الأحد، 8 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2330 du 08.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


نداء من الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس إلى كافّة العلماء المسلمين أينما كانوا الإسلام اليوم: حملة تونسية ضد انتشار الحجاب في شهر رمضان معا: المفتي العام للقدس محمد حسين يدين الهجمة الشرسة ضد الاسلام إسلام أون لاين: السلطات التونسية تهدد بإعادة اعتقال السيد علي العريض أ ف ب: إيطاليا تسجن ثلاثة تونسيين اتهموا بالإرهاب الموقف: الاتحاد العالمي للقضاة يرسل بعثة تقصي حقائق لتونس الموقف: إلغاء الجلسة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي للشباب الموقف: معاناة المواطنين الصباح: 28% من منازل تقع في الجنوب التونسي تتعرض لقياسات مرتفعة لغاز الرادون المسبب الثاني لمرض سرطان الرئة الحبيب أبو وليد المكني: عندما تتعطل لغة التواصل … عبدالباقي خليفة: حتى لا تصبح العبودية الممنوعة في تونس هي العبودية لله تعالى

د. عمر النمري: مسامرة حول « الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية » الحبيب امباركي: نداء عبدالله النوري: ردا على الأمين العام للحزب الحاكم أبو القعقاع القلعي السناني: رمضان في السجون التونسية علي بن غذاهم: بورقيبة  اكبر عدوّ للدّيمقراطية  والاسلام محمد بوكثير: بيان للرأي العام الوطني: مـن منّا يستحقّ التأهيل ؟ يا ترى؟ تجمعيون وطنيون: رسالة الى السيد وزير التربية والتكوين: مزيدا من العناية « بصبية الوزارة » منذر الشارني: أزمـة المدرسة ستؤدي لانشطار المجتمع الديـار: بن علي يكمل «طريق بورقيبة الاصلاحية» على النمط الاتاتوركي الجريدة: « نواصي وعتب » الفضائية الوطنية الجريدة: كتاب جديد حول ابن خلدون: دروس وعبر لصاحب المبتدأ والخبر كـونا: ارتفاع عدد السياح الوافدين الى تونس لاكثر من خمسة ملايين سائح الصباح: توليد الكهرباء وتحلية المياه بالطاقة النووية ممكن في تونس سويس إنفو : روايات تصف إساءة معاملة حراس معتقل جوانتانامو للسجناء يزيد بوعنان: كيف تنظر أمريكا إلى شمال إفريقيا؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

بون، في 16 رمضان المعظم 1427/ 8. 10. 2006

 

نداء من الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس إلى كافّة العلماء المسلمين أينما كانوا

 

إلى كافّة العلماء المسلمين أينما كانوا

 

إلى أصحاب الفضيلة العلماء والأئمة والدعاة والخطباء وكافة العاملين في حقل الدعوة إلى الله والقائمين على المراكز الإسلامية أينما كانوا

 

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أما بعد

 

فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ونصلّي ونسلّم على نبيّه ومصطفاه

 

ونرجو أن تكونوا جميعا بخير من الله ونعمة.

 

أيها السادة الكرام!

 

لقد عاد الدين الإسلامي غريبا – كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم – في الديار التونسية وأي غربة للإسلام أعظم من أن تدنّس مقدّساته وتنتهك حرماته في بلد إسلامي على يد حكام يدّعون الإسلام؟! ويزعمون أنهم حماة الدين ووصاتهّ وبهذه الدعوى يجفّفون منابع التدين ويعملون على محو كل مظهر إسلامي – وخصوصا لباس النساء الشرعي- لحملهن قهرا على التبرّج والتعري

 

ففي تصريح صحفي لوزير الشؤون الدينية التونسي (أبو بكر الخزوري) أدلى به لصحيفة الصباح التونسية بتاريخ 27 ديسمبر 2005 وصف لباس المرأة المسلمة الشرعي قائلا  » الحجاب دخيل ونسمّيه بالزي الطائفي باعتبار أنه يخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطائفية عندنا، ثم إن تراجع هذه الظاهرة واضح لأن الفكر المستنير الذي نبثّ كفيل باجتثاثه تدريجيا بحول الله.

 

ولكن مع هذا نحن ندعو الى الزي التقليدي الخاص بنا، وخطاب الرئيس بن علي في 25 جويلية الفارط يوضح ذلك، وهل من العيب أن نحترم خصوصياتنا ونعطي الصورة اللائقة بنا؟ فنحن لسنا خرفان بانيورش »..إننا نرفض الحجاب الطائفي ولباس «الهٌركة – القميص الرجالي – البيضاء» واللحية غير العادية التي تنبئ بانتماء معين، فنحن لدينا مقابل ذلك الجبة. كما دعا الحزب الحاكم في تونس إلى التحرك بقوة لمحاصرة ظاهرة الحجاب. وشن الهادي مهني الأمين العام للتجمع الدستوري

الديمقراطي الذي يحكم البلاد منذ خمسين سنة هجوما لاذعا على الحجاب واعتبره تسييسا للإسلام.

 

وقال في محاضرة في مقر الحزب بالعاصمة  » إذا ما قبلنا اليوم الحجاب قد نقبل غدا أن تحرم المرأة من حقها في العمل والتصويت وأن تمنع من الدراسة وأن تكون فقط أداة للتناسل وللقيام بالأعمال المنزلية ». ودعا مهني الدولة والأحزاب والمجتمع المدني والمواطنين إلى ان تتظافر جهودهم لمحاصرة هذه الظاهرة. وقال  » التشريعات في هذا الشأن موجودة ويجب العمل على تطبيقها في المؤسسات العمومية والتربوية والجامعية وفي كل الفضاءات والمواقع العمومية ». وهو يقصد المنشور 108 الذي تمنع بموجبه الحكومة التونسية التونسيات من ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العمومية.

 

ها هي حملة الاجتثاث للباس الشرعي التي بشّر! بها وزير الشؤون الدينية تنفّذ اليوم لا بواسطة الفكر المستنير- كما زعم – ولكن بالعنف والقهر والعدوان والعقاب والحرمان!

 

إذ تشهد الساحة التونسية في هذه الآونة حربا شعواء تشنّها الحكومة التونسية على لباس النساء الشرعي بدعوى تطبيق المنشور 108 الذي يعتبر هذا اللباس  » زيّا طائفيّا منافيا لروح العصر وسنّة التطورالسليم »! وزيّا غير لائق! ومخالفا للمعهود من اللباس التونسي! وحرصا منها على إشاعة التعرّي والتبرج وهتك الستر؛ أصدرت الحكومة التونسة تعليمات بإجراء عمليات تفقّد واسعة في جميع الدوائر

والمؤسّسات الرسمية بدعوى التثبت من المظهر اللائق للأعوان داخل الإدارة.

 

وجرى إحصاء عدد المحجّبات في كل دائرة! ثم اتخذت قرارات صارمة بمنع كلّ محجّبة منتسبة لهذه الدوائر من دخولها بتلك الهيئةّ، كما يشهد بذلك نصّ هذه المذكرة الصادرة عن إحدى التفقديات العامة بإحدى الدوائر الحكومية. (نسخة من المذكرة مرفقة في الاسفل)

 ———————–

تونس في 30 ماي 2006

 

الإدارة العامة

 

إدارة التفقدية العامة

 

 

مذكرة

 

إلى عناية السيد

 

الرئيس المدير العام

 

الموضوع: حول مدى التزام أعوان الصندوق بالزيّ الإداري

 

تبعا لتعليماتكم قمنا بزيارة ميدانية إلى الإدارات المركزية للصندوق لغاية التثبت من المظهر اللائق للأعوان داخل الإدارة وذلك طبقا لما جاء بمنشوري السيد الوزير الأول عدد 56 بتاريخ 1999 وعدد 8 بتاريخ 21 فيفري 1992.

 

وقد أفضت أعمال هذه الزيارات الميدانية إلى ما يلي:

 

– عدم ارتداء بعض الأعوان لربطة العنق.

 

– ارتداء بعض الأعوان لكنزة ( pull) أو لسروال رياضي ( jeans ) في أوقات العمل.

 

كما لاحظنا أن بعض الموظفات ترتدبن أزياء غير معروفة وتختلف تقاليدها الكسائية تمام الاختلاف عن المعهود والملبوس ببلادنا. وتعمل هذه الموظفات بالإدارات

 

التالية:

 

– الإدارة المالية: 6 محجّبات.

 

– إدارة الجرايات وتوابعها : 4 محجبات.

 

– إدارة الانخراط ومتابعة الحياة المهنية: متحجّبة واحدة.

 

– إدارة الشؤون العقارية: متحجبة واحدة.

 

– إدارة الشؤون القانونية والنزاعات: متحجبة واحدة.

 

– الإدارة المركزية للأنظمة المعلوماتية والتنظيم والجودة: متحجبتان.

 

– المركز الجهوي بتونس: 5 محجبات من بينهن 3 تابعات للصندوق الوطني للتأمين عن المرض.

 

أما بقية المراكز الجهوية والمحلية فسيقع تفقدها لاحقا.

 

وتبعا لذلك نقترح عليكم ما يلي:

 

1 – تكليف إدارة التنظيم والجودة بإعداد مذكّرة عمل لتذكير الأعوان بإيلاء مزيد العناية بالمظهر اللائق وأهميته داخل الإدارة.

 

1 – تكليف إدارة الموارد البشرية بالتنبيه:

 

– على الأعوان بضرورة التحّلي بالمظهر اللائق داخل الإدارة (ارتداء ربطة العنق وسروال محترم).

 

– على المحجّبات بعدم ارتداء هذا اللباس وعند الامتناع تحجير دخولهن إلى مقرّات العمل بمثل هذه الأزياء.

 

رئيس التفقدية العامة

سليم الورسيغني

 

وقد كتب الرئيس المدير العام للصندوق بالموافقة على المقترحات بالعبارة

 

التالية:

 

 » الموافقة على المقترحات

رؤساء الهياكل مطالبون بتطبيقها بكلّ حزم.

التفقدية العامة للمتابعة وإعداد تقارير في الغرض ».

——————————————————-

 

كما شنّت الحكومة حملة رهيبة على العفائف من طالبات المدارس والجامعات وحتى المدرّسات! فأوصدت أبواب دور العلم والتعليم في وجوه المدرّسات والطالبات المرتديات للباس الإسلامي في القطر التونسي كلّه؛ وحُرمن من حقهن في التعليم والتعلم إلا بشرط التعري والتبرج! وبالتزامن مع الخطاب الرسمي – كما تقول وكالة قدس براس – اشتدت الحملة الأمنية في المعاهد والكليات والمصانع والمساجد على المحجبات. وقامت قوات الأمن مع بداية شهر رمضان بجمع الأقمشة التي تستعمل في لباس الحجاب من الأسواق الشعبية. كما منعت الكليات والمعاهد الفتيات المحجّبات من دخول قاعات الدراسة ممّا اضطرّ بعضهن إلى الانقطاع. وقال شهود عيان (لقدس برس) أن قوات الأمن أصبحت تعترض المحجبات في الأسواق والساحات العامة لإجبارهن على إمضاء إلتزامات بنزع الحجاب.

 

واعتقلت قوات الأمن الأسبوع الماضي عددا من المحجبات من أمام مسجد السلام بالعمران الأعلى أحد ضواحي العاصمة إثر صلاة التراويح لساعات، وطلبت منهن الإمضاء على إلتزام بعدم ارتداء الحجاب مستقبلا.

 

وفي تصريحات لـ (قدس برس) قالت فتيات من سوسة وتونس وصفاقس أنهن أُجبرن على نزع غطاء الرأس حتى يتمكن من متابعة الدروس. وقالت منى (24 سنة) طالبة بكلية الحقوق بسوسة: أنها اضطرت للتخلي عن الحجاب لمتابعة دراستها. ولكن فاطمة (26 سنة) التي تدرس بكلية الآداب بصفاقس انقطعت عن الذهاب لكليتها بعد اشتداد الحملة. وتقول  » لا يمكنني التخلي عن قناعاتي ولن انزع الحجاب فهو فرض « . ثم تساءلت « هل هؤلاء الموظفين يفهمون القرآن والسنة أكثر من فقهاء الأمّة؟ »

 

هكذا أشعلت الحكومة التونسية بكافة دوائرها نار فتنة على عفائف تونس وصلت لحدّ المطاردة والملاحقة والتعنيف وهتك الستر! في الطريق العام! ووصم اللباس الشرعي بكونه أداة جريمة! يتوجّب على أعوان البوليس نزعه عن رأس المرأة او الفتاة المتلبسة به بالقوّة وحجزه عنها وتحرير محضر حجز فيه! مع إلزام المرأة بإمضاء التزام بعدم العود إلى ارتكاب جريمة ارتداء اللباس الطائفي! وهو وضع شاذ وغريب لا عهد للبشرية به!

 

اعتبارا لكلّ هذا فإن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس تستنكر تصرّفات الحكومة التونسية هذه، وتعتبرها عدوانا سافرا على الحرمات. وحربا على الله ودينه، وانتهاكا للحرمة الجسدية، والكرامة البشرية للإنسان؛ فضلا عن كون ذلك تعديًا على الحريات الدستورية والحقوق الطبيعية.

 

واعتبارا لما تأنسه الهيئة فيكم – أيها السادة العلماء والدعاة – من غيرة صادقة على حدود الله وحرماته فإننا نتوجه إليكم بهذا النداء:

 

– رجاء أن تقفوا مع عفائف تونس ومؤازرتهن والدعاء لهن بالثبات في محنتهن.

 

– إرسال خطاب منكم إلى حاكم تونس تبيّنون فيه الحكم الشرعي في لباس المرأة.

 

– اعتبار الحملة – بل الحرب – على اللباس الشرعي حربا على الشرع الإسلامي.

 

– تحذير حاكم تونس وتحميله مسؤولية ما قد ينجرّ عن هذه الفتنة من عواقب وخيمة!

 

– العمل على إصدار فتوى شرعية جماعية تبيّن حكم كلّ من يستكره امرأة مسلمة على هتك سترها! وتعميم نشر هذه الفتوى في جميع وسائل الإعلام وإرسال نظائر منها إلى حاكم تونس وبطانته كوزير الشؤون الدينية ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس مجلس النواب ووزير العدل ونحوهم.

 

– السعي في إطلاع الغيورين على حرمات الدّين من أهل النفوذ والسلطة في بلادكم على هذه المحنة ودعوتهم – في حدود الإمكان – إلى التدخّل لإطفاء نار هذه الفتنة، نصرة لعفائف تونس المضطهدات. فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله  » من حمى مؤمنا من منافق يعيبه، بعث الله إليه ملَكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنّم.. » .  » ..وما من امرئ ينصر مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره في موطن يحبّ فيه نصرته « .

 

نضّر الله وجوهكم وبارك جهودكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس

محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

الرابط:

http://www.alhiwar.net/sms.php?id=37947&db=l-s&srv=com&div=main

 


حملة تونسية ضد انتشار الحجاب في شهر رمضان

على غرار القانون الفرنسي المثير للجدل بشأن منع ارتداء الحجاب داخل المدارس الحكومية .. جدّد الحزب الحاكم في تونس على لسان أمينه العام الهادي مهني رفضه القاطع لارتداء الحجاب داخل المدارس والمعاهد والجامعات . واستغرب مهني في كلمة افتتح بها أمسية رمضانية حول « الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية » ما زعم أنه بعض الظواهر الغريبة عن دين وأصالة وهوية وتقاليد التونسيين وأنماط عيشهم ، وذلك في إٍشارة إٍلى الحجاب . وقال « إٍذا قبلنا اليوم الحجاب قد نقبل غدا أن تحرم المرأة من حقّها في العمل والتصويت وأن تمنع من الدراسة » . وواصل الهادي مزاعمه بقوله إن الحجاب هي ظاهرة من الظواهر التي « لا علاقة لها بالإسلام الحق الذي دعا إٍلى الاجتهاد والسعي وراء العلم والحداثة ، والسمو بالإنسان إلى أعلى درجات الفكر المتحضر والمستنير » . ودعا بالمقابل إلى التّحرك من أجل ما سماه « التّصدي لمثل هذه الظواهر دفاعًا عن الدين الإسلامي , وعن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة , ووفاء لتقاليد البلاد وأصالتها وهويتها » ، معتبرًا أن الواجب يقتضي من الجميع « دولة وأحزابًا ومجتمعًا مدنيًا ومواطنين أن تتضافر الجهود للدفاع عن الخيارات المرجعية التي ميّزت تونس على امتداد تاريخها » . ويأتي هذا الموقف الواضح في رفض الحجاب ، في الوقت الذي انتقدت فيه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إقدام السلطات التونسية على منع الطالبات من متابعة دروسهن إلا بعد خلعهن الحجاب .. وبالمقابل لم تتردّد الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (جمعية غير حكومية) في التّعبير عن قلقها العميق لما وصفته بتنامي ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس ، وأكّدت رفضها القاطع للحجاب. (المصدر: موقع « الإسلام اليوم » (يشرف عليه الشيخ السعودي د. سلمان فهد العودة) بتاريخ 7 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=60340

 


تونس – شؤون دينية

تونس – واس – اكد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي سعي بلاده الدائم الى دعم الصورة المشرقة للاسلام في العالم وحمايته من كل مظاهر التشويه وسوء الفهم وحرصها على ارساء الحوار بين الديانات والحضارات والثقافات . وشدد على تكريم المتفوقين في مسابقة سنوية لحفظ القران الكريم على حرص تونس على توطيد اركان الاسلام واعلاء صرح معالمه واستلهام قيمه الزكية . وتطرق الى اهتمام تونس وتشجيعها للجمعيات القرانية وحرصها على قيامها برسالتها النبيلة في احسن الظروف مشيرا في هذا الصدد الى المسابقة الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره التي تقام سنويا في تونس خلال شهر رمضان المبارك . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 7 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=394666

 

المفتي العام للقدس محمد حسين يدين الهجمة الشرسة ضد الاسلام

              

القدس – معا – ادان الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية –خطيب المسجد الاقصى المبارك، ما وصه بالهجمة الشرسة ضد الاسلام والتي تشن بوتيرة عالية ومتسارعة في العالم.

 

فقد ادان المفتي قيام مجموعة من شبيبة الحزب اليميني المتطرف في الدنمارك بتصوير شاب يجسد صورة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يعتمر عمامة، ويزنر حزامه بمتفجرات وسمي الاحتفال (الجمل محمد له اربع زجاجات بيرة ،كما ادان الشيخ تصريحات زعيم الاغلبية في مجلس العموم البريطاني جاك سترو ضد ارتداء المسلمات النقاب في بريطانيا، منتقدا ادانة الحزب الحاكم في تونس(بلد عربي واسلامي !؟) لظاهرة ازدياد المحجبات في تونس.

 

واعتبر الشيخ ان مثل هذه التصرفات والتصريحات هي اعمال مشينة وغير اخلاقية وجريمة كبرى وتطاول على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وانه يمثل الوجه الحقيقي لاعداء الدين الاسلامي، وياتي في اطار الحملة المسعورة ضد الاسلام والمسلمين، كما انه يعمل على اثارة الفتنة والكراهية والتعصب بين الاديان السماوية وان قيام هؤلاء بهذه الافعال والتصريحات يعتبر من المحرمات بل وانه تجاوز لهذه المحرمات، موضحا ان الدين الاسلامي لم يسئ لاي من الديانات والرسل، بل على العكس فانه يحترمهم.

 

وطالب المفتي جميع الدول والحكومات التي تتم هذه الاعمال فيها بادانة هذه التصريحات واستنكارها والعمل على عدم تكرارها مع التحقيق الفوري والعاجل مع هؤلاء الاشخاص لاتخاذ الاجراءات المناسبة بحق من قام بهذه الافعال المشينة والاعتذار لمليار ونصف مليار مسلم عن هذه الافعال والتصريحات المشينة، كما طالب العالم العربي والاسلامي بضرورة التحرك لمنع استمرار مثل هذه التصرفات مذكرا سماحته بالصور المشينة التي نشرت العام الماضي في الصحف الاوروبية عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما تبعها من تصريحات والتي كان اخرها من بابا الفاتيكان ضد الاسلام.

 

وناشد المفتي الزعماء العرب والمسلمين القيام بواجبهم والدفاع عن دينهم، مطالبا منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي وجميع المنظمات ذات الاهتمام بالقيام بواجبها لنشر صورة صحيحة عن الاسلام والمسلمين في العالم.

 

(المصدر: وكالة « مـعـا » الإخبارية بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.maannews.net/ar/index.php?opr=ShowDetails&ID=42873

 

السلطات التونسية تهدد بإعادة اعتقال السيد علي العريض

تونس ـ عقبة الحميدي ـ إسلام أون لاين.نت

 

احتجزت السلطات الأمنية التونسية المهندس علي العريض القيادي البارز في حركة « النهضة » الإسلامية لعدة ساعات وهددت بإعادة اعتقاله مرة أخرى في حال إجرائه أي اتصالات أو إدلائه بأية تصريحات حول الأوضاع التونسية.

 

وفي تصريح لإسلام أون لاين.نت السبت قال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة « النهضة » كبرى حركات المعارضة التونسية: « جلب الأخ على العريض القيادي والناطق السابق لحركة النهضة الجمعة إلى وزارة الداخلية التونسية وتم التحقيق معه ومساءلته أكثر من 5 ساعات وتحذيره كتابيا من أي اتصالات أو تصريحات حول الأوضاع العامة والخاصة، كما جرى تهديده بإعادته للسجن لقضاء بقية المدة المحكوم بها عليه« .

 

وعبر المعارض الإسلامي عن استنكاره لما يتعرض له العريض قائلا: « ندين بشدة تعرض الأخ على العريض للملاحقات الأمنية والتهديد بالإعادة إلى السجن ونعتبر هذه الممارسة إمعانا من السلطة في الانغلاق والاستفزاز للمجتمع وقواه الوطنية والإسلامية« .

 

وأضاف: « ما حدث يؤكد مرة أخرى أن السلطة وأجهزتها تعمل على تعميق أزمة البلاد والتهرب من استحقاقات الإصلاح الضرورية والعاجلة« .

 

وقال إنه « في الوقت الذي ينتظر منها الإفراج عن كل المساجين السياسيين وعددهم يزيد عن المائة وأربعين تتمادى في التضييق على المسرحين وتهدد بإعادتهم إلى الاعتقال التعسفي« .

 

يذكر أن هذه المرة هي السابعة التي يتعرض فيها المهندس علي العريض لهذا تحقيق منذ خروجه من السجن بالإضافة لفرض إقامة إدارية عليه تمنعه من مغادرة مكان إقامته بالعاصمة التونسية إلا بإذن خاص من الجهات الأمنية.

 

وكان المهندس علي العريض أطق سراحه منذ أقل من سنة ونصف في إطار إفراج مشروط بعد أن قضى أكثر من 14 سنة من مدة حكمه التي لم تنته، كان منها 13 سنة في عزلة انفرادية كاملة.

 

السجناء السياسيون

 

ولم تستبعد أوساط سياسية أن يكون اعتقال العريض جاء على خلفية تحقيق تليفزيوني أعدته اللجنة التونسية للدفاع عن المساجين السياسيين عرض على قناة « الحوار » الفضائية يوم الأربعاء الماضي والتي تبث برامجها من العاصمة البريطانية لندن، عن واقع السجناء السياسيين الإسلاميين بتونس الذين مضى على اعتقال بعضهم أكثر من 15 عاما.

 

وكانت محاكم عسكرية ومدنية تونسية قد أدانت في العقدين الأخيرين مئات من النشطاء السياسيين والقياديين والكوادر في حركة النهضة، وقضت بحبسهم فترات طويلة وصلت إلى السجن مدى الحياة.

 

وبعدما أمضى غالبيتهم فترات محكومياتهم أفرجت السلطات يوم 25-2-2006 بموجب عفو رئاسي عن أكثر من 1600 سجين، بينهم 47 إسلاميا ينتمون لحركة النهضة، ومجموعة « شباب جرجيس » (مدينة بجنوب تونس)، لم يتبق في السجون سوى نحو 400 سجين رأي، وفقا لتقارير أعدتها منظمات دولية ومحلية متخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان.

 

وتتهم المعارضة التونسية النظام الحاكم بأن سجونه تحوي ما يزيد عن 500 سجين سياسي أغلبهم من حركة النهضة، وهو ما ينفيه باستمرار نظام الرئيس زين العابدين بن علي.

 

وينكر النظام الحاكم بتونس وجود معارضين سياسيين داخل السجون؛ لذا دائما ما يأتي الإفراج عن العشرات من سجناء حركة النهضة ضمن سجناء الحق العام.

 

ويتعرض نظام الرئيس التونسي لانتقادات منتظمة من جانب منظمات دولية ومنظمات تونسية غير حكومية وأخرى معارضة على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقييده لأنشطة المعارضة ولحرية الصحافة، كما تؤكد هذه المنظمات.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-10/08/01.shtml


 

البوليس السياسي يحقق من جديد مع القيادي النهضوي على لعريض

اعتقل البوليس السياسي القيادى النهضوي السيد على لعريض أمس الجمعة على الساعة الثامنة صباحا من منزله ليتم نقله إلى وزارة الداخلية  أين وقع التحقيق معه على مدى 5 ساعات متواصلة. يتعرض السيد لعريض ومندذ إطلاق سراحه في نوفمبر 2004، بعد أن أمضى أكثر من 14 ستة سجنا منها 10 سنوات في عزلة انفرادية،  إلى العديد  من المضايقات والاستنطاقات على خلفية انخراطه في هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي تضم العديد من الأحزاب السياسية المعارضة والجمعيات المستقلة. وفي كل مرة يستنطق فيها السيد لعريض من قبل البوليس السياسي إلا ويتم تهديده في النهاية بإعادته للسجن إذا واصل إتصالاته مع جيهات « مشبوهة » والتي يقصد بها أطراف المعارضة وعلى رأسها هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، إلا أن السيد لعريض وفي كل مرة يشدد على تمسكه بحقه الذي يكفله له الدستور في العمل في إيطار ما تسمح به قوانين البلاد.

 
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

إيطاليا تسجن ثلاثة تونسيين اتهموا بالإرهاب

 

ميلانو – أ ف ب أصدرت محكمة الجنايات في مدينة ميلانو الإيطالية حكما بالسجن على ثلاثة مواطنين تونسيين أدينوا بالانتساب إلى منظمة إجرامية بهدف تنفيذ عمل إرهابي.

 

وحكم على سمير ساسي، وبن عبد الحكيم شريف، ومحمد مناع، أمس السبت، بالسجن ست سنوات للأول والثاني وخمس سنوات وأربعة أشهر للثالث.

 

كما صدر حكم بالسجن سنتين وأربعة أشهر على رابع يدعى محمد القيسي مغربي الجنسية بالسجن؛ لتهريبه أوراق مزورة في إطار هذه القضية.

 

والتونسيون الثلاثة متهمون أيضا بتشكيل مجموعة على علاقة بتنظيم دولي معروف باسم « أنصار الإسلام« .

 

وبحسب قرار الاتهام فإن المنظمة خططت لتنفيذ اعتداء ضد مترو الأنفاق في ميلانو وكاتدرائية في لومبارديا شمال إيطاليا.

 

(المصدر: موقع إذاعة هولاندا الدولية بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

الرابط:

http://arabic.rnw.nl/data/2006/news/810200622.htm

 


الاتحاد العالمي للقضاة يرسل بعثة تقصي حقائق لتونس

منعت سلطات مطار تونس قرطاج مساء الاربعاء 27 سبتمبر المنقضي القاضية وسيلة الكعبي من السفر للمجر لحضور المؤتمر العالمي للقضاة باعتبارها عضوة المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين. وتذرعت مصالح المطار بعدم وجود ترخيص من وزارة العدل في حين ان منشور الوزارة الأولى يحملها كموظفة في الوظيفة العمومية على اعلام إدارتها فقط، فهي ليست بصدد مغادرة العمل إذ كانت في عطلة سنوية مؤشر عليها بالموافقة. وكانت السيدة وسيلة الكعبي قامت باجراءات الاعلام بطريقتين الاولى عن طريق التسلسل الإداري مع عدد التضمين والثانية عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع ختم القبول. كما رفضت وزارة العدل كذلك الاستجابة إلى مطالب استرخاص لنفس الغرض للقاضي احمد الرحموني رئيس الجمعية والسيدات كلثوم كنو وروضة القرافي عضوات المكتب التنفيذي. ولكنها مكنت في الوقت نفسه أربع قضاة من  » المكتب » الموالي من التراخيص ومن جوازات سفر  » حمراء » ومن تغطية مصاريف السفر. كما تلكأت مصالح الحدود والأجانب بوزارة الداخلية في تجديد جوازات سفر القاضيتين كلثوم كنو وروضة القرافي والتي مضى على تقديمها أكثر من شهر. هذا شاهد جديد على سياسة الكيل بمكيالين ودليل آخر على التدخل في شؤون الجمعية لتغليب فريق منصب على فريق شرعي. إن النيل من حرية السفر تعطيل لحق كفله الدستور التونسي في فصله العاشر وهو استهداف لممثلي سلطة دستورية كان من المفروض ان تمنح لهم الحرية كاملة في التنقل. لقد قوبل هذا الإجراء باستياء كبير من كل قضاة العالم الذين حضروا المؤتمر. كما اتصل رئيس الاتحاد العالمي للقضاة بالسيدة وسيلة الكعبي للتعبير لها عن المساندة والدعم. وقرر المؤتمر إرسال السيدة فاتوماتا دياتيكي رئيسة المجموعة الافريقية للاتحاد إلى تونس لتقصي الحقائق حول وضع جمعية القضاة. من جهة اخرى تمكن الاستاذ محمد جمور المكلف من قبل الهيأة الوطنية للمحامين بمهمة لصالح الجميعة من الترافع امام مجلس المجموعة الافريقية للاتحاد مدة خمس وأربعين دقيقة قدم أثناءها مذكرة ووثائق المكتب التنفيذي الشرعي للجمعية كما تحادث مع السيد سيدناي بنتي رئيس الاتحاد العالمي للقضاة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)  

إلغاء الجلسة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي للشباب

بن عروس -الموقف كان من المقرر أن تنعقد يوم الأحد غرة أكتوبر 2006 الجلسة العامة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي للشباب بمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس لكن القيادة النقابية المركزية تدخلت في آخر لحظة لإلغاء الجلسة . وكان عضوان من المكتب التنفيذي للإتحاد العام تعهدا بتمكين المشاركين من عقد الجلسة التأسيسية تحت لواء الإتحاد .في مقر الإتحاد الجهوي، إلا أن ضغوطا حكومية قوية على ما يبدو حالت دون عقدها .وأدى هذا الإجراء التعسفي إلى إحباط شديد بين المشاركين واستياء من التدخل السافر للسلطة في أعمال تخص الجمعيات الأهلية ، وتذكر بمنع رابطة حقوق الإنسان من استخدام نزل أميلكار في نشاط رابطي بحت والحيلولة دون فتح الاتحادات الجهوية أمام فروع الرابطة للقيام بنشاطاتها عندما أوصدت السلطة في وجهها المجال لاستغلال مقرات الفروع في نشاطها العادي وضربت عليها(وما تزال )طوقا أمنيا. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)  


معاناة المواطنين
علي الدجبي – باجة إنني واحد من مئات إن لم أقل من آلاف الطلبة المتخرجين الذين يعيشون على إيقاع البطالة والذين تركوا جهاتهم ومكثوا في العاصمة بحثا عن لقمة العيش أود أن أساهم معكم برأيي المتواضع ولفت نظركم إلى معاناتنا وأملي كبير أن تكون صحيفتكم أكثر إنفتاحا على واقع العائلات التونسية وأن تتجه إلى عمق البلاد التونسية لتتطلع على الواقع المرير للتونسيين وتخصيص صفحة لما يعانيه التونسي من ضيم ومشاكل ما أنزل الله بها من سلطان ولا حول و لا قوّة له : –  العودة المدرسية والجامعية وما يخصص لها من دعاية مغلوطة وكلام منمقا والتشدق بالإيجابيات . –  القدرة الشرائية للمواطن التي إهترأت بسبب غلاء الأسعار وزيادات في الأجور لاتسمن و لاتغني من جوع . –  مئات العاطلين وأرباب أسر على حافة الجوع والقهر بسبب الطرد و إغلاق المصانع . –  مئات الناس ينتظرون لساعات أمام مقرات لجان التنسيق حيث يحتكر الحزب الحاكم توزيع المساعدات الرئاسية ويتولى الأمين العام للتجمع إعطاء إشارة توزيعها وانفراد الجامعات والشعب التابعة للحزب بتسجيل أسماء المنتفعين وما ينجر على ذلك من إقصاء ومحاباة والأقربون أولى بالمعروف . –  لا نعرف شيئا عن الارتفاع المشط في أسعار المحروقات في حين توجد في تونس عشرات الشركات التونسية والأجنبية للتنقيب واستخراج النفط ومشتقاته . –  كثرة الحفر والنتوءات وأكداس الفضلات في شوارعنا. –  معاناة رجال التعليم وخاصة المتزوجين على الورق فقط ولا يتقابلون إلا في العطل بسبب بعدهم عن بعضهم البعض وتحية إلى المعلمين الذين يدرسون في مناطق نائية تفتقر لأبسط ضرورات الحياة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


 

تدشين مقر

في اجواء احتفالية دشنت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي مقرها في سهرة يوم السبت 07 اكتوبر2006  بحضرالامين العام للحزب الاستاذ احمد نجيب الشابي و اعضاء من المكتب السياسي والجامعات و كذلك جمع من قيادات و مناضلي الاحزاب السياسية و الجمعيات و شخصيات مستقلة من بنزرت و خارجها.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 8 أكتوبر 2006)


 

حسب دراسة علمية حديثـة لقيـاس مستــوى تمركـز غـاز الـرادون في المنازل التونسية:

28% من منازل تقع في الجنوب التونسي تتعرض لقياسات مرتفعة لغاز الرادون المسبب الثاني لمرض سرطان الرئة

 

تونس – الصباح

 

خلصت دراسة علمية أنجزها خبراء تونسيون تعلقت بقياس مستوى تعرض الناس في المنازل التونسية إلى إشعاع غاز الرادون المسبب الثاني بعد السجائر في الإصابة بمرض سرطان الرئة، أن28 % من المنازل التي شملتها الدراسة يزيد تركيز غاز الرادون فيها عن 70بك/م3 (البك هي وحدة قياس التعرض الإشعاعي) وهي تمثل35 % من الحد المسموح به البالغ 200 بك/م3.

 

وشملت الدراسة -التي صدرت بعض نتائجها خلال الفترة القليلة الماضية- عينة مكونة من 61 منزلا بمدينة صفاقس والمعتمديات التابعة لها على غرار الصخيرة والمحرس، و61 منزلا بمدينة قابس والمعتمديات التابعة لها، و63 منزلا بمدينة قفصة والمعتمديات التابعة لها على غرار الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي. وقد أكدت نتائجها على أن أكثر القياسات ارتفاعا تقع في منطقة المتلوي وبلغت 339 بك/م3 ومنطقة أم العرائس بـ309 بك/م3، ويفسر ارتفاع قياسات إشعاع الرادون في هذه المناطق لقرب المنازل فيها من مناجم الفسفاط.

 

وحسب ما جاء في نتائج الدراسة التي انطلقت في إنجازها مصلحة الأمان النووي بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية في إطار مشروع وطني انطلق منذ سنة 2003 ويستمر خلال سنة2006 ، فقد تم اختيار هذه المناطق كعينة للدراسة لما تعرف به هذه الجهات من مناجم فسفاط.

 

وذلك بعد القيام بدراسة استطلاعية مبدئية شملت العديد من المناطق التونسية تبين منها وجود تراكيز هامة من غاز الرادون ببعض مناطق الجنوب التونسي.

 

ولقياس مستوى إشعاع الغاز تم تعريض الكواشف للغاز المحتمل لمدة 4  أشهر وتركيزها في غرف النوم وغرف المعيشة، وتم الاعتماد على استمارة استبيان تضمنت عدة نقاط على غرار نوعية مواد البناء وطريقة العيش ونوعية التربة.

 

يذكر أن غاز الرادون ينبعث مــــــن التربة ومواد البناء والغاز الطبيعي والمياه الجارية، ويعتمد ارتفاع مستوى الرادون في المنازل بشكل أساسي على عمليــة التهوئـــة.

 

ويعتبر تحديد تركيز الرادون في المنازل عملية هامة بسبب خطورته على صحة الإنسان.

 

يذكر أيضا أن الهدف من هذا المشروع الذي يعتبر مشروعا عربيا مشتركا، الحفاظ على نظافة البيئة لرفع مستوى الصحة العامة في المنطقة العربية وتحديد غاز الرادون وكيفية معالجته، وتحديد مستوى التدخلات والإجراءات التصحيحية، وطرق القياس الدقيقة لمستوى هذا الغاز بالمنازل.

 

رفيق بن عبد الله

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 8 أكتوبر 2006)

 


 

عندما تتعطل لغة التواصل …

الحبيب أبو وليد المكني-الوسط التونسية:

يعتقد البعض أن خطاب المعارضة يقتصر على إبراز مواطن الضعف و الفشل و التأكيد على المفاسد و المظالم أما المنجزات والمكتسبات والنجاحات فهناك جحافل من الإعلاميين و المداحين من أهل الولاء الذين سيكفلون مهمة الترويج لها. ويتصور آخرون وهم أكثر تجذرا  وراديكالية أن المعارضة عليها أن تجتهد لتحويل انتصارات الخصم إلى هزائم و يقتصر حديثها عن الأزمات الاقتصادية والبؤس الاجتماعي والاختناق السياسي و يغفلون عن أن ذلك هو سلاح ذو حدين لأنه قد يتحول إلى حجة تستغلها الأنظمة لتشكك في ولائهم للوطن ومن ثمة فرض العزلة عليهم. وقد علمتنا التجارب أن المداحين مرشحون دائما إلى التحول بسرعة إلى معارضين راديكالين وفي المقابل فليس غريبا أن يتحول أهل الوعد و الوعيد إلى أصوات طرب وتمجيد مع أول مناسبة تفتح الطريق لهذا التحول غير المبارك ,وكأن كل فريق قد أخذ نصيبه مما كان عليه ويريد اليوم أن يتجدد و قديما قالوا  » تبديل السروج فيه راحة  » . أما المعتدلون من الجانبين فيصعب أن يتزحزح أحدهم عن موقفه لأن ذلك يحتاج منهم إلى كثير من التدقيق و الدراسة والتمحيص وهم لأجل ذلك أخطر أطراف المعارضة وأقدرها على توحيد الصفوف وبناء الهياكل و المؤسسات بعيدا عن التشنج والتقوقع و الارتجالية . وعلى هذا الأساس نجد أن أنظمة الحكم تستفز معارضتها الجادة حتى تميل إلى التشدد والتطرف أو حتى إلى استعمال العنف والإرهاب حتى يسهل عليها عزلها و بالتوازي اعتماد سياسة الانغلاق وخنق الأصوات و انتهاك جملة الحريات و في النهاية الانفراد بالقرار ، يحدث ذلك في تونس اليوم وحدث في كل عصر ومصر و لسنا في حاجة إلى الإفاضة بسرد الأمثلة لأنها تعبر عن نفسها بوضوح أينما ولينا الوجوه . وعلى هذا الأساس أيضا تجتهد الحركات الجادة في المحافظة على طبيعتها المعتدلة وقد يكلفها ذلك جزءا من مناضليها الذين قد يجربون أسلوب التطرف في الولاء أو التشدد في المعارضة وينتهي بهم الأمر إلى التلاشي كقوى مناضلة … فالاعتدال قد يصبح هدفا في حد ذاته يحتاج للنضال من أجل المحافظة عليه تماما مثل النضال ضد الظلم و الاستبداد لأنه باختصار الوسيلة التي لا بد منها لبلوغ الغاية . و لا بأس أن نضيف في هذا السياق أن الخطأ وارد في كل الأحوال لأن الواقع يبقى أكثر تعقدا من كل الدراسات و التحاليل و التقديرات وبالتالي فمن الضروري أن تقوم طائفة في كل حزب أو جماعة بواجب التعديل و الترجيح ليحافظ الجسم على عافيته وتتواصل فعاليته . المشكل هو أن عمل هذه الطائفة غالبا ما يكون غير مرحب به فيتحول بسرعة إلى موضوع خلاف واختلاف خاصة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية وذلك لأسباب كثيرة يتناولها الباحثون في علوم السياسة و الاجتماع و النفس وغيرها من العلوم الإنسانية . وقد كتب بعضهم عن حق الاختلاف و واجب وحدة الصف وتكرر الحديث عندنا عن احترام الرأي المخالف وحقه في التعبير عن نفسه حتى قلنا فيه أشعارا  كثيرة , بيد أن الحقيقة هي أن ثقافة الاختلاف بما هو تنوع و إثراء لم تترسخ لدينا ليس بإرادة منا ولكن لأنها باهتة في تراثنا الحضاري السياسي ، وبالتالي فحديثنا الكثير عنها هو من قبيل حديث كل منا عما ينقصه كحديث الفقير عن الغنى و المريض عن الصحة و أعوان الفرقة والتمزق عن التوحد و الوحدة وقوى الاستبداد عن الحرية والديمقراطية …و يصبح حديث المفارقة بين الشعارات و الواقع يخصنا جميعا مع تفاوت في الدرجة لعله يتصل فقط باختلاف المواقع قربا و بعدا عن سلطة القرار . جرنا لهذه المقالة ما فعله بعض إخواننا من إعلان الانفصال والقطيعة معنا لأسباب قد تكون جوهرية عندهم ولكنها عندنا لا ترقى إلى ذلك ,لأننا مجموعة من الكتاب أكدنا منذ البداية أن تعاوننا لإنجاح هذا المنبر لا يمنع كلا منا من التعبير عن وجهة نظره بما يراه مناسبا وإن حصلت تجاوزات فيمكن أن يقع التغلب عليها بقدر من التفهم و الصبر و الاحترام ، ولكن يبدو أن جرثومة التفكك و التشرذم و التفتت أقوى من الجميع و أننا لم نتمكن بعد من اكتشاف اللقاح المضاد لها . فعندما تتعطل لغة التواصل عندنا و يفرض علينا الاختيار بين اللونين الأبيض الأسود ، و يصبح الأمر سريعا حديث صدق ومصداقية فتلك أعراض مرضية نسأل الله في شهر رمضان الكريم أن يعافينا منها . 15 رمضان 1427 هجري

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 8 أكتوبر 2006)
 


تهافت الربط بين أوضاع سوسيولوجية متغيرة وأحكام دينية ثابتة

حتى لا تصبح العبودية الممنوعة في تونس هي العبودية لله تعالى.

عبدالباقي خليفة (*) في أقل من أسبوع كانت هناك عدة قضايا سياسية و ايديولوجية مطروحة على الساحة الوطنية ، بعضها يتعلق بالحريات الاساسية للانسان ومنها الحرية الدينية ،وبعضها يتعلق بجملة من المفاهيم أو بالأحرى الشبهات بل الاباطيل التي ساقها البعض حول الدين والتاريخ الوطني ،إضافة للسجال السياسي حول كيفية التعاطي مع الديكتاتورية الحاكمة في تونس .وإذا استثنينا بعض الاطراف التي لا تزال متماسكة فكريا إلى حد ما ،فإن جميع الطروحات ظلت كعادتها أحكاما قضائية صارمة لا تقبل المراجعة أو الاستئناف أو النقاش ،لاسيما تلك الكتابات التي توزع الألقاب الضخمة والشتائم يمنة ويسرة كما يحلو لها ، في الوقت الذي تتهم فيه خصومها بالتكفير والتطرف وكل ألفاظ ، الارهاب الفكري ، الموجود في قاموس الديكتاتوريين ، حتى وإن جلسوا على مجرد ، قلم، أو منبر اعلامي ،أو سياسي ، فضلا عن كرسي الحكم . رأينا من يتحدث عن الحجاب ، ويحاول عبثا الربط بين المنشور العار 108 ، وبين قرار منع الرق في تونس ، رغم البون الشاسع بين الامرين ،إذ أن الحجاب واجب شرعي تلتزم به الحرائر من بنات الأمة . ومن المفارقات أن الايماء ليس عليهن حجاب ، ليتبين الفرق ، فالحجاب في مفهومه الاسلامي عامل تحرر وليس مظهرا من مظاهر الرق ، حتى أنه منعه على الرقيق ، وإذا ما لبست أمة الحجاب فإن ذلك كان دليلا على نيلها حريتها . لا شك أن هذه الحقائق ستصدم الكثيرين ، ولكن هذا هو التاريخ ، ولمن أراد تفاصيل أكثر فليراجع كتاب الحجاب لابن تيمية ، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمهما الله . والرق كان نظاما سيسيولوجيا في مختلف أنحاء العالم عند البعثة المطهرة ، لذلك بدأ مشروع تحرير الرقيق ولم يمنعه الاسلام دفعة واحدة ، وإنما جعل تحرير الرقيق قربة إلى الله تعالى ،وجعله شرطا للتكفير عن الذنوب والخطايا ، وقبل ذلك و بعده يعامل ، المولى ، الاسم الجديد الذي أطلقه الاسلام على الرقيق ، والذي يحفظ كرامتهم ، معاملة الاخ لأخيه ، يطعمه من يأكل و يلبسه مما يلبس إلى أن يمن الله عليه بالعتق ، سواء بعتقه لوجه الله أو عند اختلاط الزواج .ولكن تعالوا ننظر اليوم كيف يعامل الاحرار من قبل الديكتاتوريات ،كيف تعامل الشعوب من قبل حكامها ،كيف يعامل الشعب التونسي ونخبه المتعلمة والمثقفة ، كيف تفرض الوصاية على الناس فيما يأكلون ويشربون ويلبسون بل حتى كيف يفكرون  . وهذا ليس معمولا به في دواليب الديكتاتورية فحسب ، بل حتى في أوساط من بهم رغبة فيها ، أو رهبة منها .

الشعب التونسي رقيق لدى النظام

: الشعب التونسي برمته رقيق في قبضة الديكتاتورية ، فعندما يحرم شخص ما من العيش مع ذويه ، أو يسجن لخلافه مع الديكتاتورية ، أو لانه قال قولا لا يقبله المهراجا ، أو كتب مقالا خالف فيه وجهة النظر الرسمية ، أو أدلى بتصريح لوسائل الاعلام خلاف هوى الحاكم ، هل يحق لنا الزعم بأننا أحرار في وطننا ؟!!

إذا كان الشرطي البسيط يمكنه أن يعربد في الشارع ،و يأخذ الرشوة من الناس عنوة ،ويخشى الناس من مواجهته بشكل مباشر أو أمام القضاء ، هل يصبح القول بأننا شعب حر له مصداقية ؟ . وعندما يمنع شخص من الحصول على جواز سفره ،ويعامل مثل الرقيق بل أشد في مخافر الشرطة ، هل يبق مجال للحديث عن الحرية المناقضة للرق الذي حرمته تونس قبل الولايات المتحدة الاميركية ؟!!! .
وحديث جوازات السفر حديث ذو شجون ، فبعد أن قرر الرئيس بن علي عدم الذهاب إلى أوربا حتى لا يساله الصحافيون عن حرمان آلاف التونسيين من حقهم في جواز السفر ، أصبح هذا الكراس ، كفائض الطعام ، في المجتمع البدائي ، والعهدة على أصحاب ، المادية التاريخية ، فأما الخضوع والرق ، أو الحرمان الأبدي الذي عرفه الاكليروس الكنسي .

استعباد أم تحرر :

وعودة للحجاب الذي هو أمر إلهي يختلف اختلافا جذريا كما بينا عن تحريم الرق ، أصبح الشغل الشاغل لنظام الرئيس بن علي ،وقد لاحظنا أن هناك من يدعو لفتح باب النقاش حول هذا الموضوع ،واستدعاء موظفي وزارة الشئون الدينية لاداء هذا الدور ،لا لتبيان فرضية الحجاب من عدمه ،وإنما لاقناع المحجبات بالتخلي عن الحجاب .

 وإذا عدنا لموضوع الرق الذي تحدث عنه صاحبنا ، وحاولنا فهم كلمة الرق من الناحية اللغوية نجد من جملة مضامينها ، الاستعباد ، وليس هناك استعباد أكبر من اكراه شخص ما على لباس لا يرتضيه ، أو اجباره على خلع لباس يعبر عن قناعاته الشخصية . وبالتالي فإن النظام التونسي هو من يعمل على إعادة الرق إلى تونس باسم الحداثة والتقدمية هذه المرة . لا سيما وأن من يؤمنون بفرضية الحجاب يعتقدون بأنه يحرر المرأة من سطوة الشركات الكبرى وصرعات الموضة وارهاق الاقتصاد الاسري والوطني من خلال التطلع إلى منتوجات الشركات الاجنبية و بذلك يتم استنزاف فائض العملة الصعبة في خزينة الدولة .

الحجاب والثور الاسباني

: إن المؤسسة الدينية وأخص هنا بالتحديد مشايخ تونس أمام مسئولية كبرى أمام الله و الشعب و التاريخ ، فلوا أنهم نطقوا بالحق لما تجرأ الديكتاتوريون في بلدنا على مختلف ( دركاتهم ) على نص شرعي محكم ، وواضح الدلالة . و لما وضعوا على عاتقهم مهمة التحكم في سلوكيات الناس و لباسهم و طرق تفكيرهم ، و ياليتهم توجهوا لحل مشاكل الفقراء ممن لا يجدون لباسا محترما فيوفرونه لهم ، أو لا يجدون طعاما فيقدومونه لهم أو لا يجدون ماءا فيجلبونه لهم و بذلك يبرهنون على أنهم مهتمون برفاهية الناس ، أما و الفقر المدقع ينخر في جسم المجتمع و البطالة تتفاقم و القاذورات يتأفف منها المارة قبل السياح في مدن مثل سوسة و غيرها فإن الحديث عن الحداثة و التقدمية و التطور يعد ضربا من الدجل المركب .

وفي نفس السياق نضع ما تفتقت عنه ذهنية حزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » الذي عاد للحديث عما وصفه ب  » التستر بالدين لخلفيات سياسية « ، رغم أن النساء والفتيات والمحجبات اليوم في تونس أو في غالبيتهن لا علاقة عضوية لهن بأي حزب أو تنظيم سياسي ، وإنما يبدو الحجاب للديكاتوترية في اشكالها المختلفة كقطعة القماش الاحمر بالنسبة للثيران الاسبانية . وللاسف فإن هذا الحديث تم التأكيد عليه في مسامرة رمضانية و تحت عنوان لافت  » الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية  » وكأن الحجاب غريب عن تونس ، بينما مظاهر العري كالميني جيب و اللباس ما فوق الركبة والصدور والاثداء المكشوفة في وسائل اعلام النظام هي الاصالة والهوية الوطنية !!! . و يصدر هذا من الأمين العام للتجمع الهادي مهني الذي زعم بأنه  » إذا  قبلنا اليوم الحجاب قد نقبل غدا أن تحرم المرأة من حقها في العمل والتصويت وأن تمنع من الدراسة وأن تكون فقط أداة للتناسل وللقيام بالأعمال المنزلية « وحذر مهني خلال لقاء حضره وزراء تونسيون بينهم وزير الشؤون الدينية ابو بكر الاخزوري من أن ذلك  » سيعيق تقدمنا فنتراجع إلى الوراء وننال من احدى المقومات الأساسية التي يقوم عليها استقرار المجتمع وتقدم الشعب ومناعة البلاد  » . بل  « ضرورة التحرك من اجل التصدي لمثل هذه الظواهر

دفاعا عن الدين الإسلامي

وعن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة ولتقاليد البلاد وأصالتها وهويتها (…) وعن الخيارات المرجعية التي ميزت تونس وجعلتها منارة مشعة بين الأمم وقطب علم ودين واستقرار وتفتح ». كما شدد على ضرورة « العمل على تطبيق التشريعات في المؤسسات العمومية والتربوية والجامعية وفى كل الفضاءات والمواقع العمومية « . وكما هو واضح فإن التضليل كان الهدف من كلامه ،إذ أن الديكتاتورية حرمت المرأة من العمل و من التصويت بل من دخول المستشفى لا لشئ سوى أنها محجبة . ثم لو كان الحجاب مانعا للمرأة من العمل و الانتخاب ( وكأننا نعيش في واحة من الديمقراطية ) والدراسة لما حصل الذي يحصل في المعاهد والجامعات وأماكن العمل  اليوم ، وهو ما ينسف تخرصاته . وقد قالتها منجية السوايحي  » نحن لا نذهب للناس في بيوتهم ولا ننزع الحجاب من الريفيات  » وهكذا بدا النظام على حقيقيته ، معاديا للحجاب في المؤسسات ، مفضلا ضرب ستار الجهل على مرتدياته. فهو لا يريد أن يرى نماذج ناجحة مع احتفاظها بهويتها ، فذلك يدل على فشله في أداء المهمة التي كلف بها من الخارج . وما قاله مهني نوع من السفسطة والدجل السياسي والعقد المركبة فهو لا ينظر للواقع على الطبيعة أو لنقل الواقع الموضوعي ،و إنما من خلال تصوره الذهني له ، و الاستماع لوساوس الآخرين ، وإلى حد الجنون .

لصالح من يحارب التدين

: نتمنى لو نعود نحن و النظام الحاكم و بعض الذين لا يزال في أذهانهم غبش إلى صوت العقل و إلى مبادئ التعايش مع الاختلاف ، وأن نقيم حوارا وطنيا حول كل القضايا بحثا عن الحقيقة و ليس من أجل الانتصار للراي . وحتى لا تصبح العبودية الممنوعة في تونس ، هي العبودية لله سبحانه و تعالى . ويذكرني هذا بما قاله المفكر الجزائري الدكتور أحمد بن نعمان ، » القضاء على الاسلام هو مقدمة لاحتلال غربي لبلادنا  » و قال في حوار أجري معه مؤخرا على قناة اي ان بي  » لولا الهوية الاسلامية لكانت الجزائر غرناطة فرنسا  » وأشار إلى قول سياسي فرنسي  » إذا لم يتم القضاء على مظاهر التدين فإن فرنسا ستخرج من الجزائر بعد 50 سنة و قد كان  » وقال  » الهوية ثقافة و لب الثقافة الدين  » . فهل يتم تحضيرنا لموجة جديدة من الاحتلال عبر ضرب كل مقومات المقاومة المتمثلة في التدين .

أريد التأكيد هنا بأن الشعب التونسي لا يعيش في 156 ألف كيلومتر مربع ، وإنما في أبعاد و آفاق أوسع من ذلك بكثير ، فنحن في عصر السموات المفتوحة ، لا لدعاء المظلومين المتجه لرب العالمين فحسب ، والله سبحانه منتقم من الجبارين والظالمين ، وإنما أيضا أردت الاشارة إلى أن الشعب التونسي على اتصال بوسائل الاتصال الحديثة ، الفضائيات والانترنت ، فلمن تحرق البخور يا أرنوم .
لذلك لا نشعر بأن النظام استفرد بالشعب بالكامل ،رغم أن السجال غير متكافئ بيننا و بين خصومنا في حدودنا القطرية أو التقليدية . و من المفارقات أن نقبل نحن من نوصف بشتى الاوصاف التي تطلقها علينا الديكتاتوريات المختلفة،السياسية والاعلامية والفكرية ، التعايش مع الافكار المستوردة التي يحملها خصومنا ، كاعتراف العرب باسرائيل فوق أرض فلسطين ، بينما لا يعترف بنا لقطاء الايديولوجيات هذه .
لا أدري ماذا سيكون موقفهم يوم يعاملون بنفس الطريقة التي يعاملوننا بها ؟. قد تكون الارض الفكرية التي يقفون عليها لا تقبل الآخر وهو كذلك ، بينماعرف تاريخنا تعدد المذاهب والافكار وتعايش الاثنيات و الفرق و الطوائف ، وننتمي لمذهب إمام دار الهجرة الذي رفض فرض كتاب الموطأ عندما رغب الخليفة في ذلك ، فإلى أي مذهب ينتمي النظام التونسي ، الامر يجعله يفرض أراءه فرضا على بعض أبناء الشعب ممن ارتأوا لانفسهم سلوكا يتطابق و فهمهم الخاص للاسلام ، ولم يفرضوه على أحد ؟ وأي نوع من التسامح نجده يلوكه صباحا مساءا ؟ ، أما بعض فصائل اليسار الدموي الاستئصالي فنقول له كما تدين تدان و التاريخ لا يرحم . (*) كاتب و صحافي تونسي

مسامرة حول « الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية »

 شعارات جميلة لا يصدقها واقع الحال ولا لسان المقال.

د. عمر النمري

أما الشعارات

فقد أجمع المتسامرون الثلاثة[1] على الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لموضوع الهوية العربية والإسلامية لتونس « الذي ما فتىء يولي كل العناية للدين الاسلامي الحنيف باعتباره مكونا أساسيا للهوية التونسية ويعمل على الارتقاء بقيمه السمحة… وان التجمع الدستوري الديمقراطي يقف دوما في المقدمة للذود عن الهوية الوطنية وحماية خصوصياتها »[2]. كما أشار الأستاذ توفيق بن عمار إلى « ان التأسيس للهوية الوطنية على أرض تونس انطلق مع تعريب أهل البلاد وانتشار الاسلام وارساء المذهب المالكي ثم أتت حركة الاصلاح التي برهنت خلالها الهوية على أنها مؤهلة للأخذ بأساليب الرقي وتلتها حركة التحرير الوطني التي جعلت من الهوية سدا منيعا ضد خطر التجنيس »[3].

 

إلى هنا يعد هذا الكلام جميلا جدا ومتساوقا مع دستور البلاد الذي ينص على أن تونس دولة إسلامية لغتها العربية ودينها الإسلام؛ وهو شعار طالما رفعته الحركة الإسلامية بتونس ودافعت عنه بالغالي والنفيس؛ وغاية ما نطمح إليه أن يجتمع التونسيون سلطة حاكمة ومعارضة وقوى المجتمع المدني على تبني وحماية الهوية العربية والإسلامية لتونس والدفاع عنها بجدية حتى لايتسنى لأي فرد ، كائنا من كان، النيل منها والتعدي على مقدساتها؛ بحيث يكون موضوع الهوية وثوابت الأمة القاسم المشترك الأكبر لكل الأحزاب، وتنحصر المنافسة السياسية في إطار البرامج الخدمية للمجتمع التونسي بعيدا عن أية مزايدات؛ ولكن المعضلة الحقيقية تتمثل في تنزيل هذه الشعارت على الواقع وهو أمر لا يشهد له واقع الحال ولا لسان المقال كما ورد في المسامرة المذكورة.

أما واقع الحال فقد تواترت الأخبار وتتالت الروايات منبئة عن أن تونس تشهد هذه الأيام حملة شعواء على الحجاب والمتحجبات شملت المعاهد والجامعات؛ وهو الأمر الذي أكده السيد الأمين العام للتجمع، بحسب ما نقلته صحيفة الصحافة، بقوله :  » إن التشريعات في هذا الشأن موجودة ويجب العمل على تطبيقها في المؤسسات العمومية والتربوية والجامعية وفي كل الفضاءات والمواقع العمومية وتعميق الوعي بأن مثل هذه التصرفات لا تمت للإسلام بصلة ولا علاقة لها بهوية البلاد وأصالتها وهي قد تنال مما تحقق للمرأة التونسية من انجازات ومكاسب »[4]. ولعله يشير بذلك إلى المنشور 108 الذي يمنع على التونسيات ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية والعمومية.

 

وسأحاول فيما يلي مناقشة المقولات الواردة في هذه المسامرة وأبين شدة تناقضها وتباينها مع الشعارت الجميلة المرفوعة من طرف رئيس الجمهورية والحزب الحاكم والتي توجب على الجميع الدفاع عن الهوية العربية والإسلامية لتونس كما أنبأ عنه المتسامرون في هذه الندوة.

 

1.    هل وصف الحجاب الذي ترتديه بناتنا في تونس اليوم يتناقض مع وصف الحجاب كما يقرره الفقه المالكي واختيارات فقهاء تونس الزيتونة والقيروان ؛ وبالتالي لاعلاقة له بهوية البلاد وأصالتها؟ [5]

الآية الشارعة للحجاب هي الواردة في قوله تعالى: « وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلأ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلأ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31) » سورة النور.

 

الحجاب لغة الستر، ومنه الستر المرخى على باب البيت ، وكانت الستور مرخاة على أبواب بيوت النبي صلى الله عليه وسلم الشارعة إلى المسجد، وهو الوارد في قوله تعالى :  » … وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ… » سورة الأحزاب الأية 53. والمعنى إذا سألتم نساء النبي صلى الله عليه وسلم متاعا أو غيره من شؤون دينكم ودنياكم فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أقوى طهارة لقلوبكم وقلوبهن.

 

والخمار: ثوب تضعه المرأة على رأسها لتستر شعرها وجيدها وأذنيها.

والجيوب: جمع جيب بفتح الجيم وهو طوق القميص مما يلي الرقبة .

 

وقد ناقش العلامة ابن عاشور المراد بالزينة مطلقا والجائز إظهاره منها مستندا إلى أمهات كتب الفقه المالكي وخلص إلى أن ما عليه جمهور الأئمة هو جواز إبداء الوجه والكفين والقدمين دون غيرها من أعضاء الجسد؛ وبهذا يكون الخمار أو الحجاب هو كل ساتر تضعه المرأة فوق رأسها لتستر شعرها وجيدها وأذنيها؛ « فالبرنوس والعصابة » التي كانت تلبسها جدتي عليها رحمة الله حجاب شرعي، و »العقسة[6] والتقريطة » التي كانت تلبسها بنات عصرها حجاب شرعي، و »الطرف والملحفة أو الملاية » التي تلبسها النساء في الريف التونسي حجاب شرعي، و »السفساري » التي تلبسه النساء في حواضر تونس لباس شرعي، والغطاء الذي تضعه بناتنا اليوم في الجامعة التونسية على رؤوسهن لتسترن به شعورهن ونحورهن وآذانهن هو حجاب شرعي أيضا.

أمر هؤلاء المتسامرين في دار التجمع عجيب وغريب! هل يريدون من بناتنا العودة إلى الحجاب التقليدي القديم بأنواعه المذكورة أعلاه مع عدم ملاءمته لحركة المرأة وأدائها لدورها التعليمي والتربوي والوظيفي أم تراهم يدعونها الى السفور وكشف محاسنها ومفاتنها وهو لعمري تناقض فاضح مع الشعارات الجميلة التي رفعوها والتي تستوجب اعتماد المذهب المالكي « والدفاع عن الخيارات المرجعية التي ميزت تونس على امتداد تاريخها العريق وجعلتها منارة مشعة بين الأمم وقطب علم ودين واستقرار وتفتح على امتداد ثلاثة آلاف سنة من التاريخ ».

أيهما ألصق علاقة بهوية تونس وأصالتها؛ هذا الحجاب الموسوم بأنه طائفي ونشاز وتعبير جامد ومتحجر عن الهوية الإسلامية لتونس، أم كشف الرؤوس والأثداء والنحور وابداء الزينة والمفاتن؟ مالكم كيف تحكمون؟!

 

2.    هل يحرم الحجاب المرأة من حقها في العمل والتصويت والدراسة؟

كلا بل إن الواقع يشهد على عكس ذلك تماما؛ فالمرأة المتحجبة طبيبة ماهرة، وإعلامية متألقة، وفنانة مشهورة، وأستاذة ومربية؛ بل إنكم لو متعتم أبصاركم ومددتموها بعيدا خارج الحدود التونسية لوجدتم المتحجبة قاضية ناجحة، وعضو في البرلمان، وممثلة ناجحة لدولتها في المحافل الدولية. مالكم أيها المتسامرون كيف تناقضون أنفسكم بأنفسكم؛ ترفعون شعارات جميلة وتناقضونها بأقوالكم وأفعالكم؛ أليس المنشور 108 هو الذي حرم بعض نساء تونس من العمل والتصويت والدراسة وممارسة الوظيفة العمومية.

إن هذا الكلام الذي يناقض بعضه بعضا ويضرب بعضه بعضا لم يعد يقنع أحدا من التونسيين بعد أن انفتحت عليهم قنوات العالم الفضائية، وشرعت أمامهم بوابات العالم الإعلامية على الشبكة العنكبوتية بفضل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية المعاصرة. افتحوا ـ إن شئتم ـ أي قناة فضائية وستجدون الجواب صريحا وواضحا.

 

3.    وأريد أن أختم هذا المقال بالملاحظات التالية:

·     إن عودة الحجاب في تونس هي تعبير دقيق عن الهوية الإسلامية لتونس ومقتضى من مقتضيات التدين الصحيح وليست هي ـ كما وصفتموها ـ ظاهرة مجتمعية غريبة عن دين التونسيين وأصالتهم ، وهويتهم،  إلا إذا أردتم أن تأتونا بدين جديد وهوية جديدة.

·     إن هذه العودة الميمونة للحجاب لا علاقة لها بحركة النهضة التونسية حتى لايقال إنما تمت صناعتها تسترا بالدين لخلفيات سياسية؛ فالحركة كما تعلمون مبعدة عن مواقع التأثير منذ ما يقرب عن عقدين من الزمن بمعنى أن الشباب والشابات الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين سنة لم يتربوا في أحضان النهضة ولم يتم تأطيرهم في صفوفها.

·     إن العالم العربي والإسلامي يشهد اليوم صحوة إسلامية عارمة وعودة مباركة إلى الدين والأصالة والهوية العربية والإسلامية عجلت بها الثورة التكنولوجية والعولمة الإعلامية إضافة إلى الغطرسة الصهيونية والظلم والصلف الأمريكي في المنطقة؛ فمن أراد أن يكسب صوت الجماهير ويحوز على مساندتهم فعليه أن يقوم على خدمتهم ويستجيب إلى تطلعاتهم لا تسترا بالدين ولكن دفاعا عن عروبتهم ودينهم وهويتهم وأصالتهم دفاعا حقيقيا يستند إلى أصول المذهب المالكي واختيارات فقهاء الزيتونة والقيروان أمثال العلامة الفذ الطاهر بن عاشور إمام الجامع الأكبر الذي تناول مسألة الحجاب في كتابه : تفسير التحرير والتنوير بما لايدع مجالا لقائل أن يقول بأن تغطية الرأس وستر الشعر والجيد والأذنين بخرقة على أي شكل كانت هي تمثل جامد ومتحجر لهوية تونس وأصالتها.

 

وفي الختام أعبر عن سعادتي وتأييدي لهذه الشعارات الجميلة وأدعو إلى تنزيلها واقعا في حياة الناس من دون تزييف ولا تناقض وأول مقتضيات ذلك إيقاف العمل بالمنشور 108 ، سيء الذكر، أو إلغائه بالكلية.


[1]  وهم السادة: الهادي مهنى الأمين العام للتجمع، والسيد أبوبكر الأخزوي وزير الشؤون الدينية ، والأستاذ توفيق بن عامر أستاذ الحضارة الإسلامية بكلة الأداب والعلوم الإنسانية بتونس. راجع : تونس نيوز عدد : 05/10/2006.

[2]  صحيفة الصحافة التونسية بتاريخ 05/10/2006 كما ظهرت على صفحات تونس نيوز عدد يوم :05/10/2006.

[3]   صحيفة الصحافة التونسية بتاريخ 05/10/2006 كما ظهرت على صفحات تونس نيوز عدد يوم :05/10/2006.

 

 [4]  صحيفة الصحافة التونسية بتاريخ 05/10/2006 كما ظهرت على صفحات تونس نيوز عدد يوم :05/10/2006.

 

 

[5]  الشواهد الواردة في الإجابة عن هذا السؤال مأخوذة من تفسيرسورة النور بكتاب:  تفسير  التحرير والتنوير للعلامة محمد الطاهر بن عاشور لمن أراد أن يرجع إلى تفاصيل أكثر.

[6]  « العقسة  » باللهجة التونسية هي العقاص في اللغة العربية كما قال الشاعر العربي :

                 وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش إذا هي نصته ولا بمعطل

                 وفرع يزين المتن أسود فاحم  أثيث كقنو النخلة المتعثكل    

                 غدائره مستشزرات إلى العلا تضل العقاص في مثنى ومرسل

 

نداء

 

قال تعالى: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) [التوبة:29]

 

عبر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس عن رفضه ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، في رد مباشر على انتقادات حقوقيين للحكومة لإجبارها طالبات على خلع الحجاب.

 

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن الأمين العام للتجمع الهادي المهني قوله « إذا قبلنا اليوم الحجاب فقد نقبل غدا حرمان المرأة من حقها في العمل والتصويت ومنعها من الدراسة، وأن تكون فقط أداة للتناسل والقيام بالأعمال المنزلية ».

ووصف هذه الانتقادات بأنها لا تمت للإسلام بصلة ولا علاقة لها بهوية البلاد وأصالتها، وبأنها تنال مما تحقق للمرأة التونسية من إنجازات ومكاسب.

وحذر مهني من أن الحجاب سيرجع « التقدم في البلاد خطوات إلى الوراء وينال من أحد المقومات الأساسية التي يقوم عليها استقرار المجتمع ».

واقترنت بداية العام الدراسي الجديد بعودة السلطات إلى منع ارتداء الحجاب وإجبار الطالبات المتحجبات على توقيع التزام بخلعه.

 

 

احترام خيارات النساء

 

بالمقابل ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات منظمات حقوقية تونسية نددت بمسلك الحكومة مطالبة باحترام خيارات النساء المتحجبات.

 

وفي هذا الخصوص انتقدت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ما سمته المساس بحرية اللباس الذي تضمنه كل المواثيق الدولية.

 

وتشهد مناطق تونسية عدة خلال الآونة الأخيرة عودة مكثفة لارتداء الحجاب رغم قرار منعه، ويرجع منع الحكومة للحجاب إلى بداية الثمانينيات عندما أصدرت مرسوما يعرف باسم « منشور 108 » يمنع ارتداء ما أسمته اللباس الطائفي من قبل الطالبات والمدرسات والموظفات.

 

وتقول الحكومة إنها ليست ضد اللباس المحتشم وإنها تعترض على نشر أشكال « اللباس الطائفي المتشدد ».

 

لعنة الله على كل من يحكم بشريعة غير شريعة الله سبحانه وتعالى

لعنة الله على كل من يقف في وجه الإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين

لعنة الله على كل من يفكر ولو للحظة أن يمنع أخواتنا من لبس الحجاب أو الخمار

الله اكبر يا مسلمين الله أكبر يا مجاهدين

 

أين انتم يا أسود التوحيد إن بلاد الإسلام تناديكم

أين حفاظ سورة التوبة والأنفال

أين أحفاد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

أين أحفاد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم)

أين أبناء خالد وسعد وبلال (رضي الله عنهم)

أين انتم يا كتائب حفظة القرآن والسنن

لقد منعوا الرجال من الصلاة في المساجد

ومنعوا النساء من لبس الحجاب والخمار

لقد منعوا الأطفال من تعلم التربية الإسلامية وحفظ القرآن

 

بالله عليكم قولوا لي ماذا أنتم فاعلون

هل سنبقى صامتين هكذا إلى ابد الآبدين

هل سنبقى راضخين لما تقوم به الطواغيت في دول المسلمين

 

هبوا أيها المجاهدين إلى نصرة الإسلام والرسول والمسلمين

والله ما عاد لنا في هذه الدنيا من شيء

فإنها والله لإحدى الحسنيين

إما النصر أو الشهادة

 

الله اكبر والعزة للإسلام والرسول والمجاهدين

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

(مبعوث من تونس)

  الحبيب امباركي mbarkiha@yahoo.fr


ردا على الأمين العام للحزب الحاكم

 

عبدالله النوري

 

….. »لا تمت للإسلام بصلة ولا علاقة لها بهوية البلاد وأصالتها، وبأنها تنال مما تحقق للمرأة التونسية من إنجازات ومكاسب »… هذا ما قاله الهادي مهنى الأمين العام للحزب الحاكم

 

 » كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا »

 

إذا كان الحجاب « يامهنى » لايمت بصلة لهوية البلاد وأصالتها فتعال إلى كلمة سواء!

 

إذا كنت تعني بأصالة البلاد العروبة والإسلام فالمسلمون لايرضون بغير الحجاب واللباس الذي فرضه الله عليهم من فوق سبع سماوات بديلا وإذا كنت تقصد بالهوية أن تعود إلى العهد الروماني والقرطاجي الوثني أو أن تربطنا بالعهد البورقيبي الذي عمل جاهدا وما استطاع أن يفصل هذا الشعب عن هويته العربية والإسلامية فإنك ومن معك لن تسطيعوا أن تقيموا شيئا مما فشل فيه بورقيبة .

 

أما عن المكاسب التي تتغنى بها والإنجازات التي تحققت أين تمظهراتها على مستوى الشعب غير كثرة الطلاق وتفكك الأسرة واستفحال الجريمة في كل حي ، أما عن المرأة فلم تحصل على شيء مثل أخيها الرجل فإن بقيت في البيت فهي مغبونة وإن التحقت بجملة المسالك العملية فإنها تشيؤ وتعرض سلعة في سوق النخاسة .

 

إنكم تراهنون على جياد خاسرة هذه المرة فإن أصدرتم المنشور الفضيحة سيء الذكر 108 وتواصلون العمل به فإن الإجتياح « الحجابي  » هذه المرة لم يكن وراءه « كما تدعون دائما  » تيار سياسي وإنما هي تجليات ربانية وصحوة عارمة لم يقتنع به أنصاف المتعلمين والفقراء فقط كما تزعمون بل تجاوز إلى الجامعات والمؤسسات كلها ولأنكم لاتريدون أي مظهر من مظاهر الإسلام في تونسن، والحجاب إحدى تجلياته العملية ،فإنكم لم تجدوا إلا شهر رمضان لتعلنواحربكم على عفيفاتٍ من نساء تونس وفتياتها لتحملوا أوزاركم وأوزار الذين يلونكم من المتمسحين على أعتابكم ويكون شهر الصوم شاهدا عليكم يوم القيامة . وقد فاتكم أن هذه القضية  » أي قضية الحجاب « ليست قضية شعب واحد ولا مجموعة معينة بل يتعداه إلى الأمة بأسرها علماء، ومفكرين، وسياسيين ودعاة حقوق إنسان ،هي قضية أمة يمتزج فيها الديني بالسياسي، وفي المحصلة فإنكم تحاولون عبثا أن تقطعوا شعب تونس عن عروبته وإسلامه وتتسترون بالدين « بضاعتكم ردت إليكم » لتضفوا على الحملة قدسية ممجوجة ومفضوحة في نفس الوقت فاعملوا على مكانتكم ،ولاتفرحوا كثيرا فإن الله لايحب الفرحين « بالمفهوم القرآني » .

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

 


 

رمضان في السجون التونسية

 
قد تختلف الأمكنة و الأزمنة و قد تتشابه و لكن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هو نفسه ببركاته و أسراره و لطائفه و درره يغشى الأمكنة و الأزمنة فيحيلها متشابهة صياما و قياما و تلاوة قرآن أوله رحمة و وسطه مغفرة و آخره عتق من النيران بإذن الله الواحد الديان. و مما لا شك فيه أن أنوار هذا الشهر الكريم تحيل أشد الأماكن عتمة إلى ضياء فتدخل حبات نوره المتلألئة ثقوب الجدران و تنفلت من كوة الأبواب و من بين القضبان فتدغدغ قلوب المؤمنين الصابرين الذين أثقلهم قيد السجون و السجان. نعم في السجون يفرح المؤمنون بزيارة الشهر الكريم لهم بل و يستعدون للقائه بصومهم كامل أيام شهر رجب و أغلب أيام شهر شعبان فتختلط مشاعر الفرحة لديهم بأمل كبير في الرحمة و المغفرة و العتق من النار و بهجة كسر القيود و خلع أبواب الزنازين التي أكلت شبابهم و أنهكت و أضعفت أجسامهم و زادت إلى قوة إيمانهم إيمانا فتراهم ينشدون الحرية و الانعتاق من الأسر و أن يمن عليهم القادر القدير بجمع الشمل و لقاء الأحبة و الخروج من ظلمات السجون إلى نور الحرية و الأمان. إن الإسلاميين في السجون يصبرون و يصابرون و يرابطون و يتقون الله يصومون الشهر الكريم و هم في أشد الأماكن بطشا بالإسلام و المسلمين : » ضيق و اكتظاظ و انعدام التهوية و الإنارة و الإصابة بالأمراض الحادة و المزمنة و سوء التغذية و نقص فادح في العلاج و الدواء و سوء المعاملة المنهجية التي تطبقها الإدارة بمختلف فروعها و أركانها و الاستفزازات اليومية من محترفي الإجرام الذين جندتهم السلطة ممثلة في الإدارة لإيذاء المؤمنين و إهانتهم و النيل من معنوياتهم ». في ظل هذا الوضع القاتم يصوم المسلم شهره الكريم راهبا بالليل و النهار منقطعا إلى العلي الغفار متبتلا داعيا تملأ قلبه أنوار الإيمان ,ينهل من كتاب الله في النهار حفظا و مراجعة و درسا و يقوم به الليل تلاوة و ترتيلا . و إني لأغتنم هذه الفرصة لأطلب وبإلحاح من هؤلاء الشعث الغبر الذين لو أقسموا على الله لأبرهم أن يرفعوا أيديهم إلى الله جل و علا و يقسموا عليه أن يرفع هذه المظلمة عنهم و عن شعبنا و عن كل الشعوب المظلومة و أن يعيدهم إلى أهلهم و أحبتهم و أن يجنبهم ويلات الموت البطيء إنه ولي ذلك و القادر عليه كما لا يفوتني أن أوجه إنذارا إلى الظلمة قبل فوات الأوان و قبل  » و لات حين مناص  » أن يخشوا دعاء المظلومين المكروبين و أن يفتدوا أنفسهم بإصلاح أخطائهم و أن يتوبوا عن ظلمهم عسى الله أن يعفو عنهم و أن لا تأخذهم العزة بالإثم فيكونوا عبرة لمن يعتبر …  » و ما يذكر إلا أولوا الألباب ».

أبو القعقاع القلعي السناني

 


 

بورقيبة  اكبر عدوّ للدّيمقراطية  والاسلام

 

علي بن غذاهم  

لم أجد بعد اطّلاعي  علي  وقائع التاريخ الحديث  لدويلات  العالم العربي والإسلامي  شخصا  قد تطرّف في  محاربته  للإسلام والدّيمقراطية  أكثر ممّا فعله  كمال أتاتورك في تركيا ثمّ من بعده  الدّيكتاتور العلماني المتطّرف الحبيب بورقيبة في بلد إسلامي عريق مثل تونس  .

 

العجيب والغريب في الأمر أن الدّيكتاتور  بورقيبة  متخرّج من اعرق  الجامعات  الفرنسية  وفي تخصّص مهم جدّا هو الحقوق  يفترض في صاحبه  أن يتشبّع بأفكار ومبادئ القانون والدّيمقراطية  وحقوق الإنسان، غير أن بورقيبة علي العكس من ذلك تماما  قد استغلّ خبث ومكر علمه  ليخطّط  لبناء  منظومة  فكرية  وسياسية  تؤسس لنظام شمولي  ديكتاتوري   إرهابي قام من أول يوم  علي اساس الانقلاب  والطرد  والتخويف والتصفية الجسدية والتعذيب  لكل المخالفين حتي من اقرب

المقرّبين مثل ما جري من اغتياله  للمرحوم  الشهيد  الزّعيم صالح بن يوسف.

 

قام بورقيبة  منذ  البداية  بتصفية رموز الحركة الوطنية عبر الانقلابات الحزبية تارة  والتصفية الجسدية طورا  حتّى يتفرّد بالساحة   ويتحوّل إلى فرعون الاه  يعبد من دون الله واستغلّ سذاجة وجهل شريحة هامّة من أبناء الشعب التونسي  لينفث سمومه  من هرطقة  وزندقة  وهدم لمعالم إسلامية وتقاليد شعبية عريقة   تحت مسمّيات برّاقة  مثل التقدّم والرقيّ والحداثة.

 

قام الدّكتاتور  المتطرّف  بورقيبة  بحل  الأوقاف  الإسلامية  في تونس   كما قام  بكل دناءة وهمجية  بمحاولة  النيل من ركيزة  أساسية من ركائز الإسلام  الخمس  دون ادني مراعاة لمشاعر شعب عرف بريادته في حمل راية الإسلام  والذود عنه  حيث جهر  علي الملإ بارتكاب جريمة الإفطار في رمضان محاولا بهذا الفعل الشنيع استكشاف مدى ردّة الفعل  تجاه هذا الإجرام في حق الإسلام  وحق شعب مرهق  مازال يلملم جراحه بعد حقبة استعمارية  طويلة دفع  فيها الغالي والنفيس .

 

ولم يكتف بورقيبة بذلك بل اعطي أوامره  الي ضبّاط الجيش والأمن وأرباب العمل  لإجبار كافّة العمّال و الجنود والمتطوّعين  في الجيش  والأمن  علي الإفطار كرها  في رمضان ومن لم يستجب   وأصر علي الصيام  قاموا بوضع الأغلال  في يديه  واحكموا شدّه إلى الأرض  ثمّ  سقوه الماء  بالقوّة  وهذا حدث مع والدي شخصيا  والكثير من الآباء. وعندما تتاح الفرصة سيقدّمون شهاداتهم  للتّاريخ  بالصوت والصّورة عن حجم الإجرام البورقيبي بحقّهم وبحقّ الإسلام.

 

كما قام الدّكتاتور بورقيبة  بضرب البنية الفكرية الإسلامية  للمجتمع التونسي  عبر ضرب التعليم الزيتوني  وإغلاق اكبر واعرق صرح إسلامي في شمال أفريقيا  ألا وهو المؤسسة الزيتونية وكل ما يمت اليها بصلة  كما قام بتصفية  علمائها وخرّيجيها  عبر تدجين من قبل منهم التدجين وفرض الحصار المطبق علي من رفض السير في ركبه  حتى صار القران  لا يقراأفي تونس بلد الزيتونة  الاّ علي الأموات  او في الدّهاليز المظلمة.

 

كما قام بورقيبة بنشر وترويج افكار تهين علماء الدّين في تونس وتحطّ من قيمتهم  في نظر المجتمع   وتقدّمهم علي أساس أنهم  دراويش  و »مدّبية  » يتنافسون علي موائد الموتي !!

 

في المقابل قام بورقيبة  بالمحافظة  وتشجيع ونشر كل ما يمت الي الرذّيلة  والفساد والانحطاط الأخلاقي بصلة  حيث تمت المحافظة علي دور الزنى والبغاء العلني التي تركها المستعمر بل وقع توسيعها لتشمل كل بقعة في بلد الزيتونة الطّاهر دون ادني مراعاة لقيم هذا الشعب المسلم. كما انتشرت الخمارات  في كامل البلاد  وحوّل اسم أم الخبائث  الملعون شاربها وحاملها  ومصنّعها وبائعها إلى اسم مشروبات روحية !! أو حتى كحولية في أحسن الأحوال!! وانتشر القمار في المقاهي والأسواق وحلّت قيم  الكذب والوصولية  والانتهازية والفساد والتسلّط والرياء والتخنّث والسفور و »قلّة الحياء « والإجرام  والخداع و »القلبة »  مكان قيم الصدق والأمانة  والعدل والرجولة والحشمة والحياء والاحترام.

 

أما سياسيا فقد أسس بورقيبة  لمشروع ديكتاتوري  يقوم علي الشمولية والأحادية والتطرّف السياسي حيث حوّل المجتمع إلى « امّة » وحوّل نفسه إلى فرعون يملك هذه الأمة ويتحكّم بمصيرها ويفعل فيها ما يشاء  دون رقيب او حسيب , جميع السلطات بيده  يعيّن من يشاء ويعزل من يشاء  , يضع القوانين ويقرّها ويطبّقها  ويلغيها متي شاء وكيفما شاء ؟؟ لا سلطة تشريعية  ولا سلطة  قضائية  ولا هيئات 

رقابية  ولا أجهزة إعلامية  ولا وزراء ولا مستشارين  ولا هيئات حزبية  يمكن أن تثنيه عن أي قرار يتّخذه,الكلّ في خدمة الدكتاتور الكلّ يمدح الدكتاتور ويسبّح بحمده  !!

 

امّا الحزب فقد حوّله بورقيبة  من حزب حامل لواء التحرّر  والنهوض  والتقّدّم إلى  حزب يضمّ في غالبيته العظمي مجموعات من الانتهازيين  الوصوليين  المنافقين  المرتشين  الفاسدين الذين لا هم لهم الاّ ملء جيوبهم  بالمال الحرام حتى أن احد المسؤولين  بالحزب الحاكم صرّح لنا ذات يوم  عندما سألناه كيف يقبل أن يكون  رئيس شعبة حزبية  أعضائها أميّين ؟ فأجابنا « وهل تتصوّرون  أنني دخلت هذا الحزب حقّا لخدمة الوطن ؟ وهل تتصوّرن  احد يدخل الحزب لغير  تحقيق مصالحه ؟ وضمان مستقبل أولاده ؟ انظروا إلى المشروع الفلاني والمشروع الفلاني اللّذين أنجزتهما بفضل ترأسّي « شعبة الجهلة ؟؟ّّ!! »

 


صفاقس في 06/10/2006

بيان للرأي العام الوطني

مــن منّــا يستحــــقّ التـــــــأهيل ؟ يـــــــا تـــــــرى؟

ردّا على جريدتي الصباح و الشروق بتاريخ 17-9-2006 نجدّد التعبير عن أسفنا لعدم نشر الصحف لعموم ردودنا رغم حرصنا المشروع قانونا بحق الرّد في نفس الجريدة وفي نفس الصفحة تعليقا   و توضيحا . كما ندعو كل المثقفين والسياسين والأحزاب والمنظمات الوطنية للوقوف بجانبنا و مساندتنا في هذا الظرف بالذات للوقوف أمام الدّخلاء الذين يدعون الشرعية و يتشدقون بالديمقراطية و بالقانون فهم شرفاء نصبوا أنفسهم على هياكل الحزب و يدّعون بأنهم ديمقراطيين وهم لا يفقهون من الديمقراطية غير السطو والإستلاء.
لقد أكّدت التصريحات الأخيرة التي أدلي بها الأمين العام المنصب منذر ثابت خلال الندوة المنعقدة بتاريخ يوم السبت 16 أوت 2006 بتونس والتي قامت بتغطيتها صحيفتي الصباح والشروق. إن الرجل أصبح يهذي هذيانا مضحكا ينم عن نرجسيته الطافحة.
فكيف نفسر ما يدعية من قدرة على تأهيل مناضلي الساعات الأولى لنشأة الحزب والذين واكبو نموّه المطرد طيلة هذه السنين الطوال حين كان منذر ثابت  » ثبته الله أقدامه و رزقه عقلا حصينا قادرا على التفريق بين الحق والباطل ».
لا يزال يؤم مدرجات الجامعة من أجل البحث والتحصيل. كيف يا ترى لمثله أن ينتصب لتأهيل غيره من منّا سبقوه إلى الحلبة السياسية مناضلا شهد تكوينه الحزبي و تطاوره؟
وحتى يتمثل هذا الوعيّ معزا سؤالي أرى لزاما علي أن أذكّره بهويتي السياسية لعلّه يصحو إلى نفسه ويعرف قدره و وزنه السياسي الحقيقي و يتأكد مرّة أخرى أنه لا يكفي لمن ينتحل صفة ليست له أن يصبح حاملا لهذه الصفة بالفعل. إذ كيف لمن يسطو على الأمانة العامة بغير استحقاق شرعي وقانوني أن يتصرف وكأنه أمينا عاما بالفعل. أليس في ذلك عين الإفتراء والكذب واستغباء الناس جميعا و الضحك على ذقونهم؟
فأعلم يا صاحبي إنني بدون أي ادعاء قد بدأت مشواري السياسي حين كنت لا تزال أنت طفلا.
فأنا أصيل عائلة مناضلة مشهود لها بمدينة عقارب بالوطنية منذ أن استشهد جدّي سنة 1901 إثر دخول الجيوش الإحتلال الفرنسي إلى صفاقس و سلاحه بيده يقاوم به. و تربيت في مناخ وطني مفعما بروح العطاء والبذل والتضحية.
هذا ما حدا بي منذ طفولتي إلى المساهمة في الشأن العام الوطني مساهمة فعلية مع كل الوطنين الغيورين في صنع الغد الأفضل لتونس العزيزة.
و تعود مشاركتي الأولى الفعلية إلى سنة 1981 حيث قمت بترشح نفسي في الانتخابات التشريعية ثمّ شاركت في الانتخابات 1986 و ترأست قائمة الانتخابات التشريعية 1994 ثم 1999 ثم 2001 في انتخابات تشريعية تكميلية في صفاقس 1 ثم 2004 كرئيس قائمة الانتخابات التشريعية بجهة صفاقس 2.
هذا عدا تحمّلي مسؤولية مستشار بلدي ببلدية عقارب في دورتين سنة 2000 رئيس قائمة وفي دورة سنة 2005 رئيس قائمة. و دورة سنة 1995 رئيس قائمة التحاف الثلاثي للانتخابات البلدية بعقارب.
كما أعلمك أيضا أيها المنصّب عن الحزب بدون شرعية ولا قانونية بأني عضوا باللجنة السياسية لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي.
العبرة التي أرغب في إفادتك بها هو أن تجربتي السياسية المتواضعة قد علمتني  » ما أنت تجهله » إن للاتصال المباشر بالناس هي المدرسة التكوينية الوحيدة في مجال السياسة وليس ما تزعمه أنت من موقع الاستجلاء و الترفع بمقادر على الارتقاء بوعي المناضلين.
وكان أحرى بك أن تتعلم ممّن سبقوك إلى الحلبة السياسية و تتعلّم منهم النضال الوطني بتجربتهم و خبراتهم الطويلة.
النقطة الثانية التي أودّ التعقيب عليها تتعلق بما ورد في الندوة المذكورة أعلاه من ادعاءات باطلة لا تستمدّ إلى قانون ولا شرعية. إذ كيف يتسنّى لمن ينصّب نفسه أمينا عامّا أن يرشق خبرة مناضلين الحزب بالتهم والشبهات يوزّعها بغير حق؟
وعن أي وفاق يتحدث منذر ثابت وهو يعلم أنه يكاد يمثّل نفسه في الحزب مع قلة قليلة من مريديه.
و تعال نكشف حقيقة الأمور لقد توخّي السيد ثابت أسلوب المغالطة حيث أوكل لنفسه دورا للمصالحة فزعم بأنه قام بالإتصال مع بعض العناصر التي انتمت إلى الحزب ثم غادرته منذ أمد طويل علما وأن هؤلاء لم يكونوا أعضاء المكتب السياسي الحالي أي قبل مهزلة 15-7-2006 الأخيرة.
فلو كان السيد منذر ثابت يبحث فعلا عن وفاق بين المناضلين كما يدعي ألم يكن أجدى له أن يتصل بأعضاء المكتب السياسي الشرعي والقانوني بمن فيهم مؤسّس الحزب والمناضل الوطني السيد منير الباجي؟
أي وفاق هذا الذي يتحدث عنه ثابت ولكن الشيء من مأتاه لا يستغرب. فقد عودنا ثابت بالتمويه والمغالطة والمراوغة وهي من شيم لاعب كرة القدم ولا تجد نفعا حين يتعلق الأمر بالممارسة السياسية الصحيحة ولذلك فإننا ننصح السيد منذر ثابت بأن يثوب إلى رشده ويترك أساليبه الهابطة و نذكرّه بأن السياسة لا تنفصل عن المبادئ الصحيحة.
فنحن متمسكون بالقانون ولن نتراجع عن حقنا الشرعي وسيكون الرأي العام على علم بكل ما جرى و سيجري في هذا الحزب و ستثبت الأيام أن كل ما بنى على باطل فهو باطل. محمــــــد بوكثير عضو المكتب السياسي مكلف بالجهات الشرعي والقانوني  ورئيس جــــامعة صفاقس ومستشار بلدي ببلدية عقارب

رسالة الى السيد وزير التربية والتكوين:

مزيدا من العناية « بصبية الوزارة »

             توات التصرفات الصبيانية للمدير الجهوي للتعليم بالمنستير وتضاعفت تبعا لذلك السلوكيات المشينة والتجاوزات أللأخلاقية للسادة مديري المؤسسات التعليمية بما يجعلنا أصبحنا نخجل من انتمائنا لهذه الوزارة أولا ونستحي ثانيا من انتمائنا التجمعي باعتبار ما نتعرض إليه من إحراج من قبل بعض المناوئين وحتى من بعض الزملاء المحايدين الذين يحملوننا مسئولية وتبعات هذه التصرفات.
 
وقد سبق أن أرسلنا لسيادتكم عديد التقارير التي تعمدنا عدم إمضائها لأننا لم نكن نضمن وصولها لسيادتكم وكنا نخاف وقوعها بين أيدي هؤلاء المسيرين أنفسهم وكنا نخشى أكثر من ذلك رد فعلهم الانتقامي ضدنا. وحيث لم نلمس أي تفاعل من طرفكم مع هذه التقارير بما أوحى لنا أنها حجبت عن سيادتكم، فقد اخترنا هذه المرة مراسلتكم عبر هذا الفضاء العمومي مع اعتذارنا مسبقا على ما قد يسببه لكم من حرج.
 
سيادة الوزير إننا ندعوكم لإحداث مراكز لتعهد وتأهيل وترشيد هؤلاء المسؤولين الصبية الذين شوهوا سمعة الوزارة وأساءوا للنظام بأكمله أيما إساءة.     ندعوكم لتعهد السيد مدير المدرسة الإعدادية علي بورقيبة بالمنستير ومعالجة عقده الجنسية حتى لا يكرر غلق باب مكتبه على تلميذة مراهقة جاءته منهارة تبكي وتشكي تحرش زميلها فإذا بالسيد المدير يحضنها ويقبلها. ورغم قراركم بتوقيفه الفوري عن العمل وأذنتم بفتح تحقيق في الغرض إلا أن مسيري الإدارة الجهوية بالمنستير- وربما بإيحاء من السيد الوالي- قد واصلوا مساعدته من خلال التأثير على مجرى التحقيق فروجوا الإشاعات المغرضة بحق الفتاة ووالدتها ومارسوا ما في وسعهم لإنقاذ هذا المدير المعقد والمريض.     كذلك نناشدكم ترشيد مدير المدرسة الإعدادية بصيادة للحد من تهوره ولترويضه على التصرف الحضاري لعله يمتنع مستقبلا عن استعمال عضلاته لتعنيف زميلته (د. ب ) العاملة المسكينة لمجرد تجرئها على مناقشته بخصوص جدول أوقات عملها خلال شهر رمضان. ولعله لن يجدد توتير الوضع الاجتماعي ولا يكون سببا في إقرار إضراب آخر على مستوى المعتمدية ولا يحرج مرة أخرى السيد الوالي ولا يشغله بممارسة الضغط على أكثر من جهة ليلغي الإضراب الذي كان مقررا ليوم 11 أكتوبر الجاري.     كما نرجوكم تعهد السيدة مديرة المدرسة الإعدادية ببو حجر (مديرة إعدادية شراحيل في السنة الفارطة) لتكون أكثر لياقة وأقل تطاولا -ولو تعلق الأمر بتطبيق المنشور 108 وما يستوجبه ذلك من حزم وصرامة-إلا أننا لا نعتقد أن الأمر يصل إلى حد سبّ الجلالة أمام التلاميذ والى درجة النطق بفاحش الكلام والى تداول الصور مع زملائها الرجال ذات الإيحاء الجنسي(تلميذ يخلع سروال أستاذه). إننا لا نعترض على سلوكها الشخصي فهي حرّة في ما اختارته لنفسها لكنّنا نعترض عن تصرفها كمسؤولة وكذات عمومية    وندعوكم لترشيد سلوك السيد متفقد الانقليزية بالجهة لتعفف تجاه الزميلات ولينتهي عن ابتزازهن وليكون أكثر تماسكا ومنطقية في أحكامه وتقاريره حيث لا يجوز مثلا أن يقدم ثلاث تقارير ايجابية متعاقبة يقترح من خلال الأولين تجديد عقدها ويوافق على إدماجها في التقرير الثلث ثم يقرر بشكل مفاجئ بعد 5 سنوات فصلها لعدم كفاءتها البيداغوجية.     كذلك ندعوكم لتعهد السيد متفقد مادة العربية ليغير سلوكه المتعجرف تجاه زملائه وليكف عن التباهي بأنه « مثل هتلر يوسم باليمنى و يخلع باليسرى »ااا وليكون أقل جحودا تجاه من ميزوه على آلاف زملائه المجازين مثله وعينوه متفقدا لهم ليساعد على تنفيذ برامج الوزارة وتنفيذ مخططاتها لا ليتهمها « بنصب المشانق لمحاسبة الأساتذة » وذلك في معرض ردّه على تساؤل إحدى الزميلات بخصوص الحدود المسموح بها في مناقشة محور الحرية.     أخيرا نرجوكم تعهد السيد المدير الجهوي ذاته ليكون أكثر لياقة ولينتهي عن إضاعة وقت زملائه في الاستماع لمحتوى مكالمته الهاتفية مع ابنته (عزيزة Papa و Papa) لأكثر من 10 دقائق ولينتهي أيضا عن الكذب فلا يرد رفضه تزكية بعض المترشحين لإدارة بعض المؤسسات التعليمية لعدم حيازتهم على الإجازة ونحن ندرك أنه زكى مرشحا آخر من جمال( غير متحصل على الإجازة) لكن محاباة للطاهر موس ولمحمد الزناتي وبمقابل لا يعلمه إلا الله. وليقلع عن أسلوب المداعبة الركيكة وخاصة أثناء الاجتماعات وخلال تعاطيه الرسمي مع سائر الموظفين. إننا لا نجادله في سلوكه الخاص مع أصدقائه وأقاربه في قرية قصور الساف بل نحتج على سلوكه كمسؤول جهوي و كشخص عمومي يجب أن يتحلى بسلوك و بأخلاق تليق بمركزه الإداري وبسمعة المؤسسة التي اختار تمثيلها. تجمعيون وطنيون
 

 

 

أزمـة المدرسة ستؤدي لانشطار المجتمع

منذر الشارني

 

تغمر بعض الدول التي تتبع النظام الأنغلوسكسوني إلى تقليد بريطاني عتيق يريد أن يوحي بالمساواة بين جميع أفرادالشعب وهوإجبارتلاميذ المدارس على ارتداء زي موحدّ وتكون النتيجة أنه داخل المدرسة لا يعرف إن كان هذا التلميذ من أسرة غنية أم فقيرة، كما أنه بهذه الطريقة يمكن أن تزول نظرات الاستعلاءالتي يمكن أن يبديها الأغنياء تجاه الفقراء. ولكننا نعرف جمعيا أن هذه المظاهر الشكلية لا يمكن أن تخفي الفوارق الاجتماعية .في تونس وفي ظل تراجع الخدمات العمومية، تجد العائلات الفقيرة نفسها أمام ضغوط لا تطاق بمناسبة العودة الدراسية والجامعية بسبب غلاء تكاليف الدراسة والملابس والكتب والنقل وتتضاعف هذه الضغوط بحسب عدد الأبناء وما ينقصهم من حاجات.

 

ومع السنوات أنقسم المتمدرسون بين أفواج تتوجه إلى المدارس الخاصة أو الأجنبية ومن يتوجه إلى المدارس العمومية وأصبحت العائلات الميسورة تختار توجيه أبنائها إلى المدارس الخاصة لما توفره من تكوين مركز ونوعي في حين يلتحق أبناء الفقراء بمدارس عمومية يفتقر أغلبها إلى التجهيزات الحديثة (كومبيوتر، تعليم اللغات بطرق تقنية متطورة، مخابر مجهزة …) وهناك يجتهد المدرسون للرفع من مستواهم لإلحاقهم بركب المحظوظين الذين يدرسون بالكومبيوتر في المدرسة ويراجعون بواسطته في المنزل .

 

وأصبح من السهل ملاحظة أن العائلة التونسية هي التي باتت تتحمل أعباء الدراسة سواء للتلاميذ أوللطلبة، وذلك في ضوء تراجع النفقات العمومية على التعليم والتفويت في العديد من الخدمات للقطاع الخاص. وهذا الوضع يزيد في خنق الأجراء ويجبرهم على التساهل مع الانقطاع المبكر لأبنائهم عن الدراسة ليلتحقوا بسوق البطالة أو الأعمال الحقيرة . ولا توجد إحصاءات منشورة حول عدد المنقطعين بسبب الظروف الاقتصادية ولا حول مآلهم بعدذلك والأكيد أننا نرى النتائج عندما نزور محاكم الأطفال أو الإصلاحيات . وفي ضوء الأوضاع الصعبة ،يجد ربّ العائلة في السوق الموازية ضالته بخصوص العديد من الأدوات إلأ أننا نعلم أن هذه البضائع الرخيصة لا تؤدي وظائفها إلا لمدة قصيرة وبجودة معدومة وهذه حال أحد معارفي الذي في كفالتا زوجة عاطلة وأربعة أبناء أنقطع منهما إثنان التحق أحدهما بحرفة إصلاح السيارات والبنت بمركز للتكوين في الخياطة. أما الإبنان الآخران فيجتهد الولي منذ شهر جوان في تدبير أموره لتوفير المناديل والأدوات وحتى كتب العام المقبل. وهو على كل حال لا يأمل كثيرا في دراسة الابنين المذكورين ويتمنى لو ينجح الذكر في أن يصبح لاعب كرة معروف في المستقبل . وفي المقابل فإن إبنة أحد صديقينا وهو رجل أعمال تدرس في إحدى المدارس الخاصة التابعة للبعثة الفرنسية وبفضل تكوينها الجيد ودراستها المنهجية والإمكانات المتوافرة في المدرسة فإنها صارت لا تتكلم مع والديها إلاّ باللغة الفرنسية وهما لايخاطبانها إلاّ بتلك اللغة .

 

يحلم صديقنا الأول لو أن أحد أولاده يكون بمستوى بنت صديقنا الأول . وفي هذه الأيام تعود بي الذاكرة إلى السبعينات وتحديدا إلى السنوات التي قضيتها بالتعليم الابتدائي، ففي بداية كل عام دراسي يحضرمدير المدرسة إلى الفصل ليضبط قائمة الفقراء والمحتاجين من التلاميذ لتسليمهم مساعدات تتمثل في كتب وكراسات وملابس … الخ . وأذكر أنه حتى الموسرين من التلاميذ كانوا يتظاهرون بالفقر لنيل تلك المساعدات ويتعمدون القدوم إلى المدرسة في تلك الأيام الأولى بثياب رثة. وفي منتصف النهار كانت « خالتي الزهرة  » تحضر لنا لمجة . وكانت المدرسة توزع الحليب الساخن والخبزوالزبدة لمن استطاع النهوض باكرا في شتاء الشمال القاسي. وكانت التلاقيح مجانية والعلاج في المشافي مجانيا لعموم التلاميذ والمواطنين. والمبلغ الوحيد الذي كنا ندفعه هو مقدار 150 مليما بعنوان تأمين عن الحوادث المدرسية، رغم أن العديد منا أصيب وجرح في المدرسة ولم ينل أي تعويض .

 

وكانت تلك اللفتة من الدولة إلى الغالبية الفقيرة من أبناء الشعب تعوض للناس ولفلاحي تلك المناطق شعورهم بالظلم والغبن نتيجة ما ألحقته سياسة التعاضد القسري بهم من سلب لقطع أراضيهم الصغيرة ولمواشيهم والكذب عليهم من طرف المسؤولين بالقول لهم إن التعاضديات هي للخدمات وليست تعاضديات إنتاج وأن أراضيهم ستبقى لهم .لكننا نعرف ماحاق بالغالبية العظمى من الفلاحين الفقراء مما اضطرهم إلى النزوح إلى تونس وتشكيل أحزمة الفقر التي تحيط اليوم بالعاصمة والمدن الكبرى، ومن هؤلاء والد صديقنا الذي أشرنا إليا أعلاه والد الأولاد الأربعة . ولكن وبفضل مجانية التعليم تواصل مئات الآلاف من أبناء العمال والفلاحين والفقراء إلى النجاح والوصول إلى الجامعة والتخرج وتبوإ المناصب الإدارية الأكاديمية الرفيعة . وما كان بإمكان الآلاف أن يواصلوا تعليمهعم في الجامعة لولا المنحة على زهدها والسكن الجامعي والمطاعم الجامعية المجانية. ويمكن القول بحق أن التعليم كان سلما للارتقاء الاجتماعي. ولذلك أشعر بحنين كبير إلى دولة السبعينات رغم قسوة أساليبها في مجال الحريات والتعددية السياسية ورغم قسوة بعض المعلمين الذين كان يباح لهم ضرب التلاميذ بأساليب نفرت أغلب أقراني وأجواري من الدراسة .

 

وإذا كان البلد اليوم موزعا بين عالم « الخاص  » وعالم « العام  » وبين طبقة الخاصة وطبقة العوام أو العامّة، وإذا كان هذا الاستقطاب شمل جميع ميادين حياتنا بما فيها التعليم الأساسي والثانوي والعالي، أخشى أن يكون مصير المدرسة العمومية هو مصير المؤسسة العمومية بحيث قد تفاجئنا يوما وزراء التعليم بالقول بأن المدرسة العمومية ليس لها مردودية وهي غيرمنتجة وغير تنافسية وتكلف الدولة أموالا لا قبل لها بها، ولهذا أقررنا إغلاقها وتسريح الدارسين بها والتفويت فيما بقي منها إلى الخواص وهذا ما أسميه شخصيا بشعار مدرسة الغد.

 

وقبل أن يأتي هذا »الغد » أتوجه بالتحية إلى رجال التعليم في تونس الذين يناضلون من أجل حقوقهم ومن أجل أن تبقى المدرسة العمومية وأن تنهض وتوفر لأبناء الشعب التعليم الذي يطمحون إليه.

 

(المصدر: افتتاحية صحيفة « الموقف »، العدد 375 بتاريخ 29 سبتمبر 2006)


انصار العجاب عندنا في شغل عن السجال حوله بغيره توقيت الجدل في الموضوع يصب في طاحونة ‏‏«الفوضى البناءة»‏

بن علي يكمل «طريق بورقيبة الاصلاحية» على النمط الاتاتوركي

الاجراءات الرسمية التونسية ضد الحجاب «زكت» اجراءات شيراك

اميركا والاتحاد السوفياتي لم تمنعا الحجاب على اختلاف نظاميهما

بوش امتدح الحجاب بعد 11 ايلول فهل يُقنِع صديقه بن علي؟!‏

محمد باقر شري القوى المؤيدة للحجاب في لبنان هي في شغل يشغلها عن هذا الموضوع. رغم انه في عرفها امر ‏يستحق اهتماماً غير عادي. وبعبارة اخرى فان حجابا سياسيا يحجبها عن الخوض في موضوع ‏‏«التحريم» الرسمي للحجاب في تونس، والذي عندما صدر ما هو اقل منه في فرنسا احدث ضجة كبرى ‏في العالم الاسلامي. ولعل من بين اسباب الصمت عن هذا الموضوع في لبنان، ليس طبيعة المجتمع ‏التعددي كما يُخيّل للبعض: فتعددية المجتمع وعدم قيام نظام شمولي من شأنها ان تترك حرية ‏الاختبار بين الحجاب والسفور. اما عندما يقوم نظام يكون الحاكم فيه مطلق الصلاحية ‏تقريبا، رغم بعض مظاهر المؤسسات الدستورية التي تكون فيها الشعارات الديموقراطية ‏استهلاكية او مُقننة، او تكون ديموقراطية «مع وقف التنفيذ»، فان صاحب القرار الأول ‏يستطيع ان يفرض ما يشاء لا سيما اذا كان في سره يريد ان يمارس في احسن الحالات «نظرية» ‏المصلح بالقوة» او «المستبد العادل». وهي نظرية طلع بها بعض دعاة الاصلاح الروّاد عندما ‏قال احدهم وهو فيلسوف وثائر على التخلف الاجتماعي وعلى الاستعمار الاجنبي وهو السيد جمال ‏الدين الافعاني عندما قال: «لا يصلح الشرق.. الا مستبد عادل». ويمكن ان يكون هذا المستبد ‏نظاما له ايديولوجيته المتكاملة، وليس مجرد «فرد» مستبد.. ينشد العدل لشعبه وامته وقد ‏يكون مخلصا فيما يقول وراغباً جدياً في اخراج شعبه من التخلف الاجتماعي والاقتصادي ‏ومعاديا لدرجة الفداء للنفوذ الاجنبي مثل: مصطفى كمال اتاتورك الملقب «بالغازي» والذي ‏فرض فرضاً على الشعب التركي الغاء الحجاب عن المرأة وفرض بالقوة المسلحة الغاء تقاليد ‏كانت جزءاً اصيلاً من التراث التركي ولدرجة اعتقاده بأن استبدال الحرف الذي كانت تكتب به ‏اللغة التركية بالحرف اللاتيني اعتقادا منه بأن مجرد تغيير الحرف الاصيل بالحرف المستورد ‏الغريب عن تقاليد امّته وشعبه، سوف يدفع تركيا في معارج النهوض والتقدم.‏ وقد حاول عدد من الحكام العرب ان يحذو حذوه في موضوع الحجاب ومواضيع اخرى، ولكن ليس من ‏بينها مثلاً استبدال الحرف العربي بالحرف اللاتيني، لان الاقدام على مثل هذه الخطوة الى جانب ‏كونها غير واقعية وتهجينا للتراث الذي ينتمي اليه اي قطر عربي. ثم ان من يتشبع اللغة ‏العربية والادب العربي حتى لو لم يكن مسلماً، فانه لا يرتضي بديلاً عن اللغة العربية ‏الجميلة والمتميزة حتى عن جل اللغات، من حيث جماليتها الخطية وغنى مفرداتها ودقة معانيها ‏وما تراكمه من عمق انساني وحضاري – بغض النظر عن واقع العرب المتردي اليوم او مرورهم ‏بعصور انحطاط سببها تخليهم عن القيم التي عندما يطّلع عليها الاجانب والمستشرقون. يذهلون ‏لعدم استفادة العرب من قوة اشعاعها الحضاري، بحيث يكاد يكون هنالك مدى شاسع بين ‏‏«رُقِيّها» وبين الواقع المتردي الذي كان ينحدر اليه اداء ولاة الامر والقادة العرب في حقب ‏عديدة لا يفصل بينها الا محاولات نهوض مضّية تعقبها انتكاسات وتشرذم.‏ ومن بين الذين حاولوا فرض الغاء تقاليد رآها معيقة للتقدم والنهوض والرقي هو سلف ‏الرئيس التونسي الحالي زين العابدين بن علي، الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الذي يعتبر ‏نفسه مؤسس الجمهورية التونسية (كانت تونس ملكية يحكمها الباي). فلقد وصلت به محاولات ‏فرض الاصلاح درجة ان «افتى» هو – بعيدا عن مفتي الديار التونسية او جامعة الزيتونة التي ‏تخرج علماء الدين – بجواز الافطار في رمضان. وخاصة لعمّال الانتاج. وقد احدث ذلك ضجة كبرى ‏على مستوى العالم الاسلامي.‏ ولكن من حيث المبدأ، سواء كان الذي يريد فرض مثل هذه الأمور مصطفى كمال أتاتورك في ‏تركيا او الحبيب بورقيبة (ثم زين العابدين بن علي في موضوع الحجاب) في تونس او رئيس غير ‏مسلم مثل شيراك اراد منع الحجاب في المدارس، انما يمارس عملاً ضد حرية الفرد وضد ‏الديموقراطية. واذا كان شيراك غير المسلم يريد ان يطبق منع الحجاب في المدارس على سبعة ‏ملايين مسلم في فرنسا، وبحجة انه رئيسهم ويحملون الجنسية الفرنسية، فانه لم يراع حساسية ‏الموضوع من ناحية دينية، فهناك فارق كبير بين محاربة تقاليد ليست جزءاً من عقيدة دينية ‏او حرية عبادة، وبين الغاء تقليد لم يترسخ في نفوس الناس وكأنه جزء من عقيدة مقدسة…‏ ولذلك فان اسقف كتربري رئيس الكنيسة الانجليكانية في بريطانيا، شجب القرار الفرنسي ‏يومذاك واعتبره تدخلاً في حرية الاعتقاد الديني، وهو مخالف لحقوق الانسان وانتهاك لروح ‏الديموقراطية.‏ ويظل ما اقدم عليه الرئيس الفرنسي اقل استفزازاً لمشاعر المؤمنين والمؤمنات بالحجاب في بلد ‏عربي مسلم مثل تونس. ثم ان حظر شيراك للحجاب لا يتعدى حدود المدرسة. اما ما يريد ان ‏يطبقه زين العابدين علي فهو الحظر الكامل. وقد لوحظ ان المحتجات على القرار هنّ الفتيات ‏والسيدات التونسيات اكثر من احتجاج الرجال. وهذا ينفي الادّعاء بأن «نزع الحجاب» ‏بالقوة هو جزء من «تحرير المرأة». بل ان محاولة اسقاط عضوية سيدة عضو في البرلمان التركي ‏لأنها تصر على ارتداء الحجاب، لم يكن مظهراً من مظاهر الرقي او الحضارة، بل كان اقرب الى ‏فرض ديكتاتورية رسمية تطال حرية العقيدة وحقوق المراأة نفسها، في ان تمارس تقليداً يعتبره ‏مئات الملايين جزءاً من عقيدتهم. وان كان التساهل عند اوساط اسلامية واسعة ايضا في موضوع ‏الحجاب، ينطلق من اعتبار ان الحجاب يرمز الى التمسك بأهداب التقاليد الدينية ولكنه ليس ‏ملزماً من ناحية دينية وهو امر غير متفق عليه حتى بين رجال الدين. من هنا فان التدخل ‏الرسمي الفوقي من جانب الدولة يعتبر تعسفاً وعدم مراعاة شعور ملايين المحجبات اللواتي ‏يعتبرن الحجاب جزءاً لا يتجزأ من حصانتهن الاخلاقية وعفتهن. من هنا نجد ان بلداً مثل ‏الولايات المتحدة لم يرَ في ذهاب الطالبات المسلمات بحجابهن الى المدارس عائقا امام تقدمهن ‏الدراسي او ادائهن العمل في الوظائف. الى جانب احترام «حرية العقيدة» عند من يؤمن بها.‏ بل اكثر من ذلك: ان الاتحاد السوفياتي «اللاديني» والذي يطعن في العقيدة الشيوعية للرفاق ‏الشيوعيين، اذا كانوا يؤمنون بالاديان السماوية او الغيبية انطلاقاً من نظرية كارل ‏ماركس القائلة: «الدين افيون الشعوب» ورغم شمولية النظام وسيطرة الدولة على وسائل ‏الانتاج فليس هنالك ملكية خاصة الا بقدر محدود، وكل وسائل الانتاج هي ملك للدولة.. تحت ‏شعار: «انها دولة العمال والفلاحين وعندما تمتلكها الدولة، فمعنى ذلك انها ملك للشعب ‏السوفياتي». اما وباختصار فانها تستطيع ان تفرض على المواطنين والمواطنات ما تشاء ويصبح ‏نافذا، ولكنها لم تلجأ في اي وقت من الاوقات الى اجبار السيدات المسلمات في جمهوريات آسيا ‏الوسطى على نزع الحجاب اذ انه في نظر الدولة السوفياتية، فان نزع الحجاب او ابقاءه لا ‏يقدم ولا يؤخر لا في عملية الانتاج ولا في اباحية العلاقات او الفلتان في هذه العلاقات، وان ‏كان ارتداء الحجاب عند المرأة المسلمة يذكّرها دائما بوجوب المحافظة على بقاء علاقاتها ‏وسويتها وشرعيتها ضمن منظومة الاسرة وسلامة التناسل. ولذلك فانه حتى في دين سماوي آخر غير ‏الاسلام مثل الدين المسيحي، فان ارتداء السيدة نقابا على رأسها عندما تدخل اماكن ‏العبادة، يرمز الى احترام الشعائر الكنسية ويكسبها نوعا من الحرمة والقداسة.. وان كان ‏هذا الارتداء الموقت خلال الطقوس الكنسية يختلف اختلافا بيّناَ عن ارتداء غطاء الرأس الخاص ‏بالراهبات الذي يرمز الى ان الراهبة تنذر حياتها كما الراهب نفسه للانقطاع الى الله ‏الخالق. بينما هذا الأمر المبالغ فيه بالانقطاع عن مباهج الدنيا، ليس وارداً بالنسبة ‏للمرأة المسلمة او الرجل المسلم. من هنا جاء القول المعروف: «لا رهبانية في الاسلام». علما ‏ان المصلحين والمصلحات الاجتماعيون والاجتماعيات من الرجال والنساء المسلمين والمسلمات في ‏البلاد العربية والاسلامية، لم يصل بهم الامر درجة اعتبار «حرية المرأة» تعني وجوب الانفلات ‏من كل القيم والتقاليد الاجتماعية المتعارفة التي «تحصّن» الاسرة و تحفظ تماسكها. فهذا ‏المفكر المصري الكبير قاسم امين الذي لشدة مطالبته بحقوق المرأة اطلق المصريون عليه لقباً ‏اصح كأنه «اسم علم» له هو لقب «نصير المرأة». فعندما يذكر «نصير المرأة» يعرف الناس انه ‏قاسم امين. ومع ذلك فقد حدد في «قصيدة رائعة» حدود الحرية التي يريدها للمرأة عندما ‏قال:‏
‏«من لي بتربية النساء فانها في الشرف علّة ذلك الإخفاقِ الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراقِ الام استاذ الاساتذة آلألى ملأت مآثرهم مدى الآفاقِ
الى ان يقول: ‏
انا لا اقول دعوا النساء سوافراً بين الرجال يجلن في الاسواق يَدْرُجْنَ حيث اردنَ لا من وازع يخشين رقبته ولا من واقي ‏ وفي اعتقادنا ان «المفسدين في الارض» وهم كما اثبتت وقائع التاريخ، قتلة المصلحين الانبياء ‏وقتلة الاطفال والنساء في الماضي والحاضر. يضعون امامهم مجسما للكرة الارضية ويبحثون عن ‏الحساسيات في كل شعب وامة، وخاصة ما يتعلق بالتقاليد او العقائد، ليحركوا التناقضات ‏ويعمقوا هذه الحساسيات ليحوّلوها الى مصدر للاحقاد والنزاعات، وبما ان الولايات المتحدة هي ‏نصيرتهم الاولى بكل ما لديها من امكانات وطاقات، فانها عبر بعض الفرق الدينية التي اصطنعت ‏ونمت مع مرور الوقت كمشروع مخطط له ومموّل لاثارة الانقسامات من داخل الاديان نفسها.. فلكي ‏تخلق اشكالا ضد وجود ملايين المسلمين في فرنسا، فانها تغري «اصحاب القرار» في فرنسا بما تملكه ‏من نفوذ ووساذل ترغيب وترهيب سياسيين واقتصاديين، اوحت بقضية نزع الحجاب عن الطالبات ‏المسلمات المحجبات في صفوف الدراسة، انطلاقاً من اعتبار ان الحجاب «رمز» لدين معين بحيث ‏يتنافى ذلك مع علمانية النظام، حتى ولو شمل في طريقه منع ارتداء غطاء رأس يرمز الى ‏الانتماء اليهودي. لان «لعبة الامم» المسكونة صهيونيا، يهمها التركيز على الاسلام كدين، إذ ‏تعتبر الصهيونية اتباع هذا الدين هم بالفطرة وخاصة العرب منهم، مرابطين في وجه الكيان ‏الصهيوني. ثم انها لا تكتفي بمحاولة تحريض حكومة معينة مثل حكومة فرنسا تكون قيادتها قد ‏بنت «علاقات خاصة» ومصلحية مع قوى الضغط الصهيوني، لخلق تناقضات داخلية فرنسية ضد ‏هؤلاء المسلمين وتشديد النكير عليهم ومضايقتهم حتى في عقائدهم الدينية او في السياسة حتى ‏المانيا حيث وصل الاستفزاز درجة «توريط» قداسة البابا في محاضرة تضمنت استشهادات ونصوصاً ‏معادية لجوهر العقيدة الاسلامية، حتى يكون الوقع السلبي لهذا الكلام اكثر استفزازا لاوسع ‏الاوساط الاسلامية في العالم.‏ وهنا سوف يتصدى من يسأل: اذا كان الصهاينة بما لديهم من مكر واتقان للدسائس والاضاليل ‏و«الافساد في الارض» قد نجحوا في ان يدفعوا قيادتي فرنسا والمانيا الى مواقف غير مراعية ‏لمشاعر العرب والمسلمين، فكيف يمكنهم ان «يؤثّروا» على قيادة بلد عربي مسلم مثل القيادة ‏التونسية ليدفعوها – في هذا الظرف بالذات – لاتخاذ مثل هذه المواقف؟ والجواب ان وصول الصهيونية لتحقيق مثل هذا الامر لا يتطلب تواطؤاً بل يمكن ان يكون لدى ‏هؤلاء الصهاينة اطلاع على الاوضاع العامة في تونس – علماً ان باستطاعتهم معرفة الخفايا، ‏بدليل قيام القومندوس الصهيوني بالنزول في تونس والوصول الى منطقة «حمام الشط» حيث كان ‏القيادي الفلسطيني خليل الوزير ابو جهاد – فاستطاعوا الوصول الى مقره بعد ان استقلوا ‏وهم بالعشرات، حافلات مدنية لم تكن تعرف هوياتهم على الارجح حيث افرغوا حقدهم عبر اطلاق ‏الرصاص عليه بالتناوب امام افراد عائلته! فالذي يستطيع ان يعرف «خريطة الطرق» ‏التونسية الى هذه الدرجة، وحيث توجد جالية صهيونية تونسية لم تخف ولاءها للصهيونية ‏واسرائيل. وخاصة في جزيرة جربة التونسية حيث يحتفل اليهود في كنيس يعتبرونه تاريخيا في ‏تلك الجزيرة، فانهم يستطيعون ان يحركوا مسألة الحساسيات عبر استغلالهم لتوجه الدولة ‏التونسية المتعلق بالحجاب، حتى تخلقوا ازمة تكون الدولة التونسية بغنى عنها، ولكن ‏‏«المفسدين في الارض» يستغلونها ابشع استغلال، بحيث تتعدى آثارها السلبية تونس الى العالم ‏الاسلامي، وخاصة ان «اذكاء نارها» يتم في شهر رمضان المبارك، لكي تكون اثارة الموضوع ‏اكثر مساسا بالحساسيات الدينية. علماً ان التونسيين في شهر رمضان المبارك هم من اكثر ‏الشعوب العربية والاسلامية احياء لليالي هذا الشهر سواء بالعبادات او بالسهرات المسلية ‏التي تمتد طوال الليل حتى مطلع الفجر!‏ ولقد كان الرئيس الحبيب بورقيبة اسبق من غيره لادخال وزير يهودي في اول حكومة استقلالية ‏وكان هذا الوزير يعتبر من اركان «الحزب الحر الدستوري الجديد»! وكان بورقيبة يريد اثبات ‏انفتاحه رغم انه كان «حاكما بأمره» وكان حزبه الحاكم «الحر الدستوري» من اطول الاحزاب ‏العربية والافريقية بقاءً في الحكم منذ الاستقلال. وكان من مظاهر انفتاح الرئيس بورقيبة ‏ان مستشاره سيسيل حوراني الذي كان معروفاً «بصلاته الخاصة» مع الاميركيين وهو من اصل ‏لبناني من جديدة مرجعيون، وليس معيباً لاي متعاط بالقضايا السياسية ان يكون له علاقات ‏عامة. ولكن سيسيل حوراني كان متبنيا للوجهات المعادية لحركة القومية العربية التي كان ‏يقودها الوحدويون العرب في فترة قيام الجمهورية العربية المتحدة. وقد برر الرئيس ‏بورقيبة امام وفد صحفي لبناني زار تونس في الستينات وكان من بين اعضاء ذلك الوفد ‏الاستاذ جورج عميره مدير تحرير جريدة «العمل» الكتائبية عن ظاهرة المجيء بهذا المستشار الى ‏‏«ديوان الرئاسة» التونسية، بأنه (اي بورقيبة) كان يلقي خطابا في الامم المتحدة وكان ‏سيسيل حوراني مترجماً لخطابه وقدا عجبه، فجاء به الى تونس. وهنا لا بد من التذكير ببعض ‏التشابه بين حزبي الكتائب والحزب الحر الدستوري التونسي: فلقد كانت جريدة الحزب ‏الدستوري التونسي هي جريدة «العمل» وكان يكتب تحتها عبارة «يشرف عليها الرئيس الحبيب ‏بورقيبة» وكانت جريدة حزب الكتائب في لبنان تحمل هي الاخرى اسم جريدة «العمل» وكانت ‏يكتب تحتها عبارة: «يشرف عليها الشيخ بيار الجميّل».‏ وقد جرى حديث حول الوحدة الدستورية القائمة بين مصر وسوريا في ذلك الوقت واحتمال ‏انضمام اقطار عربية اخرى اليها. فأثنى الاستاذ عميرة الذي اصبح فيما بعد نائبا لرئيس ‏حزب الكتائب امام الرئيس بورقيبة على توجهات تونس التي «لا تتسرع» بدخول اي وحدة ‏دستورية عربية! فأراد بورقيبة ان يوازن بين الدخول وعدم الدخول في الوحدة فلم يجد ‏العبارة اللازمة فأسعفه احد اعضاء الوفد بالقول: «انتم تؤمنون بوحدة القلوب وليس ‏بالضرورة الوحدة الدستورية» فسرّ الرئيس بورقيبة لهذه الصيغة فأثنى عليها!‏ وكانت حجة بورقيبة حول عدم التمسك بالحجاب او التساهل في السفور، ان عصمة المرأة تكون ‏عصمة عقلية ونفسية وليست عصمة الغطاء. وهو كلام قابل للنقاش. علماً انه لم يصل الامر ‏عنده درجة «تحريم» الحجاب او منعه بشكل رسمي وتحت طائلة العقاب كما يحاول الرئيس زين ‏العابدين ان يفعل الآن. ‏ ومن المؤكد انه بعد التجارب «الاقسى» التي اجراها اتاتورك في تركيا، ان منع الحجاب لم ‏يتحقق بشكل شامل وهو مفروض على من تطاله يد الدولة من موظفات او واقعين تحت سلطتها. ‏اما سواد الشعب التركي فلا يزال يمارس هذا التقليد ويتمسك بما كان يتمسك به قبل مجيء ‏اتاتورك، بل يمكن القول ان «الانبعاث الديني» في تركيا اليوم اقوى مما كان عليه في اي وقت ‏مضى. كما ان المشاركة الوجدانية لمسلمي تركيا تجاه اي قضية عادلة يناضل العرب من اجلها ‏خاصة في فلسطين وخلال العدوان الاخير على لبنان، اكدت ان الشعب التركي بعفويته لا يعتصم ‏بالعصبية التركية الطورانية بل يتجاوز العصبيات الطائفية، بدليل ان رئيس الوزراء ‏اردوغان مراعاة منه لمشاعر الشعب التركي المؤيد للمقاومة في لبنان، قد تعهد امام الرأي ‏العام التركي انه اذا شارك في قوات اليونيفيل فان شرطه الاول هو عدم دفع قواته الى ‏المساس بسلاح المقاومة، وان اي محاولة لدفعها الى ذلك، سوف تحمله على طلب انسحاب القوات ‏التركية من اليونيفيل. وكان موقف الجماهير التركية المؤيدة للمقاومة ضد العدوان ‏الاسرائيلي افضل تسفيه لاولئك الذين يريدون خلق العنعنات المذهبية ومن بيمهم «مذهبيون» ‏ذهبوا من لبنان الى تركيا لايغار صدرها ضد المقاومة، فلم يلقوا الاحترام او التقدير على ‏طروحاتهم، وان كانوا قد استقبلوا بروتوكوليا على افضل ما يرام!‏ ونحن نريد ان نختم في موضوع الحجاب في تونس بتساؤل موجه للادارة الاميركية التي ترفع شعارات ‏الديموقراطية، وهي لا تزال داخل الولايات المتحدة متقيدة بالدستور الاميركي الذي يراعي ‏الحريات الفردية والعامة، رغم القيود الظالمة على بعض اوساط الجاليات اللبنانية ‏والعربية والاسلامية. واللبنانيون والعرب الاميركيون رغم معارضتهم لمجمل السياسة الاميركية ‏المنحازة على نحو مطلق لاسرائيل، فانهم يحتسبون لاميركا كفالة الدستور الاميركي لحرية العبادة ‏بما فيها حرية اللبنانيين الاميركيين والعرب الاميركيين المسلمين ومراعاة تقاليدهم سواء كانوا ‏مسلمين او مسيحيين ولكنهم يتساءلون، كيف تدعمون انظمة تريد ان تفرض على الناس ماذا ‏يلبسون وتريد بالقوة ان تمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية او اتباع نمط من انماط الحياة ‏الاجتماعية؟ فهل يكون من الممفارقات المضحكة المبكية ان يمتدح الرئيس بوش الحجاب عند زيارته للمركز ‏الاسلامي في واشنطن بعد 11 ايلول عندما اراد ان «يكفّر» عن «زلة اللسان» حول «الحرب ‏الصليبية» عندما امتدح المرأة المسلمة المحجبة بأنها تكون اشبه بالملاك. ثم يرى بعض اصدقائه ‏الذين يدعم سلطتهم يمارس عكس ذلك تجاه بني قومهم؟ أليس من المضحك المبكي وفي المفارقات ‏العجيبة ان نجد انفسنا نكاد نستنجد ببوش الذي يرفع شعار «محاربة الارهاب» ان يقنع احد ‏‏«اصدقائه» من الحكام العرب، بوقف «ارهابه الرسمي» ضد سيدات يردن التمسك بحقهن المدني في ‏ارتداء لباس رصين يرمز الى حشمة المرأة، وهو لا ينقص من حريتها، بل هو حق لها من ابسط ‏حقوق الانسان؟ (المصدر: صحيفة « الديـار » اللبنانية الصادرة يوم 7 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.journaladdiyar.com/Article_Front.aspx?ID=30354

 

روايات تصف إساءة معاملة حراس معتقل جوانتانامو للسجناء

واشنطن (رويترز) – قالت مُجندة في مشاة البحرية الامريكية في وثيقة نشرت يوم الجمعة ان حراسا في معسكر قاعدة جوانتانامو وصفوا إساءة معاملة المعتقلين بدنيا ونفسيا بما في ذلك ضرب رأس أحدهم في باب زنزانة وحرمانهم من الامتيازات لمجرد إثارة غضبهم. وقالت هذه المجندة وهي برتبة سارجنت في مشاة البحرية الأمريكية في إقرار خطي مشفوع بقسم أُرسل الى مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للتحقيق فيه ان »أمثلة هذه الانتهاكات تضمنت ضرب المعتقلين وحرمانهم من الماء والحرمان من الامتيازات دون سبب. » وقدم محامون يمثلون بعضا من نحو 455 أجنبيا يشتبه بأنهم ارهابيون محتجزون في القاعدة البحرية الأمريكية بجوانتانامو بكوبا هذا الإقرار الموقع يوم الاربعاء. وحجب اسم هذه السارجنت التي تعمل مساعدة محام في قضية اعتقال جنائية. ووصفت السارجنت حوارا استمر ساعة مع حراس في حانة في القاعدة في 23 سبتمبر ايلول ولكن الاقرار الخطي لم يذكر سوى الأسماء الأولى للمتهمين بالمشاركة في هذه الانتهاكات . وصرح متحدث باسم قوة العمل التي تدير معسكر جوانتانامو بأن »مهمة قوة العمل المشتركة هي الرعاية والحراسة الآمنة والانسانية لمقاتلي العدو المحتجزين. انتهاك أو مضايقة المعتقلين بأي شكل أمر لا يتم التغاضي عنه أو التسامح بشأنه. « قوة العمل المشتركة ستتعاون بشكل كامل مع المفتش العام لمعرفة حقيقة الأمر وسنقوم بعمل عند اكتشاف سوء سلوك. » وكتبت السارجنت تقول ان بحارا اسمه بو تحدث عن ضرب المعتقلين. واضافت ان »من بين تلك الروايات التي قصها بو إمساكه برأس معتقل وضربها في باب الزنزانة . » وقالت ان بو أوضح ان آخرين في جوانتانامو علموا بتصرفاته ولم يعاقبوه. ونقلت عن حارس اسمه ستيفن قوله انه حتى عندما يكون سلوك المعتقل جيدا يقوم الحراس بأخذ متعلقاته الشخصية. واضافت « قال انهم يفعلون ذلك لإثارة غضب المعتقلين حتى يمكن معاقبتهم عندما يعترضون ويشتكون. » وقال الاقرار الخطي ان نحو خمسة حراس آخرين كانوا يتحدثون في الحانة اعترفوا بضرب المعتقلين بما في ذلك لكمهم في وجوههم . وقالت « من كل هذا الحوار فهمت ان ضرب المعتقلين أُسلوب شائع. الجميع في المجموعة كانوا يضحكون لدى سماع روايات ضرب المعتقلين . » وفي مذكرة لمكتب المفتش العام قال اللفتنانت كولونيل كولبي فوكي وهو محام بمشاة البحرية الامريكية مكلف بالدفاع عن معتقل كندي اسمه عمر احمد خضر متهم بالقتل ان الانتهاكات المذكورة تمثل انتهاكا للقانونين الامريكي والدولي. وواجهت الولايات المتحدة انتقادات دولية لاعتقالها لأجل غير مسمى معتقلي جوانتانامو ومن بينهم كثيرون محتجزون منذ اكثر من اربع سنوات دون توجيه اتهامات لهم. ويجادل البنتاجون بأن هذا المعتقل مهم لاعتقال واستجواب المشتبه بأنهم ارهابيون والذين ربما بغير ذلك سيعودون الى ساحة القتال. وقال ويلس ديسكون وهو محام يمثل اربعة معتقلين في جوانتانامو حاليا ان احدث رواية عن الانتهاكات تعكس انهيارا تاما في التسلسل القيادي في جوانتانامو وانعدام المحاسبة من قبل كبار المسؤولين العسكريين هناك . واضاف ان « حقيقة ان يجلس أفراد في البحرية الأمريكية في حانة ويضحكون على ضرب المعتقلين دون سبب أمر شائن. اننا على بعد خطوة واحدة فقط من (فضيحة سجن)ابو غريب أو ربما أسوأ. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 7 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

كيف تنظر أمريكا إلى شمال إفريقيا؟

يزيد بوعنان (*)

 

لقد جاءت زيارة كاتب الدولة الأمريكية للدفاع « دونالد رامسفيلد » خلال شهر أفريل من هذه السنة إلى دول المغرب العربي كغيرها من الزيارات التي قامت بها شخصيات ورموز أخرى إلى مختلف البلدان العربية, ليتم من خلالها ترتيب الملفات, وإعداد العدة للانطلاق في تنفيذ السياسة التي تريد إدارة « جورج بوش » إملاءها على دول الشمال الإفريقي, فكيف تنظر الولايات المتحدة إلى هذه المنطقة؟ وما هي المحددات الداخلية والخارجية للسياسة الأمريكية في المغرب العربي والشمال الإفريقي؟

 

1) محاربة الإرهاب والقضايا العربية: جاء الاهتمام بمنطقة الشمال الإفريقي كمنطقة إستراتيجية, وكجزء لا يتجزأ من الدول العربية, وكمنطقة مستهدفة ينبغي أن تشملها السياسات والخطط المتبعة في إطار سياسة الشرق الأوسط الكبير التي تسعى الولايات المتحدة إلى تجسيدها مهما كان الثمن. ومن الطبيعي أن تسعى أمريكا إلى إخراج هذه المنطقة (شمال إفريقيا) من السيطرة التاريخية الأوروبية أو الفرنسية بالتحديد, خاصة وأن السياسة الأمريكية قد أصبحت تواجه مزيدا من الصعوبات والمشاكل وقد تزداد هذه المشاكل اتساعا على المدى المنظور خاصة إذا استمرت إدارة « بوش » في السياقات التي اتبعت، وهو ما سيؤثر سلبا على موقع الولايات المتحدة بصفتها دولة كبرى ودولة تتصدى للعب دور فعال في السياسة العالمية بجوانبها المختلفة. وكان من الطبيعي أن تكون القضايا المتصلة بمحاربة الإرهاب وبالمنطقة العربية من بين الموضوعات التي تريد أن تتناولها الإدارة الأمريكية مع زعماء الدول المغاربية والشمال لإفريقي, وعلى رأس هذه القضايا القضية العراقية والقضية الفلسطينية, والسورية ثم إيران بدرجة أقل.

 

ففي قضية محاربة الإرهاب فإن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع « رامسفيلد » إلى دول المغرب العربي منذ شهور ووصفها بأنها « مفيدة وهامة للغاية », وقد درس « رامسفيلد » خلال هذه الزيارة مع الزعماء المغاربيين السبل الكفيلة لإقامة إطار للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والدول المغاربية من جهة أخرى بغرض مواجهة ما يسمى بالخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في المنطقة, وحسب مصادر إعلامية ذات صلة بالملفات الأمنية فإن واشنطن التي تحرص على إقامة تنسيق وثيق ودائم بينها وبين الدول المغاربية من منطلق المعلومات الإستخباراتية التي تؤكد وتفيد بتجنيد القاعدة لعناصر موالية لها في منطقة الشمال الإفريقي وذلك لضرب المصالح الأمريكية، خاصة بعد إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال انضمامها إلى خلايا القاعدة وقبول زعماء القاعدة لهذا الإنضمام وهو ما أعلن عنه أيمن الظواهري في التصريح الذي بثته قناة الجزيرة.

 

كما أبدت الإدارة الأمريكية تخوفاتها من إمكانية تسلل بعض عناصر القاعدة مع المهاجرين غير الشرعيين من مالي والنيجر وتشاد عبر الحدود الجزائرية والمغربية ومن تم إلى كل من تونس ومصر وغيرها من الدول, وانخرطوا في نشاط ميداني لضرب المصالح الأمريكية في المنطقة, ولذلك فإن إدارة بوش تنوي التعامل مع هذه الدول مجتمعة ككتلة واحدة لمحاربة الإرهاب, بل وهي تعمل جاهدة على إيجاد صيغ مناسبة لشراكة قوية بين الجيش الأمريكي وجيوش البلدان المغاربية ،وذلك ما أسماه رامسفيلد « بالشراكة البناءة التي تنخرط في الحملة على الإرهاب, لأننا نعتبر أن بلدان المغرب العربي والشمال الإفريقي هي بلدان خصبة للمجموعات المرتبطة بالقاعدة ».

 

والملاحظ أن الإدارة الأمريكية تحاول أن تستعمل سياسة المقايضة والترابط في دعم الحكومات والدول القائمة مقابل تقديم تنازلات بخصوص المهام الأمنية تدريجيا بالنظر إلى أن هذه الدول –أو أغلبها- عاجزة عن التحكم في أوضاعها الأمنية الداخلية ومراقبة الحدود, ولذلك فإن واشنطن تسعى لتقديم مساعدات عسكرية ومن خلال الأجهزة والعتاد المتطور لمراقبة المناطق غير المتحكم فيها, ويأتي هذا الإعلان لتقديم الدعم اللوجستي والمالي لعدد من الدول العربية والإفريقية في سبيل مكافحة الإرهاب كنتيجة منطقية لسلسلة من الوقائع والأحداث التي كشفت عن مساع أمريكية حثيثة لضمان الأمن والاستقرار والمصالح الإستراتيجية الأمريكية و الغربية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط, وامتدادها المباشر في دول الساحل الإفريقي. -والملفت كذلك أن واشنطن تربط تقدم ملف التعاون العسكري والأمني بشروط « الإصلاحات السياسية » ووضعية حقوق الإنسان في هذه البلدان, وذلك كتجسيد للمقاربات الأمريكية الرامية إلى ضمان التوازن الداخلي بين مختلف التيارات والاتجاهات والمشارب وجماعات الضغط, بما في ذلك الجماعات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان. أما بشأن القضايا العربية الراهنة التي تشكل بؤرا للتوتر في منطقة الشرق الأوسط مثل العراق, سوريا, وفلسطين, فإن الإدارة الأمريكية تحاول جاهدة لإقناع دول الشمال الإفريقي باعتبارها كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية إلى الانخراط في مسعاها ودعم سياستها في المنطقة, ولذلك فإن الكثير من المصادر الإعلامية والديبلوماسية أشارت بأن هناك مساع أمريكية مكثفة لاستقدام قوات عربية إلى العراق تمهيدا لسحب قواتها أو التقليل منها, وقد حذر الكثير من المحللين والمتتبعين في الجزائر وغيرها من خطورة المعلومات التي تناولتها مصادر إعلامية متطابقة من أن زيارة « رامسفيلد » إلى الدول المغاربية كانت موجهة في جزء كبير وحيوي منها باتجاه إرسال قوات عربية إلى العراق, لأنه قد بات في حكم المؤكد أن الولايات المتحدة تنوي سحب قواتها في العراق ولو مرحليا, وحتى لا تحدث إختلالات أمنية يجب إشراك قوات عربية في محاولة تعريب الأمن في العراق وما قد ينجر عن ذلك من تداعيات متشابكة وخطيرة, لأن الجنود العرب سيصبحون حينذاك هدفا للمقاومة العراقية وسيكون في كل بيت عربي مأتم دون أن نجني من ذلك أي مغنم, ولذلك فإن الدول المغاربية وغيرها من الدول العربية الأخرى مطالبة بأن تمارس المناورة السياسية وتحسن التدبير حتى تكون في مأمن عن أية تخبطات سياسية أو مواقف مكلفة ومستنزفة لقدراتها وأبنائها, وأن مواقفها لا ينبغي أن تخضع لحسابات الإدارة الأمريكية بل يجب أن تكون موافقة للإدارة العراقية والعربية الحرة المستقلة.

 

2) أهداف خفية تحت غطاء التعاون على الإرهاب:ما من شك أن هناك مخاوف مؤسسة بشأن الأهداف الخفية التي تريدها الولايات المتحدة الأمريكية من وراء سياسة التعاون التي تسعى إلى تطبيقها في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا, وهي أهداف على درجة كبيرة من الحساسية والخطورة بل ربما هي أخطر من الخطر الذي يمثله الإرهاب والقاعدة على أمريكا والدول الغربية, ومن بين هذه الأهداف إرغام البلدان المغاربية وقبلها الدول العربية الأخرى على الاعتراف جماعيا بإسرائيل وذلك من خلال وضعها أمام الأمر الواقع وهو الجلوس حول طاولة واحدة مع المسؤولين الإسرائيليين في المحافل الدولية العديدة والمخصصة لمكافحة الإرهاب, كما حدث و يحدث في إطار اجتماعات الحوار المتوسطي الذي يشمل جميع بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا وحوض البحر المتوسط ومنها دولة إسرائيل مع حلف الأطلسي, ومن بين هذه الأهداف أيضا سد الطريق أمام هذه البلدان لأي شكل من أشكال التضامن مع الشقيقتين سوريا وإيران وبعدهما لبنان التي تتلقى حملة أمريكية وغربية منقطعة النظير في سبيل قلب النظامين السوري والإيراني وتنصيب أنظمة موالية وتابعة روحيا وهيكليا لأمريكا.

 

إن مدلولات السياسة الأمريكية في الشمال الإفريقي والزيارات المكوكية للمنطقة من قبل الفاعلين الرئيسيين داخل إدارة واشنطن هي أكبر من مجرد مواصلة الحرب المقدسة ضد فلول « القاعدة » وخلاياها النائمة أو النشطة في دول الساحل الإفريقي, لأن هذه المهمة قد قامت بها كامل الدول المغاربية بالمجان ودون انتظار المقايضة الأمريكية, والراجح إذن أن أمريكا التي وجدت نفسها في مأزق عسكري وسياسي من جراء الضربات الموجعة التي تلقتها في العراق على أيدي المقاومة العراقية,وتلك التي تلقتها ربيبتها إسرائيل في لبنان ومن جراء الصدمة النفسية التي تلقتها بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية « حماس » بأغلبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني وتوليها مقاليد الحكم هناك من خلال انتزاعها لأهم وأغلب الحقائب الوزارية جعل المحافظين الجدد بقيادة « جورج وولكر بوش » يفكرون -ولو بصوت منخفض وغير مسموع- في إيجاد منطقة نفوذ أخرى هي بالأساس منطقة نفوذ لفرنسا, وتتمثل هذه المنطقة في المغرب العربي والشمال الإفريقي خاصة وأن المنطقة ككل – باستثناء مصر- حساسة جدا لمثل هذه الطروحات وأن السياسة الأمريكية تكاد تكون مرفوضة بالمطلق من قبل شعوبها.

 

وإذا علمنا أن قوة المناعة لدى الحكومات المغاربية اتجاه السياسة الأمريكية ضعيفة جدا فإن أخشى ما تخشاه الشعوب العربية في الشمال الإفريقي هو أن تتورط المنطقة في أداء مهام قذرة بالوكالة، من خلال الإذعان لضغوطات وإصرار أمريكا لفرض صيغة أمنية جديدة تتلاءم والمصالح الجديدة والأهداف المتوخاة من ذلك ،وعلى رأسها فرض سياسة التطبيع مع إسرائيل, ومنع دول المغرب العربي من أي شكل من أشكال التضامن مع إيران في إصرارها على مواصلة برنامجها النووي, وكذا منعها من إبداء أي شكل من أشكال المساندة لحركة حماس الفلسطينية أو الحكومة الفلسطينية التي تشكلت مؤخرا.

 

وفي ظل هذه المخاوف التي طرحها المتتبعون في المنطقة فإن أخشى ما نخشاه من هذا الإنسياق وهذه الهرولة نحو التطبيع والاعتراف بإسرائيل هو أن تتورط المنطقة في مشاكل أمنية لا قبل لنا بها مع الغول الأمريكي المسمى « القاعدة », خاصة بعد الإشارات التي أرسلتها الحكومة الأمريكية بكون أن هذه الخلايا هي في طريق التشكل في دول المغرب العربي خصوصا.

 

وخلاصة القول أن دول شمال إفريقيا لاسيما الدول المغاربية مطالبة بأن تبلور مواقف محددة واضحة المعالم, فبدلا من اتخاذ مواقف ارتجالية تعبر عن ردود أفعال إزاء ما يصدر عن واشنطن وأحيانا عن إسرائيل, فإن الحاجة تبدو ملحة لوضع واشنطن في موقع رد الفعل عبر المبادرة بصياغة مطالب أكثر إلحاحا, وألا تكتفي هذه الدول ببعض الاعتراضات أو القبول الفاقدة للمصداقية العملية كما هو الشأن في مواقفهم اتجاه القضيتين الفلسطينية والعراقية, فماذا ينتظر حكومات وشعوب المنطقة بشأن هذه السياسات الأمريكية وهذه الأهداف الخفية؟ الأيام المقبلة كفيلة بإيجاد الإجابة الدقيقة والصحيح

 

(*) كاتب صحفي جزائري

 

(المصدر: صحيفة « الحقائق » (لندن) بتاريخ 8 أكتوبر 2006)

الرابط:

http://www.alhaqaeq.net/defaultch.asp?action=showarticle&secid=5&articleid=61348


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

16 juin 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2216 du 16.06.2006  archives : www.tunisnews.net Membres de la Chambres des

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.