الأحد، 29 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2351 du 29.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس: لا للإرهاب ضد الدكتور منصف المرزوقي الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس: : نص الرسالة التي رفضت سفارة تونس بلندن استلامها النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقبلي: عريضة قدس برس: حركة “18 أكتوبر” تتهم الحكومة بالعجز عن مواجهة المشاكل السياسية والاجتماعية الخليج:14 متهماً (من بينهم تونسي) بالإرهاب أمام القضاء المغربي الحوار.نت : حوار صريح مع المناضل عبد الله الزواري  من منفاه الإجباري في بلده تونس المنجي الفطناسي: الثبات الثبات يا عفيفات تونس سيهزم الجمع ويولون الدبر حافظ بن عثمان: التمسك بالحجاب تصويت المرأة التونسية لمشروع الهوية عادل لطيفي: قراءة في ظاهرة الحجاب في تونس الأستاذ عادل كعنيش: الحجاب بين النصّ و الاجتهاد علي بن غذاهم: رد على لزهر عبعاب حول الحرب على الحجاب فتحي بيداني: لا تبع آخرتك بدنيا غيرك يا لزهر عبعاب صــابر التونسي: ردّ الجزيرة على خارجية تونس الأستاذ فتحي نصري: مسابقـة العيـــد محمد المستيري: نعم أنت فعلا فاشل يا سيادة الوزير الظاهرالمسعدي: من عجائب الحريات: ابتكار ديمقراطية خاصة بالأطفال محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الشؤون الدينية بتونس تتضمن مقترحات عملية حول السلوك و الانحراف الاخلاقي و العنف اللفظي

محمد عمار: مأساة أجراء قطاع النسيج

جمال العرفاوي: بابا نويل في رمضان الشروق: حامد القروي في ندوة دولية من تنظيم «ريالتي» و»استوريا»: اخترنا التوجه نحو المستقبل ولكننا لا ننسى! الشروق: في تجمع للجان الأحياء بالعاصمة: تونس حققت نقلة نوعية في الخطاب الديني وأسست لخطاب اجتهادي ومعرفي الصباح: الانـحــراف الأصولــي لـ “الجـزيــرة” الصباح: محررون موالون لإسرائيل يسعون إلى التّأثير على قناة «الجزيرة الدوليّة» الناطقة بالأنقليزية القدس العربي: مثقفون اوروبيون وعرب يناقشون موضوع الحريات في مرسيليا سمير صبح: فرنسا: المترشحون للرئاسة يدقون أبواب المغرب العربي محمد صادق الحسيني: حذارِ من “فدرلة” العراق و”عرقنة” المنطقة!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel:00447944550651  

لا للإرهاب ضد الدكتور منصف المرزوقي

 

يتعرض الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ عودته الى تونس الاسبوع الماضي، الى ملاحقة دائمة من قبل اعوان الامن،  بهدف اعاقته عن القيام بأي نشاط سياسي يشجع التونسيين على تبني مشروع المقاومة السلمية المدنية الذي ينادي به.   وقد حاصرت قوات الامن منزل الدكتور المرزوقي بهدف ارهاب المواطنين ومنعهم من الاتصال به  أوالاستجابة لندائه بضرورة رفع حاجز الخوف و ممارسة حقوقهم بدلا من المطالبة بها.   واذ نستنكر وبشدة الاعتداءات التي يتعرض لها الدكتور المرزوقي ومنها التجريح في شخصه، وقذفه بأبشع النعوت على مرأى ومسمع من العامة، فإننا ندعو السلطة التونسية الى الكف عن هذه الممارسات العدوانية والاساليب المتخلفة في التعاطي مع شخصية وطنية ومناضل حقوقي وسياسي شريف مثل الدكتور منصف المرزوقي. ونطالب بوقف سياسة الارهاب التي تستهدفه وزائريه من المواطنين، خاصة أقاربه وأفراد عائلته مثل المناضل رياض البدوي، الذي تم اعتقاله اثر مشاركته في التجمع العام الذي أقامه الدكتور المرزوقي في مدينة دوز بالجنوب التونسي.   الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس المنسق علي بن عرفة

لندن  في 29 أكتوبر 2006

نص الرسالة التي رفضت سفارة تونس بلندن استلامها

علي بن عرفة- منسق الحملة الدولية من أجل حقوق الانسان في تونس في سلوك منافي لأبسط قواعد الدبلوماسية والتحضر، رفضت السفارة التونسية بلندن استلام رسالة المنظمات الحقوقية التي نظمت اعتصاما أمام السفارة، للاحتجاج على قانون 108 سيئ الذكر
ولأننا ندرك أن هذا السلوك ينبع من حالة الرعب والخوف (حتى عند مسؤولي السلطة مثل السفراء) من تحمل المسؤولية ولو في حدها الادنى (استلام رسالة) فإننا ننشر هذه الرسالة في وسائل الاعلام لعلها تصل الى أهل القرار في السلطة التونسية مادام ذلك متعذرا عبر مؤسسات الدولة وسفاراتها.
وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمان الرحيم   لندن 27 اكتوبر 2006   السيد سفير الجمهورية التونسية السلام عليكم ورحمة الله   أقدمت السلطة التونسية مع بداية السنة الدراسية الجديدة، على التشدد في تطبيق منشور 108 سيء الذكر ، الذي يمنع التونسيات المحجبات من الدراسة، والعمل في المؤسسات العمومية بحجة محاربة الزي الطائفي. وقد عمد مديرو المعاهد وعمداء الكليات في تونس على  إجبار الطالبات المحجبات، على الاختيار بين  نزع الحجاب او الحرمان من الدراسة، وهوما  يمثل انتهاكا صارخا  لحقهن المشروع في اختيار اللباس، وفي التعلم والدراسة كبقية المواطنين. و لم يتورع أعوان الأمن عن ملاحقة النساء المحجبات في الشوارع والأماكن العامة، ونزع الحجاب بالقوة من على رؤسهن والاعتداء عليهن بالضرب.   واذ نستنكر هذه الممارسات العدوانية ضد المواطنات التونسيات المحجبات، فإننا  نعتبر كل أشكال  الملاحقة في حقهن غير دستورية، وتنال من حريتهن الشخصية في اختيار لباسهن، و حقهن الأساسي في مزاولة التعليم والعمل، والاستفادة من الخدمات العامة كبقية المواطنين. كما أننا نعد هذا التمييز في حقهن، شكلا من أشكال الاضطهاد الديني، الذي يتناقض مع ما يرفعه الخطاب السياسي الرسمي، من شعارات الحريات وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات والقانون.   أخيرا فإننا نطالب السلطة التونسية بالغاء منشور 108 سيئ الصيت، لمخالفته الدستورية والشرعية، فضلا عن تعارضه مع مبادئ حقوق الانسان وانتهاكه للحرية الشخصية للمواطنين .   ونطالب السلطة  التونسية بالكف عن ارهاب المواطنات التونسيات المحجبات – ملاحقتهن في الشوارع، ونزع حجابهن والاعتداء عليهن بالعنف- لما يمثله هذا السلوك البربري من ارهاب فج، وإهدار لكرامة المرأة التونسية، التي يدعي نظام الحكم تحريرها والدفاع عنها.   والسلام عليكم ورحمة الله   جمعية الدفاع عن الحجاب جمعية نساء ضد التعذيب جمعية النساء العربيات جمعية المرأة المسلمة الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس

 

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقبلي
عريضة  
نحن الهياكل النقابية للتعليم الثانوي بقبلي و في الوقت الذي نستعد فيه لبداية سنة دراسية جديدة بحرص كبير على توفير أفضل الظروف لإنجاحها ثبت من خلال شهادات العديد من الزملاء أن السيد مساعد المدير الجهوي للمرحلة الثانية للتعليم الثانوي “محمد الانور الطنباري” قد أساء استغلال  صلاحياته الإدارية ومارس العديد من التجاوزات التي أضحت مزمنة في القطاع وبات لزاما التصدي لها و يمكن تبويبها كالأتي :
·        المحاباة والمحسوبية في تسمية الزملاء . ·        الاستقبال السيئ للزملاء الجدد والقدامى (الانتظار المطول ،الترهيب،الاستعلاء…). ·        التجاوزات في حق العديد من الزملاء بخصوص التسميات بمختلف أشكالها (تدوين التسمية بقلم رصاص،الاعتماد على المشافهة دون تسليم وثيقة رسمية ،حجب بعض  الشغورات مما يفتح المجال للتلاعب …) . ·        هذه التجاوزات وغيرها دفعت بعض الزملاء إلى التعويل على أطراف لا تنتمي إلى القطاع لقضاء مآربهم.
و بناء على ما تقدم نعلن نحن أعضاء ندوة الإطارات المنعقدة يوم الأربعاء 13/09/2006 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي عن استيائنا من هكذا ممارسات وندعو السيد المدير الجهوي إلى ضرورة التصدي إلى هذه الظاهرة ونعرب عن استعدادنا نحن أبناء القطاع لممارسة كل الأشكال النضالية المشروعة دفاعا عن كرامة الأستاذ و حقوقه . الإمضــــــــــــــــاء 760 إمضاء  أستاذ مباشر  لحد الآن .


حركة “18 أكتوبر” تتهم الحكومة بالعجز عن مواجهة المشاكل السياسية والاجتماعية

تونس – خدمة قدس برس (محمد فوراتي) : احتفلت “حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات” التي تضم أهم الأحزاب التونسية المعارضة، الأسبوع الماضي، بمرور عام على تأسيسها، بالمزيد من التحدي للسلطات الحاكمة. وأكدت الحركة أنّ نظام الحكم يعيش اليوم عزلة دولية ومأزقًا حقيقيّا على كافّة الأصعدة لعجزه عن إيجاد الحلول المناسبة للقضايا الملحّة المطروحة، واقتصاره على التعاطي معها بأسلوب القبضة الأمنيّة، بحسب تعبيرها.   وقالت الحركة في بيان لها بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيسها، أرسلت نسخة منه إلى “قدس برس” إنّ السّلطة تشدّد الحصار على الأحزاب والتيّارات السّياسيّة، المعترف بها وغير المعترف، وتنتهك استقلاليّة الجمعيّات والهيئات المهنيّة والحقوقيّة والثقافيّة، الرّافضة للاصطفاف معها، فتمنعها بالقوّة من النّشاط ومن عقد مؤتمراتها.   وتتكون “حركة 18 أكتوبر”، التي نفذت العام الماضي إضرابا عن الطعام شارك فيه الحزب الديمقراطي التقدمي، وحركة النهضة الإسلامية، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحزب العمال الشيوعي التونسي، والمؤتمر من أجل الجمهورية، شخصيات نقابية وحقوقية أخرى.   وقد جددت الحركة عزمها على جعل السّنة السّياسيّة الجديدة سنة نضال من أجل تحقيق مطالب إطلاق سراح المساجين السّياسيّين، وبسط حرّيّة التعبير والصّحافة، وحرّيّة التنظم الحزبي والجمعيّاتي.   حملات أمنية   واتهمت الحركة السلطات التونسية بمواصلة الاعتداءات الجسديّة على مناضلات الحركة الدّيمقراطيّة ومناضليها، كما اتهمتها بمواصلة حملة الاعتقالات التّعسّفيّة والمحاكمات الجائرة وممارسة التعذيب والتنكيل بالمساجين السّياسيّين وعائلاتهم، على حد تعبيرها. وقالت الحركة التي تعتبر أهم تجمع للمعارضة التونسية الجادة إن السلطة لا تجد من وسيلة للتعاطي مع قضيّة “الحجاب” سوى الحملات الأمنيّة العنيفة والمنتهكة للحرّيّة الشخصيّة والحرمان من الدراسة والشغل وسدّ الباب أمام أيّ نقاش حرّ لهذه القضيّة في وسائل الإعلام، وفي الفضاءات العامّة، متذرعة في ذلك بـ”مقاومة الإرهاب”، لمزيد انتهاك الحرّيّات والتّعدّي على الحقوق.   ونظمت الحركة الأربعاء (18/10) الجاري اجتماعا سياسيا كبيرا بمناسبة الذكرى الأولى لإضراب الجوع الذي قام به ثمانية من قياديي الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية في 18 تشرين أول (أكتوبر) 2005، ودام شهرا كاملا، وحظي بدعم وطني ودولي، خاصة وإنه تزامن مع القمة العالمية لمجتمع المعلومات.   وترأس تجمع الأربعاء الخبير الحقوقي خميس الشماري، والقيادي السابق في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وعضو “هيئة 18 أكتوبر”. وطوقت قوات الأمن السياسي بأعداد كبيرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي، حيث عقد الاجتماع. وذكر زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي المحامي أحمد نجيب الشابي أن الناطق الرسمي السابق لحركة النهضة المهندس علي العريض، والذي قضى في السجن الانفرادي 14 عاما منع من حضور اجتماع الأربعاء (18/10) بعد أن اعترضته مجموعة من أعوان الأمن السياسي كانت تستقل سيارتين.   من جهة أخرى ألقى مختلف الأعضاء المكونين “لحركة 18 أكتوبر” كلمات في تجمع الأربعاء مؤكدين إصرارهم على مواصلة النضال السياسي السلمي حتى تتحقق أهدافها.   وضع اجتماعي متفجر   من جهة أخرى حذرت المشاركون في اجتماع المعارضة المنعقد الأربعاء من أن الوضع الاجتماعي بالبلاد بات مخيفا، وأنّ التدهور الخطير للوضع السّياسيّ يصاحبه تدهور مماثل للحالة الاجتماعيّة، لا سيما تفاقم البطالة، والطرد الجماعيّ من العمل، وانسداد الآفاق أمام الشباب، خاصّة حاملي الشهادات العليا، وتدهور المقدرة الشّرائيّة لعموم الشعب، وتردّي الخدمات الاجتماعيّة، وتفشّي الجريمة وغيرها من الأمراض الاجتماعيّة، علاوة على ما يعانيه المواطنون في مناطق مختلفة من البلاد من انعكاسات خطيرة على حياتهم وصحّتهم لتفاقم التلوّث وتعدّد الحوادث البيئيّة.   وقالت الحركة إن السلطات التونسية ليس لها من ردّ على هذه المشاكل وما تولّده من احتجاجات غير القمع وحملات التشويه والمماطلة والتسويف والتحرّش بالنقابات والنقابيّين ومواصلة الترويج عبثا لـ”أنموذج تونسي” مثالي لم يعد يصدقه أحد، بحسب تعبيرها.   واتهمت الحركة الحكومة بالسعي إلى منع أيّ حوار وطني جادّ في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة التفريط في الثروات الوطنيّة للشركات الأجنبيّة وإغداق الامتيازات على فئات قليلة ومحظوظة من المجتمع والتّخلّي عن دورها الاجتماعي وغضّ الطرف عن استفحال ظاهرة الفساد وما يترتّب عنها من إهدار لإمكانات البلاد، وإلغاء لتساوي الفرص بين المواطنين في مجالي الأعمال والشغل.    انتقادات دولية   من جهة أخرى قالت “حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات” إن الحكومة التونسية أصبحت من بين الأنظمة الأكثر عرضة للنقد والإدانة في السّاحة الدّوليّة، كلّما تعلّق الأمر بانتهاك الحرّيّات وحقوق الإنسان. ولا تقتصر الانتقادات الموجّهة إليها على المنظمات غير الحكوميّة بل تعدّتها إلى جهات رسمية، وهو ما زاد في عزلته دوليّا، على حد قولهم.   وبخصوص تهمة التعامل مع الخارج التي توجهها الحكومة للحركة قال البيان “إذا كان نظام الحكم لا يتورّع عن اتّهام معارضيه ومنتقديه في الدّاخل، زورًا، بـ”الخيانة” و”التواطؤ مع الأجنبي” لتبرير رفضه لمطالبتهم بإصلاح الأوضاع السّياسيّة واحترام حقوق المواطنات والمواطنين وحرّيّاتهم الأساسيّة، فإنّه لا يتوانى عن التّستّر، في مواجهة منتقديه في الخارج، بـ “رفض التدخّل في شؤون البلاد”، وهي “حجّة” لا يثيرها حين يتعلّق الأمر بالتفريط في قطاعات استراتيجيّة للشركات الأجنبيّة وتنفيذ توصيات المؤسّسات الماليّة الدّوليّة، ومفاقمة المديونيّة الخارجية والاصطفاف وراء سياسات الإدارة الأمريكيّة في المنطقة، والتطبيع مع إسرائيل، المستمرة في عدوانها الوحشي على الشعبين الفلسطيني واللبناني”، بحسب تعبير البيان.   وأكدت الحركة أن هذا الوضع الذي يتعارض مع ما حقّقه الشعب التونسي، بجهده وتضحياته، من تقدّم في أكثر من مجال، ويهدّده بالتلاشي، هو الذي يكسب اليوم معركة الحرّيّة أهمّيّة قصوى بالنسبة المجتمع  حتّى تتحرّر طاقاته ويبني مستقبله على أسس ثابتة في ظلّ نظام ديمقراطي قائم على مبادئ المواطنة والحرّيّة والمساواة، وصيانة حقوق الإنسان والسّيادة الشعبيّة.   وقال المحامي العياشي الهمامي الذي كان مكتبه في العاصمة التونسية مسرحا للإضراب عن الطعام في تشرين أول (أكتوبر) العام الماضي 2005 “إن تونس اليوم بحاجة إلى مثابرة أبنائها على العمل الدؤوب والحازم لتحقيق الديمقراطية، ونعتبر أن عملنا يندرج في هذا الإطار، وأن خطنا السياسي المرتكز على العمل المشترك حول الحد الأدنى هو الذي سيفتح آفاقا أوسع للحرية والديمقراطية لشعبنا وبلادنا”، على حد تعبيره.   (المصدر: موقع نسيج الإخباري بتاريخ 29 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة قدس برس إنترناشيونال) الرابط: http://news.naseej.com.sa/Detail.asp?InNewsItemID=202874  


14 متهماً (من بينهم تونسي) بالإرهاب أمام القضاء المغربي

الرباط – “الخليج”:
 
قررت محكمة مغربية أمس، إرجاء النظر في قضية يتابع فيها تسعة متهمين، أحدهم تونسي يدعى محمد بن الهادي مساهل (37 عاماً) وعامل في إيطاليا، في إطار قانون مكافحة الإرهاب إلى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتتابع هذه المجموعة التي تضم متهمين من الدار البيضاء وسلا بتهم “تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والانتماء إلى جمعية غير مرخص لها، وعقد اجتماعات عمومية من دون تصريح مسبق”.
 
وتفيد محاضر الشرطة القضائية بأن التونسي المتهم الرئيسي في هذه القضية تمكن بعد دخوله إلى المغرب في يناير/كانون الثاني الماضي على متن سيارة، من استقطاب في كل من الدار البيضاء وسلا أشخاص يتبنون الفكر الجهادي ولهم إقبال على التطوع للجهاد في العراق. وتضيف المصادر ذاتها أن هذا التنظيم يعتبر من التنظيمات الإرهابية الخطيرة.
 
إلى ذلك، مثل ولأول مرة 14 متهما أمام هيئة ملحقة محكمة الاستئناف في سلا من أجل تكوين عصابة إجرامية وانتمائهم لتنظيم “إرهابي دولي له صلات مع مجموعات تنشط في منطقة الساحل والصحراء ومع عناصر مجموعة أخرى تنشط على الحدود الجزائرية المالية”.
 
وكانت أجهزة الأمن المغربية قد تمكنت مؤخرا من تفكيك هذه الخلية التي كانت في طور التشكل، ومن أعضائها، محمد سعيد ادغيري ، وهو عنصر ناشط على المستوى الدولي وعضو معروف في تنظيم إسلامي متطرف ينشط في شمال المغرب. وكشفت محاضر الشرطة القضائية أن أجهزة الأمن بدأت منذ سبتمبر/أيلول من السنة الماضية تهتم بحالة إدغيري الذي زار معسكرا في منطقة الساحل والصحراء، حيث تلقى تدريباً شبه عسكري، ولدى عودته إلى المغرب اعتزم مع مجموعته وضع مخطط للقيام بأعمال إرهابية بمساعدة عناصر أجنبية مرتبطة بهذه المجموعة.
 
(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 28 أكتوبر 2006)


 

خاص بالحوار.نت :

حوار صريح مع المناضل عبد الله الزواري  من منفاه الإجباري في بلده تونس

حاوره : الهادي بريك ــ ألمانيا

الأستاذ عبد الله الزواري ( 54 عاما ) من مؤسسي وقيادات حركة النهضة التونسية . متزوج وأب لخمسة أبناء . الأستاذ عبد الله إعلامي سابق بجريدة الفجر التونسية لسان حال حركة النهضة في بداية التسعينات . وهو يزاول الآن الكتابة الصحفية في عدد من الدوريات و النشريات العربية والإسلامية

.

خريج مدرسة النبي الاكرم يوسف عليه السلام بإمتياز لا يضاهى

:

 

ما إن فرغ الرجل صحبة إخوانه من الأعمال الأولى لتأسيس الحركة في نهاية السبعينات ثم من تركيز فروع لها في مختلف محافظات البلاد حتى داهمته محن السجون المتلاحقة .

ــ إعتقل عام 1981 فحكم عليه بعشر سنوات سجنا قضى منها أربعا ثم خرج بعفو رئاسي

.

ــ

 حكم في اكتوبر 1985 في قضية تتعلق بالحجاب ( تجمهر بالطريق العام) بشهرين نافذين… و في سبتمبر من السنة الموالية حكم عليه غيابيا بثلاث سنوات، فظل يلتزم التخفي إلى يوم اعتقاله يوم 17 افريل 1987

ــ اعتقل مجددا عام 1987 ضمن ثاني أكبر حملة  إستئصالية ضد أبرز خصم سياسي وفكري لبورقيبه العجوز . حكم عليه بعقد ونصف سجنا قضى منها عامين ثم أدركه عفو رئاسي جديد بمناسبة إنقلاب 7 نوفمبر

.

ــ إعتقل مرة ثالثة عام 1991 صحبة عشرات الآلاف من أنصار الحركة الإسلامية فلبث في السجن هذه المرة إحدى عشر عاما كاملة ونيف في ظروف قاسية جدا قضى بسببها عشرات من المساجين وما بقي منهم مسرحا أو سجينا إلى يوم الناس هذا تنخره الأمراض الفتاكة المزمنة

.

ــ قضى الأستاذ الزواري إذن في سجون العهدين القديم والجديد : 17 عاما كاملة ونيف كما قضى ملتزما التخفي ـ وهو سجن مضاعف لمن جربه ـ عامين آخرين . وحوالي عامين آخرين سجنا نافذا يأتي الحديث عنهما في الإبان إن شاء الله تعالى . الجملة : عقدان كاملان سجنا

.

صبرا جميلا حضرة القارئ الكريم فمحنة ضيفك لم تنته بعد

.

 

مدرسة النفي الاجباري في البلد الاصلي محنة لا تقل نكالا عن محنة السجن :

 

خرج الاستاذ الزواري قبل أربعة أعوام من السجن ليجد نفسه محكوما عليه بالنفي الاجباري ضمن حكم بوليسي غادر لا يستند إلى أي إجتهاد قضائي . نفي الاستاذ الزواري إلى قرية نائية في أقصى الجنوب الشرقي لتونس ( الخريبة من معتمدية جرجيس بولاية مدنين ) . ممنوع من السفر والحركة خارج دائرة قطر لا تزيد عن بضع أميال . ممنوع من الالتحاق بزوجته وأبنائه القاطنين بالعاصمة التونسية ( تونس ) . محنة النفي في البلد الاصلي إنتقام وتنكيل وتشف .

الاستاذ الزواري شاهد إثبات حي صادق على محاربة السلطة لحق التعامل مع الانترنت

:

هذا هو البعد الثالث في هذا التعريف بالضيف : خرج الاستاذ الزواري من سجنه فجرب حظه ذات يوم ليتعامل مع الانترنت مغالبا العزلة الخانقة التي تحيق به فأعتقل بسبب ذلك وقضى في السجن حكما نافذا جديدا ببضعة شهور . خرج من سجنه الجديد ( حربوب بمدنين ) ظنا منه أن سلسلة المحن ولى عهدها فتوجه إلى أقرب مدينة إليه تضم سوقا شعبيا كبيرا ( بنقردان ) لعله يجد فيه ما يستعين به على كسب رزقه ولكن إعتقل من جديد بتهمة مخالفة التعليمات البوليسية القاضية بتنفيذ حكم الاقامة الجبرية في حقه مدى الحياة وقضى في ذات سجنه الجديد بضعة شهور أخرى

.

 

حضرة القارئ الكريم : ضيفك عنوانه : ربع قرن كامل ونيف من الجهاد والمصابرة لم يذق فيها طعم الدفء العائلي : من 1981 حتى 2006 .

 

ضيفك عمره : 54 عاما . قضى منها حوالي عقدين كاملين سجينا بسبب إنتمائه الفكري ونشاطه السياسي . كما قضى منها حوالي عامين آخرين ملتزما التخفي وهو سجن مضاعف لمن جربه. ويخضع لمحنة النفي القسري داخل وطنه منذ أربعة أعوام .

عاش قبل ذلك طفولة عادية وإنخرط كغيره من الناس في سلك طلب العلم فكسب تخرجا علميا عاليا أهله ليكون معلما . لو جمعت السويعات التي قضاها مع زوجته وأبنائه شبه حر شبه طليق لما جاوزت مقدار حبة خردل مما قضاه إما سجينا أو مطاردا أو منفيا . لا تنس أنه مسجل بصفة مواطن في دفاتر الحالة المدنية

.

 

كلمة أخيرة في ضيفك الكريم :

 

هي شهادة لله خالصة فيه ورب الكعبة : كنت صديقه الحميم جدا في محنة 87 في السجن وكنا صحبة أخ ثالث محرومين من زيارة أهلنا لنا بسبب الضائقة المالية وبعد المسافة بينهم وبين السجن وظروف تقليدية ريفية أخرى معروفة . عندما ينادى عن الاخوة معنا للزيارة كان قلبي يكاد يطير من جوفي فأكتم أنهارا من الدموع  حياء أو تدينا مزيفا ولكن سوادا قاتما مربدا يطعن محياي ينبئ عن فاجعة تمزق الاحشاء تمزيقا . بينما يظل الاخ العزيز والصديق الكريم الاستاذ المناضل عبد الله الزواري ـ ورب الكعبة ـ شامخا أبيا يتلألأ وجهه الابيض العريض كأنه قمر يمخر عباب الدجى الحالك . هو بإختصار رجل يتربع بين قليل جدا من الناس على ناصية الشهامة والكرامة . الرجال كثر ولكن الرجل في الرجال قليل . اللهم لا أزكي عليك عبدك ولكن أغبط في عبدك شيم الاباء الشامخ والعزة العالية .

نص الحوار

:

الاستاذ المناضل عبد الله

:

السلام عليك وعلى ممن معك ـ حتى لو كانوا من حرس شديد يلازمك على مدار الساعة فوجا بعد فوج ـ . وتقبل الله صيامك وصلاتك وقيامك وصالح عملك . وعيد مبارك كريم

.

شكرا جزيلا لك على قبول الحوار

.

السؤال الاول

:

أستاذ عبد الله : هل من جديد في عقوبة النفي الإجباري الذي تتعرض له على مدى نصف عقد كامل تقريبا ؟ هل قمت بإجراءات عدلية مناهضة ؟

جواب

:

الحديث عن الإجراءات القانونية هذا يتم في دولة قانون و مؤسسات، في دولة تعترف لمواطنيها في حقهم في أن يروا غير ما ترى هي، في مخالفتها و معارضتها، في دولة لا يعلو فوق قوانينها أي فرد فيها سواء كان مواطنا بسيطا أو أعلى هرم السلطة فيها، أما في فضاءات التشفي و الانتقام، كما هو الحال في العصور الوسطى عند السادة الإقطاعيين في ضيعاتهم لا صوت يعلو فوق صوت السيد مهما ارتكب من جرائم و حماقات… و مع ذلك و فضحا للمتواطئين مع الاستبداد و إقامة للحجة عليهم و إبراز مدى خرقهم للقوانين و انتهاكهم لأبسط حقوق الإنسان، تقدمت بقضية للمحكمة الإدارية منذ أربعة سنوات لكنها لا تزال في أدراج المحكمة الإدارية إن لم تكن عرفت مآلا آخر غير مستبعد، و قائمة القضايا التي رفعها ضحايا القمع و الاستبداد (أفرادا و منظمات) إلى المحاكم التونسية المختلفة قائمة طويلة و لها نفس المصير و يمكن الرجوع إلى أعمال لجنة القضايا العادلة لدى “جمعية المحامين الشبان” في هيئتها السابقة… لنعرف الوجه الحقيقي لمدعي الديمقراطية و احترامهم لحقوق الإنسان و غير ذلك من الشعارات البراقة… و نظرة إلى عدد القضايا ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و سرعة البت فيها بينما القضايا التي تقدمت هي بها لا تزال في الأدراج تعط في نوم عميق

..

السؤال الثاني

:

 

أستاذ عبد الله : يدور حديث في أن عقوبة النفي الاجباري التي تتعرض لها أنت وحدك دون سائر من خرج من السجن .. هي بسبب شدتك وغلظتك بالقول والتعبير على رجال السلطة . يعني أنك مصنف عندهم برتبة متشدد جدا لا يمكن التسامح معه أبدا مدى الحياة.

جواب

:

ليصنفوني حيثما أرادوا، فأنا بدوري قد صنفتهم تصنيفا غير قابل للنقض، و لا أعلم كيف تسمح لنفسك بإسناد قيمة التسامح لهم و أرجو أن يكون ذلك سبق لسان غير مقصود منك، لأنه لا يمكن عقلا أو شرعا إضافة هذه القيمة الإنسانية النبيلة إليهم، أي تسامح تضيفه إليهم و التوأمان ماهر و رمزي الخلصي لا يزالان في السجن، أي تسامح و الصادق شورو لا يزال وراء القضبان، أي تسامح و أبناء قضية باب سويقة لا يزالون في السجن، أي تسامح و عبد الكريم الهاروني في السجن، أي تسامح و المئات من المساجين ينخرهم الموت البطيء يمنعون من صلاة الجمعة و صلاة الجماعة، أقول هذا لأن السلطة السياسية و الأمنية تعلم علم اليقين الحقيقة من الخيال و الصدق من الكذب و الوقائع من الأضغاث و الأفعال من الأحلام في كل ما نسبوه إلى حركة النهضة و قياداتها و أعضائها، أما شدتي و غلظتي عليهم فهات ما خالفت فيه الواقع أو ضخمته أو بالغت فيه، بل تأكد ان كل ما صدر عني في شأنهم قد حرصت فيه على تجنب الاستفزاز ما استطعت، لكن مع ذلك فإن ما ارتكب في حق المساجين أشنع و أفظع مما ذكرت و إني لأسأل الله أن لا يِؤاخذني على تقصيري في حقهم

 

السؤال الثالث :

أستاذ عبد الله : علمنا أن وفودا تونسية وأروبية كثيرة زارتك في منفاك هذا على مدى السنوات الفارطة . هل من تفصيل للقراء في هذا الموضوع

.

جواب

:

زارني الكثير من الأصدقاء و الزملاء و الوفود الحقوقية و المهنية و لن أنس لهؤلاء جميعا مساندتهم لي و وقوفهم معي و سعيهم لرفع هذه المظلمة المسلطة علي و على عائلتي بإمكاناتهم المتاحة، لن أنس ان الأستاذين معطرو العيادي كانا أول من زارني في منفاي و لن أنس للأستاذ معطر أنه كان الأكثر تردداعلي، و لن انس للأستاذة سهام بن سدرين انها كانت أول صحفية تزورني صحبة الأستاذ عمر المستيري و قامت بتحقيق حول المراقبة اللصيقة التي أخضع لها و إن لم ير عملها النور لأسباب خارجة عن نطاقها، و لن أنس ممثل منظمة ‘هيومن رايس ووتش” الذي قضى يوما كاملا معي و اطلع عن كثب للظروف التي أعيش، كما لن أنس وفود شبكة الإيفاكس، و وفد “مراسلون بلا حدود” و قناة ‘فرنسا 5″، و ممثلة المنظمة العالمية ضد التعذيب، و لن أنس مراسل ” الواشنطن بوست” و الليلة الماطرة التي قضاها معي و مفاجأته لأعوان الحراسة في أماكن مراقبتهم المعتادة حيث أن قدومه قد باغتهم بفضل حنكة الكاتب العام لجامعة ” المنتدى الديمقراطي من أجل الحريات و العمل- الفوروم”، و لن أنس وفود ” الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتونس”، و لن أنس الرابطة و الأستاذة سهير بلحسن و وقفتها الحاسمة في عدم الرضوخ لتعليمات أعوان الأمن أثناء إضرابي عن الطعام، لن أنس من الأعلاميين التونسيين الصديق العزيز كمال العبيدي و أم زياد و محمد القوماني و المرحوم زهير اليحياوي و,,,,,و من الحقوقيين القاضي الفاضل المحتار اليحياوي و الأساتذة محمد نجيب الحسني و الأستاذ أحمد السميعي و عبدالعزيز عبدالناظر و من السياسيين الدكتور فتحي التوزري و الجبيب بوعجيلة و عمار الراشدي……..لن أنس كذلك إليجه و ستيف و ألكسيس و جان-بيار و مارك و إيف و سارة المصرية و فاتو السينيغالية و إليزابات النرويجية و كارل مورتن الدنماركي…… لن أنس الشيخ الفاضل عبدالوهاب الكافي و الأسعد الجوهري و معذرة لمن لم أذكر

السؤال الرابع

:

أستاذ عبد الله : يمكن أن نقول بإطمئنان بأنك السجين المأساة . هل تختصر الان درسا بليغا من حالتك بوصفك قضيت أغلب فترات حياتك بين السجن والمطاردة والمنفى ؟

جواب

:

منذ سنوات طويلة اتضحت غايتي فاخترت لها الطريق، و لا يزال هذا الاختيار يقودني، لم أفكر يوما في التخلي او الابتعاد عما اخترت في ريعان الشباب مع سعي دؤوب لصيانته و تعهده ليكون دوما في مستوى المرحلة و مستجيبا لمقتضيات الواقع المتطور باستمرار ، و لم أفكر في أحلك الظروف في النجاة بنفسي فرارا بها،،، لم أفكر في مغادرة البلاد بعد إيقافي في سبتمبر 1990 و قد عرض ذلك علي أخ كريم تربطنا ببعضنا أشواق البداية و حلاوتها…و بعد سنوات السجن الكئيبة و الثقيلة، سنوات القهر، سنوات عز فيها النصير، سنوات استأسدت فيها الضباع و استنسر فيها البغاث… و بعد أربعة أيام فقط، أربعة أيام مليئة بالاتصالات بمختلف القوى، أجد نفسي في مقر مصلحة “أمن الدولة” ليعرض علي مسؤول جد معروف فيها، يعرض علي تمتيعي بجواز سفري و مغادرة البلد بعدما خاض جولة أولى من التهديدات بإرجاعي إلى السجن إن لم أتوقف عن الزيارات و الاتصالات التي باشرتها منذ الساعات الأولى من مغادرتي السجن الصغير… و لم تستطع نفسي إغواء عقلي و قلبي، و لم أقدم ما يمكن جنيه على المستوى الشخصي و العائلي من مغادرة البلاد على ما ينتظرني من مضايقات و اعتقال و سجن من جديد… و لم أرض أن أترك الساحة….. ألا يعتبر متشددا من يترك مثل هذه الفرص تضيع من بين يديه؟؟؟؟ في بعض الأحيان تحاول النفس أن تتسلل لواذا من حارسيها فتبدي سوء الاختيار الذي اخترت، مزينة لي حال فلان و فلان من إخواني فرج الله كربهم بعودتهم إلى بلدهم مرفوعي الهامات، فتحضرني أطياف الهادي الغالي و الشاذلي النقاش و عبد الحميد الجلاصي و هيثم و الحاج و معتوق …عجل الله بإطلاق سراحهم و أرى في نور عيونهم المتألق شيئا من العتاب، فتخنس النفس في غيبوبة قد تطول و قد تقصر بفعل نظرات إخوان لي اقتسمنا معا رغيف الخبز اليابس و نالت من أجسادنا برودة السيلونات و رداءة الأكلة و فقدان الدواء و قبل ذلك و أثناءه هراوات الجلادين و سياطهم

….

السؤال الخامس

:

أستاذ عبد الله : تمر بنا هذه الأيام الذكرى الأولى لما عرف بحركة 18 أكتوبر . بم يوحي إليك ذلك وهل من تقويم لها واستشراف لأفقها ؟

جواب : هي خطوة أولى في مسلك وعر و طريق طويل، و المسالك الوعرة و الطرق الطويلة تتطلب صبرا و قدرة على التحمل و مكابدة المخاطر،و لو قدر لهذه المبادرة أن تقع قبل عقدين أو ثلاث لكان شأن بلدنا شأن آخر، و لكان الاستبداد أقل وطأة على البلد و لكانت ثرواته في مأمن من تلاعب اللصوص و نهبهم، و لكان المواطن أكثر حرية و اهتماما بكل ما يهم بلده… إن أهمية التجربة تكمن في ثرائها و تنوع المساهمين فيها، و ذلك بلا شك عصب قوتها و مكمن ضعفها في آن

السؤال السادس

:

أستاذ عبد الله : ما هو تقويمك  للوضع السياسي الدولي والعربي والتونسي باختصار ؟

جواب: دوليا خطاب الرئيس شافيز في الأمم المتحدة في خطوطه الكبرى يشفي الغليل، عربيا تتمايز الصفوف، مزيد من الاستبداد، استبداد أنظمة الحكم برعاية قوى دولية تدعي نشر الديمقراطية و حماية حقوق الإنسان، و مزيد من الإصرار على ممارسة الحقوق الأساسية لدى قوى المجتمع الأهلي التي تزداد اتساعا، تونسيا يزداد ألنظام الحاكم انغلاقا و تحجرا و انتهاكا لأبسط الحقوق الطبيعية ( اللباس، التدين، السفر، التنقل…) و يصحب ذلك تململ صامت في صفوف الحزب الحاكم،،،،مع اضطهاد لطلائع القوى الوطنية… و لعل مؤتمر اتحاد الشغل القادم و قيادته الجديدة تكون عاملا حاسما في رسم ملامح المرحلة القادمة

 

السؤال السابع :

أستاذ عبد الله : تعرف تونس منذ سنوات قليلة صحوة إسلامية عارمة لم تعرفها في تاريخها الحديث من قبل . ما علاقة ذلك بما تطبقه السلطات منذ عقدين كاملين ضمن خطة تجفيف منابع التدين ؟ ما هي قراءة الأستاذ عبد الله لواقع هذه الصحوة الجديدة من حيث تنوعها الفكري والسلوكي وتأثيرات ذلك على مستقبل الحالة السياسية والفرز الثقافي في تونس في الأعوام المقبلة ؟

جواب: ما لم تفهمه السلطة و غيرها من قوى الاستئصال و الانغلاق هو أن الشباب يرنو إلى القيم الإنسانية الخالدة( العدل، المساواة،التضامن، العفة و التعفف، التآخي، الوفاء، نظافة اليد، الفضائل….) كما يستنكف من الرذائل ( الرشوة، المحسوبية، الظلم، الاستكبار، العهر، الاستبداد…) لذلك فإنهم ” سينفقون أموالهم” لتجفيف المنابع، لكنها ستذهب هباء منثورا و تكون عليهم حسرة ويخيب مسعاهم… لكن المؤسف أن هذه الصحوة تفتقر إلى العمق العلمي و النضج الفكري و في غياب ذلك يبقى جيل الصحوة هذه في وضع هلامي يمكن أن يتشكل في صور مختلفة

….

 

السؤال الثامن :

أستاذ عبد الله : هل مازال لحركة النهضة من وجود في البلاد ؟ ما هي مظاهر ذلك الوجود ؟ ماهو مستقبله في نظرك ؟

جواب

:

حركة النهضة هي مشروع تحرر وطني و تحرر إنساني (حسب رأيي بطبيعة الحال ) و بالتالي من كانت هذه ملامحه لا يمكن أن يزول و يتبخر مهما كانت فظاعة  حملات القمع و الاضطهاد الذي يسلط على رموز هذا المشروع و حاملي لوائه و المنتسبين إليه، و أذكر أني في حصة الأعذار في المحكمة العسكرية قلت ما معناه ( و تسجيلات وزارة الداخلية للمحاكمة قد ترى النور يوما)، قلت: كثير هم اليوم الذين ينظرون إلى الماثلين في قفص الاتهام فتحدثهم أنفسهم بأن الساحة قد خلت لهم ليخققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه و ‘النهضة” على الساحة، فليذكر هؤلاء أسطورة طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده من جديد…. و ستنبعث هذه الحركة من جديد.. و سيقول آخرون

:

سيذكرني قومي إذا جن ليلهم و في الليلة الظلماء يفتقد البدر

السؤال التاسع

:

أستاذ عبد الله : هل تعكف على تدوين تجربة حياتك سيما أنها مليئة بالأعمال الكبيرة من مثل المساهمة في تأسيس حركة إسلامية وفي قيادتها وكذلك بالمحن الثخينة من سجون ومنافي ومطاردات وتعذيب ؟ هل يأمل القراء في الاطلاع على ذلك قريبا ؟

جواب: تدوين تجربة حياتي لا تعد شيئا يذكر مقارنة بالكثير من إخواني، و لم أفكر في ذلك وضعا لنفسي في موضعها، و لكن تجربة السجون حرية بالتسجيل و إن فعلت شيئا من ذلك فليس من باب الحديث عن نفسي و ما لاقت فقد يكون ذلك نزرا يسيرا مقارنة مع ما لاقاه الكثير من إخواني لا يزالون في غياهب السجون… بل أدونها من باب التعريف و التوثيق لهده التجربة لذلك تراني في كثير من المواقع أطنب في الحديث عن بعض الأحداث أو بعض المساجين و السجانين، و قد نشر منها 5 حلقات من ” جولات بين السجون التونسية” كما نشرت 5 حلقات من سلسلة “غريب العقوبات ..’ و نشرت كذلك عدة حلقات من سلسلة “حوارات وراء القضبان”، أما ما لم ير النور بعد فحلقات بعنوان ” القضاة ثلاث”و تروي أحداثا واقعية و حقيقية توثق لأخطاء قضائية انجر عنها سجن بعض المواطنين ثم أطلق سراحهم بمقتضى “غلطنا معاك” أو “غلطة” أو شيئا مثل هذا

..

السؤال العاشر

:

أستاذ عبد الله : علمنا أنك تشفق من حين لآخر على الجحافل البوليسية التي تحاصر بيتك على مدار الساعة فوجا بعد فوج فتمدهم بما يحتاجونه من أكل أو ماء أو غير ذلك . ما يدفعك لذلك ؟

جواب

:

كان ذلك في بداية الأمر، أي في نهاية 2002، و كان الأمر يخص الثالوث الذي يعمل ليلا من العاشرة مساء إلى السادسة صباحا، لكن سرعان ما تخليت عن هذا العمل، و خلفني فيه بعض الأهالي الذين يقومون بذلك رغبة و رهبة… و تطور الأمر فأصبح أحد نزل المنطقة السياحية يقدم هذه الخدمة… وكنت و لا أزال اعتبر الأعوان المباشرين مجرد أعوان تنفيذ لتعليمات رؤسائهم وهم بالتالي لا يملكون من أمرهم شيئا، و هذا لا يعني أن لا يعمد بعضهم إلى ” المبالغة” في تنفيذ ما يصدر لهم من تعليمات إدراكا منهم بأن الإفراط في ذلك لن يعرضهم إلى أي متابعة أو مؤاخذة بعكس التفريط فيما يعهد إليهم… و الوقائع في ذلك كثيرة

و رغم معايشتنا لقلوب متحجرة سنوات طويلة فإن قلوبنا لم تتحجر و الحمدلله…فأي شعور يمكن أن يلم بك و أنت في فراشك الدافئ تشاهد التلفزة في ليالي الشتاء الباردة و أنت تعلم أن شابا في مقتبل العمر يجلس على حجر ساعات طويلة و قد تجلدت يداه بفعل الزمهرير يرقب الباب عساك تغادر البيت دون أن يتفطن إليك فيناله من التوبيخ أو اللوم ما لا يتحمله

السؤال الحادي عشر

:

أستاذ عبد الله : تحتدم في هذه الأيام من شهر رمضان المعظم من جديد محنة المرأة التونسية الممنوعة من اختيار لباسها بحرية . كيف ترى المشهد وما هي رؤيتك لمعالجة الوضع المأساوي؟

جواب

:

هذه قمة جبل الجليد في تعامل النظام الحاكم مع الحريات عموما و مع دين البلاد و هويتها… كما يبرز لكل ذي عينين تطرف هذا النظام و كونه هو الحاضن الأول للإرهاب و العنف باعتداءاته السافرة على أبسط حقوق الإنسان(حق التعبير و حق التنظم و حق ممارسة العبادة و التدين…..) وقبل هذا و ذاك يبرز مدى احترام هذا النظام للمرأة و حقوقها و مكاسبها

أما معالجة هذا الأمر فلتكن ” الفوضى البناءة” و ليتصرف كل متضرر أو متضررة بما يراه أو تراه مناسبا… أما “المشاهدون” فاحسب أن السنوات الطويلة التي قضوها بالمهاجر (ديار الغربة) قد أثرت تجربتهم ليتصرفوا التصرف المناسب كذلك

 

السؤال الثاني عشر :

أستاذ عبد الله : يقال بأن معركة الخلافة في تونس دقت ساعتها . هل ذلك صحيح ؟

أخي الحبيب قيل لرسول الله “ص” متى الساعة؟؟ فأحاب ماذا أعددت لها؟؟  نعم دقت معركة الخلافة، وأزفت ساعتها، و الأهم كم ذلك مادا أعددنا لها ؟ ماذا أعدت المعارضة الوطنية لها لكي لا نعيش نفس المهزلة زو نفس المأساة في حين واحد، لا شيء يمنع نفس السيناريو من الحدوث إن لم تلملم المعارضة الوطنية صفوفها و لم تزح حساباتها الصغيرة من الأجندة الوطنية أو بالأحرى أجندة الإنقاذ الحضاري لتونس

 

السؤال الاخير :

 

أستاذ عبد الله : هل من كلمة أخيرة لكل من السلطة والمعارضات الديمقراطية وقوى الاستئصال في البلاد والمنظمات الحقوقية والنقابية والإنسانية وهل من كلمة أخيرة لحركة النهضة وللصحوة الإسلامية المتوسعة في البلاد ولإخوانك في السجون والمنافي والمسرحين وهل من كلمة أخيرة لعائلتك التي يحجر عليك التنقل إليها حتى في أيام رمضان والعيد؟؟

أما من ذكرت أولا فهي صماء لا تسمع و بالتالي لا فائدة تنتظر من الحديث إليها، نعم لا تسمع، كم ردد المخلصون النصائح، كم نبهوا إلى مخاطر الانغلاق و التحجر الذي دأبت عليه السلطة، كم حذروا من مغبة تهميش الشباب… و مع ذلك أقول لها –إن كان من بينها من يسمع- و للاستئصالين : من يبذر الشوك لن يجني غير الجراح….أما المعارضات الديمقراطية فأهمس لها أن ما أنجزتم يوم 18 أكتوبر هو حجرة الأساس لبناء صرح جميل يدعى تونس: تونس التعدد و الثراء، تونس الحريات، تونس العزة و الكرامة و الأصالة… فلا تبخلوا عليه بماء

أما إخواننا هنا وهناك و هنالك فنقول “إن ذهب أهل الدثور بالأجور فقد ذهبتهم بأجر الصبر والمصابرة و الرباط… و إن نسي البعض (أو غفل أو تناسى) الثغور التي بقف عليها، فلا أحسب أنه من الممكن لكم أن تنسوا أنكم على أرض الرباط

أما العائلة أفلا يكفي يا سيدي أننا و منذ فيفيري 1991 لم نعش لحظات حميمية بحق، في السجن كان الحراس (بصيغة الجمع) يسجلون علينا كلماتنا و همساتنا و إشاراتنا و ملامح وجوهنا و ألوان ملابسنا، ثم انتقلنا من السجن المضيق إلى السجن الصغير و ذهب حراس و جاء آخرون يسجلون علينا مكالماتنا و قد لا تروق لهم أحيانا مكلماتنا في الهزيع الأخير من الليل أو في القيلولة فيكون الخط مغلقا أو غير متاح أو ” لا يمكن الاتصال به” أو ” في غير وضع استخدام”… و قد يحلو لأحدهم أن يشعرك بأن مكالماتك مراقبة فيبادر هو إلى إجابتك قبل من تود أن تخاطب، و للاستبداد في فنونه شؤون…لذلك ستبقى كلملتي إلى العائلة خاصة بها إلى يوم يمن علينا ربنا باللقاء

كلمة الختام

:

كلنا واقف على ثغرة من ثغور التحرر و الانعتاق فلا يؤتين تحررنا و انعتاقنا من جهته

شكرا لك على قبول الحوار مجددا

.

(المصدر: موقع الحوارنت www.alhiwar.net

بتاريخ 27 أكتوبر 2006)


تونس في 29/10/2006 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على أشرف المرسلين

التمسك بالحجاب تصويت المرأة التونسية لمشروع الهوية

حافظ بن عثمان
 
هل بدأت تخفت مشكلة الحجاب وتتوارى عن الأنظار بعد انتهاء شهر رمضان ولعل كل هذه القوقعة إن المقصودين بالحملة ليس المتحجبات بل بعد تأكد النظام بان عدد المتحجبات يزددن عددا خاصة بعد هذا الشهر الكريم فأراد ترهيب و ترعيب من تسول لهن أنفسهن ارتداء هذا الزي الشرعي و ذلك لمحاصرة ما يسميها الظاهرة وللحقيقة فان لنظام بن علي حساسية مفرطة من هذه الحروف فقد خشي أن تتحول الظاهرة إلى مظاهرة فتشتت ما يدور في الكواليس في كيفية تسويق رئيس جديد لينتهي العهد الجديد)لاادري متى يصبح قديما( ويبتدئ عهد آخر لا أمان و لا عهد فيه إن النظام في تونس ليس في حاجة إلى إثارة شعب غاضب و يغلي بطبعه نتيجة الكوارث الاقتصادية و الاجتماعية التي لا يعي بها من يسكن القصور و لا يعلم ثمن الخبزة و هو يدير شؤون العباد من وراء حجاب
على كل حال دوام الحال من المحال هكذا يقال فصبر جميل0 أريد تهنئة إخواننا في كل مكان بالعيد المبارك و خاصة السجناء و المنفيين وأريد الترحم على اخوننا من الشهداء اللذين دفعوا دمائهم في سبيل كلمة حق عند سلطان جائر ولعلنا نحن في أحوج إلى الرحمة منهم فهم بين يدي الرحمان الرحيم ونحن بين يدي  مسكتبري الأرض و فراعنته 0هذه الفترة حساسة جدا وستشهد تغير مواقف عدة كنا نخالها معنا لا علينا والسبب بسيط هناك أيام قادمة ستحمل نظام جديد0 و كالعادة ستكثر الحسابات وتغير المواقع0 سيقول لي البعض لماذا تفكر بهذه الطريقة0أقول بكل بساطة حاملة لكل التعقيدات انه عالم السياسة أللذي مازال و للأسف الشديد يحمل في تونس مشاريع شخصا نية و فردية لم تصل بعد إلى حد أدنى من الأجماع0 ليشكل مشروع مؤسساتي وبكل ألم أقول هذا و سأكون جد سعيد من يثبت لي عكس ذلك  ولذلك و على عكس ما قد تتصور من أن حركة 18 أكتوبر ذاهبة إلى الإجماع فهو مخطئ على حد تقديري الشخصي و المتواضع هذا إن لم تجمد نهائيا و الجميع بدأ يخطط أين سيكون  و لا ماالذي يجب أن يكون0 و لا يفوتني تهنئة نظام بن علي بفشل ذريع آخر في معركته ضد المساك0 و رغم عدم وجود صناديق اقتراع حقيقية فان نساء تونس و هنا يرتدين الحجاب صوتنا لمشروع الهوية الإسلامية الأصلية و الأصيلة لهذا الشعب المسلم أحب من أحب و كره من كره وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون
 
حافظ بن عثمان


الثبات الثبات يا عفيفات تونس سيهزم الجمع ويولون الدبر

المنجي الفطناسي لا زالت الحملة الظالمة على لباس الطهر والحياء مستمرة بلا هوادة وهي الأشرس من نوعها منذ بداية الحرب على الإسلام في بلد جامع الزيتونة المعمور، إذ جندت لها عصابة الفساد والنهب كل أنواع الكلاب الإعلامية والتجمعية والبوليسية.التي بحوزتها والتي هي الأسوأ في العالمين العربي والإسلامي. هذه الحملة كما قال أحد الحقوقيين الدوليين جمعت بين القمع المفرط فيه والغباء الذي لا نظير له. فكل الحجج التي ساقها فرعون وهامان وجنودهما لتبرير جريمتهم النكراء لم تقنع أحدا لا في الداخل ولافي الخارج لأنها سخيفة وواهية تخالف العقل والمنطق وتدل على سفاهة وسفالة وردة أصحابها. ويتجلى الغباء أكثر في توقيت الحملة الذي تزامن مع حلول شهر رمضان المعظم شهر عودة أغلب الناس إلى ربهم الشيء الذي جعل هذا النظام الأحمق يثير حوله ضجة كبيرة كان في غنى عنها ويورط نفسه في مواجهة إعلامية وسياسية مع الجميع. ورط نفسه مع كل المسلمين في العالم ومع علماء الأمة والمجامع الفقهية والحركات الإسلامية والأحزاب السياسية والمنظمات النسائية والحقوقية ومع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ومع الأصوات العاقلة والمنصفة في الغرب. هذه الحملة دلت بما لا يدع مجالا للشك أن النطام التونسي هش وأن مشروعه العلماني المتطرف الإستئصالي قد سقط وتهاوى أمام المد الإسلامي العارم وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه يخوركما يخور الثور الذبيح.( فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض). هذه الحملة أثبتت أن حكام تونس ( فارغين شغل) وإلا بماذا تفسر ترك أقطاب السلطة لمهامهم الرئيسية الكبرى والتفرغ ليلا نهارا لمحاربة الحرية الشخصية للمرأة في ارتداء ما تشاء من اللباس المحتشم. وهذا ليس غريبا فبن علي ليس رئيس دولة إنما هو نجار ليس له شغل منذ مجيئه إلى السلطة سوى صنع الصناديق صندوق 26- 26 وصندوق 27- 27. أدعو أخواتنا الفضليات الطاهرات إلى الصبر والثبات والصمود ومقاومات كل أشكال القمع بالكلمة والصراخ والإعتصام اليومي أمام المؤسسات التربوية والإدارات الرسمية تعريفا بمظلمتكن وفضحا لممارسات السلطة وعدم الإنصياع لأوامر البوليس فإنكن على الحق والله معكن ولن يتركن أعمالكن (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) وعما قريب سينتقم الله لكن ولكل ضحايا الإستبداد في تونس. ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ، وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ( بن علي وزمرته) ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل، أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال ( أقسمتم أنكم ستخلدون على كرسي الحكم ) وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ( سكنتم في قصر قرطاج مكان بورقيبة ) وتبين لكم كيف فعلنا بهم ( رأيتم بأم أعينكم كيف كانت عاقبة أمرهم خسرا وستكون عاقبتكم أسوأ) وضربنا لكم الأمثال ( تركناهم عبرة لكم لتروا من خلالهم مصيركم المشؤوم )، وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ( حاربوا مثلكم الإسلام ، دنسوا المصحف،عطلوا دور بيوت الله ، ملأوا السجون بالأبرياء، منعوا الحجاب، استهزأوا بأحكام الشريعة ونشروا كل أنواع الرذيلة باسم اللحاق بركب الحضارة وتحرير المرأة )، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) أدعو أولياء المحجبات وكل أفراد عائلاتهن إلى التصدي لهذه الحملة المشبوهة والوقوف مع نسائهن وبناتهن وأخواتهن بكل الاشكال السلمية كتابة عرائض ، إضرابات، الخروج يوميا إلى الشوارع العامة والأسواق ومحطات القطارات والحافلات الكبيرة في مظاهرات سلمية احتجاجا على تعسف السلطة، رفع شكاوى إلى المحكمة الإروبية. أدعو أقارب وصديقات وجارات المحجبات والمواطنين الغيورين إلى التعاطف والتضامن معهن ومنع البوليس من الإعتداء عليهن. أدعوا الأساتذة والمعلمين والطلبة والموظفين الملتزمين إلى مساندة زميلاتهن المحجبات وأضعف الإيمان مقاطعة الدراسة والشغل حتى تنتهي السلطة عن غيها. أدعو كل مكونات المجتمع المدني إلى الوقوف صفا واحدا مع المحجبات المظلومات في وجه الإستبداد الذي يطال الجميع في تونس. أدعو كل العلماء في العالم الإسلامي إلى تحمل كل مسؤولياتهم أمام ما يحدث من اعتداءات صارخة على المقدسات في تونس. أخيرا أدعو كل الإخوة في الداخل والخارج إلى الإكثار من قيام الليل والدعاء لأخواتنا وللمساجين ولكل المظلومين في تونس. اللهم عليك بحكام تونس إنهم طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربنا سوط عذاب إنك لبالمرصاد. اللهم أرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فتجعلهم كعصف مأكول. اللهم اهدهم فإن رفصوا الهداية وأصروا على الضلالة فأهلكهم شر مهلك وحطمهم شر تحطيم ومزقهم شر ممزق وخذهم أخذ عزيزمقتدر وسلط عليهم سيف انتقامك وأرنا فيهم يوما أغبر أسود كيوم عاد وثمود وفرعون ونمرود واجعلهم عبرة لمن يعتبر. اللهم إنهم دنسوا كتابك وأغلقوا مساجدك وحاربوا حجابك واعتدوا على مقدساتك ولم يرقبوا في المؤمنين إلا ولاذمة فخلص اللهم البلاد والعباد منهم وأزل دولتهم ونكس راياتهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم.فإنهم لا يعجزونك. اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين. اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصر المحجبات عليهم. اللهم كل لسان نطق بكلمة سوء في الحجاب فاللهم أقطعه. اللهم كل يد نزعت أو مزقت الحجاب شلها يارب العالمين. آمين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.


قراءة في ظاهرة الحجاب في تونس

عادل لطيفي (*)   عودة الحجاب في المجتمع التونسي أصبحت ظاهرة بادية للعيان لا يمكن لأحد أن يتجاهلها رغم سياسة التعتيم التي اعتمدتها السلطة لإخفائها، اعتقادا منها أنها تمثل دليلا على فشل سياستها الأمنية التي راهنت عليها في مواجهة التيار الإسلامي.   لكن هذا التغير الحاصل على مستوى اللباس لم يكن إشكاليا للسلطة فقط، بل إنه أثار حوله العديد من التساؤلات بين مختلف التيارات السياسية في تونس وحتى على مستوى بعض الكتاب والمتتبعين.   فالبعض يتحدث عن عودة الزي الإسلامي وبالتالي عن صحوة إسلامية. في حين رأى البعض الآخر أنها ظاهرة ردّة سياسية تؤشر على عودة الإسلام السياسي ويجب التصدي لها.   خصائص الحجاب الجديد في تونس   يمكن القول دون مجازفة إن الحجاب الذي أخذ ينتشر مؤخرا بين صفوف البنات والنساء التونسيات هو ظاهرة جديدة ولا علاقة لها لا بالحجاب الذي شهده المجتمع التونسي خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولا كذلك بالحجاب في الشرق حيث الفكر السلفي أكثر حضورا رسميا وشعبيا.   لقد كان ارتداء الحجاب في فترة الثمانينيات المذكورة متزامنا مع توسع القاعدة الاجتماعية للاتجاه الإسلامي آنذاك، وبالتالي كان ارتداؤه دليلا على التزام سياسي جماعي حول مشروع سياسي ما.   أما الحجاب الحالي فهو على العكس من ذلك اختيار فردي غير مرتبط بأي برنامج سياسي كما أنه يعارض أحيانا المشروع الإسلامي ذاته. إنه بهذا المعنى حجاب لا سياسي ذو محتوى روحاني ونفسي.   لكن هذا لا ينفي بالطبع وجود الالتزام السياسي وحتى الخطي لدى بعض التونسيات المتحجبات، ولكنه لا يمثل السمة البارزة كما كان عليه الأمر في مرحلة الفوران الأولي للإسلاميين.   كما يختلف الحجاب الجديد في تونس عن المرحلة الأولى من خلال عدم الحضور الكثيف للالتزام الشعائري. فالملاحظ اليوم أن عددا غير قليل من اللواتي ترتدين الحجاب غير ملتزمات بوضعه طول اليوم وفي كل المناسبات كما أن وضعه لا يعني الالتزام بالصلاة أو الإكثار من الصوم خارج شهر رمضان، وهذا على خلاف المتحجبات الإسلاميات سابقا واللواتي اقترن ارتداؤهن للحجاب بالالتزام الصارم بأدق التعاليم الفقهية.   نجد نفس هذا الفارق على مستوى الالتزام السلوكي. حيث كانت المتحجبات المرتبطات بالتيارات الإسلامية شديدات الالتزام على المستوى السلوكي، فهن لا يتزوجن إلا من شخص شديد الالتزام والمحافظة إن لم يكن إسلاميا، وهذا ما أدى إلى قلة اختلاطهن وإلى انعزالهن الاجتماعي.   أما اللواتي ارتدين الحجاب في الفترة الأخيرة، فيلاحظ أنهن أقل محافظة على المستوى السلوكي ويقبلن الزواج من رجل حتى وإن لم يكن شديد الالتزام على المستوى الشعائري.   كما تبرز هذه السلاسة من خلال عدم الحضور الكثيف لمفردات الخطاب الديني والفقهي لديهن، وذلك على خلاف الحجاب الإسلامي الأول الذي ارتبط بشرعية مفهومية تحيل إلى الإسلام الفقهي وإلى سلطة النص.   من جهة أخرى يلاحظ أن ارتداء الحجاب في تونس اليوم لم يصاحبه تشكيك في الإصلاحات التي تهم المرأة، كما وردت في مجلة الأحوال الشخصية الصادرة سنة 1956.   فالبنات والنسوة اللواتي تحجبن في الفترة الأخيرة هن في الأغلبية الساحقة معارضات لتعدد الزوجات كما أنهن لا يعارضن الزواج المدني، وعلى عكس ذلك فإن العديدات تطمحن إلى حقوق أوسع. إنها مواقف أبعد ما يكون عن البرنامج السياسي للإسلاميين.   لا بد من أن نشير كذلك إلى أن ظاهرة الحجاب الجديد في تونس ليست معزولة عن ظواهر أخرى تزامنت تقريبا معها في السنوات الأخيرة. ومن بين هذه الظواهر نذكر زيارة الأولياء وكذلك اللجوء إلى العرافين، أو الولع الكبير بالفنانين وبأغاني الفيديو كليب.   في أي إطار يمكننا تنزيل هذه الملامح المنفردة للحجاب الجديد في المجتمع التونسي؟   أعتقد أن جملة هذه الخصائص، التي تبدو متعارضة، تنتمي لما يمكن تسميته بالإسلام الشعبي التقليدي والمحلي الذي يسير دائما في نفس اتجاه الإسلام الفقهي النخبوي المستند إلى سلطة النص.   فهذا الإسلام المحلي يتميز من ناحية بنوع من الليونة في التعامل مع الواقع الاجتماعي، بما يسمح بحرية أكبر للفاعلين الاجتماعيين، كما أنه يتميز باعتماده على العقيدة العفوية دون اللجوء إلى قاعدة نصية أو فقهية.   فهذا الإسلام يقبل المؤسسات الحديثة كما يقبل التنظيمات التقليدية مثل القبيلة والطرق الصوفية، وذلك في سياق نوع من البراغماتية في التعامل مع الواقع الاجتماعي تتسع كذلك لتضم التقاليد.   وهو من جهة ثانية يعطي مكانة مهمة للبعد الإيماني الروحي بمعناه الاجتماعي الضيق، وهو إيمان فردي مبني على التجربة الفردية ولا يحيل إلى مسألة الهوية الجماعية أو إلى التميز على الآخر.   لا بد من الاحتراز إذن عند الحديث عن نوع من العودة إلى الوعي الإسلامي في معناه المطلق كما يرى ذلك الإسلاميون في تونس. أعتقد أنه من خلال ظاهرة الحجاب الجديدة في تونس هناك عودة للتقاليد بما فيها الإسلامية أكثر منها مصالحة مع إسلام النخبة المعقد والمحافظ.   تحولات المجتمع وهشاشة وضع المرأة   هذه العودة إلى الإسلام الشعبي العفوي والمحلي تندرج ضمن تحولات اجتماعية عميقة، بدأ يشهدها المجتمع التونسي في السنوات الأخيرة، تأثرت بها المرأة بشكل مباشر.   المسألة الأولى متعلقة بتأخر سن الزواج والمرتبط من ناحية باستمرارية دراسة الإناث إلى المستويات الجامعية العليا، كما أنه مرتبط بغلاء المعيشة وما يتطلبه الإنفاق على الزواج في ظل نمط العيش الحضري الطاغي في تونس.   ولهذه التحولات كذلك علاقة مباشرة بطبيعة التحولات الديمغرافية التي عرفتها تونس منذ ترسخ نتائج سياسة تحديد النسل على مستوى المجتمع والحياة اليومية للسكان.   فمن المعروف أن المجتمع التونسي يشهد اليوم تراجعا كبيرا لنسب الولادات مما أفرز تغييرا في طبيعة تركيبة الأسرة التي يبلغ معدل عدد أفرادها الأربعة.   وقد نتج عن تراجع عدد الأبناء زيادة قدرة العائلات على الإنفاق في مجال التعليم مما يفسر بدوره تأخر سن الزواج. نضيف إلى ذلك الارتفاع النسبي لعدد الإناث مقارنة بعدد الرجال، مما ساهم بدوره في استفحال ظاهرة العنوسة.   المهم في هذه التحولات هو أن هذا الوضع الديمغرافي الجديد والظواهر الجديدة الناتجة عنه تبقى متعارضة مع الثقافة السائدة، والتي بقيت إلى حد ما محافظة على نوع من التقليدية وخاصة فيما يتعلق بالمرأة.   فتأخر سن الزواج والعنوسة هي من ناحية إفراز لواقع اجتماعي و “لسلوكيات ديمغرافية” لكنها غير مقبولة ثقافيا، ذلك أن المرأة التي تصل سن الثلاثين دون زواج تحس بزيادة وطأة العائلة والمحيط الاجتماعي عليها.   في هذا السياق أصبح الزواج مطمحا ملحا للعديد من البنات اللواتي أصبحن يتنافسن للحصول على أزاوج المستقبل. هنا نفهم دور الحجاب لما يعطيه للمرأة وللبنت من صورة عن رفعة أخلاقها وعن التزامها.   حتى أن مقولة “تحجبت لأنها تحب تعرس” تتردد كثيرا على أفواه التونسيين. يمكننا أن نضيف هنا نقطة أخرى، وتتمثل في دور الحجاب كوسيلة وقاية من الشمس مما يفر للبنات والنساء بشرة بيضاء وناصعة تعد ورقة مهمة في مسيرة البحث عن زوج.   هذا إضافة إلى كون الحجاب يعطي للشاب صورة عن أن زوجته غير مكلفة لا أثناء إقامة الزواج ولا أثناء الحياة الزوجية، وهي نقطة مهمة في مجتمع ارتفعت فيه تكاليف المعيشة بشكل كبير. هذه الوظيفة الثنائية الجديدة للحجاب، أي أنه من ناحية وسيلة للوصول إلى الجنس الآخر لكن مع إبراز مؤشرات المحافظة والالتزام الأخلاقي، هي التي تحتم عليه أن يكون سمة للمحافظة من ناحية لكنه في نفس الوقت منفتح على محيطه الاجتماعي وطيّع في التفاعل معه.   من بين التغيرات الاجتماعية الأخرى التي مست المرأة بدرجة أولى مقارنة مع الفاعلين الاجتماعيين الذكور، نذكر التفكك الأسري. وهو على نوعين.   الأول يتمثل في التراجع الكبير لدور العائلة المتسعة، التي تشمل ثلاثة أجيال، من الجد إلى الأبناء والأحفاد، وذلك لحساب العائلة النووية (الأب والأبناء) وهي البنية الأكثر ملاءمة لنمط العيش الحضري في المدن.   وقد نتج عن تراجع العائلة التقليدية تراجع في أنماط التآزر الاجتماعي التقليدي الذي كان يتم داخل هذه البنية المتسعة. وبطبيعة الحال فإن المرأة هي العنصر الأكثر هشاشة في سياق الثقافة الذكورية السائدة.   فمن الصعب عليها تعويض ذلك السند الاجتماعي التقليدي، على عكس الرجل الذي يتحكم في الفضاء العام الذي يشمل مجال العمل ومجال السياسة وغير ذلك من الأنشطة القيادية.   أما النمط الثاني من أنماط التفكك الأسري فيتعلق بالأسرة النووية ذاتها، ومؤشر ذلك الارتفاع الكبير لمعدل الطلاق في المجتمع وخاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج.   هذا التفكك الأسري يتم في سياق اقتصادي يتمثل في الارتفاع الكبير لتكاليف العيش بشكل يتعارض مع الثقافة الاستهلاكية التي غمرت عقلية السكان خلال التسعينيات. وفي ظل هذا التعارض وفي ظل انسداد أفق الحل التجأت العديد من النساء والبنات إلى الاتجار بأجسادهن، وهي ظاهرة ما فتئت تتسع في المجتمع، لكن للأسف ليس بالإمكان حصرها بالأرقام نتيجة الحظر المفروض من السلطة لدراسة أو مناقشة مثل هذه الظواهر.   أمام مختلف هذه التحولات وهذه التحديات، التي تؤثر أكثر في المرأة بسبب هشاشة وضعها في فضاء ثقافي واجتماعي ذكوري، يمكن القول إن الحجاب يوفر نوعا من الحصانة وكذلك ضمانة للمرأة في ظل غياب هياكل وبرامج تهتم بهذه التحولات. فالسلطة في تونس تتعامل مع قضية المرأة من باب الانتهازية السياسية لا غير.   الحجاب والبحث عن الذات   ليس بإمكاننا أن ندرس ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس دون أن نربطها بطبيعة السياسة الرسمية التي انتهجتها السلطة في تونس، سواء من خلال تعاملها مع المسألة الدينية أو مع الثقافة بشكل أوسع.   ففي إطار الصراع السياسي بين السلطة والإسلاميين تم فرض قيود كبيرة على العبادات، وأصبحت ممارسة الشعائر أحيانا عنوانا للانتماء السياسي.   مقابل ذلك، زادت السلطة من هيمنتها على الحياة الدينية بتطويع المؤسسات والأئمة الذين أصبحوا مجرد تواصل لوسائل الإعلام الرسمي المساهمة في إنتاج شرعية الخيارات الرسمية.   لقد أدت هذه السياسة إلى إفراغ الحياة الدينية التي تشرف عليها السلطة من كل بعد روحي قادر على تلبية حاجة المؤمن. إلى جانب ذلك عمدت السلطة إلى مراقبة كل مجالات الإنتاج الفكري والفني وفرضت أنماطا ثقافية وفنية مبتذلة وهجينة ولا علاقة لها بمستوى وعي وحاجيات المجتمع. فنتج عن ذلك حصار كبير لكل أنماط الثقافة النوعية القادرة على خلق وعي عقلاني بالذات وبالمحيط.   أمام وطأة الأزمة الاجتماعية، وأمام تطويع الدين وغياب الثقافة النوعية، انجر المجتمع للبحث عن علامات وإشارات تعطي لحياته معنى بعيدا عن دعاية الإعلام الرسمي المفلس.   وقد أخذت هذه العملية بعدين. الأول يتمثل في العودة إلى الثقافة المحلية لعيش تجربة روحية ثرية دون أن تقحمه في متاهات السياسة. والثاني يتمثل في التوجه إلى المحيط العربي عبر قنوات التلفزة والملتميديا.   هنا يمكننا أن نفهم شعبية الداعية عمر خالد باعتبار خطبه تركز بالأساس على البعد الروحاني الإيماني مع المحافظة على التواصل مع الواقع الاجتماعي، ودون تبني رؤية سياسية. هذه الخطب المفعمة بالإيمان تعوض جفاف الخطاب الديني للسلطة وللإسلاميين، وتعطي وعيا موهوما بالذات وبالآخر.   ومن هذا المنطلق يمكننا اعتبار عودة الحجاب في تونس مؤشرا على نوع من الجفاء بين السلطة والمجتمع، إن لم يكن وسيلة للتعبير الصامت والسلبي عن الرفض.   لكن يجب الانتباه إلى أن هذه الظاهرة ليست الوحيدة التي سجلت حضورها داخل المجتمع التونسي في السنوات الأخيرة. فعودة الحجاب وزيادة عدد المصلين في المساجد تتزامن مع ظاهرة العرافين وزيادة اللجوء إلى الأولياء، كما أسلفنا، كما تتزامن مع ظواهر أخرى قد تبدو متعارضة معها مثل لبس الجنز الضيق أو الوشم وحتى البرسينغ، بالإضافة إلى موسيقى الهيب هوب والراب.   وما يجمع مختلف هذه الظواهر هو أنها تتم بعيدا عن فضاءات السلطة. هذا ما يجعل منها مؤشرات عن الفجوة بين السلطة والمجتمع تتم أحيانا في كنف إسلام محلي سهل ومنفتح.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 29 أكتوبر 2006)  


الحجاب بين النصّ و الاجتهاد

بقلم الأستاذ عادل كعنيش   تثير قضية الحجاب اليوم جدلا كبيرا بين مدافع عنها وبين من يعتبرها دخيلة علينا، وقد توسع هذا الجدل في المدة الأخيرة لأنه يتعلق بظاهرة تفشت في بلادنا بعد أن مسّت أقطارا قريبة منا لم تعرفها من قبل، كما توسعت هذه الظاهرة لتكتسح العديد من البلاد الغربية التي تقيم فيها جاليات مسلمة، وللأمانة فان هذه القضية ما كانت تثير هذه الزوبعة لو كان ارتداء الحجاب ناتج عن قناعات شخصية، ولكن ما نلحظه هو التعبئة التي تتوخاها عديد الفضائيات الإسلامية التي يناهز عددها اليوم مائتي فضائية، في محاولة لفرض سلوكيات غريبة على كل المسلمين، باسم الحلال والحرام،  أساسها فرض غطاء الرأس على المسلمة، ودعوة المسلم لعدم حلق ذقنه وغيرها من الأفكار الغريبة، قصد الدخول بالإسلام في متاهات وممارسات لم يتعود عليها المسلمون في عديد الأقطار الإسلامية بما فيها تونس، وهذه ممارسات أصبحت تسيء للإسلام المعتدل وتثير لدى الغربيين مشاعر الخوف من الإسلام وهو ما يزيد في مقاومتهم لهذا الدين ويعيق عملية انتشاره في البلاد الغربية .   الغرب يعتبر الحجاب هجوما على علمانيته   لقد ركّز الغرب نقده اللاذع للإسلام على مواضيع أربعة وهي تعدد الزوجات وحجاب المرأة وسلطة الرجل المطلقة في طلاق الزوجة وانتقاص دور المرأة في مسائل الإرث والشهادة، لكن التشاريع الحديثة التي ظهرت في بعض الدول الإسلامية وفي طليعتها تونس، سمحت للمسلمين أن يكونوا في وضع أحسن بكثير للدفاع عن دينهم الذي انتشر بقوة في القرن الماضي في الغرب نفسه، ويرى الكثير من المتابعين لهذا الشأن أن الإسلام بمقدوره أن يكتسب جاذبيّة في الغرب إذا قام بتحديث نفسه.    وفي هذا السياق تتنزّل قضية الحجاب التي أصبحت تشكل تحديا داخل البلاد الغربية نفسها ولدى الكثير من البلدان الإسلامية، ففي البلدان الغربية يعارض الرأي العام غطاء الرأس لأن ذلك يشكل بالنسبة له هجوما شرسا على علمانيته، وعلى ما حصلت عليه المرأة من حقوق، ولا يكاد أحد في الغرب يصدّق أن المرأة تضع هذا الغطاء بمحض إرادتها دون أن يجبرها أحد من أهلها.   وفي البلاد الإسلامية يرى البعض أن هذا الزيّ الطائفي أصبح وسيلة للتوظيف السياسي، ولا علاقة له بالتقوى والورع لأن الأخلاقيات مثلها مثل كل القيم الأخرى يجب أن تكون راسخة في داخل وجدان الإنسان.   انقسم المفكرون في البلاد الإسلاميّة حول هذا الموضوع، فاعتبر الكثير منهم أن الآيات الواردة بسورة النور وسورة الأحزاب قد فرضت على المسلمة غطاء الرأس في حين ذهب الشقّ الآخر إلى أن القرآن لم يأت بحدّ واحد للمرأة غير المتحجبة، وهو ما يجعل مسألة الحجاب مسألة خلافية، أي أن الخلاف فيها جائز، وأن هذا الاختلاف لا يترتب عنه تبديعا ولا تكفيرا.    لكن مع الترجيح بأن الآيات المشار إليها قد جاءت في ظروف معيّنة وقد زالت هذه الظروف بأكملها بعد زوال العبودبّة، هنالك أكثر من سؤال يمكن أن نطرحه بمناسبة تناول هذه الظاهرة فهل أن الإسلام، لا يكون قائما الا اذا ما طبقت الممارسات التي ظهرت في البلدان الخليجية التي لها ظروفها وعاداتها؟ وهل أن الإسلام له خصوصية تختلف بين منطقة إسلامية وأخرى؟ وهل من المقبول أن يطبق الإسلام في البلاد المغاربيّة بطريقة تختلف في بعض الجوانب مع ما يطبق في بلدان المشرق العربي؟ وبعبارة أوضح هل أن المغرب العربي قد تأثر بالإسلام و أثر فيه بحكم الظروف التاريخية والجغرافية لهذه المنطقة التي شكلت بفضل احتضانها لجامع الزيتونة منارة كبرى من منارات الإسلام؟   الثابت أن تأثير الدين في سلوك الإنسان هو تأثير كبير،  لكن هذا السلوك نادرا ما يتطابق مع النص الديني، فالدين لا يأخذ طريقه في التطبيق إلا من خلال تكيّفه مع الواقع الاجتماعي والثقافي القائم، لذلك نجد تنوعا في الممارسة الدينية بتنوّع المجتمعات والثقافات، فتطبيق الدين والامتثال الكامل لأحكامه على مستوى السلوك لا يمكن أن يحصل الا على حساب الحياة نفسها.   الاختلاف بين النصّ الديني و الممارسة اليومية للفرد   الدين الإسلامي الذي انتشر انتشارا واسعا واعتنقته شعوب ذات ثقافات مختلفة لم يكن يعرف النجاح الذي عرفه لولا تلونه بلون تلك الثقافات وتفاعله مع المعطيات الخاصة والتقاليد المحلية.    وباستثناء فترات محدودة في التاريخ الإسلامي ولاسيما فترة الرسول  حيث ساد التطابق بين النص وسلوك المسلم اليومي وكان الرسول  يحرص على ضمان هذا التطابق باعتبار أن أقواله وأفعاله شكلت سنة شريفة التزم بها المسلمون، فان سلوك المسلم لم يكن في كثير من الأحيان متطابقا مع النصّ، ومع توسع رقعة الإسلام فقد كان سلوك المسلم اليومي يتغير بتغير الظروف الاجتماعية والثقافية، فالإسلام كان يتفاعل مع أنماط مختلفة من الثقافات والسلوكيات، فكان لابد أن يؤثر فيها ويتأثر بها لينتج عن ذلك ممارسات مختلفة و هو ما حتم على رجال الدين و القضاة مواجهة قضايا سلوكية مختلفة اجتهدوا في تقييمها ولكن غالبا ما جاءت هذه الإجتهادات متأخرة عن التصرف الفعلي للمسلمين.   التطابق بين السلوك الفعلي لعامة الناس وبين قوانين الشريعة كانت واحدة من أهم مسائل الحياة اليومية طوال عصور التاريخ الإسلامي، وهي مازلت قائمة حتّى الآن بل أنها في العصر الراهن تكتسب أهميّة كبرى وذلك لجعل الإسلام على مسار الحداثة والتطوّر.   خصوصية الإسلام في تونس   في تونس التي تشكّل جزءا من المغرب العربي، طُبّق الإسلام تطبيقا خاصا منذ قرون عديدة، فعلى صعيد السلوك كان على الإسلام أن يتفاعل مع عادات المنطقة ليشكل ملامح إسلام خاص بأهل المغرب العربي، حيث أهمل الناس جزءا من الشريعة محتفظين بجوهر الدين ألا وهو الإيمان بالله وبرسوله والإقتداء بإنسانيته  العميقة وقيمه النبيلة.    لوعدنا إلى البحث مليّا عن ملامح الإسلام الذي انتشر بربوعنا، لوجدنا والحمد لله أنه ليس هنالك من ينكر الأركان الإسلامية، أو يشكك بإحداها أو يقلل من شأن بعضها البعض ، لكن على مستوى التطبيق اليومي يختلف الأمر اختلافا ملحوظا حيث نرى أن هذا الإيمان لا يقترن دائما بأداء الفرائض أو ربما بأدائها على الوجه الأكمل.    كما أن تطبيق أحكام الشريعة محدود فكثير من الأفعال التي نهى عنها النص حاضرة بقوّة في الحياة اليومية، ففي تونس ومنذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر للميلاد قامت السلطة السياسية بعلمنة القضاء الجزائي وألغت العمل بأحكام الشريعة الإسلامية في هذا الميدان، وكان الشعب مرتاحا لهذا التطوّر كما أن العديد من القوانين التي أصبحت تنظم حياة المرء من الولادة الى الموت مرورا بالزواج والطلاق و التبنّي أصبحت قوانين مختلفة في كثير من الحالات عن أحكام الشريعة الإسلامية، يضاف إلى ذلك أن التونسي قد تعوّد التعامل مع المصارف البنكية مقرا بالفائض كما أقدم على التعامل مع مؤسسات التأمين، فتطور في بلادنا إسلام تفاعل معه المواطن، وهو إسلام غضّ الطرف في مستوى الممارسة عن بعض أحكام الشريعة الإسلامية كما ارتبط الإسلام المعاش في بلادنا وبلاد المغرب العربي ببعض الممارسات والبدع ولاسيما في الأوساط الريفية، فقد انتشر منذ القرون الوسطي تقديس الأولياء انتشارا كبيرا و أصبحت للزردة دلالة خاصة في هذا المجال إذ أنها مناسبة لإقامة احتفال موسمي تبركا بالأولياء الصالحين تقدم فيها الأضاحي والأكل الجماعي، وتمارس ألعاب الفروسية، وكل ذلك لتجديد الاعتراف بمكانة الولي الصالح، والأهم أنه يسمح حتى بالممنوع حيث تنظم الحضرة في رحاب مقامات الأولياء ويختلط الرجل بالمرأة التي ينكشف شعرها ورقبتها وصدرها وهو أمر غير موجود بالبلدان الإسلامية في الشرق.    ويمكن الإشارة أيضا إلى الاحتفالات التي تجرى خلال المولد النبوي  وهي احتفالات أدخلها العثمانيون ، وتبناها عن طواعية كل أهل المغرب الى مصر، حتى أصبح الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مستوى عيد الفطر وعيد الأضحى وهو أمر غير موجود بالمرة ببقية البلدان الإسلامية.   فهذه الممارسات وحتى غيرها مما يحفل به الإسلام المطبق في بلادنا وسائر البلاد المغاربية هو ناتج عن المعطيات الجغرافية والتاريخية الخاصة بنا، ولكنه اختلاف لا ينم عن أي خطورة، لأنه لم يبلغ حد المسّ من العقيدة الإسلامية، أو طمس مقوماتها، ويبقى أحد أوجه التفاعل بين الإسلام والخصوصية المغاربيّة.   فهي خصوصية ناتجة عن قيم التسامح والابتعاد عن التشدد، فقد اعتدنا في الأسواق أن نشاهد التاجر والحرفي يواصل نشاطه ولا يقدم على غلق مغازته وقت الآذان لأنه لا يرى مانعا في تأجيل موعد الصلاة حتى لا يتعطل نشاطه .    وفي المشرق العربي اعتاد الناس على التعامل مع الوقت بأكثر أريحيّة، فكثيرا ما تحدد المواعيد فيقال في الفترة ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب، فهنالك يعطون أولوية  للصلاة ويعتبرونها عذرا مقبولا لأي تأخير ولكن الأمر يختلف في بلدان المغرب العربي حيث يبرز شعور مختلف بالزمن لقرب المغرب العربي من أوروبا التي تعتبر  «الوقت مساويا للمال « كما اعتاد التونسي على اعطاء أهمية كبرى لشهر رمضان حتى غدت فريضة الصيام و كأنها مقدمة على فريضة الصلاة على عكس ما هو معمول به في المشرق العربي.   هنالك العديد من الفوارق بين سلوك المسلم في المشرق ، وسلوكه في المغرب ولكن هذا الاختلاف لا يمس بجوهر العقيدة الخالد المتمثل في التوحيد ومكارم الأخلاق والعدل والمساواة .   ضرورة إعطاء الإسلام قراءة حديثة   إن ما يحصل من عدم تقيد حرفي بالشريعة لا يحمل تأويلا آخر غير ما نلمسه من نزوع التونسيين الواضح نحو العقلنة، والمسألة تكمن في هذه الجرأة التي يتصف بها المفكرون ورجال السياسة من نزعة اجتهاديّة تهدف إلى إعطاء الإسلام قراءة حديثة دون الدخول في تناقض معلن مع النص الديني.    هكذا يبدو الإسلام المعاش في تونس متحررا إلى حد كبير من قيود الشريعة، دون أن يفقد شيئا من قوة العقيدة، متأقلما مع الحياة الحديثة وأنماط السلوك الاجتماعي دون فقدان شخصيته سريع الانفتاح عل الآخر دون ذوبان فيه.    إن صورة الإسلام المتمثل في النواهي والمحرمات الفقهية، لا تجد لنفسها مكانا في المجتمعات المغاربيّة وخاصة لدى المجتمع التونسي لذلك فالقول بأن تعرية المرأة لرأسها هو من قبيل المحرّمات هو سياق غير مقبول بالمرة في تونس سواء اعتمادا على النصّ أو استئناسا بالاجتهاد.    فإذا كانت الهوية العربية الإسلامية واضحة في بلادنا فإنها هوية عقيدة أكثر مما هي هوية شريعة، هوية نعثر عليها في الإيمان والصلاة والصوم والزكاة والحج وليس في إقامة الحدود، لذلك تعد المدينة بالمغرب العربي عامة مدينة التعايش بين المساجد والمقامات ودور اللهو . إن أحكام الإسلام كما يقول الطاهر الحداد في كتابه امرأتنا في الشريعة والمجتمع لم تأت نتيجة افتراض مبرراتها، بل أن الآيات كانت تنتظر الأحداث لتنزل في خصوصها، وبالتالي فان السمّة الأساسيّة للشريعة الإسلامية هي ارتباطها بتطور الحياة وإذا أوجبت عشرون سنة من حياة الرسول  نسخ أحكام وإلغاء نصوص وتشريع البديل عنها، فان عشرات القرون كفيلة بوجوب إعادة قراءة الإسلام وفهمه على ضوء الاحتياجات المتوالية للمجتمعات الإسلامية وعلى أساس التفريق بين ما أتى به الإسلام وما جاء من أجله.   خلاصة القول أن التونسي هو شديد التمسك بدينه لكن القيم التي تربى عليها تجعله ميّالا إلى التسامح والاعتدال، فهو لا ينبذ من لا يؤدي الفريضة، وليس مستعدا لتكفير من يفكر في الدين ويسعى لإعطاء قراءات حديثة تنبع من أحكام العقيدة الإسلامية التي تنادي بالوسطية والاعتدال والتيسير وتنهى عن التشدد.    يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 143   {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }    ويقول الله في سورة القصص الآية 77   {واتبع في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحبّ المفسدين }    ويقول في سورة النساء الآية 171   {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}    ويقول الرسول :    «ليس أخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا فانّ الدنيا بلاغ إلى الآخرة»    ويقول كذلك الرسول:    «من لانت كلمته وجبت محبّته وحسنت أحدوثته وظمئت القلوب إلى لقائه وتنافست في مودّته»   إرساء الحوار بين المسلمين و الإسلام   يمكن للمسلمين أن يختلفوا في الأمور الفرعية وفي الاتجاهات السياسية و لكن لابد من هدف يتجه إليه الجميع في إخاء و محبة و في ترابط و وحدة   فيهتمون بعظائم الأمور ويبتعدون عن صغائرها،أما أن نواصل  التركيز على أمور هامشية وأن نتمسك  بأن الإسلام فرض الحجاب، وأن تعرية رأس المرأة هو من قبيل المحرمات، وأن الإسلام منع حلق الذقن، وأنه يحرم لبس رباط العنق، فهذه الأمور لا تنفع الإسلام في شيء و تعيق انتشاره الذي بدا قويا في أواخر القرن الماضي عن طريق الجاليات المسلمة وخاصة المغاربية منها التي نقلت اسلاما وسطيا بعيدا عن المغالاة و التشدد.    يقول جمال الدين الأفغاني «إذا أردنا أن ندعو للإسلام فليكن أول ما نبدأ به أن نبرهن للغربيين أننا لسنا مسلمين»   نعم فمن يتمسك بالهامشيّات و يتخلى على الثوابت لا يمكن أن يكون في عداد المسلمين.   إن إصلاح مواطن الضعف في الدين يقع على عاتق العلماء ورجال الدين ولا جدوى من إجراء حوار بين الإسلام والغرب ما لم نبدأ بالحوار الأهم حوار بين المسلمين والإسلام.   عندما يُسقط الاجتهاد ظاهرة الحجاب   أختم كلامي بما قاله الدكتور «أرفنج» في مدينة قالاســقو ببريطانيا و هو يخاطب المسلمين هناك «تعلّموا الإسلام و طبّقوه و احملوه لغيركم من البشر تنفتح الدنيا أمامكم يدين لكم كل سلطان، أعطوني أربعين شابا ممن يفهمون هذا الدين فهما عميقا  و يطبّقونه تطبيقا عميقا و يحسنون عرضه على الناس بأسلوب العصر وأنا أفتح لهم الأمريكتين».   عرض الإسلام بأسلوب العصر لا يكون بتكفير من لا ترتدي الحجاب و لا يكون بالدعوى إلى عدم حلق الذقون و إباحة زواج المسيار.   الإسلام  هو في حاجة إلى مجتهدين مستنيرين يشعّون بآرائهم على كل بلاد الدنيا بما يساعد على نشر الإسلام النقيّ ويرسّخ على الدوام رسالته الخالدة.   للأسف الشديد ما زال الكثير من الدعاة لم يتوفّقوا بعد إلى قراءة هذه الحقائق مصرّين على المحافظة على قراءات سلفية لم تعد تنفع الإسلام و المسلمين متمسكين بظاهر الألفاظ غافلين عن المعاني السامية والأهداف النبيلة التي رمت إليها كل آية في القرآن.   الثابت أن أكثر الناس للإسلام عداوة لا يمكن أن ينال من الإسلام كما تنال منه أفعال هؤلاء.    إن الإسلام دعوة و الدعوة لابد لها من داعية وهذا الداعية يجب أن يكون قادرا على تغيير المفاهيم الخاطئة التي التصقت ومازالت تلتصق بعقول الكثير من المسلمين، نتيجة الخطابات الساذجة التي تقدمها و للأسف الشديد بعض الفضائيات، التي تطلق على نفسها بالفضائيات الإسلامية.    العمل من أجل إبراز الإسلام النقيّ والنهوض بهذا الدين مسؤوليّة تلقى على المفكرين و رجال الدين المصلحين لتجاوز هذه المرحلة الحسّاسة في تاريخ هذه الديانة حتى نعيد للإسلام والمسلمين صولاتهم أيام أن كانت الدنيا لهم.   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 29 أكتوبر 2006)


  الكلمة امانة

لا تبع آخرتك بدنيا غيرك يا لزهر عبعاب

فتحي بيداني   ان الذي يمارس العمل السياسي او الذي يريد ان يكون له دور في العمل الإصلاحي فعليه ان ينتبه لكل ما يقوله او يكتبه لأن هناك ساحة وجهة معينة يخاطبها وبالتالي فإن هذه المقالات والخطابات سوف يطلع عليها  ويجري عليها مثل غيرها قراءة نقدية.   لذلك يا لزهر قد جانبت الصواب في مقالك عن الحجاب والذي انحزت فيه بوعي منك او بغير وعي الى السلطة التونسية , التي شهرت سيفها ضد كل من تلبس الحجاب , والكل يتابع مارتكبته السلطات من اعمال شنيعة لنزع الحجاب وهو معروف لأي متابع وغير متابع للشأن التونسي , كيف وان السلطات جندت نفسها وارسلت اعوانها الى كل الولايات لأقامة الندوات والجلسات لأجل اعطاء الأوامر للمسؤولين لتطبيق المنشور السئ الذكر 108  بكل قوة وجد ,يحيث لم يكتفوا بمنع الطالبات والعاملات بل منعوا ويسعوا لمنعه في الشوارع والأماكن العامة والحافلات وفي كل مكان , ولو أنهم استطاعوا الدخول الى منازل الناس وبيوتهم لنزع الحجاب لفعلوا ذلك . وبالتالي يا لزهر كان عليك ان تتمهل وتقلب ما كتبته جيدا وتكون انت اول من ينقد ما كتبت , لأن اي قارئ لمقالتك هذه وبكل صراحة لا يجد لك مكانا ثالثا فانت قد وضعت نفسك في خانة السلطة الظالمة والإستغراب هو كيف استطعت ان تقنع نفسك بالذي كتبت .   كان علك يا لزهر بخطاب تحمّل فيه السلطة المسؤولية لا ان توجه نقدك لحركة النهضة . بل كان يجب عليك ليس تحميل المسؤولية للسلطة فحسب بل تعمل عملا ترد فيه ا لسطة عن ظلمها وغيّها . لأن توجيه النقد لحركة النهضة وبكل بساطة ووضوح ليست حركة النهضة من شنت الحملة على نزع الحجاب لأن كل من يقرا كلامك يصور اليه كأن حركة النهضة تنافس السلطة على نزع الحجاب وهذا فهم مقلوب في الحقيقة .   فإن كان لك بعض الملاحظات على حركة النهضة فليس بهذا الخلط الذي كتبته يا لزهر . وإقول لك ان كنت  كتبت الذي كتبت بإعاز منك فقد أخطأت التحليل ورميت رمية في غير مرماها . لأن ما كتبته يالزهر يفيد كأن السلطات التونسية هي التي اوعزت لك بذلك , وهذا الظن قد يكون صحيحا  او غير صحيح ولكن بالنتيجة هو ذلك .   ثم هل صحيح  أن حركة النهضة وظّفت نزع الحجاب لصالحها ؟  أيضا هذا الزعم غير صحيح لأن السلطات التونسية ليست بالغباء الذي تعتقده يا لزهر فهناك أطراف كثيرة تشير وتقدم اقتراحات للسلطة وبالتالي ما اقدمت عليه الحكومة التونسية ليس بالعمل العفوي بل هو عمل مدروس ومخطط له بكل عناية [ يمكرون ويمكر الله ]   اذا فليست النهضة من افتعل موضوع الحجاب , بل اقول : إن على هذه الحركة  ان لا تسكت وعليها ان تفعل الكثير الكثير من اجل التعريف بهذا السلوك المشين حتى ترجع السلطة عن قرارها وعلى النهضة ان تكثف من الإعتصامات امام السفارات التونسية في الخارج وما الى ذلك من الأشكال ,  فإن جهد الحركة الى الآن غير كاف فعليها وعلى كل مسلم تونسي او غير تونسي ان يقدم المطلوب للوقوف الى جانب التونسيات المتحجبات لأن السلطات التونسية اذا نجحت في هذا المسعى فإنها ستنتقل الى امر أخر , والجميع يعرف الى أي مدى يريد الحاكم التونسي  ان يصل بمجلة الأحوال الشخصية.   اذا فالسكوت على نزع الحجاب كبيرة ومعصية لله ورسوله , فلا اخال لبيبا يغيب عنه هذا الحكم . وانت يا لزهر جعلت النهضة والإخوان اعداء لك . امر غريب  هذا؟؟؟؟؟ بدون تعليق .   فإذا لم تنهض النهضة للدفاع عن مبادئ الإسلام فمن ياترى يفعل ذلك ؟  الشيوعيون اللائكيون العلمانيون , فإن هؤلاء منهم من انكر على السلطة صنيعها هذا , فعلى من الملامة يا لزهر. اظنك قد قرات في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم  كيف جلى بني قينقاع عن المدينة بسبب نزع حجاب امراة مسلمة  . واذكرك ببعض النصوص الشرعية التي تنبه المسلم من الوقوع في المحظور , لأن الكلمة امانة وان كلامنا محصي ومسجل , اما لنا او علينا .  ففي صحيح البخاري { ان النبي صلى الله عليه وسلم  قال ان الرجل يتكلم بالكلمة  من رضوان الله لا يلقي لها بال يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ……   واخرج الإمام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ان احدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه الى يوم القيامة  وان احدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه سخطه الى يوم القيامكة }   واذا اذكر بهذه النصوص الشرعية لأن السلطات التونسية لم تفعل خيرا حتى نصمت بل شرا فعلت والساكت هنا في هذا المقام هو شيطان اخرس . بل علينا الفعال لا الكلام كما اسلفت الذكر, المطلوب من كل مسلم ان يجند نفسه لكل عمل وتحرك لأجل ايقاف وعدول السلطات عن قرارها الجائر . فعند القضايا الواضحة يجب ان ينحاز المسلم فيها لأهل الحق حتى وان كان في نفسه شيئ يكرهه من اخوانه. فهذا الشيخ الفاضل محمد الغزالي : احظرته المحكمة المصرية ليشهد في قضية مقتل  فرج فوده ظنا منها ان الغزالي معتدلا وله خلاف مع الجماعات الجهادية ظنا ان يشهد ضد قاتلي فرج فوده الذي حارب الله ورسوله لأن السلطات المصرية ارادت اقامة الفتنة بين الجماعات الإسلامية ثم اقامة الحجة على قاتلي فرج فوده , لكن الغزالي بفطنة العالم وذكائه  قال امام المحكمة : إن السلطات المصرية  لم تنفذ حكم الله على فوده فنفذه الشباب. لماذا قال الغزالي هذا الكلام وهو المعروف باعتداله ونبذه للقوة كوسيلة للتغيير؟ لأن المقام يستدعي ذلك ,وهو يخشى على نفسه ان يسوي بين فوده المحارب لله ورسوله وبين الشباب المسلمين الذين يرجون بفعلهم ذلك ارضاء الله عز وجل . ووالله لإن يكون احدنا في آخر الصف مع اهل الحق والإيمان خير من ان يكون رئيسا او له اي منصب سامي مع اهل الباطل . ثم ان ديننا علمنا ان لا نذل لعدو او ظالم خاصة اذا كان ذلك بوسعنا , فما قصة ابي بصير الا دليلا على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين اهل مكة عهد منها ان يرد من جاء من المسلمين من مكة الى المدينة فهذا ابو بصيرياتي مهاجرا الى المدينة فيات المشركون في طلبه فيرده اليهم ولكنه صلى الله عليه وسلم اشار بكلمة لأبي بصير  مسعر حرب لو كان معه رجال ,  ففهمها ابو بصير وفي الطريق قتل واحدا من المشركين وفر الآخر. وبالخلاصة ابو بصير  فتح باب خير للمسلمين المضطهدين في مكة .  فاين نحن من ابي بصير ؟  فالظالمون عليهم ان يكفوا ظلمهم و على من يستطيع ان يكف ايديهم ويرد اذاهم فليفعل .   لا لدعوة الهوان والخنوع   فلا نقول رفعنا الكلام سلاحا—————— وفي مجلس الأمن قال يقول فما سلبوه بضرب السلاح ————————فلن يسترد بنش الذيول   فوالله لم اكن يوما اشد رغبة وحبا بوجود ي في تونس كمثل هذه الأيام التي ارى ان الوقوف في وجه الظالمين شرف عند الله ليس كمثله شرف .لكنا اخرجنا المسيرات بشوارع الخضراء والإضرابات بالمعاهد والكليات و ما إلى ذلك من الأشكال الرادعة للحاقدين على هذا الدين .   ايه يا تونس ايه يا محجبات تونس لكل الناس بواكي الا انت فليس لك بواكي .  فإلى الله المشتكى ثم اليكم انتم يا من تتمتعون في بلاد الغرب بالحرية  الا تنهضوا لنصرة دينكم؟ فالله الله  لا تقبلوا بأن تجرد المرأة المسلمة من حجابها وتسلب منها عفتها وطهرها , فوالله لا نجونا ان نجت السلطات في ذلك , ولا حول ولا قوة الا بالله .اللهم اجعلني سببا لنصرة المحجبات المقهورات اللائي انفرد بهن الظالمون , آمين


رد على لزهر عبعاب حول الحرب على الحجاب

بقلم: علي بن غذاهم   موقف  السيّد لزهر عبعاب  من الحرب المسعورة التي يشنّها  النظام الدّيكتاتوري في تونس علي الحجاب  والاسلام  هذه الايّام  موقف مثير للاستغراب والدّهشة ؟؟؟ فان يتواطأ من عرف بقيادته للطّابور الخامس من امثال  المدعو برهان بسيس او الملّولي او الصّغير او عبد العزيز الجريدي او الاخزوري   فهذا مفهوم   لدينا وان يصاب  اشخاص “بالخرس والصّمم  والعمي ” تجاه هذه  الحرب المسعورة علي الاسلام  والحجاب في تونس من امثال  السيّد خالد شوكات  مدير  المركز العربي لحقوق الانسان  في لاهاي   والسيّد الهاشمي الحامدي  صاحب قناة “” الدّيمقراطية”  فهذا امر مفهوم ايضا وان ينسحب  السيّد لزهر عباب  وغيره من حركة النهضة   وينسّقو حملة ضذّ قيادتها في الخارج   باعتبارهم مسؤليين  عمّا آل اليه وضع الحركة  فهذا ايضا مفهوم وان يقوم السيّد لزهر عباب  بتسوية  وضعيته  الامنية والقانونية بشكل فردي  ويعود الي تونس  خلال عطلة الصيف كمواطن  “صالح”    فهذا شانه  ايضا وهو حرّ  في حياته الشخصية امّا المثير للاستغراب والاستهجان  فهو موقف السيّد عبعاب  المتواطأ مع الدّيكتاتورية  وهو المحسوب علي رواد الصحوة الاسلامية  في تونس قبل  وجود حركة النهضة  ومحاولته  الخلط بين موضوع  الحرب علي الحجاب والاسلام  الدائرة رحاها في تونس  بقيادة راس الدّيكتاتورية  الطّاغية بن علي نفسه  وموضوع  تصفية حسابات سياسية  مع قيادة حركة النّهضة  في المهجر هل تقبل ياسي  عبعاب ان يعترض  وبش من اوباش  الدّاخلية  ابنتك او زوجتك  في الطّريق العام ويستفرد بها ويمزّق حجابها   ويتحرّش بها جنسيا  قائلا ” ماازينك وما  احلي  شعرك هكذا بدون حجاب  “؟؟؟ هل تقبل ياسي  عبعاب ان يعترض “كلوشّار ” من صعاليك امن الدّولة  ابنتك او زوجتك في الطريق العام او امام الجامعة او المعهد  ويهدّدها بالفاحشة ويسب عليها الدّين و الجلالة  ويسمعها   ما تفيض به قريحته النتنة من كلام فاحش ؟؟؟؟ هل تقبل ياسي  عبعاب  ما اعتبره احد اقطاب الدّاخلية  التونسية عبد العزيز الجريدي  من انّ الحجاب  لباس خاص بالمومسات  العاهرات ؟؟ وقد قام النّظام بتوزيع الجريدة دون ادني اعتراض ؟؟؟ قولك  ياسي عبعاب ” تأثير المدرسة الفكرية الإخوانية في فكر “حركة النّهضة” يتماهي مع  ما يصرّح به رموز الدّيكتاتورية اليوم في تونس  من وقوف هذه المدرسة “الظّلامية الارهابية” وراء ما يسمّونه  حملة علي نظام الفساد في تونس اعتبارك ياسي عبعاب كلام ان  ” تونس اليوم بلد “يُحارب فيه الإسلام” و “تغلق فيه بيوت الله” و “يُوضع المصلّون تحت الرّقابة الإلكترونية”… إلخ و أنّ كل ذلك يستوجب طلب النّصرة من العلماء  مهاترات و مبالغات  ؟؟؟ هو تواطأ مكشوف ومفضوح مع الدّيكتاتورية في تونس و”تغطية للشمس بعين الغربال ” ستسأل عنه يوم القيامة  يوم لا ينفع مال ولا بنون  , فالكل  يشهد في تونس  والعدوّ قبل الصدّيق ان النظّام اغلق عدد كبير من المساجد  وكلّ اماكن وقاعات الصّلاة  في جميع المؤّسسات  والادارات  والجامعات  في تونس وما عليك الاّ ان تتحمّل عناء السّفر الي المركّب الجامعي في تونس لتري بامّ عينك مسجد المركّب الجامعي المغلق  في وجه جموع الطلبة المصلّين. امّا موضوع الرّقابة الإلكترونية علي المصلّين  …انا اتحدّاك ان تثبت لي مقال واحد ا و تصريح  لشخص من النهضة  او مقرّب من النهضة  اقرّ فيه بوجود هذا الموضوع ؟؟  وقد صدر في وكالة تونس نيوز للانباء  مشكورة توضيح يؤكّد ان هذا الموضوع مجرّد “نكته” افتراض يا سي عبعاب  ان تكون حركة النهضة  مخطأة  او متهوّرة  او دخلت في مواجهة انتحارية  فاشلة  او ” تدفع الماء الي الصعدة ” او خارجة علي القانون او حتّي في اقصي الحالات  حاولت قلب نظام الحكم بالقوّة لا يبرّر باي حال من الاحوال  لنظام  يفترض ان يكون  راعيا لحقوق وكرامة  المواطنين  وساهرا علي تطبيق القانون  ان يستبدّ بالحكم ويعيث في الارض فسادا  ويصادر جميع الحقوق الشخصية  والدّينية و المدنية والسياسية  وياخذ جميع المواطنين بجريرة ما يفترض انّه “جريمة ” ارتكبتها جهة سياسية  نال منتسبوها وعائلاتهم  اضعاف اضعاف ما يستحقّونه علي افتراض ارتكابهم لهذه الجريمة لقد حاول الكثير من ابناء النهضة  في المهجر و الدّاخل  وكذلك بعض المنشقّين عليها في الدّاخل والخارج   حلحلة الامور مع النّظام  منذ بداية الازمة  وحتّي فترة قريبة جدّا سواء بطريقة مباشرة اوعبر وساطات  او عبر ايحاءات  وكتابات  ولكن النّظام التعيس في تونس قابل  كل تلك الجهود  بكل احتقار وانغلاق  وعامل اصحابها معاملة امنية رخيصة  بل انّه حاول ان يحوّل البعض الي مخبرين ووشاة ؟؟


ردّ الجزيرة على خارجية تونس*

بعد صدور بيان الخارجية التونسية التي أعلنت بمقتضاه سحب سفيرها من قطر أحتجاجا على تغطية  قناة الجزيرة لملف الحريات في تونس وظهور الدكتور المنصف المرزوقي على القناة يدعو الشعب التونسي لمقاومة حكامه مقاومة سلمية…..!!!
 وبما أن القناة قد اختطفها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حسب ما ذكره خبير التنظيمات “الإسلاموية” فقد اتصل السيد وضاح خنفر المدير العام للقناة بفضيلة المرشد العام للتدخل وحل المشكلة بخبرته، و لأن الرجل معروف بصلابته منذ القديم فقد أمر “جنديه” وضاح بالإستمرار على نفس النهج!! وأعلمه أنه سيرد على الخارخية التونسية ببيان ويكون الأمر كلاما بكلام وكفى الله المؤمنين شرّ القتال!!
 ثم طلب فضيلته من أصحاب الأقلام أن يتباروا ويرسلوا له بيانات مقترحة وأنه سيسند جائزة لأفضلها فكانت هذه محاولتي ولي أمل كبير أنها ستفوز لأنني  خاطبت القوم بما يفهمون واعتمدت الهيكل العام لبيان الخارجية التونسية واكتفيت بإجراء بعض التعديلات البسيطة عليه ولا أظن أن أحدا يشكك قي قدرة وزاراتنا على حبك البيانات!!    وإليكم البيان المُعدّل !! 

 «دأبت قناة الجزيرة القطرية على اعتماد الحقيقة والموضوعية في تعاطيها مع الشأن التونسي مستمسكة بأخلاق المهنة وبأدق قواعدها وذلك في اطار حملة هادفة ومركزة تهدف إلى إنارة الرأي العام بحقيقة ما يحدث من الاساءة  لشعب تونس.

 وقد تعامل حكام تونس كعادتهم دوما وباستمرار مع مثل هذا الوضع فأعرضوا عن  الرّوية والحكمة من منطلق حرصهم دوما على المحافظة على امتيازاتهم الشخصية والحيلولة بين المواطن والمعلومة الصحيحة وإن كان ذلك على حساب علاقات الاخاء والتعاون القائمة بين البلدين و ضرب الروابط الحميمة بين الشعبين الشقيقين.

 وان حكام  تونس الذين لا  يحترمون حرية الرأي والتعبير ولا يمارسـونها و لا يقدّرون الاعلام النزيه حق قدره قد جعلوا من هذه المبادىء النبيلة خيارا مرفوضا في توجهاتهم السياسية و لم يلتزموا بذلك قولا أوممارسة. غيرأن ما أقدمت عليه قناة الجزيرة القطرية في الاونة الاخيرة من مواقف قد أحرجهم فتجاوز ردهم كل الحدود وتنافى مع كل المبادىء والاخلاق التي يقوم عليها العمل الاعلامي.

 كما أن  موقفهم هذا تجاوز أيضا دائرة التضييق على حرية التعبير في بلادهم إلى  فتح المجال للتحريض عليها في بلدان أخرى مما يتناقض مع كل الاعراف والمواثيق الدولية في احترام حرية الرأي والتعبير وقواعد التعامل بين الدول.

 وأمام هذا التطور الخطير فان قناة الجزيرة قررت انهاء مهمة مراسلها في تونس حفاظا على سلامته   وغلق  مكتبها هناك رغم ما تكنه من مودة وتقديــــر للشعب التونسي».

 هذا وتنوه قناة الجزيرة بأنه ليس لديها أي تحفظ إن خرجت الزميلة تونس 7 من قوالبها الخشبية وانتقدت وضع حقوق الإنسان في قطر أو علاقة قطر بالكيان الصهيوني أو انتقدت السماح للأمريكان بإنشاء أكبر القواعد العسكرية في المنطقة على أراضيها. ولن يزعج القناة وإدارتها أن يبرز معارضا قطريا على الزميلة تونس 7 يدعو القطريين أن يثوروا على حكامهم ثورة سلمية أو مسلحة!!

وفي حالة حدوث ذلك ننصح حكومة قطر أن لا تعامل الشقيقة “تونس” بالمثل وتسحب سفيرها لأنه فعل منافي للحكمة يعبر عن جهل أصحابه وحماقتهم!! والعاقل من اتعض بغيره!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللون الأسود من أصل البيان

اللون البنفسجي مُدخل على البيان

                             * من خيال: صــابر التونسي


مســــــابقــــــــة العيـــــــــــــد

الأستاذ فتحي نصري   العب معنا واربح … من يكون هؤلاء… ؟ تستوطن الظلمة نفوسهم المريضة … ترتبك في أذهانهم وأسماعهم وأبصارهم المرئيات والمعتقدات والأحلام والقيم … تشرد بهم الخطوات … تغازلهم السبل الملتوية … فيوغلون في النأي عن السبيل المتضح المسالك … إنهم مغرمون بامتطاء أمواج العتمة … وارتياد المياه العكرة … يملأون جيوبهم حصادا ، فتنتفخ بطونهم من تراكمات الخزي والصغار … وترشح قلوبهم لؤما وخسة … وتصغر نفوسهم حتى تختنق بداخلهم آخر خفقة من إباء وشمم … لقد تقمص الشيطان أرواحهم … وتقمصته في عناق حلولي أبدي … فأمست الشرور مراتعهم … والآثام مهوى أفئدتهم … لم تعد في قلوبهم هيبة أو جلال لمقدس … باعو دينهم وتاجروا في كل القيم …وارتضوا الدنية في العقيدة والعمل … فنكثوا العهود وباعو الذمم وخانوا مبادئهم … تجذرت في أعماق نفوسهم ظلمة الباطل … فأضحت تنكر أي اشعاع لنور الحقيقة والحق … حياتهم ظلام في ظلام … وهم في ظلمتهم يعمهون … وبآمال ومستقبل البلاد يقامرون … يتاجرون … يغتنون … يغرفون نتن الواقع الآسن … لا يشبعون … لا يأنفون … لا يتورعون … يفتحون ثغرة في سفينة الوطن … كي تختلط الأوراق … ويشتد الحقد .. وتنمو الكراهية … انهم راسخون في دنيتهم … لقد امتلكوا درع أسيادهم الواقية … بما أدوه من نذر … وقدموه من صكوك غفران … وهكذا تمكنوا من رد كل طارقة للحوار … وصد كل قارعة للتوافق الوطني … متحصنين وراء قلاع السلطة … وأبراج الجاه والنفوذ … من يشير اليهم باصبع … اتهم بالتطرف وتبتر اصبعه … من يرفع في وجههم صوتا معارضا … اتهم بالرجعية والظلامية ويقطع لسانه… صدئت عجلة تاريخهم … وركدت دورة أيامهم … وتعطلت عقارب ساعاتهم على عتبات السلطان… لونهم لون الحرباء… وعقيدتهم الفناء …تجد في لسانهم حلاوة … وما تخفي صدورهم أعظم… غاصوا في وحل العار والذل والمهانة … حتى فروة رأسهم … حولوا” صاحبة الجلالة”… الى مرتع لأحط وأقذر أنواع الدعارة التي عرفها التاريخ … حولوها من صحف غراء الى صفراء ذاوية … خاوية … نتنة … وفي ختام المشهد … تراهم على الكراسي الوثيرة يبتسمون … وفي السهرات الرمضانية يسخرون من آيات القرآن … وفي كتاباتهم يستهزؤون من الشعب الكادح المقهور … وهو يؤدي من دمه وجسده وحريته ثمن ما التهمته نيران جشعهم … ! هــــــــــل عرفتــــــهــــــــــم…؟ إذا لم تعرفهم … فعليك بالصحف التونسية ” الغراء”… أو الصفراء… أو الحمراء … لا يهم فقد أصيبوا بعمى الألوان ….§    الحـــداثيــــــون والسفســــاري نحي السفساري … البسي السفساري … نحي السفساري … مسكين السفساري … أصبح مثل منديلة الفطايري … تعالت الصيحات والدعوات للعودة للسفساري والملية والفولارة … بعد أن قام ” المجاهد الأكبر ” بخلعها أمام الكاميرا… ومن يدري فقد نشهد معارض أزياء … على الطراز التونسي … تفوق معارض باريز ولندن… ! السفساري … الملية … البخنوق … الفولارة … الفوطة … البلوزة … الحرام … الحولي … كبوس الغارق… … وقد يتفنن المؤرخون في النبش في دفاتر القرطاجيين … وحفريات البونيقيين … لعلهم يعثرون على ملابس تليق بالمكانة التي وصلت اليها المرأة التونسية … ! وربما تطل علينا سيدة تونس الأولى بالملية … أو بالفوطة والبلوزة … حتى لا تسيئوا فهمي … فأنا أقصد سيدة تونس الأولى في الرقص الشعبي … رغم أن الرقص والسياسة في تونس domaine واحد … ! ما أغرب ما يحدث في تونس هذه الأيام … ففي عصر الحداثة والعولمة وثورة المعلوميات … يصر “الحداثيون” و”التنويريون” على العودة الى الملية … معزة ولو طارت …!   المنشــــــــار 109   بعد المنشار 108 … تتحدث الكواليس عن المنشار 109 … ! فغدا أو بعد غد … سينادي المنادي في الأسواق … أيها المواطنون اسمعوا وعوا … والحاضر يعلم الغايب … قرار من سيدنا السلطان … سلطان المدينة … والفيافي والبراري … ممنــوع لبس الهركة والقميص الأبيض والملون والمزركش … في الإدارات … والكليات … والمعاهد … والمدارس … والكتاتيب … والشوارع … والزناقي … والأحواش … والأسواق … والديور … والجوامع … والجو والبحر … فقط … ! ممنــوع تطويل اللحية … والشلاغم … وكل من يضبط نابت في وجهو الشعر … سيحلق له وفق خبرة الدولة في الحلاقة … ( الله غالب الطبع غلاب ) ممنــوع على النساء اللبسة تحت الركبة … وفي البرد والشتاء والثلج المثلج مسموح بزيادة شبر … والمقص خدام … ممنـــوع تغطية الراس على الشابات دون سن الثمانين … لا حجاب ولا فولار… والتي تخالف الأوامر ستكون عرضة للمنشار …. !   لقــــطــــة رقـــــم 1 رأينا بأم أعيننا ” سيدة تونس الأولى ” تلبس لباسا “طائفيا” دخيلا وهي تزور الأماكن المقدسة … فهل هي مجاملة ديبلوماسية … أم ان المنشار 108 خدام في بنات الشعب فقط … ؟ !   لقـــطــــة رقــــم 2 أطلت علينا صحيفة تونسية بسبق اعلامي … قال المحرر ان الحجاب في تونس كان لباس المومسات والعاهرات … ! فأقول عليك بسؤال أمك أو جدتك فقد تجد الإجابة الصحيحة …   الله ورضاية الوالدين …
أبيــــــــــات لشــاعــــر مجهـــول  صوني حياءك صوني العرض لا تهني***** وصابري واصبري لله واحتسبي  إن الحيــاء مــــن الإيمــــان فاتخــــذي ***** منــــه حليك أختاه واحتجــبــــي  إن الحجــاب الـــذي نبغيـــه مكرمــــة ***** لكل حواء ما عابـــت ولم تعــــب  يا رب أنثــــى لهـــا عـــزم لهــــا أدب***** فاقــت رجالا بلا عـــــزم ولا أدب
(المصدر: ركـن “صبـــاح الخيـــر يـا وطنـي” بموقع الحوار.نت بتاريخ 29 أكتوبر 2006)  


نعم أنت فعلا فاشل يا سيادة الوزير

 
    حدثني صديق عن فحوى الاجتماع الذي عقده الدكتور الصادق القربي يوم الجمعة 06 / 10 / 2004 بنزل “قولدن بيتش”  GOLDEN BEACH ليكرم رجال التعليم والبعض من التلاميذ النجباء. ولم يخفي في الأثناء محدثي امتعاضه واستيائه سواء من ضيق القاعة التي خصصت للاجتماع مقارنة بالعدد الهائل للمدعوين الذين وقع جلبهم بواسطة الحافلات الخاصّة ( وقد كان من بينهم العديد من المعاقين ذهنيا و من ضيوف موائد الإفطار الذين استغل البعض وجودهم “لإنجاح “الاجتماع) أو من نوعية مداخلات الحضور ومن كثرة بكائهم أثناء استعراضهم لمشاكلهم ولمحنهم الخاصّة أو من الشعارات التنشيطية التي أطلقتها بعض الحناجر المتحمسة وخاصّة شعار”اللهم صلّي على النبي على الرئيس العالمي، الزين بن علي، حوتة تمشي وحوتة تجي” ! الذي حاز على ما يبدو استحسان الدكتور، أو من خطاب الوزير ذاته وما أوحى به – أو على الأقل ما فهمه محدثي- من أن المعركة بين الوزير ونقابات التعليم قد اتخذت بعدا ذاتيا مردّه استياء سيادته ممّا قد يكون تناهى لعلمه حول التقييمات السلبية التّي انتهت إليها نقابات التعليم بخصوص ” فشل الوزارة وفشل الوزير ذاته في تصريف شؤونها”
 
    ورغم أنّني لا أنتمي لوزارة التربية والتكوين  ولست على إطلاع على خصائص  ودقائق هذا القطاع، فانّه بامكاني أن أجزم -انطلاقا من مجرّد ما سمعته من مخاطبي- بأنّ سيادة الوزير يعد فاشلا بالفعل ولمجرّد عجزه عن التفريق بين دوره كمسئول تعهد بإدارة وتصريف شأن عام يرتبط بمصلحة الملايين من البشر(تلاميذ وأولياؤهم وموظفين…) ودوره كمواطن مسئول عن ذاته وتجاهها فقط.
 
    إن مسئوليتك العمومية يا سيادة الوزير لا تحددها ملامح شخصيتك ومبادئك الخاصّة وميولاتك وذكاؤك وجديتك في العمل… بل تتأثر بالمناخ الدولي وضغوطاته وبالخيارات الوطنية العامّة وببعض الظروف الطارئة… وبالتالي فانّ النقد الموجه لسيادتكم ليس موجها لذلك ولشخصك إنما هو موجه لكلّ هذه العوامل مجتمعة. إضافة إلى أنّ ما تتخذونه من مواقف وما تمارسونه من تصرفات بوصفكم مسئولا عموميا قد تنعكس إما إيجابا على بعض المواطنين فيشكروا أدائكم ويهللوا لنجاحكم وإما سلبيا على مجموعات أخرى فيستاءون من تصرفكم وينتقدونكم وينعتونكم بالفشل. وقد يتضاعف مستوى فشلكم يا سيادة الوزير في صورة إصراركم على مواصلة المعركة إلى نهايتها مع الاتحاد العام التونسي للشغل- ولو اقتصرت على “المجموعات اللا وطنية “- وقد يصيبكم الانهيار لأنّكم نسيتم حقائق أساسية:
 
•       الأولى خصوصية العلاقات القائمة بين هياكل الاتحاد على مبدأ الصراع والوحدة حيث أنّ ما قد يترآى لسيادتكم أو ما يقدمه لكم بعض الزبانية والمخبرون حول “الاختلافات والتناقضات التّي تشق المنظمة ” وينصحونكم بتوظيفها واستغلالها” لا يمكن أن تمثل في الواقع -إن وجدت أصلا- أكثر من خلافات ثانوية تؤكد حيوية العلاقات النقابية وثراءها بحيث لا يتوانى النقابيون في تجاوزها وتركها جانبا كلما أحسوا بجدية الخطر التي يستهدفهم من خارج المنظمة. •       والثانية هي أنّ الاتحاد قد بني بواسطة ما قدمه من تضحيات في فترة التحرير وزمن بناء الدولة حيث تطور من مجرّد منظمة اجتماعية تهتم بالدفاع عن مصلح الشغالين إلى مكسب وطني تتشبث به كافة الفئات ضمانة للمحافظة على التوازن بين الدولة والمجتمع. •       والثالثة التي يبدو أنّ سيادة الوزير يجهلها هي أنّ كلّ من سبق أن تجاسر على الاتحاد واستهدفه قد انكسرت رقبته وزال وانتهى وبقي الاتحاد ثابتا شامخا وعتيدا.
 
         إننا بكلّ تأكيد لا نتمنى لسيادة الوزير الشاب مصيرا مماثلا لمصير كلّ من محمد مزالي والهادي نويرة وعامر بن عائشة…ففشله في أداء مهمته كوزير قد يدفعنا لندعوه إلى الاستقالة والتنحي لكنّنا لن ننكر عليه تألقه و نجاحه في مجال الطب وقدرته على رعاية حمل العجائز وتحقيق رغباتهن في إنجاب الذكور.
محمد المستيري


 
من عجائب الحريات:

ابتكار ديمقراطية خاصة بالأطفال

الظاهرالمسعدي – أستاذ تعليم ثانوي بقابس
 
يستعد تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والنموذجية ومدارس المهن في هذه الأيام لتنفيذ الفصل الخامس من الأمر المنظم للحياة المدرسية المؤرخ في 2004/10/19 والمتمثل في مشاركتهم عبر ممثليهم المنتخبين في وضع خطة لتطوير الحياة المدرسية ، وتهدف هذه العملية حسب ما ورد في المنشور الوزاري إلى تدريب التلاميذ على ممارسة الديمقراطية والحوار مع الرأي الآخر ودعم موقع التلميذ في محور العملية التربوية و إقرار حقه في إبداء الرأي. ويؤكد المنشور على ضرورة إعطاء المترشحين الفرصة الكاملة للقيام بحملتهم الانتخابية والتعريف ببرنامجهم الانتخابي وتعليق اللافتات التي تحمل شعارات من قبيل ” في انتخابك لنوابك ممارسة للديمقراطية والتدرب على المواطنة “.
 
ولئن كان من الواضح ، أو على الأقل من المنطقي أن هذه الانتخابات لن تشهد انتهاكا لحرمات صناديق الاقتراع و لا مضايقة وإرهاب المؤتمرين ، ولن تسجل إدلاء لبعض الأموات بأصواتهم ولا تشويها لسمعة بعض المترشحين واتهامهم بخيانة الوطن و الإستقواء بالخارج ،ولن نرى ونسمع المهازل التي تعود عليها المواطن في كل محطة انتخابية منذ الاستقلال إلى اليوم. إلا أنه من الأوضح أن الطفل اليوم أصبح مطلعا على الأوضاع القاسية للوسط الذي يعيش فيه وعلى بينة من القهر والظلم المسلط على رقاب الشعب ، وبات يدرك جيدا أنه مسلوب من الإرادة والحرية وهو ممنوع حتى من حرية اختيار لباسه ، وهو مجبور بالقوة على ” التبرع ” لفائدة الصندوق الوطني للتضامن 2626 ، ومحروم من الانتفاع بالمساعدات المدرسية ومن الرحلات والمصائف الصيفية التي يتمتع بها أقرانه من أبناء التجمع ، أبناء الحزب الواحد والأوحد وحزب القرن الواحد والعشرين.
 
هذا فضلا عن كون العديد من التلاميذ محرومين أصلا( دون ذنب اقترفوه) من حق حنان الأبوة ، نتيجة مكوث آبائهم وراء القضبان لأكثر من 15 سنة وهو حق طبيعي وهبه الله حتى للحيوان ، أضف إلى ذلك حالة الفقر والإحباط واليأس التي يعيشها التلميذ الذي يقر بأن جلوسه على مقعد الدراسة لا خير يرجى منه إذا كان مصيره سيكون البطالة وهو مصير العديد ممن سبقوه ، ويجزم أن ضربة حظ في برنامج ” الصندوق ” ستنقله سريعا إلى عالم الثراء الفاحش وهذا أفضل بكثير من طريق الدراسة الذي يعتبره مملا وطويلا وغير مضنون النتائج .
 
وبعد كل هذا وغيره هل تنتظر السلطة من التلميذ أن يتحمس أو يتجاوب مع ديمقراطية زائفة لا تغني ولا تشبع من جوع ولا تمت بالصلة لا من بعيد ولا من قريب إلى همومه ومشاغل واقعه. أليس من الأفضل للسلطة أن تطوي صفحة الماضي وتفتح أخرى تجاري فيها نسق الإيقاع التاريخي ، صفحة تصالح فيها شعبها وتفتح ذراعيها لاحتضان نخبها ومثقفيها بمختلف مشاربهم ، وتضع حدا لسياسة القمع والاحتقان وتلجيم الأفواه وقطع الأرزاق واحتكار القضاء والصحافة وهما الحجر الأساس لإماطة اللثام عن الأيادي الخفية العابثة بممتلكات الشعب ، وكشف سوء السياسة وسياسة السوء.
 
إلا أن السلطة ومع الأسف لازالت متمسكة بسياسة الهروب إلى الأمام وسياسة الحلول الخطابية والخطاب الملمع بالمساحيق وهو ما مله البشر و الحجر ولم يعد يجد آذانا صاغية له ، ويبدو أن السلطة في بلادنا تفطنت إلى فساد بضاعتها وأدركت أن خطابها لم يعد يحظى بالرواج المألوف ولم يعد يقنع الراشد والعاقل هذا فضلا عن كونه لم يعد قادرا حتى على إقناع منتجيه ، لذلك توجهت بترويجه إلى صغار السن من التلاميذ في المدارس. وأخشى ما أخشاه على سلطتنا المسكينة أن يضيق بها الحال يوما فتضطر لترويج فلسفتها إلى المجانين في مستشفى الأمراض العقلية ، ومن يدري فان لله في خلقه شؤون.
 
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 27 أكتوبر 2006)
 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

  تونس في 28 أكتوبر 2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الرسالة 153 على موقع الأنترنات تونس نيوز

رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الشؤون الدينية بتونس تتضمن مقترحات عملية حول السلوك و الانحراف الاخلاقي و العنف اللفظي

على بركة الله و بعونه و توفيقه أواصل الكتابة حول موضوع الاخلاق و ما برز في الأعوام الأخيرة في بلادنا من إنحرافات سلوكية و أخلاقية و مظاهر لا تليق بأمة إسلامية و إخترت هذه المرة أن اخاطب السيد وزير الشؤون الدينية بعد أن قمت يوم 30/12/2005 بالردّ على أستاذنا الفاضل وزيرنا المحترم حول قضية الحجاب الذي نعتموه بالنشاز و الدخيل و نعتم أصحاب اللحية بنعت آخر و كذلك الذين يلبسون القميص أي الهركة كما سميتموها يا سيادة الوزير في حديثكم يوم 25/01/2005 بجريدة الصباح و جاء الردّ بعد 5 ايام فقط

سيادة الوزير المحترم

بوصفي مناضلا دستوريا حتى النخاع ووطني غيور حتي الٍراس و الذقن و مسؤولا محليا ملتزما بديني و كتاب الله العزيز الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد صدق الله العظيم قلت بوصفي أجمع هذه الصفات لا يمكن أن يطرق الشك ذهنكم و لا ذهن من يريد التفنن في بثّ الفتنة و الرجم بالغيب في عصر الافتراءات و قول الزور و البهتان عصر كلمة اليسار المتطرف و الشيوعيين هي المسموعة مع كل الأسف عصر الرجم بالغيب عصر المصلي فيه و المتدين يصبح غير مرغوب فيه لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم خاصة إذا قال كلمة الحق و قال والله هذا حرام و خارج على دائرة المعقول و تقاليدنا السمحة و ديننا الحنيف.

معالي الوزير

تقدمت إليكم يوم 30 ديسمبر 2005 بواسطة موقع تونس نيوز موقع الأنترنات العالمي بعد ان أوصدت الصحف أبوابها و اغلقت اعمدتها للردّ و التعقيب وجهت إلي سيادتكم بعض الاسئلة هي صالحة لكل مكان و عصر و زمان و اليوم بعد التذكير بما جاء في التعقيب المشار إليه في 30/12/2005 يسعدني كمناضل دستوري حتى النخاع أن أتوجه إليكم بالمقترحات التالية بإعتباركم وزير الشؤون الدينية والأمانة في عاتقكم عظمى و كبرى امام الواحد القهار يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم

و هذه المقترحات :

1-القيام على منابر خطباء الجمعة طيلة شهري شوال و ذي القعدة 1427 هجري بخطب جمعية في كامل أنحاء البلاد حول الاخلاق الفاضلة و التمسك بالفضيلة.

2-دعوة الأولياء و الأمهات و الابناء للعودة إلى اللباس المحتشم و ترك اللباس الخليع و العراء و كشف البطن و الصرّة و الزنود

3-إعتبار هذه الموضة نشاز و دخيل على عادتنا و تقاليدنا و هويتنا العربية الإسلامية

4-التذكير بما أكده رئيس الدولة في لقائه يوم 11 أكتوبر بسيادتكم و أكد سيادته في هذه المناسبة حرص تونس و العهد الجديد على الحياء و الحشمة و احترام تقاليدنا و الحياء شعبة من شعب الإيمان

5- تخصيص حصص بالتلفزة التونسية و قناة حنبعل و الإذاعة قصد تخصيص حصص للحديث عن الأخلاق الفاضلة و التمسك بالحياء و الحشمة و الفضيلة و الابتعاد على الرذيلة و الفعل المشين و خاصة اللباس العاري للفتاة و المكشوف و كل مفاتن الفتاة بارزة و ظاهرة و مكشوفة و هي تموج و ترقص و تشطح في التلفزة أمام الشعب التونسي  و ما قولكم و المنشط يقوم من مقامه و يقبلها أمام المشاهدين هل هذا تقدم و حضارة العصر أم ماذا يا معالي الوزير المكلف بالشؤون الدينية و لا تنسوا هذه المسؤولية و حجمها أمام الله يوم الحاقة يوم القارعة يوم الحسرة و الندامة يوم الفزع الأكبر يوم يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا صدق الله العظيم

معالي الوزير،

ارجو ان تبادروا بهذه الحملة و هي الأجدر و الأنفع للناس حتى نعالج ظاهرة العنف اللفظي و الكلام البذىء و الإختطاف و الإغتصاب و التحرش الجنسي و الإجرام و القتل و السرقات و المراودة في شوارعنا و إستفحالها و خاصة أمام المعاهد و الكليات و في محطات النقل و حتى في وسائل النقل هذه مهمة رجال الدين حضرة معالي الوزير قال الله تعالى : إنّ عرضنا الأمانة على السموات و الارض و الجبال فأبين أن يحملنها و اشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا صدق الله العظيم

معالي الوزير المحترم، أرجوكم ترك السيارة يوما و الركوب في الرتل لتسمع الخنار و الكلام البذيء

وأتقدم إليكم بأسئلة بواسطة هذه الرسالة المفتوحة عبر الانترنات تونس نيوز ايهما أفضل المرأة و الفتاة العارية المتبرجة السافرة التي ترتدي لباس شبه عارية و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو لا ينطق عن الهوى نساء كاسيات عاريات و هذا زمننا اليوم صدق الرسول الأكرم صدقت يارسول الله ام الفتاة و المرأة التي ترتدي لباس الحياء و الحشمة و تضع على رأسها محرمة أو غطاء أو خمار سمه ما شئت المهم هذا أمر من الله ربّ العزة في كتابه العزيز و قد اطنبت في الحديث عن هذا الموضوع في الردّ على الدكتورة إقبال الغربي التي نشرت مقالا طويلا بجريدة الصباح يوم 15 أكتوبر 2006 و قمت بالتعقيب على مقالها و نشرته بموقع الأنترنات تونس نيوز لأنّ صحيفة الصباح غير مستعدة لنشر ردي رغم أنّ قانون الصحافة واضح لكن في من تقرأ في زبورك يا داوود في تونس…و كلامك يا هذا …

معالي الوزير،

أرجو و أتمنى أن تقود الوفد الرسمي للحجيج في موسم الحج و أنت رأسك مرفوع و قمت بما يفرضه الواجب الديني نحو الاخلاق و الحياء و الحشمة و أعطيت تعليماتك إلى الأئمة كي يقع عندهم الضوء الأخضر ويتناولوا المواضيع الحساسة الخاصة بالقيم و المحافظة على الأخلاق و قبل الختام اسوق إليكم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق أي الرسالة المحمدية كلها تهم مكارم الأخلاق في عهد الجاهلية إلى يومنا هذا عهد الموضة الغربية

و رحم الله الشاعر أحمد شوقي الذي قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 قال الله تعالى : و إنك لعلى خلق عظيم صدق الله العظيم.

 ملاحظة هامة : أدعوك حضرة الوزير للركوب معي في الرتل إلى برج السدرية و تشاهد و تسمع بأذنيك الكلام البذيء و المراودة جهرا بدون رادع و لا حياء وقتها تصدق و الا كيف يصاحب الاب ابنته في وسيلة النقل أين الأمن و أين الردع يا ترى أما الفتاة تفعل ما تشاء مع الصعاليك و هذه ضريبة العراء و الموضة و أنتم صامتون و تتجاهلون هذا الخطر و تهتمون إلا بالمتحجبات المحتشمات لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم قال الله تعالى : و ذكر بالقراَن من يخاف وعيد صدق الله العظيم.

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354


مأساة أجراء قطاع النسيج

بقلم محمد عمار   في الوقت الذي تشهد فيه عدة شركات أجنبية تحسنا في صادراتها وترتيبها ضمن المؤسسات المصدرة في تونس وتوسيع أنشطتها وضمان مكانة لمنتوجاتها تحت الشمس في أقاليم اقتصادية مشحونة بالمنافسة الشرسة والتي زادتها الطين بلة القوى الآسيوية الصاعدة والتي تستعد على قدم وساق للعد التنازلي للتفكيك الجمركي بداية السنة المقبلة ومن بعدها إقامة منطقة التبادل الحر (سنة 2008)، تشهد عدة شركات تونسية في قطاع النسيج إفلاسا أو غلقا فجئيا تذهب ضحيته آلاف الشغالين كرست حياتها للعمل في هذا القطاع. ورغم أن الدولة تدعو إلى الانفتاح الاقتصادي وإتباع كل البرامج التأهيلية الممكنة ريثما تتمكن هذه الشركات من الصمود، سؤال يطرح نفسه بشدة أواسط الشغالين ما مصير المحالين على البطالة وربما تكون بطالة مطولة علما وأن القطاع قد فقد منذ سنة 2004 نحو 41 ألف عاملا ؟   فبعد قضية فنطازيا خلال شهر ماي الفارك والتي عرفت طرد نحو 164 عاملا وعاملة منهم نحو 20 عاملا لا يتمتعون بمنحة تقاعد، يأتي الدور الآن ومنذ شهر رمضان على مؤسسات أخرى، ففي معمل فينيكس بالفحص يعتصم مئات العمال على إثر العقلة التي ألزمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وشركة الكهرباء والغاز على تجهيزات المعمل ربما لعدم سداد ديون متخلدة بذمة صاحب المعمل الجديد الذي تحولت إليه الملكية، علما وأن الكاتب العام بجامعة النسيج قد زار المعتصمين يوم 16 أكتوبر الماضي لعرض صيغة تفاهم مع أصحاب الشركة الجدد وعقد جلسة عمل نهاية الشهر الحالي لفك الملابسات التي تتعلق بانتقال الملكية.   مصير شبيه يشهده معمل فورتاكس بنفس الجهة الذي أغلق أبوابه فجأة ليجد عماله أنفسهم ضحايا البطالة. وفي ذات السياق تشهد مدينة بنزرت معاناة مماثلة حيث تواصل عاملات مصنع ريمبو للنسيج اعتصامهن احتجاجا على طردهن بصفة جماعية وإقرار غلق المصنع الذي كان يؤمن رزق نحو 250 عاملة في ظروف مشحونة بالغموض حول حقوقهن ومصيرهن. ومما يذكر أن هذا المصنع يعد من أهم مصانع النسيج ببنزرت الذي أسسه مستثمرا ألمانيا فرط فيه أواخر السنة الفارطة إلى رجل أعمال تونسي.   ورغم قرار رئيس الدولة الأخير بمناسبة عيد الشغل والذي تضمن مساعدة لمدة سنة للعملة المتضررين من قرار الغلق الفجئي لمؤسساتهم إلا أنه الغموض يرافق المنحة التي سيتم إسنادها لكل عامل وإن كانت هذه المنحة حلا ظرفيا أم قطعيا لرجال ونساء في مقتل العمر يرافق مستقبلهم المهني الغموض رغم خبرتهم بالميدان.   فهل من آفاق لمثل هؤلاء من القدرات المهنية التي أصبحت ضحايا لتفكيك اتفاقية متعددة الألياف في مناخ بإعادة هيكلة قطاع النسيج والملابس في تونس والانتعاشة العجيبة التي عرفتها الشراكة التونسية الأوروبية كرد فعل لهجمة النسيج الآسيوي. لما لا يتم تحديد قائمة بالمتضررين من القطاع وضبط جدول محين في شأنهم حتى يتم فيما بعد منحهم الأولوية في الحصول على شغل.   (المصدر: صحيفة “الجريدة” الألكترونية، العدد 46 بتاريخ 28 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1005  

بابا نويل في رمضان

بقلم جمال العرفاوي   إذا كان بابا نويل يحل على المسيحيين مرة واحدة في السنة ويتلهف عليه الأطفال الصغار دون سواهم إلا أن بابا نويل في تونس مر كل يوم طيلة شهر رمضان الذي ودعناه قبل أيام قليلة وتوجه للكهول فقط.   يعتبر برنامج “دليلك ملك” من انجح البرامج التلفزية التي تبثها قناة  تونس 7 باستحواذه على نسبة خمسين بالمائة من المتفرجين وذلك وفقا لمؤسسة “سيغما كونساي” المتخصصة في عمليات سبر الآراء.   وهذا البرنامج من إنتاج مؤسسة “انديمول” الهولندية وتبثه عدة قنوات أوروبية وعربية أخرى ولا يتطلب من المشارك فيه سوى الفوز في القرعة التي تمكنه من الحضور في عملية اختيار المتباري لحصة ذلك اليوم ولا يتطلب أي مجهود فكري أو علمي.   وقال نبيل العباسي 23 سنة انه بعث منذ انطلاق البرنامج قبل نحو سنتين أكثر من 500 رسالة قصيرة لكن الحظ لم يصادفه إلى حد هذا اليوم : “عندي حلم أود أن أحققه لو أفوز بنصف المليار”.   والمعلوم أن هذه السنة زاد حجم المبلغ المخصص للفائز من 300 ألف دينار إلى 500 ألف دينار.   ويبث البرنامج  في ساعة الذروة بعد الإفطار مباشرة وينشطه الشاب الوسيم سامي الفهري الذي يدعو متسابق من كل ولاية من ولايات الجمهورية إلى الإجابة عن سؤال بسيط حول عنوان أغنية أو اسم فنان معروف على سبيل المثال والأسرع هو الذي ينزل إلى الحلبة ويشرع في تحديد الصندوق الذي يود فتحه وفقا لحدسه والأوفر حظا هو من يتفادى الصناديق التي تخفي بداخلها مبالغ كبيرة وتتراوح أحجام الصناديق  بين مئة مليم أو فرشاة أو مخدة و100 ألف دينار وصولا إلى الـ500 ألف دينار.   ولإدخال البهجة على المتبارين تطلق عليهم أسماء المشاهير في عالم الفن والرياضة والموضة وفقا لتشابه الملامح فتجد ناعومي كمبل او سيلفستر ستالون أو شارون ستون أو ماكيليلي.   وتتخلل البرنامج لحظات عسر للمتباري خاصة عندما يستنفذ غالبية الصناديق “السمينة” فيجد من يواسيه من زملائه تصل إلى حد انهمار الدموع خاصة إذا ما أعلن المتباري عن مشروع يود انجازه إذا ما تمكن من الفوز بنصيب وافر من المال وكشفت الحصص المتتابعة التي تبث كل يوم وتتحول إلى حديث الشارع في الصباح الموالي على أن غالبية المشاركين يرفضون الدخول في مغامرة إذا ما عرض عليهم “بنكاجي” الحصة مبلغا محترما مقابل التخلي عن مواصلة المشوار.   لقد توقفت السيدة علية وهو اسم نجمة إذاعية تونسية أطلق على سيدة مشاركة من ولاية أريانة عن مواصلة المسابقة وما زال أمامها أملا في الحصول على مبلغ 500 ألف دينار وذلك حين عرض عليها مبلغ مضمون بقيمة 60 ألف دينار وهو حلمها في الحياة من اجل توفيره لحفيديها اللذين يرغبان في الالتحاق بالدراسة في روسيا. وقد لقي موقف هذه السيدة الذي لم يكشف عن اسمها تعاطفا كبيرا من الشارع التونسي مثلها مثل “سامي جابر” القادم من ولاية تطاوين الذي اكتفى بمبلغ مشابه من اجل اقتناء جرار لوالده الفلاح.   أما القصة التي أبكت السيدة زينة القادري التي قالت أنها لم تفوت حصة واحدة من دليلك ملك منذ انبعاثها فإنها قصة “هاردي” ممثل مدينة سوسة الذي لم يتوصل لتحقيق حلمه بدفع مصاريف عملية جراحية ما زال ينتظرها والده. “لم يحالفه الحظ لم أتمالك دموعي حين رايته ينهار في آخر الحصة” وتضيف السيدة زينة للجريدة : “تمنيت لو يمنحوه فرصة أخرى”.   أما أجمل القصص التي عرفها برنامج دليلك ملك فإنها قصة “صفية شامية” القادمة من الشمال الغربي التي شبهها الكثير من التونسيين بحلقة من حلقات مسلسل خيالي تقول السيدة صافية أنها ليلة زفافها اعلمها عروسها بأنه لن يستطيع أن يقدم لها هدية ليلة الدخلة ولكنه اخبرها بأنه بعث برسالة قصيرة للمشاركة في قرعة برنامج دليلك ملك باسمها وسعر الرسالة محدد بـ490 مليم.   “لقد رضيت بنصيبي ولم أكن آمل في أن أفوز خاصة واني سمعت بان من سبقوني بعثوا بعشرات الرسائل وما زالوا ينتظرون” ولكن تقول صفية شامية : “ضحك لي الحظ في النهاية ثلاث مرات الأولى تمكني من تجاوز مرحلة القرعة الأولية والقرعة النهائية وها أني أفوز بمبلغ 150 ألف دينار”. قصة السيدة صافية شامية وجدت تعاطفا كبيرا من المتفرجين ومن بينهم السيد عبد العزيز بن سلامة : “لقد بقيت مشدود الأعصاب إلى النهاية وأفكر في الأثناء كيف يمكن أن أساعدها إذا ما فشلت ولم تتوصل إلى الصندوق الصحيح”.   وعلى الرغم من الشعبية التي يلقاها البرنامج إلا أن هناك من يرى فيه من التونسيين عاملا مساعدا على التواكل والخمول خاصة وانه لا يدعو المشارك فيه إلى القيام بمجهود فكري. يقول صالح الحسياوي : “هذا البرنامج يساهم في نشر عقلية التواكل والحظ ولا يعطي قيمة للفكر وللعلم”. ولكن زوجته التي كانت ترافقه لم توافقه الرأي : “لماذا لا تعطي فرصة لمن لا فرصة له في الحياة من اجل تحقيق حلم صغير”.   أما آخرون فإنهم لا يرفضونه على الإطلاق وإنما يفضلون لو تمت برمجته في ساعة غير ساعة الإفطار   (المصدر: صحيفة “الجريدة” الألكترونية، العدد 46 بتاريخ 28 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1003

مثقفون اوروبيون وعرب يناقشون موضوع الحريات في مرسيليا

مرسيليا (فرنسا) ـ اف ب: تفتتح هذا الاسبوع في مرسيليا في جنوب فرنسا لقاءات ابن رشد التي تجمع بين مثقفين اوروبيين وعرب سيتناقشون في الحريات والمخاطر المحدقة بها، منها الارهاب والقوانين الامنية والتطرف الاسلامي والدكتاتورية. وتنظم هذه اللقاءات منذ 13 سنة في مرسيليا لتحفيز الحوار بين دول حوض المتوسط، وستعقد لقاءات مماثلة لها اعتبارا من هذه السنة في العاصمة الجزائرية، وقد تمتد حتي الي روما او الاسكندرية في مصر.
ويقول الباحث تييري فابر الذي وضع فكرة هذه اللقاءات بان مسألة الحرية هي اليوم في صلب العلاقات بين اوروبا و(دول) المتوسط، كما كانت في السابق في صلب العلاقات بين اوروبا الشرقية واوروبا الغربية . وسيحاول المشاركون في احد هذه اللقاءات الذي سيعقد في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الرد علي سؤال يتمثل بما اذا يجب القبول بالقوانين الامنية التي تحد من الحريات العامة لمواجهة الاعتداءات مثل اعتداء جربة (تونس) والدار البيضاء (المغرب) ومدريد. وشدد فابر علي انه اراد اضاءة من (مشاركين) اسبان لان هذا البلد، اختار بعد اعتداءات مدريد، ان يحفز الحوار الاوروبي المتوسطي، ولم يخلط بين اقلية خطيرة من الاسلاميين المتطرفين ومجمل المسلمين .
وسيتكلم الخبير الفرنسي جان بوبيرو عن الحريات التي تضمنها العلمنة. اما الخبيرة في القانون والناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان سناء بن عاشور، فستتكلم عن دولة القانون، في حين سيتطرق روني برازمان الرئيس السابق لمنظمة اطباء بلا حدود عن سبل دعم ابرز المدافعين عن حرية الفكر في الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسط . ومن خلال الافلام والنقاشات سيتم التشديد علي ان دولا اوروبية مطلة علي المتوسط مثل اسبانيا واليونان كانت تخضع لحكم دكتاتوري منذ فترة غير بعيدة، في حين ان العالم العربي عرف العديد من الحركات الليبرالية في القرن التاسع عشر.
وسيشارك آلاف الاشخاص في الطاولات المستديرة والعروض، بينها عرض فلامينكو لميغيل بوبيدا في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، وعرض مسرحي بعنوان القطار للمخرج الجزائري زياني شريف عياد في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر وعروض سينمائية حتي 11 تشرين الثاني/نوفمبر. كما ستعرض افلام في عشرات المدارس تتبعها مناقشات لتوعية الشباب علي مسألة الحريات في البحر المتوسط.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصدرة يوم 28 أكتوبر 2006)


 

حامد القروي في ندوة دولية من تنظيم «ريالتي» و»استوريا»:

اخترنا التوجه نحو المستقبل ولكننا لا ننسى!

* تونس ـ الشروق   انطلقت أمس بمدينة ياسمين الحمامات أعمال دورة جديدة من دورات الملتقيات التاريخية التي تنظمها مجلة «ريالتي» والتي تنظم هذه السنة بالاشتراك مع مجلة «استوريا» الفرنسية ويبحث المشاركون في هذه الدورة تحت عنوان «1956، سنة الاستقلالات» حملة من الاشكاليات المتعلقة بحدث الاستقلال في بلدان المغرب العربي تونس والمغرب والجزائر سواء في علاقة حركات التحرر في هذه البلدان بعضها ببعض أو في علاقة هذه الحركات مع المستعمر نفسه.   المبادرة التي جاءت من قبل مجلتي «ريالتي» و»استوريا» بجمع مؤرخين ومناضلين وصناع قرار لمناقشة هذه الاشكاليات هي الأولى من نوعها بشهادة المشاركين أنفسهم والذين أمكن لهم مناقشة مسائل دقيقة في تاريخهم المشترك ولم تخل تلك النقاشات من الصراحة والعاطفة، بل والحدة في بعض الأحيان، ويمكن القول انه على الرغم من مرور حوالي نصف قرن على تلك الأحداث، فإن طرفي تلك العلاقة أي المستعمِر والمستعمَر غير جاهزين تماما، حاليا، للتخلي عن الأفكار المسبقة المرتبطة بحدث الاستعمار. ويمكن القول كذلك أن العلاقة بين المستَعمَرين أنفسهم، لم تخل من الخلافات بل والحسابات السياسية أو المصالح الاقتصادية!   عودة إلى الكفاح   افتتح اللقاء الدكتور حامد القروي النائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي وقال ان هذا الملتقى يعود بنا إلى تاريخنا وإلى كفاحنا مؤكدا على أهميته وعلى الأجيال الصاعدة بأهمية الاستقلال وبأنه لم يأت هبة أو بصفة عفوية وانه مدعو للحفاظ عليه منتقدا وجود حنين لدى بعض الجهات للعودة الى الوراء مشيرا خاصة الى تلك القرارات التي اتخذت لتؤكد وجود جوانب «ايجابية» في الاستعمار. وأضاف قائلا : «ان زعماءنا كانوا يلحون وهم يخوضون معركة الاستقلال على ضرورة التعاون اما اذا أردنا تقييم ما حدث فإن لنا وجهة نظر أيضا اننا اخترنا التوجه نحو التعاون ولا نريد الالحاح على الماضي ولكننا لن ننسى! وقال الدكتور حامد القروي ان الاستعمار جاءنا باسم «الحضارة» واليوم ترفع كذلك شعارات «حقوق الإنسان والديمقراطية» وشدد الدكتور حامد القروي مجددا على اختيار تونس التعاون وتحمل مسؤولية الصعوبات التنموية التي واجهتها .   وتحدث الدكتور حامد القروي من ناحية أخرى عن المغرب العربي وعن الايمان العميق بحتمية الاتحاد لدى قيادات الحركة الوطنية ولدى شبابها وطلبتها في فرنسا الذين كان يسكنهم اليقين بأن استقلال تونس والمغرب لن يكون تاما ما لم تستقل الجزائر وان استقلال الجزائر سيفتح المجال اما تحقيق هذا الحلم وأشار في هذا المجال، بحسرة الى الصعوبات التي ارتبطت بفترة الاستقلال.   وتحدث الدكتور حامد القروي كذلك عن الزخم الذي أفرزه السابع من نوفمبر في المسيرة المغاربية عبر اعلان ولادة اتحاد المغرب العربي وصولا الى سنة 1994 التي تأجلت خلالها القمة المغاربية حتى اليوم وتحدث الدكتور حامد القروي بحسرة عن هذا التأجيل مؤكدا عدم وجود خلافات حقيقية تمنع انعقاد القمة مؤكدا أهمية بناء الاتحاد ومشيرا الى الدراسات التي أكدت ثمن عدم الاتحاد وقال في هذا المجال دول الاتحاد الخمس والتي تعد 81 مليون نسمة لا يتجاوز دخلها الخام 173 مليار دولار وأنها تتساوى في ذلك مع دولة صغيرة لا يفوق عدد سكانها خمسة ملايين نسمة وهي زيلندا وقارن بين دخل الدول المغاربية مجتمعة ودخل دولة واحدة هي بلجيكا والتي يصل دخلها الى 122 مليار دولار… من جانبه أكد رئيس الجلسة السيد الهادي البكوش الوزير الأول الأسبق على وحدة شعوب المنطقة مشيرا الى أن مسار استعمار الدول المغاربية كان واحدا، وكذلك مسار استقلالها وقال ان استقلال المغرب وتونس ساهم في دعم الثورة الجزائرية وان هذه الثورة سرعت في استقلال تونس والمغرب. وقال أن العلاقات بين فرنسا والدول المغاربية هي علاقات تعاون جيدة ولكن ذلك لا يمنع الحاجة الملحة لبناء اتحاد قوي بين دول المغرب العربي.   مسارات الاحتلال ومسارات الاستقلال   في الجلسة الأولى تحدث كل من بيار بارون وريمي كوفير وخليفة شاطر وتحدث بارون وهو رئيس تحرير مجلة «استوريا» عن مساري احتلال تونس والمغرب من ناحية والجزائر من ناحية أخرى وكذلك مساري استقلال تونس والمغرب من ناحية والجزائر من ناحية أخرى وصولا الى بعد الاستقلال حيث أخذت كل دولة من هذه الدول طريقها الخاص.   أما ريمي كوفير وهو أستاذ جامعي في معهد الدراسات الدولية في باريس فتحدث عن الصراعات التي كانت تشق كل من طرفي الصراع المستعمر من ناحية والمستعمر من ناحية أخرى فتحدث خاصة عن الخلافات في الرؤى والمواقف بين بورقيبة وصالح بن يوسف وتحدث كذلك عن خصوصية الحركة الوطنية المغربية وعن الخلافات في صلب جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكذلك عن الانشقاقات في صلب الحكم الفرنسي وخاصة مع استقلال الجزائر والتي بلغت أوجها مع محاولة انشقاق الجنرالات الفرنسين سنة 1961 الدكتور خليفة شاطر، المؤرخ التونسي، استعرض في مداخلته عن الحركة الوطنية التونسية جانبا من الدراسات التي يقوم بها بمناسبة مرور خمسين سنة على استقلال البلاد في ايجاد قراءة تاريخية نقدية لهذه الحركة من خلال استبعاد كل ما من شأنه أن يؤثر في تلك الأحداث مثل الرؤى الحزبية او الانشقاقات أو الشهادات بهدف الوصول الى الحقيقة.   جيش تحرير المغرب العربي   خلال الجلسة المسائية تحدث كل من السيد محمد العيادي عن دور الملكية في الحركة الوطنية المغربية والجامعي معروف الدفالي عن المغرب والثورة الجزائرية وتحدث الجامعي التونسي علي المحجوبي عن بورقيبة وحزب الجزائر كما تحدث الدكتور بوعلام بلقاسمي رئيس المجلس العلمي للمركز الوطني الجزائري للبحوث عن «تونس وجبهة التحرير الوطني خلال الفترة بين 56 الى 58 والتي أطلق عليها اسم زمن الأزمات».   وقد تعرض المؤرخون الى تفاصيل العلاقة خلال سنوات الاستقلال بين المغرب والجزائر من ناحية وبين تونس والجزائر من ناحية أخرى وقد كانت هذه المحاضرات مناسبة لاستعراض أوجه التعاون والتضامن التي كانت تسود في علاقات حركات التحرر المغاربية بعضها بعض ثم تونس والمغرب كبلدين مستقلين مع الثورة الجزائرية واستفادة كل طرف من تجربة الطرف الثاني.   السيد معروف الدفالي أثار من جانبه  اشكال التنسيق في محطات مختلفة سواء في باريس أو عبر مكتب المغرب العربي في دمشق (1946) أو عبر مكتب المغرب العربي في القاهرة (1947) أو عبر لجنة تحرير المغرب العربي التي كان يرأسها الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي المعروف بمواقفه المتشددة والتي عكست موقفه الرافض لاستقلال تونس والمغرب دون الجزائر مشيرا الى مبادرته بالشروع في تشكيل «جيش تحرير المغرب العربي» وبدأ بنواة الشباب المغاربيين العائدين من حرب فلسطين كما أشار المؤرخ الى نهجه الرافض للحلول التفاوضية ولرفضه النهج التونسي والمغربي في الحصول على الاستقلال… تحدث عن الخلافات حول سبل تحرير واستقلال دول المغرب العربي فالخطابي كان يرى ضرورة تشتيت قوة وتركيز المحتل بين الدول المغاربية الثلاث بينما يرى أنصار استقلال تونس والمغرب ان ذلك الاستقلال سيساعد في استقلال الجزائر أىضا الأستاذ على المحجوبي تحدث من جانبه عن بعض الخلافات بين تونس والثورة الجزائرية رغم الدعم الكبير الذي قدمته تونس سياسيا واقتصاديا وعسكريا للثورة الجزائرية ورغم الارتباط الكبير بين الطرفين. تحدث عن دعم قادة الثورة الجزائرية لصالح بن يوسف في خلافه ضد بورقيبة وعن دعم الثورة لمواقف الزعيم المصري جمال عبد الناصر الأمر الذي اعتبره بورقيبة اختلافا معه.   كما تحدث كذلك عن الخلاف بين الطرفين بعد اكتشاف البترول في الصحراء حيث طالب بورقيبة بنصيب لتونس وهو الخلاف نفسه الذي يعتبره الباحث الجزائري بوعلام بلقاسمي من أهم ثلاث نقاط خلاف بين الطرفين وهي موقف جبهة التحرير الوطني الجزائرية من الصراع بين بورقيبة وما تعتبره جبهة التحرير الوطني ضغوطا مغاربية (تونسية ومغربية) لدفعها نحو خيار التفاوض مع الاحتلال الفرنسي ثم الاتفاقية التونسية الفرنسية (1958) حول أنبوب نقل النفط الذي يمر عبر التراب التونسي. النقاشات وخاصة خلال الجلسة الصباحية اتسمت بتدخل السيد نور الدين حشاد والذي تحدث فيه خاصة عن اغتيال الزعيم فرحات حشاد مؤكدا أنه يعمل من أجل أن تظهر الحقيقة كاملة حول «منظمة اليد الحمراء» التي ارتكبت جريمة الاغتيال وقال انه اطلع على جزء من الأرشيف الخاص بتلك الفترة وانه وجد علاقة بين ذلك التنظيم والمخابرات الفرنسية التي دفعت بهذا التنظيم الارهابي للعمل في مواقع أخرى حشاد استعرض تجربته الشخصية وهو طفل ازاء من كان وراء اغتيال والده وقال أنه لا يحقد ولكنه لا ينسى وانه يريد الحقيقة وكان بذلك يرد خاصة على بيار بارون وريمي كوفير. وكان كوفير وصف عمليات المقاومة في البلدان المغاربية «بالارهاب» موضحا أنه استعمل العبارة التي كانت تستعمل لوصف تلك العمليات في ذلك الزمن دون أن يكون موقفا منه الا أن ذلك الوصف وجد رفضا كاملا من قبل الحضور…   وكان السيدان الطيب الزهار مدير «ريالتي» وبيار بارون مدير تحرير «استوريا» قد افتتحا الملتقى بالتأكيد على أهمية مثل هذه الملتقيات التاريخية في دعم العلاقات القائمة حاليا بين دول المغرب العربي وفرنسا من خلال معالجة الشوائب والمشاكل التي ترتبط بتاريخ تلك العلاقة والعمل من أجل المستقبل.   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 29 أكتوبر 2006)


في تجمع للجان الأحياء بالعاصمة:

تونس حققت نقلة نوعية في الخطاب الديني وأسست لخطاب اجتهادي ومعرفي

* تونس ـ «الشروق»:   عرفت منطقة البحيرة صباح أمس تجمعا كبيرا لرؤساء وأعضاء لجان الأحياء بولاية العاصمة أشرف عليه واختتمه السيد منذر الفريخي والي العاصمة.   اجتماع رؤساء لجان الأحياء شهد نقاشا وحوارا تناول أبعادا عديدة تخص دور لجان الأحياء في تحسين ظروف العيش وتحقيق خدمات للمواطن خاصة في التجمعات السكنية الكبرى كما تناول الاجتماع ظاهرة التيار السلفي والزي الطائفي الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا.   وخلال الاجتماع تحدث الأستاذ علي حبورة الامام الأول لجامع الفتح بالعاصمة ليبين النقلة النوعية التي تحققت في الخطاب الديني في تونس وتأسيس خطاب اجتهاي ومعرفي قوامه النقل والعقل وفكر الواقع وعدم الخلط بين الدين والفكر الديني على اعتبار أن الدين مقدس أما الفكر فهو زمني.   وقال الامام الأول لجامع الفتح بأن تونس حريصة على حماية رسالة الاسلام وحامية لها من الفتن وان الاسلام وهو دين الاعتدال والوطنية والحداثة بعيد كل البعد عن مظاهر الطائفية والتطرف الديني.   وبيّن المتدخلون في الاجتماع المكانة الكبيرة التي يحظى بها الدين الاسلامي منذ سنوات التحول والعناية الفائقة التي وفرها رئيس الدولة لكل رجال الدين وللمساجد وأماكن العبادة التي تضاعف عددها في سنوات التحول.   وبين المجتمعون في تدخلاتهم وحواراتهم ان اللباس الطائفي الوارد من الخارج والذي ليس له علاقة بتقاليدنا وعاداتنا وموروثنا الحضاري مرفوض وأن التونسي مع اللباس المحتشم المتماشي مع موروثنا وعاداتنا التي نتمسك بها.   وبين المشاركون في اجتماع لجان الأحياء بالعاصمة ان تونس التغيير وريثة قرطاج والقيروان حققت ولا تزال تحقق النجاحات والانجازات بقيادة الرئيس بن علي وأن كل العالم شاهد على ما تحقق ويعرف المراتب المتقدمة التي حازت عليها تونس اجتماعيا واقتصاديا.   وتم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية لجان الاحياء التي تحظى برعاية من مؤسسها الرئيس بن علي والتي تعد أحد أهم الآليات التي تجعل المواطن يساهم مساهمة فعالة في مسيرة الوطن.   سفيان الأسود   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 29 أكتوبر 2006)  


الانـحــراف الأصولــي لـ “الجـزيــرة”

بقلم: عماد البحري   تحولت القناة القطرية التي كان يجب أن تبث قيم الحرية والديمقراطية في العالم العربي، شيئا فشيئا الى فرع للاسلامية العالمية. تدعمت القناة الاخبارية المسترسلة بعد وقت قليل من بعثها سنة 1996 بمهنية صحفييها الذين اكتسب معظمهم أصول المهنة بين 1994 و1996 بعد عملهم للفرع العربي لـBBC news القناة الاخبارية التي أحدثت بالشراكة بين المؤسسة السعودية «أوربيت» ومقرها بروما وBBC World service. ورغم أنها ممولة كليا من قبل آل ثاني العائلة الحاكمة في قطر، فرضت «الجزيرة» نفسها بخطها الطليق، أو التحرري، وأحيانا الوقح غير المعتاد في الاعلام العربي. وقد ساهمت التزاماتها الأولية تجاه الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في العالم العربي وجرأتها في رفع المحرمات وكشف المستور في السياسة العربية، وتنديدها بالسياسة القمعية لبعض الأنظمة العربية في المنطقة، في احتلال حظوة مميزة في الساحة الاعلامية المحلية والعالمية.   وكان بحق مديروها الأولون قد أخذوا على عاتقهم تنوير العقل العربي، أو قيادة العرب الى أنوار الديمقراطية، لكن بعد ذلك تغير بعمق الخط التحريري للقناة وتوجهاتها الايديولوجية والتزاماتها السياسية، فلم يعد اليوم مكان للحديث عن الديمقراطية، والحرية، أو التقدم والعقل.   وتوازيا مع عدم اكتراثها بمنافسة الـBBC أو الـCNN في الحقل الاعلامي النزيه والمستقل، ضحت «الجزيرة» بنفسها لحصد شعبية «سيئة السمعة» لم تعد تهدف لتنوير الرأي العام العربي بل اثارة أحاسيسه وتغذية أحقاده، خوفه وعواطفـــــــه.   وأصبحت قناة آل ثاني تقدم لمشاهدين عرب وقعوا في أزمة هوية ووجودية، لائحة برامج اخبارية مفخخة. مكونة من خليط عروبي بال، من توجه اسلامي منمق، ومن معاداة بدائية للغربية. بل أصبحت شيئا فشيئا الصوت الرسمي لحركة سياسية تأتي في مؤخرة السفينة في المنطقة ألا وهي حركة الاخوان المسلمين بمواضيعها المختارة، وهوية ضيوفها وطريقة تحليلها للأخبار التي تقدمها، «الجزيرة» في طريقها الى أن تصبح فرعا أو هيكلا غير رسمي لهذه الحركة، أو على الأقل الناطق بصوتها عند الحاجة.   هذا دون اعتبار صحفيي القناة الذين انتموا سابقا لحركة الاخوان، على غرار مديرها الحالي، الأردني من أصل فلسطيني وضاح خنفر( 38سنة) قائد طلابي سابق مقرب من الاخوان، الذي عوض في مارس 2004 القطري محمد جاسمي العلي والذي تمت تنحيته بسبب علاقاته المشبوهة مع الرئيس السابق صدام حسين.   وحسب معلوماتنا يدور حاليا في مقر القناة بالدوحة مناخ مؤذ دفع ببعض الصحفيين والاداريين الرافضين للتوجه الاسلامي للادارة الحالية للاستقالة أو التكيف مع التوجه الجديد على مضض أو لتحقيق مصلحة لأنه اذا كنت تريد ارضاء مدير القناة الجديد فان بعض الصحفيين لا يترددون في ابداء نوع من الورع على غرار الاعلامية الجزائرية خديجة بن قنة التي تحجبت فيما يكتفي الآخرون على أداء الصلاة أثناء العمل آملين في أن تصل أنباء ذلك الى أذن المسؤول.   منبر ميؤوس منه للأصوليين   ولا شك أن المتفرجين قد لاحظوا أن المواضيع الحوارية باتت تتمحور منذ بعض الوقت نحو هذا التوجه الايديولوجي كما أن المدعوين الى البرامج يتم اختيارهم وفقا لانتمائهم للحركة  أو تحالفهم، أو تعاطفهم معها. كما أن الذين يدافعون عن أفكار غارقة في اللائكية أو معارضة للأصولية غالبا ما يقع مقاطعتهم من قبل مقدمي هذه البرامج الذين يخشون عدم رضاء المسؤول. وأحيانا هؤلاء المقدمون أنفسهم الذين لا ينتمون للحركة الاسلامية يجدون أنفسهم مجندون لتأكيد مواقف ضيوفهم الاسلامية. ان هذا الحضور المكثف أكثر من واضح. وهكذا فان القناة تمنح الكلمة لكل الوجوه الاسلامية السياسية العربية من التونسي راشد الغنوشي الى الجزائري عباسي مدني مرورا بالمغربية نادية ياسين، والسعوديين هاني السباعي، سعد الفقيه وسعيد بن زهير وصولا الى الأردني محمد المقدسي الأب الروحي لأبو مصعب الزرقاوي، وغيرهم.   بعض هذه الوجوه الذين وجدوا صعوبة في الظهور في وسائل اعلام بلدانها وجدت في «الجزيرة» منبرا ميؤوسا منه، بل ان بعضهم ذهب بشكل أو بآخر خلال ظهورهم الى حد تأييد أعمال عنف وارهاب ارتكبت هنا او هناك في المنطقة والى تبريرها بفساد الأنظمة الشمولية وابتعادها عن الدين. يضاف الى ذلك، وفي خضم الحرب الأفغانية فان قناة «الجزيرة» كانت الحاضر الوحيد في هذا البلد بفضل نجمها الصحفي الاسباني تيسير علوني السوري الأصل، الذي أدين في اسبانيا سنة 2005 بعلاقته بشبكة «القاعدة» الارهابية. وحسب القاضي الاسباني الشهير في مكافحة الارهاب بلتزار كرزون، الذي تابع ملفه ونبش في اتصالاته الهاتفية فان نجم «الجزيرة» كانت له على مدى سنوات علاقات غامضة مع المسمى عماد بركات جركس، المعروف بالياس أبو الذهب. وكانت هذه الشخصية المهمة للأصولية الدولية، نظمت في اسبانيا اجتماعا شارك فيه محمد عطا زعيم الانتحاريين في هجمات 11سبتمبر التي استهدفت برجي التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون بواشنطن. وكان تيسير علوني على اتصال مع شخصيتين مهمتين في سلم تنظيم القاعدة وهما مأمون دركزنلي، المسؤول المالي لأسامة بن لادن بأوروبا وممثله في اسبانيا محمد غالب كالاجي.   القرضاوي.. والجزيرة   وحسب لائحة الاتهامات فان صحافي «الجزيرة» كان في مختلف تنقلاته في العالم أشبه بحقيبة متنقلة للمنظمة الارهابية. كما أن هذا الأخير لم يكن ليتحرج أبدا لابداء تعاطفه مع الاسلاميين الذي بلغ حد التحسر على نظام طالبان. والحقيقة أن انحراف القناة نحو الأصولية المتطرفة، لم يبدأ مع تعيين وضاح خنفر العضو السابق للاخوان على رأسها، بل تعود الى بداية انطلاقتها عندما بدأ الشيخ الملياردير يوسف قرضاوي أحد المستشارين المقربين لأمير قطر ـ والذي تتولى زوجته عديد المسؤوليات في القناة ـ برنامجه الأسبوعي الشهير «الشريعة والحياة».   وقد كان لهذا البرنامج الذي يتولى خلاله القرضاوي الرد على أسئلة المتفرجين من مختلف الدول الاسلامية نجاحا واسعا الا أن تأثيره على المتفرجين العرب لم يكن دائما ناجعا، بل العكس فان القرضاوي استغل هذا المنبر لضمان ترويج الكثير من آرائه المحافظة بل الرجعية في كثير من الأحيان. وكان لبعض فتاويه التي طالب خلالها علنا بقتل المدنيين والعسكريين في العراق كانت من الأسباب التي حرضت على قطع رؤوس الرهائن والعمليات الانتحارية التي ما تزال تدمي هذا البلد. وفي المقابل فان الملاحظ أن هذا الشيخ المحرض المعادي للأمركيين، كان دوما ينتقي عباراته ولم ينطق يوما بكلمة واحدة عن القواعد الأمريكية التي انطلقت منها الهجمات على العراق في مارس 2003والتي توجد بالقرب من مقر قناة «الجزيرة».   كما أن العضو السابق للاخوان المسلمين لم يتردد وهو المؤيد للجهاد ضد الأمركيين، في التظاهر في الشوارع للتنديد بعملية انتحارية قام بها شاب مصري يعمل شقيقه بالصدفة أيضا في قناة «الجزيرة» استهدف من خلالها مدرسة انقليزية في العاصمة القطرية الدوحة. وهو ما جعل الكاتب الاماراتي رشيد العبدالله يقول أنه «اذا كان القرضاوي يندد اليوم بعملية الدوحة فالسبب يعود لكونها لم تقع في العراق بل في قطر حيث مقر اقامته. وهذا بكل بساطة تضارب صارخ وضع فيه القرضاوي نفسه، وهو أيضا ما يجعله ايضا في تناقض صارخ مع تعاليم القرآن التي يفترض أن القرضاوي يعرفها جيدا».   بعض المحللين الليبراليين العرب يقدمون تفسيرا مقنعا بشأن المكانة المركزية التي يحتلها هذا الوجه الديني المؤثر في قناة «الجزيرة» ذلك أن حضور الشيخ القرضاوي في الدوحة من شأنه حسب هؤلاء أن يساعد النظام القطري على التحصن ضد الراديكالية الاسلامية وأفكارها العنيفة. كما أن من شأن هذا الحضور أن يمنح الحكومة القطرية غطاء دينيا يخفي علاقاتها الحميمية جدا مع الأمريكيين والاسرائليين. فلا تجهدوا أنفسكم لمحاولة الفهم، فكل شيء بات واضحا.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 أكتوبر 2006)


محررون موالون لإسرائيل يسعون إلى التّأثير على قناة «الجزيرة الدوليّة» الناطقة بالأنقليزية

بقلم: خالد عميراه – صحافي سابق بمجموعة الجزيرة   عندما أعلنت القناة الفضائية العربية «الجزيرة» المستقرة في قطر منذ سنتين خططها لاطلاق قناة الجزيرة الدولية، كان الكثير في العالم يأملون في أن تقدم القناة الفضائية الجديدة بديلا حقيقيا لوسائل الاعلام الغربية المشهورة بعدم مصداقيتها والتي تعمل أساسا تحت تأثير صهيونـــــــــــي.   وكان من المفروض ان تقدم القناة الجديدة – التي تأجل بثها عديد المرات لأسباب مختلفة – وجهات النظر الاقليمية والعالمية لجمهور محتمل متكون من مئات الملايين من الناطقين باللغة الانقليزية.   وكانت قناة الجزيرة الدولية اول قناة اخبارية دولية ناطقة باللغة الانقليزية تستقر في الشرق الاوسط وسط مراكز البث في أثينا والدوحة ولندن وواشنطن وكوالا لمبور واستقطبت قناة الجزيرة الدولية عددا من اقطاب البث التلفزيوني العالمي وتعاقدت مع اشخاص مثل دافيد فروست وريز خان.   لكن يبدو ان خيبة امل تنتظر من كان يأمل في رؤية قناة تلفزية دولية عادلة وموضوعية وخاصة متحررة من التوجه الدولي الانقلو-أمريكي (والاسرائيلي) المعتاد.   وبالفعل، فقد لاحت بوادر ومؤشرات مقلقة تظهر مناصرين وموالين لاسرائيل، بعضهم لهم تجارب مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» يحاولون منذ الآن التحكم في الخط التحريري للقناة الجديدة تحت غطاء الحرفية والقواعد الصحفية.   كاتب هذا المقال، والذي سبق له العمل في موقع الجزيرة نات باللغة الاقنليزية (والذي ادمج مؤخرا مع قناة ا لجزيرة الدولية) اكتشف بالصدفة جهود بعض الصحافيين الغربيين الماسكين بمراكز قرار هامة صلب قناة الجزيرة الدولية وسعيهم لتجنب أقصى ما يمكن والحد الى أدنى شيء ممكن من نشر نوع معين من المقالات وخاصة الاحداث المستجدة ومقالات الرأي التي تنتقد اسرائيل والتي تظهر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء الشعب الفلسطيني.   وقد أصبح هذا التوجه واضحا للعيان في الأوقات الاخيرة مثال ذلك رفض موقع الجزيرة نات الانقليزي نقل أهم الاحداث الواجب نقلها عن اسرائيل مثل اعتراف احد الضباط الاسرائيليين بأن جيش الطيران الاسرائيلي ألقى ما يزيد عن مليون من القنابل العنقودية المحرمة دوليا فوق لبنان خلال الحرب الاخيرة ضد تنظيم «حزب اللّّه».   كذلك الحال بالنسبة لخبر يتحدث عن إيفي إيتام القيادي في أحد أحزاب اليمين الاسرائيلي والذي طالب بطرد الفلسطينيين من الاراضي المحتلة، وقد ظل هذا الخبر رهن الكتمان حتى بعد لفت نظر الجزيرة الدولية حوله.   وهناك عشرات ان لم نقل المئات من الأمثلة المشابهة تدل جميعها على أن قناة الجزيرة الدولية تحاول عن قصد تجنب تغطية ونقل المعاناة الحقيقية للفلسطينيين وخاصة في جزء الريبورتاجات الكبرى الذي خاض بمختلف أنواع التحقيقات حول المواضيع والاحداث الأشد تفاهة وحتى غير اللائقة منها.   وخلال السنة الجارية، رفض احد المحررين المعروفين بولائهم لاسرائيل بازدراء وضع عنوان في الصفحة الرئيسية لمقال يحكي قصة حياة تلميذ فلسطيني في مدرسة النجاح بنابلس كان فقد عينه اليمنى بعد ان اصيب برصاصة مطاطية اسرائيلية عندما كان عائدا لمنزله، وعلل المحرر الرئيس فينس راين ذلك بأن الموضوع لا يمثل أولوية وأن الجزيرة نات الناطقة بالانقليزية تعد لتغطية أشمل تضم حالا مشابهة ستنقل في وقت لاحق وبالطبع وكما هو  متوقع لم تظهر هذه التغطية الموعودة لحد الآن!!   وفي وقت لاحق، وبعد شكوى تقدمت بها تم نشر المقال لكن تحت عنوان «خطر الرصاصات المطاطيية في الضفة الغربية».   ويبدو أن راين لم يغفر لي «جرأتي» مثلما دل على ذلك تصرفه اللاحق، ففي الاسبوع الثالث من شهر جوان الماضي، قدمت مقالا حول اطفال فلسطينيين قتلوا من قبل الجيش الاسرائيلي والمستعمرين اليهود المسلحين واعتمد المقال على احصائيات وارقام نشرت من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.   ورغم ذلك وبمجرد رؤيته  للمقال، وعوضا عن مكافأتي بالشكر على المقال ودون تفكير، كتب لي راين على المقال بأنني كاذب وبأن المعلومات الواردة في المقال مغلوطة، وكل ذلك بلهجة حادة ومتشددة وحقودة.   وباستحالة التعامل مع هذا الرجل الذي لم يكن مستعدا بالمرة حتى لقبول مجرد اقتراح لمقال تحليلي كان يراه «مناهضا لاسرائيل» وبعد أن قدمت عديد الأفكار لمقالات رفضت بعد ذلك، حولت و جهتي نحو روسال ميريمان رئيس التحرير المكلف بالانترنات في قناة الجزيرة الدولية ويمكن ان يكون قد تولى اليوم رئاسة القناة الأشد موالاة لاسرائيل.   وعوضا عن تناول المسألة من الناحية المهنية ، فقد عمد مريمان الى شن حملة ضدي متهما اياي بالافتقار الى الحرفية وانتهاك ميثاق الشرف الاعلامي لــــــ«الجزيرة» معتبرا ان استخدام عبارات مثل «شهداء» حتى على مستوى نقل الاقوال ليس مهنيا (في اشارة الى استعمال وسائل الاعلام العربية غالبا هذه العبارة للاشارة الى الفلسطينيين الذين يقتلون من طرف الجيش الاسرائيلي).   هذا الشخص هو نفسه الذي لا يتوانى عن استخدام ذات العبارات التي يستعملها المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي والساسة اليهود في نعت الفلسطينيين بـــــ«الارهابيين» و«القتلة» و«المجرمين».   وعندما اكتشف مريمان انه لا يمكنه ان يقنع احدا بالاتهامات التي قالها لي لجأ الى تغيير تكتيكه واتهمني باحداث الفوضى والبلبلة على موقع «الجزيرة نت» الالكتروني انطلاقا من الضفة الغربية حيث تمنعني قوات الاحتلال الاسرائيلي من مغادرتها، ولم يطل انتظاري كثيرا حتى وصلني قرار فصلي من قناة «الجزيرة» بواسطة البريد الالكتروني مع العلم ان عدد المقالات التي كتبتها لموقع «الجزيرة» الالكتروني باللغة الانقليزية قد تجاوز الثلاثمائة مقال ولم يصادف ان واجهت اية مشكلات تذكر مع كافة رؤساء التحرير السابقين لهذا الموقع.   والحقيقة ان مريمان نفسه لم يتردد حين باشر مهامه على راس الموقع الالكتروني المذكور خلال سنة 2005 عن توجيه الشكر لي على ما اظهرته من حرفية وخبرة صحفية.   لست متأكدا تماما من السبب الذي دفع مريمان الى التصرف معي كما فعل، الا انني لا استبعد ان يكون قد استمع الى نصائح بعض اصدقائه من الصهاينة حتى يضمنون عدم نشر المقالات المناهضة لاسرائيل.   بيد ان لدي شكوكا ستثبت صحتها في يوما ما: فالسيد مريمان قد يكون اراد ان يجعل من التغطية الاخبارية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي نسخة طبق الأصل لتغطية قناة الــــ«بي.بي.سي» البريطانية حيث عمل لعدة سنوات كمنتج ومقدم برامج ومحرر اخبار.   وسيشكل ذلك كارثة حقيقية بالتاكيد خصوصا اذا علمنا ان التغطية الانتقائية لـــ«البي.بي.سي»لفعاليات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين – او على الاقل في جزء منها – قد جعلت غالبية من الشباب البريطاني يعتقدون ان الفلسطينيين هم «المستعمرون (بكسر الميم)» وان اليهود هم «ضحايا لعنف هؤلاء المستعمرين الفلسطينيين» كما كشفه استطلاع للراي اجري في بريطانيا منذ بضعة اعوام.   من المؤكد انه من المهم التزام الحياد وعدم الانحياز في  تغطية النزاعات الدولية، لكن تبقى النزاهة في معالجة النزاعات غير المتكافئة بين طرف محتل وآخر مضطهد وخاضع لجبروت الاحتلال وتجاوزاته اكثر اهمية.   ويبدو ان ادارة قناة «الجزيرة» قد تفطنت اخيرا- ولو بصفة متأخرة وبنسبة لا اعرفها – الى وجود لوبي مؤيد لاسرائيل، صامت ولكنه فعال، تمكن من التغلغل دون ضجيج ولكن بصورة تدريجية داخل فضائية «الجزيرة» الناطقة باللغة الانقليزية.   هذا التغلغل تم اساسا بطريقتين اولها تحييد المراسلين الفلسطينيين في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة وثانيها منح الثقة المطلقة لتقارير وكالة الانباء الامريكية «اسوشيتد براس» والتي يعتبرها الكثيرون «وكالة الانباء الاولى التابعة لاسرائيل».   ولا يحتاج الى دليل القول ان تقارير هذه الوكالة التي تعج مكاتبها في القدس باليهود الأمريكيين الأكثر تحسما لاسرائيل، لا تدع فرصة تمر دون تذكير قرائها بان حركة «حماس» الفلسطينية ليست سوى «منظمة ارهابية» وبان المقاتلين من المقاومين الفلسطينيين ليسوا سوى «ارهابيين» وهي بذلك تتجاهل المقولة المعروفة بان من تعتبره انت شخصيا ارهابيا هو مقاتل في سبيل الحرية بالنسبة لاخرين، ناهيك ان اسرائيل هي ايضا بالنسبة لمئات الملايين من البشر في العالم تعتبر الدولة الارهابية بامتياز.   وفي مسعاها لمعالجة هذه الوضعية قبل فوات الاوان، قامت الادارة العامة لـــــ«الجزيرة» بتعيين ابراهيم هلال وهو صحفي مصري مقتدر من اجل ضمان عدم انحراف النسخة الانقليزية للقناة بعيدا جدا عن السياسات المعتمدة لدى القناة الام الناطقة باللغة العربية.   وبناء على تعليمات مديرها العام وضاح خنفر، طلب هلال من مريمان اعادتي الى وضعيتي كمراسل للقناة في فلسطين، الامر الذي وافق عليه الأخير عن مضض.   وفي 18 جويلية، وجه مريمان لي رسالة يطلب فيها مني الاعتذار (لا ادري عن ماذا) ويحذرني من ان سلوكي وتصرفاتي ستكون موضوع مراقبة، كما حرص على ابلاغي بانه سيكلفني بكتابة بعض المقالات لكن لا احد غيره سيحدد متى وكيف.   وفي الواقع لم يطلب مني منذ ذلك التاريخ كتابة مقال واحد رغم وقوع عديد الاحداث التي تستوجب النقل في فلسطين، ورغم اقتراحي شخصيا اعداد بضعة مقالات حول الوضع في غزة والصراع على السلطة بين «حماس» و«فتح»، وكيف ان اسرائيل تمنع الفلسطينيين من تحصيل القوت والعمـــــل.. بل انه لم يكبد نفسه حتى مشقة الرد عليهــــا.   وخلال الاسبوع الاخير، قرر مريمان تغيير قواعد اللعبة كليا عبر توليه المسؤولية عن السياسة التحريرية لموقع «الجزيرة نت» بالانقليزية. واصبحت القواعد الجديدة تنص على رفض نشر اية معلومات «غير مرغوب فيها» ـ كتلك التي تظهر وحشية وعنصرية الاسرائيليين في تعاملهم مع الفلسطينيين او التي تشبه اسرائيل بالكيان النازي ـ على موقع «الجزيرة.نت».   وكان مريمان قد وضع هذه السياسة موضع التنفيذ قبل ذلك بكثير حيث لم ينشر على موقع الانترنت الخاص بقناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الانقليزية خلال الثلاثة او اربعة اشهر الماضية اي مقال حول التعسف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين والذي اتخذ مؤخرا اشكالا قريبة من الابادة، فيما عج الموقع بشتى اشكال المقالات والروايات الخاصة باعصار كاترينا في الولايات المتحدة ومواضيع اخرى في نفس الدرجة من الاهمية.   ويدعي ميرمان انه حصل على تفويض مطلق من المدير العام للجزيرة وضاح خنفر يمنحه سلطة كاملة لتحديد ما ينشر الموقع الالكتروني لـ«الجزيرة» بالانقليزية. وقد سعيت الى ابلاغ مسؤولي القناة قلقي بخصوص هذا التوجه الخطير الذي يصبغ هذه القناة الناطقة بالانقليزية، فأعرب بعضهم علنا عن غضبهم وامتعاضهم بهذا الشأن. وقد المح لي مسؤول «بأن مريمان ينظر باحتقار الى الطريقة التي تسير من خلالها القناة العربية» فيما قال لي اخر ان «هذا الرجل واصدقاءه يريدون تحويل الجزيرة الى فوكس نيوز اخرى.. وحتى ما يشبه صحيفة جريزاليم بوست اخرى..» علما ان هذه الاخيرة هي ابرز صحيفة بالانقليزية لليمين الاسرائيلي والتي يعتبرها الكثير من الليبراليين لسان حال المستوطنين اليهــــــــــود.   اني على يقين من ان هذا المقال سيعني مغادرتي «الجزيرة» غير اني مستعد للتضحية بمصالحي الشخصية وخسارتي جانب من مداخيلي على امل ان يفتح المساهمون فيها وخصوصا رئيسها حمد بن ثامر آل ثاني والمدير العام وضاح خنفر اعينهما لضمان عدم تحول «الجزيرة» الى سلاح جديد في ايدي اعداء العرب والمسلمين.   ندعو الله ألا نسمح بتغيير توجه «الجزيرة» تحت غطاء اخلاقيات المهنة الصحفية.   15 أكتوبر 2006   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 أكتوبر 2006)
 

حذارِ من “فدرلة” العراق و”عرقنة” المنطقة!

بقلم: محمد صادق الحسيني (*)
 
 أن تكون إيرانياً وطنياً تحب مصالح بلدك السيادية ووحدة أراضيه فلا يمكن إلا أن تكون قلقاً مما يعد لجارك العراقي من مخطط تمزيق وتفتيت وفتنة واسعة النطاق وبعيدة المدى! كذلك الأمر إن كنت سورياً وطنياً.
 
.. أو كنت سعودياً وطنياً… أو كنت مَن كنت من جيران العراق! هذه هي المشكلة الحقيقية للعراق مع جيرانه ولجيران العراق مع حكام العراق الحقيقيين! فلو سكت الإيرانيون بعد اليوم على ما يخطط للعراق من مزيد من التدمير والضياع والتمزيق باسم الفيدرالية والأقاليم واللامركزية والتعددية والديمقراطية والتنوع العرقي والديني والطوائفي وما شابه من المقولات البراقة والجميلة الكثيرة التي تطلق في عراق اليوم على خليفة نبذ العهد الدكتاتوري والاستبدادي البائد، فإن ايران التي نعرفها اليوم لن يبقى منها اثر خلال اقل من عقد من الزمان!

الأمر نفسه ينطبق على السعوديين وكذلك السوريين والمصريين وأقطار ودول أخرى على مقربة من نار العراق المشتعلة والحاملة معها فتائل التفجير المتعددة! إن التعاطي مع الملف العراقي من قبل الجيران بالطريقة التقليدية السابقة لم يعد مقبولاً بعد ظهور نتائج تحقيقات لجنة جيمس بيكر الاميركية وقرار القيادة المركزية العسكرية الأميركية بإجراء تغييرات استراتيجية في معالجة هذا الملف!
فالاتهامات المتكررة من جانب قادة الولايات المتحدة لكل من سورية وإيران بأنهما المسئولتان عما يجري من عنف داخل العراق سيتم تعميمها بعد اليوم على سائر الجيران، كما سيتم تصعيد الاتهامات باتجاه كل من طهران ودمشق تحضيرا للانتقال بالمعارك ودورات العنف إلى خارج العراق! إنها السياسة القديمة المعروفة نفسها بتصدير الأزمات إلى خارج دوائرها الحقيقية كلما ضاقت السبل بالقوى المهيمنة. هكذا حصل في نهاية الأزمة الكورية في الخمسينات، وهكذا حصل في نهاية الأزمة الفيتنامية في السبعينات!
ولما كان »الهروب« أو »استراتيجية الخروج المطمئن والمنظم« كما يسمونه من العراق قادم لا محالة بعد تفاقم الوضع هناك وتراكم الأخطاء الاستراتيجية فإن لجنة بيكر كانت واضحة في تحميلها العراقيين وجيرانهم نتائج كل شيء! إنها سياسة توريط الجميع وتوزيع نتائج الفشل الذريع على كل المعنيين بالملف العراقي حلفاء كانوا أم أصدقاء أم أعداء، وإن كان سهم الأخيرين سيبدو مضاعفاً! المهم هو ألا ينجو أحد من عواقب الكارثة وتداعياتها، إذ إن خروج القوات »المحررة« بأقل ما يمكن من خسائر من الآن فصاعداً مادامت الاستراتيجية الجديدة تقضي بترك العراقيين يتحملون المسئولية بكل جدية هذه المرة وبالتهديد والوعيد إن قرروا المجادلة أو المشاكسة أو المناكفة!
وأما الجيران فإن الخطط بشأن ادخالهم في دوامة »الدمقرطة والفدرلة« وحق الأقليات في المشاركة في السلطة وتوزيع الثروة من المركز إلى الأطراف أكثر من جاهزة لهم ولن ينجو منها أحد اذا ما قرر اغماض عينيه عما يجري في العراق أو ظن للحظة أن مصالحه القومية العليا في رؤية العراق ضعيفاً أو مقسماً أو غارقاً في ظلمات دولية داخلية!
ليس البديل عن ذلك بقاء السلطات المركزية لبلداننا غافلة أو متغافلة، ناسية أو متناسية ما يجري من ظلم أو إجحاف أو تهميش لأطياف كثيرة من الشعب الواحد والموحد في كل قطر من الأقطار الآنفة الذكر، أبداً ليس هذا هو الحل! بل العكس تماماً فالمطلوب ابعاد المنافقين من المستشارين وطردهم من مناصبهم الحالية واستدعاء أو بالأحرى طلب المشورة من الناقدين القادرين على »ابكاء« القيادات واحراجها ووضع النقاط على الحروف والاصبع على الجرح فيما تعاني منه بلداننا حتى نسد الثغرات التي ينفذ منها العدو الخارجي ونسحب البساط من تحت أرجل المتآمر الداخلي وبالتالي تعميم ثقافة »ان الحل يأتي من الداخل وعلى يد أهل الوطن والبلاد وعشاق الحرية الحقيقية«.
نعم عشاق الحرية الحقيقية الذين لا يخافون الا الله ولا يمالئون أحداً في السلطة وأعينهم »مليانة« اصالة وكرما وعطاء ولا يبحثون عن فتات موائد الحكام! وحب الوطن بالنسبة لهم فعلاً من الايمان وليس من أجل مآرب أخرى. إن تجربة »تحرير« العراق و«تحرره« من الاستبداد والطغيان والظلم والقمع والاجحاف عن طريق إطلاق يد الأجنبي فيه لتفعل ما تشاء وكيف تشاء، أعادت تأكيد ما يفترض أنه معروف في الأمثال الشعبية الشهيرة »ما حك جلدك غير ظفرك«.
كما أعادت التأكيد أن مقولات التعددية والديمقراطية والحكم اللامركزي وتوزيع الثروة العادل والقبول بالآخر من دين أو عرق أو طيف أو طائفة لن يحصل عن طريق أعمال العنف والقوة والحرب وخصوصاً من خارج الدائرة الطبيعية المترابطة، بل إن خيار الحرب على العراق وتفكيكه وحل سلطاته وغزوه أشاع ثقافة متناقضة تماماً مع كل تلك المقولات، وهي تكاد تطيح بكل مقومات الطوائف والأعراق والأديان والقوى والجماعات في العراق وليس العراق باعتباره وحدة سياسية جغرافية تاريخية فحسب!
إن المقولات الآنفة الذكر لا تنمو ولا تترعرع ولا تنضج ولا تتقدم إلا في فضاء سلمي وسليم وفي إطار صيرورة أو »سيرورة« اجتماعية طبيعية تحركها وتشغلها وتفعلها الحاجة الواقعية والطبيعية للناس في الزمان والمكان إلا في اللحظة التاريخية المناسبة! حذارِ إذاً من مخطط »عرقنة« المنطقة ومن »فدرلة« العراق ولتتوحد كل الجهود من أجل إعادة وصل ما انقطع ما بين العراقيين إن أمكن ومنع انفراط عقد مجتمعات الجوار العراقي واجبار المحتل على الرحيل قبل تعميم الفتنة واشاعتها!
 
(*) رئيس منتدى الحوار العربي الايراني
(المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 28 أكتوبر 2006)
 


 

فرنسا: المترشحون للرئاسة يدقون أبواب المغرب العربي

سمير صبح (*)
 
[ بعدما أدرك المترشحون الأساسيون للرئاسة الفرنسية نهائياً أهمية الصوت العربي المغربي الذي يمكن ان يرجح كفة الميزان, يركز هؤلاء في هذه المرحلة على إطار هوامش فعلية للفرنسيين من أصل مغاربي، المنتمين لأحزابهم للعب أدوار تهدف من جهة، لجذب هؤلاء لصناديق الاقتراع من خلال تقديم خدمات لهم قبل موعد الانتخابات في مايو/ أيار المقبل, ومن جهة أخرى، إعداد زيارات لبلدانهم الأصلية، تحديداً كل من الجزائر والمغرب وتونس للقاء مسئولين فيها وبالتالي محاولة كسب ودهم واقناعهم بدعمهم عبر إعطاء الضوء الأخضر لأجهزتهم وشبكاتهم وجمعياتهم الموجودة في فرنسا للتحرك باتجاه الجاليات والتأثير في قرارها الانتخابي.

فبعد ان زار وزير الداخلية الحالي نيكولا ساركوزي ومرشح حزب »الاتحاد من أجل الأكثرية الشعبية« الموجود في سلطة المغرب فانه يستعد للقيام بزيارة الجزائر يلتقي خلالها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية عبدالعزيز بالخادم ويرافق ساركوني في تحركه القادم هذا نخبة من الفرنسيين من أصل جزائري تم استقطابها في الأشهر الأخيرة موزعة على جميع القطاعات, فعلى رغم الهالة الإعلامية التي يحاول فريق ساركوزي الانتخابي إحاطتها بهذه الزيارة وتوظيفها في السياق الرئاسي، فإن المؤشرات والمعلومات التي توافرت حتى الآن في العاصمة الفرنسية نقلاً عن مصادر جزائرية مسئولة تؤكد أن حظوظ وزير الداخلية الفرنسي في كسب ود السلطات الجزائرية »الغاضبة« من حزب هذا الأخير نتيجة تصويته على القانون الذي يعتبر للاستعمار الفرنسي جوانب ايجابية ضعيفة للغاية. ناهيك عن تصرفاته ومواقفه المعلنة، المهينة للشباب من أصل مغاربي في الضواحي والذي يشكلل الجزائريون غالبيته، يضاف إلى ذلك، أن الرئيس الجزائري يجاهر بصداقته للرئيس جاك شيراك – على رغم الغضب الحاصل -، ولا يمكن والحالة هذه دعم خصمه اللدود الذي خرج عن طاعته وبدأ تحديه.
من ناحية أخرى أبلغت المرشحة الأوفر حظاً لدى الحزب الاشتراكي »سيغولين رويال« عبر اقنيتها المغربية بزيارة الرباط ولقاء العاهل المغربي، الملك محمد السادس ورئيس وزرائه إدريس جطو وعدد من الفعاليات السياسية. ويلعب »الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية« الذي يرأسه محمد اليازغي »أساسية« في ترتيب هذه الزيارة والعمل ما أمكن على إنجاحها، ولو من الناحيتين الإعلامية واللوجستية.
وإذا كانت مواقف سيغولين رويال بالنسبة للفرنسيين من أصل مغاربي وشباب الضواحي، وأيضاً حيال المهاجرين عموماً مقبولة، خصوصاً في جوانبها الإنسانية، إلا أنه من المستبعد أن تلمح المملكة المغربية إلى تأييد هذه الأخيرة او الايحاء بالوقوف إلى جانب خصمهما في اليمين، سواء أكان ساركوزي أو أي مرشح آخر يتبناه الرئيس شيراك قبل نهاية هذا العام. وذلك كون التقاليد المتبعة لا تسمح بذلك. ويذكر المراقبون بأن »هوى« الرباط كان دائماً إلى جانب اليمين الفرنسي المعتدل أي منذ أيام الرئيس شارل ديغول مروراً بجيسكار ديستان، وانتهاء بجاك شيراك الصديق الشخصي للملك الراحل الحسن الثاني والذي يعتبره محمد السادس بمثابة أب روحي في السياسة الخارجية، إضافة لكونه يقف إلى جانب بلاده في الصعوبات الاقتصادية كما السياسية، خصوصاً فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية مع الجزائر.
لذلك فمن غير المتوقع أن يتخذ المغرب موقفاً بعيداً عما يتمناه الصديق الصدوق شيراك.
فمن الآن وحتى عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستشهد عواصم دول المغرب العربي الثلاث الذي يبلغ عدد جالياتها التي يملك حق التصويت نحو 4 ملايين جولات مستمرة من قبل المرشحين أنفسهم كذلك مستشاريهم ورموز شبكتهم الذي يرتبطون بعلاقات وثيقة مع أصحاب القرار في البلدان »المستهدفة«.
 
(*) كاتب وباحث اقتصادي لبناني مقيم في باريس
 
(المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 26 أكتوبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.