الحوار.نت: اعتداءات نظام السابع من نوفمبر ضدّ رموز المجتمع المدني لا تزال متواصلة حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشرة إلكترونيّة عدد: 18- الحياة : تونس: حزب بن علي يرشحه لولاية رئاسية خامسة في 2009 إيلاف: البنك الإفريقي يساند التنمية في تونس المنتدى الكتابي للحوار نت: حــصـــاد الأسبــوع نهضة إنفو: المصالحة إلى أين؟ أمّ زياد: الباب الأوّل هو الباب الأخير سامي نصر: نقابة الصحافيين: مشروع ولادة أو مشروع وأد جديد عبدالوهاب عمري: لماذا أغلق معهد ” لويس باستور” الخاص؟ عامر عياد: خنيس: لا بد من عمادة ثانية الامجد الباجي :عهد االلمبن بحري العرفاوي: في اللائكية ..والهوية:أو صدمات الوعي ..وصرخة النائم! عبد الجبار الرقيقي: المكاسب و سلفية اللائكيين ماهر حنين: أكثر من 143 ألف مرشح للباكالوريا يطرقون باب الجامعة: ماذا أعدّت لهم الحكومة ؟ أبو أيمن: إجراء فجئي لاتصالات تونس سيعصف بمستقبل أصحاب التاكسيفون أبو أيمن: صفاقس: من ينقض المدرسة الإعدادية الطاهر الحداد جريدة “الشعب”:المنستير:تطور خطير في سايا بورجس جريدة “الشعب”:نقابة الصحافيين:تمهيدا لمؤتمر تأسيسي محمد العروسي الهاني : خواطر و مقترحات جريئة و بشجاعة بمناسبة انعقاد اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي .وريث حزب التحرير و البناء و الانجاز توفيق المديني: محاسبة جورج بوش على حربه العراقية عبد الباقي خليفة: سرّ الحفاوة عبداللطيف الفراتي: غرائب الدهر برهان بسيّس: دولة غزة الحمساوية ودولة الضفة الفتحاوية محمد الحدّاد: إنتحار الشرق الأوسط إسلام أونلابن: بلال الحسن: إقصاء دحلان هو الحل
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
اعتداءات نظام السابع من نوفمبر ضدّ رموز المجتمع المدني لا تزال متواصلة
نشرة إلكترونيّة عدد: 18- 14 جوان ( حزيران) 2007
تونس-تفويت في الأرض بالتقسيط:
باعت الدولة أرضا (بمنطقة البحيرة بالعاصمة) مساحتها المؤقتة 837 هكتار, إلى المؤسسة الإماراتية “سما دبي” بمبلغ 14 مليار دولار, والعقد الموقع بين الطرفين لا يضع أي قيد أو ضوابط بل يعطي “سما دبي” حق تملك واستغلال الأرض والماء (البحر) والتصرف المطلق دون اي تدخل في التخطيط والتهيئة, وتنازل البنك المركزي عن المراقبة المالية للعملة الأجنبية المتأتية من المعاملات مع الخارج , في خروجها من البلاد… ويمكن لها ردم البحر ومضاعفة المساحة بدون تكاليف تذكر (دينار رمزي) ودون شروط, وليس هناك أي ضمانة لتشغيل التونسيين بهذه “الجزيرة” عن الصباح 06-06-07 . news.maktoob.com للإطلاع على التفاصيل راجع مدونة سفيان الشورابي
قطر-أموال النفط تعود بالفائدة على أوروبا:
بعد صفقة شراء 80 طائرة “إيرباص” بمبلغ 16 مليار دولار, وقعت دولة قطر عقدا مع “مجموعة الأنظمة الجوية والدفاع الأوروبية” ب 300 مليون دولار لتوفير نظام رادار يغطي الأراضي القطرية, مع العلم أن قطر تؤوي أكبر قاعدة امريكية. موقع س.ن.ن. (بالعربية) 03-06-07
المكتب الدولي للعمل-07-06-07 :
في دراسة شملت 50 دولة استنتج المكتب ان 614,2 مليون عامل يشتغلون أكثر من 48 ساعة أسبوعيا (72 ساعة أحيانا) لقاء أجر زهيد لا يفي بالحاجيات الدنيا, إضافة إلى عدد غير معروف من العاملين بشكل جزئي أو موسمي في ظروف سيئة للغاية. المتضررون من طول مدة العمل اليومي يعملون بالمطاعم والفنادق والنقل والتخزين والإتصالات… في بريطانيا يعمل 22,7 من العمال أكثر من الوقت القانوني, وحوالي 20 بالمائة (معدل) في أستراليا وسويسرا وأمريكا. تقول الدراسة “ان للتخفيض في عدد ساعات العمل فوائد للصحة والحياة العائلية وللإنتاجية, كما يساعد على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل ويخفض من عدد ونوعية حوادث الشغل”
تونس: حزب بن علي يرشحه لولاية رئاسية خامسة في 2009
البنك الإفريقي يساند التنمية في تونس
(المصدر: موقع ” إيلاف” بتاريخ 17جوان 2007)
دخول شهر جمادى الثانية
يعلم مفتي الجمهورية التونسية أنّ يوم أمس السبت 16 جوان 2007 هو أوّل يوم من شهر جمادى الثانية 1428هـ
سحب ترشّح
علمنا أنّ المحامي أحمد الباطيني، الذي استعاد مكانته ضمن قائمة محاميي التعقيب ورُدّ له اعتباره، حيث أصبح ترشّحه مستوفي الشّروط، قد قرّر سحب ترشّحه لترك المجال أمام زملائه للتّنافس على منصب عميد المحامين.
موسم الحج
ينتظر أن يتم خلال الفترة القريبة القادمة الإعلان عن آجال فتح باب الترشّح لآداء فريضة الحجّ لهذا الموسم علما أنّ تحديد الآجال يخضع لمواعيد مضبوطة وفقا لقرارات وزارة الشؤون الدينية. وفي انتظار صدور بلاغ الوزارة علمنا أنّ الاستعدادات انطلقت هذا العام مبكّرا لتنظيم موسم الحجّ.
لأول مرة.. في تونس
وقعت بعد ظهر الجمعة بكلية الاداب بمنوبة مناقشة رسالة دكتوراه دولة ضخمة في الحضارة العربية أعدها الاستاذ فتحي القاسمي باشراف الاستاذ كمال عمران.. هذه الأطروحة كما بين أعضاء لجنة المناقشة الخمسة تميزت بكونها الاولى من نوعها التي تناولت تاريخ الافكار والجدل الفكري والديني والسياسي الذي عرفته تونس في موفى القرن الـ19 والنصف الاول من القرن العشرين..
ورغم وفرة الدراسات التاريخية والجامعية التي تناولت جوانب مختلفة من الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس في القرنين الماضيين فقد كانت أطروحة الاستاذ فتحي القاسمي بمجلداتها الثلاثة محاولة تأليفية ـ الأولى من نوعها ـ لتاريخ علماء تونس وفقهائها ونخبها الاصلاحية بمختلف تياراتهم الدينية..
وقد حصلت الاطروحة على ملاحظة مشرف جدا..
تونس المغرب
انتظم أمس بمقر مؤسسة التميمي للدراسات بتونس لقاء مع الأستاذ نجيب زروال وارثي، سفير المغرب حاليا بتونس ووزير التعليم العالي بالمغرب، خلال ست سنوات، وهو الذي تبنى إصلاحا جامعيا متكاملا ..وقد قدم الاستاذ نجيب بالمناسبة محاضرة مطولة عن الهوية الثقافية والدينية ودور وسائل الاعلام في فرض هيمنة ثقافة واحدة على العالم أجمع وبروز مؤشرات أزمات ثقافية في كل العالم بدءا من العالم العربي حيث تتداخل الازمات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية..
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جوان 2007)
بسم الله الرّحمان الرّحيم
حــصـــاد الأسبــوع
1) علمت:
اليقظة الأمنية بين الشعار و الواقع:
ذكرنا في حلقة سابقة خبر إيقاف شاب بعد ما يقارب سنة من الملاحقات و المداهمات الليلية و النهارية… و ظن الكثير أن هذا الملف قد اغلق او على الأقل قد أوشك على ذلك… لكن قد يكون الواقع في كثير من الأحيان أغرب من الخيال..كان يوم الاثنين الماضي، صباحا، موعد مثول الشاب عادل بن المبروك مصدق أمام وكالة الجمهورية، لكن سرت نار في هشيم الأرصفة تفيد أن عادل قد تمكن من الفرار من مركز إيقافه ليلا، لم يفر وحده، بل معه شاب آخر، هو محمد علي بن خليفة زواغة… كيف تم ذلك؟؟ كثرت التأويلات و الأقاويل، فمن مدع بأن عادل قد فارق الحياة تحت التعذيب الذي سلط عليه خصوصا و أن جميع المتساكنين على علم بالقصة من الأول.. و جاءت هذه الرواية مبررة التخلص من الموقوف، و ادعى آخرون ان الأسماء التي ذكرها عادل في التحقيق معه طالت عدة عناصر من الأمن على اختلاف مواقعها مما جعل عملية تهريبه واردة حسب هؤلاء… علما بأن التحقيق مع عادل يتعلق بقضايا متصلة بالمخدرات و استهلاكها و الاتجار فيها….
ظهر يوم الجمعة 15 جوان 2007 باح ببعض الأسرار… اتصلت عائلة بوالدي محمد علي طالبة منهما الحضورلأن ابنهما موجود لديها… انكشفت غمة العائلة التي سعت يومها و قبله إلى التعرف على مكان ابنها و قد بلغها ما يروج في البلدة من امكانية التخلص من ابنها و رفيقه… و يبدو ان العائلة أسرعت إلى ممثل الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بفرع مدنين الذي نصح بتوجيه برقية إلى وكالة الجمهورية لإعلامه بالتطورات…. ثم قدم رئيس مركز الأمن الوطني –دارة الأمن الزطني بجرجيس- لياخذ محمد علي إلى مركز الإيقاف من جديد…
الكلمات القليلة التي باح بها محمد علي تفيد بأنه في ليلة الإثنين الماضي قدم عونا أمن إلى زنزانتهما، فتحا الباب، أركباهما في سيارة، و انطلقت هذه الأخيرة… هل هذا كلام معقول؟؟؟ الأيام القادمة قد تبين الحقيقة من الخيال… محمد علي لا يذكر تفصيلات أخرى بل يجد صعوبة كبيرة في تذكر ما وقع…على كل يذكر أنهما قضيا الليلة الأولى في / lhأمن
فوق المكتبة العمومية بالموانسة على بعد عشرات من الأمتارمن مركز الأمن الوطني بالمكان، أما الليلة الثانية فقضياها بمعهد 2 مارس طريق مدنين( أيام اجتياز مناظرة البكالوريا؟؟؟) ثم افترقا… لينتقل محمد علي إلى العائلة التي اتصلت بعائلته، أما عادل فقد يكون اتجه نحو ليبيا الشقيقة؟؟؟
غموض كثيف يلف هذه المسألة و لا شك……. لكن الأيام القادمة كفيلة بظهور الحقيقة….
2 ) تدبـّرت:
” ما أجمل أن تبتسم حين يظن الآخرون أنك سوف تبكي”
3) سمعت:
كثير من الطيبين يرون في الجنوب و أهله مثل المروءة و المحافظة و الأصالة و غير ذلك من القيم الجميلة التي يرنو إليها الإنسان… قد يكون ذلك صوابا في وقت مضى و ولى، لكن الآن لم يبق من تلك القيم ما يميز الجنوب عن أي جهة من جهات البلاد، و لا أكون مبالغا أن ذهبت إلى ان زائر الجنوب لن يجد فروقا واضحة بين جرجيس و الحمامات أو المنستير… خاصة في الجانب القيمي و الأخلاقي…و لعل موضوع ” جرجيس بين لعنتي الهجرة و السياحة”( لم ينشر بعد) أمثلة جلية في هذا الإطار…
هذه الأيام- و ليست هي المرة الأولى- يتناقل سكان البلدة إيقاف الكثير من الشباب في قضية استهلاك و ترويج و اتجار في المخدرات، و هي قضية أخرى لا علاقة لها بالقضية الواردة تحت عنوان ” اليقظة الأمنية بين الواقع و الخيال”.. من بين الموقوفين فتيات، واحدة منهن على الأقل تلميذة بالسنة السابعة الثانوي ( رابعة نظام جديد).. الشيء الذي دفع أحد أئمة الجمعة إلى الحديث عن التفكك العائلي كظاهرة في البلدة… أما غيره فاكتفى بالقول:’ اتسع الخرق على الراتق”….
4) رأيت:
جميل الدعوة إلى الاقتصاد في الطاقة و ترشيد استهلاكها و الأجمل من ذلك أن تكون هذه الدعوة عامة و موجهة إلى كل المؤسسات و القطاعات و الإدارات، لكن القبيح أن يتهى امرؤ غيره عن خلق و لا يستنكف هو من إتيان مثله… و أترك القارئ الكريم مع هذا المنشور:
……………………
المرغوب اتخاذ التدبير اللازمة للحد من الاستهلاك المفرط للماء و الكهرباء في المعالم الدينية و ذلك بالعمل خصوصا على:
– عدم ترك المآذن مضاءة بين صلاتي العشاء و الصبح ( ما عدا ما يظهر الشعيرة).
– برمجة استعمال الفوانيس المقتصدة للطاقةز
– دعوة أئمة الخمس شاغلي المساكن الملحقة بالمعالم الدينية إلى الإسراع بتركيز عدادات الكهرباء و الماء الصالح للشراب يتولون مستقبلا خلاصه..
– ….
– منع استعمال الأدواش عند وجودها ببعض المعالم من قبل العموم و عدم استعمال أجهزة التسخين الكهربائي…
……………..
انظر بقية المنشور
و لسائل أن يسأل هل كل من يشغل مساكن ملحقة بالمؤسسات و الإدارات مدعو إلى تركيز عدادات الماء و الكهرباء يتولون هم خلاصها…
هل بدأ السيد معتمد جرجيس الذي صدر عنه هذا المنشور بنفسه فقدم لغيره المثل أم كما يقول المثل الشعبي ” حرام عليكم ، حلال علينا”
5): قرأت
1- جرحى فتح وامن الرئاسة الفلسطينية يعالجون في مستشفيات اسرائيلية
كشفت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني عن أن المصابين من أمن الرئاسة الفلسطيني والأمن الوقائي ومسلحي حركة «فتح»، الذين أصيبوا بجراح جراء الاشتباكات الدائرة في غزة، يتلقون العلاج في مستشفى «برزيلاي» الصهيوني في مدينة عسقلان (شمالي فلسطين المحتلة سنة 1948) وقالت القناة في نشرتها الإخبارية إن مراسلها سليمان الشافعي، الذي أورد النبأ، أجرى مقابلات مع المصابين الذين بادروا إلى توجيه السباب والشتائم والألفاظ النابية والخادشة للحياء لعناصر «القوة التنفيذية» و«كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس يذكر أن قوات الاحتلال تغلق معبر بيت حانون أمام العمال الفلسطينيين وأمام الحالات الإنسانية من المواطنين المرضى الذين يتلقون علاجاً في مستشفيات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948. إلا أنها في الوقت ذاته سمحت قبل عدة أيام بعبور 450 عنصراً من عناصر تنفيذية حركة فتح، بعد أن تلقوا تدريبات خاصة في جمهورية مصر العربية..
2- ورد فى جريدة “المصرى اليوم” بتاريخ7/6 العنوان التالى
سؤال التاريخ لطلاب اولى ثانوى فى المنيا:ما المصطلح العلمى لمبادرة رئيس الجمهورية (صلى الله عليه وسلم)لتعديل المادة 76؟؟؟
هذا العنوان اما المقال يقول:
يحظى رئيس الجمهورية بالقاب شتى ويتمتع بتوصيفات تضفى على منصبه الرفيع آيات من الهيبة والتقدير والاحترام قد تبدأ تلك الالقاب من الاب والقائد والزعيم والمؤمن وقد تنتهى باى شىء او وصف تبعا للبلد المرؤوس ومدى تقدمه او تخلفه لكن ادارة المنيا التعليمية انفردت بتوسيع دائرة الالقاب الرئاسية فى 30 مايو الماضى ولقنت اللقب الجديد لتلاميذ الصف الاول الثانوى وهو:رئيس الجمهورية صلى الله عليه وسلم…
الصاق النبوة برئاسة الجمهورية ورد مرتين فى نص الؤال الثالث من الفقرة ب فى امتحان التاريخ بادارة المنيا التعليمية
ومن جانبه اعترف احمد بهاء شعبان وكيل وزارة التربية والتعليم فى المنيا بوجود خلل نتج عنه كتابة لوجو (صلى الله عليه وسلم) الموجود على جهاز الكمبيوتر قبل وبعد كلمتى رئيس الجمهورية، مشيرا الى انه لم يتم تدارك هذا الخطأ فى اعمال تصحيح اوراق الاسئلة كما هو متبع!!!!
حَـدْ يدّينى عقله!! دى جملتى أنا…
منقول عن د.اسماء عبد العاطى
6) نقلت:
مبارك ينصح بوتين بعدم التخلي عن السلطة
ياعم بوتين اعقــل ***** ها تسيب السلطة ليه
ما انا ربع قرن قاعد ***** حصل لي بس ايـه
دا الكرسي يا ابني جنة ***** للي بيقعد عليه
تبقي البلد ف أيـدك ***** مفتوحة ولا البوفيه
تغرف وتملا جيـبك ***** وجيوب ولاد الايه
وتخدم اصدقــائك ***** ف أميركا والاليزيه
وإييييييييييييييييييييييييييييييييييه
اطلب من بوش فترة ***** وها يخسر يعني أيه
دا كريم وايده فرطة ***** بس انت اضحك عليه
قل له ان الفودكا ملكه ***** والكافيار والفيليه
قل له ان الغاز بتاعه ***** ما تعزش شيء عليه
قل له أنا قاعد بحسك ***** مصيرك بين أيديه
ابعت نظيف بتاعك ***** فهمه ها يقول له ايه
وإييييييييييييييييييييييييييييييييييه
يقول له بوتين عاوز ***** الى يطبطب عليه
لو شايفه فاتح بقه ***** على حد م الجيران
اعمل نفسك مطنش ***** خليه ياخد الامان
وبعدين اعمل منظر ***** يعني تطلع بيان
دي أمور أنا مجربها ***** وبأعملها من زمان
تبقي انت واحد منا ***** وتنضم للخلان
وإييييييييييييييييييييييييييييييييييه
ياخسارة دا انت نونو ***** لسا ف سن الشباب
ليه تترمل في عزك ***** وتسيبها للكلاب
لو فيه عندك عيال ***** يبقالها الف باب
دا السلطة البعد عنها ***** بدون الموت عذاب
ها تبقى ايامك صعبة ***** وتشوف النوم سراب
أنا ناوي اخدها دايركت ***** من الكرسي للتراب
وإييييييييييييييييييييييييييييييييييه
بس انت اديني رنة ***** وانا ابعت لك سرور
ترزي لكن معلم ***** ايده تتلف ف حرير
دا حجة ف المغالطة ***** ومكلمة في الزور
يعمل م الحق باطل ***** ويسمي الظلمة نور
في سهرة واحدة منه ***** هايظـبط الامـور
لو كان دستوركو عاصي ***** يحلبه لو حتى ثور
وإييييييييييييييييييييييييييييييييييه
7) دعــــــــــاء
” اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا”
عبدالله الــزواري
الجمعة 15 جـوان 2007
بسم الله الرحمن الرحيم
المصالحة إلى أين؟
لقد قررت النهضة – وهي في أوج محنتها – في مؤتمر 1995 ان الهدف الاستراتيجي لعملها السياسي هو ” تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحدا”. و أنبنى هذا التوجه على اعتبار أن بلادنا تحتاج إلى إعادة التوازن السياسي بما يمنع انفراد أي طرف من الاستبداد بتقرير مصير البلاد وان تنبني العلاقة بين الجميع على أساس التداول السلمي على السلطة واعتماد منهج التوافق وتغليب المصلحة العامة وقد أعلنت الحركة في حينها أنها لم تعد مرحليا معنية بالوصول الى السلطة وانخراطها بالكامل في بناء معنى المشاركة والالتقاء مع مختلف الأطراف الوطنية الموافقة على هذا المنهج. ولقد انطلق هذا التوجه في ظرف لم يكن فيه أي مؤشر ايجابي عن إمكانية تحققه وإنما تأسس على قناعة إستراتيجية منذ ذلك الحين.
و لقد خطى مسار المصالحة والتنسيق بين النهضة وأقطاب المعارضة الوطنية الجادة شوطا معتبرا ولا يزال يتطور ضمن إطار هيئة 18 أكتوبر رغم الصعوبات الداخلية والمكائد الخارجية.
في حين أن هذا المسار مع السلطة – وتونس عموما وحركة النهضة خصوصا سيكونان أكبر المستفيدين منه – لم يتقدم بل لم ينطلق وذلك لأسباب أهمها ما تعلق بسياسة السلطة الموغلة في الانغلاق تجاه مختلف الأطراف السياسية والمدنية التي تميزت بنهج معارض أو مستقل عن سياساتها. والنهضة إلى حد الساعة ومن منظور السلطة وسياساتها المتبعة وما يصدقه الواقع المعاش تبدو طرفا مقصيا وغير معترف به بمقتضى ذلك رغم بذلها وتوسلها كل السبل السياسية والمدنية لإنهاء الاشتباك وطي صفحة الماضي ولقد صدقت ممارساتها كل سياساتها . ودعك من الدعوات والتصريحات والمبادرات الناتئة هنا وهناك في المواقع الالكترونية .
إن الذين يرون إن المصالحة تعني القبول بالاحتواء والتخلي عن دور المعارضة يتناقضون مع المفاهيم الدنيا للعمل السياسي الجاد ويعرضون البلاد إلى مزيد من الانفراد والاستبداد. ذلك أن الدعوة إلى المصالحة الحقيقية التي لا تستثني أحدا لا تتعارض واستمرار النضال من اجل الحريات والحقوق والإصلاح السياسي. بل تنبني بالضرورة على استمرار التشكيلات السياسية والمدنية المختلفة في تحقيق التوازن الضروري لبناء الديمقراطية في بلادنا.
المطلوب الآن أن تتقدم السلطة بكل جدية إلى طريق المصالحة والإصلاح وان لا تبني تحليلها على منطق المغالبة و إلغاء الخصوم. الذي يجب أن يدعوها إلى ذلك التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى الدوائر المختلفة الفاعلة في السلطة أن تعي أن غياب الديمقراطية وحرية التعبير يعطل طاقات عديدة من أبناء تونس عن إفادة وطنهم ويبث اليأس لدى الكفاءات الوطنية من مختلف القطاعات والفئات بما في ذلك غير المسيسة فلا استثمار و لا إبداع في ظل غياب الحرية ودولة القانون و المؤسسات.
– إنه من غير الممكن أن يستمر الانغلاق دون أن يحدث هزات اجتماعية وأمنية لا يعلم مداها إلا الله. فالمفاعيل المضادة لهذه السياسة بدأت تظهر معالمها مع عجز السلطة عن حل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة ومع ما يعتمل في رحم المجتمع من مظاهر التوتر والاحتقان والعنف .
– إن سياسة صم الآذان والهروب إلى الأمام يحرم البلاد من مواكبة التحولات الإقليمية في المنطقة وفي بلاد الجوار التي حزمت أمرها على أساس القبول بالتعدد وإدماج التيار الإسلامي في المعادلة. فهل تبقى تونس جزيرة منعزلة ؟ أم من الأفضل لها أن تستجيب سلطتها لمقتضيات العقل والحكمة؟
– في انتظار ذلك على الجميع أن يكتل الجهود الصادقة والجادة للضغط والإقناع بضرورة تحول في صالح البلاد والعباد والكف عما يلقي بالجميع إلى المجهول.
نعود أو لا نعود؟
ليس هذا السؤال ولكن كيف نعود ولماذا نعود بعد هجرة قسرية استمرت لأكثر من عقد ونصف. فما الذي تغير حتى يدعو البعض إلى ذلك؟ وهل زالت دواعي الغربة عن ارض الوطن؟ الهجرة ضرورة لحفظ الحياة والدين والحرية وهي ضرب من ضروب النضال ولقد كانت سنة في مسار الأنبياء والمصلحين ومن سار على نهجهم, والمحدد في علاقة هؤلاء بالأرض التي اخرجوا منها أو أقاموا فيها أو عادوا إليها إنما هي القضية التي قاموا من اجلها ولها تحركوا. فموسى عليه السلام خرج من مصر وقضى في منفاه سنينا عددا ولكنه عاد إليها ثانية ليواجه فرعون ويحرر بني إسرائيل, ونبينا عليه الصلاة والسلام غادر مكة للنجاة بدعوته وتمكينها في يثرب وبعدما عاد منصورا إلى مكة لم يبق بها ولم تكن العودة إليها إلا بهدف خدمة القضية التي استمر مركزها في المدينة.
المسألة إذا لا تتعلق بالعودة بل بمدارها وهدفها والقضية التي من أجلها ضحى وسجن الآلاف و هاجر المئات إنها قضية الحرية قضية شعب وقضية بلد. أما أن تتحول العودة إلى قضية للمساومة على المبادئ والتحريض على إخوة الدرب فهذا أمر آخر يجب الحد منه فلا يمكن أن يكون النضال بأسلوب مخالف لمبادئه وقيمه وأما إذا كان الأمر لا يتعدى حد حل مشكلة شخصية فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولكن ما ينبغي أن يخطأ أحدنا المرمى فيحقق غايته بسب إخوانه والاعتداء على أعراضهم بل بتواضع المؤمن واتقاءه لما حرم الله عليه. وليس من الاعتباط أن تفتتح كتب الحديث بالحديث المشهور عن النية والهجرة ” إنما الأعمال بالنيات “.
صالح أو لا تصالح عد أو لا تعد؟
ولكن لا تخالف آداب الإسلام ولا تتجاوز في الكلام فإن الحق تبارك وتعالى يقول “قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا “.إذ أن من بين أهم الأرصدة التي ناضل من أجلها الشهداء والمساجين والمهجرين القيم الأخلاقية, فما ينبغي أن ينسينا النضال السياسي أن جوهر عملية الإصلاح هو الإنسان فكرا وسلوكا وخلقا وليس من المفيد أن يضحي أحدنا بمبادئه في خصومة الآراء والمواقف فيها نسبية وإن كان هذا لا يمنع أن يستعمل كل طرف الحجة والبرهان لا السباب والشتائم.
في انتظار ذلك…
على القوى الوطنية الجادة والمخلصة مواصلة النضال والعمل من أجل فرض أولوية الدفاع عن الحريات وإحترام دستور البلاد وقوانينها وذلك في مقابل مواصلة السلطة سياستها في الإعتداء الصارخ على الحقوق الجماعية والفردية ولا يبدو أن آخرها موسم مطاردة المحجبات خاصة من التلميذات والطالبات لإعاقتهن من إجراء الامتحانات وهذا الأسلوب لن يزيد الناس إلا نقمة على السلطة ولا يزيد هذه الشريحة الكبيرة من بنات تونس إلا تمسكا بحجابهن فمتى تفهم السلطة أنه لا إكراه في الدين مبدأ وقانونا إذ لا يمكن القضاء على الإيمان والاعتقاد بالقمع والتخويف. أو ما الذي يخيف السلطة في أن تغطي امرأة رأسها أو تكشفه؟ للأسف الشديد لا يبدو أن ساسة الحكم في بلادنا يريدون الاعتبار.
فاعتبروا يا أولي الألباب من الخصوم ومن الأحباب.
التحرير
(المصدر: موقع “نهضة إنفو” بتاريخ 17 جوان 2007)
الباب الأوّل هو الباب الأخير
ممنوع الدخول إلى المجلس الوطني للحريات عن أعضائه… والعاملين فيه… عن العائلات المنكوبة في أبنائها التي لم تعد تجد أمامها إلاّ أبوابا قليلة تتجه إليها بحثا عن شيء من التضامن شيء من الرحمة من هذه المجزرة بلا دماء التي تعيش تونس على وقعها.. منذ تولّي نظام العصابات هذا واستفحال أمره… بن علي ملك الأقفال والمفاتيح لا يحبّ الأبواب التي يمكن أن يأتيه منها الريح، ولهذا أقفلها جميعا منذ تولّيه الحكم وصنع من مفاتيحها قلادته الجمهورية، جريدة الرأي.. مجلة المغرب العربي.. مجلة حقائق.. اتحاد الشغل.. الرابطة.. جمعية الصحفيين.. جمعية القضاة.. جمعية المحامين الشبان.. نوادي السينما.. إلخ.. وكلّها أبواب أقفلت وختم عليها بالشمع البنفسجي أو نصّب عليها حرّاس من البوليس الصحافي والقضائي والنقابي.
بُويب واحد بقي مواربا لا مفتوحا ولا مغلقا.. رغم أنّ المنطق كان يقتضي أن يكون إغلاقه أولويّة، ذاك هو باب مقر المجلس الوطني للحريات.. فأرة سدّ مأرب الأسطورية التي كانت أوّل من أفاق من “كوما” 7 نوفمبر 87 فجعلت تقرض أصول أعمدة الديكور حتى زعزعت أركانه وقلبته على رأس صانعه فإذا بالعالم يكتشف بمناسبة أوّل تقرير للمجلس أنّ وراء مسرحية “التغيير” وديكورات الاستقرار والتضامن والرحمة والرئيس الذي يأكل مع الفقراء سجنا سياسيّا رهيبا وتعذيبا حتى الموت وشعبا ينهش الخوف روحه.. بعض رواد المجلس ومؤسسيه الذين ابتعدوا عنه لأسباب مختلفة بعضها معقول وبعضها أخرق، يميلون إلى الحديث عن مجلسهم في الماضي أي عن تقريره الأوّل الذي مزق الصمت وكشف الجلادين. وبذلك فمجلسهم رمز ذو قيمة تاريخية يستوي أمامها فتح الباب وإغلاقه. أمّا مجلسي أنا… ولست من المؤسّسين… فهو لا يزال حيّا يرزق… وينشط… ويحرج… ويحرّك الساحة التونسية حتى في أوقات الركود المطبق… وخاصة في أوقات الركود المطبق.
ليس المجلس عندي ذاكرة بل هو عندي واقع ملموس وتقارير تهزّ النظام وتربكه كلما ذكرت. ونشاط لا ينقطع لحشد التأييد لقضايا حقوق الإنسان في تونس. إنّ المجلس يعني أيضا مجلة كلمة التي تطلّ على قارئيها بانتظام وتتكلم في المسكوت عنه كما يعني مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع الذي نشأ في نفس المكان واستطاع بفضل نشاطه ومصداقية أعضائه أن يأخذ مكانا محترما بين الجمعيات التي تدافع عن حرية التعبير في العالم. على مدى 10 سنوات صمد المجلس أمام البوليس وواصل مسيرته بثبات وبتعثر أحيانا ولم تكن هذه المسيرة خالية من الإغلاق الذي كان يفرض على بابنا من حين إلى آخر بحسب المزاج البوليسي أو عقابا على فعلة ما من الأفاعيل الغريبة التي اعتاد المجلس ومشتقاته اقترافها في حق الاستبداد. في هذه المرة يبدو الإغلاق طويل المدى بل هو نهائي في ظنّ بعضهم وفي تمنيات البعض الآخر… ذلك أنّ المجلس الوطني للحريات ليس مستهدفا من السلطة وحدها بل لعلّه يتعرض بقدر متساو من النيران العدوّة والصديقة على حد سواء. قد تكون البشرية كلها مصابة بوباء إرادة قتل الأخ الموروث عن مأساة قابيل وهابيل. لكنّ الثابت أنّ هذا الوباء أكثر انتشارا في بعض المجموعات المتآخية المتناحرة مثل ما يعرف “بالحركة الديمقراطية”.
وقد شاهدت بأمّ عيني وفي مناسبات كثيرة وبصورة مباشرة وبالألوان محاولات عديدة لقتل هذا المجلس بدافع التنافس غير الصحّي وبدوافع كثيرة أهمّها إرادة قتل الشاهد لا على جرائم النظام وحدها بل على صمت بعضهم على هذه الجرائم… ولوقت طويل. وليس أدلّ على صدق ما أقول من الصمت شبه المطبق والتجاهل المعيب الذي قوبلت به عدة انتهاكات تعرض إليها المجلس… وقوبل به إغلاق المجلس في هذه المرة. والغريب والشاذّ هو أنّه من ضمن الصامتين على محنة المجلس أطراف طالما ساندها المجلسيون وأطراف أخرى تزعم أنّها تناضل من أجل حرية التنظم وأخرى تدّعي الخبرة في تحليل الشأن التونسي ثم تصاب بفقدان الذاكرة لمّا يتعلق الأمر ببعض مكوّناته. إنّ من يقول المجلس الوطني للحريات يقول أسماء أشخاص مشهود لهم بالاستقلالية والجرأة وعدم القبول بأية مساومة في الثوابت المبدئية… ويقول مواقف قاطعة وصريحة من القمع ومرتكبيه والصامتين عليه… ويقول قدرة على التعايش رغم الاختلافات الفكرية (ولم أكتب الشخصية). ويقول أسلوب عملي يخرج عن اجترار المألوف وعن اللغة الخشبية والبيروقراطية ويقول قدرة على التحرك خارج الأطر المرسومة والحدود المحروسة… وكلّ هذا لا يمكن أن يحصر في مكان ويغلق دونه باب وكم في تونس من مجموعات من هذا القبيل تعمل وتؤثّر دون أن يكون لها مقرّ ولا باب يفتح ويغلق! لقد كان المجلس الوطني للحريات افتراضيا دوما محروما من النشاط القانوني ومراقبا وملاحقا ومعاقبا ولم يمنعه ذلك من أن يكون ناشطا وفعّالا وناجعا. ومن ثم فإنّ غلق باب مقرّه الصغير لن يعني تحرير شهادة وفاته وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع وخاصة أولئك الذين يعتقدون عن حسن نيّة وعن سوئها في الأغلب أنّ التخلص من المجلس وأشباهه من الأطراف الراديكالية يمكن أن يقود إلى مصالحة مع هذا النظام الذي يعجز حتى عن مصالحة أجنحته المتناحرة مع بعضها.
أمّا النظام فله أن يواصل غلق الأبواب جاهلا أن للأبواب فلسفة قُلّبا لها ظهور وبطون مثل الدهر تماما وإذا عرف الواحد منّا أوّلها فهو لن يعرف في الأغلب آخرها. وبن علي على سبيل المثال يعرف جيّدا من أيّ الأبواب سيخرج فتنفتح بخروجه جميع الأبواب التي أوصدها.
نقابة الصحافيين: مشروع ولادة أو مشروع وأد جديد
لماذا أغلق معهد ” لويس باستور” الخاص؟
بقلم: عبدالوهاب عمري
جاء في العدد 408 من جريدة ” الموقف ” بتاريخ 1-06-2007 أن وزارة التربية طلبت من إدارة المعهد الثانوي الخاص ” لويس باستور” التوقف عن نشر الإعلانات في الصحف لحث الأولياء على تسجيل أبناءهم للدراسة بالمعهد خلال السنة القادمة مما يعني عمليا غلق المؤسسة.
معهد ” لويس باستور” الخاص تابع لمؤسسة بوعبدلي وهو يعمل منذ سنتين ضمن القانون التونسي وبترخيص من وزارة التربية و يعد التلاميذ لاجتياز البكالوريا الفرنسية ( معهد نموذجي خاص يؤمه خاصة أبناء العائلات الميسورة ).
وزارة التربية عندما أقدمت على قرارها هذا لم تبرره، فظن بعض الطيبين الذين لم يخفوا ارتياحهم لهذه الخطوة، أن الوزارة لا يمكن أن تقبل بما لا يتماشى و ديمقراطية التعليم و أنها تتصدى لخصخصته وسلعنته لا بل أن طيّبي الطيّبون رأوا فيه خطوة لبداية إصلاح جاد للتعليم و دفاعا عن إنتاجنا المحلي وتخليص لبلادنا من التبعية… لكن بعض الظن إثم و العياذ بالله.
فقد ذكرت الأسبوعية الفرنسية ” لو بوان” بتاريخ 11-06-2007 أن “سيدة أعمال فطنة” و صديقتها تنويان بعث معهد خاص مماثل ” المعهد الدولي بقرطاج” و أنهما تحصلتا من وزير التربية على قرار غلق معهد ” لويس باستور” ليتسنى لهما الاستحواذ على حرفائه و أساتذته.
و لأن السيدتان من ذوات الشأن و الوجاهة، و لأن الوزارة لم تبرر كيف سمحت لهذا المعهد بالعمل لمدة سنتين و لماذا فجأة قررت سحب الترخيص منه فقد أسقط في يد الطيّبين و هالهم ما وصلت إليه مؤسسات هذا البلد المسكين فرج الله كربه. آميــــن
لمعرفة الأسماء اتبع هذا الوصل (*):
http://www.lepoint.fr/content/confidentiels/article?id=187435
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 16 جوان 2007)
بسم الله الرحمان الرحيم
خنيس: لا بد من عمادة ثانية
بقلم عامر عياد
تتزايد يوميا تذمرات مواطني مدينة خنيس لتعسر قضاء شؤونهم الإدارية المتصلة والمرتبطة بعمدة المكان ..وهو العمدة الوحيد في المدينة..واعتبارا للأهمية الاستثنائية التي خولها له القانون لا يعمل العمدة إلا ساعتين يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة..أما باقي الوقت فهو مخصص لدراسة مشاكل المواطنين عبر لعبة الورق..فهي الوسيلة الأنجع و الأجدى لقراءة ومعالجة هموم الناس ..ولا يمكن الانتقاص من أهمية هذه الوسيلة المستحدثة والمبتكرة في مدينتنا فهي علاوة على ما تتيحه من اتصال مباشر بالرعايا ، فهي تكرس مبدأ التكافل و التواضع في التعامل اليومي بين المواطن والمسئول..لذلك انتشرت وتوزعت دكاكين المسئولين المتعاملين مع الورق من غرب المدينةإلى شرقها..
وبالعودة إلى تاريخ المدينة فان أول عمادة تأسست بها كانت سنة 1928 حسب الروايات التاريخية المتواترة حينها كان عدد السكان لا يتعدى ال800 ساكن و لا يزيد عدد الدور عن أل 50 مسكن.. واليوم و قد ازدادت متطلبات الحياة وتعقدت مشاغل المواطنين و حاجاتهم الإدارية المتصلة بالعمدة و- هو المخول حسب القانون بتمثيل رئيس الجمهورية في جهته – إضافة إلى تضاعف عدد السكان منذ ذلك الحين أكثر من عشرين مرة ، فما زلنا نحافظ على”أصالة الخلافة العثمانية و تنظيمها الإداري”بالإبقاء على عمدة وحيد تكريسا للوحدانية و حفاظا على القيمة المعنوية للعمدة ولو على حساب قضاء شؤون الناس.
إن التطور العمراني الذي تشهده المدينة و تضاعف عدد السكان و تنوع حاجياتهم و تعقد مشاكلهم الإدارية إضافة إلى توسع صلاحيات العمدة المخول و المسئول على قراءة أفكار و اتجاهات مواطنيه وضمان ولاءهم ومحاربة المعارضين منهم، يحتم قطعا التفكير وبصورة عاجلة في إرساء عمادة ثانية في المدينة تيسيرا لهموم الناس وتكريسا لمبدأ عملت الدولة على تركيزه و هو تقريب الإدارة من المواطن قصد “تاطيره” و الحفاظ على” اتجاهات تفكيره ” والتي أصبحت خارج إطار سيطرة المسئولين.
و بمقارنة بسيطة مع بعض المدن المجاورة تتأكد هذه الحاجة ..فمدينة بنان مثلا التي تأسست بلديتها سنة1980 والتي لا يتجاوز عدد سكانها العشرة ألاف تحوي ثلاث عمادات تعمل جميعا وبصفة متناسقة على قضاء شؤون المواطن .أما مدينة خنيس فتأسست بلديتها منذ سنة1966 ويتعدى عدد سكانها ال12 ألف ساكن فلا يوجد بها إلا عمادة واحدة!!!
إن ضغط حاجيات المواطنين و تعدد مشاكلهم و طلباتهم المرتبطة بالسيد العمدة،خلق لدى هذا الأخير توترا وضغطا جعل عمله يتصف بالتوتر وعدم التركيز و الارتجال من ذلك انه أرسل لتجنيد اثنين من الموتى!!
نعلم علم اليقين أن هذا الطلب سيواجه من طرف العمدة بكثير من الصلف نظرا لان الامتيازات التي كان متمتعا بها وحده ستجد من يشاركه فيها و سيقتسم معه بعض صلاحياته ولكننا مؤمنون بتفهمه و إيمانه بان الضغط عليه اكبر من أن يتحمله بشر.
كل ما في بلدتي
يَملأُ قلبي بالكَمَدْ .
بَلدتي غُربةُ روحٍ وجَسَدْ
غربةٌ من غيِر حَدّْ
غربةٌ فيها الملايينُ
وما فيها أحَدْ .
غربةٌ موصولةٌ
تبدأُ في المهْدِ
ولا عودةَ منها . . للأبدْ !
في اللائكية ..والهوية أو صدمات الوعي ..وصرخة النائم!
المكاسب و سلفية اللائكيين
صفاقس: من ينقض المدرسة الإعدادية الطاهر الحداد
ماذا أعدّت لهم الحكومة ؟
إجراء فجئي لاتصالات تونس سيعصف بمستقبل أصحاب التاكسيفون
تطور خطير في سايا بورجس
سعيد يوسف يوضح: وحتى نستوضح الامر توجهنا الى الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الذي افادنا بما يلي: «ان ما حدث يعتبر سابقة خطيرة بلغنا بها كل الاطراف وبكل التفاصيل لما في ذلك من مساس من تعكير المناخ الاجتماعي الممتاز بجهتنا، حيث من الخطير حجز نساء منهن الحامل والمريضة والارملة والمطلقة وحتى التي على ابواب التقاعد في سيارة شرطة وفي الطريق العام بتهمة اعتصام سلمي من اجل حقوق مسلوبة…». وقال، انا ابارك هذه التحركات الشرعية للسلط الجهوية وحتى المركزية لفتح تحقيق في الموضوع خاصة ان الامر لم يتعلق بالعاملات فقط بل تعداه ليشمل التمثيلية النقابية في شخص الاخوين المنجي الشرفي وعبد الكريم الجديدي. واضاف ما وردنا من كل انحاء الوطن من برقيات مساندة وبيانات استنكار وبرقيات ورسائل وهواتف استفسار اكد لنا أن المسألة اتخذت بعدا وطنيا وأكاد اقول انها تجاوزت البعد المحلي او الجهوي. يشار في الاطار الى ان الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير كان قد اصدر بيانا فيما يلي نصه:
على اثر ما تعرض له النقابيون والنقابيات بجهة المنستير يوم الجمعة جوان من اعتداءات بالعنف اللفظي والمادي وحجز العاملات داخل سيارات الشرطة ونقابيين اخرين بمنطقة الشرطة ومنعهم من القيام بواجبهم النقابي بمناسبة الاضراب الشرعي والقانوني بمؤسسة سايا بورجس للالكترونيك بالمنستير، فان المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير يندد بهذه الاعمال التي تستهدف استقلالية منظمتنا والتدخل في شؤونها وعدم محايدة رجال الامن الذين عملوا لافشال الاضراب بل انحيازهم المفضوح لصاحب العمل الذي اطرد خمس عشرة عاملة من بينهن عضوات النقابة الاساسية واللجنة الاستشارية للمؤسسة وهذه ظاهرة خطيرة تذكرنا بعهود خلت وبالمناسبة فان المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير يعبر عن استيائه واستنكاره الشديدين لمثل هذه الممارسات التي من شأنها تعكير المناخ الاجتماعي بالجهة ويطالب السلط المعنية بالتدخل الفوري لايقاف هذه الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل وايجاد الحلول الجدية لارجاع العاملات الى سالف عملهن، والمكتب التنفيذي يحيى كافة النقابيين والنقابيات ومكونات المجتمع المدني على الحضور والابراق مساندة لتحركات العاملات. (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 16 جوان 2007)
تمهيدا لمؤتمر تأسيسي
استهلّ الاجتماع الاخ علي بن رمضان بكلمة أكد فيها ما يوليه الاتحاد من اهتمام بالصحافيين وبمهنتهم واستجابته لمطلبهم التاريخي والمشروع بتكوين هيكل نقابي يجمع شملهم ويدافع عن مطالبهم المادية والمعنوية. وقد أدار الاخ توفيق التواتي الحوار الذي دار خلال هذه الجلسة مؤكّدا أن الاتحاد هو الاطار الجامع للشغالين بالفكر والساعد ويولي الاتحاد في هذا الاطار اهتماما بالقطاعات النوعية كالفنانين والممثلين والصحفيين والمهندسين. وتداول على الكلمة عدد من الزملاء الذين أثاروا العديد من المسائل المتعلقة بدور هذه النقابة وبموعد بعثها وعلاقتها بمختلف هياكل الاتحاد وبمكونات المجتمع المدني التونسي وبالمنظمات العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما اشار عدد من الزملاء الى دور التنظيم النقابي في النهوض بالمهنة الصحفية والدفاع عن حرية التعبير باعتبارها جزءا لا يتجزّأ من حقوق الانسان.
الاخوة اعضاء الهيئة التأسيسية قدّموا بعض التوضيحات المتعلقة بمسار تأسيس هذه النقابة والانتقال من النقابة المستقلة بمسار تأسيس هذه النقابة والانتقال من النقابة المستقلة التي انتهى دورها باعلانها الانضمام الى الاتحاد العام التونسي للشغل وبعث الهيئة التأسيسية لنقابة الصحافيين التونسيين المنضوية تحت لواء الاتحاد واشاد الاخوة اعضاء الهيئة بالمساندة التي لقيتها النقابة في خطواتها الاولى من الاخ الامين العام والاخوة اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد ومسؤوليه على مختلف درجات مسؤوليتهم واكدوا تشبّث الصحافيين التونسيين بمطلبهم التاريخي في تأسيس نقابتهم ورفضهم كل اشكال الوصاية والتدخل في الشأن النقابي من عناصر خارجية كما ذكّروا بالمكاسب التي تحققت للنقابة وهي لا تزال تقطع خطواتها الاولى حيث حظيت بتعاطف دولي واسع من الزملاء في العديد من البلدان الشقيقة والصديقة وباعتراف منظمات دولية على رأسها الاتحاد الدولي للصحافيين (الفيج) الذي قبل النقابة عضوا مشاركا في صفوفه وبهذه الصفة حضر 3 من هيئتها التأسيسية هم الاخوة محمد معالي ومحمود الذوادي ولطفي حجي المؤتمر الاخير لهذه المنظمة الذي انعقد مؤخرا في موسكو.
وأكد الاخ توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتونس ان الاتحاد ماض في التوجه الذي حدده لنفسه وهو حريص على انجاز مؤتمر النقابة في احسن الظروف كما اعلن الاستجابة لطلب الحاضرين بجعل الجلسة التي كان من المقرّر ان تكون انتخابية يوم 16 جوان جلسة حوار ثانية يعقبها موعد يحدد لاحقا لاجراء انتخابات المؤتمر التأسيسي.
(المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 16 جوان 2007)
خواطر و مقترحات جريئة و بشجاعة بمناسبة انعقاد اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي .وريث حزب التحرير و البناء و الانجاز
و اليوم نحاول إعادة نشر الرسالة تعميما للفائدة و ذلك بمناسبة انعقاد اللجنة المركزية للتجمع وريث الحزب الحر الدستوري التونسي . و الذي كان له شرف النضال و التحرير و بناء الدولة و استكمال سيادة الوطن هذا هو دور حزب التحرير و البناء و التجديد فهو حزب جديد متجدد على الدوام و كان التجمع امتداد لهذا الحزب الشامخ :البقية في الحلقة القادمة غدا 14 جوان 2007 بحول الله . قال الله تعالى و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
محاسبة جورج بوش على حربه العراقية
غرائب الدهر
عبداللطيف الفراتي (*)
يقف المرء مشدوها أمام أحداث تترى أمامه، فيذهب به الاعتقاد أنه موجود في أحد أمرين لا ثالث لهما:
فهو إما أن ما تعلم خاصة من فلاسفة عصر النور لا يمثل شيئا وأنه بات غير متسق مع العصر، في بلداننا العربية التي وحدها باتت إلى حد ما استثنائية في سلوكاتها وتصرفاتها.
أو إن تلك الحقائق التي انحدرت إلينا من رحم الثورة الفرنسية ومن المفكرين الذين نظروا لها ولغيرها من التحولات العالمية التي غيرت وجه العالم وأعدت لمراحل الديمقراطية ولحقوق الإنسان والحريات الفردية والعالمية وضبطت لذلك نواميس ستبقى الملهم للسلوك الطبيعي للإنسانية، بوصفها تشكل المرجعية التي لا غنى لها عن تنظيم البلدان والأمم وهذه القرية الإنسانية التي اقتربت أطرافها.
يجرنا إلى هذا ليس ما يجري في لبنان ولكن ما يدور حول لبنان من كلام وتعاليق يقف أمامها المرء الذي يعتقد أن الفكر العقلي هو الذي ينبغي أن يقود الخطوات (LE RATIONNEL) ويحدد المواقف ويرسم المعالم على طريق عالم يعيش في قرنه الواحد والعشرين وليس في عصور أخرى.
وإلى حد علمي ـ وحتى الحكم السوري لا يستطيع أن يثبت غير ذلك رغم عدم تبادل السفراء منذ الاستقلال، ورغم عدم ترسيم الحدود، ورغم التدخل اليومي المتكرر ـ فإن لبنان هو دولة قائمة الذات، لها علمها وحدودها حتى ولو كانت غير مرسمة (وليس ذلك بإرادتها) ولها اعتراف دولي، وعضوية في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها عشرات من المنظمات الدولية، وهي موقعة ومعترفة بمعاهدة الدفاع العربي المشترك، هذه الخرقة وبكل بساطة التي لم تمنع دولة عربية من الاعتداء على دولة عربية أخرى واكتساحها، ومحاولة ضمها، ومن هنا وككل دولة فهي ومؤسساتها، حتى ولو كانت خلافات مستعصية قائمة بين جهاتها، تتمتع بمقومات الدولة بسكانها وإقليمها، الذي لا يقبل أحد لا من أهليها ولا من غير أهليها أن يخترق أو أن يصبح محل أي مساومة.
ولذلك كله فعندما تعرض الجيش اللبناني إلى اعتداء من جهة، هي بالزيادة غير لبنانية، وتنتمي إلى تنظيم غير لبناني، وقوامه قطاع طريق لا ينتمون للبنان وأبنائه، وعندما قتل منه العشرات في عملية غادرة جرت على أرضه، وعندما تمترس المتآمرون متخذين عشرات ألوف الفلسطينيين كدروع بشرية يحتمون بها ويعرضون حياة أفرادهم للخطر، كان من الطبيعي أن يقف هذا الجيش وقفة الرجال ليذود عن الوطن وحياضه، وليمنع من يعتدون على سيادة دولته، ومن ينالون من سلامتها الترابية، ومن يعرضون حياة الناس للخطر، ومن يقيمون ميليشيات، غير قوة الدولة الوحيدة التي ينبغي أن تحمل السلاح، لأنها عصارة من يمثل الشعب. وكان ذلك الجيش الرمز الوحيد الواقف الذي يستطيع اليوم أن يدعي وبحق أنه يمثل كل لبنان وكل اللبنانيين قويا في عزمه وإنسانيا في تحركه وقد وضع حسابا لكل شيء وكان يمكن في يوم وليلة أن يقضي على الدخلاء ولكن بكم من الضحايا المدنيين الأبرياء ولكنه أبى أن يتسم بما لا يتسم به اللبنانيون عموما من قسوة نشاهدها عند غيرهم.
أما غير الطبيعي والذي يجب الوقوف عنده بعد مرور الأسابيع على بدء هذه المغامرة، فهو هذه المواقف القليلة من حسن الحظ، والتي نشاهدها من حين لآخر في الصحافة العربية أو بعض الصحافة العربية خاصة، ولدى بعض التنظيمات العربية، وبعض الغمزات الحكومية.
وللمرء أن يتساءل، لو قامت عصابة من القاعدة أو من غير القاعدة، في أي دولة عربية غير لبنان، أو أي دولة في العالم، تقتل أفراد الجيش وتحتل الأرض، وتريد أن تفرض قانونها، ماذا يكون رد الفعل، هل تقع الدعوة للتفاوض معها، أم لتركها تفعل ما تفعل بدون عقاب، وعلى حساب كرامة ذلك الجيش والدولة التي ينتمي إليها.
ذلك بالضبط في اعتقادنا ما نادت إليه بعض الصحف، العربية طبعا في زمن غابت فيه القيم، وتلاشت المقاييس المعتمدة، والحريصون على لبنان،، لبنان الذي قدم للأمة العربية ومازال يقدم مظاهر العبقرية، البلد الصغير المتميز في إنتاجه الثقافي الفني الأدبي العلمي، الناجح في مسيرته رغم ما أحاط به ومازال يحيط به من محن، لبنان الذي أشع في الداخل وأشع عبر العالم ومنذ مئات السنين، لبنان هذا بتنوعه المبدع وبقدرته على التعايش لا يهون حتى يذهب ضحية جهات من المغامرين الوافدين من مختلف أقطار عربية وإسلامية يسعون لزرع بذور الفتنة ويتحدون الجمال والمحبة والوئام.
الذين يرون فيهم مكافحين منافحين، ما عليهم إلا أن يدعوهم إلى بلادهم يتركون لهم جيوشهم ضحية لأفعالهم، أما لبنان فليتركوه للبنانيين فهم الأولى به والأقدر على معرفة شؤونه، ومهما طال بهم الخصام فإنهم سيدركون يوما أنهم لابد أن يسيروا على طريق الوئام طريق التعدد السياسي والديني والمذهبي، فعبقرية لبنان واللبنانيين في أنهم يستطيعون العيش في هذا الظل المتنوع.
إن لبنان للبنانيين وكما تنتصر إرادة الشعوب دوما، فإن لبنان سيحصل على حرية قراره، المراد ارتهانه، وسيذهب الذين يسعون لتقتيل أبنائه بداية من الرجل الوطني الغيور رفيق الحريري إلى آخر النائب عيدو وابنه البريء لأن العصر ليس العصر، واستعباد الشعوب قد ولى وحق الناس في تقرير مصيرهم دون تدخل خارجي هو الوضع الطبيعي الذي لابد أن يفرض نفسه.
إني لا أريد لبلدي أن يكون ضحية جار ـ وقد حاولوا وفشلوا ـ وبالتالي لا أريد ذلك لأي بلد آخر، وخاصة للبنان الذي تجمعني به ومنذ قرون أواصر تقيم أوجه قرابة وعلقة وحب.
(*) كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جوان 2007)
دولة غزة الحمساوية ودولة الضفة الفتحاوية
بقلم: برهان بسيّس
يبدو ان حل الدولتين على ارض فلسطين: واحدة لاسرائيل وأخرى للفلسطينيين قد أصبح من مخلفات ماض منقطع عن خصائص الحاضر الجديد، هو حل قديم بال لم يعد يستجيب لطموحات شعوب جديدة نشأت بالمنطقة هذه المدة
وكوّنت لنفسها هوية وطنية محمولة بطموح التأسيس لدولة مستقلة ومستعدة في سبيل ذلك لتقديم قوافل الشهداء من رصيدها الحافل بنبض رهيب مقدس للموت وقيمه في سبيل تحقيق أهدافها «النبيلة».
شعبان ظهرا هذه الايام ـ وهي ظاهرة سوسيولوجية وديمغرافية نادرة ـ استحال معها مواصلة التعامل مع واقع الارض والتاريخ في فلسطين بنفس المقولات البائدة والحلول التقليدية المتهافتة التي لا يمكن ان ترتقي الى مستوى طموح الشعبين والامتين الناشئتين.
شعب حماس وشعب فتح، الامة الحمساوية والامة الفتحاوية كلاهما صاحب حق لا يمكن ان يشكك فيه الا مغرض متآمر في أن يكون لهما دولتهما المستقلة وكيانهما السيد على ارضه برموزه وأعلامه وراياته الخفاقة.
النصر الساحق الذي حققه شعب حماس في معركته الاخيرة من اجل الاستقلال الوطني واقامة دولته المستقلة على ارض غزة المحررة كان فعلا مكسبا وطنيا ونموذجا بطوليا لكل الشعوب التائقة للتحرر ولعل المهرجان العظيم الذي أقيم في غزة يوم الجمعة احتفالا بالنصر بالاهازيج والمسيرات المنطلقة من المساجد وزغاريد النسوة وتكبير الرجال يعكس بالفعل صورة النضج الراقي الذي بلغه العقل السياسي العربي المهلل لنصر التحرير الدموي الذي أرسل الى جهنم او الجنة ـ المسألة غير محسومة ميتافيزيقيا ـ ما لا يقل عن ستين قتيلا من السكان الاصليين السابقين للمنطقة الذين عرفوا عبر التاريخ باسم (الشعب الفلسطيني) ـ طبعا بين قوسين ـ.
الامة الفتحاوية لم تسكت طبعا وسارعت لاعلان قيام دولتها المستقلة على ارض الضفة الغربية المحررة وهو بالتأكيد ايضا نصر وفتح من طينة الفتوحات التاريخية للشعوب التائقة للاستقلال والحرية.
الرئيس السابق لما كان يعرف بسلطة فلسطينية اعلن حالة الطوارئ بمرسوم رئاسي ليحمي كيان دولته الناشئة والرئيس السابق لما كان يعرف بحكومة فلسطينية قدم وثيقة استقلال غزة قبل ان يخرج مع انصاره كعادته كل يوم جمعة متلحفا في جلبابه بعد ان ألقى خطبة الجمعة من على منبر مسجد الفاروق عارضا فيها اهم تطورات الاحداث وخطة مجموعته لمواجهتها.
لمّا كنا ندعو بعض الديموقراطيين العرب الى التريث قبل الاقبال العفوي على الاحتفاء والتهليل لتجارب الديموقراطيات الناشئة عربيا ومنها الديموقراطية الفلسطينية، ولما كنا نلفت الانتباه الى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار بأن صندوق الاقتراع لا يمكن ان يكون مهما بلغت به درجة الشفافية الشكلية محرارا للديموقراطية الحقيقية خاصة اذا انتصب في بيئة اقطاعية مختلة توازناتها لفائدة الفقر والجهل والاحتلال والمرض والعشائرية، ولما كنا نقول ان عملية الانتقال الديموقراطي ليست مهرجانا انتخابيا او استعراضا فولكلوريا بل هي استراتيجيا لتغيير مجتمع قبل تغيير شكل الدولة.
لما كنا نقول كل ذلك كان الكثيرون يتهموننا بالتحالف مع الاستبداد والتنظير لاطالة امده وتأجيل الانتقال الديموقراطي المطلوب.
ها ان معركة استقلال غزة واستقلال الضفة الغربية تعطي للتبسيطيين صدمة الدرس القاسي الثّاوي بين طيات السؤال الاكثر قسوة.
هل أننا كعرب نستحق فعلا الحرية؟!!
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جوان 2007)
إنتحار الشرق الأوسط
محمد الحدّاد (*)
أبراهام بورغ ليس مجرد مثقف يبدي رأيه بواسطة المقالات الصحافية، أنّه رئيس الكنيست الإسرائيلي من 1999 إلى 2003 والرئيس السابق للوكالة اليهودية وأحد مؤسسي حركة «السلام الآن». فرأي مثل هذا الرجل يحمل محمل الجدّ.
أبراهام بورغ أثار زوبعة من الجدل الصاخب منذ أيام بسبب تصريحات من العيار الثقيل ضدّ السياسة الإسرائيلية، وهو لم ينتقد وزيرا أو رئيس حكومة أو حزبا من الأحزاب السياسية، لكنه انتقد أحد الأسس التي قامت عليها دولة إسرائيل نفسها: «إن تعريف الدولة الإسرائيلية على أنّها الدولة العبريّة هو الذي سيؤدّي إلى خرابنا». هذه عبارة واحدة من عبارات قويّة وغير معهودة تلفظت بها شخصية مرموقة في المجتمع الإسرائيلي لتكون ناقوس خطر ينبّه إلى المسار الذي تتجه فيه الأحداث ويكاد يبدو دون رجعة.
تصريحات من هذا القبيل يمكن أن نقرأها قراءات متعدّدة، وما يبدو مثيرا للاهتمام بصفة خاصة هو قيامها شاهدا على أنّ الرأي العام الإسرائيلي خاصة، واليهودي عامة ليس لونا واحدا، وكان من الخطأ أن وقع التعامل معه دون تمييز منذ عسكرة الانتفاضة ومنذ أن استقرّ الظنّ بأن ما لم يؤخذ بالمفاوضة يمكن أن يؤخذ بالقوّة وحدها. وليست القضية أن نتجادل مجدّدا حول ما دعي بمسار السلام، أكان جديرا بالدعم أم غير جدير. ذلك أن الانفتاح على دعاة السلام من الإسرائيليين خاصة واليهود عامة هو خيار بدأ مع بداية القضية الفلسطينية وهو أقدم من أوسلو ومؤتمر مدريد، وكان ممكنا عندما كانت القضية في عهدة قيادات سياسية لا دينيّة. ومع استحواذ حماس وأخواتها على القيادة تغلبت الأيديولوجيا على الاعتبارات العملية ولم يعد ممكنا تصوّر مبادرات مهمة في هذا الاتجاه. وقد ساهم ذلك في ضمور «حركة السلام» المدنية المنبثقة من المجتمع الإسرائيلي نفسه، أو من الأوساط اليهودية الملتزمة في الغرب.
ما الذي يدفع أبراهام بورغ إلى تصريحات من هذا القبيل؟ ليس التعاطف مع الفلسطينيين في المقام الأوّل، هذا أكيد. لكن بورغ وأمثاله يدركون أن القوة وحدها لا يمكن أن تحسم الصراع وتتكفل بحماية مجتمعهم. هم يدركون أن ثمة خطأ جوهريا، لذلك يشدّد بورغ على ضرورة إلغاء ما يدعى بحقّ العودة الذي يسمح باستيطان أي يهودي في العالم دولة إسرائيل. ثمة جرأة كبرى في التقدّم بهذه المواقف خاصة في الأجواء الحالية المشحونة ولا يمكن أن تكون هذه المواقف مجرّد تمويه أو تقاسم أدوار. أجل، ثمة جدل داخلي قويّ وثمة أيضا ضغوط قويّة على من يجسر بالتغريد خارج السرب، وهذا معطى لا يجوز التغافل عن أهميته. لا يمكن للشرق الأوسط كله أن يواصل مسلك الهروب إلى الأمام والمراهنة على العنف ليحسم النزاعات، وقد لا يبرز المخرج من نتيجة النزاع، ولكن من المراجعات الداخلية التي تبادر بها أصوات شاذة من كلّ الأطراف. وهذا الشذوذ هو الذي سيمنع العنف من أن يأكل الأخضر واليابس فلا يبقي على شيء. فلا يمكن أن تتزحزح مآزق الشرق الأوسط جميعها بغير جرأة من نوع ما أقدم عليه بورغ، هو الذي ذهب إلى حدّ نعت الدولة العبرية بالغيتو الصهيوني.
التحدّي الحقيقي من جهة المجتمع المدني الفلسطيني ومثقفيه هو القدرة على استعادة تقليد قديم في القضية الفلسطينية وتشجيع المبادرة الجريئة. لقد سئمنا من اختزال القضية الفلسطينية في عراك شوارع بين فتح وحماس، فهذان فصيلان يحتكران السلاح الفلسطيني لكنهما لا يحتكران القضية الفلسطينية. المطلوب من المجتمع المدني الفلسطيني أن يثبت أنه ليس أقلّ جرأة من شخصيات مثل بورغ وهو مطالَب، بدوره، بمراجعات مؤلمة. وإذا كنّا قد تعوّدنا منذ عشرات السنين على عبارة «إن دقّة الظرف لا تسمح بذلك» فإنّ الجواب اليوم هو أنّ دقّة الظرف لا تسمح… بغير مراجعات عميقة يعبّر عنها بجرأة ومسؤولية.
لقد بدأ السأم يستفحل من عبثية النزاع الداخلي الفلسطيني ويخشى أنّ الأجيال القادمة من العرب فضلا عن غيرهم لن تشعر بارتباط كبير بقضيّة لم تعد واضحة المعالم. ومن الجانب الإسرائيلي أيضا تتبخّر آمال الكثيرين من اليهود وهم يرون العنف الإسرائيلي يخترق المحرمات والخطوط الحمر الأخلاقية والإنسانية. فإمّا أن تواصل الأمور انحدارها إلى وضع عنف يصبح واقعا عادياّ يكاد لا يستفزّ المشاعر، أو أن تنشأ مبادرات شجاعة من أجل تغيير مسار يقارب اليوم من أن يصبح نوعا من الانتحار الجماعي. الواقع الفلسطيني أصبح عنفا خالصا أما إسرائيل فلا يمكن أن تسلم من حمامات الدماء التي أضحت تعصف بالشرق الأوسط كله. وبين التمسك بالقناعات إلى حدّ الانتحار ومقايضتها في سوق الاستسلام، ثمة حدّ وسط هو المفروض أن يدعى سياسة، فإذا لم يبادر إليه الساسة فلا أقلّ من أن تبشّر به أصوات تائهة في البريّة.
(*) كاتب وجامعي من تونس
(المصدر: ملحق “تيارات” بصحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 جوان 2007)
المفكر الفلسطيني يدعو فتح لعملية تطهير واسعة في صفوفها بلال الحسن: إقصاء دحلان هو الحل
تقرير حمدي الحسيني (*)
رأى الكاتب والمفكر الفلسطيني المستقل بلال الحسن أن قيادي فتح محمد دحلان يتحمل المسئولية الكبرى عن الأزمة الفلسطينية الحالية، ودعا رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس لإقصاء دحلان تماما عن الساحة السياسية باعتباره “عصا الشيطان” الإسرائيلي.
وفي مقابلة خاصة مع “إسلام أون لاين.نت” عدّد الحسن ما قام به دحلان -بعد هيمنته على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وبـ”دعم إسرائيلي-أمريكي”- من خطوات ومواقف بهدف عرقلة الشراكة السياسية بين فتح وحماس.
وعلى خلفية ما يشهده قطاع غزة من صراع عسكري بين فتح وحماس انتهى لصالح الأخيرة وبمؤشرات على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، توقع بلال الحسن عضو المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان المنفى) أن تشهد العلاقة بين الحركتين مزيدًا من التدهور قد يمهد للبدء في تنفيذ سيناريو أمريكي إسرائيلي يقضي بتجميد فكرة إقامة دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) والعودة إلى إحياء مشروع الكونفيدرالية مع الأردن، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة؛ وهو ما سيترتب عليه مخاطر جسيمة على طريق الكفاح الفلسطيني قد تهدد بضياع الحقوق الفلسطينية للأبد.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما هي قراءتك للموقف الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة في ضوء التطورات الأخيرة المفصلية؟
– لا يمكن للمرء أن يتحدث عن المشهد الأخير الذي انتهى بسيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة من دون العودة للوراء قليلا، وربما إلى مشهد انتصار حماس في الانتخابات التشريعية، وتشكيل حكومة إسماعيل هنية الأولى.. هذا الموقف لم تستوعبه حركة فتح وربما تعاملت معه باستخفاف، وقد بدا ذلك من أمرين:
الأول رفضها تلبية دعوة حماس للمشاركة في الحكومة، واختارت المقاطعة وسيلة لإسقاط الحكومة، ثم تحالفت مع القوى الخارجية -إسرائيل والولايات المتحدة- في حصار خانق لحكومة حماس أملا في إسقاطها، وعودة فتح بقوة إلى السيطرة على مقاليد الأمور.
والأمر الثاني أنه: عندما فشلت فتح لجأت إلى تكتيك آخر متمثل في الإضرابات الداخلية وما عرف بأزمة رواتب الموظفين؛ وهو ما أضر بصورة فتح كحركة نضالية خصوصا عندما التقت مصالحها مع المحتل في حصار حماس والتنسيق مع الولايات المتحدة الحليف الأول لقوة الاحتلال، هنا بدأت فتح تتكبد خسائر فادحة في سمعتها وتراجع دورها الوطني.
* هل ترى أن فتح كتلة موحدة في تطبيق هذه السياسة تجاه حماس؟
– فتح تاريخيا تضم تيارات متعددة بعضها متصارع وبعضها يحتاج إلى عملية ضبط مستمر، وكان أبو عمار (ياسر عرفات) رحمه الله هو القادر على ضبط هذه التناقضات بوسائل شخصية فردية، لكن بوصول الرئيس أبو مازن -وربما بحسن نية منه- ألغى كافة الطرق الفردية في التعامل مع الأزمات، خصوصا المالية، وطبق النظام المؤسسي الذي يجعل كل الأموال التي يتم صرفها تمر من قناة واحدة هي وزارة المالية، وهذا أمر ظاهره شفاف، لكن توابعه كانت مزيدًا من التشرذم داخل حركة فتح.. فمثلا تم بموجب هذا التغيير إلغاء الرواتب التي كانت تصرف لمتقاعدي كتائب شهداء الأقصى وعدد هؤلاء يزيد حسب التقديرات عن 5 آلاف شخص؛ فكان هناك نشطاء قد تعرضوا للإضعاف وتراجعت قوة الكتائب على الأرض، وترتب على وقف صرف رواتبهم حدوث فراغ مالي دخلت قوى خارجية لتشغله.
كما أدى هذا الفراغ إلى دخول دحلان بسلاح المال بقوة على الخط فبدأ يدفع رواتب أكثر من ألفي ضابط وجندي في الأجهزة الأمنية الفلسطينية المختلفة، هذه الرواتب كانت مدخله للسيطرة على هذه الأجهزة.
* هل الرئيس أبو مازن لم يدرك ذلك في حينه؟ وما دوره في دعم قوة دحلان على الأرض؟
– الرئيس أبو مازن أخطأ مرتين فيما يتعلق بالعلاقة مع دحلان: الأولى عندما عينه مستشارا للأمن القومي ومشرفا على الأجهزة الأمنية؛ فهذا المنصب التنفيذي يتناقض مع وضعه كعضو في المجلس التشريعي. والخطأ الثاني أنه اعتمد على نصائحه في انتهاج أسلوب مقاطعة وحصار حماس، فبدا لدى الشارع الفلسطيني أن ثمة تحالفا بين الاحتلال والسلطة الوطنية في حصار الشعب وعقابه لاختياره لحماس في الانتخابات التشريعية.
وهنا ظهرت بوضوح لأول مرة في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني قوة محمد دحلان السياسية المرتبطة والمدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية حليفة إسرائيل الأولى.. هذه القوة أعلنت في أكثر من مناسبة أنها في تحد مع حماس وتسعى لإسقاطها.
* هل كان بوسع الرئيس عباس إيجاد بديل قوي لدحلان في قطاع غزة؟
– على العكس فقد ساهم الرئيس أبو مازن في إضعاف شخصيات قوية وتتمتع بنفوذ وشعبية داخل فتح وداخل القطاع لحساب دحلان، من هؤلاء على سبيل المثال الأخ هاني الحسن؛ فقد ظل يستعين به عرفات سنوات طويلة للسيطرة على تناقضات فتح الداخلية، إلى أن أبعده وهمشه مؤخرا أبو مازن؛ فكان دحلان جاهزا لملء الفراغ بعد إقناع الرئيس بقدرته على سحق حماس وإزاحتها عن السلطة.
* وكيف استعد دحلان من جانبه للدخول في مواجهة حاسمة مع حماس؟
كان الرئيس عباس رافضا لمثل هذه التوجهات منذ البداية لكن يبدو أنه وافق عليها في الفترة الأخيرة وراهن بقوة على أفكار وخطط دحلان التي كان أبرزها تأسيس قوة حرس الرئاسة وتسليحها بمعدات تحمست إسرائيل والولايات المتحدة لتقديمها عبر دول عربية -الأردن ومصر- وبالطبع كان ذلك خطأ جسيما؛ لأن الشعب الفلسطيني اعتبر هذه المساعدات العسكرية الخارجية تهدف إلى تقوية جبهة بعينها ضد حماس وبالتالي تضاعف حجم التعاطف الشعبي معها، على عكس ما أقنع به دحلان الرئيس أبو مازن وخطط له، خصوصا أن دحلان كان مكلفا شخصيا من قبل الرئيس بالإشراف على هذه القوة العسكرية الناشئة.
كما جاء قرار الكونجرس الأمريكي بتخصيص 68 مليون دولار مساعدات عاجلة لتزويد حرس الرئاسة بالسلاح ليضاعف من غضب الشعب ويساهم في تشويه صورة دحلان ومعها صورة فتح والسلطة.
* كيف تعامل كل طرف مع اتفاق مكة.. وهل نجح أحد الأطراف في توظيفه لصالحه؟
– اتفاق مكة أكد أن العرب يؤيدون الشراكة الكاملة بين حماس وفتح والوحدة الفلسطينية وهذا إيجابي في حد ذاته، لكن هذا الاتفاق رفضته إسرائيل والولايات المتحدة، وتوقع دحلان أن لديه القدرة على الحسم فكانت النتيجة أن فتح تعاملت مع الاتفاق على أنه فرصة لمزيد من إضعاف حماس من خلال عدم التعاون في مجال الأمن؛ فكان طبيعيا أن تنعكس نوايا فتح تجاه اتفاق مكة في صورة تعقيدات وتناقضات واشتباكات دائمة في ظل انتشار المسلحين بالشوارع.
* برأيك من يتحمل مسئولية ما آلت إليه الأمور؟
– دحلان هو المتهم الأول، ثم من وفَّر له الغطاء السياسي فقد استحوذ على أدوار شخصيات فتحاوية أكثر شعبية وقوة داخل تنظيم فتح وفي الشارع الفلسطيني بشكل عام، كما أن الدعم السياسي الضخم الذي حصل عليه من مؤسسة الرئاسة كشف في الواقع عن أن قوته أكبر من حقيقته وورط الجميع، والآن يبدو في الأفق أن دحلان يسعى لنقل الصراع إلى الضفة ونشر التوتر في نابلس وبالتالي يفتح الباب للتفاوض مع حماس.
* بعد سيطرة حماس على الأوضاع في غزة، وقرار أبو مازن بحل حكومة الوحدة ماذا تتوقع؟
– قرار الرئيس أبو مازن بإقالة حكومة الوحدة بهذه الطريقة قرار انفعالي يفتقد الحكمة؛ لأنه يترتب عليه أمران: الأول: الدعوة لإجراء انتخابات جديدة بهدف تمكين فتح وإقصاء حماس، وبالطبع ليتحقق ذلك فلا بد من تطبيق مناهج تزوير الانتخابات التي تشتهر بها الدول العربية المجاورة، إلا أنه في هذه الحالة لن تستسلم حماس، ويمكن أن تنسف عددًا من المقار الانتخابية وتعطل الانتخابات.
أما الأمر الثاني فهو العمل على تعميق فكرة الانفصال بين غزة والضفة، وإقامة كيانين منفصلين، وهنا سبق أن دخل على هذا الخط مسئول أمريكي سابق -هو دينيس روس- ليسوق لمشروع الكونفيدرالية مع الأردن، بدعوى تفويت الفرصة على إقامة ما أسماه “حماسستان” في غزة، وهو بذلك يدعم التيار الإسرائيلي الرافض لإقامة دولة فلسطينية واحدة.
* ما هو إذن سيناريو الخروج من المأزق الحالي، وما هو المطلوب من كل طرف؟
– سواء جرت انتخابات جديدة أم تم إصلاح الأوضاع القائمة، فإن الأمر الذي أصبحت تدركه كافة الأطراف أنه لا يمكن لحماس السيطرة والعمل بدون فتح، ولن تتمكن فتح من البقاء في السلطة بدون التفاهم مع حماس، هذه الحقائق كانت غير معترف بها من فتح في السابق، إلا أن الأحداث الأخيرة خلقت واقعا جديدا على الأرض، وبالتالي إذا أراد الرئيس أبو مازن أن يسيطر على زمام الأمور ويكون قائدا لكل الشعب الفلسطيني فعليه أن يطبق الخطوات التالية:
أولا: تعيين وزير داخلية يتمتع بكل الصلاحيات وتخضع لإشرافه كافة أجهزة الأمن على أساس وطني وليس فصائليا.
ثانيا: تنحية دحلان وإبعاده عن الحياة السياسية تماما باعتباره صاحب أجندة غير وطنية ويستخدم كـ “عصا للشيطان الإسرائيلي” لتدمير الوحدة الفلسطينية، كما يجب تنحية رؤساء الأجهزة الأمنية الذين فقدوا ثقة الشارع الفلسطيني بهم حتى لو لم يكونوا متورطين أو مدانين في الأحداث الأخيرة.
ثالثا: العمل على بدء تطبيق الخطة الأمنية التي سبق الاتفاق عليها بين رئيس الوزراء إسماعيل هنية والرئيس أبو مازن.
كما أنه على حماس عدم الغرور بانتصارها على دحلان وأتباعه، بل عليها وضع خطة عمل لإدارة شئون الشعب الفلسطيني تشارك فيها كل القوى والفصائل بما فيها رجال الأعمال.
وأدعو فتح إلى أن تقوم بعملية تطهير واسعة تقوم من خلالها بتنظيم صفوفها وتحديد عضوية أتباعها وإجراء انتخابات قاعدية لتنقي سيرتها من دخلاء عملوا لحساب المستعمر وأساءوا لقضية بلادهم الوطنية.
(*) صحفي ومراسل إسلام أون لاين.نت في مصر
(المصدر: موقع “إسلام أونلابن.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 جوان 2007)