TUNISNEWS
6 ème année, N° 2148 du 09.04.2006
التساؤلات حول الوضع الصحي لبن علي تتجدد اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور د.المنصف بن سالم: الاضراب عن الطعام يدخل يومه الحادي عشروالسلطة تتمادى في سياسة صم الاذان الجزيرة.نت: المعارضة تجدد دعوتها لإطلاق الحريات في تونس رويترز: أحزاب تونسية معارضة تشن هجوما شديدا على حكومة بلادها إسلام أون لاين: الشموع للدعوة للحرية في تونس كلمة: أخبار العدالة حبيب الرباعي: حلّق، حتى لا تضيق بزحام الأزقّة الحبيب مباركي: شهادات ميلاد الاستبداد.. على يد النظام التونسي: مواقف من محنة الإسلاميين في تونس الطاهر العبيــدي: نصيحة لا تقرؤوا هذا المقال.. طالبة من الجامعة التونسية: حمامة تزور بيت منصف بن سالم د.خالد الطراولي: في ذكرى مولد الرسول الكريم (ص): عندما تغيب الأمة ويحضر الرجل أم معاذ: صرخة غريب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي: انتصرت المحاماة المستقلة وخاب “التجوّعيون محمد الحمروني: في جلسة عاصفة للمحامين : العميد يتوعد بمحاسبة المسؤولين عن الشغب شهاب القرقني: المحاماة: جلسة.. جدل.. ازمة شوقي: ملاحظات عادية جدا محمد العروسي الهاني: لمسة وفاء في ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله د.خالد شوكات: الإسلاميون العرب… بين تشجيعهم على الديمقراطية ودفعهم إلى التطرف محمد مواعدة: في إشكاليـة… الإســلام والديموقراطيــة الدكتور المنجي الكعبي: المحنة بحقوق الإنسـان فـي عصـر الإرهـاب (2 من 2) علي بدوان: الإسلام السياسي بين البراغماتية والأيديولوجية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
التساؤلات حول الوضع الصحي لبن علي تتجدد
للمرة الأولى منذ “التغيير” لم يشرف الرئيس زين العابدين بن علي هذا الأحد 9 أفريل 2006 على مراسم إحياء الذكرى السنوية للشهداء في مقبرة السيجومي.
المواقع الرسمية التونسية (وكالة إفريقيا تونس للأنباء “وات” وموقعي “أخبار تونس” و “Infotunisie“) لم تُورد (إلى حد إعداد هذا التقرير) أي معلومة أو إشارة حول سبب هذا التغيب غير المعتاد. من جهته، اكتفى التلفزيون الرسمي “تونس 7” ببث تقرير “وثائقي” تاريخي عن المناسبة في نشرته الرئيسية (الساعة الثامنة مساء) أقحم فيه صورا لبن علي في الإحتفال بذكرى الشهداء للعام الفارط وصورا أخرى عن زيارته الأخيرة إلى قبر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في المنستير يوم 19 مارس الماضي، عشية الإحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال.
السؤال الذي يطرحه الجميع بإلحاح اليوم: ما هو سباب هذا الغياب المفاجئ (حيث أن بن علي قام ببعض الأنشطة العادية أيام 3 و4 و5 و6 و7 أفريل الجاري) وما هي حقيقة الوضع الصحي لرئيس الجمهورية التونسية؟ خصوصا وأن العديد من المصادر (من داخل البلاد ومن السلك الدبلوماسي ومن الخارج) تؤكد بأساليب شتى أن الوضع الصحي للرئيس التونسي “غير مُطمئن” على أقل تقدير.
ونحن في “تونس نيوز” نعتقد أن من حق كل مواطن تونسي أن يعرف وبشكل واضح ودقيق حقيقة الأمر. فالمسألة لا تتعلق بشخص عادي بل بالمسؤول الأول في البلاد الذي تتركز في يديه كل السلطات تقريبا وتتوقف عليه الأغلبية الساحقة من القرارات الحيوية للشعب التونسي برمته ولكل فرد وعائلة فيه.
لذلك ندعو الرئيس التونسي والسلطات العمومية بشكل عام إلى التعامل مع هذا الموضوع الدقيق بكل ما يلزم من شفافية ووضوح. ومع احترامنا لحق كل فرد في احترام خصوصياته وكينونته ومع تمنياتنا بالشفاء لكل مريض أو مصاب، نطالب – وبشدة – بأن يتم التعاطي مع الشعب التونسي الراشد والواعي بكل دقة وأمانة من خلال نشر كل المعطيات عن الوضع الصحي لرئيس البلاد بشكل دوري ومن طرف الأطباء التونسيين والأجانب (إن وُجدوا) المشرفين على علاجه.
فريق “تونس نيوز”
9 أفريل 2006
المجرم سامي بورغيدة يدوس على المصحف الشريف
قام المجرم سامي بورغيدة مدير سجن برج العامري سيء الذكر والذي أصبح المساجين يسمونه بوغريب تونس من شدة التنكيل الذي يتعرضون له في زنزاناته الباردة والضيقة والمظلمة، قام هذا المجرم خلال حملة تفتيش مفاجئة بدوس المصحف الشريف برجليه وركله وسب الجلالة.
وعندما تصدى الاخ السجين السياسي الياس الرمضاني له وللحراس المصاحبين له والمشاركين في الجريمة اعتدوا عليه بالعنف ونقلوه إلى جناح العزلة حيث بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على الاعتداء على المصحف.
وللملمة القضية وزيادة في التنكيل به قامت إدارة السجون بنقل الاخ إلياس الرمضاني إلى سجن الهوارب الذي يبعد أكثر من مائة كيلومتر عن مقر سكناه.
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 9 أفريل 2006 على الساعة 8 و25 دقيقة مساء بتوقيت لندن)
السلطة تنكل بالأخ فرج الجامي
قامت السلطات السجنية بحرمان الأخ فرج الجامي الذي يخوض إضرابا عن الطعام من أجل المطالبة بتحسين وضعيته من زيارة عائلته وتسلم ملابسه.
من ناحية أخرى بلغنا أن السلطة قامت بنقل الشيخ محمد العكروت الرئيس الأسبق لحركة النهضة من سجن قابس إلى سجن 9 أفريل على إثر تدهور شديد في وضعيته الصحية حيث أوقف إضرابا عن الطعام بدأه قبل أكثر من خمسين يوما.
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 9 أفريل 2006 على الساعة 8 و8 دقائق مساء بتوقيت لندن)
الاضراب عن الطعام يدخل يومه الحادي عشر والسلطة تتمادى في سياسة صم الاذان
أحزاب تونسية معارضة تشن هجوما شديدا على حكومة بلادها
من طارق عمارة (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 9 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
المعارضة تجدد دعوتها لإطلاق الحريات في تونس
الشموع للدعوة للحرية في تونس
تعاون أمني على حساب من؟
خلال استنطاقه من طرف الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الـــدائــرة يـــوم 2006/03/24 صرح المتهم سيف الله بن حسين المحال في ثلاث قضايا من أجل ذات الوقائع بما يوحي بتوسع الفكر الإستنساخي في “جمهورية الغد” من المجال العدلي- أنه قضى أياما عديدة خلال إيقافه بمخافر أمن الدولة بوزارة الداخلية- وهو يجيب عن أسئلة يطرحها عليه بواسطة الفاكس قاضي تحقيق فرنسي وآخر انقليزي وقد كان يدون أجوبته كتابيا، حتى أنها اتسعت إلى ما لا يقل عن ألفي صفحة كاملة ! وقد عبرت بذلك السلطة عن دخولها مجتمع المعلومات من بابها الخاص- باب البوليس !. ممنوع الأذان! المتهم سيف الله بن حسين روى كيف اعتدى عليه أعوان طلائع السجون بصورة وحشية بعد تجريده من جميع ثيابه بسبب رفعه الأذان داخل السجن، مما خلف له آثارا عديدة بأنحاء جسمه، إلا أنه أصر على حقه لم يثنه الإعتداء على مواصلة الأذان عند موعد الصلاة قائلا للمحكمة ” لقد فاتهم أنني مستعد للموت دون ديني!”.
مقاطعة الأستاذ العياشي الهمامي
أشار الأستاذ العياشي الهمامي إلى كتيبة “التجوّعيين” قائلا أنهم يرددون مَا تطلبه منهم وزارة العدل، وأنه لو تصدر إليهم التعليمات بتغيير الموقف من النقيض إلى النقيض لما ترددوا في ذلك طالما أنهم وعاء بدون فكر عندها هاجت عناصر “التجوّع” وماجت، وتظاهر بعضهم بأنه يتجه نحو المنبر حيث الأستاذ العياشي لتأديبه وافتعال أجواء الفوضى والتمرد على رئاسة الجلسة، وَ كان زميل علق متجها إليهم صحيح إنكم من حزب “التجمع ” ولستم من حزب ديكرت!
الأستاذ فوزي وحملة مقاومة العقرب!
الأستاذ فوزي بن مراد توجه إلى كتيبة “التجوعيين”الذين حاولوا منعه من مواصلة تدخله بافتعال الإحتجاج تارة وبالصياح تارة أخرى- بالقول إذا عادت العقرب عدنا لها بالنعال. كما تحدى تهديداتهم بأنه جرّب السجن ولا يخفيه أن يعود إليه وَ تناول بجرأة سلوك الوزارة وأذنابها ممن جاءوا لتنفيذ مخططها في فرض “إشرافها” على المحاماة. أحدهم علّق بأن الأستاذ فوزي الذي يشدك تعليقه على الأحداث بمنهجه التحليلي الطريف والدقيق في آن بأنه في الذكرى الأولى لقمعه وافتعال محاكمة لـَهُ وهو يقوم بواجبه داخل قاعة الجلسة- أعلن بداية حملة مقاومة العقرب!
الأستاذ كسكروت، هو أيضا حضر ضمن الكتيبة
بدأ حياته قاضيا ثم استقال ودخل المحاماة وما أنْ ظفر بأموال منوبته العجوز التي تعرضت لحادث مرور خلف لها سقوطا كبيرا بعد توليه تنفيذ الحكم الصادر لفائدتها، حتى “ورّاها من الجمل وذنو” واستولى على البقية يبدو تعويضا منه لسقوطه الأخلاقي الذي فاق السقوط البدني للمسكينة التي علمت بفعلته على سبيل الصدفة فرفعت ضده شكوى في الخيانة الموصوفة إلاّ أن الإجراءات القضائية شفعت بإجراء “سياسية”(وفق منظور السلطة) انتهت إلى صدور حكم لطيف بإدانته قضى بالسجن مع تأجيل التنفيذ مقابل انضمامه إلى خلية التجوعيين بالجهة. مرّ أمامي وكنت ضمن أعضاء مجلس الهيئة المنتصب كمجلس تأديب سنة2004 وقد حضر الجلسة صحبة عدد لا يقل عن خمسة محامين ليتولوا الدفاع عنه والواقع أن إدانته لا جدال فيها بعد صدور الحكم القضائي- إلا أنه كان يرمي من استجلاب العديد من المحامين التلويح بوجود ” باكو” أصوْات وكانت الحملة الإنتخابية لتجديد الهياكل قد بلغت آخر أطوارها! أذكر أن بداية تدخلات الأستاذ المذكور العنيفة كانت بمناسبة الندوة التي حاولت جمعية المحامين الشبان عقدها لمناقشة تنقيح الدستور إذ كان يصيح مقاطعا الأستاذ محمد عبو المشرف على الندوة:” مشكلتنا الخبز آش دخلنا في السياسة!” وكرر السيناريو للمرة الألف فارضا إلى جانب نظرائه من التجوعيين عدم عقد الندوة، يومها حصل على تسمية “الأستاذ كسكروت”. يوم الجلسة العامة شاهدته يطاول الصياح حتى يسجل حضوره بصوته الذي يتميز بحشرجة تجعله غير مسترسل رغم المجاهدة- والعبرة بالمشاركة!
الأستاذ عضروط : التباكي لمزيد الإستطعام
عندما دعا أحد الزملاء يوما بمكتب المحامين لجلسة طارئة للنظر في موضوع الإعتداء على زميله صاح الأستاذ عضروط يزينا من الإجتماعات خلينا نأكل الخبز، أجابه زمنها أحد الحاضرين أن المحاماة هي رسالة وليست مهنة العضاريط. هذا الأستاذ عبر عن سخطه للطريقة التي يتم التصرف بها في مال هيئة المحامين- معلما الحضور أن أحد أعضاء الهيئة يسافر ظاهريا للمشاركة في بعض الندوات وواقعيا يعرج إلى أحد البلدان الأوروبية للإتصال بابنه حيث يزاول تعليمه. لكن التباكي لا يكون بعين واحدة، إذْ انحبست دموعه في العين الثانية، فلم يبك على المال العام الذي تمول السلطة به سفراته هو وسواه من أعضاء الخلية لتلميع صورة السلطة البوليسية. كما حاول جهده جعل النشرة الصحية التي قدمها حول وضعه الخاص مبررا للدفاع عن وجهة نظرا الوزارة في الإنخراط في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، البعض رأى في ذلك طلبا لمزيد الإستطعام من المال العام، “وَ ما نُوحي إلاّ على روحي!”
حمادي الحبالي مجددا أمام المحكمة
أحيل السجين السياسي السابق حمادي الجبالي والمفرج عنه مؤخرا على مكتب التحقيق الرابع بتهمة إرشاء عون سجون مقابل إخراج رسالة إلى زوجته أثناء إقامته بسجن الناظور. ويحال بنفس التهمة زوجته وحيدة الطرابلسي وعون السجون كمال الكعبي و السجناء محمد الشملي وحسن الخذري. واستجابة لطلب المحامين أجّل الاستنطاق إلى يوم 5 ماي القادم.
إضراب عن الطعام في السجون
يواصل السجناء السياسيون في سجون برج الرومي والناظور والمسعدين والمهدية وصفاقس و 9 أفريل إضرابهم عن الطعام الذي بدأه البعض منهم منذ آخر شهر فيفري 2006 للمطالبة بإطلاق سراحهم بعد أن يئسوا من إطلاق سراحهم بمناسبة عيد الإستقلال رغم الوعود التي قد تكون أعطيت لبعضهم، وللاحتجاج على الممارسات غير القانونية والاستفزازات والمضايقات اليومية. ومن بين المضربين الشيخ محمد العكروت (52 يوما) ورمزي بالطيبي وخالد الدريسي وعلي الزواغي وعلي شنيتر وسامي الفتيتي والهاشمي بكير وعلي الغضبان ونبيل النوري ومحمد بوعزة وفيصل المهذبي وأيمن الهذلي واحمد البوعزيزي ولطفي الجباري وفتحي الورغي ورضا البوكادي. وعبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن انشغالها لظاهرة تعدد الإضرابات عن الطعام التي يشنها السجناء السياسيون مطالبين بتحسين ظروفهم السجنية أو إحترام حقوقهم المضمونة بقانون السجون أو من أجل إطلاق سراحهم. وطالبت بفتح بحث جدي في قضايا التعذيب ضد السجناء ومعاقبة كل من تثبت إدانته في إقتراف هذه الجريمة.
بعد الانتحار جاء.. الفرج
بعد إقدام المواطن علي الورغي على الانتحار حرقا بمدينة ماطر بسبب قلة ذات اليد والظروف الاجتماعية المتدهورة قامت السلطات المحلية بالاتصال بزوجته لطيفة الورغي (35 سنة) العاطلة عن العمل وفي كفالتها 4 أبناء ومكنتها من كشك لبيع السجائر وبعض المواد الغذائية ومنحة شهرية. هذه “اللفتة” التي جاءت متأخرة جدا وإن كانت مطلوبة في حالة إنسانية كحالة هذه الأسرة فإننا نخشى أن تدفع كل من ضاقت به الحال ولم يجد حلا على إضرام النار في جسده حتى تنتبه السلطات إلى وضعية أسرته.
قتل بالإشاعة عاشت عائلة حمّه الهمامي، مساء الإثنين 27 مارس 2006 ساعات طويلة من الفزع، إثر تلقي زوجته الأستاذة راضية النصراوي مكالمات هاتفية من عدّة شخصيات للتثبّت من أخبار تتحدث عن مقتل زوجها. و راجت هذه الإشاعة في جهات مختلفة من البلاد في نفس الوقت عندما تغيّب حمه الهمامي عن منزله لقضاء بعض الشؤون الخاصة.إعلام أم إشهار؟
أشارت “الموقف” في السنة الماضية إلى وقف توزيع الطبعة الدولية من الصحيفة المغربية الأسبوعية المستقلة “ماروك هبدو”، وكانت تلك الصحيفة آخر مطبوعة مغاربية تُوزع في تونس في ظل تغييب الصحف المغربية الأخرى والجزائرية والموريتانية وغيرها… لكن فوجئ القراء مؤخرا بالسماح لصحيفة مغمورة تُدعى “لاغازيت دي ماروك” بالتوزيع في تونس. وبطل العجب عند تصفح الأعداد الموزعة فهي تحتوي على مقالات دعائية في تلك المساحات التي اعتادت الحكومة على شرائها بأموال دافعي الضرائب. ويسهل التعرف على تلك المادة الإشهارية من أقلام المرتزقة الذين يوقعون عليها بالمداد المستخرج من الأوراق الخضراء.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)
* منتدى اجتماعي
تتواصل الاستعدادات لعقد المنتدى الاجتماعي التونسي الذي يلعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورًا بارزًا في وصل مكوناته. وفي هذا الصدد علمت الوحدة أنّ المنتدى سينعقد بالعاصمة يومي 22 و23 أفريل الجاري. وقد شرعت لجان أعدت للغرض في ضبط مختلف الجوانب المتصلة بعقد المنتدى. * نشاط تتواصل مختلف اللجان الناشطة في صلب المجلس الأعلى للاتّصال اجتماعاتها واتصالاتها بمختلف المؤسسات والهياكل الفاعلة في المشهد الإعلامي. وتتواصل إلى جانب ذلك الاجتماعات الدورية للمجلس. وتيرة النشاط الملحوظ إلى جانب الأجواء الإيجابية التي يتم في إطار تبادل الأفكار والمقترحات تدفع إلى التأكيد على أن المقترحات التي سيتمّ تقديمها ستكون حاملة لعديد التصورات. * ترويج تبذل مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات جهدًا لافتا للإسهام في إثراء الحياة العلمية وفيي كشف جوانب هامة من الذاكرة الوطنية. هذا الجهد يقع التعاطي معه حاليا، وفي مستوى بعض الإدارات والوزارات بشيء من الإجحاف وبتجاهل يبدو غير مفهوم، ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن الوزارات المعنية لا تقتني منشورات مؤسسة التميمي ولا تقدم لها ما توفره لغيرها من مختلف أنماط وأشكال الدعم. وضعيّة تبدو في حاجة إلى تدخل سريع.
* دور المجتمعات المدنية
ما دمنا مع أخبار مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات نشير إلى المؤتمر القادم للفكر العربي المعاصر الذي سينتظم في إطارها السنة القادمة سيسهم بدور المجتمعات المدنية في تفعيل آليات القرار السياسي. * ظاهرة ظاهرة أضحت لافتة في الفترة الأخيرة وتتمثل في اقدام عديد الوزارات ومصالح الإدارات العمومية على التقاعد القانوني أو التمديد لمدة سنة قابلة للتجديد مرتين. اللجوء إلى مثل هذه الأساليب يقلص من إمكانيات الانتداب ويحرم الإدارة من حماس الكفاءات الشابة. هناك ظاهرة أخرى تتصل بالأولى وتتمثل في لجوء بعض الإدارات إلى انتداب متقاعديها بموجب عقود عمل مغرية تضاف إلى جراية التقاعد وتنعكس تبعاتها سلبًا على الموازنات المالية للإدارات والشركات. * احتفال في إطار الاحتفال بيوم الأرض، احتضن مقرّ جمعية صوت الطالب الشابي، يوم الجمعة 31 مارس الفارط تظاهرة ثقافيّة متكاملة تجدّد من خلالها التأكيد على التمسك بالأرض وعلى أولوية ثقافة المقاومة. (المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 495 بتاريخ 8 أفريل 2006)
حوار مع الأستاذ سمير ديلو:
المطلوب إلحاق القطاع بركب..الموالاة!
* هل ألقت الظروف التي دارت فيها الانتخابات الأخيرة للمحامين الشبان بظلالها على هذه الجلسة ؟
بالطبع، فهذه الجلسة العامة الخارقة للعادة تأتي في ظرف يحمل سمتين.:
الأولى سعي السلطة إلى ضرب استقلالية المحاماة عبر سنّ قوانين تجعل هذا القطاع تحت السيطرة المباشرة لوزارة العدل بتنقيح القانون المنظم للمهنة بشكل يمسّ من اعتبارها مهنة حرة مستقلة (مثل الإشراف على معهد المحاماة، وإلحاق المحامين بالصندوق القومي للضمان الاجتماعي في خصوص التغطية الاجتماعية …)
الثانية السعي إلى المساس من الدور الرئيسي للمحامين كمدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان وحصر نقاط الحوار في المسائل المعيشية الصرف، وذلك عبر إصرار التجمعيين على فرض جدول أعمال لا يشمل الاعتداءات التي تطال المحامين ولا يطالب بإطلاق سراح الأستاذ محمد عبو….
* هل أن التجاذبات الحادة التي حصلت حول القضايا المطروحة هي مجرد اختلاف في وجهات النظر أم أنها انعكاس للتجاذبات السياسية التي يعيشها القطاع ؟
للأسف، فإن الخلفيات السياسية هي التي تحرك التجاذبات بشكل رئيسي، فجملة المتدخلين من المحامين التجمعيين كانوا يدافعون عن وجهة نظر الحكومة ويهاجمون الهيئة ويجرحون ممثلي هياكل المهنة، أما الحساسيات السياسية المعارضة فرأت من واجبها أن لا تغرق في الحسابات على نحو يمكن أن يلهيها عن مدار الخلاف الرئيسي وهو ضرب استقلالية المهنة وإلحاق القطاع بركب..الموالاة
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)
خصم مرتبات القضاة
عبرت لجنة الدفاع عن المجتمع المدني بالقيروان عن مساندتها للقاضيين محمد الخليفي وعبد الباقي كريد اللذان ابلغا عن طريق وزارة العدل وحقوق الإنسان بخصم شهرين من مرتبهما بدعوى الغياب دون مبرر. وقالت اللجنة انه وقع استدعاء بعض القضاة من طرف التفقدية العامة التابعة للوزارة العديد من المرات بنفس الدعوى. واعتبرت اللجنة في بيان لها وقعه مسعود الرمضاني مختلف الإجراءات التأديبية، بما فيها خصم المرتب، مواصلة لمخطط السلطة الرافض لاستقلال القضاء كما يضمنه دستور البلاد وكل المواثيق الدولية. كما اعتبرت أن ضرب الهياكل الشرعية لجمعية القضاة يأتي ضمن استهداف كل الجمعيات المستقلة ومنها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة الصحافيين وغيرها- وهي جمعيات ترفض الوصاية وتتمسك باستقلاليتها. وأكبرت اللجنة صمود القضاة وتمسكهم بجمعيتهم الشرعية رغم كل الضغوطات ، كما دعت كل مكونات المجتمع المدني للوقوف إلى جانب الهياكل الشرعية لجمعية القضاة والقيام بمبادرات ملموسة للدفاع عنها والضغط من أجل تكريس احترام استقلالية الجمعية والقضاء عموما. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)
بسم الله الرحمن الرحيم
سـنـة أولـى حـوار
يمر اليوم التاسع من أفريل عام كامل على انطلاق موقع etwww.alhiwar.n …
وبهذه المناسبة تتقدم أسرة الحوار نت إلى كل الأعضاء على ما بذلوه من جهود لاستمراره رغم الصعوبات الجمة التي لاقتنا …
كما نشكر كل الزوار والمحبين الذين ما فتئوا يتواصلون معنا باستمرار الأمر الذي مكـّننا من بلوغ مرتبة متقدمة جدا بين ملايين المواقع المتنوعة حسب تقييم الكسا العالمي المتخصص في تقييم المواقع…
لقد كان من أهم الصعوبات وجود المستضيف القادر على تأمين عمل المنتدى الكتابي دون توقف. وكانت تلك النقطة السوداء في مسار هذه السنة…ونحن إذ نضيء هذه الشمعة الأولى في درب طويل نأمل أن تكون مساهمة ولو بسيطة في تحقيق أهداف الموقع التي أسس من أجلها الواردة بصفحة من نحن: http://www.alhiwar.net/about.htm
كما نخبركم أننا بعون الله وتوفيقه سنقيم ندوة حوارية حول الحوار نت :الواقع والآفاق . وسيدعى لها جملة من المختصين وسنوافيكم عنها بمزيد من التفاصيل بحول الله .
ونجدد لكم الدعوة لزيارتنا والمشاركة بكل حرية ومسؤولية. ونعلمكم انه تم اعادة فتح المنتديات الكتابية www.alhiwar.net/vb وتم اتخاذ الإجراءات الكافية بعد التوكل على الله لعدم توقفها ثانية بحول الله.
فمرحبا بكم معنا من أجل كلمة حرة واعية ومسؤولة للجميع.
والله من وراء القصد
إدارة الحوار نت
حلّق، حتى لا تضيق بزحام الأزقّة
بقلم: حبيب الرباعي
تيه العارفين.
عبر أحد العارفين، بأن النظام التونسي، والأزمة التي أحدثها لا نظير لهما عبر ظرفي الزمان والمكان.
ودليله على ذلك أن للنظم القديمة والمعاصرة صور محددة، واضحة المعالم، اختلفت في حسنها وقبحها ولكنها اتفقت في أن لها ملامح ومواصفات سميت بها. إلا ما كان من النظام التونسي وما أحدثه.
وقد يرجع العجز في فهم طبيعة النظام التونسي، إلى أن جهود المهتمين بالشأن السياسي في البلاد كبيرة من جهة متابعة الأحداث الظاهرة. إلا أنها متابعات جزئية لا تغطي كل الأحداث ولا تدرك من يقف وراءها ولا أهدافهم من ذلك، ولا حقيقة الصراعات القائمة بين أصحاب النفوذ والمصالح.
فيمكن أن يقول الكــــل، أنا الذي قرّرت في هذا الشأن، ويمكن أن يقولوا في حالات أخرى، هو ولست أنا.
إذا لم تفهم أمرا، فأعد النظر فى أدوات بحثك، قبل أن ترهق نفسك بتكرار المحاولات.
الظلم والقهر، الاستبداد بالسلطة وقمع الرأي المخالف، إحتكار ثروات البلاد والإستئثار بها، القسوة في معاملة المواطين حيث ما ولّوا وجوههم….. هذه قضايا تؤلم وتؤرق كل صاحب ضمير، مسلما كان أو كافرا، تقيا كان أو ضعيف إيمان، عالما أو جاهلا.
ويضاف إلى القضايا الــمـــؤلــمــة آنفة الذكر، أن نرى منهجية الإخباريين ـ الذين يرصدون الأحداث في البلاد ـ ، كلاسيكية لا تتناسب مع زماننا. فنحن في أغلب الأحيان محرومون من أن تقدّم لنا صور للواقع ثلاثية الأبعاد (عميقة، بحيث تغوص في أعماق القضايا التي تطرحها. وعالية، من حيث المعايير التي تقيّم بها الأحداث ـــــ ممتدة، بحيث لا تقتصر في تحليل الوقائع على زمن وقوعها ، بل تربط الوقائع ربطا زمنيا معقولا، أي الحيثيات التي سبقت حدوثها، وما يمكن أن ينتج عنها في المستقبل، كما تشمل كل البلاد ولا تقتصر على أماكن دون أخرى ــــ واسعة، تغطي كل القطاعات وكل الفئات الإجتماعية ).
فغياب هذه الأبعاد في تحليل أي خبر هو السبب الرئيسي في تقديري الذي جعل صاحبنا العارف بالواقع التونسي، غير قادر على التعبير عن فهمه لطبيعة النظام التونسي.
هذا النظام الذي لا يمكن أن تفهمه، وتفهم أدائه والقوى المؤثرة داخله، من خلال حدث هنا وموقف هناك، وآخر مناقض له، وخبر من وراء الكواليس غير ثابت وفي بعض الأحيان غير مجدي…….
ثم إن هذه القنوات الإعلامية الألكترونية التي بين أيدينا الآن، والتي تجتهد في تقديم صورة عن تونس لا يمكن أن تحقق لمتتبعها رصيدا تراكميا يساعد على فهم درجة الأزمة والإختناق الذي تعيشه البلاد. فهنا خبر إقتصادي، يليه خبر ذا طابع اجتماعي، وثالث إنساني ورابع أمني وخامس في العلاقات الدولية، وسادس درس وعظي، وسابع ردّ وشتائم…..
بين الماشي على الأرض والمحلق فوقها، تفاوت في شمولية النظر.
تصوّرت حال الإخباريين والمهتمين بالشأن السياسي في تونس على النحو التالي:
باريس في أول يوم من أيام العطلة الصيفية الذي تقع فيه أكبر حركة نقل ـ منها وإليها ـ خلال السنة،. تشهد أيامها العاصمة الفرنسية أشغال صيانة في أغلب طرقاتها، مع إضراب في قطاع النقل العمومي، وآخر لسائقي الشاحنات، يضاف إلى ذلك كله، أن شرطة المرور لا تملك إلا دراجات عادية للتجوال في الشوارع لنقل صورة عن وضع المرور، وغير مجهزة بهواتف جوالة للتواصل مع المركز.
فهل بإمكان ضباط شرطة المرور أن يتعرفوا على المتسببين في حالة الإختناق؟ وأن يضعوا خطة واضحة لإنقاذ المدينة من الشلل الكامل؟، وهم الذين لا تصل إليهم الأخبار إلا متباعدة زمنيا، وبشكل جزئي لا يعبر عن الحقيقة كاملة لضعف الوسائل المستخدمة في رصد حركة مرور رهيبة .
إن حال المهتمين بالشأن السياسي في تونس، أقرب إلى حال ضباط شرطة المرور المطروح عليهم إنقاذ المدينة من حالة الإعاقة الكاملة، بمثل التشعب الذي ذكرت وبمثل الأدوات المستخدمة في تشخيص الحال.
لقد بات التجهز بطائرات استطلاع فوق العواصم الكبرى، لتقديم صور حية ومباشرة عن واقع حركة المرور في الأوقات غير العادية بالخصوص، أمرا طبيعيا.
ولا ينتفع ضابط المرور بالنظرة الشمولية التي تقدمها الصور من أعلى، ولا يملك القدرة على إدارة حركة المرور على نحو يقي مدينته من الإختناق، أو يسهل سير الحركة في حالة توقفها… إلا بعد خبرة طويلة نظرية يتدرب خلالها على خريطة المدينة ونماذج لصور قديمة التقطت من أعلى، تظهر حالات من الإزدحام متفاوتة التعقيد مصحوبة بالحلول الممكنة للخروج منها. كي لا يجهد نفسه بالبحث والنظر أثناء الحدث.
فلو اهتم الضابط المكلف بحماية مدينة ضخمة مثل باريس، بما ينقله الأعوان من توصيف لألوان السيارات وهيأة السائقين وأعمارهم وأجناسهم وأصولهم العرقية، ـ وإن كانت حقائق ـ لأصبح الأمر عبثا.
كذا الأمر بالنسبة لمن يطرح على نفسه مشروعا عظيما للتغيير في البلاد ويفتقد صورا لنماذج مماثلة.
فشأن الإخباريين الذين يقدمون صورة من هنا وأخرى من هناك، هو شأن أعوان المرور الذين تخصصوا في ذلك. ومن يطرح على نفسه مشروعا تغييريا فتكفيه صورة من أعلى، مع ما يطلب من تفاصيل إن احتاج إليها.
حلق بدون طائرة.
لقد كانت دعوة الحق التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفترة المكية، تمرّ بشدة وتضييق ومحن في كل الإتجاهات.. من تأليب للقبائل الوافدة على مكة ضد المسلمين، مع التشهير والسخرية بهم وتكذيب وإقصاء كامل للمسلمين لأن يشاركوا كغيرهم في الحياة الطبيعية في مكة، علاوة على التعذيب.
في هذه الظروف الصعبة ينزل على المسلمين أصحاب المنهج القويم والمشروع التغييري الشامل، ، قصص أغلبها بعيد زمنيا، مثل قصة قوم نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وموسى وعيسى عليهم السلام ، وبعضها الآخر كان قريب الحدوث مثل قصة أصحاب الفيل. قصص كانت نموذجا في الشورى والديمقراطية مثل قصة ملكة سبأ، وأخرى لا نظير لها في الدموية مثل قصة أصحاب الأخدود….
ولقد اختار المولى عز وجل ـ وهو أعلم بحاجيات المسلمين وقائدهم عليه الصلاة والسلام ـ أن ينزل وحيا يتلقاه هو وصحبه الكرام، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، بمثابة صور شاملة لأوضاع عاشها المؤمنون من قبلهم، منها ما يغطي هذا الجانب، ومنها ما يغطي جوانب أخرى، وبين هذه الصورة وتلك يتعلم المسلم سر المزيج الرائع بين إرادة المستضعفين في إزاحة الظلم والقهر والإستبداد، وإرادة المولى جل ثناؤه بالمن عليهم، لا بمجرد رفع حالة الظلم والإستبداد عنهم، بل بتمكينهم من الإشراف على إدارة شؤون البشر، على منهج يرضاه سبحانه. وهذا أمر لا يقدر عليه إلا العلي القادر المقتدر وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين ونمكن لهم في الأرض….َ
إن الله سبحانه وتعالى أنزل على المؤمنين الهدى من عنده، لا ليضغط عليهم، فيحد من حركتهم ويحرمهم من رؤية موضوعية لواقعهم، أو أنه جعل الهدى أمرا لا يدركه الإنسان مهما حاول القفز، بل يسر لهم الهدى وحملهم عليه ورفعهم به إلى أعلى، ليرى كل طلب له، حركة العالم بعيدا عن الزحام المزعج، والتفاصيل المضيعة، والجزئيات الملهية، والمظاهر الخادعة. فترتاح برؤيتهم العالية نفوسهم وتصفى عقولهم، فتنقّى برامجهم من الزوائد المعيقة، ويقربوا من الصواب في الحلول التي يطرحونها.
يقول جل من قائل : “وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ” فالهدى، والعلو خاصيته، يحمل المسلم إلى أعلى لأنه يتحرك به وعلى أساسه،. مع ضمان رؤية شاملة لحركة الحياة وصور نموذجية حصلت حقيقة في العلاقات السياسية والإجتماعية الإقتصادية وغيرها، تساعده على حل أي وضعية في تلكم المجالات بيسر مهما تعقدت.
أعود لقول الرجل الرشيد المسكون بأوضاع تونسنا الحبيبة، والذي عبر عن صعوبة فهم النظام التونسي على وجه الدقة كما ذكرت في أول هذه السطور. فأقول له لا تتوقف عن مسيرتك في متابعة أحداث البلاد ولكن اجعل لنفسك أوقات تحلق خلالها أعلى و كلام الله تعالى يضمن لك ذلك، فقد آنست فيك صلاحا والله حسبك.
من أجل ذلك..
سامح الله ثلة من أحبابنا الطيبين الذين كان لهم تأثير على غالبية إخوانهم في بداية الثمانينات، فقد بثوا في ذلك الوقت فكرة مفادها: أن الرجوع في كل حدث إلى قصص الأنبياء والسيرة النبوية لنفهم كيف نتصرف، يصرفنا عن المبادرات الجادة والسريعة، لما في القصص والسيرة من اختلاف للعلماء وما يسببه التمحيص والتحري من إضاعة للوقت بحثا عن أصوب الأقوال وأصحها.
ولقد حوّلت هذه الفكرة أبناء الصحوة الإسلامية إلى ما يشبه طوابير شرطة المرور الذين تتوفر لديهم تفاصيل عن حركة المرور، وحرمتهم من رؤية علوية تمكنهم من التصرف بنجاعة وسرعة.
فتحولت مجالسنا من تذاكر وتدبر إلى “مشدقة” لا تزيد الإنسان إلا صداعا في الرأس وتيها في فهم الواقع.
ولخبر الرهط التسعة في القرآن الكريم، خير من عدد لا يحصى من المقالات التي قرأتها ونسيتها.
تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شهادات ميلاد الاستبداد.. على يد النظام التونسي مواقف من محنة الإسلاميين في تونس
نصيحة لا تقرؤوا هذا المقال..
حمامة تزور بيت منصف بن سالم
لقد سمعت أختي العزيزة مؤخرا في قناة تونس 7 عن مرض خطير يسمى بأنفلونزا الطيور يوقع يوميا بعشرات الطيور فما كان مني و أنا العربية الأصيلة إلا أن أسأل عن أخبارك عساك أن تكوني بخير. و قبل أن أستودعك الله أنصحك صديقتي أن تلزمي مكانا آمنا كأمن بلدي حتى تنتهي أزمة هذا الوباء القاتل. والسلام. فردت عليها الحمامة الغربية : إنني و الحمد لله بخير و أشكر لك اهتمامك بأخباري. كما أنني دائما أتابع مستجدات بلدك عبر المحطات الفضائية. و راعني أن سمعت يوما أنكم في تونس تكبتون الحريات و تقمعون الأباة و لا تدخرون جهدا في تعذيب العلماء و المثقفين بل وكل من يفكر في إطلاق جناحيه ليحلق في سماء الحرية. أفما سمعت عن العالم الدكتور منصف بن سالم المضرب عن الطعام هو و عائلته منذ أكثر من 10 أيام بسبب معانات دامت 19 سنة, بين حرمان من أبسط الحقوق المدنية و ملاحقات البوليس في كل مكان. أوليس هذا مثالا للجور و الظلم و الاستبداد. أرجوا ألا أكون قد أحزنتك بمثل هذه الأخبار. بلغي سلامي إلى كل الطيور التونسية. والسلام. حين قرت الحمامة التونسية رسالة صديقتها سارعت إلى منزل الدكتور منصف بن سالم فكان أول ما اعترضها سيارات البوليس تطوق البيت. دخلت, و حطت على الشرفة فسمعت البطون تتضور جوعا و القلوب تئن لوعة, و رأت العيون دامعة و الوجوه شاحبة. نعم لقد بلغت الحكومة التونسية أقصى درجات الظلم حتى طالت العلماء و الجامعيين بل حتى أزواجهم و أبناءهم حتى لم يعد لهم شيء يساومون به أغلى من صحتهم. أدركت الحمامة أن صديقتها محقة, فطارت هائمة حزينة حتى وصلت إلى كلية العلوم التي أسسها الدكتور منصف. و كالعادة اجتازت الحمامة مركز البوليس المنتصب في مدخل كل كلية بل و كل مؤسسة تعليمية في تونس, و جعلت تتجول في أرجائها و تتذكر يوم كان الدكتور الفذ يفتح مكتبه إثر بزوغ الشمس, و يداعب مسامعها صوته في قاعات الدرس و جرى في مخيلتها التفاف الطلبة حوله. تذكرت مواقفه مع الطالب و الأستاذ و العامل. تذكرت يوم كادت شمس تونس أن تشرق. وصلت الحمامة إلى وسط الساحة, باكية المقلتين دامية القلب مرتجفة الأعضاء, حلقت طويلا في السماء ثم اتجهت إلى العلم المرفرف تسترجع صورة البلد الذي لطالما افتخرت به. أحست بألم شديد في جسمها الصغير, لفضت أنفاسها الأخيرة حسرة على وطنها… ثم سقطت. ماتت الحمامة, ماتت لأنها رمز للحرية و لم تعد في ربوع هذا الوطن العزيز سماء تحتوي أجنحتها. طالبة من الجامعة التونسية.
في ذكرى مولد الرسول الكريم (ص)
عندما تغيب الأمة ويحضر الرجل
انتصرت المحاماة المستقلة وخاب “التجوّعيون
بعد اضطرار العميد إلى رفع الجلسة العامة انتصرت المحاماة المستقلة وخاب ” التجوّعيون”
في جلسة عاصفة للمحامين : العميد يتوعد بمحاسبة المسؤولين عن الشغب
محمد الحمروني
“نظرا لاستحالة مواصلة الجلسة بسبب الأجواء الصاخبة التي أصرّ البعض على إثارتها، قررت الهيئة الوطنية للمحامين رفع الجلسة وهي تتحمل مسؤوليتها في ذلك وستقوم بمحاسبة المسؤولين عن هذا الشغب ” بهذه الكلمات وبنبرة حادة جدا أعلن عميد المحامين الأستاذ عبد الستار بن موسى إيقاف الجلسة الخارقة للعادة التي دعت إليها الهيئة الوطنية للمحامين عشية السبت 1 افريل الجاري لمناقشة ما اصبح يعرف بقضية المعهد الأعلى للمحاماة ومسألة التغطية الاجتماعية.
ملاسنات حادة
وكان بعض المحامين التجمّعيين منعوا الأستاذ العياشي الهمامي من مواصلة كلمته وطالبوه بسحب ما جاء فيها، وقاموا بالتجمع حول منصّة العميد مما تسبب في حالة كبيرة من الهرج واضطر العميد إلى التهديد برفع الجلسة. ولكن الهمامي ختم تدخله قائلا “حفاظا على مواصلة سير الجلسة، وحتى لا أسمح للبعض ممن يريدون إيقاف أعمالها بتحقيق غايتهم، أتنازل عن حقي في مواصلة تدخلي، أمّا أن اسحب ما جاء فيه فهذا لن يتم إلا على جثتي“.
وتم بالفعل مواصلة الجلسة لكن بدا واضحا أن الأجواء أصبحت في غاية من الاحتقان، وصار كل تدخل يقاطع بالاستهزاء والسخرية والاتهام بالكذب والتلفيق وهو ما حصل مع الأساتذة العياشي الهمامي وخالد الكريشي وفوزي بن مراد.
في المقابل أصرّ محامون من تيارات مختلفة على مقاطعة تدخّل الأستاذة عبير موسى عندما ألحت على قراءة وعرض لائحة خاصة بها على التصويت. وكان للتدخل الحازم للعميد الكلمة الحاسمة عندما أعلن أن كل اللوائح يجب أن تسلم له وتقع قراءتها في نهاية الجلسة. ثم تطورت الأمور باتجاه مزيد من التوتر خاصة بعدما طلب العميد ممن لا يحملون صفة المحامي مغادرة القاعة، وأشار إلى وجود اثنين من “الغرباء” وطلب منهما الخروج من الجلسة. وبعد هذه المشادّة استهدف بعض محاميي “التجمع” في مداخلاتهم عميد المحامين شخصيا ، إذ اتهمه بعضهم بأنه يريد الاستفراد بالقرار والهيمنة على المعهد الأعلى للمحامين.
وكانت النقطة التي أفاضت الكأس إصرار المحامين التجمّعيين مرة أخرى على مقاطعة الأستاذ فوزي بن مراد بينما كان يلقي تدخله، كما أصروا على سحب الكلمة منه احتجاجا على ما ورد في تدخله من كلام غير لائق في نظرهم، وهو ما دفع العميد بعد استشارة باقي أعضاء الهيئة، إلى رفع الجلسة والتأكيد على أن الهيئة ستنظر في الأشكال العقابية لكل من أصرّ على إرباك الجلسة ومنعها من مواصلة أشغالها بالقوة.
مدار الخلاف
رغم أن المواضيع التي طرحت للنقاش وهي التغطية الاجتماعية وتوحيد المدخل إلى المهنة أي المعهد الأعلى للمحاماة، إلا أن النقاش الأساسي والخلفية الحقيقية لكل التدخلات تركّزت حول استقلالية المهنة. وانقسمت الآراء حول هذه النقطة إلى قسمين :
الأول متفق بصفة عامة مع الطرح الذي قدمه العميد في مداخلته. وشمل هذا القسم مجموع الحساسيات السياسية المعارضة، والتي يبدو انها كانت في تناغم مع ما اتخذته الهيئة من قرارات. ويرى هؤلاء أن أيّ نقاش سواء كان حول المعهد أو صندوق التغطية الاجتماعية، يجب أن يضع في مقدمة اهتماماته استقلالية المهنة. وهو ما شدد عليه العميد بن موسى عندما قال “إن الاستقلالية والحرية والكرامة ثوابت المحاماة التونسية التي لن نتخلى عنها.. والمحامون مهما اختلفت الوانهم مطالبون بالدفاع عن هذه الثوابت” وبخصوص المعهد يرى العميد أن الخلاف الرئيسي مع الوزارة يتمثل في طبيعة المعهد، وتم تشكيل لجنة مصغرة تجمع ممثلين عن وزارة العدل والهيئة لمتابعة الموضوع، إلاّ أن المحامين فوجئوا بالمشروع الذي قامت وزارة العدل بإعداده وعرضه على مجلس النواب دون أن تلتفت إلى اللجنة التي تم تكوينها للغرض.
وبخصوص المعهد دائما قال بن موسى أن الخلاف مع الوزارة يشمل أيضا مسألة الإشراف. ففي حين تصر وزارة العدل على أن يكون الإشراف على المعهد من اختصاصها هي ووزارة التعليم العالي، ترى الهيئة أن هذا سيمسّ من استقلالية المهنة كما رأت فيه إقصاء للهيئة الوطنية للمحامين عن الإدارة والإشراف وإعداد البرامج الخاصة بالمعهد، رغم كونها طرفا رئيسيا في الموضوع. واعتبر العميد أن القانون المطروح للمصادقة عليه من قبل مجلس النواب مرتجل ولا يخدم مصالح المحاماة. وختم قائلا إن الهيئة الوطنية للمحامين قررت في جلستها يوم 31 مارس رفض المشروع المعروض على مجلس النواب والمطالبة بسحبه.
وبخصوص الصندوق المتعلق بالتغطية الاجتماعية للمحامين ذكر العميد انه وفقا لما هو معمول به لدى الصناديق الخاصة بالحماية والتغطية الاجتماعية في عديد الدول العربية من الأردن إلى المغرب، وبناء على ضرورة المحافظة على استقلالية المهنة وبالنظر إلى الوضع الحالي للصناديق الاجتماعية الوطنية في تونس، فان الهيئة الوطنية للمحامين قررت في مجلسها الأخير المحافظة على وضعية الصندوق الحالي . وختم العميد بالتأكيد على استعداد المحامين للدفاع عن مطالبهم بكل الوسائل النضالية الممكنة والمشروعة وقال أن” الهيئة ليست معزولة عن محيطها الداخلي والخارجي والمحامون سيدافعون عن مطالبهم كما فعلوا دائما”.
اما الفريق الثاني المتمثل في محاميي التجمّع الدستوري الديمقراطي، فاعتبر أن الاستقلالية لا تكتمل إلا بإشراف الدولة على المعهد، وإلحاق صندوق الحماية الاجتماعية بإحدى الصناديق الوطنية أي الصندوق الوطني للضمان لاجتماعي أو الصندوق الوطني للحيطة والحماية الاجتماعية . وقالت التجمعية الأستاذة عبير موسى أنه ” لا تعارض بين تمويل الدولة للمعهد والاستقلالية، وان المس من تلك الاستقلالية يقع عن طريق التمويل الأجنبي والهبات الواردة من الخارج سواء في شكل تربصات أو دورات أو غيرها”. واعتبرت أنه لا يعيب المحامي أن يكون تلميذا تشرف على تكوينه الدولة، كما لا يوجد تناقض بين التعليم بمختلف مستوياته، الذي تشرف عليه الدولة والاستقلالية، “فلا تناقض حسب رأيها بين الاستقلالية وإشراف السلطة على معهد المحاماة” وفي نفس السياق تحدث زميلها الأستاذ الحبيب عاشور قائلا أن ” الاستعمار ما زال يعشش في أذهان البعض.. ويؤسفنا أن تكون هذه الجلسة تحت مراقبة أجنبية”. وكان عاشور يقصد بالمراقبة الأجنبية حضور ضيف من رابطة العمداء الفرنسيين أشغال الجلسة.
يذكر أن الجلسة شهدت انطلاقة عادية لاعمالها عدا بعض التعليقات إذ القى العميد كلمته التي بدأها بالتأكيد على ضرورة التحالف والتكاتف بين المحامين موضحا أن المهنة لا تستمد قوتها من أي طرف كان، وهو ما يدعو المحامين إلى نبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم. وأشار العميد إلى الوضع المادي للمحامين وما يشهده من ترد بسبب ما تعرفه المهنة من إغراق، إذ انها تستقبل سنويا اكثر من 400 محام وسيصل العدد خلال هذه السنة أو السنة القادمة إلى 600 محام جديد. وبخصوص الوضع المعنوي للمحامي قال بن موسى أن المحامين يطالبون بإلغاء الفصل 46 المتعلق بالإحالة الحينية للمحامي دون حماية أو حصانة، كما يطالبون بوقف الاعتداءات الكيدية على المحامين وعلى مكاتبهم.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)
المحاماة: جلسة.. جدل.. ازمة
خوصصة اتصالات تونس.. واقتراحات لتوظيف المداخيل
ملاحظات عادية جدا
مشاريع جديدة لصيانة المقابر
تفتق ذهن بعض المسؤولين عن فكرة عبقرية لتشغيل أصحاب الشهادات، إذ أعدت مصالح وزارة البيئة والتنمية المستديمة مؤخرا مطبوعة صغيرة في شكل جذاذة بيانية لمستلزمات بعث مشروع لفائدة حاملي الشهادات العليا يهمّ “تعهّد وصيانة المقابر”.
وحسب الجذاذة التوضيحية يتمثل العمل في هذا المشروع في التنظيف وإزالة الأعشاب الطفيلية وفي رفع الفضلات البلاستيكية والأتربة وفضلات البناء وتعهد الممرّات والنباتات والأشجار وصيانتها. وقالت الوزارة أن المعدات الضرورية للمشروع هي جرار صغير بكلفة 14 الف دينار ومعدّات خفيفة قدّرت بـ 8 آلاف دينار. أمّا الجانب البشري، فعلاوة على رئيس الفريق الذي هو صاحب المؤسسة والذي قدّرت مرابيحه الشهرية بـ 1000 دينار، هناك عدد من العملة بما يلزم عاملين اثنين في الهكتار الواحد المتعاقد عليه من المقابر، وذلك بأجرة تبلغ 300 دينار للعامل الواحد في الشهر.
ويشترط على المترشح، زيادة على حمله شهادة عليا، حصوله على تكوين في مجال إحداث المؤسسات وتكوين الباعثين وأن يكون متفرّغا كليا وشخصيا للمشروع.
أما في موضوع التمويلات فيطالب الباعث بتوفير 10% على الأقل من القيمة الجملية لمشروعه مع تمتعه بقرض من البنك التونسي للتضامن لاقتناء المعدات وتوفير المال المتداول الضروري وهو بمقدار 25% من قيمة الاستثمار.
هذا المشروع ليس خياليا بل هو من الابتكارات الهادفة إلى القضاء على البطالة. وليس المهم هنا من سينجح من الحاصلين على الشهادات العليا في الفوز بقرض لتمويل صيانة المقابر وتهيئتها لموتانا رحمهم الله؟ ولكن السؤال المحير ما هو دور البلديات إذا كان الحاصلون على الشهادات العليا مصيرهم السهر على صيانة المقابر؟
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)
صفقة “اتصالات تونس” سمَمت العلاقات التونسية – الفرنسية
تونس في 08/04/2006
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على أفضل المرسلين
بمناسبة عيد الشهداء 9 افريل
الحلقة الثالثة
في إطــار دعم الذاكرة الوطنية ومن أجل الحفاظ عليها تم هذا الأسبوع إحياء ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة كما تم قبلها احياء ذكرى 2 مارس 1934 الذكرى 72 لمؤتمر قصر هلال المنعقد في يوم 02 مارس 1934 لإبراز أهمية هذا الحدث التاريخي الكبير الذي شكل منعرجــا حاسما في تاريخ الحزب والبلاد. ويأتي هذا الاحتفال الذي أشرف عليه الرئيس زين العابدين بن علي بنفسه تنفيذا لما جــاء في الخطــاب الذي ألقــاه في إختتام أشغــال اللجنة المركزية للتجمع الدستوري يوم 7 فيفري 2004.
وكان قد سبق هذا المؤتمر التاريخي لقاء أول مساء يوم 03 جــانفي 1934 في ليلة من ليالي شهر رمضان المعظم. وبعد الإفطــار عاد الزعيم الشاب الحبيب بورقيبــة صحبة الأستاذ الطــاهر صفر صديقه في النضــال والحركة الوطنية إلى قصر هلال في ليلة ليلاء واجتمع بالقوم وشرح المواقف وبين الأسباب وطرح الإشكالية وأطنب في الحديث وسرد الأحــداث وأطــال في الشرح فحصل الإقناع بعد تردد وازداد الحماس بعد الانكماش وصفق الناس بعد الفتور وحُمل الزعيم على الأكتاف والأعناق بعد عدم ترحيب قبل الغروب والشح بشربة ماء… و شربة الماء كان ثمنها اغلى وأعظم وجــاءت بالنصر والاستقلال وبناء الدولة.
وكان اللقــاء الأول لحسم الخلاف.. ونادى أحرار قصر هلال بمؤتمر خارق للعادة في نفس المكان في المدينة.. وساندهم المناضلون الأحرار في كل مكان.. وجــاءت مبادرة المناضل المرحوم البشير بن فضل بعقد مؤتمر خارق للعادة بقصر هلال سماه المناضل وناس بن عامر رحمة الله بالانشقاق المبارك.. وانعقد المؤتمر التاريخي الذي كان بحق المنعرج الحاسم في تاريخ الحزب الحر الدستوري التونسي، وانبثق عنه مكتب سياسي للحزب أطلق عليه: “الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي”.
وأسندت رئــاسة الحزب للدكتور محمود الماطري وتوزعت بقية المسؤوليات بين الحبيب بورقيبــة (الكتابة العامة)- الطــاهر صفر (مساعده)- محمد بورقيبــة( أمين مـال)- البحري قيقة –مساعده) رحمهم الله جميعا.
ومع المكتب السياسي انتخب “مجلس ملّى موسّع” للحزب.. فشق الحزب طريقه الطويل ورسم خطة جديدة واستراتيجية واضحة المعالم وطريقة متطورة للعمل السياسي بأكثر شمولية والتصاقا بالشعب واتصالا متينا بقواعده ومناضليه.. واتضحت الخطّة العلنية لتوعية الشعب والإصداع بحقوقه وطلباته المشروعة في الحرية والسيادة والإستقلال وتحرير الوطن والمطــالبة ببرلمان تونسي منتخب.
وتحركت القيادة الحكيمة وشعرت فرنسا الإستعمارية بخطورة الوضع وانتشار الوعي السياسي والحس الوطني وإتّساع رقعة النضـال وشمولية الرسالة الوطنية ولمس الإستعمار الفرنسي والمقيم العام الفرنسي هذا التطوّر الإيجــابي لقيادة الحزب الجديد فعمدت السلطــات الفرنسية بقوة وطغيان إلى فرض الطــاعة العمياء وضرب القيادة السياسية وإبعــادها إلى الجنوب.. فكان يوم 03 سبتمبر 1934 أول يوم ظــالم من طرف الإستعمار الفرنسي على قيادة الحزب وأُبعد الزعيم الحبيب بورقيبة إلى قبلي بالجنوب الغربي أنذاك التراب العسكري ومعه الطــاهر صفر ثم وقع نقلهما يوم 03 أكتوبر 1934 إلى برج البوف صحبة بقية أعضـاء الديوان السياسي الدكتور الماطري والبحري قيقة ومحمد بورقيبة.. وكانت نقطة البداية لشرارة الكفاح الوطني ولبداية الملحمة النضــالية واختبرت السجون والمنافي والإبعاد والغربة والظلم والقساوة معادن الرجـال ومدى صبرهم وقوة جأشهم وعزيمتهم وإخلاصهم وقوة أيمانهم.
وبعد مرور سنتين في الإبعاد والسجون بدأ التململ والخشية والخوف على المصير المجهول.. وفي الأثناء بدأ الحوار والنقاش حول موضوع الاستسلام وطلب الصفح والعفو.. ولكن المداولات طــالت وأصر الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة على عدم الإستسلام والرضوخ والخوف والإهــانة والإستكانة.. وأمام إصرار الجماعة اقترح الزعيم الشاب في سن 33 عاما في محطة 1936 تدوين محضر كتابي للتاريخ يعود إليه المناضلون..
وفعلا رفض الزعيم الإستسلام وواصل النضــال بنفس العزيمة والروح النضـالية وحمل مشعل القيادة ورئـاسة الحزب وجــاءت معارك النصر.. المعركة بعد الأخرى.. إنطــلاقا من معركة 08 و09 أفريل 1938.. ثم هجرة الزعيم عام 1945 إلى الشرق.. وفي عام 1949 عاد الزعيم إلى أرض الوطن.. وبعدهــا قام بجولة في الخارج للتعريف بالقضية الوطينة عام 1951 وهي رحلة دامت 11 شهرا.. ثم جــاء وقت التهيئة للمعركة الحاسمة 1952 وانطلقت شرارة الكفاح المسلح فجر يوم 18 جانفي 1952 وصعد المناضلون إلى الجبال.. وفي نفس اليوم عمدت فرنسا الإستعمارية إلى إعتقال الزعيم للمرة الثالثة وتواصلت المعركة الحاسمة إلى يوم 31 جويلية 1954 تاريخ زيارة منداس فرانس رئيس الحكومة الفرنسية إلى تونس حيث أعلن مبدأ الإعتراف بالإستقلال الداخلي.. ومنذ يوم 31 جويلية 1954 بدأت حكومة التفاوض في وضع اللمسات الأخيرة للإستقلال الداخلي.. وكان الزعيم الحبيب بورقيبة من منفاه بفرنسا يتابع المفاوضات.. وكلما مر الجانب التونسي بصعوبة أو خلل أو توقفت المفاوضات إلا ووقع الإتصال بالمجاهد الأكبر لتذليل الصعوبات وإيجــاد المخرج وإستئناف المفاوضات.. وذكر ذلك المؤرخ الفرنسي دومينيك شوفاليي في محاضرة محورها “بورقيبة لحظة قدر سياسي” .
وفي غرة جوان 1955 قرر المجـاهد الأكبر الحبيب بورقيبة العودة إلى أرض الوطن في يوم تاريخي مشهود لم يسبق له مثيل.. وعاد القائد الفذ حاملا لواء النصر والحرية.. وإستقبله الشعب التونسي في وحدة وطنية صماء قائدها الفذ وزعيمها المجاهد الأكبر في أروع إستقبال..
وبعد 09 أشهر أحرزت تونس على استقلالها التام يوم 20 مارس 1956 أي انه تم تتويج الاستقلال الداخلي بعد 09 أشهر فقط رغم محاولات التشكيك.. وبذلك أزيح الشك وجدّ الجد واتضحت الرؤية وتأكدت سياسة المراحل وصدقت نوايا الخير والعزيمة الصادقة وانبلج فجر الصحوة السياسية وبرزت بوضوح الرؤية الصائبة وانشرحت صدور المناضلين الذين اجتمعوا يوم 15 نوفمبر 1955 في مؤتمر البعث بصفاقس على مبايعة الزعيم الحبيب بورقيبة وتأييد سياسة المراحل والتمسك بها كخيار إستراتيجي.
ثم جــاءت مراحل بناء الدولة العصرية على يد الزعيم محرر الوطن.. فتم بحول الله وعونه وتوفيقه بنـاء دولة الاستقلال حجرة بحجرة ولبنة بلبنة.. من حكومة وطنية برئــاسة المجـاهد الأكبر الحبيب بورقيبة يوم 14 أفريل 1956 .. إلى تونسة إدارة الأمن الوطني في 18 أفريل 1956 .. إلى تونسة الإدارة الجهوية (سلك الولاة والمعتمدين) في 23 جوان 1956 .. إلى تونسة إدارة الجندرمة وبعث سلك الحرس الوطني في 06 سبتمبر 1956 .. إلى تونسة الجيش الوطني في 24 أكتوبر 1956 .. إلى تونسة الديوانة في 09 ديسمبر 1956 .. وقبلها إصدار مجلة الأحوال الشخصية وتحرير المرأة يوم 13 أوت 1956 .. إلى انتخاب المجلس التأسيسي الأول عام 1956 .. ثم الإعلان التاريخي من قبل المجلس التأسيسي المنتخب القاضي بإلغـاء النظــام الملكي وإبداله بالنظـام الجمهوري.. وإسناد رئـاسة الجمهورية للزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 25 جويلية 1957 .. إلى تركيز دواليب الدولة العصرية والمؤسسات الدستورية وإصدار أول دستور رائد وعصري يوم غرة جوان 1959 التى كانت سنة أول إنتخابات رئاسية وتشريعية عامة.
فما تم إنجازه يعتبر ثورة عارمة في كل المجــالات.. ومعارك عنوان الجــلاء خير شاهد على إستراتيجية وسياسة القائد وحكمته وبعد نظره وهو المهندس الرئيسي لنجـاح معارك الجلاء.. انطلاقا من معركة رمادة بالجنوب التونسي.. إلى معارك الشمال بجندوبة والكاف وعين دراهم وساقية سيدي يوسف.. والأحداث الدامية لحوادث الساقية الشهيدة.. والملاحم الرائعة بين الشعبين التونسي والجزائري.. و التعاون والتضامن المتين بين الحزبين و قيادة البلدين.. والتلاحم القوي بين الشعبين في النضال والكفاح المسلح الرائع.. والتضامن في أبهى صوره وأروع تضحياته وأجمل ذكرياته..
وجاء هذا التتويج التاريخي يوم 15 أكتوبر 1963 بالجلاء العسكري الفرنسي على قاعدة بنزرت المناضلة بعد كفاح مرير وتضحيات جسام في أروع صورة واصدق استبسال ونضال شهد به العالم.. وتم البناء السياسي الشامخ في يوم 12 ماي 1964 بتحقيق الجلاء الزراعي وتأميم الأراضي الفلاحية.. وتونسة الأرض وتحريرها من المعمرين الفرنسيين والأجانب.. وبذلك تم استكمال السيادة الوطنية بعد كفاح دام 30 سنة وشهرين وعشرة أيام.. انطلاقا من 2 مارس 1934 إلى يوم 12 ماي 1964 .. وهذا التاريخ يوحي بعهد الحماية يوم 12 ماي 1881 .. ومن الصدف انه وقع الإمضاء على نفس الطاولة التي تم إمضاء معاهدة الحماية عليها يوم 12 ماي 1881 ..
ومما تجدر الإشارة إليه أن الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله كان حريصا الحرص الشديد على انجاز البناء السياسي بما في ذلك الجلاء العسكري و الزراعي حتى تبقى تونس منيعة حرة مستقلة ابد الدهر..
وحرص بصفة علنية على عدم إعطاء الفرصة لأي نوع من التبعية الاستعمارية بما في ذلك عدم السماح لأي دولة أجنبية باستغلال قواعد عسكرية في تونس أو اعتراف علني أو ضمني بدولة الصهاينة أو السماح لعلم إسرائيل أن يوجد في بلادنا العربية.. وتلك هي عبقرية القيادة..
وما خطاب أريحا يوم 03 مارس 1965 في فلسطين إلا تأكيد على احترام الشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان وكرامة الشعوب وحقها في تقرير المصير مما يجعل العالم اليوم يحترم مواقف تونس ويقدرها ويؤيدها.
وما وصلت إليه بلادنا اليوم من تقدم وازدهار ومناعة واستقرار ورقي وسمعة في العالم اجمع وإشعاع دولي ومصداقية يعود أساسا وقبل كل شيء إلى المنعرج التاريخي الحاسم الذي حصل يوم 02 مارس 1934 أي إلى مؤتمر قصر هلال.
وفاء لروح الزعيم المجاهد الأكبر
في صبيحة يوم الخميس 6 افريل 2006 انتقل وفد من أعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إلى مدينة المنستير لتلاوة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة في ذكرى وفاته السادسة.. وفي روضة آل بورقيبة التقى الوفد المتركب من السادة: محمد العروسي الهاني، عبد الحميد العلاني، عمر بن حامد، وجعفر لكحل، بآل بورقيبة و الأصدقاء الأوفياء المخلصين في طليعتهم السيد الحبيب بورقيبة الابن و السيدة حرمه ونجله المهدي بورقيبة رفقة السادة احمد قلالة، محمد بن نصر، محمد السخيري عبد الله بشير، صالح البحوري، محمود مزالي و الحبيب الورداني وعدد من المناضلين.
وبعد تبادل التحية وأطراف الحديث حول حياة الزعيم الراحل تحول الوفد إلى ضريح الزعيم لتلاوة فاتحة الكتاب على روحه بعد الاستماع إلى تلاوة الشيخ المقرئ والدعاء.. ثم تقدم السيد محمد بن نصر الوالي السابق بالمنستير وشرع في الدعاء كعادته ترحما على روح الزعيم في مثل هذه المناسبة.. وبعد ذلك انتقل الحاضرون إلى المتحف التاريخي الخاص بصور وذكريات الزعيم وملابسه المتواضعة و أدوات العمل التي كان يستعملها المجاهد الأكبر في الكفاح التحريري.. وفي هذا المكان وقف الجميع لحظة مؤثرة للغاية واستعرضوا بخيال واسع وبقلوب خاشعة وبفكر متدبر متأمل متعجب متأثر بعظمة هذا الرمز الخالد و العملاق التاريخي المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة..
و في إحدى الصور المؤثرة صورة نجل الحبيب بورقيبة الابن معز الذي ولد يوم 14 مارس 1956 قبل وثيقة الاستقلال ب6 أيام وقد لاحظنا في الصورة المجاهد الأكبر يقبل حفيده ابن الأسبوع بحضور والديه وجدته مفيدة وبحضور المناضل حسن بن عبد العزيز في هذه اللحظة المؤثرة تذكرت شخصيا ذكريات وطنية وشريطا طويلا لمدة 50 سنة وقلت في نفسي: من هو الإنسان الذي يحكم على نفسه طيلة 22 سنة ونصف أن يكون محروما من لذة الحياة وزينتها قال تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا “ صدق الله العظيم، هذا الرمز طيلة 22 سنة لم يذق طعم الحياة وراحة البال ومتعة الدنيا وترك الأهل و الزوجة و الابن الوحيد و حتى الأحفاد و الأصدقاء من اجل الوطن الغالي والشعب الوفي..
و بعد استعراض شريط الصور غادرنا الروضة في تأثر بالغ وشديد وفي ساحة التربة ذكر المناضل احمد قلالة أن هذه الأرض التي بنيت عليها روضة آل بورقيبة اشتراها الزعيم من ماله الخاص..
وهناك فتح أمامنا طريق الكلام لنتحدث عن مناقب و خصال ومآثر وبصمات الرمز العملاق الزعيم الحبيب بورقيبة.. واخذ كل واحد منا يعدد خصاله وذكر بعضهم ما اطلع عليه في موقع الإنترنت تونس نيوز وقال انه شيء جميل يستحق التشجيع رحم الله الزعيم الخالد واسكنه فراديس جنانه.
1 – عند الدخول إلى التربة وجدنا عددا من الأجانب جاؤوا لزيارة الضريح وقاموا تلقائيا بتصويرنا في غياب مصور تونسي و الأجانب أكثر من التونسيين..
2 وجدنا عددا قليلا من الوطنيّين في البهو مثل الأخ محمد حفصة الوالي السابق وعضو مجلس المناضلين حاليا..
3 لاحظنا عند دخول الروضة مسؤولا محليا متقاعدا وبعد التحية غادر الروضة قبل حلول السيد الحبيب بورقيبة الابن .. قلت في نفسي رحم الله من قال ” الدنيا مع الواقف ” وهذا يذكرني بوفاة المرحوم الصادق بوصفارة رحمه الله الذي تحمل رئاسة البلدية بحمام الأنف من 1957 إلى 1987 .. و عند وفاته هناك من يراقب المعزين وكم عددهم وبدون تعليق.. كما تذكرت مسؤولا محليا بحمام الأنف يوم 6 نوفمبر 1987 كان ينادي الدكتور بوصفارة بالأب الروحي ويوم 8 نوفمبر1987 عيد الشجرة قال لبوصفارة لا أعرفك من اليوم وبدون تعليق..
قال تعالى “انك ميت وإنهم ميتون ثم إنّكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ” صدق الله العظيم.
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة – تونس
الإسلاميون العرب… بين تشجيعهم على الديمقراطية ودفعهم إلى التطرف
(المصدر: صحيفة “السياسة” الكويتية الصادرة يوم 9 أفريل 2006)
في إشكاليـة… الإســلام والديموقراطيــة
المحنة بحقوق الإنسـان فـي عصـر الإرهـاب (2 من 2)
الإسلام السياسي بين البراغماتية والأيديولوجية
علي بدوان (*)
لم تكن حركات وأحزاب الاسلام السياسي في المنطقة العربية على درجة من النضج وحسن التجربة لتدير تحالفات متوازنة في البلدان التي أتيح لها فيها المشاركة في الانتخابات البرلمانية، اللهم سوى الحالة السورية في سنوات الاستقلال الأولى عندما أستطاع المراقب العام آنذاك الشيخ مصطفى السباعي أن يخطو خطوات معقولة في تكريس منطق التحالف الانتخابي مع أطياف أيديولوجية مختلفة في الشارع السوري، متجاوزاً حالة «التزمّت الأيديولوجي» لصالح «التعايش» والبراغماتية السياسية وتوسيع الفضاء السياسي أمام حركة الاسلام السياسي، إلا أن التجربة لم تلبث أن لفظت أنفاسها بعد رحيل الشيخ السباعي، وبعد قيام الوحدة وحصول القطيعة بين النظام الناصري والحركة الاخوانية.
وفي الظرف الراهن، للمرة الأولى في التاريخ العربي المعاصر، يجلس ممثلو الجناح الاسلامي السياسي في الموقع القيادي تحت قبة البرلمان باعتبارهم الكتلة الأولى من حيث العضوية، بعدما فازت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتصدرت الموقع القيادي الفلسطيني في الداخل بعد سنوات طويلة من القيادة المباشرة لقوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحديداً حركة فتح.
فالصعود الديموقراطي للجناح السياسي الاسلامي في فلسطين، وارتقاء حماس الى الموقع القيادي المتنفذ، وضع حركة الاسلام السياسي العربية أمام اختبار «النجاح من عدمه» وهو بالطبع اختبار قاس، في ظل تجارب عديدة لقوى ومشارب أيديولوجية عربية مختلفة تم وأدها في مهدها، ولم تستطع أن تنطلق قاطرتها نحو اشتقاق تجربة جديدة ومغايرة للواقع القائم.
وبكل وضوح وشفافية، فإن تيار الاسلام السياسي في فلسطين على محك القيادة المسؤولة للمرة الاولى بعد مشوار طويل قطعته الحركة الاسلامية في فلسطين والبلدان العربية وهي جالسة على مقاعد المعارضة من دون أن تحترق أصابعها بنيران السلطة باستحقاقاتها ومثالبها في عالم يموج بالمتغيرات. وانطلاقاً من هذا المعطى، فإن حركة حماس مطالبة بضرورة أخذ الوقائع في الاعتبار، والا فإن مصير حركة العمل السياسي الفلسطيني، بما فيها حركة الاسلام السياسي ستكون مغلقةً، وستصطدم بالجدار الدولي.
الاسلام السياسي في فلسطين أمام تجربة هي الأولى في الحالة العربية بشكل عام، ويتوقف على حركته وامكانية عبوره طريق النجاح النسبي مآلات حركة الاسلام السياسي المعتدل في المنطقة العربية بأسرها لسنوات قادمة، وفي هذا المقام فان المزج النسبي والمزاوجة بين الأيديولوجي والسياسي ضرورة لا غنى عنها أمام امتحان النجاح لحركة حماس في الساحة الفلسطينية.
ان فتح النوافذ أمام الاسلام السياسي في فلسطين، وتحديداً أمام حركة حماس، يتطلب منها الانتقال من موقع البعيد عن الاطار التمثيلي الأوسع للشعب الفلسطيني، والمقصود منظمة التحرير الفلسطينية، لصالح الاندماج تحت مظلتها الائتلافية باعتبارها المرجعية الشاملة لكل الفلسطينيين في الداخل والشتات، والطرف المسؤول عنهم في نهاية المطاف. فالسلطة الوطنية الفلسطينية جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، وتحت قيادتها. وانضواء حركة حماس داخل أطر ومؤسسات منظمة التحرير سيعطيها دفقاً جديداً مؤثراً، يغذي تجربتها في ظل ارتقائها مواقع المسؤولية في السلطة الوطنية الفلسطينية. ويوفر للاسلام السياسي الفلسطيني سبل النجاح في اطار قاعدة «اللعبة الديموقراطية» التي توافق عليها الفلسطينيون.
(*) كاتب فلسطيني – دمشق.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 8 أفريل 2006)