيدا عن السياسة يرى أمين أن المثقفين المصريين يعانون منذ فترة طويلة من حالة أشبه بالاكتئاب العام الذي يؤدي للاستجابة لدواعي الحزن أكثر من الفرح كما أن لديهم استعدادا مجانيا للشعور بالذنب مستشهدا بموقفهم في “محنة أقرب الى المأساة الاغريقية” بطلتها الممثلة سعاد حسني التي توفيت في حادث غامض في لندن عام 2001. وحين يكتب عن الشاعر صلاح جاهين يقارن بينه وبين النجم السينمائي البريطاني الجنسية شارلي شابلن حيث يجمع بينهما “الحزن أو الاكتئاب العظيم الذي يفجر الموهبة أو الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من هذه الموهبة نفسها” فشابلن هو الصعلوك البسيط والساخر العظيم وجاهين ساخر كبير حتى من نفسه وحين يكتب الشعر والغناء فلا يكون غناؤه الا للبسطاء “ولا يمتدح عبد الناصر الا لاعتقاده بأنه زعيم هؤلاء البسطاء.” (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 جوان 2009)  


ما بعد تحركات أوباما وميتشيل وخطاب نتنياهو الجديد

 


ياسر الزعاترة ما بين تصريحات أوباما في ألمانيا (خطاب القاهرة كان لتخدير المستمعين وليس لطرح رؤية للحل)، وبين تصريحات مبعوثه الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل في القدس، إلى جانب التوقعات بشأن خطاب نتنياهو الأحد القادم، يبدو أن طبخة التسوية ستوضع على النار خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة في أبعد تقدير. خلاصة اللعبة الجديدة هي إعلان نتنياهو وقف الاستيطان (ليس تفكيك المستوطنات التي تلتهم ومتعلقاتها حوالي 40 في المئة من الضفة الغربية)، ومن ثم قبول التفاوض بشأن حل الدولتين، في مقابل الشروع في خطوات تطبيعية من جانب الدول العربية، مع التزام أكبر من طرف السلطة بمحاربة المقاومة، وبالطبع في سياق تنفيذ البند الأول من خريطة الطريق. ليس من الضروري أن يقول نتنياهو صراحة إنه يقبل بحل الدولتين (بيريس وباراك أكدا أنه سيفعل)، إذ من الممكن أن يكتفي بالحديث عن خريطة الطريق التي تتضمن في مرحلتها الثالثة مفاوضات تؤدي إلى دولة فلسطينية. بذلك يفتح نتنياهو الباب أمام إطلاق عملية تفاوضية جديدة ليس ثمة التزام إلا بما تفضي إليه، لأن الشرعية الوحيدة عند واشنطن هي شرعية طاولة التفاوض وليس القرارات الدولية، وقد قلنا من قبل مراراً وتكراراً إن نتنياهو لن ينقلب على عملية التسوية، وإنه لا يرفض حل الدولتين، وكل ما هنالك أنه يريد تهيئة ائتلافه الحاكم للتحولات الجديدة من جهة، في ذات الوقت الذي يمارس فيه أقصى درجات الابتزاز بحق طرف الفلسطيني وعربي جاهز لذلك. وهنا قد يكون التطور الجديد في خطاب نتنياهو مقدمة لضم كاديما إلى الائتلاف، مع العلم أن ليبرمان ليس سيد المبادئ، وهو يمكن أن يبقى في الحكومة حتى لو غير نتنياهو مواقفه المعلنة. من الضروري التذكير هنا بأن مقولة ضغط الإدارة الأمريكية على نتنياهو فيها الكثير من التدليس، لأن الضغط على الرجل إنما يأتي من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، فضلاً عن نافذين في المؤسسة السياسية والعسكرية داخل الدولة ممن يعتقدون أن الفرصة مواتية للمضي قدما في عملية تفاوض تؤدي إلى حل يخدم مصالح الإسرائيليين. هذه المعادلة ليست غائبة عن وعي نتنياهو، لا سيما أنه يدرك أيضاً أنه ليس زعيماً متوجاً للدولة العبرية، بقدر ما هو زعيم حزب لا تصل مقاعده في الكنيست حدود الربع، كما يدرك أن الوضع الدولي لا يحتمل الخطاب المتطرف، فضلاً عن حاجته لتأييد أمريكي دولي في مواجهة المشروع النووي الإيراني. في ضوء هذه التطورات الجديدة ثمة أسئلة بالغة الأهمية تتعلق بمواقف الأطراف العربية والفلسطينية مما سيجري، إذ هل ستمضي الدول العربية في اتجاه موجة تطبيع جديدة بمجرد إعلان نتنياهو التزامه بعملية السلام، أعني تلك التي رفضت ذلك في الماضي، وماذا ستفعل قوى المقاومة الفلسطينية للرد على هذه اللعبة، وقبل ذلك كيف سيجري حسم الصراع داخل فتح بين دعاة الوفاء لتاريخها كحركة تحرر وبين المؤمنين بدورها الجديد ضمن برنامج خريطة الطريق، وكيف سيجري التعامل مع معضلة قطاع غزة. هذه كلها أسئلة مهمة، لكن الأجواء التي صنعها خطاب أوباما، ومعها الوضع الفلسطيني البائس بتوجهاته الجديدة في ظل دايتون، إلى جانب تراجع عربي رسمي واضح قبل وبعد خطاب أوباما من أجل مواجهة إيران، وخوفاً من الصدام مع توجهات إدارته الجديدة، كل ذلك يشير إلى أننا إزاء مرحلة خطيرة، بل بالغة الخطورة، سواء أفضت إلى موجة تطبيع مجاني معطوفاً على قبول بواقع السلطة بشروطها الجديدة وتحت مسؤولية “الفلسطيني الجديد”، أم مضت قدماً في اتجاه صفقة لا خلاف على أنها لن تتضمن حق العودة، ولن تفكك الكتل الاستيطانية الكبيرة، وعنوانها دولة ناقصة السيادة مفككة الأوصال على أجزاء من الضفة الغربية، حتى لو حصلت على موطئ قدم في القدس الشرقية يسمى عاصمة لأغراض الاحتفال والتسويق. (المصدر: صحيفة “الدستور” (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 10 جوان2009 )  


حصاد إسرائيل من خطاب أوباما

صالح النعامي في الوقت الذي أظهرت فيه الحكومة الإسرائيلية قدرًا من التحدي ردًّا على بعض ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الموجه للعالم الإسلامي، والذي ألقاه من القاهرة الأسبوع الماضي، فإنَّ الصحف الإسرائيلية اختلفت في تقييم هذا الخطاب، حيث رأى معظم المعلقين الصهاينة أن خطاب أوباما يخدم في الأساس المصالح الإسرائيلية، حتى عندما يطالب بوقف الاستيطان، وينادي بإقامة دولة فلسطينية. يهودا بن مئير، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، استهجن حملة الانتقادات الموجهة لأوباما، معتبرًا أن الخطاب الذي ألقاه أوباما كان يمكن أن يلقيه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي يوصف حتى من قبل أكثر الفئات الإسرائيلية تطرفًا بأنه “صديق وفيٍّ لـتل أبيب”. وفي مقال نشره في صحيفة “هارتس”، قال بن مئير: “كل الأمور التي قالها اوباما في القاهرة تقريبًا قد صدرت على لسان بوش مرات عديدة في الماضي. ليس اوباما هو الذي ابتدع صيغة “الدولتين للشعبين”. هذه الصيغة كانت في قلب مشروع بوش للحل، صديقنا الأكبر في البيت الأبيض ومنذ عام 2002 “. وحذر بن مئير من مغبَّة تحويل أوباما إلى عدو، قائلاً: “محاولة تحويل اوباما إلى عدو لإسرائيل ترتكز على ادعاءات كاذبة حمقاء وعديمة المسؤولية، ومدعاة لحدوث المصائب، ستكون هناك جدالات ومواجهات مع إدارة اوباما، سواء بسبب فلسفته وإصراره أو بسبب قصر نظر الحكومة الحالية، ولكن إظهار اوباما كشخص معادٍ لإسرائيل مسألة لا أساس لها”. وأشار بن مئير إلى المضامين بالغة الأهمية التي احتوى عليها خطاب أوباما، وكانت إيجابية جدًّا لإسرائيل، حيث تحدى أوباما الحساسيات الكامنة في العالم العربي، وتحدث عن المحرقة، وعن “الكذب والشر الكامن في التنكر لها ولملاحقة اليهود خلال أجيال، فضلًا عن حقهم في وطن قومي لهم، إلى جانب إطنابه في الحديث عن العلاقات القوية غير القابلة للفصم بين أمريكا وإسرائيل”. وأشار بن مئير إلى تنديد أوباما بالعمليات الاستشهادية وبإطلاق صواريخ القسام على المستوطنات. وأضاف أن النقد يجب أن يوجَّه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض رؤية الدولتين، التي تمثِّل في الأساس مصلحةً إسرائيليَّةً قبل أن تكون مصلحة فلسطينيًّة. وانتقد بن مئير المتدين بشدة تشبيه وزير العلوم الإسرائيلي لأوباما بأنه “فرعون العصر”. من ناحيتها قالت الكاتبة الإسرائيلية ياعيل جيفريتس: إنَّ إسهام أوباما تمثَّلَ في أنه أماط اللثام عن حقيقة أن نتنياهو لا يملك خطة سياسية. وفي مقال نشرته في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، قالت جفريتس: “رؤية أوباما من السهل مهاجمتها؛ لأنها موجودة، أما إسرائيل فلا يوجد لديها أي رؤية يمكن الحديث عنها. إسرائيل تفِرُّ من الحقيقة ومن لحظة الحقيقة. العراقيل هي من جانبنا، واوباما هو فقط مَنْ يكشفها”. وأضافت جفريتس: “المشكلة تكمن في حقيقة أن الإسرائيليين يعيشون في فراغ الوعي، فإسرائيل تتحدث عن السلام بالضبط مثلما تتحدث عن التهديد النووي الإيراني.. في الحالتين لا يؤمن أحد من عمق قلبه بأنه توجد إمكانية أن تتحقق الأمور في الواقع”. وأردفت قائلة: “الرؤية الوحيدة التي يجلبها معظم زعماء إسرائيل في الـ 15 سنة الأخيرة، ومنذ اغتيال رابين هي أنه لا أمل في حل النزاع والعيش بسلام، بوضوح تدَّعِي إسرائيل أنها ترغب بالسلام، لكن الرغبة في السلام، مثل الرغبة في الحب أو بالكف عن التدخين، هي غريزة طبيعية، أي أن الرغبة لا تكفي، بل تحتاج إلى دلائل على صدقيتها”. وشددت جفيريتس على أن المشكلة تكمُن في أنه في إسرائيل تبذل الجهود على مدى السنين فقط في تعزيز المخاوف وفي تهيئة القلوب للحرب، والتهديدات بالكوارث وفي تصوير الآخر كشيطان. من ناحيته، قال المفكر والكاتب الإسرائيلي تسفي بارئيل: إنه لا يوجد أي سبب يدعو قادة الحكومة الإسرائيلية للشعور بوقع المفاجأة بعد سماعهم خطاب أوباما. وشدد بارئيل في مقال نشرته صحيفة “هارتس” على أن أوباما هَدَفَ من خلال خطابه إلى حشد أكبر دعم عربي إسلامي لمخططاته بتوسيع الحرب في أفغانستان ولتسهيل عملية انسحاب قواته من العراق. وأشار بارئيل إلى أنه من أجل ذلك حاول أوباما استرضاء المسلمين من خلال الحديث عن مناقشة الفرضية التي رسمت الخطوط الفاصلة بين الإسلام والغرب التي أرساها المستشرقون الذين أناطوا الذكاء بالغرب والتخلف بالإسلام. وأضاف بارئيل قائلًا: “أوباما حاول أن يقول إنَّ الحروب العادلة القسرية ليست حروب الغرب. والحروب الهجومية السيئة ليست حروب الإسلام. هناك أناس خيِّرون وسيئون بعضهم في الغرب والبعض الآخر في الشرق. (المصدر: موقع البشير للأخبار  بتاريخ 10 جوان 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

13 octobre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3065 du 13.10.2008  archives :www.tunisnews.net     L’ACAT-France s’inquiète vivement pour Abdellatif Bouhjila

En savoir plus +

11 mai 2008

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N°  2910 du 11.05.2008  archives : www.tunisnews.net Liberté et Equité: Interrogatoire des personnes

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.