الأربعاء، 1 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2109 du 01.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات بتونس: بعد إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيّين,لابدّ من وقف كلّ الذرائع لمصادرة الحريات

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع : إطلاق سراح حمادي الجبالي وسجناء الانترنت: شبان جرجيس وشبان أريانة

لجنة حماية الصحفيين: الإفراج عن  صحفي تونسي بعد 15 عاما ؛ في حين مازال آخر محتجزاً

الهيئة الوطنية للمحامين: بيــان  عـــــ30ــدد

الشباب العربي البعثي- تونس:  بيـــان

رويترز:  معارض تونسي بارز: الاسلام معطى لايمكن ان تلغيه الانظمة العربية

رويترز: الجزائر تقول انها ستفرج عن الفي مقاتل اسلامي سابق في اطار عفو

قدس برس: حكم بـ 106 سنة سجنا على عصابة مهربين من تونس إلى إيطاليا

   لطفي حجي: مناهضو العولمة بتونس يسعون لتنظيم جهودهم العربية.نت:  صحيفة تونسية… د صبري تتعرض لـ”التكفير” بعد كتابة “فاجرة” على ملصقات “ويجا” الصباح: الأسرة التونسية: الاستقلال في السّكن… انخفاض نسبة الزواج بين الأقارب… وتقلّص حجم الأسرة أبرز التحوّلات الطارئة على الأسرة الشرق الأوسط: نا تونس».. ولكن من وسط بيروت ابن الأغلب: بعد رحيل الشيخ العلامة عبد الرحمان خليف رحمه الله .. شيء من التاريخ الحبيب أبو وليد المكني: ما ضاع حق وراءه طالب  – تعليق على هامش العفو الرئاسي الأخير عبدالحميد العدّاسي: البلّ تمشي على كبارها

 رابح الخرايفي: ضعف أحزاب المعارضة في تونس  افتتاحية الموقف:  شعب في خدمة الحكومة الموقف:السلطة تُضيَق الخناق على هيئة 18 أكتوبر فتحي التوزري: أخفقت الحكومة حيث كانت تريد التميّز الهادي بريك: التخطيط للمستقبل قوة إيمان وثمرة توكل ويقين وأمل سويس إنفو : رير: ملاجئ تحتجز فيها نساء ليبيات لا تختلف عن السجون اسماعيل هنية يؤكد لـ «الشروق» : لن نعترف بإسرائيل.. ولن نرضخ لأي ضغط أو ابتزاز إسلام أون لاين: ضية الحجاب”: رسوم بفرنسا لا تمس المقدسات محمد كريشان:أطوار بهجت البشير التنجال: رايس في مضاربنا.. فأين النوق والجمال! عثمان صادق شريحة: تغول الصراع الدولي حازم صاغيّة:نماذج عربيّة؟ 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

نـــداء

بمناسبة مرور سنة على اعتقال الأستاذ محمد عبّو، تدعو الجمعيات التونسية المستقلّة الموقعة أسفله إلى تجمّع أمام سجن الكاف حيث يقضي محمد عبّو عقوبته الظالمة. وذلك يوم الخميس 2 مارس 2006. على الساعة التاسعة صباحا   التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيّين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان رابطة  الكتاب الأحرار المجلس الوطني للحريات المرصد الوطني لحرية الصحافة والإبداع والنشر مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة ودادية قدماء المقاومين


 
المجلس الوطني للحريات بتونس  تونس في 27 فيفري 2006

بعد إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيّين لابدّ من وقف كلّ الذرائع لمصادرة الحريات

يعبّر المجلس الوطني للحريات بتونس عن ارتياحه لإطلاق سراح 89 سجينا سياسيّا بموجب سراح شرطي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 25-26-27 فيفري 2006.
فقد أفرجت السلطات التونسية عن عدد من المنتمين لحركة النهضة المحظورة كانت قد صدرت بشأنهم أحكام تصل إلى 24 سنة أمام المحاكم المدنية والعسكرية منذ سنة 1991 ومن بينهم الصحفي حمادي الجبالي مدير تحرير جريدة الفجر.
كما أطلق سراح مجموعة شبّان جرجيس يوم الاثنين 27 فيفري (عبد الغفار قيزة، عمر راشد، عمر فاروق الشلندي، حمزة محروق، رضا بلحاج ابراهيم، أيمن مشارك) الموقوفين منذ فيفري 2003 والذين صدرت ضدّهم في جويلية 2004 أحكام قاسية بـ13 سنة سجنا.
وأفرج كذلك عن ثلاثة من المحكومين في قضية شبان أريانة الموقوفين منذ مارس 2003 بسبب اعتزامهم السفر إلى فلسطين وحوكموا بفترات متفاوتة من 4 إلى 10 سنوات سجنا.
 والمجلس الوطني للحريات إذ يهنّئ كافة المفرج عنهم وعائلاتهم فإنّه يذكّر:
–      بأنّ هذا الإجراء يأتي بعد مضي 15 سنة عن إيقاف أغلبيتهم من أجل ممارسة حقوق مكفولة بالدستور التونسي والمواثيق الدولية، وذلك في ظروف لم تتوفّر فيها أدنى الضمانات كتعرضهم للتعذيب في محلاّت وزارة الداخلية وحرمانهم من المحاكمة العادلة وإقامتهم في ظروف جدّ متردّية بالسجون التونسية. –      يأتي ذلك في الوقت الذي مرّت فيه سنة كاملة على اعتقال الناشط الحقوقي الأستاذ المحامي محمد عبّو والحكم عليه بـ3 سنوات ونصف سجن، والذي مثّلت حالته برهانا على مصادرة جميع الحريات في البلاد. –      اعتقال مئات من الشباب التونسي بتهمة الإرهاب، وعودة استخدام التعذيب بشكل منهجي وتلفيق التهم ضدّهم بدعوى “المشاركة في المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب”. إنّ المجلس الوطني للحريات يطالب بـ:
–      إطلاق سراح جميع المساجين السياسيين  و سن قانون عفو تشريعي عام. –      الكف عن ملاحقة المساجين المسرحين عبر الإجراءات الإدارية التعسفية والحرمان من حق الشغل وحق التنقل وجواز السفر. –      الكف عن استخدام مكافحة الإرهاب كذريعة لتلجيم خصومها ومصادرة الحريات.
عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

 

** المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع –OLPEC  **

إطلاق سراح حمادي الجبالي وسجناء الانترنت: شبان جرجيس وشبان أريانة

تونس في 27 فيفري 2006 أُفرج عن قرابة 90 سجينا سياسيّا في تونس على إثر قرار رئاسي يوم 24 فيفري الجاري. ومن بين المفرج عنهم الصحفي المعروف حمادي الجبالي الذي قضّى 15 سنة سجنا. وكان مدير تحرير جريدة الفجر حمادي الجبالي قد حوكم بـ16 سنة سجنا من أجل خرق قانون الصحافة والانتماء إلى مجموعة غير مرخص فيها (حركة النهضة) بعد محاكمة غير عادلة. وقد قضّى معظم فترة سجنه (أطلق سراحه قبل انقضائها بـ9 أشهر) في ظروف غير إنسانية. كما تمتعت مجموعة أخرى بهذا الإجراء وهم شبّان جرجيس (حمزة محروق، رضا بلحاج ابراهيم، عمر الشلندي، عبد الغفار قيزة، أيمن مشارك، عمر راشد) وكذلك ثلاثة من شبّان أريانة (هشام السعدي، كمال بن رجب، بلال البلدي) الذي قضوا 3 سنوات بالسجن بعد إبحارهم على شبكة الانترنت. وقد أُدينوا هم أيضا في محاكمات غير عادلة بـ13 سنة سجنا نافذة. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والإبداع والنشر في تونس : –             يعبّر عن ارتياحه لإطلاق سراح هؤلاء المساجين ويهنّئ عائلاتهم ويتمنّى أن يتمّ إطلاق سراح جميع مساجين الرأي. –             يذكّر بأنّ يوم 1 مارس 2006 يوافق مرور  سنة كاملة على اعتقال المحامي والناشط الحقوقي محمد عبّو. وكان قد حكم عليه في جوان 2005 بثلاث سنوات ونصف سجنا نافذة على إثر نشره على شبكة الانترنت مقالا قارن فيه السجون التونسية بسجن أبو غريب في العراق. ويدعو إلى التجنّد من أجل إطلاق سراح الأستاذ محمد عبّو وجميع مساجين الرأي. –             يطالب السلطات التونسية باحترام حق التعبير المضمون بالدستور التونسي وبالمواثيق الدولية، وبالكفّ عن تجريم حرية التعبير على شبكة الانترنت. عن المرصد الرئيس د- محمد الطالبي

Committee to Protect Journalists 330 Seventh Avenue, New York, NY 10001 USA     Phone: (212) 465­1004     Fax: (212) 465­9568     Web: www.cpj.org     E-Mail: media@cpj.org Contact: Joel Campagna E-mail: info@cpj.org    Telephone:  (212) 465-1004 x104 بيان صادر عن “لجنة حماية الصحفيين” – نيويورك

الإفراج عن  صحفي تونسي بعد 15 عاما ؛ في حين مازال آخر محتجزاً

نيويورك في 27 فبراير 2006 – رحبت لجنة حماية الصحفيين بالإفراج عن الصحفي التونسي حمادي جبالي يوم الأحد و لكنها ناشدت السلطات التونسية مرة أخري الإفراج عن الكاتب و المحامي  الحقوقي محمد عبو ،الذي تم حبسه أنفرادياً لأنه عبر عن أراءه . وكان جبالي الذي قضي أطول فترة حبس لصحفي في الوطن العربي، ضمن  1.600 سجين أعفي عنهم الرئيس زين العابدين يوم السبت , غير أن العشرات من المفرج عنهم ينتمون إلي حزب النهضة الإسلامي المحظور. و قضي جبالي رئيس التحرير السابق لصحيفة الفجر الأسبوعية المصادرة ،ما يزيد عن 15 عاما في السجن بتونس , منذ أن تم حبسه عام 1991 بتهمة نشر مقال يدعو فيه إلي إلغاء المحكمة العسكرية في تونس , حيث تم محاكمته جبالي من قبل المحكمة العسكرية عام 1992 هو و 279 أخرين بتهمة الأنتماء إلي حزب النهضة , و قد تم الحكم عليه بالسجن لمدة 16 سنة , و قدرت الجماعات الحقوقية الدولية التي تراقب الأحداث أن الأجراءات بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية للعدالة . قال جبالي للجنة حماية الصحفيين بعد الأفراج عنه “أشعر الأن و كأن الـ 16 عاما التي قضيتها في السجن مرت كلحظة” كما شكر لجنة حماية الصحفيين و المجموعات الدولية الأخري علي القيام بحملات تدعو إلي الأفراج عنه . في حين ما زالت لجنة حماية الصحفيين قلقة بشأن عبو الذي يقضي حالياً عقوبة بالحبس لمدة ثلاثة أعوام ونصف ، بسبب مقالة نشرت علي الإنترنت مدعمة بالحجج “ينتقد فيه الأوضاع القضائية” وكان “من المحتمل أن يخل بالنظام العام” . حيث قام عبو في الموقع الأخباري التونسي المتوقف “أخبار تونس” بمقارنة التعذيب المطبق في السجون التونسية مع الأحوال في سجن أبوغريب سئ السمعة , و قام البوليس السري بالقبض عليه في 1 مارس 2005 و ثبت الحكم عليه في الأستئناف في يونيو . ذكرت صحيفة “Le Temps” الخاصة يوم الأحد أن النائب العام كتب إلي نقابة المحامين التونسية  لدعوتها إلي “تصفية أصول مكتب المحاماة الخاص بمحمد عبو” . و حسبما ورد في أبحاث لجنة حماية الصحفيين ، يتعرض الصحفيين المستقلين في تونس إلي مضايقات روتينية من قبل الشرطة و الجهات الأمنية , حيث وضع الكثير منهم تحت الرقابة مع مراقبة هواتفهم أو قطعها تعسفا , في حين واجه أخرون تهم قانونية ملفقة تتعلق بما ينشرونه من انتقادات. ففي سبتمبر 2005 منعت الحكومة نقابة الصحفيين التونسين المشكلة حديثاً أنذاك من عقد المؤتمر السنوي الأفتتاحي الخاص بها . و علي الرغم من وجود هذه الأعتداءات علي الصحافة تدعي الحكومة التونسية أنها تؤيد حرية الصحافة مسمية إياها “الواقع الملموس” في البلاد. جاء  العفو عن جبالي و الآخرين , في الحقيقة, في الوقت التي تسعي فيه الحكومة التونسية إلي تدعيم صورتها علي المستوي الدولي , فهي تعد للاحتفال السنوي بالعيد الخمسين لاستقلالها عن فرنسا , وتستعد لإجراء  محادثات مع الاتحاد الأوروبي , حيث كانت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي قد تدهورت في أثناء القمة العالمية لمجتمع المعلومات في شهر نوفمبر الماضي ، عندما أهين الصحفيين الفرنسيين والسويسريين و تعرض بعض الدبلوماسيين الألمانيين رفيعي المقام لمضايقات, و قد أوردت لجنة حماية الصحفيين تفاصيل المشكلات التي وقعت في أثناء القمة في تقرير منفصل بعنوان “الليل في تونس” متوافر علي:http://www.cpj.org/Briefings/2005/tunisia_wsis_05/tunisia_wsis_05.html
 وقالت آن كوبر المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “إن الأفراج عن حمادي جبالي لا يغير حقيقة أن حكومة الرئيس بن علي بعيدة كل البعد عن المعايير  الدولية لحرية الصحافة  ” و أضافت كوبر “إن الحكومة بحاجة إلي الأفراج عن محمد عبو فوراً و وضع نهاية لحملتها الشاملة للقمع والمضايقات الصحفية.”
CPJ is a New York–based, independent, nonprofit organization that works to safeguard press freedom worldwide. For more information, visit www.cpj.org


 
الهيئة الوطنية للمحامين  

 قصر العدالة    تونس بيــان  عـــــ30ــدد
تمر اليوم سنة كاملة على إيقاف زميلنا الأستاذ محمد عبو الذي  لا يزال قابعا بسجن الكاف على إثر محاكمة لم تتوفر له فيها شروط المحاكمة العادلة مع ما صاحب ذلك من اعتداءات  طالت القضاء والمحامين وهياكلهم.
وبهذه المناسبة الأليمة يجدد مجلس الهيئة تضامنه مع الأستاذ محمد عبو  ودعوته الملحة لوجوب إطلاق سراحه وإنهاء معاناة عائلته. كما يعلن المجلس عن تنظيم يوم تضامني معه وذلك يوم الخميس الموافق لـ 02 مارس 2006 بدار المحامي.   عن مجلس الهيئة    العميد  عبد الستار بن موسى


الشبـــــــــــاب العربـــــي البعـــــــــــثي أمة عربية واحدة                                     ذات رسالة خالدة وحدة       حرية      اشتراكية  
 
جماهيرنا الطلابية المناضلة رفاقنا شباب البعث المناضل في كل مكان   
               لقد رسخ  تاريخ 13 ديسمبر 2003 وهـما مضافا للقوات الاستعمارية الأمريكية وحلفائها وعملائها في العراق وفي المنطقة إذ اعتقدت خائبة أنها بأسر مصمم ومدبر المقاومة الفورية للمحتل الرفيق القائد صدام حسين قد حققت انتصارا استراتيجيا على المقاومة الوطنية العراقية بقيادة البعث وكسرت إرادة كل القوى الوطنية المنخرطة في الفعل المقاوم داخل وخارج العراق . وقد ثبت الآن وبعد مرور أكثر من سنتين على واقعة الأسر وانخراط الإمبريالية والصهيونية العالمية مغامرة محاكمة الرفيق القائد صدام حسين ورفاقه الأسرى أصبح واضحا أنه مثلما شكل احتلال العراق مأزقا أمنيا وسياسيا واقتصاديا وأخلاقيا للولايات المتحدة الأمريكية فأن أسر الرفيق القائد “ومحاكمته المزعومة ” قد شكل مأزقا مضافا وذلك بفعل وقفة التحدي والحرية التي وقفها أعضاء القيادة في وجه المحكمة غير الشرعية وشخوصها الخونة الذين يمثلون الصهيونية العالمية والإمبريالية والرجعية العربية. جماهيرنا الطلابية المناضلة يا جماهير البعث في كل أقطار الأمة            إن استمرار انعقاد جلسات المحاكمة عير المشروعة بتوجيه وإشراف من المحتل الأمريكي ومساعدة عملائه خونة العراق والآمة ومباركة الأنظمة العربية العميلة وبعض” أدعياء الديمقراطية الليبرالية” يحتم علينا التأكيد على : 1-      أن محاكمة الرفيق القائد صدام حسين إنما هي  معركة جماهيرية وطنية عراقية وقومية عربية وثورية إنسانية يخوضها باقتدار رفاقنا في معسكر الأسر وهي بذلك ليست معزولة عن المعركة التي يخوضها المناضلون البعثيون والمقاومون العراقيون والعرب ببنادقهم في مدن وأرياف العراق المقاوم. 2-        لقد أراد الاحتلال من إجراء المحاكمة الحصول على كسب سياسي وأمني وذلك بمقايضة المقاومة المسلحة ونضال البعث وجهاد العراقيين الوطني بحرية الرفيق الأمين العام ولكنه أكد للجميع على شاشات التلفاز أنه لا مساومة على المبادئ ولا سبيل لتحرير العراق وفلسطين وباقي أقطار الوطن إلا باستمرار المواجهة التاريخية مهتديا في ذلك بعقيدة البعث الثورية والتقدمية. 3-        لقد أثبتت محاكمة الرفيق القائد تقاطع مصالح عديد القوى الدولية والإقليمية المتناقضة أصلا عند تدمير البعث  ومشروعه النهضوي داخل العراق فأرادوا من خلال هذه المهزلة محاكمة الوحدة الوطنية والتمسك بالسيادة الذي دافع ويدافع البعث عنها إلى اليوم ومحاكمة القاعدة العلمية والصناعية الوطنية التي بناها البعث في العراق المقاوم إضافة إلى محاكمة المقاومة العراقية المسلحة على نضالها من أجل عراق حرمستقل و وموحد. جماهيرنا الطلابية المناضلة يا جماهير صدام حسين في كل أقطار العروبة               إن استمرار احتلال العراق وإبادة  مواطنيه وتحطيم مؤسسات دولته  ونهب ثرواته وتمزيق وحدته الوطنية وأسر قيادته الشرعية  في ظل صمت المنظمات الإنسانية والحقوقية وتواطؤ الأنظمة العربية العميلة بما فيها النظام التونسي يفرض على جميع القوى الحية داخل القطر تحمل  مسؤولياتها في تعبئة الشارع وإحياء ثقافة المقاومة والرفض بمساندة العراق وشعبة ومقاومته الوطنية الباسلة والوفاء للقائد صدام حسين ورفاقه الذين أعطوا للنضال العربي والإنساني نموذجا رائعا  . عاش حزب البعث العربي الاشتراكي وعاشت المقاومة الوطنية العراقية المسلحة. عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر . الحرية  للرفيق القائد صدام حسين الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي . المجد لصمود  الرفاق أعضاء القيادة الوطنية العراقية في معسكر الأسر. المجد للمقاومة والهزيمة  للاحتلال والعار للخونة .
تونس في 01  مارس 2006 الشباب العربي البعثي تونس


لائـــحــــة بن عروس 26 فيفري 2006
تشتد اليوم فظاعة وشراسة الاحتلال اللانغلو-أمريكي للعراق. وتتأكد لنا بصورة واضحة، صحة موقفنا الرافض للعدوان على الشعب العراقي، الذي يهدف لاستغلال ثرواته وتدمير وجوده الحضاري بكل بربرية وهمجية.  وإيمانا منا، بأن الحرب على العراق، بنيت على باطل. وبأن ردود الفعل الشعبية، كانت وما تزال تمثل قوة ردع حية ضدها، فإننا نؤكد على انخراطنا في جميع العمليات الاحتجاجية ضد مواصلة بقاء القوات الأمريكية في العراق. وندعو إلى المشاركة في المسيرة العالمية المعارضة لاحتلال العراق.
وننادي لذلك، بالتظاهر السلمي يوم 18 مارس بتونس العاصمة لهذا الهدف. قائمة الجمعيات والنقابات ومجموعات العمل المشاركة في الجلسة الموسعة للمنتدى  للشباب بالإتحاد الجهوي للشغل ببن عروس :
1)     المكتب الوطني للشباب العامل بالإتحاد العام التونسي للشغل. 2)     الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. 3)     الإتحاد العام لطلبة تونس 4)     جمعية راد أتاك تونس 5)     جمعية للنساء التونسيات للبحث حول التنمية.  6)     الرابطة التونسية لأصحاب الشهادات العاطلين في العمل 7)     لجنة الطالبات التقدميات 8)     فرقة العودة للأغنية الملتزمة


الله لطيف علمت أسرة تحرير “تونس نيوز” أن والدة الزميل الطاهر العبيدي تلازم المستشفى منذ فترة بسبب مرض ألـمّ بها. ونحن نسأل الله العلي القدير أن يشفيها ويخفف عنها ويُعافيها، وأن يساعد زميلنا وأخانا الطاهر العبيدي على تحمل هذه المحنة الجديدة خصوصا وأنه محروم من ملاقاتها أو زيارتها منذ أكثر من 13 عاما.  

* وفد أمريكي

يؤدي وفد أمريكي متكون من أربعة قادة مدنيين من ولاية وايومينغ الأمريكية زيارة الى تونس من يوم 26 جانفي الى غاية 2 مارس. وتندرج هذه الزيارة في نطاق برنامج الشراكة مع

الولاية التابع للحرس الوطني الأمريكي

الذي انطلقت فعاليته منذ سنة خلت. ويهدف هذا البرنامج الى خلق روابط متينة بين ولاية وايومينغ وتونس ويشمل عدة مجالات للتعاون في الميدان العسكري والمدني. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 1 مارس 2006) دورة ينظم المعهد العربي لحقوق الانسان دورة تدريبية في مجال «إدارة المنظمات والتخطيط الاستراتيجي للمنظمات غير الحكومية التونسية» وذلك في الفترة من 02/25 الى 2006/03/01 بمدينة الحمامات في «فندق جولدن ياسمين مهاري» في الجمهورية التونسية. وتهدف هذه الدورة الى تعزيز قدرات المشاركات والمشاركين في مجال الادارة و التخطيط للمشاريع والبحث عن التمويل لمنظماتهم. ويشارك في هذه الدورة 15 مشاركا ومشاركة من عدد من الجمعيات التونسية العاملة في مجال حقوق الانسان والمرأة والطفل والتنمية. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 1 مارس 2006)


خالد (صحافي): عائق نفسي ومادي

* تونس ـ «الشروق» السيد خالد صحافي في وكالة تونس افريقيا للأنباء منذ أكثر من 26 سنة، بحكم تجربته الطويلة تحدّث عن شواغل القطاع قائلا: «تبقى الوضعية المادية للصحفي (في بعض المؤسسات ليس كلها) في حاجة الى المراجعة والتحسين نحو الأفضل بما يتماشى وبما يستجيب لمتطلّبات العمل في اعتقادي أن الصحفي عندما يلهث وراء تحسين أوضاعه المادية فإن ذلك سينعكس سلبا على مردوديته. صحيح قد يعطيك انتاجا ولكنه لايقدر أن يعطيك ابداعا وفي غياب الابداع لا يتطوّر القطاع. الى هذا فإن الصحافي في تونس يشكو من عوائق نفسية فهو يشعر بنوع من النقص إزاء الاعلام الغربي والخارجي بصفة عامة وعلينا تجاوز هذا العائق النفسي لأنه لا شيء ينقصنا فلنا من الكفاءات والقدرات الشيء الكثير والمهم توفير الارضية الملائمة وتحسين ظروف العمل». (المصدر: ركن “مهنة وشواغل” بصحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 1 مارس 2006)  


معارض تونسي بارز: الاسلام معطى لايمكن ان تلغيه الانظمة العربية

تونس (رويترز) – قال معارض اسلامي بارز في تونس ان الاسلام معطى لايمكن ابدا ان تلغيه الحكومات العربية وانه من الاجدر بها اتاحة الفرصة امام الحركات الاسلامية في الحياة السياسية وترك حرية الاختيار للشعب بدلا من محاربتها بالحلول الامنية. وقال القيادي البارز في حركة النهضة الاسلامية المحظورة حمادي الجبالي الذي افرج عنه منذ ثلاثة ايام بموجب عفو رئاسي بعد ان قضى نحو 15 عاما مسجونا ان “الحركات الاسلامية ليست نقيضة الحرية وانه ان الاوان لتنظر اليها الانظمة العربية بشكل افضل دون محاربتها بالوسائل القمعية”. وحوكم الجبالي مدير صحيفة الفجر سابقا بتهم التامر والتحضير للقيام بانقلاب على النظام التونسي في عام 1991. واطلقت الحكومة التونسية يوم السبت الماضي سراح نحو 1600 سجين من بينهم عشرات الاسلاميين في خطوة مفاجئة اشيد بها واعتبرت اشارة قوية لانفتاح اكبر على المعارضين. واشاد الجبالي يوم يوم الثلاثاء في اول مقابلة بعد الافراج عنه لرويترز بقرار العفو ووصفه “بالخطوة الجيدة والايجابية التي يجب ان تتبعها خطوات اخرى لإشاعة جو من الثقة والهدوء السياسي في البلاد”. وحبست السلطات في العقد الماضي عشرات الاسلاميين من المنتمين للنهضة ومن المتعاطفين معها بتهم عديدة منها التآمر على امن الدولة فيما فر العديد منهم الى خارج البلاد ومن بينهم راشد الغنوشي زعيم الحركة اللاجئ السياسي بلندن. ودعا الجبالي حكومة بلاده الى الاقتداء بما حصل في فلسطين وفتح الابواب امام الاسلاميين للمشاركة الفعالة في المشهد السياسي التونسي. وتساءل مستنكرا “اتعجب كيف تنسج هذه العملية الديمقراطية الجميلة في فلسطين المحتلة فيما نحن لا يحق لنا ذلك.” وقال “الخيارات القمعية ضد الحركات الاسلامية مثلا لن تولد الا احتقانا متزايد ورد فعل عكسيا… لذلك ادعو لاعطاء الفرصة في تونس لجميع الاطياف ونحن سنتقبل كلمة الشعب النزيه.” وتمنع تونس قيام اي حزب سياسي على اساس ديني. لكن الجبالي رأى انه يتعين على النهضة وعلى المعارضة التونسية عموما ان تتعامل مع الواقع بواقعية أكثر مطالبا باجراء حوار وطني مفتوح وتجاوز التطاحن في “قضايا هامشية وثانوية”. وقال “نحن ندعو لعفو شامل مثلما حصل في الجزائر وبناء حوار وطني يضم جميع المكونات في البلاد بما فيها السلطة نركز فيه اساسا على قضية الحريات في البلاد”. وبعثت الحكومة مرات عديدة اشارات قوية بانها ترفض الحوار مع من وصفتهم “بقوى الظلام والمتطرفين”. وتواجه السلطات انتقادات من معارضيها بالتضييق على الحريات لكنها تنفي ذلك باستمرار وتقول ان الحريات الفردية والجماعية مثل حرية الصحافة والتعبير واقع معاش وانه لم يسجن احد في تونس من اجل ارائه. واشار القيادي البارز في حركة النهضة الى ان النجاح الكاسح للحركات الاسلامية في فلسطين ومصر “اعطى دفعا لقضية الحريات وبصيص امل للشعوب العربية وكشف مجددا ان الاسلام دين ديمقراطية عكس ما تدعيه بعض الانظمة العربية”. ومضى يقول “اذا توفرت الحرية المنشودة في بلداننا الاسلامية ستكون للشعب قناعاته وستكون له اختياراته الديمقراطية”. لكنه طالب بأن لاتكون الحرية المنشودة “حرية شعارات جوفاء”. من طارق عمارة (المصدر: موقع سويس انفو بتاريخ1 مارس 2006  )


الجزائر تقول انها ستفرج عن الفي مقاتل اسلامي سابق في اطار عفو

الجزائر (رويترز) – قال مسؤول جزائري يوم الاربعاء إن السلطات ستفرج عما يزيد عن ألفي مقاتل اسلامي سابق قريبا بموجب عفو يهدف للنهوض بالمصالحة الوطنية بعد سنوات من الصراع. وسيعد هذا الافراج وهو الاكبر من حيث العدد منذ اندلاع الصراع في عام 1992 اختبارا هاما لسعي الحكومة لارساء الاستقرار في هذا البلد الذي ينظر اليه على أنه مؤثر بالنسبة لامن المنطقة المطلة على البحر المتوسط. وقال عبد القادر صحراوي وهو مسؤول بوزارة العدل في حديث للاذاعة الحكومية انه سيتم الافراج عن أكثر من 2000 سجين بموجب ميثاق السلم والوئام الوطني. وقال المذيع على نحو منفصل ان ذلك سيتم “على الفور”. وكان الافراج متوقعا على نطاق واسع بعد ان اقرت الحكومة مجموعة من ترتيبات العفو يوم 21 فبراير شباط الماضي وسيكون اول افراج عن مقاتلين اسلاميين سابقين منذ عدة سنوات. وقال مسؤول رسمي اخر لرويترز انه الى جانب الالفي سجين الذين سيتم اطلاق سراحهم فان نحو 10 الاف شخص اخرين سيستفيدون من حملة المصالحة بطريقة أو بأخرى. ويتراوح ذلك بين تخفيض فترات سجن سجناء وتعويض اقارب ضحايا العنف. وادين المقاتلون السابقون عن دورهم خلال اكثر من عقد من الصراع الذي تفجر بعد ان الغت السلطات انتخابات تشريعية في عام 1992 كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ في طريقها للفوز بها. واشعل قرار الغاء الانتخابات تمردا من جانب الجيش الاسلامي للانقاذ الجناح المسلح للجبهة. وقتل ما بين 150 ألفا و 200 ألف شخص أغلبهم من المدنيين كما قدرت الاضرار المادية بنحو 30 مليار دولار. ويمهل العفو المتمردين الاسلاميين الذين لا يزالوا يقاتلون السلطات ستة اشهر للاستسلام والعفو عنهم شريطة عدم تورطهم في المذابح وعمليات الاغتصاب وتفجير الاماكن العامة. وانتشرت الانباء حول افراج محتمل عن مقاتلين اسلاميين سابقين بعدما نشر العفو في الجريدة الرسمية يوم الثلاثاء وهو الاجراء الذي يؤشر على دخوله حيز التنفيذ. واستسلم الاف المتمردين الاسلاميين بالفعل منذ يناير كانون الثاني عام 2000 بعد عفو جزئي. وكان اخر افراج ملموس عن سجناء قد تم عام 1999 . الامين شيخي Reuters (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 1 مارس 2006 )


بعد تسببهم في غرق 60 شخصا ..

الحكم بـ 106 سنة سجنا على عصابة مهربين من تونس إلى إيطاليا

تونس – خدمة قدس برس أصدرت محكمة تونسية أحكاما بالسجن يصل مجموع مدتها إلى 106 سنة، على مهربين تسببوا في وقوع “كارثة إنسانية”، أودت بمقتل 60 شخصا، على متن قوارب الموت من شواطئ سوسة الساحلية إلى إيطاليا شمالا. وقضت المحكمة بثبوت إدانة إحدى عشر مهربا بحريا، ثلاثة منهم لمدة عشرين عاما، واثنين لمدة ثلاثة عشر عاما، وواحد لمدة سبع سنوات، وواحد لمدة أربع سنوات، وآخر لمدة ثلاث سنوات، وثلاثة لمدة عامين، وأجل الحكم في حق امرأة مشتركة معهم. وكانت قوات الحرس البحري التونسية، ألقت القبض على بعض المتهمين في وقت سابق، بعد غرق مركب في عرض البحر ينقل حوالي سبعين مسافرا، معظمهم من المغرب، لم ينجو منهم إلا إحدى عشر، وعثرت السلطات فقط على خمسة جثث، ولا أثر لجثث 54 آخر. وقالت الشرطة في تقرير لها، إنه بعد الغوص في عمق 35 مترا، وعلى بعد ثلاثة أميال، وقع اكتشاف المركب المسمى “صابر”، وتم التقاط صور المسلك الذي تم اتباعه قبل عملية الإبحار خلسة، انطلاقا من محطة سيارات الأجرة بقرية “سيدي بوعلي” بمدينة سوسة إلى شاطئ الرملي، وتم تضمين الهويات والبصمات وصور الهالكين الذي وقع التعرف على جثثهم”. وأثبتت دائرة الأبحاث الأمنية، أن “مهربا مغربيا اتفق مع تونسي على تكوين عصابة تهدف إلى تنظيم رحلة سرية، انطلاقا من التراب التونسي إلى الأراضي الإيطالية، وقام على إثرها التونسي باستقطاب أشخاص من المغرب، مقابل مبلغ “ألفي يورو”، يسلم نصفها مقدما في المغرب، والبقية في تونس. وأضاف التقرير الأمني، أنه بعد “اكتمال المجموعة انطلق المركب محملا بعدد هائل من الأشخاص، وبعد نصف ساعة وقع التنبه إلى تسرب المياه إلى داخل المركب، فحاول السائق الرجوع إلا أنه لم يفلح، وغرقت الجهة الخلفية اليمني وغمرتها المياه بسرعة، فغرق المركب بأكمله، عدا أحد عشر ناجيا”. وعلى الفور اعتقلت قوات الأمن إحدى عشر شخصا، بينهم امرأة، وقررت إحالتهم جميعا على المحكمة، بتهم تنظيم مغادرة أشخاص للتراب التونسي خلسة، وإيوائهم ونقلهم إياهم وفق اتفاق عرض حياتهم للموت، وتكوين تنظيم يهدف إلى التشجيع على الهجرة الغير الشرعية. وغالبا ما تشهد الشواطئ التونسية أحداثا مماثلة ومؤلمة، تتكرر باستمرار، ويذهب ضحيتها عشرات الشبان الفارين من جحيم البطالة، إلى فردوس الغرب الموعود، وغالبا ما يجدون أنفسهم إما في بلدانهم مجددا بعد أن فقدوا كل ما يملكونه من نقود، أو تلتهمهم أمواج البحر العاتية. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 1 مارس 2006)

مناهضو العولمة بتونس يسعون لتنظيم جهودهم

تونس – لطفي حجي

تستعد مجموعة من المنظمات غير الحكومية في تونس لإعلان المنتدى الاجتماعي التونسي تأسيا بالمنتدى الاجتماعي العالمي لمناهضة العولمة وآثار الليبرالية الجديدة على الأوضاع المعيشية خاصة بالدول الفقيرة. جاء ذلك بعد أن شهدت تونس مؤخرا اجتماعا ضم 63 ممثلا عن جمعيات حقوقية واجتماعية اتفقوا خلاله على القواعد العامة للمنتدى، وقرروا أن يكون يوم الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان المقبل يوم الإعلان عن ميلاد المنتدى الاجتماعي التونسي. ويصادف هذا التاريخ يوم مناهضة الإمبريالية.

ومن المنتظر أن يسبق الإعلان اجتماعا تحضيريا يوم 26 مارس/ آذار المقبل للنظر في تقدم عمل اللجان التحضيرية التي تم تشكيلها سابقا ولضبط النصوص والمواقف النهائية للمنتدى.وبشأن شروط انخراط المنظمات في هذا المنتدى قال عبد الرحمن الهذيلي منسق اللجنة التحضيرية للمنتدى للجزيرة نت إن الانتماء للمنتدى يكون على أساس ما بات يعرف بميثاق (بورتو أليغرو) المدينة البرازيلية التي شهدت ميلاد المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي يشترط استقلال المنظمات عن الحكومات، و مناهضتها لسياسات الليبرالية الجديدة.

وعن جدوى هذا المنتدى اليوم في الوقت الذي توجد في تونس منظمة عمالية كبيرة واسعة الانتشار تدافع عن حقوق العمال وتفاوض باسمهم، يرى الهذيلي أن هجمة الليبرالية الجديدة اليوم تتجاوز قدرات الاتحاد العام التونسي للشغل ودائرة اهتمامه إذ تمس دوائر أوسع تطال البطالة، والمهمشين، والهجرة السرية، والبيئة، والحريات الأساسية، والعديد من الملفات الأخرى المستحدثة مع نسق التطورات التي تشهدها المجتمعات الحديثة.

ويحرص ممثلو الجمعيات المنخرطة في المنتدى على التأكيد على أن المنتدى الجديد هو بمثابة الشبكة التي تضم الجهود النقابية والحقوقية والنسائية والاجتماعية والشبابية وغيرها، ويصفونه بأنه تجمع جديد أمام فشل التنظيمات القديمة من أحزاب ونقابات حزبية في الوقوف أمام ما يسمونه بالهجمة الليبرالية الشرسة.

وحسب النقاشات الدائرة بين المؤسسين من المنتظر أن يهتم المنتدى الجديد بمواجهة آثار العولمة على تونس من خلال الملفات التي يعتبرها ذات أولوية مثل: بحث ثغرات اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها تونس وخاصة في قطاع النسيج الذي يعاني من صعوبات أدت إلى غلق عشرات المصانع وتسريح آلاف العمال، والهجرة السرية، وتزايد العاطلين، والحريات وحقوق الإنسان.و يأتي التحضير للإعلان عن المنتدى التونسي بعد أن تأسس المنتدى الاجتماعي المغربي وعقد دورتين، وبعد مساع في كل من الجزائر وموريتانيا للإعلان عن منتديين مماثلين.

وكان عدد هام من الجمعيات المغاربية قد عقد في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني 2006 في مدينة بوزليقة بالمغرب جلسة عامة تمهيدا للإعلان عن المنتدى الاجتماعي المغاربي الذي حددت جلسته الأولى في شهر مايو/ أيار 2007 مع توصية بتشكيل المنتديات الاجتماعية في سائر البلدان المغاربية.

(*) مراسل الجزيرة نت

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 28 فيفري 2006)


بحسب صحيفة تونسية..

هند صبري تتعرض لـ”التكفير” بعد كتابة “فاجرة” على ملصقات “ويجا”

تونس – سليم بوخذير كشفت جريدة تونسية عن ما وصفته بـ”مؤامرة خبيثة لتكفير الممثلة هند صبري و الممثل هاني سلامة”، و قالت ” الشروق” المحلية إنّها “رصدت بالقاهرة كتابة مجهولين كلمة (فاجرة) على صورة هند صبري و كلمة (كافر) على صورة هاني سلامة على أكثر من أفيش من أفيشات فيلمهما الجديد (ويجا) بدار سينما  أوديون العريقة بالقاهرة “، و قال مراسل الجريدة بالقاهرة إنّ “الخط الذي كتب به المجهولون الكلمتين كان كبيرا و واضحا ” . ورجّحت ” الشروق ” ، استنادا الى معلومات مراسلها ، إحتمال أن يكون وراء “الكتابات على الأفيشات ” تابعين إلى ما وصفته بـ”التيار الديني المتطرّف في مصر”  والذي “عرف بتكفيره لعديد الفنانين سابقا” .  وإلتزمت الفنانة هند صبري الصمت على ما كتبه ” المجهولون ” على صورها بأفيشات فيلمها الجديد ، رغم أن الملاحظين إعتبروها مسألة “غير مسبوقة في قاعات العرض” و”تستحق الوقوف عندها” و”الحذر من خلفياتها”، بل إنها واصلت حضورها الإعلامي المكثف خلال هذه الأيام بعديد الفضائيات من ذلك الفضائية المصرية التي إستضافتها في برنامجها المعروف ” البيت بيتك” مؤخرا، كما لم يصدر عن زميلها  الممثل هاني سلامة  أي تعليق عمّا  جرى  بدار سينما ” أوديون ”  .   وعُرف عن هند صبري إصرارها على اصطحاب والدتها لها في كلّ تحركاتها يوميّا بالقاهرة، وهذه  ليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها فنّانة تونسية  تعمل في المشرق العربي ، إلى “محاولة تكفير”، فقد سبق أن تعرضت المطربة التونسية الراحلة ذكرى إلى محاولة تكفير على خلفية تصريح أدلت به في مؤتمر صحفي عام 2002 على هامش مهرجان الدوحة الغنائي ، إتهمها على إثره عالم دين عربي، بما  وصفه  بـ” النيل من صورة الرسول الكريم صلّى عليه وسلّم حين شبهت نفسها به” . وفي تصريح لـ”العربية.نت” عبرالمنتج التونسي المعروف لسعد الغايب عن “أسفه ” لتعرض صور هند صبري إلى هذه  الكتابات التي وصفها بـ” غير المطمئنة ” و دافع عنها قائلا ” أنا أعرف هند فنانة ملتزمة للغاية و ذات خلق رفيع”، وتابع قائلا “إنّ ما نراه منها على الشاشة هو تمثيل و إبداع فنّي يشهد كلّ ناقد فني نزيه  يستحقّ احترامنا ” . وقال الغايب إنّه كان إلى جوار الراحلة ذكرى في مؤتمرها الصحفي بالدوحة عام 2002 ساعة أدلت بالتصريح الذي تسبب في محاولة تكفيرها ، و أكد أنّها “لم تقل الجملة بالنحو نفسه الذي وقعت محاسبتها عليه من قبل رجل الدين الذي إتهمها لاحقا بالنيل من صورة الرسول الكريم ” . و كانت علاقة الممثلة التونسية هند صبري بالسينما المصرية قد بدأت عام 2001 ، عندما إختارتها وقتها المخرجة إيناس الدغيدي لبطولة فيلم “مذكرات مراهقة “، ثمّ تلاحق حضور هذه الممثلة في عديد الأعمال السينمائية المصرية. (المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 1 مارس 2006)

الأسرة التونسية:

الاستقلال في السّكن… انخفاض نسبة الزواج بين الأقارب… وتقلّص حجم الأسرة أبرز التحوّلات الطارئة على الأسرة

تونس ـ الصباح

تشير الدراسات الى ان بلادنا تعيش انعطافا حادا نحو الاندماج في الحداثة الاستهلاكية سواء كان ذلك على مستوى استهلاك السلع او الثقافة. هذا الانعطاف كان نتيجة حتمية لمختلف التحولات الاجتماعية التي عاشتها بلادنا خلال العقود الماضية.

هذه التحولات التي مست الاسرة التونسية ومختلف اشكال التآزر بين الاجيال كانت محور الحلقة الثانية من منتدى السكان والصحة الانجابية الذي نظمه اول امس الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري والذي يعمد من خلاله الى دراسة المسائل المتعلقة بتحولات الاسرة التونسية.

تحولات الاسرة التونسية

استنادا الى المحاضرة التي القتها السيدة درة محفوظ الاستاذة المتخصصة في علم الاجتماع حول: «التعاون الاسري والانماط الجديدة للتآزر» ونتائج المسح التونسي لصحة الاسرة لسنة 2001 فان اهم التحولات التي طرأت على الاسرة التونسية تتمثل بالخصوص في استغلالية السكن عن العائلة الكبرى ذلك ان نتائج المسح تبين ان 74% من الاسر التونسية مستقلة في السكن عن العائلة الكبرى في حين ما يزال 22% من الاسر مرتبطة في السكن بأهل الزوج و4% فقط مرتبطة بأهل الزوجة.

لكن نسبة هامة من الاسر التونسية اي ما يقارب الـ 36% يبدأون حياتهم الاسرية بالسكن مع الاهل ثم ينتقلون الى مرحلة الاستقلالية عن العائلة الكبرى ويبدو هذا النزوع الى الاستقلال في السكن عن الاهل لدى الفئات الريفية اكثر منه لدى الفئات الحضرية.

التحول الثاني الهام الذي عرفته الاسرة التونسية يتمثل بالاخص في انخفاض نسبة الزواج بين الاقارب ذلك ان 58% من الاسر التونسية لا توجد فيها قرابة دموية بين الزوجين وهي نسبة في تزايد مستمر ويرجع الباحثون اسباب تقلص الزواج بين الاقارب الى التغيرات التي حدثت داخل الاسرة التونسية ذلك ان الاستقلال النسبي للاسرة النواة عم المجتمع التونسي وبدأت هذه الاستقلالية تؤتي اكلها على مستوى توجيه اختيارات الاسرة.

حجم الاسرة التونسية شهد ايضا تحولات جذرية ذلك انه ورغم المحافظة التامة على الرغبة في الانجاب لدى الزوجين خاصة عندما يكون لديهما طفل واحد لكن هذه الرغبة تخفت عندما يكون للاسرة طفلان وتكتفي المرأة مهما كان مستواها التعليمي ومهما كان تاريخها المهني بطفلين فقط في الاسرة ولا ترغب في مزيد الانجاب ويبقى جنس المولود المفضل سواء كان ذكرا او انثى مرتبطا بمدى تفتح المرأة وانخراطها في الحداثة.

التكافل والتآزر الاسري

يعد التكافل الاسري العمودي اي الذي يكون فيه للاباء واجب الاهتمام بابنائهم وايضا اهتمام الابناء بآبائهم احدى ابرز معايير اثبات مدى ترابط الاجيال ومدى استمرار مفهوم الواجب تجاه الاولياء والابناء ويتجسم هذا التكافل بالاساس على مستوى الدعم المادي ذلك ان الدراسات تثبت محافظة الابناء على الالتزام بواجباتهم تجاه اوليائهم وخاصة من الجانب المادي حتى بعد تكوين اسرهم الخاصة واستقلالهم السكني وهو ما يرسخ عقلية «الابن الاستثمار» الذي كانت الاجيال السابقة تحرص عليه.

وفي المقابل ما تزال عديد الاسر التونسية تتلقى الدعم من الاولياء سواء كان ذلك دعما ماديا قارا او ظرفيا ولكن يبقى الدعم الظرفي المرتبط بمناسبات وضغوطات حياتية معينة هو الاكثر تداولا داخل الاسرة التونسية خاصة في بداية تكوين الاسرة ذلك ان العائلة التونسية دائما تدعم ابناءها خلال السنوات الاولى للزواج هذا وتحافظ العائلات التونسية على التواصل فيما بينها وخاصة من جانب الابناء تجاه والديهم حتى وان زادت الاستقلالية في السكن لدى الابناء.

سامية الجبالي

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 1 مارس 2006)


 
اللبنانيون ينتظرون توفيق الجبالي في «مسرح مونو»

«هنا تونس».. ولكن من وسط بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط» توفيق الجبالي في العاصمة اللبنانية لمرة جديدة، وغداً مساء، ينتظر اللبنانيون بدء عروض مسرحيته «هنا تونس» في «مسرح مونو». صحيح ان المسرحية كانت قد انتجت عام 2002 وعرضت في بلادها، لكن اصداء نجاح هذا العمل للجبالي، واختمار التجربة فيه، يجعله موضع انتظار في بيروت، لا بل أن المسرح التونسي عموماً هو دائماً موضع شغف في لبنان، حين تطل أسماؤه الكبيرة، بين الحين والآخر. «هنا تونس» تصل وقد سبقها صيتها، وما كتب عنها، وهذه المرة يقدم جبالي، وهو صاحب النص والإخراج وأحد ممثلي العمل، حكاية عائلة تونسية عريقة، مكونة من أب وأم وعم وبنت وخطيب وخطيبته. هؤلاء كأنهم بدون تاريخ أو حكاية أو مبرر، يعيشون أزمة حدث، انهم يشكون فراغاً عدمياً لا يقدرون على مقاومته إلا بافتعال حدث ما، انهم في استسلام دائم، لا شأن لهم الا بما تمليه عليهم اوضاعهم، يحتفلون.. يأكلون، وفق نظم لا يفك رموزها سواهم، لذا يأتي المعلق وكأنه المنقذ لشرح الأحداث وتفسيرها، فإذا بالغامض يؤول ونرى معانيه مختلفة الجوانب، حسب الأهواء والخيالات. هكذا إذن يترك الجبالي لمتفرجه حرية ان يرحل مع الأبطال والأحداث أو اللاأحداث، حيث يحلو له ان يرحل. لغة المسرحية قائمة على السخرية، وعلى سرد التفاصيل، «تفاصيل صغيرة لكنها مثيرة في حياة الفرد (المواطن) والمجموع»، هي «لغة تغوص في المسكوت عنه» ـ كما كتب عنها ـ «ماكرة، ساخرة، عنيفة، حسب المواضع والمواقع، وبهذه اللغة يذهب الجبالي إلى الأقاصي في التعبير بكل حرية، فيعود الى احداث هزت واقع التونسيين من انقطاع التيار الكهربائي الى حادث جربة، والصورة ضمنها وبعدها». المسرحية من انتاج «التياترو الكبير» ويشارك في أداء أدوارها إضافة الى توفيق الجبالي، عاطف بن حسين، توفيق علي آيب، شقرا عبد الرحمن رماح، زهرا الزاموري، خولا الهادف. تستمر العروض في بيروت من الخميس 2 مارس حتى الأحد 5 منه. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 1 مارس 2006)

 
نظرا للتشويش الذي طرأ على بث سلسلة المقالات التي بعث بها “ابن الأغلب” حول بعض ملامح سيرة الشيخ عبد الرحمان خليف الذي انتقل إلى رحمة الله يوم 19 فيفري الماضي، نعيد اليوم نشر الحلقات الثلاث مجتمعة. مع الإعتذار مجددا للكاتب والسادة القراء الكرام.

 
 
صورة نشرها موقع www.kairouan.org تظهر موكب جنازة الشيخ عبد الرحمان خليف وهي تعبر أمام “باب الشهداء” المدخل الرئيسي لمدينة القيروان التاريخية متجهة إلى مقبرة قريش حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى يوم 20 فيفري 2006.
 

ابن الأغلب: بعد رحيل الشيخ العلامة عبد الرحمان خليف رحمه الله .. شيء من التاريخ

بقلم: ابن الأغلب في يوم 17 جانفي 1961، تعالى شعارات المتظاهرين وملأ دخان القنابل المسيلة للدموع ساحة بيتنا الصغير ولعلع الرصاص في الشارع المقابل لنا .. واقتحم المتظاهرون الغاضبون البيت القريب منا الذي يقطن فيه عمر شاشية، والي القيروان وسوسة ونابل حينها (الذي نجح في الفرار من غضبة المواطنين متخفيا في لحاف امرأة) … عندها خشيت جدتي للأم رحمها الله – التي روت لي الحكاية بتفاصيلها عندما كبرت – من تفاقم الوضع ومن العواقب السيئة فحملتني (وكان عمري لا يزيد آنذاك عن عامين ونصف) على عجل إلى بيت جدي للأب الذي لا يبعد سوى مائتي متر عن بيتنا المقابل للحي الزيتوني (أي فرع جامع الزيتونة المعمور بمدينة القيروان) الذي تحول فيما بعد إلى معهد ابن رشيق الثانوي “المختلط” ثم “للفتيات” ثم “مختلطا” من جديد. هكذا بدأت حكايتي (ولست سوى واحد من بين عشرات الآلاف من أبناء القيروان وبناتها الذين يدينون بالفضل للشيخ عبد الرحمان خليف – رحمه الله تعالى وأجزل إليه الثواب – في حفظ القرآن وتعلم الدين والأخلاق) مع هذا المعلم البارز والمنارة المضيئة والقدوة الساطعة في تاريخ تونس الحديث. هكذا كانت البداية .. احتجاج شعبي وطالبي (شمل بالخصوص الطلبة الزيتونيين) من طرف القيروان التي شنت بشكل عفوي وتلقائي أول (وآخر) إضراب عام لمدينة تونسية في فترة ما بعد الإستقلال على قرار جائر اتخذته السلطات بنقل (عمليا: نفي داخلي) إمام وخطيب الجامع الكبير ومدير الحي الزيتوني إلى قفصة عقابا له على تجرؤه انتقاد إجراءات وتصرفات منافية للدين والشرع من قبيل دعوة بورقيبة التونسيين إلى الإفطار في رمضان أو المساخر والمناكر التي يندى لها الجبين التي كان صحن جامع عقبة بن نافع ومحيطه مسرحا لها بمناسبة تصوير لقطات من شريط “سارق بغداد” (وهو إنتاج فرنسي إيطالي مشترك لعام 1960، وقد مثل فيه أدوارا ثانوية كل من محمد العقربي ومحمد جميل الجودي) بمشاركة طاقم من الممثلين والممثلات الغربيين.  ويمكن القول أن الغضب الذي استبد بأهل القيروان كلهم كان مزيجا من الإستنكار للتطاول الذي لمسوه على المقدسات الإسلامية (انتهاك حرمة أول مسجد جامع في الشمال الإفريقي) وللأسلوب الفج والمتعالي الذي تعامل به النظام الجديد مع المدينة ذات التاريخ المجيد ومع رمز محبوب ومحترم من رموزها الدينية الشعبية وتعبيرا مبكرا جدا (وإن كان مبهما) عن الرفض الشعبي لما بدا يتضح أنها توجهات علمانية أو منافية لأسس وخصوصيات الإجماع الحضاري والديني والثقافي الذي تأسست عليه البلاد التونسية منذ الفتح الإسلامي الذي انطلق تحديدا من .. القيروان! إذن تواصى أصدقاء الشيخ – رحمة الله عليه – وإخوانه وأحبابه ومريدوه على أن تقفل المدينة أبوابها للتعبير عن الإحتجاج وأن يتم التوجه إلى مقر الولاية لإبلاغ عمر شاشية رفض القيروانيين لقرار النقلة التعسفية (النفي الداخلي عمليا) لشيخهم المحبوب (ولزميله المرحوم الشيخ الطيب الورتاني) وفي صبيحة يوم 17 جانفي 1961 انطلق الجميع في مسيرة حاشدة من أمام جامع عقبة بن نافع ترفع شعارا بسيطا .. بساطة تلك الأيام، وعفويا .. عفوية أبناء القيروان في تلك السنين لا يزيد عن: “الله  أكبر .. ما يمشيش”.  عندما لم يعثر المتظاهرون على الوالي في مقر الولاية توجهوا إلى مقر إقامته القريب (والمواجه للحي الزيتوني) حيث اقتحموه ودمروا محتوياته لكن عمر شاشية تمكن (بمساعدة من بعض الأشخاص الذين هرّبوه متخفيا في لحاف امرأة) من الفرار بجلده من غضبة المواطنين العارمة. في الأثناء، تمكنت قوات من الجيش والشرطة من مدينة سوسة المجاورة من الوصول إلى القيروان وحدثت مواجهات استعمل فيها الجنود الذخيرة الحية ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء (5 على الأقل) والجرحى ثم بدأت حملة اعتقالات واسعة شملت المئات من أبناء مدينة القيروان ورجالاتها الذين تعرضوا لصنوف وحشية من التعذيب والإهانة والإذلال. ثم عُـرض الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله مع العديد من الموقوفين على محكمة عسكرية كان المدعي العام فيها صلاح الدين بالي (الذي شغل عدة مناصب وزارية لاحقا في حكومة بورقيبة ورئيسا لمجلس النواب في عهد بن علي). ومع أن المدعي العام العسكري طالب هيئة المحكمة بالحكم على الشيخ عبد الرحمان خليف بالإعدام، إلا أن الشيخ الجليل اكتفى في رده على رئيس المحكمة بالقول: إنني معتصم بحبل الله المتين .. بالعروة الوثقى. الأحكام صدرت قاسية على الجميع ونال الشيخ وعدد من رفاقه وتلاميذه أحكاما بالأشغال الشاقة المؤبدة أو بالسجن ثم أودعوا في الأغلال في قلعة غار الملح السيئة الذكر (وهي شبيهة من ناحية الرطوبة وسوء ظروفها بمعتقلي برج الرومي والناظور) حيث دامت فترة سجنهم بضع سنين…   لقد كانت “مظاهرة الله أكبر .. ما يمشيش” مثلما يُعرّفها أهل القيروان حدثا فارقا وفاصلا في حياة الشيخ عبد الرحمان خليف وفي مسار مدينة القيروان والبلاد التونسية عموما لا بد من أن ينكب المؤرخون على دراستها وسبر أغوارها والتعريف بها.    عسر .. ثم يسر ماذا حدث في القيروان بعد حملة القمع والاعتقالات وصدور الأحكام بالسجن على الشيخ رحمه الله وعدد كبير من المقربين إليه ومن المواظبين على حضور الإملاء القرآني والدروس في جامع عقبة بن نافع؟ تم أولا إغلاق “الجامع الكبير” مثلما يقول أهل القيروان لمدة ناهزت العشر سنين (!) بدعوى ترميمه ولم يُترك فيه سوى ركن صغير جدا لإقامة الصلاة لا يتسع إلا لبضعة أفراد وهي ضربة قاصمة (هكذا تخيل بورقيبة) لمكانة الجامع والتوعية الدينية وتحفيظ القرآن الكريم في صفوف القيروانيين. ثانيا، تم التخطيط لنشر الفساد والتحلل والموبقات بشتى أنواعها في المدينة من خلال تكثيف العروض السينمائية والغنائية في الهواء الطلق وإقامة المهرجانات والحفلات الفنية بمختلف أنواعها وافتتاح المزيد من الخمارات في المدينة (التي لم تكن تعرف بيع الخمر قبل دخول الإستعمار إلى ربوع البلاد التونسية) وفي هذا الصدد رخصت السلطات لأحد الأشخاص بتحويل مُصلى العيد الرئيسي للمدينة (الذي أوقفه الحاج الصغير نقرة رحمه الله لفائدة المصلين في الأعياد) والقريب من مقر الولاية إلى مقهى وحانة سميت بـ “العباسية”.  المهم، كانت عشرية الستينات عشرية كئيبة أليمة عسيرة على أهل القيروان اجتمع فيها عليهم بطش السلطة وتنكيلها، وتهميش تنموي خطير استبعدها من أية مشاريع جدية مُحدثة لمواطن الشغل لشبابها العاطل عن العمل ومحاولات إفساد الشبيبة وإبعادها عن التدين عموما حتى كادت المساجد تخلو إلا من العجائز وكبار السن ومأساة التعاضد الإجباري التي ذهبت بما تبقى لديهم من أسباب العيش والكرامة (وقد كانت محدودة أصلا بحكم اعتماد اقتصاد المدينة على الفلاحة أساسا). في الأثناء، تم الإفراج عن معتقلي جانفي 1961 على دفعات وظل الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله (وعدد من إخوانه العلماء) ممنوعين منعا باتا من دخول القيروان. وفي النصف الثاني من الستينات عاد الشيخ إلى التدريس في أحد المعاهد الثانوية بمدينة سوسة (حيث تخرج على يديه خلق كثير من بينهم قيادات معروفة في التيار الإسلامي الذي سينشأ بعد ذلك) ثم انتقل لفترة إلى مدينة صفاقس (التي كان حريصا على ذكر أهلها بكل خير لما أحاطوه به من كرم الوقادة وحسن المعشر). وفي بداية السبعينات، وبعد أن اتجهت الأوضاع إلى بعض الإنفراج في أعقاب تجربة التعاضد والتطورات السياسية التي تلتها، عاد الشيخ عبد الرحمان خليف إلى مدينة القيروان ولكن على مراحل. ففي مرحلة أولى كان يأتي فقط لصلاة الجمعة في الجامع الحنفي وسط المدينة العتيقة وكان يدخل من باب خلفي ويصلي في بيت الإمام متجنبا تجمع الناس حوله، ثم تطور الأمر في شهر رمضان حيث كان يلقي درسا (بعد صلاة العصر) في نفس الجامع الحنفي يشمل التفسير والحديث والفقه والإجابة عن أسئلة المصلين، واستمر الأمر على هذا الحال إلى عام 1972 حينما “انتهت” أشغال ترميم الجامع وأعيد افتتاحه رسميا في موكب شعبي عارم في مناسبة المولد النبوي الشريف. وعلى الفور، عاد الشيخ إلى استئناف الإملاء لتحفيظ القرآن الكريم يوميا في جامع عقبة بن نافع منطلقا على بركة الله من سورة ياسين وقد أمد الله في أنفاسه 34 عاما أخرى منذ ذلك التاريخ فيسر لألوف مؤلفة من الخلق حفظ كتاب الله العزيز على يديه. وقد تميزت السنوات الموالية من فترة السبعينات بإقدام الشيخ عبد الرحمان خليف على إطلاق جملة من المشاريع (أو الورش مثلما يقول إخواننا المغاربة) المبتكرة والرائدة التي تمحورت حول القرآن الكريم، الكتاب العزيز الذي سخر له كل فكره وطاقته وجهده ووقته. رحمه الله وطيب ثراه وجازاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. أهم المشاريع وفي ختام هذه الشذرات البسيطة والمُقلة والمتواضعة جدا عن مسيرة الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله وأحسن إليه يجدر التذكير بأهم المشاريع التي حرص على زرع بذورها ورعايتها ومتابعتها والقيام عليها: ** تحفيظ كتاب الله وإبقاء جذوته حية في القلوب والأفئدة في المساجد والجوامع وتعزيز العناية بالمؤدبين وحفظة كتاب الله العزيز بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة له. ** إنشاء سلسلة من الكتاتيب العصرية في مختلف أحياء مدينة القيروان (القديمة منها والجديدة). وقد حرص الشيخ خليف رحمه الله على تسميتها بروضات الإمام الشاطبي تكريما للعالم الأصولي المالكي الأندلسي الشهير ومن أجل تمكين أكبر عدد من الأطفال من ظروف جيدة لحفظ كتاب الله وتعلم أصول اللغة العربية. ** تأسيس “دار القرآن الكريم” وهي تجسيد لفكرة رائدة لا أعتقد أن أحدا سبق الشيخ عبد الرحمان خليف إليها في البلاد التونسية. ويتمثل المشروع الذي وفقه الله لإنجازه في تمكين الشبان الذين يقررون التفرغ لحفظ القرآن الكريم من تعلم مهنة حرة شريفة بموازاة ذلك. حيث يتابع الطلبة دروس الحفظ والتفسير والقراءات وعلوم القرآن والفقه في الفترة الصباحية ويتحولون بعد الظهر إلى محل نجارة أو حدادة أو خياطة وما شابه من أجل تعلم مهنة شريفة تضمن لهم العيش الكريم عند ختم حفظهم لكتاب الله في ظرف بضع سنوات. (وقد تمكن الشيخ المرحوم بفضل هذه الفكرة من استنقاذ عدد كبير من الشبان المنقطعين عن الدراسة وتمكينهم من حياة كريمة بعد أن أصبحوا من الحفظة المجيدي لكتاب الله العزيز). ** اتجه الشيخ عبد الرحمان خليف في وقت مبكر – بفضل ثقافته الواسعة وذكاءه الحاد وحسه المرهف – إلى الإستفادة من وسائل الإعلام الحديثة والتلفزيون بوجه خاص. وقد ابتكر رحمه الله في منتصف الثمانينات أسلوبا دعويا جديدا تحول فيه – وهو العالم والخطيب والإمام – إلى كاتب سيناريو ومخرج وممثل في آن واحد حيث كتب بنفسه النصوص واختار الممثلين والممثلات (من صفوف رواد المسجد والمربين) وأنتج بتعاون من جهات تلفزيونية عربية سلسلة من التمثيليات القصيرة (سكاتشات) بعنوان “الحل بين يديك” عرضتها قناة إي أر تي و “إقرأ” الفضائية العديد من المرات. كما أعد في بداية عام 1989 مسلسلا من نفس النوعية للتلفزيون التونسي بعنوان “السلام عليكم” سجل منه 15 بثت منه حلقة أو حلقتان في شهر رمضان ثم توقفت القناة الرسمية عن بثها “لأسباب غير معلومة”. وقد اختار الشيخ رحمه الله هذه الوسيلة الدعوية الجديدة لاقتناعه ووعيه بقدرة التلفزيون على إبلاغ المعاني وتقريب المفاهيم وتصحيحها لدى المسلمين والمسلمات في بيوتهم وأينما كانوا. بطبيعة الحال لا يمكن في هذه العجالة إيفاء الشيخ العلامة عبد الرحمان خليف حقه ولا التطرق بالتفصيل إلى كل ما أنجزه طيلة حياته المباركة في صمت بعيدا عن الأضواء لفائدة الإسلام والمسلمين ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه كان مصلحا اجتماعيا من الطراز الأول. صحيح أنه لم يكتب الكثير ولم يتفرغ للتحرير والنشر إلا في السنوات الأخيرة من عمره إلا أن كل درس من دروسه التي كان يلقيها كل ليلة قبل صلاة العشاء في جامع عقبة بن نافع وكل خطبة جمعة من خطبه المنبرية التي كان يرتجلها ارتجالا بلغة عربية سلسة ورائعة يفهما العامي والمثقف على حد السواء كانت نادرا ما تخلو من شرح عصري يلائم متطلبات الوقت لتوجيهات قرآنية أو لتوصيات نبوية أو لأخلاق إسلامية تذكيرا للغافلين وتنبيها للمخطئين وتحفيزا للمستقيمين إضافة إلى اهتمامه المتواصل بقضايا المسلمين وأوضاعهم في شتى أنحاء المعمورة. رحم الله الشيخ والوالد والمربي عبد الرحمان خليف رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ووفق أبناءه وأحبابه وتلاميذه الأوفياء الذين تربوا على يديه وانتفعوا بأخلاقه وسعة صدره وكرعوا من علمه الواسع إلى الإستمرار في أداء أمانة العلم التي سلمها إليهم نقية صافية والإقتداء بسيرته في طلب العلم وتحفيظ القرآن الكريم وبثه في صدور الناس والعمل بجد على تجميع كتاباته وأشعاره وتراثه السمعي والبصري لتعم استفادة المسلمين منها داخل تونس وخارجها. رحم الله الشيخ والوالد والمربي والمؤدب عبد الرحمان خليف رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 ما ضاع حق وراءه طالب  –

تعليق على هامش العفو الرئاسي الأخير

الحبيب أبو وليد المكني

اتخذ الرئبس التونسي زين العابدين بن علي قرارا مفاجئا بالإفراج عن عدد كبير من المساجين كان من بينهم عشرات من مناضلي حركة النهضة في مقدمتهم المهندس حمادي الجبالي ، وهي خطوة لم يتأخر الجميع عن تثمينها و طلب المزيد من امثالها حتى نصحو يوما و لا يكون في بلادنا سجين راي واحد ، أولا مواطنا مهددا بفقدان حريته لأنه عبر عن راي لا يعجب السلطة او مجبرا على الهجرة بسبب حكم ظالم أو شبهة قد تعرضه إلى التعذيب و الترهيب …

هذه بعض آمالنا و أمانينا التي لا نعتقد أنها ستتحقق في ظل المعادلة السياسية القائمة ، و لعل ما يدل على صدق هذا الراي , أن عملية الإفراج هذه جاءت مثل سابقاتها في إطار حرص السلطة على إفراغ الإجراء من كل معنى سياسي . فالأشخاص  الذين أطلق سراحهم بالعدد االأكبر  هم  مساجين حق عام ،و ليس من المستبعد أن يكون من بينهم عدد من المجرمين الذين سينتقلون للعمل مع أجهزة القمع لتنفيد ما يعرف بالمهام القذرة أما  من كانوا يوصفون بمساجين الصبغة الخاصة فمن المنتظر أن يخضعوا لسياسة المحاصرة و الخنق  كما هو حاصل مع اخينا عبد الله الزواري و  علي العريض و غيرهما كثير …

          و رغم أننا على يقين أننا في هذه الأيام متشوفون لأخبار سارة قد تأتي من ارض جامع عقبة حامعة الزيتونة تبشر بالإفراج عن بقية المناضلين و إخراجهم من تلك القبور التي صارت جزءا لا يتجزا من حياتهم . لا يمنعنا ذلك من التعبير عن الحقيقة التي علمتها لنا التجارب السابقة مع هذه السلطة المستبدة  وهي أن الأمر على الأرجح ليس إلا محاولة لكسر النسق التصاعدي للنضالات التي أزمعت هيئة18 أكتوبر القيام بها قبل حلول الذكرى الخمسين للاستقلال ، بعد أن اثبتت أنها قادرة على تعككير المناسبات الرسمية على الشكل الذي تم اثناء انعقاد قمة مجتمع المعلومات في شهر نوفمبر الماضي   …

 فالواضح أن السلطة في تونس يقلقها أن يكثر الحديث عن  انتهاكات حقوق الإنسان و المطالبة بإطلاق مئات المساجين السياسيين و لآ بد أنها تدرك أن المعارضة اليوم قادرة على تحريك جزء مؤثر من الشارع ، وهي لا تريد أن تمارس عادتها القديمة  في قمع  الناس و خاصة منهم الطلبةعلى الأقل في الأسابيع القليلة القادمة … و ليس ذلك كرها منها لتلك الأعمال الهمجية و لكن تجنبا للوقوع في الحرج امام وسائل الإعلام المختلفة

ورغم اننا لا ننكر أن يكون من أهم أسباب هذا القرار المفاجئ الطلب الذي تقدم به وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد نحسب أن عملية الإفراح هذه لم تكن إلا تفاعلا إضطراريا من السلطة مع ما أبدته هيئة 18 أكتوبر من إصرار على المضي قدما في النضال بما يتوفر من إمكانيات لتحقيبق التراكم النضالي اللازم الذي من الطبيعي أن ينتهي بتشجيع قطاعات جديدة من الشعب للالتحام بصفوف المعارضة .. فالنضال بإصرار مهما كان حجمه يحقق الانتصارات و لو كانت صغيرة  و تلك أول عبرة نستخلصها في هذه المرحلة

تدرك السلطة أو بالأحرى الجماعة المتنفذة فيها “أن الغيث بيبدأ قطرا ثم ينهمر”وبالتالي فهي تحاول أن تتجنب نسقا تصاعديا في نضال الشارع التونسي  بقيادة يمكن أن تحصل مع الوقت على مصداقية كبيرة تؤهلها لتصبح بديلا مقبولا في الداخل و الخارج

فالجماعة المتنفدة في السلطة فقدت القدرة على التجدد و التفاعل الإيجابي مع تطلعات الشعب منذ سنوات طويلة ، منذ أن سيطرت بعض العائلات على القرار السياسي و الاقتصادي بالتحالف مع شرائح ” من المحافظين الجدد” التونسيين الذين لا هم لهم إلا تحقيق المكاسب الشخصية  بالبقاء قريبا من مواقع القرار ، و  لو كان ثمن ذلك هو وضع أنفسهم في خدمة المخططات الدولية المشبوهة..

 وهم يظنون أنهم بتطخيم أجهزة البوليس و ما يرتبط بها من الأتباع و إغراق المواطنين في الديون استجابة لرغبات استهلاكية ضررها أكبر من نفعها يمكنهم أن يرهنوا إرادة المواطن و صرف نظره عن الاهتمام  بالشان العام ، وبمواصلة السياسة الهمجية و المحاصرة و الإذلال تجاه أبناء الحركة الإسلامية ، وممارسة خطاب التخويف و التخوين تجاه المعارضة الوطنية سينجحون في إسكات كل الأصوات و تكميم كل الأفواه  .

و قد لوحظ في الأشهر الأخيرة أن  الحديث أصبح متواصلا  عن الخطوط الحمراء القديمة و الجديدة  التي رسمتها السلطة  لتحديد كيفبة التعامل مع مقومات المجتمع المدني  ، فهناك التحريم المتواصل  لحدوث أي نوع من التقارب مع رموز حركة النهضة رغم ما ابدته هذه الحركة من مرونة لا نجدها عند مثيلاتها من الحركات الإسلامية التي” تصول وتجول في بلدانها شرقا و غربا” ،و ذلك ليس إلا ترجمة عن شعور هذه الجماعة بأن  ما اقترفته من جرائم أكبر من عفو أي حليم … و بالتالي عليها أن تؤخر يوم الحساب إلى أبعد ما يكون ، لذلك نراها تكثف من أعمالها الهمجية تجاه ضحاياها مع كل خبر يأتي من الخارج يسر به المؤمنون ، وعندما يفرض عليها قرار بالعفو على البعض منهم تعمل على إفراغ ذلك الإجراء من أي مضمون سياسي أو اجتماعي عن طريق فرض المراقبة الجهنمية و المحاصرة الفردية . و قد راينا كيف فعلت مع عبدالله الزواري و لسعد الجوهري و علي لعريض و غيرهم و قد سمعنا أحد أبواق هذه الجماعةالمتنفذة في السلطة  برهان بسيس وهو يتحدث عن حركة النهضة على أساس أنها خط أحمر لأنها حسب زعمه حركة إرهابية انقلابية .

أما بقية أطراف المعارضة الوطنية فتعلم السلطة أن قوتها الأساسية تكمن في قدرتها على إقناع المجتمع الدولي بأن تونس يحكمها نظام شمولي يتخذ من شعارات الديمقراطية معطفا فظفاظا  يستر به حقيقته الديكتاتورية ، و  تعلم السلطة أيضا أن هذه المعارضة تحتفظ بعلاقات صداقة مع مكونات المجتمع المدني الأوروبي تستطيع بها فك العزلة عنها و تجعلها تتمتع بنوع من الحصانة  ، لذلك نراها قد رسمت خطا أحمر جديدا يحرم على المعارضة ما تسميه بالاستقواء بالأجنبي ، وهي تعتقد أن مقولاتها في هذا الشأن قابلة للتسويق داخليا و خارجيا إذا ربطت ذلك بالوضع في العراق و لبنان و سورية … و يعبر عن هذا الخطاب بوضوع “القائم باعمال وكالة الاتصال الخارجي” برهان بسيس أيضا في كل مناسبة نراه فيها على شاشة التلفزة .

و نرجو أن نكون بهذه السطور القليلة قد ذكرنا بالمقومات الأساسية للنظام التونسي و طبيعة السياسة التي يتبعها منذ عقود  حتى لا نتوهم مع كل قرار عفو أن هناك آفاق للحل الشامل قد فتحت و نبقى فترة من الزمن في حالة انتظار المزيد من الإجراءات الإيجابية التي لا تأتي و لكن في الأثناء يحقق النظام هدفه في المزيد من إحكام السيطرة على المجتمع ، و يكتشف ما استتر من أوراق  رابحة لدينا لنجد أنفسنا قد عدنا إلىالمربع الأول الذي انطلقنا منه و تستمر الدائرة الجهنمية …

و لا يعني ذلك ابدا أننا لا نفرح بخبر إطلاق سراح سجين حتى و إن كان من سجناء الحق العام ، لأنه حدث سعيد سيعيد تونسيا إلى عائلته المشتاقة إليه ، و عندما يكون المسرح أخا عزيزا علينا نشترك معه في الراي و الأمل ، لا بد أم تكون الفرحة اكبر،  بيد أن الفرحة هذه لا يجب أن تنسينا واجبنا الذي توافقنا على القيام به وهو التصدي للاستبداد و الديكتاتورية و تفويت الفرصة عليه حتى لا يحقق أهدافه اللعينة في غفلة منا ..

 وعلى هذا الأساس فمن رأينا أن تتواصل تعبئة الشعب على النضال بالأشكال التي يحتملها الظرف و الرجال ” و على قدر أهل العزم تأتي العزائم … و تأتي على قدر الكرام المكارم ” و خاصة في هذه الأسابيع القليلة التي تستعد فيها البلاد لإحياء ذكرى استقلالها الخمسين ، فليس من المقبول ابدا أن تمر هذه الذكرى و خيرة من  أبناء تونس تقبع في السجون المظلمة من أمثال عبد الكريم الهاروني و العجمي الوريمي و محمد صالح قسومة و الصادق شورو و الشيخ العكروت و الحبيب اللوز و محمد عبو و غيرهم كثير من الأفاضل الكرام …

و عندما يُفرض قرار الإفراج عن هؤلاء سيكون لهذا  الحدث حديث آخر …

و ما ضاع حق وراءه طالب

الحبيب أبو وليد المكني

BENALIM17@YAHOO.FR


 
 

البلّ تمشي على كبارها

كتبه عبدالحميد العدّاسي ” البِلّ تمشي على كبارها ” مثل تونسي يومئ إلى مقام كبير السنّ بين النّاس عموما. فقد دأب مجتمعنا التونسي في أيّامه التي سبقت هذه الفترة العجفاء على احترام الكبير وتوقيره، فلا صوت يرتفع فوق صوته ولا رأي يُقدّم على رأيه. وللحقيقة أقول بأنّ صوتا آثر هذه الأيّام أن يقول خيرا، فيُعرّي المفاسد ويدعو إلى إصلاحها مقترحا الطرق الكفيلة بالعلاج. وقد تمنّيت أن نرجع إلى أخلاقنا القديمة، حيث كانت الفضيلة ترتع في ربوعنا مستنشقة شذى الخير فيها، فنتوقّف عند كلمات عذاب صادقة ما انفكّ يدبّج بها عمّنا محمّد العروسي الهاني صفحات تونس نيوز وغيرها من صفحات الأنترنت هذه الأيّام. الحقيقة أنّني كنت أنوي كتابة تعليق عن عمليّة السّراح الأخيرة وقد استوقفتني فيها النسبة المائويّة الضعيفة جدّا التي يمثّلها كلّ من الإسلاميين وشباب جرجيس مقارنة ببقيّة المسرّحين المنتمين بالتأكيد إلى من أجرم في الحقّ العامّ ( 5 فاصلة 18 بالمائة تقريبا، 5,18 % }  { )، وهو ما يدلّ على انحياز واضح من قبل النّظام الحاكم إلى المجرمين. غير أنّ ما كتبه عمّنا محمّد العروسي، جعلني أحجم عن ذلك لأكتفي بالتأكيد على ما أورده حفظه الله، إذ فيه الفلاح والرّاحة والوفاق التّامّ بين التونسيين إن شاء الله. فإنّ ما زاد من محنتنا وتيهنا وتدابرنا وتباغضنا وتناجشنا، هو عدم استماعنا إلى الكبير فينا، وانشغال البعض منّا بالحديث عن محاربة الأبوي والذكوري حتّى صارت المرأة تشكّك في ذكورتنا فتبحث عبر منتوجها السينمائي عن اللذّة معبّرة عن حقّها فيها ( وسبحان الله لماذا لم تجد هذه المرأة اللذّة ” معذرة ” لدى زوجها ). وإذ أورد هذا الكلام فإنّي لا أعني به كلّ كبير- إذ كم من كبير لا تتجاوز قيمته عند الله، ثمّ عند الخلائق قيمة نعله – ولكنّي أشير ههنا إلى أمثال عمّي العروسي، وهو يردّد دعوته إلى التحلّي بالأخلاق الحميدة والتأسّي بالرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، الشاب الكهل الشيخ العابد العامل القاضي الحاكم الأخ الأب الزوج الولي المسالم المحارب المنتصر المتعرّض للخسارة في المعركة المعلّم المربّي الميسّر على النّاس الرّاحم لهم المعتق لهم الصافح عنهم المحبّ لهم المشفق عليهم العادل بينهم المُعذِر لهم، وقد لاحظ الجَنْيَ الحنظل الذي نَجْنيه في تونس اليوم بسبب بعدنا عن منبع تديّننا. لا أملك إلاّ تثمين ما قاله عمّي العروسي في مقاله الأخير بتاريخ 27 فيفري 2006، داعيا الجميع إلى سماعه والأخذ بنصائحه، ففيها الخير الكثير للعباد والبلاد بإذن الله. ولعلّي بالمناسبة أسوق التهاني الحارّة لكلّ الاخوة الذين أذن الله لهم بمغادرة السجن ولأسرهم المجاهدين ولأبنائهم المصابرين سائلا الله أن يتدارك البقية برحمته ويعجّل بخلاصهم أجمعين، داعيا البعض إلى الإقتصاد في المهامّ التي ماانفكّوا يلقون بها على كواهل اخوتنا المسرّحين وبخاصّة على كاهل الأخ الفاضل حمّادي الجبالي. ملفتا النّظر إلى أنّ الذي أمسى يَعافُ قيادة المهجر لطول المقام بجوارها ولكثرة التطاول على قاماتها، قد لا يتردّد يوما في الزهد في حمّادي الجبالي أو غيره من قادة الدّاخل، إذا لم تخدم الظروف حمّادي الجبالي أو غيره- لا قدّر الله – وعجز في الإيفاء بقائمة المهامّ التي عجز عنها قبله الفارّون من السجن أو المسرّحون السابقون أو المتشدّدون. أنصح البعض بالإمساك عن تقديم صور خاطئة صاغتها أفكارهم وتوجّهاتهم عن هذا الشخص أو ذاك أو عن هذه المجموعة أو تلك، فإنّ ذلك لن يزيد إلاّ في التلبيس على النّاس، وأحسب أنّه من الأنفع والأحوط أن نمكّن إخوتنا من استراحة كافية تمكّنهم من كشف ما أخفته الجدر المرتفعة والزنازين الضيّقة المظلمة و الأيّام والليالي المقتطعة من تاريخ تونس. وليكن معيننا على هذا السلوك المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، الذي دعانا عمّي محمد العروسي الهاني إلى اتّباعه والذي يقول صادقا وناصحا: “ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت “…

  رابح الخرايفي: ضعف أحزاب المعارضة في تونس

 

        ان ضعف أحزاب المعارضة في تونس يمثل أزمة لا لهـذه الأحزاب فحسب، وإنما للنظام الديمقراطي برمته، لان من شأن استمرار هـذا الضعف ، يحدث خللاً في البنيان السياسي، و يفتح الباب لقيام ” ديكتاتورية ” الحزب الحاكم ( الحزب الاشتراكي الدستوري ثم التجمع الدستوري الديمقراطي ) ، الذي هو خطر ينبغي الحذر منه ودرؤه. هذه خلاصة علمناها في دراسة القانون الدستوري، بالسنة الأولى في كلية الحقوق .

 

        إن قوة النظام الديمقراطي تقاس بأمور عدة، بينها قوة أحزاب المعارضة التي تعمل تحت سقفه، الأمر الذي يحفظ للنظام توازنه ويوفر للمجتمع البدائل اللازمة التي تضمن له الاستقرار والنجاح، كما تؤمن إمكانية تداول السلطة سلمياً.

  

     رابح الخرايفي

 

 

افتتاحية

شعب في خدمة الحكومة

 

في الأنظمة الديمقراطية تنبثق الحكومات من انتخابات حرة وشفافة يسودها  التنافس ويكون البقاء فيها للأصلح طبقا لما يرده الشعب، أما في تونس فالحكومة تعتبر أنها تمنَ على الشعب ببقائها متربعة في كرسي الحكم وأن كل ما تفعله هو من كرم عطاءاتها التي يمكن أن تحجبها عن الشعب في أي وقت فيتشرد ويضيع بين سيقان القوى الكبرى.

 

العمل التنموي في تونس ليس واجبا تقوم به الحكومة استعدادا  لمحاسبة شعبية دورية في كل استحقاق إنتخابي، وإنما هو عمل خارق تستحق عليه التنويه والعرفان بالجميل وربما حتى تقبيل أيدي من أنجزه. حصل ذلك في عدة مناسبات فتُدق الطبول الإعلامية لافتتاح جامعة أو إنجاز جسر أو إقامة مستشفى في ولاية من الولايات، وكأن العالم من حولنا لا يبني يوميا مئات الكليات والجسور والمستشفيات. وعلى هذا المنوال تم التعامل مع القسط الأول من الطريق السيارة تونس – وادي الزرقاء وكأنه أمر خارق لا يمكن أن تأتيه إلا حكومتنا العتيدة. ارتفعت المباخر بسحب من البخور الكثيف وأرعدت طبول التسبيح في البرافدا وأخواتها لتُقنعنا بأن هذه الستة وستين كيلومترا تفرض علينا  ستا وستين آية من آيات العرفان.

 

في بلد مستقل منذ نصف قرن ويتميز بتضاريسه السهلية كان يُفترض أن يبدأ التخطيط لمثل هذا المشروع منذ نصف قرن لإنهاء العزلة التي عانى منها أهل الشمال الغربي، أو على الأقل بعد تأسيس اتحاد المغرب العربي في 1989 بحيث تكون الطريق السيارة جاهزة في بواكيرالتسعينات وليس اليوم. كما كان المفروض أن تُستكمل الطريق السيارة مساكن – صفاقس، التي لم يُشرع في شقَها إلا مؤخرا، مباشرة بعد الإنتهاء من إنشاء قسط  الحمامات – مساكن أي منذ أكثر من عشر سنوات. مع ذلك ستطلب الحكومة بعد استكمال القسط المؤدي إلى صفاقس من الشعب أن يخرج في فرحة عارمة ليوقد أصابعه شمعا عرفانا للحكومة.

 

هذا الأسلوب الذي عفا عليه الزمن منذ أن طوى تحت إبطه جدار برلين ، ينسجم  مع نظرة الحكم للشعب بوصفه ليس حرا ولا سيدا ولا يستحق سوى الوصاية، ولذلك فهو تسوسه بالعصا وليس بالقانون والعدل.

 

رشيد خشانة

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)

 


السلطة تُضيَق الخناق على هيئة 18 أكتوبر

 

طوقت قوات كبيرة من رجال الأمن بالزي المدني صباح الثلاثاء الماضي مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حيث كان مقررا عقد مؤتمرصحفي ومنعت أعضاء هيئة 18 أكتوبر من الإقتراب منه ما عدا قيادات الحزب والأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الدكتور مصطفى بن جعفر. وبعدما جادل أعضاء الهيئة رجال الأمن بكون قطعهم الطرق المؤدية للمقر غير قانوني ومطالبتهم إياهم بالإستظهار بقرار منع المؤتمر الصحفي للطعن فيه لدى المحاكم المختصة، توترت الأجواء وتم الإعتداء على عدد من الشخصيات التي كانت تحاول الوصول إلى المقر وجرى سحب بعضها بالقوة إلى الشوارع المجاورة.

 

وفي الأثناء تم المؤتمر الصحفي بحضور ممثلي الصحافة الأجنبية فيما غابت الصحافة التونسية بسبب الأجواء المشحونة المُطبقة على الصحفيين.

لذلك كان طبيعيا أن تنطلق الندوة الصحفية من وضع الإعلاميين أمام حقيقة الحصار الذي تتعرض له حركة 18 أكتوبر والمتمثل في منع الإجتماعات في مقرات الحزبين الوحيدين القانونيين المشاركين في الهيئة وهما الديمقراطي التقدمي والتكتل. وبعد كلمة ترحيبية للسيد رشيد خشانة تولى السيد منجي اللوز تلاوة بيان الهيئة على الإعلاميين (طالع نصه ص2)، ثم تولى الأستاذ أحمد نجيب الشابي والدكتور مصطفى بن جعفر الرد على أسئلة الصحفيين. وأكد الشابي أن المنع أصبح القاعدة في التعامل مع المعارضة والترخيص هو الإستثناء، موضحا أن الإجتماع الذي تعتزم هيئة 18 أكتوبر إقامته اليوم الجمعة بالعاصمة لا يحتاج إلى ترخيص وإنما لمجرد إعلام. وأكد أننا عدنا إلى الحالة المفزعة التي كانت عليها البلاد   قبل إضراب الجوع، محذرا من أن تونس أصبحت شبيهة بالحالتين الكورية الشمالية والصينية من حيث غياب الحريات.

 

وسئل لماذا لا تتحاور المعارضة مع الحكم، فأجاب “أي حوار والحكم يوصد جميع أبواب التحاور والإستثناء الوحيد الذي تركه هو تقديم طلب إلى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان حتى يقبل سماع المعارضة ثم ينقل بدوره ما سمعه إلى الحكومة”. وأضاف “هذه حالة مرضية ومنطلقها هو حرص الحكم على منع تشكَل قوة سياسية في الحياة الوطنية بكل الوسائل وهذا أمر مناف لمنطق الحياة”. وأكد إصرار المعارضة على التحرك السلمي الميداني للعمل على تكوين القوة التي تحقق التوازن المطلوب في الحياة السياسية.

 

واعتبر الدكتور بن جعفر أن السلطة لم تستخلص الدرس مما جرى في قمة المعلومات، وحذر من أن البلاد تسير في منزلق  نتيجة رفض الحكومة التحاور مع المجتمع والنخب ومحاولة فرض حصار شامل على القوى التي تعارضها. وتساءل “ما الفرق اليوم بين حزب قانوني وآخر غير معترف به، فكلاهما ممنوع من النشاط؟”. وأضاف “عشنا في البداية تصنيفا بين أحزاب برلمانية وأخرى غير برلمانية ونعيش حاليا تمايزا من نوع آخر بين مواطنين لهم حق النشاط السياسي وآخرين ممنوعين منه”.

 

وقال إن كل أصدقاء السلطة نصحوها بتغيير أسلوبها لكنها فعلت العكس إذ نراها متمادية فيه من دون تغيير، وحذر من أن “التكتل” الذي هو عضو في الإشتراكية الدولية تماما مثل “التجمع الدستوري” سيضطر لطرح موضوع العلاقة بين الحزبين أمام هيئات الإشتراكية الدولية، بالنظر لوجود مرجعية أخلاقية مشتركة وتعهدات يخضع لها الجميع تفرض نوعا محددا من المعاملة بين الأحزاب الأعضاء.

وأفاد الأستاذ الشابي والدكتور بن جعفر أنهما محرومان من الإبحار على شبكة الإنترنت بسبب قطع خطوط التواصل عليهما، مما يحول دون الإطلاع على بريدهما الإكتروني أو الرد على المراسلات التي يتلقيانها، واستغربا من أن أمينين عامين لحزبين قانونيين يُمنع عليهما حتى التواصل مع الناس عبر شبكة الإنترنت.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)

 


تأجيل قضية الدكتور المسلمي

مازال المسلسل القضائي الذي يستهدف الدكتور عبد المجيد المسلمي الكاتب العام المساعد للنقابة الوطنية للأطباء الجامعيين ونائب رئيس فرع رابطة حقوق الإنسان بسوسة والأستاذ المحاضر بكلية الطب بسوسة مستمرا فصلا بعد آخر. وصورة الأمر أن مسؤولة بالتجمع الدستوري تقدمت بشكوى ضده بعدما أجرى عليها عملية جراحية، لكن التحقيق الذي قامت به وزارة الصحة أثبت أنه لا وجود لأي إهمال أو تقصير في حقها وعندها لجأت للقضاء.

ومازالت القضية تتأجل بعد أن تم البت فيها في مرحلة أولى وفي جلسة يوم الأربعاء الماضي تقدم نحو خمسة وعشرين محام للنيابة عن الدكتور المسلمي وقرر القاضي تأجيل القضية ليوم  5 أفريل القادم.

 

هيئة 18 أكتوبر تدعو لاجتماع عام

دعت هيئة 18 أكتوبر إلى اجتماع عام اليوم الجمعة في مقر التكتل الديمقراطي بوسط العاصمة على الحصار الذي تتعرض له هيئات المجتمع المدني. جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة وننشر نصه هنا

 

الشيخ المجاهد عبد الرحمن خليف في ذمة الله 

انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ عبد الرحمن خليف، الإمام الأول لمسجد عقبة بن نافع بالقيروان عن عُمْر ناهز 89 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض. وشارك في جنازته المهيبة عصر يوم الأحد 19 فيفري حوالي 20 ألف شخص توافدوا من مختلف المدن التونسية حيث امتدت الجنازة على حوالي ثلاثة كيلومترات، لكن التلفزة التونسية اكتفت بسبع ثوان فقط للإعلام عن الجنازة.

 

  وُلد الشيخ عبد الرحمن خليف في الخامس من شهر شعبان عام 1335 هجري الموافق ل 27 ماي عام 1917 م. وأكمل حفظ القرآن الكريم في كتاتيب القيروان عام 1931 ثم التحق بالتعليم الزيتوني سنة 1932. ونجح الراحل في مناظرة الإجازة للتدريس بالزيتونة عام 1944 ثم تحول للتدريس بالفرع الزيتوني في القيروان عام 1952  وتولّى الخطابة بجامع عقبة بن نافع بالقيروان منذ عام 1955  كما تولَّى إدارة الفرع الزيتوني بالقيروان عام  1956 .

 وارتبط اسمه بالمظاهرة التي اندلعت بالقيروان سنة 1961  احتجاجا على قرار نقله من القيروان بعدما انتقد انتهاك حرمة المسجد أثناء تصوير فيلم سينمائي أجنبي في باحته. وسرعان ما تم اعتقاله ومحاكمته مع جمع من أهالي القيروان بعد المصادمات التي جرت مع قوات الأمن وراح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى. وعرف الشيخ المجاهد السجون المريرة من بورتو فارينا في غار الملح إلى برج الرومي في بنزرت. 

ثم أعيد إلى خطة الإمامة بعد الإفراج عنه وانتُدب لخطة متفقِّد للتربية الإسلامية عام 1968 كما انتدب لتدريس القراءات بالكلية الزيتونية عام 1977 وحاضر في الفقه وأصوله بالمركز الإسلامي في بروكسيل عامي 1982 و1983 ثم اخْتِيرَ عضوًا بالمجلس الإسلامي الأعلى عام 1988  وانْتُخِبَ عضوًا بمجلس النواب عام 1989.

 وصدر للفقيد العديد من المؤلَّفات منها كتاب “كيف تكون خطيبًا؟” و ” أين حظ الإسلام من لغة القرآن؟” و” ترتيب مناسك الحج”.

رحم الله الشيخ الذي كان أحد رجال تونس البررة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)


منع مسيرة في قابس

قامت جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي بالإجراءات القانونية للإعلام بمسيرة سلمية احتجاجا على انتهاك المقدسات الإسلامية و لكن مسؤولي الجامعة لم يتصلوا بأي رد قانوني من الجهة المخولة لذلك.

 

و في الأثناء تعرض مناضلو الحزب في الجهة و شبابه خاصة إلى المحاصرة المستمرة و المضايقة.

 

أما اليوم السبت 18 فيفري 2006 فقد حاصرت فيالق متعددة من قوات الشرطة مكان انطلاق المسيرة السلمية و سدت المنافذ المؤدية و منعت كل من يرغب في الوصول إليه وقد وصل الأمر إلى حد الاعتداء بالعنف المجاني الذي لا موجب له على أربعة أشخاص.

 

و منذ الصباح الباكر سعت قوات البوليس إلى إلغاء السوق الأسبوعية و منعت التجار من الانتصاب فيها بتعلة إنجاز أشغال كما تم إجلاء سيارات الأجرة و حافلات النقل العمومي من الساحة الأمر الذي خلق حالة طوارئ و حصار حقيقي في مركز هام من مراكز مدينة قابس و الملفت للانتباه حقا هو حضور عدد هام من العمد و أعضاء الشعب و مسؤولي التجمع مما يعيد إلى الأذهان ظاهرة المليشيات و ما يسند لها من أدوار ذاق منها النقابيون و المعارضون الأمرين في أواخر السبعينات.

 

إن جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي تدين بشدة ما تعرض له مناضلوها من تعنيف مقصود يهدف إلى إثنائها عن أداء دورها السياسي الوطني كما تحتج بشدة على عدم الرد على إجراءات الإعلام القانونية التي قامت بها و تعتبر أن من حقها الطبيعي و الدستوري التعبير السلمي عن مواقفها و هي تعاهد مناضليها و أصدقاءها على مواصلة النضال لانتزاع الحقوق و الحريات و إرساء الديمقراطية.

كما أن جامعة قابس مقرة العزم على مقاضاة المعتدين و محاسبتهم.

 

عبدالجبار الرقيقي

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)

 


الشيخ عبد الرحمن خليف في ذمة الله

    

انتقل إلى رحمة الله تعالى، فضيلة الشيخ عبد الرحمن خليف، إمام مسجد عقبة بالقيروان عن عُمْر يناهز 89 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض. وشارك في جنازته المهيبة عصر يوم الأحد 19 فيفري حوالي 20 ألف شخص توافدوا من مختلف المدن التونسية حيث امتدت الجنازة على حوالي ثلاث كيلومترات ولكن التلفزة التونسية اكتفت بسبع ثوان فقط للإعلام عن الجنازة.

 

  وُلد الشيخ عبد الرحمن خليف في الخامس من شهر شعبان، لعام 1335 هجريًّا، الموافق 27 مايو عام 1917 ميلاديًّا. وأكمل حفظ القرآن الكريم في كتاتيب القيروان، عام 1931، ثم التحق بالتعليم الزيتوني سنة 1932.

 

وحصل على شهادة الأهلية عام 1936 من الزيتونة وشهادة التحصيل في علم القراءات عام 1938 وشهادة التحصيل في العلوم عام 1940 كما حصل على العالمية في القراءات عام 1942 والعالمية في الآداب العربية 1944

 

و نجح خليف في مناظرة الإجازة للتدريس بالزيتونة عام 1944 ثم تحول للتدريس بالفرع الزيتوني في القيروان عام 1952  وتولّى الخطابة بجامع عقبة بن نافع بالقيروان منذ عام 1955  كما تولَّى إدارة الفرع الزيتوني بالقيروان 1956.

 

و انتُدب لخطة متفقِّد للتربية الإسلامية عام 1968 كما انتدب لتدريس القراءات بالكلية الزيتونية عام 1977 وحاضر في الفقه وأصوله، بالمركز الإسلامي، في بروكسيل عامي 1982 و1983 ثم اخْتِيرَ عضوًا بالمجلس الإسلامي الأعلى بتونس عام 1988  وانْتُخِبَ عضوًا بمجلس النواب بتونس عام 1989.

 

شارك الشيخ خليف في عدة ملتقيات ودورات؛ لتدريب الأئمة والدعاة، بإشراف رابطة العالم الإسلامي، في إندونيسيا، وجزر القمر، وجزر المالديف، وكلٍّ من فرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وفي عدة ندوات إسلامية عُقدت بكل من مصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب الأقصى.

 

وصدر للشيخ عبد الرحمن خليف العديد من المؤلَّفات منها: كتاب “كيف تكون خطيبًا؟”، وقد طبع بالسعودية للمرة الأولى في شهر ذي الحجة سبتمبر 1986 وكتاب ” أين حظ الإسلام من لغة القرآن؟”.. طُبع بالكويت للمرة الأولى، وكتاب ” ترتيب مناسك الحج” و طبع بتونس.

رحم الله الشيخ الذي كان أحد رجال تونس البررة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)

 


منافسة بين قائمة التجمع وأخرى وفاقية في انتخابات المحامين الشبان

 

رغم أن المحامين مازالوا يتكتمون على القوائم الانتخابية التي ستخوض غمار انتخابات جمعية المحامين الشبان يوم 4 مارس القادم فإن المناورات انطلقت وبدأت تتوضح ملامح عديد القائمات التي ستعلن عن نفسها.  و يبقى الفرز القائم لدى جمهور المحامين الشبان قائما على العاملين السياسي والمهني. فالبعض يرى أن الهيئة المتخلية التي تتكون من أنصار التجمع فشلت في تمثيل مشاغل المحامين المهنية وتخلت عن مبادئ الجمعية القائمة أساسا على الدفاع عن الحريات في القطاع وفي البلاد. ويلوم آخرون الهيئة المتخلية عن صمتها إزاء قضية المحامي السجين محمد عبو رغم انه عضو سابق في مكتب الجمعية.  ولان حظوظ مرشحي الحزب الحاكم وافرة بسبب الدعم المادي والمعنوي من كل أجهزة الدولة فقد انطلقت مشاورات مبكرة للدخول بقائمة وفاقية تضم كل التيارات السياسية والنقابية المعارضة لتوجه السلطة. وعلمنا أن القائمة الوفاقية التي مازالت لم تنتهي النقاشات حولها بعد تضم في صفوفها خالد الكريشي ومنذر الشارني وسمير ديلو وليلى بن محمود وكثير بوعلاق وعلا بن نجمة وعبد الجواد الحرزي. وحاولت هذه القائمة أن تكون ممثلة للتيارات الفكرية داخل المحاماة ( يسار وإسلاميين وقوميين ) بالإضافة إلى المستقلين و ممثلي الجهات ولكنها لم تظفر بإجماع كامل حيث خير بعض اليساريين من العائلة الوطنية و أنصار المبادرة الديمقراطية تكوين قائمة مستقلة ستضم حسن التوكابري وجلال الهمامي وعطيل حمدي وشكري بلعيد ورمزي الجبابلي.  و تتداول أوساط المحامين الحديث عن عدد كبير من المترشحين التجمعيين أبرزهم لطفي العربي رئيس الجمعية الحالي و محمد سعيدانة.  ولم يعلن التجمع قائمته إلى حدّ الآن ربما إمعانا في المناورة والاحتفاظ بعنصر المفاجأة إلى آخر لحظة كما تبقى احتمالات ترشح تجمعيين بشكل فردي واردة. ولم تنتهي حرب القائمات عند هذا الحدّ حيث يتداول البعض قائمة رابعة قريبة من إبراهيم بودربالة.

 

ويعتقد أغلب المحامين أن المنافسة ستكون حامية أساسا بين قائمة التجمع الرسمية وقائمة ” التحالف الديمقراطي” كما يحلو للبعض تسميتها. ولكن وجود قائمة يسارية ثانية قد يزيد من حظوظ القائمة التجمعية بإعتبار تشتت الأصوات.   

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)


 

تعقد وضعي بعد عودتي من العراق

 

سافر المواطن بوبكر بن محمد بوبكر أصيل الرديف إلى العراق سنة 2003 بحثا عن شغل وعاد منه بعد أقل من شهر، لكن تلك الزيارة القصيرة كانت كافية لإغلاق أبواب العمل في وجهه إذ ما انفكّ وضعه يتفاقم كما يشرح ذلك في الرسالة الموجهة للسلطات المعنيّة.

 

أنا عاطل عن العمل منذ سن السادسة عشرة من عمري وفقدت والدي فوجدت نفسي معيلا لوالدتي التي تعاني من مرض مزمن وزوجتي، وبذلك كبرت معاناتي وتضاعفت. لقد وجدت نفسي مندمجا في جملة المتطوعين للحرب الأخيرة التي دارت في العراق وكان خروجي من تونس في 27 مارس 2003 وعودتي في 16 أفريل 2003 وكان الدافع الأساسي لذلك هو العيش هناك في العراق أو الموت بكرامة بما أنني كل يوم أتمنى الموت وبأي طريقة.

 

وتقدمت عديد المرات إلى السلط المحلية والجهوية بطلبات للحصول على عمل يوفر لي العيش الكريم غير أن الردّ كان سلبيا وكانت عملية تطوعي تعقيد لوضعيتي خاصة وأنها أصبحت مرتكزا لعدم تشغيلي وهو ما دفع بي على الإضراب عن الطعام لمدة 10 أيام بدءا من 21 جويلية 2003 من أجل طلب حل لمشكلتي وتمكيني من شغل. وبعدها ذهبت لمؤسسة حكومية بارزة وتم استقبالي في مكتب الاستقبال والاستماع إلى فحوى مشكلتي لكن منذ ذلك التاريخ وأنا انتظر ولم أحصل على أيّ ردّ. لذا أتوجه بنداء إلى كل مسؤول عن التشغيل وخاصة السلط المحلية والجهوية للنظر في موضوعي وتمكيني من شغل يحفظ كرامتي وكرامة عائلتي.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)


 

تأبين المناضل صلاح الدين الخالدي

 

بمناسبة أربعينية المناضل صلاح الدين الخالدي الذي توفي بمدينة قصر قفصة قام محمد الخميلي بتأبينه بحضور الاخوة منجي اللوز والمولدي الفاهم عضوي المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي وعددا من الوجوه السياسية بالجهة:

 

اليوم و قد تيقن الجميع انك غادرت الأهل والأحبة والرفاق بعد طول عناء. غادرت وبريق بالعينين يحاورنا، بريق يقول ما لا تقوله الكلمات بريق يحكي المسيرة الطويلة العسيرة… نقول أنك كنت عنوان حلم الحرية التي يوفرها الشباب في عز عطائهم وكنت من هؤلاء وكان مثالك ناصعا فأسست للديمقراطية المسلوبة في فضاء الجامعة التونسية وسط السبعينات مع ثلة آلت على نفسها أن تقود المركبة ضد حكم مستبد متمترس وراء شعارات الوحدة الوطنية وبناء الدولة لكن سرعان ما افتضح زيف هذا الخطاب الخشبي وعوض البناء الوطني قمع الأصوات المعارضة ونكّل بالبعض وهجر البعض الآخر وقتل غيرهم أمثل عبد العزيز العكرمي والأزهر الشريطي الذين تنحدر منهم من حيث الأصل.. والذين آزرهم أبوك العامل بالسكك الحديدية بعد أن قاتل مع البشير بن سديرة ثم ناضل في الحركة النقابية صحبة الراحل احمد التليلي في الخمسينات وشارك في الثورة الجزائرية.

ناضلت وصمدت وبحثت عن كل فضاء ملائم للمقاومة والتعبير عما يختلج في الأعماق والتحقت بأرض الرافدين ثم غادرت سوريا ثم إلى جنوب لبنان على اثر اجتياحه من طرف الكيان الصهيوني لتعانق القضيّة الأمّ ومكثت في معتقل “أنصار” ثمانية عشر شهرا ودفعت ثمن الإيمان العميق على أيدي أعداء الأمة وأذنابهم.

 

فارقت ولم تفارق.. غادرت ولم تغدر ولم تغادر.. تألمت ولم تصرخ فارقت وذكراك تحاصرنا تسائلنا عن الكيف ونقطة البدء..صورتك تؤرقنا في كل منعطف…

نودعك قائلين لك إن لك في الأهل والأصدقاء والرفاق نبع يعانقك يصافح روحك يشدّ على حلمك وينهل من ذكراك.

وداعا يا من ودع دون وجع..وداعا يا من أعطى دون كلل..وداعا يا من ألهم دون خجل

 

عن الأهل والرفاق

محمد خميلي

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)


 
 

أخفقت الحكومة حيث كانت تريد التميّز

 

فتحي التوزري

 

شهدت تونس تحولات عميقة كان لها أثر كبير على الاستقرار الاجتماعي ونوعية الحياة ومستوى النمو البشري. أبرز هذه التحولات النسب العالية للتمدرس، وفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في الدورة الاقتصادية وارتفاع نسبة سكان المدن وتغيّر بنية العائلة والانفتاح الكبير على الخارج.

 

وأدت هذه التحولات إلى تدابير جذرية في السياسات الاجتماعية والاقتصادية للتلاؤم معها، وإلى بروز ظواهر اجتماعية يصعب السيطرة عليها، كما أفرزت واقعا ثقافيا جديدا مازال يتحوّل ويتشكّل. وفي هذا الإطار سنتعرّف على مجالات هامة شملها هذا التحوّل تثير عديد التساؤلات وتطرح تحديّا فشلت الحكومة الحالية في بلورة أجوبة مقنعة وسياسات فعالة له.

 

المدخل الذي أخترناه يشمل المرأة، إذ هي تشكل عنصرا مركزيا في الخطاب السياسي للحزب الحاكم. فهي أحد عناوين سياستها التحديثية وانفتاحها على الغرب. ولا تزال المرأة بالرغم من الوضع المعيشي الصعب ملهما دعائيّا للخطاب السياسي الرسمي وجزءا لا يتجزّأ من ” مشروعه المجتمعي” سوف نورد ثلاثة مؤشرات تبيّن حجم التحديات وضعف الآداء السياسي: الرقم الأول يتصّل بانخراط المرأة في الدورة الاقتصادية. إذ تشير الإحصاءات الرسمية أن نسبة النساء الناشطات ارتفع من 20،3

%  سنة 1989 إلى 24،6 % سنة 2003 من جملة الافراد الناشطين. هذا التزايد يؤكد طبعا أن مبدأ حق المرأة في العمل يتجسّد تدريجيّا. ففي الفئة العمرية 20 إلى 39 سنة نجد أن امرأة من بين ثلاث نساء تعمل بينما كانت هذه النسبة امرأة من بين 20 في الستينات. طبعا ليس هذا مجال تفصيل عمل المرأة على ضوء ما تشير إليه عديد الأبحاث من أن المرأة مازالت تعمل في قطاعات هشّة. ومعدّل راتبها أضعف من راتب الرجل والنسبة المتدنية للمرأة في الوظائف القيادية، فهذا موضوع آخر.

 

ما يهمنا هنا هو تأثير هذا الوضع الجديد على الأسرة والإجراءات المصاحبة لهذه التحولات لمساعدة الأولياء على تربية الناشئة. فإلى جانب الحق في الشغل فإن المرأة اليوم تخرج لسوق الشغل أيضا لغلاء المعيشة ولان راتبا واحدا لا يكفي للايفاء بحاجات الأسرة لكن بالمقابل ماذا قدمت الدولة للأسرة من فرص وإمكانات وتسهيلات لكي لا يتم عمل الأولياء على حساب متطلبات الناشئة وخاصة الأطفال؟ ماهي الخدمات المتوافرة حتى لا يشكّل خروج الأولياء للشغل عبئا إضافيا للأسرة؟

 

هذه الخدمات متعددة ومتنوعة وتشمل النقل والمحاضن ورياض الأطفال وفضاءات التنشئة والتربية والخدمات الإدارية. سنكتفي فقط بالتعرّض لرياض الأطفال لما لهذا القطاع من أهمية مصيرية للأسر التي يعمل فيها الوليان.

 

ففي نفس الوقت الذي تخرج فيه المرأة للشغل نجد نسبة رياض الأطفال العمومية تقلصت إلى 37

% سنة 2003 من المجموع، ونسبة دور الأطفال التابعة للجمعيات 12% وباقي رياض الأطفال الخاصّة تمثل نسبة 83،2 %.

فخلال العشرية الأخيرة انسحبت الدولة ( البلديات بالتحديد) من قطاع المحاضن ورياض الأطفال مضيفة أعباء جديدة على العائلة التونسية وهو ما من شأنه أن يهدد النموّ السليم للطفل. ولقد كانت رياض الأطفال البلدية تتميّز بكثافة التأطير وجودة الخدمات ومراقبة بشكل مستمرّ مما جعلها بحقّ فضاء تربويا جليلا استثمارا ناجحا في النموّ السليم للناشئة، على عكس المؤسسات الخاصّة التي تسعى للربحية وتتسّم بضعف التأطير وضعف الخدمات إلى جانب العبء المالي على الأسر ضعيفة أو محدودة الدخل.

 

إن قطاع تربية الناشئة قطاع حيوي والاستثمار في النموّ السليم للأجيال استثمارا طويل المدى يضمن للبلاد قدرات وكفاءات مستقبلية هي في أشدّ الحاجة اليها في المستقبل ولا يجب التهاون به. وهو قطاع لا يسعى للربحية ويجب أن يبقى من مشمولات الدولة تمويلا وتأطيرا ومراقبة حتى يؤدي دوره التربوي ولا نفهم انسحاب الدولة من هذا القطاع.

 

الرقم الثاني يتعلّق بنسب الطلاق، إذ تفيد الإحصاءات أن زيجة على ستّ تنتهي بالطلاق. ويعني الطلاق في أغلب الأحيان ضغطا نفسيا وإرهاقا وتدنيا معتملا في مستوى العيش وانعكاسات نفسية على الأطفال وخطر الاستقرار.

 

كثير من المطلقات سيجدن أنفسهن أمام تحديات مادية واجتماعية صعبة كالاضطرار للعمل، أو النقل من بيت إلى بيت إلى جانب الصعوبات الكبيرة في التعامل مع سلوكيات الأطفال الصعبة. ففي غياب خدمات اجتماعية متنوعة سوف تتضاعف الأعباء ويتعاظم الضغط.

 

الرقم الثالث والأخير يتعلّق بالزواج، إذ تفيد الإحصاءات الرسمية أن سنّ الزواج يتأخر بسنة كل أربع سنوات، فهو حاليا في حدود 29،4 سنة للبنات مقابل 32،9 للرجال. ولا يمكن أن نتصور أن مثل هذه التطورات سوف لن تكون لها انعكاسات على الأقلّ على مستوى الصحة النفسية ونوعية الحياة والاندماج الاجتماعي.

 

كل المؤشرات تدل على أن هذه التحولات مازالت تتعمق وسوف يكون لها تأثير كبير على المجتمع التونسي. وفي الأثناء. ونتيجة لسياسة اجتماعية ليبرالية مكشوفة تواصل الدولة تقليص خدماتها الاجتماعية بحجة تحقيق التوازنات الكبرى وتجنب العجز. وتحاول أن تدفع بجزء من مسؤولياتها الاجتماعية نحو القطاع الخاص أو الجمعيات لكن حتى الجمعيات عاجزة عن تعويض ما تفرط فيه الدولة نتيجة لضعفها وهشاشتها باعتبارها جمعيات تصنعها الدولة وليست تعبيرا صادقا عن مجتمع مدني حيّ ونابض يعاضد الدولة ويكملها. لكن بدون مناخ سياسي سليم يشجع على المشاركة ويفسح المجال لبروز مجتمع مدني حقيقي فإن هذه المسائل ستراوح مكانها وتتكاثر حتى يصعب حلّها.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 348 بتاريخ 25 فيفري 2006)

 

 

التخطيط للمستقبل قوة إيمان وثمرة توكل ويقين وأمل

من أكبر وأخصب دروس الهجرة النبوية الكريمة درس يعلمنا ـ نحن اليوم لحما ودما ـ أبجديات التخطيط الاسلامي الذي يدر على أصحابه من حسنات الاخرة وسعادة الدنيا في مجاله الخاص به تماما بمثل ما يجنيه من ذلك عابد الحرمين مخضبا جيده بدموعه .

صور من تخطيطه للهجرة عليه السلام :

1 ــ تهجير أصحابه رجالا ونساء تحت ضغط التعذيب إلى الحبشة مرتين ولم يكن ليلقي بهم عليه السلام وهو ” حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ” في طاحونة عذاب أخرى بعيدة عن عينه لو لم يكن يتحلى بأمور ثلاث  يغفل عنها كثير من الدعاة اليوم وهي :

ــ علمه الواسع  ومعرفته الكبيرة جدا بواقعه من كل الجوانب وليس ذلك كله من وحي الغيب  والدليل أنه يخطئ في تلك التقديرات أحيانا كما يخطئ كل إنسان  عندما لا يكون مسنودا بوحي أو تتبدل به البيئة في مثل حادثة تأبير النخل .

ــ قيامه على حسن التخطيط والاعداد وما يتطلبه ذلك من قراءة متأنية لواقعه القريب والبعيد ومن كل الزوايا الممكنة دون إغفال الاستشارة وتولية الرجل المناسب في المكان المناسب وهو المبدأ الذي لم يحرم تخطيطه من الاستفادة من غير المسلمين بل وظف المحاربين في ذلك .

ــ تقديمة لمعطى الحرية إستفادة من أدنى هامش لها ” إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد ” ولم يقل ” إن فيها ملكا مسيحيا أو مسلما أو متدينا لا يظلم عنده أحد “. 

2 ــ تمكين أصحابه من ثقافة إسلامية مناسبة للواقع الراهن الذي يعيشونه ويتجلى ذلك في مناسبتين وفي مظهرين :

ــ المناسبة الاولى في الهجرة إلى الحبشة وذلك حين قدم الصحابة في قاعة المحكمة بين يدي النجاشي ـ وليس لهم فريق دفاع سوى ما يؤمنون به من ” إن الله يدافع عن الذين آمنوا ” وتعويلهم على أنفسهم ـ عرضا لقضيتهم يتسم بالجمع في حكمة عجيبة بين أمرين هما : التحصن بالقرآن الكريم متلوا من ناحية وحسن إختيار ما يناسب المقام من ذات القرآن الكريم من ناحية أخرى . ما رأيك لو أنهم يومها بدل أن يقرؤوا ما تيسر من سورة مريم عليها السلام قرؤوا سورة الكافرون ؟ لم قرأ الصحابة على اللديغ الفاتحة لينالوا أجر الدنيا وطالب عليه السلام بسهمه ؟ لم لم يقرؤوا عليه سورة البقرة مثلا أو المسد أو أي سورة أخرى أو آية أخرى ؟ هل إتهم واحد منهم إخوانه يومها في حضرة النجاشي أو بعد ذلك بأنهم تساهلوا مع ذلك الحاكم الكافر على حساب الاسلام والحق ؟ نحن بحاجة إلى فقه شبيه يجمع بين الاصل وبين الفروع ويؤلف بين اليقين وبين حسن التخلص ويوائم بين الايمان بالثابت العقدي المكين في قلبه وبين حسن إخراج ذلك للناس مع مناسبة كل مقال لمقامه .

الامر الثاني ضمن الثقافة الاسلامية الواسعة التي حصنهم بها عليه السلام لمثل ذلك اليوم هو أنهم دافعوا عن أنفسهم في قاعة ذات  المحكمة بالسلاح الاخلاقي فلم يذكروا التوحيد سوى مرة واحدة تقريبا بينما ظلت مرافعة الدفاع مركزة حول الخلق الكريم . أي أنهم تجنبوا ما يمكن أن يقلب المحكمة عليهم حتى مع صدقهم وإخلاصهم وكونهم على الحق المبين الذي ليس وراءه إلا الضلال وركزوا على المشترك بينهم وبين الناس . ماذا لو فعل واحد منا نحن اليوم ذلك ؟ أليس يتهم بأنه خذل عقيدة التوحيد أن تبرز أمام كافر عنيد أو حاكم عاص ؟

تلك هي المناسبة الاولى والمظهر الاول .

ــ المناسبة الثانية والمظهر الثاني يتجليان في آخر هجرة أي هجرة المدينة وبذات الثقافة التي تعلموها منه عليه السلام إنساب الصحابة المهجرين رغم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية السيئة في أحسن صورة تعايش مع مجتمع جديد غريب لا يشتركون سوى مع فصيل واحد فيه هو فصيل الانصار ولا يشتركون مع هؤلاء سوى في الدين . وكثيرا ما يشغب عليك المبتدؤون المتفيقهون المتشدقون كما سماهم عليه السلام بأن الدين يكفي لذلك وذلك أمر لا تحسمه النظريات بل لابد لمعافسة تغير العادات والتقاليد والتجارب الطويلة المريرة حتى يدرك أولئك وغيرهم بأن العادات والتقاليد واللغات وطرق الحياة بما دق منها من أكل وشرب وقعود وجلوس وكلام وتحية وتربية ونكاح ورضاع وغير ذلك مما لايحصى … كل ذلك قد يفرق أهل الدين الواحد . فما الحيلة ؟ الحيلة الوحيدة ليست في إخضاع العادة للعادة والتقليد للتقليد لان ذلك من باب إستنبات البذور في الهواء كما يقول الشهيد سيد قطب وليست الحيلة في ترك الدين كذلك … ولكنها في تفعيل قيم الصبر والمصابرة والتصبر والاصطبار والحلم إلى أقصى حد ممكن .

لقد كانت لي تجربة بعام واحد في تركيا ولكنها كانت ثرية جدا ولم تكن العادات والتقاليد واللغة والتاريخ واحدة بل مختلفة إختلافا بينا كبيرا وكان يمكن لمراقب عن بعد بأن يقول بأن  العلاقة يجب أن تكون علاقة حميمية جدا لان الدين واحد . ذلك وهم يحمله الصغار الاغرار الذين يرقبون تقلبات الواقع بعاداته وتقاليده من خلال أجهزة البث وليس معافسة باللحم والدم ومناكفة يومية وإكتواء بنار الاختلاف .

كان الصحابة في مجتمع مختلط أيما إختلاط لاول مرة في حياتهم ولم تكن حركة المؤاخاة ولا بناء المسجد لتيسر إنخراطهم في ذلك المجتمع على أساس المواطنة المتساوية بين كل صحابي وبين كل يهودي جنبا إلى جنب … لم يكن ذلك ليتم لولا أنهم تلقنوا الدين كما تلقناه نحن اليوم ولم يكن ذلك ليتم لولا أنهم لم يتشربوا ثقافة نبوية غير مكتوبة ولا تنقلها اليوم تسجيلات وشرائط ولكنها الثقافة العملية ـ السيرة العملية أو المثال الاخلاقي النبوي العظيم ـ .. تلك الثقافة لم تكن لتنبت في أسبوع واحد قبل كتابة الصحيفة بالمدينة كما ينبت شطء أخرجه زرعه غضا طريا .

كان ذلك الانسياب دون مشكلة واحدة سجلها التاريخ نتيجة حصائل ثقافية تربوا عليها في مكة . ذلك هو التخطيط الثقافي . وكان ذلك التعايش ـ حتى كان اليهود هم أول من نقضوا ركنه ـ خلاصة ثقافة عملية لا تجدها في المكتوب ولكن عليك بقراءتها فيما تحت السطور وفي ما وراءها . ذلك كفلك من الاجتهاد التربوي تقوم به تكريما لك أن تكون إسطوانة مسجلة يوكز زرها فتنهمر ثم يوكز أخرى فتخرس .

هل سمعت صحابيا واحدا قال ـ ربما حتى في نفسه ـ فيما يشبه الاعتراض أو عدم الرضى بأنه عليه السلام عرضنا للفتنة يوم جمع بيننا وبين اليهود على قدم مساواة المواطنة حقوقا وواجبات في دستور واحد ؟ كيف ينبغي له ذلك وهو أول وأكبر وأصدق من يعلم بأنهم سيخونون العهد بعد قليل ؟ كيف يساوي بين كافر وبين مؤمن في حقوق وواجبات المواطنة  ؟ إنها الثقافة الاسلامية الوسطية المعتدلة المتوازنة ولا أسميها علما لانها أوسع وأبعد من العلم وأبلغ منه في النفوس . العلم يصنع علماء ولكن الثقافة ـ وفيها جانب من العلم وإن يكن صغيرا ولكنه صحيح ـ تصنع أحسن الرجال الذين قال فيهم ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين “. العلم وحده لا يكفي سيما بما نصوره نحن اليوم لانفسنا علما لا فقه فيه يكاد يتجرد حتى من الخلق . العلم إن شئت قلت يقوم العقل ولكن الثقافة تثقف ـ أي تقوم ـ الخلق .

 من علم الصحابة ولم يلبثوا معه في مكة سوى سنوات قصيرة جدا قضوها بين الملاحقة والتعذيب قد لا يظفرون فيها على مداها كلها ربما سوى بجلسات معدودات … من علمهم ثقافة حسن التنظم في قاعة المحكمة التي إقتيدوا لها برئاسة النجاشي بدون سابق تحضير . لا شك أن سرعة وحسن تنظمهم ضمن قائد يتكلم بإسمهم ناطقا رسميا لا يعقب عليه أحد خاصة أمام المحكمة وفي حضرة الشاهد والملإ وضمن إنضباط عجيب لم يسجل أي ردة فعل غير مسؤولة ..

لاشك أن ذلك وجه رسالة بليغة إلى رئيس المحكمة وأركانه وكل المراقبين يومها بأن هذا الفريق من الناس ليس ثلة من الصعاليك المتمردين كما تدعي قريش بل هو عينة من ثقافة عالية جدا حتى لو حصل الاختلاف معه وهو حاصل ظاهر . ترى من علمهم ذلك ؟ هل تجد في القرآن الكريم الذي لم ينزل منه يومها سوى قليل جدا أغلبه يركز على التوحيد وصفاء العقيدة ما يعلمهم ذلك ؟ لا طبعا . هل سمعوا ذلك منه عليه السلام ؟ لا مرة أخرى لان قوله في ذلك قليل جدا . من أين إذن ؟ من متون الثقافة العملية والسيرة الفعلية التي لا نولي نحن اليوم لها شأنا كبيرا .

3 ــ ضمان مساندة أقوى القبائل العربية المتمكنة بعد صد قريش أي أهل الطائف : ثقيف.

فكرة ذلك التخطيط تقوم على كون خسارة جانب قريش أقوى القبائل العربية طرا لا يعني عدم التوجه إلى من يليها ولذلك كانت هجرته عليه السلام إلى الطائف ويشير القرآن الكريم إلى ذلك مؤكدا ذات المعنى ” لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ” والقريتان مكة والطائف . والقرية هي المدينة في القرآن الكريم . ذلك التخير هو أساس كل تخطيط حتى في بث الدين وتخير أحسن مواضعه وتلمس أفضل الوسائل البشرية والمادية لذلك ولذلك قال عليه السلام ” اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين “. كل ذلك من باب حسن التخطيط للدعوة ولا يتعارض ذلك مع ” إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ” لا بل لا يتعارض ذلك مع ما تلقاه عليه السلام من عتاب في شأن عبد الله إبن مكتوم ” عبس وتولى أن جاءه الاعمى …” . الصورتان في الظاهر متعارضتان : صورة التصدي للكبراء بالهداية والتلهي عن المغمورين من المؤمنين وصورة إبتغاء الاسلام في جبارين من مثل إبن الخطاب وإبن هشام ومثلها صورة التوجه إلى كبراء الطائف . تعارض الصور لو ظللت تجمعه دون مراعاة لحال وحال لبدت لك الشريعة غير ا لشريعة والسيرة غير السيرة ولكن ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ” .

شبهة يمكن أن تشغب عليك : إذا كان التخطيط حسنا محكما في الطائف فلم كان الصدود عنيفا حتى إضطر عليه السلام إلى طلب اللجوء من مشرك في مكة ؟ الجواب : التخطيط الحسن والمحكم بما يتيسر للانسان من علوم ومعارف وتجارب ونصائح وشورى وإستخارة لا يفضي دوما إلى ما يأمله كل مخطط من تخطيطه وليس ذلك دوما نتيجة لخطإ في التخطيط ولكن يكون ذلك إبتلاء منه سبحانه لحكم أخرى لانه ” إليه يرجع الامر كله ” و ” إليه تصير الامور ” و ” ما تشاؤون إلا أن يشاء الله ” وليس ذلك دوما عقابا بل أحيانا يكون جزاء ونعمة . ليس هذا موضوعنا الان على كل حال .

4 ــ التفكير في مكان آمن بعيد للدعوة الاسلامية بعد أن ضاقت مكة والطائف والتخطيط لذلك عبر وسائل كثيرة عديدة لن نحصرها الان ومنها :

ــ إرسال مصعب سفيرا بكلمته الصادقة الرقيقة ولا شك أن إختيار مصعب بالذات لم يك عبثا حاشاه عليه السلام وهو رفيق رجل عرف بأنسب نسابي العرب وهو نفسه عليه السلام ينبئك عن كل إنسان فيم يصلح وفيم لا يصلح ليس وحيا بل خبرة وتجربة ومعرفة وعلما بالواقع .

ــ ترتيب بيعتي العقبة على أساس أن الاولى للاسلام والثانية للنصرة

ــ تشريك المرأة في البيعتين لتقوم بدورها سيما في الاسرة وفي النساء بخطابها الخاص .

ــ إعتماد التنظيم مرة أخرى ـ بعد تنظم أصحابه في محكمة النجاشي ـ من خلال النقباء

ــ إعتماد الشورى في تصعيد النقباء من المعنيين أنفسهم دون أدنى توجيه من أحد لاشعارهم بأن كل واحد منهم مسؤول عن هذا الدين ودعوته وأمره في كل شأن .

ــ تعبئتهم بثقافة سلوكية ـ وهي هنا قولية غزيرة كذلك ـ مفادها أن ” ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك ” وغير ذلك من عقيدة القضاء والقدر حسن تحمل ذهني وعملي في ساعة المصيبة والعسرة و في ساعة النعمة والنصرة وذلك هو ما ثبت الصحابة من الانصار سواء الذين وقعوا في الاسر في عقب البيعة الثانية أو الذين وصلت إليهم أنباء رفاقهم … على الاسلام والوفاء بعقد النصرة .

كان يمكن لتلك الثقافة بعقيدة القضاء والقدر لو كانت هشة أن تدمر البيعة بأسرها وتؤجج حربا في المدينة تقلب ظهر المجن لعمل مصعب قبل ذلك بعام كامل وتحكم على المدينة مهجرا بأقسى مما كان في الطائف من صد وعدوان وإغراء للسفهاء به عليه السلام .

ــ أعمال أخرى لا تحصى من مثل : تسبيق أصحابه هجرة والسماح لعمر بالهجرة علنا والافتداء بعلي ورفقه أبي بكر وإدخار مال لشراء الراحلة وإستئمان مشرك وإشراك إمرأة وراع وغيرهما في العملية والتوجه إلى عكس إتجاه المدينة والتخفي ثلاثا وبث الامل بين يدي سراقة والتدبير السري في كل المراحل والمبادرة ببناء المسجد وعقد المؤاخاة عمليا والدستور السياسي مكتوبا موثقا في أمة أمية وغير ذلك كثير لا يحصى وهو مندرج كله في حسن التخطيط وقبل ذلك في إعتماد التخطيط إبتداء .

خير من علمه التخطيط عليه السلام كتابه الكريم :

1 ــ تخطيط يوسف عليه السلام لقضية الامن الغذائي في مصر وزيرا للمالية على مدى عقد كامل ونصف إذ  كان يمكن أن تحل جائحة بالبلاد تذهب بالعباد لولا أنه سبحانه ألهمه بأن يكون حفيظا عليما ومنحه القدرة على إعلان ذلك وطلب الوزارة في حكومة غير إسلامية  وفي مثل هذا الموقع يتنزل قول إبن تيمية عليه الرحمة ” ليس العاقل من يدرك الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين ” . وهو ما أسماه الفقهاء فقه الموازنات أبو فقه الترجيحات والتغليبات والاولويات .

2 ــ تخطيط ذي القرنين في قضية الامن العسكري تحصنا  من شر يأجوج ومأجوج وهي خطة مقصدها عسكري أمني وقائي  ومادتها تحديث البنية التحتية المدنية وبما يستلزم ذلك من صناعة حديدية قوية .

3 ــ شيخ الانبياء إبراهيم عليه السلام وهو يخطط في مكر إسلامي عظيم لانجاح دعوته التوحيدية الخالصة بين قومه وذلك لما تعلل بالسقم فأنفضوا عنه فإهتبل ذلك إختلافا إلى آلهتهم التي يعبدون ليهدمها ويدمرها ثم يعلق الفأس الذي إخترمها به على رأس كبير تلك الالهة . وهو في كل ذلك يخطط  لجعل قومه يؤمنون بالاله الواحد الاحد الفرد الصمد لفرط ما يجدون من ضعف وهزال في آلهتهم  التي لا تدافع عن نفسها لا بل لا تنطق أصلا  وهي الخطة التي نجحت نجاحا باهرا جدا بتصريح المشركين أنفسهم لما أخبر عنهم ” فرجعوا إلى أنفسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ” .

ملاحظة ختامية :

 كيف يكون التخطيط إسلاميا ؟ أليس التخطيط موضوعا محايدا لا دين له عندما يتعلق بالاقتصاد والسياسة والاجتماع والقوة ؟ لو كان ذلك كذلك لما قال ذو القرنين ” فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا ” ولما عوتب عليه السلام لنسيانه قول إن شاء الله يوم وعد يهودا بإخبارهم غدا عن أسئلتهم الثلاث ـ الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين ـ ” ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ” . أو قال غدا أخبركم إن شاء الله .

المهم هو أن التخطيط يكون إسلاميا بأمرين : بذل كل الوسع لاحكامه وتوفير كل شروط نجاحه  ثم التوكل على الله  وتفويض الامر له لانه يرد له كله سبحانه .

نحن اليوم أمام فريقين من المسلمين : فريق يهمل التخطيط أو يهون من شأنه حقيقة أو عملا وشر خلق الله منهم من عد ذلك شغبا على الغيب في عصر يصنع فيه الانسان سحابا ويمطر مطرا ويسخر طاقة الشمس لرفاهته وصناعته وربما لا يدع كوكبا من كواكب المجرة الشمسية المعلومة وغير المعلومة إلا وطأها بقدميه بعد عقود أو قرون بإذنه سبحانه لا بل فتح بالهندسة الوراثية مجاهيل تكاد تعصف بالفطرة . وفريق يعطي التخطيط في كل مجال حقه المحقوق ولكن إيمانه بالله ضعيف جدا مشوش مضطرب مغشوش لا يكاد يثبت عند كل عاصفة علمية جديدة .

خير من يعلم هؤلاء وأولئك أبجديات التخطيط الاسلامي هو سيد البشر عليه الصلاة والسلام .

والله تعالى أعلم

الهادي بريك / ألمانيا


تقرير: ملاجئ تحتجز فيها نساء ليبيات لا تختلف عن السجون
لندن (رويترز) – قالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس واتش) ان النساء والفتيات الليبيات اللائي يتهمن بتلويث شرف عائلاتهن يحتجزن لاجل غير مسمى في منشات لاعادة التأهيل لا تختلف كثيرا عن السجون. وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في تقرير ان السلطات الليبية تقول ان هذه المؤسسات هي ملاجئ للنساء والفتيات “المعرضات للتورط في سوء سلوك أخلاقي”. لكن التقرير أضاف ان أغلبهن محتجزات رغم ارادتهن أو جئن لانه ليست هناك ملاجئ حقيقية لضحايا العنف في ليبيا. ولا يحق للمحتجزات ومنهن فتيات يبلغن من العمر 16 عاما الطعن في احتجازهن أمام المحاكم وبالطبع لا يمثلهن محامون. وتقول المنظمة ان بعضهن ابقين هناك لانهن تعرضن للاغتصاب ونبذتهن أسرهن. ولدى وصولهن تفحص الفتيات رغما عن ارادتهن لمعرفة ما اذا كن مصابات بأمراض معدية وفي أحيان كثيرة يخضعن لفحص للتحقق من العذرية. ويفيد التقرير أن النساء والفتيات يبقين في أجنحة مغلقة وبعضهن مكبلات في حبس انفرادي. ولا تقدم لهن السلطات أي خدمة تعليمية سوى جلسة دينية أسبوعبة. والنجاة من هذا المصير غير ممكنة الا في حال تكفل ذكر من أفراد الاسرة بقريبته أو موافقتها على الزواج من غريب جاء يبحث عن عروس. وقالت فريدة ضيف معدة التقرير “كيف يمكن وصفها بأنها ملاجئ في حين أن أغلب النساء والفتيات اللائي التقينا بهن قلن انهن سيهربن اذا استطعن.” وقالت امرأة التقت بها المنظمة انها دخلت الملجأ بعد ان تعرضت للاغتصاب في الشارع خوفا من أن يقتلها شقيقها. ويزورها والداها لكنهما لا يقبلان ان يفعلا ذلك بصورة رسمية. وأخرى طردها والدها من المنزل بعد ان تشاجرت مع زوجته ووجدت فرصة عمل في مطعم. وقالت للمنظمة “بعد عام جاء والدي لاصطحابي لان الناس كانوا يخوضون في سيرتي. ممثل الادعاء قال ان علي أن أختار بين أن اتي الى هنا أو أن أعود مع والدي.” وقالت المنظمة ان عائشة القذافي ابنه الزعيم معمر القذافي التي ترأس جمعية خيرية مسؤولة عن مراقبة مؤسسات “التأهيل الاجتماعي” في طرابلس وعدت بالنظر في الانتهاكات. وفي أواخر فبراير شباط الماضي قالت رئيسة الجمعية للمنظمة ان الحكومة انشأت مجلسا متخصصا لدراسة الاوضاع في جميع المنشات بما في ذلك فحص الحالة الصحية والنفسية للمحتجزات. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 1 مارس 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


اسماعيل هنية يؤكد لـ «الشروق» :

لن نعترف بإسرائيل.. ولن نرضخ لأي ضغط أو ابتزاز

* القاهرة ـ «الشروق» ـ من محمد يوسف أكد اسماعيل هنية قيادي حماس والذي اختاره «أبو مازن» لرئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة وذلك بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، أن أحد ثوابت عمل الحكومة الجديدة هو عدم الرضوخ للتهديدات الدولية ورفض الاعتراف بإسرائيل. وقال إن هناك فرقا كبيرا ستراعيه «الحركة» في عملها بين المفاوضات السياسية وبين أمور المعيشة اليومية مع الاحتلال الاسرائيلي مشيرا الى أن ذلك الواقع سيتم التعامل معه، بما لا يحدث أي ضرر بمصالح الشعب الفلسطيني. وشدّد هنية في لقاء خصّ به «الشروق» على أن هذه الحكومة ستمارس عملها في اطار أنها منتخبة بأصوات حقيقية من الشعب الفلسطيني. وقال إن ذلك سيعطيها القدرة على التصدي لكل محاولة لإجهاض المشروع السياسي ـ المقاوم لحماس مؤكدا أن هناك رؤية واضحة للتحرك في كل الملفات وخاصة الملف السياسي وأضاف: «هناك ثوابت لن نملك التفريط فيه أبدا». وحول تباين المواقف السياسية بين الحكومة المرتقبة ومؤسسة الرئاسة ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، أوضح هنية «أن الاتفاق موجود في أننا لسنا ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، أما الاختلاف السياسي فيتعلق بالكيفية التي يتم بها استعادة الحقوق الفلسطينية الضائعة وأردف لـ»الشروق» بالقول: «إن ذلك لا يعني أن نكون في حالة خلاف مع مؤسسة الرئاسة، ولن تسعى الحركة الى خلق أزمات معها» مضيفا: «يجب على الجميع احترام برنامجنا الانتخابي الذي نال اجماع الشعب الفلسطيني». وحذر «هنية» من أي ممارسات أمام قيام حماس بدورها المنوط بها بناء على اختيار الشعب الفلسطيني والذي قد يدخل الجميع في دوامة تغيب عنها مصلحة الوطن، وأبدى في هذا الاطار دهشته من تزايد الضغوط التي تطالب حماس الاعتراف بإسرائيل، دون أن يكون هناك صوت واحد يطالب في المقابل باحترام اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية. وقال أين الحكومة الفلسطينية التي لم تتشكل بعد، إن الاعتراف بها (اسرائيل) في ظل كل ممارساتها من حصار وجدار عازل واستيطان، سوف يعني الاعتراف الضمني أيضا بكل هذه الممارسات. وردّا على سؤال حول الضغوط الاسرائيلية والأمريكية ومنع المساعدات عن السلطة والشعب الفلسطيني، وصف اسماعيل هنية كل ذلك بأنه ضغط وابتزاز تأخذه حماس بعين الاعتبار، وأكد أن افشال هذه المخططات سيجعلهم يطبقون خططا أخرى، كما أوضح أنه تم في هذا الاطار تنفيذ جولة حماس الأخيرة في الدول العربية لوضع الأشقاء أمام مسؤولياتهم، حيث تم عرض كافة الوقائع والمجريات على أرض الواقع عليهم، وكذلك برنامج حماس بشأنها، وقال: نأمل أن تزيد الدول من دعمها للقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية للعالمين العربي والاسلامي. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 1 مارس 2006)

“قضية الحجاب”: رسوم بفرنسا لا تمس المقدسات

باريس – هادي يحمد – إسلام أون لاين.نت/ 1-3-2006  في خضم تداعيات أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها صحف غربية، يأتي كتاب “قضية الحجاب” المصنف ضمن كتب الرسم الكاريكاتيرى على قمة الكتب الأكثر مبيعًا في فرنسا، وهو كتاب يحتوي على انتقادات لنماذج من الأقلية المسلمة غير أنه لا يتعرض إلى المقدسات الإسلامية. وصنفت دار “فناك” الفرنسية لبيع الكتب “قضية الحجاب” للرسام الكاريكاتيري “ريني بيتيون” والموجه للأطفال والمراهقين وحتى للراشدين على رأس أكثر الكتب مبيعًا بفرنسا في الوقت الحالي. وركّز “بيتيون” في رسومه على نماذج تمثل -من وجهة نظره- جانبًا من الأقلية المسلمة في البلاد، حيث اختار لعمله بطلاً من شرطة المباحث أسماه “جاك بالمير” والذي يجوب الأحياء ذات الغالبية المسلمة استجابة لطلب والدة “ليسي” تلك الفتاة الفرنسية التى غيرت اسمها إلى “ياسمين فتوى” بعد أن اعتنقت الإسلام وارتدت الحجاب وانضمت إلى جماعة اختار لها المؤلف أن تكون جماعة “متشددة”. ويصور المؤلف “ياسمين” على أنها فتاة كانت مولعة بسماع الموسيقى وبالسهرات، بل كان أهم من تقرأ لهم الكاتب الفرنسي الساخر من الأديان “ميشال هولبيك”، ثم يحولها برسومه الساخرة إلى فتاة ذات فكر متشدد بمجرد اعتناقها الإسلام. ولم تكتف ياسمين بارتداء الحجاب التقليدي، بل سعت إلى ارتداء “التشادور” (رداء أفغاني يخفى المرأة بأكملها)، حتى إن الفتاة تنقلب على منظمة نسائية إسلامية بسبب ما تتبناه من أفكار المفكر السويسري المسلم طارق رمضان بشأن التفكير في تعطيل حد “الرجم”. وخلال رحلة البحث عن “ياسمين” يقوم رجل المباحث “بالمير” بجولة بين محلات لبيع الزي الإسلامي بحي “بالفيل” في باريس ويرسم كيف أن أحد المشترين الملتحين يعلق على حجاب أسود بأنه “شفاف جدًّا” ولا يصلح لزوجته. وفي محل آخر يرفض صاحب المحل المسلم مشاهدة صورة للفتاة “ياسمين” التي يبحث عنها رجل المباحث قائلاً: “إن مشاهدة الصور أمر مخالف للإسلام”. وإمعانًا في البحث، يرافق “بالمير” مسيرة خرجت في باريس ضد قانون منع الرموز الدينية في المدارس الحكومية والهيئات العامة الفرنسية ومنها الحجاب. “تناقضات” الأقلية المسلمة  ووصل بطل الرسوم إلى مبتغاه بتعرفه على مكان تدرس به ياسمين في مدرسة قرآنية خفية، حيث تحاول “كلارا” والدة الفتاة في زيارة للمدرسة أن تتصل بابنتها رافعة شعار “أبدًا لن أخرج من دون ابنتي”. واستوحى الرسام ذلك من عنوان الفيلم الأمريكي الشهير “أبدا من دون ابنتي” للمخرج الأمريكي “بريون جلبار” والذي يصور قصة امرأة أمريكية تزور إيران في الأيام الأولى للثورة الإيرانية بحثًا عن ابنتها التي احتفظ بها والدها الإيراني. وعن اختياره لهذا النموذج وعدم تصويره نماذج أخرى إيجابية في الأقلية المسلمة لتصويرها في كتابه، يزعم مؤلف “قضية الحجاب” أن “دوافعه إلى الرسم الهزلي في هذا الكتاب هو الشهادات التي قدمت أمام لجنة ستاسي الفرنسية”، في إشارة إلى لجنة برنار ستاسي التي عينها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في أواخر عام 2003 لمراقبة العلمانية في البلاد، وأوصت فيما بعد بسن قانون يمنع الحجاب في المدارس الحكومية. واعتبر “رينيه بيتيون” في تقديمه للكتاب أنه “طريقة لسبر أغوار الطائفة المسلمة بكل تناقضاتها”. قضايا أخرى ولم يتوقف بيتيون في كتابه عند قضية الحجاب، بل تعرض للخلافات فيما بين أفراد الأقلية المسلمة واعتبره “تنافسًا”، حيث صوّر بالرسوم خلافًا يرى مراقبون أنه يسقط على الخلافات بين “مسجد باريس” الذي يوصف من قبل وسائل الإعلام الفرنسية بكونه “ليبرالي” وبين بعض المنظمات الإسلامية التي اعتبرها المؤلف “متشددة”. فالرسام يصور خصومة بين منظمتين مسلمتين حول الأحقية في إدارة مسجد، وكيف أن وزارة الداخلية تدخلت من أجل فض النزاع بينهما عبر إرسال وسيط هو مسئولة يرفض “المتشددون” مصافحتها فيما يقبل “الليبراليون”. وينتقل من الجدل حول المصافحة باليد إلى رفض بعض المسلمين معالجة زوجاتهم لدى أطباء من الرجال، وهي جميعها قضايا طرحها الإعلام الفرنسي كدلالات على عدم قدرة الأقلية المسلمة على الاندماج الكامل في المجتمع. وأرجع نقاد عدم نشوب أزمة بسبب الكتاب الساخر إلى أنه لا يمس مقدسات المسلمين، بعكس الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي الكريم والتي نشرتها لأول مرة صحيفة “يولاندز بوستن” الدانماركية في سبتمبر، وتبعتها في ذلك عدة صحف غربية أخرى منها صحيفة “فرانس سوار” الفرنسية. وشهدت أغلب الدول العربية والإسلامية مظاهرات احتجاجية واسعة ضد حكومات الدول الغربية التي نشرت صحفها الرسوم المسيئة وصلت في بعض الأحيان إلى المظاهرات العنيفة، إضافة إلى حملات المقاطعة لمنتجات هذه الدول. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 1 مارس 2006)  


أطوار بهجت
محمد كريشان لن توجد المفردات التي تعبر بصدق عن مدي خسة ونذالة أولئك المجرمين الذين خطفوا أطوار بهجت وزميليها من بين الجموع وقتلهم ورمي جثثهم وقد نخرتها رصاصات الغدر طولا وعرضا. لا أحد يستطيع أن يتخيل حتي في أكثر سيناريوهات الرعب قذارة أن يقدم رجل مهما كان دينه ومذهبه أن يتعامل مع شابة جميلة وبشوشة ومسالمة وعزلاء بهذه الوحشية التي يستحيل استساغتها من أشد الأعداء شراسة وحقدا فكيف يمكن أن تقبل من أبناء جلدتك ودينك، فلا أبسط قيم الإنسانية التي تجمعنا ـ مهما تعددت مللنا ومشاربنا ـ تسمح ولا رباط الدم والعقيدة يغفر. لقد قتلت أطوار لذاتها، كما قال أحدهم ، أي أنها علي عكس كثيرين من زملائها لم تلق مصرعها في قصف أو تبادل نيران أو عند حاجز تفتيش بل إن من جاء يسأل عنها قصدها هي بالذات مع أن لا شيء علي الإطلاق، علي الإطلاق، يمكن أن يبرر المس بشعرة منها سواء تعلق الأمر بتقارير صحافية أرسلتها أو آراء عبرت عنها أو محطة كانت تعمل بها أو أخري التحقت بها، فضلا عن أن الاعتبارات الإنسانية الدنيا ما كانت لتجعل شخصا سويا يقدم علي تصفيتها بهذا الانحطاط فقد كان يمكن أن يكون خطفها وتهديدها رادعا كافيا حتي وإن كنا لا نقر ذلك أيضا لكنه يبقي بما لا يقارن أفضل من قتل آنسة لم تسئ لأحد وكانت العائل الوحيد لأمها وأختها بعد ما رحل الوالد. حين تقدمت أطوار للعمل في المكتب الجديد لقناة الجزيرة في بغداد بعد سقوطها، وكان ذلك في نهاية ايار (مايو) بداية حزيران (يونيو) 2003، شاءت الصدف أن أكون بصحبة الزميل تيسير علوني من أوائل من التقي بها وشجعها فقد لمسنا فيها عاطفة جياشة وحبا جارفا للمهنة التي عرفتها أولا في الصحافة المكتوبة قبل التلفزيون العراقي. وبسرعة كبيرة فرضت أطوار نفسها خاصة وأنها لم تكن تتعامل مع مخاطر التغطيات الإخبارية اليومية الدامية في العراق من منطلق أنها فتاة بل كانت دوما أول من يرغب في الذهاب إلي أرض الحدث عند كل تفجير أو اشتباكات وأذكر جيدا كيف جاءتني ذات يوم من أيام حصار الفلوجة الأولي في نيسان (أبريل) 2004، وكنت وقتها في بغداد ثانية، وهي غاضبة متأففة من أن وضاح خنفر و كان حينها مديرا لمكتب بغداد لم يبعثها لتغطية التطورات الملتهبة هناك وفضل عليها زملاء آخرين من الذكور وعبثا حاولت تهدئتها من أن وراء ذلك خوفا عليها وليس تشكيكا في كفاءتها. لهذا تحديدا لم تطق أطوار صبرا بعد أن أغلق مكتب بغداد في آب (أغسطس) 2004 فلم تستطع أن تتأقلم لا مع عمل غرفة الأخبار في الدوحة ولا مع بعض التغطيات الخاصة في عمان والقاهرة. كانت تعشق العراق الذي جعلت خارطته قلادة في رقبتها لذلك عادت إليه بنهم شديد تبحث عن الأحداث المشتعلة وكأنها فراشة لا تكترث من الاقتراب من ضوء سيحرقها بالتأكيد بل لعلها ظنت أن براءتها ووسامتها وعلاقتها الطيبة مع جميع الفرقاء السياسيين تشفع لها في الملمات. وحتي حين ارتدت الحجاب لم أشأ أن أسألها عن ذلك فقد فهمت أن في هذا الاختيار الشخصي البحت بعض الحرص ربما علي عدم الاصطدام مع مناخ عام بات مهيمنا في البلاد. شجاعة أطوار وجرأتها تجعلني أتخيلها في ساعتها الأخيرة تجادل خاطفيها وتفحمهم لكن رهط من تعاملت معهم كان علي الأرجح من أولئك الذين أقفلوا دماغهم بمفتاح ثم رموا به في دجلة أو الفرات لذلك لم يرعوا قليلا أو كثيرا بل وقد تكون أغاظتهم أكثر في سجالها معهم كما يشهد علي ذلك جسدها المثقوب برصاصات الجهل والحقد من أعلي رأسها إلي أخمص قدميها. بعد استشهادها بيومين جاءتني زميلة في غرفة الأخبار لتقول لي بأن أطوار تحدثت إليها قبل يوم من الفاجعة وأنها تبعث إلي بالسلام… الله يسلــّـمك يا أطوار وأنت بين يدي السلام نفسه. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 مارس 2006)

 
رايس في مضاربنا.. فأين النوق والجمال!

البشير التنجال

سوسة ـ تونس

 

زارت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مصر ودول الخليج العربي بهدف إقناع حكامها بعزل حركة حماس سياسيا بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بغالبية مقاعد المجلس التشريعي، واصفة إياها بالحركة الإرهابية التي تهدد وجود الكيان الصهيوني في فلسطين، طالبة من هؤلاء الكف عن مساعدة الشعب الفلسطيني وتجويعه لأنه اختار بصفة ديمقراطية حركة حماس .

 

في المقابل أعطي الضوء الأخضر للجيش الصهيوني كي يمعن في تقتيل الشعب الفلسطيني وتجريف أراضيه وتهديم بيوته ومداهمتها وأسر الأطفال والنساء والشبان أمام أنظار العالم حيث لم تصدر أية إدانة سواء من الغرب أو من جل الحكام العرب أو من الأمين العام للأمم المتحدة الذي من المفروض ألا يكون وكيلا للإدارة الأمريكية بل محايدا وساهرا علي تطبيق ميثاق الأمم المتحدة التي لا تعتبر حركات مقاومة الاحتلال حركات إرهابية وبالتالي لا يجوز للأمين العام للأمم المتحدة أن يدعو حركة حماس إلي إلقاء السلاح والاعتراف بالاحتلال الصهيوني لفلسطين دون أن يعرج علي فظاعة المأساة التي يعانيها يوميا الشعب الفلسطيني كما لم يشر في بيانه إلي الاعتداءات اليومية للجيش الصهيوني في حق الفلسطينيين.

 

هل صدر موقف عن هؤلاء القادة الغربيين يطالب إسرائيل بنزع أسلحتها النووية وبالكف عن تقتيل وتهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين؟ فلماذا لا يطالب المجتمع الدولي ـ إن وجد ـ بتجريد إسرائيل من أسلحتها المحرمة؟!

 

ما هذا الصلف والاحتقار الغربي الذي يدعو حركات المقاومة العربية في فلسطين وفي لبنان وفي العراق إلي التخلي عن السلاح، والذي يتهم كل الدول الداعمة لحركات المقاومة بالأنظمة الإرهابية، والتي تعمل مع حلفائها في المنطقة العربية علي محاصرة حركات المقاومة وتجفيف منابع دعمها حتي يسهل السيطرة الكلية علي العالم العربي فيقع الزج به في نزاعات عرقية ومذهبية تمهيدا لتقسيمه وسحب هويته العربية عنه كما يحدث الآن في العراق بعد الاعتداء الآثم علي المراقد وعلي كثير من مساجد أهل السنة.

 

إن الأهداف الامبريالية الغربية معلنة وهي السيطرة علي منابع النفط والاستحواذ علي السوق العربية، وهي لا تتورع في قتل آلاف الأبرياء في سبيل تحقيق أطماعها.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 فيفري 2006)


تغول الصراع الدولي

عثمان صادق شريحة (*)

اهتمت مختلف المرجعيات المعرفية في العصر الحديث بفكرة الصراع بوصفه نشاطا منسحبا علي كافة المجالات، وتعدّ المقاربات الانثروبولوجية وذات الصلة بعلم الاجتماع أكثر المرجعيات اهتماما بفكرة الصّراع تدعمها في ذلك آليات التحليل الاقتصادي الرأسمالي والاشتراكي علي حدّ سواء، كما أنّها تفيد كثيرا ممّا توصّلت إليه العلوم السياسية من رصد لأشكال منظورة من الصراعات بين التنظيمات السياسية في مستوي القطر الواحد أو في مستوي الكتل والتجمعات الإقليمية والدولية.

وتتفق جلّ الهياكل العلمية والبحثية ذات العلاقة بالموضوع علي أن الصراع أصبح مهيمنا علي أنماط العلاقات بين الدول والشعوب، فالحصار الاقتصادي والسياسي وانتقال حاملات الطائرات من فضاء إلي آخر واستدعاء الاحتياطي من الجيوش والاحتلال المباشر والتهديد بالعقوبات من مجلس الأمن والترهيب بمنع المساعدات والتهديد بتنفيذ عمليّات ميدانية ضدّ المدنيين مظاهر مختلفة لأشكال الصراع الحضاري بين مكونات النظام العالمي الجديد.

إنّ سعي مراكز الأبحاث المتخصصة لتفكيك الآليّات المفضية إلي وقوع الصراع الحضاري انطلاقا من تجربة الأمريكيين في جامعة متشغان سنة 1959 لم يفض إلي نتائج عملية رغم إلحاحه المستمرّ علي مخاطر الصراع ليس علي القوي الدوليّة الضعيفة فحسب، بل كذلك علي القوي المتحكمة المسيطرة علي هذا الصراع، فلم يعد للحروب بمختلف أشكالها العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية، منتصرون ومنهزمون، بل أصبح لها منهزمون بخسائر كبيرة ومنهزمون بخسائر أقل، ورغم حرص مؤسسات البحث المختلفة علي محاصرة إرهاصات ظاهرة الصراع وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت اندفاعة أكاديمية تنظيريا وميدانيا، فإن بداية القرن الحادي والعشرين تؤكّد وجود مظاهر من الصراع العالمي منفلتة من كل رقابة، ذلك أنّها لا تخضع للمعايير السائدة في تحديد الأسباب المفضية إلي نشأتها من جهة وبيان الإجراءات الكفيلة بحلّها من جهة أخري.

لقد أدّي تنامي القوّة العسكريّة للولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشرقي إلي اختلال فعلي في التوازن الدّولي، وأسهم انعدام وجود الرادع الموازي في دفع الولايات المتحدة إلي البحث عن بدائل اقتصادية بطـــــرق لا تولي أيّة أهميّة للمعايير الدوليّة التي كرّستها المنظمات العالمية وفي مقدّمتها منظمة الأمم المتحدة، فغزو بنما والصومال واحتلال أفغانستان والعراق، ومساعدة بعض الحركات السرية في أمريكا اللاتينية نتائج قصيرة ومتوسطة المدي للانهيار الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الباردة.

(*) باحث أكاديمي تونسي

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 مارس 2006)

 


نماذج عربيّة؟ 
حازم صاغيّة قبل حرب العراق الأخيرة، ساد الظن بأن القسوة كامنة في نظام صدّام حسين فيما المجتمع ضحيّة القسوة. هذه كانت المعادلة البسيطة التي تشاركت الولايات المتحدة وجمهرة ليبراليّة عريضة، غربيّة وعربيّة، في اعتناقها وتعميمها. وما دامت المجتمعات مقدّسة لا تُمسّ، تبعاً لفرضيّة تبسيطيّة تحصر القمع بالنظام، تركّز النقد على صدّام حسين وبعثه. والمنطق هذا هو القفا، الشبيه-المعاكس، لفرضيّة تبسيطيّة مقابلة يركّز حاملوها نقدَهم على الاستعمار، لا سيما الولايات المتحدة. وبذا يشارك هؤلاء أؤلئك في تجنيب المجتمع النقدَ لأنه المعطى المُسلّم به والماثل فوق الشكّ والنقاش. وغني عن القول إن صدّام حسين مسؤول عن رفع درجة القسوة في المجتمع، وعن التأسيس، تحت رداء الوحدة القسريّة، بل الوحشيّة، للتفتّت الذي يتفجّر الآن. بيد أن هذا جميعاً لا يلغي مسؤوليّة المجتمع العراقي الذي برهن، قبل صدّام وخصوصاً بعده، على أن مصالحته مع الحداثة السياسيّة، ومع فكرة الوطن-الدولة تحديداً، ليست نزهة عابرة، وأن قابليّة التحقّق التي تحظى بها المصالحة لا زالت أقلّ كثيراً من قابليّة الامتناع. وإذ يتولّى الدم الغزير الإفصاح عن الحقائق المُرّة وفضح التبسيط الساذج، يفتتح اختتام صفحة الديموقراطيّة والتقدّم العراقيين تجديد السؤال العربيّ: هل من نموذج مرشّح للانتقال التدرّجي والمديد الى الديموقراطيّة؟ يلوح في الظنّ بلدان، أوّلهما يتعرّض لامتحان عسير قد يخرج منه سالماً وقد لا يخرج، والثاني لم يتعرّض بعد لامتحان. فأما لبنان فتملك الحداثة فيه قاعدة صلبة بالقياس العربي، وفيه بقايا طبقة وسطى وثقافة أصحاب مشاريع، وفيه، أيضاً، بعض التقاليد العلمانيّة في العمل السياسيّ، فضلاً عن التعرّض للحياة الحزبيّة والنقابيّة ومعرفته حياةً صحافيّة متقدّمة نسبيّاً، يوازيها موقع مقبول للمرأة دوراً وحريّةً. لكن المواصفات هذه تقف في مواجهة احتدام الانقسام الطائفيّ الذي يغذّيه الإلحاق، الطوعيّ جزئيّاً القسريّ جزئيّاً، بصراعات المنطقة. ومن العنصرين المذكورين تتشكّل قوّة مناهضة للتقدّم يصعب التخفيف من شأنها ومن بأسها. وأما تونس فتملك، ولو بنسبة أقلّ، المواصفات الاجتماعيّة التي يتّسم بها لبنان. ذاك أن الدور الذي لعبه المسيحيّون اللبنانيّون تقليديّاً لعبته، هناك، إصلاحات الحبيب بورقيبة في ما خصّ علمنة الحياة العامّة وحريّة المرأة، تتمةً لتقليد نهضويّ كان أسّسه مبكراً خير الدين التونسي. فإذا أضفنا عمل الاقتصاد التونسي بكفاءة أعلى نسبيّاً من مثلائه في البلدان المجاورة، جازت المغامرة بالرهان على عوامل واعدة مبدئيّاً. تُضاف ميزات ثلاث تحظى بها تونس ولا يحظى لبنان: فالتوانسة منسجمون دينيّاً ومذهبيّاً، فضلاً عن تجانُسهم اللغويّ والإثنيّ. وهم، الى ذلك، بعيدون عن مستنقع النزاعات المدمّرة للمشرق، الشيء الذي أتاح لبورقيبة، أواسط الستينات، أن يخرج باقتراحه السبّاق لتسوية النزاع العربيّ-الاسرائيليّ. وأخيراً، ثمة درجة من الإجماع حول الوطنيّة التونسيّة أرفع كثيراً من درجة الإجماع المعقود حول الوطنيّة اللبنانيّة. بيد أن تونس لن تستطيع التصدّي لمهمّة كتلك ما لم تباشر التحوّل من سلطتها الأمنيّة الى دولتها السياسيّة. وهي مهمّة تجعل الانتقال الى الديموقراطيّة، إذا ما كُتب له الإقلاع، موضع مقارنة بما حصل في البلدان التي تجاورها على الضفّة الشماليّة للمتوسّط، حيث أقدمت إسبانيا والبرتغال، بعد رحيل فرانكو وكايتانو، على عبورهما الكبير. أما إذا استحال أدنى عبور، فمضت السلطة في ردعه، ومضى المجتمع في إبداء عجزه عن إحداثه، كنا أمام برهان جديد على أننا مختلفون عن النسق الغربيّ… أسمّينا الاختلاف «صراع حضارات» أم أعطيناه مضامين وأسماء أخرى. وكائنةً ما كانت الحال، تبقى المجتمعات وثقافاتها مسؤولة بقدر ما يبقى أن الانتقال الى الديموقراطيّة وصفة للحياة، مقابل الديموقراطيّة الفوريّة كما طُبّقت في العراق وكانت، للأسف، وصفة للموت. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 27 فيفري 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

4 janvier 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3148 du 04.01.2009  archives : www.tunisnews.net     Reporters sans frontières : Tunisie

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.