الأحد، 22 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2071 du 22.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


نص رسالة موجهة من الأستاذ نجيب الشابي إلى صحيفة “الصباح” في إطار حق الرد

الوسط: زيادة الاستثمارات الأجنبي في تونس 8،16% خلال 2005  قدس برس: قرض زراعي دولي جديد لتونس للتنمية الريفية الوحدة: فيلم خشخاش: نبتة النسيان وذاكرة الألم الوحدة: مؤسسة التميمي تحتفي بفن المسرح الوحدة: ملاحظات عادية جدا العربية.نت:  تداعيات سياسة تحديد الأسرة على المجتمع التونسي الأخضر الوسلاتي: إضـــراب   د. خالد الطراولي:  فلا تلومونا على حب النبي

الهادي بريك: ترجمة لقانون الجنسية الجديد في ألمانيا
محمد الحداد: حداثة من دون تغريب
برهان بسيس: مريض هداسا

 قدس برس: المغرب: اكتشاف قبر أحد أشهر معارضي الملك الراحل الحسن الثاني  الحياة: العثور على قبرين يضمان رفات معارضين للملك الحسن الثاني…   الجزيرة.نت: البرغوثي للجزيرة: الانتخابات بداية الانتفاضة الديمقراطية  قدس برس: “حماس”: لسنا طالبان .. وتحالفنا مع مسيحيين ونساء وعلمانيين على قاعدة ثوابتنا   قدس برس: معارض فلسطيني: المخابرات الأمريكية حاضرة بقوة في الانتخابات التشريعية إسلام أون لاين: دعـم أمريكي خفي لفتح عبر السلطة إبراهيم علوش: حماس والانتخابات.. نظرة سريعة على حساب الربح والخسارة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

نص رسالة موجهة من الأستاذ نجيب الشابي إلى صحيفة “الصباح” في إطار حق الرد

 

الحمد لله وحده

 

حـق الـــردّ

 

نشرت صحيفتكم الغراء بعددها الصادر بتاريخ 20 جانفي الجاري مقالا تحت عنوان ” أحمد نجيب الشابي ينضم إلى تنظيم الإخوان المسلمين ” نسبتم فيه إلي إنضمامي إلى التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين وتأديتي للبيعة على يد مشرفها العام السيد محمد مهدي عاكف ونسبتم هذه الأخبار إلى دوائر سياسية مجهولة و إلى مقالات صدرت بصحيفتي “المستقبل” و”اللواء” اللبنانيتين وموقع ميدل إيست أن لاين الالكتروني.

 

وممارسة مني لحق الرد الوارد بالفصل 23 من مجلة الصحافة أود أن أرفع إلى علم قرائكم الكرام:

 

1) أن المقال الصادر بجريدة الصباح هو نسخة حرفية من المقالات التي نشرت بالصحيفتين اللبنانيتين وبالموقع الألكتروني مما يدل على أن محررها واحد وقد جاءت جميعها لاحقة في التاريخ للمقال الصادر في نفس الموضوع بصحيفة ” الصريح” وهو ما يدل على أنها تونسية المصدر وأن الالتجاء إلى الصحيفتين اللبنانيتين لم يكن يهدف سوى إلى التمويه والتغطية عن المنظم الحقيقي لهذه الحملة .

 

2) أنني لم ألتق في حياتي بالسيد محمد مهدي عاكف ولم يتم بيني وبين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين أي اتصال سواء بمناسبة أدائي لمناسك الحج أو قبل ذلك التاريخ ولا أعلم إن كان التأم فعلا مؤتمر لهذا التنظيم بالمملكة السعودية أثناء فترة الحج ولا أعلم شيئا عن شروط الانتماء إليه فضلا عن أكون انضممت إليه أو أديت البيعة لمرشده العام.

 

3) إنني كلفت محاميا لبنانيا للقيام نيابة عني بقضية أمام القضاء اللبناني ضد صحيفتي “المستقبل” و”اللواء” من أجل الثلب، كما اعتزم القيام أمام القضاء المختص بنفس الدعوى ضد الموقع الالكتروني الذي تعمد نشر نفس الخبر الزائف بقصد الإساءة إلي.

 

4) إني أحمل الحكومة التونسية مسؤولية ما يتعرض له المعارضون من حملات تشويه عبر وسائل الإعلام في وقت تسارع فيه إلى حجز صحافة المعارضة والصحف المستقلة دون احترام أدنى الشكليات القانونية كلما تطرقت إلى مواضيع تهم الحياة السياسية أو قضايا الفساد في بلادنا

 

5) أني آسف لانخراط صحيفة الصباح في مثل الإسفاف الذي تردت إليه بمناسبة نشر المقال موضوع هذا الرد والذي إن دل على شيء فإنما يدل على مدى انهيار أخلاقيات المهنة الصحفية في بلادنا ومدى تأخرنا عن الأمم التي تقدمت عنا في ميدان صون كرامة الإنسان وعرضه وصون شرف الفاعلين السياسيين المحمولين على التنافس النزيه من أجل الصالح العام.

 

6) أني أرى في التدهور الخلقي الخطير الذي تردت فيه البلاد تهديدا لأمن الأفراد وسلامتهم وأحمل الحكومة مسؤولية كل مكروه قد ينالني لأنه لا خصم لي سواها وقد اخترت أن أعارضها في إطار القانون وبالوسائل الشريفة كلفني ذلك ما كلفني حبا لتونس ووفاء لعهدها.

 

تونس في 21 جانفي 2006

 

أحمد نجيب الشابي

الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي

23 نهج القدس – تونس 1002

الهاتف: 166 280 71

 

(المصدر: موقع

pdpinfo بتاريخ 21 جانفي 2006)


اعلام أعلن أنا الصحفي التونسي سليم بوخذير تشرفي   بالانضمام اليوم الأحد 22- 1- 2006. الى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية  بعد أن وجدت انسجاما كاملا   لأدبيات وتوجهات هذا الحزب  النضالية مع قناعاتي . الامضاء  الصحفي سليم بوخذير 

 


 

* ملتقى نقابي :

 في اطار الاحتفالات بستينية تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل نظم قسم الهجرة والعلاقات العربية والخارجية يوم الخميس 19 جانفي الجاري ملتقى نقابي دولي تحت عنوان (التنمية والديمقراطية: مسؤولية نقابات العمال) وتولى السيد عبد السلام جراد، أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل الاشراف على افتتاح اشغال الملتقى الذي شهد مشاركة ممثلين عن النقابات العربية والاوربية وعن المنظمات النقابية الاقليمية والدولية.

وتناولت الجلسة الاولى بالتحليل الاشكاليات المتصلة بمكانة العوامل الاقتصادية في تعزيز الديمقراطية وحاضر فيها الاستاذ الشاذلي العياري في حين اهتمت الجلسة الثانية بالعلاقة بين التنمية والحريات والديمقراطية وقدم المحاضرة الاساسية الاستاذ حمادي الدريسي.

 

* مشاركة :

 تحول وفد من الشخصيات التونسية للمشاركة في فعاليات المنتدى الاجتماعي الافريقي الذي ينعقد في العاصمة المالية باماكو. وقد ضم الوفد عدة شخصيات نذكر منها السيد عبد الرحمان كريم واحمد عقل والسيدة وصال الجعايدي.

 

* غموض :

 هناك غموض يتصل بالموقف من مارسال خليفة، فلقد أفادت بعض وسائل الاعلام ان هناك قرارا بمنعه من الغناء في تونس وان المنع يطال أيضا عرض أغانيه في وسائل الاعلام التونسية. هذه الاخبار وقع تكذيبها بشكل ضمني من خلال بث أغاني مارسال خليفة الذي كان في الحسبان ان يشارك في احتفالات النقابيين بالذكرى الستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل.

لكن مارسال خليفة لم يحضر ولم يكن هناك تفسيرا من جانب الجهة المشرفة عن التنظيم لاسباب غياب قد تكون أسبابه تنظيمية بحتة. وتناقض المعلومات والتحاليل خلق حالة من الغموض التي يتعين رفعها وازالتها واحاطة الرأي العام علما بكل تفاصيلها.

 

* اجواء انتخابية :

 يعيش قطاع المحاماة هذه الايام على وقع الاستعداد لمؤتمر الجمعية التونسية للمحامين الشبان والجلسة العامة الاستثنائية التي ستنعقد يوم السبت 4 فيفري القادم.

وحسب ما يتردد من أًداء فان هذين الموعدين يبدوان على غاية من الترابط لان الفاعلين في قطاع المحاماة يدركون أهمية الجمعية التونسية للمحامين الشبان ودورها في الحراك الذي يعيش على وقعه القطاع في المدة الاخيرة. ومن المتوقع ان تكون الجلسة العامة الاستثنائية محرارا للتوجهات السائدة حاليا في صلب القطاع وبقدرتها على التحرك وحشد التأييد في ظل احساس بأن هناك عدة مطالب مهنية قد أمكن تحقيقها وهو ما يجعل البحث عن سبل تكريسها هو الاولوية المطلقة.

ونشير الى ان الجلسة العامة الاستثنائية ستناقش اساسا مسألة التغطية الاجتماعية والمعهد الاعلى للمحاماة في ظل تباين في التصورات والتمشي والمقاربة بين الهيئة الوطنية للمحامين ووزارة الاشراف.

 

* اضطراب :

 

يشهد توزيع مجلة جون افريك في تونس اضطرابا يدعو الى طرح عدة تساؤلات ويستدعي تدخلا واضحا حتى يغيب هذا الاضطراب.

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)


 

*نقطة ضوء*

 

الحصة الرياضية (بالمكشوف) التي تبث على قناة حنبعل أصبحت محل اهتمام ومتابعة من طرف كثير من المشاهدين، وتحولت ملفاتها إلى محور جدل ونقاش اعتبارا التزايد جرعته الحرية فيها وفلتانها من مقص الرقيب ومن التعليمات والخطوط الحمراء.

 

ولا شك أن هذا البرنامج سيمهد الطريق أمام برامج رياضية أخرى لتتخلص من حالة الجمود والرتابة التي تعيشها وسيخلق تنافسا حقيقيا لاستقطاب المشاهدين فهذا البرنامج استطاع في فترة وجيزة أن يقطع مع عادات وأنماط في التقديم اتسمت بالسطحية حينا والتقليدية أحيانا أخرى وقفز على الممنوع وأساسا على الخوف غير المبرر من التطرق إلى مواضيع كانت حتى وقت قريب من المسكوت عنه.

 

هذا البرنامج أيضا صنعه عقل تونسي وصقلته إرادة تونسية فنحن نملك الكفاءة البشرية وما ينقصنا فقط هو ترك هذه الكفاءات تعمل دون تدخل وبكل حرية طالما هي ملتزمة بميثاق الشرف الاعلامي ولم تتجاوز ما لا يسمح به القانون.

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)

 


محطات

 

– معترف به؟

تطالعك يافطاتهم الكبيرة على جدران محلاتهم، هكذا بالبنط العريض: حكيم روحاني… معترف به، كما تلفت انتباهك كراماتهم ومعجزاتهم على صفحات الجرائد والمجلات، هذا إلى جانب حضورهم المنتظم في بعض وسائل الإعلام المسموعة والمرئية كما لا يفوّت البعض منهم الفرصة للتأكيد على تخرجه ونيله شهائد الشرف والاستحسان من أشهر الجامعات العالمية المختصة. ولا ندري أي جامعات هذه التي تعطي الشهادات في الدجل والشعوذة و”ضرب الخفيف”.

هؤلاء الدجالون والمشعوذون معترف بهم على حد قولهم ولكننا لا نعرف من الذي اعترف بهم وجعل عملهم قانونيا وسمح لهم بفتح حوانيتهم أمام اليائسين والباحثين عن الراحة والاستقرار النفسي من خلال طريق الوهم… ولا تسألوا عن تسعيرة هؤلاء فهي تفوق تسعيرة طبيب مختص أفنى سنوات عمره في طلب المعرفة والعلم. هذا إلى جانب الوصفات المشبوهة التي يمكن أن يفوق سعرها الملايين…

 

– دون سن الـ18

جميل جدا إلى حد الرشاقة ذاك القانون الجيد الذي يحجر على من سنهم دون الثمانية عشر الدخول إلى الملاهي والعلب الليلية، إذ أن المراهق الذي يفوق هذه السن بيوم واحد له الحرية والقانون يكفل له مقارعة الكؤوس ومصاحبة الغواني والمجون والولوج في عالم الملاهي السحري العجيب والنوم على مقعد الدراسة في مطلع اليوم الموالي.

ولكن لا يعلم أصحاب هذا القانون في هؤلاء الفتية والفتيات الذين لا تفوق أعمارهم الخمسة عشر سنة الذين يسهرون في هذه العلب حتى الساعات الأخيرة من الليل دون ولي أو رفيق….؟

 

– معاناة الحافلات:

المواطنون القاطنون في الضواحي البعيدة من العاصمة والذين ينتقلون إليها يوميا بسبب ظروف عملهم، معاناتهم لا تكاد تنتهي بسبب ظروف النقل الصعبة فالحافلة الصفراء التي تنقل هؤلاء سواء في الساعات الأولى من الصباح أو عند المساء نحو منطقة طبربة مثلا أو برج العامري أو القريعات أو بئر مشارقة تكاد تنفجر من فرط ما تحمل من خلق متراصين متلاصقين مختنقين وكأن الصورة تتعلق بمشهد مصغّر ليوم الحشر كما أن الأبواب المشترّعة لهذه الحافلات وهي تسير أصبح أمر شبه مألوف، ومحظوظ جدا من يجد له موضع قدم في هذه الحافلة حتى ولو كان عند الباب أو عند الهاوية لأن سقوط هذا المواطن من الحافلة هنا هو الكارثة لا قدّر الله…

 

– الصولد الشتوي:

الصولد الشتوي الذي ينطلق هذه السنة يوم 1 فيفري المقبل هو بلا شك فرصة لضعاف الحال ومتوسطي الدخل من أجل الفوز بهندام منخفض السعر يحترم امكانياتهم المادية المتواضعة لكن هذه الفرصة كثيرا ما تغتالها أصناف التحيل الكثيرة التي يلتجئ إليها البعض، فأغلب معلقات التخفيض المغرية وهمية والأسعار تكاد تكون نفسها إذا ما قارناها بفترة ما قبل الصولد أما التخفيض حتى وإن جاز فإنه لا يتعلق إلا بالملابس القديمة والبالية التي فتكت بها رطوبة المخازن المدّسة فيها منذ سنوات إذ لا يكاد المواطن يفرح بلباس أو هندام أو حذاء حتى تظهر عيوبه منذ الأسبوع الأول فيتغير لونه ويسوء حاله ويبتسم مع أول لقاء له مع مياه الأمطار إن كان حذاء. وبهذا فإن حال بضاعة هذا الصولد لا يمكن أن ينطبق عليها إلا المثل القائل في عاميّتنا “إلبس واتمتّع في جمعة يتقطع…. وهذا المثل برأينا صالح لكي يكون شعار صولد هذا العام” !

 

– السوق البلدي بالوردية

السوق البلدي بالوردية المنتصب في منطقة سكنية عالية الكثافة والذي يؤمه المئات في اليوم الواحد، حاله تسوء يوما بعد آخر فإلى جانب الأوساخ والروائح الكريهة المنبعثة من فضلات هذا السوق يعاني مرتادوه من غلاء الأسعار مقارنة بالأسواق الأخرى هذا إلى جانب الحوادث التي أصبحت تقع بصفة يومية مثل السرقة والنشل والسلب التي يتعرض لها المواطنون. وهو ما يجعل تدخل السلط المسؤولية أمرا ضروريا وعاجلا.

 

محمد

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)


كوسيغا يشيد بانجازات تونس بن علي على درب التقدّم والحداثة

 

* قرطاج – (وات) :

التقى الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس السيد فرانشيسكو كوسيغا عضو مجلس الشيوخ ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الايطالي الاسبق الذي جدد له رئيس الدولة بالمناسبة عبارات الترحيب ومشاعر المودة والتقدير لما تربطه بتونس من صداقة متينة.

وأبرز السيد فرانشيسكو كوسيغا في تصريح عقب المقابلة روابط المودة العريقة التي تجمعه بسيادة الرئيس وأواصر التقارب والصداقة القائمة بين البلدين.

وأضاف قوله ان زياراته المتتالية الى تونس مكنته من الوقوف على ما يتحقق لها من انجازات على درب التقدم والحداثة كما بيّن انها كانت مناسبة لتناول عدة مسائل تهم التعاون التونسي الايطالي لاسيما في المجالين الطبي والعلمي معربا عن حرصه على الاسهام في مزيد تنمية العلاقات بين البلدين الصديقين.

وجرت المقابلة بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسفير ايطاليا بتونس.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 22 جانفي 2006)


احداث لجنة لجمع وتوثيق تاريخ الحركة النقابية

 

* تونس ـ الشروق :

تولى السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم أول امس تكريم ثلة من قدماء النقابيين وعائلات رواد الحركة النقابية محمد علي الحامي وفرحات حشاد وأحمد التليلي والحبيب عاشور.

وقد أكد السيد عبد السلام جراد أن الاتحاد وفيّ لرواده ورموزه ورموز تونس الذين قدموا تضحيات من اجل عزة تونس ومناعتها وازدهارها ورفاهية ابنائها.

وأكّد جراد أن الاتحاد يقوم بعمله في كنف الشفافية والديمقراطية ولا يتعرض الى أي ضغوطات من اي جهة كانت.

من جهة أخرى افتتح السيد عبد السلام جراد ندوة حول الذاكرة النقابية الوطنية حضرها اعضاء المكتب التنفيذي الوطني واعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجمع من قدماء النقابيين وأبناء رموز الاتحاد: فرحات حشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور وبين الامين العام للاتحاد ان مثل هذه الندوات تهدف الى جمع ذاكرة الاتحاد من خلال الاستماع الى من عايش وعاش مختلف فعاليات نشأة الحركة النقابية التونسية عموما وبخاصة تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل حتى تكون مرجعا للنقابيين وغيرهم وحتى نبعث مرجعية نقابية وندون تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل لننير الطريق أمام الاجيال المتعاقبة.

 

(المصدر: صحيفة “الشروق” التونسية الصادرة يوم 22 جانفي 2006)


 

3  

مليارات دولار عجز الميزان التجاري التونسي

 

تونس: تراجع عجز الميزان التجاري التونسي خلال العام الماضي مقارنة مع العام الذي سبقه بمبلغ 411.6 مليون دينار اذ بلغت قيمته 3 مليارات و493.8 مليون دينار تونسي أي ما يعادل 3 مليارات دولار أميركي مقابل 3 مليارات و905.4 ملايين دينار

.

 

ويعود هذا التراجع وفق ما أفاد بذلك تقرير صادر عن وزارة التنمية والتعاون الدولي التونسي إلى تطور عائدات الصادرات التونسية خلال عام 2005 بنسبة 12.9 في المئة مقارنة مع 2004 لترتفع قيمتها من 12 ملياراً و54.9 مليون دينار إلى ما قيمته 13 ملياراً و607.7 ملايين دينار

.

 

وتطور تكلفة الواردات بنسبة 7.2 في المائة لترتفع قيمتها من 15 ملياراً و960.3 مليون دينار إلى ما قيمته 17 ملياراً و101.5 مليون دينار ومكن تطور عائدات الصادرات بنسبة اكبر من تطور تكلفة الواردات من زيادة نسبة التغطية بـ 4.1 نقاط لترتفع من 75.5 في المائة عام 2004 إلى 79.6 في المئة عام 2005

.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 20 جانفي 2006)

 


قرض زراعي دولي جديد لتونس للتنمية الريفية

روما – خدمة قدس برس

 

أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، المعروف اختصاراً باسم “إيفاد”، أنه منح قرضاً لتونس بمبلغ 15.5 مليون دولار، وذلك لتمويل مشروع يهدف لتحسين معيشة المزارعين الفقراء في المناطق الريفية.

وقد وقع القرض يوم الاثنين الماضي (16 جانفي، التحرير) رئيس الصندوق، لينارت باج، وسفير تونس لدى إيطاليا، حبيب منصور، وذلك بالمقر الرئيس للصندوق في روما، في ما أُعلن أنّ القرض سيستخدم لتمويل المرحلة الثانية من مشروع ريفي تنموي في ولاية سيليانا بتونس.

وبدورها؛ قالت رشا عمر، مديرة برامج الصندوق في تونس، “إنّ القرض سيساعد في مواصلة المرحلة الثانية من مشروع يهدف لتحسين حياة الفقراء في القطاع الريفي وضمان مشاركتهم في عملية التنمية”.

وحسب ما جرى الإعلان عنه؛ فستستفيد من المشروع نحو 15 ألف أسرة تونسية، حيث يساهم القرض في دعم الأعمال الزراعية الصغيرة أو ذات الحجم المتوسط كما يقدم التدريب اللازم فيما يتعلق بقطاع الزراعة.

كما سيساعد المشروع في إنشاء نظام لمراقبة إدارة الأراضي بطريقة مستدامة وكيفية الحفاظ على التربة وموارد المياه، لأن طبيعة الأرض في سيليانا جبلية وعرضه للتعرية كما أنّ موارد المياه شحيحة.

وبهذا القرض يكون الصندوق قد مول تسعة برامج ومشاريع في تونس بقيمة تصل إلى 281.5 مليون دولار.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 19 جانفي 2006)

 


 

زيادة الاستثمارات الأجنبي في تونس 8،16% خلال 2005

تونس ­ وكالة يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال الأمريكية)

 

 أظهرت بيانات احصائية رسمية ان الاستثمارات الأجنبية في تونس سجلت خلال العام 2005 زيادة بنسبة 8,16 في المئة مقارنة مع النتائج المسجلة لعام 2004.

 

ووفق تقرير الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات الخارجية الحكومية نشر أمس، فإن حجم هذه الاستثمارات بلغ 1,002 مليار دينار تونسي )نحو 760 ملايين دولار(. وأشارت الوكالة الى ان الاستثمارات توزعت بين المباشرة التي زادت بنسبة 1,69 في المئة، إذ بلغ حجمها 930 مليون دينار )507 ملايين دولار(، وأخرى على مستوي الأسهم، زادت بنسبة 1,58 في المئة وبلغ حجمها 5,72 ملايين دينار )55 مليون دولار(.

 

وكانت الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات الخارجية أشارت في تقرير سابق، الى ان بريطانيا تحتل المركز الاول بين الدول المستثمرة في تونس باستثمارات اجمالية بلغت قيمتها 929 مليون دينار تونسي )7.307 ملايين دولار(، في ظل الاستثمارات الضخمة لشركة »بريتيش غاز« في قطاع الطاقة التونسي. وبحسب التقرير، الذي غطى الفترة الممتدة بين العامين 1997 و2004، فان الاستثمارات البريطانية تمثل 1,528 في المئة من اجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس، و22 في المئة من اجمالي الاستثمارات الاوروبية التي تقدر بنحو 4,22 مليارات دينار )81.3 مليارات دولار(.

 

وأشار الى ان الاستثمارات الفرنسية تأتي في المركز الثاني، وبلغت قيمتها 783 مليون دينار )81.395 مليون دولار(، تليها الاستثمارات الايطالية التي يقدر حجمها خلال الفترة عينها نحو 766 مليون دينار)085.03 مليون دولار(. وخلص التقرير إلى ان اجمالي استثمارات دول الاتحاد الاوروبي في تونس تمثل نحو 70 في المئة من اجمالي الاستثمارات الأجنبية، تليها دول أميركا الشمالية التي فاقت استثماراتها الـ 801 مليون دينار )8.606 ملايين دولار(، بينما تأتي استثمارات الدول العربية في المركز الثالث بقيمة 687 مليون دينار)54.025 مليون دولار(.

 

(المصدر: صحيفة “الوسط” البحرينية الصادرة يوم 22 جانفي 2006)

 


تونس تمنح شركتين أجنبيتين ترخيصاً للتنقيب عن النفط

تونس ­ وكالة أ ش أ – (وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية)

 

 منحت تونس شركة نفط أميركية وأخرى كندية ترخيصاً للتنقيب عن النفط في حقلين بحريين قبالة سواحل البلاد.

 

وذكر أن الحكومة التونسية منحت شركتي انداكو الأميركية وبتروكندا الكندية بالاشتراك مع المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية ترخيصين للتنقيب في الحقلين بإجمالي استثمار يصل الى 4 ملايين دولار.

 

يشار الى ان انتاج تونس من النفط يشهد تناقصاً في الفترة الحالية بسبب قدم حقولها النفطية.

 

(المصدر: صحيفة “الوسط” البحرينية الصادرة يوم 21 جانفي 2006)

 


صابر الرباعي يشجع بلاده بالإسكندرية

 

الإسكندربة – النجم التونسي صابر الرباعي سافر إلى الإسكندرية مساء الأربعاء لزيارة معسكر منتخب بلاده لكرة القدم لتشجيعه للمنتخب قبل إنطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية ، وذلك بفندق برج العرب بالإسكندرية

.

 

وقام صابر بمقابلة لاعبي المنتخب التونسي ليطالب منهم بذل الجهد لإسعاد جماهير تونس والحفاظ على اللقب

.

 

ومن ناحية أخري سيغني صابر على مسرح “الومبيا” في العاصمة الفرنسية باريس ، وذلك في السابع من فبراير القادم

.

 

وبذلك يكون الرباعي أول مطرب عربي من الجيل المعاصر بعد عمالقة الفن العربي أمثال السيدة أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يقف على هذا المسرح

.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 20 جانفي 2006)


 

اسم على مسمّى

لم يكف صاحبنا عن توزيع الشتائم على اليمين وعلى اليسار.. فلم ينج من لذاعته لا الكبار ولا الصغار.

بل إنه دعا الأمريكان الى احتلال دولة عربية ذات سيادة.. نعم! إلى هذا الحدّ وصلت به الوقاحة والبلادة.

ولا تظنَّن أنه سيتدارك أخطاءه وأغلاطه.. لا لشيء إلا لأنه يدعى وليد جمـ….بلاطه!

محمد قلبي

 

(المصدر: ركن “لمحة” بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 22 جانفي 2006)


بين شلبي و شلبية ضاعت القضية

 

كلمة جديدة دخلت القاموس السياسي العربي :”التشليب” ـ الرجاء عدم الخلط بينها و بين الكلمة التونسية الدارجة “تشليك” ـ الكلمة مشتقة من شلبي، ذلك المعارض المخملي الذي خرج إلى العراقيين من جوف مدرعة تابعة لجيش العم سام . والمتشلب هو ذلك المعارض العربي الذي يعارض داخل دهاليز الوكالة سيئة الذكر أو في أقبية البنتاغون . و بينما تتشبث أمريكا اللاتينية ـ أي تتبع خطى الرئيس تشابيث ـ اختار الكثير من العرب المذهب الشلبي.

توفيق الجبالي قال؛: “الديمقرطية هي … الديمقراطية هي… و آنا آش قام علي….” و لو أعاد الجبالي كتابة هذه اللقطة الفكاهية لقال اليوم: ” الديمقراطية العربية هي..أن تختار بين شلبي وشلبية”.

و بين شلبي و شلبية ضاعت القضية ..

عمر خيام

Omar Khayyâm

 

(المصدر: منتدى تونيزين بتاريخ 22 جانفي 2006 على الساعة 7 و33 دقيقة صباحا )

 

 

ملاحظات عادية جدا

 

1. فجأة ودون مقدمات أوقفت إدارة التلفزة منوعتي يوم الجمعة والسبت دون سابق إعلام وهو قرار لم يثر استغراب متتبعي القناة الوطنية الفضائية بسبب العشوائية التي طبعت عمل التلفزة منذ فترات طويلة. فالبرمجة التلفزية لا تخضع لمقاييس واضحة إضافة إلى تراجع مستوى ما يقدم مقارنة بقنوات فضائية عربية أخرى قد لا تتوفر على نفس الإمكانات التي تملكها تلفزتنا، ومشكلة البرمجة تتجلى بشكل واضح وصريح في المناسبات خاصة فحتى الحضرة وبعض الحفلات القديمة ومسرحيات حفظناها عن ظهر قلب لكثرة ما شاهدناه…

منوعات دون تصور ودون هدف وأسماء لا تستحق حتى مجرد تقديم النشرة الجوية ومخرجين لا نعرف من منحهم شهادة الإخراج.. فرقة موسيقية وأغان بلا معنى وشباب يصرخ ويرقص بطريقة جنونية وينتهي كل شيء… منوعات باردة برودة هذا الشتاء وجمهور مشدود إلى القنوات العربية والفرنسية وأهل مكة لم يعودوا يعرفون شعابها.

ينزلون علينا من السماء دون أن نعرفهم ويقيدونهم بالتعليمات ومهمتهم الوحيدة هي الابتسامة بسبب ودون سبب وحين ينتهي دورهم بقرار تكون المفاجأة… اتهامات بين الإخوة الأعداء وفضائح على صفحات الجرائد وخنار ما بعده خنار كما يقول أهل العاصمة.

نحن نحترم تلفزتنا ونوقّر كل العاملين فيها… من يجتهد منهم ومن ينعم بدفء الشهرية دون جهد ونحترم اختياراتها فلا يضيرنا أن توقف منوعة رديئة لتحل محلها منوعة أكثر رداءة… ولا يهمنا لو حولت استديوهاتها لهواة المزود ومشتقاته ليرتعوا فيها ولا يعنينا ما يتعرض له فريق المنظار من صعوبات ولا نخجل من متابعة برامج دون المستوى فتلفزتنا قد بلغت سنّ الرشد منذ سنوات طويلة والراشد لا يسألة عن أفعاله.

 

2. ليلة الثلاثاء الماضي، كشف البرنامج الرياضي (بالمكشوف) على قناة حنبعل عن داء ينخر كرة القدم التونسية وهي الرشوة… الحديث لم يكن عاطفيا وانفعاليا فقد كانت ثمة شهادة لأحد اللاعبين اتهم فيها البعض بالمباريات ومحاولة شراء الذمم…

قضية أخرى أثيرت لتتراكم قضايا الكرة… حكم يعلن اعتزاله التحكيم بعد تلقيه تهديدا بالقتل كما ذكر… وآخران تبادلا العنف والسبب خلاف حول فتاة كما قال المسؤول الأول عن التحكيم… وآخر اتهمه رئيس جمعية بالرشوة وآخرون عنفوا وقضايا أخرى معلومة لجمهور الكرة.

أمراض الكرة التونسية ليست بدعة فأغلب دول الدنيا تعاني رياضتها من هذه المشاكل لكن الفرق بيننا وتبينهم أنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي ولم يصمتوا وتركوا أهل البلاء في البلاء كما يقال فقط جامعتنا الموقورة لم تحرك ساكنا ولم تفتح ملفا واحدا بما جعل الرأي العام يؤمن بحصول هذه التجاوزات إيمان العجائز.

الرياضة تهذيب للذوق والأخلاق والسلوك لكن البعض يريد جعلها مدخلا للتطاحن بين الجماهير وبين المدن… عقليات لا تعرف شيئا عن جوهر الرياضة ولا أهدافها وهمها فقط أن تكون مشهورة وصاحبة سلطة لا ترد.

رياضتنا لم تصل إلى المنطقة السوداء وليست سيئة بالدرجة التي قد يتوهمها البعض لكن تواصل السكوت حول ما أثير من قضايا واتهامات قد يوصلها ذات يوم إلى نفق يصعب الخروج منه.

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)


 

مؤسسة التميمي تحتفي بفن المسرح

 

تأكيدا للمجهود الذي تقدمه مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في العلوم الإنسانية والاجتماعية سواء في مجمل البحوث الأكاديمية التي تقدمها أو في المحاضرات التي تقيمها من أجل حفظ الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة، قامت المؤسسة باستضافة السادة محمد رجاء فرحات، الفنان محمد إدريس والسيد الطاهر بوسمة الوالي السابق في كل من ولايات الكاف وقفصة والقيروان لنفض الغبار عن واقع المشهد الثقافي والمسرحي خاصة خلال عقدي الستينات والسبعينات وما رافق تلك المرحلة من تحديات وصعوبات خاصة وأنها مرحلة ارتبطت بواقع التأسيس لمجموعات مسرحية ولجيل أثّر شديد التأثير في الحركة المسرحية التونسية.

 

*السيد الطاهر بوسمة ومرحلة التأسيس:

 

السيد الطاهر بوسمة الوالي السابق انطلق في حديثه من ضرورة التأكيد على اعتبار فن المسرح ركن هام من أركان مشاغل العامة وهو ما خبره انطلاقا من تجربته في الحقل السياسي في خطة والي في كل من الكاف وقفصة والقيروان والتي ساهم في ثلاثتها في تأسيس ثلاث فرق مسرحية جهوية.

 

وعن تجربته مع ولاية الكاف قال السيد الطاهر بوسمة: في أواخر سنة 1970 كنت في خطة معتمد في سوسة وقد زارني زميلي السيد توفيق الصيد في سوسة مصحوبا بالمنصف السويسي وذكّرني السويسي بأنه كان تلميذي وحدثني عن مبادرته بإنشاء مسرح جهوي في الكاف وهو ما حدث سنة 1971 برغم الظروف المادية القاسية مما جعلني أغرم بالمسرح وأحضر جل العروض المسرحية وألاحظ مدى تأثير فن المسرح في تربية الجماهير وإرسال الرسائل التي لا يمكن أن توصلها السياسية ولعل أهم حدث هو تكليف فرقة الكاف بافتتاح مهرجان الحمامات الدولي سنة 71 بمسرحية كتبها عزالدين المدني وأخرجها المنصف السويسي.

 

وتأتي بعدها تجربة قفصة التي عينت فيها في أواخر 71 وهي منطقة مختلفة عن بقية المناطق الأخرى نظرا لشساعة مساحتها ولخصوصيتها الاجتماعية والاقتصادية فالعقليات فيها مختلفة والعروشية كانت في أوجها جريدية وهمامة هذا إلى جانب واقع المناجم البائس فالداخل إلى الداموس مفقود والخارج منه مولود وشركة صفاقس قفصة كانت تضمّ حوالي 12 ألف عامل وتحرّكاتها كانت تحدث ضجة كبرى في البلاد وهذا ما جعلني أفكر في ضرورة بعث فرقة مسرحية وقد وقع اقتراح محمد رجاء فرحات الذي كان صغير السن وحديث التخرّج من أحد المدارس الفرنسية وانطلقنا في المشروع برغم الإمكانيات القليلة والرقابة والقيود البيروقراطية المالية فجلّ الممثلين كانت أجورهم تصرف ضمن عملة حضائر مقاومة التخلف وبعد حادث نشوب حريق في دار الشعب بقفصة تحوّلت التمارين إلى قاعة الاجتماعات في الولاية أي قرب منزلي وقد كانت باكورة الفرقة مسرحية جحا والشرق الحائر التي لم أحضر عرضها الأول بسبب نقلتي إلى ولاية القيروان في 2 نوفمبر 71 وقد بلغني بعد مدة أن أحد المخبرين كاد أن يقتل الحركة المسرحية في قفصة إذ تعطلت المسرحية لأن مخبرا كتب تقريرا مفاده أن محمد رجاء فرحات ابن المناضل الصحبي فرحات يعمل ضدّ النظام وشخصية جحا في المسرحية ترمز لشخصية بورقيبة. وعند مقابلتي للسيد الشاذلي القليبي وزير الثقافة طمأنني ووقع بث المسرحية في التلفزة لتعرض فيما بعد فرقة قفصة مسرحية محمد علي الحامي أمام بورقيبة في القصر الرئاسي.

 

أما في القيروان، (أواخر 1972) فقد وجدت نفسي أمام دار الشعب متوقفة البناء وفي شكل خربة وبعد اتمام البناء بمساعدة خاصة من الهادي نويرة كان لابد من النشاط وجاء عبد الله رواشد وأسس فرقة مسرحية وتمتّع بالإمكانيات المالية ولكنه لم ينجح والحل كان في تعيين المنجي بن ابراهيم الذي تحسنت معه الأوضاع قليلا ولكن تجربة القيروان لم تصل إلى مستوى تجربة قفصة لخصوصية المدينة.

 

*محمد رجاء فرحات: قدمنا 560 عرضا بمسرحية جحا والشرق الحائر

 

عن حقبة أواخر الستينات وأوائل السبعينات والمرتبطة بطموح الشباب قال الفنان رجاء فرحات: كشباب طموح كنا في حاجة إلى الثورة في وضع بدائي للممارسة الثقافية اليومية وقد كنا بحكم المرحلة من أحباب اليسار وكنا في حرب يومية من أجل تركيز الأنشطة الثقافية وضد البيروقراطية التي لم تنجح في فهم ضرورات حياة الانسان ولعل من سبقنا في محاولة إحداث القطيعة مع ما هو سائد في المسرح التونسي وكانت له اهتمامات حضارية وجمالية في أعماله هو الفنان علي بن عياد ولذلك خرج المجتمع بكل فئاته في جنازته في فيفري 1972.

 

وفي سرده لبعض الذكريات المرتبطة بصعوبة ممارسة فن المسرح بحرية في تلك الفترة قال رجاء فرحات: اللجنة التي شاهدت ثورة الزنج رفضتها لوجود تجاوزات في النص حسب رأيها والتي عادت بأمر من الشاذلي القليبي وبحيلة من الطاهر قيقة لتتم قراءة النص بسرعة حتى لا يفهم المعنى وهربا من سطوة هذه اللجنة توجهنا إلى النصوص العالمية ولكن لجنة التوجيه ترفض موليار أيضا… !

 

أما الامتحان العسير فقد كان عرض مسرحية محمد علي الحامي التي اختتمنا بها مهرجان قرطاج الدولي أمام الرئيس بورقيبة في قصر قرطاج سنة 73 وهي فترة متوترة نوعا ما… وبعد الخوف والصمت سمعنا تصفيق الرئيس بورقيبة الذي أعجب بالعمل وهو ما كان سببا في مد الفرقة بمبلغ 5 آلاف دينار مما ساعدنا في العرض بمختلف مناطق الجمهورية حيث قدّمت جحا والشرق الحائر 560 عرضا والبرني والعطراء أكثر من 500 عرض.

 

وعن رأيه في بعض الشخصيات التي تحمّلت مسؤولية وزارة الثقافة أكد محمد رجاء فرحات بأنه كان هناك بعض التواطئ الإيجابي والتناغم مع المثقفين من طرف الشاذلي القليبي والحبيب بولعراس عكس السيد اليعلاوي الذي تميّزت فترة تحمّله لوزارة الثقافة بالتكبيل وصعوبة العمل بحرية.

 

*الفنان محمد إدريس: نحن أولاد الجمهورية والمسرح ابن الجمهورية…

 

عن التجربة والمرحلة تحدث الفنان محمد إدريس: من حسن حظنا أننا عشنا لحظات التأسيس الحاسمة حيث كان الحلم أقوى من الواقع فالرئيس بورقيبة دعى فرقة معهد الصادقية التي كنت أحد عناصرها إلى القصر الرئاسي سنة 64 ووقع استقبالنا بحفل كبير والنتيجة هنا لم تبطئ فقد ظهرت نخب وجيل جديد في المسرح الجامعي وهي تجربة استطاعت أن تنجز التحول في المسرح التونسي وفي تلك الفترة كنا نريد التحدث عن واقعنا وضد الخطاب الخارج عن اهتماماتنا ولذلك كان لنا موقف من الحاج كلوف وغيرها ومبدأ القطيعة كان مهم هنا وهنا لا بد من التأكيد على أن المؤسسة التربوية في تلك الفترة هي التي احتضنت ودعمت الحركة المسرحية في تونس أما تجربة المسرح الجهوي التي رعتها الدولة فإن هذه الأخيرة لم تكن واثقة من هذه التجربة ومن نجاحها لتأتي دعوة المسعدي سنة 74 لتنظيم القطاع ومن هنا جاء المسرح الجديد الذي لمن نختر اسمه فالاسم الذي اقترحناه كان المسرح الحر الذي رفض ليقع تعويضه بالمسرح الجديد بما أننا نحاول أن نقدم الجديد وكانت مسرحية العرس باكورة المجموعة في أفريل 1976 ثم غسالة النوادر التي أحدثت منعرجا هاما في المشهد المسرحي في تونس، لكن الحادث الذي أحدث كسرا أو جرحا في الساحة الثقافية كان القبض على الأمين النهدي والمنجي العوني سنة 1982.

 

وفي ختام حديثه أكد الفنان محمد إدريس أن الرهانات كبيرة أمام المسرح التونسي والمسألة مرتبطة أساسا بضرورة الوعي أن المسرح التونسي في مفترق طرق وله من الحضور ما يؤهله لكي يحمي منتوجنا الثقافي الوطني.

 

هذا وقد شهدت هذه الجلسة حضور بعض الوجوه الثقافية والشخصيات الوطنية من ضمنها الفنان المنصف السويسي الأستاذ الشاذلي بن يونس والدكتور مصطفى الفيلالي ومن المنتظر أن تقيم مؤسسة التميمي يوم السبت القادم 28 جانفي محاضرة عن الفنان الراحل ورائد المسرح التونسي علي بن عياد وعن اسهاماته في الحركة المسرحية في تونس.

 

محمد

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)


 

فيلم خشخاش: نبتة النسيان وذاكرة الألم

 

يعرض خلال هذه الأيام بقاعة الريو بالعاصمة وقاعة الزفير بالمرسى وبعض القاعات داخل الجمهورية الشريط الجديد للمخرجة سلمى بكار “خشخاش أو زهرة النسيان ” وهو الشريط الثالث للمخرجة التونسية سلمى بكار وباكورة الأعمال السينمائية التونسية التي تعرض خلال هذه السنة.

 

*الجذاذة الفنية:

– الاخراج: سلمي بكار

– السناريو والحوار: سملى بكار وعروسية النالوتي بمشاركة فابريس زيولكوسكي

– الأداء: ربيعة بن عبدالله، علاء الدين أيوب، رؤوف بن عمر، ليلى الشابي، هند الفاهم، محمد علي بن جمعة، حليمة داود،علي مصباح ووجوه أخرى.

– موسيقى: ربيع الزموري

– صورة: أندرياس سينانوس

– صوت ومكساج: الهاشمي جولاق

– ملابس: قيس التونسي

– مونتاج: كريم حمودة وكاهنة عطية

 

*أصل الحكاية…. إمرأة:

من “فاطمة 75” سنة 1975 إلى حبيبة مسيكة أو رقصة النار سنة 1995 إلى الإطلالة بخشخاش أو زهرة النسيان الذي يعرض هذه الأيام تواصل سلمى بكار، المرأة / السينمائية تواطئها الايجابي مع المرأة وحبها الجارف لها تدافع عنها وتحس بمقدار وجعها لتعيد انتاج وصياغة شخصية زكية برؤية سينمائية لأن الفن بطبعه هو إعادة انتاج للواقع برؤية مختلفة ومتجاوزة للواقع في حدّ ذاته …. زكية هذه الشخصية ذات البذور الواقعية التي تعود بالمشاهد إلى أربعينات القرن الماضي بكل ما تحمله الفترة من أوضاع اجتماعية وثقافية وسياسية مكبّلة دفعت بهذه المرأة إلى حافة الجنون والضياع اذ أدمنت نبتة الخشخاش بداعي الهروب والنسيان، الهروب من واقع الزوج الشاذ ومن واقع الكبت الجسدي والنفسي لتكون النهاية في المورستان ـ السجن حيث بعثت من جديد لتعيد لملمة جراحها وماضيها.

 

*قصة الفيلم:

تنطلق قصة الشريط من نقطة بداية النهاية، في تونس الأربعينات تقاد زكية إلى المورستان إثر نوبة هستيرية عميقة كان سببها نقص ما كانت تتعاطاه من نبتة الخشخاش لتعيش منغلقة على وحدتها وفراغها الداخلي.

وسط عدد كبير من النسوة من مختلف أنحاء البلاد تدخل زكية المنحدرة من عائلة تونسية من البرجوازية الصغيرة تدريجيا علم الجنون وفي محاولة بحثها عن ماضيها وجذورها تستعيد زكية ثقتها بنفسها لاعجابها بشخصية أنيسة الساخرة واللاّذعة وشعرية خميّس المغرق في صمته وحيدا في زنزانته.

ورويدا رويدا وبتقاطع الأفكار تعود زكية لذاكرتها في قتامة زنزانتها وبرودتها أو صحبة أنيسة وخاصة خميّس الذي أضحت له منزلة خاصة في وجودها بسبب اهتمامه بنبتة صغيرة سمّاها نرجس تذكّرها بزهرة النسيان (الخشخاش) وبأحلامها زمن الطفولة وبإحباطاتها كامرأة.

عندما كانت زكية طفلة كانت تحلم بالسعادة الزوجية والحب ولكن أبويها زوّجاها بـسي المختار الوريث الوحيد لعائلة محافظة بدافع المصلحة وعندما أصبح شذوذ زوجها بارزا للعيان دفعتها حماتها إلى الحمل بأي طريقة لانقاذ سمعة العائلة، فأنجبت بنتا سمّتها مريم ولتخفيف آلام الوضع التجأت أمها لمساعدتها على شراب الخشخاش.

وابتدأت رحلة سقوط زكية وانهيارها بإدمانها، وفقدت القدرة على العيش دون شراب الخشخاش شراب الألم والنسيان.

وفي عالم المورستان المغلق أزهرت نرجس النبتة التي طالما رعاها خميّس لتصبح رمز للحياة والأمل والحرية ويهديها لزكية التي تتلقاها بدموع السعادة.

تدور أحداث الفيلم وتونس في خضمّ الحرب العالمية الثانية التي تنتهي باستسلام قوات المحور وخلع باي الأمة المنصف باي الذي بعث خلال فترة حكمه القصيرة الأمل في النفوس.

 

*فلاش باك:

أحداث شريط خشخاش وكما أسلفنا الذكر تنطلق مع بداية النهاية هذه النهاية التي تولد منها حياة جديدة لزكية من المورستان / السجن حيث تعود الحياة لزكية المنزلقة في بوتقة الادمان والجنون ومن هذا المكان المغلق المعزول عن العالم الخارجي تعود بزكية الذاكرة إلى الماضي، هذا الماضي الذي تأتي صوره ضبابية ومنكسرة مثل حال زكية لتتضح الصورة بمساعدة خميس ذلك الهاشمي الذي يظنّ أنه قد جنّ بعد قتله لعشيقته من فرط حبه لها. وتنجح زكية في إعادة ترميم وبناء ماضيها عبر تلك الصور التي تستحضرها بمساعدة خميس لتنبثق الذكريات ضبابية فوضوية في البداية وواضحة في فترة متقدمة لتحيلنا على واقع المورستان الذي تستطيع من خلاله بناء نفسها وعالمها من جديد لتؤسس لحياة جديدة حيث تبعث من جديد.

وهكذا يصبح الشريط أشبه ما يكون بجلسة مطوّلة للتحليل النفسي دون أن يضطر المريض للاستلقاء على الأريكة ولكن بتتابع منطقي للأحداث ولحالات نفسية تنساب الواحدة إلى الأخرى وتبرّر الواحدة الأخرى وهو ما جعل الفيلم ينأى عن الطرح العادي للأحداث وإنما يجعلها تولد من رحم الذاكرة، الذاكرة المفقودة التي تعود إلى حالتها الطبيعية من خلال استعراض آلام ومأساة الماضي ولعل هذه النقطة من أهم نقاط قوة البناء الدرامي للشريط الذي استطاعت من خلاله الممثلة ربيعة بن عبد الله التماهي مع الشخصية في مختلف حالاتها واللعب على مختلف مفارقاتها وتطوراتها هذا إلى جانب المستوى المتميّز للممثل علاء الدين أيوب الذي تقمّص شخصية خميّس الهاشمي العاشق أو المجنون العاشق، الهادئ والرومنسي حينا والعنيف أحيانا عندما يقع المساس برمز حبّه لنرجس التي أعادت الحياة لزكية والحب لخميس هذا دون نسيان الدور الطريف الذي لعبته الممثلة ليلي الشابي، أنيسة تلك البدوية البلهاء التي تبرز الوجه الساخر للحياة ولواقع المورستان.

هذا مع ضرورة التنويه “بنظافة” الشريط من المشاهد الايروتيكية المسقطة المعدة للتصدير سلفا التي كثيرا ما نشاهدها في بعض الأفلام التونسية.

 

محمد

 

(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 21 جانفي 2006)


“مهمة خاصة” على قناة العربية الفضائية:

 تداعيات سياسة تحديد الأسرة على المجتمع التونسي

 

اسم البرنامج: مهمة خاصة

مقدم الحلقة: باسم الجمل

تاريخ الحلقة: الخميس 19/1/2006

 

باسم الجمل: تحافظ الطبيعة على توازنها بفعل قوة عواملها الذاتية، تدمر وتبني في ذات الوقت، وتستمر الحياة على هذا المنوال، أما الإنسان فإنه يحافظ على توازن وجوده، وينظم نفسه بفعل قوانين يضعها هو لتضبط حياته

.

  

تونس.. قلّل ودلّل

 

لما استقلت تونس العام 1956 من القرن الماضي أراد الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة حينها تغيير وضع وتركيبة المجتمع التونسي وذلك عن طريق تغيير وضع المرأة في المجتمع، وإعطاءها بعض الحريات التي تضمن إحداث هذا التغيير، وكانت سياسة تحديد الأسرة أحد بنود هذه السياسة لتغيير المجتمع، أنا باسم الجمل في مهمةٍ خاصة في البحث في تداعيات مثل هذه السياسة على تركيبة المجتمع التونسي بعد 50 عاماً من الاستقلال

.

 

باسم الجمل: يعيش المجتمع التونسي حالة تحوّل سكاني ربما وصلت حد عدم تجديد الذات عن طريق ضبط عدد المواليد، هذه الحالة هي نتيجة سياسة حكومية بُدء بها منذ أيام الاستقلال عام 1956 من القرن الماضي، وكانت تلك من صُلب رؤية الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة حينها لتغيير المجتمع التونسي وتحديثه عقب السنوات الطويلة من رزوخه تحت الاستعمار الفرنسي، وذلك عن طريق تغيير وضع المرأة بإعطائها رزمةً من الحقوق لم تكن تتمتع بها من قبل، واعتُبر ذلك أساساً للتحديث، وأصبحت هذه الحقوق جزءاً من قانون الدولة التونسية، ووضعت ضمن ما أصبح يعرف بمجلة الأحوال الشخصية

.

 

د. عبد العزيز الغابري (عالم اجتماع):

1956 هو ما زال يعني رئيس الحكومة لم يكن رئيس الجمهورية، يعني أصدر يعني في أول 1956 معناها أصدر مجلة الأحوال الشخصية، ومجلة الأحوال الشخصية يعني هي بداية لسلوك وتوجه معيّن في المجتمع التونسي، وواصل بعدة قوانين، 73 مثلاً يُصدر قانون يعني يسمح فيه للإجهاض، الإجهاض مش حق معه تقله عملية بسيطة يعني المرأة المتزوجة لها الحق أن تجهض بدون استشارة زوجها.

 

د. إحسان القصاص

: فهمنا للسياسة التونسية فيما يتعلق بالسكان بشكل عام يعني أشمل وأكثر وأبعادها أكبر من سياسة تنظيم العائلة في حد ذاتها، سياسة تنظيم العائلة جزء من سياسة سكانية شاملة، إذ واضحة في إطارها، السياسة السكانية في تونس أو سياسة تنظيم العائلة في تونس انطلقت رسمياً سنة 1966 لكن هي شهدت أعداد لهذه السياسة، انطلق مع النقطة الأولى مجلة الأحوال الشخصية في تونس.

 

باسم الجمل: هذه الحقوق التي أعطيت للمرأة أخذت انطلاقتها الفعلية ضمن سياسة تنظيم العائلة هذه، كما يحب التونسيين تسميتها العام 1966 من القرن الماضي، حين ألقى الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة خطاباً كان له رنين غريب في الآذان، وبقدر ما أثار من معالم الدهشة أثار شيئاً من الاستنكار والاستغراب

. ركز الخطاب على موضوعٍ جديد على الأسماع يتمثل في تأثير ازدياد نسبة الإنجاب على مستويات التنمية الاقتصادية والمجتمعية، كان ذلك جزءاً من سياسة معالجة آثار الاستعمار الفرنسي لتونس، وسد الفراغ الناتج عن رحيل الأطر الإدارية للاستعمار.

 

د. عبد الله بالعربي:

بورقيبة كان يلبس نظارات بتاعته ويقرأ الخطاب، وقال تونس قامت بمجهود كبير، وأتى هذا البرنامج أُكله، لأنه تفطن بورقيبة ذكي جداً تفطن لهذه العبارة ثم خلع النظارات بتاعه، وقال: ولو كان مرة مراش مانع..

 

د. إحسان القصاص: هذا التاريخ سنة 1966 يعتبر محطة تاريخية مهمة ليش؟ لأن سنة 1966 كانت خلينا المعدل الإنجابي لدى المرأة أو مؤشر تأليف الخصوبة أو ما شائنا أن نسميه يقدر في تونس 7.15 طفل لكل امرأة، أي يعني كل امرأة تونسية في سن الإنجاب كانت تنجب 7.15 طفل لكل امرأة، هذا سيكون له لازم.. يجب وضع هذا في إطاره التاريخي أيضاً تونس في تلك الفترة كانت تطبق سياسة التعاضد، كانت هناك غير خروج كوادر فرنسية التي كانت موجودة على مستوى الإدارة التونسية وعلى مستوى.. خروج أيضاً اليهود من أصول تونسية الذين كانوا يمسكون في عدد الدوائر الإدارية الاقتصادية، كانت لهم استثمارات، خروج كل هذا تونس وجدت نفسها بدون استثمارات مالية، بوضع إداري صعب، هشاشة وهذا واقع ما بعد الاستقلال، إذن كان على تونس أن تراقب التكلفة الاجتماعية

.

 

باسم الجمل: وضعت هذه السياسة موضع التطبيق، ووفرت الدولة الاحتياجات الصحية والإرشادية الضرورية لتنظيم الأسرة والحد من نسبة الإنجاب مجاناً، وعُمد إلى توفير مصحات ثابتة ومتنقلة كي تصل إلى عموم أفراد المجتمع

.

 

د. زيد العطيري:

المرأة التونسية الآن السلوك بتاعها نحو الإنجاب أصبح سلوك مسؤول، وعندها نوع من التراث ملكته من أمهاتها، كل تسهيلات وضعت في البرنامج من الانطلاقة بتاعه سنة 1966 تسهيلات أو خدمات توعوية وتثقيفية، تُخرج مناشطة في الريف والمدن وتدور من منزل إلى آخر تتحدث مع المرأة المتزوجة، وشغلها الشاغل هالمنشطة هذه هي تعلم الجمهور المستهدف بتاعها اللي هي المرأة المتزوجة اللي بكونه التحكم في الإنجاب أو المباعدة بين الولادات حاجة ممكنة ومتوفرة، وفي نفس الوقت تقوم بعملية التوعية لماذا، وشو هي الفوائد اللي تنجر على التحكم في الإنجاب.

 

باسم الجمل: وبالتدرج في نشر الوعي الصحي الإنجابي نحو تنظيم العائلة بدأت هذه السياسة تأتي أُكلها في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وبدأ التناقص في نسبة الإنجاب عند المرأة التونسية محسوساً في المجتمع، إضافةً إلى تدني نسبة الوفيات إلى أدنى حدودها سواءً بالنسبة للأطفال أو الرّضع أو بالنسبة للكبار

.

 

د. عبد العزيز الغابري (عالم اجتماع):

وصلنا إلى نتيجة يعني لا يمكن أن نجدد أكثر من يعني لأن المرأة يعني تنجب اثنين، والمرأة لرجل وامرأة يجيبوا يجيبوا طفلين، يعني معناها عملية تجديد أصبحت ضعيفة، وبالتالي نجد نفسنا يعني غير مجبورين بأن نفتح مدارس جديدة أو نوسع المدارس أو.. وهذا معناه النتيجة كانت ظاهرة في السنوات الأخيرة.. في المجتمع التونسي أن تغلق بعض المدارس كلياً أو جزئياً وتحوّل عموماً إلى إعداديات.

 

باسم الجمل: ارتفاع نسبة التعليم عند المرأة إلى حد يفوق نسبتها عند الذكور ساعد على استجابة المجتمع لهذه السياسة، خاصةً عندما بدأ الناس يرون إيجابيات هذه السياسة، إضافةً إلى تغيّر أنماط الحياة اقتصادياً ومجتمعياً في المجتمع التونسي

.

 

د. إحسان القصاص:

ارتفاع دخول المرأة للتعليم أدى إلى تراجع مباشر لسياسة الزواج، أيضاً ثم عامل هام لم أتحدث عنه في مجلة الأحوال الشخصية اللي هو تحديد سن الزواج، لم يعد المرأة لم يعد للأب أو للمرأة الحق في الزواج إلا ابتداءً من سن معين 17 سنة 18 سنة بعد تحويل.. إذن والرجل أيضاً هناك سن أدنى للزوج، إذن لم نعد نتحدث عن خصوبة في سن 15.. 19 سنة منقضية، أصبحت بسيطة جداً في تونس.

 

تداعيات سياسة تحديد الأسرة على المجتمع التونسي

 

باسم الجمل: للتأكد من فاعلية هذه السياسة السكانية قمنا بزيارة بعض العائلات التونسية، وتوضح لنا عمق تأثير هذه السياسة حتى أصبحت مسلكاً ثقافياً تصعب العودة عنه، عائلة سلامة تمثل نموذجاً لتأثير هذه السياسة على الأسرة التونسية، الحاجة نجية في السبعين من عمرها أنجبت سبعة أطفال، وتقول إنه في زمنها كان وقت المرأة كله مكرساً لتربية الأطفال، إضافةً إلى سهولة الحياة حينئذ

.

 

الحاجة نجية: أنا عرّست بنت 17 عام

.

 

باسم الجمل: كم ولد أنجبتي؟

 

الحاجة نجية: أنجبت سبعة

.

 

باسم الجمل: سبعة؟

 

الحاجة نجية: سبعة

.

 

باسم الجمل: أديش بين كل ولد والثاني كم سنة؟

 

الحاجة نجية: عامين.. عامين

.

 

باسم الجمل: عامين.. عامين؟

 

الحاجة نجية: إي

 

باسم الجمل: طيب عيلة كبيرة ما شاء الله، ليش جبتي عشرة؟

 

الحاجة نجية: كنا نحب الصغار وقتها ما نخدمش الي حابيه ونحب الصغار في عهدي يعني يحبوا الصغار

.

 

باسم الجمل: كان لك وقت لتربيتهم

.

 

الحاجة نجية: عندي مين يعاوني، وآني في الدار منخدمش وعندش يكون يعاوني، ورجلي بيسعَ لي، جبت الصغار، ونحب الصغار هنا في كبري ما لقيت إلا هم

.

 

باسم الجمل: كلهم متزوجين؟

 

الحاجة نجية: كلهم متزوجين الحمد لله رب العالمين

.

 

باسم الجمل: كلهم جابوا سبعة زيك؟

 

الحاجة نجية: لا، عندي واحدة بركة جابت ثلاثة الباقي كلهم اثنين.. اثنين

.

 

باسم الجمل: طيب ليش ما عملوش زيك؟

 

الحاجة نجية: إيه؟

 

باسم الجمل: ليش ما عملوش زيك؟

 

الحاجة نجية: ما عملوش زيي؟ هم يخدموا الكل هم زوجهم يقوموا على الصباح يمشوا للخدمة والصغار يحملهم الله

.

 

باسم الجمل: كم ولد أنجبتِ؟

 

ابنة الحاجة نجية: اثنين

.

 

باسم الجمل: اثنين، ليه؟

 

ابنة الحاجة نجية: ولد وبنية

.

 

باسم الجمل: أديش أعمارهم هلأ؟

 

ابنة الحاجة نجية: الولد 22 والبنية 20 سنة

.

 

باسم الجمل: وليش بس اثنين؟

 

ابنة الحاجة نجية: تأثير الثقافة والمجتمع والظروف التي عشتها الاجتماعية والثقافية

..

 

باسم الجمل: يعني أثرت عليكِ بهذا الاتجاه؟

 

ابنة الحاجة نجية: نظرياً بتاع الوقت هذاك

..

 

باسم الجمل: لو زوجك طلب منك تنجبي أكثر من طفلين؟

 

ابنة الحاجة نجية: هو ما طلبش، ولو طلب مني يمكن كنت نوافق

.

 

باسم الجمل: ليش ما طلبتش؟

 

زوج ابنة الحاجة نجية: ما طلبتش لبرشا ظروف، أولاً: تزوجت عمري 32 سنة، وزوجتي عمرها 26 سنة، لذا التعليم جعلنا زوج ما تزوجناش صغار هي تزوجت وقت ما كملت تعليم تبعها، ودخلت تباشر في العمل، أنا كذلك كملت وقتها تعليمي ودخلت ميدان العمل، وقتها تزوجنا، معناها الزواج المؤخر بحكم التعليم وبحكم التكوين الواحد، جعلنا هذاك يكون عائق مش زوجتي تجيب أكثر صغار ولا نطلب منها أكثر.. وقت نراها هي قائمة بأدوار، أولاً: قائمة بالتعليم، تربية الصغار وبحياتها الزوجية

..

 

باسم الجمل: يعني أنت شايفها عم تقوم بعدة أدوار يا مدرس يا معلم كمنتجة في المجتمع زوجة وأم

.

 

زوج ابنة الحاجة نجية: وأم راعية مش تجيب الصغار ومهملتهم مراعيتهم، قد ما تقوى حرية المرأة.. المرأة الواعية قد ما راحت زوج يلقى راحته الحمد لله تربينا في وسط يعطي امتياز شوي للرجال

.

 

باسم الجمل: هو تفضل عن أن حرية المرأة ساعدت باتجاه إشاعة ثقافة تنظيم العائلة وتحديد العائلة كيف يعني؟

 

إحدى أفراد عائلة سلامة: هو العوامل اللي نقولها اللي خليت العائلة التونسية المعادلة تاعهم قولوا ثلاثة أولاد كذلك كذا.. هو كما قال أخ عمرو هو حرية المرأة، هو لأنها المرأة التونسية لقيت تشجيعات كثيرة من الدولة اللي تخلي تشجع العائلة في تحديد النسل، هي مثلاً المساعدات اللي تقدمها مثلاً الدولة كيف تفوت العائلة أربعة صغار مثلاً ما تعطيهمش الدولة تقول صحياً.. معناها أعطت جهات كثيرة في تحديد النسل، وعملت معناها قولوا معناها تشجع الجهات في التلفزة والصحافة كل اللي خليت مثل عقلية العائلة التونسية بس تجيب كذا، والحاجة الهامة هو التعليم، والجيل هذا كله مثقف ولد نظرياً بتاعه في العائلة كنظرية الأوروب، هذولة هم العوامل الأساسية اللي خلاهم معناها يشوفوا العائلة التونسية تتكون من زوج ولا ثلاثة أبناء، وثم عوامل اقتصادية

.

 

باسم الجمل: يعمل عمر في الإنتاج الزراعي، أما رضا فيعمل في ميدان الصناعة، ويعتبران أنه كلما قلّ عدد أفراد العائلة كلما أصبح من السهل تلبية رغبات الأطفال بصورةٍ أفضل، ويتخذ عبد الحكيم أبو رياض وزوجته جميلة نفس الموقف، فقد أنجبا طفلين رغم أنهما ينحدران من عائلتين كثيرتي الأولاد

.

 

أبو رياض: أنا في عائلة فيها عشرة

.

 

باسم الجمل: عشرة؟

 

أبو رياض: عشرة وواحد مات 11 كنا

.

 

باسم الجمل: 11 وجبت اثنين أنت؟

 

أبو رياض: جبت اثنين

.

 

باسم الجمل: طيب ليه؟

 

أبو رياض: ليه أولاً ظروف، الظروف تحكم الظروف أولاً المرأة تشتغل، أمي ما تشتغلش، تربية الأبناء يلزم فن معيّن، لكن معيّن مش كافي معيّن مش فهمتها؟ وفي نفس الإطار أنا جبت ابني هنا عند نسيبتي أم زوجتي، والحاجة الثانية فنصيحة أكثر الناس يقولوا المشاكل المادية، صحيح المشاكل المادية عندها أهمية وعندها كل شي لكن فيه مشاكل أخرى، مثلاً صحة المرأة، زوجتي ولدت الأول طبيب خرج قال لي: هي معجزة إنو ولدت فهمتها ولهذا اكتفينا باثنين

.

 

جميلة زوجة أبو رياض: كنا متفاهمين بس ما نتزوج صغار، خاصةً على الصحة أول حاجة الإنسان كان لما يجيب كثير صغار صحته تتعب برشا، وإحنا الوقت هذا نجيب صغار ونتعب وياه صحتنا تتعب برشا، وملناش غير صحتنا، من ناحية المشاكل اللي قالهم لك زوجي أنا المرأة الصحة ذاتها المرأة تجيب ستة ولا سبعة كما قبل صحتها ما تسمحلهاش

.

 

باسم الجمل: بس كانوا يجيبوا ستة وسبعة

.

 

جميلة زوجة أبو رياض: كانوا وصحتهم كانوا عايشين مرتاحين متوفر لهم كل شي، وأنا نفسي ما نعطي الصغير الحنان وكل الحب وكل إذا نجيب صغير أنا منيش في صحتي كما يلزم وما يلقاش الحنان بتاع أمه، أمه لاهية فيه أمه مراعيته كما يلزم والكل يظل ما نعذبش الصغير ما نجيبش

.

 

باسم الجمل: رياض أحد أولاد عبد الحكيم تزوج من منال منذ سبعة شهور، والآخر قرر أن يسير على نفس الهدى، وإنجاب طفلين لا أكثر حتى وإن توفرت له الظروف

.

 

رياض: بالنسبة لي نحنا أنا منفوتوش اثنين ثلاثة يعني أو

..

 

منال: يعرف حسب تقدير حدي يعرفني مش نجيبله عشرة ولا خمسة

..

 

باسم الجمل: طيب ليش ما تجيبي خمسة وعشرة ليه؟

 

منال: والله مش مسألة منحبش الأطفال بالعكس، على خاطر أتصوّر يلزمهم برشا لهوة، لازم تلتهي بهم مدة، مش حاجة سهلة ا، لكن أنا بعرف روحي

..

 

باسم الجمل: أما حميدة فكان نصيبها طفلاً واحداً وحيداً، فقد مرّ على زواجها سبعة أعوام، وتعمل هي وزوجها سفيان في ميدان الصحافة، وبحكم عملهما فإنه ليس بوسعهما العناية بأكثر من طفلين، ويتناوبان في العناية بالطفل زكريا، الذي يقضي معظم ساعات النهار في حضانة الأطفال

.

 

باسم الجمل: ليش طفل واحد بس؟

 

حميدة: ظروف العمل ظروف الحياة تقتضي أن الواحد بيرشا، لخاطر معلش لأن الوقت رح نحتاج نظم حياتنا في البداية ساعة، الطفل وحيد يتكلف برشا زيد مادياً يلزموا له، ومعنوياً يلزموا له وبالأم أن تكون حاضرة معاه في أغلب الوقت، الأم تعمل مادياً، زاد الطفل التونسي يتكلف مصروف برشا، من ناحية تنظيم عائلتنا يكون صغير مثل حبيبي نعطيه وقت وحتى يكبر شوي وبعد شوي يمكن عنا إن شاء الله أخوه ولا أخته

.

 

زوج حميدة: أحسن حاجة اللي هي العائلة الكبيرة ولكن إحنا في ظروف يعني أنا ومرتي موجودين في تونس هم بلادهم بعيدة وأنا بلادي بعيدة، يعني لا أمها لا أمي لا أبوها لا بابا موجودين معاي، معناها إنو ابنها يلزم يروح الحضانة يلزم يكون معنا أكثر رعاية، قبل الأم كانت موجودة في البيت كانت العائلة الكل العم والخالة والخال، يعني ما الطفل ما كانش يمثل حتى

..

 

حميدة: القضية لم تكن تطرح بالمستوى نفسه

.

 

زوج حميدة: ما كنتش يعني كانوا الناس يجيبوا صغار بكثافة ومش كله يتربى وما يفهمش حتى إيش كان، لكن نوعية الحياة نسق الحياة هو اللي أصبح يفترض مش بتربي صغارك كده أكثر حاجة يعني تقلّل.. وتدلّل

..

 

باسم الجمل: قلّل ودلّل بهذا المثل يكون سفيان قد اختزل كل التغييرات التي تحدث في ثنايا المجتمع التونسي، وأن الخوف من أن يشيخ المجتمع ويصل إلى مرحلة عدم القدرة على التجديد الذاتي لا يستطيع التغلب على قناعة قلّل ودلّل، المهم أن يحيا الفرد في ظل ظروف يخلقها لنفسه هو

.

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 22 جانفي 2006)

وصلة الموضوع: http://www.alarabiya.net/Articles/2006/01/22/20497.htm

 

                                          إضـــراب

 

الأخضر الوسلاتي –باريس (*)  

قـــــاوم أخــي بالـصبر والإضـــــــــــراب            فالمـــوت أولـــى مــن حـــيـاة عـــــــــــذاب لا الأكــل ينـفــع فـي عـنابـر سجنهـــــــم             لا الصّمت يجـديبيـن حـرّاس ذئـــــــــــاب اُصمــد فإنـّي قــدعـهـدتـك صـامـــــــــدا             فالحـــرّ يأبــى أن يليــن وأنيحــــــــــابي اُصــرخ بوجــه الظـّلـم، اسمـعصوتـــك             العالي برغـم السّجـن والسّجـّان والإرهـاب مهـــما يطـــول الليـــــل فـي أوطانـــــنا             فمــن المحــــــال دوامـــــه أحبــــــــــــــــابي ارفــع يديـــك إلـى السّمـــــاء بدعـــــوة             مقبــــــــــولة للــواحــــــد الــــوهّــــــــــــــاب تعــب حياتــــك والمعــيشــــــة مـــــــرّة              والأجر ضعـــف بــل بــدون حســــــــــاب تعـبحـيــاتــك فـــي بــــــلاد كــلـــــــّها              محـكـــومــــــةبكـــواســـــــر وذئــــــــــــاب رمضـــاناقـبـل حامـــلا خيــراتـــــــــــه             ادعـــو الالـــــه فـإنــــــــهشهــر الجــــــواب واعـلــم بـأنّ الخيــرفيــمـا اختــــــــاره              ربّ الـسّـمــــــاء مـسـبّـبالاسـبــــــــــــــــاب لم يبق غـير الجـوعسهـما في جـرابـك             فــاَنـتـفــض  بـــالـجـــوع والإضـــــــــــراب واعـلـــم بــأنّ المــوت آتصــــاحبــــي             وطـــريـقـــــه مـتـعـــدّدالأســبـــــــــــــــــــاب رمـضـــان هــــلّهـــلالـــــه فـبـنــــــوره             ضــــــاء الـفـضـــــاء بسائـــــرالأقـطـــــــاب لا تجـزعـنّ لمـا أصـابـــك مــنبــــــــلا              سيثـيـبــك الـرّحـمــــــان خـيرثــــــــــــــواب لا تجـزعـنّ لـــــماأصـابتــك مـن عـــنا              فـالـظــلــم لـيـس بـدائــــــمأحـبــــــــــــــابــي قـدر مقــامــك في عــذابسجـونـــــهـم              مـن خـلـف قـضبـــــــان الحـديــدوبــــــــاب لا تـيـأســنّ و قــم فـزلـزلعـرشـــــــهم              فـعــــروشــــهم مـبـنـيـــــــــّةبـتــــــــــــــراب يـــا صـــائــــما فـيسجـنــه ومـصابــرا             يــــا قــائــــــما فــــــــي ظـلـمــةالمحــــراب يـا صــامـــدا فـي سـجـنــــهومـقـاومــا              يــا ثــابـتــا فـي ظــلـمـــــةالـســـــــــــــّرداب يـــا أيـّهــاالمـظـلـــوم فـي زنــزانـــــــة              يـــا مــــن قهـــرت شــراســـةالإرهـــــــــاب الحــــقّ رغـــم سياطــهموسجـونـــــهم              قـبـس يـنـيـر بظـلمـــــــــةالـســــــــــــــّرداب الحـق ّينمـو مـن ثمـــارصمــــودكـــــم              فـيضيئ فـي وطــــن تغــشّىبالـضبـــــــــاب هــــذي البــــلاد مليئـــــةأرجـــاؤهــــــا              بالغــشّ والإجـــــــــراموالـنـّصّـــــــــــــــــاب فـمـن الشـّمــالإلـى الجنــوب عـصابــة              مــدعـــومـــة بالـظّــالـــمالـنـــّهـــــــــــــــــّاب مهمـــــا ربــاطغـيــانـــهم فــي ظـلـمـــه              وعـلـــوا بــأرض الحــبّوالأحبــــــــــــــــاب وتجبــّروا فـيأرضــنـــا وتمــرّغـــــــوا              فـي المـــال مــــال الشّعـب دونحســــــــاب فسينتهــون كغـيــرهــــم فـــيذلــــــــــّة              وبحفـــــــــرة ظـلـمــــــــــــاء تحــتتــــــراب وسيــُذكـرون كسابقيـهـم فــيالـــــورى              بـحـقــــــارة ونــذالــــــــــةكـكــــــــــــــــــلاب وسيشتمــون عـلـىالمنـابـــر كـلــــــــّها              وسيقــذفـــــون بلعـنـــــــــــةوسبـــــــــــــــاب وسيـفـضـح التـــّاريـــخكــــلّ جـريمــــة              لـن يـنـجــو الظـــــــلاّم دونعـقـــــــــــــــــاب فـمحــاكم التــاّريـختحكـــم بـيـنـــــــــــنا              ويـُحــــاسـب الـخـــــــــوّان أيّحـســـــــــــــاب صبـرا أخي مهـما طغـىالظــّلاّم فــــــي              أوطـــاننــــا فـمــــآلــــهم مـوتالكـــــــــــــلاب والصـّابرون عـلـى المظـالموالـدّ جــــي              فــي عــزّة وكــرامــــةالـــــوهـــــــــــــــــــــّاب والحــقّيعـلـــو رغــم أنـف عــداتــــــــه              ويشـــــعّ مثــــــــل الشـّمـستحـت سحــــــاب واللّـيــــل مهــــما طـــالفـــــي ظلمـاتــه              فالصّبــح موعــده بـــدا فــــيالإقـتــــــــــراب وسينجــلـي كــابـوس ظلـــمقــــــــــــاتل              وينيــر بـدر فـي المـــدائـنوالــرّوابــــــــــي لا تيأسـنّ أيـــا أخـــيإن طـــــال هــــذا              اليــوم فالأيّــــــام تســـــرعبالـــذّهـــــــــــــاب أبشــر أخــي فالشّهــرشهــر تقـبــــــــُل              فــدعـــاؤكـــم للــــــــــّه دونحـــجــــــــــــــاب أبـشــر رفـيـقــي فـي دروب كـلـــّهـــــا               شــــوك  و آلام  عــــلــــى الأعــتــــــــــــــاب آلام جــــوعــــــكلــــن تكــــــون هـبــاء              ستـقــضّ  مـضـجـــــع نـــــاهــبكـــــــــــذّاب وسـيـذكـر التـّاريـخ كـــــــل نضــالـكــــم              فـــيــكـــون دربــــا نيـــــّرالـشـبـــــــــــــــــاب وسـيـنـظـم الـشـّعــراءفـــــي أرجـازهــم              مـا قــد لـقـيـتـم مــن بــلـــىوعــــــــــــــــذاب مـــاذا يقـــــولالـــواصفـــون لحـالـكـــم              مـا بيـن ضيــــق السّجـــنوالإضـــــــــــــراب أنّــي أُحيّيـكــــمتحيتــــــّة مـُبـعـــــــــــــد              عـن أرضـــه والكــــاف أرضصــحـــــــــــاب وأقـــــول صبـــرا ساد تيفـصمود كـــم              سيـحـطــّم الأغـــــــــــــلالبـــــالإضـــــــــراب شـــدّوا عـــلـىأسـنـانـــــكم وتـحـمـّلــوا              فـالــدّ رب  د رب  مـتـــــاعــبوصـعـــــــــاب إنّــي أرى أمـــلا بـعـيــــــدامـشـــرقــــا               مثـــل النـّجـــوم النّيـــــّرات عـلىالهضـــــاب كــم مــن رجــال قـدّمــواأرواحــــــــــهم              مـن أجــل أرض الأهـــلوالأصــحـــــــــــــاب هـذي السّجـون تـكــادتـنـطـــق بـالــــّذي             يــجـــري بـهـــا مــن خـســــّةوعــــــــــــذاب هـــــــل أنّـــهــــاأقـــــــــدارنـــــا أم أنــــّه             ثمـن الـكــرامـة فـيزمــــــــــــــان الـغـــــاب إنّ الجـمـيـــعمـواصلـــون نـضـــالـــــهم              صـفـــّا لـكـســـر الـقـيــــــــدوالأبـــــــــــــــواب فــإذا تـحـقـــّقكـســـرهـــا فـسـنـبـتـــــدي             فــي هـد م  كـــلّ مـعـــــــاقـــــلالإرهــــــــــاب ونحرّر الأرض الجريحــة مــنسجــــون             لٌـطـّـخـت بـد م  الـمـعــــــذّبوالـمــصــــــــاب لـو أنّ جد ران السـّــجــونتـكــلـّمـــــــت             لحــكت لـنـا مـا حـــــــــلّبـــالأصــــــحـــــــــاب فـلـمـــتاالـتـّفـــــرّق والـمـصـيـر مـوحـــّد             ولمـا التّبـــاعـدوالتّبـــاغـض والـتـــّغــــــــابي فلنتّحــدللـكشـف عــن إجـــــــــــــرامــهم              ولفضـح كـــــــلّمجــــــــــازر الإرهــــــــــــــاب ولقـاؤنـافـي داخـــــــل الوطـــن الحبيب              يضمّنــا شــــوق البعـــــــتتادبـــلا عـتـــــــــاب واللــــّه يفعـل مـايشــــــاء بمــا قضــى               قــدر الإلــــــــــه مـسبــّبالأسـبــــــــــــــــــاب

رمضان-أكتوبر 2005

(*) تونسيّ -الكاف

 

 

دفـاع عن محمد (صلى الله عليه وسلم)

 فلا تلومونا على حب النبي

 د. خالد الطراولي*

ktraouli@yahoo.fr

 

هذا ليس نصا فكريا ولا أدبيا ولكنه حديث القلوب، وما أقله في زماننا، أردت ترك زمامه إلى العقل حينا وإلى العاطفة حينا آخر دون أن أخل ببديهيات الكتابة والإملاء.       ليعجب المرء في هذه الأيام المظلمة من عداء من بعض الأقلام والأصوات، بدأ ينسج خيوطه حول الإسلام كدين وحضارة، ليتحدد في مقولات شاحبة ومسمومة وطاعنة في صاحب الرسالة. فقلما توجهت الأصوات والأقلام إلى توجيه اللائمة والعداء لهذا الدين، إلا وانصب الغل والغضب والمكر على الرسول الكريم باسم الحرية حينا وباسم الإبداع حينا آخر…         وليست هذه المرة الأولى التي تمر بها الأمة في القرون الأخيرة من أزمات ومواجهات دون التعرض بالسب والشتم والتعريض لمحمد وحياته، الخاصة منها والعامة. عزائنا الوحيد هو أن من شاغب وافترى واستهزأ كان غالبا في ضفة الجهلة بهذا الدين وعموما من رعاع القوم، أو ممن استرعى سرطان الكراهية والعداوة عقله وعاطفته، وران ذلك على قلبه فلم يعد يسمع ولا يرى.. ظلمات بعضها فوق بعض… ولم يقترب أحد بموضوعية وحلم واعتدال من هذا الرجل، وهم كثير في الضفة الأخرى، إلا أعطاه حقه أو قارب ذلك، فمنهم من جعله أحد كبار المصلحين، ومنهم من رأى فيه أحد الثائرين العظام … وقائمة المقسطين تطول. عزائنا أنه من عدل وأنصف كان غالبا أقرب إلى ثقافة العقول من ثقافة البطون، كانوا أفرادا في مخابرهم أو جامعاتهم، همّهم نفع ذواتهم وأوطانهم والإنسانية جمعاء.    لسنا ضد النقد والاستفسار والدراسة، فهذه موائد الكرام التي ندعو إليها بكل حب وشره وثبات، غير أن المرفوض فكرا وذوقا هو السقوط في التعريض والتشويه الظاهر والمبطن الذي يستسقي ينبوعه من حسابات سياسية ضيقة، أو سياسوية مقيتة، أو دينية وضيعة، أو جهل مدقع!    وبعد، هل يحتاج هذا السيد الفاضل إلى الدفاع عنه؟، لست أدري لماذا اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أكتب هذه الجملة و ها أنا أسجلها! هل يحتاج إلى دليل وحجة ومحام، من كرس كل حياته إلى رسالة هداية لم يجعلها خاصة بقومه، أو بقبيلته، أو بجنسه بل أرادها رحمة للعاقل ولغير العاقل، بشرا وحيوانا وجمادا [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] ؟. لم يفقه الكثير ممن حولنا هذه العلاقة الفريدة التي تربط هذه الأمة بصاحب قيادتها، لم يفهم ولم يستوعب أقوام من غير ضفتنا هذا اللقاء الحي والدائم وهذا الحب المتبادل والمسترسل بين جموع حاكمة ومحكومة، وبين هذا الأمي الغائب الحاضر في كل آونة وحين. وحتى تنجلي الغشاوة، وتنقشع سحب قلة الزاد، يطيب لي مرافقة من اقتطع تذكرة هذه المصافحة بدون مين أو مواربة، ومن ركب دون إذن مسبق، في هذه الرحلة القصيرة، في مشاهد عابرة… حتى لا نلام مجددا على حب النبي!       فمشاهد الحب والرحمة مع أمته لا تقاس ولا تنتهي… لم نغب يوما عن ذاكرته، ولا عن يومه وليله، حتى في أعز الأمكنة، وأفضل الأحوال، التي ينسى فيها المرء ذاته… لما وقف أمام ربه في ليلة المعراج وسأله بدون حجاب وبدون كيف، أجابه السيد الفاضل : لا أسألك عن فاطمة ولا عن الحسن ولا عن الحسين، أسألك عن أمتي…أمتي..!        لا تلومونا على حب النبي… فرفعة منزلته لم تحط من تواضعه وبساطته، وقف أمامه ذات مرة أحد الأعراب، فاستشعر عظمته ووقاره وتواضعه، فارتجف واضطرب هيبة من الرسول الكريم، فهدّأ من روعه قائلا له : هوّن عليك فما أنا بملك ولا سلطان، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد!  لا تلومونا على حب النبي… كان معاشه لا يرتقي حتى ضعاف رعيته، وصفت زوجته عائشة حاله وهو يملك الحضر والمضر “ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتاليين حتى قُبض”…” والله..إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال… وما أُوقِدَت نار في أبيات رسول الله” !! .. كان معظم عيشنا على الأسودين التمر والماء!”    لا تلومونا على حب النبي… كان ينام على الحصير، حتى ترك له بصمات على جنبيه… ورآه عمر ابن الخطاب ذات يوم كذلك فبكى لحاله إشفاقا عليه وتوجعا، وأراد بعض أصحابه رأفة به أن يهيئوا له فراشا أقل خشونة، فقال لهم: مالي وللدنيا؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها!.      لا تلومونا على حب النبي.. بعدما أخرجه قومه ودفعوا به إلى الصحراء وحرموه البلد والأهل والأحبة وذكريات صبي يتيم..،ونظر إلى رمالها وشعابها وبنيانها وهو يودعها وداع مظلوم ومبتلى، نظرة حزن وحيرة، نظرة المواطن الذي حرم وطنه ظلما وعدوانا : إنك أحب أرض الله إليّ! ولولا قومك أخرجوني لما خرجت… وبعد سنين من الإبعاد والنفي واللجوء والمكائد والحروب…عاد مظفرا ليقول لهم ماذا تراني فاعل بكم…لا تثريب عليكم اليوم… اذهبوا فأنتم الطلقاء!        لا تلومونا على حب النبي…كان نبيا في وحيه، كان رسولا في تبليغ رسالته، وكان إنسانا في بيته ومع زوجه وأحفاده…فقد تراه يجعل ظهره مطية للحسن والحسين، حتى أثناء الصلاة…فأطال  على الناس ذات مرة السجود، فظنوا به الظنون…فلما فرغ سألوه عن سبب إطالته، فقال إن ابني ارتحلني (ركبني) فكرهت أن أعجله..! ويسابق زوجه، فتسبقه مرة ويسبقها مرة فيقول لها مداعبا هذه بتلك.     لا تلومونا على حب النبي… كان ملازما أمته وهمومها، يعيش فرحها  ويعيش أزماتها…لما كان الناس يحفرون الخندق حول المدينة اتقاء من هجوم قريش وحلفائها، كان الرسول معهم بفأسه… وكان الناس في ضنك شديد، فالتقى عليهم الجوع والعطش والتعب والنصب لقلة ذات اليد ولدقة الموقف، فكان الناس يضعون حجرا على بطونهم حتى تلتصق بأجسادهم فلا توجعهم و لا تمزق أحشائهم..، واشتكى القوم من هول الموقف ومن الجوع المضني ورفعوا عن بطونهم ليُرُوا رسولهم الأحجار التي وضعوها… ورفع النبي عن بطنه الشريفة فكان حجران! لا لوم، لا اعتذار، وإنما قدوة ونموذج، وصبر وتواضع وصحبة… وتوقف الزمن، وجثا التاريخ على ركبتيه يبحث عن رفيق!     لا تلومونا على حب النبي……كان قوّاما صوّاما، يقوم ليله عابدا مسبحا متضرعا باكيا حتى تتفطر قدماه الشريفتين وتتبلل لحيته، فتتعجب زوجه وتقول له وكلها شفقة عليه: لقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر… وكأن لسان حالها يقول فلماذا هذا الإبحار في القيام والذكر والتذلل؟ فيجيبها بكل براءة المحب العاشق لربه والصادق مع نفسه: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا!!        هذه ومضات من حياة النبي، وأنا مقصر لا محالة، والقلم عاجز عن التعبير بما يعجّ في أعماقنا وذواتنا من حب واحترام واتباع لمحمد… رفعت الأقلام وجفت الصحف..! ويبقى حب أمة لنبيها ملاذا حين العواصف، ودافعا حين الشدائد، ومغيثا حين الهزائم، وأملا حين اليأس والإحباط، وتواضعا حين الانتصار…ويبقى محمد…فلا تلومونا على حب النبي! صلى الله عليه وآله وسلم. 

 

* المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي :  http://liqaa.net


   ترجمة لقانون الجنسية الجديد في ألمانيا

    والذي تهم ولاية واحدة على الاقل للعمل به وهي ولاية

   بادن فتنبارق بالجنوب الغربي

 

 أحرص هنا على حسن صياغة المعنى كلما أعوزني اللفظ المناسب أو عندما يبدو لي أن التأكيد على النص  الحرفي مراد ومقصود لعل القارئ الكريم يتوقف عنده  . وغرضي من الترجمة  لفت الاهتمام إلى ضخامة التحديات الحقيقية الواقعية التي تعترض الوجود الاسلامي في أروبا عامة  لعل المهتمين بالشأن الاسلامي داخل أروبا وخارجها يجمدون خلافات داخلية  لن يحين وقتها أو يحركون عملا يساهم في تثبيت و تجديد الوجود الاسلامي في أروبا الذي  لم تستطع أحداث سبتمبر الاليمة ومدريد ولندن الاشد إيلاما أن تسرق منه مكاسبه. هذا القانون  يمثل شرخا في منظومة شكلت لقرون طويلة مشروعية قيام أروبا بوجهها العلماني المزعوم.

أجل لقد هوى هذا القانون بالعلمانية الاروبية بمثل ما هوى قانون الحجاب  في فرنسا قبل عام ونيف في بئر سحيق . العلمانية كائن يستر عورته المغلظة بالديمقراطية وحقوق الانسان فماذا لو ساهم هذا القانون ومثله في كشف عورته في بيداء ليس فيها أوراق تخصف على تلك العورات ؟

نص الاعتراف :

يعرف نفسه بأنه نظام أساسي مشتق من القانون الاساسي وتاريخه هو 1 سبتمبر05 .

ويستخدم في عنوان الوثيقة مصطلحا دينيا يعني الاعتراف الديني أو المجاهرة العقدية .

يشير إلى إسم ولقب وتاريخ ميلاد وجنسية طالب الجنسية الالمانية .

ثم يقدم للثلاثين سؤال التالية بتأطير قصير.

السؤال الاول : يورد السؤال الاول مقتطفات من القانون الاساسي والقانون الاروبي سيما في ثلاثة مواضع محددة وهي : حماية حقوق الانسان والعنف مونوبول حكومي وليس للافراد أن يتعاطوه فيما بينهم والمساواة بين الرجل والمرأة . السؤال هو : هل تتناسب تلك الجمل الاساسية مع تصوراتك الشخصية  ؟

السؤال الثاني : ماهو موقفك من التصريحات التالية ” الديمقراطية هي أسوأ نظام حكم لنا نحن اليوم ولكنه الاحسن ضمن الموجود ” و ” لم تعش الانسانية من قبل أبدا مرحلة أشد ظلمة من مرحلة الديمقراطية وحتى يستطيع الانسان أن يتحرر من الديمقراطية يجب عليه أولا الاصطلاح على أن الديمقراطية لا يمكنها أن تعطي الانسان شيئا إيجابيا أو جميلا ” .

السؤال الثالث : في الافلام والمسرحيات والكتب تهان أحيانا المشاعر الدينية للانسان من مختلف التوجهات العقائدية . بأي الوسائل يحق للانسان الاخذ لحماية عقيدته وماهي الوسائل التي لا يحق له الاخذ بها حسب رأيك ؟

السؤال الرابع : كيف تتصرف عند نقد ديانة وهل تعتبر ذلك مباحا ؟

السؤال الخامس : في ألمانيا يمكن لاحزاب سياسية وجمعيات بسبب أعمال عدائية ضد الدستور أن تكون ممنوعة . هل تدعم رغم ذلك حزبا أو جمعية ممنوعة بسبب ذلك ؟ تحت أي ظروف؟

السؤال السادس : ماهو موقفك من القول بأن المرأة عليها طاعة زوجها ويحق له ضربها إن لم تطعه ؟

السؤال السابع : هل تعتبر مباحا أن يغلق رجل على زوجته أو إبنته باب البيت لمنعها من إحداث فضيحة له في العموم ؟ ـ المقصود ” مصيبة ” يخجل منها أو يستحي منها ـ

السؤال الثامن : في ألمانيا يمكن للبوليس عند الخصومات العنيفة بين الزوجين أن يفتح قضية عدلية ويبعد الفاعل لايام عن مسكنه لاجتناب أخطار أخرى قادمة . ماهو موقفك من ذلك ؟

السؤال التاسع : هل تعتبرهذا تقدما : كون النساء والرجال في ألمانيا متساوون قانونيا في الحقوق؟ لو لم يقبل الرجال ذلك ماذا على الدولة فعله حسب رأيك ؟

السؤال العاشر : في ألمانيا يستطيع كل واحد بعد تكوين مناسب له التمكن من عمل أو مهنة . ماهو موقفك من ذلك ؟ هل ترى أن أعمالا أو وظائف ومهنا معينة خاصة بالرجال فقط أو بالنساء فقط أو أن تلك المهن تعد لهؤلاء أو أولئك فقط ؟ عند قولك نعم ماهي ولماذا ؟

السؤال الحادي عشر : ماهي المهن في رأيك التي لا يجب أن تشتغل بها المرأة أبدا وفي كل الاحوال ؟ هل يمكن أن تكون لك مشاكل في الاعتراف بكون المرأة في وظائف معينة لها سلطة أو هي شخص ذو سلطة ؟ أي هل تعترف لها بذلك ؟.

السؤال الثاني عشر : في ألمانيا يستطيع كل واحد أن يقرر بنفسه أن يتعالج بواسطة طبيب أو طبيبة وفي بعض الظروف المعينة لا يكون ذلك متاحا من مثل حالة إضطرار قصوى أو عمل وفق نظام التناوب في المستشفيات . هل تقبل في حالات مماثلة أن يعالجك طبيب إن كنت أنثى أو أن تعالجك طبيبة إن كنت ذكرا ؟

السؤال الثالث عشر : يسمع الانسان دائما مجددا أن الوالدين يمنعون بناتهم البالغات من تعاطي مهنة معينة أو الزواج من رجل معين حسب إختيارهن . ماهو موقفك شخصيا من هذا التصرف؟

ماذا تصنع لو أن إبنتك تريد الزواج من رجل لا يعجبك أنت أو تريد الانخراط في تكوين لا يعجبك أنت ؟

السؤال الرابع عشر : ما هو موقفك من إجبار الوالدين أبناءهم على الزواج ؟ هل تعتقد أن زيجات مماثلة متلائمة مع حقوق الانسان ؟

السؤال الخامس عشر : في ألمانيا تعد الرياضة والسباحة مواد مدرسية عادية . هل تسمح لابنتك بالمشاركة فيها ؟ إذا قلت لا لماذا ؟

السؤال السادس عشر : ماهو موقفك من مشاركة أطفال المدارس في الرحلات المدرسية ؟ ( المقصود هنا الموقف من مشاركة البنت خاصة في رحلة مدرسية مختلطة وبعيدة عن مقر السكنى وقد تضطر ـ في أحيان قليلة جدا ـ إلى المبيت خارج مقر سكنى والديها ).

السؤال السابع عشر : إبنتك البالغة أو زوجتك تريد بمحض إرادتها أن تلبس مثل البنات والنساء الالمانيات . هل تحاول منعها ؟ إذا قلت نعم بأي وسيلة ؟

السؤال الثامن عشر : ذات السؤال يوجه إلى المرأة الطالبة للجنسية الالمانية : إذا كان زوجك ضد ذلك ـ أي ضد أن تلبس إبنتك مثل البنات الالمانيات ـ كيف تتصرفين ؟

السؤال التاسع عشر : إبنتك أو أختك رجعت إلى البيت وقصت عليك أنها أهينت جنسيا أو عوكست جنسيا  . كيف تتصرف لو كنت أبا أو أما أو أخا أو أختا ؟

السؤال العشرون : إبنك أو أخوك رجع إلى البيت وقص عليك أنه أهين . كيف تتصرف لو كنت أبا أو أما أو أخا أو أختا ؟

السؤال الواحد والعشرون : هل يسمح القانون الاساسي حسب رأيك بتبديل الدين أو هجر الجماعة العقائدية السابقة أو يعيش الانسان دون دين أصلا أو يغير دينه إلى دين آخر ؟ ماهو موقفك لو عوقب إنسان بسبب تغيير دينه ـ مثلا بالحرمان من الميراث ـ ؟

السؤال الثاني والعشرون : علمت أن أناسا من جيرانك أو من دائرة معارفك أو أصدقائك يخططون لعمل إرهابي أو بدؤوا فيه . كيف تتصرف ؟ ماذا تفعل ؟ ( معلومة لطالب الجنسية: رئيس المجلس الاسلامي المركزي السيد نديم إلياس صرح يوم 15 جويلية المنصرم لقناة تسات دي أف الالمانية بعد تفجيرات لندن بأن التعاون مع السلطات الامنية بالنسبة للمسلم ”  فريضة إسلامية وليست خيانة “).

السؤال الثالث والعشرون : سمعت عن ضربات 11 سبتمبر و11 مارس بمدريد . هل أن الفاعلين في عينك إرهابيون أم مكافحون من أجل الحرية ؟ أدل بتصريحك .

السؤال الرابع والعشرون : ترد في الجرائد أحيانا تقارير عن حالات تقتل فيها البنات أو الزوجات من طرف أقرباء ذكور ـ أعضاء في العائلة من الرجال ـ بسبب تغيير للحياة بشكل غير أخلاقي ـ بسبب قضايا الشرف والعرض ـ لاستعادة شرف العائلة . ماهو موقفك من حادثة مثيلة؟

السؤال الخامس والعشرون : ماهو موقفك من رجل في ألمانيا متزوج بإمرأتين في الوقت نفسه ؟

السؤال السادس والعشرون : كيف تعتبر رجلا متزوجا في ألمانيا يذهب إلى بلده السابق ـ الاصلي ـ ويتزوج هناك إمرأة ثانية ؟

السؤال السابع والعشرون : بعض الناس يحملون اليهود مسؤولية كل الاشياء السيئة في العالم ويزعمون كذلك بأن اليهود يختفون وراء أحداث سبتمبر في نيويورك . ماهو موقفك من مزاعم مماثلة ؟

السؤال الثامن والعشرون : إبنتك ترشحت لعمل ما ـ منصب أو مقعد عمل ـ في ألمانيا فتلقت رسالة بالرفض وبعد قليل علمت بأن ذات العمل أعطي لسوداء إفريقية من الصومال . كيف تتصرف ؟

السؤال التاسع والعشرون : تصور أن إبنك البالغ جاءك وقال لك إنه ينتمي إلى طائفة ” هوموسكسويال ” ـ اللواطيون ـ الزواج من جنس واحد ـ ويريد بمحض إرادته أن يعيش مع ذكر آخر ـ عيشة جنسية ـ . كيف ترد الفعل ؟

السؤال الثلاثون والاخير : في ألمانيا يعرف بعض السياسيين على الملإ ـ على العموم ـ بأنهم من الطائفة السابقة ـ هوموسوكسويال ـ . ماهو موقفك من كون ” هوموسوكسوياليين ” في ألمانيا يشرفون على مصالح إدارية رسمية معينة ؟

توضيح من طالب الجنسية :

أشهد بأن أجوبتي وتصريحاتي على الاسئلة المطروحة صحيحة ومتناسبة مع توجهاتي الداخلية الحقيقية ولم أتعرض لصعوبات في فهم الاسئلة المطروحة ولو وقع ذلك فإني أستفهم ويوجد من يفهمني في السؤال وأعلمت بأن كل معطيات غير صحيحة مني يعد غشا ضد مصالح التجنيس في ألمانيا وذلك يمكن أن يؤدي إلى سحب الجنسية عني حتى بعد سنوات أخرى .

الامضاء : فلان الفلاني أو فلانة الفلانية طالب جنسية ألمانية .

الهادي بريك / ألمانيا

 


 

حداثة من دون تغريب

محمد الحداد (*)

 

توجه العالم الإسلامي نحو القبول بالتنوّع اتجاه قديم بدأ منذ التجارب التحديثية الكبرى في القرن التاسع عشر. فقد بدأت عاصمة الخلافة مسار الإصلاح منذ عهد سليم الثالث، ثم خصوصاً في العصر المعروف بالتنظيمات مع محمود الثاني وعبد المجيد الأول، وشهدت تجربة الدستور الأول سنة 1876. والتجربة المصرية مشهورة بفضل محمد علي والطهطاوي الذي ترجم في كتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريس» الدستور الفرنسي («الشرطة» la charte). وفي تونس بدأت الإصلاحات الحديثة منذ عهد حمودة باشا وتدعمت في عهد أحمد باي، وتمثل مقدمة كتاب «أقوم المسالك» للوزير الشهير خير الدين التونسي أكبر إعلان للحداثة. وقد ألغت تونس الرقيق سنة 1846 فسبقت بذلك الولايات المتحدة الأميركية، كما شهدت قيام أول دستور عربي سنة 1861. ورغم أن تعطيل هذا الدستور جاء نتيجة اضطرابات داخلية فإن فرنسا عندما فرضت حمايتها على تونس لم تتخذ قرارا بإعادة العمل به، وهو الدستور المستوحى من مبادئ الأنوار الفرنسية. وشهت أجزاء عدة أخرى من العالم الإسلامي تجارب من نفس النوع.

 

والمد الاستعماري هو الذي أوقف التطور الذاتي لهذه التجارب، ولنتذكر معركة نافارين (1827) التي خنقت الإصلاح المصري، ثم فرض الحماية على تونس (1881) ومصر (1882). كان طبيعيا حينئذ أن يتحول محور الاهتمام من التحديث والانفتاح على الآخر إلى المحافظة على الذات ومقاومة الدخيل. وفي هذا الإطار تأسست جمعية «العروة الوثقى» في باريس وصحيفتها المشهورة التي حملت نفس الاسم والتي كان لها وقع لا مثيل له. فجمعت نخبة من المصلحين من تونس ومصر والشام وإيران والهند خاب أملهم في خطة اقتباس التنظيمات الحديثة بما أن المقتبس منه أصبح المحتل.

 

وعندما نقرأ البرنامج الافتتاحي المنشور في الصحيفة سنتساءل هل تمكنت الخيبة من نفوس المصلحين إلى درجة التراجع عن الأفكار الحديثة التي نادوا بها في السابق؟ هذا ما قد نميل إليه بالنظر إلى الظرف العصيب الذي فرضه الاستعمار، وهذا أيضا ما قد نفهمه من خلال التقييم السلبي الذي احتواه هذا النص للتجارب التحديثية، إذ ذكر أن الصحافة والمدارس وترجمة الكتب العلمية قد أثبتت عدم جدواها في النهضة بحال الأمة.

 

لكن الواقع أن الأمر ليس تماما على هذا الشكل. ذلك أن جمال الدين المشهور بالأفغاني (والذي يدعوه الإيرانيون أسد أبادي) كتب بعد حوالى عشر سنوات تعليقات على هذا النص يؤكد التواصل مع نفس الأفكار. فقد سأله أحدهم كيف يقول إن الدين وحده كفيل بالتحديث مع أن اليابان هي الأمة الشرقية الوحيدة التي نجحت في النهضة ولم يحصل ذلك بفضل الدين. فكان جواب جمال الدين أن اليابان لم تحدث نهضتها ضد الدين لكنها أيضا لم تنهض إلا بسبب اعتمادها العلم وتأسيس الدستور، وأن اليابانيين «قلدوا أعظم الأمم تقليدا صحيحا وأدخلوا في بلادهم قواعد المدنية السالمة والموافقة لمجموعهم ونبذوا ما كان مألوفا في الغرب ولا يوافق طباعهم وتذرعوا في التدريج واتخذوا سنن الارتقاء… فظفروا ببغيتهم ووجدوا ضالتهم… وعلمت اليابان أن لا قوة مع الجهل ولا ضعف مع العلم»، ومضى يحلل التجربة اليابانية بهذا الشكل الإيجابي الذي يؤكد أن «العروة الوثقى» لم يكن مشروعا للانغلاق والتقوقع وإن بدا كذلك في لحظة من لحظات اليأس. فالحديث مجددا عن الدستور والعلم والاقتباس النافع من الغرب يدل على تواصل النفس التحديثي الذي تجسد خاصة في فكرة الدستور.

 

فالدستور هو إقرار بالتنوع الداخلي لأنه يتضمن فكرة التخلي عن مفهوم أهل الذمة واعتماد مبدأ المساواة بين الجميع على أساس المواطنة سواء أكانوا من هذا الدين أم ذاك، من هذا العرق أو الآخر، رجالا أم نساء. وهو أيضا إقرار بالتنوع الخارجي لأنه يتضمن قبول الانتقال من أفكار التوسع القديمة إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية. وهكذا ساهم الاطلاع على التجربة اليابانية، ضمن عوامل أخرى كثيرة، في رفع اليأس عن النفوس واستئناف الدعوة إلى الإصلاح على أسس القيم الحديثة.

 

وقد تدعّم اهتمام العرب والمسلمين بالتجربة اليابانية بعد الحرب الروسية اليابانية سنة 1904، عندما انتصرت اليابان التي كانت تعد إلى ذلك الحين أمة شرقية على روسيا التي كانت تعتبر أمة غربية.

 

وأحدث هذا الانتصار اهتماما كبيرا في العالم الإسلامي نقل وقائعه العديد من الغربيين الذين زاروا العالم الإسلامي آنذاك، وعبر عنه العديد من الشعراء في قصائد حماسية. فهذا جميعا يدفع إلى التمييز بين المواقف الرافضة للحداثة والتنوع والقيم الحديثة والمواقف الرافضة للتغريب، لأن الاهتمام بالتجربة اليابانية آنذاك إنما عبر عن الرغبة في البحث عن حداثة دون تغريب، واعتقد أن هذه الصيغة في طرح المشكلة أفضل من الصيغة المعتادة التي تواجه بين الحداثة والأصالة أو تزعم التوفيق بينهما.

 

(*) كاتب وجامعي تونسي

 

(المصدر: ملحق “تيارات” بصحيفة الحياة الصادرة يوم 22 جانفي 2006)


 

مريض هداسا

بقلم: برهان بسيس

 

في مواجهة مرض شارون توقفت عقارب الساعة السياسيّة العربيّة على مدار توقيت حائر يناقش أمر المستقبل السياسي في الشرق الأوسط تماما بنفس نبرة الشكّ والريبة الإسرائيلية.

 

بعض علامات الاطمئنان تعطي للعرب مشاعر سكينة نسبيّة في تخيّلهم للعالم بدون شارون أبرزها ما عوّدتهم عليه ديموقراطية التناوب الإسرائيلي من تغيّر في أسماء القادة المتداولين على السلطة منذ تأسيس الدولة العبريّة.

 

في مقابل التعامل العربي الرسمي الحذر مع حادثة المرض انْسَابَ الشعور الشعبي العربي بدفق حماسي من المشاعر المتنوّعة الملتقية في مجملها حول ثابت منطقي واحد ارتاحت له المخيّلة الشعبيّة العربيّة هو أنّ شارون بصدد دفع فاتورة جرائمه عَبْرَ انتقام إلاهي ناجز.

 

مهرجان الدعاء والتشفّي كان لافتا فالرّاقد في هداسا يحوز على أعلى نسب مشاعر الكراهيّة والبغض عربيّا منذ تشكّلت صورته كمقاتل شرس زيّن على صَدْرِهِ شارات التفوّق والامتياز في تقتيل العرب والبطش بهم منذ محطّات العدوان الثلاثي على مصر إلى حرب 1967 مرورا بغزو لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا وصولا إلى حصار رام الله ودكّ مخيّم جينين.

 

مريض هداسا السابح في غيبوبته رافقته أماني شعبيّة عربيّة ناقمة هي بالذات ما يمكن لكائن ضعيف أن يملكه تجاه قوّة جبّارة ظالمة لم يقدر على استرجاع حقّه منها. لكن المشهد في بعده الآخر يكاد يلخّص المُفارقة الثابتة في قصّة الصرّاع العربيّ الإسرائيليّ ثقافيّا وهي أنّ المواجهة لازالت لسوء حظّ العرب تتلخّص في صراع بين نموذجين في الفعل والتفكير واحد وجدانيّ منفعل وآخر عقلاني ناجع غالبا ما حسم مجمل المعارك والمواجهات لفائدته.

 

مريض هداسا يظلّ في عرف الثقافة الصهيونيّة التي منحت الشتات اليهودي دولة وكيانا اجتماعيّا أحد الرموز الكبار لقادة الدولة المحاربة الذين لم يساوموا أو يضعفوا أو يفعلوا غير ما يؤمنوا، لقد قاتل دفاعا عمّا كان يعتقد أنّه الحقيقة التاريخيّة لمصير الشعب اليهودي ولم تكن بوصلته غير هذه البوصلة الوطنيّة الصّلبة.

 

إنّه بهذا الرصيد والإرث يمثّل نموذجا لما افتقده العَرَب في مجرى صراعهم مع الدولة العبريّة من قيادات صلبة وناجعة تضعُ عصارة جهدها وتفكيرها وسيرتها من أجل قضيّتها في الوجود والتقدّم.

 

بين المؤسس بن غوريون ومريض هداسا فسحة راحة مشتركة في ما وراء موقعها الثقيل كأبرز وأنجع من قاد الدولة، إنّها فضاء التأمّل والتفكير الذي لا يرتاحان له إلاّ بصحراء النّقب، هناك حيث تَعوَّدَا الاعتكاف في لحظات الهدوء واستراحة المحاربين.

 

قد يكون في تفاصيل هذه السيرة بعض من عبر النصر والهزيمة إذا ما تأمّلنا الفروق الشاسعة بين استراحات هؤلاء واستراحتنا نحن أي بين صحراء النّقب وقصور اسبانيا والساحل اللاّزوردي.

 

يقال أنّ كلمة هداسا تعني بالعبريّة الحداثة، الراقد في هذا المشفى اختار رمزيّا المكان الذي يصارع فيه معركته الأخيرة بوثوق من عرف مفاتيح النصر فيما كُنّا نحن نكتفي في صراعنا معه بمجرّد التضرّع للسماء بأن تبقيه مقعدا مُعَذّبا ليشقى أكثر في حياته.

 

المسافة بين الخرافة والحداثة هي في تقديري أصل الفارق والمشكلة!!!

 

(المصدر: ركن “البعد الآخر” بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 22 جانفي 2006)

 


اعتذار وتصحيح:

وقع خطأ يوم أمس لدى نشرنا لمقال السيد الطاهر العبيدي “قراءة في كتاب احمد القديدي” حيث أن مصدر النشر هو موقع “مجلة الوحدة الإسلامية” وليس السيد نور الدين الخميري مثلما ورد خطأ في أسفل المقال. لذا نعيد نشر المقال مع الإعتذار للسيد الطاهر العبيدي وللسادة القراء الكرام.

————————————-

 

كتاب “من السلطة إلى المنفى” .. رسم في جسد التاريخ

الطاهر العبيدي – صحفي وكاتب تونسي مقيم بباريس

taharlabidi@free.fr

 

تواريخ مسافات طويلة زمن النعاس – فواصل بصمات ذاكرة تنبش في دفاتر الماضي وتستنطق الأحداث – نقش في جدران الحاضر وعبور إلى المستقبل- مشاهد تجريدية لأحداث مستندة على وقائع وشواهد- صور متزاحمة متناسلة متعانقة بين حنايا التاريخ وجمالية الأدب وألاعيب السياسة-

 

تأملات هادئة واعترافات عفوية- ومضات حسية وجدانية، تزاوج بين الإنسان والمحن، تقارب بين المناخ والمحيط، بين الحقيقة والعبثية، تسجيلات صوتية وأخرى كتابية وأخرى مرئية لهمسات وعينات وأحداث واقعية، تأوهات تكاد تسمع خلف السطور، اقتناص للحظات الهاربة واستدعاء للتاريخ، كاميرا متجولة بين الماضي والحاضر، بين الثابت والمتحول وبين معادن الرجال، تصيّد للمشاهد الرمزية والصور التعبيرية، تسلسل سينمائي مسرحي روائي خفيف لأحداث من العيار الثقيل، تصوير دقيق للوجع للألم للغربة للمنفى للمحن، ونبض متدفق بالإرادة ومعبأ بالصبر والأمل…

 

تلك هي بعجالة الخطوط الجيومترية لكتاب الدكتور أحمد القديدي

” ذكرياتي من السلطة إلى المنفى أسرار وخفايا في كواليس السياسة العربية وصنع القرار”،الصادر عن مركز الراية للتنمية الفكرية دمشق، الذي كان عصارة ألم وأمل، وتفاعلات بين الأحداث والمحن، وتجاوب بين الصامت والساكن والمتحرك، وبين الرمز والشجن، والمستيقظ بين ركام المنفى والمحن، واستنطاق للماضي والحاضر واستخلاص للعبر، ومحاورة للحظات المتسللة من قواميس الشعوب والأمم، وهو خلاصة مثقف وإعلامي عربي وتجربة سياسي  “…جاء للسياسة من عالم الأدب على عكس من جاء للسياسة من باب قلة الأدب…” (ص 113)

 

الأبعاد الحاضرة عبر التواريخ المتناثرة؟

 

كتابات كثيرة وحكايات طويلة، وأشرطة سمعية وبصرية وكتب في رفوف الذاكرة الإنسانية، تروي تفاصيل مذكرات سير شخصية وسير ذاتية، ومذكرات جماعات وأفراد، تختلف في ترجمتها وبصماتها وخصائصها وانفعالتها، باختلاف أصحابها في المكان والزمان والمحيط والمناخ، وقليلة هي المذكرات التي يعتمد أصحابها البعد التنويري والبعد الثويري للروح المقاومة، والمتأملة بهدوء في استجلاء السواكن من الأحداث، والوقوف على روابي التاريخ لا للقعود والرثاء، ولكن لتفتيت مناطق الظل، والسفر والانطلاق وعدم الركود في ثلاثية الصمت والبكائية ومضغ الماضي، كي لا يكون الراوي معتقلا في دهاليز الذات..

 

ولئن كان أغلب هؤلاء المدوّنين لمذكراتهم، تغلب عليهم النزعة الذاتية الموغلة في تأريخ حياتهم، بعد أن لفظهم التاريخ أو تقيأتهم الأحداث، أو طوتهم  صفحات الزمن، أو كنستهم الظروف، فإن كتاب ” ذكرياتي من السلطة إلى المنفى…” للدكتور أحمد القديدي كان انقلابا هادئا دون عساكر أو مدرعات أو صواريخ عابرة للقارات، وانتفاضة على الطبعات الكلاسيكية لتدوين المذكرات، بعيدا عن الحقد المسلح، مفخّخا بكثير من الإشارات والتهويمات والارتسامات، والحكم والتأملات، والمواقف المستخلصة من رحلة طويلة في بورصة السياسة وصقيع المنفى، لتكون هذه المذكرات، سفر مسافات العقل والتجربة والإرادة والإيمان والصبر والنضج في رسم الأحداث، بعيدا عن الانفعالية وامتلاك الحقيقة المطلقة

متخلصا من رواسب الخجل والندم والحقد ” (ص17 ) ليكون الكاتب راويا وفي نفس الوقت مترجما لتأوهات الأيام وعطش السنين…

 

” تأمل ذاتي وغير موضوعي في الناس والأحداث”  

 

كان الكاتب شاهدا على مرحلة من مراحل تاريخ تونس، وشاهدا في نفس الوقت على نفسه، من خلال تأثره وتأثيره في الأحداث، مما جعله يقف على رأس بداية صفحات الكتاب، ليعلن اعترافات لم تنتزع تحت التعذيب مدونا

” أقف كمن مرّ بالطهارة الكبرى متخلصا من الرواسب الصغيرة ضد هذا وضد ذاك” (ص 17)، ويضيف مترجما بوعي، وبكثير من الصراحة المفقودة في عصر فقدان الإنسان، وفقدان القيم، وفقدان المثل، “… تأمل ذاتي وغير موضوعي في الناس والأحداث…” (ص 19)، وتتسرّب هذه المذكرات، منتفضة مشتعلة متحرّكة في محطات وتواريخ خفايا القصور وكواليس السياسة وأخبار صناع القرار، لترسم للقارئ صورا بالألوان، حول واقع السياسة والسياسيين، ودهاليز القصور، دون روتوش ولا نحت سوى بعض لمسات حسية مرهفة للكاتب، الذي يرافق القارئ ليطوف به في ثالوث السياسة والأدب والفكر، ويسافر به إلى عالمه الخاص ويستدعيه إلى حيث يوجد هو متنقلا بين قراءات متنوعة سياسة تاريخ أدب فكر صحافة، تجعل منه ذاك المثقف المسكون دوما بهواجس المعرفة والاطلاع المستمر على إبداعات الفكر الإنساني، المساهم في تنضيج العقل والروح، وتروية المفاهيم واستدراك الحقائق النسبية…

 

سقوط أم صعود

 

كتاب من السلطة إلى المنفى، فصل من فصول رحلة طويلة، ومسافة فاصلة بين الصعود والسقوط، استطاع الكاتب اعتمادا على تكوينه الإعلامي، وتجربته الصحفية، وعشقه للكلمة والأدب والأرض، أن يوقظ الأحداث البعيدة، ليجعل منها أحداثا تتجاوز الجغرافيا التونسية، وترتبط عضويا وواقعيا بالزمن السياسي العربي، ويمتزج البعد الإقليمي بالبعد الدولي، من خلال معايشة الكاتب الحسية والأرضية من حيث الزمان والمكان، وارتباطه بمرحلة سياسية ساخنة، كانت فيها بلده تونس مفترق الطرق للسياسة العربية والدوليةـ حيث كانت محطة تحت الأضواء، بحكم تواجد الجامعة العربية على أراضيها في تلك الفترة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتأزم العلاقة الليبية التونسية، ومرض بورقيبة، وتشابك النسيج  الاجتماعي بالاضطراب السياسي والتأرجح الاقتصادي، كل هذه القضايا وغيرها من حالات القحط السياسي وتداخل عناوين الاضطراب والعشوائية وتصدع القرارات ، أعطى للكتاب دورا متجاوزا للبعد الإقليمي، ليكون سفينة عبور تجوب المضيق والممر، وميناء لتقاطع المياه الإقليمية المحاذية للصراع…

 

فرغم كثافة الأحداث وتنوعها وتشعبها، إلا أن الكاتب استطاع أن يقتنص الوقائع والتواريخ والممرات ومناطق الظل، ويعيد ترتيبها أفقيا وعموديا، مع المحافظة على التسلسل التاريخي والربط بين الماضي والحاضر واستنهاض الهمم، ليكون الكتاب تمازج بين التاريخ والاجتماع والسياسة والأدب، وسفر في أحوال الناس والمجتمعات، من خلال مشاهدات ورسائل ولقاءات وأحداث وروايات وعينات موثقة تاريخيا، مما جعل رواية الأحداث رغم ضخامتها وثقلها السياسي، تصبح في شكل شريط سينمائي، كان فيه الكاتب ملتحما بوقائع الأرض، بعيدا عن التحليق في مناطق الضباب…

 

إيحاءات في شكل بلاغات

انطلق الكتاب من بدايات الزكام السياسي، الذي عاشته تونس في مرحلة من مراحل الصراع المحموم حول خلافة بورقيبة، وما رافق هذه الفترة من مؤامرات وصراعات وأسرار وتحالفات، دون إغفال الأحداث المركزية التي عصفت بتونس، بحكم تموقعها الجغراسياسي، ضمن التمدد التاريخي على أكثر من جبهة عربية ودولية، حيث كانت مركزا للتجاذبات الإقليمية والدولية، ليكون حجمها السياسي متجاوزا جسمها الجغرافي، ويظل الكتاب مفتوحا على صفحات الماضي، غائصا في التقاط ذبذبات التحولات السياسية الدولية، وانعكاساتها على الواقع العربي، ويظل الكاتب متمركزا خلف السطور، لا للسرد الجاف وتدوين الأحداث بشكل تقريري خطابي ممل، بل كان حاضرا خلف الستار، وأحيانا في العلن ليشرف بنفسه على وضع الإكسسوار، ونحت الصور واختيار المشاهد، وتطعيمها بعطور أدبية مقنّعة بين السطور…

 

وكما كانت صفحات الكتاب صارخة ومتحرّكة في رصد الغيوم التاريخية، فإنها أيضا كانت مفتوحة بعفوية على القناعات السياسية والفكرية للكاتب، الذي كان جريئا في التصريح علنا وإيحاء على انتمائه إلى مدرسة سياسية، ورفضه تقديس الأشخاص، فرغم أنه عبّر في أكثر من موضع على انتمائه للحزب الدستوري، إلا أن هذا لم يمنعه من نقد بورقيبة أحد المؤسسين البارزين لهذه المدرسة الحزبية، كما نقرئه يقول

” زعيم تاريخي بلغ أرذل العمر وأخذ المعول ليهدم كل ما بناه في ثلث قرن…” (ص 24)، وفي مواقع أخرى يرسم “طبوغرافيا ” المسافة المتقاطعة بين الوفاء للفكرة والتشبث بالصنمية المصلحية، كما يعبّر عنها بقوله ” لا أدري كيف يكون الإخلاص لبورقيبة نافيا للوطن” (ص 31)، بل ويكون أكثر وضوحا في نقد انحرافات الزعماء، الذين يختصرون الأوطان في سجلات أملاكهم، من ذلك ما يرويه على لسان الطيب قاسم “…. إن بورقيبة كان يغفر لمن خان الوطن، ولا يغفر لمن خانه شخصيا لأنه يرى نفسه فوق الوطن ( ص 125 )، كما أن البعد العقائدي كان جليا لدى الكاتب، فكلما اشتدت به المحنة يستند على المخزون الروحي والقيميللحضارة العربية الإسلامية، ويعود إلى القرآن ليستقي منه وقودا يمكنه من العبور والمرور والتسلح، إذ  لا يمكننا أن ننسى كذلك أن الكاتب كما أشار في عدة منعرجات خافتة، إلى أنه أصيل مدينة القيروان عاصمة الأغالبة ومدينة عقبة ابن نافع، وقد كانت هذه المدينة مستلقية بثقلها التاريخي والحضاري بين ثنايا الكتاب…    

     

عزف على أوجاع المنفى

 

لم يكن الكتاب راكدا في أسرار وخفايا وكواليس السياسة، رغم تدفق الأحداث المترادفة والمتواترة، والمتشابكة والمتناسلة، والمتجادلة والمترابطة، التي تجعل القارئ يغرق في الصمت من أجل المتابعة للمشاهد العلنية والإيحائية والرمزية والانطباعية، الممزوجة بالمرارة أحيانا وبالطرافة أحيانا أخرى، وبالتشويق والفضول في عدة مواضع أخرى، بل كانت سطور الكتاب خيولا عابرة لعدة مواني وتضاريس جغرافية وزمنية، تشابكت فيها السياسة بالأدب بالتاريخ بالاجتماع بالقيم، لتتعانق فيها مفردات السلطة والمؤامرة والمنفى تعانقا مكلوما، تنسكب تراجيديا عبر أخاديد الغربة والمنفى والحنين

” المنفى هو مرصد مثالي للأحداث “( ص 198)

..وكم كانت موجعة إلى حد الإبداع، مؤلمة إلى حد الاجتياح، تلك الصور العذراء المفعمة بالعواطف الإنسانية والأحاسيس البشرية، التي يرسم فيها الكاتب بكثير من الألم والوجع والخوف والأرق والحنان، العملية الجراحية التي أجريت على ابنه الطيب، فرغم بساطة العملية وعدم خطورة المرض، إلا أن تصوير المشاعر الأبوية والأحاسيس العائلية، كان إحساسا موجعا إحساسا عابرا للقارات، يجسّد الألم الإنساني والالتقاء البشري، فكان جرحا مفتوحا في صدور القراء، ووجعا مستيقظا وموقظا لأخبار زمن التيه زمن الغربة والمنفى القسري، وزمن فقدان الأوطان..

 

تجليات عبر أوراق الكتاب

 

تظل نواصي وبواطن كتاب من السلطة إلى المنفى، حبلى ومرصّعة بقيم الوفاء للصداقة وعدم التنكر للصديق حتى في حالة السقوط،

” لديّ تقديسا للصداقة والوفاء أعطيته الأولوية ” ( ص 35 )، ليكشف الكاتب من خلال هذه الومضات الحسيّة تشبثه بمصطلحات الصداقة والوفاء، يؤكده اجترار أسماء بعض الأصدقاء، وتكرار صفاتهم، ورواية الجزئيات العائلية الدقيقة، للتدليل على العلاقة الحميمية التي لم تصفعها برودة المنفى، ولم تلطمها السنوات العجاف،  ويطفو في أكثر من صفحة اسم صديقه رئيس الوزراء السابق محمد مزالي، حيث كان جليا عمق الصداقة المتينة بينهما، والتي ولدت وترعرعت بين ضفاف مجلة الفكر، فكانت علاقة فكرية أدبية،  قبل أن تكون علاقة سياسية… كما أن الكتاب كان متعاليا على النبش في بواطن الناس، بل اكتفى “بالفلاش أنفو” لرصد بعض المحطات التاريخية للشخصيات السياسية المحورية، ملتمسا الأعذار للذين غيّروا جلودهم وهم كثيرون في رحلة المتاعب ” كلهم كانوا مع النظام بدرجة أو بأخرى وتحولوا مع التحول ولا حول ولا قوة إلا بالله” (ص 202)، وتبرز جليا معاني النضج في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية، والاستفادة من تجربة ” السيستام”، واستدعاء الماضي لتفعليه واستجوابه موضوعيا، للمرور والعبور إلى البناء الفكري والتكوين السياسي، وعدم الرسوب في المناطق الوسطى ما بين الساكن والمسكون،  من ذلك القول الصارخ ” الخطأ في التقدير السياسي معناه الموت إن لم يكن الموت الحقيقي في أسوأ الحالات” (ص 35)

 

مناطق ظل تستحق إعادة نظر

 

كتاب من السلطة إلى المنفى، كان زاخرا بالأحداث والأسرار والحقائق المكفنة، إلا أنه ظل متمنعا عن توضيح عدة قضايا سياسية مركزية، كانت مرتبطة بعهد صديق الكاتب، رئيس الوزراء السابق محمد مزالي منها:

 

1 / أن الكاتب لم يتطرق إلى منشور 108 الذي يمنع ارتداء الحجاب، وما رافق هذا القانون من احتجاجات وتململ لدى شريحة كبيرة من المجتمع، ولا زالت آثاره باقية إلى اليوم، والمرتبط لدى الذهنية التونسية وعدة عائلات فكرية، بأنه أحد إنتاجات الوزير السابق محمد مزالي …

 

2/ لم يوضّح الكاتب ما تعرض له الاتحاد العام التونسي للشغل من محاولات تشقيق في عهد مزالي، وخلق كيان مضاد سمّي “بالشرفاء”، لمحاولة تضعيف الطبقة الشغيلة، اعتبرها البعض من المهتمين بأنها مثالا سيئا أصبحت مرجعا  للسطو على الشرعيات السياسية والحقوقية.

 

3 / لم يتناول الكاتب كذلك بدقة ملابسات أحداث ثورة الخبز، وتحديد المسؤولية السياسية على هذا الانفجار الاجتماعي، كما تحاشى التعريج على الخطاب المتلفز للسيد محمد مزالي في اليوم الثاني من اندلاع الأحداث

5 جانفي 1984، الذي وصف فيه المتظاهرين ضد ارتفاع أسعار الخبز، بالشرذمة ومروجي الأراجيف.

 

4 / تغافل الكاتب عن التعريج على خطاب صديقه محمد مزالي، على إثر الاعتداء الصهيوني على حمام الشط، حيث رآه الكثيرين من المتابعين  خطابا هزائميا، يخرّب الروح المقاومة ويحط من العزائم، حين صرّح قائلا: إن سيارة من نوع “أر4 ” لا يمكن أن تقارن بسرعة سيارة من نوع ” ب .م .دوبل ف “…

وإن كنا نتفهم عمق الصداقة بين الكاتب ومحمد مزالي، إلا أننا نعتقد أن توضيح الحقائق والاستدلالات التاريخية تبقى فوق كل الاعتبارات، إذ لا يمكن للأجيال أن تنسى تلك الوعود اليانعة المليئة بالآمال العرجاء، التي أطلقها الوزير الأول السابق محمد مزالي، منها مشروع “صرا ورتان” الذي حسب خطب مزالي المتناثرة سيشغل عشرين ألف مواطن، غير أنها ظلت وعودا بتراء وأحلاما من ورق…

 

5 / لا ندري لماذا أهمل الكاتب دور وسيلة بورقيبة في الأحداث، هل كان سهوا أم عمدا، رغم أنها كانت لها سلطة نحاسية، مستمدة من نفوذ زوجها بورقيبة قبل أن يطلقها… 

 

هذا ويعتبر ظلما طي الكتاب، دون أن نسجّل انه يستحقّ الكثير من التوريق، والتمعّن وإعادة القراءة والسباحة لفتح العديد من النوافذ والأبواب، لاستخراج معادن الرجال ومعادن الأصحاب، والاطلاع على مرحلة مضطربة، مرحلة ما قبل الانقلاب. 

 

(المصدر: موقع الوحدة الإسلامية بتاريخ 18 جانفي 2006)

بريد إليكتروني:

  alwihdah@alwihdah.com  

 

http://www.alwihdah.com/view.asp?cat=6&id=134

 


 

أسرته بحثت عنه طوال أربعين عاما ..

المغرب: اكتشاف قبر أحد أشهر معارضي الملك الراحل الحسن الثاني 

الرباط – خدمة قدس برس

 

قالت مصادر في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في المغرب، لوكالة “قدس برس” إنها اكتشفت قبر عبد الحق الرويس، الذي يعتبر واحدا من أشهر المختطفين في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

 

وقد اختطف الرويس في 12 آذار (مارس) عام 1964، عندما كان زعيما عماليا، وأحد رموز اليسار المغربي الناشئ، الذي كان يخوض معركة شرسة في مواجهة الملكية المغربية، في زمن بدأت تنحسر فيه الملكيات في العالم العربي، وتقيم “الثورات الشعبية” أنظمة جمهورية بديلة.

 

وأضافت نفس المصادر أنه تم أخذ عينات من الرفات، الذي ضمه القبر المكتشف قبل يومين، بمقبرة ابن مسيك بمدينة الدار البيضاء، وسيتم الإعلان الرسمي عن العثور على القبر، وشطب اسم عبد الحق الرويسي من لائحة مجهولي المصير، لإضافته إلى لائحة المتوفين، خلال ما يسمى بـ “سنوات الرصاص المغربية”.

 

وقد أمضت عائلة الرويسي العقود الأربعة الماضية في البحث عن عبد الحق، الذي اختطف من أمام مقهى أوليفري الشهير في مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للملكة، دون أن تجد له أي أثر.

 

وكانت هيئة الإنصاف والمصالحة، التي أنشئت بأمر ملكي، لكشف النقاب عن جزء من تاريخ المغرب المعاصر، اكتشفت عددا من المقابر الجماعية، وعشرات القبور، التي لم ينتصب فوقها أي شاهد، لتدل أهاليهم على مكانهم، لم تفلح في إعطاء جواب مقنع لأهالي العشرات من مجهولي المصير، وأشهرهم الحسين المانوزي، وعبد الحق الروسي.

 

وبعد اكتشاف مقبرة الرويس يفتح الباب من جديد أمام البحث في مصير بقية المختطفين والمختفين. وعلى الرغم من أن هيئة الإنصاف والمصالحة، أنهت مهمتها التاريخية، إلا أن مصادر منها تؤكد أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، سيستمر في تتبع الخيوط العالقة، من أجل الطي النهائي لصفحة من تاريخ المغرب المعاصر.

 

وفي محاولة للحصول على مزيد من المعلومات، اتصلت “قدس برس” بعدد من المسؤولين بعمالة ابن مسيك بمدينة الدار البيضاء، والقريبين من المنطقة، التي توجد فيها المقبرة المفترضة للرويسي، واعتذروا عن إضافة أي تفاصيل، إلى أن يتم الإعلان الرسمي عن هوية صاحب القبر، ووضع شاهد عليه، وتسليم عائلته شهادة وفاة من قبل السلطات المعنية.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 22 جانفي 2006)


 

العثور على قبرين يضمان رفات معارضين للملك الحسن الثاني…

تأكيد مغاربي على ضرورة تفعيل الاتحاد

الرباط – محمد الأشهب    

 

أعرب الوزير المغربي المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري عن أمل بلاده بمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي عبر التغلب على كل الصعوبات والاكراهات التي تعترض مساره. وحض الدول الأعضاء في الاتحاد لدى اجتماعه الى أعضاء مكتب مجلس الشورى للاتحاد المغاربي الذي انعقد في الرباط، على تفعيل العمل الاندماجي المشترك، مؤكداً أن شركاء المنطقة ينتظرون من دول شمال افريقيا تجسيد الاتحاد المغاربي على أرض الواقع.

 

أما رئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد الراضي فقال إن الظروف الراهنة تتطلب «إقرار منهجية جديدة في العلاقات المغاربية، أساسها الثقة المتبادلة وحسن الجوار والتضامن والحرص على استقرار دول الاتحاد ووحدته». ورأى ان السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة كل قطر من دول الاتحاد تكمن في التزام تحقيق المصالح المشتركة وتجاوز دواعي تعثر المشروع المغاربي، في إشارة الى الخلاف القائم بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء، والذي حال دون انعقاد أي قمة مغاربية منذ أكثر من عشر سنوات.

 

كما دعا المسؤول المغاربي الى تقوية الوضع التفاوضي لدول المنطقة ازاء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الشريك الاساسي للدول المغاربية.

 

ودعا رئيس مجلس الشورى التونسي محمد العفيف الى معاودة تفعيل آليات الاتحاد، بخاصة المصرف المغاربي الذي «لا يوجد مبرر لعدم انطلاق عمله»، مؤكداً أهمية الحوار بين مجلس الشورى المغاربي والمجلس البرلماني الأورو – متوسطي بهدف «ايجاد حلول للصعوبات التي تحول دون تحقيق أهداف عملية برشلونة. واعتبر الأمين العام للاتحاد الحبيب بولعراس أن وجود مجلس الشورى المغاربي «تأكيد من طرف القادة السياسيين على أهمية تمثيل الشعوب المغاربية في الدمج الجهوي».

 

الى ذلك، أعلن مندوب المغرب في الأمم المتحدة الديبلوماسي محمد بنونة ان بلاده تعتزم تقديم خطة تنص على حكم ذاتي في الصحراء الغربية الى الأمم المتحدة خلال المشاورات التي سيعاودها الوسيط الدولي بيتر فان فالسوم في المنطقة في وقت لاحق.

 

قبرا معارضين للحسن الثاني

 

على صعيد آخر (أ ف ب)، أفاد مصدر قريب من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في المغرب ان المجلس عثر على قبرين يضمان على الأرجح رفات معارضين مغربيين للملك الراحل الحسن الثاني اختفيا في العام 1964 والعام 1974.

 

وعثر على القبر الأول في الدار البيضاء، وقد تكون الرفات التي نبشت منه عائدة الى المعارض عبدالله رويسي الذي اختفى في الرابع من تشرين الأول (اكتوبر) 1964، على ما افاد المصدر ذاته.

 

اما الرفات الثانية التي عثر عليها في ضاحية الرباط فقد تكون لعبداللطيف زروال المعارض الذي اوقف العام 1974 وتوفي بعد نقله من مركز درب مولاي الشريف السري في الدار البيضاء الى مستشفى ابن سينا في الرباط. ولم تتسلم عائلته جثته ابداً.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 22 جانفي 2006)

 


البرغوثي للجزيرة: الانتخابات بداية الانتفاضة الديمقراطية  

 

أكد رئيس قائمة حركة فتح للانتخابات التشريعية الفلسطينية مروان البرغوثي الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي، أن هذه الانتخابات “خطوة كبيرة نحو الحرية والاستقلال وبداية الانتفاضة الديمقراطية”.

 

وقال في مقابلة مع مراسل الجزيرة، هي الأولى من نوعها منذ اعتقاله في أبريل/نيسان 2002، إن المشاركة الكثيفة المتوقعة في الانتخابات تعتبر “وفاء للشهداء والمقاومة”.

 

وأضاف في هذا الصدد أنه يجب التمسك بخيار المقاومة، مشيرا إلى أن سلاح المقاومة لا علاقة له بالفوضى الأمنية في الأراضي الفلسطينية.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن السماح للبرغوثي بالتحدث لوسائل الإعلام جاء لإعطاء بعض الدفع لفتح في مواجهة حركة حماس التي كانت إسرائيل تريد منعها من المشاركة في الاقتراع.

 

يأتي ذلك في وقت أكد فيه مسؤول حملة فتح الانتخابية نبيل شعث أن الحركة تجري اتصالات مكثفة مع عدد من أعضائها المستقلين لإقناعهم بالانسحاب من الانتخابات لصالح الحركة.

 

من جهته أعلن المدير التنفيذي للجنة المركزية للانتخابات عمار دويك، أن قرابة نصف الناخبين من عناصر الأمن الفلسطيني اقترعوا يوم أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة -وهو اليوم الأول المخصص للانتخابات التشريعية التي من المقرر أن تبدأ رسميا الأربعاء المقبل-، مشيرا إلى أن عناصر الأمن سيواصلون اليوم الإدلاء بأصواتهم.

 

وقد أقامت السلطة الفلسطينية 17 مركزا لتصويت رجال الأمن، ستة منها في قطاع غزة و11 في الضفة الغربية, وقالت إن الهدف هو تفرغ رجال الشرطة لتأمين سير الانتخابات يوم الاقتراع.

 

وفيما يتعلق بالقدس قال رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إن لجنة الانتخابات شرعت في توزيع بطاقات انتخابية على 6300 فلسطيني من مواطني القدس الشرقية للإدلاء بأصواتهم الأربعاء المقبل في مكاتب بريد إسرائيلية.

 

ويبلغ عدد الناخبين من سكان القدس الشرقية 25 ألفا, وستتمكن بقيتهم من الإدلاء بأصواتهم في مراكز اقتراع خارج القدس الشرقية.

 

تقلص الفارق

 

ومن المقرر أن يتوجه 1.3 مليون ناخب في الضفة الغربية وقطاع غزة لاختيار 132 نائبا للمجلس التشريعي الفلسطيني الذي تتنافس 11 قائمة ومستقلون للفوز بمقاعده.

 

وأظهر آخر استطلاع أجراه مركز فلسطيني لاستطلاع الرأي يديره الدكتور خليل الشقاقي تقدم فتح بـ42% على حماس التي أتت ثانية وحصلت على 35% ممن شملهم التصويت.

 

وحسب نتائج استطلاع آخر أجراه مركز للدراسات بالقدس ونشر أمس، حصلت فتح على 32.3% من الأصوات مقابل 30.2% لحماس.

 

وحلت ثالثة لائحة “فلسطين المستقلة” برئاسة مصطفى البرغوثي بنسبة 12.6%، تليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة أمينها العام المسجون في أريحا أحمد سعدات بنحو 7.6%. وتذيلت قائمتا البديل والطريق الثالث الترشيحات بنسبتي 6.1% و3.4%.

 

توعد موفاز

 

وبينما أفادت رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي بأن الحكومة الإسرائيلية قد تدرس اليوم خلال اجتماعها الأسبوعي نتائج احتمال فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، توعد وزير الدفاع شاؤول موفاز باتخاذ خطوات أحادية الجانب في الضفة الغربية إذا تيقنت إسرائيل من أن الفلسطينيين لن يكونوا شريكاً جدياً في السلام بعد انتخاباتهم التشريعية المقبلة.

 

 

وأوضح موفاز أمام مؤتمر يُعقد في مدينة هرتسيليا أن هذه الخطوات ستقوم على أساس تعزيز الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية، ومواصلة الاحتفاظ بالقدس كلها كعاصمة لإسرائيل.

 

وتوقع موفاز أن تحظى هذه الخطة، بدعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لكنه قال إنها لن تكون بديلاً عن اتفاقية سلام دائمة على أساس خارطة الطريق.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 22 جانفي نقلا عن وكالات)  


 

أوسلو ماتت وشبعت موتا وخارطة الطريق سنستبدلها بخارطة تحرير ..

 “حماس”: لسنا طالبان .. وتحالفنا مع مسيحيين ونساء وعلمانيين على قاعدة ثوابتنا 

 

القدس المحتلة – خدمة قدس برس (وحدة الدراسات والأبحاث)

 

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية، المقررة في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني (يناير) الجاري، تتزايد سخونة الحملات الانتخابية للفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة، وتنحو في بعض الأحيان منحى “الفضائح” الشخصية، والهجمات الإعلامية، التي تبحث عن نقاط ضعف الخصم، وتركز عليها، وتحجب ما سواها من نقاط القوة.

 

وتلعب المعلومات الاستخبارية و”الملفات الخاصة” والفضائح المفتعلة، دورا بارزا في تشويه الخصم، أكثر من قيام بعض الفصائل بالتعريف بنفسها وبمرشحيها وببرامجها للمواطن الفلسطيني.

 

ويرى مراقبون أنه بالنظر لأهمية ما سيترتب على نتائج العملية الانتخابية، على النظام السياسي الفلسطيني، وعلى مصالح عامة وفردية، ترسخت طيلة أكثر من عقد من الزمن، من وجود السلطة الفلسطينية، فإن ذلك يعتبر بمفرده كافيا لفهم سخونة الحملات الانتخابية، وجنوحها نحو “الفضائح” والاتهامات، أكثر من ميلها نحو البناء.

 

وبالنظر لكون المنافسة الحقيقية تكاد تنحصر بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في حين تأتي لاحقا، وعلى مسافة بعيدة، قائمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثم قائمة فلسطين المستقلة، التي يقودها مصطفى البرغوثي، تليها قوائم صغرى لقوى يسارية مختلفة، قد لا تضمن تجاوز نسبة الحسم، المحددة بـ2 في المائة من حجم الأصوات، فإن “الحرب” الانتخابية تكاد تنحصر بين القوتين الرئيسيتين: “فتح” و”حماس”.

 

غير أن مراقبين يرون أن خشية عناصر ولوبيات مصالح في حركة “فتح” وفي السلطة الفلسطينية، وعلى تخومهما، من أن تأتي نتائج الانتخابات بوضع قد يقوض تلك المصالح، ويستبدل أشخاص السلطة بآخرين، سواء جاء هؤلاء من “فتح” أو من “حماس”، قد جعل عناصر في حركة “فتح” وفي الأجهزة الأمنية تخوض حربها على جبهتين: جبهة داخل “فتح” وأجهزة السلطة لتثبيت قيادات ومسؤولين محددين واستبعاد ما عداهم، وجبهة لمواجهة “حماس”، ومنع تقدمها في الانتخابات، حتى لا يمثل تقدمها كارثة على تلك اللوبيات ومجموعات المصالح، وهو ما جعلها تلجأ إلى أسلوب “الحرب القذرة”، على حد قول مراقبين.

 

“حماس” فلسطين أم طالبان أفغانستان؟

 

وفي هذا السياق تتهم حركة “حماس” جهات نافذة في حركة “فتح” بالعمل على تشويهها، للتأثير على حظوظها الانتخابية. ويقول قادة في الحركة إن الحملة الانتخابية للعديد من مرشحي “فتح” وبعض قادة الأجهزة الأمنية سابقون أو حاليون، تركز على تشويه “حماس” ومرشحيها، أكثر من تركيزها على تعريف الناخب الفلسطيني ببرنامجهم.

 

وتقول “حماس” إن قادة ومسؤولين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية يتعمدون بث إشاعات باطلة عنها وعن مرشحيها، وأن جهات استخبارية في السلطة الفلسطينية تتعمد إصدار بيانات مزورة باسم “حماس”، أو باسم جهازها العسكري “كتائب عز الدين القسام”، أو باسم تنظيمات غير معروفة، بزعم أنها أجنحة تابعة للجهاز العسكري لحماس، تهدد الصحافيين والنساء والأقلية المسيحية.

 

ويذهب مراقبون إلى أن الحملة الانتخابية لعناصر في “فتح” وفي بعض قوى اليسار الفلسطيني، تركز على محاولة تصوير “حماس” باعتبارها نسخة فلسطينية من حركة طالبان الأفغانية، محاولين تخويف الفلسطينيين من وصول الحركة إلى السلطة، في حالة الفوز بالانتخابات التشريعية، على اعتبار أن وصولها إلى الحكم سيعني ضرب الكثير من المكاسب، التي ينعم بها المجتمع الفلسطيني والمرأة بصفة خاصة.

 

ووصل الأمر، كما يقول أحد المراقبين، إلى الحد الذي جعل مسؤولا إعلاميا في حملة حركة “فتح” الانتخابية، يطالب في برنامج تلفزيوني مجموعات كتائب القسام، الذين يطلقون الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية بإعلان موقفهم من حقوق المرأة قبل قيامهم بإطلاق الصواريخ، انطلاقا من اعتقاد مفاده أن موقف “حماس” من قضية تحرير المرأة هو موقف يمكن أن يكون قاعدة لتنفير النساء منها، وحرمان الحركة من أصوات قطاع واسع من المجتمع الفلسطيني.

 

ولا يعد هذا الموقف جديدا على التيار العلماني في العالم العربي، كما يقول مراقبون. إذ يرى هذا التيار أن موقف التيار الإسلامي، بما فيه حركة “حماس” من تحرير المرأة، موقف غير واضح، ويمكن الاستناد إليه، باعتباره نقطة ضعف رئيسية في خطاب الإسلاميين، ومن ثم تحريض النساء عليهم، أو على الأقل دفعهن إلى عدم التصويت لهم.

 

ومن القضايا، التي يجري التركيز عليها في الحملة على “حماس”، اتهام الحركة بمقاطعة انتخابات عام 1996 البرلمانية، على اعتبار أنها كانت تتخوف من الهزيمة فيها، وأنها عادت الآن لتقبل بما رفضته من قبل، إذ رفضت المشاركة في انتخابات تمت تحت سقف اتفاق أوسلو، وعادت الآن لتقبل بانتخابات تجري تحت سقف خارطة الطريق، وهي أدنى من اتفاق أوسلو، وذلك بسبب تهافت قيادات الحركة على مغانم السلطة المنتظرة، على حد قول المسؤول الأمني السابق والقيادي الفتحاوي محمد دحلان.

 

حماس: تحالفنا مع مسيحيين ونساء علمانيات

 

لكن “حماس” ترفض بشدة اعتبارها قوة تهديد للمجتمع الفلسطيني، مشددة على أنها ثمرة من ثمار هذا المجتمع، نبتت في مدنه ومخيماته وقراه، وترعرعت تحت سمائه وفوق أديم أرضه، وأنها ليست حركة مستوردة من الخارج، كما يقول قادتها. مثلما ترفض اعتبارها قوة تهديد لحقوق النساء أو للأقلية المسيحية، مشددة على أنها تحالفت مع بعض العلمانيين، من أصحاب السمعة الحسنة، والأداء الجيد، خلال الأعوام الماضية.

 

ويضرب الدكتور محمود الزهار مثلا على ذلك بأن الحركة أعطت ثقتها في رام الله لسيدة مسيحية وعلمانية في نفس الوقت، لتتولى قيادة بلدية المدينة. ويضيف أن حركته تدعم مرشحا مسيحيا في غزة، وتدعم مستقلين وعناصر معروفة بأنها “ليست ذات علاقة بحماس”، مشددا على أن الجامع الوحيد “أنها توافق على البرنامج الذي نطرحه، وشكلت في المرحلة الماضية مصداقية عملية في هذا المجال”.

 

ويشدد القيادي البارز في “حماس” على أن حركته لا تعتزم التفرد بالسلطة، ولا الهيمنة على مؤسسات المجتمع، وأنها تضع نفسها تحت محاسبة الناس ورقابتهم، مؤكدا أن حركته تعتمد التحالفات، ولا تلغي الآخرين، مشددا على أن “حماس” ستعمل من خلال التحالف مع الآخرين. لكنه يؤكد أن هذه التحالفات ستكون “تحالفات على البرامج، وليس على أساس ولاءات أو شراء ذمم، وهذه التحالفات ستطرح برامجها أمام الناس، وتطالب منهم محاسبتها ومراقبتها”، على حد قوله.

 

وبعيدا عن منطق الاستحواذ والسيطرة على كل شيء، يؤكد الزهار أن غرض دخول حركته الانتخابات التشريعية إنما هو اكتساب “الشرعية الدستورية حتى نتوج ما قدمناه من شرعية جهادية”. ويضيف أن من الأهداف أيضا، مواجهة الفساد، والمساهمة في البناء، بعد طرد الاحتلال من قطاع غزة، واضطراره إلى الخروج من مناطق واسعة في الضفة الغربية.

 

ولا يبعد إسماعيل هنية، رئيس قائمة “حماس” في الانتخابات البرلمانية، كثيرا عن موقف الدكتور الزهار، إذ يرى أن الغرض من مشاركة حركته في الانتخابات محاربة الفساد، الذي عشش في أركان السلطة، خلال الأعوام الماضية، وبناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة التعددية والديمقراطية، وعلى أساس شركاء في الدم شركاء في القرار، مشددا على أن حركة “حماس”، لا تريد أن تستفرد بقيادة الشأن الفلسطيني، وأنها حريصة على أن يفرز الفلسطينيون قيادتهم بأنفسهم، من خلال انتخابات شفافة ونزيهة، يكون الشعب الفلسطيني هو الفائز فيها، بغض النظر عمن حصل على مقاعد أكثر في البرلمان.

 

وفي حين يرفض هنية أن تكون “حماس” قد قبلت بالمشاركة في انتخابات تحت سقف اتفاق أوسلو، مشددا على أن “أوسلو” قد ماتت وشبعت موتا، وأن البيئة السياسية الفلسطينية الحالية، هي غير البيئة، التي جرت فيها انتخابات العام 1996، وأن الانتفاضة والمقاومة قد خلقت واقعا سياسيا جديدا، مغايرا لما نصت عليه اتفاقية أوسلو، يذهب الدكتور محمود الزهار إلى أن إحدى الغايات من مشاركة “حماس” في الانتخابات شطب “خارطة الطريق، التي تبدأ بتمزيق الشارع الفلسطيني، ودخولنا سيضع حداً لهذه الخارطة، ويضع خارطة جديدة، قد تكون خارطة تحرير”، كما يقول، في تأكيد واضح على رفض الحركة لأوسلو ولخارطة الطريق معا.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 20 جانفي 2006)

 


تمويل قائمتها يفوق تمويل “فتح” وحماس” ..

معارض فلسطيني: المخابرات الأمريكية حاضرة بقوة في الانتخابات التشريعية 

 

طولكرم (فلسطين) – خدمة قدس برس

 

أكد معارض وأكاديمي فلسطيني بارز، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، والولايات المتحدة الأمريكية، حاضرة بقوة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تتبنى قائمة حديثة في تكوينها وقديمة في شخوصها، وتغدق أموالا طائلة في دعايتها الانتخابية، مشيرا إلى أن قادة هذه القائمة، هم من القريبين جدا من السياسة الأمريكية، ومنهم من صنعته الولايات المتحدة، ليكون من قيادات الشعب الفلسطيني.

 

وقال أستاذ السياسة في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور عبد الستار قاسم “يقوم على ترتيب حملة هؤلاء الانتخابية، قادة مبادرة جنيف، التي تم رفضها فلسطينيا”، موضحا أنهم يعملون في “السر لصالح هذه القائمة، بسبب وضعهم المنبوذ”، منوها إلى أن عددا من عناصر القائمة معروف بتعامله مع الإسرائيليين، خاصة على صعيد الصفقات التجارية والمالية والسياسية، فيما ما يزال عدد منهم يتوارى، حسب تعبيره.

 

وأضاف قاسم أن قائمة CIA، ترمز حقيقة إلى نفوذ الولايات المتحدة، وستحصل على أصوات أكثر من قوائم فصائل فلسطينية، تناضل منذ أكثر من 40 عاما. ويأتي هذا حسب قوله “بفضل الأموال الطائلة، التي ضُخت لها، ومكنتها من تنفيذ حملة انتخابية تضليلية واسعة، في الشارع الفلسطيني”، مشيرا إلى أن حركتي “حماس” و”فتح”، وهما أكبر تنظيمين على الساحة الفلسطينية، لا يستطيعان مجاراة النفقات المالية لهذه القائمة.

 

وأوضح أن هذه القائمة ستبقى تحت المتابعة، لكن من الواجب الآن دق جرس التحذير، مشيرا إلى إنها مسؤولية الفصائل، التي تعلم بهذه القائمة، من أجل كشف مواقفها صراحة أمام الشعب الفلسطيني، على حد قوله.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 22 جانفي 2006)


 

حماس والانتخابات.. نظرة سريعة على حساب الربح والخسارة  

إبراهيم علوش (*)

 

من الصعوبة بمكان تلقي أي تحليل يمس مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية بشكل موضوعي ومحايد في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع على الجوائز والمواقع والمقاعد.

 

فحقيقة الأمر هي أن كل حرف يتفوه به المرء في هذا السياق سيتم تقييمه أولا من منظور أي طرف يفيد وأي طرف يضر، هنا والآن، انتخابيا أو سياسيا، لا من منظور القضية الفلسطينية ومصلحة الأمة مبدئيا أو إستراتيجيا.

 

لنضع الأمور “على بلاطة” كما يقال في العامية، فانخراط حماس بكل ثقلها الشعبي في انتخابات السلطة الفلسطينية التشريعية التي يفترض أن تجري في 25/1/2006 يثير الذعر في حزب السلطة نفسه وفي رموزه وأنصاره بعد أن تمتع بالحكم، إذا صحت تسمية السلطة الفلسطينية حكما، دون منافسة جدية منذ تأسس على قاعدة اتفاقيات أوسلو.

 

 

أما إحجام حماس عن المشاركة في الانتخابات فيصب مباشرة في مصلحة حزب السلطة… فلماذا تقدم حماس غزة مثلا، أو غيرها، مجانا للسلطة، حيث تتمتع بأغلبية أو بحقوق سياسية واضحة، خاصة أن “الأرض للسواعد التي تحررها” حسب أدبيات حركة فتح نفسها!!

 

بالمقابل، لا يغيب عن بالنا أيضا، من نفس المنظور الضيق جدا للحسابات الفصائلية، أن نقد حماس بسبب اشتراكها في انتخابات التشريعي، بعد إحجامها عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية في 9/1/2005 باعتبارها أحد إفرازات اتفاق أوسلو على حد تعبير حماس، سيفيد عمليا ويعزز من مصداقية طرفين:

 

1- التيارات الإسلامية أو غير الإسلامية الرافضة لفكرة المشاركة في الانتخابات، أي التيارات التي تقدم نفسها للشعب العربي الفلسطيني كبديل أكثر جذرية وتمسكا بالثوابت من حماس.

 

2- حزب السلطة نفسه على المستوى الإستراتيجي، وليس الانتخابي الآني، الذي يجهد لتقديم مشاركة حماس في انتخابات التشريعي باعتبارها تراجعا مبدئيا قدمته حماس ثمنا للحصول على الحكم، أو على حصة فيه.

 

وبالنسبة للنقطة الثانية بالتحديد، فلنلاحظ أن حزب السلطة قد يخسر تكتيكيا من مشاركة حماس في انتخابات التشريعي، ومن مشاركتها إياه في أجهزة السلطة التنفيذية، أي أنه قد يخسر مواقع ومقاعد قد تدفعه عنها حماس، ولكن حزب السلطة يسعى حثيثا في الآن عينه ليستثمر قرار حماس دخول انتخابات التشريعي منذ الآن بجد واجتهاد كبيرين:

 

أ- ليضرب شعبية حماس ضربة مفصلية في الشارع الفلسطيني بمقدار ما قامت تلك الشعبية على ابتعاد حماس عن مستنقع العملية السياسية، ومنها بالطبع أوسلو وأطرها.

 

ب- ليحقق شيئا من المشروعية لنفسه وللعملية السياسية التي وصلت خلال الأعوام الماضية إلى طريق مسدود، أي لإعادة إحياء الأمل في العملية السياسية في الشارع كما في السنوات التي أعقبت توقيع أوسلو مباشرة.

 

ج- وهو ما ينسجم في النهاية مع المطلب الصهيوني بإيجاد “شريك فلسطيني” في العملية السياسية، أي إيجاد غطاء من المشروعية السياسية والشعبية والقانونية لشريك فلسطيني مستعد وقادر على تقديم التنازلات التي تطلبها دولة العدو.

 

وبدون كبير عناء، يلاحظ كل من يتابع خطاب وسائل الإعلام والكتاب المناصرين لما يسمى “العملية السلمية” كيف يتم العزف تكرارا، علنا وبين السطور، على الأوتار الثلاثة أعلاه: “حماس تخلت وتراجعت… علينا إحراج “إسرائيل” بوضعها أمام شريك فلسطيني مفوض.. انفتح باب الأمل جزئيا.. يجب تجديد الهدنة لنزع الذرائع من يد “إسرائيل”.. هذه هي الطريق كما قلنا منذ البداية: العملية السياسية وليس غيرها.. وها هي حماس نفسها تنضم بدورها للعملية السياسية.. وبقي أن تتخلى عن سلاحها.. إلخ”.

 

وقد قدم أحد كتاب مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام المصرية الحالة باعتبارها تمثل مكسبا سياسيا لحماس يضعها في الآن عينه في مأزق فكري لأن الخطوة التي اتخذتها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية تتناقض مع خطها العقائدي ومع الموقف السياسي الذي بنت جزءا من شعبيتها على أساسه.

 

حماس بدورها لم تأخذ قرارها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية اعتباطا، بعدما رفضت المشاركة فيها عام 1996 لأنها تتم على قاعدة أوسلو وتستثني المقدسيين واللاجئين وتمنح الكيان الصهيوني حق نقض القرارات التي يأخذها المجلس التشريعي.

 

فالقرار السياسي داخل حماس يخضع عادةً لحوار كادري مطول بين أجزائها الأربعة في غزة والضفة والسجون والخارج. فإذا كانت المشاركة في انتخابات التشريعي قد خضعت لمثل هذا الحوار أيضا، فإن المعطيات الجديدة التي يمكن أن تكون قد أدت إلى تراجع حماس عن قرارها بمقاطعة انتخابات التشريعي يمكن تلخيصها في العوامل التالية:

 

1- قيادي داخلي: يتمثل في غياب قيادات ورموز أساسية من الذين كانوا يعتبرون معارضين للمشاركة في العملية السياسية مثل القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، ومثل القائد الشهيد صلاح شحادة، وإقامة جسم كبير من الكوادر المعارضة للانخراط في العملية السياسية خارج فلسطين.

 

2- فراغ جغرافي-سياسي: يتمثل في شبه الانسحاب الصهيوني من غزة الذي طرح فورا على بساط البحث مسألة من سيتولى إدارة القطاع وحكمه، ولو جزئيا. فكيف عندما تكون حماس القوة الرئيسية في القطاع؟!

 

3- فراغ سلطوي: يتعلق بغياب ياسر عرفات عن الساحة الفلسطينية وبروز انشقاقات وتصدعات في جسم حزب السلطة مما ترك بدوره فراغا سلطويا، وحسن من فرص تحدي هيمنة حزب السلطة على القرار الفلسطيني.

 

4- إخواني إقليمي: يلاحظ من خلال توجه حركة الإخوان المسلمون في الإقليم عامةً إلى مسايرة العملية السياسية في ظل الاحتلال كما في العراق، أو في ظل الحصار السياسي، كما في توجه الإخوان المسلمين السوريين للتعاون مع معارضة القيادة السورية الداعية لإسقاط النظام، أو في ظل أنظمة مقيدة باتفاقيات مع العدو الصهيوني كما في الأردن ومصر.

 

ويمكن أن نضيف لهذا النمط جنوح حماس للتقيد عامةً بالهدنة خلال عام 2005 حتى والعدو الصهيوني يخرقها مرارا ودون أن يفرج عن الأسرى مثلا، ودون أن يلقي لها بالا كما ظهر من كل سلوكه.. وتأتي تلك العمليات السياسية، حسب تقارير أميركية عدة، في سياق توجه أميركي للتحالف مع ما تعتبره الإدارة الأميركية حركات إسلامية “معتدلة” في مواجهة الحركات الإسلامية “المتطرفة”!

 

5- رسمي عربي: يرتبط بإطباق الأنظمة العربية الحصار على الانتفاضة الفلسطينية من كل حدب وصوب، وعدم فتح جبهات موازية أو مساندة إلا نادرا كما حدث في جنوب لبنان، وعدم تحرك القوى الشعبية العربية لنصرة الانتفاضة كما يجب أن تنصرها، وهو ما ترك الأنظمة العربية حرةً لتطوير علاقاتها التطبيعية مع العدو الصهيوني وإعادة إحياء العلاقات الديبلوماسية وتعزيز العلاقات الاقتصادية معه، وسمح للأنظمة العربية أن تمارس ضغوطا نشطة على حماس للقبول بالهدنة وللانخراط في العملية السياسية في ظل الاحتلال، تحت وطأة التهديد بقطع قنوات الدعم المالي الشعبي عنها حسب بعض التقارير، والتهديد بشكل مباشر بتصعيد الحملة ضدها، كما في طرد قيادات حماس من الأردن مثلاً.

إذن، عندما تقول حماس إنها قررت المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، بعد مقاطعتها عام 96، لأن ثمة معطيات سياسية جديدة على الأرض، فإن حدود تلك المعطيات لا تبعد كثيرا عن تلك المذكورة أعلاه.

 

ولا يستطيع عاقل أن ينكر أن هذه التغيرات في اللوحة السياسية لم تحدث أو أنها لا تلقي بظلالها على الأرض، فهي معطيات جديدة لا شك أنها تزيد من حمى المعركة الانتخابية ومن تدافع الأطراف المختلفة للسيطرة على الحيز المتاح.

 

ولكن، وهنا يكمن السؤال الأهم، إذا كانت المعطيات الجديدة تبرر انخراط حماس في العملية السياسية من وجهة نظر مصلحتها الآنية كتنظيم، فهل ينسجم انخراطها في العملية السياسية مع مصلحتها على المدى الطويل، أو مع مصلحة الأمة؟

 

بعض الكتاب التسوويين قد يضيف للأسباب المذكورة أعلاه، حول انخراط حماس في العملية السياسية في ظل الاحتلال، أن محمود عباس وأجهزة السلطة قاوموا بشدة المطلب الأميركي الصهيوني بنزع سلاح المقاومة بالقوة، رافضين الوقوع في فخ الحرب الأهلية، وتصدوا للأميركان والأوروبيين عندما هددوا وأوعدوا بقطع المساعدات بسبب مشاركة حماس في انتخابات التشريعي، وأن هذا الموقف “الوطني” من قبل السلطة يجب أن يقابله شيء من التقدير من قبل حماس وقوى المقاومة، مثل التنسيق معها والاعتراف بمشروعيتها ومثل الانخراط في العملية السياسية!

 

في الواقع من الحماقة بمكان أن يحاول حزب السلطة الإقدام على نزع سلاح المقاومة قبل نزع مشروعيتها، وإضعاف شعبيتها، وزعزعة مصداقيتها السياسية.

 

ومن هنا يضغط الاتحاد الأوروبي وتضغط الإدارة الأميركية والكيان والصهيوني لكي تجبر حماس على الممالأة في قضية سلاح المقاومة وفي موقفها من حق دولة العدو في الوجود.

 

وفي وصلة من العزف المنفرد، على هامش الأوركسترا الدولية، يؤكد أبو مازن أن حماس إذا شاركت في العملية السياسية فإنما تفعل ذلك على قاعدة أوسلو، وأنها إذا شاركت تصبح حزبا سياسيا لا حاجة له بالسلاح.

 

وحماس -شاءت أم أبت- تشارك في الانتخابات التشريعية على قاعدة أوسلو، فهذا المجلس التشريعي:

 

1- أحد المؤسسات التي أفرزها اتفاق أوسلو.

 

2- ولا يملك أية صلاحيات تفوق سلطات الاحتلال، حسب المادة 18، البند الرابع (أ) من الاتفاقية المرحلية الموقعة في 28/9/1995.

 

3- وترتبط المشاركة فيه مباشرة باستحقاق سياسي اسمه بالخط العريض خريطة الطريق أو أي أسوأ يخلفها. وكون العدو يعتبر اتفاقية أوسلو ميتة، فإن ذلك يعني أنه غير معني بالالتزام بها، ولا يعني ذلك أبدا أن الفلسطينيين في حل منها، ولنا في أسلوب تطبيق اتفاقية الهدنة لعام 2005 خير مثال.

 

 

باختصار ثمة تنازل مبدئي وجوهري في مشاركة حماس في انتخابات التشريعي، فحتى لو حققت مكاسب سياسية عظيمة من تلك المشاركة فإنها ستكون طعما سياسيا ساما، يحرقها شعبيا، ويضعفها أمام قواعدها، ويخلط ألوانها وأوراقها بألوان وأوراق السلطة.

 

وهو ما يعني نزع سلاحها السياسي، وهو أخطر أنواع نزع التسلح، تمهيدا لنزع سلاحها الفعلي، أي تمهيدا للمجزرة التي سيكون ارتكابها أسهل بكثير إن لم تعد المقاومة مقاومة، فارتبطت بالمفاوضة والمهادنة وإلى ما هنالك مما احترفه حزب السلطة.

 

ويزيد الوضع سوءا إذا حصلت حماس على أغلبية في التشريعي تؤهلها للمطالبة بحصة في الحكم أو بتشكيل وزارة، وهو ما يدخل حماس متاهة العلاقة المباشرة مع الطرف الأميركي الصهيوني.

 

ولذلك يدعو بعض الكتاب المناصرين لحماس إلى أن تكتفي بوجود أقلوي في التشريعي يمكنها من مراقبة أداء السلطة الداخلي والخارجي فحسب، خاصة ملفي الفساد والتفريط في التفاوض، سوى أن مثل هذا المنطق لا ينطلق من العوامل التي دفعت حماس لدخول الانتخابات أصلا، كما أشرنا أعلاه، كما أن وضع حدود لفساد وتفريط السلطة التفاوضي يتطلب في النهاية الانخراط في السلطة وفي التفاوض!!!

 

وفي أحسن الأحوال تقدم مشاركة حماس في انتخابات التشريعي مشروعية للعملية السياسية في ظل الاحتلال، وتعيد بالتالي إحياء عملية أوسلو إذا كان العدو الصهيوني قد قبرها بتعنته.

 

(*) كاتب فلسطيني

 

(المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 20 جانفي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

2 février 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3177 du 02.02.2009  archives : www.tunisnews.net   Luiza Toscane Tunisie : reprise sous haute

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.