الأحد، 22 فبراير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3197du 22 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبـــــــــار الحريـــــــــــات في تــــــــــــونس

السبيل أونلاين:منع النصراوي والهمّامي من زيارة الطلبة المضربين

فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: القيروان،المنستير، المهدية وسوسة:بيـــــــــــــان

اسكندر الدخلي:كاتب عام المكتب الفيدرالي ببنزرت:بيـــــــــــــان

حركة النهضة تتضامن مع المناضل الكبير الأستاذ معطر

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيــــــــــــــــــــــــان

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع بنزرت : بيـــــــــــــــــــــــــان

الشباب الديمقراطي التقدمي اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي:بيان

السبيل أونلاين:السلطة الأمنية التونسية تتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:اعتداء على الحق النقابي في مؤسسة دار الانوار

نورالدين بن عمار: ما هي الأسباب الحقيقية لتهديد كاتب عام جامعة التعليم العالي و البحث العلمي بالاستقالة ؟

النوري بن سليمان:شهرا بعد إمضاء المركزية النقابية على اتفاقية الزيادات الخصوصية  أين ردّ جامعة التعليم العالي  ؟

البديـل عاجل:تغطية للمؤتمر السّابع للاتحاد الجهوي للشّغل ببنعروس

البديـل عاجل:قبل أشْهُرٍ فقط من المهزلة الانتخابية: ماذا أعدّت المعارضة لإفشال مخططات بن علي؟

البديـل عاجل:أخبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار الجامعة

البديل عاجل :حرية الإعلام عصية أبدا على الحرية

البديـل عاجل:صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت الشباب

جيلاني العبدلي: تونس: وطن وبوليس ورشوة : في منطقة الأمن الوطني بباجة (3)

بحري العرفاوي. : كوافيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُ!!

صابر التونسي : سـواك حــــــــــــــــــــــار (114)

محمـد العروسـي الهانـي : طموحاتنا لدعم المناخ السليم تتضاعف و تزداد يوما بعد يوم

راشد الغنوشي:المؤسسة الإسلامية الغربية في عصر العولمة

عماد الدائمي:الحرب على غزة.. المعركة الحقيقية والنصر المبين

برهان بسيس:البعد الآخرأمريكا ومطلب الإصلاح في المنطقة العربية: ما الذي سيتغيّر؟!

القدس العربي: مفاوضات حول 4 أسرى ترفض تل ابيب اطلاقهم بصفقة شليط

بلال الحسن:وهل نقول وداعاً لشعار «الاعتدال والممانعة»؟

جمال قارصلي:يهودي أرثوذكسي يتضامن مع مسلم ضد اللوبي الإسرائيلي في ألمانيا

فروانة : سجل فصائل منظمة التحرير حافل بالعديد من عمليات تبادل الأسرى ..

آي بي إس :خلافات عميقة بشأن إيران وفلسطين: بوادر عاصفة في سماء العلاقات الإسرائيلية الأمريكية

طارق الكحلاوي :أراء وقضايا : في الإسلاموفوبيا (2)


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

 
 
 
 


لا تنسوا رمز عزتنا  الأسير القائد الد . الصادق شورو أسير الأقصى و أسير الزيتونة و جهان لمظلمة واحدة .

                      
 بقلم : رافع القارصي   بسم الله رب المستضعفين و الشهداء و الأحرار السلام على الأسير الحر الرمز القائد المجاهد  الدكتور الصادق شورو  السلام على شرفاء و أحرار قيادة المقاومة المدنية في الحوض المنجمي في معتقلات الصنم النوفمبري   السلام على معتقلي معركة المسجد و الكرامة من شباب الصحوة   ليس أقسى على السجين و على عائلته بعد محنة الإعتقال من محنة أشد مرارة على النفس  مثل محنة النسيان  . نسيان تضحيات السجين و آلامه و نسيان عذابات الأهل و الأبناء و نسيان القضية و المشروع الذي من أجله سجن و إعتقل و توارى عن الأنظار بعيدا عن الأهل  و الأحبة  و الخلان . إذا كان الإعتقال جريمة يمارسها نظام البداوة السياسية الحاكم في تونس في حق الأحرار و الشرفاء إنتقاما من صمودهم و جرأتهم و تنكيلا بهم و إرهابا لشعبنا و لنخبه فإن جريمة النسيان جريمة  هي الأخرى لا تقل فضاعة عن جريمة الإعتقال السياسي لكن نمارسها نحن جميعا نخب و حقوقيين  مدونيين و إعلاميين  مناضلين و سياسيين بدون قصد ولكن تتسبب  هي الأخرى في آلام و عذابات بالنسبة للسجين الذى لم يكن يتوقع يوما أن تنسى تضحياته بهذه السرعة و أن تتحول قضيته إلى قضية ثانوية لا تكاد تذكر إلا قليلا بعدما جرفت مشاغل الحياة كل الحصون  فأتلفت الذاكرة و عطلت الإرادة فتثاقلنا جميعنا أو نكاد إلى الأرض .  وهكذا يدفع  أسير الحرية الرمز الد. الصادق شورو ثمن العزة و الكرامة باهضا جدا مرة بفعل سياط الجلادين و مرة بفعل سياطنا نحن عندما غفلنا عن نصرته وإكتفينا بهبة إحتجاجية عابرة  سرعان ما خمدت لنلتفت بعدها إلى متاع الدنيا نلهث وراءه  بلا حتى . أنا متأكد بأن الكثير منا  سيعتذر بمعركة غزة كسبب رئيسي في تجميد الإهتمام بقضية الدكتور الصادق شورو على إعتبار أن أعناق الأمة كانت مشدودة إلى أرض الرباط أين دارت معركة الفرقان التاريخية . إن هذا الدفع بالرغم من وجاهته الظاهرة فإنه في تقديري لا يمكن أن يصدر إلا على عقل سياسي مزاجي و قاصر لا يقدر على التأليف بين النضال من أجل الحرية  و النضال من أجل التحرير إذ أيعقل أن تتدحرج قضية مقاومة الإستبداد و هو إحتلال داخلي إلى مرتبة ثانوية من إهتمامنا الإعلامي و حراكنا السياسي كلما تحركت الأوضاع في أرض الرباط  و كلما إشتعلت المواجهات مع العدو الصهيوني ؟؟؟ إلى متى تظل النخب التونسية عاجزة عن الربط بين الإنخراط في مقاومة الإستبداد و فرض الإصلاح السياسي و الحريات و بين  الإنخراط في حمل هم القضية المركزية لأمتنا قضية  فلسطين  . ألا يمكن أن تكون قفصة إلى جانب غزة رمزان لعزتنا ؟ ألا يمكن أن يكون أسير الأقصى و أسير الزيتونة و جهان لمظلمة واحدة و ضحايا لعدو و احد ؟؟؟ ألا يمكن أن نناضل بالتوازي من أجل تحرير الأرض هناك وتحرير الإنسان هنا بدون فصل بين الجبهتين ؟؟؟.  الإجابة ستكون بالقطع نعم و نعم وألف نعم إلى آخر نفس إن الأقصى و الزيتونة و قفصة و غزة و سعيد صيام و الهاشمي المكي و الرنتيسي و سحنون الجوهري كلهم عناوين لمعركة واحدة معركة تحرير الأرض و الإنسان من أجل إستئناف دورة حضارية جديدة لأمتنا نكون فيها  شهداء على الناس كما أراد لنا ربنا سبحانه و تعالى . لقد إستوعب أبطال الحركة و الشعب هذه الرؤية  السياسية الجامعة التى لا تفصل بين قضية الحرية و قضية التحرير عندما كانوا في زنزانات حلفاء العميل دحلان  في تونس فخاضوا العديد من إضرابات الجوع الرمزية مساندة لأهلنا في الأرض المحتلة  أيام إنتفاضة الأقصى المجيدة بالرغم من أهوال التعذيب و القمع و ظروف الإعتقال القاسية التي كانوا يعانونها . هكذا كان أبطالنا و هكذا كان أسيرنا الشيخ الدكتور الصادق شورو منحازا لقضية الأمة و هو  في سجون الإحتلال النوفمبري و مدافعا عن قضايا الحق و العدل و الحرية  و هو واقف في قفص الإتهام  في ديسمبر من السنة الماضية حيث ركز ” مرافعته ” التاريخية على حق العودة الكريمة لأرض الوطن لكل المبعدين لأسباب سياسية بدون قيد أو شرط و في إطار سن العفو التشريعي العام و تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة . ألا يستحق هذا الرمز الوطني و الإسلامي و الشعبي هبة إحتجاجية جديدة نكسر بها الحصار المضروب على قضيته و نرفع بها التعتيم الإعلامي و نوجه بها الرأي العام الحقوقي الدولي  للإهتمام من جديد بملفه و ملف كل سجناء الرأي في تونس و على رأسهم القيادة النقابية في الرديف الشهيدة   . إن صمتنا و تقاعسنا مشاركة في الجريمة لا تستفيد منه إلا سلطة 7 /11 و لا أدل على ذلك من إرجاء النظر في مطلب الإستئناف إلى يومنا هذا و تحويل مكان إحتجازه من سجن المرناقية إلى معتقل الناظور سئ الذكر  في مخالفة صريحة لمنطوق نصوص القانون التونسي النافذ  و في تعارض فاضح لما إستقر عليه العمل  فقها و تشريعا في المحاكم التونسية و ذلك لمزيد التنكيل و التشفي  قصد كسر إرادته و إبعاده عن أسرته لإرهاق كاهلها  و الإمعان في إبتزازه . إن الوفاء للدكتور الصادق شورو و لكل سجناء الرأي في تونس يتطلب منا و بسرعة التحرك الميداني و بكل الوسائل الإحتجاجية السلمية و التى يسمح بها القانون من إعتصامات أمام ممثليات السلطة في كل المنافي المختلفة  و عقد الندوات الإعلامية إلى جانب التواصل مع أسرته الممتحنة لما في ذلك من رفع للمعنويات و شحذ للهمم . إن سرعة التحرك اليوم واجب شرعي و سياسي ووطني و أخلاقي و إنساني لا يتخلف عليه إلا من تثاقل إلا الأرض و رضي بأن يكون مع الخوالف و لا يلتحق به إلا من كان شريفا  عزيزا إختار أن يكون مع الذين صدقوا الله ما وعدوه  فلم يبدلوا تبديلا  هذه عناوين معركة الفرقان في نسختها التونسية  فآحرص أخي القارئ على حسن إختيار موقعك  فيها فلا تلتفت إلى دنيا تصيبها أو متاع زائل  تتركه لورثتك و عاهد ربك من جديد على أن تكون فارسا من فرسان الحرية أينما كنت و آعلم أن شرف الرجال يكمن في مقاومة الإستبداد و الطغيان.


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com
تونس في 27 صفر 1430 الموافق ل 22 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    اعتداء بالعنف الشديد على معز الجماعي و غزالة المحمدي و رشاد المحمدي: اعتدى 12 عونا من أعوان البوليس السياسي تحت إمرة رئيس منطقة الشرطة بقفصة المدعو فاكر فيالة و رئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي صباح اليوم الأحد 22 فيفري 2009 بالعنف الشديد على المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين السيد معز الجماعي عضو منظمة حرية و إنصاف و الآنسة غزالة المحمدي و السيد رشاد المحمدي أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي ، و قد خلف هذا الاعتداء كسرا بيد السيد معز الجماعي و سقوطا على مستوى الأذن استوجب شهادة طبية و راحة بعشرين يوما، كما تمت مصادرة محتويات محفظته الشخصية ، أما بالنسبة للسيد رشاد المحمدي فقد تم حجز بطاقة تعريفه و الاعتداء عليه بالعنف و تحذيره هو و الآنسة غزالة المحمدي من مغبة العودة إلى قفصة و اجبروهما على امتطاء سيارة أجرة باتجاه مسقط رأسهما بقصر قفصة، كما تم تهديد السيد معز الجماعي بالاعتداء عليه مرة أخرى في صورة عودته إلى قفصة و أجبروه على امتطاء الحافلة باتجاه قابس و أخبروه بأن هذا هو جزاء ما يكتبه في الانترنات.

و حرية و إنصاف:

تندد بشدة بالاعتداء السافر الذي تعرض له معز الجماعي و غزالة المحمدي و رشاد المحمدي و تدعو إلى وقف هذه الممارسات و المضايقات المسلطة على المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين نظرا لتفاقم هذه الجرائم و تسارع وتيرتها في الأيام الأخيرة خصوصا الاعتداءات التي يقوم بها رئيس منطقة الشرطة بقفصة المدعو فاكر فيالة و رئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي و تطالب بفتح بحث في الموضوع و تقديم المعتدين إلى القضاء. 2 ) استمرار محاصرة منزل الصحفي عبد الله الزواري: لا يزال أعوان البوليس السياسي يحاصرون منزل الصحفي المنفي في وطنة السيد عبد الله االزواري لليوم الرابع على التوالي .

و حرية و إنصاف

تدعو أحرار العالم من ناشطين حقوقيين و مناضلين سياسيين و صحفيين و منظمات و أحزاب للاتصال بالصحفي عبد الله الزواري للتعبير له عن تضامنهم معه و مساندتهم له و رفضهم لما يخضع له من مضايقات و اعتداء على حريته و تهديد لسلامته.  رقم الهاتف:  21.530.601 عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


منع النصراوي والهمّامي من زيارة الطلبة المضربين

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس وقع اليوم الأحد 22 فيفري 2009 ، منع الناشطة الحقوقية ورئيسة جمعية “مناهضة التعذيب” راضية النصراوي ، وحمّة الهمامي رئيس “حزب العمال الشيوعي التونسي” من الدخول الى مقر الإتحاد العام لطلبة تونس ، أين يقيم الطلبة المضربون عن الطعام منذ 10 فيفري 2009 ، وقد تم دفعهم والإعتداء عليهم لفضيا . جدير بالذكر الى أن الحالة الصحية للطلبة المضربين قد ساءت اليوم ، وقد شكى توفيق اللواتي من التهاب بالمعدة ، و أصيب محمد بوعلاّق التهاب بفمه ، أما علي بوزوزية فقد قضى هذا اليوم في حالة اغماء متقطعة .   ولم تعر السلطة الى الآن الطلبة المضربين اهتماما رغم انعكاسات الإضراب على صحتهم .   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 22 فيفري 2009 )


فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: القيروان،المنستير، المهدية وسوسة 22 فيفري 2009 بيـــــــــــــان
اثر دخول مجموعة من الطلبة في إضراب عن الطعام منذ 11 فيفري 2009 بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس ، وأمام تدهور الوضع الصحي لبعضهم ، فان فروع الرابطة الممضية أسفله: ·ترفض محاسبة الطلبة على أرائهم النقابية أو السياسية وتعتبر أن التعليم حق دستوري لكل الطلبة مهما كانت اختلفت مشاربهم. ·تدعو سلطة الإشراف للتراجع في قرار طردهم والسماح لهم ولغيرهم من الطلبة المطرودين للأسباب نفسها بالرجوع  لمقاعد الدراسة بكلياتهم. ·تحمل الإدارات المسيرة في كلياتهم ووزارة الإشراف مسؤولية تدهور وضعهم الصحي. ·تهيب بكل مكونات المجتمع المدني من اجل شد أزر الطلبة المطرودين حتى يستعيدوا حقهم في الدراسة.
عن هيئة فرع القيروان : مسعود الرمضاني عن هيئة فرع المنستير: سالم الحداد عن هيئة فرع سوسة : جمال مسلم عن هيئة فرع المهدية: محمد عطية  


اسكندر الدخلي كاتب عام المكتب الفيدرالي ببنزرت بيـــــــــــــان بنزرت في 2009/02/20  

يدخل رفاقنا يومهم الحادي عشر من الاضراب عن الطعام بالمقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس بعد اعتصام بيومين لم تجب عنه السلطة لا ايجابا و لا سلبا و لدلك ارتاى رفاقنا الدخول في اضراب عن الطعام مفتوح عنوانه عودة المطرودين الى مقاعد الدراسة و الافراج عن المساجين الدين يقبعون مند حوالي 7 اشهر بالسجن و مضمونه ايقاف الهجمة التي تشنها السلطة على الحركة الطلابية ممثلة في الاتحاد العام لطلبة تونس و دلك باحالة الرفاق على مجالس تاديب صورية وتوجيه تهم مدنية لهم. كما ندكر اننا على ابواب انعقاد المؤتمر الوطني الموحد الدي تم رفض انعقاده من طرف سلطة الاشراف مرتين حيث لم تلتزم فيها بالمفاوضات لكن هده المرة نحن ملتزمون هده المرة بموعد انعقاد مؤتمرنا ايام 12/11/10 افريل بكلية العلوم ببنزرت عهدا اخدناه على انفسنا. و ان كانت السلطة تعول كثيرا على الانحلال الداخلي صلب الاتحاد جراء التاجيل فهي واهية و نعلمها ان التاجيل لم يزدنا الا اصرارا صلابة و ثبات نحو انجازه في موعده و ان كانت السلطة تعول على نفاد صبر المضربين عن الطعام و على تدهور حالتهم الصحية فالمضربون اقسموا على الموت جوعا ان لم تحقق مطالبهم. من موقعنا كمكتب فيدرالي بكلية العلوم ببنزرت و ايمانا منا بضرورة عودة رفاقنا الى مقاعد الدراسة و اطلاق كافة مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس: -نعبر عن مساندتنا لكل الرفاق المضربين عن الطعام في يومهم العاشر و نشد على ايديهم لمواصلة حركتهم النضالية حتى تحقق اهدافها. -نشكر اولا زملائنا الطلبة بكلية العلوم ببنزرت الدين عن مساندتهم للمضربين و شرعية مطالبهم و دلك بمشاركتنا الاجتماعات العامة الاعتصامات و الاضرابات. -كما نشكر كل من ساند الرفاق بالحضور بمقر الاضراب او المهاتفة او بالارساليت لو ببيانات المساندة. مازلنا نتحلى بروح المسؤولية و النضالية ;محمد بوعلاق محمد السوداني توفيق اللواتي ايمن الجعبيري قيس بوزوزية علي الفالح …نعتقد ليسوا بخطر على الجامعة بل مناضلين برهنوا في اغلب المحطات مدى نضجهم و التزامهم لدلك نطالب باعادتهم الى مقاعد الدراسة و اطلاق كافة مساجين الاتحاد و رفع كل التتبعات ضدهم. ندعوا كل الرفاق و الطلاب الى ضرورة انجاح الاضراب الوطني يوم 26 فيفري 2009 تحت شعار “من اجل عودة المطرودين من اجل الافراج عن المساجين من اجل اتحاد مستقل في خدمة الطلبة و من اجل جامعة في خدمة الوطن. اسكندر الدخلي كاتب عام المكتب الفيدرالي ببنزرت  

بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تتضامن مع المناضل الكبير الأستاذ معطر

   

صعّدت  السلطات التونسية  حملتها المنظمة  ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتسليط عقوبات جبائية عليه بخلفية سياسية  بهدف معاقبته على نشاطه الحقوقي والسياسي المعروفين محلياً ودولياً، ومن ورائه ردع النشطاء الحقوقيين والسياسيين والذين يتجرؤون  على فضح  ممارسات السلطة المخلة بأبسط حقوق الإنسان.   وكان الأستاذ معطر وما زال من أبرز المحامين المدافعين عن حركة النهضة خلال سلسلة المحاكمات التي استهدفت قيادتها ومناضليها. كما أنه من ابرز الشخصيات الوطنية المناضلة من أجل رفع الظلم والاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة للشعب التونسي. فكان “جزاؤه” التضييق عليه والتنكيل به إلى حد الإصرار على تجريده من أملاكه ومحاصرته وتفقيره،  إذ لم تكتف السلطة بحرق سيارته في مناسبتين سابقتين (المرافعة في قضية حركة النهضة  والطعن في الإستفتاء الخاص بـ«التحوير الدستوري الجوهري ») بل تجاوز الأمر إلى العقاب الجبائي، حيث  قامت إدارة الجباية ودون انتظار قرار المحكمة، بإجراء عُـقلة توقيفة على حسابه البنكي  يوم 12 سبتمبر 2008 ، ثم عُقلة تنفيذية على سيارته و سيارة نجله في 10 أكتوبر 2008 ثم في 24 جانفي 2009 بعقلة تنفيذية على محل سكناه، وطالبته بدفع مبلغ232.530.855 دت.   إن حركة النهضة:    ·تدين هذه الأساليب القمعية في التعامل مع النشطاء الحقوقيين و كل من يعبر عن رأي مخالف للسلطة ·تشجب بشدة توظيف أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والجبائية ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر ورموز المجتمع المدني لترهيبهم وثنيهم عن مواصلة نضالاتهم ·تطالب بالكف عن الإجراءات الثأرية المسلطة على الأستاذ عبر المضايقات الأمنية واستخدام إدارة الجبايات لتصفية معارض أصيل. كما تطالب  بضمان محاكمة عادلة لملفه الجبائي وتوقيف التنفيذ على مكاسبه ·تعبرعن تضامنها مع الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي يتولى الأستاذ معطر الرئاسة بالنيابة فيها ·تثمّن مواقف الهيئات الحقوقية في الداخل والخارج ولجان المساندة للأستاذ معطر التي تبنت قضيته وقامت بتحركات لمساندته، وتدعو إلى مزيد الضغط على السلطة من أجل إيقاف هذه المظالم والتصدي لكل محاولات المعاقبة  بالجباية في تونس. ·تؤكد على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية وتعهدات تونس الخاصة بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان   لندن 22 فيفري2009   الشيخ راشد الغنوشي  رئيس حركة النهضة  


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال  بيــــــــــــــــــــــــان

 

تواصل السلطة التضييق على نشاط الحزب الديمقراطي التقدمي و استهداف مناضليه و محاصرة صحيفته في محاولة متجددة للحد من انتشاره و لمنعه من القيام بوظيفته كقوة سياسية، عشية الانتخابات العامة لسنة 2009 فبعد سلسلة القضايا المرفوعة ضد جريدة الموقف و مسؤوليها و التي بلغت 12 قضية، تعود السلطة مجددا لمحاصرة هذا الصوت الإعلامي الحر بالضغط على شركة التوزيع الخاصة لمنع توزيع العددين الأخيرين من الصحيفة في الأسواق لتكبيدها خسائر مالية – و هي المحرومة أصلا من الإشهار و الدعم العمومي – و لحملها على الاحتجاب و يتواصل تعرض شباب الحزب للملاحقة و الاعتداءات اللفظية و الجسدية من قبل أعوان الأمن خاصة بجهة قفصة (جنوب البلاد) أين تعرض صبيحة هذا اليوم ثلاثة من مكتب الشباب (غزالة محمدي و معز الجماعي و رشاد محمدي) إلى المحاصرة و التعنيف الشديد بهدف الضغط عليهم للتوقف عن كل أشكال التضامن مع المناضل رشيد عبداوي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي المحكوم عليه بـــ 4 سنوات سجنا في قضية الحوض المنجمي. و مازال معز الجماعي إلى حد الآن رهن الاحتجاز التعسفي و في بنزرت (شمال البلاد) عمدت السلطة ظهر أمس إلى قطع الطريق أمام المدعوين للمحاضرة في مقر جامعة الحزب مما حال دون عقد اجتماع سياسي عام بالجهة إن ما يتعرض له الحزب الديمقراطي التقدمي يأتي في إطار تزايد حالة القمع و الانغلاق التي تعيشها البلاد و التي تشمل مختلف وسائل الإعلام الحرة و منظمات المجتمع المدني و يؤكد خطورة و تدهور أوضاع الحريات العامة و الفردية في تونس ما يجعل من مهمة الإصلاح السياسي مطلبا لا يحتمل التأجيل إن الحزب الديمقراطي التقدمي، إذ يدين بشدة محاولة استهداف دوره الوطني بمحاصرة مؤسساته و بالتضييق على مناضليه، فإنه: – يجدد التزامه بالنضال من أجل تطوير الحياة السياسية و تحمل مسؤولياته كاملة إزاء الاستحقاق الانتخابي القادم بما يبقي باب الأمل مفتوحا أمام التونسيين رغم كل العراقيل و الصعوبات – يحيي صمود شبابه ويدعوه إلى التمسك بخيار العمل القانوني و السلمي طريقا للتغيير السياسي المنشود يما يؤمن بلادنا ضد مخاطر العنف و الفوضى – يقرر تنظيم حملة سياسية للوقوف ضد هذه الانتهاكات و الدفاع عن حقه في العمل السياسي المستقل و الدفاع عن حق التونسيين في انتخابات حرة و نزيهة يختارون فيها من يمثلهم بعيدا عن كل أشكال الضغط و الإكراه. تونس في 22 فيفري 2009 مية الجريبي الأمينة العامة
 

L.T.D.H الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع بنزرت  Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte 75    شارع فرحات حشاد  بنزرت  7001  ــ  الهاتف 435.440 72 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  بنزرت في 21 فيفري 2009 بيـــــــــــــــــــــــــان  
 
 
تولت عناصر من البوليس السياسي بمدينة بنزرت اليوم السبت 21 فيفري منذ الصباح الباكر محاصرة كل من السادة محمد الهادي بن سعيد ، و علي الوسلاتي ،و محمد الزار أعضاء المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ومحمد الحشاني، وسامي الرايس عضوي جامعة بنزرت لنفس الحركة ومنعهم من الذهاب إلى  تونس حيث كانوا يعتزمون تنظيم اجتماع احتجاجي حول سياسات حركتهم بالمقر المركزي بالعاصمة صحبة مجموعة من عناصر الحركة بجهات أخرى من البلاد.    إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:   –  يدين هذا الاعتداء على الحرية الشخصية و حرية التنقل .   – يعبر عن انزعاجه من تدخل الشرطة السياسية في الخلافات الداخلية لأحزاب المعارضة   – يعتبر أن الخلافات الداخلية للأحزاب تحل ضمن هياكل الأحزاب و لا دخل لعناصر الشرطة  فيها التي من المفروض أن تلتزم الحياد بين مختلف الأطراف السياسية.    عن هيأة الفرع الرئيس  علي بن سالم
 


الشباب الديمقراطي التقدمي اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 22 فيفري 2009 بيان  
 
اعتدت عناصر الأمن السياسي بمدينة قفصة بالعنف الشديد على الرفاق معز الجماعي و غزالة محمدي ورشاد محمدي أعضاء الشباب الديمقراطي التقدمي أثناء تواجدهم بمحطة النقل بقفصة وهم يستعدون لزيارة عائلة الرفيق المناضل سجين الرأي رشيد عبداوي. ولم يكتف أعوان الأمن السياسي بالاعتداءات اللفظية والمادية على المناضلين الشبّان فقاموا أيضا باختطاف الرفيق معز الجماعي منسّق مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس وعضو اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي و اقتادوه إلى جهة مجهولة ولا يزال إلى حد صياغة البيان رهن التوقيف. كما حجز أعوان الأمن بطاقات التعريف الوطنية لكل من الرفيقين غزالة محمدي ورشاد محمدي وهددوهما من مغبّة مواصلة مساندة الرفيق المعتقل رشيد عبداوي أو عائلته. إن اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي ،إذ تتابع بقليل شديد تواتر الاعتداءات على المناضلين الشبان ممن عبروا عن مساندتهم و تعهدهم للدفاع عن المظلمة المسلطة على سجين الرأي ومراسل جريدة الموقف رشيد عبداوي ، فإنها تدعو إلى: *إطلاق سراح المناضل معز الجماعي فورا وإعادة وثائق الهوية للمناضلين غزالة ورشاد المحمدي. * محاسبة أعوان الأمن ممن اعتدوا على المناضلين بالعنف المادي واللفظي و التخلي عن توظيف الأمن في الخلافات السياسية. * تجدد الدعوة إلى إخلاء سبيل معتقلي الحوض المنجمي ومن بينهم المناضل سجين الرأي رشيد عبداوي. *تتعهد بمواصلة النضال بكل الوسائل المتاحة من اجل الإفراج الفوري عنه ومساندة عائلته في هذا الظرف العصيب. عن اللجنة منسقها العام نزار بن حسن


    

السلطة الأمنية التونسية تتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس منع البوليس السياسي أمس السبت 21 فيفري 2009 ، بعض أعضاء “حركة الديمقراطيين الإشتراكيين” ببنزرت من مغادرة المدينة ، وهم السادة : محمد الهادي بن سعيد ، علي الوسلاتي ، سامي الرايس ، محمد الحشّاني ،ومحمد زار . وكان أعضاء حركة المذكورين في طريقهم الى تونس العاصمة لحضور إجتماع تنسيقى من أجل تكملة اشغال المؤتمر العام الذى بقي مفتوحا منذ سنة 2008 ، وإفراز قيادة شرعية للحركة . وقد شمل المنع كافة اعضاء “حركة الديمقراطيين الإشتراكيين” في كافة الجهات الذين كانوا ينوون التوجه للعاصة وذلك بسبب خلافاتهم مع القيادة الحالية التى يعتقدون أنها غير شرعية .   فإلى متى تستمر السلطة الأمنية في التدخل المباشر في شؤون الأحزاب الداخلية ؟   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 22 فيفري 2009)  


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 22 / 02 / 2009

اعتداء على الحق النقابي في مؤسسة دار الانوار

أصدرت النقابة الأساسية لمؤسسة دار الأنوار(مؤسسة صحفية ) بيانين بتاريخ 13 و14 فيفري 2009 قدمت فيهما وصفا للمناخ الاجتماعي المتردي  بالمؤسسة نتيجة تراجع الإدارة عن بعض  الاتفاقيات السابقة مع النقابة لكن إدارة المؤسسة وعوض فتح نقاش جدي ومسؤول مع النقابة لحل الإشكالات العالقة عمدت إلى التصعيد من خلال سياسة الترهيب والترغيب مع الأعوان من ذلك محاولة تمرير عريضة ضد النقابة وتهديد كل معترض على الإمضاء بحرمانه من بعض المنح ( منحة الليل بالنسبة لعمال المطبعة مثلا ) . كما عمدت إلى أسلوب الترغيب من خلال إعلام بعض الأعوان أنها مستعدة لمنحهم حقوقهم شريطة التخلي عن النقابة . إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يدين بشدة  هذه التصرفات التي تعتبر اعتداءا خطيرا على الحق النقابي وانتهاكا لكل القوانين والمواثيق الوطنية والدولية الضامنة لحرية العمل النقابي , ويأمل المرصد أن تتوسع حملة الإدانة لهذه التجاوزات وان تجد النقابة الأساسية كل أشكال الدعم والمساندة من كافة التشكيلات النقابية الجهوية والوطنية . جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح امام جميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.unblog.fr                                 http://nakabi.wordpress.com                       عن المرصد المنسق محمد العيادي  


ما هي الأسباب الحقيقية لتهديد كاتب عام جامعة

التعليم العالي و البحث العلمي بالاستقالة ؟ تونس في 18 فيفري 2009

 
بقلم : نورالدين بن عمار (*)
يصرّ سامي العوادي كاتب عام جامعة التعليم العالي و البحث العلمي على عدم الامتثال و الانضباط لقرارات المجلس القطاعي الرافضة لمقترحات الوزارة حول الزيادات الخصوصية و للنزعة الخيانية و الانقلابية للثالوث عبد السلام جراد/علي رمضان/محمد سعد و الداعية إلى التصعيد حيال الوزارة و المركزية النقابية في صورة إصرار الطرف الأول على اغتصاب حقوق الجامعيين في زيادات خصوصية معتبرة مقابل المجهودات الإضافية التي يبذلونها منذ المرور إلى نظام “إمد”، و الطرف الثاني على السمسرة بمصالح القطاع و مصادرة سيادته على قراراته. و بالتوازي مع ذلك أطلق الأطباء الجامعيون و أطباء و صيادلة الصحة العمومية، الذين يعانون من نفس المشكل، سلسلة من التحركات النوعية بما فيها الإضراب ردّا على تعنّت البيروقراطية النقابية و سلطات الإشراف و رفضهم تلبية المطالب المشروعة لتلك القطاعات. و مع تعمّق الأزمة يشهد قطاع التعليم العالي و البحث العلمي غليانا و حركيّة غير معهودة. فقد انخرط عشرات الجامعيين و النقابيين في معركة إعلامية تعبويّة مسرحها الجرائد و مواقع الأنترنات ممّا دفع بالسلطة إلى شنّ حملة لحماية حلفائها داخل البيروقراطية النقابية. فشهد يوم أمس ضرب البريد الإلكتروني لعديد النشطاء النقابيين و الحقوقيين و غلق بعض مواقع الأنترنات الداعمة للجامعيين و لحركة النقابيين الديمقراطيين و من أهمّها مواقع المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية. كما تشهد الكليات و المعاهد العليا، من الشمال إلى الجنوب، اجتماعات مكثّفة للجامعيين لتدارس سبل التصدّي للانقلاب الجديد الذي نفّذ ضدّهم بالتنسيق بين البيروقراطية النقابية و سلطة الإشراف. و قد عبّر الجامعيون في تلك الاجتماعات عن استيائهم العميق ممّا حدث و من أداء المكتب الوطني لنقابتهم، و خاصة أداء الكاتب العام الذي اتّهمه العديد من المتدخّلين بالتورّط في المؤامرة التي حيكت ضدّ الجامعيين من طرف جراد و الوزارة الأولى دفاعا عن مصالحه الشّخصيّة كخبير للاتحاد يتقاضى، بتلك الصفة، مبالغ طائلة سنويّا، تجعل ولائه للقطاع مشكوك فيه، و كمقرّب من عبد السلام جراد و علي رمضان الذين يعدونه بموقع داخل المكتب التنفيذي الوطني القادم للمركزية النقابية و بكرسيّ داخل مجلس المستشارين مع عودة الاتحاد للمشاركة فيه !! و مع فشل الجولة التي قام بها الكاتب العام لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي داخل الجهات ل” تهدئة النفوس !! ” يظهر بأنّ صفّ الذين يطالبون بسحب الثقة من المكتب الوطني الحالي و المطالبين بالانسلاخ عن الاتحاد العام التونسي للشغل لتكوين نقابة وطنية مستقلّة للجامعيين قد اشتدّ عوده و هو يتأهّب لإطلاق عريضة جامعيّة وطنيّة في الغرض. و من تداعيات كلّ ذلك تفكّك اللّحمة بين أعضاء المكتب الوطني لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي. و يبدو و أنّ من مظاهر ذلك التحرّكات المستقلّة لأسلاك التكنولوجيين و المبرّزين و النّقد، شديد اللّهجة، الذي يوجّهه بعض أعضاء المكتب الوطني للكاتب العام في الكواليس. و في ذلك السياق سرّب بعضهم وثيقة هي عبارة عن المراسلة الداخلية التي وجّهها الكاتب العام لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي بتاريخ 03 فيفري 2009 للأمين العام للاتحاد و لأعضاء المكتب التنفيذي (أنظروا نص الوثيقة في آخر النص). كما سرّبوا فحوى الردّ الوحيد الذي تلقّاه بتاريخ 04 فيفري 2009 من المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للاتحاد. و تظهر المراسلة أنّ الكاتب العام لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي و لئن حاول في مراسلته، نزولا عند رغبة أغلبيّة أعضاء المكتب الوطني للقطاع و أعضاء المجلس القطاعي، أن يكون حازما فهدّد بالاستقالة فإنّه، و مع كلّ الإرباك الذي يعاني منه، بقي وفيّا لطبيعته المهادنة و المستكينة و لم يجد، في مراسلته، غير التعبير عن :” …استعداده للتفاعل مع كلّ بادرة إيجابيّة من طرف المكتب التنفيذي لتجاوز هذا الوضع…….و سعيا لتطويق تداعيات هذا الوضع فإنّنا نطلب من أخوّتكم تحديد موعد لعقد جلسة عمل معنا (أي مع المكتب الوطني…!!)” فاتحا، من جديد، الباب للبيروقراطية النقابية لكي تحاول امتصاص غضب القطاع عن طريق مبادرات رمزية و وعود زائفة دون التراجع عن انقلابها !!. و بالرجوع إلى الوراء، و بالتحديد أيّام ما قبل الإعلان الرسمي عن إمضاء اتّفاق الزيادة الخصوصية بين الاتحاد و الوزارة الأولى، تقول مصادر مؤكّدة بأنّ سامي العوادي و خليل الزاوية و سامي السويحلي الكتّاب العامين للقطاعات الثلاثة المتضررّة و المذكورة من قبل قد دخلوا مكتب جراد الذي بادرهم، من الوهلة الأولى و قبل أن يعبّروا عن مواقفهم، بكلام مهين و مشين (لن نعيده) و فيه تطاول عليهم و على قطاعاتهم : “…أسكتوا ….لا تتكلّموا…هذا ما عندي…لا تراجع عن الإمضاء و لا كلام حول ذلك…” و أمام صمت العوادي و الزاوية احتجّ السويحلي بشدّة على الأمين العام و قال له، من جملة ما قاله، : “…أهذا خطاب تتوجّه به لممثّلي الأساتذة الجامعيين و الأطبّاء الجامعيين…؟!!…”. فبادره جراد بالردّ التالي : “…أسكت أنت فحسابك لوحده…فأنت دوما رأس الفتنة أو الفتلة….!!”. فكان ردّ السويحلي أنّه لا يهاب الأمين العام و لا تهديده المبطّن بتجريده. و على ضوء ذلك، و بالعودة إلى مسألة المراسلة الداخلية، نفهم بأنّ لا أحد من المكتب التنفيذي للاتحاد كان ليجرأ على الردّ عليها بعد أن عبّر جراد عن رفضه إجراء أيّ جلسة عمل مع المكتب الوطني. و قد جاء الاستثناء الوحيد من طرف الجندوبي الذي عبّر في رسالته عن نيّته السّعي إلى تنظيم تلك الجلسة مع المكتب التنفيذي للاتحاد. و بالفعل فقط طرح ذلك منذ اليوم الموالي لمراسلته في جلسة المكتب التنفيذي للاتحاد و جوبه مطلبه بالرّفض القاطع و الشّديد اللّهجة من طرف جراد و بصمت بقيّة الأعضاء. إثر ذلك، و بعد إلحاح العوادي، طلب منه مقابلة علي رمضان الأمين العام المساعد المكلّف بالنظام الداخلي. و بعد استدعائه من طرف هذا الأخير صحبة أعضاء المكتب الوطني للقطاع بادرهم بأنّ التعليمات التي لديه هي أن لا يفتح معهم أيّ نقاش قبل اعتذارهم الرسمي و المكتوب عن التجمّع الاحتجاجي الذي نظّم يوم 31 جانفي 2009 و ما حدث فيه من ردّ بالمثل من طرف الجامعيين على تطاول محمد منصف الزاهي على الجامعيين و على التلويح بالاستقالة !!. ثمّ انتهى الأمر بالبيروقراطية النقابية إلى تسريب خبر أنّها مستعدّة لإحالة الكتاب العامين الثلاثة للقطاعات المذكورة آنفا على لجنة النظام الوطنية و تجريدهم و ذلك لمحاولة لجمهم و ترهيبهم و منعهم من الاستجابة لمطالب قطاعاتهم بالتصعيد. بعد أن تسرّب كلّ هذا و بعد أن بلغ إلى علم الأطباء الجامعيين و أطباء الصحة العمومية و خاصة الأساتذة الجامعيين تطاول البيروقراطية النقابية عليهم و إصرارها على المضيّ قدما في عمليّتها الانقلابية يتساءل الجامعيون كيف أمكن للسيّد سامي العوادي أن يتكتّم عن الأمر و يحجبه عنهم حماية لعلاقته مع البيروقراطية النقابية و لمصالحه الشخصية و حتّى لا يجد المناوئون له في ذلك ذريعة للمطالبة بالتصعيد أو الانسلاخ !!. كما يتساءل المراقبون للوضع عن مدى الشرعية التي بقيت، بعد ذلك، للعوادي ككاتب عام لنقابة قطاع التعليم العالي و البحث العلمي ؟ و عن حظوظ المدافعين عن طرح البقاء داخل الاتحاد و تنظيم المعارضة من الداخل ؟ نورالدين بن عمار (*) جامعي و مناضل نقابي  
 
نص الوثيقة الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي

 

مراسلة داخلية إلى الأخ الأمين العام و الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي الموضوع : حول الزيادات الخصوصية تحية نقابية، و بعد، إنّ المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي بعد تدارس الوضعية بالقطاع على إثر إمضاء المكتب التنفيذي للاتحاد على اتفاق مع الحكومة حول الزيادات الخصوصية : يؤكد رفضه للطريقة التي تم بها إمضاء الاتفاق المذكور في تغييب تام للجامعة العامة و رفضه للمقادير المرصودة باعتبارها لا تصل إلى الحد الأدنى من رغبات الجامعيين، و يطالب المكتب التنفيذي للاتحاد بعدم الإمضاء النهائي للاتفاق لا سيما فيما يتعلق بالتعليم العالي. يعتبر أن قطاع التعليم العالي هو أكثر القطاعات تضرّرا من هذا الاتفاق حيث أنه تعرّض إلى مظلمة مزدوجة، أولا من طرف الحكومة التي رصدت له مبلغا غير مجزي تماما و دون حجمه بكثير بالنظر إلى كتلة الأجور، و ثانيا من طرف المكتب التنفيذي للاتحاد حين خفّض من المقدار المرصود على هزالته في ظرف كنا ننتظر فيه من قيادة الاتحاد إسنادا خاصّا لقطاعنا الذي يتعرض إلى استهداف من قبل السلطة في تمثيليته و في مناضليه. يعبر عن استعداده للتفاعل مع كلّ بادرة إيجابية من طرف المكتب التنفيذي لتجاوز هذا الوضع. و في غياب ذلك و بالنظر إلى الإرباك الحاصل للجامعة العامة و للنقابات الأساسية في علاقتها مع قواعدها فإن المكتب التنفيذي للجامعة العامة يحتفظ لنفسه باتخاذ ما يتوجب عليه من مواقف و قرارات بما في ذلك الاستقالة. و سعيا لتطويق تداعيات هذا الوضع فإننا نطلب من أخوتكم تحديد موعد لعقد جلسة عمل معنا. و في الختام تقبلوا منا أيها الإخوة فائق احترامنا. عن الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي الكاتب العام سامي العوادي
(المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية “) الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  

شهرا بعد إمضاء المركزية النقابية على اتفاقية الزيادات
الخصوصية  أين ردّ جامعة التعليم العالي و البحث العلمي ؟

  تونس في 22 فيفري 2009   

  بقلم : النوري بن سليمان (*)

أمضت البيروقراطية النقابية، يوم 23 جانفي 2009، على مقترحات الوزارة حول الزيادات الخصوصية لقطاع التعليم العالي رغم رفض مجلسه القطاعي لها و انجرّ عن ذلك أزمة نقابية جديدة بين الجامعيين و المركزية النقابية تشبه إلى حدّ بعيد مخلّفات أزمة 1999 الناتجة عن إقدام المكتب التنفيذي للاتحاد بمعيّة الكاتب العام لنقابة القطاع حينها على الإمضاء عنوة و بدون موافقة االجامعيين على اتفاقية ربطت الزيادة في الأجور بالزيادة في ساعات العمل. و قد انبرت في الأيام الأخيرة عشرات الأقلام من الجامعيين و من المساندين لحركة النقابيين الديمقراطيين مندّدة بما أسمته الانقلاب الجديد للبيروقراطية النقابية على الجامعيين و ذهب البعض منها إلى حدّ التأكيد على تورّط سامي العوادي، الكاتب العام لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي، في ما طبخ على نار هادئة بين البيروقراطية النقابية و السلطة، و منذ مدّة طويلة، من مؤامرة تقتضي الإجحاف في حقّ قطاع التعليم العالي في ما يخصّ الزيادات العامة ثمّ اهانته واغتصاب قراره في ملف  الزيادات الخصوصية بهدف التسبّب في أزمة تجهز على العمل النقابي داخل القطاع  وذلك ببثّ اليأس بين نقابييه و قواعدهم من إمكانية أن تنصفهم البيروقراطية النقابية أو سلطة الإشراف و بالقضاء على كلّ حافز للنشاط النقابي قد يخفّف من وقع التعسّف و الاضطهاد اللذين باتوا عرضة لهما منذ سنوات. و يؤكّد العارفون بخفايا كواليس ساحة محمد علي على أنّ العوادي أشرف تقنيّا على كلّ أطوار المفاوضات الاجتماعية، بصفته خبير الاتحاد المقرّب من جراد، و مرّت كلّ المقترحات و المقترحات المضادّة عبر مكتبه و حاسوبه قبل أن تصل مكتب عبد السلام جراد الذي كان يأخذ برأيه في الكبيرة و الصغيرة. و هو بذلك يعتبر مسؤولا عن الحيف الذي أصاب قطاع التعليم العالي الذي لم يحصل سوى على نسبة زيادة تقدّر ب 3،5 % مقابل 4،7 % حصلت عليها القطاعات الأخرى. أمّا في ما يتعلّق بالزيادات الخصوصية فيؤكّد العديد من الكتاب العامين للنقابات الأساسية لقطاع التعليم العالي بأنّهم قد علموا منذ أواسط الصيف بأنّ المركزية النقابية قد قرّرت التضحية بهم و بدأت تسعى لدفع كاتب عام نقابة القطاع للإمضاء على زيادات أقلّ بكثير من التي يطالبون بها  ثمّ أشاعت المركزية الخبر بأنّها هي التي حصلت على مبلغ ال 51 مليون دينار من السلطة و أنّها سوف تمضي على الاتفاقية بعد تقسيم المبلغ بين القطاعات إذا لم تنضبط الهياكل القطاعية لرأيها و لما التزم به الأمين العام حيال السلطة مضت قدما في مطالبها المتجاوزة لذلك السقف. و قد اجتمع ممثّلو النقابات الأساسية مرارا بالعوادي و طلبوا منه تأكيد ولائه للقطاع و الانسحاب من اللجنة الوطنية للمفاوضات و عقد مجلس قطاعي لكي يرفض استباقيا أيّة اتفاقية من ذلك النوع و لكي يدخل في تحرّكات نوعيّة دفاعا عن مصالح الجامعيين. إلاّ أنّ مطالبهم قوبلت بالمراوغة و التسويف كما لاحظوا مراهنة العوادي على بثّ الانقسام داخل القطاع و ذلك بالتعبير عن استعداده للإمضاء إذا ما حصل على زيادات معتبرة لمدرسي الصنف “أ” يرضي بها حزامه من الموالين من بينهم و يحاول بذلك تغيير ميزان القوى داخل المجلس القطاعي لصالحه خاصة و أنّ العديد من الكليات التي لا يمثّل فيها مدرسو ذلك الصنف إلاّ نسبة ضعيفة قد انخرطت في إجراءات استثنائية و قبلت، خارج النظام الداخلي للاتحاد، المحاصصة على أساس الأسلاك و الأصناف و الرتب و اختارت تمثيل الصنف ” أ” في مكاتبها و تقليده منصب الكتابة العامة تسهيلا لعقد المؤتمر التوحيدي و لاستمرار وجود الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي. إلاّ أنّ المفاجأة التي لم يكن ينتظرها العوادي داخل المجلس القطاعي المنعقد بتاريخ 29 نوفمبر  2009  هي أن يتصرّف الجامعيون كجسم واحد ليتصدّوا لتآمر السلطة و البيروقراطية النقابية و أن يرفضوا بالإجماع أيّة اتفاقية تقرّر زيادات أقلّ من التي يطالب بها القطاع منذ عشرة سنوات و بدون تمييز أو إقصاء لأي من الأسلاك و الأصناف و الرتب المكونة للجسم الجامعي. و لم ينفع العوادي ما أقدم عليه من تكليف المقربين منه بصياغة نصّ اللائحة لكي يمرّر تعبيرا مبهما يرتكز عليه بعد ذلك لضرب مدرسي الصنف “ب” : “…يرفضون كلّ تعميق للفوارق بين الرتب و الأصناف…” الذي فهمه الحضور على أنّه تمسّك بالمطالب التاريخية للقطاع أي أن يتقاضى كلّ المدرسين الباحثين بمختلف رتب التعليم العالي نفس المبلغ بعنوان الزيادة الخصوصية و ذلك بإحداث منحة التكاليف البيداغوجية فيما أضمر هو (العوادي) القبول بمبدأ الميز بين الرتب على أن لا تعمّق الفوارق الأصلية بين الأجور !! و هي القراءة التي قدّمها بعد ذلك لمحدّثيه و التي دافع عنها أمام سلطة الإشراف متنكّرا بذلك لنضالات مدرسي الصنف “ب” الذين يمثّلون أغلبية داخل القطاع و داخل الهياكل النقابية الأساسية. و في ما فوّض له المجلس القطاعي أن يعلن دخول القطاع في سلسلة من التحرّكات النوعية بما فيها الإضراب انبرى العوادي يبحث عن مخرج للتخفيف من المعارضة داخل المجلس القطاعي بالمطالبة ب 400 ألف دينار للتعويض للتكنولوجيين عن ضعف الزيادة العامة التي حصلوا عليها و بالمطالبة بالتحسين الرمزي للزيادة الخصوصية للمساعدين الجامعيين. و قد حصل بالفعل على وعد في ما يخصّ المطلب الأول و على وعد بزيادة 10 دنانير للمساعدين لكي تمرّ الزيادة المقترحة لهم من 35 د إلى 45 د قبل طرح الآداءات و بعنوان الثلاثة سنوات القادمة أي ما يعادل 13 دينارا صافية شهريا خلال السنة الأولى !!. و قد رفع ذلك المبلغ الجملي المرصود للقطاع من 11،5  مليون دينار إلى 14،5 مليون دينار و بدأت السلطة و المركزية النقابية تجسّ نبض القطاع بدفعها العوادي لإعادة فتح باب النقاش مع ممثلي النقابات الأساسية استعدادا للإمضاء. و قد استعمل أثناء ذلك كلّ الحيل الممكنة لبثّ روح الفرقة و الانقسام داخل الجامعيين كأن يدّعي بأنّ مدرسي الصنف “أ” الذين اقترحت عليهم زيادة تقارب أكثر من ثلاثة مرات مثيلتها للمساعدين  يحاصرونه و يضغطون عليه و يدفعونه للإمضاء و كأن يزعم بأنّ السلطة لن توافق أبدا على أن يحصل مدرسو كلّ الرتب على نفس المبلغ بعنوان منحة التكاليف البيداغوجية لأنّ ذلك مخالف لسياستها التأجيرية و أن حصول كلّ رتب التعليم الثانوي و الأساسي على نفس المبلغ بعنوان منحة العودة المدرسية كان حادثا لن يتكرّر و أنّ ما تطالب به جامعة الصحة من زيادة خصوصية  ب 50 دينارا لكلّ الرتب (من العامل البسيط بالصنف “C” إلى أعلى السلم بالصنف “A”‘) لن يتحقّق (للعلم فقد حقّق قطاع الصحة ذلك المطلب)…إلخ و أمام الصدّ الذي جوبه به العوادي من الكتاب العامين للنقابات الأساسية بدأ يعيد حساباته و يتردّد خوفا من أن يلاقي نفس مصير مصطفى التواتي بسحب الثقة منه. كما أنّ “المزايدة”، كما سمّاها هو، التي دخل فيها قطاع الصحة العمومية و تهديد المكتب الوطني لذلك القطاع بالاستقالة الجماعية ثمّ رفض قطاعات الأطباء الجامعيين و أطباء و صيادلة الصحة العمومية الإمضاء على مقترحات الزيادة الخصوصية أربكه و جعله يصرف نظره عن الإمضاء مراهنا على أنّ تكفّل المركزية النقابية بمهمّة الإمضاء يكفي لإسعافه أمام نقابيي القطاع و آملا أنّ القطاع الواقع بين مطرقة السلطة و سندان البيروقراطية النقابية منذ سنوات لن يردّ الفعل بقوّة . لكن هيهات أن يستطيع هذا الموقف الوسطي و الانتهازي انقاذ العوادي الذي وقع في ورطة لا يحسد عليها. فمن جهة لن تغفر له البيروقراطية النقابية تخاذله و رفضه لعب الدور الموكول له داخل القطاع و وضعها في موقف حرج بإجبارها على التصادم مع الجامعيين بعد الإيفاء بتعهداتها حيال السلطة و لذلك قرّرت المراهنة على القطاع الأكثر ثقلا من الناحية الانتخابية و أمضت على اتفاقية تراجعت فيها السلطة، بطلب منها، حتّى على المبلغ الإضافي الذي وعدت به التكنولوجيين و لم يحصل القطاع في النهاية إلاّ على مبلغ 11،5 مليون دينار، لقد كان إمضاء اتفاقية يوم 23 جانفي من طرف البيروقراطية صفعة  قاسية ومؤلمة أيقظت الجامعيين الذين هبّت حشودهم لتعبّر عن غضبها العارم أثناء تجمّع يوم 31 جانفي بساحة محمد علي و الذي طال أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد كما طال الكاتب العام للجامعة.  و أمام تعنّت البيروقراطية النقابية و رفضها تمكين القطاع من مجلس قطاعي انتظر الجامعيون من مكتبهم الوطني و من الكاتب العام للجامعة أن يدعو لتجمعات احتجاجية أخرى للجامعيين بساحة محمد علي وأن  يفسح لهم المجال للضغط عليها أو أن ينفّذ قرار المجلس القطاعي الأخير بالتصعيد عبر برمجة تحرّكات نوعية بما فيها الإضراب. إلاّ أنّ العوادي أثبت مرّة أخرى أنّه غير مؤهل لقيادة قطاع مستهدف مثل قطاع التعليم العالي و غير جدير بالثقة لعدم استعداده لإغضاب ذوي نعمته داخل البيروقراطية النقابية و التزامه الصمت و الاختفاء عن الأنظار رافضا تفعيل قرارات المجلس القطاعي بالتعبئة كما فعل أكثر من مرّة خلال السنتين الماضيتين.  وفي  حين يغلي القطاع كالمرجل  وتتراوح ردود أفعاله بين الاستقالة المعبّرة عن اليأس و الشعور بالإهانة ممّا حصل و المطالبة بسحب الثقة من الكاتب العام للجامعة وبين الدعوة المنظّمة إلى إلغاء الإنخراطات بالاتحاد العام التونسي للشغل و تأسيس نقابة مستقلة للجامعيين يواصل العوادي، و قد مرّ الآن شهر على إمضاء البيروقراطية للاتفاقية المذكورة، صمته المشبوه مثبتا تورّطه في المؤامرة التي حيكت ضدّ القطاع  ممتنعا عن أية مبادرة على الأرض و مراهنا، صحبة ذوي نعمته، على أن تأكل الأزمة بين الجامعيين و المركزية النقابية نفسها و تخمد نيرانها قبل أن يقع الانقضاض على المعارضة النشيطة لتفكيكها و تدجين القطاع استعدادا للصفقة الأخيرة حول القانون الأساسي للمدرسين الباحثين. النوري بن سليمان (*) مدرس جامعي و مناضل نقابي (المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية “) الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

تغطية للمؤتمر السّابع للاتحاد الجهوي للشّغل ببنعروس
 
 
 
انعقد مؤتمر الاتّحاد الجهوي ببنعروس يوم 29 جانفي 2009 وقد مثل انطلاقة سلسلة مؤتمرات الهياكل الوسطى، إذ ستشهد هذه السنة إعادة هيكلة أغلب الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية، والأكيد أنها ستكون فرصة جديدة لكلّ التلوينات والتعبيرات للتنافس من أجل قيادة الجهة أو القطاع، وكلّ ما نتمنّاه أن يكون كلّ هذا فرصة لتنافس شريف تسوده الديمقراطية والشفافيّة وأن يسفر عن تشكيلات قياديّة تكرّس النضال داخل أطرها وتنأى باستقلاليّتها عن كلّ تدخّل خارجي خاصّة وأن الاتحاد يعرف تجاذبات مختلفة. ترأس المؤتمر حسين العبّاسي الأمين العام المساعد للاتحاد المكلّف بالتشريع والنزاعات. وكان الافتتاح مفتوحا أمام كلّ الطّاقات والهياكل النقابية بالجهة وبحضور عديد الضيوف من جهات وقطاعات مختلفة. وسُجّل حضور كافة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني باستثناء المنصف اليعقوبي والمولدي الجندوبي. بعد الافتتاح الذي قام به محمّد المسلّمي الكاتب العام الجهوي كانت لعبد السّلام جراد الأمين العام للاتحاد كلمة إعطاء إشارة انطلاق سلسلة المؤتمرات الجهوية. وبعد أكثر من ساعة من الخطاب لم يسمع فيها الحاضرون من جراد سوى تمجيد دور الاتحاد في كلّ القضايا التي يخوضها بوصفه شريك فاعل في الدورة الاقتصادية وفي الوضع الاجتماعي. فقد تحدّث عن المفاوضات الاجتماعية وخاصّة اتفاق الوظيفة العمومية معتبرا نسبة الـ4,7 نتيجة “مشرّفة” لكلّ النقابيين، كما أنّها “جاءت بفضل نضال الاتحاد والدور الرّيادي الذي قام به الوفد التفاوضي في الغرض”. كما تحدّث عن عديد الملفات التي يواجهها الاتحاد كالجباية والمناولة والتأمين على المرض، وما يقوم به الاتحاد من مجهود لتحضير دراسة حول وضع الجهات والتنمية بها بعد أن عرّج على قضيّة الحوض المنجمي وما قام به الاتحاد في “دفع هذا الملف إلى حلّ نهائي ينهي معاناة أهالينا في الحوض المنجمي”. ولم ينس جراد القضايا القوميّة وتحدّث بإطناب عن ما قام به الاتحاد بعد الهجوم الصهيوني على غزّة. وكان هذا الخطاب شاملا كي يؤكّد لكلّ النقابيين أنّ “الاتحاد بخير” وليس في حاجة إلى “وصايا من أيّ كان”. كما لم يفته وكالعادة أن يدلي بشكره “لسيادة الرئيس على كلّ ما يقوم به مع الشغّالين عامّة والاتحاد خاصّة”. ساعة من الخطاب أمام جموع الحاضرين الذين يدركون جيّدا واقع منظّمتهم وعلاقتها بالسّلطة ودورها السّلبي في كلّ الملفات وهزال نتائج المفاوضات وعدم قدرتها على وضع خطّة للتصدّي لظاهرة المناولة وبيع المؤسّسات ونهب خيرات البلاد ومجهود العمال، القوة الرئيسية في الإنتاج، من طرف رؤساء الأموال وحالة القمع التي تشهدها البلاد وواقع الحريات وتعاظم دور البوليس في قمع كل التحركات والدوس على كرامة المواطنين بمن فيهم النقابيين. بعد هذا تسلّم حسين العباسي رئاسة المؤتمر التي بدأت أشغاله في حدود منتصف النهار وكانت مقسمة ككل المؤتمرات إلى قراءة التقريرين الأدبي والمالي والتدخلات وكذلك ردود المكتب التنفيذي المتخلي ثم عملية الاقتراع وفرز الأصوات قبل الإعلان عن النتيجة وكانت فرصة للمؤتمرين لنقاش اللوائح الثلاثة. لقد كان للنوّاب فرصة التعبير عن آرائهم في عديد القضايا الجهوية والوطنية ونقد التقريرين الأدبي والمالي، فقد تناولوا بإطناب نقد نتائج المفاوضات الاجتماعية والكيفية التي تدار بها وسلبية الاتحاد فيها وهيمنة السلطة السياسية عليها، كما كان للحوض المنجمي نصيب الأسد في كل التدخلات التي اعتبرت أن دور الاتحاد كان سلبيا في هذا المجال. كما وقع نقد عدم قدرة الاتحاد على التصدي للمناولة التي أضرت كثيرا بمواطن الشغل وبيع المؤسسات لصالح كمشة من الرأسماليين على حساب مواطن شغل الآلاف من العمال. كما لم يفت المتدخلين نقد نظام التأمين على المرض وطالبوا بإعادة النظر في كيفية تطبيقه. أما في علاقة بالشأن الداخلي للمنظمة فكانت بعض التدخلات تحدثت عن مسألة الديمقراطية داخلها وما تشهده من تراجعات وهجوم من طرف المركزية على كل الأصوات المخالفة لها. وفي علاقة بالوضع العام بالبلاد فإن النواب لم ينسوا إدانة الدور السيئ التي تقوم به السلطة فيما يخص قضايا الحرية والتعليم والصحة وغيرها من قضايا منظومة حقوق الإنسان، وطالبوا بأن يكون للاتحاد دور فاعل في إسناد رابطة حقوق الإنسان وكل مكونات المجتمع المدني. أمّا جهويّا فقد كانت بعض التدخّلات وجّهت نقدا حول ما جاء في التقرير الأدبي واعتبرته عبارة عن رضاء عن الذات وخاصة زيارة السفير البريطاني للجهة وطالبوا بأن يبقى الاتحاد الجهوي فضاء مفتوحا لكل المناضلات والمناضلين وأن يواصل تثقيف العمال والنقابيين في كل المناسبات ودعم الأنشطة التثقيفية بكل أنواعها. أما التقرير المالي فهو أيضا لم يسلم من النقد حيث طالب بعض المتدخلين بتوضيح بعض الأرقام الغامضة فيه. وقد عكس مضمون هذه التدخلات محتوى اللوائح خاصة الداخلية والعامة فيما يخص جريدة الشعب وشكلها إلى حد المطالبة بعزل محمد شندول من رئاستها وهو ما جعل زميليه بالمكتب التنفيذي بلقاسم العياري وحسين العباسي يدافعان عنه معتبرين أنه ليس من “صلوحيّاتنا” المطالبة بشيء كهذا ولا يجب أن تتضمنه اللوائح، كذلك المطالبة بحياد الاتحاد في انتخابات 2009 وعدم مساندة أي مترشح وخاصة بن علي. إن كل ما سبق ذكره حول أشغال المؤتمر يؤكد شبه غياب للتشنج بين نوابه في إثبات بأن الوضع في الجهة قد تغير كثيرا على ما كان عليه في السابق وهو ما شهدناه أيضا على مستوى الترشحات التي بلغت 18 مترشحا. فلأول مرة تشهد الجهة مثل هذا العدد من المترشحين بحكم أنها كانت حكرا على رؤية نقابية معينة ولكن التطورات الأخيرة وبعض الصراعات والتنافس الذي شهدته عديد المؤتمرات القاعدية وكذلك بعض الخلافات التي شهدتها تركيبة المكتب التنفيذي الجهوي في حد ذاتها، وقد تجسمت بشكل فعلي عند إعادة توزيع المسؤوليات بعد مؤتمر الاتحاد العام في ديسمبر 2006 والتحاق كاتبها العام السابق بلقاسم العياري بالمكتب التنفيذي. وبالعودة إلى الترشحات نلاحظ أن هناك قائمة رسمية وهي قائمة الكاتب العام محمد المسلمي وهي مدعومة بثلاثة عناصر جديدة عوضا عن من وقع الاستغناء عنهم من زملائه السابقين وهو ما دفعهم بدورهم للترشح بشكل فردي، وقد حاولوا مع بعض الوجوه الأخرى تكوين قائمة بسبعة عناصر، وتقدم مترشح واحد بصفة فردية بعد سحب آخرٍ ترشحه. هؤلاء المترشحون تقدموا إلى النواب بشكل محتشم فلا الكاتب العام تقدم ببرنامج أو بيان ولا القائمة المضادة له كانت لها طريقة مجدية في التعريف بنفسها ما عدا محاولة توزيع وريقات صغيرة تضم قائمة بسبعة أشخاص. أما المترشح السابع عشر فقد عرّف بنفسه من خلال بيان تضمن مقترحات عملية اعتبرها أرضية لبرنامج جهوي عرضه على المؤتمرين وقدمه على أنه سبب رئيسي لترشحه لعضوية المكتب التنفيذي الجهوي. بدأ التصويت في غياب رهان انتخابي باعتبار سيطرة الكاتب العام على الجهاز وعلاقته الذاتية المتينة بكل النواب إضافة إلى التأثير المعنوي عليهم وهو ما أفرزته النتائج فعلا حيث فازت قائمة محمد المسلمي بفارق كبير. في قراءة موضوعية للمؤتمر السابع للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس نلاحظ مسألتين مهمتين: أوّلهما أن الفترة الأخيرة التي عاشها هذا الفضاء قد خلقت منه مجالا لبروز رؤية نقابية مختلفة عن سابقتها وهو ما لاحظه كل متتبع لهذا المؤتمر، أي أن الجهة لن تبقى معسكرا خاصا لا يمكن اختراقه. وثانيهما، أن هذا الفضاء سيبقى مفتوحا لجميع الطاقات النقابية بالجهة ولكل الأنشطة ذات البعد التقدمي بحكم تركيبة المكتب التنفيذي المنتخب وكذلك عدم التراجع فيما قُدم سابقا. إن الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس سيبقى بالنسبة للمطلعين والعارفين بالشأن النقابي محط أنظار كل الفعاليات النقابية وهو ما يحمّل التشكيلة الجديدة مسؤولية كبيرة في المدة النيابية القادمة.
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22فيفري 2009)  


قبل أشْهُرٍ فقط من المهزلة الانتخابية: ماذا أعدّت المعارضة لإفشال مخططات بن علي؟

 

 
ما تزال تفصلنا أشهر فقط عن موعد المهزلة الانتخابية الرئاسية والتشريعية التي ينوي نظام الحكم تنظيمها في الخريف القادم. وما نلاحظه هو أنه كلما اقتربنا من هذا الموعد إلا وزاد نظام بن علي في وتيرة القمع السياسي والاجتماعي وفي تشديد القبضة الأمنية على المجتمع. فمنذ ما يزيد عن الأسبوع صدرت الأحكام النهائية ضد رموز الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي. وكانت هذه الأحكام مرة أخرى قاسية وجائرة رغم ما روّجه أذناب السلطة قبل المحاكمة وأثناءها من أنهم حصلوا على “وعود بتخفيف الأحكام وإطلاق سراح المعتقلين”. وليس خافيا أنه عدا رغبة الانتقام من أهالي الحوض المنجمي وقادة حركتهم المشروعة فإن الهدف من تلك الأحكام هو تخويف الأهالي في المناطق الأخرى وتحذيرهم من مغبة التحرّك. ومن جهة أخرى ما انفك النظام يشن حملة قمعية (اعتقالات، محاكمات، مجالس تأديب، اعتداءات…) على الحركة الطلابية وعلى الاتحاد العام لطلبة تونس الذي يستعد لعقد مؤتمر توحيدي (مطلع أفريل القادم) يضع حدا لسنوات طويلة من التشتت استفادت منها السلطة لفرض برامجها التربوية المعادية لمصالح الطلاب والشعب. وما يخشاه النظام هو أن يؤدي هذا التوحيد إلى نهوض الحركة الطلابية من جديد دفاعا عن مصالحها المادية والمعنوية التي تضررت كثيرا خلال العقدين الأخيرين من حكم بن علي. وتتعرّض حرية الإعلام والصحافة لحملة شرسة أيضا. فقد أغلقت السلطة مقر إذاعة “كلمة” المستقلة بالعاصمة أياما بعد بدء بثها عبر القمر الصناعي، وهي تمارس ضغوطا شتى على العاملات والعاملين بها ليتوقفوا عن كل نشاط. كما أنها حذرت فريق “قناة الحوار التونسي” من مغبة الاستمرار في النشاط علما وأن الفريق العامل بهذه القناة كان ويزال عرضة للاعتداء وحجز المعدات كلما حاول القيام بعمله. ويواجه عدد من الصحفيين المستقلين (سليم بوخذير…) نفس الوضع إذ أنهم عرضة للاعتداء والضغط والتهديد. دون أن ننسى الملاحقة القضائية ضد “الموقف” و”مواطنون” وحجز العدد 113 من صحيفة “الطريق الجديد”. ومن بين الظواهر الخطيرة الآخذة في التطور ظاهرة التهديد الإجرامي الذي يستهدف ناشطات وناشطين في الحقلين السياسي والجمعياتي. فقد أشْهَرَ أحد أعوان البوليس السياسي سكينا في وجه عمر المستيري مدير إذاعة كلمة وهدده بالقتل. كما أشهر عون آخر موسى في وجه كل من المحاميتين إيمان الطريفي ونجاة العبيدي على خلفية تحركاتهما لمناصرة أهالي غزة. وفي قفصة تعرّضت المناضلة غزالة المحمدي لاعتداء فظيع يوم محاكمة عدنان الحاجي ورفاقه (3 فيفري 2009). وكان وكيل الجمهورية بقفصة استمع إلى المعنية قبل ذلك بثلاثة أيام في إطار القضية التي رفعتها ضد فاكر فيالة رئيس منطقة الشرطة الذي اعتدى عليها في مرة سابقة بالعنف الشديد. وكانت رسالة المعتدين واضحة وهي أن البوليس هو الذي يحكم البلاد وأن القضاء لا حول ولا قوة له على هذا الجهاز الفالت من المراقبة والمحاسبة. وقائمة الاعتداءات على المناضلات والمناضلين تطول ولا يمكن حصرها. وأخيرا وليس آخرا فما من يوم يمر دون أن تنشر صحف العار (الحدث، كل الناس، الصريح، الشروق، الملاحظ…) مقالات تهتك أعراض هؤلاء أو تفتري عليهم أو تشوههم. وهذه الصحف “تقتات” مباشرة من دعم السلطة، بل إنها أنشئت خصيصا للقيام بمثل هذه المهمات القذرة واستكمال ما تقوم به عناصر أخرى مأجورة (برهان بسيس، الحبيب بن نصيب، رضا الملولي…) في بعض القنـوات التلفزية في تونس وفي الخارج. يحصل كل هذا إذن أشهرا فقط قبل موعد انتخابات الخريف القادم. وهو يحصل أيضا في مناخ اجتماعي متوتر بسبب تفاقم البطالة وغلاء المعيشة وتردي الخدمات الاجتماعية من جهة وتفاقم ثروة العائلات المتنفذة (الطرابلسي، بن علي، الماطري…) التي تضع أيديها على كل شيء مربح في البلاد من جهة أخرى. وليس لهذا من معنى سوى أن نظام بن علي يحاول بكل الطرق منع تطور أي حركة احتجاجية سياسية أو اجتماعية تفسد ما يخطط للقيام به وهو تقديم بقائه في الحكم لولاية خامسة عبر انتخابات صورية على أنه دليل على “نجاحاته وإنجازاته العظيمة” وعلى أنه “مرغوب فيه من الشعب التونسي”. وإذا كان ذلك هو مخطط بن علي وطغمته فماذا هيأت المعارضة لهذا الموعد؟ وبماذا ستواجه التصعيد اليومي للقمع والاستبداد والاعتداء المتواصل على لقمة عيش العمال والكادحين في المدن والأرياف والاستحواذ على خيرات البلاد وثرواتها والتفريط فيها للدول والشركات والمؤسسات الأجنبية؟ إن المتابع للأحداث لا يلاحظ مرة أخرى سوى التشتت. فأغلب الأحزاب (ولا نقصد هنا إلا الأحزاب المعارضة المستقلة) منشغل بأجندتها الخاصة وبحساباتها الضيقة (المشاركة في الانتخابات…) على حساب المصلحة العامة للحركة الديمقراطية والشعب التونسي. وما من شك في أن الاستمرار في نهج التشتت هذا لن تستفيد منه مرة أخرى سوى الدكتاتورية النوفمبرية، ولن تكون الفائدة التي ستجنيها تلك الأحزاب والقوى من حساباتها الخاصة والضيقة سوى فائدة جزئية لا معنى لها، ولكنها لن تفكّ عزلتها عن الشعب وقضاياه ولن تمكنها من التأثير في مجرى الأحداث وتغيير موازين القوى. إننا نعتقد أن الوقت مازال يسمح للمعارضة أن تكتّل صفوفها شريطة أن تعي الأولويات المطروحة اليوم، وهي النضال من أجل الحرية السياسية التي تعني حرية التعبير والتنظيم والاجتماع والترشح والانتخاب دون أن ننسى العفو التشريعي العام وعودة المنفيين. إن عدم ربط أي مقاربة للانتخابات القادمة بهذا المطلب وبالنضال من أجل تحقيقه يجعل من المشاركة فيها مشاركة شكلية بل تشريعا للتزوير. كما أن عدم وعي أهمية الوحدة من شأنه أن يترك الدكتاتورية “تفصّل وتخيّط” على مقاسها.
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22فيفري 2009)  


أخبار الجامعة  

 
إضراب عن الدّروس دخل طلبة المعهد التحضيري للعلوم الإنسانية بالقرجاني بتونس العاصمة في إضراب عن الدروس كامل يوم 20 جانفي 2009 احتجاجا على الإرهاب الذي سلط على أهالي غزة الأبرياء. وقد كان الإضراب بتأطير مباشر من المكتب الفدرالي بالجزء المذكور. رفض ترسيم زهير الزويدي بعد خروج عضو المكتب الفدرالي بكلية الآداب بمنوبة زهير الزويدي من السجن بموجب سراح شرطي بعد أن قضى شهرين ونصف في سجن المرناقية إلى جانب رفيقه أنيس بن فرج بسبب نشاطهما النقابي، توجه إلى إدارة الكلية لاستكمال إجراءات ترسيمه التي لم يقم بها بسبب اعتقاله، وهناك فوجئ بأن سلطة الإشراف ترفض تسجيله دون أسباب تذكر. ومباشرة تمّ إعلام المكتب الفدرالي للجزء ومناضلي الاتحاد وأساتذة الكلية الذين تعاطفوا معه مستنكرين موقف الوزارة، إلى جانب إعلام أمين عام اتحاد الطلبة وأعضاء اللجنة الوطنية للإعداد للمؤتمر الموحد. وينكب الآن المكتب الفدرالي “فاطمة البحري” بكلية الآداب منوبة بالتحضير لبرنامج تحركات حول مطلب تسجيل زهير الزويدي وإطلاق سراح المناضل أنيس بن فرج إلى جانب مطالب بيداغوجية أخرى. تظاهرات متنوعة شهدت كليات عديدة بالعاصمة تظاهرات حول مذابح غزة وقضية الحوض المنجمي: فقد كان معهد بورقيبة للغات الحية ومعهد الصحافة وآداب منوبة ومعهد التوثيق والمعهد التحضيري للعلوم الإنسانية مسرحا لتعليق التظاهرات الحائطية والرسوم الكاريكاتورية والشعر والحفلات الموسيقية والاجتماعات العامة التي تناولت بالخصوص موضوعي معاناة أهالي غزة من هول آلة الحرب الصهيونية إلى جانب معاناة أهالي الحوض المنجمي من قمع وسجون وبطالة وفقر. عودة لمسلسل مجالس التأديب استأنف السلطة مؤخرا “نشاطها” لضرب مسؤولي الاتحاد العام لطلبة تونس وعرقلة نشاطهم، فبعد نشطاء آداب منوبة وبنزرت وقابس ها هي الآن تتجه نحو القيروان لتقوم بإحالة الرفيق حسيـن السويسي الكاتب العام للمكتب الفدرالي بكلية الآداب برقادة على مجلس التأديب ملفقة له التهم التالية: “عقد اجتماع عام غير مرخص فيه والاعتداء على الممتلكات العامة وثلب رئيس الدولة”. وكان الرفيق حسين السويسي، قد احتج في فترة سابقة، باسم المكتب الفدرالي للجزء على إدارة الكلية عندما قامت بتركيز كاميرات مراقبة في عدة أرجاء من الكلية دون علم ممثلي الأساتذة والطلبة والعملة الذين اعتبروا هذا الإجراء يمسّ من حرية الفاعلين الجامعيين في الكلية. اعتصام في مبيت باردو بالعاصمة نتيجة المشاكل المتراكمة في مبيت باردو للفتيات والمتمثلة في تعطل الأدواش وانعدام التنوير وقلة أسطول النقل فضلا عن التلوث، نفذ طالبات المبيت اعتصاما ناجحا بتأطير من المكاتب الفدرالية لأجزاء 9 أفريل وابن شرف والمعهد التحضيري وآداب منوبة تواصل إلى حدود الساعة السادسة صباحا. وقد حاول العشرات من أعوان البوليس السياسي مرفوقين بميليشيات لطلبة الحزب الحاكم تعطيل التحرك وذلك بترهيب الطالبات وتهديدهن، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. وقرر مسؤولو الاتحاد العام لطلبة تونس تعليق الاعتصام بعد اتصال إدارة ديوان الخدمات الجامعية للشمال وإظهار استعدادها للتفاوض مع المسؤولين النقابيين لفض المشاكل المطروحة. احتفالات متنوعة بذكرى 5 فيفري نظمت عدة مكاتب فدرالية احتفالات تخليدا لذكرى تأسيس الاتحاد واندلاع حركة فيفري 1972، وقد تراوحت هذه البرامج بين التظاهرات الحائطية حول تاريخ الاتحاد والمؤتمر الموحد وبين الاجتماعات العامة وحلقات النقاش وتنظيم الحفلات الموسيقية الملتزمة لفرق البحث الموسيقي وأولاد المناجم والعودة. كما أعدت الهيئة الإدارية المنعقدة مؤخرا برنامجا خاصا لإحياء ذكرى 5 فيفري على امتداد هذا الشهر. ماذا يحدث في كلية العلوم ببنزرت؟ عاد شبح العنف إلى كلية العلوم ببنزرت الأسبوع الفارط، فقد شهدت ساحة الكلية اعتداءات وحشية على عدة مناضلين استعملت فيها الهراوات والقوارير الزجاجية وخلفت عدة جروح متفاوتة. والغريب أن هذا العنف كان بين مناضلين كانوا يشتركون في الماضي القريب في العمل وخاضوا تحركات مشتركة ضد طلبة التجمع علاوة على تنسيقهم الدائم فيما بينهم، لتطرح هذه الحادثة المؤسفة عدة نقاط استفهام. وإذ نذكـّر بإدانتنا المبدئية للعنف في فض الاختلافات، فإننا نشير إلى أن السلطة هي من تقف وراءه بما أنها المستفيدة الوحيدة من ذلك خصوصا والاتحاد يستعد حثيثا لعقد مؤتمره الموحد ووضع نهاية لمسلسل الانقسام والازدواجية الهيكلية وفرض منطق جديد لفض الاختلافات ألا وهو المنطق الديمقراطي. اعتصام في التنشيط ببئر الباي نفذ طلبة السنة الأولى (نظام إمد) بمعهد التنشيط الشبابي ببئر الباي اعتصاما طالبوا فيه إدارة المعهد بحل عدة مشاكل سببها النظام التعليمي الجديد وخاصة المواد الاختيارية إضافة إلى تدهور البنية الأساسية واكتظاظ جدول الأوقات… وقد تدخلت إدارة الكلية لتنظم اجتماعا توضيحيا بالطلبة فسّرت فيه نظام إمد وعلاقته بنظام التدريس في المعهد. إلا أن الطلبة اعتبروا هذه التوضيحات ضبابية وغير مقنعة وقرروا بمعية المكتب الفدرالي للاتحاد في الجزء تنظيم برنامج احتجاجي مطلبي خاصة وأن المطالب المطروحة هي مطالب جزئية بمقدور الإدارة حلها وهو ما سيسمح بتوفير ظروف أكثر ملائمة للدراسة والنجاح. 5 فيفري في صفاقس قام المكتب الفدرالي لمؤتمر التوحيد بآداب صفاقس بتعليق تظاهرية حائطية مضمونها الدفاع عن المنظمة وحقها في النشاط والتمسك بإنجاز المؤتمر في تاريخه، كما تطرّقت النصوص إلى الأوضاع في غزة وخصص جزء هام من التظاهرة لقضية الحوض المنجمي. وفي إطار النشاط المشترك بين المكتبين الفدراليين للمؤتمر الموحد لجزئي الحقوق والاقتصاد والتصرف بصفاقس، وهو الثاني من نوعه خلال هذه السنة الدراسية، تم تعليق تظاهرة حائطية ضخمة موضوعها الدفاع عن المنظمة وعن حق مناضليها في النشاط، كما اهتمت بقضية الحوض المنجمي وتطرقت إلى الأوضاع في كل من العراق وفلسطين وعقد مناضلو المكتبين الفدراليين اجتماعات عامة عبروا فيها عن تمسكهم بمقررات الهيئة الإدارية الأخيرة للاتحاد العام لطلبة تونس ودشنوا حملة الدعاية للمؤتمر المزمع عقده أيام 10 و11 و12 أفريل 2009. كما أصدرت المكاتب الفدرالية بالمدرسة العليا للتجارة والمعهد العالي لإدارة الأعمال، والاقتصاد والتصرف، والحقوق صفاقس، بيانا مشتركا بتاريخ 5 فيفري 2009 تبنوا فيه قرارات الهيئة الإدارية للاتحاد وأكدوا عزمهم تفعيل هذه القرارات علاوة على التمسك بإنجاز المؤتمر في تاريخه المحدد. وندد البيان بمجالس التأديب المقرر عقدها في حق مناضلاَ الاتحاد بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس أيوب عمارة، وكاتب عام المكتب الفدرالي بآداب رقادة حسين بن سويسي. مجلس تأديب جديد بصفاقس في الوقت الذي كان فيه مناضل الاتحاد أيوب عمارة يباشر تربصه بمدينة أم العرايس تم إشعاره بمقتضى برقية أنه تمت إحالته على مجلس التأديب بتاريخ 10 فيفري 2009. وكعادتها رفضت الإدارة تمكينه من الاطلاع على ملف مجلس التأديب وأعلموه فقط أنهم تلقوا مراسلة من إدارة الاقتصاد والتصرف تحمّله فيها مسؤولية الأحداث التي جدت على خلفية انتخابات المجالس العلمية التي دارت يوم 18 ديسمبر 2008. هكذا يكون حياد الإدارة التونسية، فالقاصي والداني يعلم أن مناضلي الاتحاد في ذلك اليوم كانوا هم الضحايا، ضحايا عنف طلبة التجمع وعنف البوليس السياسي ووحدات التدخل، وهكذا لا يتساوى فقط الجلاد والضحية وإنما تصبح الضحية جلادا والعكس بالعكس. إضراب جوع من أجل حق الدراسة دخل خمسة طلبة في إضراب عن الطعام ابتداء من يوم 11 فيفري الجاري بالمقر المركزي للاتحاد بالعاصمة احتجاجا على طردهم من مقاعد الدراسة عن طريق مجالس التأديب على خلفية نشاطهم النقابي. وهؤلاء الطلبة هم: محمد بوعلاق، محمد السوداني، توفيق اللواتي وأيمن الجعبيري علي بوزوزية. والتحق بهم يوم 17 نوفمبر الطالب زهير الزويدي الذي رفضت إدارة الكلية ترسيمه بعد خروجه من السجن. وقد حاصر البوليس السياسي مكان الإضراب ومنع الزوار من الالتحاق به. وقد أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس بيانا عبر فيه عن مساندته للمضربين ودعا سلطة الإشراف إلى الاستجابة لمطالبهم المشروعة وإيقاف مسلسل الطرد التعسفي والاعتقال الذي طال ويطول العديد من مناضلي الاتحاد.
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22فيفري 2009)

 
 


حرية الإعلام عصية أبدا على الحرية

 
في تقرير حول حرية الإعلام في المغرب العربي والشرق الأوسط، صدر خلال هذا الشهر عن “مركز الدوحة لحرية الإعلام”، الذي يديره الأمين العام السابق لـ”مراسلون بلا حدود” روبير مينار، قدّم المركز كشفا حادا للتجاوزات في حق 20 بلدا يكونون هذا الإقليم. وجاء التقرير تحت عنوان: “حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عصية أبدا على الحرية”. وقد أكد هذا التقرير على أنه رغم التقدم الذي عليه التشريعات في أغلب تلك البلدان وبعض الانفتاح الذي عليه بعضها، فإن حرية الإعلام تبقى عالما مجهولا في تلك الأصقاع حيث يلاحظ “إجماعها على ضبط الإعلام” حيث و”بعيدا عن الاختلافات الإيديولوجية، تتوافق دول المنطقة على اعتبار أن حرية التعبير تشكل خطرا يتهددها، وأن المؤسسات الإعلامية التي تدافع عنها تمثل تهديدات كامنة تتهددها”. ويذهب التقرير إلى أنه رغم سوداوية المشهد الإعلامي فإن “موازين القوى تحرز تقدما ملحوظا في الاتجاه الصحيح وتتراجع الخطوط الحمراء” وذلك بفضل جرأة الصحافيين وإقدامهم الذي كثيرا ما يقودهم إلى السجون التي يعرف نزلائها من الإعلاميين ارتفاعا ملحوظا وخاصة من المدونين. وإن يدعو المركز البلدان المعنية إلى “مواجهة العوائق الفعلية التي تعرقل مسار حرية الصحافة”، فإنه يعول في ذلك بالأساس على المؤسسات الإعلامية في مكافحة الرقابة الذاتية، وعلى الصحافيين في التسلح بالشجاعة لمواصلة النضال في سبيل الحرية، وعلى المواطنين لضرورة المساندة في هذه المعركة التي لا تعني أهل المهنة وحدهم. وفيما يتعلق بتونس، وتحت عنوان: “تونس: الصحافة المستقلة على شفير الانقراض” جاء ما يلي: “ألقت حركة الاحتجاج الاجتماعية التي شهدتها منطقة قفصه المنجمية جنوب غرب البلاد على مدى ستة أشهر بظلالها على العام 2008. وأمام مطالبة المتظاهرين بإرساء سياسة محلية تهدف إلى تخفيض معدل البطالة، هو الأعلى في البلاد، ردّت السلطة بالقمع.فأقدمت وحدات من القوات المسلحة على توقيف عشرات الأفراد، إلا أن الصحافة الرسمية والمؤسسات الإعلامية التابعة للسلطة لم تكد تذكر الموضوع مرة واحدة حتى سارعت وكالة الأنباء التونسية-الرسميةـ إلى الاستحواذ عليه، ليس بالتنديد بالقوة غير المتناسبة التي لجأت إليها الأجهزة الأمنية وإنما لطمأنة الرأي العام وتبخير خطة “الاستثمار” الكبرى التي طرحها زين العابدين بن علي. وحدها قناة التلفزيون المستقلة “الحوار التونسي”، التي تبث عبر القمر الصناعي “هوت بيرد” غطت الأحداث على نحو واسع، حتى باتت منبرا لكل من هم غير مرغوب فيهم في قفصة. وقد سمحت الصور التي نقلتها هذه القناة بتنبيه الرأي العام الوطني والدولي إلى التجاوزات المرتكبة في المنطقة. وبينما كان قادة النقابات الذين نظموا هذه الحركة الاحتجاجية يتعرضون للتوقيف ومن ثم الإدانة في المحكمة الابتدائية بعقوبات بالسجن المطبق تصل إلى عشرة أعوام، كانت السلطات تسطر مذكرات توقيف بحق مراسل “قناة الحوار التونسي”، فما كان من فاهم بوكدوس إلا أن لاذ بالاختباء منذ الخامس من تموزـيوليو 2008 علما بأنه حكم عليه غيابيا بعد بضعة أشهر لمدة ستة أعوام بتهمتي “تكوين وفاق إجرامي من أجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات” و”نشر أخبار من شأنها الإساءة إلى النظام العام”. وفي31 كانون الأول ديسمبر2008 كان الصحافي لا يزال متواريا على الأنظار. صحافة مستقلة مزعزعة: إن بقاء وسائل الإعلام المستقلة من بينها قناة “الحوار التونسي” أو المجلة الإلكترونية “كلمة” كما الصحف التابعة لأحزاب المعارضة شأن “الموقف” والمطبوعة الحديثة الولادة “مواطنون”، رهن بأهواء السلطات التي تستخدم هذه المنشورات للتبجح بتعددية المشهد الإعلامي التونسي. إلا أن وسائل الإعلام هذه تواجه مشاكل كبيرة أكان من حيث الضغوط المالية، أو القضائية، أو الأمنية، وتخضع مقراتها لمراقبة عناصر من الشرطة بلباس مدني فيما يتعرض موظفوها للملاحقة والمضايقة ونادرا ما يتلقون بطاقاتهم الصحافية وبالتالي يستبعدون من الأحداث الرسمية. لا تزال أسرة تحرير “كلمة” مضطرة منذ حوالي عشرة أعوام لإدارة صحيفة إلكترونية يستحيل ولوجها في تونس من دون اللجوء إلى خادم بروكسي لأن السلطات العامة لم تمنحها بعض المستندات التي تخول لها طباعة منشوراتها. وتواجه مطبوعات أخرى بتدابير رقابية غير مباشرة على غرار الأسبوعيتين الناطقتين بالعربية “الموقف” و”مواطنون” اللتان يصعب إيجادهما في أكشاك الصحف بالرغم من توزيعهما الواسع وطنيا. أما السبب الأساسي فيكمن في تعرض موزعي وبائعي الصحف لضغوط بعدم توفيرهما وحتى إخفائهما. والواقع أن هاتين الصحيفتين متورطتان في إجراءات قضائية يعتبر المسؤولون فيهما أنها موجهة من السلطة. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الخريف المقبل والتي سيباشر الرئيس زين العابدين بن علي بولاية خامسة بموجبها، تخشى وسائل الإعلام المستقلة التونسية تشدد سياسة الاختناق هذه. رهان قهري: عشية الاستحقاق الانتخابي، قرر فريق عمل “كلمة” إطلاق إذاعة ليس على الأثير التونسي بما أنها لن تحض بأيّ فرصة للحصول على ترخيص، وإنما على الإنترنيت والأقمار الصناعية. بالإضافة إلى الصعوبات المالية لا سيّما أنها لا تستفيد من أي عوائد إعلانية أو أي إعلانات من الدولة، لم ينج فريق عمل إذاعة “كلمة” من قبضة السلطات التونسية. ففي 26 كانون الثاني يناير2009 وهو تاريخ إطلاق بث المحطة على القمر الصناعي “هوت بيرد” طوّقت الشرطة مقر إذاعة “كلمة” مانعة الصحافيين المتواجدين بداخله من الخروج، والضيوف القادمين من الخارج من الوصول إليه. وبعد عدة أيام حاصرت الشرطة من جديد المقر واستولت على معدات التحرير وختمت بالشمع الأحمر أبواب الاستوديوهات. كما وجّهت للمسولين تهمة ممارسة تهمة ممارسة نشاطات إعلامية بدون ترخيص. الإفراج عن سليم بوخذير بعد أكثر من سبعة أشهر من احتجازه: وضع الإفراج المسبق عن الصحافي سليم بوخذير في 21 تموز يوليو 2008 حدا لإقامة صعبة في السجن تخللها المرض وشعور عارم بالخطر. وكان سليم بوخذير قد أُعتبر مذنبا في نهاية محاكمة ملفقة، ليس بسبب كتاباته التي يندد فيها باستمرار بمشاكل المحسوبية في أعلى دوائر السلطة كما في الحالات السابقة، وإنما حكم عله بالسجن لمدة عام بتهم “إهانة موظف في أثناء أداءه واجبه المهني” و”انتهاك الآداب العامة” و”رفض تقديم أوراق ثبوتية”. ومنذ خروجه من السجن استعاد الصحافي حرية تعبيره بالرغم من التهديدات المتزايدة المحدقة به، غير أن عناصر من الشرطة بلباس مدني أقدموا في أيلول سبتمبر 2008 على اعتقاله في صفاقس جنوب شرق البلاد واقتياده خارج المدينة لاستجوابه ودفعه إلى التوقف عن النشر”. وقد تزامن هذا التقرير مع تقريرا آخر أصدرته يوم 11 فيفري منظمة “مراسلون بلا حدود”، تحت عنوان: “تونس: جرأة الإعلام”، عدّد مختلف الانتهاكات في حق الإعلاميين مصورا تونس بلدا تستحيل فيه ممارسة العمل الصحفي المستقل. غير أن السلطات التونسية، كعادتها، وفي ليّ لعنق الحقيقة لم تر في مجمل الحقائق الواردة في التقرير غير مجرد معطيات عارية عن الصحة. فقد أوردت وكالة الأنباء الفرنسية، يوم 12 فيفري الجاري أن السلطات التونسية رفضت جملة وتفصيلا ما ورد في تقرير المنظمة حول أوضاع الحريات في تونس وبالخصوص حرية الصحافة معتبرة أنها “تواصل ديناميكية تعزيز متواصل للحريات ومن بينها حرية الصحافة”. وكانت “مراسلون بلا حدود” قد دعت يوم الأربعاء 11 فيفري الرئيس الفرنسي إلى ضرورة تعبيره أمام الملأ على انشغاله بوضع الحريات في تونس، وذلك في علاقة بالعراقيل التي تعترض وسائل الإعلام المستقلة في تونس. وقد أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن مصدرا حكوميا تونسيا قد نفى وجود قيود أو ضغوط على الصحافة المستقلة أو المعارضة معتبرا أن “إنجازات حرية التعبير وحرية الصحافة هي أمر واقع” وأن “تسعون بالمائة من الصحف تعود إلى خواص الذين يتحكمون وحدهم في محتوياتها” وأن “الفضاء السمعي البصري مفتوح اليوم أمام الخواص”. كما كذبت السلطات التونسية حديث المنظمة عن انعدام الحوارات السياسية في التلفزات والإذاعات الخاصة، وعن الإغلاق المتواصل للمواقع الإلكترونية التي تنقد السلطة مؤكدة أنها تتصدى فقط للمواقع التي تدعو للعنف أو التي تعتدي على الأخلاق الحميدة. وفي علاقة بحالة الصحافي الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي الذي حوكم غيابيا يوم 11 ديسمبر الماضي بستة سنوات سجنا على خلفية تغطيته لأحداث الحوض المنجمي، فقد صرح المصدر الرسمي التونسي لوكالة الأنباء الفرنسية أنه أُحيل وفق “وفاق جنائي” وتبعا لـ”جرائم حق عام لا علاقة بها بممارسة الصحافة”.
 
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21فيفري 2009)


صوت الشباب  
 
الاتّحاد العام لطلبة تونس: هيئة إداريّة حاسمة وقرارات جريئة عقد الاتحاد العام لطلبة تونس يوم السبت31 جانفي 2009 بالمقر المركزي بتونس العاصمة هيئته الإداريّة الوطنيّة بعد أن تعذر عليه عقد مؤتمره الوطني الموحّد في شهر أوت الماضي بسبب الحصار المسلّط عليه من طرف السّلطة وسعيها لتعطيل إنجاز هذا المؤتمر. وتعتبر الهيئة الإداريّة هي الثالثة التي ستنظر في موعد جديد للمؤتمر وباقي الملفات الطلابيّة العالقة. 1. أجواء احتفالية: بحضور جمع غفير من المناضلات والمناضلين، انعقد الاجتماع في أجواء احتفالية تخللتها الأغاني الملتزمة ورفع الشّعارات التي تنادي بوحدة المنظّمة الطلابية وحقها في النشاط ومطالبة السّلطة برفع يدها عنها وعن نشاطها المستقل. وقد زادت هذه الأجواء الحماسّية إصرار أعضاء الهيئة الإداريّة من أعضاء المكتب التنفيذي والكتّاب العامين للمكاتب الفيدراليّة والذين يترأسهم الأمين العام للاتحاد الذي افتتح الأشغال بكلمة حماسيّة دعا فيها المناضلات والمناضلين إلى التشبّث بمنظّمتهم وضرورة الدّفاع عنها من كل محاولات تقسيمها وتقزيمها وإلهائها عن الدّور الموكول لها منذ حوالي 60 سنة في تأطير الشّباب الطلابي والدّفاع عن حقوقهم المشروعة. 2. قرارات في المستوى: تناولت الهيئة الإداريّة في جدول أعمالها تحديد موعد جديد للمؤتمر الوطني وضبط جملة من القرارات النضاليّة دفاعا عن مسؤولي الاتحاد وحقّ المنظّمة في النشاط. وقد تابع الأعضاء بانشغال مواصلة السلطة نهج المماطلة والتسويف في التعامل مع الملفات الأخرى العالقة. ومباشرة قرّر جميع أعضاء الهيئة الإداريّة بأن تكون أيام 10 و11 و12 أفريل 2009 موعدا للمؤتمر، متمسّكين بأن ينعقد في كليّة العلوم ببنزرت وإن تعذر ذلك فسيكون بكليّة الحقوق بتونس ودائما تحت شعار “من أجل اتحاد في خدمة الطلبة وجامعة في خدمة الوطن”. وإثر طرح الملفاّت العالقة جدّد أعضاء الهيئة الإداريّة بمواقف سلطة الإشراف التي تواصل نهجها التصفوي وتنظّم مجالس التأديب غير القانونيّة علاوة على سجن عديد المناضلين على خلفيّة نشاطاتهم النقابيّة ورؤاهم الفكريّة. وفي هذا السياق سجّلت الهيئة الإداريّة 20 حالة طرد لمناضلين من أجزاء جامعيّة مختلفة وسجن كلّ من الشاذلي الكريمي وعلي الفالح وقيس بوزوزيّة وأنيس بن فرج والحفناوي بن عثمان إلى جانب افتعال قضيّة كيديّة ضدّ الأمين العام. لذلك قررت الهيئة الإداريّة على إثر هذه المطالب العالقة واحتجاجا على ضرب حرية العمل النقابي في الجامعة وضرب حق الاتحاد في النشاط وتواصل الاعتقالات وسجن مناضلي الاتحاد وطردهم من الجامعة، قررت الهيئة الإدارية تنظيم إضراب وطني عام يوم 26 فيفري 2009. كما قررت أن يكون يوم 05 مارس القادم مناسبة لتجمّعات عامة جهوية احتجاجا على الوضعيّة سالفة الذكر. 3. حتّى لا ننسى 5 فيفري ومجازر غزّة: وبخصوص الاحتفالات بالذكرى57 لتأسيس الاتحاد العام لطلبة تونس والذكرى37 لاندلاع حركة فيفري المجيدة تمّ الاتفاق على تنظيم ندوة وطنية بالمقر المركزي حول أحداث فيفري 1972 وذلك يوم 19 فيفري 2009. هذا وقد أعرب أعضاء الهيئة الإدارية عن تنديدهم بالهجمة الصهيونيّة الأخيرة على قطاع غزّة وجدّدوا مساندتهم المطلقة للشعب الفلسطيني البطل فيما يتعرّض له من إبادة وتشريد. وتواصلت الهيئة الإدارية بنجاح إلى ساعة متأخّرة من الليل، وأُختتمت بالتشديد على ضرورة احترام الشباب وخاصّة الطالبي منه الذي يعدّ مكوّنا أساسيّا من مكوّنات المجتمع لا يجب الاستخفاف به وتهميشه ومحاصرته. وقد مثلت هذه الهيئة منعرجا حاسما في تاريخ مسار التوحيد أكّد مواصلة الأطراف المكوّنة له توحّدهم وتغليب المصلحة المشتركة على المصالح الضيّقة، فاتحة بذلك آفاقا رحبة في إعادة الاعتبار للاتحاد واستنهاض الحركة الطلابيّة. (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22فيفري 2009)  

 


تونس: وطن وبوليس ورشوة بقلم: جيلاني العبدلي

في منطقة الأمن الوطني بباجة (3)

 
في أواسط السنة الدراسية 1981- 1982 عرف المعهد الثانوي المختلط بباجة، على غرار بقية معاهد الجمهورية، إضرابا عنيفا تدخلت على إثره قوات البوليس لقمع المضربين، فشرّدتهم في اتجاهات التلال والغابات المتاخمة للمدينة شرّ تشريد، واعتقلت البعض منهم، وبذلك توقفت الأنشطة الدراسية، وعاد جميع التلاميذ إلى منازلهم .  ولمّا كنت خلال اليوم الموالي للإضراب مغادرا لمنزل أحد أقاربي في اتجاه وسط المدينة، استوقفني في منطقة سيدي بوتفاحة على غرار السنة الماضية أربعة أعوان في سيارة مدنية، وأجبروني على امتطائها، فحشروني بينهم، وشملوني بأدبهم المألوف في العنف الجسدي واللفظي، وانطلقوا بي إلى منطقة الأمن الوطني حيث مقر فرقة الأبحاث، وأودعوني غرفة العادة أين أشبعوني ضربا، وصمّوا أذنيّ بألفاظ سمجة، موجّهين إليّ تهمة التحريض على الفوضى وتهديد الأمن، وكانت الساعة وقتها  تشير إلى الحادية عشرة والنصف. في تلك الآونة أقبل عليّ رئيس الفرقة حمادي بلعربي مصحوبا بأحد الأعوان، وخاطبني بخشونة وسوقية فجّة أنّني لم أكن رجلا، وأنّني كنت دائما دون المستوى، وأنّه سيجعلني “فأر حبس ” على حدّ تعبيره، وأقبل عليّ يعنّفني قائلا لزميله : “حرّروا ضد هذا الكلب محضرا في التحريض وإثارة الشغب، وسنتولّى إحالته على القضاء”. وبعد ذلك انصرفا، وأغلقا باب غرفتي خلفهما، وبقيت أعدّ الثواني، وأفحص الجدران البائسة، مخمّنا في ما قد تسفر عنه الساعات القادمة، مستسلما للأمر الواقع.   حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر قطع عليّ أحد الأعوان وحدتي وشرودي، حين فتح الباب بخشونة وأنا مسند ظهري إلى الحائط، واتجه إليّ يصفعني، ويدفعني أمامه بغلظة إلى مكتب التحقيق، وهو يهدّدني بتحويلي إلى مكان خاص للتعذيب، إذا لم أعترف بالحقيقة، ثم انصرف. استرسل المحقّق في أسئلته التي تركّز أغلبها على دوري في التخطيط للإضراب، وعلى من كان يشاركني فيه ؟ وأين كنا نجتمع؟ وما هي الشعارات السياسية التي كنّا نرددها؟ ورغم أنّ إجاباتي كانت تميل إلى التعميم، وتجانب جوهر الأمور، فقد دوّن ضدي ما كان يحلو له، مستهزئا بإجاباتي، متّهما لي بأنّني أنا الذي كان يردّد شعار “يسقط حزب الدستور، يسقط جلاّد الشعب”، معتبرا إيّاي خطرا على الأمن الوطني، وأجبرني على إمضاء المحضر دون أن أقرأ تفاصيله، وفي خاتمة المطاف احتفظ ببطاقة تعريفي الوطنية، وأخلى سبيلي حوالي الساعة السادسة مساء، مطالبا إياي بالعودة إلى منطقة الأمن في اليوم الموالي، لإجراء مكافحة مع أحد التلاميذ الذين اُعتقلوا قبلي، وصرّح بمعطيات ضدّي حسب ما قال. وغادرت وأنا في حالة يُرثى لها جوعا وإنهاكا وإذلالا، وتحصّنتُ بمنزل أحد أقاربي بمدينة باجة، دون العودة إلى مقر فرقة الأبحاث وفق ما طلب منّي، ثم التحقت في حذر كبير بالمعهد الثانوي المختلط عند عودة الأنشطة الدراسية، وأخبرت زملائي بقسم السنة السابعة آداب 2 الذين تحرّكوا على الفور، وطالبوا إدارة المعهد بالتدخل لدى المصالح الأمنية لتمكيني من بطاقة هُويّتي، ولوّحوا بالإضراب في صورة عدم الاستجابة، وفعلا وعدت الإدارة بمعالجة الأمر في أسرع الأوقات، غير أنّ أحد زملاء الفصل من أبناء إحدى العائلات الثرية بباجة تمكن بما لعائلته من علاقات ونفوذ من استعادة بطاقتي. وهكذا نجوت من كابوس ظلّ يلاحقني أياما وليالي، ومن حسن حظيّ أنّني حصلت على شهادة البكالوريا ودفتري المدرسي الذي خُطّ عليه ملاحظة ” يُرفت في حالة الإخفاق” بدون مبرّر قانوني، وانطلقت إلى العاصمة بفرحتين، فرحة انتقالي إلى الجامعة وفرحة خلاصي من قبضة منطقة الأمن بباجة.                                                   – يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com


 كوافيرُ!!
بحري العرفاوي.
تونس 12:02:2009   لكلّ شعْبٍ بأرْضِ العُرْبِ كافورُ                                فالناسُ لحْمٌ وَفوْقَ اللحْم سَاطورُ! تأتي الحُكُوماتُ سرّا ليْسَ تُنتخبُ                                يَعَضّ كُرْسيّهُ الدّوّارَ مَسْعُــــورُ!                      لا تنتخبْ عَابدًا لسيّدٍ عَــــــــابِدٍ                                 فالعبْدُ ليْسَ لهُ أمْرٌ……وَمأمُورُ ترَاهُ في حُلةٍ ….. تقولُ ذا أمّـة ٌ                                لكنهُ عُقدةٌ …….. يَهَابُها العُـورُ! يَسُوقُ شعْبًا كَمَا لوْ أنهُ شعْبُهُ                                إذا أشارَ انحَنى إليهِ جُمْهُـــورُ! فيخطبُ تارَة ًويُضْحِكُ تارَةً                                وتارَةً يَختفي والشعْبُ مقهُــورُ ويَبْطشُ كيْ يُقالَ إنهُ قادرٌ                               والعدْلُ أوْلى وإنّ العدْلَ مقْدُورُ مُسْتفعِلٌ فاعِلٌ مُسْتدْبِرٌ مُدْبِرٌ                              وإنّ دابرَهُ في الدّرْبِ مدْبُـــــورُ يَبيتُ في مضْجَعٍ يقيلُ في مَرْتعٍ                              يفرّ في مَطْلعٍ .. والنارُ.. والنورُ!!  


سـواك حـار (114)
 
 
الحوار نت أفرج على الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 عن الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي بعد أربع ساعات من الاعتقال و الاستجواب بخصوص ورود اسمه بعريضة تطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجن السلطة في رام (حرية وإنصاف) “المجراب توكلو مناكبو” … هل أزعجتهم العريضة؟ … أم صفة الموقعين؟ … أم هو حلفهم الإسترتيجي مع “شقيقهم” عباس و”ابنه” دحلان! … يبدو أن “الدحالنة” قد توسعوا في شرق الأمة وغربها!!   فبعد اختطاف لطفي العمدوني يوم أمس، تكرر السيناريو اليوم 17فيفيري 2009 باختطاف السيد طارق السوسي من محل سكناه (…)،من قبل أعوان بوليس بزي  مدني اقتحموا المنزل بعد أن انتحل أحدهم صفة عدل منفذ، (ج د م المساجين الس) للشرطة الحق المطلق في استعمال أي صفة، أو التّستر بأي ساتر ما دام الأمر متعلقا بإقامة “الأمن” و”العدل” ولكن بلادنا دأبت على تسمية الأسماء بمضاداتها! … فلا قصر العدالة للعدالة قصر ولا “الأمن” أمن، ولا “عدل” التنفيذ عدل!!   حيث استمر التحقيق معه (طارق السوسي)، محاولين إجباره على الكشف عمن كان وراء مبادرة الرسالة المفتوحة التي ورد فيها اسمه منسوبا له الإنتماء لحركة النهضة، وقد تم تهديده بالتتبع العدلي ..إن لم يقم بالتشكي بمن أضاف اسمه (ج د م المساجين الس) المشكلة إذا ليست  في العريضة ولا في التحالف مع عباس وإنما في صفة الإنتماء لحركة النهضة “المحظورة” ـ كما يحلو للبعض أن يسميها ـ ! … هل لنا أن نعرف ـ بصفتنا “مواطنين” ـ  متى تم الإعتراف بالتجمع ومن قدم مطلب الإعتراف به؟ أم أنه هو الآخر جمعية غير مرخص فيها! … إن كان الأمر كذلك فأنا أطالب بمحاكمة أعضاء التجمع ورئيسم بتهمة الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها!     يعلم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت أن قوات من البوليس باللباس المدني اعتقلت صباح اليوم الناشط الحقوقي طارق السوسي  عنوة من بيته دون تمكينه من عكازيه وهو الذي يعاني من إعاقة تمنعه من المشي دون الاتكاء عليهما (ف ر ت د عن ح إ ببنزرت) تحوط مفهوم! … لعله كان سيَكِزُ أحد الخاطفين بعكازه فيقضي عليه! اقتداء بموسى عليه السلام!   و تتمثّل معاناة المساجين – حسب اللجنة – في النوم أرضا بلا سرير و الإقامة المكتظّة (93 سجينا في غرفة لا تتسع إلا لأربعين شخص)، في حين يشكو البعض الآخر من الأمراض و أغلبها من مخلفات الاعتداءات أثناء  الإيقاف. (كلمة) أعتقد أن هذا الخبر كاذب ذلك أنني رأيت بأم عيني وضعية السجن والمساجين في تونس خلال زيارة السيد الرئيس لأحد السجون والتي بثتها قناة تونس 7 فتمنيت يومها أن يكثر الله المساجين لما ينعمون به من نظافة وتكوين وراحة وإكرام ! وكل شيء 5 نجوم!!     وللعلم فإن اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ سنة 1989 لم يعقد سوى قمة واحدة عام 1994 بالعاصمة تونس. (كلمة) اتحاد المغرب العربي بلغ 20 سنة دون أن ينشأ نشأة سوية أو يشتد عوده فقد ولد مشوّها ونشأ معوّقا؟ عشرون سنة هي في عمر المؤسسات عمر طويل بل لعه يجوز أن نقول أن هذه المؤسسة قد بلغت أرذل العمر دون أن تمر بمرحلة بلوغ.   لم تجد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس من طريقة تتعامل بها مع ارتفاع حدّة الانتقادات التي توجّه لها بين الفينة و الأخرى بسوء إدارة مهرجان الموسيقى التونسية، أفضل من إلغائه  تجنّبا للإنتقادات و السّجالات والأقاويل. (كلمة) “الشبّاك إلّي يجيك منو الريح سدو واستريح”!!   سـواك: صابر التونسي 18 فيفري 2009

 


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 555 على موقع تونس
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي  طموحاتنا لدعم المناخ السليم تتضاعف و تزداد يوما بعد يوم

 
منذ أشهر فكرت في إعداد رسالة تاريخية جريئة بمناسبة حلول يوم 23 فيفري 2009 الذي يصادف مرور 7777 يوما على ذكرى 7 نوفمبر 1987 من 7 نوفمبر 87 إلى يوم 23 فيفري 2009 و هذا الرقم الذي يحمل رقم 7777 لا يمكن أن يعاد في الأعوام القادمة وهو يصادف عيد ميلاد نجل الرئيس الذي ولد في آخر فيفري 2005 و يصادف  عيد ميلاده الرابع رقم 7777 أي عدد 7 أربع مرات  و فيه أكثر من معنى و مغزى إذا اعتبرنا الأشهر 256 شهرا فإن الأيام 7777 يوما بيوم على ذكرى التحول الذي واصل الجهد و الانجاز و الإضافة للوطن . و بهذه المناسبة و الذكرى التي تصادف هذا الرقم بهذا الشكل و بموعد تاريخ ميلاد محمد زين العابدين بن علي في مثل يوم 23/02/2005 وهو العيد الرابع مع اربع أرقام لعدد 7 لا يصادف مرة أخرى فان طموحاتنا تتضاعف و تزداد يوما بعد يوم و تجسما لمقالاتي التي نشترها عبر هذا الموقع منذ عام 2005 و خلال شهر جوان و عددها 555 مقالا في شتى المجالات بحرية و جرأة و شجاعة و أمانة و صدق و بوفاء و وضوح و عرفان بالجميل و لطف و الأخلاق و تربية عالية و بروح وطنية و مسؤولية وقد نشرت جل مقالاتي في كتابي الجديد الذي أطلقت عليه العنوان التالي : الوفاء الدائم للرموز و الزعماء و الشهداء الأبرار حتى يكون مرجعا لأسرتي و أبنائي و أحفادي و أهلي و زملائي و أصدقائي و أخواني المناضلين الدستوريين و كل الأحرار أصحاب المبادئ و القيم و الثوابت و كل القراء المحبين للتاريخ و للرجال البررة و الحركة الوطنية و بصمات الزعيم الراحل و مناقبه و عرفانه و مواقفه الخالدة و كزعيم عربي كبير بورقيبة العظيم و مقالات اخرى عديدة و متنوعة و شاملة و هامة في شتى المجالات و المشاغل و الطموحات و بمناسبة مرور 7777 يوم يوما بيوم على التغيير أردت كتابة هذا المقال لأذكر من جديد و بحرية و جرأة ما كتبته في مقالاتي السابقة و مقترحاتي و الطموحات التي عبرت عنها بكل صراحة و وضوح و شجاعة و عسى ان تحطى مقترحاتي و المشاغل التي طرحتها في كتايبي و مقالاتي التي أعيد ذكرها اليوم و كما قلت عسى أن تحطى بالمساندة و الدعم و التشجيع و العناية الأبوية من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في هذه الذكرى التي كما أشرت تصادف عيد ميلاد نجل الرئيس و لا شك أن عهد التحول حقق الإضافة و واصل الانجازات و المشاريع و دعم مكاسب التعليم و كان الجهد واضحا و كما قال الرئيس بن علي أن التغيير جهد يومي و لا ينكر الانجازات المضافة إلا متكبرا جحودا و نحن في تونس نعترف بالجميل لكل من أضاف حجرة او لبنة في صرح البناء الشامخ تونس الحديثة العصرية التي بناها و حقق طموحاتها زعيم الامة العملاق المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الذي كما جاء في بيان السابع من نوفمبر 1987 على لسان الرئيس بن علي ان التضحيات الجسام التي أقدم عليها الرئيس الحبيب بورقيبة أول رئيسا للجمهورية صحبة رجال بررة لا تحصى و لا تعد و لذلك أحببناه و قدرناه تلك الشهادة التارخية لا تمحى من الذاكرة و اليوم يتواصل الإصلاح و مسيرة الانماء و التعمير طبقا للنهج الصحيح الذي بدأه الزعيم الراحل ولا ننكر الانجازات الجديدة و المشاريع و صندوق التضامن 2626 الذي حقق طموحات الريف . الطموحات و المشاغل و المقترحات الجديدة على الصعيد الشخصي: الإذن بتصريح كتايب المشار إليه المحجوز بوزارة الثقافة و المحافظة على التراث رغم إلغاء الايداع القانوني و تأكيد عناية الرئيس بدعم الكتاب و المبدعين حسب لقاء سيادته برئيسة إتحاد الكتاب مؤخرا. و كذلك قضية الاقصاء على صعيد جهة الحجارة معتمدية الحنشة تحقيق طموحات 120 أسرة مازالت محرومة من الماء الصالح للشراب رغم الرسائل و المقالات و الاتصالات الجهوية و الوطنية و هذا العدد تخلف عن المشروع الذي تم أنجازه عام 2000 بدعم رئاسي و كذلك اتمام الملعب الرياضي للشباب الذي توقت اشغاله بنسبة 35 بالمائة و تجسيم طلب تحويل المدرسة الابتدائية بالحجارة الى مدرسة اعدادية لمنطقة الظل الحجارة و دعم مشاغل اصحاب الشهائد العليا في الريف و شبان الحجارة العاطلون عن العمل رغم ملفاتهم بوزارة التربية و التكوين . مشاغل جهة الحجارة : – تعبيد 3 كلم الرابطة بين الحجارة و الجم لفك عزلة منطقة الظل الحجارة نهائيا و المساهمة في أشغال إنجاز صومعة الجامع المسجد بالحجاره التي هي في طور الإنجاز حاليا . و على مستوى رد الاعتبار للاشخاص و المناضلين و المطرودين من عملهم أذكر رد الاعتبار للمناضل فتح الدين البودالي الكاتب العام للجنة التنسيق بالكاف سابقا الذي لم يحصل على تقاعده بالكامل و بعض المناضلين الذين وقع اقصائهم نتيجة حرية التعبير و الوفاء للرموز و الزعيم الراحل و كذلك قضية العون بلقاسم الناصري الشاب الذي وقع عزله عن العمل بالشركة الوطنية للكهرباء و الغاز منذ شهر أفريل 2008 نتيجة حادث لم يكن في الحسبان و إرادة الله أقوى و أعظم و رغم النداءات و المراسلات و الكتابة في الصحف و المقالات لا حياة لمن تنادي و بقرار العزل وقع القضاء على أسرة اسرة كاملة تتركب من 7 اشخاص هذه عينات حية نتيجة ممارسات و إجتهادات لا علم و لا دخل فيها إلى القيادات العليا وهي تحصل كل شهر من طرف أشخاص لديهم النفوذ و السلطة و لا يرحمون و لا يسعفون غيرهم و هذه مناسبة كي يطلع عليها رئيس الدولة . على الصعيد المحلي بالحنشة تجهيز المستشفى في إنتظار بناء مستشفى متطور يستجيب لمشاغل 50 ألف نسمة و توفير المرافق التالية – محكمة ناحية-فرع لصندوق التضامن الإجتماعي بالحنشة و فرع لشركة الكهرباء و الغاز و فرع لشركة توزيع و إستغلال المياه و إحداث نواة معهد فلاحي بالحنشة و إحداث نواة معهد أعلى للرياضة بالحنشة . في إنتظار العدل السياسي بأحداث ولاية جديدة تضم المعتمديات الداخلية الحنشة-العامرة-جبنيانة و منزل شاكر . على الصعيد الجهوي صفاقس : دعم فكرة إيجاد خط المترو العصري بصفاقس و مزيد دعم التمثيل السياسي لأرياف الولاية الحنشة مثلا غير ممثلة في سلك الولاة و المعتمدين و على الصعيد الوطني : السعي لتكوين مجلس شورى لمساندة و معاضدة رئيس الدولة من عناصر لها الخبرة و الإشعاع في المجالات السياسية الخارجية و الفلاحة و المالية و الإقتصاد و التعليم العالي و الشؤون الإجتماعية و الأمن بمفهومه الشامل العصي و الشباب و الرياضة و الثقافة و التربية و التكوين و السياسة الحزبية و تونس لها إطارات عالية و كفاءات و رجال أفذاذ أمثال السادة الهادي البكوش و رشيد صفر و الباجي قائد السبسي و محمد الناصر و محمد الصياح و أحمد قلالة و رشيد إدريس و محمد شاكر و قاسم بوسنينة و مصطفى بدر الدين و عبد العزيز الأصرم و لسعد بن عصمان و الشاذلي العياري و منصور معلى و محمد جمعة و أحمد قريعة و محمد جغام و محمد اليعلاوي و عبد المجيد شاكر وفتح الدين البودالي (الكاف) و محمد الصالح العياري (سليانة) و صلاح الدين مبارك (باجة) و اسماعيل خليل (قفصة) و الصادق رابح (قابس) و عبد الرزاق الكافي (القيروان) و الصادق بن جمعة ( مدنين) و محمد كريم ( صفاقس) و محمد السخيري (المنستير) و عمر البجاوي (بنزرت) و محمد الصيد (نابل) و عيسى البكوش ( أريانة) و يوسف السايبي (سيدي بوزيد) و عزيزة التليلي ( القصرين) و شاذلية بوخشينة (قابس) و و نزيهة مزهود (بن عروس)  هؤلائي و غيرهم هم رواد فاعلين يمكن ان يشكل منهم مجلس الشورى لمساعدة سيادة الرئيس في الفترة القادمة . تنقية الاجواء السياسية : لدعم المناخ الوطني السليم و ذلك بإصدار عفو رئاسي على بقية المساجين و خاصة جماعة الحوض المنجمي في إنتظار العفو التشريعي العام المنتظر و المطلوب وطنيا لمزيد دعم المناخ السليم و جعل تونس واحة سلام و أمن و إستقرار و محبة و تضامن و تعاون و إشعاع دولي بالتضامن دعم حرية الإعلام و تطوير وسائل الإعلام و دعم حرية التعبير على غرار ما جاء في حواركم الممتاز يوم 3 ماي 2000 برجال الصحافة و ما جاء في مقابلتكم مع رئيسة إتحاد الكتاب مؤخرا و العمل على الترخيص بدون شروط و حسب التطور الإعلامي و المشهد الاعلامي في العالم قصد منح كل من يرغب في بعث إذاعة أو قناة أو محطة تلفزية مثل حنبعل بتونس و السعي لتلبية طلب إصدار صحيفة يومية أو أسبوعية لدعم المشهد الإعلامي على اساس الإلتزام الوطني و الميثاق الوطني حسب شعارنا الولاء للوطن و الإنتماء و الولاء للوطن و الإنتماء لتونس و الوفاء للوطن و الزعماء و الرموز. 8- المصالحة الوطنية : مزيد السعي للمصالحة الوطينة و أحكام الصلة مع المنظمات الوطنية و الجمعيات و كل روافد المجتمع المدني لدعم و حفظ حقوق الإنسان و تحقيق مشاغل كل الشرائح و لا شيء يصعب على الإرادة و السياسة ، بفضل الحوار البناء يمكن دعوة كل الأطراف على طاولة الحوار و طرح كل المشاغل و المطالب و الإشكاليات و الأطروحات و إيجاد الحلول الملائمة لها مثل ما حصل في مقابلة يوم 10-02-2009 مع رئيسة إتحاد الكتاب –و بذلك يقع فض مشاكل رابطة حقوق الإنسان و مشاغل المحامين و مشاغل كل الشرائح المهنية و الإجتماعية بفضل الحوار و حسن النية و سعة الصدر و الحب للوطن حتى نسحب البساط من تحت أقدام المتاجرين و السماسرة و هذا ليس بعسير و لا بعزيز على الإرادة السياسية لدعم المناخ الوطني السليم و لعل يوم الذكرى 7777 الذي يصادف بعد أسبوعين عيد ميلاد أمة الإسلام عيد مولد النور و الهداية عيد المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة و التسليم الذي يصادف يوم 9 مارس 2009 -12 ربيع الانوار على هامش الإحتفالات بمولد أعظم رسول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم شفيع للمؤمنين و رحمة للعالمين الإنس و الجن من بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق و أسوة حسنة للمسلمين عامة و قال اله تعالى و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .صدق الله العظيم . لعل هذه الذكرى تكون فاتحة عهد المصالحة في الايام القادمة و في الذكرى المجيدة في غمرة هذه الذكرى العظيمة نحتفل بمرور 7777 يوما على التغيير لا يمكن لهذا اليوم أن يعاد إلا بعد قرون فليكن هذا اليوم يوم التسامح و العفو و طي صفحة الماضي و فتح صفحة جديدة بيضاء للمصالحة و الوئام و الأخوة و التضامن و المحبة و الوئام و الانسجام و التعاون دون أحقاد أو كراهية أو غبن سياسي  قال الله تعالى : ” فمن عفا و أصلح فأجره على الله” {صدق الله العظيم}. قال الله تعالى : ” و يجعل الله بعد عسر يسرا ” {صدق الله العظيم}. ملاحظة : يوم 23 فيفري ستكون مفاجئة تبرز للعيان وتؤكد مدى الاهتمام وتحمل مشاغل الأحرار بوفاء وقيم الرجال البررة وثوابت الكرام إن شاء الله. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي في تونس الهاتف : 22.022.354


المؤسسة الإسلامية الغربية في عصر العولمة

 
 
راشد الغنوشي
إذا كان الإسلام عالميا في مصادره، فهل يصنع تنزيله على واقع مخصوص مثل الواقع الغربي المعاصر فقها متميزا؟ 1- قراءة موجزة في الواقع الدولي لعل أهم كلمة تصلح لتوصيف الواقع الدولي في هذه الفترة هي الشعار الذي خاض تحت لوائه الرئيس الأميركي المنتخب باراك حسين أوباما معركته في اتجاه البيت الأبيض.. شعار التغيير، فحقق ما كان يظن أنه مستحيل: رجل أسود فقير من أصول إسلامية يصل إلى قمة الهرم في أعظم دولة بيضاء تأسست على العنصرية وتعظيم الثروة والروح الإنجيلية. وما كان ذلك ممكنا لولا عمق أزمة الأنموذج الذي تطلب البحث عن منقذ له، وليس عن أي رئيس، عن زعامة استثنائية كاريزمية يعلق عليها الأمل في إنقاذ سفينة تغذ السير باتجاه الغرق، وبان ذلك سافرا حتى قبل اندلاع تسونامي انهيار مؤسسات رأس القاطرة الذي يقود الرأسمالية والنظام الدولي. وكانت أهم أسباب الأزمة التي جلبت الأضواء ومَحْوَرَتها حول شعار التغيير قد تمثلت في فشل أكبر وأقوى جيوش العالم في الانتصار على مجاميع شعبية مسلحة بأسلحة بسيطة في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والصومال، بما أعطى الوقت الكافي لانتعاش قوى دولية منافسة كالصين والهند وروسيا وإيران. الحقيقة التي للمسلمين أن يفخروا بها هي أنهم كما كان لهم شرف الإسهام الكبير في انهيار إمبراطورية الإلحاد، فقد كان لهم الشرف العظيم أن كان لمقاوماتهم الإسلامية الدور الطليعي في استنزاف قوى العملاق الأميركي وإصابة جيوشه واقتصاداته ومجتمعه بأعظم الخسائر التي فاقت قوى تحمله. وأفدح من ذلك خسائره المعنوية ممثلة فيما يسمى قواه الناعمة أو ما يعرف بالحلم الأميركي أو النموذج الأميركي الجذاب، وذلك بما تكشف من كذبه ووحشيته وسقوطه الأخلاقي كما تبدى في أبو غريب وبغرام وغوانتانامو، عاريا من كل طلاء وكساء. وجاءت انهيارات المؤسسات الرأسمالية العملاقة لتقدم دعما هائلا لزحف أوباما صوب البيت الأبيض ولشعاره في التغيير، وكان وصوله متحققا ولو دون اندلاع الأزمة ولكن بزخم أقل. واضح أن عالما قد انهار وآخر بصدد التشكل ولمّا تتضح معالمه: عالم ينهار هو الذي تشكل في أعقاب وعلى أنقاض انهيار الاتحاد السوفياتي فانفردت الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي بما هو مؤسسات دولية تحكمت فيها، وبما هو نموذج عولمة اقتصادية رأسمالية متوحشة أطلقت العنان لقوى السوق على خلفية قدرات خفية تملكها لتحقق من تلقائها التوازنات المطلوبة ومصالح الجميع، عولمة أو نظام عالمي يدار من قبل البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية. نظام عالمي احتاج من أجل دوام تعبئة قواه إلى عدو تشحذ له الأسلحة، فرشحت القوى الصهيونية المسيحية الإسلام عدوا، مقابل تحويل الكيان الصهيوني قلب الشرق الأوسط، بما يقتضيه ذلك من فرض المزيد من التمزق على دوله وشعوبه وطوائفه، يحول دونها وكل مسعى توحيدي أو تنموي. ومقابل العالم الذي ينهار وكل المساعي متجهة إلى محاولة وقف الانهيار -وفي هذا السياق جاء انتخاب أوباما- هناك عالم يتلمس خطاه ولماّ تتضح معالمه، ولعل من أهمها: أ- تعدد المراكز والأقطاب: لقد انتهى عصر القطب الواحد، ومن مؤشرات ذلك ظهور أقطاب وقوى إقليمية عجزت مرحلة القطب الواحد عن محاصرتها، بل استمرت في التعملق مثل الصين وروسيا والهند.. ب- قوى إقليمية ثلاث: واضح أن القوى الإقليمية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط هي ثلاث ليس العرب واحدة منها، إيران وتركيا وإسرائيل. فليس للعرب هدف مشترك ولا خطة جامعة.. كل دويلة من دويلاتهم تبحث منفردة لاهثة عن ضمانات استمرار حاكمها المنفرد، وذلك في عالم لا يعترف بالأقزام. وما حصل في غزة شاهد ناطق على هوان العرب. ج- صيغة جديدة للاقتصاد: البحث جار بعد انهيار نموذج الرأسمالية المتوحشة عن صيغة جديدة للاقتصاد تجمع بين حرية السوق وشروط العدالة الاجتماعية عبر تدخل الدولة لاستعادة التوازن. وفي هذا الصدد يمكن للاقتصاد الإسلامي أن يقدم حلولا وصيغا للمعاملات المالية بمنأى عن نظام هوبزي دارويني يقوم على قاعدة حرب الكل ضد الكل. د- إن الفشل الذريع لإستراتيجية الحرب على الإرهاب وكانت غالبا الاسم الرمزي للحرب على الإسلام تلك الحرب التي مثلت تهديدا خاصة للوجود الإسلامي في الغرب، يضع أمام الإسلام فرصة لأداء رسالته في إعادة المعنى والقيمة الخلقية إلى حضارة فقدتهما. هـ- فرص جديدة للأقليات الإسلامية وللحركة الإسلامية والديمقراطية: إن الأقليات الإسلامية في الغرب بشكل خاص تنفتح أمامها فرص غير مسبوقة للاندماج الفاعل في مجتمعاتها. إن وصول رجل أسود إلى البيت الأبيض يمثل بشرى لكل السود، أي للفئات المستضعفة في كل بلد. إن أمامها فرصا لإنتاج أوباما فرنسي أو ألماني أو إنجليزي أو سويدي.. بل إن الإسلاميين يكادون يكونون سود كل بلد. و- مرحلة انتقالية: لا أحد عارف بالأوضاع الدولية وببنية النظام الأميركي يتوقع أن تنقلب السياسة الأميركية بقيادة أوباما رأسا على عقب: عونا للضعفاء ونصرة للمساكين وحربا على الظالمين، فليس ذلك متخيلا، فنحن إزاء بنية نظام قام على الضد من ذلك.. على القوة والهيمنة. ولكن القوى التي دفعت بأوباما إلى البيت الأبيض قوى حقيقية مدركة لعمق الأزمة التي قادت إليها السياسات السابقة بما جمّع حول شعار التغيير كتلة ضخمة من الشباب والنساء والمحرومين وحتى من الطبقات الوسطى وحتى من قلب المؤسسة الرأسمالية على أمل أن ينقذ السفينة، بما يقطع أن قدرا من التغيير لا بد قادم ولكن في سياق الاستمرارية وليس الثورة والانقلاب على الماضي، ونظرة على التعيينات في الإدارة الجديدة تكشف عن هذا المنزع من التغيير والاستمرارية. فمن التغيير المتوقع الحد من طغيان رأس المال الافتراضي لصالح الاقتصاد الحقيقي، كالحد من طغيان قوى السوق لصالح التدخل لفائدة جمهرة الناس عبر الاستثمار في التعليم والصحة والإسكان وعبر نظام ضريبي يعيد التوازن. ويستتبع ذلك إعادة النظر في إستراتيجية الحرب على الإرهاب، وما يقتضيه ذلك من حد للتوسع العسكري والمغامرات العسكرية، وإعادة الاعتبار إلى المنظمات الدولية والتنسيق مع الحلفاء، وقد يكون من انعكاسات ذلك إعادة النظر ولو في طور لاحق في السياسات الأميركية الداعمة للأنظمة الدكتاتورية وممارسة أقدار من الضغوط على الكيان الصهيوني لصالح فرض تسوية قد يكون ما يسمى بالخطة العربية صيغة مقبولة لها، عودا إلى سياسات كلينتون، وإن كانت الأولوية لإدارة أوباما لوقف تدهور النظام الرأسمالي الذي يعد الاختبار الأعظم لنجاحه أو فشله. باختصار يمكن اعتبار أن المرحلة كما قيل هي مرحلة الأنصاف وليس الإنصاف: رئيس من أب أسود وأم بيضاء، أب مسلم وأم نصرانية، رئيس من أب أفريقي وأم أميركية. وهكذا مرشح أن تكون الحلول أنصافا بين المحافظة والتجديد، بين رأسمالية بجرعة اشتراكية أو إنسانية، سيطرة أميركية بشراكة أوروبية. في هذا السياق تبدو الحرب على إيران غير مرجحة بقدر الحوار والتعاون معها، بما يزيد العرب تهميشا ويضاعف من اهتزاز شرعية أنظمتهم ويقدم لقوى التغيير ومنها الإسلامية فرصا أكبر للتأثير وللتغيير إذا هي أتقنت فن التحالف والعمل المشترك مع القوى الأخرى وعوّلت على التغيير عبر حركة شعبية تتقدمها جبهات ترفع شعار التغيير لا الترقيع لأسمال شبعت اهتراء. 2- واقع المسلمين في الغرب لا يزال المسلمون في الغرب خليطا من جيل المهاجرين المشدودين ألصق بثقافة أصولهم ومشاكل بلدانهم، ومن الجيل الناشئ في الغرب ممن تربى في مدارسه وجامعاته ويشعر أن هذه البلاد وطنه ليس له وطن سواها. والكفة لا تزال مائلة إلى جيل المهاجرين، معظم مراكز القيادة في يده، وذلك خلافا لليهود مثلا، بسبب حداثة هجرة المسلمين، وهو ما يحد من تأثير الكم الإسلامي ولا يحوله إلى كيف.. إلى قوة انتخابية مثلا. ويجعل هذا الكم أقرب إلى الهامشية ومحدود القدرة حتى على الدفاع عن وجوده وإسلامه في مواجهة قوى مدربة ذات نفوذ واسع مثل قوى اللوبي الصهيوني وقوى اليمين العنصري اللذين تجاوزا خلافاتهما التاريخية واجتمعت قواهما على حرب هذا الدخيل بالتهميش تمهيدا للترحيل. يضاعف من مشاكل المسلمين تصاعد تأثير جماعات الإرهاب على صورة الإسلام عامة وعلى الأقليات المسلمة بشكل خاص، بما يكاد يجعل من كل مسلم في الغرب مشروع إرهابي يخشى منه. يحدث هذا في غياب نماذج مجتمعية إسلامية تشهد لعدالة الإسلام ورحمته وقدرته على استيعاب كل كسب حضاري، بما يرجح صورة الإسلام الخطر، والربط بينه وبين الإرهاب والعداوة للفنون الجميلة وللديمقراطية وللسلام ولحرية المرأة ولحقوق الإنسان، بما هو الضد من كل وجه لدين، إنما جاء لمصالح العباد وتتميم مكارم الأخلاق واعتبار البشر كلهم إخوة. أما المؤسسات الإسلامية فتصارع على كل هذه الجبهات للدفاع عن وجودها وسط حصار يكاد يكون مطبقا، ولا ينفي ذلك وجود قوى عاقلة في الغرب تنطلق من أن الإسلام أمر واقع ومكون من مكونات الحقيقة الغربية، وليس من سبيل غير العمل على إدماجه والإفادة مما يتوفر عليه من إمكانات خلقية اجتماعية يحتاجها الغرب. وهذه القوى العاقلة هي التي لا تزال غالبا تمسك بمقود القيادة السياسية ولكنها تتلقى ضغوطا هائلة وبالخصوص من قبل القوى اليمينية والصهيونية وما تمتلكه من قنوات إعلامية نافذة وتهدد بالوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها.. ولا يؤمن وصولها. وصول أوباما إلى الحكم على كل حال ليس في المحصلة لصالح هذه القوى. والمرجح أن السود في كل بلاد الغرب -أي الفئات المهمشة- بصدد الوصول إلى مراكز القرار، والمسلمون ينتمون إلى هؤلاء، وكذا الإسلاميون في البلاد الإسلامية. ولكن الواضح أن محصول المسلمين ضعيف على صعيد عقد تحالفات مع القوى ذات المصلحة في التغيير مثل القوى الحقوقية والإنسانية واليسارية، عدا أمثلة محدودة برزت هنا في السويد خلال حكم الاشتراكيين كما برزت في بريطانيا خلال الحرب على العراق وفلسطين عندما تولى قيادة الرابطة الإسلامية فريق تمكن من عقد تحالف واسع مع فئات يسارية ومضادة للعولمة وللحرب قادت مسيرات مليونية. من جهة أخرى تتعرض الأجيال الجديدة في الغرب لأخطار كثيرة وأزمات منها أزمة الهوية، ممزقين بين هوية البلد الأصلي وبين بلد الإقامة بين الإسلام وبين الثقافة السائدة، مهددين بالبطالة، بما جعل نسبة المسلمين في السجون الغربية نسبة عالية، حتى غدت مصدر تهديد للاستقرار والأمن والاختراقات الإرهابية. ويمثل شباب الضواحي في فرنسا نموذجا لسياسات التهميش الحكومية ولعجز المؤسسات الإسلامية عن الاستيعاب، بسبب نزوعات المحافظة السائدة التي لا تعطي للمسألة الاجتماعية أهمية كثيرة. تركيز اهتمامها على المسائل الدينية، بما يجعل خطابها وجمهرة الشباب المهمش في واد آخر. 3- مقتضى ذلك واضح أن الحالة الموصوفة تقتضي عملا جادا لتغيير شامل وعميق، بعض ذلك التغيير هو بأيدينا عبر مراكزنا ومدارسنا إذا استطعنا أن نجعل منها بوتقة تفاعل إيجابي بين ثقافة إسلامية أصيلة وسطية وبين مقومات الثقافة الغربية المحلية من أجل إنتاج مسلم سويدي أولا ثم مصري أو تونسي.. ومن مقتضيات ذلك المزاوجة بين تعليم اللغات المحلية ولغة الأم، ودوام تواصل الأجيال الجديدة مع بلد المنشأ، وهناك مهام أخرى من طبيعة سلطانية لا تتم إلا بتعاون بين المراكز الإسلامية وفيما بينها وبين النظام الحاكم، من مثل مواجهة آفة البطالة والطرد من المدارس وتوفير فرص أكبر أمام بروز قيادات إسلامية في كل المستويات السياسية عبر الانخراط في كل الأحزاب القائمة، وعبر الوظائف الإدارية القيادية وتشجيع الشباب الإسلامي على الاستثمار وعبر التدريب الإعلامي وتمويل المؤسسات الإسلامية للقيام على تدريب الشباب الإسلامي في كل المستويات. واضح أن الخطاب الإسلامي في الغرب مطلوب أن يتطور في كل اتجاه، في اتجاه إسلامي جامع لكل مكونات هذا الوجود، متجاوزا الحدود القطرية والاختلافات الحزبية والمذهبية باحثا عن الإجماع. وذلك حتى يمكن لهذا الكم الإسلامي الممزق أن يكتشف مصالحه الجامعة ويعبر عنها تعبيرا واحدا، وأن يتطور في اتجاه الأجيال الجديدة متوجها إليها بلغاتها حاملا همومها مستوعبا مشاكلها، وأن يتطور في اتجاه أبناء البلد الأصليين حاملا خطابا إسلاميا وطنيا بأثواب قيمية إنسانية جامعة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكانة الآداب والفنون ومكانة المرأة والدفاع عن مقومات الوطنية. يضاف إلى ذلك ضرورة البحث عن وفاقات وعقد تحالفات مع القوى التحررية في البلد في سياق ثقافة إسلامية غربية سويدية فرنسية ألمانية..إلخ، على غرار ما أنتج الإسلام من ثقافات قومية مثل الثقافة الإسلامية التركية والثقافة الإسلامية الفارسية والعربية والأفريقية..إلخ. أخيرا.. إن المؤكد أن الإسلام الغربي يمثل أهم تطورات عصرنا، وهو مرشح لأن يكون له دور مهم جدا في مستقبل علاقات الإسلام بالغرب كجسر تواصل وتقارب قد ينتهي بوضع حد نهائي لعلاقات الحرب، فاتحا عهدا جديدا من التعارف والتعاون.. “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” (سورة الحجرات).
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 فيفري 2008)  


الحرب على غزة.. المعركة الحقيقية والنصر المبين

عماد الدائمي  

– انقلاب المعادلة – محاولات سرقة النصر – معنى المقاومة.. الرابح الأكبر – نصر مؤكد ولو كره الكارهون مع انجلاء دخان المدافع الإسرائيلية المعتدية وجحيم قنابلها الفسفورية المحرقة عن سماء غزة العزة والصمود، انجلت أوهام الساسة والعسكريين الصهاينة وأصدقائهم الغربيين وحلفائهم العرب في استئصال حركات المقاومة وعلى رأسها حماس وفرض أمر واقع جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي ضرب فكرة المقاومة والتأسيس لمنهج واقعي يحترم المعادلات الإقليمية القائمة وموازين القوى الموجودة والشرعيات المحلية والدولية المفروضة. “حرب كسر إرادة” أرادتها إسرائيل وجيشت لها الآلاف المؤلفة من الجنود، وجندت لها جل مقدرات الجيش الصهيوني، وضمنت لها تأييد أطراف دولية وعربية عديدة. في البدء كانت الصدمة، وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل أصحاب القضية وأنصارها زلزالا شديدا، وظن الجميع من أعداء وأصدقاء أن التنين الصهيوني الذي أطبق بمخالبه الحاقدة وسمومه الفتاكة على غزة ليبتلعها حتما في أيام معدودات. وانقسم العالم قسمين، قسم مصدوم باك متألم، وآخر شامت متشوق لنهاية حاسمة تشفي الغليل. وبدأ “الرصاص المصهور” لرابع جيوش العالم يحطم كل شيء في غزة عدا معنويات وإيمان الفئة القليلة المقاومة التي حافظت على رباطة جأشها وبرودة أعصابها، ويقينها في النصر في ثبات بطولي مؤزر سيظل ملحمة تنهل منها الأجيال القادمة. ظلت الطائرات والمدافع والدبابات والبارجات طيلة ثلاثة أسابيع تساوي دهرا بأكمله، تدك البنايات وتقصف أرواح الأبرياء وتبث الرعب والخراب، غير أن المعركة الحقيقية سرعان ما انتقلت إلى ميدان آخر هو ميدان “الإرادة” حيث تتقارب القوى وتتعادل الموازين خلافا لما عليه الحال في الميدان العسكري بمفهومه المادي واللوجستي. واستحالت المواجهة إلى تصادم إرادات، إرادة تحطيم وتركيع مقابل إرادة ثبات وصمود. انقلاب المعادلة اعتمد طرفا المواجهة خطتين متباينتين لكسر إرادة الخصم وضرب معنوياته، فكان أن بنت “إسرائيل” خطتها على بث أكبر قدر من الدمار نشرا للرعب في نفوس الغزيين وتكثيفا للضغوط الداخلية والخارجية على المقاومة وتحقيقا لردع منشود. اعتمدت المقاومة خطة معالمها الرئيسية إعاقة تقدم المعتدي والصمود في وجهه عند مداخل الأحياء السكنية، ومواصلة إطلاق الصواريخ بنفس الوتيرة يوميا، لإبراز فشل العدو الذريع في تحقيق أهدافه، والعمل على إحداث بعض الخسائر في صفوفه ضربا لمعنويات جنوده وبثا للوهن والرعب في صفوفهم، وزعزعة للإجماع الداخلي “المرضي” في المجتمع الصهيوني حول مشروعية الحرب وجدواها وإمكانيات نجاحها. لعب الوقت بالتأكيد لصالح المقاومة، حيث كان كل يوم ينضاف إلى يوميات العزة والصمود، يزيد من ثبات المقاومين ويقين المناصرين، ويبث الوهن والفرقة في صفوف المعتدين ويربك حسابات الحلفاء والمتواطئين. ومع تغير المعادلة النفسية الأيام الثلاثة الأخيرة، تغير السلوك الميداني لكل طرف، فاتجه الجيش الغازي في تخبط وتوتر شديدين نحو مربع “الحد الأقصى” من التدمير والتقتيل لانتزاع أي مكسب نوعي يحفظ بعض ماء الوجه ويوهم الداخل والخارج بتحقيق نوع من الانتصار، في حين اتجه المدافعون عن غزة في يقين وثبات وبصيرة نحو مربع “الحد الأدنى” من المقاومة، حد التصدي لتقدم العدو ومواصلة إطلاق الصواريخ، دون القيام بهجمات نوعية وعمليات استشهادية تذكر، في مسعى واضح لحفظ المقدرات وربح الوقت وترك العاصفة الهوجاء تمر دون خسائر كارثية بعدما بدأت تباشير نهاية العدوان تلوح. أما على المستوى السياسي، فقد أدى انقلاب المعادلة النفسية إلى تصدع الجبهة الداخلية المؤيدة للحرب في إسرائيل، وإلى تعالي الأصوات الداعية لإيقافها، كما أدى ذلك أيضا إلى تحسن الموقف التفاوضي لقيادة المقاومة وارتفاع سقف مطالبها وثباتها أمام ضغوط “الوسطاء” المتحالفين موضوعيا مع العدوان، ممن وجدوا أنفسهم بدورهم مضطرين للتأقلم مع الحالة النفسية الجديدة لاعتماد موقف تكتيكي مصعد تجاه العدوان وأكثر مرونة تجاه أهل غزة. محاولات سرقة النصر انتهت معركة عض الأصابع بأن صاح الإسرائيليون أولا، وهذا في قواعد اللعبة النفسية هزيمة نكراء ولو بتر أصبع الخصم تماما. ووجدت إسرائيل نفسها لأول مرة في تاريخها، مضطرة لأن ترمي بكل ثقلها الإعلامي والسياسي في صراع محموم مع الزمن من أجل “تغليف” تلك الهزيمة النكراء، وتعويضها بإنجازات رمزية وهمية في الميدان الدبلوماسي، علها تخفف من وطأة الأزمة الداخلية المتصاعدة بسبب عدم تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة والخفية. وسرعان ما أدرك حلفاء إسرائيل ومؤيدوها والمتقاطعون في المصالح معها حجم الهزيمة النفسية التي لحقت بها والآثار الإستراتيجية المدمرة لتلك الهزيمة، وفهموا حجم المأزق الذي ألقت بنفسها فيه، فتلقفوا نداء استغاثتها وهبوا لنجدتها، الأميركان باتفاقية أمنية فضفاضة مع حكومة لم يبق من عمرها إلا ساعات معدودة، والأوروبيون بزيارة جماعية ومواقف منحازة وعرض سخي للخدمات الأمنية، ودول “الاعتدال” العربية بالمبادرات المنحازة التي تكافئ العدو المعتدي وتعاقب الأخ الضحية، وبمواصلة الضغط على المقاومة والحرص المتفاني في حرمان حماس من أي غطاء سياسي عربي، والعمل على إطفاء جذوة الغضب الشعبي المتصاعد. ولعل الهدف المشترك لكل تلك المبادرات والمؤامرات والمناورات هو سرقة نصر المقاومة، والحيلولة دون تحويله إلى مكاسب سياسية لحماس وحلفائها تغير المعادلة القائمة في المنطقة. وأهم من ذلك الحيلولة دون انتصار مبدأ المقاومة وغرسه في عقول الأجيال القادمة ووجدانها كسبيل وحيد وأوحد لتحرير الأرض وصد العدوان، وإعادة الحقوق المسلوبة في فلسطين والمنطقة والعالم بأسره. ولن تكون تلك السياسات وما بدأت تعتمده من وسائل ضغط وابتزاز ومناورة أوفر حظا من الجبروت العسكري للإرهاب الصهيوني الذي تحطم على جدار الإرادة الصماء، هذا الجدار الذي لم تزده دماء الشهداء ولوعات المكلومين ودعوات المظلومين إلا صلابة ومتانة وشموخا. معنى المقاومة.. الرابح الأكبر خرج “مبدأ المقاومة” من تحت الأنقاض والركام سليما معافى، بل بدا أكثر قوة وبريقا. تجلى علامة نصر على أيادي المقاومين، وانبساطا وسرورا على وجوه قيادتهم السياسية، واحتسابا وصبرا جميلا على ألسنة المكلومين ممن فقدوا إلى الأبد أعز أحبتهم وكل ما يملكون (دون أن نسمع منهم تأففا من المقاومة أو لوما لها) وحكمة وإصرارا من أفواه أطفال غزة نشامى المستقبل، ودموع انفراج وابتهاج على خدود مناصري العدل والسلام في كل أرجاء البسيطة. انتصرت فكرة المقاومة في معركة الأفكار والمعاني والخيارات بشهادة الأصدقاء والمحايدين المنصفين وكثير من الأعداء، وإن تباينت التقييمات للنتائج العسكرية للحرب. وترافق هذا الانتصار مع حصول متغيرات جوهرية في الساحتين الفلسطينية والعربية الإسلامية -قد تغير وجه المنطقة تماما السنوات القادمة- أبرزها انتفاضة الوعي التي حصلت في شعوب المنطقة، والتي تدل مؤشرات عديدة على أنها لن تكون مجرد سحابة صيف عابرة. فقد تحركت تلك الشعوب، الغائبة عادة أو قل المغيبة كرها عن الشأن العام، بكثافة ملحوظة طيلة فترة الحرب على كل شبر من جغرافيا الأمة لمساندة المقاومة، مبدعة أشكالا خلاقة وغير مسبوقة من النضال، ومتعالية عن خلافاتها الأيديولوجية وفوارقها الحزبية. وقد أسست تلك التعبئة النوعية لحالة نضالية لا تزال مستمرة حتى بعد الحرب بما ييسر استثمارها مستقبلا في قضايا قـُطرية وقومية عادلة، سياسية كانت أم اجتماعية، مادامت ملتصقة بخيار المقاومة. – تجذير حالة القطيعة بين تلك الشعوب وحكامها المتلبسين بالتآمر على المقاومة، مما ينذر بحدوث انتفاضات تبشر بتغيير الأوضاع، لا يمنع اندلاعها الآن إلا قمع بوليسي شديد ومدد أجنبي مآلهما حتما إلى زوال. – حدوث فرز حقيقي في صفوف النخبة السياسية والفكرية والإعلامية في المنطقة، لا على قاعدة الدين والمذهب والعرق بل على أساس الموقف من المقاومة. وتجاوز هذا الفرز النخب ليطال الدول ويقسم الرسمية العربية إلى محورين، محور “دعم المقاومة” ومحور “الواقعية والاعتدال”. كما تخطى المنطقة العربية ليبلغ مداه قوى إقليمية ودولية مؤثرة ويعيد خلط الأوراق بشكل فاجأ الكثيرين. إذ وجدت إسرائيل نفسها بين عشية وضحاها رغم جريمتها النكراء واعتدائها الآثم، ركنا أساسا من أركان محور “الاعتدال” في نفس الخندق مع أقطاب الرسمية العربية وتوابعها بدعم من الغرب الرسمي دون استثناء. هذا، في حين آثر أحفاد الخلافة العثمانية، الطامحون لاستعادة دور إقليمي مشروع، التخندق في موقع أقرب لتيار المقاومة الذي تقوده سوريا وإيران وتدعمه الدول المتحررة من الهيمنة الصهيو أميركية في العالم، وعلى رأسها فنزويلا شافيز، ويتعاطف معه جزء متزايد من المجتمعات المدنية الغربية. نصر مؤكد ولو كره الكارهون ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى انبرى بعض الكتاب المتصهينين (من ذوي اللسان العبري أو الغربي أو العربي) في حملة منظمة وممنهجة تهدف إلى قلب الحقائق والسطو على الانتصار، إنقاذا لهيبة الجيش الذي دخل الحرب أساسا ليستعيد ثقته المهتزة وردعه المهترئ، وتشكيكا في إنجازات المقاومة وتحريضا عليها وبثا للوهن والانهزامية والخذلان في نفوس أبناء الأمة المتعاطفين معها، معتمدين معايير لتقييم النصر والهزيمة مقلوبة ومكذوبة، تركز على تدمير البنى التحتية وعدد القتلى والمصابين. والحال أن تلك المعايير لا تنطبق البتة على حركات التحرير والمقاومة، وأن المعيار الحقيقي يتمثل في مدى تحقيق الأهداف المرسومة للحرب على أرض الواقع، وحالة الوضع النفسي الذي خلفته في نفوس طرفي المواجهة، والآثار الإستراتيجية متوسطة وطويلة المدى لتلك الحرب. وبمقياس هذه المعايير مجتمعة فإن نصر المقاومة قد تحقق، عظيما ومؤزرا، بما لا شك فيه إلا لدى أهل الجحود والنفاق الذين لا يفرحون إلا لمصائب الأمة وأتراحها. فأي نصر أعظم وأجلى من أن تضع أكبر قوة إقليمية كل مقدراتها وطاقاتها، مسنودة في ذلك بدعم غربي وغطاء عربي لتنتزع من مجموعة محاصرة ومحدودة عددا وعتادا، الاعتراف بمجرد حقها في الوجود.. وتفشل في تحقيق ذلك! __________________ كاتب تونسي
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 فيفري 2009)


البعد الآخر

أمريكا ومطلب الإصلاح في المنطقة العربية: ما الذي سيتغيّر؟!

 
بقلم: برهان بسيس هناك شعور في القاهرة أن الإدارة الديموقراطية الجديدة في واشنطن لن تغيّر من اتجاهات الإدارة الجمهورية السابقة التي جعلت من شعار الديموقراطية والإصلاح جزءا من سياسة المساندة المشروطة لأنظمة المنطقة العربية. ولئن كانت إدارة الرئيس بوش قد مارست فوضى من الأخطاء القاتلة التي خلطت الأوراق بين مطالب التغيير الديموقراطي وانتهاك سيادة الدول عبر حروب الغزو المباشر أو مناورات الابتزاز والمقايضة التي نزعت كل غطاء أخلاقي عن الدور الأمريكي المزعوم في تشجيع الاصلاحات الديموقراطية في المنطقة العربية، لئن ضعفت شرعية الخطاب الأمريكي في هذا الاتجاه بمستويات قصوى فإن التجديد الحاصل في واشنطن بدأ يفصح عن قناعاته الجديدة التي يبدو أنه لن يتخلّى فيها عن رؤية تحريك تغيّرات الإصلاح الديموقراطي في المنطقة العربية بالرّغم من أنه من المستبعد أن تحافظ هذه القناعة على نفس أشكال الإخراج القديمة التي اعتمدتها إدارة الرئيس بوش. يبدو أن القاهرة قد تلقّفت مجمل هذه العلامات وذهبت في حركة استباقيّة إلى الالتفاف على استعادة آلية الضغط الأمريكي لاشتغالها على قاعدة عناوين الإصلاح الديموقراطي فبادرت في خطوة مفاجئة إلى إطلاق سراح السياسي أيمن نور زعيم حزب الغد الذي تحوّل في غفلة عن «ديناصورات» الفضاء التقليدي للسياسة المصرية إلى الوجه الأكثر تسويقا إعلاميا إحتضانا لمطالب التغيير الديموقراطي في مصر بأفق ليبرالي متمايز عن المعارضة الإخوانية أو الوفدية أو الناصرية أو اليسارية. هناك اتجاه تفكير سائد في أوساط بعض النّخب أنّ سياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أضرّت وبشكل فادح شرعية مطالب الإصلاح في العالم العربي خاصة بعد التخبّط الذي عرفته هذه السياسات وهي تراوح أهدافا غير معلومة انطلقت نحوها الإدارة المحافظة على غير رؤية واضحة أو دقيقة مدفوعة تحت وقع صدمة أحداث سبتمبر. أعلن بوش أنه سيكون السّند الرئيسي للتغيير الديموقراطي فيما كانت أجهزته السرية تنظّم حصص التعذيب الممنهج في معتقلات أبو غريب وغوانتانامو في مفارقة واضحة نزعت كل جديّة عن حماس الولايات المتحدة الأمريكية لفائدة الإصلاح في المنطقة العربية. السؤال الرئيسي الذي سيطر على تفكير هذه النّخب المهتمّة بقضية الاصلاح عربيا هو الموقف الجديد الذي ستتخذه إدارة أوباما من هذه القضية وهي تقف أمام خيارين تقليديين، اما استئناف سياسة عدم الالتفات إلى عنوان الإصلاح الداخلي في العلاقة مع أنظمة الحكم العربية مقابل تغليب علاقات المصلحة الاقتصادية أو الأمنية أو استئناف سياسة الضغط التي بدأتها ادارة الرئيس بوش التي صنعت نتائج عكسيّة زادت من استعصاء الإصلاح عوض تشجيعه في ظل طيش الأخطاء وفوضى السياسات واستحكام تعّقد المعضلة الفلسطينية قلب عقد الشرق الأوسط. قد يكون إطلاق سراح نور خطوة استباقية مصرية فهمت شيئا ما من اتجاهات الإدارة الجديدة لكن الواضح في أولويات هذه الإدارة أنّ المنطقة العربية بأكملها سواء بأسئلتها الوطنية القومية أو بأسئلتها الديموقراطية لا تمثل صدارة أولويات السيد أوباما وهو ما يجعل تكرار بعض الواهمين لآمال المراهنة على حقنة «الفيتامين» الديموقراطي الأمريكي انحرافا بعيدا كما في كل حال عن خدمة حقيقة مطلب الإصلاح الديموقراطي العربي الداخلي الذي لا يمكن أن تصنعه حقنة الخارج في تجاهل تام لقاعدة المراكمة الداخلية… أساس كل تغيير أو إصلاح.  
 
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2009)

 


مفاوضات حول 4 أسرى ترفض تل ابيب اطلاقهم بصفقة شليط

 

إبراهيم حامد يوصف بأنه الرأس المدبّر وراء سلسلة عمليات نوعية أدّت إلى مقتل أكثر من 60 إسرائيليا علمت ‘القدس العربي’ من مصادر فلسطينية موثوقة للغاية أن إسرائيل تعارض حتى الآن إطلاق سراح أربعة أسرى من القائمة التي قدّمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس للحكومة الإسرائيلية بواسطة المصريين، بهدف التوصل لاتفاق تبادل الأسرى بين الطرفين. وقالت المصادر عينها إن الأسماء الأربعة هي: * الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، الذي حكمت عليه مؤخراً محكمة عسكرية إسرائيلية بعدة من المؤبدات. * عباس السيد، مسؤول الجناح العسكري لحماس في منطقة طولكرم والذي أرسل منفذ عملية نتانيا والتي أدت إلى مقتل 29 إسرائيلياً، والتي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون إلى اجتياح الضفة الغربية وإعادة احتلالها، وفرض الحصار على رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات. * عبد الله البرغوثي، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة متراكمة، وتتهم السلطات الإسرائيلية البرغوثي بأنه يقف وراء سلسلة طويلة من العمليات الاستشهادية التي أدت إلى مقتل 66 اسرائيليا وجرح نحو 500 آخرين بجروح وإحداث دمار هائل في الممتلكات العامة والخاصة وخسائر مباشرة تقدر بملايين الدولارات، كما يتهم البرغوثي، أنه يقف وراء عملية مطعم ‘سبارو’ في القدس المحتلة في شهر أب (أغسطس) لعام 2001 والتي قتل فيها خمسة عشر اسرائيليا وأصيب عشرات آخرون. النيابة العسكرية وجهت أيضاً للبرغوثي تهمة الوقوف خلف عملية الجامعة العبرية، ومقهى ‘مومنت’، والنادي الليلي في ريشون لتسيون قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 صهيونية وجرح 370 آخرين، كما أدين البرغوثي بالمسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدس المحتلة، وبالمسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة في من خلال سيارة مفخخة إلى محطة الغاز وتكرير البترول قرب تل أبيب وما يعرف بمحطة ‘بي جليلوت’. * إبراهيم حامد (41 عاما)ً، الذي اعتقل في عملية مشتركة قام بها جهاز المخابرات العامة (الشاباك) وجيش الاحتلال الإسرائيليّ وشرطة إسرائيل، وأصله من قرية سلواد والذي كان مطلوبا من قبل قوات الأمن الإسرائيلية خلال السنوات الثماني الأخيرة، وتصفه حماس بقائد جناحها العسكري في الضفة الغربية. وكان حامد، خلال سنوات المواجهة الحالية، الرأس المدبّر وراء سلسلة عمليات نوعية وصعبة صعبة، أدّت إلى مقتل أكثر من ستين مواطنا إسرائيليا وإصابة المئات بجراح. وقالت المصادر عينها إنّ المسؤولين الأتراك وعدوا حماس بإقناع إسرائيل بالعدول عن قرارها وإطلاق سراح الأربعة.  

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري  2009)


وهل نقول وداعاً لشعار «الاعتدال والممانعة»؟

 
 
بلال الحسن اختفت من التداول الإعلامي كلمات «الاعتدال والممانعة». فجأة.. لم تعد هذه القسمة قائمة في المنطقة العربية، وحدث تداخل بين المعتدلين والممانعين، حتى إن الكل أخذوا يزورون بعضهم، وتقدمت المصالحات إلى واجهة الأحداث العربية، ودب نشاط ملحوظ في أروقة السياسة والسياسيين. والإشارة الأعمق في هذا كله، أن تقسيم المنطقة إلى معتدلين وممانعين، لم يكن قسمة واقعية صحيحة، وإلا لما اختفت بهذه السرعة، وكانت هذه القسمة في حقيقتها رغبة خارجية تريد للواقع العربي أن ينقسم بين هذين اللفظين، وتريد للواقع العربي ألا يلتقي وألا يختلف حول قضاياه الأساسية. لقد كان الأمر أشبه بزورق تائه في البحر بعد عاصفة هوجاء، ثم رأى ركاب الزورق اليابسة من بعيد، فاتجهوا نحوها بأنظارهم، حتى أصبحوا كتلة واحدة وهدفاً واحداً. ترى.. ما هي العاصفة التي قادت نحو ذلك كله؟ لا شك أن الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت هي تلك العاصفة. العاصفة التي وضعت العرب جميعاً في زورق واحد، تلاشت فيه، من التعب والأمل واليأس، خلافات كثيرة حتى باتت رؤية اليابسة هي الهدف الموحد. وفي تلك اللحظة التاريخية – النفسية، وبينما كان المختلفون يعبرون عن أنفسهم بأشكال شتى، برز ذلك الخطاب المميز، خطاب الملك عبد الله في قمة الكويت، وبدأت معه حكاية أخرى. في تلك اللحظة التاريخية، أدرك الكثيرون أن تلك الكلمات القليلة البسيطة هي الحقيقة الفعلية أمام أنظارهم، وأن الخلاف القائم والمحتدم والمتزايد، لا يؤدي إلى أي طريق يريدونه. الحرب الإسرائيلية على غزة كانت هي الحقيقة الأكبر أمام أعين الجميع. الحرب الإسرائيلية على غزة حملت رسالة إسرائيلية موجهة إلى العرب جميعاً، رسالة خطرة تقول، إن “إسرائيل” مستعدة لتدمير أي عاصمة عربية كما دمرت غزة. رسالة خطرة تقول إنه لا يوجد حل لـ«قضية فلسطين» إلا الحل الذي تريده “إسرائيل”. رسالة خطرة تقول إن كل مشاريع التسويات الدولية التي جرت في العشرين سنة الماضية لم تكن إلا سراباً. على قاعدة هذا الوضع، وعلى قاعدة هذه التغيرات، تجري الاتصالات العربية الآن. وستنعقد القمة العربية المقبلة في قطر، وستكون مداولاتها هي المؤشر إلى مدى الاستفادة من هذا كله. ولكن ما هي عناوين هذه الاستفادة؟ لن نقلل من أهمية الاتصالات والمصالحات التي تجري أمام أعيننا الآن. إنها أمر ضروري لكسر الجليد الذي جمد حياتنا السياسية. وهي أيضاً بمثابة النسيج الذي لا بد من حياكته، حتى تعود الحياة والعلاقات إلى مجراها الطبيعي. ثم لا بد من الإدراك، أنه في محيط عربي واسع، لا بد من جهة تلعب دور القائد والقيادة، سواء كانت دولة أو مجموعة من الدول. مع التأكيد الضروري هنا على أن القيادة لا تطلب، بل هي تقوم بتلقائية على أرض الواقع، تعبيراً عن تاريخ أو جغرافيا، وتعبيراً عن مكانة أو قوة أو قدرة على الإبداع والعطاء. ثم لا بد من تحديد المصالح، مصالحنا، ويتم على ضوء هذه المصالح تحديد المخاطر التي تهددنا، سواء كانت قادمة من داخل المنطقة، أو من داخل الإقليم، أو من أطراف السياسة الدولية. ثم لا بد من رسم استراتيجية عربية موحدة يتوافق حولها الجميع، وتصبح مرشداً في رسم السياسات وتحديد المواقف. ثم لا بد من رفد هذه السياسة، بخطط عربية للتغيير والتطوير، خاصة في الجانب الاقتصادي. في العلاقات العربية العربية. وفي العلاقات العربية الإقليمية التي تشمل إيران وتركيا. وفي العلاقات التجارية والسياحية، وفي القضايا التنموية بشكل خاص. ثم لا بد من ربط مشرق الوطن بمغربه، إذ تبدو صورتنا الآن وكأننا مشرق يتحرك ولا علاقة له بدول المغرب وما يحدث فيها، ولا بد من مواقف وخطط وتحركات تتجاوز هذا الوضع الذي لا يحكمه منطق سياسي أو اقتصادي. وخلاصة القول إن هذه المصالحات العربية الجارية الآن، وعلى أبواب القمة العربية العادية، لا بد أن تتطور نحو استراتيجية عربية طال غيابها، وشكل غيابها أحد أسباب الفرقة والتنابذ. خلاصة القول، إن النزعة الإسرائيلية لاتباع استراتيجية التدمير، يجب أن تكون المحرك لوعي عربي جديد لحماية الذات، وبناء الذات، من أجل محاصرة هذه النزعة التدميرية وشلها. وهنا لا بد أن نتوقف قليلاً أمام أمر بدا طبيعياً في السنوات السابقة، ولكنه يحتاج الآن إلى إعادة نظر جدية. ونقصد به الدول العربية التي لها معاهدات سلام مع “إسرائيل” (مصر والأردن)، فقد اعتدنا في السنوات السابقة على القول بأن هذه الدول لها اعتباراتها الخاصة في كيفية التعامل مع “إسرائيل”، وأنها لا تستطيع أن تلتزم بما تراه دول أخرى مصلحة لها في مواجهة “إسرائيل”. بينما نشهد بالوقائع الملموسة، أن “إسرائيل” لا تعترف لا بهذا السلام ولا بنتائجه. فهي بالنسبة إلى مصر، وحين تدمر غزة بهذه الطريقة الوحشية، تبعث رسالة دموية إلى مصر، وهي تتحداها بهذه الرسالة، وتقول لها من دون أن تعلن، أنها غير راضية عن المنحى الدفاعي المصري الذي يواصل بناء الجيش وتطويره، والذي يواصل بناء استراتيجيته على أساس أن الخطر يأتي من الأمكنة التي هددت مصر عبر تاريخها الطويل. و”إسرائيل” بالنسبة إلى الأردن، تطلق بين الفينة والأخرى، إشارات عدائية عميقة، أساسها أن الحل الفلسطيني لن يكون إلا على حساب الأردن. وهو أمر يرفضه الفلسطينيون والأردنيون، ولكن “إسرائيل” لا تكترث بذلك، وتواصل الحديث عن «وطن بديل» للفلسطينيين. وهذا الذي نقوله هنا أمر خطير للغاية، ليس لأنه موقف سياسي لحكومة إسرائيلية ضد مصر أو ضد الأردن، بل لأنه موقف سياسي يعبر عن نسيج المجتمع الإسرائيلي، وهو نسيج عدائي متطرف، يزداد عدائية وتطرفاً باستمرار، ويعبر عن نفسه تكراراً بنتائج انتخابية تفرض «شرعيتها» على المجتمع الإسرائيلي، فتصبح بذلك خطراً لا يمكن تغييره ولا يمكن تجاوزه. لقد أصبحت العدائية الإسرائيلية تتغذى من المجتمع الإسرائيلي، وفي مقدمة السلطة الإسرائيلية الآن رجل مثل بنيامين نتنياهو يقول صراحة إنه لا يريد سلاماً مع الفلسطينيين، بل يريد مفاوضات حول قضايا اقتصادية (معيشية). وفي مقدمة السلطة الإسرائيلية الآن، رجل مثل أفيغدور ليبرمان الذي لم يتورع عن الدعوة إلى تدمير السد العالي، وإلى إلقاء قنبلة ذرية على إيران، وإلى تدمير مدينة في قطاع غزة مقابل كل صاروخ يطلق. وفي مقدمة السلطة الإسرائيلية الآن، رجل مثل شاؤول موفاز يدعو علناً إلى اعتماد سياسة الاغتيال ضد القادة الفلسطينيين أينما كانوا. إن هذا النوع من العدائية الإسرائيلية لا يستطيع أن ينتج علاقات طبيعية بين دولة ودولة. وهذا ما يجب أن يتوقف عنده القادة العرب في قمتهم المقبلة ليضعوا في وجه هذه العدائية استراتيجية عربية موحدة. استراتيجية دفاع عن النفس في وجه وحش يتباهى بأن التدمير هو استراتيجيته المعلنة. إن التوحد العربي، والتفاهم العربي، والتضامن العربي، لم يعد بعد الآن شعارات تفاؤلية براقة، بل أصبح مصلحة دائمة ويومية لحماية الأمن العربي، ولحماية كل نظام عربي على حدة.  
(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري  2009)

 


يهودي أرثوذكسي يتضامن مع مسلم ضد اللوبي الإسرائيلي في ألمانيا
 
إلى الدكتور تارج المحترم لقد اطلعت على مقالك الموجه ضد النائب الألماني السابق جمال قارصلي والذي تصفه “بالسوري الذي يدعى وجود لوبي صهيوني في ألمانيا”. في البداية أود أن تعلم  بان السيد قارصلي هو مواطن ألماني. ثانيا ـ إنني يهودي أرثوذكسي ألماني  ولكن أختلف كثيرا عن الذين يدعون بأنهم يهودًا, وخاصة هؤلاء الذين لا علاقة لهم باليهودية أبدا , فأنا أعلن تماما كما أعلن أحبارنا السابقون بأن اليهود الأرثوذكس يحاربون الصهيونية ويرفضون أفكارها.  وكذلك يحاربون التركيبة التي سميت ( المنظمة ) أي “المجلس اليهودي المركزي في ألمانيا” والذي أصبح أكبر مروج للإيديولوجية الصهيونية في العالم والتي نعتبرها العدو الأول لتاريخ وتراث وعادات وتقاليد وقيم ديانتنا اليهودية. وأتصور بأنه ليس لديك أية فكرة بأن الصهيونية لا يزيد عمرها عن مئة عام  بينما يزيد عمر اليهودية آلاف السنين. إن “المجلس اليهودي المركزي في ألمانيا” يشكل الدعامة الرئيسة للصهيونية في ألمانيا ويشبه جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمى “آيباك”. كلاهما يشكلان جزءا أساسيا من لوبي الكيان الصهيوني. لو كان لدينا مؤسسات في ألمانيا تمثل الديانة اليهودية الحقيقية حسب التعاليم التلمودية لقمنا بدور المقرب بين الأديان والشعوب في العالم  وليس دور السجان للأفكار والثقافات وممارسة دس الفتن والتحريض على الحروب. ولكن إذا رجعنا الآن إلى منطقك ومنطق بعض الأقلام الصهيونية المأجورة في ألمانيا وبناء على المعايير والمقاييس والقواعد التي وضعتموها للعالم فنحن كذلك  كيهود أرثوذكس وكل من يلتزم بتعاليم التوراة ومنهم كذلك أحبار الديانة اليهودية في السنين المائة والعشرين الماضية نصنف من قبلكم بأننا معادين للسامية أو معادين لأنفسنا, أليس كذلك؟ هنا يخطر ببالي سؤال آخر وهو بسيط جدا. هل تستطيع أن توضح لي ماهي الأسباب التي تدفع شخص مثلك لايفقه من الديانة اليهودية شيئا, أن يدافع عني وعن ديني وعن أطفالي؟ هل تعلم بأننا عندما نغادر مناطق سكننا نحن اليهود الأرثوذكس نتعرض في أغلب الأحيان للاستهزاء أوالتهديد أوالإهانة وهنالك من يبصق علينا في الشارع. فلذلك أسألك مرة أخرى من أعطاك الحق أن تتهجم باسمي وباسم أطفالي على أشخاص من أصول وديانات أخرى؟ أوأقولها لك بطريقة أخرى: نحن لن نسكت بعد الآن على تصرفات أشخاص من شاكلتك الذين يجلبون لي ولأطفالي الخطر كل يوم ولا أحد يعرف ما هي دوافعكم لذلك. أنتم تدافعون عن دولة سياستها إجرامية ولا علاقة لهذه الدولة بالديانة اليهودية لا من قريب ولا من بعيد. عندما تتعرف على الديانة اليهودية بشكل صحيح ستجد بأن هذه الأقلام الصهيونية المأجورة هي ذاتها تحقد على الديانة اليهودية وتهدد وجودها. وهنا أود أن أقول لك وبكل حزم  أوقف حملاتك التشهيرية ضد السيد قارصلي وضد أشخاص آخرين لأنهم ينتقدون السياسة الإجرامية الصهيونية. أنا لا أريد أن أدخل معك في نقاش أو حوار طويل حول هذا الموضوع ولكنني أقول لك باسمي وباسم مئات الآلاف من اليهود الأرثوذكس في العالم أن الصهاينة في كل مكان في هذا الكون ومهما تغيرت أشكالهم وألوانهم وأصولهم فهم يشكلون الخطرالأكبرعلينا وعلى ديننا وهم الذين يصبون الزيت على النار ويزعزعون الأمن و الاستقرار بين شعوب وأديان المجتمع الألماني. إن حملتك ضد السيد قارصلي هي صورة طبق الأصل عن الدعاية التي تروجها الصهيونية في العالم والتي تدعي بأن العرب أشرارا وأنهم يريدون أن يرموا اليهود في البحر. إن هذه الدعاية الكاذبة تزيد العالم تحفظا وكراهية ضدنا. بدفاعك عن الكيان الصهيوني وأعماله الإجرامية التي يقوم بها مثل (التطهيرالعرقي ضد الشعب الفلسطيني وسرقته لأرضه واحتلاله لوطنه ومحاصرته في غيتوهات) تهدف إلى قلب الحقائق رأسا على عقب. إن كل اليهود الذين يؤمنون بالتوراة يحاربون تزويركم للحقائق التاريخية وهم يرفضون دعم “الأصدقاء” الغير حقيقيين مثلكم. “إن الخطر على الديانة اليهودية يكمن في القيادة الضالة التي انحرفت عن الطريق الصحيح وبسببها أصبح العالم يكرهنا اليوم. فلذلك نقول وبكل يقين أن اليهودية لا علاقة لها بالصهيونية وأن الصهيونية لا تمثل الشعب اليهودي ولا تربطنا بها أية علاقة. هذا هو  واجبنا المقدس أن نعلم شعوب العالم بأن الصهاينة لا يتكلمون باسم شعب يزرائيل” هذه الكلمات قالها حبر وعالم في التوراة عاش في القرن الماضي وأنا أريد أن أعبر من خلالها عما أريد قوله لك باختصار شديد. عندما تستطيع أن تنظر إلى هذه القضايا بطريقة سليمة فستجد بأن الأعداء الحقيقيين للسامية هم الصهاينة أنفسهم لأن الصهاينة فضلوا قطعة أرض واستعباد شعب آخر على كل الحقائق التوراتية. إن إستراتيجيتهم تشكل الخطر الأكبر لتدمير ما هو أبعد من اليهودية…..أرجو أن تفتح عينيك وقلبك وتحرر نفسك من الدعاية الصهيونية. إن اليهود الأرثوذكس في كل أنحاء العالم ومنهم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإنكلترا وفرنسا وبلجيكا وطهران والمغرب وجنوب أفريقية ولبنان واليمن وكذلك في القدس رفعوا أصواتهم عاليا واستنكروا بشدة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. ….”إنه لمن الواضح و المؤكد كوضوح الشمس أن الصهيونية  ستتحطم يوما في تلك البلاد وأنا أقول هذا ليس من أجل اللعنة أو المباركة لأن هذه الأشياء تم ذكرها في التوراة وسوف تحصل” هذا ما قاله الحبرالمرحوم “إلخون فاسارمان” الذي قتل على يد النازية. رويفن كابلمان 18.02.2009 أنتفيربن / بلجيكا  Jamal Karsli www.karsli.net


الجبهة الشعبية هي أول من بدأتها وفتح أنجزت أضخمها والقيادة العامة أزخمها

فروانة : سجل فصائل منظمة التحرير حافل بالعديد من عمليات تبادل الأسرى ..

 
غزة – 22-2-2009 – أكد الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، بأن ثقافة خطف وأسر الإسرائيليين بهدف تحرير الأسرى الفسطينيين والعرب ، هي ثقافة ليست بجديدة على فصائل المقاومة الفلسطينية ، بل هي جزء أساسي من أدبياتها وفلسفتها ، و متجذرة ممارسةً لدى كافة الفصائل الفلسطينية منذ العام 1967 ، وأن الجبهة الشعبية هي أول من بدأتها عام 1969 ، وحركة فتح أنجزت أضخمها عام 1983 والقيادة العامة حققت أزخمها عام 1985 . وأضاف بأن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية استطاعت خلال العقود الماضية أن تسطر سجلاً حافلاً من الإنتصارات والتجارب الرائعة التي تستحق دراستها والإستفادة منها ، تمثلت بانجاز العديد من ” صفقات ” تبادل الأسرى الناجحة ، كجزء مميز من سجل طويل اشتمل على ( 36 ) عملية تبادل أسرى ، هي مجمل عمليات التبادل التي جرت مابين الحكومات العربية ومنظمة حزب الله وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية  مع حكومة الإحتلال منذ العام 1948 ولغاية اليوم . وأشار بأن الفصائل الفلسطينية تمكنت بموجب ” الصفقات ” التي أنجزتها اطلاق سراح أكثر من ( 6 آلاف ) أسير فلسطيني وعربي ممن كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية المقامة على أرض فلسطين أو في معتقلات أقامها الإحتلال في الجنوب اللبناني . وأفاد فروانة بأن سجل فصائل منظمة التحرير اشتمل أيضاً وبجانب ” العمليات الناجحة ” على العشرات من محاولات الخطف والأسر داخل فلسطين وخارجها ، منها خطف طائرات وخطف جنود ومواطنين اسرائيليين ، والتي لم تُكتمل أو لم يُكتب لها النجاح ، وقد حدث أكثر من مرة ان رفضت ” إسرائيل ” مبدأ التبادل ، أو التفاوض من أجل التبادل ، وفي مرات عديدة هاجمت المكان المحتجز فيه الرهائن ، وغيرها من الأسباب الموضوعية والذاتية التي حالت دون اتمامها بنجاح . الجبهة الشعبية هي أول من بدأتها ، وحركة فتح انجزت أضخمها ، والقيادة العامة حققت الأزخم وقال الباحث فروانة بأن من حق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تفخر بأنها أول من بدأت ” صفقات ” تبادل الأسرى على الصعيد الفلسطيني وذلك في يوليو / تموز عام 1968 ، حينما تمكنت احدى مجموعاتها بقيادة المناضلة ” ليلي خالد ” من اختطاف طائرة اسرائيلية واجبارها على الهبوط فوق أرض الجزائر واحتجازها واحتجاز من فيها من ركاب كرهائن ، وافرج عنهم لاحقاً ضمن صفقة تبادل باشراف الصليب الأحمر ضمنت اطلاق سراح ( 37 ) أسيراً كانوا معتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي . وأضاف فروانة كما وأن من حق حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” بأن تفخر هي الأخرى بسجلها الحافل بالعديد من عمليات التبادل والتي بدأتها بتاريخ 28 يناير 1971 ، حينما تمكنت من مبادلة جندي إسرائيلي كانت قد أسرته عام 1969 ،  بالأسير محمود بكر حجازي الذي يعتبر أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة وأول من وجهت له تهمة الإنتماء لحركة ” فتح ” وكان قد اعتقل في 18 يناير 1965 ، فيما تعتبر عملية التبادل التي نفذتها في 23 نوفمبر 1983 هي الأسطع في سجلها والأضخم في تاريخ عمليات التبادل في خضم الصراع العربي –الإسرائيلي منذ العام 1967 ، حيث أطلقت ” إسرائيل ” سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 )  معتقل فلسطيني ولبناني ، و( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية ، وبالمقابل أطلقت حركة ” فتح ” سراح ستة جنود اسرائيليين تمكنت من أسرهم عام 1982  . وأكد فروانة بأن الجبهة الشعبية –القيادة العامة استطاعت ان تنجز عمليتي تبادل بنجاح ، الأولى كانت ” في مارس 1979 وسميت ” بعملية النورس ” حيث افرجت اسرائيل عن ( 76 أسير وأسيرة ) كانوا محتجزين في سجونها ، وبالمقابل اطلقت الجبهة سراح جندي اسرائيلي كان محتجز لديها . فيما تعتبر عملية التبادل الثانية للقيادة العامة والتي سميت ” بعملية الجليل ” هي الأكثر زخماً وتأثيراً من مجمل عمليات تبادل الأسرى ، حيث جرت في العشرين من آيار/ مايو عام 1985 ، وأطلق في اطارها سراح ( 1155 أسير) وتمت وفقاً للشروط الفلسطينية ومن ذوي الأحكام العالية ، حيث أن الطرف الفلسطيني هو من وضع الأسماء بغض النظر عن التهمة التي اعتقلوا بسببها او فترة الحكم ، وكان لهم حرية اختيار الجهة التي يرغبون بالتوجه إليها بعد التحرر ، وشملت أسرى فلسطينيين من كافة المناطق الفلسطينية بمن فيهم القدس و48 ، وتضمنت أسرى من جنسيات عربية مختلفة وأسير أممي هو كوزوموتو ، وبالمقابل أطلقت الجبهة الشعبية-القيادة العامة سراح ثلاثة جنود اسرائيليين كانوا محتجزين لديها .. وذكر فروانة بأن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد ختمت هذا السجل الرائع من عمليات التبادل في سبتمبر 1991 ، حينما تسلمت ” اسرائيل ” جثة الجندي الدرزي ” سمير أسعد ” التي كانت تحتجزها الجبهة ، مقابل سماح ” اسرائيل ” بعودة النقابي ” علي أبوهلال ” من أبو ديس وأحد قيادات الجبهة الديمقراطية ، بالعودة الى فلسطين ، حيث كانت اسرائيل قد أبعدته في العام 1986 ، فيما لم تشتمل هذه الصفقة على اطلاق سراح أي أسير . وأكد فروانة بأنه وبالرغم من توقف عمليات تبادل الأسرى منذ ذلك التاريخ على الصعيد الفلسطيني ، وعدم اطلاق سراح أي أسير ضمن صفقات التبادل منذ ” عملية الجليل ” عام 1985 ، الا ان فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لم تتوقف عن محاولات الخطف والأسر للإسرائيليين بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين ، كجزء من الوفاء لهم وعدم تركهم في غياهب سجون الإحتلال لسنوات طويلة ، وانضمت اليهم لاحقاً فصائل فلسطينية أخرى خلال الإنتفاضة الأولى التي اندلعت في ديسمبر 1987 ، وما بعدها ، وتمكنت كافة الفصائل الوطنية والإسلامية خلال العقدين الأخيرين من تنفيذ العديد من المحاولات ، الى ان نجحت ثلاثة فصائل فلسطينية هي ( حركة حماس وجيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين ) بأسر الجندي الإسرائيلي ” جلعاد شاليط ” في عملية ” الوهم المتبدد ”  في قطاع غزة وذلك بتاريخ 25 يونيو / حزيران 2006 ولازالت تأسره بانتظار اتمام صفقة تبادل جديدة تضمن اطلاق سراح المئات من الأسرى القدامى وذوي الأحكام العالية بالإضافة الى اطفال وأسيرات . معرباً عن أمله باتمام هذه ” الصفقة ”  في أقرب وقت باعتبارها نصراً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وللحركة الأسيرة وستضع حداً لمعاناة مئات الأسرى . ونوه فروانة الى ان جميع صفقات التبادل مع حزب الله خلال السنوات الماضية استثنت الأسرى الفلسطينيين ، باستثناء صفقتي التبادل عامي 2004 و2008 ، حيث أن الأولى تضمنت ( 431 معتقل فلسطيني ) والثانية شملت ( خمسة أطفال فقط ) كبادرة حسن نية تجاه الأمين العام للأمم المتحدة ، وفي كلا الحالتين فان سلطات الإحتلال هي من حددت قائمة الأسرى الفلسطينيين وأخضعتها لمعاييرها المجحفة واستثنت منها أسرى القدس والـ48 ومن يوصفوا ظلماً ” بالأيادي الملطخة بالدماء ” ، واقتصرت القائمة على ذوي الأحكام الخفيفة من سكان الضفة والقطاع فقط . وفي السياق ذاته أوضح فروانة بأن حركة فتح وفصائل منظمة التحرير تراجع دورها في هذا المجال في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ أوسلو، وركزت من خلال السلطة الوطنية جل اهتمامها على تحرير الأسرى من خلال العملية السلمية والمفاوضات المباشرة ، ونجحت فعلياً منذ أوسلو ولغاية اليوم في تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وعدد لا بأس به من القدامى وذوي الأحكام العالية ، مع تسجيلنا للعديد من التحفظات والإنتقادات لما تخلل أوسلو وما واكب العملية التفاوضية من أخطاء تتعلق بهذا الموضوع . وفي هذا الصدد جدد فروانة احترامه وتقديره لكل الجهود التي بُذلت وتبذل من أجل تحرير الأسرى ، مؤكداً على حق الفصائل الفلسطينية بانتهاج اسلوب الخطف والأسر للإسرائيليين لضمان اطلاق سراح أسرى فلسطينيين وعرب تُصر ” اسرائيل ” على التمسك باستمرار احتجازهم في سجونها ورفضها اطلاق سراحهم ، باعتبار ان تحرير الأسرى هو مفتاح الأمن واستحقاق أساسي للإستقرار في المنطقة ، وان لا معنى لتهدئة أو هدنة أو عملية سلام لا تكفل الإفراج عن كافة الأسرى ضمن جدول زمني واضح .

خلافات عميقة بشأن إيران وفلسطين: بوادر عاصفة في سماء العلاقات الإسرائيلية الأمريكية
 
بقلم جيم لوب/انتر بريس سيرفس واشنطن, فبراير (آي بي إس) – بعد ثمان سنوات من العلاقات الحميمة بين واشنطن وتل أبيب برعاية الرئيس السابق جورج بوش، بدأت تلوح الآن بوادر عاصفة من التوترات المتصاعدة بين العاصمتين، خاصة علي ضوء تنبؤات وقوع الحكومة الإسرائيلية الجديدة في قبضة “الصقور” المتشددين. فمن ناحية، من المؤكد أن يمثل قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء “حوار بناء” مع إيران بشأن برنامجها النووي، أكبر مصدر للتوتر بين تل أبيب وواشنطن. ومن ناحية أخري، وفيما يخص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بالتحديد، من المؤكد أن يثير تعهد أوباما بتحقيق تقدم فعلي علي طريق حل الدولتين، عاصفة من الإحتكاكات الشديدة، لاسيما إذا أقدمت الجامعة العربية علي إعطاء دفعة جديدة قوية لمبادرة القمة العربية لعام 2002 في بيروت. والمعروف أن نتائج الأنتخابات الإسرائيلية في 10 فبراير، قد كشفت عن أغلبية واضحة لأحزاب اليمين بزعامة ليكود، حزب رئيس الوزراء السابق بنجامين نتياهو، الذي أعلن مرارا وتكرارا معارضته تجميد المستوطنات، وتقديم تنازلات في الأراضي، وقيام دولة فلسطينية فعلية. ومع ذلك، وحتي لو نجحت زعيمة حزب كاديما ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في تشكيل حكومة وحدة وطنية، فسوف يكون في وسع أحزاب اليمين إبطال أي محادثات سلام، اللهم إلا إذا وقعت تحت ضغوط خارجية. في هذا،كتب آرون ديفيد ميلر المفاوض الأمريكي الإسبق في الشرق الأوسط علي صفحات “فوروارد” اليهودية، أنه “نظرا للخلافات الفلسفية بين كاديما وليكود حول مسألة السلام، فستكون هناك حاجة لممارسة ضغوط قوية علي الحكومة الوطنية، لحملها علي إتخاذ القرارات التاريخية اللازمة للإتفاق مع الفلسطينيين”. قد يكون أوباما ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، راغبان في الواقع في ممارسة الضغوط علي إسرائيل عبر فرض وجهات نظرهما حول صيغة إتفاق سلام نهائي وكيفية تنفيذها، خاصة إذا نجحت الجهود العربية الجارية في تحقيق المصالحة بين حماس والفتح في حكومة فسلطينية إتئلافية. فيقول مارك لينش، الخبير بشئون السياسات العربية بجامعة جورج واشنطن، أنه إذا سارت الأمور علي ما يرام في هذا الإتجاه، سوف يكون في مقدور الجامعة العربية، التي عززها التقارب الجاري بين دمشق والرياض، أن تطرح علي قمة الشهر القادم في الدوحة أحدث مسودة لمبادرة 2002 في بيروت. ويشرح لينش في موقعه الشبكي “فورين بوليسي” المعروف، أن مثل هذه الخطوة “من شأنها أن تلقي حمل المسئولية علي أكتاف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أيا كانت، للإستجابة إيجابيا”. وبدوره قال دانييل ليفي، مفاوض السلام الإسرائيلي السابق ،”إذا كانت هناك حكومة فلسطينية موحدة وتحركا عربيا موحدا تجاه السلام، فسيكون من المحتمل جدا أن يكثف الرئيس أوباما جهوده، والعمل مع حكومة إسرائيلية تكون مستعدة للإنخراط في مسار سلام جاد، وإلا لأفصح علنا عن خلافاته معها”. في هذه الحالة، سيتحول الوضع إلي إمتحان عسير بين حكومة إسرائيل القادمة ومناصريها في واشنطن، وإدارة أوباما التي تؤمن بأن تقدما حقيقيا تجاه حل النزاع، هو عامل حاسم سواء لإستعادة الولايات المتحدة لمصداقيتها لدي الدول العربية، ووقف تصاعد التطرف بين سكان المنطقة خاصة علي ضوء الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة. وعلي الرغم مما سلف، فمن المقدر أن يمثل تباين المواقف حول ملف إيران النووي مصدرا أساسيا للتوتر بين تل أبيب وواشنطن، إلي الحد الذي حذر فيه السفير الأمريكي السابق صامويل لويس بعد الإنتخابات الإسرائيلية، أنه ” من الأهمية بمكان إدراك أن أيران غالبا ما ستكون القضية التي تثير أشد الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل والتي يمكن أن تقود إلي مواجهة بينها”. ويذكر أن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تجمع علي إعتبار الطموحات النووية المنسوبة لإيران، تحديا “وجوديا” للدولة اليهودية، وبالتالي علي ضرورة الإستعداد للهجوم أحاديا علي المنشئات النووية الإيرانية الرئيسية في العام القادم، في حالة فشلها في إقناع واشنطن بالإقدام علي ذلك. وأخيرا، يجدر التذكير بأن الإدارة الأمريكية تبدو عازمة علي تحاشي وقوع مواجهات مع إيران، لتأثيراتها المرتقبة سواء علي الأوضاع الهشة في العراق، أومخططاتها تجاه ما أسمته “أف-باك” (أفغانستان-باكستان) وكلها مجاورة لإيران، وتطلعات واشنطن إلي تعاون طهران في إقرار الإستقرار في المنطقة.
 
(آي بي إس / 2009)


أراء وقضايا

في الإسلاموفوبيا (2)
طارق الكحلاوي
2009-02-22 يمثل غيرت فيلدرز (Geert Wilders) نموذجاً كلاسيكياً للإسلاموفوبيا في سياقها الأوروبي الراهن. لماذا إذاً يقع تعريف مواقف فيلدرز ضمن دائرة الإسلاموفوبيا؟ من حيث الخطاب المعلن يكرر فيلدرز مقولة متوقعة من أي خطاب إسلاموفوبيّ عندما يتبنى سلوكاً اعتذارياً: «أنا لا أكره المسلمين بل أكره الإسلام» («الغارديان» 17 فبراير الجاري). المشكلة، مبدئياً، هي في الإسلام ذاته وبالتحديد في النص القرآني، لكن تبعاً لزاوية النظر هذه فإن وجود المسلمين الواقعي متوقف على علاقتهم الفعلية تحديداً بالقرآن، حيث دعا فيلدرز المسلمين في هولندا إلى «تمزيق نصف القرآن» («الدايلي تيليغراف» 14 أغسطس 2007) حتى يمكن لهم البقاء فيها. وفي النهاية فإن كراهية الإسلام، أو الإسلاموفوبيا، هي المقدمة الضرورية لكراهية المسلمين إذا لم يكرهوا إسلامهم كله (أو «نصفه» حتى)، أي بنهاية المطاف إذا توقفوا عن أن يكونوا مسلمين، المسلم الجيد وفقاً للعقل الإسلاموفوبي، هو المسلم الذي ينفي ذاته. هذه مقولة مركزية في الخطاب الإسلاموفوبي المعاصر سنجدها تتكرر في أمثلة أخرى. كان شريط «فتنة» الذي لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة، والذي لم يجلب الانتباه بسبب جودته الفنية أو التقنية، ذروة جهود فيلدرز لبناء سيرة ذاتية على أساس موقفه الإسلاموفوبي. الشريط يستعمل منهجا سطحيا ولكن مميز للخطاب الإسلاموفوبي من خلال انتقاء آيات قرآنية تتعرض لموضوع الحرب والقتال وعزلها عن المتن التفسيري المعقّد (أسباب النزول) المحيط بها مقابل التركيز على التفسير السياسوي الراهن لتنظيمات مثل «القاعدة»، ومن ثمة ممارساتها التي تدافع عن القتل على أساس العقيدة بوصفها الخلفية الوحيدة التي يجب على أساسها فهم هذه الآيات. طبعاً يتم عبر هذا المنهج التنميطي المسطح وذي البعد الواحد تقديم تعريف شامل للنص القرآني ذاته، ومن ثمة للمنظومة الإسلامية المعقدة، ديناً وتاريخاً، ضمن هذه المرجعيات الاختزالية. هذه منهجية كلاسيكية بالنسبة لأي خطاب يتعمد «الفوبيا» أو خطابات مماثلة مثل الخطاب العنصري، إذ لا يقع الاهتمام بالتفسير والفهم والتوصيف بقدر ما يتم التركيز على الخلاصات التعميمية الشمولية بأسلوب شعبوي مبسط. فجاجة الشريط، التي ربما كان من أهدافها الظفر بفتوى من إمام مسلم معروف «تهدر دم» فيلدرز، جذبت ردود فعل سلبية من داخل الوسط الغربي الأوروبي بقدر ما جلبت ردوداً مماثلة من أوساط مسلمة، وصلت الردود الأوروبية إلى حد الدعوة لحجب الشريط. الدعوة لمنع فيلدرز من التعبير يقع الدفاع عنها من قبل ناشطين حقوقيين هولنديين وأوروبيين ليس لأن الخطاب الإسلاموفوبي «يحرض على العنف» فحسب بل لأن مواقف فيلدرز تدعو فعلياً لحجب ومنع مؤلفات دينية إسلامية، مما جعل هؤلاء يصفونه بـ «النفاق». لكن مثلما هي حال أي موقف إسلاموفوبي هناك دائماً خلفية سياسية محددة تيسر فهم هوس مماثل، تشكل هوس فيلدرز بموضوع الإسلام بشكل خاص في السنوات الأربع الماضية، حيث أصبح جوهر خطابه السياسي ومن ورائه حزبه «الليبرالي» المعروف باسم «الحزب من أجل الحرية». الأخير تأسس بمبادرة فيلدرز سنة 2004 بعد الانشقاق عن الحزب «الليبرالي» الهولندي الرئيسي «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية»، النقطة التي يبدو أنها أثارت الانشقاق هي موافقة قيادة الحزب الأخير على دعم ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، منذ ذلك الحين تميز «الحزب من أجل الحرية» بعلاقته الخاصة بمؤسسه فيلدرز وهو ما جلب انتقادات وصراعات داخله تتهم الأخير بمركزة الحزب حول شخصه، برنامج «الحزب من أجل الحرية» يتمثل بشكل عام في أجندة ليبرالية كلاسيكية مثل الدفاع عن تحديد وحتى إلغاء بعض الضرائب الحكومية، غير أنه تميز بالتركيز على قضية الهجرة ليتحول إلى حزب يدافع بشكل روتيني عن كل أشكال الحد من الهجرة، خاصة الارتقاء الاجتماعي للمهاجرين من أصول إسلامية، وهو ما جعله في تصادم مع هولنديين متمسكين بأصولهم الإسلامية وصلوا إلى مواقع سياسية متقدمة. مع حلول انتخابات سنة 2006 احتل حزب فيلدرز عملياً عبر أجندته السياسية موقع «اليمين المتطرف» ولو بمساحيق «ليبرالية»، مما جعله أكثر جاذبية من أحزاب «اليمين المتطرف» التقليدية ومن ثم قنص تسعة مقاعد في البرلمان الهولندي، مثل ذلك استثمارا ناجحا للتصاعد النسبي لمشاعر «الكزينوفوبيا» (أو «الخوف من الأجانب») في ظل الصعوبات الاقتصادية في هولندا، غير أن لفيلدرز أجندة أكثر اتساعاً جغرافياً تتجاوز المجال الهولندي، حيث تموقع من حيث خطابه ضمن اليمين الأوروبي المتطرف الذي يدافع عن هوية «مسيحية يهودية» لأوروبا من خلال الدعوة لإحياء ثقافة «تبنى على التقاليد المسيحية واليهودية والإنسانوية لتمثل تحدياً للمشكل الإسلامي» (في حوار مع «دير شبيغل» 31 مارس 2008). الأهم من كل ذلك علاقة فيلدرز بالتحديد بالتيار النيومحافظ، لا يتعلق ذلك بالدفاع المستميت لفيلدرز عن سياسات الإدارة الأميركية المتخلية، وأيضاً التغزل بفيلدرز من قبل رموز نيومحافظة يقع توصيفها روتينياً بأنها تحمل مواقف إسلاموفوبية مثل دانيال بايبس، بل أيضاً من خلال طبيعة مواقف فيلدرز خاصة في علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي والتي تستنسخ الموقف النيومحافظ الذي يدافع بشكل مطلق عن استراتيجية المجازر المتبعة إسرائيلياً. المثير للانتباه أن تركز خطاب فيلدرز على الإسلام تَشكّل في الوقت نفسه الذي تطورت فيه علاقته برموز إسرائيلية، حيث برز خاصة مع سنة 2003 بتصريحات مؤيدة بشكل مطلق للسياسات الإسرائيلية، أشار في أحدها إلى أنه برغم زياراته منذ سنوات التي شملت دولاً عربية وإسلامية «من تونس إلى إيران ومن قبرص (؟!) إلى تركيا»، فإنه «يشعر بشعور خاص من التضامن عندما يضع ساقيه في مطار بن غوريون»، الأمر ليس طبعاً مجرد تصريحات ولقاءات جمعته شخصياً بكل من أرييل شارون وإيهود أولمرت، بل هو سجل واضح يتضمن دفاعا مستمرا بما في ذلك في البرلمان الهولندي عن إسرائيل بوصفها خيراً مطلقاً. فيلدرز، إذاً، ليس إلا نموذجاً كلاسيكياً شعبوياً ومهرجاً في الغالب عن تيار إسلاموفوبي أوروبي ترعرع في السنوات القليلة الماضية، لكن المظلة النيومحافظة أي المظلة السياسية هي التي تتطلب الانتباه وهذا هو الوقت الأمثل للوقوف على ميراث هذه المظلة، الرئيس أوباما حرص في خطابه الافتتاحي يوم 20 يناير بشكل واضح على تكرار استعمال كلمة «مسلمين» أو «عالم إسلامي» بشكل غير مسبوق في خطاب أميركي رئاسي افتتاحي. الجملة الرئيسية التي تستحق التعليق هي: «للعالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديد إلى الأمام، إنه طريق يستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل»، قال أوباما ذلك ووراءه الرئيس المتخلي بما يعني الإقرار بأن ما «قمنا به» في السابق كان «طريقاً لا يستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل»، ليست هذه مجرد تمارين خطابية، إذ إن اختيار الخطاب الذي شاهده العالم بأسره لكي يعلن ما يشبه الاعتذار عن سلوكيات الإدارة المتخلية أمر يستحق الانتباه بمعزل حتى عن صدقية النوايا. وضمن ظرفية انتعاش المظلة النيومحافظة تحديداً تم حقن بعض الطاقة في نوع آخر من الإسلاموفوبيا وهي تلك المستنسخة من قبل «المحليين» أو «إسلاموفوبيي الخدمة» (Islamophobes de service)، لأن الإسلاموفوبيا موقف وفكرة وليست بالضرورة تعبيراً عن انتماء عرقي محدد «أبيضَ» كان أو «غربياً». * أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 22 فيفري  2009)

Lire aussi ces articles

26 août 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2287 du 26.08.2006  archives : www.tunisnews.net LTDH: Déclaration AISPP: Communiqué

En savoir plus +

22 novembre 2005

Accueil   TUNISNEWS 6 ème année, N° 2011 du 22.11.2005  archives : www.tunisnews.net DPA: Moslem countries (of which Tunisia) participate in anti-terror

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.