الأحد، 20 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3680 du 20. 06 .2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:يوميات الحصار في تونس متابعة لصيقة …واضطهاد غير مبرر

اختطاف عبد الرؤوف بن مختار الساحلي وعائلته تجهل مصيره

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس (19و20 جوان)

كلمة:جلسة عامة حامية الوطيس لهيئة المحامين

كلمة:انطلاق انتخابات الهيأة الوطنية للمحامين وسط تنافس كبير

الصباح:اليوم انتخابات المحامين: التحالفات واردة.. وهذه السيناريوهات الممكنة لاختيار العميد

المرصد التونسي: بيان إلى الرأي العام من المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

محضر الجلسة  التأسيسية للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

كلمة:الشرطة تستمع أقوال أعضاء النقابة الأساسية لعملة الأرض بالخطوط التونسية

فرنسا 24:التونسيون بالخارج يتذمرون من قطع خدمة سكايب

أحزاب المعارضة:قانون الأمن الاقتصادي لا يتعارض مع حرية التعبير.. ولا يستحق كل هذا الجدل

الطريق الجديد: قضية الأقلام المحجوزة من قبل مصالح وزارة التجارة – من يتحمل المسؤولية؟

رياض الحوار :حديقة ” شبين الكوم “وجه آخر للتخلف و الاستبداد

لبيب الفاهم:لماذا الأسماء المستعارة

علي شرطاني :” لكن حمزة لا بواكي له “

الصحبي عتيق:تصحيح مقاصد المكلّف: النية أولاً (5/5)

منصف سليمي :تعقيب علي الأخ منير السايبي :حول حصاد مسيرة النهضة

أكد أنها ليست مادة للاستخدام السياسي أبو مرزوق: المصالحة أولوية حقيقية لـ”حماس

علي الظفيري :حان وقت استبدال الأمين!

بلال الحسن:تآمر دبلوماسي علنيّ لمنع فكّ الحصار عن غزّة

شاكر الجوهري:ادرسوا حقد الرجل..!

توجان فيصل :سبعمائة مدني.. وراية حمراء

معارضون يحذرون النظام المصري من تسهيل مرور القوافل لضرب طهران

المصريون:البرادعي في احتفالية عيد ميلاده: النظام ينهار والمصري الآن ليس له أي قيمة داخل وخارج بلده

لم تستبعد التدخل العسكري:سويسرا حاولت تهريب مواطنيها المحتجزين من ليبيا

محمد العروسي الهاني:عاشت حرية الإعلام                                                                                                    


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 08 رجب 1431 الموافق ل 20 جوان 2010

يوميات الحصار في تونس متابعة لصيقة …واضطهاد غير مبرر


يرزح عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان وبعض المعارضين السياسيين منذ عدة أيام إلى متابعة مستمرة ومراقبة لصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يتبعونهم في كل تنقلاتهم على متن سيارات مدنية ودراجات نارية من الحجم الكبير: حيث يخضع المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة منذ صباح يوم الأربعاء 16 جوان 2010 حتى نهار اليوم الأحد 20 جوان 2010 إلى المتابعة والمراقبة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي على متن دراجات نارية كبيرة وسيارات مدنية، يتبعونه في كل تنقلاته وعند عودته إلى المنزل، وقد تطورت الاستفزازات والمضايقات التي تؤكد أنها ليست تجاوزات فردية أوممارسات معزولة وإنما هي سياسة ممنهجة من أعوان الدولة مبنية على تعليمات واضحة تقضي بالاعتداء اللفظي والمضايقة اللصيقة للسيد علي العريض، وصلت حد قول بعض الأعوان ”تحب تشكي برّة اشكي، ما عندك ما تعملي”، بينما أمطره البعض الآخر بوابل من الشتائم والسب والكلام البذيء، كما تتم مضايقته بأضواء سياراتهم ودراجاتهم عندما يكون خارج المنزل. ويتعرض كذلك الدكتور زياد الدولاتلي منذ مدة إلى مراقبة مستمرة ومتابعة لصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين يراقبون تحركاته وتنقلاته ويحاصرون منزله طول الوقت. كما يتعرض السيد محمد العكروت الرئيس الأسبق لحركة النهضة المقيم حاليا بمدينة قابس بالجنوب التونسي لمحاصرة مستمرة من قبل أعوان البوليس السياسي إلى درجة أنه أصبح يفكر جديا في شن إضراب مفتوح عن الطعام للاحتجاج على هذه المحاصرة والمراقبة، وقد عمد عدد من عناصر البوليس السياسي الذين يراقبون منزله منذ يوم الثلاثاء 15 جوان إلى تعمد ملاحقة ضيوفه ومطالبتهم بالاستظهار ببطاقات تعريفهم والضغط عليهم من أجل قطع علاقتهم به. كما تأثر نشاطه التجاري (باعتبار أنه صاحب دكان مواد غذائية) بسبب الحصار الأمني المضروب على منزله، وأصبح حرفاؤه يخشون من التعامل معه، وهو ما يندرج في إطار سياسة التجويع التي يتعرض لها عدد من المسرحين من المساجين السياسيين. ولا يزال الحصار الأمني مضروبا على الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف وعلى كاتبها العام المهندس عبد الكريم الهاروني. وحرية وإنصاف 1)   تستنكر بشدة الممارسات والاضطهاد الذي يتعرض له المهندس علي العريض والدكتور زياد الدولاتلي والسيد محمد العكروت وتدعو إلى وضع حد لهذه الأساليب التي يجرمها القانون وتطالب باحترام الحياة الخاصة لهذه العائلات التي عانت قرابة العشريتين من ويلات السجون. 2)   تدين المضايقات المسلطة على المساجين السياسيين السابقين وتطالب السلطة بوقف هذه الممارسات والمضايقات المسلطة عليهم والتي يجرمها القانون وتدعو إلى طي صفحة الماضي والاعتراف لهم بحقهم في العمل السياسي . 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


اختطاف عبد الرؤوف بن مختار الساحلي وعائلته تجهل مصيره

 


السبيل أونلاين – تونس   قال مصدر أن قوات من البوليس بالزي المدني اختطفوا الشاب عبد الرؤوف بن مختار الساحلي من منزل والديه ، وذلك صباح أول أمس الجمعة 18 جوان 2010، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة ودون الإدلاء بما يثبت هويتهم ، وتم تفتيش غرفته دون إذن قضائي ، كما تمّ حجز جهاز كمبيوتر وهاتفه الجوال وبعض وثائقه الخاصة.   وافاد المصدر نفسه أن عائلة المختطف اتصلت بكل مراكز الشرطة بالكبارية والقرجاني، وبوزارة الداخلية ولم يحصلوا على أية معلومة لحد مساء السبت 19 جوان ، واشار المصدر الى أن أحد المسؤولين الأمنيين بالقرجاني نفى وجوده عندهم أصلا رغم أن شقيقه شاهده في إحدى سيارات البوليس بالقرجاني .   
وحسب المصدر فإن الشاب عبد الرؤوف بن مختار الساحلي يبلغ من العمر 17 سنة ، ويقطن بمنطقة الكبارية ويزاول تعليمه بالسنة الثانية ثانوي بالمعهد الثانوي “العهد الجديد” بالكبارية ، مضيفا بأنه “متميز في دراسته وهو من عائلة متوسطة الدخل وملتزم دينيا” .   من جهة أخرى أفادت مصادر طلابية بتأجيل محاكمة طلبة المهدية إلى شهر سبتمبر ، وهم : جواهر شنة ، أيمن الجعبيري ، رمزي السليماني  وحسان الصماري.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 20 جوان 2010 )  


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 07 رجب 1431 الموافق ل  19و 20 جوان 2010

أخبار الحريات في تونس


1)    البوليس السياسي يضطهد عائلة الشاب بلال الشواشي:

تتعرض عائلة الشاب بلال الشواشي القاطنة بضاحية رأس الطابية بالعاصمة منذ شهر مارس 2010 إلى اضطهاد مستمر ومضايقات متكررة تتمثل في حضور الأعوان إلى المنزل على الأقل مرة في الأسبوع للسؤال عن الشاب بلال الشواشي وللاستفسار عن مكان إقامته، علما بأن الشاب المذكور – وهو طالب بكلية الشريعة وأصول الدين- متحصن بالفرار منذ بداية شهر مارس 2010 تاريخ اعتقال بعض الشبان المتدينين.  
وقد ذكرت والدته السيدة علجية الشواشي أن ابنها ليست له علاقة بكل التهم الموجهة إليه والمتعلقة بقانون ”الإرهاب” اللادستوري وأنه مثال للصلاح والاستقامة وأن ذنبه الوحيد هو ”أنه يواظب على صلواته في المسجد وأنه يحاول اتباع السنة المطهرة في إطلاقه للحيته وهو ما يعتبره البوليس السياسي جريمة تستوجب العقاب”.
وحرية وإنصاف تدين اضطهاد البوليس السياسي لعائلة الشاب بلال الشواشي وتدعو إلى وضع حد لهذه المضايقات المتكررة وتطالب السلطة بوقف الاعتقالات العشوائية ووقف محاكمة الشبان المتدينين وإدانتهم من أجل انتمائهم الفكري والعقدي.
 

2)    اعتقال الشاب عبد الرؤوف بن مختار الساحلي:
اعتقل اعوان البوليس السياسي صباح يوم الجمعة 18 جوان 2010 الشاب عبد الرؤوف بن مختار الساحلي من منزل والديه بجهة الكبارية بتونس العاصمة، واقتادوه إلى جهة غير معلومة بعد تفتيش غرفته دون الاستظهار بإذن قضائي وقد حجزوا حاسوبه الشخصي وهاتفه الجوال وبعض الوثائق الخاصة
 
 
3)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
 

جلسة عامة حامية الوطيس لهيئة المحامين


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. جوان 2010 انتظمت يوم السبت 19 جوان الجاري الجلسة العامة لهيئة المحامين في أحد الفنادق بالعاصمة وذلك لتقديم التقريرين الأدبي والمالي.  وقد شهدت الجلسة حضور عدد كبير من المحامين كما شهدت نقاشات حامية الوطيس بين منتقدين لآداء العميد الأستاذ البشير الصيد خلال الدورة المنتهية والذين اتهموه بالتسيير الفردى وسوء التصرف المالي خاّصة في علاقة بموضوع صندوق المحامين للتأمين على المرض الذي عرف إخلالا ماليّا يقدّر حسب بعض التقديرات بحوالي 900 مليون دينار، وبين مدافعين عن العميد معتبرين أنه فوق الشبهات.  وقدمت الأستاذة سعيدة العكرمي أمينة مال الهيئة المتخلّية التقرير المالي الذي عرف فائضا في الميزانية يقدّر بمليار من المليمات تقريبا (997.203,087 مليم بتاريخ 31 ماي 2010) وهي المرة الأولى في تاريخ المحاماة التونسية، التي تتجاوز فيها الميزانية العجز خاصّة وأن الدورة المنقضية انطلقت والهيئة عاجزة عن آداء مرتبات موظّفيها المتخلّدة لستة أشهر.  وقد عزى بعض المحامين الأمر إلى حسن الإدارة المالية للهيأة في حين عزاه آخرون إلى أن السلطة قد رفعت الحضر عن الأموال المخصصة لدعم الهيأة برضاها عن أداء العميد البشير الصيد خلال الدورة المنتهية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جوان 2010)

انطلاق انتخابات الهيأة الوطنية للمحامين وسط تنافس كبير


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. جوان 2010
انطلقت صباح اليوم الأحد 20 جوان انتخابات الهيأة الوطنية للمحامين بعد انطلاق أشغال الجلسة العامة يوم السبت بأحد فنادق العاصمة وسطة حضور مكثف من المحامين والذين يقدر عدد من يحق لهم التصويت بحوالي 5 آلاف محام.
ويتوقع المتابعون أن تشهد العملية تنافسا كبيرا بين الأساتذة المرشحين لمنصب العمادة، وهم الأستاذ البشير الصّيد العميد المنتهية مدته والمدعوم من القوميّين وعبد الرزاق الكيلاني الذي يدعمه المستقلون وبعض اليساريين والإسلاميين، وعبد الجليل بوراوي والهادي التريكي وشرف الدين الظريف ثلاثتهم من التجمع ـ حسب ما ذكرت مصادرنا ـ وابراهيم بودربالة – قريب هو الآخر من التجمّع.
من جهة أخرى أفادت مصادر مطّلعة أن الأمين العامّ للتجمّع محمّد الغرياني قام باجتماع مواز بالمحامين التجمّعيّين قبل انطلاق أشغال الجلسة العامة ودعاهم لمساندة من يرشّحه التجمع وعدم انتخاب الأستاذ عبد الرّزاق الكيلاني، ويرجع ذلك حسب مصادر خاصّة إلى موقف الكيلاني المساند لجمعيّة القضاة الشرعيّة ومرافعته عنها أمام القضاء. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جوان 2010)  

اليوم انتخابات المحامين التحالفات واردة.. وهذه السيناريوهات الممكنة لاختيار العميد


كثف المترشحون الستة لانتخابات العمادة امس من لقاءاتهم مع المحامين لا سيما الشبان ويؤكد العديد من المحامين أن البيانات الانتخابية غير قادرة وحدها على استقطاب الناخبين مبينين في ذات السياق أن لشبكة العلاقات تدخلا مباشرا في تحديد العميد القادم وحسم امر العمادة. ويقول احد العارفين بشؤون القطاع والقريبين منه»أن ما يسمى بكتلة القوميين ستكون عنصرا محددا في انتخاب العميد». وقال ذات المصدر ان اولى السيناريوهات»ستعتمد على الحيلولة دون مرور أحد المرشّحين على اعتبار انتمائه السياسي المنعوت بالتطرف حسب ما يصفه البعض والمعروف ايضا»بأسلوبه الاحتجاجي في أدائه المهني» وفي هذه الصورة فإنّ كلمة السرّ التي ستعطى لأنصار الكتلة والمقربين منها يوم التصويت ستكون في اتجاه التصويت لأيّ كان من المترشحين وعدم التصويت لهذا المترشح وهو تكتيك كلاسيكي معروف في الانتخابات يعتمد طريقة إقصاء الخصم منذ الدور الأول ليتسنّى الاختيار بين أخفّ الأضرار خلال الدور الثاني» أمّا السيناريو الثاني وحسب مصادر اخرى  فسيعتمد على عدم إعطاء أيّ اشارة ّ خلال عملية التصويت في الدور الأوّل وبالتالي فان جميع المترشحين سيحظون بنفس الحظوظ وستكون العملية المفصلية قائمة اساسا في الدور الثاني وانتظار ما سيفرزه الدور الاول وهو ما يعني بالضرورة سقوط اربعة مترشحين من اصل ستة كبداية. ولعل الطريف في هذا السيناريو ان لا احد من المترشحين يدرك حقيقة فوزه من عدمها على اعتبار ان هذا النوع من السيناريوهات لا يخضع إلى أي منطق اذ ان الامر يتعلق فقط بشبكة العلاقات وحدها دون سواها. وفي هذه الحالة فان العملية الانتخابية ستتجه إلى اربعة مترشحين اساسيين أي اولائك الذين تقف وراءهم سواء احزاب أو تيارات سياسية. لا يمكن ان تمر انتخابات العمادة دون اللجوء إلى احتمال نشوء تحالف ممكن في الدور الاول على الاقل وهو ما يعني التخلص من بقية المترشحين المتراهنين بجدية على العمادة. ووفقا للتقارب السياسي والفكري من المتوقع ان تكون التحالفات خلال الدور الاول قائمة على الثنائيات أي ان بعض المترشحين سيلتقون على قاعدة الحد الادنى السياسي المطلوب وهو ما سيؤدي إلى عزل احد المترشحين الذين لا يتوافق فكره الايديولوجي مع البقية.  خليل الحناشي  
 
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جوان 2010)  

بيان إلى الرأي العام من المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابي marced.nakabi@gmailcom

 


قرر مجموعة من المناضلين الحقوقيين وهم السادة  والسيدة محمد العيادي و عبد السلام الككلي وعبد الوهاب العمري و درة حرار و الحبيب الباهي التأسيس القانوني لجمعية أطلقوا عليها اسم  “المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية” وتقدموا بطلب في ذلك إلى السلط الإدارية.وقد ثبت لديهم بما لا يدع مجالا للشك أن هذه السلط ترفض تسلّم مطلبهم حتى لا يقع تسليمهم وصلا في ذلك . وهو إجراء يخالف مخالفة صريحة نص الدستور وخاصة في فصله الثامن الذي يضمن لكل التونسيين الحق في التنظم وفي تأسيس الجمعيات  كما يخالف القوانين الجاري بها العمل ولاسيما ” قانون الجمعيات ” . ويؤكد المرصد وأعضاؤه المؤسسون أن هذا الرفض لن يمعنهم من القيام بالمهمات التي حددوها لأنفسهم بقانونهم الأساسي والمتمثلة  خاصة في رصد الخروقات  التي  تلحق بالحقوق والحريات النقابية والإعلام عنها  في المستويين الوطني والدولي خدمة لهذه الحقوق ودفاعا عنها. كما يؤكد المرصد انه سيواصل العمل الذي بدأه منذ سنوات بنفس الروح النضالية وبنفس العزيمة اللتين جعلتا منه وفي ظرف وجيز جدا و بشهادة كثير من الأشقاء والأصدقاء إطارا إعلاميا ونضاليا نقابيا  ذا صيت و يحظى بمصداقية داخليا وخارجيا ،كما يعبر الأعضاء المؤسسون عن عزمهم الراسخ مواصلة مساعيهم للدفاع عن حقهم في  التنظّم القانوني وعن استعدادهم لممارسة كل أشكال النضال  المتاحة حتى يتحقق لهم ذلك. كما يهيب المرصد بالمجتمع المدني ومؤسساته وبالصحافة الوطنية المستقلة وبكل المناضلين أن يقفوا معهم في هذه المعركة التي هي جزء من معركة اشمل هدفها العمل الدؤوب من أجل إرساء مجتمع الحق ودولة القانون والمؤسسات.

منسق المرصد المكلف بالإعلام عبدالسلام الككلي   


محضر الجلسة  التأسيسية للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

 


قابس في 16 / 06 / 2010   تكونت بين الأشخاص  الذين اتفقوا أو سيتفقون على هذا النظام  الأساسي  ( المصاب  للمطلب )  جمعية  ذات صبغة عامة  أطلق عليها  اسم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية وهي تهدف الى :
–        رصد الانتهاكات ضد النقابيين والعمال  وتوثيقها في تقارير –        التغطية  الإعلامية  للانتهاكات ضد النقابيين والعمال  وتو فير كل أشكال الدعم والتضامن معهم . –        انجاز دراسات  وندوات  وحلقات تكوينية في مجال الحقوق والحريات النقابية .  
وقد اتخذت الجمعية كمقر مؤقت  15 نهج المقاومين  شقة عدد 6 قابس  الجمهورية التونسية وتضم  الهيئة التاسيسية  5 أعضاء  هم على التوالي :   
–        محمد العيادي : منسق  عام –        عبد السلام الككلي : منسق مكلف بالإعلام –        درة حرار :  منسق  مكلفة بالإدارة والتوثيق –        عبد الوهاب العمري : منسق مكلف  بالعلاقات الخارجية –        الحبيب الباهي :  منسق  مكلف بالتكوين  والحملات وتم الاتفاق بين جميع الأعضاء على الاتصال بالسلط الإدارية ذات الاختصاص  وتقديم  مطلب رسمي للحصول على ترخيص وفق مقتضيات القانون .  الإمضاء محمد العيادي عبد الوهاب عمري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


الشرطة تستمع أقوال أعضاء النقابة الأساسية لعملة الأرض بالخطوط التونسية


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. جوان 2010 تم يوم السبت 19 جوان 2010 استدعاء أعضاء النقابة الأساسية لعملة الأرض بالخطوط التونسية للحضور لدى مركز الشرطة للاستماع لاقوالهم في خصوص القضية التي كان رفعها ضدهم الكاتب العام السابق للنقابة رشيد ساسي والذي اتهمه أعضاء النقابة بالاستيلاء على أموال تبرعات عمال الخطوط الجوية لفائدة سكان غزة. و قد شهدت القضية تطورات عديدة تناولنها في نشرات سابقة. جدير بالذكر أنه تم إيقاف السيد رشيد ساسي عن النشاط النقابي بسبب إصراره على رفع أمر أعضاء النقابة للقضاء كما أنه من المنتظر أن يشهد الملف تطورات متسارعة على اعتبار قرب انعقاد مؤتمر النقابة الاساسية التي علمنا أنها ستقسم إلى أربع نقابات و هو قرار بدأ يلاقى عديد الاحترازات و الاحتجاجات. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 جوان 2010)  


التونسيون بالخارج يتذمرون من قطع خدمة سكايب


في الثالث من مايو / أيار الفائت الذي يصادف” اليوم العالمي لحرية الصحافة” لاحظ التونسييون المقيمون بالخارج انقطاع خدمة “سكايب” وهو برنامج مجاني للمحادثة بالصوت والفيديو إضافة إلى نقل الملفات.
هذه الخدمة يستخدمها رواد الأنترنت من المهاجرين التونسيين في الخارج منذ تعميم الأنترنت في تونس وخدمة الربط السريع . ويوجد في تونس – عدد السكان 10 مليون نسمة – نحو 2.8 مليون مستخدم للانترنت.
فمنذ شهر تقريبا تنقطع المكالمة على سكايب بعد عشرة ثوان فقط من بدئها ، وقد ظن مستخدمو الانترنت في البداية أن الأمر مجرد عطل تقني ظرفي ولكنهم تأكدوا بعد أسابيع أن تردي الخدمة يعود لقرصنة يمارسها النظام الحاكم على خدمة سكايب .
التونسيون بالخارج انقسموا في تحليلهم للأسباب الكامنة وراء عملية قطع هذه الخدمة المجانية من قبل وزارة الاتصالات التونسية ومن ورائها جهاز الرقابة على الأنترنت الذي أنشأته السلطة التونسية والذي يسميه مستعملو الأنترنت رقيب الانترنت.
مستخدمو سكايب خاصة في خارج البلاد أنشئوا صفحة على الفايسبوك للتعبير عن احتجاجهم على قطع خدمة سكايب سموها ” أطلق سكايب ، أريد محادثة عائلتي”
وتضم المجموعة الحديثة الإنشاء قرابة الألف عضو …
شادي وهو تونسي مقيم في كندا منذ 4 سنوات يقول في اتصال مع فرانس 24 أن قرصنة سكايب بالنسبة إليه مفاجأة كبرى وسيئة للغاية حيث أنه اعتاد منذ هاجر لمواصلة دراساته الجامعية في مدينة كيبك الكندية ، الاتصال بعائلته يوميا من خلال برنامج سكايب المجاني ، خاصة أن كلفة المكالمة الهاتفية من كندا لتونس تتجاوز 1.5 دولار للدقيقة الواحدة إذا استعمل الهاتف العادي.
 شادي يعتقد أن سبب قطع هذه الخدمة يعود للضغط الرهيب الذي تمارسه شركة “اتصالات تونس”على الحكومة التونسية خاصة أن عائداتها المتأتية من المكالمات الهاتفية للخارج قد عرفت منذ سنتين تقريبا انخفاضا” قاربت نسبته 70 في المائة” مما حدا بها إلى تخفيض تكلفة المكالمات باتجاه دول أوروبية محددة كفرنسا وألمانيا حيث تتواجد الجالية التونسية بكثافة.. ولكن هذه الحملة التجارية لم تنجح في استعادة الزبائن الذين تركوها للتمتع بخدمة سكايب…شادي أكد علمه منذ أشهر قليلة بسعي هذه الشركة لقطع كل خدمات الاتصال المجاني مثل سكايب وأم أس أن لكن ظن أن ذلك سيكون أمرا غير ممكن التحقيق تقنيا …
 سلمى هي مسؤولة مبيعات تونسية تقيم منذ سنوات قليلة في بريطانيا فوجئت هي كذلك بقطع خدمة سكايب مؤخرا ، سلمى اتصلت مباشرة بموقع الخدمة في السويد للاستفسار عن أسباب تردي هذه الخدمة وقطعها حين تتصل بتونس ، لكنها تلقت بريدا الكترونيا من الشركة يؤكد أن أسباب القطع لا تعود إلى مشكلة تقنية ..سلمى أدركت أن السبب عائد إلى تدخل رقيب الأنترنت كما كان الحال في تونس مع فاسيبوك وأم أس أن.
 سلمى ترى أن الحل الوحيد لإعادة هذه الخدمة هو أن يقوم التونسيون في الخارج بنشر صفحة خاصة على الفايسبوك للاحتجاج على هذه العملية تكون موجهة أساسا إلى الرئيس زين العابدين بن على ليتدخل شخصيا لإعادة هذه الخدمة. خاصة أن بن على قام منذ سنتين بالتدخل شخصيا لدى السلطات لرفع الحظر على فايسبوك بعد قيام رواد الأنترنت بحملة مكثفة على الأنترنت .
ماهر وهو تونسي مقيم في ألمانيا قال أن ما يحدث يُفسر بمحاولة بعض أفراد ومجموعات المعارضة استغلال هذه الخدمة المجانية للاتصال بالمعارضة داخل البلاد دون التعرض إلى الرقابة الحكومية الموجودة على المكالمات الهاتفية العادية ، فالتونسيون في الخارج هم بذلك ضحية فئة من التونسيين تعمل ضد مصلحة البلاد. ولذلك يعتقد أن هذا الإجراء شرعي ولو كانت له تبعات غير طيبة على التونسيين في الخارج الذين يستخدمون سكايب للاتصال بذويهم (المصدر:موقع فرنسا 24 الإلكتروني (القسم العربي-فرنسا) بتاريخ 20 جوان 2010)

 

أحزاب المعارضة قانون الأمن الاقتصادي لا يتعارض مع حرية التعبير.. ولا يستحق كل هذا الجدل


صادق مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي على قانون تنقيح المجلة الجزائية باضافة فقرة الى الفصل 61 تنص على تجريم كل عملية تحريض اطراف اجنبية على المساس بالمصالح الوطنية والامن الاقتصادي للبلاد. ومن أجل تسليط مزيد من الضوء حول هذا التنقيح وابعاده ومواقف مختلف الاطراف منه اتصلت «الصباح» بعدد من مسؤولي احزاب المعارضة لاستطلاع رأيهم في الموضوع.
 
اسماعيل بولحية (أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) «حماية الوطن مسؤولية كل تونسي وتونسية»
«لقد اثار هذا القانون منذ اعتماده في مجلس الوزراء منذ اسابيع ردود فعل ومواقف حماسية لدى بعض الاوساط التي لم نسمعها عندما اعلن سيادة رئيس الدولة من هذا المنبر بمناسبة ادائه اليمين الدستورية ان القلوب مفتوحة والايادي ممدودة وهو لا يستحق كل هذا الجدل لان تطور القوانين ينبع من جدلية تطور المجتمعات ولاشك ان المجتمع التونسي الذي اختار طريق الحداثة ومواكبة العصر والتفتح يعيش على وقع حركية متواصلة تهدف الى تعزيز المكاسب وصيانة مقومات السيادة والمناعة بفضل دعم المؤسسات واثراء التشريعات لضمان الاستقرار والذود على مصلحة تونس التي تبقى فوق كل اعتبار. ويندرج هذا القانون في اطار حماية الامن الاقتصادي بعد ان انصهرت بلادنا في الاقتصاد المعولم وظل التحولات التي يشهدها العالم وافاق مزيد التفاعل مع الخارج وتحرير الدينار في افاق 2014. وتقتضي المصلحة الوطنية الحفاظ على المصالح الحيوية للبلاد من كل انتهاك وقد عاشت تونس في السنوات الاولى من الاستقلال عملية تهريب من الخزينة والبنوك التونسية قدرها الاستاذ الشاذلي العياري في احدى مداخلاته بنحو سبعين مليارا قامت بها ذوات معنوية ومادية من المعمرين لتعجيز البلاد اقتصاديا. واليوم وتونس قد استكملت بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاخيرة مقومات الانطلاق الى افاق رحبة تؤهلها للالتحاق بالبلدان المتقدمة بات من الضروري العمل على تعبئة كل الطاقات وسد الثغرات لتحقيق الاهداف الوطنية وقد جعلنا في حركتنا شعارنا للمرحلة «الولاء الدائم لتونس» واعتقادنا ان حماية الوطن مسؤولية كل تونسي وتونسية ولا نعتقد ان التونسي المتشبع بحب الوطن يقبل النيل من المصالح الحيوية للبلاد باقامة اتصالات وربط علاقات مع جهات اجنبية لتحريضها على الاضرار بتلك المصالح وان وجد ـ وهو شاذ ـ فوجود هذا القانون يكون رادعا لان «من غشنا فليس منا».     المنذر ثابت (أمين عام الحزب الاجتماعي التحرري) المصالح الاقتصادية خارج إطار كل تناقض سياسي أو إيديولوجي
«الحزب الاجتماعي التحرري ساند روح هذا القانون باعتبار حيوية المصالح الاقتصادية بالنسبة لمستقبل الشعب التونسي بأجياله ,وهذه الأهمية تتجسد خاصة من خلال العلاقات الإستراتيجية التي تجمعنا بالاتحاد الأوروبي،لذلك ساندنا هذا المشروع إيمانا منا بان المصالح الاقتصادية خارج إطار كل تناقض سياسي أو إيديولوجي وان هذا التحصين والتامين لا يخص تونس وإنما تم انتهاجه من طرف العديد من البلدان المتقدمة كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة على أننا نؤكد على ضرورة عدم تحميل هذا القانون ما لا يحتمله من التأويلات الجانبية فهو لا يغلق مجال حرية التعبير ولا يغلق التزامات تونس فيما يخص احترام حقوق الإنسان وتطوير النظام السياسي ومن هذا المنطلق أكدنا على أهمية الارتقاء بالحوار الوطني إلى مستوى أعلى يفسح المجال لمزيد التشريك من أجل صياغة أجندا جديدة من الإصلاحات السياسية بما يغلق الباب أمام كل حجاج قد تتكئ عليه بعض الأطراف لتشويه صورة بلادنا في الخارج».   هشام الحاجي (حزب الوحدة الشعبية) «نعم لتحصين الأمن الاقتصادي بقوانين تجرم كل مساس به»   «ان مصادقة مجلس النواب في جلسة لا تخلو من حوار ثري تعددت فيه الآراء على قانون يجرم المساس بالأمن الاقتصادي يعد خطوة مهمة في اتجاه تحقيق جملة من الأهداف التي يمكن إجمالها في النقاط التالية: -على المستوى الاقتصادي:هذا القانون يمثل تفاعلا مع ما أصبحت تفرضه المستجدات الدولية من أولوية للنشاط الاقتصادي وأساسا للمعلومات المتصلة بهذا النشاط في ظل ندرة الموارد وفي ظل أهمية اقتصاد الذكاء وما يتصل به من براءات اختراع وغيرها من المسائل الهامة وبالتالي فان بلادنا قد التحقت بعديد الدول التي تولت في السنوات الأخيرة تحصين الأمن الاقتصادي بقوانين تجرم كل مساس به. -على المستوى السياسي: جاء القانون واضحا في تحديد الأركان المادية والمعنوية لجريمة المساس بالأمن الاقتصادي وهو ما يمثل ضمانة لحريات التعبير وأيضا لغيرها من الحريات المتصلة بالاهتمام بالشأن الاقتصادي وأعني أساسا الحريات الأكاديمية التي تبقى مكفولة وتتيح للباحثين إبداء الرأي في كل ما يتصل بالنشاط الاقتصادي من توجهات وهذا القانون كذلك من شأنه أن يحّث البعض لإعادة التفكير في أساليب التحريض التي يلتجئ إليها وهي أساليب مرفوضة من الناحية الأخلاقية وغير مثمرة سياسيا لان شركاء تونس الذين يتعاملون معها يقيمون علاقاتهم معها على أساس ومعطيات موضوعية لا يمكن أن تتأثر ببعض الأصوات التي نأمل أن يمثل هذا القانون بالنسبة لها فرصة لإعادة النظر في ممارساتها. ومن ناحية أخرى نعتبر أن هذا القانون يعيد التأكيد على ضرورة مزيد حماية الاقتصاد الوطني بقوانين أخرى تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المستجدات السياسية والتقنية وتهتم مثلا بكل أشكال التهرب والتهريب وبمحاصرة الجريمة العابرة للقارات وتشجع على دعم القدرات الذاتية لاقتصادنا».    منجي الخماسي (الأمين العام لحزب الخضر للتقدم) سد فراغ قانوني
صادق مجلس النواب على قانون تنقيح المجلة الجزائية بإضافة المصالح الاقتصادية للمصالح الحيوية للبلاد التي يجب أن يُعاقب كلّ من يتورّط في تحريض جهات أجنبيّة عليها ، وذلك بعد أن كان الفصل 61 من المجلة مكتفيا بذكر المصالح الأمنية والدبلوماسيّة. وهذا التنقيح جاء ليسدّ فراغا قانونيّا وليوفر لاقتصادنا الوطني قدرا من الحماية والحصانة في وجه بعض الادعاءات أو نوايا التشكيك وخدمة أجندات خارجية لا علاقة لها بتطور التنمية في بلادنا ولا برفاه الناس وتحسّن ظروف عيشهم، بل على العكس من ذلك تهدف إلى الحاق الضرر بمصالح المواطنين وعلاقات بلادنا بالخارج ومختلف التجمعات الاقتصادية والأسواق العالمية ومجالات النقد والتمويل والاستثمار. كل هذه العوامل دفعت إلى تجاوز سقف المسموح به والسعي إلى الضغط على السلطة بطرق غير سياسية تعتمد على تحريض جهات أجنبية على الإضرار بالمصالح الاقتصادية لتونس بالخارج من حيث العلاقة بالمنظمات المالية والنقدية الدولية والتواصل السلس والمثمر مع التجمعات الاقتصادية مع السعي لنشر صور غير صحيحة عن الحياة ونمط العيش في تونس بغاية إخافة المستثمرين والسياح الأجانب وإثنائهم عن القدوم إلى تونس، وكما يعلم الجميع فإنّ القطاع السياحي يعدّ أحد أهم محركات التنمية والتشغيل في تونس إضافة إلى أنّ منوال التنمية التونسي يستهدف ويعوّل كثيرا على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية لتنفيذ أجزاء من العملية التنموية. إنّه من المؤسف أن يعمد البعض من المحسوبين على المعارضة إلى مثل هذا الصنيع الّذي لم تكن تونس سبّاقة لتجريمه بما أنّ قوانين جلّ دول العالم تتضمّن فصولا لمعاقبة ومتابعة كلّ من تخوّل له نفسه التحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية لأوطانهم لدى جهات أجنبيّة لم يعُد خافيا على أحد أطماعها الجديدة في الاستعمار والهيمنة على مقدرات الشعوب والتحكّم في القرارات الداخلية للبلدان المستقلة وذات السيادة. ومن الوجيه في هذا الباب التأكيد على أنّ المعارضة الحقيقية والصادقة في أيّ بلد في العالم هي مُعارضة للسلطة السياسية أو الحزب الحاكم كلّما كانت هناك اخلالات مستندين في ذلك إلى قوّة الحجّة ولا يُمكن بحال أن تتحوّل إلى معارضة للوطن وللشعب.   عبد الكريم عمر (عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) «الكف عن إعطاء المبررات للتدخل في شؤوننا الداخلية»
أولا  من المهم الإشارة إلى أن أغلب الدول بما في ذلك الأوروبية  لديها قوانين  تحمي أمنها الاقتصادي  ولم نسمع في هذه الدول  من يحتج عليها أو يعتبر أنها موجهة اليه. في تونس أعتقد  أن الجدل الذي أثير حول هذا القانون هو توقيت الإعلان عنه  وتزامنه مع المفاوضات لحصول تونس على مرتبة الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي مما دفع البعض للقول انه «موجه ضدهم « . من ناحيتي أنظر للمسألة بعين أخرى و هي  أن المعارضة لا يمكن أن تكون ضد مصلحة  الشعب وضد حصول أبنائه على مواطن شغل وضد مزيد الاستثمار في تونس   وعموما ضد مزيد الرخاء و التقدم للبلاد..وإذا كان هذا القانون من شأنه أن يحمي اقتصاد البلاد  ومتانته فلا بد من تثمينه…أقول هذا الكلام  رغم موقفنا  النقدي من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. و الذي عبرنا عنه بشكل معلن وصريح في مجلس النواب  وفي كل المنابر السياسية والإعلامية في البلاد… و بقدر ما نسجل  الايجابية  في روح هذا القانون فإننا ندعو إلى الكف عن إعطاء المبررات و الحجج  من أي كان للتدخل في الشؤون الداخلية. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جوان 2010)
 


الطريق الجديد: قضية الأقلام المحجوزة من قبل مصالح وزارة التجارة – من يتحمل المسؤولية؟

 


قامت مصالح وزارة التجارة والديوانة خلال الأسبوع المنقضي بشن حملة لمصادرة أقلام حبر سري وردت تشكيات عديدة حول استخدامها في عمليات غش وتحيل. وأفاد عدد من التجار الذين تمت مصادرة بضاعتهم بأن الأقلام المحجوزة تم إدخالها إلى تونس منذ أكثر من سنة، ويفترض أنها حاصلة على الترخيص اللازم من المراقبة الفنية عند التوريد التابعة لإدارة الجودة وحماية المستهلك التابعة للإدارة العامة للتجارة الداخلية. لذلك فهم يتساءلون عمّن سيتحمل الخسائر المنجرة لهم بسبب هذه المصادرة!؟ وقد أصدرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء برقية يوم السبت 12 جوان الجاري ذكرت فيها أن “مصالح المراقبة الاقتصادية والديوانة حجزت خلال الفترة المنقضية أقلاما جافة مروجة في عديد نقاط البيع في تونس. هذه الأقلام التي يتم بيعها بأسعار نسبيا مرتفعة، تتميز باختفاء كامل لآثار ما تكتبه بعد فترة قصيرة أو إثر تعريض الحبر للضوء أو الحرارة. وقد تدخلت السلط المعنية إثر تشكي عديد المواطنين حول سوء استخدام هذه الأقلام، في وضعيات يتضمن بعضها عمليات تحيل وتدليس”.. لكن تبيّـن في ما بعد بأن الحملة قادها بشكل أساسي أعوان إدارة الجودة وحماية المستهلك التي يفترض أنها المسؤولة الرئيسية عن المشكلة الحاصلة بترخيصها في دخول الأقلام، عوض مصادرتها مثل ما يوجبه الفصل 25 من قانون حماية المستهلك الذي يلزمها بحجز “المنتوجات التي من شأنها أن تستعمل في التدليس”. وتمت عملية الاستنجاد بأعوان إدارة الجودة على ما يبدو بطلب من فتحي الفضلي مدير المراقبة والأبحاث الاقتصادية الحالي الذي كان مديرا للجودة وحماية المستهلك عند إدخال الأقلام المحجوزة إلى تونس!! وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جدية النتائج التي ستخلص إليها الأبحاث في هذا الملف خاصة في ما يتعلق بتحميل المسؤوليات!؟ وكانت الإدارة العامة للتجارة الداخلية التي تتبعها إدارة الجودة وحماية المستهلك قد تسببت لبلادنا في خسائر بالمليارات إثر صفقة الباطاطا الأخيرة. كما يجمع عديد الملاحظين على التراجع الكبير لأداء إدارة المراقبة والأبحاث الاقتصادية ودخولها في حالة من التخبط منذ انتقال مديرها السابق السيد على الغربي على رأس المعهد الوطني للاستهلاك. هذه المؤشرات السلبية تجعل وزارة التجارة مدعوة لاتخاذ الإجراءات المستوجبة لحماية اقتصادنا الوطني وخاصة بتعزيز كفاءة هياكلها أساسا في مستوى المراقبة الاقتصادية الموكول لها حماية أمننا الاقتصادي. علما بأنه ليس لسلك أعوان المراقبة الاقتصادية نظام أساسي خاص بهم رغم حساسية مهامهم، وذلك رغم كل الوعود السابقة بإعداد هذا النظام التي ذهبت أدراج الرياح!؟ الطريق الجديد – العدد 185 – من 19 إلى 25 جوان 2010 http://journaliste-tunisien-62.blogspot.com/2010/06/blog-post_20.html  


حديقة ” شبين الكوم ” وجه آخر للتخلف و الاستبداد


شبين الكوم هو بالتأكيد إسم لمدينة مصرية ( محافظة المنوفية ) تقع في الصعيد المصري … و هو كذلك إسم لحديقة بلدية تقع على شاطئ بحر مدينة حمام سوسة و التي حبرت في شأنها مقالات عديدة لعل آخرها ما نشره موقع  أخبار تونس   ” شبين الكوم عود على بدء ” لأخ رامي جغام . و في تقديري الشخصي فإن هذا الإسم قد جاوز حقا دلالاته تلك ليكتسب دلالات رمزية جديدة فرضها الحراك السياسي و الإعلامي الذي شاهدته هذه الحديقة  في علاقة بالتجاوزات الخطيرة التي ما فتئ المكتري يقدم عليها . و قبل الخوض في هذه الرمزيات علي التأكيد على أن ما جرى و ما يجري حاليا من أشغال داخل هذا الفضاء الطبيعي ليس فقط يفتقد للقانونية و الشرعية بل إنه شوه الحديقة و أساء إليها كليا ، حتى إنني أكاد أجزم للجميع أنها فقدت خصوصياتها الطبيعية و جماليتها المميزة حيث سيطر و غطى الإسمنت غالبية أجزائها ، و هو ما يجعل الموضوع على غاية من الخطورة و الحساسية ، و هو ما يجعل كذلك شرط السرعة في التعاطي و التفاعل معه شرطا أساسيا و حيويا . و بالعودة إلى أصل الموضوع ، و تفاعلا مع الأخ رامي جغام  يهمني إبداء الملاحظات التالية . 1 – ” شبين الكوم ” إسم أصبح رديفا لمعنى الملك العام السائب و المهمل و الذي نعبر عنه في ثقافتنا الشعبية  ” برزق البليك ” و هو الملك المستباح من القاصي و الداني ، لا قانون يحميه ، و لا أيادي تمتد لتدفع عنه الأذى و تدافع عنه ، و لا من يجهد نفسه لتطويره و تنميته و العكس صحيح ، حيث يتكالب الجميع للتمعش منه و استغلاله بشكل مفرط ، و في موضوع الحال ، فمكتري الحديقة أبدى كما جاء في مقال الأخ رامي ” جشعا غير معهود ” و راح يتصرف فيها و في مكوناتها بعقلية المالك الحقيقي لا المتسوغ ، فأجاز لنفسه ما منعه القانون عنه ، و أساء و أفسد و شوه ما كان يعد متنفسا و مكسبا للمدينة و الوافدين عليها . تلك حقيقة ما جرى و ما يجري حقيقة يمكن معاينتها بالعين المجردة ، حيث كانت لنا حديقة عمومية يرتادها المواطن مصحوبا بعائلته هروبا من حرارة الطقس و طلبا لشيء من الهواء النقي فيجد فيها الملجأ و الملاذ . أما اليوم و بعد أن استحوذ المكتري على كل أجزائها استحال على المواطن الفقير دخولها و بات الأمر مقلقا و محرجا حتى بالنسبة للميسرين لغلاء الأسعار فيها .
2 – أما الرمزية الثانية لهذه الحديقة فتتعلق بالمسؤول البلدي و الإداري و حتى الأمني هؤلاء المسؤولين الذين غيبوا القانون و ألغوا فصوله و تنكروا لأمانة المسؤولية فلا أثارهم الموضوع و لا أقلق راحتهم و سكينتهم حجم التجاوز الحاصل . تملصوا من الدور الموكول لهم في المحافظة على الملك العام و تنميته و إدارته بشكل يضمن لكل مواطن الحق في التمتع به … فالمجلس البلدي المنتهية ولايته مع بقية الإدارات ذات الصلة بالموضوع إستوى لديهم الأمر بين كراء مشربة و كراء حديقة بكاملها و غاب عنهم الفرق و الفروق بين كراء و استغلال مشربة و استغلال مقهى و مطعم سياحي … إن قانوننا المحلي على ما يبدو و حسب السادة مسؤولينا لا يجرم البناء بدون رخصة في ملك عام و لا يمنع المتسوغ من تسويغ المشربة لغيره ، و يبيح استغلال مقهى و مطعم سياحي بتراخيص مشربة … كما أن مسؤولينا و قوانينهم المحلية لا تهمهم المناطق الخضراء و هم غير معنيون بتطويرها و همهم المتناهي الوحيد هو المحافظة على مواقعهم على حساب القانون و المسؤولية . 3 – أما الرمزية الثالثة فهو المواطن ذاته . هذا المواطن الذي تسحب منه الحقوق و المكاسب تباعا و هو ينظر ، يرصد ، ثم يتألم و يتأسف لكنه لا يحرك ساكنا و لا يحاول دفع الجمود باتجاه الحركة . لا تغيب عنه الأخبار و لا المعطيات ، و لا ينقصه الذكاء أو التحليل ، لكنه تشبث بدائرة أضعف الإيمان و ظل يراوحها … سلبية مميتة تخفي الخوف المعشش في نفوس الناس ، يرى حديقته المميزة تغتصبها الأيادي الآثمة يتألم لكنه عاجز عن الدفاع عنها لأنه يخاف نقد المسؤولين ناهيك من محاسبتهم سلوك لم يصبح في عاداته بعد … هذا السلوك و هذه السلبية و هذا الإهمال و تلك اللامبالات سيكون لهم حتما نتائج وخيمة و كارثية على البلاد و العباد .  
4 – أما الدلالة الرمزية الأخيرة فهي في علاقة بالمجتمع المدني و قوى المعارضة التي تميز موقفها الرسمي و الغير رسمي إما بالصمت المخزي الذي يخفي في طياته إما حسابات ذاتية ضيقة ( الخوف من توتر شبكة العلاقات الذاتية و الاجتماعية ) أو حسابات سياسية خطية ( المحافظة على الحد الأدنى من الانسجام مع السلطة و ممثليها و تفادي الصراعات المباشرة معهم ) و هذا الموقف يسحب على الغالبية الساحقة من المعارضين و ناشطي المجتمع المدني . أما الموقف الثاني و هو في تقديري الأخطر و المتمثل بالجهر و التصريح المباشر بأن الأشغال الجارية بالحديقة لا تمثل خرقا للقانون و لا تجاوزا له بل إنها مكسبا مهما للمدينة و الوافدين عليها . و لعل الغريب في هذا الموقف أنه صادر عن بعض المنتسبين قصرا لليسار التونسي و الذي يعد الدفاع عن الملك العام من أوكد أولوياته . و بالتالي فالصمت و التهاون و التبرير هي الصفات الغالبة على من من هم منشغلون بالشأن العام هذه الفئة التي انخرطت من موقع الاختيار في معارك الحرية و الديمقراطية و ألغت من نفس الموقع مسؤولياتها المباشرة في التعاطي مع الأحداث و القضايا الحياتية و اليومية . تلك هي بإيجاز شديد الدلالات الرمزية لتفاعلات حديقة ” شبين الكوم ” دلالات تجتمع لتؤشر على واقع الاستبداد و التخلف الذي نعيشه و الذي سيكون حتما حاجزا أمام تطور البلاد و نمائها ، أما عن العلاقة بين المكتري و عضو اللجنة المركزية و ما ذكره الأخ رامي من معاملات مشبوهة بينهما فإن المسألة حقيقة تحتاج إلى كثير من التروي و مزيد من الإثبات و في تقديري الشخصي أرى فيها كثيرا من التجني و الاستهداف و أعتقد أن أصحاب الأقلام النزيهة و الموضوعية لا يقدرون في هذه الظروف على نفيها و لا على إثباتها و لكنني و في هذا المجال أؤكد أن علاقة المكتري و عائلته ( باعتبارهم من رجال الأعمال ) بالسلط المحلية و الجهوية علاقة يلفها كثير من الغموض و محل تسائل كبير لدى العديد من الواطنين ، قد تكون رافدا أساسيا جرأ المكتري على الحديقة بهذه الكيفية و الطريقة .
و في المحصلة ، و كما أكدت سلفا فإن ” شبين الكوم ” تجاوزت كونها حديقة عمومية و أصبحت عنوانا لاستبداد  و التخلف السياسي و لكن تبقى أمام المجلس البلدي الجديد فرصة جدية لاستدلال على حسن نواياه و إرادته الحازمة في تجاوز أخطاء الماضي و سلبياته . فرصة لن تكون ذات أهمية إلا إذا أقدم هذا المجلس على إعادة فتح ملف الحديقة من جديد و اتخاذ كل الاجراءات و التدابير الضامنة لعودتها إلى حالتها الطبيعية الأولى و تحميل المكتري مسؤولسة الإساءة إليها … شرط على بساطته سيكون سؤال الاختبار الأول لهذا المجلس .   رياض الحوار حمام سوسة


لماذا الأسماء المستعارة


يلومنا البعض على استعمال أسماء مستعارة حين نكتب لمواقع علنية مثل تونس نيوز، ومع أن الأسباب واضحة إلا أني فضلت الرد لأهمية الموضوع. فالإسم المستعار مثله مثل الإسم الحركي ومواقع المدونين عناوين يتخذها البعض للتخفي عن السلط المنحرفة، ولو أن فضاء الحرية يسمح لظهرتُ بالإسم والصورة والمهنة والعنوان. ولكن الذي أراه أن ظهور التونسي في الوسط الإعلامي ناقدا لواقع بلاده، غالبا ما يكون على حساب أمنه وعمله. وقد يكون من الغباء بمكان التضحية بالأمن والصحة ولقمة الرزق والعافية من أجل تسجيل حضور شرف خارج الأطر الزمانية والمكانية الفاعلة، وخارج دوائر دعم وصنع القرار. حين تغيب الموضوعية والشفافية ويُشهِر الحاكم سيفَ الغدر مثل ما هو حاصل في تونس، وتاريخ السجون شاهد، فإن المجتمع كله يلبَس أقنعة البراءة ويرسم ابتسامات الرضى، ويتنكر لحقائق الأمور، ويُلقي وراء ظهره الصالح العام، وتدخل البلاد في دورة من النفاق تضيع فيها الحقوق، وتتحطم القيم، وتداس الشعارات الوطنية الصادقة، وترتفع صيحات الغش والتأييد الكاذب، وهو ما يحصل في تونس منذ 22 سنة!!! ما قيمة الظهور إذاً في ميدان الكذب والغدر؟، وما قيمة الكلمة والمتكلم في ميدان السقوط والصفاقة والعمالة والخيانة؟ ما قيمة “الصوت الحر” أمام عصا الشرطة؟ ما قيمة النقد وما قيمة الجمال في ساحة الفساد والاستبداد؟ ما قيمة السياسة  في بلد حيث لا فكر ولا رأي ولا إعلام ولا أصل ولا دين ولا حياء ولا شرف ولا صدق ولا عدالة؟؟؟ وهل واقع تونس إلا كذلك؟
الأقنعة الملونة والأسماء المستعارة هي إذاً أقل أسباب المناعة، ولن يجدي الظهور الفردي الضعيف، ولن يجدي الصياح بين أيدي الجلادين، ولا المبارزة من وراء البحار، فهي وسائل بقدر ما هي تسلية للمتألمين هي أيضا معاذير تغذي القمع وتبرر وجوده. الأسماء المستعارة ظاهرة تعبر عن انعدام الثقة وانكشاف المعركة على حقيقتها، فكما أن الحاكم يخفي جرائمه في زنازين التعذيب، ويمارس القمع ضد أمهات المناضلين ونسائهم وأبنائهم، ويبيع مقدّرات البلاد لأعدائها لشراء دماء معارضيه، فإننا يجب أن نرشقه من أماكن لا يتوقعها ونرميه من مكامن لا يراها. هي معركة شبيهة بمعركة غزة: الأنفاق مقابل الطائرات بدون طيار، بقي أن نبدع نحن “المعارضون التونسيون” في النيل من مجرم تونس وغائلها، ومن عصابة الذئاب التي تصطاد له.
كفى إخواني أن نكون صورا ثابتة أمام الطاغية، يتكلم أحدنا الكلمة فينَكل بذويه في تونس، وتصادر أمواله، وتُبعث فيه برقيات التفتيش، ثم نسمي ذلك بطولة. البطولة أن نتحرك وننجز لأنفسنا أو لبلدنا أو للأمة ونفاجئ الطاغية برصيد من البارود نجمعه من أعواد الثقاب، أو بكلمات مرصودة نجمعها في كتاب، أو علاقات مع صناع القرار في الشرق أو في الغرب، أو أموال ندعم بها الماسكين على الجمر.
  لعل اللائمين ينكرون علينا مكوثنا على نفس الحال بينما الزمان يدور دورته والأمور تتغير والأجيال تتعاقب، وتونس اليوم غير تونس منذ 20 سنة، فلِما لا نغير نحن مشهدنا ونتقبل معطيات الواقع الجديد، وننخرط مع جملة المنخرطين، “فتونس لجميع أبنائها”، ثم يبدأ الحديث عن المنجزات والفرص والإمكانيات. نعم إننا نرى ونسمع بأم أعيننا وتبلغنا الأخبار ممن يحبوننا ويصدقوننا حقا، وما تغيرت إلا القشور بينما بَواطن حكام تونس على حالها وقلوبهم أسود من الإثمد. ونحن لسنا مدعوون لتغيير سلوكنا قبل أن يغير بن علي سلوكه فهو البادئ، والبادئ أظلم، وهو الماضي في ظلمه ونحن خارج دائرة الفعل وهو من يمنعنا من المشاركة. وليكن واضحا وجليا أننا لا نشترط على بن علي تغيير سلوكه تجاهنا، بل نريد منه يغيير سلوكه تجاه الشعب التونسي المسلم وتجاه ثوابته التي هي: الإسلام بشموليته وعمقه، والعروبة بتاريخها وجغرافيتها ولغتها، والوطن (تونس) بثرواته وحقوق أهله فيه. وما لم يحدث تغيير في سلوك بن علي ثم تجاه هذه الثوابت فلا سمع ولا طاعة ولا ثقة ولا مشاركة، بل كلٌّ يعمل على شاكلته ولكل وجهة هو موليها. وليعلم بن علي ومن وراءه أن من أبناء النهضة نفوس لا تكلّ ولا تملّ ولا تضعف ولا تستكين، وقد باعت النفس والنفيس لرب العالمين، وأن موعدها معه أَوكَد من وجوده في قصره.
أخانا العبعاب لسنا تلاميذ في جلسة حضرتك، ولست عالما بالسنن الكونية، وما أنت إلا مجتهد لنفسك، أخذت بالرخصة وخرجت من السرب وصنعت لنفسك قناعة، وأنت حر فيما تختار لنفسك. ولعلك تعلم أن أعضاء حركة النهضة متحررون أكثر من أي حزب آخر، ولا أحد يقف في طريقهم ليوجهوا اللكمات حتى لشيخهم. هذه ليست الديموقراطية التي لم يعرفها أحد في التجمع “الدستوري الديموقراطي”، هذه أخلاق الإسلام وحرية الإسلام وأمن الإسلام. وأفضل ما أنصحك به والدين النصيحة، أن تهتم بخاصة نفسك، فمن جاءك مستعينا فأعنه ومن جاءك منتصحا فانصح له. أقول لك هذه الكلمات لأني أحسست أنك كنت تقصدني بكلمتك الماضية.
لبيب الفاهم                        


” لكن حمزة لا بواكي له “


بقلم علي شرطاني – تونس   إن الذي أحالني إلى هذا القول للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوم استشهاد عمه حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد، لما ” مر بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظفر فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم فبكى،  بعد أن رأى أن لا أحد يبكي على سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ثم قال : ” لكن حمزة لا بواكي له “. ما أحالني على هذا القول أن لا أحد ولا جهة في ما أعلم وممن أعلم من الناس ومن الجهات المعلوم تصاعد بكائها على الكثير ممن يستحقون  أو لا يستحقون البكاء عليهم ممن لهم بواكي، بكت على القائد عبد  الملك ريغي قائد وزعيم تنظيم جند الله في بلوشستان السنية في ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية “، الذي تم إلقاء القبض عليه يوم 23 فيفري 2010 من طرف النظام الإيراني، في عملية تعاون استخباراتي شديدة التعقيد بين أكثر من جهاز مخابرات في منطقة جنوب غرب آسيا، كان النظام الباكستاني، الذي كان على رأسه أحد كبار المفسدين من عائلة بوتو آصف زرداري، الحليف الإسترتتيجي الأكبر للعدو الأمريكي في المنطقة وفي العالم في الحرب على الإسلام والمسلمين، أكبر الضالعين فيها.
لقد كان للشهيد عماد مغنية بواكي كثيرين، وكان لـرئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري بواكي كثيرين حتى كاد لا ينتهي البكاء عليه. وكان لشهداء حزب الله وحركة حماس الكثير من البواكي كذلك. وإذا لم يكن للحوثيين بواكي كثيرين في الكثير من الأماكن، فإن الكثير من البكاء قد تصاعد من الإيرانيين عليهم، ليس لأنهم مظلومين ومن موقع الواقف مع المظلوم ضد الظالم، ولكن من موقع الداعم لجهة معينة على أساس التقارب الطائفي والسياسي، في إطار التحضير الإيراني الشيعي لقيادة الأمة الإسلامية على أساس الإسلام ولكنه الإسلام الشيعي هذه المرة وهو في الحقيقة غير الإسلام الذي قادها عليه العرب والعثمانيون الأتراك السنة من قبل.

لقد تم اعتقال القائد عبد الملك ريغي وسط حملة إعلامية إيرانية تقدمه لمن يعرفه ولمن لا يعرفه على أنه عميل أمريكي بريطاني غربي صهيوني. وكان انتفاله من باكستان إلى دبي للقاء الموساد الصهيوني للتنسيق معه لتنفيذ عمليات إرهابية في ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية “، وهو الذي لا يقاتل إلا من أجل تمتع البلوش السنة في بلوشستان بحقهم بالتساوي في كل شيء مع غيرهم من العرب و الفرس وغيرهم من الشيعة فيها وفي إيران كلها. وهو المسلم السني الذي لا يمكن أن يكون عميلا للغرب ولا للصهيونية. ولكنه الكذب الإيراني، وهو البلد الذي لا يتورع علماؤه من الكذب البواح الصريح في الكثير من القضايا التي يكون فيها من الوضوح ما لا يحق لعاقل إنكاره، في الحوارات التي شاهدتها بعيني رأسي وتابعتها أكثر من مرة في الكثير من الفضائيات التي تناولت الكثير من القضايا الخلافية، خاصة بين الشيعة والسنة باتجاه تصحيح المفاهيم والتاريخ والوقائع والأحداث، في إطار البحث عن التقارب والتقريب بين المذاهب والطوائف. هذه النزعة المنفلتة حديثا من عقالها هذه الأيام، والتي يراهن الغرب وكل أعداء الأمة على الإستفادة منها، وهي من الإرث التاريخي الذي كان ينبغي أن تتجه كل الجهود لتجاوزها والتخلي عنها لمواجهة تحديات ومخاطر أكثر تحيق بالأمة كلها، لا فرق في النهاية عند القوى الدولية والعالمية التي تمثلها بين سني وشيعي وبين عربي وفارسي وبلوشي وكردي وغيرهم.    
وأنا الذي كنت قد قلت في فترة من الفترات إبان حرب الخليج الأولى حين كنت أعتقد أن الثورة في إيران كانت ثورة إسلامية حقا، وبعد أن عرفت بعد ذلك أنها كانت ثورة شيعية، وبعد أن كان يسود عندي الإعتقاد في البداية كالكثير من غيري أن إيران قد أصبحت دولة إسلامية، وبعد أن تبين لي بعد ذلك أنها دولة طائفية مذهبية شيعية، ولست ضد طبيعتها الطائفية ولا القومية الفارسية فذلك شأنهم، ولكني ضد التكفير والتبشير المنظم الممنهج المدعوم والممول في بلاد العرب والمسلمين، أنه قد يكون من حق إيران، وهي التي كانت في موقع المدافع عن النفس في الحرب التي أعلنها عليها نظام البعث في العراق بالوكالة عن الغرب ونيابة عن العرب كلهم في ذلك الوقت، أن تتعاون حتى مع الشيطان في ظل العزلة التي كانت مفروضة عليها، وذلك التحالف الغربي العربي الواسع الداعم لصدام حسين في ذلك الوقت، وعندما تم الكشف عن ما يسمى منذ ذلك الوقت بفضيحة إيران غايت، التي تبين من خلالها أن نظام الثورة قد تم ضبطه متلبسا في صفقة أسلحة من الكيان الصهيوني، أنه من حق إيران في تلك الظروف وفي ذلك الوضع أن تجلب السلاح من أي جهة ومن أي طرف مهما كان معاديا، وبأي طريقة وعن طريق أي جهة، لأن الوضع عندها ينذر بخطر شديد. وهي التي قد يكون ومن حقها ذلك قد ذهبت إلى ذلك من موقع المضطر جدا، والغاية في هذه الحالة تبرر الوسيلة، والضرورات تبيح المحظورات. وإذا كان جائزا لإيران ذلك في ذلك الوقت، فكيف لا يكون ذلك جائزا لقيادة جند الله على فرض أن ما تقول إيران، أنه كان متعاملا مع الغرب ومع الكيان الصهيوني في القيام بعمليات تقول أنها إرهابية داخل إيران كان صحيحا، وإن كنت أعتقد شبه جازم أن ذلك غير صحيح وهو الذي يعاني فيها والبلوش السنة من الظلم والإضطهاد الفارسي الشيعي ما تعاني كل أو جل الأقليات العرقية والطائفية والدينية ما تعاني، ولكن في ظل حالة اليتم التي يجد نفسه يعيشها بفقدان الداعم والحاضن العربي الإسلامي، قد يكون من الجائز له التعامل مع أي جهة تكون له عونا على رفع الظلم وإنهاء القهر والتمييز والإضطهاد عن قومه وطائفته، واستعادة الحقوق المهضومة والمغتصبة…
هل ما يمكن أن يكو ن حقا لإيران في حرب الخليج الأولى، لا يمكن أن يكون حقا لعبد الملك ريغي، إذا كان ذلك واقعا فعلا، في حربه ضد النظام الإيراني من أجل حقوق أهله وعشيرته في الحرية والعدل والمساواة والأمن والأمان، وأن ما يمكن أن يكون جائزا لها لا يكون جائزا له من نفس موقع المضطر ومن موقع إلحاح الضرورة على نفس القاعدة الأصولية القائلة بأن الضرورات تبيح المحظورات ” ومن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه “؟.   – الوضع المحرج للمقاومة الإسلامية في ظل الإنقسام العربي الإسلامي وحالة الضعف التي تعيشها الأمة:
ليست قضية تحرير بلوشستان واستعادة الحق المغصوب ورفع الظلم والتمييز عن البلوش أو العرب أو الأكراد أو غيرهم من الأعراق من السنة خاصة في إيران، بمعزل عن وضع الإنقسام الشديد الذي أصبحت عليه الأمة، والذي استفاد منه كل أعدائها وحتى البعض ممن من المفروض أنهم من مكوناتها.
ففي الوقت الذي لم يعد فيه قبولا للمسلمين في أي مكان من العالم حتى في الدول التي هم الأغلبية فيها، حتى يكون لهم استعداد للقبول بكل شيء وإن كان على حسابهم، وأن يقبلوا بهيمنة وسيطرة أي من الأقليات التي يتقاسمون معها الحياة في الوطن الواحد، لم يكن فيه قبول كذلك للمسلمين بعضهم لبعض، ولا مساندة من بعضهم للبعض الآخر، في وقت أصبح فيه الإسلام غير ممثل إلا في حركات مقاومة هناك وهناك، ليس لها من حاضن دائم ولا من داعم صريح وواضح قار إلا الله، ثم الشعوب التي مازالت لم تنته بعد إلى مرحلة أخذ زمام المبادرة وحسم الأوضاع في أوطانها لصالحها ولصالح المشروع الإسلامي..
وإذا كانت المقاومة مقبولة ومشروعة وصحيحة في البلاد أو الأقاليم غير العربية والإسلامية التي يمثل فيها المسلمون الأغلبية، فإن هكذا مقاومة كان لا يمكن أن تكون موجودة أصلا في البلاد والأقاليم العربية والإسلامية، لولا الوباء الجديد الذي عرفته كل بلاد العرب والمسلمين بعد انهيار الحضارة العربية الإسلامية، وبعد سقوط نظام الخلافة الإسلامية سنة 1924 الذي كان نتيجة ذلك الإنحطاط وذلك السقوط، ونتيجة حلول الحضارة الغربية محل تلك الحضارة، والإجتياح الغربي لكل مناطق نفوذ ذلك النظام، وفرض النظام العلماني محل النظام الإسلامي،  والمحافظة والإبقاء على النظام التقليدي الذي هو صورة من صور النظام العضوض الذي كان المنعرج الأول والإنحراف المبكر عن نظام الشورى الإسلامي.
في هذا الإطار وفي هذه الظروف، ظهرت حركات المقاومة والجهاد والتحرير في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين، إما لتصحيح المسار وإصلاح الإنحراف في النظام التقليدي العضوض، أو لاستعادة العمل بالنظام الإسلامي وإنهاء العمل بالنظام العلماني، أو بالتحرر والتحرير والإستقلال من الإحتلال كما في روسيا والصين والهند وأفغانستان وكما في فلسطين، أو باستعادة الحقوق والخصوصيات كاملة كما في إيران التي تعتبر نفسها دولة إسلامية، أو باستعادة المسلمين حقوقهم في البلاد التي يمثلون فيها أغلبية وتحكمهم الأقليات كما في أندونيسيا ونيجيريا وأثيوبيا وغيرها …
والملفت أنه ما من دولة قامعة لحركة تحرر إسلامية فيها إلا وكانت واجدة في حركة إسلامية ومقاومة إسلامية أخرى في مكان آخر من العالم الإسلامي متنفسا تنهي به بكاء المسلمين على إخوانهم فيها .
ففي الوقت الذي يقيم فيه النظام الروسي المجازر الفضيعة في الشعب الشيشاني، والسعي المستمر للقضاء على كل نفس تحرري في كل منطقة ودول القوقاز الإسلامية الواقعة تحت النفوذ الإستعماري الروسي، كان يجد في علاقة القبول بحركة المقاومة الإسلامية “حماس ” التي تعيش وضعا صعبا في المنطقة التي من المفروض أن تكون الحاضنة الآمنة لها، والتي تبحث عن أي جهة تكون قابلة بها في المواجهة المستمرة القائمة بينها وبين الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، متنفسا لما عسى أن يكون من غضب أو عدم رضا إسلاميا من بعض الجهات أو من بعض الأطراف والمكونات الإسلامية والبحث عن موطئ قدم له في المنطقة. وهو الذي وجد في البرنامج النووي الإيراني فرصة لمعالجة الكثير من مشكلاته الإقتصادية التي ورثها عن الإتحاد السوفياتي بعد سقوطه وعن الحرب الشيشانية الأولى والثانية.
فإذا كان حزب الله كحركة مقاومة للإحتلال الصهيوني في لبنان يعتبر أن تنظيم جند الله تنظيما إرهابيا غير مشروع سواء من منطلق طائفي أو سياسي بحكم بيعته لمرشد الثورة الإيرانية التي تلزمه بالسمع والطاعة والولاء التام للنظام الإيراني الداعم السياسي والإعلامي والمالي والعسكري له، فإنه كان ينظر إلى المقاومة العراقية بعين الريبة والحذر لما كانت عليه من طبيعة إسلامية سنية غالبة، ولم يلتحق بها وباحتشام شديد إن كان قد التحق فعلا بشكل أو بآخر إلا في وقت متأخر، ولا يكون ذلك منه إلا بأمر إيراني لما عسى أن يصلح لها في مواجهة أمريكا والضغط عليها في المنطقة التي كانت من الأطراف التي أحلتها بها سواء في أفغانستان أو في العراق، وجعلت منها قوة غارقة في الوحل الأفغاني على حدودها الشمالية الشرقية مع أفغانستان وعلى حدودها الشرقية مع العراق. وهو الذي لا يستطيع أن يكون على خلاف الموقف الإيراني المساند والداعم لما يسمى بالمقاومة السلمية التي كانت مشروع توافق بين المرجع الشيعي الإيراني الأصل علي السيستاني وكول بريمر بتنسيق مع النظام الإيراني وبمباركة منه طبعا.
وإذا كان النظام الإيراني لا يقبل بالمقاومة إلا حين تكون مقاومة ذات طبيعة وصفة طائفية شيعية أو قريبة منه، فإن قبوله بالمقاومة الإسلامية خاصة من مثل حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” والجهاد الإسلامي ومساندته لهما واعتزام احتضانهما ودعمهما له، أبعاد أخرى في إطار المشروع الإيراني الذي ليست مكونات الحركة الإسلامية السنية بالمنطقة في الحقيقة من مكوناته، إلا أن مقتضيات المرحلة تقتضي منه ذلك. ولذلك كانت علاقاته بالنظام الروسي على أساس المصالح المشتركة بعيدة كل البعد عن ما يحدث في الشيشان وداغستان، لأن مما يهم إيران أن لا تقوم أي دولة ذات نظام إسلامي سني في العالم. وهي التي حرصت كل الحرص على التعاون مع أمريكا ” الشيطان الأكبر ” على الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان الذي يقود مجاهدوه المقاومة ضد الإحتلال الغربي الأمريكي لها، والذين يمكن أن تكون لهم وتنظيم القاعدة علاقة ما مع تنظيم جند الله السني في بلوشستان إيران. وفي نفس الوقت فإن من مصلحة إيران إيجاد توازن في كل مناطق الصراع الأمريكي الغربي الإسلامي السني الذي تقوده المقاومة الإسلامية السنية. وبذلك لا يستبعد أن تكون داعمة لوجستيا لبعض مكونات هذه المقاومة كحركة طالبان والحزب الإسلامي وحتى تنظيم القاعدة لإطالة عمر الصراع والإقتتال الذي ليست طرفا مباشرا فيه، ولما تجد فيه من ربح للوقت وهي بمنآى عن أي تهديد أو خطر جدي من أي تحالف أمريكي أوروبي صهيوني عسكري ضدها حتى الوصول بمشروعها النووي المدني والعسكري إلى بر الأمان.
لئن كانت المقاومة ذات الطبيعة الشيعية أو القريبة منها طائفيا، والأقليات الشيعية في الكثير من المواقع التي لإيران مصلحة في الإهتمام بها والتنسيق معها واجدة منها مساندا وداعما وحاضنا كما هو الحال في لبنان مع حزب الله وفي أفغانستان مع الأقلية الشيعية بمزار الشريف هناك، وكما في اليمن مع ظاهرة الحوثيين، وكما في البحرين حيث يعتقد أن هناك أغلبية شيعية محكومة بأقلية سنية، فإن المقاومة السنية الفاقدة للسند في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي السني كما في فلسطين وربما في أفغانستان، وهو التقسيم الذي فرضه السلوك الإيراني والخطاب الإيراني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وهي التي في حاجة ماسة إلى داعم ومساند ومساعد وحاضن لم تجد بدا من أن تقبل بعلاقة ما مع النظام الروسي المعادي للإسلام والمبيد للمسلمين في الشيشان وفي داغستان وفي كل دول القوقاز ذات الأغلبية المسلمة، مما يجعلها مضطرة لعدم الإهتمام بالسلوك الروسي ضد الإسلام والمسلمين هناك، وبعلاقة مع النظام الإيراني الذي يسوم المسلمين السنة والأقليات العرقية هناك أشد العذاب، ويسلط عليهم المظالم بعدم احترام خصوصياتهم وهضم جانبهم وانتزاع حقوقهم وتسليط العنصر الفارسي عليهم. وهو النظام الذي وإن كان من حقه حماية وحدته الوطنية والترابية والبشرية، إلا أنه ليس من حقه أن يضمن ذلك بالظلم والقهر والحيف، ولكنه وهو النظم الإسلامي كان عليه أن يضمن ذلك بالحق والعدل والمساواة، دون الإلتفات للسلوك الإيراني الظالم لهذه الأقليات هناك، والذي يبدو داعما وحاضنا لها في فلسطين تحديدا، ومساندا لها في حقها المشروع في الإستقلال والحرية وتقرير المصير. وهو النظام الذي يريد أن يجعل من بلاده دولة إقليمية قوية وقوة دولية، وهي غير القادرة على تحقيق وحدتها الوطنية وعلى تحقيق العدل والمساواة بين كل أبناء الوطن، وبين كل مكوناته من مختلف الأعراق والأديان والمعتقدات والطوائف.
في هذه الظروف وبهذه العلاقات وبهذه التناقضات، كان طبيعيا أن لا يجد القائد عبد الملك ريغي من البواكي له إلا القليل النادر ممن هم خارج هذا الوضع شديد التعقيد من العلاقات الدولية والإقليمية، والذي أصبح مفروضا فيه على المسلمين السنة في حركات المقاومة السياسية والعسكرية الكثير من الحرج، لعدم وجود حاضن أمين لها في النظام الإقليمي العربي الإسلامي السني، ولوجود هذا الحاضن الإيراني المغشوش المتعدد المعايير والأوجه، المتناقض في سلوكه في التعامل مع نفس الجهات ذات الطبيعة الواحدة بين من هم بالداخل ومن هم بالخارج. هذا النظام الذي لو لم يكن طائفيا مذهبيا عرقيا لكان أكثر قبولا، ولكان أكثر انسجاما مع المحيط العربي الإسلامي المقاوم كله. ولو لم يكن كذلك، وكان إسلاميا لما كان قائد جند الله موجودا ولما وجد تنظيم جند الله ولما وجدت المشكلة أصلا، ولما كان هذا الصراع والتدافع والإقتتال الداخلي الذي لا مصلحة فيه لأحد، ولوجد الكثير من البواكي لكل شهيد مسلم، ولكان كل المسلمين بواكي بعضهم لبعض، لأن الإقتتال سيكون بين من إذا قتل موتاهم يكونوا في النار، وإذا قتل موتانا يكونوا في الجنة، لأن الصراع سوف لا يكون إسلاميا إسلاميا ليكون القاتل والمقتول في النار لا قدر الله، ولكن سيكون إسلاميا غربيا صليبيا صهيونيا ليكون قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.  
كان على إيران أن تعيد، كما يفعل الكثير من المفكرين والباحثين فيها، النظر في سلوكها وعلاقاتها في المنطقة وفي العالم الإسلامي، وفي ثقافتها ومنظومتها الفقهية التكفيرية، وعلاقاتها الإنتهازية غير المبدئية مع كل مكونات حركة المقاومة، على غير أساس وتقسيم طائفي، وتمكين أصحاب الحقوق بالداخل الإيراني من حقوقهم لألا يكون لريغي من يبكيه حقا، ولرفع الحرج عمن من المفروض أنهم قد أصبحوا شركاء لها من مكونات المقاومة الفلسطينية خاصة، في معسكر الممانعة. وبذلك وحده تكون قيادة جند الله قيادة مدانة وأعمالها أعمالا مدانة. وبذلك وحده يكون قتلى جند الله في النار وقتلى النظام الإيراني في الجنة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن القائد عبد الملك ريغي سيكون بالرغم من قلة البواكي له قائدا تاريخيا، ويكون عند الله من الشهداء، وستكون اللعنة على من لم يبكه وعلى من لم يدع له، وعلى من لم يسانده ولم يؤيده ولم ينصره…                                                                                     بقلم: علي شرطاني  

تصحيح مقاصد المكلّف: النية أولاً (5/5)


الصحبي عتيق ❍ 
(6) سبل الارتقاء بالمقصد:

إن الإخلاص عند الفعل يتمّ أوّلا بتجاوز المحرّمات والإعراض عنها كليا، والكدّ والجدّ في الوفاء بالالتزامات والفروض، والنهوض بالرغائب والنوافل مثلما جاء فيما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تقدّست ذاته: “.. وما تقرّب عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته، ومازال عبدي يتقرّب إلى بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يَبطش بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه” (رواه البخاري). ومع كل هذا فإن النيّة الحسنة ليست هي النيّة التي تكتفي بتحذيرنا من المحرَّمات وإخضاع رغباتِنا لما هو مباح، إنّما هي أكثر اقتضاء، ويجب -فضلا عن ذلك- أن تتوفر لها اعتبارات أخلاقية إيجابيّة صالحة لتسويغ اختيارها للموضوع. وهكذا نجد أنّ كسب الإنسان عيشه، وأكله وارتداءه لباسا أنيقا، واستخدامه للرفاهية ومسامراته البريئة، كل ذلك وغيره من الأعمال المماثلة يصبح خاليا من أيّ معنى أخلاقي، ما دام هدفه الوحيد أن يتمتع متاعا حسنا بالحياة، حتى ولو لم يقع في الإفراط المعيب.. فلا بدّ من تدخُّل الأسباب الشرعية لسدّ النقص في التوجّه والمقصد.. فمثلا حين يحافظ الإنسان على بدنه من أجل أن يطيق بشجاعة تحمّل الواجبات التي كُلِّف بها، وحين يقصد بأحاديثه العادية المحضة أن يوثِّق صداقة نزيهة مع إخوانه، وحين يُمارس نشاطه في الميدان الاقتصادي فيتصوّر شيئا آخر غير مجرّد المتعة فهو يحتاج إلى النيّة في كل ذلك (محمد عبدالله دراز: دستور الأخلاق في القرآن) هذا وحتى خارج منطقة المباحات ونحن ندرك أن الأحكام شرعت لمصالح العباد على حدّ تعبير الشاطبي في الموافقات، فإنه لا يكفي توخي المصلحة التي شُرع العمل من أجلها، بل لا بدّ فيها من امتثال أمر الله وبيان ذلك: أن العمل، وهو وسيلة تنفيذ الحق بوجه عام إذا كان تعبديّا، أي يُقصد به امتثال أمر الله واجتناب نهيه، وهو حق الله فيه كما بينا، فإن المصلحة التي تقصد به تعبدية أيضا لأمرين:
الأول: لأنها من وضع الشارع الحكيم، وذلك آية حق الله في المصلحة.
والثاني: أنَّ المكلَّف إذا كان عليه أن يتوخَّى المصلحة التي قصدها الشرْعَ حتَّى يكون قصدُه في العمل موافقا لقصد الله في التشريع، فإن توخِّيه لمحض المصلحة ولذاتها لا يجعل عمله تعبديا كاملا لأنه لا يختلف عن ابتغاء أيّ إنسان لحظوظه المجرّدة في الحياة، فلا بدّ ليؤدي حقّ الله في عمله أن تتجه نيّته إلى امتثال أمر الله جل وعلا (فتحي الدريني: الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده)، يقول الإمام الشاطبي في هذا المعنى “فإن الذي يعلم أن هذا العمل شرع لمصلحة كذا، ثم عمل لذلك القصد، فقد عمل العمل قاصدا للمصلحة، غافلا عن امتثال الأمر فيها فيشبه مِنْ غَيْرِ ورود أمر، والعامل على هذا الوجه عادي: فيفوت قصد التعبّد” (الموافقات). (7) بين الحب والخوف والرجاء:
يقوم الإنسان بأداء الواجب والتزام الأخلاقية فيشعر بنوع من الإرضاء النفسي، إلا أن الضمير الأخلاقي يحذره من الركون إلى الذات والاستراحة وكذلك من سوء التقدير لأفعاله مما قد يؤهله إلى سوء المنقلب.. فلا ينفك شعور الرضا عن شعور الخوف من التقصير في حق الله، والأمن من مكره “فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ” (الأعراف- 99)، وإذ يقوم الإنسان بالوفاء بمتطلبات الإيمان فإنه سيلحظ البوْن ما بين السلوك وبين الإيمان المعياري فيتملكه شعور حادّ بالتقصير، إلا أنه لا يستطيع الخروج عن الطبيعة البشريّة غير الكاملة، ولا يستطيع غير مزيد البذل والعطاء والمجاهدة، وذلك بعد رجائه في الله الذي يزن بالعدل والكرم ممّا يستبعد عنه هواجس اليأس من رحمة الله “إنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون” (يوسف -87).
وهكذا يبقى الإنسان المؤمن بعيدا عن اليأس، وعن الأمن من مكر الله، متوازن النفس بكل من حافز الرجاء وحافز الخوف “يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه” (الزمر- 9).
ويبقى حبّ الله خير دافعٍ وباعثٍ ومحرِّكٍ للهمَمِ الكبار والتطلعات العظام “وَلَكِنَّ اللَّه حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ” (الحجرات-7)، ” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (المائدة- 54). ❍ كاتب وباحث من تونس  (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 18 جوان 2010)  


تعقيب علي الأخ منير السايبي :حول حصاد مسيرة النهضة


1- بمنطق الدّيمقراطية  السويسرية  أو الهولندية  التي إعتبرها الأخ منير نموذجا فإنّ قيادة الحركة ورغم أنّها  منتخبة  ومخوّلة  بحكم ذلك لتتّخذ  ماتشاء من قرارات ملزمة لأتباعها  فإن هذا التوكيل  لا يعني أنّها تملك “شيك علي بياض” لتتخذ قرارات  غير شرعية  أو بلغة القانون “غير دستورية ” أدخلت الحركة وأتباعها  في منزلق خطير وسبّبت كارثة  أكلت الأخضر واليابس فهناك إطار عامّ كان يجب علي قيادة الحركة أن تلتزم به عند إتخاذ أي قرار ولا تحيد عنه مهما كانت الظروف  هذا الإطار يحكمه البيان التأسيسي  والقانون الأساسي  الذين  يشكّلان “دستور” الحركة ومبادئ عامّة أخري كثيرة  مثل فقه الموازنات والأولويات ويلزم  ذلك القيادة بأن تمتنع عن إتخاذ أي قرار- مهما كانت الظروف – يتعارض مع هذه المرجعيات ” الدستورية ” التي تشكّل أعلي هرم السلّم الترتيبي  للقوانين المسيّرة للحركة  وبالرّجوع الي البيان التأسيسي  فإنّ هناك بند  أساسي واضح لا لبس فيه ينصّ علي : ” رفض العنف كأداة للتغيير وتركيز الصراع على أسس شورية تكون هي أسلوب الحسم في مجالات الفكر والثقافة والسياسة” وكان  قرار الصدام والمواجهة العنيفة  يتطلّب تغيير هذا البند  الأساسي  ولا يتمّ ذلك إلاّ بإجراء “إستفتاءعام ” وموافقة ما لا يقل عن ثلثي  أتباع الحركة  وهذا لم يحدث وبالتالي فإنّ جرّ قيادة الحركة  أتباعها إلي الصدام سنة 1991  سواء كانت  هي المبادرة بفعل ذلك  أو كانت عبارة عن ردّة فعل  أمر غير مشروع وغير مبرّر  بكل المقاييس وقد حاول الأخ منير إنكار اي مسوؤلة للحركة في ما حدث  ولا أعرف هل أنّه اصبح ملكيّا أكثر من الملك؟؟  وماذا يسمّي خطط الحركة  المسمّات  “خطط الإستعصاء ” و” فرض الحرّيات ” وما إلي ذلك  والتي ورد ذكرها فيما سمّي بمراجعات الحركة   والتي نورد منها  المقتطفات التالية : ” كان انتقال موقف السلطة ( )عاملا رئيسا في تصلّب موقف الحركة ونزوعها الى العمل السرّي والتخطيط لـ ” استجماع  شروط الإستعصاء” وهي خطّة دفاعية قصد منها أن تستعصي الحركة على الإستئصال، بتوفير أسباب المناعة الداخليّة والتحصين الخارجي حتّى لا  تقصمها الضربـــــة ”  “ولكن أمام اتساع الأحداث وتفاعلها ( ) أخذت الخطّة طابعا  ايجابيا هجوميّا واستبدل شعار الأستعصاء بشعار جديد هو “استجماع الشروط من أجل فرض الحريات” باعتبار أن الحريّة لم  يعد بالإمكان طلبها بل بات من الضروري فرضها وافتكاكها عبر كلّ وسائل النضال المدني والتعبئة الجماهريّة.”   “بلغ النتاقض بين الطرفين نقطة اللاعودة، وأخذت الاستراتيجيات المتقابلة طابع الصدام والتنافي بدل الوفاق والتصالح، وارتفعت درجة الإستقطاب بين مشروع السلطة وعنوانه “الإستئصال” ومشروع الحركة وعنوانه ” فرض الحريات” من أجل تغيير موازين القوى لصالح المجتمع وكسر شوكة الدولة المتغوّلة.” 2-كان حريّا بقيادة تحترم نفسها وتحترم أتباعها  وتحترم مؤسّسات  الحركة أن تبادر مباشرة بعد حدوث الكارثة  وإدخالها الحركة وأتباعها في نفق مظلم أن تبادر الي  الإستقالة الجماعية  لكل القيادات التي كانت في موقع  المسؤولية  وتملك سلطة  التخطيط أو إتخاذ القرار أو الموافقة عليه  وتضع نفسها تحت تصرّف   لجنة مستقلّة ونزيهة  للتقييم وتقصّي الحقائق  ثمّ المسائلة والمحاسبة  التي تتوج بعزل كل من كان مسؤولا عن حدوث تلك الكارثة  من أي مناصب قيادية  وإلزامهم بالإمتناع عن الإدلاء بأي تصريحات  او مقابلات  بإسم الحركة  ولكنّ شئ من ذلك لم يحدث 3- قام الأخ منير  بتأويل مشوّه  لأوجه  المقارنة التي ذكرتها بين  ما آل إليه  حال النهضة بعد ثلاثة عقود من تأسيسها  وبين ما أل إليه حال منظّمة التحرير الفلسطينية  من ضعف  وتقزّم وتخلّي عن برنامج شامل وواعد  والأخ منير يتحمّل وحده مسوؤلية ذلك التأويل والتشويه 4- بخصوص تعطيل سنّة التداول علي المسؤولية  داخل الحركة  و”تأبيد القيادة ” فلا أعرف ماذا يسمّي الأخ منير  مثلا  تقلّد الرئيس الحالي للحركة الشيخ راشد  لهذا المنصب لمدّة  35 سنة متواصلة (بإستثناء فترات قصيرة تخلّلت ذلك المسار لظروف قاهرة كان مجموعها 5 سنوات تقلّد فيها آخرون هذا المنصب ) فإذا ما أضفنا إليها الدورتين اللّتين ذكرهما الأخ منير  تصير  45 سنة ؟؟؟ وربّما بعد ذلك تكون الشرعية التاريخية  والحاجات الإستراتجية (كما بشّر بذلك  الأخ سيّد فرجاني ) وغياب أي شخصية كارزماتية  أسباب مقنعة ليتواصل هذا المسار الي ما لا نهاية 5- بالنسبة  للتجاوزات والأمراض التي نخرت جسم الحركة  ومازالت تنخره  فهي لا تعدّ ولا تحصي وأعتقد أن فتح باب المحاسبة الشاملة هو وحده الكفيل بالكشف عن تلك التجاوزات  ومحاسبة مرتكبيها  وأعطي مثال واحد فقط هو شهادة الأخ فتحي العابد من أيطاليا  المنشورة علي كثير من مواقع النات  بعنوان ” من يوقف تسلّط قيادة حركة النهضة في إيطاليا ”  ويمكن الرجوع الي هذة الشهادة علي الروابط التالية : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=4511 أو http://www.diwanalarab.com/spip.php?article21732 6- بالإرتكاز علي قيم الدّيمقراطية   التّي أكّد عليها الأخ منير  فإنّ شرعية  قيادة الحركة طيلة العشرين سنة الفارطة  كانت  محل شكوك  نظرا لهروب هذة القيادة من المحاسبة  والمساءلة  عن خيارها الكارثي  الذي أدخل الحركة   في نفق مظلم  وبدّدت آمال  أتباعها في بناء مشروع إصلاحي  بالتدرّج  وتذرّعها بذرائع واهية  لتجنّب حدوث ذلك  فمرّة تتذرّع بأنّ جزأ من القيادة كان في السجن وهو ما كان سيقود اي  تقييم حقيقي أو مساءلة الي طريق مسدود  وهاهى الآن كل قيادات الحركة وأتباعها خارج السجن ولم نسمع اي حديث عن أي مساءلة أو محاسبة ؟؟ ومرّة أخري تتذرّع بأن الظروف الإستثنائية  التي تمرّ بها  الحركة  تحول دون حدوث ايّ مساءلة  ولا نعرف الي متي ستتواصل هذه الظروف الإستثنائية ؟؟؟ كما أن كل هذه الهياكل الموجودة بالخارج  والمسمّات “مؤسسات الحركة  وقيادتها “هي منبثقة عن قاعدة إنتخابية  بالخارج فقط  لايتجاوز عددها 500 شخص  علي أقصي تقدير إذا إستثنينا منها  عدد المستقيلين علنا  أوبطريقة  صامتة  وإذا قدّرنا أتباع الحركة في تونس بعدد لا يقلّ عن 25000 شخص   فإن كل مؤسّسات الحركة  وقيادتها بالخارج  منبثقة  عن قاعدة إنتخابية  لا تتجاوز 2%  وأي إنتخابات شرعية  في العالم يجب أن لا تنزل نسبة المشاركة فيها عن 51%   ,علي أن تأخذ مع ذلك  أي قيادة تفوز بالاغلبية النسبية  مطالب  المعارضة بعين الإعتبار فما بالك إذا كانت هذة القيادة منبثقة  عن نسبة ضئيلة  لا تتجوز 1,5% من قاعدتها الإنتخابية  ويصرّ الأخ منير علي أن أي إعتراض علي نهج المكابرة  والهروب الي  الأمام   الذي إنتهجته هذه القيادة منذ 1991 والي غاية اليوم   دون أن تحقّق اي نتيجة تذكر  غير مزيدا من المعانات  لضحايا نكبة العشريتين  “تفلّت “عن المؤسّسات  ؟؟ 7-بالنسبة  لحالة الاستقالة  العامة   التي تسود الحركة منذ  1991  وتضاعفها في السنوات الأخيرة  لتتوّج  بإستقالة عدد كبير من القيادات من” الحجم الثقيل ” فأن الأخ منير قد أشار الي إستقالة عدد من القيادات   لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة  وهو يقصد الإستقالة المكتوبة  العلنية  ويتجاهل أو يتناسي  حالة الإستقالة العامّة الصامتة  والتي  عبّر عنّها البعض بالقول إنّه” لا يقوم بأي نشاط  في الحركة رغم أنّه لا زال منتميا  لها !!”  ولا أعرف أين يمكن أن يصنّف أسماء مئات أتباع الحركة  الممضين علي بيانات  الأخ لزهر عبعاب ؟؟ ولا أعرف أين يمكن أن يصنّف أسماء لائحة طويلة من القيادات البارزة   ونذكرمنها علي سبيل الذكر لا الحصر السادة : الشيخ عبد الفتاح مورو –بن عيسي الدمني – الفاضل البلدي – صالح كركر- عمر النمري – الهاشمي الحامدي – لزهر عبعاب – محمّد النوري –د.عبد المجيد النجّار –عبد المجيد الميلي  – حبيب المكني –عبد الحميد حمدي –د خالد الطراولي – د.سليم من حميدان – نور الدّين ختروشي –مرسل الكسيبي –عبد السلام  بوشدّاخ –محمّد العماري –مصطفي الونيسي –خميس الماجري ,,,,, والقائمة تطول ؟؟؟ 8-بالنسبة  للتعامل مع السلطة لم أذكر لا مربّعات بيض  ولا مربعات سود  وما إعتبره الأخ منير “قشور” أعتبره أنا  إجراءات إيجابية  كان يمكن أن يبني عليها  لتمتين  العلاقة مع السلطة وبقية  مكوّنات الطيف السياسي دفعا لحالة الإحتقان والتوجّس  ولكنّ قيادة الحركة هي التي إغترّت  بالوضع في الجزائر  رغم أن ّ  الجبهة الإسلامية  لا تلتقي مع حركة النهضة في الكثير من الأشياء إن لم نقل في كل شئ  حتّي أن اعدادا من التيّارات  التشدّدة  داخل الجبهة دعتبر   أتباع النهضة التونسية  ” مارقين عن الدّين ” كما أن ّ السلطة في تونس مثل أي سلطة دولة عالم ثالث  لها إيجابيات ولها سلبيات  وموقفي من التعامل مع هذا الوضع لخّصه الدكتور عبد المجيد االنجّار أخيرا بعد عودته الي أرض الوطن  بقوله : أرى أنه ينبغي تقييم الوضع تقييما موضوعيا فتسجل الإنجازات والإيجابيات التي لا تخطئها العين في مجالات مختلفة  ليقع البناء عليها، كما تسجل أيضا النواقص والسلبيات في المجالات المختلفة ليقع التعاون على معالجتها والتصدي لها بالأساليب الناجعة، أما المنهج الذي لا يرى في تونس إلا المربعات السوداء، وذلك الذي لا يرى فيها إلا المربعات البيضاء فهو كما أراه منهج مغلوط لا ينفع شيئا وأضاف الدكتور  النّجار  “لقد عدت إلى تونس برؤية أن نطوي صفحة الماضي ونلتفت إلى المستقبل بمنهج الحوار والمصالحة والوفاق بين جميع الفرقاء من المكونات السياسية وعلى رأسها السلطة الحاكمة من أجل أن يتعاون الجميع لمواجهة التحديات المطروحة على البلاد، لأن مسار المشاكسات والمصادمات تبين أنه لا يجدي، والذي تتحقق به المصلحة الوطنية هو الحوار بين جميع الأطراف لحل المشاكل العالقة والتعاون على خدمة القضايا الوطنية” كما أنّني أري أنّه لا يمكن أن يدّعي البطولة من تمتّرس خلف البحار  في عواصم أوروبا الحصينة  لندن  وباريس وبون  وكوبنهاغن وغيرها يمتهن حرفة سب ولعن وتهديد  ووعيد السلطة  صباحا مساءا  ليدفع فاتورة تنفيس غرائزه  ضحايا نكبة  العشريتين  مزيدا من المعانات  والتضييق  ولا أعتقد أنّه من المروءة  أن يجلس البعض خلف حواسيبهم يحبّرون  نثرا وشعرا ما يعتبرونه “جهادا ” ومقارعة  للسلطة ”  وهم يحتسون أفخم أنوع الشاي والقهوة  ويأكلون كلّ يوم ما لذّ وطاب من مختلف أنوع الفواكه  واللّحوم ويفترشون أفخم الأرائك  لتمطر سحب ” جهادهم ” مزيدا من المعانات لإخوانهم المسحوقين أصلا داخل  البلاد 9- كان حريّا بمن كان في موقع المسؤولية إبّان المواجهة و الصدام أن يكون أحرص النّاس  علي التعجيل بطيّ صفحة الماضي  وإعادة إدماج وتطبيع أوضاع الآلاف من أتباع الحركة والمتعاطفيين معها  وأسرهم من الذين لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل في ما حصل  ولكنّ قيادة الحركة سعت علي العكس من ذلك إلي الإتفاف على التوجّه  العام لأغلب أتباع الحركة في الداخل والخارج    بتعجيل  فك حالة الإشتباك   والتخلّي عن نهج الممانعة والمكابرة  التي لم ينتج عنه بعد أكثر من عقدين من الزمن   اي شئ بل علي العكس من ذلك سعت قيادة الحركة الي تقزيم كل المبادرات  والجهود المخلصة الفردية والجماعية  سواء بالتشكيك في جدواها و الحطّ من قيمتها  أو الإصرار علي انه لا طائل من  ورائها  أو إثارة الشكوك حول صدقية وإخلاص أصحابها أو تصعيد نبرة السب والقدح  والتهديد والوعيد للسلطة  لإجهاض اي نتائج مرجوة من مثل تلك المبادرات  وعلي سبيل المثال أجهضت قيادة الحركة سنة 1998 مبادرة د الهاشمي الحامدي  (علي تواضعها )- التي تمّ بموجبها تسوية العديد من الملفّات  بطريقة سلسة  –لتقبل بعد 12 سنة ممّا تعتبره “جهاد”و”مقارعة للسلطة “و “فرض للحرّيات “بما هو أقل من ذلك بكثير  حيث عجّل  تهاطل المئات من أتباعها في الخارج علي التمثيليات القنصلية التونسية  لتسوية أوضاعهم  بطريقة فردية دون العودة إليها    عجّل ذلك بقبول قيادة الحركة  “مرغمة”  هذا الخيار الذي كان في عرفها قبل 12 سنة خيانة  وجريمة  تستوجب  أقل شئ محاصرة ومقاطعة كل من إتخذ هذا  الخيار 10- أعتقد أن الكرة مازالت في ملعب الحركة  حتّي تتخذ ما يلزم  من إجراءات عملية للتهدئة   وتتلخّص هذه الإجراءات في : الكف عن حملات التشهير  والشتم والتهديد والوعيد التي لا طائل من وراءها –إلزام رئيس الحركة وقيادتها و أتباعها بخط إعلامي متزن يتجنّب التصعيد  والنقد الهدّام  والمنطق  الإستفزازي – إعتراف  صريح وواضح لا لبس فيه من قيادة الحركة عن مسؤوليتها عن القرار  الكارثي للمواجهة  وتعهّدها بكل وضوح بعدم الإنجرار مرّة اخري لمثل  تلك الخطط والتوجّهات – إفساح الفرصة لمن هم أهل للحوار  لتصدّر عمليّة المصالحة  والإنفراج –إدراك انّ الحركة في وضع  ضعيف  والتخلّي عن المطالب الخيالية والتفكير فقط في رفع معانات النّاس وتطبيع أوضاعهم 11- أعتقد أن اي حديث عن تعافي الجسم في الداخل   يعتبر جريمة بحق عشرات الآلاف ممّن سحقتهم  الأزمة  في الدّاخل وتحريض غير مباشر (ولو عن غير قصد) حتّي  يتمّ تضيّق الخناق عليهم  وتضاعف معاناتهم  وهذه ” العافية ” لن تكون إلاّ “نارا” تضاعف جراح هؤلاء الابرياء  وكان الأولي السعي الجادّ لإعادة العافية لهؤلاء الأبرياء  وترميم أوضاعهم  وليس تركهم في مثل تلك الأوضاع  لترميم اليافطات  والعنوان والكيانات  فالأولي هذا الإنسان الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات  وسخّر له الأرض والبحر  وجعله مستخلفا في هذا الكون   منصف سليمي  هولندا                    


أكد أنها ليست مادة للاستخدام السياسي أبو مرزوق: المصالحة أولوية حقيقية لـ”حماس”

 


دمشق – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن المصالحة الفلسطينية بالنسبة لحركة “حماس” تشكّل أولوية حقيقية، متهماً حركة “فتح” ورئيسها محمود عباس باستخدام المصالحة كمادة سياسية هدفت لإخراج الكيان الصهيوني من مأزقه. وقال أبو مرزوق، في تصريح خاص أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “المصالحة بالنسبة لنا تشكّل أولوية فلسطينية حقيقية، وننظر إليها أنها ليست مادة للاستخدام السياسي”، لافتاً النظر إلى أنه في الفترة الأخيرة “استُخدم موضوع المصالحة استخداماً سياسياً لتجاوز الضغوط على “إسرائيل”، فيما يتعلق بتداعيات سفن أسطول الحرية، حيث أصبح العالم كله يتحدث عن كسر الحصار عن قطاع غزة وإنهاء هذا السجن الكبير لمليون فلسطيني ولم يُستثن من ذلك أحد في الحديث عن موضوع كسر الحصار”.  
وأضاف يقول: “هناك من طرح المصالحة في هذه الفترة بالذات ليتم تجاوز الضغوط ومساعدة “إسرائيل” في تخفيف الضغوط عليها المتعلقة بكسر الحصار، البعض ممن طرح هذا الموضوع بحسن نية، وهناك من طرحه بسوء نية لهذا الغرض”، مشيراً إلى أن “كسر الحصار كان المفترض أن يكون الموضوع الأساس الذي تتداعى له كل الجهود للتضافر معه لإنهاء كل أشكال الاحتلال الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أما وقد طرحت المصالحة، فلا يستطيع أن يتحدث أحد بعكس ذلك أو أن يتجاوز قضية المصالحة، وبالتالي تعاملنا معها على الرغم من معرفتنا بأنه طرحت في هذا الوقت من أجل تجاوز ذلك السبب الذي ذكرته آنفاً”.
مواقف البعض تعثّر المصالحة
وأكد أبو مرزوق عدم معارضة حركة “حماس” عقد لقاءات بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة “فتح”، ليعالجوا كل الملاحظات المتعلقة بالورقة المصرية، ومحاولة الخروج بموقف فلسطيني موحد يكون مع الورقة المصرية القاعدة التي يتم الرجوع إليها عند تطبيق هذا الاتفاق”. وتابع: “وفي ظل هذا الموقف، تحركت بعض الجهود، ولكن في النهاية تبين أنه لا سبيل أمام استمرار هذه الجهود على هذه القاعدة، وطالبنا ما هو ميسر، بأن ترعى الجامعة العربية أو جمهورية مصر العربية تجاوز الاحتقان الذي تسبب به موضوع الورقة المصرية”، مشيراً إلى أن “الجميع يتعاون من أجل الانطلاق نحو المصالحة الفلسطينية، ولكن الغالب في هذا الوقت أن تتعثر الجهود من جديد بسبب مواقف بعض الأطراف، حيث لا ترى في هذا العالم سوى الورقة المصرية”.
تغليب مصلحة الشعب
وأكد أبو مرزوق أن حركة “حماس” في تحركها باتجاه المصالحة تسعى إلى “تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني، والقاعدة الأساسية التي بنيت عليها كل جولات الحوار هي تحقيق المشاركة للجميع، والمشاركة لا تعني استئثار طرف ونبذ الآخر، في حين أن أي مصالحة قائمة على أساس من العوج لا يمكن أن تصل إلى نتيجة”.
وقال: “نحن نعتقد أن أي اتفاقية صالحة للعيش والتطبيق يجب أن تكون مبنية على قاعدة المشاركة والوفاق، وهذا ما ندعو إليه بأن تكون المصالحة على قاعدة الوفاق الوطني والمشاركة لكل الفلسطينيين في رسم المستقبل الفلسطيني، وعدم استئثاره بأي جهة كانت، ومن هنا نقول إن هذا ما نسعى إليه دائماً لأن فيه ضماناً للحقوق الفلسطينية والمستقبل الفلسطيني”.
مصر .. ورعاية المصالحة
وفيما يتعلق بالدور المصري لإتمام المصالحة؛ قال القيادي الفلسطيني: “إن مصر راعية للمصالحة الفلسطينية، والراعي يعمل على هدف واضح، لأنه يجمع الأطراف من أجل التوصل إلى صيغة توافقية، ومن الواضح أن الموقف الأخير الذي تحدث عنه وزير الخارجية المصري (أحمد أبو الغيط المتعلق برفض إجراء أي تعديل على ورقة المصالحة المصرية) من الصعب التعامل معه، وعلى الراعي أن يسعى لتحقيق الهدف”.  
وأضاف أبو مرزوق “نحن لا زلنا نرحب بالرعاية المصرية، فهي أكبر دولة عربية وهناك جغرافيا حاكمة لا يستطيع أحد أن يتجاوزها، وهناك شبه إجماع عربي بتقديم مصر في هذه القضية، ونحن نتعامل معها من هذا الباب، وبالتالي كان لمصر الدور الفاعل في القضية الفلسطينية، ونحن لا ننكر على مصر قيامها بهذا الدور، بل نشجعها عليه، ولكن نريد من مصر أن تأخذ في الاعتبار برعايتها الواقع والانتخابات والحقوق والرغبة الفلسطينية بالمقاومة وانتزاع الحقوق، بمعنى أنه لا يوجد هناك برنامج واحد مطروح ألا وهو (برنامج التسوية)، بل إذا أردنا التحدث بموضوعية نجد ن البرنامج المطروح الآن هو برنامج المقاومة، لا يكفي أن يبقى الموقف المصري من برنامج المقاومة على ما هو عليه، يجب أن تكون الرعاية المصرية لكافة الأطراف والبرامج بنفس السوية”. 
الدور التركي في المصالحة
وفيما يتعلق بدور تركي في إنجاح المصالحة الفلسطينية؛ أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” أنه “لا جديد”، وقال: “بلا شك أن دور تركيا في أسطول الحرية وحديث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، جعل تركيا مركزاً للأحداث في الموضوع الفلسطيني، وهذه إضافة إيجابية للغاية في القضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أن “الدور التركي مرحب به، وأي ملفات سيعمل بها مرحب به أيضاً، لكننا لسنا الطرف الوحيد الفاعل في هذه المسائل، فهناك محمود عباس والإخوة في مصر، فعلى الجميع أن يكون موقفهم يخدم القضية الكلية وهي تحقيق المصالحة الفلسطينية والسعي نحو تحرير أرضنا ومقدساتنا”.
(المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام (غزة-فلسطين)بتاريخ 20جوان 2010)

حان وقت استبدال الأمين!


علي الظفيري لم يكن الأمين العام للجامعة العربية أمينا في توليه المهمة، كان مكتبه على طول الخط مجرد ملحق بالخارجية المصرية، بل وزير ظلٍّ لها في مقر الجامعة، وإن كانت حركة حماس اضطُرت للتعاطي بشكل دبلوماسي مع زيارته الباردة إلى القطاع، فإن الشعب المحاصر في غزة لم يكن كذلك، إذ حمل لوحة تقول للزائر غير المرغوب فيه: دمنا جفّ! لقد جئت متأخرا، وأظن أن الشعب الفلسطيني في غزة بالغ كثيرا في تقدير عمرو موسى، كان مقبولا جدا لو تعاملوا بطريقة أخرى! من حق عمرو موسى أن يكون وطنياً مصرياً (بالتعريف الرسمي للوطنية)، لكن ليس له الحق في الخلط بين التزامه بالسياسة الخارجية المصرية التي كان وزيرا لخارجيتها، وبين كونه أمينا عاما للجامعة العربية، فالموقع الذي يتبوؤه يتطلب خدمة الدول العربية جميعا، وبشكل أخص الدفاع عن القضايا الرئيسية للأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وهذا ما لم يفعله الأمين طوال توليه منصبه، بل كان منحازا وبشكل سافر لمواقف مقابل مواقف أخرى. ماذا يعني أن يزور الأمين العام لجامعة الدول العربية غزة بعد ثلاثة أعوام من حصارها؟ وأن يفعل ذلك بعد أن زارها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مرتين: مطلع 2009، وفي مارس من العام الحالي، وبعد أن زارها وفد من مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السيناتور جون كيري، وزارها المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يرافقه وزير خارجية النرويج يوناس غار شتور، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وبعد أن فعلت ذلك وفود من البرلمان الاسكتلندي ومن البرلمان الأوروبي ضم 56 نائبا ووزيرا يمثلون 12 دولة، ووزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن، ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون التي تراجعت إسرائيل عن منعها من هذه الزيارة عن طريق المعابر الإسرائيلية، ووفد حكومي من جنوب إفريقيا يرأسه إبراهيم إبراهيم نائب وزير خارجية جنوب إفريقيا، ومئات من الناشطين الدوليين والعرب! لماذا الآن تحديدا؟ تكشف الزيارة -سيئة الذكر- للأمين العام عن وجهين قبيحين للدور الذي تلعبه الأمانة في الجامعة، الأول: امتناعها طوال تلك الأعوام عن زيارة القطاع المحاصر، وهذا موقف له دلالاته السياسية، ولم يكن أحد يطلب شيئا غير الزيارة والتعاطف والإعلان عن سوء الأوضاع في غزة، فقط لا غير، كما فعل الزائرون من كل مكان، ودون أن يتورط في موقف داعم لطرف فلسطيني مقابل آخر، كان بإمكانه الاطلاع على الأوضاع والحديث عن سوئها دون لقاء المسؤولين في الحكومة، حتى لا يُقال إن الانقسام الفلسطيني كان حائلا أمام الزيارة، وأن يفعل مثلما كان يفعل في لبنان إبان الخلافات، يزور الجميع بشكل دوري، حتى خشي البعض من إقامة الأمين في بيروت لكثرة زياراته لها! وإن كان في الامتناع عن الزيارة لأعوام خطأ لا يغتفر، فإن الزيارة الآن خطيئة بكل معنى الكلمة، لقد أطبقت إسرائيل ومصر والرباعية الدولية الحصار على غزة طوال الأعوام الماضية، ولكن هذا الأمر انتهى الآن، ليس بمعنى أن الرغبة في الحصار انتهت، لكن قدرة الحصار الطويلة -وقد تضمنت حربا كبرى على القطاع- لم تفلح في تحقيق الهدف المنشود: خنق المقاومة وإفشال حكم حماس وتهيئة أرضية وأوضاع جديدة للتسوية، ومصر تحديدا قامت بأقصى ما يمكن لها القيام به في الحصار والحرب والجدار، ضحى النظام المصري بكل شيء من أجل هذا الهدف لكنه لم يتحقق، وهنا يتدخل الأمين العام ويزور مخيم الشاطئ ويعاود الحديث عن المصالحة ووجوب رفع الحصار! أقل ما يقال الآن إن على الأمين العام الاستقالة من منصبه، والحديث عن آخر من بلد عربي غير مصر لشغل هذا المنصب، ليس تقليلا من أحد، ولكن لأن النظام المصري الحاكم لا يريد لبلاده الدور المفترض بها القيام به، بل اختطّ لنفسه مسارا آخرا ملحقا بسياسات لا تتفق مع موقع مصر وأهميتها، وإلى حين حَسْم المصريين أزمتهم الداخلية، يكون من الواجب تولي الأمانة من قبل بلد محايد، وتبدو الجزائر مرشحة جيدة للعب هذا الدور!
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2010)  

تآمر دبلوماسي علنيّ لمنع فكّ الحصار عن غزّة

بلال الحسن إلى أين تمضي الحملة العالمية الداعية إلى فكّ الحصار عن غزّة؟
لقد مثّل «أسطول الحرّية» حالة نضالية سلمية من أجل فكّ الحصار، وأدّى الهجوم “الإسرائيلي” على الأسطول إلى بروز حملة عالمية ضدّ “إسرائيل”، يعترف بها “الإسرائيليون”، من دون أن يدرك بعض القادة الفلسطينيين وبعض القادة العرب، مغزاها السياسي العميق. وحده شيمعون بيريس رئيس دولة “إسرائيل”، يدرك هذا المغزى ويعلن أن مستقبل “إسرائيل” في خطر، وتسنده في ذلك عشرات المقالات في الصحف “الإسرائيلية” تتحدث عن الشيء نفسه. ولكن ما إن هدأت الحالة النضالية السلمية التي فجّرها «أسطول الحرّية»، حتى هدأ الحراك النضالي، وانفتح المجال أمام العمل الدبلوماسي الدولي، وهنا تقدّمت القوى الدولية الفاعلة، والإدارة الأميركية في مقدّمتها، إلى طرح دبلوماسية جديدة للتعامل مع الحصار، يمكن أن نقول إنها تقوم على المبادئ التالية:  
أولاً: تخفيف الحصار الغذائي والبنائي (الإسمنت) على غزّة، والإبقاء على الحصار البحري، بحجّة منع وصول السلاح إلى القطاع.
ثانياً: التأكيد على موضوع المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وضرورة إقدام حماس على توقيع ورقة المصالحة المصرية، على أن تبحث اعتراضاتها بعد التوقيع، و«بالتوافق»، الأمر الذي يعني إعلان هزيمة حماس في غزّة أمام زحف السلطة الفلسطينية.
ثالثاً: العودة إلى اتفاق عام 2005 الخاص بفتح معبر رفح، وهو الاتفاق الذي أنجزه محمد دحلان في حينه، والذي ينصّ على وجود أمن السلطة الفلسطينية في المعبر، ووجود مراقبة أوروبية مباشرة، ووجود مراقبة “إسرائيلية” عبر الكاميرات.
وخلاصة هذه النقاط الثلاث، أنها تعني التخلّي عن فكرتي: المشاركة في السلطة، والاتفاق على الخطّ السياسي النضالي في مواجهة الاحتلال، وقبول ما كان سائداً في السابق، أي سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزّة، وإلغاء مبدأ مواجهة الاحتلال “الإسرائيلي”، على غرار ما هو معتمد في رام الله.
وخلاصة هذه النقاط الثلاث أيضاً، إعلان فشل حملة الأسطول البحري، وإعلان فشل الضغط التركي على “إسرائيل”، وإعلان التخلّي الفلسطيني عن مطالبة أحرار العالم برفع الحصار الكامل عن غزّة، حتى بعد أن قدّموا أرواحهم ثمناً لذلك.
وتؤيّد هذه السياسة خمسة أطراف هي: واشنطن، واللجنة الرباعية الدولية ممثّلة بتوني بلير، و”إسرائيل”، ومصر، والسلطة الفلسطينية، وهي تتعاون فيما بينها لتخفيف حدّة الحصار على غزّة، ومنع حركة حماس من الاستفادة من حالة الإنهاء الكامل للحصار، وتحويل الانتصار السياسي إلى صالح السلطة الفلسطينية ومخطّطها.
وأمام هذه الصورة لا بدّ من القول، إن حصار غزّة هو حصار مفروض على الشعب الفلسطيني، على مليون ونصف مليون نسمة، وليس مفروضاً، كما يجري القول، على حركة حماس. إن حركة حماس تتأذّى من الحصار من دون شكّ، ولكن ذلك يحدث كنتيجة، وليس هو الموضوع الأساسي. وما يجري فعلياً هو تجويع الناس، وتركهم في العراء سنوات، من أجل ضرب فكرة حقّ المقاومة المسلّحة للاحتلال، وبحيث ينصاع الجميع لقبول المخطّط الأميركي-“الإسرائيلي”.
ولذلك، وبناءً على هذه الصورة الموجزة، التي يمكن تدعيمها بعشرات الاستشهادات من المواقف “الإسرائيلية” المعلنة، ومن التصريحات الفلسطينية والعربية التي تقال في الغرف المغلقة، ثم يجري نفيها بتصريح صحافي، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال. بناءً على هذه الصورة، يصح ّالقول بأنه لا يمكن مواجهة هذا المخطّط الدبلوماسي إلا بسفن بحرية جديدة، تحيي المعركة مع الخصم الأساسي الذي هو “إسرائيل”، وتعرّي الموقف السياسي الأميركي الداعم لـ”إسرائيل”.
 
وهناك عمل دؤوب يجري الآن من أجل إرسال سفن بحرية جديدة إلى غزّة، ولكن “إسرائيل” تتنبّه إلى خطورة استمرار هذا العمل، وبدأت بمواجهته من خلال اتصالات تجريها حالياً مع دول أوروبية، طالبة منها ألا تسمح لمواطنيها بالانضمام إلى السفن الجديدة التي يجري إعدادها. وتعرف “إسرائيل” هنا أنها لن تستطيع تكرار تجربة الهجوم التي حصلت مع «أسطول الحرّية»، رغم أن نتنياهو يواصل إطلاق تصريحاته العنترية المؤكّدة على أن المواجهات ستستمر. والغريب هنا أن الأطراف الأساسية المتعاملة مع الوضع كلّه، تواجه مواقف سياسية متعنّتة تضرّ حتى بحلفائها، ولا تسهّل المضيّ بحلّ رفع الحصار الجزئي، إلا إذا حصلت تغيّرات أساسية في المواقف. وتدور حول هذه النقطة حوارات “إسرائيلية” صاخبة وصعبة (على حكومة نتنياهو)، وخلاصتها كما يلي:
أولاً: ضرورة أن يقدم نتنياهو على حلّ التحالف السياسي القائم حالياً داخل حكومته، والإقدام على بناء تحالف سياسي جديد، يقوم على مشاركة حزب «كديما» في الحكومة، وهو أمر ليس سهلاً على نتنياهو، لأنه يعني ضرورة بناء دبلوماسية جديدة تجاه أميركا وتجاه الفلسطينيين، عنوانها التنفيذي إقالة وزير الخارجية الحالي أفيغدور ليبرمان، ونبذ سياسته العنصرية.
ثانياً: يتولّى التحالف الجديد بلورة خطّة سياسية تفاوضية مع الفلسطينيين، تلتقي مع مطالب الرئيس أوباما، وتفتح طريق الانتقال بالمفاوضات من مفاوضات غير مباشرة إلى مباشرة، يظهر معها (ولو شكلاً) أن سياسة أوباما في موضوع التسوية، تسير في طريق النجاح. ويتولّى شيمعون بيريس داخل “إسرائيل”، إجراء اتصالات ومفاوضات غير علنية، مع الأطراف السياسية المختلفة، للوصول إلى هذا التحالف الجديد.
الطرف الفلسطيني (السلطة) هو الطرف الثاني في هذه المعادلة، وهو رغم موقفه المترجرج، يواجه تحدّياً من نتنياهو نفسه. فالمفاوض الفلسطيني يطلب موقفاً “إسرائيلياً” محدّداً من قضيتي الحدود والأمن، من أجل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. ولكن نتنياهو يرفض تحديد موقفه من هذه القضايا حتى الآن. وبدلاً من ذلك يقوم بخرق اتفاقه مع أوباما حول تجميد الاستيطان بشكل غير معلن رسمياً، فيعلن فور بدء مطالبته بوضع خطّة سياسية جديدة، عن مشروع استيطاني جديد وضخم في منطقة القدس (1600 وحدة سكنية). ويشكّل هذا الموضوع تحدّياً لواشنطن، وتحدّياً للسلطة الفلسطينية في الوقت نفسه، ويضع الرئيس محمود عباس أمام وضع صعب، إذ يقدم على التحالف دولياً وعربياً ضدّ حماس، بينما يفشل مخططه التفاوضي من جديد.
ولا يوجد مخرج من هذا الوضع المتناقض والمعقّد، من خلال سياسة ترك الأمور بأيدي القائمين عليها الآن، إذ لا بدّ من موقف سياسي عربي جديد، يطرح موقفاً صارماً من أجل فكّ الحصار عن غزّة بالكامل، برّاً وبحراً، وهو أمر ممكن بقليل من المصارحة العربية الداخلية. ولا بدّ أيضاً من القول، وبجرأة، إن قضية المصالحة الفلسطينية، تحتاج إلى تأكيد مبدأ المشاركة بين الفائزين في الانتخابات الفلسطينية، والتخلّي نهائياً عن منهج غلبة طرف على آخر. ولا بدّ أيضاً من أن يقول العرب بصوت عال إن من حقّ الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال، ثم يكون هذا المبدأ أساساً جامعاً لكل القوى الفلسطينية، الفصائلية والسياسية، وليس أساساً لعلاقات ثنائية بين فتح وحماس فقط.
لقد ألقى العرب عبء موقفهم الغائب على عاتق عمرو موسى، ولكن عمرو موسى ليس إلا صدى للموقف السياسي العربي، وهو يستطيع أن يفعل الكثير حين يتمّ تزويده بموقف عربي جديد… فهل نأمل؟.
(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2010)


ادرسوا حقد الرجل..!


شاكر الجوهري
هل يمكن فعلا التوصل إلى حل للخلافات البينية الفلسطينية دون التوصل إلى قواسم سياسية مشتركة، تتركز أساسا على موقف واحد من كيفية إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي..؟ نطرح هذا السؤال لمناسبة التصريح الصادر عن اسماعيل رضوان القيادي في حركة “حماس”، الذي يكشف فيه عن أن حركته تدرس حاليا جملة أفكار مقترحة من عدة جهات من بينها عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، تتركز في “إيجاد مخارج للملحوظات على الورقة المصرية، بحيث يتم التوقيع على التفاهمات الفلسطينية ـ الفلسطينية والورقة المصرية، بحيث تمثل مرجعية واحدة لعملية المصالحة وتنفيذها”. العيب الأساس في الورقة المصرية، لا ينحصر في “ملحوظات”، أو ملاحظات حركة “حماس”، وإنما هو يتمثل اساسا في أن الورقة المصرية، وبغض النظر عن هذه “الملحوظات”، أو الملاحظات، تكتفي بمعالجة الخلافات بين الجانبين في شقها الأمني، دون أن تتطرق بشيئ للمستقبل السياسي للقضية الفلسطينية، والموقف السياسي من فعل المقاومة، وإن كانت ملاحظات “حماس” تنصب على صياغات تم تعديلها أو تحويرها من قبل الجانب المصري، بحيث لا يفهم منها وجود أي توافق، ولو ضمني على إقرار حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال. موقف محمود عباس شديد الوضوح لهذه الجهة، فهو يرفض علانية أي عودة لمقاومة الإحتلال، حتى في حال تحقق الفشل المتوقع لمفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي. إلى ذلك، فإن مواقف عباس المعلنة مؤخرا، تشي، بل تبوح بالعودة إلى لغة التشدد التي ظل يستخدمها طوال فترة عام ونصف العام، أعقبت الحسم العسكري الذي اضطرت إليه حركة “حماس”. للتذكير، فإن عباس ظل يعلن طوال عام ونصف العام، أنه لا مصالحة إلا على قاعدة شروط تقوم على “إنهاء الإنقلاب، وإعادة الأمور في قطاع غزة إلى ما كانت عليه، وتسليم القطاع للشرعية الفلسطينية، والإعتذار عن الإنقلاب..!”. الإعلان المفاجئ الذي صدر عن عباس بعد عام ونصف العام من الحسم العسكري، حول استعداده لتحقيق المصالحة دون شروط، لم يكن غير مناورة تهدف إلى التنصل أمام الشعب الفلسطيني من مسؤوليته عن استمرار الإنقسام، فضلا عن التسبب به. الدليل القاطع على ذلك يتمثل في الموقف الراهن لعباس، الذي يتمثل في: أولا: العودة إلى اشتراط إعادة قطاع غزة للشرعية لإتمام أي مصالحة، وإنهاء الإنقلاب، دون ذكر لمسألة الإعتذار في هذه المرة.. التي تصبح في حال الإستجابة لشرط عباس، من قبيل تحصيل الحاصل. ثانيا: أن تتضمن آليات المصالحة تولي حكومة سلام فياض إدارة شؤون قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية.. أي أن يتم تسليم قطاع غزة للحكومة المفروضة على الضفة من قبل الولايات المتحدة واسرائيل..! من يدقق في شرط عباس هذا يجد أنه يصر على ابقاء حكومة النائب الواحد، وتنحية حكومة الأغلبية البرلمانية..! ثالثا: أن عباس، وفقا لتصريحات علنية صدرت عنه، يرهن رفع الحصار عن غزة، بإعادة القطاع إلى سلطته.. ما يعني بوضوح لا يقبل أي جدل أن عباس طرف رئيس في الحصار المفروض على القطاع. حين يكون هذا هو واقع الحال، وحين يكون المجتمع الدولي، في شقه الشعبي، قرر مواصلة محاولات كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حتى يرفع أو يكسر، فما الذي يجعل قيادة حركة “حماس” تقبل بالعودة إلى محاورة عباس، ولو من وراء وسيط، أو حجاب..؟! نعرف حجم وشدة الظروف والضغوط التي تمارس على حركة “حماس”، خاصة ممن يفترض أنهم اشقاء عرب، لكننا لا نعرف الأسباب التي تحول دون لجوء الحركة، ومجمل فصائل المقاومة الفلسطينية إلى استخدام الورقة الأهم التي تملكها، وهي ورقة إعلان تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية مقاومة، إن ليس بدلا للمرجعية المساومة، فلتكن على الأقل موازية لها. يقول المثل الشعبي “ما بجيب الرطل إلا الرطل ونصف”، لكن قيادة “حماس” تبذل جهودا كبيرة من أجل تأجيل اللجوء إلى هذه الورقة بالغة الأهمية، رغم أنها تدرس في لجنة المتابعة لتحالف الفصائل الفلسطينية منذ سنوات. آخر ما برر به خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” طلبه تأجيل البت في هذا الإقتراح هو ضرورة اعطاء فرصة أخيرة للمصالحة، فإن لم تتم قبل شهر تموز/يوليو المقبل، يتم اللجوء إلى إعلان تشكيل المرجعية. ها هو تموز/يوليو يقترب، وقد بدأ العد التنازلي لإطلالته، دون أن تبدو في الأفق بارقة أمل تدلل على أن خطوة في حجم إعلان المرجعية باتت في الطريق. إن إعلان تشكيل المرجعية، هو من قبيل “الرطل ونصف”، الذي يمكنه أن يأتي بـ “الرطل”. وبعبارة أكثر وضوحا، فإن تشكيل المرجعية الوطنية المقاومة، يفرض معادلة متكافئة، يمكنها أن تفرض حلا متوازنا للخلاف. أما مواصلة التأجيل، فإنه يغري عباس فقط على مواصلة التعنت، والتصعيد في إعلان الشروط. ادرسوا سيكلوجية الرجل، وتعاملوا معه على أساس الحجم المذهل من النزق والتعنت والعناد، وكذلك الحقد، الذي يتمتع به..!  
 

المركز الفلسطيني للاعلام
 
عن المصدر: المستقبل العربي


سبعمائة مدني.. وراية حمراء

توجان فيصل تطورات دور تركيا في المنطقة بقيادة رجب طيب أردوغان تعيد تأكيد قناعتنا بأن التغيرات الكبرى في العالم إنما تعكس تغيرات تاريخية تكون قد حدثت تحت السطح. والرجال العظماء هم تعبير التاريخ عن هذه التغيرات. فالتغيير يستوجب أن يخرج الرجل المناسب في اللحظة المناسبة, وأن يملك مقاليد فهم التاريخ والفعل السياسي بحيث يوحد بين برنامجه الشخصي وتيار التاريخ. فالعظماء الذين يأتون قبل عصورهم أو بعدها بكثير, يصبحون ضحايا سواء رسّمهم التاريخ قديسين أو فلاسفة أو حتى أنبياء بعد ذلك, أو نعتوا بشتى النعوت السلبية دون أن يتاح لهم -ولنا إلى حد بعيد بقدر بعدهم التاريخي عنا- بيان أو تبيين كم من الصلاح تضمنت طروحاتهم وكم من الفساد شابها. دخول تركيا على سياسة الإقليم ومنه إلى السياسة العالمية حصل بفعل رجل سوي صحيح كأردوغان, ولكنه أيضا حصل لتوفر ظروف موضوعية عدة. ومشروع أردوغان ليس جديدا تماما, بل هو المشروع التركي منذ قيام الإمبراطورية التركية, وهو مشروع قومي أساسا في كل مراحله وتجلياته، وليس مشروعا إسلاميا كما يريد أو يتمنى البعض وبخاصة الإسلاميين عندنا. ولم تبرز النزعة القومية التركية مع مصطفى كمال أتاتورك, بل إن أتاتورك أيضا كان “رجلا مناسبا في فترة تاريخية مناسبة”, كونه جاء تحديدا كتجسيد لإحساس الأتراك بالجرح العميق في الكرامة القومية والذي تلا هزيمتهم وسقوط إمبراطوريتهم. والتحديث على الطريقة الأوروبية الذي ميز عهد أتاتورك لم يكن تخليا عن الهوية التركية, بل تعزيزا لها عبر تغطية ما فات تركيا من مزايا النهضة والحداثة باسترخائها ضمن إمبراطوريتها الشرقية, فسبقتها لقطافها أمم ودول أوروبا والغرب عموما. وهو تحديث وتطوير يهدف لجعل تركيا تنافس أكبر دول أوروبا التي جاءت هزيمة تركيا على يدها. واسم “أتاتورك” الذي أطلقه الشعب على زعيمه, والذي يعني “أبو الأتراك”، مؤشر على أن محرك تلك الحقبة, وكذا ما سبقها وما تلاها, هو حس عال بالاعتزاز القومي. ومن لا يعرف تاريخ منطقة غرب تركيا والقوقاز وشرق أوروبا, التي تشكلت فيها بداية ما باتت تعرف بالحضارة الغربية, لا يدرك أثر الهويات القومية في تلك المنطقة التي تكاد تكون اختصرت العالم القديم في مجسم مصغر على مساحة سابقة على الترسيم القسري (غير الجغرافي ولا الثقافي ولا العرقي) لحدود اعتبرت الفاصلة بين أوروبا وآسيا. مجموعة قوميات كانت, ضمن ذلك العالم المصغر, “أمما” متنافسة. وتلك القسمة لقوميات كانت المحرك, أو الوقود, لحروب تلك المنطقة منذ ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا.. والأتراك من أكبر القوميات في تلك المنطقة التي أتيح لها أن تبني إمبراطورية ظلت قائمة لقرون ولم تنته إلاّ حديثا جدا, أي أن العديد من شهودها وجنودها ما زالوا أحياء يحنّون لعصرهم الذهبي. وشعبية أردوغان المتصاعدة داخل تركيا مردها أنه التقط هذا الحس القومي وتجاوب معه في كل ما قام به. وكون أردوغان إسلاميا وكون محيط تركيا في الشرق والشمال والجنوب, المفتوح أمام “المنافسة عليه”، مسلما بشكل رئيسي, على غير محيطها الذي حاولت الانضمام إليه و”التنافس ضمنه” والذي هو أوروبا المسيحية. كون هذا المحيط مسلما, بل ويشهد انتشارا متناميا لقوى سياسية إسلامية متنوعة وحتى متضادة ومتناحرة, يعطي تركيا بقيادة أردوغان وحزبه فرصا مضاعفة ونقاط فوز مسجلة مسبقا. وتلك ميزة يوفرها التاريخ عند منعطفه الحالي لتركيا, وقد أحسن أردوغان توظيفها منذ استلام حزبه الحكم على أنقاض تجربة حكم أربكان القصيرة, وبالاستفادة من دروس تلك التجربة في ضوء مجمل التغيرات التاريخية في المنطقة وفي العالم. البداية كانت التسليم بالديمقراطية ولها, باعتبارها الصيغة الوحيدة للنظم السياسية القابلة للحياة في العصر الحديث, والقوة الأهم المعززة للحصانة الذاتية ضد أية ضغوط خارجية. وهذه الديمقراطية هي أهم نقطة تفوق لتركيا على محيطها المسلم والعربي. والفضل فيها ليس لأردوغان حتما. لكن فهم أردوغان العميق لمتطلبات الديمقراطية جعله, وهو القادم عبر حزب إسلامي وبخلاف كل الأحزاب الإسلامية الأخرى التي وصلت للحكم أو تأهلت للمنافسة عليه, يؤكد ويكرّس سمة تركيا كدولة “ديمقراطية علمانية”. وبهذا عمل على تهدئة مخاوف جزء من العلمانيين الأتراك, ولكن الأهم أنه هدأ مخاوف الغرب والعالم. وهو ما أهله بعد هذا لسحب النفوذ التاريخي من تحت أقدام الجيش الذي ظل يعتبر لعقود الحامي الأول للعلمانية في تركيا. وتدخل الجيش في السياسة بدرجة عالية كان يحيل تركيا إلى دولة “عالمثالثية” يحكمها العسكر تحت غلاف من الديمقراطية المقننة بحدود رضى العسكر وليس بصناديق الانتخاب. وزيادة نفوذ العسكر عما هو مسموح تورثه عادة الثورات التحررية أو الحروب المصيرية, كما حدث لتركيا بعد الحرب العالمية الثانية. والإجراءات الأخيرة التي تضمنت محاكمة العسكر المتهمين بالتخطيط لأعمال عنف لم تكن لتتم إلا برضى غالبية في الشارع التركي, وقد أقدم عليها أردوغان بما يشبه مجازفة ودقة جراح الأعصاب ونجح, فاكتملت صورة تركيا الدولة “الديمقراطية العلمانية المدنية”. وإضافة لهذا تميّز حكم أردوغان بدرجة عالية جدا من النزاهة الشخصية أدخلها في الدورة الدموية للاقتصاد والسياسة التركية حيث أنتج, منذ بواكير حكمه, صعودا اقتصاديا مذهلا رفع سعر الليرة التركية بشكل غير مسبوق دون أن يضر بصادرات تركيا وسياحتها. ومع أن الغلاء الذي اجتاح دول الجوار الأوروبي بعد اعتماد العملة الأوروبية الموحدة خدم هذا النصر المزدوج النادر الحدوث, فإن مكون الإنجاز الداخلي الإصلاحي يفوق كثيرا أثر الصدفة. فأساس العيب لم يكن في العملة الأوروبية الموحدة التي كان صعودها متوقعا منذ البداية, ولا في الدولار الذي كان ولا يزال عملة العالم الرئيسية. العيب كان في غياب النزاهة المضطرد عن سياسات أميركا وأوروبا المتماهية مع مصالح الفساد الرأسمالي المعولم, مما أسقط اقتصاداتها الكبرى وعملاتها الرئيسية هذه السقطة المروعة في العامين المنصرمين لصالح الصين وتركيا بشكل رئيسي. وكلاهما, الصين وتركيا, استحقا قطف الثمرة الاقتصادية -استحقاق المزارع الصبور- ولم تقع صدفة في حضنهما. إذا كانت نظرية ميكيافيللي تقول إن تحقيق نصر في الخارج يغطي على الفشل في الداخل.. فإن أردوغان سار خطوة أبعد بكثير من هذا حين جعل النجاح في الداخل يجلب انتصارات في الخارج, والانتصارات في الخارج تعين على تسهيل نجاحات في الداخل. وهذه بحد ذاتها حالة توافق مع الذات، قلة من يتأهلون لها وقد ظننا -أو أملنا – أن يقدر عليها أوباما. لكن أوباما جاء مخيبا لآمال العالم كله حين سقط في ما خشيناه عليه منذ البداية, وهو إمكانية أن يخضع هذا القادم من بيئة بسيطة لأجواء جديدة وأضواء باهرة “للترهيب بالتهويل”.. وهو ما حصل. فعنصر أوباما ليس سيئا, ولكن السياسة لا تناسب العظم الطري. وقد صب فشل أوباما أيضا -وبخاصة عجزه عن الوفاء بالتزاماته للعرب في شأنين رئيسيين: الإصلاح السياسي ومقاربة للقضية الفلسطينية ولو بالحدود الدنيا للإنصاف..- لصالح صلابة أردوغان النابعة من تناغمه مع مبادئه التي من ضمنها الديمقراطية ونظافة اليد والمواقف المنصفة سياسيا وإنسانيا من القضية الفلسطينية, التي هي قضية العرب الأولى ومفتاح قيادة العالم العربي والإقليم بأبعد من حدود العالم العربي. وقد جرت محاولة مشابهة “لترهيب” أردوغان “بتهويل” متطلبات دخول الاتحاد الأوروبي لدولة مسلمة كانت تعتبر “عالمثالثية”, حين جدد طلب تركيا الانضمام للاتحاد. ولكن الرجل لم ينتكس للرفض ولم ينصع لإملاءات التأهل بتبعية, بل اختار طريقه هو في تأهيل تركيا حسب رؤيته, مستعيدا خياراته البديلة عن أوروبا دون أن يلغي الأخيرة من حساباته, وهي العودة للحيز الذي شغلته الإمبراطورية العثمانية. وهو حيز ليس بغريب عن تركيا وتركيا ليست غريبة عنه, وتلك ميزة لم تملكها دول الاستعمار والنفوذ الغربي في المنطقة. وحتما لم ولن يملكه, أو يحلم بالمنافسة عليه, الكيان الصهيوني المعادي بتكوينه لخلايا أي جسم طبيعي. التاريخ الآن يعيد نفسه في دورة قد تكون الأقصر في عمر الدول على الإطلاق, وتحت سمع وبصر وفي متناول يد من يعي مرارة الدرس. فخروج العثمانيين من المنطقة العربية لم يتأت بفعل الثورة العربية, على صدق تضحيات عرب كثر دفعوا أرواحهم وأبناءهم في سبيلها, بل جاء -حسب اعتراف تضمنته حتى كتب التاريخ المدرسية الأردنية– لأن تركيا كانت قد فقدت مقومات قوتها من الداخل حد استحقاقها لقب “الرجل المريض”. والآن مجمل دول المنطقة العربية “رجال مرضى” فساد وعسف وجهل وغياب شرعية, باستثناءات محدودة من علامات صحتها قدرتها على الحراك الذاتي, مما أنتج تقاربها مع تركيا بدرجات من التحالف تؤشر على بعض الندية. ففي حين يعود التقارب السوري التركي لأكثر من عقد ويشهد نقلة نوعية في عهد بشار الأسد ورجب طيب أردوغان, نجد الرئيس المصري بالمقابل يقوم في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة, ولأغراض سحب البساط من تحت مبادرة قطر، بالدعوة لقمة عربية لأجل غزة، وقطعا للطريق على دول الممانعة, بزيارة أنقرة. وقد قلنا حينها إن هذا استدعاء مصري “للباب العالي” بعد أن أدار محمد علي ظهره له ليؤسس لنهضة مصر الحديثة بصورة مستقلة.. وهذا ما جرى فعلا. فمصر كانت قد أغلقت معابرها مع غزة قبل الحرب التي تعمدت ليفني إعلانها من القاهرة قبل يوم واحد من شنها. وغزة هذه كانت في عهدة مصر منذ العام 1948 وحتى احتلالها عام 1967, مما يجعل مصر مسؤولة عن تحريرها بقدر مسؤوليتها عن تحرير سيناء. وخطوة مبارك تلك لم تبرئ مصر من مسؤوليات دولة الجوار في حالات الحرب والحصار، حسب القانون الدولي, ولكنها خطوة تساوي تسليم مصر لتركيا طوعا بأية بقايا لدور مصر العربي. والمفارقة هنا ليست فقط في أن سعي مصر لإدخال تركيا على خط غزة أدى لتقوية دور محور الممانعة, وأن ما تحقق مؤخرا على يد تركيا قوّى تحديدا وبشكل كبير الحلقة الأضعف في ذلك المحور والمتمثلة في حماس المحاصرة في غزة. بل المفارقة “التاريخية” الأهم أن هذا أدى لكشف أفدح لحال “الرجل المريض” في مصر تحديدا, وبصورة درامية تعيدنا للحظة خروج تركيا العثمانية من مصر كبداية لخروجها من العالم العربي كله. فخروج العثمانيين من مصر, أثناء الحرب العالمية الأولى, كان في معركة على الحدود المصرية مع غزة, وبتواطؤ من اليهود الذين زودوا الجيش البريطاني بغاز الخردل في معركة غزة, في رد يهودي “نموذجي” لأفضال العثمانيين الذين أنقذوا اليهود من المذابح المسيحية ضدهم في الأندلس ودمجهم في الإمبراطورية العثمانية فيما عرف بيهود “الدونمة”.. وهو ما ذكّر به قبل أيام الكاتب موفق محادين. ليست فقط قوة تركيا الصاعدة بكل تلك المقومات هي ما مكنها من مد نفوذها في منطقتنا, بل إن الفراغ السياسي شبه الكامل في المنطقة, العربي والدولي, هما ما يشكلان قوة جذب أقوى من ذلك الدفع الذاتي لتركيا. فأوباما عجز عن الإتيان بجديد, بل وعن حصر الخسائر وترتيب الفوضى التي خلفتها مغامرات بوش. والأكثر مثارا للسخرية أن الفوضى المتعمدة التي أحدثتها كوندوليزا رايس بظن أنها تمكنها من اختلاق شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل وتبعية أنظمة عربية مطلوب أن تكون فاقدة للشرعية ولكل مؤهلات القيادة الأخرى, هي تحديدا ما خلقت شرق أوسط آخر بقيادة تركيا ومحور الممانعة الذي ضم سوريا وإيران وحزب الله وحماس وقطر, وبعض الدول العربية المتعاطفة على الأطراف والتي ستتشجع الآن للاقتراب من المركز. ودخول تركيا السنية كزعامة على هذا المحور يسقط مزاعم خطر الهلال الشيعي, مع أنه يدفع باتجاه تقوية المساهمة الإيرانية في دعم نهج الممانعة من باب التنافس مع تركيا.. وهو تنافس إيجابي الحكم فيه للشارع العربي الذي حمل صور نصر الله وأردوغان إلى جانب صور الراحل عبد الناصر, والذي هو مؤشر على صدق أحكام ووفاء الشارع حتى لما بعد الموت, مما يجعل رضاه يُرتجى ولا يُشترى. إذا كانت دعوة عمرو موسى في قمة سرت لتشكيل رابطة للجوار العربي وبدء حوار مع تركيا لتشكيل نواة لتلك الرابطة, قد قوبلت بإلإهمال الشديد.. فإن موسى والجامعة العربية بدوا في حال أشد بؤسا من الباعة المتجولين بين البيوت في محاولتهم تسويق بيان الجامعة الأخير بعد العدوان على قافلة السلام. فرابطة الجوار قامت حقيقة دون إذن من توهموا أنهم يملكون قرار السماح أو المنع.. ومثلها تجسدت حقيقة أن سبعمائة ونيف مدني لا أكثر, منهم شباب مراهقون وشيوخ متقاعدون وبعض “رعايا” دول عربية, لا ينتظرون قرار سماح أو منع, يمكن أن يقلبوا موازين في المنطقة كان يظن أنها راسية كالجبال.. هو التغير التاريخي, إن نضج, قد لا يلزم لقطافه أكثر من سبعمائة مدني وراية حمراء. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جوان  2010)  

معارضون يحذرون النظام المصري من تسهيل مرور القوافل لضرب طهران

(12) بارجة حربية أمريكية وإسرائيلية تعبر القناة للخليج


6/20/2010 القاهرة ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسام أبوطالب: أكدت مصادر ملاحية في مدينة السويس الجمعة إن 12 بارجة حربية أمريكية من بينها بارجة إسرائيلية عملاقة عبرت قناة السويس في ساعة مبكرة من فجر الجمعة، في طريقها للبحر الأحمر وقد شهد ساحل القناة أعدادا كبيرة من الجنود. وقالت مصادر وشهود عيان ‘إن حركة الملاحة بقناة السويس تعطلت لساعات في الفترة الصباحية خلال عبور الأسطول الأمريكي الذي يضم حاملة طائرات عملاقة، وسفن جنود ومشاة، ومدرعات وذخيرة، قادمة من البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر’. وكشفت مصادر عن أن العديد من السفن التجارية تعطلت بها السبل خارج القناة لحين الانتهاء من الأسطول الحربي الذي أشار مراقبون الى أنه يعد الأطول منذ عدة أعوام. وأضافت المصادر الى أن حركة الصيد في البحيرات المرة وبحيرة التمساح والملاحة بين ضفتي قناة السويس فوق كوبري السلام بالقنطرة والمعديات الخاصة بالأفراد والسيارات قد توقفت تماما. وصاحب الأسطول تأمينات أمنية مصرية كبيرة على جانبي قناة السويس، وطوال مروره في القناة حتى وصوله السويس، وقال شهود عيان ‘إن بارجة حربية إسرائيلية شوهدت بين السفن الحربية الأمريكية إلا أن مصادر رسمية لم تؤكد المعلومة’. وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ أكد اللواء أمين راضي أمين لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب أن ‘قرار إعلان الحرب على إيران ليس سهلاً وإن كانت إسرائيل المشهود لها بصلفها وعربدتها قد تقدم على تلك الحرب من أجل الإبقاء على ريادتها في المنطقة باعتبارها قوة الردع النووي الوحيدة’. وقال راضي ‘ينبغي أن تنزع شأفة إسرائيل بحيث لا تترك مطلقة اليد وينبغي أن تجبرها الأسرة الدولية على نزع سلاحها النووي قبل المطالبة بتوجيه ضربة لإيران’. وفي سياق متصل حذر معارضون من مختلف قوى المعارضة النظام المصري من أن يسمح بتكرار خطئه التاريخي حينما فتح قناة السويس أمام عبور الأساطيل الأمريكية لضرب العراق وفي هذا السياق قال عبد الله السناوي رئيس تحرير ‘العربي الناصري’ لـ’القدس العربي’ إن ‘المصريين لن يقفوا مكتوفي الأيدي هذه المرة وهم يرون نظام الحكم يورطهم في فضيحة كبرى تتمثل في التنسيق مع إسرائيل وأمريكا بفتح قناة السويس للاعتداء على ايران الإسلامية’. وعبر عن دهشته من عبور هذا العدد الضخم من البوارج الأمريكية ومعها غواصة إسرائيلية تحمل رؤوساً نوويه وتساءل، ما سر توجه تلك الاعداد الضخمة من السفن الحربية إلى الخليج، وأعرب عن اعتقاده بصعوبة ان تدخل امريكا التي تواجه مشاكل كبيرة فى أفغانستان والعراق بفتح جبهة مع إيران. من جانبه حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من مغبة توجيه ضربة لإيران مشددا على ان قبول العالمين العربي والاسلامي بمثل هذا الامر امر غير مقبول ولا ينبغي ان تصمت الجماهير اذا ما رضخت الحكومات لارادة واشنطن وتل ابيب. وندد السيد البدوي رئيس حزب الوفد بأي حرب تشن على إيران مشدداً على أن الجماهير في العالم العربي والإسلامي ضد شن تلك الحرب وأعرب عن مخاوفه من أن تنساق الأنظمة مثل كل مرة تحت الجبروت الأمريكي. وكانت وسائل إعلام دولية قد أشارت إلى اتجاه غواصة نووية إسرائيلية من طراز ‘دولفن’ تحمل رؤوسا نووية وبوارج إلى منطقة الخليج العربي في ظل التوتر مع إيران. فيما حذرت ايران الجمعة من أن أي عمل ضد مصالح الشعب الايراني القانونية والمشروعة سيترتب عليه رد فعل قانوني وإجراءات مناسبة من قبل ايران، قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الخميس ان معلومات المخابرات الامريكية التي تشير الى انه من المرجح ان تحوز طهران القدرة على مهاجمة اوروبا ‘بعشرات بل وربما مئات الصواريخ’ أخذت في الاعتبار في قرار حكومة اوباما تعديل منظومة الدفاعات الصاروخية. وكانت الولايات المتحدة تذرعت بتزايد خطر الصواريخ الايرانية عندما اعلنت في ايلول (سبتمبر) الماضي عن خطط لدمج الدفاعات الصاروخية في البحر والبر في الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في اوروبا وحول تلك الدول فيما اطلق عليه ‘منهج التكيف المرحلي’. وقال غيتس في جلسة في الكونغرس ‘من بين عناصر المعلومات التي ساهمت في قرار منهج التكيف المرحلي إدراك أن ايران اذا شنت فعليا هجوما صاروخيا على اوروبا لن يكون ذلك مجرد صاروخ او اثنين او بضعة صواريخ’. واضاف ‘بل سيكون على الارجح هجوما بوابل من الصواريخ حيث من المحتمل ان نتعامل مع عشرات بل ومئات الصواريخ’. وعبر غيتس عن يقينه من ان الصواريخ الاعتراضية التي يجري تطويرها ‘ستعطينا القدرة على حماية قواتنا وقواعدنا ومنشآتنا وحلفائنا في أوروبا’. وقال غيتس ان لنشر هذه الانظمة الاعتراضية بحلول 2020 تقريبا أهمية حاسمة لا بسبب خطر صواريخ ايران وكوريا الشمالية فحسب وانما لاعتقاده ‘انه بحلول 2020 قد نرى هذا الخطر من دول اخرى خصوصا اذا لم ننجح في منع ايران من صنع اسلحة نووية’. وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون جيوف موريل في مؤتمر صحافي ‘اننا نتعامل بوضوح مع بلد لم يخف رغبته في بناء ترسانة صاروخية قوية وموفورة وذات قدرات متزايدة’. واستدرك بقوله ان معلومات المخابرات الامريكية بشأن برنامج الصواريخ الايرانية كانت ‘معرفة غير كاملة’. واضاف موريل قوله ‘لقد ثبت خطؤنا من قبل. وكان علينا اجراء تعديلات’. وقالت ايران في بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، على قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على ايران ‘ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن بوضوح أن أي عمل ضد مصالح الشعب الايراني القانونية والمشروعة سيترتب عليه رد فعل قانوني وإجراءات مناسبة من قبل ايران’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان  2010)
 


للطباعة غنوا معه “سنة حلوة يا برادعي” مع “تورتة” مزينة بعلم مصر..
البرادعي في احتفالية عيد ميلاده: النظام ينهار والمصري الآن ليس له أي قيمة داخل وخارج بلده


كتب فتحي مجدي (المصريون):   احتفل الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعيد ميلاده الثامن والستين مع 138 ناشطًا من مؤيدي التغيير متمثلين في شباب “حملة البرادعي”، وحركة “شباب 6 أبريل” إلى جانب ممثلين عن أحزاب المعارضة والجامعات المصرية. وفي غياب أعضاء “الجمعية الوطنية للتغيير”، وتأكيدًا على حصول “الطلاق” الفعلي بين الطرفين، جرى الاحتفال بالمناسبة في منزل الكاتبة الصحفية إكرام الزيات، حيث قام الحاضرون في ختام اللقاء بالغناء له: “سنة حلوة يا برادعي” مع تورتة مزينة بعلم مصر مصحوبا بكلمة “معًا سنغير”. واستغل البرادعي المناسبة لإجراء عملية تقييم للفترة الماضية منذ عودته إلى مصر في أواخر فبراير الماضي، والبحث في الرؤية المستقبلية بشأن تحقيق عملية التغيير، وحيا الشباب الذي وصفهم بالشجاعة والمخاطرة بعملية التغيير التي تتبناها المعارضة ضد ما يقوم به رجال الأمن من قمع وانتهاكات للأصوات الداعية للتغيير، بحسب ما أورد الموقع الإلكتروني “الحملة الشعبية لدعم ترشيح البرادعي” نقلاً عنه. واعتبر أن تبنيه الدعوة للتغيير وإقرار إصلاحات سياسية ودستورية في مصر هي مسألة يمليها عليه ضميره إيمانًا بحق هذه البلد لرؤية التغيير حتى يرى المواطن المصري في أحسن الأحوال، وكي يعيش كغيره من شعوب العالم، وقال إن إيمانه بالتغيير نابع من ضميره وليس كما يقول “المغرضون” بكلامهم العاري من الصحة متهمينه بالعمالة لأمريكا وإيران، بحسب ما نُقل عنه. ورثى حال المواطن المصري وما يتعرض له في جميع بلدان العالم، ضاربًا المثال بما تعرض له ابنه مصطفى حينما سافر إلى فرنسا حيث يعمل بإحدى الشركات هناك، حيث واجه تعسف في الإجراءات حينما شاهدوا جواز سفرة الحامل للجنسية المصرية، وقال إن المصري الآن ليس له أي ثمن أو قيمة داخل وخارج بلده، مدللاً على حادثة “مقتل” الشاب خالد سعيد الذي تعرض للتعذيب حتى الموت على يد اثنين من المخبرين بقسم سيد جابر. وأكد البرادعي أن “التغيير قادم لا محالة فالنظام ينهار تدريجيًا”، لكنه قال إنها مسألة وقت، “فنحن نريده أن يحدث أسرع ما يمكن حتى نتفادى أكبر قدر من الخسائر التي يحدثها النظام بنا”، على حد قوله. وشدد على ضرورة المشاركة في التغيير، وقال أنه يدرس ما يحدث على أرض الواقع و لا يدعه يمر مرور الكرام، وإنه يخطط في أيّ وقت يستطيع اللعب حتى يحقق أعلى النتائج المرجوة، وتابع قائلاً: “هناك أمور لا أستطيع أن اشجب أو أدين، إنما تحتاج لتحرك الأفراد، لذلك أؤكد دائمًا بشعاري الشهير “معًا سنغير” لا أنا ولا أنت منفردين سنغير إنما أرادتنا جميعًا هي صاحبة القرار”.   (المصدر: صحيفة “المصريون” (يومية – مصر) الصادرة يوم 20 جوان 2010)


لم تستبعد التدخل العسكري سويسرا حاولت تهريب مواطنيها المحتجزين من ليبيا


2010-06-20 زيوريخ – AFP  أفادت صحيفة سويسرية أمس أن سويسرا قد تكون حاولت أربع مرات تحرير مواطنيها اللذين احتجزا قرابة سنتين في ليبيا، لكنها تخلت عن ذلك في النهاية بعد أن وجدت أنها محاولة محفوفة بمخاطر كبيرة. وذكرت صحيفة «لا تريبون دي جنيف» دون توضيح مصادرها، أن «عدة مصادر تؤكد أن السلطات السويسرية درست هذا الاحتمال (تهريب) وأنها أصدرت مرتين تفويضا عسكريا لتنفيذه». وأوضحت الصحيفة أن المحاولة الأولى قد تكون تمثلت، مع بداية احتجاز رجلي الأعمال السويسريين ماكس غولدي ورشيد حمداني اللذين اعتقلا في يوليو 2008 ولجآ إلى القنصلية السويسرية في طرابلس، في إخراجهما من ليبيا في طائرة السفير السويسري. وبعد ذلك، تم الإعداد في ديسمبر 2008 لتهريبهما إلى الجزائر. لكن برن عدلت عن ذلك لأنها رفضت شروط الجزائر التي طلبت ترحيل المعارضين السياسيين الجزائريين من سويسرا. أما المحاولة الثالثة، فقد تمثلت في إخراج رجلي الأعمال عبر النيجر والرابعة تهريبهما بحرا باستخدام غواصة، كما أضافت الصحيفة. وردا على سؤال الصحيفة بشأن إمكانية اللجوء للخيار العسكري، قالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي- رأيي أنه «عند حدوث أزمة لا يمكن استبعاد أي خيار»، دون مزيد من التوضيح. وفضلت وزارة الخارجية ردا على سؤال وكالة فرانس برس بشأن هذه المعلومات، عدم التعليق. وانتهى احتجاز رجلي الأعمال السويسريين في ليبيا ليل الأحد بعودة ماكس غولدي إلى سويسرا بعد الإفراج عن حمداني في فبراير. واعتقل غولدي (54 سنة) مسؤول مجموعة «إيه بي بي» للهندسة في ليبيا ووضع قيد الإقامة الجبرية مع رجل الأعمال السويسري رشيد حمداني في 19 يوليو 2008 ردا على اعتقال أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، هنيبال، في جنيف إثر شكوى رفعها اثنان من خدمه بتهمة سوء المعاملة. وأثارت هذه القضية أزمة دبلوماسية خطيرة بين برن وطرابلس اللتين وقعتا الأحد «خطة عمل» برعاية الاتحاد الأوروبي تفتح المجال أمام تطبيع علاقاتهما. وبعد الشكوى التي تقدم بها الجمعة حزب شعبوي محلي (حركة مواطن جنيف) ضد الزعيم الليبي معمر القذافي بتهمة خطف رجلي الأعمال واحتجازهما، قال أكبر الأحزاب السويسرية إنه يستعد للقيام بتحرك مماثل. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 20 جوان 2010)
 
 


  تونس في: 06/6/2010 بسمبسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا الرجل المناسب في المكان المناسب والظرف المناسب الحلقة الثامنة:

عاشت حرية الإعلام

الرسالة 818 على الأنترنت

أواصل الكتابة حول موضوع هام يشغل بال الرأي العام الوطني التونسي هو مكانة الرجل المناسب في المكان المناسب والظرف المناسب

.  


وقد أشرت في مقالي الأول الصادر بالإنترنت يوم 12/05/2010 حول بعض العناصر الصادقة المؤمنة برسالة العمل النبيل والمعاملة الحسنة والعلاقات الأخوية الصادقة والمبنية على الوفاء والإحترام ومصلحة الوطن قبل كل إعتبار. وفعلا كانت العلاقات مع هؤلاء الأبطال علاقات أخوية مبنية على مفهوم الوطنية والقيم والثوابت والمبادئ والصدق والإخلاص وحب الوطن ولا تشوبها أي نوع من الإستغلال والمصالح الفردية أو المصالح الشخصية. وبفضل هذا المفهوم السائد توطدت العلاقات وإزدادت رسوخا ومتانة ووفاء.. وتضاعف رصيد الثقة.. وأصبحت الروح الوطنية هي الطاغية على العلاقات الحميمة من الطرفين.. وهذه الروح العالية هي التي ولدت الحب والتعاون والثقة المتبادلة.. وبالتالي التعاون النزيه والمثمر من أجل الوطن العزيز. وإستمرت هذه الروح العالية التي طغت على متاع الدنيا ووسخ الدار الفانية.. حتى أن أحدهم كان وزيرا للتجهيز والإسكان.. بارك الله في سعيه المبارك.. إقترح على صديقه الوفي الوطني أنه يعبر عن رغبته في الحصول على مسكن وهو جدير به إلا أن الصديق رفض الطلب وقال صداقتنا كانت لوجه الله وللوطن العزيز.. وذات مرة قابل هذا المواطن الصالح السيد الوزير صحبة رجل آخر جاء معه لقضاء حاجته أي حاجة صاحبه لكن الوزير قال أمام رئيس ديوانه الفاضل هذه المرة لم ألب طلبك فتأثر الصديق.. وذهب به الظن بأن السيد الوزير ربما سمع كلام غير دقيق على صديقه.. وبقى الضيف الصديق حائرا مفكرا مستعرضا ملفه مع الوزير.. ثم قال والله علاقتي بكم علاقة الحب والوفاء والوطنية ولا تشوبها المطامع والأغراض المادية.. فإبتسم الوزير وقال بالحرف الواحد قلت لك هذا الكلام عسى أن تهتم بمشاغل أسرتك وأولادك.. ففهم المقاصد الصديق الحميم وقال لسيادة الوزير فهمت الآن القصد.. ولكن سأبقى على تلك الروح العالية وردد كلمة الشاعر: إذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام. وبعد هذه المحادثة أذن الوزير بقضاء حاجة المصاحب.. وأزداد الاعجاب بصاحبه وتوطدت الحمة بينهما. تلك هي العلاقات التي كانت سائدة وأثمرت.. ولنا عديد العينات الحية التي نمت وأينعت وتطورت بفضل عقلية الإنتماء الصادق للوطن.. وخدمة الغير.. وإقتداء بما كان يفعله المصلحون من الرجال الخلص.. الذين عاهدوا الله على خدمة الوطن والشعب.. وتكريسا للشعار الخالد: عش لغيرك.. وقد علمنا الزعيم الحبيب بورقيبة هذا الشعار.. واليوم عندما نذكر خصال هذه العناصر الوطنية.. ونمجد خصالها.. ونذكر بصماتها.. ونردد مواقفها.. ونستعرض تاريخها المجيد الحافل بالإيثار.. وحب الغير.. وطيب المعاشرة.. والسمو في ربط العلاقات الأخوية.. نطمح من وراء ذلك إلى إحياء هذه الروح العالية الصادقة.. ونرجوا إستمرارها.. ودعمها.. ومزيد تفعيلها. حتى يبقى رصيد السخاء والعطاء وحب الإيثار وخدمة الغير هي السائدة عند البعض كما كانت في رجال الأمس.. وبعضهم كان لا يفكر في نفسه ويفكر في الآخرين.. ويساعدهم ويدخل عليهم الفرحة والبهجة والسرور.. فكم من يتيم دخل العمل بفضل المخلصين.. وكم من فقير دخل الإدارة بفضل الصادقين.. وكم من ضعيف تحصل على مراتب عليا بفضل المناضلين الخلص.. أمثال الطيب المهيري.. وقد عشنا تلك الفترة.. وعلمنا أن منزل المناضل الزعيم الطيب المهيري وزير الداخلية في أول عهد الإستقلال كان مأوى للمناضلين والفقراء والشيوخ والأرامل والمساكين.. يحتضنهم ويرعاهم ويمسح دموعهم ويصغى إليهم ويساعدهم ويأخذ بأيديهم ويرعاهم ويتحمس لهم.. ويسعى بكل طاقته لمساعدتهم على إيجاد الشغل وقضاء حاجتهم.. وبعضهم يساعده ماليا ويدعمهم معنويا وأدبيا.. تلك هي خصال الطيب المهيري رحمه الله.. وأمثاله من الزعماء مثل الزعيم المنجي سليم رحمه الله.. هذه النخبة زرعت بذور الخير وتواصل زرع الخير بعدهم والحمد لله.. ونسج على منوالهم نخبة وطنية صادقة أمثال لسعد بن عصمان.. وحسان بلخوجة.. والحبيب بالشيخ.. وفتحي زهير.. وقاسم بوسنينة.. والهادي البكوش.. ومحمد الصياح.. ومصطفى بدرالدين.. وحمادي السخيري.. وإرشيد صفر.. ومحمد الناصر.. ومحمود شرشور.. وعامر بن عائشة.. ومصطفى الفيلالي.. وغيرهم.. كلهم زرعوا بذرة الخير وساعدوا غيرهم.. ولا ننسى الإخوة المخلصين الأكارم.. وأبناء النضال الوطني والحزب العريق.. حزب التحرير والبناء والسيادة والإصلاح.. وهم على التوالي أحمد الحباسي.. واحمد بالاسو..د واحمد بللونة.. وعبد المجيد رزق ال..له والباجي قائد السبسي.. ومحمد بوليلة.. والحبيب فتح ال..له والتهامي دخلية شفاه الله.. وعبد الحق الاسود شفاه الله.. ومحمد الجمل.. والبشير يعيش.. والقنطاوي مرجان.. والحسين الحاج خالد.. هؤلاء الأسود كانوا في مواقع المسؤولية صناديد وفاعلين.. ساعدوا أخوانهم ونصحوهم ووقفوا إلى جانبهم وتحمسوا لقضاء شؤونهم بقدر الإمكان.. وكانوا في مستوى الأمانة.. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديل..ا صدق الله العظيم. واليوم نذكر خصال بعض العناصر في العهد الجديد بكل إجلال وإكبار وتقدير.. امثال السادة المنذر الزنايدي.. ومحمد جغام.. وكمال مرجان.. واحمد فريعة.. ومحمد الجريء.. ومصطفى النابلي.. والسادة الولاة خليفة الجبنياني.. وهشام بن احمد.. وعبد الجليل الزدام.. الذين كانوا في مستوى وحجم المسؤولية.. وهم بحق عناصر تشرف النظام.. ونترحم بكل خشوع على أرواح الذين فارقونا بالأجسام وبقت أرواحهم ترفرف عالية خالدة الذكر.. تلك هي سنة الله في خلقه.. تفنى الجسام وتبقى الأعمال خالدة راسخة سامخة.. عبرة للأجيال المتلاحقة.. ونبراسا قويا حيا للمناضلين.. ومنارة مضيئة على مر السنين.. لا يمكن طمسها ولا إخفائها ولا تهشيمها.. مهما سعت الأيادي.. ومهما تجاهلت وسائل الإعلام المحطات التاريخية المشرقة.. ومهما حاول البعض عملية الإقصاء والتهميش.. وإعتماد النسيان.. ومهما طال الزمان.. فذكرهم لا يمحى.. وشأنهم شأن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله.. كلما بعدت حقبة التاريخ.. وكلما إزداد وتقدم العصر وتطور البشر.. وكلما تحررت العقول ووسائل الإعلام في الداخل والخارج.. كلما إزداد ذكر ومحاسن وصورة وتاريخ العملاق والبطل.. والرمز التونسي صانع الوحدة الوطنية.. وباني مجد الوطن.. ومحرر الوطن والمرأة معا.. الزعيم الفذ المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله.. الذي أصبح اليوم مرجعا للجميع.. الشبان يذكرونه بإجلال وإحترام وإكبار.. والطلبة يقدرونه ويكبرون فيه الشهامة والكرامة والرجولة والشجاعة والإيثار.. وخصوم الامس يحترمونه ويعترفون بخصاله.. ومعارضوه يقرون بصواب فكره.. وبعد نظره.. ونقاوة قلبه.. وسخاء ضميره.. ورفعة عقله.. وعفوه على الدوام.. وتسامحه.. وقوة عزيمته.. وصلابة إرادته.. وأبناء حزبه يعشقونه ويعتبرونه الأب الروحي والمرجع والقدوة والقائد الرمز.. والأجانب يعترفون بزعامته وسياسته العالمية التي كانت محل تقدير العالم.. بما في ذلك خصوم الأمس.. وهذا أكبر رهان.. وأعظم برهان.. وأبلغ حجة على شهادة الصديق والخصم.. بأن بورقيبة زعيم دولي عالمي ورمز عربي على الدوام.. ومازال التاريخ يكتشف الأسرار ويبحث عن مناقب أخرى مازالت محل تمحيص وتدقيق وإضافة.. ولعل السنوات القادمة تظيف أسرار ومناقب جديدة.. لا فحسب في النطاق الوطني بل على صعيد العالم بأسره.. وان اسرار وابعاد خطاب الزعيم بورقيبة في اريحا يوم 3 مارس 1965 سيبقى راسخا في الاذهان عند كل العرب والمسلمين.. ولو ان القادة في تلك الفترة لم يفهموا خطاب الزعيم وفرطوا في الفرصة.. واليوم اعتقد انهم ندموا على هذه الفرصة واستغلها العدو الصهيوني.. واليوم يصول ويجول بدعم من امريكا. وما الاعتداء على سفينة الحرية التي قادتها تركيا الدولة المسلمة والرائدة التي تعرضت الى ارهاب الدولة الارهابية الصهيونية.. والعرب صامتون ويتفرجون.. وقادتهم بعضهم يسعى لتحسين علاقته مع العدو وينفذ تعلماته لمزيد الحصر والمضايقة على اخواننا في غزة المناضلة.. هذا هو وضعنا الحالي.. فرج الله كربتنا.. وامدنا بنصره المبين.. حتى نستفيق من غفلتنا وسباتنا العميق.. الذي كان سببه بعض القادة الذين يتربعون على كرسي الحكم.. وبعضهم اتهم بورقيبة بالعمالة للعدو الصهيوني.. ولكن ثبت ان بورقيبة دفع ثمن الخطاب بعد عقدين من الزمن.. وقد جاءت اسرائيل على بعد 7500 كلم وقصفت حمام الشط يوم غرة اكتوبر 1985 .. واليوم اعادت الكرة واعتدت على سفينة الحرية.. والتاريخ يعيد نفسه.. وما اشبه الليلة بالبارحة.. فهل استفاقت الامة ام ماذا..  ونطمح أن يأتي اليوم المناسب ليصبح الزعيم بورقيبة محل أبحاث جامعية في العالم.. وربما نظرية ومرحلية الزعيم بورقيبة تصبح تدرس في الجامعات العليا.. وعسى أن يكون الوقت قريبا.. خاصة والعالم ينشد مزيد التعلق بنظافة الرموز العالمية.. ومن بينهم الزعيم بورقيبة وقتها.. ترصد لهؤلاء الرموز جائزة العالم.. ويكون الشرف لتونس التي أنجبت بعد عصور عملاقا في حجم الزعيم الأوحد الحبيب بورقيبة بلا منازع.. وصدق البروفسور عياض بن عاشور الذي صرح عام 2005 في لقاء ثقافي.. لمناقشة كتاب بورقيبة والإسلام.. قال: “إن التاريخ لن ينجب زعيما عالميا مثل الزعيم الحبيب بورقيبة ربما لثلاثة قرون أخرى”.. فعلا كلام جميل للغاية.. هذا كلام هام للغاية قاله من يعرف وزن وحجم الزعيم بورقيبة.. أما غيره من “المتنكرين الجدد” فهم يعتبرونه جاء لوضع تغير في منطقة ما.. بينما بورقيبة جاء لتحرير العقول.. وتعبيدها.. وتنويرها.. وتعليمها.. وصقل مواهبها.. وتحريرها من الخوف والوهن.. ومذلة الإستعمار الفرنسي.. والحمد لله.. الآن غزت العقول التونسية العالم كله.. بفضل حكمة بورقيبة.. ورهانه الكبير على العلم.. ومعرفته للرجال.. وكما قال السيد محمد المصمودي في حديث تاريخي: “بورقيبة عملاق كبير وزعيم عظيم لا يقاس في عصره إلا بالعمالقة مثله”.                    قال الله تعالى:” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” صدق الله العظيم.    محمد العروسي الهاني مناضل دستوري 22022354

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

2 juillet 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3327 du 02.07.2009  archives :www.tunisnews.net   Liberté et Equité: Nouvelles des libertés en Tunisie

En savoir plus +

18 mai 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2187 du 18.05.2006  archives : www.tunisnews.net AP: Tunisie: les autorités démentent

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.