Home – Accuei
TUNISNEWS
8 ème année,N° 3071 du 19.10.2008
الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن : و لا تزال المحاكمات مستمرة .. !
قدس برس : قوى تونسية تطالب بتدخل الرئيس لإطلاق سراح مساجين أحداث قفصة
رويترز : حزب تونسي معارض يرشح أمينه العام للانتخابات الرئاسية
د ب أ : محام معارض ينافس ابن علي في الانتخابات الرئاسية عام 2009
يو بي أي : حزب تونسي معارض يرشح أمينه العام للانتخابات الرئاسية المقبلة
موقـــــــــــــــــــــــــــــع طلبة : أخبــــــــــــــــــــار
خالد بن أحمد :عندما كان سمير العبيدي طالبا بكلية الحقوق بتونس و يشعل النار في جريدة ” الصباح “
عبدالحميد العدّاسي : منوّبيّة والمتحجّبات ونابل
مدونة الساخر : تونس تحارب الفســــــــــــــــــــــاد
د.أحمد القديدي : تُـهـاجــرُ الـطـيـور ثم تـعـود إلى أوكــارهـا
المنصف زيد : حق الاختلاف و حرية عدم الانتماء
محمد – ب : في منطق الكيل بمكيالين : ما ينطبق على بنزرت لا ينطبق على القيروان
الموقف: المعارضة التونسية و انتخابات 2009 الحسابات الضيقة تمنع تحقيق الإختراق الإنتخابي 1/ 2
الموقف: محاكمات سياسية لـ 105 مواطن خلال ثلاثة أيّام فقط فهل تكون السنة السياسية القادمة سنة المحاكمات؟
الموقف: افتتاحية :صارحــــــــــــــــــــــــوا الشعب
الموقف: بعد أزمة الغذاء العالمي والإجراءات الأخيرة الفلاحة في تونس تحتاج إلى تغييرات هيكلية
أبو ذر : الحكومة التونسيّة واﻷزمــــــــــــــــــــــــــة
أبوجعفرلعويني : ولاية التمور”ڤبلي” وحظّها من التّغيير
عامر قريعة : حول ما جاء برد رشيد الذوادي في شأن محجوب بن علي
السبيل أونلاين : أستاذة فى الجامعة الفرنسية لا تريد طالبة محجبة في السربون
أ.ش.أ : تعاون بين جمعيات ليبية وسويدية وتونسية لحقوق الطفل
د.محمد الكحلاوي : من المعرفة إلى التآلف ضدّ الانغلاق والتطرّف
الصباح : التكفل بإرجاع مصاريف الأدوية : الترفيع في عدد الأدوية التي يغطيها النظام القاعدي إلى 1814 دواء
قدس برس : فنان تونسي يرفض دعوة إسرائيلية للغناء في فلسطين المحتلة
د ب أ : تعاقد نور الشريف على بطولة مسلسل “أبو الحسن الشاذلي”
السبيل أونلاين : في الأسباب المؤسسة للإرهاب
د. منصف المرزوقي: حول الأزمة التي تعصف بالعالم والتي تنتظرما الذي دهاه هذا التاريخ ؟
عبد اللطيف الفراتي : الرأسمالية ما مصيرها؟
مرسل الكسيبي: تونس والأزمة الاقتصادية العالمية : طمأنة السوق أم اعتماد الشفافية ؟
خليل العناني : كلُّنا رأسماليـــــــــــــــــــــون
توفيق المديني : حرب من دون نصر في العراق
طارق الكحلاوي : السباق الانتخابي الأميركي والأزمة (2)
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6-منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8-عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1-الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة
‘
www.kalimatunisie.blogspot.com
‘الحرية لسجين الرأي طارق السوسي’ الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة – تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 18 أكتوبر 2008
كشف الحساب.. لقضاء ..’ يكافح الإرهاب ‘: و لا تزال المحاكمات مستمرة .. !
* نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم السبت 18 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11941 التي يحال فيها الشاب مراد الخميري ( من مواليد 28/03/1977 ) من أجل تهمة الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه . و قد ترافع عن المتهم الأستاذ سمير بن عمر الذي طالب بتبرئة منوبه لتجرد التهمة و انعدام أركانها القانونية ، و قد قرر القاضي إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . و تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث تنسب الى الشاب المحال في هذه القضية أنه كان منخرط في شبكة تعمل على مساعدة الشبان التونسيين على الالتحاق بالمقاومة العراقية ، و كان الحكم الابتدائي قضى بسجنه مدة عامين اثنين . * نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم السبت 18 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11945 التي يحال فيها مجموعة من الطلبة و هم كل من : محمد أنيس الشايب ( من مواليد 01/01/1984 ) و الحبيب الحفصي ( من مواليد 12/01/1984 ) و وديع مشري ( من مواليد 31/03/1981 ) و حسام بوحرب ( من مواليد 09/02/1984 ) و عصام بن حسن ( من مواليد 09/05/1983 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية و اجتياز الحدود خلسة و توفير أسلحة و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية و اعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرؤائم الارهابية و المساعدة على ايوائهم و اخفائهم و ضمان فرارهم و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 25 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة البشير الصيد و سمير بن عمر و فتحي الطريفي . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بادانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ثلاثة أشهر و أربعة أعوام و ثلاثة أشهر . * نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم السبت 18 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11946 التي يحال فيها كل من : رمزي أم هاني و ماهر أم هاني و محمد علي أم هاني و طارق عبيدي ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 25 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة كريم الصالحي و بثينة الحناشي و فاتن الدبوسي و هدى حمزة . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بادانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ستة أشهر و عامين اثنين . * نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم السبت 18 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11944 التي يحال فيها كل من : محمد العيد بلحول ( من مواليد 07/10/1975 ) و رؤوف جدي ( من مواليد 08/11/1986 ) و نزار كرو ( من مواليد 22/03/1983 ) و كريم المليتي ( من مواليد 25/10/1972 ) و صالح احميدان ( من مواليد 29/05/1986 ) و حمزة حمزة ( من مواليد 1/06/1981 ) و نبيل قصد الله ( من مواليد 10/02/1980 ) و أشرف بنفرحات ( من مواليد 29/07/1983 ) و القابسي كمالة ( من مواليد 25/05/1980 ) و علي بالنور ( من مواليد 05/04/1980 ) و حسن النائلي ( من مواليد 22/11/1984 ) و شعيب الجمني ( من مواليد 20/11/1984 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و الدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية و خارجه . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 29 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة وداد البدوي و الهادي كرو و محمد الجمني و عبد الحق البرشاني و سعيدة العكرمي و المختار الجماعي و شوقي الطبيب و صبيحة بلحاج سالم و كلثوم الزاوي . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بادانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين عامين و خمسة أعوام . * نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم السبت 18 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11940 التي يحال فيها كل من : أحمد الدقاشي ( من مواليد 17/10/1987 ) و فيصل فرح ( من مواليد 23/05/1972 ) و رفيق الشنيتي ( من مواليد 09/12/1975 ) و شوقي رحومة ( من مواليد 18/02/1976 ) و علي بوعلي ( من مواليد 03/04/1968 ) و عبد الدائم الوحيشي ( من مواليد 13/01/1986 ) و نصر فرح ( من مواليد 10/04/1976 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و الدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 29 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة وداد البدوي و بوبكر بن علي و عزيز بن عزيزة و شكري بلعيد . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي ببراءة نصر فرح لاتصال القضاء و بادانة بقية المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ثلاثة أعوام و خمسة أعوام . * نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان يوم الجمعة 17 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11950 التي يحال فيها كل من : زياد الدعلوشي ( من مواليد 26/10/1983 ) و أحمد الخاشع ( من مواليد 02/05/1984 ) و عبد القادر السولامي ( من مواليد 04/02/1984 ) و عثمان المناعي ( من مواليد 09/10/1978 ) و محمد الفاضل سالمي ( من مواليد 01/05/1975 ) و وليد الجبري ( من مواليد 19/08/1977 ) و عادل العياري ( من مواليد 08/09/1979 ) و محمد أيمن الذوادي ( من مواليد 27/10/1983 ) و سفيان علوقي ( من مواليد 04/08/1976 ) و كمال الخميري ( من مواليد 14/07/1984 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و توفير مواد لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية و المساعدة على ايوائهم و اخفائهم و ضمان فرارهم و السرقة المجردة. و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 11 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو و ناجي بن حمودة و محمد السعيدي و سمير بن عمر و حسن الغضباني و الازهر السالميو أنور أولاد علي . و تجدر الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي قضى بادانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين عامين و خمسة أعوام . * نظرت الدائرة الجنائية 12 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي رضا الدرويش يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2008 في القضية عدد 11943 التي يحال فيها كل من : شكري تريك ( من مواليد 10/10/1981 ) و عبد الله المحجوبي ( من مواليد 26/10/1983 ) و منصور محجوبي ( من مواليد 11/01/1982 ) و حبيب الحفصي ( من مواليد 12/01/1984 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 27 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة لحمادي الحنيشي و عزة الشابي و سمير بن عمر. و تجدر الإشارة إلى أن أحد الشبان المحالين في هذه القضية و هو طالب بالجامعة تنسب له الأبحاث أنه كان ينتمي إلى مجموعة سليمان و صعد معهم إلى جبل عين طبرنق ثم غادرهم قبل اندلاع الاشتباكات المسلحة مع أعوان الأمن . و كان الحكم الابتدائي قضى بتبرئة الحبيب الحفصي و بسجن باقي المتهمين مدة تتراوح بين عام و أربعة أعوام . * نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي يوم الخميس 16/10/2008 في القضية عدد 16205 التي يحال فيها كل من : قيس الهداجي ( من مواليد 18/02/1974 ) و اسكندر شرميطي ( من مواليد 06/11/1978 ) و ياسين الساحلي ( من مواليد 21/11/1971 ) و عبد الملك الأعور ( من مواليد 10/01/1979 ) و زهير الهمامي ( من مواليد 15/03/1971 ) و محمد علي العياري ( من مواليد 06/06/1985 ) و نجم الدين الشابي ( من مواليد 30/06/1978 ) و كمال بلعيد ( من مواليد 03/01/1959 ) و رمزي الشريفي ( من مواليد 07/08/1975 ) و عمارة ماجري ( من مواليد 26/03/1960 ) و أكرم الزلفاني ( من مواليد 16/03/1982 ) و سهيل الماجري ( من مواليد 03/04/1981 ) و المذكور منصوري ( من مواليد 22/02/1957 ) و كمال الخميري ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و قد ترافع عنهم الأساتذة إيمان الطريقي و الهادي العباسي و كلثوم الزاوي و حاتم بالأحمر و بن رمضاني و سليمان الجلاصي و منتصر السلامي ، و بعد المفاوضة القانونية أصدرت المحكمة حكمها القاضي بتبرئة أكرم الزلفاني و ادانة بقية المتهمين و سجنهم لمدة تتراوح بين ثمانية أشهر و ثمانية أعوام . * كما نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي يوم الخميس 16/10/2008 في القضية عدد 16403 التي يحال فيها كل من : زكرياء المقوري ( من مواليد 18/05/1981 ) و أكرم الزلفاني ( من مواليد 16/03/1982 ) من أجل الدعوة الى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و الانضمام إلى تنظيم إرهابي . و قد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 30/10/2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأستاذين سمير بن عمر و ايمان الطريقي . و تجدر الإشارة إلى أن الشاب زكرياء المقوري موقوف منذ بداية سنة 2007 على ذمة القضية التحقيقية 4/8006 و قد قام السيد حاكم التحقيق بالافراج عنه في شهر فيفري 2008 بعد توجيه تهمة عدم إشعار السلط بما أمكن له الاطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية ، الا أن أعوان ادارة أمن الدولة قامت باعتقاله مجددا في نفس اليوم الذي أفرج عنه فيه و أعادته مجددا الى السجن من أجل نفس الوقائع و الأفعال !!!!! . * و نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي يوم الخميس 16/10/2008 في القضية عدد 15931 التي يحال فيها سامي الصيد من أجل الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية . وقد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 30/10/2008 استجابة لطلب محاميه الاستاذ سمير بن عمر. * كما مثل سامي الصيد أيضا يوم الاربعاء 15 أكتوبر 2008 على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس في خمس قضايا مرسمة تحت عدد 57199- 57200-57201-57202-57203 و ذلك من أجل نفس التهمة و هي الانضمام زمن السلم إلى منظمة إرهابية تعمل بالخارج ، و قد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 17/11/2008 استجابة لطلب محاميه الأستاذ سمير بن عمر . و تجدر الإشارة إلى أن السيد سامي الصيد سلمته السلطات الايطالية إلى تونس رغم صدور حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يمنع ترحيله إلى تونس ، و قد وقع إيقافه بعد أن صدرت ضده أحكام غيابية قاضية بسجنه مدة 115 سنة !!!! .
عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية
قوى تونسية تطالب بتدخل الرئيس لإطلاق سراح مساجين أحداث قفصة
تونس – خدمة قدس برس طالبت أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني في تونس، الرئيس زين العابدين بن علي، بالتدخل لإطلاق سراح كافة المساجين والموقوفين على خلفية ما عرف بأزمة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة، جنوب غربي تونس. واعتبر الموقعون على هذا النداء، أنّ “استمرار أزمة الحوض المنجمي إلى اليوم يشكّل مضرّة بمصلحة البلاد وسمعتها بعدما طالت أكثر من اللزوم بمرور أكثر من تسعة أشهر على بداية تحركات أهالي المنطقة”، حسب تعبيرهم. وذكّر النداء بالطابع السلمي الذي اتسمت به تلك التحركات، وفق ما ورد فيه، مستدركا أنّ الذين قاموا بتنظيمها زجّ بهم في السجن “بتهم لا أساس لها وصدرت ضدّهم أحكام قاسية”، حسب عبارة البيان. وحثّ الموقعون على البيان الرئيس زين العابدين بن علي، على اتخاذ إجراءات كفيلة بإحلال الانفراج وبعث مناخ من الطمأنينة في نفوس أهالي المنطقة، وذلك “عبر غلق ملف التتبعات ضد المعتقلين، وتمكينهم من استرجاع حقوقهم كاملة، على أمل أن يكون ذلك تمهيداً لحوار جدي لإيجاد حلول لمشاكل التنمية خاصة في الحوض المنجمي والشريط الغربي للبلاد”، كما قالوا. وكانت تحركات احتجاجية شعبية انطلقت في بداية العام الجاري بالمناطق المنجمية في محافظة قفصة جنوب غربي تونس، تخللتها في الأشهر الأخيرة مواجهات دامية مع قوات الأمن استعملت فيه هذه الأخيرة الرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل شابين وجرح آخرين، وعقب ذلك موجة اعتقالات ومحاكمات طالت العشرات من الناشطين السياسيين والنقابيين بالجهة وجّهت لعدد منهم اتهامات خطيرة بتكوين عصابات وتدبير اعتداءات وهجمات. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 18أكتوبر 2008)
حزب تونسي معارض يرشح أمينه العام للانتخابات الرئاسية
تونس 19 أكتوبر تشرين الاول/رويترز/ أعلن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض في تونس ذو التوجهات القومية العربية اليوم الاحد ان مكتبه السياسي اقترح ترشيح أمينه العام أحمد الاينوبلي للمنافسة في سباق الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري العام المقبل. وقال الحزب في بيان أرسل لرويترز عبر البريد الالكتروني //تم اقتراح ترشيح الاخ أحمد الاينوبلي الامين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي للانتخابات الرئاسية سنة 2009 //. وأضاف ان هذا الاقتراح سيعرض على اجتماع المجلس الوطني للحزب المقرر عقده 15 نوفمبر تشرين الثاني المقبل لاتخاذ القرار النهائي. ويعتقد على نطاق واسع ان المجلس الوطني سيوافق على تزكية الاينوبلي مرشحا للانتخابات التي ستجري في نوفمبر 2009 . وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد أعلن في وقت سابق أنه بامكان كل الامناء العامين للاحزاب المعارضة والمنتخبين منذ مدة لا تقل عن عامين الترشح للاستحقاق الرئاسي المقبل. وأعلن بن علي بالفعل ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الدولة والذي يشغله منذ 1987 خلفا للرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وقال بيان الاتحاد الوحدوي الذي يشغل سبعة مقاعد في البرلمان من بين 189 مقعدا انه يعتزم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في كل المحافظات. والوحدوي أحد ثمانية احزاب معارضة صغيرة في تونس وقد شارك في كل الانتخابات البرلمانية التي جرت في تونس منذ 1989 وشارك عام 1999 بمرشح في الانتخابات الرئاسية وحصل على نسبة لم تتعد واحدا بالمئة من اصوات الناخبين انذاك. ويقضي عبد الرحمان التليلي الامين العام السابق للوحدوي والذي ترشح لمنافسة بن علي في انتخابات الرئاسة عام 1999 عقوبة بالسجن لمدة تسعة أعوام منذ سبتمبر ايلول 2003 بتهمة الفساد واستغلال النفوذ. وأعلن نجيب الشابي الزعيم السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وأحد أشد معارضي بن علي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية رغم ان تعديلا دستوريا يمنعه من الترشح لهذا المنصب بعد ان تخلى عن الامانة العامة لحزبه لصالح مية الجريبي التي لها الحق في الترشح للانتخابات. وينتظر ان تعلن أغلب احزاب المعارضة في تونس مشاركتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. (المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
محام معارض ينافس ابن علي في الانتخابات الرئاسية عام 2009
تونس 19 تشرين أول/أكتوبر (د ب أ) – أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض – صاحب التوجه القومي العربي – اليوم الأحد ترشيح أمينه العام المحامي “أحمد الأينوبلي” لانتخابات الرئاسة التونسية المقررة نهاية عام .2009 وقال الحزب، الممثل في البرلمان التونسي بسبعة مقاعد، في بيان إنه قرر أيضا المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة لنفس العام. ويتولى “الاينوبلي” الأمانة العامة لـ “الاتحاد الديمقراطي الوحدوي” منذ 2003 تاريخ اعتقال “عبد الرحمن التليلي” مؤسس الحزب وأمينه العام السابق الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات لتورطه في قضايا فساد عندما كان مديرا عاما لديوان الطيران المدني التونسي (الحكومي). ولم يشارك أحمد الأينوبلي في انتخابات الرئاسة التونسية الأخيرة سنة 2004 ودعا آنذاك أعضاء تنظيمه السياسي والناخبين التونسيين إلى التصويت لصالح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي واكتفى حزبه بالمشاركة في الانتخابات التشريعية التي أجريت خلال نفس العام. وأدخل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مؤخرا تعديلا على دستور البلاد يتيح بشكل استثنائي لرؤساء أحزاب المعارضة وأمنائها العامين المنتخبين والمباشرين لمهامهم لمدة لا تقل عن سنتين متتاليتين، الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وألغى شرطا بضرورة أن يكون الحزب ممثلا في البرلمان التونسي. ويمكن التعديل الدستوري الرؤساء والأمناء العامين لستة أحزاب معارضة تونسية معترف بها (من جملة 8) من الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 باستثناء حزب الخضر للتقدم و”التكتل من أجل العمل والحريات لأن أمينيهما العامين غير منتخبين. يذكر أن “الاينوبلي” هو ثاني معارض تونسي ،تتوفر فيه الشروط التي حددها التعديل الدستوري الأخير، يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية 2009 بعد “محمد بوشيحة” أمين عام ”حزب الوحدة الشعبية” الذي أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي ترشحه للاستحقاق الرئاسي. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي /72 عاما/ رئيس “حزب التجمع الدستوري الديمقراطي” الحاكم والذي يحكم البلاد منذ سنة 1987 أعلن مؤخرا أنه سيترشح للانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2009 . (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
حزب تونسي معارض يرشح أمينه العام للانتخابات الرئاسية المقبلة
تونس / 19 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: أعلن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض أن مكتبه السياسي اقترح ترشيح أمينه العام أحمد الأينوبلي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في خريف العام 2009. وأوضح في بيان حمل توقيع عضو مكتبه السياسي المكلف بالإعلام عبد الكريم عمر، تلقت يونايتدبرس أنترناشونال نسخة منه، أن هذا الاقتراح سيعرض على اجتماع المجلس الوطني للحزب المقرر عقده في منتصف الشهر المقبل لاتخاذ القرار النهائي. وتأسس حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين ثاني من العام 1988، أي بعد نحو عام من وصول الرئيس بن علي إلى السلطة، ليحصل بعد ثلاثة أيام فقط من تأسيسه على ترخيص قانوني. وتولى أحمد الأينوبلي الأمانة العامة لهذا الحزب الذي يرفع لواء القومية العربية، خلال شهر أغسطس/آب من العام 2003، وذلك عقب دخول مؤسسه وأمينة العام السابق عبد الرحمان التليلي السجن عقب إدانته بتهم تتعلق بالفساد الإداري والمالي. وأشار حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في بيانه إلى أن مكتبه السياسي اقترح أيضا خلال اجتماع موسعه عقده اليوم “المشاركة” في كل الدوائر التشريعية بالنسبة للانتخابات التشريعية لعام 2009. وشارك الاتحاد الديمقراطي الوحدوي منذ العام 1989، في كل الانتخابات التي جرت في تونس، كما خاض أيضا تجربة الانتخابات الرئاسية، حيث خاض أمينه العام في ذلك الوقت عبد الرحمان التليلي السباق الرئاسي في عام 1999، وحصل على 0.23% فقط من أصوات الناخبين. وفي العام 2004، تغيب حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن الانتخابات الرئاسية، ولكنه شارك في الانتخابات التشريعية، حيث حصل على 7 مقاعد في قبة البرلمان. وبهذا الاقتراح يكون الأينوبلي المعارض التونسي الثاني الذي تنطبق عليه الشروط القانونية بموجب التعديل الدستوري الاستثنائي الذي أدخل عليها، الذي يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، على إعتبار أن المعارض التونسي محمد أبو شيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية هو أول من أعلن ترشحه لخوض هذه الانتخابات في الأول من سبتمبر/أيلول الماضي. وكان البرلمان التونسي صدّق في وقت سابق على قانون جديد لتوسيع قاعدة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل، يتيح بشكل استثنائي إمكانية أن يترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2009 المسؤول الأول عن كل حزب سياسي شرط أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية وأن يكون يوم تقديم ترشحه مباشراً لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين. وتنطبق شروط هذا التعديل على كافة الرؤساء والأمناء العامين لأحزاب المعارضة التونسية المعترف بها، باستثناء حزبي الخضر للتقدم، والتكتل من أجل العمل والحريات على اعتبار أن أمينيهما العامين ليسا منتخبين. وتوجد في تونس خمسة أحزاب معارضة ممثلة في البرلمان بـ37 نائبا، بالإضافة إلى ثلاثة أحزاب غير ممثلة هي الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات، وحزب الخضر للتقدم. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
موقع طلبة :
أخبار
الطلبة و الإعصار المالي : شد الإعصار المالي الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و كافة أنحاء العالم انتباه شعوب العالم بأسرها و أخذت تنظر بعين القلق للمستقبل الذي يبدو غير مأمون العواقب للجميع بسبب العولمة و الإنفتاح الإقتصادي الذي جعل التأثيرات السلبية تنتقل من قارة إلى أخرى بسرعة الضوء وهو ما سيكون له أسوأ الأثر بالخصوص على البلدان الفقيرة و التي هي في طور النمو …. و أيام زمان – داخل الساحة الجامعية – ماكان لمثل هذا الحدث الذي هز العالم و اعتبر أخطر كارثة اقتصادية منذ أزمة 1929 أن يمر مر الكرام فلو وقع هذا الإعصار قبل عشرين سنة لتفجرت الصراعات الفكرية و الإيديولوجية و السياسية داخل الساحة الجامعية بين الإسلاميين و الماركسيين و البعثيين و القوميين و … و لكن إرادة السلطة – من خلال سياستها التعليمية و الثقافية – في تدجين الجامعة و إفراغ عقول الطلبة من الأفكار و الإهتمامات الراقية جعل هذا الحدث العالمي الذي سترتبط به مصائر الشعوب يمر – إلى حد الآن – مر الكرام : فلا معلقات و لا حلقات نقاش و لا اجتماعات عامة و لا تجمعات و لا مسيرات … لقد كان لضرب التيار الإسلامي – داخل الجامعة و خارجها – في الحملة الشرسة التي انطلقت سنة 1991 و أتت على الأخضر و اليابس أسوأ الأثر على الجامعة و على البلاد حيث شمل التصحر مختلف المجالات و بالخصوص المجال الثقافي و الفكري مما أفرز حالة عامة من السلبية و اللامبالاة… عيد الفطر : طلبة و تلاميذ قضوا العيد في السجون و المعتقلات … قضى مئات الطلبة و التلاميذ عيد الفطر المبارك داخل السجون و المعتقلات يواجهون ظروفا قاسية لا يعلمها و لا يقدرها حق قدرها إلا من عاشها …. نرجو من الله سبحانه و تعالى أن يطلق سراحهم و أن يكون عيدهم القادم – بعد زوال حكم المجرم جورج بوش و توقف معزوفته المشروخة ” الحرب على الإرهاب ” – خارج أسوار السجن إنه سميع مجيب و على كل شيء قدير
الحوار مع الشباب : – داهم البوليس السياسي يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2008 منازل الطلبة الصحبي الشورابي و الهادي الخياري و وجدي البرهومي و قاموا باقتيادهم عنوة إلى جهة مجهولة ….. – نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي يوم الخميس 9 أكتوبر 2008 في سلسلة من القضايا أحيل فيها طلبة من أجل ” عقد أجتماعات غير مرخص فيها و الإمتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية ” و هؤلاء الطلبة هم :
– طارق بن محمد بن علي العويني – صابر بن محمد لطفي بن محمد المساكني – بلحسن بن حمودة بن محمد داود – محمد المنذر بن لسعد بن عز الدين بن صمرة – محمد صالح بن علي بن محمد صالح بالطيب – محمد بن أحمد بن صالح الزريبي – حازم بن محمد بن الصادق مجدوب – محمد أمين بن عبد السلام بن محمد حنفي – سامي بن المنوبي بن سالم الصغير الرديف : شعارات على الحيطان …. استفاق سكان مدينة الرديف ( 30 ألف ساكن ) يوم الخميس 8 أكتوبر 2008 على شعارات مكتوبة بالدهن على الحيطان و خاصة في المؤسسات التربوية تندد بالتواجد البوليسي في المدينة و خاصة بالقرب من المؤسسات التربوية … و من بين هذه الشعارات ” لا دراسة مع الحراسة و لا تدريس مع البوليس ” قفصة : تحركات طلابية ….. شهدت بعض الأجزاء الجامعية تحركات ذات طابع مطلبي و منها بسبب رداءة الأكلة مما اضطر الوالي إلى التنقل إلى مكان إعتصام الطلبة و التحاور معهم ثم الإستجابة الفورية لمطالبهم … من ناحية أخرى و بعد أن عبر الطلبة عن امتعاضهم من نقل محطة الحافلات المخصصة للنقل الجامعي من أمام نزل ” المأمون ” الذي يقع بوسط المدينة إلى مكان آخر يبعد قرابة الكيلومتر قرروا القيام بمسيرة احتجاجية فما كان من السلطة – و بعد أن بلغها الأمر – إلا أن تراجعت في قرارها و أعادت بالتالي المحطة إلى مكانها الأصلي ….
الشباب الديمقراطي التقدمي : بيان افتتاح السنة الجامعية …. بمناسبة السنة الجامعية الجديدة أصدر الشباب الديمقراطي التقدمي بيانا أكدوا فيه أن ” أوضاع الطلبة تزداد تعقدا من سنة إلى أخرى و حيرتهم على مستقبلهم تزداد عمقا مع ازدياد أفواج المعطلين من أصحاب الشهادات الجامعية كما يحاصر نشاطهم الساسي و النقابي و المدني داخل الجامعة و خارجها وهو ما أدى في نظرنا إلى تراجع واضح لدور الطلبة في الحركة الإجتماعية و الحياة الوطنية عموما ” كما أكد البيان على أن من حق الطلبة ” اختيار من يمثلهم في المؤسسات المنتخبة من برلمان و بلديات ، خاصة و نحن قادمون على سنة انتخابية و سياسية هامة ( 2009 ) سيتمكن فيها الشباب الذين بلغوا سن الثامنة عشرة من التصويت لاول مرة ” … و دعا البيان إلى ” إعادة هيكلة الإتحاد ( العام لطلبة تونس ) و تحوير نظامه الداخلي لجعل التمثيل داخله نسبيا يمكن كل الحساسيات من التواجد في المؤتمر و الهيأة الإدارية بصورة تتناسب مع حجمها و شعبيتها لدى الجماهير الطلابية ، و يقع اختيار ممثلي الطلبة في انتخابات ديمقراطية شفافة على أساس برامج و بيانات انتخابية لكل فصيل او تحالف ” و في الاخير دعا البيان الطلبة – من جملة ما دعا إليه – إلى ” الإسهام في تحرير الفضاء الجامعي من أشكال المنع و الحصار حتى يتمكن الطلبة من ممارسة نشاطهم النقابي و المدني و الثقافي دون قيود ” ….
الطلبة الدساترة يصدرون بيانا يدعون فيه إلى مؤتمر إستثنائي للإتحاد العام لطلبة تونس : في بادرة غير مألوفة أصدرت ” منظمة طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي ” يوم الخميس 16 أكتوبر بيانا جاء فيه : ” تواجه المجموعة الطلابية مؤامرة جديدة تنسج خيوطها قوى معروفة متطرفة لغاية ارتهان الجامعة مرة أخرى لأغراض إيديولوجية لا علاقة لها بالمصالح المباشرة و القضايا الحقيقية للطلبة التونسيين . و تقوم هذه المؤامرة على وضع مخطط للإستيلاء على الإتحاد العام لطلبة تونس ، دون اعتبار لإرادة الطلبة ، و بدون مشاورتهم ، و باعتماد أسلوب الإقصاء و تغييب جل الأطراف و منهم طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي ، و ذلك عبر محاولة فرض مؤتمر دون احترام لأبسط قواعد العمل الجمعياتي و السعي لإقحام أطراف غريبة عن الجامعة في هذه اللعبة . و إن كنا لا نستغرب أن تسلك هذه الجماعة طريق اللاديمقراطية و حق الإختيار الحر و احترام قواعد اللعبة لأنها نشأت في ظل ثقافة الإنفراد بالرأي و استخدام العنف عند الإختلاف ، فإن طلبة التجمع و من موقع مسؤوليتهم الوطنية كفصيل هام في الساحة الطلابية و الذين عبروا في عديد المناسبات عن استعدادهم للمساهمة في صياغة جديدة لأسس الحركة الطلابية التونسية ، تأخذ بعين الإعتبار التغيرات و التحولات الوطنية و الدولية ، فإنها تدعو الجميع إلى : – الكف عن الإستمرار في هذا المشروع الهادف إلى بناء منظمة نقابية على الإقصاء و عدم احترام القانون و أبسط قواعد العمل النقابي الديمقراطي . – تدعو إلى تكوين لجنة طلابية وطنية تشارك فيها الأطراف الفاعلة في الساحة الجامعية و بعض القدماء المعروفين بتوجههم النقابي الوطني ، تتولى ضبط برنامج لتنظيم مؤتمر إستثنائي يحترم فيه النظام الداخلي للمنظمة و متطلبات المرحلة الإنتقالية بالإعتماد على مبدأ التوزيع الحر للإنخراطات ” و في خطوة لافتة للنظر قامت كل الصحف اليومية بنشر البيان وهي التي عادة ما تتجاهل تغطية الأحداث على الساحة الطلابية …. و لنا عودة لهذا البيان الغير عادي ….
توزر : تنامي عدد الطلبة بشكل ملحوظ …. بلغ عدد الطلبة في مفتتح السنة الجامعية الحالية 2008 – 2009 بمدينة توزر 1424 طالبا من ضمنهم 764 يدرسون بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية و 660 بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات
قائمة سوداء مفتوحة في أعداء الحجاب :
1 – فتحي الحنفي : مدير المعهد الثانوي علي البلهوان بنابل 2 – محمد الصغير الزعفوري : مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد 3 – صالح الجملي : مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل 4 – مراد موســى : مدير معهد ” العقبة ” الثانوي بمنوبة 5 – سيدة التليلـي : مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالمنزه 6 – عادل موسى : مدير المعهد الثانوي بالحرايرية – تونس – 7 – محمد جلال سعد : مدير معهد الفتيات الطاهر صفر بسوسة 8 – توفيق بن بريك : مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية ببنزرت 9 – منوبية المسكي : مديرة المعهد العالي للغات التطبيقية والإعلامية بنابل 10 – قمر بوسنة : مديرة المدرسة الإعدادية ببطحاء الشهداء – نابل –
باجة : مبيت جامعي خاص بالطالبات بجوار ماخور ؟ لم يتورع أحد المستثمرين الخواص بمدينة باجة عن تخصيص بناية لا تبعد سوى بضع عشرات من الأمتار عن الماخور كمبيت للطالبات اللائي يدرسن بالمؤسسات الجامعية بمدينة باجة و يقع المبيت الجامعي الخاص و الماخور في أكبر شوارع المدينة وهو شارع فرحات حشاد ( نعم التكريم للزعيم النقابي الشهيد ؟؟؟ ) و الغريب في الأمر أن المسؤولين الجامعيين لم يسعوا لمعالجة هذا السلوك الأرعن و كأن الأمر لا يعنيهم فهل ينتظرون حصول إحدى المصائب – لا قدر الله – حتى يبادروا بالتحرك …. و لنا أن نتساءل هل بهذه الطريقة الخرقاء يتم معالجة أزمة السكن المتفاقمة ؟ ثم ما رأي الأولياء في هذه الوضعية الغير مريحة و الغير مقبولة لبناتهن ؟ المنار : تعرض طالب للسلب تحت التهديد بسكين …. خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2008 اعترض أحد المنحرفين سبيل طالب كان متواجدا بأحد شوارع ” المنارات ” فسلبه تحد التهديد بسكين كبيرة الحجم هاتفه الجوال و خاتما ذهبيا و كان الطالب المذكور قد سهر صحبة أصدقائه بأحد المقاهي جهة المنار و في حدود الساعة الواحدة ليلا و عندما قفل راجعا إلى منزل والديه قرب حي ابن خلدون برز له أحد المنحرفين و ذلك في الوقت الذي كان فيه مركزا على البحث على سيارة أجرة و عندما طالبه بتسليمه ما لديه من مال حاول الطالب التصدي له و لكن تحت تهديد السلاح أذعن له و سلمه هاتفه و خاتما ذهبيا و قد تم لاحقا إلقاء القبض على المعتدي …. غار الدماء : إخراج جثة طالبة بعد دفنها …. قامت إحدى العائلات بجهة غار الدماء – 35 كيلومتر غرب مدينة جندوبة – بدفن إحدى بناتها إثر وفاتها … و لكن حدثت لاحقا تطورات دراماتيكية في قضية وفاتها اقتضت إخراج جثتها بإذن من النيابة العمومية … فقد تم إبلاغ أعوان الحرس – من خلال مكالمة هاتفية – بأن الطالبة المذكورة ماتت بفعل فاعل و أنها كانت تحمل جنينا في أحشائها …و قد أودعت الجثة بقسم التشريح الطبي بمستشفى شارل نيكول و ذلك لتحديد أسباب الوفاة … و في الختام : أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي يغلي دم الأحرار في شرياني أنا لست أدري هل ستذكر قصتي أم سوف يعروها دجى النسيان أو أنني سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الأوثان كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني لو لم أكن في ثورتي متطلبا غير الضياء لأمتي لكفاني (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
عندما كان سمير العبيدي طالبا بكلية الحقوق بتونس و يشعل النار في جريدة ” الصباح ” :
خلال السنة الجامعية 1983 – 1984 كان سمير العبيدي – الوزير الحالي للشباب و الرياضة – يدرس بكلية الحقوق و الإقتصاد بالمركب الجامعي بتونس و قد عرف عنه بأنه أحد قيادات التيار اليساري و بالتحديد ” الوطد ” في حين كان البعض الآخر يرى فيه مجرد ( …. ) و يعللون هذا الأمر بالصعود الكبير الذي عرفه في المسؤوليات السياسية في ظرف وجيز … فمن عضو في المجلس الإقتصادي و الإجتماعي … إلى سفير في سويسرا … إلى وزير للشباب و الرياضة …. و خلال السنة الجامعية المذكورة حدثت صراعات و مناوشات كثيرة بين اليسار و التيار الإسلامي الممثل في ” الإتجاه الإسلامي ” … و لكن الذي يهمنا هنا – و في إطار إبراز ” تفتح سمير العبيدي و رسوخ قناعاته الحوارية و تفتحه على الرأي الآخر ” إقدامه في إحدى التحركات بكلية الحقوق بتونس – شأنه في ذلك شأن جميع أنصاره و رفاقه – برفع نسخة من جريدة ” الصباح ” و إيقاد النار فيها للتنديد بالجريدة المذكورة و تعبيرا عن احتجاجه – و رفاقه – على وجود الهاشمي الحامدي – و كان آنذاك أحد قياديي الإتجاه الإسلامي – كمحرر بالجريدة المذكورة هكذا كان حوار سمير العبيدي مع زملائه الشباب : بدأه بــ ” حرقان الصحف ” و ربما سيواصله بــ ” حرقان الأشخاص ” و إزاحتهم من طريقه وهو على رأس وزارة الشباب و الرياضة …. المهم أن التاريخ يسجل و لا ينسى …..
Khaled Ben Ahmed T.Heuss-Str.45 76287 Rheinstetten Mob.004917661019196
منوّبيّة والمتحجّبات ونابل
كتبه عبدالحميد العدّاسي: اسمها، “منّوبيّة”، يحدّث عن محيطها وأصلها: فلا شكّ أنّها من عائلة بدويّة ريفيّة متواضعة، إذ ما سمّى أهل الحضر بناتهم بمثل هذه الأسماء إلاّ نادرا… العمل الذي اقترفته، “طرد المحجّبات من المعهد الذي تشرف عليه”، يحدّث بتعلّقها الشديد بثقافة “التنوير” التي أغرقت البلاد فيما يجعل النّور نادرا ندرة الكفرة في الجنّة… ليس في الأمر غرابة، فقد علّمتني الحياة أنّ التنقّل بين المتضادّات كثيرا ما يخلّف عاهات مستديمة: فكم من ريفيّ بسيط انقلب إلى متسكّع وسخ لمّا تحضّر (انتقل إلى المدينة)(*)، وكم من فقير مدقع انقلب إلى بخيل متكبّر لمّا أغناه الله، وكم من مصلّ ملتزم انقلب إلى صخّاب منعدم الحياء لمّا ضلّ، وكم من عزيز عامل أشمّ انقلب إلى فاسق وضيع لمّا عبد أناسا من دون الله، وهكذا(**)… والحالات والمتضادّات كثيرة يمكن أن يرصدها كلّ من أراد فهم هذه الحياة ليأمن شرّ تقلّباتها، ولا حافظ إلاّ الله… ومنّوبيّة قد تكون وقعت تحت ضغط الكثير من هذه المتضادّات وغيرها، فلعلّها كانت ذليلة فسوّدها الله (من السيادة)، فلم تجد ما تعبّر به عن هذه “المكانة” وهذه السيادة أحسن من طردها هؤلاء الطالبات المتحجّبات العفيفات، خاصّة وهي في بلد لا يتورّع أهل السيادة فيه عن الطرد والحبس وحتّى القتل… ومنّوبيّة تعمل بولاية نابل، وهي ولاية يمكن للملاحظ أن ينتبه إلى كثرة الميادين والمناسبات التي وقعت محاربة الحجاب فيها خاصّة في بحر هذه السنة، وقد تجد نفسها مضطرّة لمسايرة الحراك العام بالولاية فلا تُحدث الاستثناء فيُتحدّث بها – وهي العاملة على البروز ضمن التنويريين – وبعدم انسجامها مع النّسق العام لمحاربة الدّين، أو لنقل لمحاربة المظاهر “المضرّة” بالسمت العام للمدينة!… فمدينة نابل وجاراتها المنتصبة على ساحل الوطن القبلي (خاصّة جارتها الحمّامات) تتعرّض منذ سنوات إلى غزو ثقافي لا يدين أهله بديننا رغم أنّهم من أبناء جلدتها، فقد دعتهم غيرة على الاقتصاد (زعموا) إلى إفساح المجال للسياحة دون ضوابط أخلاقيّة أو صحّية، حتّى كاد أهل المدينة المحافظون يُحرمون من التمتّع بمياه بحرهم وبشواطئه نظرا لكثرة أكداس اللحم الحرام الملقاة على تلكم الشواطئ والتي باتت تمثّل خطرا حقيقيا على أبنائهم وبناتهم وعليهم هم أنفسهم… ولكنّ “الاقتصاديين” لم يقنعوا بهذا المستوى من الإفتان فأخرجوا طوابير اللحم اللاّمستور على الجِمال الصبورة تجوب بهم الوديان والشوارع والأزقّة حتّى لتكاد تدخل (الطوابير) كلّ بيت دون استئذان، حتّى لتكاد تزرع فيروسات فقدان المناعة المكتسبة في كلّ فِناء ومكان… ههنا انتبه أهل نابل المسلمون الطيّبون، فسارعوا إلى تحصين أبنائهم وبناتهم، ليس بإشهار السلاح في وجوه الذين اعتدوا على حرماتهم وأذواقهم وشخوصهم ولا في وجوه الذين فتنونهم في دينهم، ولكن فقط بتنبيه أبنائهم إلى السلامة من الوباءات باتّباع تعاليم دينهم والاقتداء بالصالحين من قومهم… فبرز الحجاب ملفتا الأنظار في مدينة تعوّد البعض فيها على غياب ساتر شعر الرّأس بل وحتّى ساتر كلّ ما وجد بأسفل الرّأس… فما تأخّر “المتنوّرون” في الدّفاع عن ثقافتهم وسمت المدينة التي يريدون أن تكون لهم وحدهم، فكان اللجوء إلى المناشير العار وإلى الأشخاص النّشاز، وفي هذا الإطار كانت منّوبيّة بتصرّفها العار تنحاز ضدّ بلدها إلى محاربة الحريّة الشخصية والستر لتشيع الظلم وأحلام المتنوّرين التي لن تتحقّق – بإذن الله – وإن تظافرت جهود الفاسقين، ولن تنفعها في وقفتها وحيدة أمام ربّها المالك الملك… تحيّة إكبار للمتحجّبات المدافعات عن شخصيتهنّ الإسلاميّة… تحيّة إكبار لكلّ تونسيّة آمنت بحقوق المرأة وحرّيتها الشخصيّة… تحيّة تقدير لأهلنا المرابطين في الحوض المنجمي وفي كلّ شبر من أرض البلاد التونسية… نظرة احتقار لكلّ تابع لظالم أو ظالم خان الأمانة وعامل النّاس بما لا يشرّف الإنسانيّة… الرّجاء والتمنّي لمنّوبيّة وغيرها من العاملين تحت نير عدم فقه الواقع، الانتباه إلى أنفسهم كي يخرجوا من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، فتقبل منهم توبتهم إن نصحوا فيها، فيفوزوا بخيري الدنيا والآخرة… ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): ليس في هذا الكلام ذمّ لأهل المدينة ولا مدح لأهل الباديّة، رغم ما لدى البيئتين من خصال تميّز إحداهما عن الأخرى، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم تربّى في البادية!… (**): أتحدّث هنا عن الأمور السلبيّة، غير أنّ الحالات العكسية كثيرة الحدوث، فكم من ضالّ جاهل انقلب إلى فقيه مخبت لمّا آب إلى ربّه… وكم…، وهكذا…
تونس تحارب الفساد
حاجة ما كنتش نعرفها من قبل عرفتها البارح برك، اضراهي بلادنا مصادقة على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد تي هاي حاجة هايلة خلاص وزعم اشكونهم الفساد الى باش تكافحهم تونس و تحل في شانهم تحقيق جدي وفوري زعمة يوصلو للروس الكبيرة و الا كي كل مرة يعمل كبش فداء كيف اوخينا متع اتحاد الشغل طلعوه سارق المليارت بعد ما كلاو معها لين شبعوا. زعمة موش ممكن يوقفوا الرجال بالحق و يقرر الرئيس بيدو فتح تحقيق في جملة من التشكيات متع المواطنين. الى فكولو ارضوا و الى تحيلو عليه و نحولو فلوسوا و الى دخلوهم للحبس بتهم ملفقة و قالوا خوانجية و غيره من هاكة الاوي… المهم انا نتوجه للحقوقيين و المحاميين و هيك المنضمات الى قالوا راهي متع المجتمع المدني باش تاقف وقفة صحيحة و ترفع قضية لدى الامم المتحدة في ه العباد الفساد هوذم الى كلوا فلوسنا و حطمولنا مستقبلنا و ما يبقاوش انهار الكل و هم يسبوا في فلان و علان و جماعة فلان بيهم و جماعة علان عليهم. يا اخي اتحركوا بشكل قانوني و خاصة انتم عندكم مجال للحركة في الداخل و الخارج و موش مشكل كان قالوا هاذا استقواء بالاجنبي و ما هو معروف تو يجي بسيس يكتب مقال في الصباح و يضرب عليه رزة فلوس و الا هاكة التافه بن نصيب موش مشكل خليهم يسبوا كلب ينبح على طيارة هوما يعرفوا انهم مجرد عساسة و يدبروا في روسهم و يلزمهم يبرروا الفساد و يدافعوا على المفسدين اما انتم يارسول الله واحد كيما بشير الصيد محامي معترف بيه و مقتدر و هو تو عميد المحامين اشبيه ما يرفعش قضية بالفاسدين و الا سي حمة الهمامي علاش ما تجمعوش كلمتكم كيما عملتو في 18 اكتوبر تعملولنا حويجة اخرى على الفساد. راهو تحرك من ه النوع مهم برشا باش المواطن العادي ما يقولش هوذا جماعة دون يسبوا في الرئيس و ما عندهمش برنامج حقيقي لازمك تاقفوا ضد الفساد و تفضحوا المفسدين و هاككة المواطن يحس انو ثمة اشكون يدافع عليه قدام الهجمة الشرسة متع المافيا. فالك وزير التربية سي حاتم بن سالم من نهارين عمل اجتماع و اعلن على تشكيل لجنة مهمة متابعة الغيابات متع الاساتذة و التلامذة. بالحق راهو كي يغيبوا الاساتذة بلا حتى مبرر هذا يعتبر فساد و يلزم يوقفوهم عند حدهم لكن الحاجة الباهية زادا انو سي حاتم قال راهو الاستاذ هو محور العملية التربوية و ه الكليمة ما سمعنهاش خلاص في عهد القربي الى هو بيدو متهم بالفساد و قالوا راهو يخدم في جماعة خنيس بودنا سي حاتم يعمل لجنة اخرى تحقق في ه الدعاوي و ما فيها باس راهو كي يقولولنا راهو الصادق القربي فاسد و يعاقبوه على الاقل الواحد يشعر انو ثمة امان اما كل مرة يجينا حد يعمل شاطح باطح و يمشي راهو موش باهي لسمعة بلادنا السيرة على درب الشفافية و العدالة و السيد الرئيس قال ما يتظلم حد في بلادي و ما فيها باس زاد سي حاتم يتعاون مع النقابة و يكملولنا النظام الاساسي راهو عيب اساتذة ما عندهمش ستاتي و زادا يعمل لجنة اخرى تنظر في هيكة النقل التعسفية متع 97 استاذ الى شتتهم القربي قالك اشنوة ماهمش في التجمع ياخي ما يعيش في البلاد كان التجمعيين؟ و بربي سا سي حاتم ما تنساش هيكة الفضيحة متع القربي المتعلقة بطرد 3 اساتذة بلا حد تبرير راهي وصمة عار في جبين وزارة التربية و فعل لا يحبها لا ربي و لا العبد ما فيها باس تقول سلفنا اخطا و هانا باش انرجعوا الحق لصاحبو و رد بالك تعمل كيفو كل مرة يقول راهي مشكلة تتجاوزني احنا نحبو يكون عندنا وزرة بالفم و الملا موش عسكر كردونة دون يصححوا في الورق متع خليان البيوت. وريينا مريرة وحدة انا عايشين في ظل دولة موش قبيلة و الا عشيرة. و رييونا مريرة وحدة انو البلاد فيها قانون.
و السلام عليكم. نقلا عن مدونة الساخر http://tounes2008.blogspot.com
تُـهـاجــرُ الـطـيـور ثم تـعـود إلى أوكــارهـا
د.أحمد القديدي أقرأ هذه الأيام أدبيات تونسية متميزة و ثرية تتعلق بالعودة الى أرض الوطن بعد غيابات متنوعة الأسباب مختلفة الطول متباينة الحساسيات لكنها جميعا ستتوج بالعودة حسب إرادة الغائبين وتطور الحوار الوطني باذن الله. وبعيدا عن المبالغة و الحدة في بعض هذه الأدبيات كنت على صلة بالهاتف مساء السبت (18 أكتوبر، التحرير) مع صديق عزيز هو الزميل الدكتور أحمد المناعي الذي أعرف أخلاقه و صبره و تقديره العقلاني للسياسة و الفكر، وهو اليوم في تونس وكان قريبا من غابات الزيتون في الوردانين مسقط رأسه فازددت إيمانا بأن الطريق السوية التي انفتحت بفضل حكمة قيادة بلادنا و وطنية النخب التونسية في كل المواقع حكما و معارضة لا بد أن تؤدي بالطيور المهاجرة الى العودة للأوكار و لا بد للوفاق الوطني أن ينتصر في النهاية لأنه هو الحل لجمع شمل الأسرة التونسية الواحدة. ومن جهة أخرى أقرأ مقالات الزميل الفاضل د. عبد المجيد النجار و تحليله الرصين لنظرية الأبيض و الأسود في مقاربتنا لشؤون بلادنا، و كذلك مقاربة الدكتور عمر النمري حول أهمية الوفاق و أيضا حوارات ابني الفاضل مرسل الكسيبي الفكرية على صفحات موقعه الوطني المعتدل والاحترافي الرفيع (الوسط) فأبارك بيني وبين نفسي هذه العدوى المباركة التي تسري ما بين جيلي و هو نفس جيل أحمد المناعي و بين جيل مرسل الذي هو نفس جيل د.خالد شوكات و شكري الحمروني و سواهما و الجيل الأوسط الذي يمثله د. مختار زغدود وسواه ممن عادوا الى الوطن ليساهموا في بنائه و تقدمه و عزته من منظور مختلف و من موقع أخر. ثم اني بصراحة أحببت بصدق قراءة مرسل التاريخية لسيرة زعيمين من زعماء المغرب العربي اختار كل منهما نهجا في المسيرة الوطنية وهي دروس من الضروري الاعتبار بها حتى و إن خالفناهما معا أو خالفنا أحدهما لأن التاريخ يقدم شواهد قوية لانارة الواقع والهداية الى أقوم المسالك. و قد كنت سعدت في السبعينات بمقابلة المرحوم ابراهيم طوبال في الجزائر و كذلك معارضين آخرين كانوا ساعتها على طرفي نقيض مع الزعيم بورقيبة ثم عادوا في ظروف تغيرت بعد ذلك و من بينهم الكاتب عبد الرؤوف الخنيسي صديقي الكريم الذي باعدت بينه في السبعينات و بين الحزب الحاكم قيم تمسك بها عبد الرؤوف ثم انجلى الغيم ليعود الى الوطن و كان معه في زيارة للجزائر عام 1972 الكاتب التونسي و الصحفي الهداجي السيد ( وهو صديق الصبا و ابن القيروان مثلي) الذي كان يعمل في الجماهيرية الليبية أيام التشنج العميق بين بورقيبة والقذافي ثم سعينا لكي يعفو الرئيس بورقيبة عنه و قد تم ذلك أمام كاميرات التلفزة التونسية عام 1974 بل و تجرأ الهداجي أمام بورقيبة و مباشرة في التلفزة على طلب العودة لعمله السابق فأذن الزعيم بإعادته الى عمله و نفذ الطاهر بلخوجة وزير الداخلية آنذاك أمر الرئيس. ثم حين توليت ادارة جريدة الحزب الحاكم عام 1981 جلبت معي الهداجي للعمل كصحفي وطويت الصفحة نهائيا، كما أنني اجتهدت في ارجاع المثقف الوطني عبد السلام الأصيلع الى تونس بل وأسندت اليه مسؤوليات تحريرية سياسية بعد أن كان عمل مذيعا و محررا في اذاعة قفصة التي أنشأتها السلطة الليبية في عهد توتر كبير بين الزعيمين بورقيبة والعقيد القذافي. هذه بعض الخواطر أسوقها دون الانزلاق في أي جدل لأني أؤمن بحرية كل مواطن و كل مثقف في اختيار نهجه و سن طريقة تعامله مع الشأن العام. لكن المجد يبقى للوطن و لكل مخلص صادق في خدمته مهما كانت المواقع. وليست الحقيقة حكرا على أحد منا كما ليس الباطل وقفا على أحد منا و لله الأمر من قبل و من بعد. (المصدر: صحيفة ‘الوسط التونسية’ (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
حق الاختلاف و حرية عدم الانتماء
المنصف زيد
هل يستطيع الفرد منا أن يتواجد بكيانه وبذاته بمفرده بدون ارتباط بهياكل و لا بجمعيات و لا أحزاب , هل يستطيع الفرد منا أن يفكر و أن يبدع دون تبعية لأي كان ؟هل يستطيع الفرد منا أن يتكلم بكل حرية عما يدور بخاطره دون أن يقع تحت طائلة التخوين والمحاصرة والتشهير ؟ لو ألقى الفرد منا من اللاجئين السياسيين بنظرة بسيطة عن علاقاته وصداقاته لوجد تحولات غريبة وعجيبة مرتبطة ارتباطا وثيقا بآرائه ومواقفه وأفكاره تتحول الأحضان والقبلات والا أشواق ويتحول الحب في الله والعشق في الله ,يتحول كل هذا بسرعة مذهلة و أعجوبة السحر إلى تخوين وسب وشتم وقدح في الأعراض . إذا كان الغرب الذي نعيش فيه يمجد حرية التعبير ويربط الوجود الإنساني بالتفكير وأعمال العقل من قول وكتابة وإبداع , فإننا نحن ولأننا نختلف مع هذا في كل ما هو نوعي فإن الحرية ترادف الخروج عن الإجماع و الخروج عن السلطان أيا كان نوعه ,حاكما أو جمعية أو حزبا. ولكي يكون المثال واضحا دون تلفيقا و صيد ي الماء العكر, سأضرب مثالا واضحا وجليا الأخ المصطفى الونيسي رجل تحول في بضع أسابيع من قدوة يحتذى به ومن شيخ قدوة في سلامة التفكير وفي التفاني في الدعوة في سبيل الله , تحول عند البعض إلى رجل مشكوك في نواياه و مشكوك في أفكاره. مشكوك في كل شيء يصدر عنه مادام قد اختار أن يتكلم دون قناع و دون قفازات و اختار أن يسمي الأشياء بأسمائها. والسؤال الذي يطرح نفسه بكل إلحاح و بكل قوة عقلية هل نستطيع أن نجد لنا موقع قدم في هذا الوطن , هل نستطيع أن نفكر ,أن نتكلم ,أن نكتب ,أن ننقد أو ننتقد , دون الخوف من التعرض إلى الإرهاب المادي أو المعنوي بكل أشكاله؟ الحقيقة المرة أن حق الإنسان في الوجود الحر مصادر أيا كان انتماؤه الفكري يمينيا يساريا أو ملحدا التواجد الحر مع حرية عدم الانتماء يبدو مستحيلا صعب المنال كصعوبة تنازل زعاماتنا من سلطة ومن معارضة عن عنف مصادرة حق الإنسان في التواجد الحر دون الخوف من التعسف والظلم أو التشهير والتخوين والمحاصرة السؤال العاجل الذي يستحق منا كل الجهد ,قبل لحديث عن مطلب الحرية , ما هي قدرتنا على تقبل الأخر المختلف فكرا و منهجا و أسلوبا في البحث عن حقيقة الأشياء في الأخير أوجه تحديا للمعارضة بأنواعها المختلفة ,القانوني والغير قانوني منها والعلماني والإسلامي منها والتحدي موجه كذلك للأنظمة الحاكمة بشقيهاالمتأدلج والمصلحي , أن تثبت بالدليل و البرهان أن حرية المواطن الإنسان مكفولة أيا كانت قبلته وأيا كانت حدة الاختلاف والتفرد في أفكاره المنصف زيد باريس 2008
في منطق الكيل بمكيالين ما ينطبق على بنزرت لا ينطبق على القيروان
هل تتذكرون ما حصل السنة الماضية في الاتحاد الجهوي ببنزرت ؟ تم تجميد الكاتب العام السابق السيد عبد الرزاق البجاوي بعد أن تتدخل الجهاز الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل ليضغط بكل ما أوتي من قوة لإقناع أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للتخلي عن كاتبهم العام، وحينما تمكنت القيادة من ذلك استجلبت المكتب التنفيذي الجهوي لتحيله على لجنة النظام ( مجلس تأديب نقابي ) وتوصي بقية الأعضاء بتلبيس مسؤولية كل المشاكل للكاتب العام. وشهدوا ثمانيتهم بأن خطيئة عقد مؤتمر النقابية الأساسية للمعادن بماطر دون التنسيق مع الجامعة هو من فعل الكاتب العام وحده، ووحده يتحمل المسؤولية ، وللتذكير أن كل الملف انطلق بتلك الذريعة لتصفية حسابات ترمي بجذورها عميقا في خريطة الصراعات الظاهرة والخفية داخل الاتحاد. وشهدوا ثمانيتهم بأن صدور ذلك البيان عن الاتحاد الجهوي ونشره على الصحف بما يتعارض ونواميس العمل داخل الاتحاد إنما هو أيضا من صنع الكاتب العام الذي يتحمل وحده المسؤولية في ذلك، وشهدوا ثمانيتهم بأن تجنيد كل أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية وتنقلهم إلى تونس حيث مقر القيادة الوطنية للاتحاد والتهجم على بعض أعضائها إنما هو أيضا من صنع الكاتب العام وحده، ووحده يتحمل مسؤولية ذلك التجاوز. وحضرت كل المسوغات لاتخاذ قرار تجميد الكاتب العام السابق عبد الرزاق البجاوي وطوي الملف وكانت النتيجة، بالنسبة لطرف في القيادة النقابية، إزاحة حجرة عثرة كأداء من طريقها في مسار طويل ومعقد أهدافه معلنة وغير معلنة والسبيل إليها محفوفة بكثير من المصاعب والعراقيل ولكنه كان بالتأكيد انتصار ومؤشر خير للمستقيل. هذا ما أعتمد للشروع في ملف بنزرت والذي كما سبق وقلنا ” عقد مؤتمر نقابة أساسية بالجهة دون التنسيق مع الجامعة المعنية “، أي جامعة المعادن وهو خطأ فادح استوجب في النهاية تجميد الكاتب العام لمدة 5 سنوات وبلغة أخرى إزاحته نهائيا تقريبا من المشهد النقابي. اليوم تتجدد الحالة ولكن في جهة أخرى، وفي القيروان بالتحديد، ويقرر الاتحاد الجهوي هناك عقد مؤتمر نقابة القمرق ثم يصدر البلاغ دون أن تكون الجامعة العامة للمالية على علم بذلك أي دون أن يقع التنسيق معها في الأمر بأي وجه من وجوه التنسيق والإعلام. والدوائر المسؤولة على فرض احترام القانون التي تولت ملف بنزرت من قبل لا تحرك ساكنا بل الأدهى من ذلك أنها قللت من أهمية الموضوع واعتبرت أن احتجاج الجامعة مبالغ فيه ولا يستدعي كل هذه الضجة وأن دوافع الاحتجاج هي مجرد خلافات وذاتيات ما كان ينبغي أن تأخذ كل هذه الأهمية أمام مصلحة العمل النقابي بالجهة. هكذا، نعم هكذا. ولو لا تدخل الأمين العام الذي أصر على ضرورة احترام القانون لجرى ما لا يتناسب مع ما اعتمد من القانون في ملف بنزرت. ولكن وقتها هل كان السيناريو سيتجدد في القيروان؟ بالتأكيد لا لأن ما ينطبق على بنزرت لا ينطبق على القيروان. هذا هو منطق الكيل بمكيالين ثم بعد ذلك يتذمر الذين يدوسون القانون أو يلاعبون به على هواهم وحسبما تقتضيه المصلحة من النقود التي توجه إليهم .
16 أكتوبر 2008 محمد – ب نقابي – المالية
المعارضة التونسية و انتخابات 2009 الحسابات الضيقة تمنع تحقيق الإختراق الإنتخابي 1/ 2
منجي اللوز قد لا يكون مناسبا التوقف عند وضع المعارضة التونسية وهي تستعد لمواجهة استحقاقات هذه السنة الانتخابية لو لم تكن بعيدة عن الإنتظارات والآمال المعلقة عليها. ولا نجانب الحقيقة إن قلنا إنه منذ الاختراق الانتخابي الذي حققته القائمات الإسلامية المستقلة سنة 1989 ، والاختراق الذي حققته حركة الديمقراطيين الاشتراكيين سنة 1981 ، والمعارضة تراوح مكانها، فيما تمكن الحكم من احتواء الجزء الرّخو منها (معارضة الموالاة) بواسطة “الكوتا” المسداة لها في المجالس النيابية. لا أحد ينكر طبعا ما أحرزت عليه المعارضة التونسية من مكاسب حقوقية وإعلامية وسياسية خلال العشرية الأخيرة رغم المخلفات المؤلمة لعملية الاحتواء المزدوج لكل من حركتي “النهضة” و”الديمقراطيين الاشتراكيين”، ولكن ما الذي يحول دونها والاختراق الانتخابي مجددا؟ لا تشذ التجربة التونسية رغم تعرجاتها وانتكاساتها عن بقية تجارب الانتقال إلى الديمقراطية من حيث ضرورة توفر شرط الانفتاح السياسي بما يعنيه من تفكك القبضة الاستبدادية من جهة، وبروز قطب سياسي له ما يكفي من الرمزية ووضوح البرنامج والتمشي، ومن الكادر المتمرس لمنازلة الحزب المحتكر للحياة العامة من جهة أخرى. لكن رغم توفر المعارضة على إمكانيات هامة من هذه الزاوية ، ورغم اهتدائها إلى تعيين طبيعة المعركة المتعلقة بالشروط السياسية والقانونية من أجل انتخابات حرة، يمكن القول أنها خسرت الجولة الأولى من هذه المعركة المتعلقة بالشروط القانونية للانتخابات الرئاسية، جراء الاختلاف في التمشيّات وتحديدا حول مبادرة الأستاذ أحمد نجيب الشابي إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية. وهو اختلاف ليس من الصعب استشراف انعكاساته السياسية سواء في علاقة بالحكم أو بالمعارضة. فعدى دعم بعض الشخصيات الوطنية وتأييد حركة النهضة وحياد موقف حزب العمال الشيوعي، لم يحصل أن أثار إعلان ترشح معارض تونسي لرئاسة الجمهورية تألب الحكم وجزء غير هيّن من المعارضة بهذا القدر، فقد سبق أن حظي إعلان ترشح السادة الشاذلي زويتن ضدّ الرئاسة مدى الحياة في “العهد القديم” وعز الدين الحزقي لاختبار صدق ما ورد في بيان “العهد الجديد”، ومنصف المرزوقي كإعلان عن القطيعة مع نظام 7 نوفمبر بتعاطف واسع لدى النخب والرأي العام المهتم. لسنا هنا بصدد تقييم الخطوة التي أقدم عليها الأستاذ الشابي، يكفي فقط أن نشير إلى أن هذا الترشح أجبر الحكم على الاعتراف به كمنافس جدي وذلك تحديدا من خلال المقص الفظ الذي أقصاه، وإلى التطلع والأمل الذي أثاره لدى قطاعات هامة من المواطنين، والقبول الإعلامي الحسن الذي لقيه، وإلى الاعتراف الدولي الذي حظي به، فلماذا كل هذه الضجة إذا؟ والحال أن ذلك الترشح يأتي للمطالبة بحق كل الكفاءات الوطنية في التقدم إلى منصب رئاسة الجمهورية، ولوضع حد لمنهج الإقصاء والاستثناء وهو بذلك يندرج في صميم المعركة من أجل فرض شروط الانتخابات الحرة. إن الأمر من جانب الحكم مفهوم ولا يحتاج إلى شرح وكذلك الشأن بالنسبة لفرق الموالاة وبعض الأقلام والأصوات التي لم نشهد لها أثرا إلا في مهاجمة المعارضة، لكن ما يدعو إلى الاستغراب هو موقف بعض أطراف ورموز المعارضة من ترشح الأستاذ الشابي. كما لا نتوقف عند ما يمكن اعتباره اعتراض على حق الأستاذ الشابي في الترشح على قاعدة برنامجية، تارة باسم “الوطنية الديمقراطية”، وتارة أخرى باسم “اليسارية الاشتراكية” ،لأنها ببساطة اعتراضات لا ديمقراطية محضة. والمدهش أن يصرح السيد محمد الكيلاني بعد ذلك بكل براءة أنه “فوت مرحلة طرح البدائل بالنسبة لتنقيح الدستور فيما يخص الانتخابات الرئاسية”، والحال أن مقترحات في البديل القانوني كانت معلنة لكنه لم ير فائدة في التفاعل معها. والبديل المجسد والميداني الحامل للواء هذا التعديل كان ماثلا أمامه لكنه اكتفى بالطعن فيه. يمكن إجمال الحجج والاعتراضات التي تقدمت بها بعض أطراف المعارضة الديمقراطية في اعتراضين هامين يتعلق الأول بمركزية الانتخابات الرئاسية وما يرتبط بها من تقديرات حول طبيعة النظام السياسي وتوازن القوة بين الحكم والمعارضة، و يتعلق الثاني بوحدة المعارضة وما أثارته من جدل حول المرشح الوحيد ، والمرشح الممكن، والمرشح الرمزي، وهي اعتراضات تبقى جديرة بالاهتمام حتى بعد إقرارالقانون الاستثنائي الجائر المتعلق بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية. مكانة الانتخابات الرئاسية لم يفصح الدكتور مصطفى بن جعفر عن اعتراضه على مركزية الانتخابات الرئاسية إلا في التصريح الأخير الذي أدلى به لأسبوعية الطريق الجديد أي بعد إقرار القانون الاستثنائي حيث يرى أن ما يمنع الإعداد المشترك بين التكتل والتجديد والديمقراطي التقدمي للتشريعية المقبلة هو”التشبث بمركزية الانتخابات الرئاسية” ، ويقترح في المقابل “القيام بمعركة سياسية ميدانية بالنسبة للانتخابات الرئاسية” وراء “المرشح الممكن” لا “المرشح الرمزي” لأن “وقت المعارك الرمزية ولّى وانتهى”، مع التأكيد في تلك المعركة على “إعطاء الأولوية للانتخابات التشريعية”. لا نعلم كيف قرر الدكتور بن جعفر أن الانتخابات الرئاسية في نظام رئاسي، بل في نظام قائم على الحكم الفردي ليست مركزية، لعله يربط ذلك بمدى قدرة المعارضة على إحداث التغيير وإنجاز التداول السلمي في مستوى رئاسة الجمهورية. لا نخال أن الدكتور يجهل طبيعة النظام السياسي وما يترتب عليه، لكن وإن كنا لا نخالفه التقدير من ناحية أخرى حول مدى قدرة المعارضة على انجاز التداول من خارج منظومة الحزب- الدولة، وأن هذه المهمة تبقى فوق طاقة المعارضة في المرحلة الراهنة وحتى على المدى المتوسط ، فإننا لا نعتقد أن ذلك موجب لإسقاط مركزية الانتخابات الرئاسية لا سيما الآن والعالم يعيش زمنية الانتقال إلى الديمقراطية حيث أجبر فيها النظام على الإقرار ولو شكليا بمبدأ التداول على الحكم، بل نؤكد أن الوعي بأهميتها ومركزيتها يبقى مولد إرادة وقوة الإصلاح والتغيير في بلادنا، وأن أي انحراف عن هذه الرؤية سيترتب عنه أضرار وتضحيات غير ضرورية. إن الأهداف الوطنية ليست تلك التي يحددها زيد أو عمرو حسب أهوائه وأغراضه الخاصة، إنما تحدد موضوعيا بصرف النظر عن قدرة المعارضة على تحملها و تحقيقها، لكن مهمة إنجازها بهذا القدر أو ذاك و بهذا الشكل أو ذاك تبقى متوقفة بالتحديد على قدرة هذه المعارضة وعلى درجة استعدادها. إن التداول السلمي على الحكم أصبح ضرورة حيوية لتونس اليوم، ومهمة المعارضة الآن تكمن تحديدا في تحويل هذه الضرورة إلى إمكان. صحيح أن هذا الطريق ليس مفروشا بالورود،بل مليء بالتعرجات وبالكرّ والفرّ وحتى بالانتكاسات لكن المنافسة على الرئاسة في الانتخابات ستبقى هي القاطرة التي تقود عربات التشريعية والبلدية والمجالس الجهوية وغيرها من الهيئات التمثيلية، وبقدر الضغط الذي تنجح المعارضة في إثارته في مجال المنافسة الرئاسية تضمن سلامة مشاركتها وجدواها في التشريعية والبلدية . هكذا نفهم إذا أن لا يبدي الدكتور بن جعفر ومن شاطره هذه النظرة حول أهمية الانتخابات الرئاسية ومركزيتها الحماس الكافي في مؤازرة حق ترشح الأستاذ الشابي ثم بعده في الاعتراض على القانون الاستثنائي الجائر، لكن ما لم نجد له تفسيرا هو الحماس الفياض الذي أبداه للطعن في هذا الترشح. وهكذا أيضا يتضح أن الاختلاف حول هذه المسألة ليس من شأنه تسهيل وحدة المعارضة لا من حيث الهدف أو الأسلوب. * الجزء الثاني في العدد القادم ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد467 بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
محاكمات سياسية لـ 105 مواطن خلال ثلاثة أيّام فقط فهل تكون السنة السياسية القادمة سنة المحاكمات؟
سامي نصر لم يسجّل المتتبّع للشأن العام بالبلاد في بداية سنة الانتخابات العامة التي من المفترض أن تكون سنة سياسية متميّزة، أي حدث ولم يلمس حرارة الأجواء الانتخابية التي كان ينتظر أن يحفل بها المجال السياسي، بل يخيّم صمت مريب على الجميع. وبين ثنايا رتابة هذه الأجواء نسجّل محاكمات بالجملة لعلها ستكون الحدث الذي يميز مفتتح هذه السنة السياسية والانتخابية رغم سعي السلطة التونسية إلى إحاطتها بأكبر قدر من التكتم. لقد عاش الجهاز القضائي صائفة سخنة من حيث عدد المحاكمات وعدد المتّهمين المحالين، فقد نظرت المحاكم التونسيّة خلال ثلاثة أيّام فقط (17 و18 و19 سبتمبر الجاري) في أكثر من 13 قضية أحيل فيها ما لا يقل عن 105 مواطنا واحتلت فيها محاكم قفصة الصدارة لإحالتها أكثر من 36 متّهما في أحداث الحوض المنجمي التي اندلعت احتجاجا على تفشّي البطالة والفقر والتهميش والمحسوبية… وفيما توشك دائرة الاتهام على ختم قرار البحث وتعيين موعد لمحاكمة قادة حركة الاحتجاج وعلى رأسهم المناضل عدنان الحاجي بتهم ثقيلة، عرفت محاكم العاصمة بدورها نشاطا مكثّفا خلال الأيّام الثلاثة سيّما الدائرة 14 التي أحالت بمفردها 35 متّهما، كان أغلبهم من ضحايا قانون مكافحة الإرهاب. لقد سرى الانطباع في بعض الأوساط أن ارتفاع وتيرة المحاكمات واستعجال البتّ فيها يمثل مؤشّرا على نية غلق هذه الملفات وعلامة على احتمال حدوث انفراج في مفتتح هذه السنة الانتخابية، لكن السؤال المحيّر يبقى: أي طعم وأي تمهيد لانتخابات 2009 في أجواء هذه المحاكمات؟ وإلى متى سيبقى الجهاز القضائي والأمني أداة توظّف لتصفية الخلافات السياسية والتحرّكات الاجتماعية الشرعية؟ هناك فعلا العديد من المؤشرات على أن القضاء التونسي يسعى جاهدا إلى غلق ملف الحوض المنجمي مع بداية السنة السياسية والقضائية الجديدة، بتكثيف وتجميع القضايا والبتّ فيها على عجل، إذ نظرت الدائرة الجنائية لدى المحكمة الاستئنافية بقفصة يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2008 في ثلاث قضايا كبرى، منها القضية عدد 4017 التي أحيل فيها 18 موقوفا والقضية عدد 3728 أحيل فيها 17 موقوفا، والقضية عدد4013. كما نظرت محكمة قفصة في نفس اليوم في 14 قضية استئنافية، منها 8 قضايا فردية و6 قضايا جماعية وهو ما جعل المحامين ممزقين بين كل تلك القضايا المتزامنة، ولم يتسن لهم سوى الإصرار على تقديم مطالب التأخير. وما يؤكّد رغبة الاستعجال في غلق ملفات الحوض المنجمي هو أن موعد الجلسات الاستئنافية حدّد بعد أسبوع واحد من الحكم الابتدائي، خلافا لما عوّدنا عليه القضاء التونسي. بل أكثر من ذلك أكّد لنا رئيس فرع رابطة حقوق الإنسان بقفصة الأستاذ زهير يحياوي أن إحدى الجلسات التي ترافع فيها لم يسمح رئيس المحكمة بتأخيرها سوى يوم واحد فقط. إن هذا الاستعجال في البت القضائي يوحي برغبة السلطة في غلق الملفات الحسّاسة وعلى رأسها قضية الحوض المنجمي التي أثارت الكثير من ردود الفعل، لكن هل يمثل هذا الاستعجال مؤشرا على نوع من الانفراج السياسي عشية الانتخابات العامة مثلما ذهب إليه البعض؟ إن الوقائع والمؤشرات القائمة تكشف عن أن دوافع الاستعجال هي محاولة لقطع الطريق أمام تطوّر حركة الدعم والمساندة لضحايا الحوض المنجمي ومنع استمرار احتلال هذه القضية صدارة الأحداث، وقطع كل صلة بينها وبين المنافسين المحتملين في الانتخابات القادمة. وما يؤكّد هذا المنحى هو استمرار تضييق الخناق على الأحزاب والجمعيات المستقلة ومحاصرة مقراتها ومنع العديد من أنشطتها. بل إن الجهاز القضائي ما زال يشتغل على بعض القضايا الحساسة مثل قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وتلك المرفوعة جورا ضد جريدة “الموقف”، ومازالت القيود مفروضة على تحرّكات النشطاء الحقوقيين والسياسيين، وعلى عقد الاجتماعات العامة. ونذكر في هذا الإطار منع اجتماع لحركة التجديد في المهدية ومنع اجتماع عام للتكتّل في صفاقس، فضلا عن تفاقم التضييق على مختلف وسائل الإعلام والانترنت. كما تشير المعطيات من ناحية أخرى إلى أن هذا الاستعجال لا يمكن أن يندرج في سياق أجواء انفراجية بالنظر إلى ثقل التهم الموجّهة لقادة ومؤطري احتجاجات الحوض المنجمي، والتي لا تبتعد كثيرا عن التهم الموجّهة لضحايا قانون مكافحة الإرهاب، وهو ما يدلّ على قساوة الأحكام المنتظرة. وفي نفس السياق ارتفعت سلسلة المحاكمات السياسية بالعاصمة خاصة المتعلّقة منها بقانون مكافحة الإرهاب، إذ تمّت محاكمة ما لا يقل عن 69 متّهما خلال ثلاثة أيّام فقط جلهم شباب في مقتبل العمر. ونفى البعض منهم التهم المنسوبة إليه أثناء المحاكمة، وتلخصت اعترافات البعض الآخر في مجرد “نيّة” الانضمام إلى المقاومة العراقية. ورغم أن قانون مكافحة الإرهاب لم يرد به ما يجرم النيّة أو المشاركة في مقاومة الاحتلال، وكذلك اللوائح الدولية التي تقر بحق مكافحة الاحتلال ولا يدخل ذلك ضمن الجرائم الإرهابية، فإن هذه القضايا مثّلت محاكمة للنوايا لا الأفعال. وقد ندد المحامون بظروف الاستجواب التي انتزعت فيها الاعترافات تحت التعذيب والتهديد، وطالبوا بإطلاق منوبيهم بعد إثبات بطلان الإجراءات الأولية للبحث. ونسجّل من خلال ارتفاع وتيرة المحاكمات السياسية في كل من قفصة والعاصمة في الأيّام الأخيرة رغبة السلطة في غلق هذا الملف قضائيّا ليتسنى لها الاحتفال بمناسبة السابع من نوفمبر والتفرّغ لتحضيرات الانتخابات الرئاسية والتشريعيّة القادمة. ونؤكّد أن غلق ملف الحوض المنجمي لا يجب أن يكون عبر الجهاز الأمني والقضائي بل من خلال الإفراج على جميع الموقوفين والمحكومين، وخاصة من خلال المعالجة الاجتماعية للمشاكل التي تعانيها الجهة كالفقر والتهميش والبطالة. وفي إطار وضع حد لأزمة الحوض المنجمي يبقى السؤال المطروح هو: أين وصلت إجراءات التحقيق حول قتل ثلاثة من أبناء تونس وإطلاق الرصاص الحي على أبناء الشعب لمجرّد احتجاجهم على ظروف معيشية قاسية يعانونها؟ ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد467 بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
رشيد خشانة
ما فتئت أخبار الأزمة المالية العالمية تستأثر باهتمام الحكومات والشعوب، وخاصة في البلدان الصناعية، وهي تتقدم بشكل واضح على ما عداها من أحداث لأنها أكبر أزمة منذ سنة 1929، وستكون لها قطعا انعكاسات بعيدة المدى على مصائر المجتمعات. ويعلم الرأي العام في تلك البلدان الآن حقيقة أوضاع الجهاز المصرفي وخسائر شركات التأمين وتوقعات الخبراء بالنسبة للنتائج العامة للأزمة، بفضل الدور الذي تلعبه المؤسسات الإعلامية الحرة. لكن الحكومة في بلادنا مازالت تُغلف الأزمة بغلالة سميكة من الدعاية الممجوجة وترفض الإعتراف بأن تونس، ككل بلدان العالم، لا يمكن أن تبقى بمنأى عن التداعيات السلبية لتلك الأزمة. وأنى لها أن تُفلت منها بينما حوالي 70 – 80 بالمائة من مبادلاتنا التجارية تتم مع بلدان الإتحاد الأوروبي؟ وبلغت نسبة الناتج الوطني الخام المتأتي من عمليات التبادل مع الخارج )تصديرا واستيرادا( 97 بالمائة في السنة الماضية. ومن المهم أن نشير في هذا الإطار إلى أنّ قطاعين صناعيين فقط هما النسيج والمكونات الميكانيكية والكهربائية يمثلان نصف صادراتنا من البضائع. وهذا يدل على مقدار تأثر الإقتصاد التونسي بأي صدمة قد تحدث في الخارج إذ يترتب عليها بالضرورة كساد في الطلب الخارجي وبالتالي تعطل الإنتاج. فهل يجوز في درجة كهذه من التشابك أن تُقلل الحكومة من المخاطر التي تتربص باقتصادنا، وتُعطل نشر الإحصاءات والتوقعات المالية وتمتنع عن إشراك المجتمع المدني أحزابا وجمعيات، في البحث عن وسائل للتخفيف من تداعيات الأزمة العالمية على الإقتصاد الوطني وامتصاص آثارها؟ تُمعن الحكومة في التعتيم على الحقائق مخافة رد فعل الشارع، وهي لا تدرك أن تداعيات الأزمة ستظهر في المدى القريب والمتوسط في تونس لتُنهك قطاعات عديدة وتُجبر وحدات إنتاجية مختلفة على خفض الإنتاج أو الإقفال والتخلص من العمال. لذلك من حق المواطن أن يعلم مسبقا ما ينتظر البلاد وما هي الخسائر التي تكبدها قطاع التأمين على الحياة على سبيل المثال، وهل مازال نظام جرايات التقاعد قابلا للإستمرار؟ كما أن الشفافية تقتضي معرفة المجالات التي استُثمرت فيها مدخرات صناديق التأمين، وهل هي استثمارات مأمونة أم لا؟ لا مناص لتونس من اتخاذ شعار الشفافية عنوانا للفترة القادمة إذا ما أريد لبلادنا أن تواجه التحدي القادم بأقل الخسائر، فمعرفة الحقائق هي الكفيلة بتحفيز جميع الفئات على التحرك والمشاركة في مجهود وطني شامل لمواجهة التداعيات السلبية للأزمة. أما الإنفراد بالرأي وتنزيل القرارات كما لو أنها أوامر سلطانية والإستمرار في الوصاية على النُخب وعلى الشعب، فنتيجتها الحتمية هي المزيد من الهشاشة والوهن في مواجهة التحدي العاتي الذي بدأ يجتاح بلادنا. رشيد خشانة ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد467 بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
بعد أزمة الغذاء العالمي والإجراءات الأخيرة الفلاحة في تونس تحتاج إلى تغييرات هيكلية
محسن المزليني هل كان يجب أن يشحّ قطر السماء آخر الموسم الفلاحي الماضي حتى ندرك مدى هشاشة هذا القطاع الحيوي وبدائيته ؟ وهل كان من الضروري أن يتراجع إنتاج الحبوب إلى النصف لنعرف حجم الخلل والمشاكل التي يعاني منها منتجو الحبوب منذ سنوات طويلة والتي كان قطر السماء يغطي مساوءها وينقذ المحصول؟ وأخيرا ألم يكن بإمكان المراصد العلمية والإستراتيجية والأقطاب التكنولوجية وغيرها مما لا نسمع بذكره إلا على هامش موسم الاحتفال بالإنجازات، أن تستبق الأزمات قبل وقوعها و تجد الحلول الممكنة لها، فماذا لو لم تقع أزمة الغذاء العالمي؟ تحرّكت الحكومة متأخرة كعادتها بعد أن صدرت الأرقام مفزعة عن محصول السنة الفارطة من الحبوب: تراجع إنتاج الحبوب إلى قرابة النصف، إذ لم تتجاوز المحاصيل مليون ومائتي طن (1.2 مليون طن) في حين بلغ إنتاج سنة 2007 مليوني طن. وهو ما يعني إستيراد مليون و 800 ألف طن خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة ويُنتظر أن يصل إجمالي الواردات من القمح إلى مستوى مليون و 900 ألف طن. ويعود هذا التدهور حسب المسؤولين إلى تناقص كميات الأمطار خلال السنة الفارطة. غير أنّ عديد الخبراء يؤكّدون أنّ هذا القطاع يشكو نقائص هيكلية كانت تنتظر مثل هذا التراجع النسبي للأمطار لتظهر حالة القطاع على حقيقتها: هشاشة وقرارات متسرعة وغياب السياسات السليمة. ويتساءلون: كيف يمكن تبرير كل هذا التدهور بنقص الغيث في أواخر الموسم الفلاحي ونحن نملك عددا وافرا من السدود؟ إن القضية في نظرهم اكبر من مجرّد جفاف أو سنوات عجاف. مشاكل هيكلية يشير العارفون إلى أنّ أوّل مشاكل قطاع الزراعات الكبرى هو التفتت العقاري، فطبقا لدراسة أعدتها وزارة الفلاحة والموارد المائية صدرت سنة 2006 بعنوان “هيكل المستغلات الفلاحية”، فإنّ 54 بالمائة من الضيعات الفلاحية، التي تبلغ 5 ملايين و 392 ألف هكتار، تقل مساحتها عن 5 هكتارات و أن 79 بالمائة منها متوارثة كما أنّ43 بالمائة من العائلات تسكن الضيعات الصغيرة. وهو ما يعني أنّ أغلب المستغلين هم من صغار الفلاحين وبالتالي سيطرة نمط الفلاحة ذات الصبغة الاجتماعية وتدني الإنتاجية التي تتطلب توافر تقنيات وإمكانيات مادية معتبرة. أمّا الضيعات الكبيرة (أكثر من 50 هكتارا) وهي المجال الأهم للاستثمار الفلاحي فتشير الدراسة إلى أنها لا تمثل إلاّ 8 بالمائة. وتبلغ المساحة الجملية للزراعات الكبرى مليون و610 ألف هكتار وهو ما يمثل 37 بالمائة من المساحة الجملية للمستغلات الفلاحية. وتشير المعطيات إلى تراجع هذه المساحة عما كانت عليه في الستينات إذ كانت تبلغ سنة 1962 مليون و 810 ألف هكتار، أي بنقص 200 ألف هكتار، في وقت تطورت الوسائل التكنولوجية التي تساهم في استصلاح الأراضي. ولعل غلبة صغار الفلاحين على القطاع هو ما يفسر ارتفاع حجم المديونية التي أعاقت بدورها أي إمكانية لتطوير القطاع. فكيف لفلاح صغير أو حتى ممن له إمكانات أكبر أن يتحمل التكاليف الباهظة جراء التهاب أسعار المكونات الفلاحية من أسمدة وغيرها؟ وحسب الخبير الحبيب الفنزي ارتفعت تكلفة زراعة الهكتار من الحبوب بشكل جنوني إذ لم تعد تقل عن 800 دينار طيلة الموسم: 160 كلغ من البذور بقيمة 70 دينار والفسفاط (DAP ) الذي ارتفع سعره بخمسين دينارا للطن (رغم الإدعاءات بتجميد أسعار الأسمدة) كذلك ارتفع هذه الأيام وبنفس القيمة تقريبا سعر مبيدات الأعشاب الطفيلية (super 45). وإذا أضفنا لذلك ما يتطلبه الهكتار الواحد من الأمونيتر (100 كلغ ) ومن تكلفة الحرث ثم الحصاد التي لا تقل عن 60 دينار للساعة الواحدة، كما يقول محدثنا، فكيف سيكون عائد هذا الفلاح حتى إذا فاق محصول “سنوات الخير” العشرين قنطارا للهكتار (المعدل في السنوات الممطرة بين 20 و 40 قنطارا للهكتار) حتى بعد الزيادة التي أقرتها الحكومة في ثمن شراء المحصول وهو 43 دينار للقنطار من القمح اللين و 35 دينار للقمح اللين مع دعم لجمع المحصول بـ 15 دينار حتى موفى أوت 2009. إن عملية حسابية بسيطة تبين أنّ الربح الذي يحصده الفلاح سيكون أقل من جهده بكثير وذلك لغلاء تكلفة عناصر الإنتاج. لذلك اعتبر البنك الدولي في دراسة أعدها حول الفلاحة التونسية أنها غير قادرة على المنافسة نظرا لارتفاع كلفتها. كما كانت هذه التكاليف سببا في ارتفاع مديونية الفلاحين إلى حدود قياسية، إذ أكّدت مصادر رسمية أن حجم ديون الفلاحين غير المستخلصة لدى البنك الوطني الفلاحي بلغت إلى غاية نهاية جوان 2007 قرابة 640 مليون دينار تعلقت بقرابة 100 ألف فلاح من مختلف الجهات بما يعني ارتفاع مديونية كل فلاح إلى 64 الف دينار. ويعتبر الخبراء الاقتصاديون أنّ المديونية العالية لهذا القطاع تمثل عائقا كبيرا أمام تحقيق الأهداف المرسومة سواء ما تعلق منها بالمزارعين أو بالهياكل، وهو ما من شانه أن يضعف قدرة هذا القطاع على الإنتاج والمنافسة. ولا شك إن إجراء عاجلا بإعادة جدولة حقيقية لهذه المديونية أو حتى تكفل الدولة بسدادها يمثل أفضل الحلول لتجاوز هذا المأزق. سياسات خاطئة من جهة أخرى يشير المختصون إلى عوائق أخرى تتعلق بالخيارات الكبرى وبالسياسات المتعلقة بهذا القطاع، فإذا كان البنك الدولي نصح الحكومة بتحرير المعاملات في ميدان الحبوب وبالتالي فتح ميدان التوريد على مصراعيه نظرا لأن التوريد أقل كلفة من الإنتاج الوطني (ذي الكلفة العالية)، إلا أن هذا الخيار بيّن خطورته في أول أزمة غذائية عالمية التي أكّدت مدى حساسية ترك هذه المادة الأساسية رهينة التقلبات الدولية بالنظر إلى أنها مرتبطة بقوت الناس. لذلك ومنذ تبين تأثير الأزمة كثر الحديث عن الأمن الغذائي. وإذا كان الأمر صحيحا على المستوى المبدئي فإنّه يتطلب أكثر من حسن النوايا ويفرض تعديل الأوتار. فهل يُعقل، مثلما يرى أحد الباحثين في المدرسة الوطنية للفلاحة (فضل عدم الكشف عن هويته) أن يبقى الإنتاج في أهم مناطق الزراعات الكبرى (الكاف و سليانة وباجة وبنزرت) مرتبطا كليا بالأمطار وهي تتوافر على أهم سدود البلاد؟ وهنا احد أهم المشاكل، حسب رأيه، والمتمثل في عدم تهيئة أراضي الحبوب للري. وهو ما ذهب إليه الخبير الحبيب الفندي عندما أشار إلى أنه كان بإمكان محصول السنة الفارطة أن يكون أفضل لو تعاملت وزارة الفلاحة بحكمة أكبر، فقد رفضت تمكين الفلاحين من ذوي المديونية من ماء الري وضحت بمحصول لا يمكن تعويضه في مقابل ماء يجري تعويضه سنويا. كما تطرق الخبيران إلى مسألة البحث العلمي المطبق والذي تبين عجزه عن حل المشاكل التي تعترض هذا القطاع. فأين هي نتائج البحوث في أرض الواقع، وهل وقع تطوير البذور المحلية التي تتلاءم مع البيئة والطقس، مثلما فعلت سورية بإمكانيات أقل وبدعاية أخفض، إذ تمكنت من تحقيق إكتفائها الذاتي وتصدير الفائض وهي تملك نفس المساحة تقريبا سواء البعلية أو المروية (مليون و 700 ألف هكتار: منها 42 بالمائة سقوية) وذلك بفضل تطويرها لبذور محلية، إذ توصل الباحثون إلى تطوير خمس سلالات من بذور القمح اعتمادا على قاعدة البذور المحلية، منها سلالة قمح طري “دوما” التي تلائم الزراعة المروية والتي حققت مردودية قدرها 7.25 طنا للهكتار (72 قنطارا) أي بنسبة زيادة قدرها 11 بالمائة عن الأنواع السابقة. وتتميز السلالة بمواصفاتها التكنولوجية الجيدة وطبقا لمستويات مختلفة من كمية الأمطار السنوية حسب الجهات. أمّا عندنا فقد اقتصر الأمر، مثلما يرى محدثنا من المدرسة الوطنية للفلاحة، على تنقل حافلة من المدرسة يوميا تقل باحثين لإرشاد الفلاحين حول أنجع الطرق في التعامل مع المعطيات الفلاحية. لكنها كانت عمليات إرشاد لا معنى لها في ظل غياب الحلول الواقعية من توسيع مساحات الري وتوفير الإمكانات لتطوير البذور المحلية. كما ضاعت الإعتمادات المخصصة للبحث في مشاريع غير ذات جدوى ودون أن يقع التوقف لحظة للتقويم. يبدو إذن إنّ قطاع الزراعات الكبرى يحتاج إلى عملية تقويم حقيقية وفقا لمقتضيات الواقع وليس لأغراض دعائية ضيقة طالما أنّه يخصّ القوت اليومي للمواطن التونسي. فالأمر يحتاج إلى اكثر من إجراءات عاجلة مثل المبادرات الأخيرة، على إيجابيتها إن لم تبق حبيسة الرفوف. إنّ الأمر يتطلب إعادة نظر في التوجهات الكبرى أي في عمق الخيارات وما يفرضه ذلك من إجراءات طويلة الأمد ومن أهمها ترك المجال للفلاحين لينضووا بكامل الحرية تحت جمعيات حقيقية تكون همزة الوصل بينهم وبين دوائر القرار تدافع عن مصلحتهم والتي هي في النهاية مصلحة للجميع. ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد467 بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
الحكومة التونسيّة واﻷزمـة
بقلم: أبو ذر تابعت كالعديد من التّونسيّين الموقف الرّسمي للحكومة التّونسيّة من اﻷزمة عبر تصريحات محافظ البنك المركزي السّيّد توفيق بكّار و الوزير الجويني المكلّف عادة بالتّعبير و الدّفاع عن السّياسة الإقتصاديّة المنتهجة. ويتلخّص هذا الموقف في التّمسّك بالخيارات نفسها باعتبارها خيارات صائبة قد حقّقت وتحقّق نجاحات ملموسة يمكن الإستدلال عليها بسلسلة قد لا تنتهي من المؤشّرات و اﻷرقام و الجوائز والمقالات. طبعا لن أطعن في كلّ هذه الشّواهد ﻷنّ اﻷمر سيدخلنا متاهات جدل عقيم قد يفضي في أحسن اﻷحوال إلى التّشكيك في صحّة هذه المعطيات و في أسوإها إلى دعم موقف الحكومة الخاطئ. بل إنّني سأعتبر كلّ ما تقوله الحكومة عن نجاحاتها الإقتصاديّة صحيح ولا يرقى إليه الشّك وأنّ ما يشعر به الفرد التّونسي المتوسّط من الإحباط بداية من اليوم الخامس عشر من كلّ شهر هو ضرب من الوهم ناتج عن النموّ المفرط لطموحاته في الإستهلاك بعد ارتفاع مستوى عيشه النّاتج طبعا عن نجاح السياسات الإقتصاديّة أو منوال التّنمية كما يحلو القول للوزير الجويني. أقول أنّ مجرّد التّشكيك في أرقام و مقولات الحكومة الإقتصاديّة هو سقف شديد الإنخفاض أمام ضخامة ما يحدث الآن و هنا. منوال التّنمية الذي يتحدّث عنه الوزير هو ببساطة ارتهان البلد برمّته للإقتصاد الغربي, الوزير قد يفضّل لفظ ربط أو ارتباط ولكنّي لا أظنّه ينفي هذا اﻷمر فأرقامه كلّها تشير إليه. إذا فحكومة السّابع من نوفمبر عملت بجد واجتهاد لربط اقتصاد البلد برمّته بالإقتصاد الغربي حصرا و أساسا عبر بوّابته اﻷروبيّة و قد نجحت في ذلك و أيّما نجاح. فليزد الوزير الجويني شهادتي إلى رزمة الشّهادات التي يتباهو بها ليل نهار. اﻵن وهنا في ديار الغرب الذي ارتهنتم لديه بكلّ فخر تبخّرت أموال ضخمة و اختفت بنوك عملاقة و لازالت اﻷنباء المرعبة تتوالى كلّ يوم بل كلّ ساعة في كثير من اﻷحيان و الوزير و المحافظ يعرفان جيّدا أنّ القادم أدهى و أمر. إنّهما يعرفان قطعا أنّ جوهر اﻷزمة هي القروض الضّخمة التي يغرق فيها الغرب برمّته عدى استثناءين و هما يعرفان قطعا أنّ القروض لا تزال قائمة و أن لا مفرّ من مواجهتها إن عاجلا أو عاجلا و أن لا أحد له الخيار. المحافظ بكّار يعلم قطعا أنّ إصدارات بنك لمان بروضرس كان ترقيمها اﻷفضل (ثلاث مرّات الحرف اﻷوّل من اﻷبجديّة الغربيّة) عندما أفلست وانهارت و أنّ المنظومة برمّتها أو المنوال كما يحلو للوزير كان فاسدا حتّى النّخاع. ما صار إليه الغرب هو كساد متنامي نتج عن التقلّص المالي و المحافظ و الوزير يعلمان بالتأكيد ما يعنيه هذا اﻷمر و إن كانا لا يعلمان فليقرءا ‘عناقيد الغضب’. ما سيصير إليه الغرب هو مزيد من التّقلّص المالي و مزيد من الكساد لأنّه هكذا تقتضي نواميس الإقتصاد إنّها الدّائرة اللّولبيّة الملعونة ذاتها التي ستقوده إلى الرّضا بمستوى العيش الحقيقي الذّي يجب أن يكون عليه. طبعا قد يتمرّد و قد يختار السّير في الطّريق العكسيّة و لكن هل فعلا بيده الخيار. لا أدري و حديثي موجّه للوزير و المحافظ كيف ستحصلون على الستّة في المائة من النموّ و أنتم ارتضيتم أن تكونوا تابعين لهكذا منوال؟ أعلم أنّه بإمكانكم تسجيل هذه النّتيجة في دفاتركم في نهاية السنة ألفين و تسعة فتكون أوّل انتصارات عهد جديد للعهد الجديد و لكن صدقا هل تعتقدان أنّ الحالة الظّاهرة للعيان للبلد في حينه ستسمح لكم بذلك ؟ العلم يعلّمنا أنّ رئيسكم الذّي ستنتخبونه يقترب كثيرا من الحد اﻷقصى الإحصائي للحياة. طبعا أنا و إيّاكم مسلمين و نؤمن أنّ اﻷعمار بيد اللّه سبحانه و لكنّنا نتحدّث عن مصير ما يفوق العشرة ملايين من البشر. و نحن نتحدّث عن رجل مكّن ظلما و بهتانا اقتصاديّا لعائلته و أصهاره فما الذي سيفعله هؤلاء في مثل هذه الظّروف التي تنتظر المنوال ؟
ولاية التمور”ڤبلي” وحظّها من التّغيير
كتبه :أبوجعفرلعويني
19/10/2008 لا أريد حشرنفسي في مسائل شخصية لاتهمني كثيرا, إلاّ أن أقول كلمة حقّ ردّا على ما ورد بمقال السيدة الفيتوري, من حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي , أظنّها أصيلة ڤبلي وقد كفاني السيد شكيب بن خليفة عافي, عناء الردّ بالشرح في رسالته المفتوحة, ولكنّ القومية ليست كلاما إنشائيّا أود عاية,بل إيمان بالعروبة والإسلام صنوان متلازمان لا يفرّق بينهنا إلاّ هراء الماسونية المغالط ونظريّتها المكشوفة للجميع,ومن جهلها فليبادر لمعرفتها وإلاّ فلا فائدة من استمراره في السياسة. تقول السيدة الفيتوري لغريمتها أن تلتفت ل”رؤية قومية للازمة المالية العالمية” وتجيبها عمّا حقّق حزبها. – إن ما حققه حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خلال السنوات الأخيرة من تواجد وتأثير في الساحة السياسية الوطنية والقومية لا يمكن أن تمسحه كلمات تحبّرينها أنت أو يحبّرها غيرك. -إن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اختار الوسطية في أدائه السياسي ووُضعت أسس هذا الخيار مع الأمين العام للحزب احمد الاينوبلي، وهو خيار لا يدفع للخجل حين يقول إن السلطة أصابت في تعاملها مع هذا الملف أو ذلك، ولا يتردد في التنبيه والإشارة إلى الملفات والقضايا التي هي في حاجة للإصلاح، ولو كنت متابعة جيدة لاكتشفت قوة الملفات التي طرحها حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خلال السنوات الأخيرة (الهوية/التعريب/التطبيع/الفراغ الثقافي/التعددية السياسية/مشكلات الشباب/بطالة أصحاب الشهائد العليا/الحوض المنجمي/الخوصصة/ التعددية في قطاع الإعلام… الخ). – هذا كلام سياسوي ومماحكة نسوية مع السيدة فائزة عبد الله,ولكن ماذا قدّم الحزب ونوّابه لولاية ڤبلي؟ سأتطرّق إلى جانب هامّ يخصّ الولاية,ونحن في فصل جني التمور,الذي يعدّ المورد الأساسي لسكّان الجهة بعد تمويل المغتربين, الذين أسّسوا البنية التحتية آملين في الرّجوع يوما ما,ولكنّ التغوّل الجاثم الذي حسبناه خلاصا من العهد البائد , لكنّه باع كلّ المؤسسات الوطنية للخواصّ, وغالط بها الرّأي العالمي بأنّه نجاح إقتصادي,وكبّل البلاد بالدّيون التي ستعيق مسيرة الأحفاد والأجيال القادمة ,والمثل يقول(العجوز هازها الواد وهي تقول العام طهمة) -أورد هنا بعض ما نشر في جريدة الشروق التونسية التي عنونت:
أسعار مرتفعة لدقلة هذا الموسم بدأت ثمار الدقلة لهذا الموسم الواردة من واحات الجنوب التونسي، تظهر في السوق بداية من الأسبوع الأخير من رمضان. لكن الملفت للانتباه أن أسعارها كانت في حدود 4 دنانير للكلغ الواحد. فهل سيتواصل العمل باعتماد هذه الأسعار أم أن الأمر يتعلق ببدايات الموسم فقط، وأن الأسعار سوف تتدني في قادم الأيام، وتكون في مستوى ما كانت عليه في السنة الفارطة؟ من المنتظر أن تكون أسعار «الدقلة» خلال شهر رمضان مرتفعة نسبيا مقارنة بالأسعار التي بيعت بها في رمضان السنوات الفارطة، وذلك وفق ما أكدته مصادر مطلعة لـ «الشروق»، ويعود السبب في ذلك الى أن كميات «الدقلة» التي سيقع عرضها بالأسواق طوال أيام رمضان أو على الأقل طوال العشرين يوما الأولى من شهر الصيام، ستكون أساسا منتوج الموسم الفارط (2007) التي وقع تخزينها في غرف التبريد (الفريقوات)… – بيع الكيلوغرام الواحد ب4,000دينارات في شهر أوت ,وربّما التهبت الأسعار وتصاعدت ,علما أنّ التّجار يشترونها بأثمان زهيدة لاتكاد نغطّي الأتعاب والمصاريف ,من 550ملّيم إلى100’1 دينار ومائة مليم,وذلك ما شاهدته بنفسي,ممّا يشجّع على الغشّ وعدم الأمانة.
ڤبلّي ومنتوج التمور: إن قلت ڤبلّي فأوّل ما يتبادر الى الذّهن الدّڤلة والتّموريكلّ أنواعها,وقد اشتهرت بلاد الجريد ونفزاوة بالتمور ونفزاوة طرف منها,وقد كانت في أوائل القرن العشرين تتبع عمالة الجريد (ولاية أو محافظة)في عهد البايات,رغم وجود نفزاوة تحت الحكم العسكري,واليوم واحات نفزاوة فاقت ولاية توزرمن حيث الكمّ ولكنّها لا تزال متخلّفة من حيث التسويق والتّأطير والتشغيل,ورأيت أثناء زيارتي في الموسم الفارط أساليب غير أخلاقية لابدّ من الإنتباه إليها من طرف العقلاء, إن كانت الدّولة لا يهمّها أمر مواطنيها وراحتهم وتطوير منتوجهم الأهمّ, أحدها السّهرعلى تنظيم العمل في هذا الميدان, وتأطير اليد العاملة وجمعها في سلك منظّم يظمن اليد العاملة على مدار السنة و رعاية العاملين وتشجيعهم ,للإبداع على مستوى الصناعات التقليدية,كالمظلة والقفّة والحصير والسّلال وصناعة الخشب , والنخلة هي مصدر للمواد الأوّلية. – أيها السادة نواب ڤبلّي, و نائب حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خاصّة, أنا لا أجيد الدبلوماسية ,ولكنّني أتساءل ألم يئن الأوان أن تتحدث عن مطالب مواطني الولاية التي تمثّلها, سواء بالتزكية أو بصفة شرعيا؟ فأثناء النيابة الأولى لم نلاحظ أيّ مكتسبات وقد مضت و لن نتحدّث عنها , ولكن الفترة الحالية وإن لم يبقى منها إلاّ القليل,فعلى الأقلّ طالبوا بإنشاء سكّة حديد تصل الى مركز الولاية, أو إيصالها اكثر جنوبا إلى رجيم معتوڤ,وغربا لربطها بالجريد وتوزر, لشحن التّمور والبضائع والملح , ولا بأس في نقل الأشخاص ذوي الدّخل المحدود والمعوزين, والإلتفات لمشروع شبه الجزيرة ,الذي صار مقلقا و ينذر بالثبور,ولا أطيل عليك يا سعادة النّائب لو تكرّمت وتحدّثت في مجلس النّوّاب على السّرقات التي أضرّت بالولاية وسكّانها , وأخيرا كان ضحيّتها اثنين من أقربائك بسوق ڤبلّي. فسوق ڤبلّي الذي صار مرتعا لعصابات السّلب والسّطو وسرقة المتسوّقين ,وتلك عصابات يرعاها سلك الأمن حسب ظنّي, وممّا لا يقبل الشّكّ لديّ بعدما سمعت الرّواية من مصدرها,وقد طالبت الضّحية العون بأخذ البصمات من على المحفظة , وشدّدت على ذلك ,ولكنّ العون اعترف عندئذ بأنّ عون أمن هو الذي جلب المحفظة,وهذا دليل لا لبس فيه بأنّ أعوان الأمن متورطون في هاته المصيبة, ولابدّ أن تتوقف هاته الأساليب التي بدأت منذ أوائل التسعينات. – انّ هناك بقية من الوازع الدّيني بجهة نفزاوة,جعل التّكافل الإجتماعي يسير بنسق غير مؤطّر ومنظّم , ولكنّه منع الخصاصة بين الأوساط الشعبية, رغم ما جرى طيلة العشريتين ,والتي سبّبت مصائب وجرائم دفعت ولاية ڤبلّي ثمنا باهضا من الشهداء والمغتربين والمنفيين في الدّاخل والخارج,ولا ندري ما الذي يفعله نوّاب ڤبلّي تحت قبّة المجلس النّيابي ,وما قدّمه أو سيقدّمه هؤلاء السّادة نوّاب ڤبلّي وممثّليها , سواء من الحزب الحاكم, أو الحزب الدّاعم,أي الوحدوي القومي الذي لا نرى بينهما فرقا أو اختلافا يذكرما عدا الألقاب كما قال الشّاعر. ألقاب مملكة في غير موضعها*كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد. لابدّ من الحديث عن ترهل الإدارة ,لسيما مندوبية الفلاحة التي تلعب دورا سياسيا هامّا بڤبلّي,وذلك ليس دورها الحقيقي فهي تنهى عن اللباس الشرعي “الخمار” الذي تسمّيه طائفي (الأنسة بالرّحومة)التي رفض المندوب أن يسلّمها الجائزة, والجلباب(الهركة) أو ذاك المهندس سميرالعڤون الموضّف الذي يرفض استقبال المواطن, لأنّ رجله حافية, ورغم شرح حالته الظّاهرة للعيان ,وقد جُرحت رجله بالمسحاة وهو يسقي حقله,قال له بالحرف الواحد لن أستقبلك إلاّ بهندام وزيّ مقبول ,فإذا كان الأمر هكذا بإدارة الفلاحة فكيف يكون في إدارة أخرى, فما وراء ذلك يا ترى؟ – وحتّى رئيس الجمعية المائية بفطناسة, الذي من المفروض أنّه يخدم الفلاحين, فأصبح ذو نفوذ وسطوة ,يحرّك بها أعوان الأمن لترهيب المواطن, فيهيمن ويستغل سلطته بمنصبه المهمّ”ميزانية تقاس بملايين الدينارات التونسية” وكأنّه الأمر النّاهي,فيخلط بين ما هو شخصي ,بما هو مهني,وهذه الجمعية المائية التي يعشّش فيها الفساد الإداري والمالي وقد انتهت صلاحيتها قانونيا,منذ ما يزيد عن عشر سنوات . وهنا أتوجّه بالنّداء للسّلطات المعنيّة وعلى رأسها الوالي, ,للنّظر في مجموع هاته المطالب: – لفت النّظر إلى إصلاح الإدارة في تراب الولاية وتحسين مردودها لصالح المواطن,وألاّ تغفل الموظفين وخاصة بمندوبية الفلاحة ولدى وكالة الجمهورية. – احترام المواطن وحسن استقباله والإستماع إليه, ومتابعة الأمور لإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه في المواطنة بدون انتقائية ولا اختيارات حزبية وفئوية ,ولتلافي اللامبالاة المعرقلة للفرد والجماعة. – تأطير وتشجيع الطّاقات الحيّة, من خلال الجمعيّات والتّجمعات,دون فرض الأمر الواقع, أي العمل في إطار الحزب الحاكم,وذلك من العوامل التي تعرقل النهوض وتبعد الشباب عن السّاحة الجمعياتية , ولا تشجّعه على الإبداع في ميادين متعدّدة, وتلك خسارة لا يحسّ بها إلاّ من بقلبه حرقة على أهله وبلده.
حول ما جاء برد رشيد الذوادي في شأن محجوب بن علي
بقلم: عامر قريعة بعد قراءتي للموضوع الذي رد فيه علي الاخ المحترم رشيد الذوادي في شأن ما كتبته عن محجوب بن علي قررت في البداية ان اكتفي بما قلته في ردي الاول على الاخ المناضل الحبيب طليبة بجريدة الصباح الغراء في ركن وجهات نظر بتاريخ 5 اوت 2008 ولا اظن ان الاخ رشيد الذاودي لم يقرأ هذا الرد في الوقت المناسب غير اني رأيت من الصالح ان ازيد توضيحا على ما قيل سابقا في هذا الشأن مادام الاخ رشيد الذاودي قد اصبح يخلط بين الدفاع عن شخص لا اريد ان ادعي اني عرفت اسرار نفسه اكثر منه لاني عشت بجانبه السنوات الطويلة وبين جهة بنزرت المناضلة والتي لا ينكر احد ما انجبته من رجالات ومناضلين ومقاومين في فترة كانت ترزح فيها تحت سيطرة الاستعمار الغاشم وظلمه وقد ذهب بنا الاخ رشيد في حديثه الى جهة الساحل المناضلة وهي مسقط رأسي طبعا ولا ادري ماذا كان يقصد بهذه المقارنة التي اراد ان يبرز من خلالها كتاباته عن رجالات الساحل امثال الطاهر صفر ومحمد مزالي والبشير بن سلامة حسب ذكره. فان كان الاخ رشيد الذاودي يرى في ما كتبته عن محجوب بن علي مسا بجهة بنزرت فهو خطأ فادح لا يجوز لرجل مثله يدعي تشبعه بالثقافة وحريةالتعبير ان يحمل بداخله عواطف جهوية فهذا الشعور قد مر عليه نصف قرن من الزمن ودفن منذ السنوات الاولى للاستقلال اما الانتماء للعرش والقبيلة فقد عوضه في بلادنا الاحساس بالوطن الكبير واكبر دليل على ذلك واقع مدننا الكبرى مثل بنزرت وسوسة وتونس وصفاقس وغيرها التي اصبحت نموذجا للتعايش والتحابب بين ابناء الجهات المختلفة يعملون جنبا الى جنب ويسكنون احياء لا يكلف فيها الانسان نفسه البحث عن مسقط رأس جيرانه وهي ميزة حضارية جديدة اهلت مجتمعنا الى ان لا يفرق بين ابناء الوطن الواحد. وعليه فاذا تناولنا الحديث عن شخص معين فلا يجوز ان نجر وراءه عاطفة جهة كاملة لانه عند ذلك نكون قد اسأنا لا لشخص واحد فقط وانما لمجموعة بشرية بريئة من هذه العقلية التي اقل ما يقال فيها انها لم تتحول بعد من الماضي الى الحاضر وواقع الاجيال الصاعدة التي اصبحت متعطشة لمعرفة الحقيقة والتاريخ الصحيح للوقائع والرجال بدون تحيز او تأثير على العواطف لجلب الانتباه واثبات الزعامة الفردية. وهذا ما فعلته يا سي رشيد في كتابي عن محجوب بن علي الذي حمل مسؤولية كبرى فعوضا أن يشعر بثقلها جعل من ثكنة القرجاني سجنا احتقر فيه الرجال الصناديد وقضي فيه على اعز ما انجب الحرس الوطني في بداية تكوينه من ضباط كانوا من الركائز الاولى في تكوين وتأسيس هياكل القيادة التي اصبحت في فترة محجوب بن علي جسما اجوف يتصرف فيها بسوء فهم وعنجهية وجبروت وغرور وانقلبت المفاهيم فأصبحت الرتب تعطى على اساس التقرب والانتماء لا على اساس الكفاءة واصبح القول الجريء جريمة يحاسب عليها صاحبها ويكاد له في الخفاء. اما الوقت فيهدر فيما لا ينفع الوطن والعباد والهدف الذي اسس من اجله هذا السلك العتيد حتى بلغ الامر الى ان تعمد ضابط من افضل الضباط اطلاق النار على نفسه (انتحر) نتيجة الاهانات المتكررة التي ألحقها به محجوب في ظروف استثنائية وهي مذكورة بالكتاب ولا فائدة في اعادة سردها. واريد ان اذكرك ايها الاخ العزيز بمثل رائع قاله احد الحكماء والذي ينطبق على هذه الحالة، اذا اردت ان تختبر رجلا فحمله المسؤولية وانتظر خاصة اذا كان غير مؤهل لمثل هذه المسؤوليات الهامة والكبرى. وقد سألتني سؤالا مهما: هل كان هناك من له شهائد عليا في بداية الاستقلال لاني تعرضت الى المستوى التعليمي لمحجوب بن علي فأجيبك بنعم فمحجوب بن علي هو الذي كان الاستثناء الوحيد بالنسبة للحرس الوطني نفسه فأول من كلف بمسؤولية القيادة كان قائدا كشفيا معروفا من ذوي الكفاءة وله شهائد عليا اما امر الحرس الثاني فكان من الولاة الذين عينوا في بداية الاستقلال سنة 1956 على بنزرت ثم تونس ثم كلف بقيادة الحرس الوطني وانسحب منه نتيجة تصرفات محجوب بن علي اثر معركة بنزرت ومن نتائج هذه المعركة التي يعرفها الجميع وخاصة غير المؤرخين مثلي الذين عاشوا الواقع فتكلموا عنه ان اتت بمن لم يأت به الاولون والاخرون بمحجوب بن علي على رأس قيادة الحرس الوطني وهو لا يملك من الزاد المعرفي سوى معاملة مرؤوسه بقسوة وغلظة وجهل بقيادة الرجال لان فاقد الشيء لا يعطيه. اما آمر الحرس الذي جاء بعد محجوب بن علي فكان من الضباط السامين الذين لهم شهائد عليا وهو من خريجي مدرسة سانسير بفرنسا وقد كان يتمتع باخلاق عالية جلبت له احترام جميع الضباط والاعوان في مدة قصيرة جدا لانهم كانوا متعطشين الى من يحترم كيانهم ووطنيتهم ويقدرهم ويأخذ بآرائهم فكيف تسألني ايها الاخ الكريم هذا السؤال فأنا استغرب منك هذا وانت الذي اردت ان تنصحني كيف اكتب التاريخ الصحيح. اعترف لك ولكل الناس بأني لست مؤرخا ولم ادع ذلك ولن ادعي ذلك في المستقبل غير اني اريد اعلامك فقط بأني عشت منذ فترة شبابي في احضان الفكر الوطني وعانيت مثل غيري من الشباب من القهر وظلم الاستعمار وعنصرية الفرز في التعليم والشغل وفي الحياة بصورة عامة في تلكم الحقبة من تاريخ بلادنا ايام الاستعمار وقد اندمجت بسلك الحرس الوطني منذ ايامه الاولى حبا في خدمة الغير وصيانة كرامة الوطن والمواطن وقد دأبت على ذلك وبقيت احمل هذا الشعور على مر الايام وطيلة حياتي المهنية سواء بالحرس الوطني او في نطاق المسؤوليات المحلية والجهوية التي تحملتها بشرف وامانة وما عليك الا ان تجوب اطراف البلاد لتتأكد وتعرف كيف تعاملت مع الناس بصدق وماذا كنت اقول لهم بدون تردد ولا خوف خدمة لمصلحة البلاد العليا ولتسأل كيف كنت احترم ارادة غيري في اصعب الظروف وكيف اضحي من اجل كرامة وقيمة الرجال التي هي من قيمة الوطن العزيز. وقد تعلمت فعلا من ظلم محجوب بن علي وجبروته كيف احترم غيري واقدس حريته ورأيه وهي مفارقة قد لا يستفيد منها الا من تربى على الرجولة وعدم الخنوع للذل والاهانة واذا كتبت عن محجوب بن علي فلست اتزلف لاحد واتقرب لفئة معينة او لاخدم ركاب اي كان لاني لم افعل ذلك تماما في حياتي المهنية فما بالك بأن اقوم بما لا يمليه علي ضميري وانا في حل من كل الروابط وحاليا في التقاعد فلست مدينا لاحد الا لوطني ومشاعري التي بقيت تؤنبني على هذا السهو طيلة هذه السنوات الماضية التي لم اجد فيها الوقت للكتابة حتى جاءت هذه الفرصة والحمد لله للاصداع بهذه الحقيقة التي لم تكن الوحيدة التي ذكرتها بكتابي. وأؤكد لك ان هذه المشاعر كانت تلازمني طيلة حياتي المهنية لاني بقيت على ما كنت عليه منذ عهد الشباب احترم الانسان والقيم النبيلة واكره الظلم والضيم واحتقار الرجال مع العلم ان التشبث بالماضي مهما كان نوعه ومهما كانت صفته لا يبرر ارتكاب ما قام به محجوب بن علي في حياته المهنية التي هي ملك للدولة وللمجتمع من تصرفات وافعال يجب ان يخجل منها كل مثقف مثلك وان لا يدافع عنها بعواطف جهوية وان يغض الطرف عن دوس كرامة رجال كان لهم من القيمة ما يفوق بكثير التصرفات العشوائية والانفعالات الارتجالية التي تركت في نفوسهم ألما لازم البعض منهم حتى اخر رمق في حياته مثل احمد حبارة الذي كان رمزا للاخلاق العالية وهو من مؤسسي الحرس الوطني الذي تعمد محجوب بن علي الاساءة اليه والقضاء على مستقبله ظلما وغيره من الضباط الشرفاء الذين كان لهم فضل كبير على تكوين وتأسيس الحرس الوطني لان محجوب بن علي اصبح يخاف من مزاحمتهم له على كرسي القيادة وهي طريقته في تصفية الحساب مع كل من كان يخالفه الرأي منذ ان كان في المقاومة فما عليك الا ان تسأل الذين عاشوا معه عن قرب لتتأكد من كل ذلك. واخيرا فقد وجهت لي دعوة يا اخي رشيد الذوادي الى ترك الخرافات والاتهامات وهي في غير محلها اما انا فأدعوك ايضا وبكل لطف ولياقة ان لا تدافع عن شيء تجهله تماما فهذا قد يضر بكتاباتك التي كنت شخصيا اطالعها على اعمدة صحافتنا الوطنية وقد كنت عند قراءتها اقدر فيك بعض المواقف ومن اجل هذا لا اتمنى ان اراك تناقض نفسك فتتحدث عن الواقع العربي المر وتدافع عن واقع امر منه بكثير فهل بهذه الطريقة نعلم ابناءنا الصراحة والاصداع بالحقيقة واحترام حرية الغير وكرامته وعدم الركون لمن لا يستحق ذلك وعدم الاذعان لمن لا يقدر قيمة الانسان. وفي الختام اشكرك على ردك هذا لانه مكنني من زيادة توضيح ما كتبته عن محجوب بن علي وهو الجزء اليسير مما يجب ان يكتب في مثل هذا الرجل الذي تشبث في وقت من الاوقات بحياة هلتر ومسيرته الذاتية وطبق البعض من فصولها على محيطه بعد ان قرأ عليه بعض المقربين منه صفحات من هذه الكتب التي اشتراها من مال الجمعية التعاونية لاعوان الحرس الوطني فهذه يا صديقي رسالة امنت بأن ابلغها لغيري قبل فوات الوقت لان سنوات العمر تمر بسرعة ومهما كانت الردود العاطفية وهي رسالة قد يصعب على غيري الاصداع بها لاسباب قد يطول شرحها. كتابة متمنيا ان اشرحها لك بوضوح اكثر في مناسبة قد تأتي بها الصدف وقد تكون في احدى زياراتي الى بنزرت التي كثيرا ما اتردد عليها والتي احبها واعشقها واقدر فيها نضال ابنائها ولي من بينهم اصدقاء احترمهم واعزهم كثيرا. مع الشكر كل الشكر لجريدتنا الغراء «الصباح» التي فتحت لنا هذا المجال الحيوي وشجعت على قيام مثل هذا الحوار المسؤول. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)
أستاذة فى الجامعة الفرنسية لا تريد طالبة محجبة في السربون
السبيل أونلاين – خاص ‘الذى تضعينه فوق رأسك يزعجنى’ ، هكذا تحدث أستاذة في جامعة السربون في فرنسا ، موجهة كلامها للطالبة المحجبة سامية ، ولكي تبرر كلامها ماثلت بين ‘الجبهة الوطنية’ اليمينية الذى يتزعمها جون ماري لوبان وبين الإسلاميين ، حدث هذا يوم الخميس الماضي . لقد مضى الآن خمس سنوات على مصادقة البرلمان الفرنسي على القانون حول الائكية والذى يمنع ‘الشعارات الدينية’ في المدارس والمعاهد الفرنسية ، ولكن رغم ذلك فالقضية لسيت منتهية ، ومن المفترض أن الجدل إنتهى، وما ينبغى له . قانون 26 مارس 2004 ، يخص المدارس الإبتدائية والمعاهد الثانوية ولا يشمل الكليات والجامعات الفرنسية ، ولكن المثال الحي الذى نحن بصدده شاهد على عكس ذلك . بعد ظهر يوم الخميس الماضي ، وفي قسم السوسيولوجيا السياسية في جامعة السربون في باريس ، وخلال بداية العام الجامعي الجديد ، قامت الأستاذة كريستيان بالمنادات على طلبتها فوجدت أن هناك طالبة متغيبة ، ولكنها وصلت متأخرة قليلا فإعتذرت وأخذت مكانها بالقسم ، ولكن الطالبة التى تأخرت قليلا شابة مسلمة وترتدى الحجاب ، وهذا في نظر الأستاذة يعنى الكثير . وانهالت علي سامية الأسئلة ، من أنت ؟ ، وما إسمك ؟ .. ومن الواضح أنها الطالبة التى تأخرت قليلا وهذا هو قسمها في الدراسة ، ولكن ولأنها ترتدى الحجاب ، لم تتوقف الأستاذة عن التحقيق معها بسيل من الأسئلة ، وتسئلها : هل أنت متأكدة أنك طالبة ضمن قسمي ؟ .. وهو سؤال فج بحكم أن اسم سامية كان ضمن كشوف الأستاذة . ومن الواضع أن الأستاذة تريد الذهاب في إتجاه واحد ، وعبرت بشكل واضع على ما تحمله في ذهنها ، وتوجهت نحو سامية بقولها : ما تحملينه فوق رأسك يزعجنى ، وبالقانون لديك الحق في إرتداء الحجاب في الجامعة ، ولكن أفضل أن تغيرى الأستاذ ، فشعرت سامية أنها ليست مرحب بها في هذا القسم فسارعت إلى حملها أغراضها ومغادرة القسم فورا ، وهي تخاطب الأستاذة بقولها : أريد أن أتعلم ولكن من الواضح أن الأمر معك غير ممكن , وداعا . كريستيان تعلم أن ما فعلته لا يرضى كل الطلبة الحضور ، فقد قال لها أحد الطلبة أنه صدم لتصرفها مع سامية ، وبدأ الجدل في القسم فتحدث أربعة أثنان منهم مسلمين ، وكشفت الأستاذة على ما يجول برأسها أمام حجج المتحدثين ، فقالت بأنها تنتمى إلى بعض المنظمات التى تنشط ضد العولمة ، للإيهام بأنها تنتمى لليسار وأنها لا ترتبط بأي علاقة مع الفاشية أو ما يشبهها ، وقالت بأنها تعرف المغرب العربي ، وأن لديها أصدقاء ماتوا على أيدى الإسلاميين . أي حجج هذه ، ما علاقة هذا الكلام بحجاب سامية ، أيكون حجاب سامية مسؤول على هجمات 11 سبتمبر !!!!! . وتضيف كريستيان ‘ لو كان هذا الموقف مع أحد أعضاء الجبهة الوطنية لكان لى الرأي نفسه ‘ ، وقالت لطلبتها أن لها إحتكاكات سابقة مع أعضاء من الجبهة اليمينية التى يتزعمها جون مارى لوبان ، ولكن المقارنة التى عقدتها سببت لها فضيحة وتركتها عالقة امام طلبتها ، وقد استغل أحد الطلبة إضطرابها وطرح عليها أسئلة حول العلمانية الفرنسية ، فقال لها : لو كان أحد الطلبة حضر بعلامة دينية من غير المسلمين ، هل كان موقفك سيكون مماثل ؟ ٫٫ فخيم الصمت على القاعة .. وأجابت كريستيان إجابة كالحة , لا بالطبع ، وأيام الحجاب في الجامعة الفرنسية أصبحت معدودة . كتبت الرسالة: الطالبة التونسية في السربون حنان قدور ، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 . الترجمة من الفرنسية إلى العربية : موقع السبيل أونلاين . يمكن الإطلاع على نص الرسالة بالفرنسية في القسم الفرنسي من ‘تونس نيوز’ (المصدر: موقع السبيل أونلاين.نت بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
تعاون بين جمعيات ليبية وسويدية وتونسية لحقوق الطفل
طرابلس فى 19 أكتوبر /أ.ش.أ / عقدت جمعيات ليبية لحقوق الطفل اجتماعا مع نظيراتها فى كل من تونس والسويد لبحث أوجه التعاون وذلك بمدينة بنغازى. حضر الإجتماع كل من السيدة كارينا اريكسون من مركز بارما العالمي بالسويد والمديرة الإقليمية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط والعراق، وبانكت جوهانسون من جمعية أورنار لحقوق الطفل السويدية وعبد الناصر بوستة الكاتب العام المساعد للجمعية التونسية لحقوق الطفل الجمعية التونسية وبسام الخبير الإقليمي لحقوق الإنسان والطفل وبحضور مسئولي الجمعيات الأهلية بمدينة بنغازي. وفى كلمته طالب عبد الناصر بوستة بوضع برامج للشراكة بين المؤسسات ذات طبيعة العمل الواحدة سواء داخل الوطن العربي أو خارجه. من جهته اكد بانكت جوهانسون أنه ومن خلال جمعيتهم مهتمون بالأطفال ذوى الاعاقات الذهنية حيث من واجبهم تقديم تقارير للسلطات المختصة عن كيفية المشاركة الفعالة لمثل هذه الفئة في المجتمع والبرامج التي تقيمها الدولة لهم. (المصدر: وكالة الشرق الأوسط المصرية (أ. ش. أ) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
من المعرفة إلى التآلف ضدّ الانغلاق والتطرّف
بقلم: د.محمد الكحلاوي اسدلّ الستار على الندوة العلميّة الدولية التّآلف والوئام بين الأديان والتحدّيات الثّقافيّة الرّاهنة التي نظّمها المعهد العالي لأصول الدّين – جامعة الزيتونة على امتداد أيام ثلاثة بالتّعاون مع مؤسّسة كونراد إدنار الألمانيّة. وقد كسبت هذه النّدوة إلى حدّ كبير الرّهانات التي انعقدت من أجلها، ومنها تجاوز الدّعوة للحوار إلى تجسيم الحوار نفسه. وتجاوز الدعوة إلى التّّعارف إلى ترسيخ التّعارف بين سائر الثّقافات والحضارات والأديان بحثا عن وئام حقيقي وفعّال بين الإنسانيّة جمعاء، بقطع النظر عن الدّين والعرق والثقافة. وقد تأكّد ذلك من خلال تشريك محاورين أكفاء وجامعيين خبراء وباحثين مختصّين في الأديان وتاريخ الثّقافات وقضايا الرّاهن الحضاري لمجتمعات اليوم، وهو راهن احتدم فيه الصّراع، وتعارضت فيه المصالح، واشتدّ فيه نسق التّأويلات للنّصوص الدينيّة والنصوص المرجعيّة الكبرى رغبة في إيجاد الشّرعية لمواقف ومصالح وقضايا مطروحة أو يراد لها أن تجد طريقا إلى الحلّ. ولمّا رأت الإنسانيّة اليوم أنّ الحوار قيمة عليا، ومثال سام لابدّ من الرّهان عليه لإيجاد مخارج لحالة التّصادم والتّضادّ بين جهات ومجموعات بشريّة وألوان سّياسيّة ودّينيّة مختلفة، ذهبت دول كثيرة ومجموعات بشريّة مختلفة في هذا المسار، وبدا ذلك متعثّرا أو محلّ رفض عند آخرين. وكما هو معلوم كانت تونس بامتياز من ضمن البلدان العربيّة والإفريقيّة التي أخذت بفكرة الحوار، وراهنت عليه أفقا أمثل لحلّ العديد من المشاكل والقضايا. وفي هذا السّياق بالذّات ظهرت منازع قراءة للموروث الفكري والحضاري تبحث عن تلك القيم العليا والمثل السّاميّة التي في ديانة الإسلام، وفي ما ارتبط به من فكر وقراءات. وقد ترسّخ هذا المسار منذ إعلان عهد قرطاج للتّسامح سنة 1995 ليتدعّم بعد ذلك ببعث كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان في فجر الألفية الثالثة. وانخراط جامعة الزّيتونة بمؤسّساتها المختلفة في مسار إرساء ثقافة الحوار ولا سيّما المعهد العالي لأصول الدّين الذي نظّم عديد النّدوات العلميّة الدولية الكبرى التي أصبحت الأبحاث المقدّمة ضمنها وثائق مرجعيّة في مجال البحث العلمي الخاص بقضايا الحوار والتّآلف بين الثّقافات والأديان. وقد نشر الكثير منها سواء ضمن المجلة المرجعيّة ‘التّنوير’ التي تصدرها نفس المؤسسة أو في الكتب المعتبرة التي نشرها بالاشتراك مع مؤسسة كونراد إدناوز. وهنا يجدر أن نوضّح أنّ نظام التّعليم والتّكوين في المعهد العالي لأصول الدّين قد اعتمد بصفة جدّية في السّنوات الأخيرة على استراتيجيّة محكمة تلائم بين المنهج ومادّة التّكوين أو التلقّي، فأدخلت بصفة جدّية العلوم الإنسانيّة وأدواتها النظريّة إضافة إلى تخصّصات علم الدّين المقارن وتاريخ الأديان المقارنة وعلم الاجتماع الدّيني والتصوّف المقارن والفلسفة وقضايا الفكر المعاصر، وأخرجت مواد العلوم الدّينيّة كالفقه وعلم الكلام والحديث والتّفسير من الطّريقة التقليديّة في التدريس والطرح إلى طريقة تواكب جديد مناهج القراءة والتّأويل وتنفتح على قضايا الواقع، ولا تحتكر فهم النّصوص في تفسير واحد يزعم أنّه الحقّ. وهنا يجب أن نوضّح أن تجديد فعل القراءة والتأويل فيه إحياء وبعث جديد للنّص. وهكذا تتضافر مسيرة العطاء العلمي والثّقافي مع الدّرس وحلقات البحث الأكاديمي، فبدأت تترسّخ تقاليد بحث علمي نزيه وقراءة منفتحة وخلاّقة للدّين وللفكر الدّيني، والمشكل يتعلّق كما هو معلوم بالفكر الدّيني الذي يعني مجمل الاجتهادات والتّأويلات البشريّة المتّصلة بفهم نصّ المعتقد (القرآن) وتفسيره تلك التّفاسير والقراءات التي تشكّل مجمل مقالات سائر الفرق والمذاهب الإسلاميّة. وهي مقالات مازالت مؤثّرة رغم أنّها في جوانب كثيرة منها ماهي إلا تعبيرات عن قراءات شخصيّة، وتأويلات ذاتيّة لحدث الوحي (القرآن) ساهم الواقع والسّياق التّاريخي في إفرازها لتؤدّي وظائف اجتماعيّة بل سياسيّة معيّنة، ولعلّ هذا ما يمنحنا الشرعيّة اليوم في نقد تلك القراءات والاجتهادات ونتجاوز التأويلات المذهبيّة (الإديولوجيّة) للدّين. تلك التّأويلات التي كثيرا ما تقف حجر عثرة أمام تطوّر الفهم وتحقيق الغاية المثلى من الدّين التي من أركانها الإيمان بالآخر والاعتراف بديانته وبأنبيائه، وتسليم أمر الحكم على الصائب من الخاطئ أو النّاجي من المذنب لله وحده الذي قال عزّ من قال: ‘إنّ الذين آمنوا والّذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إنّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إنّ الله على كلّ شيء شهيد’ (سورة الحجّ الآية 17) والإيمان في الإسلام كما ورد ذلك في خاتمة سورة البقرة هو إيمان بالرسل جميعا ضرورة، قال تعالى: ‘والمؤمنون كلّ آمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، لا نفرّق بين أحد من رسله’ (سورة البقرة من الآية 284) صلوات الله عليهم جميعا. وهو عزّ وجلّ يدعو إلى التّعاون بين البشر جميعا وأوجب علينا فعل المعرفة قال جلّ وعلا: ‘يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم’ (سورة الحجرات الآية 13). ولمّا كان مطلب المعرفة أكيدا ولازما لزوم وجوب كما نصّت على ذلك الآية الكريمة، فإنّ ما يجري اليوم من لقاءات حوار وندوات حول الآخر والدّعوة إلى معرفته ودراسة ثقافته ينصبّ ضرورة في بعد من أبعاد الرّسالة السمحة لدين الإسلام، ولنبل ما جاءت به. وللأسف تناست الذّات المسلمة هذا البعد قرونا وقرونا تحت وطأة الحروب والجهل وعصور الانحطاط. واليوم لمّا تأكّدت الحاجة للحوار والتّسامح ومعرفة الآخر التي هي من جوهر الدّين، بدأ الواجب أكبر أن يذهب المسلمون الحقيقيون ممن يخشون الله ويؤثرون الحقّ عما سواه في اتّجاه بناء المعرفة مطلقا، والمعرفة بالآخر على وجه الأخصّ دون انغلاق لأنّ الانغلاق يتحوّل ببساطة إلى تطرّف وإقصاء للآخر، ووبال على الذّات والدّيانة. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)
التكفل بإرجاع مصاريف الأدوية: الترفيع في عدد الأدوية التي يغطيها النظام القاعدي إلى 1814 دواء
تونس-الصباح: قام الصندوق الوطني للتأمين على المرض مؤخرا بتحيين قائمة الأدوية التي يغطيها النظام القاعدي للتأمين على المرض والتي لا تتطلب موافقة مسبقة وذلك في اتجاه الترفيع فيها بأكثر من 175 دواء ليبلغ العدد الجملي للأدوية ضمن القائمة الجديدة 1814 دواء بعد أن كان في حدود 1638 دواء. وتبلغ نسبة الأدوية الأساسية التي يغطيها النظام القاعدي أكثر من 75% وتمثل نسبة الأدوية الوسيطة قرابة 20% منها فيما تمثل الأدوية الحياتية قرابة 5% من مجموع الأدوية المتكفل بها. في حين تم إحصاء أكثر من 360 دواء تدخل في باب الرفاه الصحي وبالتالي فهي خارجة عن نطاق تكفل الصندوق وتحمل على كاهل المنتفع بها. كما تولى الصندوق أيضا نشر قائمة في الأدوية الخاضعة للموافقة المسبقة والمصنفة حسب التسمية الدولية والاسم التجاري على موقعه بشبكة الانترنات. ويفوق العدد الجملي لهذه الأدوية 346 دواء موزعة على 14 اختصاصا طبيا على غرار الأمراض السرطانية، أمراض القلب، المعدة، الدم، الكبد، الأمراض الفيروسية، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض الجلدية، الأمراض المتصلة بالمناعة، أمراض الأعصاب والعلاج النفسي، فضلا عن الأدوية المخصصة لتحفيز نمو الهرمونات أو المتصلة بالجهاز التناسلي… وتضم القائمة أكبر عدد من الأدوية المعالجة للأمراض السرطانية إذ تضم لوحدها 136 دواء موزعة على 60 عائلة دوائية، وفي أمراض القلب والشرايين توجد ثلاثة أدوية، وفي الأمراض الجلدية 6 أدوية موزعة على ثلاث عائلات، وفي مجال الأدوية المعالجة لنمو الهرمونات أو المتصلة بالجهاز التناسلي يوجد 12 دواء موزعة على عائلتين، كما تم حصر 11 دواء معالجة لأمراض الدم، ودواء واحد لأمراض المعدة، وفي أمراض الكبد ثلاثة أدوية، وأمراض المناعة 17 دواء موزعة على ثلاث عائلات، ويوجد 31 دواء موزعة على 14 عائلة دوائية في الأمراض الفيروسية، وفي أمراض الجهاز الهضمي والتغذية تم حصر قرابة 30 دواء موزعة على 9 عائلات. أما الأمراض العصبية والنفسية فقد تم حصر 53 دواء موزعة على 18 عائلة، وأخيرا أمراض العيون ثلاثة أدوية، والأمراض الصدرية 19 دواء، إضافة إلى دوائين معالجين للتسممات. نسبة التكفل بالأدوية ومعلوم أن التكفل بالأدوية الحياتية المرتبطة أساسا بعلاج الأمراض المزمنة يتم كليا من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض أي بنسبة 100% وبخصوص الأدوية الضرورية أو الأساسية يتكفل بها الصندوق بنسبة 85% أما الأدوية الوسيطة فيتكفل بها الصندوق بنسبة 40%. وعلى خلاف ما يعتقد فإن نسبة الأدوية الجنيسة من مجموع الأدوية المتكفل بها لا تتعدى الـ20%. جدير بالذكر أنه تم أكثر من مرة توسيع قائمة أدوية الأمراض المزمنة الحياتية غير الخاضعة لشرط الموافقة المسبقة، بمقتضى اتفاقيات بين الصندوق ونقابة أطباء الممارسة الحرة، وكان آخرها الاتفاق على حذف الأدوية الخاصة بمرض السكري وضغط الدم بكل انواعها، والأدوية الخاصة بأمراض الانهيار العصبي من قائمة الأدوية ذات الموافقة المسبقة. كما تم الاتفاق على أن تخضع بقية الأدوية إلى شروط ومواصفات حتى يتم التكفل بها كليا من قبل الصندوق في انتظار صدور البروتوكولات العلاجية. يذكر أيضا أنه في ما يخص التكفل بالأدوية الخاضعة للموافقة المسبقة يتواصل حاليا التكفل بهذه الأدوية للمنتفعين بأدوية خصوصية قبل جويلية 2007 طبقا نفس الإجراءات والصيغ المعمول بها قبل دخول النظام الجديد حيز التطبيق. أما بالنسبة لمطالب التكفل لأول مرة بأدوية خصوصية بداية من جويلية 2007 تاريخ دخول المرحلة الأولى لإصلاح نظام التأمين على المرض حيز التطبيق، لا ينتفع بتكفل الصندوق بدواء خصوصي إلا إذا كان الدواء منصوص عليه بقائمة الأدوية التي يشملها النظام القاعدي والخاضعة للموافقة المسبقة وله علاقة بمرض ثقيل أو مزمن. أما مطالب الأدوية الخصوصية التي ليست لها علاقة بمرض ثقيل او مزمن فيتم إحالتها إلى وحدة العيادات الخارجية بمصالح المراقبة الطبية المركزية التي يعود لها النظر في هذه المطالب. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)
فنان تونسي يرفض دعوة إسرائيلية للغناء في فلسطين المحتلة
تونس – خدمة قدس برس رفض الفنان الهادي التونسي، دعوة تلقاها الأحد الماضي، الثاني عشر من تشرين الأول (أكتوبر)، للغناء في منتجع إيلات (أم الرشراش) الإسرائيلي في أقصى جنوبي فلسطين المحتلة. وتلقى المطرب الهادي التونسي، عرضاً بالغناء مقابل ثلاثة آلاف دولار أمريكي، إضافة إلى مصاريف تذكرة السفر والإقامة، لكنّه رفض ذلك. لكنّ مصادر صحفية في تونس نقلت أنّ أسماء فنية تونسية لم تذكرها سبق أن غنّت في فعاليات إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة. ولم يسبق أن صدر موقف رسمي من الأوساط الفنّية في تونس بشأن “التطبيع الفنّي”، لكنّ جدلاً ثار منذ أكثر من سنة بسبب مشاركة ممثلين تونسيين في فيلم يروي قصة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لعب دور البطولة فيه ممثل إسرائيلي وصُوِّرت أحداثه في تونس، غير أنّ النقابات الفنية لم تحسم الرأي في هذه المسألة. (المصدر: وكالة (قدس برس) بتاريخ 18 أكتوبر 2008)
تعاقد نور الشريف على بطولة مسلسل “أبو الحسن الشاذلي”
من: سلامة عبد الحميد القاهرة 19 تشرين أول/أكتوبر (د ب أ) – وقع النجم نور الشريف مع المنتج أحمد الجابري عقد بطولة المسلسل الديني التاريخي الجديد “أبو الحسن الشاذلي” الذي كتبه أنور عبد المغيث حول سيرة أحد أبرز شيوخ الصوفية في التاريخ الإسلامي ويتولي إخراجه التونسي شوقي الماجري الذي حقق شعبية كبيرة في مصر بعد نجاح مسلسل “أسمهان”. وقال المنتج أحمد الجابري لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) “أعجب الشريف بالنص الذي عرض عليه قبل فترة وقرر العودة من خلاله للأعمال التاريخية ليضيف دورا جديدا لأدواره البارزة مثل هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز”. وأضاف أن شركة “استوديوهات الجابري” ستوفر الحد الأقصى من الإمكانات المادية والإنتاجية ليخرج العمل في أفضل صورة وتعود الدراما المصرية للمنافسة بقوة في ساحة الدراما التاريخية. وفيما يخص إختيار الماجري قال المنتج إنه اعتمد على خبرته الطويلة في هذا النوع من الأعمال من جهة إضافة لكونه مخرجا تونسيا مقيما في سوريا باعتبار أن العمل سيصور بين تونس التي ولد بها “أبو الحسن الشاذلي” وسوريا حيث أقام لفترة.. وأخيرا مصر مشددا على أن خطة الانتاج تنص على بدء التصوير قبل نهاية العام الجاري ليكون المسلسل جاهزا للعرض قبل شهر رمضان المقبل. ويعد المسلسل هو التعاون الثاني بين نور الشريف وشركة “استوديوهات الجابري” بعد أن قدما سويا قبل عدة سنوات مسلسل “عمرو بن العاص” الذي أثار الكثير من الجدل بسبب عدد من الوقائع التاريخية التي ضمها. (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
بسم الله الرحمن الرحيم
مراجعات في مناهج التغيير – الجزء الثالث (منهج الإرهاب أنموذجا) في الأسباب المؤسسة للإرهاب
السبيل أونلاين – كتب د. بشبر عبد العالي
-الأسباب النفسية : 1) الإحباط : أحد أسباب الخروج على النظام وعلى العادات والتقاليد هو الإحباط وشعور الشخص بخيبة أمل في نيل حقه، وهذا قد يولد ردود أفعال غاضبة تتمظهر في صورة إرهاب واعتناق أفكارهدامة. 2) قد يكتسب الفرد الصفات النفسية من البيئة المحيطة به سواء في محيط الأسرة أو في محيط المجتمع، فكل خلل في ذلك المحيط ينعكس على سلوك وتصرفات ذلك الفرد حتى تصبح جزءًا من تكوينه وتركيبه النفسي، ويعد الفشل في الحياة الأسرية من أهم الأسباب المؤدية إلى جنوح الأفراد واكتسابهم بعض الصفات السيئة . 3) قد يكون سبب العنف والتطرف عند بعض الشباب الإخفاق الحياتي، والفشل المعيشي، وقد يكون إخفاقًا في الحياة العلمية أو المسيرة الاجتماعية، أو النواحي الوظيفية، أو التجارب العاطفية، فيجد في هذه الطوائف ما يظن أنه يغطي فيه إخفاقه، ويضيع فيه فشله، ويستعيد به نجاحه. (1) 5) وقد يكون سبب العنف ردود أفعال عند الشباب تدفع بهم إلى التشدد والغلو، منها: استفزاز المشاعر الدينية من خلال تسفيه القيم أو الأخلاق أو المعتقدات أو الشعائر، بالقول أو الفعل ، واتهام والمراكز التربوية الإسلامية والمدارس القرآنية ومناهج التعليم ومنابر الدعوة كلها بالانحراف، والتنفير من الدين وتشويه أهله، وإظهار شيوخ المسلمين وعلماء الإسلام بصورة ساخرة منفرة، فإن هذا كله يُسبب التطرف والغليان خاصة في نفوس الشباب الذين يقرؤون ويسمعون الاتهامات الكاذبة تُوجه إليهم وإلى مؤسساتهم، ولا يملكون إلاّ الاحتقان والانفعال، ولا تتاح لهم فرصة للرد. ويتبع الإعلام الغربي سياسة تبعد عن العدل والإنصاف، عندما يتهم مناهجنا وثقافتنا الإسلامية ويعيبها بأنها ترسخ في أبنائنا كراهية الآخر ومناصبته العداء، في الوقت الذي لا يسلط فيه الضوء على نظرة الغرب إلى المسلمين الذين هم في الثقافة والمناهج الدراسية الغربية -وخاصة الأمريكية- سفاحون وإرهابيون ومحاربون متطرفون ومضطهدون للمرأة ويعتنقون الجهاد والحرب المقدسة . وهذا الحكم غير المنصف يدفع الشاب المسلم إلى التشدد والغلو واتخاذ موقف المدافع عن دينه وعقيدته. (2) 7) عدم وجود مجالات مناسبة لامتصاص طاقات الشباب المتدين الفائضة ، فبينما يجد الشباب غير المتدين الكثير من الملاهي والألعاب الشعبية التي قد تستهلك وقته وطاقته ، يجد الشاب المتدين تضييقًا على الأنشطة الدعوية والاجتماعية التي تستنفذ جهده وطاقته، وهذا يولد شعورا بأنه ضعيف وأسير مقيد فيستجيب لأي دعوة تدعوه لكسر القيد والتحرر من الأسر .
الأسباب الاجتماعية 1) إن من أسباب نشوء الأفكار الشاذة ظهور التناقض في الحياة ومفارقات عجيبة بين ما يسمعون وما يشاهدون، بين ما يقرؤه المرء وما يراه ، بين ما يتعلمه وما يعيشه، وما يُقال وما يُعمل، وما يدرَّس وما يرى ، مما يحدث اختلالًا وارتباكًا في الأفكار . 2) تفكك المجتمع وعدم ترابطه حيث لا يشعر الشخص أمام هذا المجتمع المفكك بالمسئولية تجاهه ولا الحرص عليه ولا الاهتمام به…أما عندما يكون المجتمع مترابطا والأسرة متماسكة فإنها تحيط الأشخاص بشعور التماسك والتعاون ومن شذ منهم استطاعوا احتواءه ورده . 3) الفراغ: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة، والفراغ» (3) فهاتان نعمتان كثيرًا ما يغبن فيها الإنسان، فإن الفراغ مفسدة للمرء وداء مهلك ومتلف للدين، ونفسك إن لم تشغلها شغلتك، فإن لم تشغل النفس بما ينفع شغلتك هي بما لا ينفع، والفراغ النفسي والعقلي أرض خصبة لقبول كل فكر هدام وغلو وتطرف، فتتغلل الأفكار وتغزو القلوب فتولد جذورًا يصعب قلعها إلا بالانشغال بالعمل الصالح والعلم النافع. 4) النقص في مصادر الثروة والسلع والخدمات ، وعدم العدالة في توزيع الثروة ، والتفاوت في توزيع الدخول والخدمات والمرافق الأساسية كالتعليم والصحة والإسكان والكهرباء بين الحضر والريف، وتكدس الأحياء العشوائية في المدن بفقراء المزارعين النازحين من القرى فضلًا عن زيادة أعداد الخريجين من المدارس والجامعات الذين لا يجدون فرص العمل، يؤدي كل هذا إلى حالة من الإحباط الفردي والسخط الجماعي(4). 5) تأخر سن الزواج لدى الشباب فالزواج يخفف كثيرًا من حماسة الشباب ويعجل في نضجهم(5)
الأسباب الاقتصادية 1) إن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في الدول العربية في الثلاثين سنة الأخيرة، أدت إلى تكثيف حركة الهجرة من الريف إلى المدينة، وانتشار الأحياء العشوائية الفقيرة في مدن بعض الدول. وقد ضمت هذه الأحياء العشوائية نسبة عالية من المتطرفين الدينيين وذلك بفعل عجز بعض سكانها عن التكيف مع قيم المدينة المختلفة عن قيمهم الريفية، وبسبب تفشي البطالة، وخاصةً بين الشباب، كل ذلك جعل استقطابهم من جانب جماعات التطرف أو العنف، أو انضمامهم التطوعي إليها، مسألة سهلة إلى حد كبير. 2) الأزمات الاقتصادية تؤثر التي بشكل حاد ومباشر في الطبقات الدنيا، حيث تعاني بشدة من تدهور ظروفها المعيشية. 3) تدهور الخدمات وظهور طبقة من الأثرياء الذين يسلكون سلوكًا استفزازيًا بالنسبة للفقراء . 4) ازدياد معدل البطالة والتضخم وغلاء الأسعار، وبالتالي ازدياد حدة التفاوت الطبقي وتنعكس آثار هذا الخلل الخطير على الشباب وتنشأ تربة صالحة للتطرف تزود الجماعات المتطرفة بأعضاء يعانون من الإحباط ويفتقدون الشعور بالأمان والأمل في المستقبل(6). 5) اضطراب دخل الفرد، فكلما كان دخله مضطربًا كان رضاه واستقراره غير ثابت، بل قد يتحول هذا الاضطراب وعدم الرضا إلى كراهية تقوده إلى نقمة على المجتمع. وهذه الحال من الإحباط قد تولد شعورًا سلبيًا تجاه المجتمع، ومن آثاره الشعور بالانتقام وقد يستثمر هذا الشعور بعض المغرضين(7).
الأسباب التربوية: 1) قلة القدوة الناصحة المخلصة بغرض النفع وإرضاءً لله تبارك وتعالى، وغياب القدوة يؤدي للتخبط وعدم وجود المرجعية الصالحة وهي من عوامل التفكك والانحطاط والتخلف. إن الإحباط الذي يلقاه الشباب نتيجة افتقارهم إلى المثل العليا التي يؤمنون بها في سلوك المجتمع أو سياسة الحكم، والفراغ الديني يعطي الفرصة للجماعات المتطرفة لشغل هذا الفراغ بالأفكار التي يروجون لها ويعتنقونها . كما أن غياب الحوار المفتوح من قبل علماء الدين لكل الأفكار المتطرفة، ومناقشة الجوانب التي تؤدي إلى التطرف في الرأي يرسخ الفكر المتطرف لدى الشباب(8). هذا من جهة، ومن جهة أخرى نرى أن الكثير من دعاة العنف والتطرف يفتقدون منهجية الحوار، ويرفضون الدخول في محاورة الآخرين حول معتقداتهم وأفكارهم(9). 2) غياب التربية الحسنة والموجهة التي توجه الأفراد للأخلاق القيمة الحسنة . 3) نقص أو انعدام التربية الحقيقية الإيمانية القائمة على مرتكزات ودعائم قوية من نصوص الوحي، واستبصار المصلحة العامة ودرء المفاسد الطارئة، وقلة إدراك عبر التاريخ ودروس الزمان وسنن الحياة في واقع الناس(02). الأسباب الأكاديمية : تعتمد نظم التعليم في معظم الأقطار العربية على التلقين والتكرار والحفظ، وعلى حشو ذهن الطالب طوال مختلف المراحل الدراسية بمعلومات ، دون إعمال للعقل ودون تحليل أو نقد. ومثل هذه النظم تفرز طالبًا يتقبل بسهولة كل ما تمليه عليه سلطة المعلم دون نقاش، ،وبذلك يصبح من السهل جدًا على مثل هذا الطالب أن يتقبل كل ما تمليه عليه سلطة أمير الجماعة دون تحليل أو نقد أو معارضة، ويكون عرضة للانخراط في أية جماعة أيًا كان توجهها، حيث يتم تلقين الفكر وتقبله دون تحليل، ويسهل الانقياد بفعل إبطال(11). هذه أبرز الأسباب التي تدفع إلى الإرهاب في الدول الإسلامية ؛ وقد تم عرضها في عجالة على شكل ومضات سائلًا الله أن يقيض لها من يتناولها بالبحث العلمي المتكامل من خلال الأرقام والبحث الميداني، فكل نقطة من التي ذُكرت سابقًا هي بحاجة إلى بحث عميق منفصل. في العدد القادم إن شاء الله تعالى:مقترحات لحل ظاهرة العنف في الساحة الإسلامية . ———————————— الهوامش : 1.بن غانم، مصدر سابق. 2.الهواري، مصدر سابق. 3.أخرجه البخاري برقم:6412. 4.أ .د محمد الهواري، مصدرسابق. 5.عصام بن هاشم الجفري، مصدر سابق. 6.أ .د محمد الهواري، مصدر سابق، بتصرف 7.أ د . صالح بن غانم، مصدر سابق. 8.المصدر السابق. 9. أ.د محمد الهواري، مصدر سابق. 10.أ د . صالح بن غانم، مصدر سابق. 11.أ.د محمد الهواري، مصدر سابق. (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 19 أكتوبر 2008 )
حول الأزمة التي تعصف بالعالم والتي تنتظر ما الذي دهاه هذا التاريخ ؟
د. منصف المرزوقي لا أدري هل يعي أبناء وبنات جيلي- ما فوق الخمسين- إلى أي مدى هم محظوظون وهل يدركون أنهم يعيشون فترة من الخصوبة والإثارة لم يعرفها أي جيل آخر طوال تاريخ البشرية. في ما يخصني أنا جدّ واع بهذا الشرف ، و أقدّر حق قدرها ضربة الحظّ التي جعلتني أعيش في عصر يشهد تحولات بضخامة انقراض الديناصور واكتشاف النار وولادة ديانة عظمى وانهيار إمبراطورية كبرى في نفس الحقبة الزمنية….والحال أن آلاف الأجيال، لم تعايش – بالقياس لهذه الزلازل -إلا أحداثا تافهة أو تكرّر نفسها بثبات ممل عبر القرون. قد يقال أنني أبالغ ، لكن هل من المبالغة اعتبار الثورة الإعلامية والرقمية التي نعيش، بأهمية اكتشاف النار والزراعة . حدّث ولا تسل عن التحولات الجذرية للثورة البيولوجية التي أعطتنا التلقيح والحبوب المانعة للحمل أو الاستنساخ وكلها تتطور تحت بصرنا من يوم لآخر. الثابت أنه لا يمكن لجيل قبل جيلي ، وربما بعده، أن يفاخر بأنه عاش مدة حياة فرد تحولات بضخامة التي نعايش. لنبق فقط على مستوى التحولات السياسية في العالم المعاصر. الزلزال الأول الذي حضر جيلي آخر فصوله ، انهيار الاستعمار. من يتذكّر اليوم أنه كانت هناك لحدود أربعينات القرن الماضي إمبراطوريات لا تغرب عليها الشمس، وكم كان يعاني الرجل الأبيض المسكين من ثقل الحمل الذي كلّف به نفسه لنشر الحضارة في القارات المتوحشة. الزلزال الثاني انهيار الشيوعية . لا زلت أذكر السبعينات عندما لم يكن من الممكن في أوساط المثقفين أن تعتبر من الآدميين إن لم تكن ماركسيا ، أو تقدميا كأضعف الإيمان. أنصت اليوم للصمت المدوّي لأيدولوجيا كانت هي الأخرى تعتبر أن الباطل لا يأتيها لا من خلفها ولا من أمامها. لو قال لي أحد في السبعينات أن الاتحاد السوفياتي سيختفي بعد عشرين سنة ، لكان تصديقي له تصديقك لمن يقول لك اليوم أن كاليفورنيا ستستقل عن الولايات المتحدة في 2030، وستدخل في حرب مع كندا بخصوص من يستولي على ولاية ألاسكا. إذا احتجّ عليك أحد بأن الشيوعية لا زالت تحكم مليارا وأكثر من البشر، قل له أن وضع السلطة الصينية ملصقة الشيوعية على نظامها الرأسمالي ، مثل وضع السلطة التونسية ملصقة الديمقراطية على نظامها البوليسي : قلة حياء لا أكثر ولا أقلّ . انظر الآن لما تعانيه هذه الأيام الليبرالية التي أعلمنا بعض عتاتها منذ سنوات قليلة أن انتصارها النهائي أذّن بنهاية التاريخ. انتظر من منظريها من هنا فصاعدا كثيرا من المراجعات المؤلمة بخصوص الإدعاء بأنها الحلّ …والحال أنها تعظّ التراب أمام أعيينا و الأزمة المصرفية الحالية تفضح كل عيوبها وحدودها. كم مضحك ومثلج للصدر أن نراها هي التي اعتبرت الدولة بيروقراطية طفيلية لا يجب أن تخرج عن حفظ الأمن وخاصة أمنها هي، تستنجد بها لتخرجها من ورطتها، بعد اتضاح أن اليد الخفية التي تعدل كل اختلال في النظرية أصبحت يدا مشلولة أكثر من أي وقت مضى. أمر لن يتحسّر عليه الكثيرون وهذه الليبرالية المتوحشة لم تفعل إلا مراكمة الثروة على ضفة ومراكمة الفقر على ضفة أخرى وتوسيع الهوة بين الضفتين خالقة بشريتين كأن كل واحدة تعيش على كوكب خاص بها، ومنذرة بحروب بينهما لا تبقي ولا تذر. ما لا ينتبه له الكثيرون أنها حوّلت أيضا الاستبداد من الواجهة السياسية إلى الكواليس المصرفية والاقتصادية . كيف لا وهي بإضعاف مؤسسات الدولة المنتخبة ،و بتحكمها في وسائل الإعلام وقدرتها على توجيه الرأي العام ، تفرغ من كل مضمون مفهوم سيادة الشعب الذي هو عماد النظام الديمقراطي. لهذا كتبت في ” عن أي ديمقراطية تتحدّثون” أنه إذا كانت الشيوعية ألد عدوّ للديمقراطية في القرن العشرين، فإن ألدّ عدوّ لها في القرن الواحد والعشرين هو الليبرالية . وبخصوص هذه الديمقراطية ، قد أتهم بالتفاؤل المفرط إن قلت أن جيلي شاهد توهج شرار الاستبداد العربي ويشاهد اليوم انطفاؤه . أنظر كيف يمارس الملوك بالوراثة والملوك بالرئاسة مدى الحياة الدكتاتورية. كلهم يمارسونها على استحياء وخوف وهم أول من يعلم كم نزفوا من كل هيبة ومصداقية. أين نفسية هؤلاء من نفسية بومدين وبورقيبة وحافظ الأسد وصدام حسين وطريقتهم في ممارسة الاستبداد لعشريتين خلت فقط ؟ إن آخر دكتاتور مثّل صلف الاستبداد العربي وذهب به إلى أبعد نقطة هو الذي تأرجح في الفراغ و الحبل في عنقه. أما ما نشاهده اليوم فنوع باهت من المستبدين أشبه بالذئاب المسنة التي لم يبق لها كثير أنياب ومخالب . من يدري قد أعيش لأرى انهيار المشروع الإسلامي… اللهم إلا إذا انهار حتى قبل المرور إلى مرحلة التطبيق ، وهو مشبّع بكل ما أودى بالنظم التي ذكرنا. فهل ينتبه منظروه أن الشيوعية والليبرالية والاستبداد العربي تجارب يجب التعلم منها ، لا مشاريع فاشلة سيعوضونها ؟ * السؤال المركزي هو ماذا وراء هذا التسارع المدهش لنشوء وسقوط هياكل بضخامة الاستعمار والشيوعية والليبرالية وحتى الاستبداد العربي القميء ؟ قد يكون المدخل البحث عن القواسم المشتركة بين كل هذه البعابع والتي يمكن أن تكون آليات انحسارها وفشلها المستعصي على الإخفاء أو التبرير. ثمة قاسم مشترك بديهي ، على الصعيد الشعوري أو العاطفي أو النفسي هو الوقاحة. قلّب كل المقولات لأي طرف وستكتشف إيمانه المطلق أن نظريته هي التي تعطي عن العالم أحسن التحاليل وأن ما يقترحه لحل مشاكله أحسن الحلول. هذه الوقاحة النظرية، التي قد تشحن المشروع بالكثير من الطاقة في البداية، هي التي ستصبح بسرعة عالة عليه وقد وضعت غشاء سميكا على البصر والبصيرة . من أين لك أن تنتبه لإشارات الضوء الأحمر التي تأتيك من حولك وأنت مقتنع- حسب تعبير بعض الإسلاميين بأن كلامك صواب قد يشوبه بعض الخطأ ، وكلام الآخرين خطأ يخالطه أحيانا شيء من الصواب. القاسم المشترك الثاني التبسيط الفائق للتعقيد المريع للعالم. فسّرت الشيوعية التاريخ والمجتمع بأنه صراع طبقات وأنكرت دور صراع الأشخاص والقوميات والأديان ونسيت أنها كانت “دينا” يصارع أديانا بنفس العقلية. ثم هي بسّطت آليات الاقتصاد إلى درجة مضحكة وكأنه بوسع بيروقراطية جاهلة ومغرورة أن تقرر بدل المستهلكين والمنتجين، فانهار كل شيء على رأسها. إنها وثنية السبب الوحيد أو العامل الوحيد والحال أن وراء كل ظاهرة شبكة سببية تحتوي على مئات العوامل من مختلف المستويات وعدم الأخذ بها موقف سحري لا غير. أضف إلى هذا أن الواقع لا يكتفي بأن يكون معقدا وإنما يضيف لتعقيده الهيكلي التحرك الدائم ، مما يجعل نظرية بسيطة وساذجة ولا تتغير ( إن تطلب الأمر بالتنكر لكل مقولاتها السابقة كما هو الحال في العلم ) مجرّد وهم يتسلى به متخلفون عن ركب التاريخ الراكض. القاسم الثالث هو نفي الآخر . فالمستعمر ،أو الفقير، أو المعارض، وإجمالا صاحب الرؤى والمصالح المختلفة، هو دوما في منظومة البعابع عنصر سلبي ويمكن تجاهله في عملية بناء المشروع ، وإن وقف حجر ثرة فيمكن استئصاله بالقمع دون كثير من تبكيت الضمير، بما أن الوقاحة الأيدولوجية تجعل منه رديفا للغباء أو للشرّ أو للجهل أو ليس له أي أهمية . تعطينا الليبرالية المتوحشة هنا أحسن مثال. فمن منظورها لا يكفي أن تتجاهل الثمن الإنساني والاجتماعي لسياسة الربح بأي ثمن من تدمير البيئة و تكديس الفقراء واستنزافهم، وإنما تذهب في نفيها للآخر إلى حدّ إغلاق مصانع رابحة ، مثلما حدث لمصانع نوكيا في ألمانيا ، ما دام هناك إمكانية لتحقيق مزيد من الربح في أماكن أخرى أقل تكلفة . هذا النفي ليس فقط خطيئة أخلاقية. هو أيضا وربما خصوصا خطأ منهجي لأنه يلغي بصفة سحرية أهم عامل في تعقيد مشاكل لا تخضع لرغبات المنتصر المؤقت . فكل محاولة لإنكار وجود هذا الآخر ، أو تجاوزه بالعنف، لا تفعل سوى توليد عنف مضاد ينخرط في جملة العوامل المعقدة الأخرى التي يتسبب تجاهلها في فشل المشروع الاستعماري أو الشيوعي أو الاستبدادي أو الليبرالي. * لقائل أن يقول أن الوقاحة و التبسيط ونفي الآخر بكل أشكال العنف ، أمور موجودة منذ وجد الإنسان فما الذي يجعلنا نقول أنها الآليات التي تجعل البشرية تستهلك اليوم ” دياناتها” بسرعة متصاعدة. هنا يقع الربط بين تسارع الثورة التكنولوجية والثورات السياسية والعقائدية. القاعدة أن الثورات الهائلة التي تقلب مصير البشرية مثل اكتشاف النار أو اكتشاف الزراعة ، كانت تأخذ وقتا طويلا والفاصل بين الثورة والثورة إما بآلاف السنين وإما بالقرون.ها نحن نعايش اختزال الفاصل الزمني إلى عقود وحتى سنوات ، والثورات وراء بعضها البعض في كل الميادين. لا سحر وراء الظاهرة وإنما تغير المعطيات بصفة جذرية ، فاليوم لم يعد اكتشاف شيء مثل النار أو الزراعة موكولا للصدف، أو قل أن هذا العامل أصبح هامشيا . حال اكتشاف الكتابة وتحسن المواصلات، تشكلت تدريجيا شبكات دماغية محليا ثم عالميا، تبادلت بينها الخبرات وتوسعت بالتعليم والتخصص و طورت فعاليتها بالبحث العلمي لننتهي للوضع الحالي أي جعل الفتوحات العلمية والتكنولوجية مشروعا متواصلا تسخّر له المجتمعات كثيرا من طاقاتها.بديهي أنه بقدر ما تتوسع الشبكات الدماغية وتزداد خبرة، بقدر ما تصبح فعاليتها أكبر في اكتشاف التقنيات التي تقلب حياتنا رأسا على عقب. ولو تأملت في منهجية هذه الشبكات لاكتشفت أنها تعمل كلها حسب قواعد ثابتة : البحث والتجريب والتقييم وتصفية الصالح من الطالح ومكافأة النجاح. هذه المنهجية التي استولت عليها التكنولوجيا هي التي نتشبع بها حتى دون وعي ، لأنه لا يوجد فاصل بينها وبين الايدولوجيا السائدة وإنما ترابط وثيق. ما أن يتغير طرف في المعادلة حتى يتغيّر الآخر آليا. بديهي أن تكتشف عندما تنظر بشيء من التباعد للأحداث التي تعرضها نشرات الأخبار ، أننا أمام تجارب جبارة تبحث البشرية من خلالها عن النظام السياسي الأصلح والنظام الصحي والتعليمي والاقتصادي الأكثر فعالية وعدلا، أو النظام البيئي الذي يحفظ للبشر حقهم في العيش الرغد والكريم دون تدمير الأرض …تماما كما تفعل التكنولوجيا وهي تبحث عن أحسن سبل مواجهة الأمراض وتوفير الطاقة والمواصلات الأسرع الخ. لننتبه أن العوامل الرئيسية للنجاح التكنولوجي هي الإجماع حول الأهداف الكبرى كالموضوعية ، والفعالية والتجديد و المصلحة العامة، إضافة إلى تطور المنهجية وتوسع الشبكات الدماغية الفاعلة . نفس الشيء في الميدان السياسي والعقائدي ، وإن كان بأقل وضوحا وسرعة . إن القدرات الهائلة التي وضعتها التكنولوجيا تحت ذمة البشر مثل الطباعة والمواصلات السريعة واليوم الإعلامية ، أقحمت أعدادا غفيرة من الأدمغة لتمارس بصفة متصاعدة حقا كان قصرا على الأقلية في أخذ القرار وتقييمه وتنفيذه . ومهما كان عدد المواطنين الفعليين بالنسبة لمجموع السكان قليلا حتى في البلدان الديمقراطية ، فإن عددهم لا يقارن بما كان عليه طوال فترة سيادة الملوك والكهنة الذي عرفته القرون الماضية . نلاحظ كذلك أن حجم التحديات التي تواجه بها البشرية اليوم وكثافة النقاش الدائر حول كبرى القضايا على مستوى العالم يحدّد يوما بعد يوما بوضوح أكثر ما هي الأهداف الكبرى التي يجب أن نتجمّع حولها ونحققها والمقاييس التي تحدد النجاح الحقيقي من النجاح السحري. نقطة هامة أخرى وهي أن نتيجة تكاثر الأدمغة الفاعلة وتصاعد قدرة التكنولوجيا والعولمة التي أدت إليها ، زاد تعقيد وترابط المشاكل وخطورتها وسرعة انتشارها . كل هذا يجعل التبسيط المميز للفكر الإيدولوجي متزايد العجز عن قدرة التشخيص المطلوبة . أما التعامل مع هذه المشاكل بالوقاحة والتبسيط والعنف والإلغاء ، فإنه يزيد الطين بلة، ولا يؤدي إلا إلى تسارع سقوط منظومات لم تفهم أن الآليات القديمة للسيطرة لم تعد تنفع. شيئا فشيئا يصبح الأمر الضمني في الايدولوجيا كما هو في التكنولوجيا : انجح في حل المشاكل أو اختفي . الإفلاس إذن ليس ما ينتظر بنوكا غير فعالة أو صناعات بائرة وإنما أنظمة سياسية وإيدولوجيات اقتصادية ، وحتى أديان تتصور بسذاجة أن مجالها الأبدية ، كل هذا لأنها لم تنتبه للتغييرات الهائلة التي نعيش وأننا في عصر انتهت فيه فعاليات الوصفات القديمة . كأن البشرية تبحث بلهفة متصاعدة عن حكم رشيد في ميدان السياسة وتنمية عادلة في ميدان الاقتصاد ونظام عالمي مبني على اعتبار الآخر ينهي الحروب المدمرة والمكلفة …كل هذا للشعور المتفاقم أننا اقتربنا كثيرا من الحافة المخيفة للهاوية وأن تسارع التاريخ قد يكون استعدادا للقفز فوقها أو للسقوط النهائي فيها وتحطم المشروع الإنساني برمّته. . ****
(المصدر: موقع د. منصف المرزوقي بتاريخ 19 أكتوبر 2008)
الرأسمالية ما مصيرها؟
عبد اللطيف الفراتي (*) السؤال الذي تم طرحه بقوة هذه الأيام في خضم الأزمة المالية التي هزت العالم، وأفقدت البورصات توازنها وجعلتها تترنح تحت وطأة تراجعات لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، دفعت للقول لدى الكثيرين ممن يهزهم الحنين إلى الاشتراكية والشيوعية والماركسية، ان عصر الرأسمالية قد ولى، وأن الاشتراكية هي التي يمكن أن تقدم أجوبة لمسيرة العالم وتجنبه الهزات. ألم يقل بولسون وزير الخزانة الأمريكي وكله أسف بمناسبة الدفاع عن السياسة الجديدة لاحتواء أزمة الاثنين الأسود الحادة، وبعد قرار ضخ 700 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الأمريكي أو على الأصح لإنقاذه، جانب منها يتجاوز 250 مليار ستذهب لإعادة رسملة البنوك، وتحقيق مساهمة حكومية في رأسمالها إنقاذا لها من الإفلاس وانهيار الاقتصاد الأمريكي ومن ورائه اقتصادات العالم التي كانت تعتبر الأقوى:’إننا كلنا أسف لاضطرارنا للقيام بأخذ مساهمات في البنوك، ضد كل قناعاتنا وتوجهاتنا الليبرالية التي ترفض تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وتجعل السوق وحدها هي التي تجد التوازنات اللازمة’. ويبدو أن التدخل الحكومي الأمريكي إنما يسعى فقط لإعادة التوازن ثم بعد ذلك سيصار إلى انسحاب عام ببيع المساهمات الحكومية التي يتم بها إنقاذ البنوك وضخ سيولة تمكن من إنقاذ ودائع المودعين ومساهمات المساهمين ومنع انهيار المؤسسات بتوفير حاجتها من الأموال لمواصلة سيرها، وعدم لجوئها لطرد العاملين أو لتقليص نشاطها أو حتى للإفلاس. وكما هو الشأن في الولايات المتحدة التي تتزعم حركة الرأسمالية الدولية التي عمت العالم وشملت حركته الاقتصادية منذ انهيار الممارسة الاشتراكية بمختلف مظاهرها من شيوعية وماركسية وحتى اجتماعية ديمقراطية، فإن الاتحاد الأوروبي الذي يمثل أحد أكبر التجمعات البشرية ويعتبر أقوى قوة تجارية في العالم إضافة إلى مكانته المرموقة كقوة اقتصادية ضخمة، لم يتأخر عن إتباع خطوات الولايات المتحدة بالتدخل المباشر في الشأن الاقتصادي عبر نقرات عميقة على عالم المال، واستعماله لعملية إنقاذ واسعة. ويبدو أن أزمة هذه المرة التي لم يسبق لها مثيل من حيث عمق التأثير منذ الحرب العالمية الثانية، لا تفوت عن التذكير بأزمة 1929 والسنوات التي تلتها، التي وضعت الولايات المتحدة على الحديدة وأثرت تأثيرا سلبيا كبيرا على الاقتصاد الدولي، لم يكن مسموحا لها بأن تعود بكل قطار تأثيراتها من ركود وانكماش كبيرين، وبطالة حادة، وفقر مدقع أصاب مواطني أكبر دولة في العالم منذ ذلك الحين. وفي تقدير المحللين اللاحق في تلك السنوات من الثلاثينيات، أن التشبث بالمبدأ الرأسمالي في عدم تدخل جهاز الدولة وفقا للتوجهات شبه المقدسة للمبدأ السائد، هو الذي نقل الإعصار المالي وقتها إلى أزمة اقتصادية شديدة الحدة أتت على الأخضر واليابس، وهو ما تجنبته الأمم الأكثر ثراء هذه المرة، تاركة على الرف ولو مؤقتا الركائز الأساسية لليبرالية المعولمة والرأسمالية التي أخذ أكثر المتحمسين لها يصفونها بالهوجاء أو المتوحشة، ويدعون بعد الإعصار للعودة إلى قيام الدولة بتعديل السوق وعدم تركه على هواه ليصل إلى تجاوزات وأزمات مثل ما حصل في الأيام الأخيرة. ماذا يعني هذا؟ إنه يعني ببساطة نهاية عصر الرأسمالية المتحكمة بلا حدود في كل شيء، وربما العودة بصيغة لم تتحدد بعد لدور الدولة أو لمجموعة الدول ينبغي تصورها وبلورة كيفية تدخلاتها. ما يعني عودة السياسي بقوة، على حساب المالي خاصة والاقتصادي. فالسلوك المالي المعولم، والمسار الاقتصادي المعولم، أفلتا في السنوات الأخيرة من قبضة القرار السياسي وحتى السيادي للدول الأكبر، وبات التحكم لمجموعات مالية واقتصادية قوية جدا أقوى من الدول وأكثر ثراء وهي التي تملك من الأموال ومن المؤسسات عبر الحدود ما أفلت عن كل رقابة أو سيطرة أو قدرة على تعديل المسار وجعله يتفق مع الإمكانيات المتاحة داخل كل دولة من الدول العظمى فكيف بالدول المتوسطة أو الصغرى. غير أن ما يقوله المحللون، وكلهم قناعة بأن الإعصار المالي قد تركوه وراءهم وإن لزم بعض الوقت لمدة 8 أو 10 أسابيع لزوال آثاره أو وضعها تحت السيطرة، ـ وكلهم قناعة إذن ـ بأن الركود والانكماش الاقتصادي الوافدين لا محالة، مع ما يصاحبهما من مؤسسات مفلسة ونسب بطالة عالية، وانخفاض حاد في مستوى العيش سوف تستمر لفترة أطول من الأزمة المالية الحادة التي عرفها العالم مؤخرا، وستكون لها آثارها السيئة على حياة الأفراد ورفاهية عيشهم المعتادة. ومن هنا فإن عودة الانتعاش تتطلب أدوات جديدة تحتاج إلى تهذيب للسلوك الرأسمالي، والحد من وحشيته، وتأثيراته المطلقة، والناتجة عن أنه لم يعد هناك من الأدوات ما يلجم انفلاته، وإن كانت عودته إلى قمقم الدولة باتت تكاد تكون مستحيلة ، بحكم أن رأسمال المعولم، بات يتجاوز حدود الدول مهما عظم شأنها، وبالتالي يبدو أقوى منها وأعتى، ولا يترك لسيادة الدولة الواحدة مجالا واسعا للتدخل، وإذا كان الأمر كذلك فإن الأمر يحتاج في غياب الدولة الواحدة القادرة على السيطرة على جموح رأسمال المتجاوز لحدود الدولة أو الدول المتعددة، إلى تصور جديد لقوى سياسية إن لم تكن متحدة دوليا فعلى الأقل إقليميا، وخط سير مالي جديد يعوض التوازن الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية في بروتن وودز الذي تجاوزته الأحداث منذ سنة 1972 وفك ارتباط الدولار بالذهب وبالتالي غياب وحدة قياس كانت تقوم بالتعديلات اللازمة ولا تترك للرأسمالية الحبل على الغارب. وكما يقول كبار المفكرين الاقتصاديين هذه الأيام فإن الرأسمالية على سوئها تبقى النظام الأقل سوءا من غيره من الأنظمة الاقتصادية، ولكن لا بد أن يتقدم على القائمين عليه القرار السياسي الذي يضع في الاعتبار المصالح العليا لمواطني العالم، بدل مظاهر التصرف الاقتصادي القائم فقط على الربحية الفردية وتعملق المؤسسات الكبيرة القافزة على حدود الدول وسيادتها. ولكن هذا العالم القائم على توازن غير مستقر، هل هو قادر على إنجاز نظام دولي يحميه من الهزات والزلازل المالية والاقتصادية، أم إنه كتب عليه ومهما كانت الأدوات بين يديه أن يعيش دوريا أزمات خانقة تنال من استقراره ومستوى عيشه؟؟ (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)
تونس والأزمة الاقتصادية العالمية : طمأنة السوق أم اعتماد الشفافية ؟
*مرسل الكسيبي اتصل بي أصدقاء في المعارضة التونسية ودار الجدل بيني وبينهم في موضوعات عدة كان على رأسها تطورات الوضع المالي الدولي وانعكاساته على الوضع الاقتصادي في تونس وجملة التطورات الأخيرة التي دفعتني الى اتخاذ قرار انهاء حالة الاغتراب المهجري وبدئ صفحة علاقات جديدة مع الوسط السياسي الرسمي في تونس… واذا كانت محصلة الموضوعة الثانية رهينة تطورات مستقبلية أعلن عنها لاحقا بمشيئة الله , فان جملة اشارات استفزازية بخصوص التشكيك في الأداء الاقتصادي التونسي هي التي دفعتني الى كتابة هذا النص عساني أساهم في ترشيد السجال المخفي بصدد الوضع الاقتصادي العام . 1- أعود الى التأكيد على أن الحكومة التونسية والحزب الحاكم يستفيدان من خيرة الطاقات العلمية والخبرات الاقتصادية المعروفة تحت مسمى التكنوقراط , وهو مايجعل الأداء الاقتصادي في تونس مرشحا لأن يكون واحدا من أفضل الاقتصاديات العربية والافريقية . 2- المجال الاقتصادي في تونس يعد نقطة ارتكاز في الخطاب الرسمي وهو مايعني أن أعلى هرم السلطة يولي اهتماما شخصيا وفعليا لهذا المجال قصد وضع تونس في مراتب متقدمة على الصعد الاقليمية والدولية مع ادراك موضوعي لمحدودية ماتتمتع به البلاد من ثروات باطنية مقارنة بدول الخليج أو بعض دول أمريكا اللاتينية أو دول بحر قزوين أو بحر الشمال . 3 – ليست تونس أو غيرها من دول العالم بمعزل عن تداخل وتشابك المصالح الاقتصادية الدولية وهو مايعني امكانية تأثر البلاد بتراجع سوق الأسهم على الصعيد العالمي أو بحالة الركود الاقتصادي أو الاستثماري أو بحالة السوق النفطية أو بأحوال الحركة السياحية العالمية في هذه الأجواء , كل ذلك يظل أمرا واردا برغم ايماني العميق بقيمة ماتحقق من منجز وطني تنموي على مدار العقدين الأخيرين . 4 – تابعت وبشكل شبه يومي اهتمام الرأي العام السياسي حكومة ومعارضة واعلاما بتبعات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الألماني , ولفت نظري تجند الطبقة السياسية على اختلاف مشاربها في جلسات برلمانية وحكومية طارئة من أجل ابداع حلول لمحاصرة توابع هذا الزلزال الاقتصادي … زالت الفروق في ألمانيا بين اليمين واليسار حين أوشك بنك هيبو ايستيت على الانهيار قبل حوالي أسبوعين وتجندت الطواقم السياسية والمصرفية والخبرات الاقتصادية لهذا البلد العظيم أياما متتالية من أجل انقاذ واحد من أعرق مؤسسات البلاد البنكية … كان بامكان فريق المعارضة كما اصطلحت على ذلك فلسفة التفكير السياسي العربي أن تحمل الأزمة الى الحكومة وتشرع في شن هجوم عنيف على المستشارة ميركل وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشركائه في الائتلاف الحكومي …., غير أن ذلك لم يقع وتنادى الألمان لانقاذ نظامهم المصرفي الوطني ومن ثمة الى تثبيت الصورة الحقيقة لوزنهم الاقتصادي الأقوى على الصعيد الأوربي … اليات مختلفة في التفكير بين معارضتنا العربية التي تراها في السراء والضراء ضد الحكومة , وبين المعارضات في الغرب التي تتحول الى حكومة اسناد في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات التي تهم الأمن الغذائي أو السياسي لمواطنيها … لايختلف موقف المعارضة والحكومة في ألمانيا وبلاد الغرب عموما في قضايا الأمن القومي والأمن الاقتصادي , الا في تفاصيل تتعلق بتقديم الحلول والمعالجات , أما عندنا في المنطقة العربية فالحكومة متهمة حتى عندما يتعلق الأمر بالاثار العينية للنهضة والعمران ورفاه المواطن … 5 – ماهو الحل الأمثل تونسيا في مواجهة ترشحات الأزمة الاقتصادية العالمية ؟ , هل يكمن الحل في طمأنة السوق والمواطن ؟ أم في اعتماد نهج الشفافية والمصارحة في معالجة مدى تأثر اقتصادنا الوطني بتراكمات الأزمة عالميا ؟ الجواب ومن خلال تجربة ألمانية أواكبها اعلاميا وموضوعيا على مدار يومي …, الجواب لابد أن ينطلق من مزاوجة عملية بين تقديم الحلول لعوارض هذه الأزمة وتبعاتها على السوق المالي والاقتصادي المحلي , وبين تطمين حقيقي ومطلوب للمواطن على مدخراته أو مصالحه المادية اليومية المباشرة … نعم من المهم جدا تطمين السوق والمواطن لأن أخطر مافي الأزمة هو حالة الذعر التي قد تصيب الجميع ومن ثمة الاسراع الى سحب المدخرات وبيع الأسهم والاستثمارات واصابة الاقتصاد الوطني حينها في مقتل … لقد عمدت المستشارة ميركل والرئيس هورست كولر وكبريات الصحف ووسائل الاعلام هنا في ألمانيا الى دعوة المواطنين للتصرف بحس اقتصادي مسؤول والى عدم التهافت على سحب المدخرات من المصارف … وبالمقابل تجند رجال المال والأعمال والنخبة السياسية والأدمغة الاقتصادية الى ابداع حلول تشكل ضمانا حقيقا لمدخرات شخصية قد تصبح مهددة بالسحب في أي لحظة اعلامية مهولة وغير مسؤولة … اتخذت الحكومة قرارا بضمان كل المدخرات الفردية التي لايتجاوز سقفها مبلغ المائة الف يورو كما ضخت الدولة السيولة المالية الأضخم على مدار عقود في اطار خطة انقاذ مصرفي بلغت تكاليفها 500 مليار يورو أي حوالي 683 مليار دولار أمريكي … لقد تزامنت خطة الانقاذ الألمانية مع تصريح هام لوزير اقتصادها ميشائيل غلوز في كلمته أمام البرلمان بتاريخ 17 أكتوبر 2008 , حيث أورد فيها بأن خطة الانقاذ الحكومية تهدف الى حماية مصالح مواطني ألمانيا وليس حماية البنوك والمستثمرين … 6 – ان الادعاء القطعي بأن الأزمة الاقتصادية العالمية ليس لها التأثير على اقتصادنا الوطني في تونس يعد أمرا يحتاج الى المراجعة والتدقيق , وبالمقابل فان تمنيات بعض المعارضين لتراجع الأداء الاقتصادي التونسي تأثرا بالركود المالي العالمي يعد أمرا مقاربا للسقوط الأخلاقي , اذ أن وظيفة المعارضة وواجبها في هذه اللحظة يحتمان عليها الانخراط ايجابا في شد أزر الدولة ومؤسساتها المالية القومية عبر النصح والمشورة وتقديم الحلول الجادة أو البدائل الناضجة . 7 – ان انحسار الخطاب المعارض الى المربع الحقوقي والسياسي – برغم أهمية هذا المربع – فقط يجعلنا أمام أزمة نضج العمل المعارض في محاججة الدولة في قضايا أساسية تهم المعاش اليومي للناس , وهو مايعني أن الاكتفاء بنهج المحاججة الاجتماعية في ملفات التنمية في بعض الجهات الداخلية لايمكن أن يرتقي الى أن يشكل بديلا اقتصاديا وطنيا في الاستحقاقات الانتخابية أو ماقبلها من معارك سياسية . 8 – الارتفاع عن الجراح الشخصية والجماعية في علاقة شركاء الفضاء العام بالشأن المعيشي للمواطنين يعد خيارا استراتيجيا وليس الوقت في نظرنا مناسبا للغرق في الاشكال الحقوقي مع تضييع أولويات الناس ومعاناتهم اليومية أمام مايسمعونه من أخبار مفجعة على الصعيد المالي والاقتصادي عالميا … عند الكوارث والشدائد يلتفت الناس الى من يحمل معاناة رغيفهم اليومي وسيحسب حتما هذا في رصيد الحكومة , ولكن هل من الممكن أيضا أن تشارك المعارضة بالحلول في نيل هذا الشرف ؟ سؤال نحيله على أحزابنا الاحتجاجية التي نالت شرف الصدارة بالاشتغال على قضايا الحريات دون أن ترتفع الى المأمول منها أيضا في مثل هذه اللحظة التاريخية …
*رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: موقع ” صحيفة الوسط التونسية ” (ألمانيا) بتاريخ 19 أكتوبر2008)
كلُّنا رأسماليون
خليل العناني (*) أُقرّ ابتداء أن العنوان أعلاه لا يعني، وعلى عكس ما قد يفهم البعض، الانحياز للغرب في محنته المالية «الطاحنة»، أو التضامن مع ضحايا سبتمبر الأسود «المالي»، وذلك على غرار ما فعلت جريدة لوموند الفرنسية في 12 سبتمبر 2001، حين صدّرت صفحتها الأولى بعبارة «كلنا أميركيون»، تضامناً مع ضحايا هجمات 11 سبتمبر. لكن العنوان بالأحرى تقرير لواقع «حياتي» تعيشه نُخبنا ومجتمعاتنا، وجرس إنذار لمخاطر التعاطي العربي المختزَل مع تداعيات الأزمة الراهنة. ذلك أن إحدى تجليّات الأزمة، كشأن مثيلاتها التي تحدث غرباً، أنها تبدو كاشفة لعقلية «التربُّص الحضاري»، تلك التي تنخر في بنيتنا الفكرية والعقائدية. فإلى الآن لم يتعد رد الفعل العربي، رسمياً وشعبياًً، حاجز «الشماتة» الأخلاقية بالغرب واقتصاده ومؤسساته المالية، دون القدرة ليس فقط على طرح حلٍ لهذه الأزمة، فتلك مهمة عويصة على الغربيين أنفسهم، وإنما أيضا طرح رؤية موضوعية لمسببات الأزمة ومآلاتها. بكلمات أخرى، نبدو –نحن العرب- جميعاً متورطين في هذه الأزمة بدرجات متفاوتة. فمنْ منا لا يملك حساباً بنكياً ويمارس كافة التعاملات المالية، بدءاً من الإيداع والاقتراض وحتى الائتمان والاستثمار؟ ومنْ من مواطنينا، على الأقل في دول الخليج، لا يملك أسهماً وأوراقا مالية في الأسواق المحلية والعالمية، وربما لا يعرف الفرق بين السندات والأسهم؟ ومنْ من حكوماتنا «الرشيدة» لا تطبق سياسات رأسمالية فجّة، كخصخصة الوظائف والخدمات بدءاً من التعليم مروراً بالصحة والتأمين والمرافق العامة؟ ومنْ منا لا يمارس يومياً سلوكاً رأسمالياً «فاقعاً» عندما يغيّر نوع سيارته أو هاتفه النقّال أو حاسبه الآلي أو نظارته الشمسية؟ خطورة الأزمة المالية الراهنة لا تكمن في كونها تمثل إحدى «الاهتزازات» التاريخية النادرة لأسس النظرية «الرأسمالية»، خاصة في طبعتها «النيو-ليبرالية»، ما يفتح باباً واسعاً للجدل النظري والفكري حول كيفية «ترميم» النظرية وإعادة تشغيلها لعقود قادمة، وإنما أيضا كونها تأتي في وقت طالت فيه العولمة «الرأسمالية» رؤوس الجميع، بحيث يصعب على أي طرف ادعاء النجاة من أكلافها. ولعل هذه إحدى نقاط التمايز بين الأزمة الراهنة ونظيراتها التي حدثت، سواء بدايات القرن الحالي فيما يسمى بـ «الكساد العظيم» أو في نهاياته في منطقة جنوب شرق آسيا. فما حدث عام 1929 كان مجرد خلل في نظام بيع الأسهم المالية نجم عنه انخفاض حاد في قيمتها الأسمية. في حين أن ما حدث عام 1997 كان بسبب إفراط المضاربين والمستثمرين الأجانب في سحب أموالهم وودائعهم من الاقتصادات الناشئة في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية، عطفاً على الكساد الذي أصاب السوق العقارية. وفي كلتا الحالين، لم تطل الأزمة سوى أهلها. في حين تبدو الأزمة الراهنة الأشمل والأعم، ليس فقط اقتصادياً ومالياً، وإنما أيضا إيديولوجيا وسياسياً. بكلمات أخرى، تبدو أكلاف الأزمة الراهنة أعمق وأكثر ثقلاً في جانبها «الحضاري»، وهو ما يمكن استجلاؤه من خلال شقين: الأول يتمثل في المأزق الذي يواجه العالم الآن فيما يخص ضرورة البحث عن نموذج اقتصادي بديل يمكنه حصد مغانم الرأسمالية دون مغارمها. وهو مأزق نبه إليه كثيرون مع اطراد وتيرة موجة العولمة أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وفي مقدمتهم «دان رودنبرك» أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد، والاقتصادي الأميركي المعروف بول سامويلسون الحائز على جائزة نوبل عام 1970، وبول كروغمان أستاذ الاقتصاد بجامعة برينستون الأميركية الذي فاز قبل أيام بجائرة «نوبل» أيضا. وهو نموذج من المفترض أن يسعى للبحث عن آلية يمكنها الجمع بين أبعاد ثلاثة متنافرة، هي: حرية السوق، ودور الدولة في الاقتصاد، والعدالة الاجتماعية. أما الشق الآخر فهو «القيمي»، وهنا تقبع أحد أهم الإشكالات التي تواجها البشرية في اللحظة الراهنة، ذلك أن انهيار «النموذج» الغربي، بشقيه السياسي والاقتصادي، إنما يخلّف فراغاً حضارياً يصعب على أي «النماذج» الحضارية الراهنة، إن وجدت، ملأه فعلياً. وذلك ليس فقط بسبب «عولمة» النموذج وتغلغله في كافة أركان المعمورة، رغباً أو رهباً، وإنما أيضا بسبب مرونته الشديدة وإمكانية استنساخه محلياً في طبعات مختلفة. وعليه، يصبح تهافت بعض مثقفينا وإصرارهم على تحضير «روح» ماركس وإعادة «بعث» نظرياته وأفكاره، لمجرد النكاية في الغرب وأنموذجه، أشبه بممارسة نوع من «الهروب الحضاري»، ودليلُ إفلاسٍ فكري وقيمي يحاول البعض مواراته. صحيح أن الأزمة الراهنة قد بدأت غرباً، لكنها كدوائر الماء المتعاظِمة، ستطال حتماً رؤوسنا، وسيشعر بها كل مواطن بسيط يستخدم بطاقات الائتمان لتعليم أولاده وتزويجهم، وسنظل جميعاً، رغماً عنا، رأسماليين، على الأقل حتى إشعار آخر. (*) كاتب من مصر (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)
حرب من دون نصر في العراق
توفيق المديني «نحن نعتقد أن نظامنا السياسي يتقدم»، هكذا كتب هنري كيسنجر قبل أربعين عاما ، وقبل ان يتسلم أيضا قيادة الدبلوماسية الأمريكية.و كان جورج واشنطن من هذا الرأي . ففي خطاب الوداع الذي حذر فيه مواطنيه من التدخل في شؤون أوروبا القديمة ، كتب إلى صديقه لافاييت ما يلي: «إنه رد فعل طبيعي جدا أن نعتقد ، أن نظامنا السياسي سيتقدم أيضا إلى شعوب أخرى…لقد غرسنا بذرة الحرية و الاتحاد التي ستنبت شيئا فشيئاً في كل الأرض. و يوماً ما ستتشكل الولايات المتحدة الأوروبية على نموذج الولايات المتحدة الأمريكية . و سوف تكون أمريكا المُشّرِع لكل القوميات». وفي الوقت الذي كان سلفه البعيد يحلم بدمقراطة سلمية للعالم، فإن الرئيس الحالي جورج بوش اعتقد جازما و شرعيا بضرورة اللجوء إلى القوة و الحرب من جل أن تتقدم أفكار المحافظين الجدد ، ولاسيما في مشروع الشرق الأوسط الجديد. و كان الرئيس الحالي له فكرة كبيرة لجهة انتظاره نتائج الانتخابات التي جرت في هذا «الشرق الأوسط الكبير»، و التي أثارت مخيلته السياسية: و لم يكن يشك أن تكون نتائج الانتخابات مغايرة لطموحاته و أمنياته. فالهندسة الديمقراطية ، التي كان يجب أن تكمل الحرب على الإرهاب من خلال الإفساح في المجال للوصول إلى السلطة نخب عربية ليبرالية موالية للغرب منبثقة من المجتمع المدني، ترجمت ، في معظم البلدان التي جرت فيها انتخابات حرة، أو نصف حرة، إلى تحقيق بعض النجاحات الصغيرة من جهة ، إذ جرت أنسنه النظام في المغرب ، و استدارت ليبيا نحو توطيد العلاقة مع الغرب، و تحرر لبنان من الوصاية السورية. و من جهة أخرى ، قادت إلى فوز الحركات الإسلامية المعادية للغرب . فهذه النجاحات هي مبررة من قبل رفض الناخبين العرب الموافقة على سياسة أمريكية أحادية ، و مؤيدة بصورة مطلقةلإسرائيل .فكان الإخوان المسلمون المستفيدين الرئيسيين من الانتخابات التعددية التي جرت في مصر. أما في حال العراق، فقد كان الوضع دراماتيكيا. فالسكان توجهوا بكثافة لانتخاب برلمان جديد حر وديمقراطي ، لأول مرة في تاريخهم ، بيد أن هذه الامكانية التي منحت لهم ، لم تكن كافية لكي يتفق الشيعة ، و السنة العرب ، و السنة الأكراد ، على الوسائل الكفيلة لتقاسم السلطة، بل إن العراق غارق اليوم في فتنته الطائفية . في غضون ذلك ، و بينما نجد الولايات المتحدة الأمريكية غارقة في الوحل العراقي في إطار مواجهة المقاومة السنية- و تنظيم القاعدة التي جاءت كرد فعل طبيعي على تهميش المحتل الأمريكي للعرب السنة- ، تغتنم إيران هذه الفرصة بوصفها الداعم الرئيس للأحزاب الشيعية لتأكيد طموحاتها النووية مع الدعوة في الوقت عينه من قبل رئيسها أحمدي نجاد إلى «محو إسرائيل من الخارطة». أما صواريخ حليفها اللبناني حزب الله التي أمطرت حيفا والمستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين في صيف 2006 ، فقد شكلت في نظر الإسرائيليين أزمة وجودية لها لأول مرة في تاريخها،معتبرين أن طريق حيفا و تل أبيب يمر عبر طهران،و هذا إن دلّّ على شيء فهو يدل على عجز واشنطن المرتبكة في بغداد، عن ضمان أمن حليفتها الرئيسةإسرائيل. وهكذا،اتخذت إدارة الرئيس بوش موقفا عدائيا من سورية و إيران . و ترسخ الاعتقاد لدى الإدارة هذه أن أمريكا و إسرائيل يستطيعان تشكيل تحالف قوي يسيطر على منطقة الشرق الأوسط، و يستطيع بموجبه تجاهل حقوق دول المنطقة. بيد أن ذاكرة الرئيس بوش قصيرة،فهو لم يتذكر ما قاده إليه المحافظين الجدد من حرب لا طائل منها في العراق، إذ قتل أكثر من 4000 جندي و جرح 25000 جندي أمريكي ، من دون أن تحقق الحرب نصرا أميركيا واضحا، باسثناءالنتائج المتواضعة التي تحققت على الأرض . فبين أواسط 2005 و بداية سنة 2007بلغ عدد القتلى من المدنيين العراقيين 3000 شهريا.أما في سنة 2008، فقد انخفض العدد إلى أقل من 500قتيل في الشهر. اليوم ، الحرب الأولى التي خاضتها الأقلية العربية السنية (20 % من السكان)ضد المحتل الأجنبي قد انتهت تقريبا.فالقوات الأميركية و حلفاؤها ، التي كانت تتعرض إلى حد 3000 هجوم في الأسبوع ما بين 2005 و 2006لم تتعرض إلا إلى 800 هجوم كمعدل وسطي في سنة 2007، و إلى أقل من 400 هجوم في سنة 2008. لقد أوقع المحافظون الجدد الولايات المتحدة الأمريكية تحت طائلة ديون كبيرة ،جراء أخطائهم في شن حرب استباقية على العراق،فهاهو الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل للسلام و المستشار، السابق للرئيس بيل كلينتون، جوزيف ستيغليتز يقول في مقابلة نشرت له في صحيفة «أوسترلين نيوز» : إن حرب العراق كلفت الولايات المتحدة من 50 إلى 60 مرة أكثر من تقديرات إدارة بوش، و شكلت السبب المركزي للأزمة المصرفية التي تهدد الاقتصاد العالمي.. و قبل بضعة أشهر ،و في مقالة نشرتها «الواشنطن بوست» قال ستيغليتز و معه المتخصصة الاقتصادية البارز«ليندا بليمز» :« إن الترابط بين تكلفة الحرب و إجراءات بوش تخفيض الضرائب قاد إلى العجز في الإنفاق». و تنبأ الاقتصاديان بأن الحرب سوف تكلف نحو ثلاثة تريليونات دولار، متضمنة عناصر مثل الفائدة على الأموال المقترضة، و العجز في المدفوعات المستقبلية التي ستستحق للمصابين من المحاربين القدماء، علاوة على التكاليف المتعلقة بانقطاع امداد الأسواق بالنفط. وكانت الاستراتيجية الجديدة التي طبقها الجنرال بيتراوس في العراق بداية من سنة 2007 قد زادت من حدّة الإطباق على جورج بوش المحاصر سياسيا، في ظل وجود رأي عام أميركي غاضب، وديمقراطيين معارضين يزدادون جرأة، و جمهوريين يتبرّأون. ويرى المحللون الذين يخالفون هذه الاستراتيجية أن القاعدة العراقية لتطبيقها ضيقة جداً، وأنه من غير الجائز إسناد سياسة، ولو مأزومة، لدولة بحجم الولايات المتحدة إلى سلطة عراقية قد لا تستطيع تلبية حاجاتها. فكيف إذا كان المطلوب من المالكي اجتراح معجزات من نوع: تجريد ميليشيات حليفة ومعادية من السلاح، وتأمين بغداد لفترة مديدة، وتقاسم الثروة، وتعديل الدستور، وتوسيع المشاركة السياسية، وإعادة النظر باجتثاث البعث،و بناء مؤسسات أمنية وطنية، والتزام إنجازات مرحلية محدّدة، وحل مشكلات اقتصادية واجتماعية، وأخذ مسافة عن البيئة الطائفية التي أوصلته إلى حيث هو، إلخ… إنها مطالب لا يقدر عليها هذا إذا كان يريد تنفيذها أصلاً. إنها صدمة قوية ، لقوة عظمى اميراطورية ، كانت تتفاخر على الدوام بالطريقة التي اتبعتها لدمقرطة ألمانيا و اليابان بعد هزيمتيهما في الحرب العالمية الثانية، و برؤيتها لاندثار أعتى الديكتاتوريات العسكرية والشيوعية في النصف الثاني من القرن العشرين ،معتقدة أن فلسفتها السياسية ستفرض نفسها في كامل أصقاع الأرض –بقوة النموذج أكثر منه بقوة السلاح-مكرسة بذلك نهاية التاريخ. وعلى نقيض روما القديمة ،التي كانت تفتح البلدان من دون رادع،و حيث أن الآلهة لم تكن بالضرورة نموذجا للفضيلة، فإن روما الامبراطور ية الأمريكية في أساسها أمة مسيحية تقوم بوظيفة رسالة تمدينية و ديمقراطية للعالم. يقول دي توكافيل :« الدين يمتزج (…)مع كل المشاعرالتي يخلقها الوطن، وهذا يعطيه قوة خاصة». إن واحدا من المقومات الأساسية لأية امبراطورية في العالم هي تسلحها بمشروع العمومية ، أي القدرة على التعامل بالمساواة مع الأفراد و الشعوب و الأمم المختلفة. فقد كانت الثورة الفرنسية حاملة لمشروع العمومية ، حين نادت بمبدأ الحرية للجميع ، بينما عاملت الشيوعية التي تعتبر الإيديولوجيا الأكثر عمومية بعد الثورة الفرنسية ، جميع الشعوب المغلوبة بالتساوي.أما الولايات المتحدة الأمريكية التي تبشر بمشروع الشرق الأوسط الكبير و الجديد، فهي تشهد تراجعا كبيرا في العمومية بوصفها إدراكا ووعيا و مشروعا يقوم على المساواة والعدالة و المسؤولية للعالم . إن العمومية مورد أساسي لكل دولة، سواء أكانت تسعى إلى السيطرة و تنظيم الأمور في العالم العربي و الإسلامي ، أو تسعى إلى فعل ذلك في فضاء أوسع متعدد الإثنيات و امبريالي. إن تراجع العمومية و انحسارها داخل المجتمع الأمريكي ، يجعل إدارة الرئيس بوش تنظر إلى العرب و المسلمين على أنهم ليست مخلوقات بشرية ، كما أن الديمقراطية لم تعد من أولوياتها. و لهذا ، يشهد لبنان ،و العراق ، و غزة في فلسطين المحتلة حروبا ، تؤكد على إخلاص أمريكا لإسرائيل ، إلى جانب انتهاج واشنطن علاقة معادية شاملة مع العالم العربي، وبصورة أوسع مع العالم الإسلامي. * كاتب تونسي. (المصدر :صحيفة الحياة ، بتاريخ 19 أكتوبر 2008 )
السباق الانتخابي الأميركي والأزمة (2)
بقلم: طارق الكحلاوي (*) ما زالت الخطوط العريضة التي أشرت إليها نهاية الأسبوع الماضي («العرب» 12 أكتوبر) مستمرة مع نهاية هذا الأسبوع. خاصة فيما يتعلق بالصعوبات التي يعاني منها الفيل «الجمهوري» الذي تتثاقل خطاه كلما اقتربنا من موعد الرابع من نوفمبر. لنرجع للتمعن في استطلاعات الرأي الأخيرة التي هي ليست مجرد أرقام، خاصة أنها بصدد ترك أثر كبير على الاستراتيجيات المتبعة في حملتي أوباما وماكين: أوباما حافظَ على -وأحيانا وسّع- الفارق بينه وبين ماكين في الولايات التي تتصف تاريخيا بـ «التأرجح» (toss up states) بين «الديمقراطيين» و «الجمهوريين». لكن هذه الولايات أنواع، إذ منها ما هو متأرجح عادة في اتجاه «الديمقراطيين»، وأخرى متأرجحة في اتجاه «الجمهوريين». لنبدأ بالولايات «المتأرجحة» التي تميل أكثر إلى «الديمقراطيين»، والتي يحتاجون للانتصار فيها حتى يمكن لهم المنافسة بقوة على المقعد الرئاسي. في نيوهامشير، حافظ أوباما على فارق أكبر من %5، وفي بنسلفانيا اتجهت النسب للارتفاع من حوالي %11 إلى حوالي %15. في مينيسوتا سجل أوباما ارتفاعا أكبر، حيث انتقلت النسب من %1 إلى %11. في ويسكونسون سجل ارتفاعا مماثلا بانتقال نسب تفوقه في الاستطلاعات من %10 إلى %17. لكن كل هذه الولايات كان قد فاز بها جون كيري في انتخابات عام 2004، غير أنه لم يحسم الانتخابات، إذ خسر كيري «ولايات متأرجحة» أخرى تميل عادة إلى «الديمقراطيين»، مثل أيوا التي يتقدم فيها أوباما الآن منذ أشهر، ويحافظ على نسبة تفوق %10 حسب الاستطلاعات الأخيرة. المثير أن ماكين كان يأمل، حتى الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، في التنافس بقوة على هذه الولايات حتى يقطع الطريق أمام أوباما بشكل مبكر. وعلى سبيل المثال، توجهت حملة ماكين مع نهاية الأسبوع الماضي (بما في ذلك زيارات مكثفة من قبل ماكين وبالين) بقوة نحو بنسلفانيا (التي تحوز على عدد كبير نسبيا من «الأصوات الانتخابية»)، وخاصة ضواحي مدينة فيلادلفيا، لمغازلة أصوات الفئات العمالية من البيض أملا في جذب أصوات الناخبين «الديمقراطيين» الذين صوتوا بقوة لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية لـ «الديمقراطيين». أدى ذلك إلى هجوم معاكس من قبل أوباما الذي قضى نهاية الأسبوع في حملة مكثفة في فيلادلفيا ومحيطها، إذ يعرف أن مشاركة واسعة في المراكز الحضرية لبنسلفانيا سيحسم أصوات الولاية لصالحه. ونتائج الاستطلاعات تشير بوضوح إلى أن أوباما لا يتقدم في المراكز الحضرية لبنسلفانيا فقط، بل أيضا في أوساط الضواحي التي تتركز فيها الفئات العمالية والطبقة الوسطى من البيض (وقد شهدتُ بنفسي حجم الحماس الكبير والمتعدد الأعراق المؤيد لأوباما في فيلادلفيا ومحيطها خلال عطلة نهاية الأسبوع). كل هذه المؤشرات حدّت من طموحات حملة ماكين، إذ كشف كارل رووف، الذي يتابع من بعيد، في مقال في «وول ستريت جورنال» (16 أكتوبر) أن لديه معلومات عن تراجع ماكين عن المنافسة في هذه الولايات التي تميل إلى «الديمقراطيين»، خاصة (وكما أشرت الأسبوع الماضي) أنه في حاجة الآن للدفاع عن ولايات كانت تبدو خلال السنوات الأخيرة، بل وحتى أشهر قليلة حصونا قوية لـ «الجمهوريين». لنتمعن الآن في «الولايات المتأرجحة» التي تميل أحيانا إلى «الجمهوريين»، والتي يحتاجون إلى الظفر بها حتى يحافظوا على أمل المنافسة على المقعد الرئاسي. من بين أهم هذه الولايات تبرز فلوريدا كأحد الأمثلة على الاتجاه القوي الآن بين الناخبين لمصلحة أوباما. فلوريدا التي كانت حاسمة في فوز الرئيس بوش لمرتين متتاليتين يقع نعتها في بعض الأحيان بـ «الولاية الحمراء»، خاصة أن حاكمها يتم انتخابه عادة من بين «الجمهوريين». وحسب آخر استطلاعات هذا الأسبوع، تستقر الأرقام أكثر فأكثر بين %5 و%8 لصالح أوباما بعدما كانت نسب تفوقه لا تتجاوز %3 في الأسبوع السابق. تجب الإشارة أن ماكين كان يحافظ على تفوق واضح هناك طوال الصيف وحتى منتصف شهر سبتمبر. ولاية أخرى «متأرجحة» لكن تميل عادة إلى «الجمهوريين» هي ولاية كولورادو، والتي اتجهت هذا الأسبوع بشكل واضح لمصلحة أوباما، حيث استقرت النسب بين %6 و%10. لكن تفوق أوباما، مثلما أشرت الأسبوع الماضي، انتقل إلى ولايات لا يمكن توقع ميلها بأي شكل من الأشكال إلى «الديمقراطيين»، إذ كانت أصواتها تاريخيا وبشكل منتظم من نصيب «الجمهوريين»، وعلى رأسها ولاية فرجينيا التي استقر فيها تفوق أوباما هذا الأسبوع بين %6 و%9. نفس الشيء في ولاية «حمراء» أخرى مثل ميسوري، حيث تنقل استطلاعات هذا الأسبوع تفوقا غير مسبوق لمصلحة أوباما بين %2 و%8. أوباما بدأ المنافسة بقوة أيضا في ولايات «حمراء» أخرى مثل أوهايو (يتفوق حسب بعض الاستطلاعات بنسبة %5) ونيفادا (يتفوق بنسبة %3)، بالإضافة إلى نورث كارولينا (يتفوق بنسبة %2). المعضلة الحقيقية هنا ليست في إمكانية فوز أوباما في هذه الولايات فحسب (يمكن لماكين أن يسترجع تفوقه فيها خاصة بعد التوجه المحتمل مع نهاية هذا الأسبوع لتركيز حملته فيها)، لكن المعضلة هي حصر حملة ماكين في استراتيجية دفاعية في ولايات كان من المفترض أنها محسومة، وكذلك بميزانية انتخابية أقل من أوباما. إذ يتفوق أوباما في مصاريف حملته على ماكين بنسبة 4 إلى 1 في ولاية فرجينيا، وبنسبة 3 إلى 1 في ولاية فلوريدا. وهذه الاستراتيجية الدفاعية والحاجة لكسب النقاط بسرعة هي التي تفسر التوجه التهجمي والعصبي لحملة ماكين، وبُعدها عن جوهر مشاغل الناخب الأميركي الراهن، أي الموضوع الاقتصادي، الأمر الذي تجلى في المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة بينهما الأربعاء الماضي. أختم مرة أخرى بموضوع الأزمة المالية والاقتصادية. كنت قد أشرت الأسبوع الماضي إلى أن كلمة «التأميم» ستصبح كلمة السر الجديدة في واشنطن، وهكذا أعلنت الأجهزة الفيدرالية مبكرا يوم الإثنين «تأميما جزئيا» (تم تغليف الكلمة في بعض المنابر بكلمات أخرى أكثر حريرية لا تخدش الشعور النيوليبرالي، مثل «حقن رأس المال»). يجب أن أضيف أن هذا الأسبوع كان «نيوكينزيا» بامتياز. بول كروغمان الذي كثيرا ما أبرزت مساهمته النوعية في الترويج للرؤى «النيوكينزية» في الأسابيع الأخيرة لمجابهة الأزمة (والذي كان الاقتصادي الأول الذي نبه للخطورة الكبيرة للرهون العقارية) حصل على «جائزة نوبل في الاقتصاد». كروغمان و «النيوكينزي» الآخر الذي لا يقل تأثيرا، جوزيف ستيغلتز، أكدا بشكل متناسق هذا الأسبوع على الطبيعة الاقتصادية للأزمة، ومن ثم عدم إمكان تجاوز تأثيرها السياسي المباشر في الأسابيع القادمة. التقرير الفيدرالي الذي تم إعلانه مع منتصف الأسبوع، والذي أكد على «ضعف الاقتصاد» وليس السوق المالية فحسب، يذهب في نفس الاتجاه. هذه، بكل تأكيد، أخبار سارة لحملة أوباما التي لم تكن لتصل للعافية التي عليها الآن من دون ظرف الأزمة. المعركة الانتخابية لم تحسم بعد، غير أنه، ومثلما ذكّرنا كارل رووف هذا الأسبوع، لم يستطع أي مرشح للرئاسة أن يرجع في الاستطلاعات قبل أسابيع قليلة من الانتخابات منذ هاري ترومان عام 1948، قبل نصف قرن بالتحديد. حقق ترومان تلك «المعجزة» بفضل حملة مكثفة جاب فيها الكثير من المناطق الريفية عبر القطار (whistle stop train tour)، وهو الأسلوب الذي جعله ينجح في حشد أعداد كبيرة من الناخبين المتحمسين في اجتماعاته الخطابية. وإذا أردنا مقارنة ذلك مع الوضع الراهن، فإن حملة ترومان تشبه إلى حد كبير حملة أوباما وليس حملة ماكين. (*) أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» بجامعة روتغرز (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 أكتوبر 2008)