(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تعريف بالسجين السياسي محمد ياسين الجلاصي
محمد زهير الجويني: إعلان دخول في إضراب جوع
إني الممضي أسفله محمد زهير الجويني، أستاذ التعليم الثانوي، متقاعد حاليا، و عضو نقابة عامة سابقا، و رغم كوني أعاني من مرضين مزمنين : – السكري منذ سنة 1993 ، – إرتفاع ضغط الدم منذ سنة 2001 و إيمانا مني بعدالة مطلب ” حق العودة” إلى الشغل المتعلق بالأساتذة الأجلاء : محمد المومني، علي الجلولي و معز الزغلامي، و احتجاجا على طريقة معالجة النقابة العامة للتعليم الثانوي ، و المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ، أعلن دخولي في إضراب جوع مفتوح إلى جانب زملائي. محمد زهير الجويني المصدر نشرية :” الديمقراطية النقابية و السياسية ” عدد 94 ليوم 15 ديسمبر 2007 Liens : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/ http://groups.google.com/group/democratie_s_p/
مجزرة للديمقراطية في كلية العلوم بتونس:
البداية:
كان يفترض أن تجري انتخابات ممثلي الطلبة في المجلس العلمي بكلية العلوم بتونس يوم الخميس 13 ديسمبر 2007 في مناخ من التنافس النزيه بين مختلف الأطراف السياسية و النقابية المكونة للساحة الطلابية و لكن أعداء الحرية و الديمقراطية أبوا إلا أن يكون يوما شاهدا على مذبحة همجية لإرادة الطلبة و اختياراتهم
فقد تم فتح صناديق الإقتراع الثلاثة المخصصة للمرحلة الأولى و الثانية والثالثة على الساعة التاسعة صباحا لكي يدلي الطلبة بأصواتهم بكل حرية و مسؤولية و تحت أنظار الإدارة و المراقبين الممثلين لمختلف المترشحين و أخذت جموع غفيرة من الطلبة تتهاطل على مكاتب الإقتراع في هذه الكلية العريقة التي يدرس بها قرابة 12 ألف طالب و كانت شاهدة على أحداث تاريخية هامة عاشتها الحركة الطلابية على مدى أربعة عقود و ساهمت في كل النضالات الطلابية النقابية منها و الثقافية و السياسية و غذت المجتمع بآلاف الكوادر من علماء و أساتذة و مهندسين و تقنيين
و قد سارت الأمور طبيعية إلى حدود الساعة الحادية عشرة إلا ربع ( 10.45 ) إذ ما راع جماهير الطلبة إلا و عناصر منتمية للإتحاد العام لطلبة تونس مصحوبين بأشخاص مشبوهين و صعاليك من خارج الكلية يهجمون على القاعة المخصصة للإقتراع حاملين السلاسل و السكاكين و الهراوات و قاموا بتكسير صناديق الإقتراع و هاجموا ممثلي القائمة المستقلة و جرحوا العديد منهم و لكنهم تمكنوا من صدهم و إرجاعهم على أعقابهم و لم تتوان العصابة المهاجمة أثناء إنسحابها مهزومة من التعرض لبعض الطلبة و الموظفين بالضرب مما استوجب الإستنجاد بسيارات الإسعاف التي قدمت اثنتان منها للكلية لنقل المصابين للمستشفى
و كان موقف الإدارة سلبيا إلى أبعد الحدود إذ انسحب ممثلوها المشرفون على الإنتخابات من القاعة و لم تسع إلى معالجة الوضع بما يسمح بمواصلة عملية الإنتخاب في أجواء هادئة و ديمقراطية …. أما البوليس الجامعي فقد بقي يراقب الأحداث عن بعد دون ان يتدخل …..
إجتماع جماهيري :
قام أعضاء القائمة المستقلة و ممثلوهم في لجنة المراقبة و تحت أنظار جميع الطلبة بجمع أوراق الإنتخاب الموجودة بالصناديق المهشمة و تم فرزها واحدة واحدة و كانت النتيجة فوزا ساحقا للقائمة المستقلة و بفارق كبير و في المراحل الثلاث على القائمات المنافسة الأخرى
من ناحية أخرى توجهت مجموعة من الطلبة إلى مكتب الإتحاد العام لطلبة تونس الموجود بالكلية وقاموا باقتحامه و قد هالهم ما وجدوا فيه : ترسانة من السلاسل و السكاكين و العصي و الخناجر والقضبان الحديدية
و انتظم إثر ذلك إجتماع عام حضره
أكثر من ألفي ( 2000 ) طالب
أعلن فيه مشرحو القائمة المستقلة فوزهم في الإنتخابات و تنديدهم بالعنف الذي مارسه بعض أنصار الإتحاد لإيقاف سير الإقتراع و بالتالي سد الطريق أمام فوز القائمة المستقلة وهو ما يؤكد عداء محترفي الكذب و العنف الدموي لمبادئ الديمقراطية التي طالما تشدقوا بها و كان الإجتماع العام بمثابة الإستفتاء المفتوح والعلني و المباشر على وقوف الطلبة مع القائمة المستقلة و تزكيتهم لها بعد أن حرموا – بسبب الممارسات الهمجية المتخلفة – من التعبير عن ذلك عن طريق صندوق الإقتراع
و توجهت جموع الطلبة المحتشدة نحو مركز البوليس الجامعي رافعين عدة شعارات و منها :
جامعـتنـا حــرة … حــرة … و البولـيس على بـرة
ما بعد يوم الخميس المشهود:
مثل سلوك عناصر الإتحاد و من والاهم في كلية العلوم بتونس – أحبوا أم كرهوا – إعلانا صريحا بالهزيمة و إقرارا مدويا بالفشل إذ لم يكن هناك ما يبرر تصرفهم سوى شعورهم المسبق و إحساسهم بأن الإنتخابات لا تسير في صالحهم وهو ما دفعهم لارتكاب أفعالهم الشنيعة التي جعلت الطلبة يحسمون فيهم حسما قاطعا لأنهم منعوهم من تجسيم إرادتهم من خلال صندوق الإقتراع و خطأهم الكبير أن معركتهم هذه المرة لم تكن مع طرف سياسي بعينه بل مع جماهير الطلبة وهو ما ستكون له انعكاسات هامة في مستقبل الأيام ….
كلية العلوم بتونس – الجمعة 14 ديسمبر 2007 –
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET
بســم الله الرّحمــان الرّحــيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
فوز الطلبة المستقلون بمقعدين في انتخابات المجالس العلمية بجامعة صفاقس
أسفرت انتخابات المجالس العلمية بجامعة صفاقس بفوز الطلبة المستقلون بمقعدين: مقعد بالمرحلة الأولى بكلية العلوم ومقعد بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية. وهنا، لا يفوتنا أن نستنكر الممارسات التي قام بها الحزب الحاكم وطلبته الذين مارسوا شتى أنواع الحسابات الضيقة من شراء الأصوات وترهيب الطلبة الجدد في المبيتات حينا وترغيبهم في الأحيان الأخرى لكي يصوتوا لصالح قوائم التجمع الدستوري الذين زوّدوا من طرف لجنة التنسيق بصفاقس بكل الدعم المادي واللوجستي حيث صرفت أموال بأرقام خيالية على حساب هذا الشعب الكريم لشراء الأصوات وترغيب الناخبين.
وقد بلغت وقاحتهم إلى حد عرض مسرحية لتوفيق الغربي أثناء الحملة الانتخابية بالمسرح البلدي بصفاقس جلب لحضورها عديد الطلبة من المبيتات الجامعية على حافلات خاصة ليقع التهكم على الدين الإسلامي وعلى الإسلاميين ثم ليقع التشهير بالطلبة المستقلين ووصفهم بشتى النعوت مثل الرجعيين والظلاميين ولكن كل هذا إن دل فإنه يدل على تخبط هذا النظام وأذياله وإشارة واضحة على احتضاره “إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بأني كامل”
“ولا تـبــال بقــول النــاس فيــك أذى فكم على الله قالوا الزور والشططا
وما أصابك من ضراء فارض، وقل: رب احتسبها لنا ذخرا ، لنا فرطــا”
ومن زاوية أخرى فإننا نستنكر أيضا ما جرى في كلية العلوم بتونس يوم الانتخابات حيث قام مجموعة من طلبة الإتحاد بتكسير صناديق الاقتراع لتوقيف عملية الانتخاب لما علموا بتقدم قائمة الطلبة المستقلين بفارق شاسع، وهذا دليل آخر على تحامل عدة أطراف في محاولة يائسة لعرقلة تقدم الطلبة المستقلون بالجامعة التونسية.
فليسمع الجميع (السلطة والدساترة وطلبة الإتحاد) أن المستقلين لن يثنيهم كيد الكائدين وتحامل الجبناء على المضي قدما نحو التمثيل الحقيقي للطالب التونسي ونصرة الحق أينما كان.
اللهـم أيدنــا بالحــق وأيـد الحــق بنــا
والله من وراء القصد
الطلبة المستقلون
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET
وفاة والدة الأخ الهاشمي الداعوسي
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ
لقد بلغنا وفاة الأمّ حليمة والدة الأخ الهاشمي الداعوسي المقيم بمدينة كارلسروه –المانيا – رحمها الله.
غفر الله للفقيدة وتغمدها برحمته ورضوانه وأصلح ذريتها جميعاً. صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وخلف له خيراً منها) )[4]. فنسأل الله أن يجبر مصيبتكم جميعا، وأن يحسن لكم الخلف، وأن يعوضكم الصلاح والعاقبة الحميدة. جبر الله مصيبة الجميع، وضاعف لكم جميعاً الأجر، وغفر للوالدة حليمة، وأسكنها فسيح جنته، إنه سميع قريب.
هاتف للتعزية :00491724110234
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
إعلان عن افتتاح موقع تونسي جديد
إلى أصدقائي وزملائي وحتّى أعدائي ما ظهر منّهم ومن تستّر بالابتسامات الصفراء
يسرّني أن أعلم عن افتتاح موقعي:
الذي أردته أن يكون خلاصة تجربتي في الكتابة ومنتهى أحلامي ومنطق أمالي ومسرح ما هو كامن في ذاتي وإليه أكون ومنه أنطلق…
لا يزال الموقع يعاني من بعض المشاكل التقنيّة ويحتاج قطعًا إلى التحسين وهو قابل للتطوّر. نرجو منكم الصبر وسعة البال وقليلا من الدعاء، إن أمكن طبعًا…
الصفحة الأولى بالّغة الفرنسيّة
http://www.sannaja.com/Home_Page.php
الصفحة الأولى بالّغة العربيّة:
http://www.sannaja.com/arabe_page.html
المقالات باللّغة العربيّة
http://www.sannaja.com/archives_arabe.html
المقالات باللّغة الفرنسيّة
http://www.sannaja.com/Archives.html
نصر الدّين بن حديد
الرجاء التفضّل بإرسال الملاحظات على العنوان الإلكتروني التالي: nasrbenhadid@yahoo.fr
محاكمة 30 إسلامياً في تونس وسط صخب واسع وانسحاب محامين من الجلسة
بلبلة في محاكمة تونسيين بتهمة التآمر وانسحاب محامين
تونس (ا ف ب) – أرجئت محاكمة 29 تونسيا متهمين “بالتآمر على امن الدولة” الى 22 كانون الاول/ديسمبر بعد جلسة صاخبة السبت تخللها عراك وانسحاب اغلبية محامي الدفاع على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وغادر حوالى 20 محاميا قاعة المحكمة بالاتفاق مع مسؤولي النقابة بينما تعارك المتهمون وعناصر الامن. وكانت المحاكمة بدأت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
واعتقل المتهمون وعددهم ثلاثون بعد المواجهات المسلحة التي وقعت بين 23 كانون الاول/ديسمبر 2006 والثالث من كانون الثاني/يناير 2007 في جنوب العاصمة تونس واسفرت عن مقتل 14 شخصا بينهم شرطيان حسب السلطات.
وتعدد مذكرة الاتهام التي قرأها رئيس غرفة الجنايات في محكمة البداية القاضي محرز الهمامي ان المتهمين ال29 الذين يواجهون حكم الاعدام ملاحقون بعشر تهم من بينها “التآمر على امن الدولة” و”محاولة تنفيذ الهجمات بهدف قلب النظام” والقتل العمد واستخدام اسلحة والانخراط في منظمة ارهابية.
وسيحاكم المتهم رقم ثلاثين وهو زهير جريد لانه اخفى معلومات حول الاعداد لعمليات ارهابية في مزرعة تملكها عائلته في عين تبورنق على اعالي قرمبالية (40 كلم جنوب شرق تونس).
وادعت عائلتا شرطي وعنصر من الامن قتلا في الاشتباكات بصفة مدنية وطالب محاموهما السبت بتاجيل الجلسة لتقديم المطالب.
وتقول السلطات ان القياديين الستة في المجموعة التي اطلق عليها اسم “جيش اسد بن الفرات” شاركوا في معسكرات تدريب اقامتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت الى فرع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
فوضى.. خلال محاكمة 30 إسلاميا متهمين بمحاولة انقلاب
تونس: السجن ل 4 شبان حاولوا الانضمام لمتمردين في العراق
تونس- ا ف ب- رويترز- اصدر القضاء التونسي احكاما بالسجن تراوحت بين 6 و14 عاما على اربعة اشخاص من اصل ستة كانت سوريا قد سلمتهم لتونس بعد محاولتهم التوجه الى العراق للقتال الى جانب المتمردين، حسب ما اعلن احد محاميهم.
وذكر المحامي سمير بن عامور لوكالة فرانس برس ان المحكمة البدائية في تونس العاصمة اصدرت حكما بالسجن لمدة 14 عاما على الطالب زيد طرابلسي (25 عاما) وعلى حسني جلاسي (30 عاما).
واضاف ان حكما بالسجن لمدة ست سنوات صدر على طالب اخر هو حمزة نوالي كما صدر حكم بالسجن لمدة ثماني سنوات على رجل رابع هو اسامة الشبي.
وكان الرجال الاربعة قد اعتقلوا في سوريا عام 2005 قبل تسليمهم الى السلطات التونسية.
محاكمة صاخبة
من جهة اخرى، ساد صخب واسع امس اثناء محاكمة 30 اسلاميا في تونس متهمين بمحاولة القيام بانقلاب عسكري في واحدة من اكثر القضايا اثارة للاهتمام في شمال افريقيا وانسحب اثناءها اكثر من 20 محاميا احتجاجا على اصرار القاضي على تلاوة التهم.
وطلب عميد المحامين بشير الصيد في بداية الجلسة من القاضي منح الدفاع الوقت الكافي للاطلاع على الملفات لكن القاضي اصر على تلاوة التهم لينسحب اغلب المحامين وبقي حوالي 10 اخرين وعمت الفوضى القاعة.
وقال مراسل رويترز ان حدة الصخب زادت اثناء انسحاب المحامين فيما بدأ اهالي المتهمين يرددون الله اكبر وصعد المتهمون فوق الكراسي التي كانوا يجلسون عليها قائلين بصوت عال ‘الله مولانا ولا مولى لكم’.
(المصدر: صحيفة “القبس” (يومية – الكويت) الصادرة يوم 16 ديسمبر 2007)
هرج وفوضى في محاكمة تنظيم تونسي يُشتبه في صلته بـ «القاعدة» المغاربية
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ديسمبر 2007)
قضية الجماعة المسلحة بسليمان:
المحكمة تتلو قرار دائرة الاتهام وتستنطـق 5 متهمين
** تحديد يوم 22 ديسمبر للترافع في القضية
واصلت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس امس النظر في قضية الجماعة المسلحة بسليمان في جلستها الثالثة وقد احضر المتهمون الثلاثون موقوفين والذين تتراوح اعمارهم بين 22 و42 سنة.
وكانت «الصباح» نشرت التفاصيل الكاملة للقضية في عددها الصادر يوم 2 ديسمبر الجاري، وللتذكير بها فإن دائرة الاتهام وجهت للمتهمين في القضية تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية الى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق اغراضه وتلقي تدريبات عسكرية بقصد ارتكاب جرائم ارهابية وتوفير اسلحة ومتفجرات وذخيرة وغيرها من المواد والمعدات، واعداد محل لاجتماع اعضائه والمساعدة على ايوائهم واخفائهم وجمع أموال لتمويل تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية والتآمر على امن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على قتل بعضهم بعضا، وإثارة الهرج والقتل والمشاركة في عصيان مسلح.
وكانت السلطات الأمنية التونسية القت القبض على المتهمين عندما اكتشفوا دخول مجموعة من الأشخاص من التراب الجزائري الى تونس وكانوا محملين بالاسلحة والقنابل، وتبين انهم ربطوا الصلة ببعض نظرائهم الموجودين بتونس وسوسة واتفقوا على الشروع في جمع الاسلحة وصنع القنابل والعبوات الناسفة التقليدية وتجميع العناصر السلفية المستعدة للانخراط في برنامج تخريبي يهدف الى الاعتداء على الأشخاص والمنشآت.
وقد استقروا بجبل عين طبرنق بقرمبالية في مسعكر انهمكوا داخله في القيام بتجميع المتفجرات والتدرب على استعمال سلاح الكلاشنكوف، الا ان رجال الشرطة تفطنوا اليهم وطوقوا المكان لالقاء القبض عليهم ولكن الامر اسفر عن مواجهة دامية بين الطرفين مما ادى الى سقوط ضحايا بشرية من عناصر الجيش والشرطة وهم نقيب كان اصيب بقنبلة بين فخذيه وعون امن اصيب بطلقات في صدره، ومن الجهة المقابلة قتل 12 عنصرا تابعين للجماعة المسلحة. وعلى اثر هذه الحادثة اذن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح بحث تحقيقي.
وبسماع المتضررين وهم من سلك الأمن بينوا انه خلال الليلة الفاصلة بين 23 و24 ديسمبر 2006 كانوا طوقوا احد المنازل الكائنة بحمام الشط حيث يختفي افراد الجماعة المسلحة فطلبوا منهم الخروج للتثبت من هوياتهم ففاجاهم اثنان كانا يحملان رشاشتين كلاشينكوف وبادرا باطلاق النار عليهم فردوا عليهما بطلقات نارية ادت لسقوطهما على عين المكان في حين تعرض البعض من رجال الامن الى اصابات. كما صرح البعض الاخر من المتضررين من سلك الأمن انهم بتاريخ 3 جانفي 2007 حاصروا مجموعة تابعة للجماعة المسلحة ببناية بجهة سليمان وفي الأثناء حصلت مواجهة بين الطرفين مما ادى الى هلاك كل افراد المجموعة وهم 5أشخاص.
المحاكمة
باحالة ملف القضية على قاضي التحقيق اعترف المتهمون بانهم كونوا خلية وباشروا تمويل نشاطهم بمساهمات مالية متفاوتة وفي اواخر نوفمبر 2006 استقر عزمهم على إحداث معسكر باحد الجبال بجهة قرمبالية واستقروا بكهف بجبل عين طبرنق وقام زعيم المجموعة الذي اطلق عليهم اسم «جند أسد بن الفرات» باخضاعهم لتدريبات رياضية وعسكرية وكذلك كيفية صنع القنابل والمتفجرات كما كشفت التحريات ان بعضهم لهم سوابق في قضايا ارهابية.
وفي جلسة المحاكمة أمس حضر محامو الدفاع وطلبوا تأجيل المحاكمة لانه لم يتسن لهم زيارة منوبيهم في سجن ايقافهم كما ان عددا منهم لم يطلع على ملف القضية ولكن المحكمة رفضت وتدخل عميد المحامين ورئيس الفرع وطلبا تمكين زملائهما من تأجيل القضية الى جلسة قادمة وفي اجل متسع الا ان هيئة المحكمة قررت مواصلة المحاكمة وتلاوة قرار دائرة الاتهام وقد امتدت الجلسة حوالي 4 ساعات، تولى القاضي خلالها تلاوة وقائع القضية واقوال المتهمين امام قاضي التحقيق، وبعدها قام باستنطاق 5 متهمين واما الــ25 الاخرين فقد طلبت منهم المحكمة الصعود من حجرة الايقاف وحضور الاستنطاق ولكنهم رفضوا فاعتبرت ذلك بمثابة الصمت عند الاستنطاق واعتبرت ايضا ان جلسة الاستنطاق قد تمت
الاستنطاق
وبسماع المتهمين الخمسة الحاضرين نفى الاول علمه بما يسمى بالبرنامج الجزائري الذي يهدف الى استقطاب اشخاص راغبين في الانضمام الى ما سموه بالجهاد، وتراجع في اقواله المسجلة عليه لدى باحث البداية وقلم التحقيق، وذكر انه فكر في السفر الى العراق سنة 2003 ثم تعرف خلال شهر نوفمبر 2006 على احد عناصر المجموعة داخل المسجد وبعدها اختبأ بمنزل بتالة ثم علم بفرار المجموعة التي سماها بــ”مجموعة سوسة” وهم الذين التقاهم بجبل عين طبرنق خلال شهر نوفمبر 2006 ولم تكن الأسلحة وقتها قد وصلت الى الكهف الذي تحول بعدها الى معكسر. واضاف المتهم انه بعد 10 ايام حضرت مجموعة اخرى تتكون من الشخص الموريتاني الذي توفي و3 تونسيين. وانكر المتهم مبايعته لمن سمى نفسه زعيما لهم ونفى تسلمه عبوات او اسلحة اخرى، كما نفى تلقيه اية تدريبات عسكرية او استعمال الأسلحة للقيام باعمال تخريبية، واشار الى انه يختلف مع من سموا بــ”جند اسد بن الفرات» لانه يرفض استهداف اي شخص مسلم، كما نفى نفيا قاطعا محاولته الاطاحة بالنظام وباطلاع المحكمة له على صور الأسلحة والذخائر التي حجزت في المعسكر نفى رؤيته لها سابقا ما عدا بندقية كلاشنكوف.
واما المتهم الثاني فقد انكر معرفته ببعض المورطين معه وانكر ايضا انتماءه لما يسمى بــ”الجماعة الجهادية” بسيدي بوزيد، وبمعارضة المحكمة له بصنعهم قنبلة وتجريبهم لها في جبل من جبال سيدي بوزيد نفى ذلك وتمسك بالانكار التام لكل انتماء سواء للفكر الجهادي او القيام بعمل يقصد منه قلب نظام الحكم. وأما المتهم الثالث فقد صرح انه تبنى الفكر الجهادي السلفي عن طريق شقيقه، ونفى علمه بنشاط المجموعة، كما نفى ان يكون قد تلقى اية عروض تتعلق بالانضمام الى اي برنامج تخريبي، كما نفى تبرعه بــ30 دينارا لتدعيم المجموعة المسلحة، واما المتهم الرابع فقد احجم عن الكلام، وهذا الأخير كان قد اصيب خلال المواجهة بشظية من عبوة ناسفة القتها المجموعة المسلحة ولكن الاختبار الطبي الذي اجري له من قبل 3 اطباء اكد تحمله للمسؤولية الجزائية.
وبالنسبة للمتهم الخامس فقد انكر علمه بمخطط تبديل هيئة الدولة وكذلك استعماله لسيارة والده لنقل بعض الأفراد من سوسة الى قرمبالية كما انكر حمله المؤن الى مدينة قرمبالية رغم مواجهته بالمحجوز المتمثل في 3 سيارات وذخائر وعبوات ناسفة واسلحة أخرى وبعدما سجلت المحكمة اقوالهم نادت على المحامين القائمين بالحق الشخصي وهم عائلات الهالكين من سلك الامن الوطني وكذلك المتضررين الذين فوّضوا النظر لهيئة المحكمة في التأخير.
وبعدها قررت المحكمة تحديد جلسة 22 ديسمبر الجاري للترافع في القضية
مفيدة القيزاني
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ديسمبر 2007)
الحكم بالسجن بين 6 و14 عاما على تونسيين تسلمتهم تونس من سوريا
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
عشرات التونسيين أثناء تجمع تضامني مع المدرسين المضربين عن الطعام
(المصدر: موقع “آفاق” (واشنطن) بتاريخ 15 ديسمبر 2007)
تونسية تضع خمسة توائم في صحة جيدة بعد توأمين سابقين
تونس (رويترز) – قالت مصادر طبية يوم الاحد ان سيدة تونسية من منطقة القصرين الواقعة شمالي العاصمة وضعت خمسة توائم بعد ان انجبت توأمين منذ سنوات.
وقال الدكتور مسعود قسومي رئيس قسم التوليد وامراض النساء بالمستشفى الجهوي للقصرين الذي كان يتحدث للتلفزيون الحكومي ان حالة التوائم الخمسة مستقرة وان وزن كل منهم يترواح بين 1.2 كيلوجرام و6 ر2 كيلوجرام.
والتوائم الخمسة هم ثلاث اناث وذكران. وسبق لنفس السيدة ان وضعت توأمين من الذكور منذ سنوات.
واضاف ان حالة التوائم الذين وضعوا قبل اسابيع من الموعد الاصلي لولادتهم مستقرة وتستوجب عناية كي يعيشوا بصحة جيدة.
ولم تحدث اي مضاعفات صحية للام وكانت تبدو من خلال الصور في صحة جيدة ومبتسمة.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
ممارسات البيروقراطية النقابية و تصريحات وزارة التربية و التكوين تثير حفيظة النقابيين
كنا قد أعلمناكم في العدد السابق عن حيثيات نقل الأستاذين علي الجلولي و معز الزغلامي إلى المستشفى بعد تعكر حالتهم الصحية و قد كانت الليلة التي أمضياها في المستشفى و بعض الأدوية التي تناولاها مع “السيروم” كافية لاسترجاع البعض من قواهما. و قد حاول الطاقم الطبي الاحتفاظ بهما و حقنهما “بسيروما” جديدا مغذى بالفيطامينات و البروتيين إلا أنهما رفضا ذلك رفضا قاطعا متمسكين بمواصلة إضراب الجوع مع رفيقهما محمد المومني و عادا إلى مقر الإضراب بالنقابة العامة للتعليم الثانوي أين كان قد انضم لإضرابهم الكاتب العام للجامعة العامة للمهن المختلفة المنجي عبد الرحيم . و قد انضم اليوم إلى إضراب الجوع و بمقر الإتحاد المحلي للشغل فريق يمثل المجتمع المدني في جهة نفطة نذكر من بينهم السيد محمدالهادي حمدة الناشط الحقوقي ،السيد علي حبيب نقابي، السيد شكري ذويبي رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، السيد عبد الرحمان بلوجة و السيد عبد القادر طبابي. كما ينتظر انضمام العشرات من المناضلين لإضراب الجوع في الأيام القادمة لدعم الأساتذة المطرودين عمدا من العمل. و تثير التصريحات أحد المسؤولين في وزارة التربية و التي قال فيها بكل وقاحة : ” و برا…و كان ماتوا ها الثلاثة مضربين !!”، و امتناع ثالوث المركزية النقابية (عبد السلام جراد، علي رمضان و محمد شندول )عن زيارة الأساتذة المضربين عن الطعام ،بدعوى أنهم إن فعلوا فسوف تغلق الوزارة باب التفاوض معهم (!!)، غضب النقابيين و اشمئزازهم. المصدر نشرية :” الديمقراطية النقابية و السياسية ” عدد 93 ليوم 14 ديسمبر 2007 Liens : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/ http://groups.google.com/group/democratie_s_p/
تطورات في ملف الأساتذة المضربين عن الطعام : تصعيد في الأفق بازدياد عدد المضربين و اعتصام بمقر النقابة العامة خلال أيام العيد
السعودية والقاعدة وقانون نزع الحجاب التعسفي في تونس
د .نجاح العطيه (*)
ماذا نسمي الممارسات التي يتبعها رئيس السلطة التونسي بحق النساء التونسيات اللواتي يرتدين الحجاب هل هي دعوة لمحاربة القيم الإسلامية بحجة عصرنة المرأة التونسية بقوة السلاح وقوى الأمن المدججة بذلك السلاح وأذا افترضنا جدلا أن موضوعة السفور أو أرتداء الحجاب كانت دعوة تأمل فكرية غربية للمرأة التونسية المسلمة التي تلتزم تكاليفها الشرعية لكي تنزع حجابها فأن هذه الموضوعة تتم من خلال فتح أبواب النقاش الموضوعي الحر وتدخل في فضاء اختيارات الإنسان الشخصية بالنسبة للمرأة في عالمنا المعاصر فلماذا تتم مثل هكذا دعوة بشكل تعسفي صارخ في هذا المقطع الزمني وتتم أيضا بقوة السلاح السلطوي وأهانات أفراد الشرطة والكلمات البذيئة والنابية التي يسمعونها للتونسيات المحجبات وتوقيف المرأة المحجبة في مراكز الأمن والشرطة واستدعاء ولي أمرها لكي يسمعوه كلاما بذيئا هو الآخر ويدعونه لكي (يؤدب) من يلي أمرها لأنها حسب زعمهم (غير مؤدبة) بارتدائها للحجاب!!! ويجب عليه أن يؤدبها وأن يوقع تعهدا بنزع حجاب تلك المرأة وأن لا تعود إلى لبسه مرة أخرى ثم بعد خروجها من التوقيف يتم وضعها تحت المراقبة الأمنية للتأكد من التزامها بأوامر الشرطة التونسية التي تطبق قانونا أصدره رئيس النظام التونسي قبل أكثر من سبع سنوات لمنع النساء التونسيات من ارتداء الحجاب في الدوائر الحكومية والجامعات والمستشفيات والمدارس والشوارع والساحات العامة.
وقد عانت النساء التونسيات المحجبات منذ اصدار هذا القانون التعسفي من لدن الحاكم التونسي من شتى صنوف التهديد ومحاولات الاعتداء والتهديد بالاغتصاب ونزع الحجاب بالقوة وإطلاق الكلمات القميئة والجارحة من أمثال كلمة (عاهرة) أو (ساقطة) أو (غير مؤدبة) من قبل أفراد الأمن والشرطة ناهيك عن المعاناة النفسية والاجتماعية التي لحقت بالنساء التونسيات جراء هذه الممارسات الشنيعة التي تشكل منهجا حكوميا وسلطويا قذرا وسابقة خطيرة في عالمنا الإسلامي الذي شهد في السنوات المنصرمة جملة من الممارسات التي يشيب لها رأس الرضيع وتعد من فضاءات الولوج إلى عالم القفز ما فوق العجائب لتشويه وقتل الإسلام الأصيل الذي جاء به الرحمن الرحيم رحمة للعالمين ويقف على رأس هذه الممارسات التي يندى لها جبين الكون عمليات التكفيريين الوهابيين السلفيين بقطع الرؤوس والقتل والتهجير والتفخيخ واستهداف المدنيين الأبرياء في العراق إضافة إلى هدر أموال المسلمين من خلال جمعها والتبرع بها خدمة للمخططات التكفيرية الهادفة إلى زرع بذور الفتنة الطائفية وأضعاف وحدة المسلمين وتدمير عقولهم وطاقاتهم من أجل الأهداف الصهيونية العالمية لقتل الشعوب ونهب خيراتها وكما هو مقنن في بروتوكولات حكماء صهيون.
ويأتي قانون السلطة التونسية الآنف الذكر ليكمل فقرات القفز فوق العجائب وليشكل أيضا خرقا فاضحا لحقوق بني البشر والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونحن في الألفية الثالثة وأسلوبا همجيا يدل على مدى قذارة ووحشية وتهافت النظام الكهفي اللادستوري في تونس الخضراء التي حولها هذا النظام الاستبدادي إلى تونس الغبراء الأمر الذي أدى إلى ترك الكثير من النساء التونسيات المحجبات العمل في الدوائر الحكومية أو ترك الطالبات لمقاعد الدراسة في الجامعة أو المدارس الثانوية أو المستشفيات حيث أن مدراء المدارس ورؤساء العمل الرسمي وشبه الرسمي لديهم توجيهات مشددة بضرورة الزام المحجبات بنزع الحجاب ومن تمتنع منهن عن تنفيذ الأمر يتم فصلها من الدائرة أو الكلية أو المدرسة ولازالت موجة الاحتجاجات من قبل النساء التونسيات مستمرة على هذا السلوك الشائن من قبل الحكومة التونسية حيث تستمر (لجنة الدفاع عن المحجبات التونسيات) وهي منظمة نسائية تعنى بحقوق المرأة التونسية ولها صيت شائع في تونس في إصدار بيانات التنديد والاستنكار وكشف الممارسات والفظائع التي يرتكبها حاكم تونس بحق النساء التونسيات ودعوة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية وهيئة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة الهيئات والحركات التي تدافع عن حقوق المرأة في العالم لكي تساند مظلومية المرأة التونسية المحجبة وتشكل ضغطا على كرسي الاستبداد التونسي لأيقاف ممارساته اللاقانونية واللاأخلاقية بحق النساء التونسيات.
ومن أعجب العجب أن هذا القانون اللاقانوني واللاأخلاقي يشمل جميع النساء بما في ذلك النساء المحجبات اللواتي يدخلن إلى تونس للسياحة أو زيارة الأصدقاء برفقة أزواجهن أو المحارم حيث يقوم أفراد الشرطة والأمن في المطارات أو محطات القطار أو الساحات العامة بإلقاء القبض على تلك النساء وإيقافهن في غرف التوقيف في مراكز الشرطة ونزع حجابهن بالقوة ولعل قصة الأستاذ الجامعي العراقي والذي يحمل شهادة الدكتوراه ويعمل أستاذا في أحدى الجامعات البريطانية وزوجته الدكتورة العراقية التي تعمل هي الأخرى كأستاذة جامعية في نفس الجامعة والتي رواها ونشرها في عدة صحف عراقية ومن بينها صحيفة (الصباح العراقية) وذلك في بداية عام 2004 خير دليل واقعي ناصع على ممارسات النظام التونسي حيث أن هذا الأستاذ وزوجته كانا يودان العودة إلى العراق بعد سقوط النظام البائد وأرادا أن يقضيا مدة يومين في تونس قبل أن يتوجها إلى العراق بعد سنوات من الغياب والاشتياق إلى وطنهما وحين وصلت الطائرة إلى مطار تونس وبعد أن نزل الدكتور الأستاذ وزوجته الدكتورة المحجبة من سلم الطائرة وبعد أن سارا عدة خطوات على أرض المطار التونسي وإذا بهما يفاجئان بزمرة من أفراد الشرطة وهم يحاصرونهما ويأمران الدكتورة بنزع حجابها وأمروها مع زوجها بالذهاب معهم إلى مركز الشرطة في المطار وأصابت الدهشة الدكتورة وزوجها ولم يصدقا الأمر أول وهلة إذ أنهما في بلد إسلامي عربي ويفترض بالسلطات الحكومية فيه أن تحترم الشعائر الإسلامية ومن بينها حجاب المرأة الذي هو نوع من أهم أنواع الحماية لكرامة المرأة ومحل اعتزازها وهي ترتديه بالإضافة إلى كسب أحترام المجتمع المسلم لها.
ناهيك عن أن الحجاب يدخل في باب حرية المرأة في اختيارها لنوع ملابسها وهو محور يتعلق بالحرية الشخصية للإنسان والذي لا يتضمن أي اعتداء على حرية الآخرين وامتنعت الدكتورة عن تنفيذ الأمر ورفضت نزع حجابها واعتبرت أن هذا العمل يعتبر اعتداءا على كرامتها الشخصية والتزاماتها الأخلاقية تجاه التعاليم الشرعية في الإسلام ثم تساءلت هل أن لبس الحجاب يعتبر جناية أو جنحة يعاقب عليها القانون في تونس التي تعتبر من بلدان العالم الإسلامي.
ولم تفلح كل محاولات الأستاذ الجامعي العراقي وزوجته في إفهام رجال الأمن والشرطة التونسية في المطار بأنهما أستاذان جامعيان عراقيان في بريطانيا وأنهما أحبا أن تكون تونس محطة استراحة لهما قبل ان يتوجها إلى العراق وتم احتجاز الدكتورة وقضت ليلة في مركز شرطة المطار وفي الصباح تم تسوية الأمر وأطلق سراح الدكتورة دون أية كلمة اعتذار لأن ضابط المركز كان يكرر عبارة مفادها أن هذه هي القوانين التي أصدرها سيادة الزعيم التونسي وواجبنا تنفيذها (حتى لو كانت المرأة ضيفة على أرض تونس).
وهكذا يتم سحق كرامة المرأة في تونس بإرادة الحاكم المسلم جدا زين العابدين بن علي الذي مارس ومازال يمارس أحط وأقذر أنواع القوانين التي يتم من خلالها الاستهتار بكرامة المرأة والأسرة والمجتمع ومازالت (لجنة التضامن مع المحجبات التونسيات) تصدر تقاريرها اليومية والأسبوعية عن تواتر الانتهاكات التي يرتكبها أزلام النظام التونسي بحق المحجبات لا لذنب سوى اعتزاز المرأة التونسية بإسلامها وحجابها وعقيدتها وشرف انتمائها للإسلام الأصيل ومن أراد الاطلاع على بعض بيانات اللجنة المذكورة فليفتح الرابط التالي : www.hrinfo.org/tunisia/-63k
في الوقت الذي تتغافل أنظمة الحكم الكهفية العربية عن هذه الممارسات لاسيما نظام الحكم الأعرابي في نجد والحجاز الذي جيش جيوش التكفيريين الوهابيين لقطع رؤوس العراقيين والعراقيات وتفخيخهم لأنهم يعتزون بإسلامهم بينما يصمت حكم العائلة السعودية وجميع وسائل أعلامه ووعاظ سلاطينه التكفيريين الذين صدروا آلاف الشباب السعودي المضلل والمغسول الأدمغة عن طريق التعليم التلقيني الوهابي التكفيري إلى العراق لقتل وذبح أبنائه ولمدة أكثر من أربع سنوات ونصف عن كل الأفعال الجرائمية الشائنة والمخزية لحاكم تونس ولم نسمع خلال كل هذه السنوات التي تم فيها تطبيق هذا القانون الاستبدادي المجحف في تونس المبتلاة أن الحكام السعوديين ووعاظ تكفيرهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على مغتصب الكرسي الحاكم في تونس لأنه يتعرض لحرمة المسلمات وتضطر المرأة المسلمة إلى الجلوس في بيتها بدلا من التوجه إلى دائرتها أو جامعتها أو مدرستها وهي لا تريد الخروج وهي سافرة نتيجة الضغط النفسي والمعنوي الذي يمارس بحقها من قبل السلطة التونسية وأفراد أمنها ولم نسمع كذلك أو نرى مثلا أن الحكام الوهابيين دعوا منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء فيها إلى عقد مؤتمر أسلامي لمناقشة جرائم النظام التونسي بحق النساء التونسيات المحجبات ولم نسمع أيضا أن السعودية دعت إلى اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية (التي لا هم لها سوى عقد الاجتماعات الدورية لمناقشة السبل الكفيلة بإرجاع البعثيين إلى حكم الشعب العراقي ونهب خيرات العراقيين بواسطة نظام مستبد آخر) لبحث هذه الاعتداءات الخطيرة على المرأة التونسية المسلمة بل لم نسمع حتى هذه الساعة من زمننا المليء بأقذر أنواع الغرائب والعجائب والموبقات أن الأعلام العربي قد سلط الضوء ولو بشكل بسيط على ظاهرة الحاكم التونسي وممارساته الإجرامية تلك والتي تذكرني ببداية حملة رأس النظام الصدامي المقبور على المحجبات العراقيات في الكليات والجامعات والدوائر الرسمية العراقية في بداية عام 1980 وكنت حينها طالبا في جامعة البصرة حيث أن زمر الأمن والمخابرات الصدامية وأزلام حزب البعث وما سمي حينها بالإتحاد الوطني لطلبة العراق وهو منظمة صدامية قمعية كانت تمارس شتى المضايقات والأفعال الإجرامية بحق الطالبات المحجبات العراقيات وكانت الطالبات المحجبات تحت الرقابة الدائمة والمضايقات الشديدة والتوبيخات المستمرة والتهديد من قبل هذه الزمر وكانوا يستخدمون عبارات تهكمية من باب الاستهزاء بتلك الطالبات من أمثال كلمة (القوات الخاصة) أو (القوات المحجبة) وذلك من باب التأثير على معنويات الطالبات, وكان من نتائج هذه الحملة هو اعتقال آلاف الطالبات العراقيات ورميهن في غياهب المعتقلات والسجون الصدامية الرهيبة ومن ثم إعدامهن بحجة معاداتهن للأفكار الصدامية الهدامة من خلال لبس الحجاب حيث ان سياسة صدام وقبل أن يرتدي عباءة الرجل المؤمن زورا وبهتانا ونفاقا بعد أن تعرت أهدافه أمام الشعب العراقي كانت تقتضي إدخال المرأة العراقية في فضاءات التهتك والابتذال والسقوط الأخلاقي حتى يتم تدمير المجتمع العراقي من خلال تدمير نسائه وهذا ما سعى إليه النظام الصدامي من خلال جهاز نسوي أطلق عليه الاتحاد العام لنساء العراق والذي كانت مهمته أفساد عقلية المرأة العراقية وجعلها تتجسس على زوجها أو أبيها أو أخيها أو جيرانها أو زميلها أو زميلتها في العمل أو الدائرة أو الجامعة خدمة لإطالة عمر النظام الصدامي الذي يعتبر العدو رقم واحد للشعب العراقي.
وعود على بدء لنقف ونتأمل الممارسات الإجرامية التوأمية التي يقتفي من خلالها سيء العابدين بن علي أثر المقبور صدام ثم نتساءل هل أن الحاكم بأمر الكرسي التونسي يمارس عملا وطنيا بطوليا حتى يتغافل عنه الأعلام العربي وبطانة الحكام العرب الذين أذاقوا شعوبهم شتى أنواع التخلف الفكري والسياسي والاجتماعي أم أن لدى القوم قرآنا آخر وسنة نبوية أخرى يدعوانهم إلى الاصطفاف مع نظام الأيمان التونسي الذي يعتبر لبس المرأة التونسية للحجاب فعلا يخلو من (الأدب) كما يحلو لزمر أمن ذلك النظام أن يتهكموا على النساء المحجبات في أطلاق صفة (غير مؤدبة وتحتاجين إلى تأديب من خلال نزعك للحجاب) والتي دأب أزلام الشرطة التونسية على ترديدها مع كل إمرأة تونسية محجبة في مراكز الشرطة بل (ووصل الأمر أفظع من ذلك بالتهديد باغتصاب بعض النساء التونسيات اللواتي رفضن نزع حجابهن بكل قوة).
حقا أنه الزمن العربي الأجوف الأخرق البائس الذي أوصلنا فيه حكام العرب الأعراب إلى ما وصلنا إليه من تخلف وتقهقر في مجال انتهاك حقوق الإنسان وإذلال الشعوب وهنا لا يفوتني أن أوجه ندائي إلى تنظيم القاعدة الماسوني وحليفته السعودية وأقول هل عميت عيون صنمكم بن لادن عن رؤية هذا الممارسات اللا إنسانية واللا أسلامية ولكن أتوقف لأتذكر حقيقة ناصعة بأن مهمة بن لادن وأتباعه الأراذل هي فقط قطع رؤوس المسلمات العراقيات واللواتي يذهبن للتبرك لزيارة الحسين عليه السلام حفيد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وبقية مراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام في عراقنا الصابر وهن يرتدين حجابهن الإسلامي إذن الهدف واحد وأن اختلفت الوسائل والأمكنة وهو محاربة الإسلام وقيمه الأصيلة في حفظ كرامة المرأة التي يتم من خلالها حفظ كرامة المجتمع.
فهنيئا لأمير المؤمنين التونسي المجاهد المؤمن وجوقة زملائه من الحكام العرب الأعراب الساكتين والراضين بأجرامه وعلى رأسهم حكم التحجر التكفيري السعودي وعلماء السوء التكفيريين من وعاظ قطع الرؤوس والتفخيخ وإثارة الفتن الطائفية بين المسلمين وهنيئا لشعوبنا العربية النائمة حتى هذه الساعة على أغاني نانسي عجرم وكاظم الساهر وقنوات روتانا وبقية الفضائيات السعودية الداعرة ولتنهب خيراتها ومقدراتها على أيدي سلاطين قمع الشعوب وليحيا العرب في ظل أنظمتهم المؤمنة جدا جدا.
(*) كاتب وباحث في الشؤون السياسية والدولية
(المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
الرابط: http://www.annabaa.org/nbanews/67/416.htm
ملاحظة للتعريف (مأخوذة من موقع “النبأ”)
( النبأ ) مجلة فكرية شهرية تصدر عن المستقبل للثقافة والإعلام, تعنى بتنوير الساحة الثقافية الاسلامية والعامة, بالفكر الاسلامي الأصيل الذي يقوم على مبادئ الشورى والحرية واللاعنف واحترام الرأي الآخر.. وهي ذاتها المبادئ التي يقوم عليها المشروع الحضاري الاسلامي العالمي لسماحة المرجع الديني الأعلى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي(دام ظله).
هذا وتسعى ( النبأ ) غاية سعيها لرفد الحقل الثقافي والمعرفي بشتى الموضوعات الجديدة والمبدعة في أقسام العلوم المختلفة كالتاريخ والفلسفة والاجتماع والاقتصاد وعلم النفس… وسائر مجالات الثقافة والفكر, علّها تودي قسطاً مما عليها من واجبات تمليها الحاجات المتجددة في ساحتي الفكر الاسلامية والعالمية.. وصولاً الى حركة ثقافية مستنيرة تجمع بين الأصالة والتجدد.
هل من انتفاضة فردية او جماعية في تونس؟
رسالة الى كل تونسي ذاق الضيم
بقلم مهاجر التونسي
السلام عليكم اخواني: بعد الاطلاع على الجرائم البشعة في حق الاخوة التونسيين المحاربين و المنفيين و المطاردين و المبعدين في بلدهم هذه عشر نصائح لاخواني بالسجن الكبير:
1. انتم الآن محاصرون اكثر من قبل و لذلك لا تنتظروا اكثر من شم الهواء و شرب الماء و لو وجد النظام كيف يسلبهم منكم لفعل. فليكن عزائكم ان الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر.فلتطمعوا فيما عند الله فما عند الله باق الى ابد الآبدين و ما عند زين العابدين لا يساوي عند الله دمعة ذرفتها ام واحد منكم في ظلمة الليل الحزين.
2. انتم و بفضل الله اصحاب الاختبارات و الابتلاءات و حياتكم معاناة في معاناة فما اقربكم من الله فنسال الله لنا و لكم الثبات فلا تطمعوا في الكثير من خيرات البلاد فحتى السكان الاصليين و اللااصليين و المساكين و المستقلين و “المتملحين” و المعتدلين و جماعة عدم الانحياز و الانحياز والمتشائمين و المتفائلين و المتقاعدين و القاعدين و المخنثين و الجبناء و الغرباء و الحرفاء و”الهملاء” و “البلداء”و التعساء و “الرخصاء” ليس لهم فيها نصيب فكيف يكون لكم و انتم اصحاب ”ماء الفرق” والمولوتوف الذي لم نسمع به الا على لسان برهان مسيس عفوا برهان مولوتوف؟
3. نريد منكم مواقف يشهد لكم بها القاصي و الداني فانتم في ارض جهاد, كيف لا و الحجاب يحارب و الاسلام يحارب و القرآن يدنس في السجون و الرسول صلى الله عليه و سلم يهان على ارض الزيتونة اكثر من ارض الكفر. فلو تكلم عالم اسلامي يخشى الله وحده لامر باقامة الحد على هذا ……. الذي يحارب الاسلام في وضح النهار لكن ايه و ايه و يا اسلاماه ليس بيننا عمر و عبد الله بن حذافة و خالد و دعوة مستجابة من بن الوقاص حتى يريحنا الله منه و من منافقي آخر الزمان. يا عبد الله الزواري و يا هاروني و يا زروق و يا من خرجوا من سجون صغرى الى سجن اكبر و اعفن واظلم: موتوا شرفاء لا تتركوا الفرصة لشرطي قذر ان ينتهك اعراضكم و اموالكم و دمائكم. لا تتركوه يدفع عليكم بابا في ظلام الفجر ……… انه دفاع عن النفس و من اقتحم عليك بيتك فهو يستحق اكثر من ذلك.
4. ” انتم الى امام فعال احوج منكم الى امام قوال”. الكلام الكثير لا ينفع فالدعوة الى الله ليست طريقا مفروشا بالورود و لا بد من ضحايا و كما سقط ضحايا في السجون فلا بد من سقوط ضحايا خارج السجون حتى لا يبتاس رواد السجون و يظنوا ان قضيتهم لم تتجاوز اعمدة الصحف الالكترونية والتلفون.
5. الحرب في الخارج كما هي في الداخل على الاسلام و ليست على النهضة او المتعاطفين معها. فلتكن قضيتكم اعلاء كلمة الله و اتركوا اهل الدنيا يتنافسون المناصب و الكراسي فلو دامت لمن قبلهم لما وصلت اليهم.
6. الشكوى الى غير الله مذلة. و من ذاق العذاب فليصير و ليحتسب و ليذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لخباب بن الارت فيما معناه ان قوما في القديم قطعوا بالمناشير و ما رضخوا و ما استكانوا و توكلوا على الله حق توكله و كانوا على يقين و عقيدة فاستوى عندهم العذاب و الراحة و الموت و الحياة و صاروا اصبر من الصبر. يا اللللللللللللللللللللللله لو كنا امثالهم لجاءتنا الدنيا راغمة!!اللهم استجب لنا في هذه الايام المباركة ان يكون منا او من اصلابنا من يبدد الظلم و لا يخشى فيك لومة لائم.آمين. اللهم ارنا في طغاة تونس عجائب قدرتك فلقد طغوا في البلاد و اكثروا فيها الفساد. اللهم انهم لا يعجزونك.
7. لن يستمع الغرب لقضيتكم فالغرب علماني و قضيتكم اسلامية. قضيتكم ليس لها من مستجيب الا الله. فلنكثر الدعاء مع الاخذ بالاسباب و هو ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. و التغيير هنا هو بتغيير التغيير او تغيير التغييب الذي غيب البلاد و العباد عن دينهم.
8. تجديد البيعة و الولاء و ليس ذلك للنهضة او الاتجاه او الاخوان بل لله و رسوله لان الاسلام اكبر من ان تحتويه حركة و لذا فكلنا مسؤولون عن دين الله امام الله.و مسؤولون عن اخوتنا في السجون واهاليهم و مسؤولون عن اخواتنا المحجبات المطاردات و المطرودات و الاخريات المترددات و عن كل تونسي محاصر في ماله وولده و رزقه.
9. اقترح ان يكون شعاركم من هنا فصاعدا العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم: فلو اعتقل شاب مسلم فلتعتقلوا شرطيا او حرس مرور. و لو ضربوا شيخا او رجلا مسلما فلتضربوا بوليسهم السياسي. و لو حاكموا اخا ظلما و عدوانا فلتحاكموا القاضي. فالخوف و الجبن من رجال الامن يزيد من طغيانهم و احساسهم بالفرعنة.
10. اخيرا ارجو ان تكون مقالتي هذه موجهة لي قبل غيري و لنعلم ان لكل امرئ ما نوى و ما نويت بقولي هذا الاعتداء على اخ مسلم بقدر ما هو دفاع شرعي عن النفس و اعانة للمظلوم عندما تحل به مصيبة او بلاء و تقصي من الظالم حتى لا يستمر في ظلمه و رد اعتبار للاسلام بعد الاعتداء عليه وتعزيز للولاء لله و رسوله و براء ممن يسيؤون اليهما. يا اخوة الايمان من اراد ان يبتلع السكينة بدمها كما يقول المثل فليعش بين الحفر ينتظر اللقمة البائتة و من اراد ان يعيش بين ذكريات البشر فلينتفض على شرذمة الشر. ليس المفيد ان تستعيد مقعدك في الجامعة او وظيفتك فقد يزدريك الناس و يشيروا عليك بالاصابع و خائنة الاعين بل المفيد ان تواصل رسالتك المقدسة التي شرفك بها الله و اجتباك على كثير منا.
و ليكن شعارنا جميعا ديننا قبل دنيانا فنفوز بهما الاثنين. و كم سنسعد عندما تطالعنا الاخبار ان اخواننا وقفوا للشر و شفوا صدور قوم مؤمنين في بوليس العذاب او حرس الرشاوي فنالوا منهم كما نالوا باخواننا و لا يزالون. نسال الله لمرضاكم الشفاء و للاصحاء منكم ان ينتقموا لهم و لتونس ان تنتفض انتفاضة رجل واحد ضد رجل واحد!!
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 ديسمبر 2007)
وقفتان
بقلم عبدالحميد العدّاسي
ما أجرأهم على النّار:
جاء في مقال الأخ عبدالله الزواري (سمعة البلد بين الفعل والقول) كلام مهمّ اقتطعت منه العبارات التالية بنيّة الوقوف عندها والتعليق على بعضها: “استجاب السيد الطاهر الحراثي لما دعي إليه من الذهاب إلى منطقة الأمن الوطني بالقيروان.. وهناك قابله أحد المسؤولين… كان الحديث معه هادئا ودون تشنج يذكر… كان الجواب صريحا… كما لاحظ للطاهر أنه كان من الأولى به أن يتوجه برسالته إلى السلطة سواء الجهوية أو المركزية ولا يتوجه بها إلى الإنترنت لأن في ذلك تشويها لصورة البلد وحطا من سمعته…”
إذن فمنطقة الأمن بالقيروان وغيرها من المناطق الأمنية بالبلاد التونسية تتابع كلّ ما ينشر في الإنترنت بما في ذلك موقع الحوار.نت وموقع تونس نيوز الذي وقعت محاولة تخريبه من طرف مأجور لا نشكّ في أنّه قد ذاق طعم مال الخزينة التونسية، وبالتالي فإنّ كلّ الصرخات والاستغاثات الموجّهة من الدّاخل نتيجة الظلم المسلّط على أصحابها من طرف أعوان السلطة وخاصّة منهم أولئك الذين تولّوا باسم الدولة – للأسف – التعذيب حتّى القتل أو الإعاقة أو التيئيس من الحياة الكريمة سيّما في السجون المضيّقة والموسّعة، مسموعة ومقروءة بل ومحلّلة… فمَن مِن رؤساء هذه المناطق الأمنية أو الحزبيّة أو غيرها من المراكز حرّكته الغيرة على سمعة البلاد كما في حالة الحديث عن “التضامن”، فسعى إلى إسكات هذه الآهات والاستغاثات بالدعوة – كلّ فيما يخصّه – إلى إيجاد البلسم الكفيل بمداواة مخلّفات التعذيب الوحشي الذي اقترفه أعداء التونسيين ضدّ تونس وأبنائها؟!… مَن منكم لم يقرأ ما كتبه زهير مخلوف في التقرير الصحّي الذي أصدره بمناسبة الحديث عن اليوم العالمي لحقوق الإنسان أو التعليق الذي كتبه بصدد الدكتور خالد الطراولي والذي دعا فيه إلى إصلاح ذات البين؟!… لماذا لاتزورون هؤلاء الذين وقع عليهم ظلمكم لتخفّفوا عنكم الآثام المهلكة وتخفّفوا عنهم الآلام المذهبة؟! لماذا لا تسعفون المرضى فيهم وقد أنفقتم من أجل “دليلك ملك” المال الكثير الذي لم يزد تونس إلاّ فساد صورتها وتخنّث شبابها وذبول العفاف في شابّاتها وقلّة حياء الكثير من أهلها (لو خصّصنا مليارا واحدا ممّا رصد لميزانية هذا البرنامج التافه المقضّ لأركان المجتمع التونسي لأرحنا الكثير من الضحايا وحسبنا الله ونعم الوكيل)؟!…
من منكم لم يقرأ رسالة الأخ المبتلى أحمد البوعزيزي، حفظه الله وشفاه، ابن ماطر التي ما انفكّت تمطر البلاد بخيراتها، وقد أشهد فيها الله على خلقه وعلى ما اقترفوه في حقّه وحقّ بناته وأهله؟!… من الذي يساعد أحمد البوعزيزي على حصص العلاج الكيمياوي إن لم تكن الدولة تفعل ذلك؟!… ألم يحرّكم كلامه: “رجل جاوز الستين يعود لأهله بعد أن نخرت السجون عظامه وأورثته رطوبة حيطانها وعفونة هوائها مرضاً خبيثاً، ليجد نفسه بعد انقطاع عن العالم يجابه احتياجات عائلته المتعددة وكلفة الحياة المتزايدة ومصاريف الدراسة الجامعية الثقيلة لبناته، ومرض لا يقوى على تحمّل كلفة دوائه غير الميسورين أو ذوي السعة (الحصة الواحدة من المعالجة بالأشعة تبلغ كلفتها 2000 دينار تونسية)، فماذا عساني أفعل غير الصبر على البلاء وانتظار القضاء؟”؟؟!…ألا تخافون الله ربّ العالمين القائل: “إنَّ الذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ(10)”؟!…ألا تخشون يوما يعود فيه الملك، كلّ الملك، لصاحب الملك: “يَوَْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ(15) اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْْمَ اليَوْمَ إنَّ اللَّه سَرِيعُ الحِسَابِ(16)”؟!… ألا ترهبون يوما تتعطّل فيه الألسنة وتخرس، وتتكلّم فيه الأسماع والأبصار والجلود، أم أنّكم ظننتم أنّ الله لا يعلم ما تقترفون “وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ اَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ(21)”؟!…انتبهوا يا أصحاب المناطق وغيرها من مراكز السلطة المُعمِية عن الحقّ قبل يوم الحساب الأكبر، فتوبوا إلى بارئكم وردّوا الحقوق إلى أهلها فإنّ ذلك هو الحُسن (حسن ذات بينكم وحسن سمعة تونس وحسن خاتمتكم وحسن مصيركم)، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ” لتؤدنّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء (وفي رواية الجمّاء وهي غير القرناء) من الشاة القرناء”. وفي زيادة من طريق أخرى عنه: ” يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله تعالى يومئذ أن يأخذ للجمّاء من القرناء، ثم يقول كوني ترابا”. فذلك قوله تعالى (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)!…
الاختطاف*:
كثرت هذه الأيّام قضايا الاختطاف في تونس الخضراء من طرف مجموعات توصف بأنّها غير “رسميّة”، كثيرا ما أنكر النّظام الحاكم هناك وجودها أصلا، بل لقد عجز حتّى “رجال اليقظة” المكلّفين بمراقبة هواء التنفّس في الأحياء من الانتباه إليهم أو إلى أفعالهم. وقد شملت الاختطافات تلامذة وطلاّبا ذكورا وإناثا على حدّ السواء، كما طالت رجال قانون وصحافيين ومثقّفين وغيرهم. وقد رأيت – انطلاقا من حبّنا لبلدنا ومحاولة منّا لنبذ الخلاف بيننا وبين النّظام التونسي وسعيا منّا إلى إيجاد صيغة للتعاون فيما بيننا للحدّ من أنشطة هذه المجموعات الخارجة على القانون والأعراف والدّين الحنيف والمسيئة لسمعة تونس الحبيبة – التوجّه إلى الشعب التونسي (الأهالي) ودعوتهم إلى تنظيم صفوفهم وإصلاح ذات بينهم، ثمّ العمل بجدّية على تشكيل مجموعات أهليّة مهمّتها مساعدة الدولة – وقد عجزت – على الوقوف ضدّ هذه المجموعات الفاسدة المعتدية، وذلك لضمان أمن المواطنين. فما عاد محتملا أن نصبر على أناس وضيعين جُعِلت قرّةُ أعينهم في ترويع أبناء وبنات تونس الشرفاء. علينا – وقد ضعفت السلطة في الذود عن أهل البلاد – أن نذود عن أنفسنا بأنفسنا وذلك بالتضامن والتكاتف ومنع المعتدي، فعار علينا أن نكون متفرّجين وشهود باطل، شهدوا (عايشوا) السطو والسرقة والظلم والاختطاف وانتهاك الحرمات واغتصاب الحقوق والأنفس دون أن نردّ الفعل… لنقتدي في ذلك بأهل العراق وفلسطين – فالوضع فيهما شديد الشبه بتونس من عدّة أوجه – فنقم بحماية أنفسنا ضدّ هذه “الجماعات” التي تصرّفت مع أهلنا كما تصرّف الصهاينة في فلسطين أو كما تصرّف المستعمر داعم الصهيونية والصليبية في العراق الجريح. فإنّه لم يعد يجدي مع هؤلاء الساقطين البياناتُ والعرائضُ وإضراباتُ الجوع… ويوم يتحرّك الخير وينشط يخنس الشرّ وينكمش ويتراجع… ليكن في البلاد، في كلّ أحيائها، مجموعات للدّفاع الأهلي المدني مهمّتها مناصرة الضعفاء من أهلنا والوقوف ضدّ المخرّبين المتسلّطين على الرّقاب، وسترون في فترة وجيزة بإذن الله كيف سيتراجع نشاط تلك المجموعات المارقة، فإنّهم ما نشطوا إلاّ لتأكّدهم من غياب ردود الأفعال في صفوفنا…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(10): البروج
(15) و(16):غافر
(21): فصّلت
*: كنت علّقت بهذه النقطة (بتصرّف) في منتدى الحوار.نت، وهو اقتراح أراه واقعيّا وضروريا، فإنّه ما تعامت السلطة عن حقوق أهل تونس إلاّ لعدم اكتراثهم لأنفسهم وحقوقهم. ولموت السنّة التي أرادها الله جارية مسترسلة أو مرضها (سنّة التدافع بين الخير والشرّ).
استراحة ثقافية عن ابن عربي لتهوية الأذهان من روائح السياسة العفنة
الإسلام السياسي من عبد الله عزام إلى عبد الله غول
الشاهد موت حشّاد لا زال يقتلنا ..
الشّباب التونسي: الواقع وآفاق العمل السياسي
أداء المعارضة في البرلمان من لعْن الظلام إلى إيقاد الشموع
برامج قناة 7 الدينية.. منجية السوايحي نموذجا
بقلم: مراد علي
لما استلم نظام التغيير في تونس الحكم أحدث في بلدنا كثيرا من الابداعات والاجتهادات والنوادر التي تعد فريدة من نوعها إذا ما عرضناها على ما يحدث في العالم فأثبت بجدارة وبدون منازعة التفرد في كل ما يطرح على الساحة العالمية سواء كان ذلك في العالم الاسلامي أو الغربي فتجد بصمة نظامنا في كل تاريخه ناصعة الظهور حتى تكاد تجزم أنه لم يبعث في هذه الدنيا إلا ليكون نشازا عن سنن الدنيا بأجمعها ومن أهم الإحداثات البارزة للعيان هي تعامل هذا النظام مع الدين من خلال الاعلام أو قل ما تطرحه قناة تونس 7 من برامج تختص في القضايا الدينية ففي بداية التغيير ولحدود الالفية الثانية نجد قناتنا قد انتهجت نهجا لا يأتي على الدين من ذكر إلا ما ندر وكنا بحكم إستضعافنا وبحكم أن ليس لنا من الامر شئ لانستغرب كثيرا في ما يطرح على الشاشة من تجاهل لاهم مقومات حياتنا ليقيننا أن هذا النظام أعلنها من أيامه الاولى حربا ضروسا لاهوادة فيها على كل ما يذكرنا بهذا الدين حتى أصبح في بعض الاوقات مجرد ذكر الله أو مجرد إحياء شعيرة يعد من أكبر الجرائم التي قد يدفع صاحبها الثمن باهظا وهذا الكلام ليس مبالغا فيه لمن ليس له دراية بما يحدث وإنما عشته وعاشه كثير مع العلم أني لاأقصد ما حصل بالحرب على ما يسمى بالاسلام السياسي أو حركة النهضة وإن كانت دفعت الثمن الاكبر وإنما أتحدث بشكل عام لان الاسلام والشعائر والعبادة ليست ملكا أو حكرا على مجموعة بذاتها وإنما الذي حصل هو تبرير التعدي على دين البلد الذي هو دين جل التونسيين وربطه بالاحداث السياسية التي حصلت وقتها فخلطت الدولة كل الاوراق لتجييرها لصالحها ألا وهو محاربة الاسلام ومحاولة إقصائه من الحياة كلها وليس من السياسة كما تدعي ولهذا كله قلت لم نستغرب في ما طرح على الشاشةالوطنية وقتها ولكن أثار استغرابنا هو ذاك التحول المفاجئ فيما يطرح من خلال هذه القناة في هذه السنوات الاخيرة من برامج تعتني بملفات دينية وتجدر الاشارة أن في السنوات الاخيرة وبالرغم من كل ما أقدم عليه النظام من أساليب في حربه إلا أن هناك صحوة شعبية تنادي بالتمسك والرجوع إلى ممارسة شعائر هذا الدين بعد أن ظن النظام أنه قضى أو خيل إليه أنه مسحها من الوجود ويتجلى ذلك واضحا في عودة كثير من النساء إلى التمسك بالحجاب ولهذا وجد نظامنا نفسه أمام وضع يظهر من تصرفاته أنه لم يكن في حسبانه فانتقل بنا نقلة نوعية إلى إعلام مخالف لما عهدناه منه ولكن ما يميزه عما سبق أنه أشد تفردا وندرة منه ولذلك لم نستغرب منه في أول الامر فما يطرح في هذه الايام شديد الغرابة وشديد الندرة وذلك أن نرى شيخة مثل منجية السوايحي التي لاتلتزم فرض الله عليها بلبس الحجاب وإن كان ذلك تقريطة أو فولارة كما تدعي لتقوم وتحاضر وتفتي الناس في دينهم وتعلمهم دين الاسلام ولست أقصد هنا أن التي لاتلبس الحجاب هي خارجة عن هذا الدين أو غير عفيفة أو كل ما يروج من كلام من قبل تلك الفئة التي تصطاد في الماء العكر وإنما الامر أننا لم نشهد شيخة مفتية تتكلم بإسم الاسلام وهي لاتلتزم فروضه بل هي تنكر معلوما من الدين بالضرورة كما صرحت بذلك في بعض حلقاته فالذي يتصدر للفتوى أو للتعليم الديني يجب عليه قبل أن يكون عالما أن يكون عاملا ولذلك كل ما شاهدت برنامج لشيخ من شيوخ التغيير إلا وحسبت نفسي بين يدي عالم ليس له نظير في كل بلاد العالم أتصفح القنوات الأخرى أحيانا عبثا لعلي أجد ما يشبه ما عندنا ولكن دائما أصاب بشدة الندرة والتفرد فحتى القنوات الغربية والاجنبية إذا ما أحدثت برنامجايعتني بدين الاسلام نراهم يقدمون شيوخا وعلماء ليس لهم سماة وعلامات شيوخ التغيير لاأعرف لما لايستحي هؤلاء القوم عن صنيعهم هذا أم تراهم لايعون حقا حجم النشاز الذي هم فيه لذلك نرفع طلبا إلى سيادة مدير الاذاعة نتمنى من حضرتكم أن تعودوا إلى سالف عهدكم وتتجاهلوا هذا الدين فما تقدمونه اليوم لايقنع حتى بعوضة ولايزيدكم إلا تقهقرا في ما تتخبطون وليس هؤلاء من العلماء الذين من الممكن أن يسمع لهم الناس ويستفتونهم في دينهم وما عليك سيدي المدير إلا أن تدير جهاز التحكم وتتنقل بين ما يعرض في قنوات العالم وتقارنه بما تعرضون في هذا الموضوع فأرجوكم توقفوا فإننا والله نستحي ونشمئز لما تعرضون فأنتم بالنهاية أبناء وطن والسلام
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 14 ديسمبر 2007)
جديد قناة «تونس 21» الفضائية …
«شويا من الدنيا» برنامج بنفحة شعرية يستقطب التونسيين
تونس – صالح سويسي
من البرامج التي تقدمها قناة «تونس 21» بعد دخولها عالم البث الفضائيّ يمكن الوقوف عند برنامج يحمل في طيّاته شكلاً إعلاميّاً جديداً بعنوان «شويّا من الدنيا». البرنامج الذي يقدمه الشاعر محمد الهادي الجزيري، لا تتجاوز مدته خمس دقائق يوميّاً، ومع ذلك فهو يستدعي جهداً كبيراً لصياغة كل حلقة. إذ ان الجزيري والفريق المصاحب له يعتمدان على الصورة في شكل خاص مع إضفاء نفحة شعرية ساهمت في بلورة مسحة خاصة لكل حلقة، ما جعل المشاهد أمام كاميرا شاعرة… كاميرا لا تلتقط إلاّ ما يروقها أو يستفزّها… كاميرا لم تعد تلك الآلة الطيعة المطيعة فوق كتف حاملها أو بين يديه، بل أصبحت صاحبة قرار تبحث وتنقّب وتختطف الصور التي تشتهيها…
واللافت في هذا العمل هو أنّ كلّ حلقة تهتمّ بموضوع مستقلّ. يمكن أن تكون المادة، مثلاً، حول الصراع بين القديم والحديث من خلال الحديث عن الألبسة والأقمشة التقليدية من ناحية، والابتكارات المستلهمة منها من ناحية أخرى، في تصوير سريع بإيقاع متواتر ومزج غريب بين الأول والثاني، ليتأكد المتلقّي في النهاية من أنه أمام تكامل لا تنافر.
فكرة أخرى تناولها البرنامج في حلقته الأولى تحدثت عن أهمية «الدائرة» في حياتنا، إذ ترافقنا في كل ردهات الحياة، لكننا لا نفطن الى أنها مهمّة أو ذات جدوى أو أنها موجودة أصلاً في التفاصيل، ذلك أنها مرتبطة في اللاوعي بالصفر. من هنا كانت خلاصة هذه الفقرة التنبيه الى أهمية الدائرة في حلقة الحياة.
كما قدم البرنامج في إحدى حلقاته قصيدة الحصري القيرواني «يا ليل الصبّ» بأصوات أكثر من 15 مواطناً تونسياً من مدن مختلفة جمع بينها المونتاج الجميل ورافقها صوت فيروز المرمري، ما لاقى استحساناً لدى الجمهور.
ولعل هذا التنوع في المواضيع هو أحد أبرز أسباب النجاح الذي حققه هذا البرنامج في وقت قصير. من هنا السؤال: لم لا يتم تمديد المساحة الزمنيّة للبرنامج، كأن تصبح عشر دقائق يومياً أو حتى ربع ساعة كي تكون أمام فريق العمل فرصة أكبر لتقديم مواد تتطلّب مساحات زمنية أكبر؟
عموماً مثّل هذا البرنامج الجديد مفاجأة سارة للمشاهد التونسي الذي ينتظر الجديد والمغاير أمام مد الفضائيات الزاحفة من كل مكان، وأمام المنافسات الكبيرة بينها.
«شويّا من الدنيا» تمكّن في زمن وجيز من أن يلفت إليه الانتباه، وأن يجمع حوله العائلة التونسية في مرحلة أولى، وربما العائلة العربية مستقبلاً لأنّ فكرته ليست محليّة بقدر ما هي فكرة شاعريّة مجنونة مبنيّة على طرح وشكل جديدين.
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ديسمبر 2007)
المشهد الإذاعي في تونس:
«الزيتونة» بعد شهرين.. بين الإنجاز والمأمول
بقلم: د.سالم لبيض(*)
«الزيتونة» إذاعة حديثة المنشأ، لم تبلغ سنّ الرشد بعد. ظهرت منذ ما يزيد عن الشهرين لتملا فراغا طال أمده، ولتشكّل “صيغة وطنية” للقرآن الكريم على غرار صيغ كثيرة يضجّ بها المشهد الاذاعي والتلفزي العربي، حتى صار لكل دولة عربية إذاعتها وقناتها القرآنية الخاصة بها. فالقرآن الكريم واحد واستعمالاته متعددة، أو هي تأويلاته المتعددة.
الصدمة الاولى التي أحدثتها الاذاعة الفتية في جمهور المستمعين كانت إيجابية. يلاقيك صوتها أينما حللت، في هذا الشارع أو ذاك، في هذه السوق أو تلك، في المواقع المزدحمة بالسيارات، ناهيك عن أنها باتت الاذاعة المفضلة لدى الكثير من ربّات البيوت. فهي تطفئ ظمأ يعسر إطفاؤه بغير المضامين التي تبثها «الزيتونة». مستمعوها من الاغنياء كما الفقراء فهي لا تعترف بالتصنيف الطبقي، من النساء كما الرجال فهي لا تحتكم للتقسيم الجنسي وفي الان نفسه لا تستنجد بإيديولوجيا النوع الاجتماعي المزدهرة في الغرب منذ زمن وفي الوطن العربي هذه الايام. يقبل عليها من تعلّم كما من لم يتعلّم بصرف النظر عن سلّم الدرجات في العلم والجهل. ينصت إليها كبار السن كما الشباب مخترقة بذلك مختلف الاعمار.
ولدت «الزيتونة» في فضاء إعلامي مليء بالاذاعات وصل عددها 12 منها ما هو محلي ومنها ما هو وطني، ما هو عمومي وما هو خاص، حتى باتت تمسح كامل جغرافية تونس والبعض منها تحدّى الحدود ليصل إلى أقاصي الكرة الارضية. الكلّ يروّج نفسه على أنه النموذج الاعلامي المثالي، إنه صوت البلاد والعباد. لكن «الزيتونة» (الاذاعة الخاصة) هي الاذاعة الدينية الوحيدة في ذلك المشهد الذي لم يعط للديني مكانة إلا فيما ندر. أعلنها أصحابها إذاعة دينية منذ البداية رغم أن الحديث باسم الدين في تونس هو شأن عام تتولاه الدولة أنشأت له هيئات ومؤسسات متخصصة مثل وزارة الشؤون الدينية ومؤسسة الافتاء وغيرها، ولا يسمح لغيرها من أحزاب وتنظيمات باحتكاره. لقد تمكنت «الزيتونة» على قصر سنّها ومحدودية تجربتها أن تتحول إلى منافس أبيّ لتلك الاذاعات، والمتابع لتجربتها من داخل العاصمة يلحظ دون كبير عناء كيف كسبت جمهورا كان إلى وقت قريب يعرف بانحيازه إلى “موزاييك” ويهتدي بهديها ويعيش على وقعها ويتعبّد في محرابها، فقد كانت “موزاييك” في السنوات القليلة الماضية الاكثر شهرة وانتشارا. هي إحدى إفرازات مرحلة اللامعنى التي تزامنت مع العولمة فلا مكان لمنظومة القيم التي أنتجها المجتمع خلال مسيرته الحضارية الطويلة ولا مكان للغته فميزة العصر الرئيسية هي اللالغة أو الخليط الذي تحوّل إلى نوع من التلوث اللغوي، ولا موقع لديانته فالزمن قد تخطّى مثل تلك الظواهر التي باتت تتصف بالعتاقة أو هكذا هو الموقف مستبطنا. أما الفنون وخاصة الغنائية منها فهي عالمية ضرورة وهي سريعة أو لا تكون، وهو الامر الذي ينسحب على نوعية القضايا المثارة وكيفية معالجتها. خلاصة كل ذلك هو أن “موزاييك” هي عينّة ممثلة للمؤسسة الاعلامية والثقافية التي تختزل المقولة الخلدونية الذائعة الصيت “المغلوب مولع بالتشبه بالغالب“.
لقد وجدت «الزيتونة» نفسها ودون سابق وعي أو تخطيط من القائمين عليها تتعقّب الارث الذي بدأ يتراكم بفعل تأثير “موزاييك” وربيباتها من إفساد للغة والذوق وتحنيط للعقل. فالقرآن الكريم الذي تبثّ «الزيتونة» سوره وآياته ليس له تعبيرة عامية فهو حكر على الفصحى دون غيرها من اللغات أو اللهجات، وينسحب الامر على الاحاديث النبوية الشريفة بالرغم من التجاء بعض المنشّطين والمشائخ إلى العامية القريبة من العربية في تفسير تلك الاحاديث. ومن ثمة تلعب «الزيتونة» دورا مهما في تنقية اللغة الوطنية من شوائب التلوث اللغوي الذي أحاط بها ولا يزال، وربما استطاعت تعليم مستمعيها ما لم يتعلموه في المدارس من قواعد ونطق سليم للغتهم الام عسى أن تساهم في تحقيق نوع من الامن اللغوي افتقدناه منذ زمن. ولما كانت اللغة عامة هي المعبّرة عن الفكر فإن الحفاظ على لغة عربية سليمة سيكون بدوره مدخلا إلى فكر قادر على فهم الاشياء في ترابطها وليس في تفككها، وبناء شخصية قادرة على الفعل بدل الشخصية الباهتة التي لا لون لها ولا طعم، شخصية قادرة على التمييز بين الفنون الحقيقية والاخرى الوهمية والهامشية، الهادفة منها والمنحطّة، شخصية تعتزّ بتاريخها وتراثها وتستنجد به في صنع مستقبلها بدل الشخصية المنبتة التي تعيش على وهم التماهي مع الاخر المتنكّرة للذات والانا، شخصية قادرة ومريدة وفاعلة بدل شخصية تابعة منقادة.
إن اختيار مقر «الزيتونة» ليكون في قرطاج حنبعل له أكثر من رمزية، فقرطاج كما هو معلوم لدى المؤرخين هي غريم روما التاريخي في الشرق وحنبعل هو القائد التاريخي الذي صنع للشرق ندية مع الغرب بل عدو عنيد. وقرطاج بالاضافة إلى كل ذلك هي الفضاء الذي احتضن المؤتمر الافخارستي سنة 1930 الذي أرادت له الادارة الاستعمارية الفرنسية أن يكون وصل المنفصل مع الحملات الصليبية المنقطعة منذ دفن لويس التاسع قائد الحملة على تونس في القرن الثالث عشر بكنيسة المكان المصنفة على أنها أقدم الكنائس بإفريقيا. لكن ظهور «الزيتونة» في ذلك الفضاء بعد مرور 77 سنة يعطي الانطباع أو هي الاقدار أرادت أن لا تفقد تلك الارض هويتها متحدية كافة محاولات طمسها.
الرمزية الثانية هي التسمية التي حملتها الاذاعة الوليدة في حد ذاتها. «الزيتونة» هي تسمية الجامع الاعظم الذي لم يكن مجرد مقرّ للعبادة كغيره من المعابد. وإنما كان ذلك الجامع ملاذا للهوية وحصنها الحصين.فكلما تعرضت الهوية العربية الاسلامية في تونس للخطر كان الجامع الاعظم المدافع الاول عنها. برز ذلك خلال محطات تاريخية عديدة لعل أبرزها الاحتلال الاسباني والفرنسي. كما كان حاضنا للحركات الوطنية والنقابية والطلابية المعادية للوجود الاستعماري ومنبتا لا ينضب لخلاياها المتجددة. وهو علاوة على ذلك مؤسسة علمية وتعليمية عريقة تجاوز إشعاعها الفضاء الجغرافي العربي والاسلامي. وهو بالاضافة إلى كل ذلك النواة التي تأسست من حولها حاضرة تونس التاريخية بأسواقها ومؤسساتها التربوية والسياسية. إن ذلك الارث الثقيل الوزن الضارب في عبق التاريخ والممتد إلى المستقبل وتلك الادوار العظيمة مجتمعة تختزلها تلك التسمية ضرورة، فالذي يقول «الزيتونة» في عالم النخب والافكار يستحضر جميع تلك الوظائف وليس من باب الصدفة اختيار تلك التسمية للاذاعة الجديدة وعى أصحابها ذلك أم لم يعوه.
وفي حين اجتبت «الزيتونة» كثيرا من الشرائح على اختلافها وتنوعها ورأى البعض فيها حدثا مميزا دون سابق معرفة بالمضامين التي ستبثّ، تصدّى البعض الاخر للاذاعة الوليدة معتبرا ذلك نوعا من الردّة على قيم الحداثة واللائكية التي تعيشها البلاد منذ ما يزيد عن نصف قرن، لاسيما في ظل عدم الترخيص لجمعية الدفاع عن اللائكية التي أسسها بعضهم وفي ظل تعالي أصوات المنادين بتغيير قانون الارث الاسلامي. إن هذه المواقف ترجع إلى الواجهة الجدل الذي لم يتوقف حول علاقة الدين بالحداثة وخاصة السؤال التاريخي هل يعيق الدين الحداثة والعصرنة؟ وتعيد إلى الاذهان النقاش الذي تفجّر منذ بداية القرن العشرين عندما بدأت المدارس الفرنسية في تونس تدفع بأولى خريجيها الذين سيشكلون نواة حركة الشباب التونسي التي رأى بعض روادها ضرورة التماهي مع الاستعمار وتبني ثقافته ولغته نظرا إلى أن ذلك سيكون المدخل السليم للحداثة، لكن تلك النظرية سرعان ما تهاوت تحت ضربات الحركة الوطنية والمؤسسة الزيتونية نفسها آنذاك. كما تعيد إلى الاذهان أيضا فترة الحكم البورقيبي التي وضعت قضايا الهوية والانتماء وراء الحجب ليجد ذلك الاتجاه مقاومة كثير من النخب الفكرية والسياسية التي ضمّنت أفكارها الميثاق الوطني سنة 1988. إن التساؤل حول علاقة الدين بالحداثة سؤال على درجة كبيرة من المشروعية لكن تلك العلاقة لا تؤدي دائما إلى الصدام وقد بينت الكثير من التجارب صحة مثل ذلك القول في تجارب حداثية حقيقية انتهت بمجتمعاتها إلى مصاف التقدم وتحقيق الاستقلال الوطني دون التنازل عن قيم المجتمع ورموزه الثقافية والتاريخية ولعل تجربة ماليزيا وتركيا من بين المجتمعات الاسلامية واليابان وكوريا الجنوبية من غير تلك المجتمعات خير الامثلة وأصدقها، فليس الامر مجرّد تقليد للحداثة أو الاخذ بمظاهرها الزائفة والشكلية. إن المفارقة في مواقف بعض “الحداثيين” من «الزيتونة» ونعتهم للحدث بالردة أنهم يروجون لارائهم باسم الديمقراطية دون الاخذ بعين الاعتبار أن الديمقراطية تضمن حق الاختلاف والدفاع عن الرأي الاخر والقبول بالتنوع الفكري والعقدي والسياسي مهما كانت الالوان مختلفة. وقد وصل بعضهم في رد فعله على ظهور «الزيتونة» إلى التساؤل ألم يحن الوقت للمطالبة بإلغاء الفصل الذي يقر بأن الاسلام دين الدولة من الدستور التونسي، معتبرا أن ذلك الفصل هو الذي وقع الاستناد إليه في بعث تلك الاذاعة.
يرى بعض المدافعين عن الاذاعة الجديدة أنها ستلعب دورا إيجابيا في الحدّ من الظاهرة السلفية والجهادية التي بدأت تفلت من الرقابة والسيطرة وتهديد أمن المجتمع التي بلغت أوجها في هذه المرحلة من تاريخ المغرب العربي حيث تمثل أحداث سليمان في مطلع السنة الجارية وأحداث الجزائر المتتالية والتي كان آخرها تفجيرات يوم 11/12 2007 خير دليل. ذلك أن «الزيتونة» تروج لنفسها على أنها قناة الاعتدال والتسامح والوسطية، قد يكون ذلك صحيحا من حيث صدق النية. لكن حسن النوايا غير كاف في مثل هذا الواقع فرسالة «الزيتونة» تبدو دقيقة وعسيرة وحفاظها على الجمهور الذي بدأت تكسبه يبدو أعسر. فالفضاء الاعلامي مثقل بالقنوات الدينية المتعددة المشارب والمذاهب والايديولوجيات التي تقف وراءها دول وحكومات أو أصحاب مال وأعمال ولكل أهدافه ومراميه وإستراتجياته. والمتقبل للرسائل الدينية المختلفة ينتمي إلى هذه الشريحة أو تلك ممن لم يحصلوا على وظيفة أو لم ينهوا دراسة أو من يعيش الفقر والتهميش كما بينت أحداث الدار البيضاء أو ممن لا يحمل من المعرفة والثقافة لكي يميز الرسائل التي تبث.ومنهم من لم يعد له ثقة فيما هو سائد بداية بما هو وطني وانتهاء بما هو دولي خاصة في ظل إنخرام المعايير والقيم الانسانية وهيمنة النموذج الامريكي الشرس وتحول كل ما يمت إلى العرب والمسلمين إلى فضاء مباح. ألم يصل ذلك الامر إلى حدّ احتلال دولة عربية كبرى وإعدام رئيسها على مرأى ومسمع الجميع في اليوم المقدس؟ ألا يمثل ذلك قمة الامتهان والاعتداء والقهر؟ وألا يشكل دافعا للتطرف؟ إن متابعة أولية لما تبثه «الزيتونة» يبين أنها بقيت حبيسة الماضي في جزء كبير من برامجها فبالاضافة إلى بث مقاطع من القرآن الكريم تخصص حيزا من الوقت للسنة النبوية الشريفة ولتعليم ترتيل القرآن وللانشاد الصوفي بالاضافة إلى نقل وقائع الصلاة من أحد المساجد على ما في ذلك من فوائد. يضاف إلى ذلك مقطع باللغة الفرنسية حول الاسلامولوجيا حسب النمط الغربي. إن «الزيتونة» إذا بقيت تشتغل بالماضي وحده دون تناول قضايا المجتمع كما يعيشها اليوم والاكتفاء بالحياة في القرن الاول للهجرة أو بعدها بقليل سينتهي بها الامر إلى ملل الجمهور من ذلك الخطاب وستتحول إلى مجرد إذاعة قرآنية كمثيلاتها ولن تحقق رسالتها في نشر التسامح، تسامح بدا مبالغا فيه عندما ينتقل البث إلى الفرنسية دون سابق إنذار في إذاعة القرآن الكريم ولنا أن نسأل القائمين على هذه الاذاعة كم من برامج تبث حول مختلف الديانات ومنها الاسلام في القنوات الفرنسية وخاصة منها قناة فرنسا الثانية هل هناك برنامج واحد يبث بغير الفرنسية؟ ألم يمنع قانون المساجد الجديد في فرنسا إلقاء خطب الجمعة بغير اللّغة الفرنسية؟ إن قضايا المجتمع المعاصر ليست هي قضايا القرن الاول للهجرة أو حتى القرون التي تلته، إننا أمام نمط من الحياة مختلف شكلا ومعنى، فمن الضروري التخلص من التابوهات والمعوقات وتناول المشكلات الحقيقية للافراد والجماعات مثل مسألة السلطة والحكم والتداول والعلاقة بين الثقافات والشعوب ومشكلة الهيمنة ومسائل المقاومة والجهاد والارهاب والحدود الفاصلة، ومشكلات التنمية والاقتصاد والاستقلال وتوظيف الثروة وإشكاليات التعليم والمعرفة والبحث العلمي ومسائل البيئة والمرأة والنوع والحقوق والعلاقة بين الاديان… تلك مجرد نماذج من القضايا التي تمكن «الزيتونة» من دخول العصر. لا شك في أن ذلك الخيار ليس سهل الانجاز ولكنه المدخل الممكن لجعل تلك الاذاعة رقما صعبا ومهمّا ليس كبقية الارقام، رقما يستطيع أن يتعقّب بقية الارقام.
(*) أستاذ علم الاجتماع ـ جامعة تونس المنار
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16ديسمبر 2007)
إعلامنا التونسي… إلى أين؟ وأي دور للتلفزيون العمومــي؟
بقلم: د . فتحية السعيدي(*)
يعرّف رايت شارلز Wright Charles الاعلام بأنه تلك “العملية التي ينتقل بمقتضاها معنى ما بين الافراد ، وهو بحسب هذا الرأي يجسّم التعبير الموضوعي المحتمل لمجتمع ما، فيعكس عقليته وروحه وميوله. ويقوم الاعلام على أساس التفاعل البشري القائم على فعل الاتصال.
فهو يساعد على نمو الانسان عقليا وروحيا ويساهم في بلورة أفكاره وتصوراته وتمثلاته. ويعبر الاعلام الجماهيري عن تلك العملية التي من خلالها يتم بث أخبار ومعلومات وعناصر معرفة وأفكار ومواقف إلى عموم الناس بواسطة تقنية أو وسيلة اتصال (إذاعة، تلفزيون، صحيفة…)، ويؤكد عالم الاجتماع الامريكي شارلز رايت بأن “جانبا يسيرا فقط مما نعرفه عن الحقائق الاجتماعية في العالم قد توصلنا إليه بأنفسنا وبصورة مباشرة، بينما معظم التصورات والاخيلة التي لدينا قد وصلت إلينا عن طريق وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري”. وعليه، نتبين بشكل واضح ودقيق الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام الجماهيري، فهي تتدخل في توجيه الاراء والميولات والتصورات وتحديث أساليب الحياة.
أي تمثل للدور الاعلامي؟
إن هذا الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الاعلام الجماهيري، هو المدخل الاساسي لاي تفكير منطقي يستهدف تطوير المجتمع وتحديثه. وهو ما يفسر الدور الذي منحته الدولة في تونس وغيرها من بلدان العالم لوسائل الاتصال الجماهيري في مرحلة بناء الدولة الوطنية، تلك، المرحلة التي حملت في متنها توجها تحديثيا يستهدف التقدم الاجتماعي، ويراهن على العنصر البشري لتحقيق التنمية. لقد اضطلعت وسائل الاعلام في تونس بهذا الدور لفترة طويلة من الزمن، وعكست توجهات وآراء المخططين لعملية التنمية، وتشكل في الاثناء سلوكا إعلاميا اتجه شيئا فشيئا نحو التنميط. فالناظر اليوم، للمشهد الاعلامي التونسي، يتبين أسلوبين للتعاطي مع المواضيع الاجتماعية، مثلا، التي يعيشها مجتمعنا بحكم المتغيرات السوسيو/ اقتصادية التي يشهدها، إذ نجد أسلوب الاثارة والبحث عما يشكل حالات فردية ليكون موضوع الموسم، أو أسلوب التٌقية والتجاهل لمواضيع هي في صلب التغييرات الاجتماعية لمجتمع متحول بحكم العولمة، وبحكم حراك اجتماعي لا مناص منه. ومع الانفجار الاعلامي وتعدد الفضائيات والوسائط الاعلامية وجد إعلامنا المحلي عامة، – وأخص هنا بالذكر التلفزيون العمومي – نفسه في مواجهة تحديات كبيرة، هي في الاصل تحديات فرضها هذا الانفجار الاعلامي وتعدد الفضائيات التي أربكت الاعلام العمومي والتي فرضت عليه بشكل واع أو غير واع محاولة تغيير نماذجه الاعلامية، وإن كنا نعتبر بأنه من الضروري إعادة التفكير والنظر في الدور الذي يمكن أن يلعبه التلفزيون العمومي في بلادنا، خاصة، وأنه ثمة إرادة سياسية عبّر عنها خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الجمهورية الماضي تحث على ضرورة اضطلاع الاعلام التونسي عامة، والتلفزيون خاصة، بدور جديد يستجيب لمقتضيات المرحلة، ويعبّر عن مشاغل مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية في بلادنا، فإنه من موقع ما تفرضه علينا قيم المواطنة ومن موقع الدور الذي يدفعنا إليه تخصصنا في مجال علم الاجتماع، نشير إلى ضرورة الابتعاد عن فعل التماهي مع القنوات الخاصة، لان طبيعة الدور الذي تلعبه هذه القنوات تختلف مضمونا وجوهرا مع طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه القناة العمومية التي تعبر عن خيارات مجتمع وعن رؤى مختلف المواطنين بمختلف رؤاهم الفكرية وتوجهاتهم وأذواقهم.
تساؤلات تفرضها طبيعة المرحلة على التلفزيون العمومي
إن التحدي الاساسي المطروح على التلفزيون العمومي (قناة 7 الفضائية وقناة 21 التي اصبح فضائية) هو كيفية تحقيق فعل المصالحة مع الجمهور ونوعية فعل التمايز الذي يمكن أن تحققه مع أي قناة أخرى خاصة. فإذا كان تلفزيوننا العمومي قد عكس لفترة طويلة من الزمن -منذ نشأته إلى اليوم- توجهات الدولة ورؤاها التنموية، فهو اليوم، مدعو – بحكم التحديات الموضوعية الذي فرضتها الفضائيات العربية والاجنبية، وبحكم التخصص الاعلامي، وخاصة بحكم تعدد الفضائية الدعاوية والتوجيهية التي تمارس إرهاب الفكر وتعدد الفضائيات الاباحية التي تمارس سلطة الجسد، والبحث المتواصل للقنوات الخاصة التجارية عن مصادر للاثارة وللمشهد الفرجوي البحت المدر للاموال-، إلى إعادة التفكير الجدي والعقلاني في الدور الذي يمكن أن يلعبه دون التخلي عن وظيفة التلفزيون العمومي الذي لا خلاف على دورها في كل أنحاء العالم، والذي كانت ولازالت محل نقاش دائر بين الاعلاميين والمختصين ورجال الدولة في فرنسا وألمانيا وغيرها من بلدان العالم. وعليه، مجموعة من الاسئلة تفرض نفسها حسب رأينا في علاقة بطبيعة المرحلة التي نعيشها، أي دور اتصالي للتلفزيون العمومي؟ وأي فعل اجتماعي يمكن أن يكون له؟ وبأية وسائل؟ ووفق أي منهج؟ وأي خط تحريري إعلامي يمكن اعتماده، وضمن أية إستراتجية إعلامية؟ وما المقصود بالجرأة وبالقرب من مشاغل المواطنين؟ وما هي الحدود والاثار؟ وما هي خيارات المجتمع التنموية الجديدة؟ وكيف يمكن التقليل من أثر السموم التي تبثها قنوات عربية في ظل هذا المد السلفي العالمي الجديد؟ هذا بتقديرنا، ما تفرضه المرحلة الراهنة على كل مثقف وعلى كل إعلامي وعلى كل مسؤول وعلى كل مواطن. ونشير إلى نقطتين أساسيتين بتقديرنا، تلح علينا ونحن نحاول التفكير بالمشهد الاعلامي التونسي. تتعلق النقطة الاولى، بالتنبيه إلى أن مؤشر نسبة المشاهدة بصفته مؤشرا كميا لا يدل بالضرورة على نوعية الدور الذي تلعبه قناة دون أخرى، فهو مؤشر يعتمد في الدراسات ذات الصبغة التسويقية التي لا تهتم بالمؤشرات الكيفية ولا بفعل النوع ولا بفعل الاثر النفسي الاجتماعي الذي يمكن أن تحدثه هذه الوسائط الاعلامية، أما النقطة الثانية، فتتعلق بموضوع القرب من المشاهد، وهو موضوع يختلف فهم كل منا له، ومهما تعددت الاراء حول هذا الموضوع فإننا نشير إلى ضرورة الابتعاد عن التبسيط المخل، فليس المشاهد هو من يحدد توجهه الاعلامي ونوعية البرامج بل أن الاعلامي، هو من يحدد نوعية البرامج وكيفية التطرق إليها ضمن سياق اجتماعي مخصوص ومن داخل منظومة إعلامية محددة تحاول مواءمة العرض والطلب ضمن سياق تفاعلي وعقلاني يتجه نحو الحداثة كخيار استراتيجي.
حاجة إلى وقفة تأمل جادة وعقلانية
نحن بجاحة لوقفة تأمل صادقة، ونحن بحاجة لتغيير ثقافة التنميط وبحاجة لتطوير ثقافة مؤسساتنا الاعلامية، بمعنى، تغيير اتجاهات الفاعلين الاجتماعيين من تقنيين وعاملين ومقدمي ومعدي برامج، وصحفيين. إننا نحتاج نقلة نوعية في الفكر والضمير تنأى بنا عن الاستراتيجيات الذاتية والحسابات الضيقة، وتتجه إلى التفكير بتمثلات الدور الاعلامي الفاعل والمساعد على بث الفكر النقدي وتحفيز الذات وتطوير مجتمع بدأت تعصف به موجات العولمة وما أفرزته من متغيرات خطيرة تستهدف تماسك المجتمعات، آخرها، هذه الدعوة المضحكة والمبكية لدولة الخلافة التي نادى بها مؤتمر حزب التحرير الاسلامي بأندونيسيا وروجت لها فضائيات عربية. هذه طفرة من حراك اجتماعي عالمي يضيق يوما بعد يوم، ويضع موضع التساؤل خيارات الشعوب حول تقرير المصير، وخيارات الشعوب حول نوعية الحكم الذي ينبغي أن يسود… واجبنا جميعا كمواطنين وكإعلاميين أن لا نصمت عندما يجب أن نتكلم، ذاك هو الاستبطان الحقيقي لمعنى المواطنة، وتلك هي القدرة على فعل التغيير، إذ لا يختلف اثنان، على الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الاعلام الجماهيري في مستوى ما ترسخه في المخيال الجمعي وما يمكن أن تحدثه من أثر نفسي اجتماعي، فليتم التفكير في أساليب إعلامية واتصالية جديدة لتمرير خياراتنا الاجتماعية خاصة منها خيار التحديث والحداثة التي شكلت أحد أسس الجمهورية. ونشير إلى أن فعل الابداع ممكن شرط استبطان معنى ما للحرية بالمعنى الفلسفي للكلمة، فلن يبدع أي إنسان وهو مكبل باليومي المقيت، وهو يسعى لقول ما يرضي الاخرين ويفرحهم عله يجد حظوة اجتماعية لديهم. فالابداع في مجال الاعلام فعل إرادة وفعل مواطنة حقيقية وفعل مبادرة حرة، وهذا ممكن، شرط فهم عقلاني وواقعي للسياق المجتمعي ولارادة سياسية تعول على طاقات بشرية فاعلة لا منفعلة.
(*)أستاذة علم اجتماع وإعلامية
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16ديسمبر 2007)
لبنان من دار لطليعة الفكر إلى دار للموت العنيف
البريطانيون والأميركيون يخططون لتكثيف استثماراتهم في شمال أفريقيا
تونس – سميرة الصدفي
ما إن غادر وفد من منظمة رجال الأعمال البريطانيين، بقيادة رئيسها غاري كامبكين، تونس بعد زيارة استمرت يومين، حتى وصل وفد من «منظمة الخبراء البريطانيين»، بقيادة أحد المسؤولين البارزين في المنظمة، غراهام هاند، للبحث في آفاق تنشيط الاستثمارات البريطانية في تونس، وإمكان إنشاء شركات تونسية – ليبية وتونسية – جزائرية لتطوير التعاون الثلاثي في مجالي الصناعة والخدمات.
وتوقع خبراء اقتصاديون أن يستفيد البريطانـــيون من فرص الاستثمار الكبيرة المتاحة في شمال أفـــريقيا، في ظل مشاريع التخصيص التي تنـــــفذها حكومات المنطقة. وقدروا حجم التدفقات الاستثمارية المتوقعة بنحو 20 بليون دولار سنوياً، خصوصاً في قطاعات السياحة والــــطاقة والعقارات والاتصـــالات والنــــقل والتكنولوجيا المتطورة.
وكان وفد من كبار رجال الأعمال البريطانيين، برئاسة دوق يورك الأمير اندرو، زار المغرب مطلع كانون الأول (ديسمبر) الجاري، للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة وتعزيز الروابط المالية بين الدار البيضاء والمركز المالي في لندن.
وتدرس شركات بريطانية فتح فروع لها في المغرب، في قطــــاع المال والتأمين وصناعة برامج الكومبيوتر والاتصالات والطاقة والصناعات التحويلية. وأعلنت شركة «كوربريدج» لانتاج برامج المعلوماتية والاتصالات، أنها ستفتح مكتباً تمثيلياً لها في الدار البيضاء في السنة المقبلة، أملاً في تحصيل عقود عمل في مجال تركيب كاميرات المراقبة داخل المدن المغربية الكبرى والملاعب الرياضية والإدارات الحكومية والمؤسسات الاقتصادية.
وتأتي بريطانيا في المرتبة الخامسة بين المستثمرين الأجانب في المغرب، بنحو 120 مليون دولار استثمارات سنوية، بعد فرنسا وإسبانيا ودول الخليج والولايات المتحدة، وهي تاسع زبون تجاري للمغرب.
مبادلات جزائرية – أميركية
من جهة أخرى، يستضيف «مجلس الأعمال الجزائري – الأميركي» في الجزائر سلسلة من الاجتماعات بين رجال أعمال أميركيين وجزائريين للبحث في وسائل تنشيط المبادلات التجارية. وتشارك في الاجتماعات هيئات عدة منها: «غرفة التجارة والصناعة الجزائرية» و «منتدى رؤساء المؤسسات» و «مركز التجارة الدولي» ونادي المقاولين والصناعيين في منطقة «المتيجة» و «مؤسسة تطوير الصادرات» (ألجيكس)، إضافة إلى مستثمرين من القطاع الخاص.
وستتـــطرق الاجتماعات أيضاً إلى موضوع مشاركـــة الجزائر في «المعرض الدولي للمنتجات الصناعية الغذائية» من 4 إلى 7 أيار (مايو) عام 2008 في مدينة لاس فيغاس الأميركية.
وأفادت إحصاءات وزعت أمس في الجزائر، أن الولايات المتحدة «تأتي في المرتبة الأولى بين زبائنها وكانت الممول الدولي الرابع لها، خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة».
وباعت الجزائر للولايات المتحدة بـ10.94 بليون دولار من السلع واشترت أخرى بـ1.42 بليون دولار. وبلغ حجم المبادلات 16 بليون دولار في السنة الماضية، ما جعل الجزائر ثاني شريك اقتصادي للولايات المتحدة في العالم العربي.
وربط مراقبون بين وصول وفد من رجال الأعمال الأميركيين إلى الجزائر والزيارة التي اجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الأسبوع الماضي، وأسفرت عن توقيع أربعة اتفاقات اقتصادية، إضافة إلى عقد بين مجموعة «توتال» النفطية وشركة «سوناطراك» الجزائرية النفطية، للمساهمة ببليوني دولار في مشروع إنشاء مصفاة نفط في الجزائر، قدرت كلفتها الإجمالية بـ3 بلايين دولار.
ويُذكر أن فرنسا حصدت من زيارة ساركوزي الأخيرة للجزائر ثلاث صفقات كبيرة، وهي بناء جهاز تكسير لبخار الإيثان في منطقة «أرزيو»، بين شركتي «سوناطراك» و «توتال»، وإنشاء مصنع للطاقة الحرارية الهجينة في منطقة «ترغة»، بين شركتي «سونلغاز» و «ألستوم»، وإدارة «ميترو الجزائر» وصيانته بعد استكمال إنشائه. وكانت «شركة مطارات باريس» فازت بصفقة مماثلة لإدارة «مطار الجزائر هواري بومدين الدولي».
وأظهر الأميركيون اهتماماً بالمشاركة في تمويل الطريق السريعة التي ستربط غرب البلد بشرقه وتطوير الاستراحات على طول الطرقات السريعة، ومحطات تحلية مياه البحر والمشاريع العقارية التي تنفذها الحكومة الجزائرية.
(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2007)
الصينيون يستعدون لتقويض النفوذ الغربي في شمال أفريقيا
رشيد خشانة – تونس
استأجر الصينيون مؤخرا من الحكومة التونسية نصف جزيرة زمبرة لإقامة “مشروع سياحي بيئي”. وقبل ذلك بأيام، حلت قوات صينية في دارفور في إطار قوات حفظ السلام، بعدما رفض السودان السماح لقوات غربية بأن تطأ أراضيه.
وفي مايو الماضي، اختار البنك الإفريقي للتنمية، عقد اجتماعاته السنوية لأول مرة خارج القارة الإفريقية، وكان ذلك في…الصين. وأخيرا، حذا رجال الأعمال التونسيون حِـذو البنك الإفريقي، فوضعوا الدورة السنوية الأخيرة من “أيام المؤسسة”، التي تُعقد في مثل هذه الفترة من كل سنة، تحت عنوان “المؤسسة المغاربية وآسيا: التحديات والفرص”..
وكان السؤال المحوري خلال الأيام الثلاثة من المناقشات التي شارك فيها 600 مستثمر وصناعي وخبير اقتصادي، من البلدان المغاربية وفرنسا وعدة بلدان آسيوية “هل المؤسسة المغاربية قادرة على تحويل المنافسة مع المؤسسات الآسيوية إلى علاقة تكامل وشراكة”؟
من الواضح أن هذه التطورات تعكِـس دخول لاعب جديد ومن وزن ثقيل إلى القارة الإفريقية، ومن ضمنها المغرب العربي، الذي كان تقليديا ساحة صراع على النفوذ وحلَـبة منافسة اقتصادية بين أوروبا والولايات المتحدة وروسيا.
قبل ثلاثين سنة، لم يكن للصين الخارجة من الثورة الثقافية والغارقة في “كشف” مؤامرة “عصابة الأربعة”، أي مثقال ذرة في السياسة المغاربية، بل كانت بعض حكومات المنطقة تستسهِـل قَـطع العلاقات الدبلوماسية معها، حين تروم تصفية خصومها اليساريين متّـهمة إياهم بالتبعية لبايجينغ.
أما اليوم، فتغيرت الأوضاع، ليس لأن الدول “الصديقة” في المغرب العربي تغيّـرت، وإنما بالأساس لأن الصّـين نفسها تغيّـرت باعتمادها اقتصاد السوق، وأصبحت أحد عمالقة العالم، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
وقال حاجي محمدو، الموظف في البنك الإفريقي للتنمية لسويس أنفو “إن بايجينغ، هي الحريصة على أن تكون صاحبة المبادرة، فهي طوت منهج الإنطواء السابق ودأبت على انتهاج سياسة الحضور النشط”، مستدِلا بكونها هي التي استضافت الإجتماعات السنوية للبنك الإفريقي في شانغهاي وأوعزت لإعلامها بتغطية الحدث، للتأكيد على أنها باتت لاعبا رئيسيا في القارة الإفريقية، وكانت هذه رسالة واضحة للأوروبيين والأمريكيين على حدِّ السواء.
وتشير إحصاءات أوروبية إلى أن حجم التبادل بين الصين وإفريقيا ارتفع من 40 بليون دولار عام 2005 الى 55.5 بليون دولار في 2006، فيما بلغت قيمة استثمارات المؤسسات الصينية مليار دولار، وأنشأت المؤسسات الصينية 480 مؤسسة مشتركة توظف 78 ألف صيني في إفريقيا.
وزير النقل الجزائري محمد مغلاوي مع نائب وزير النقل الصيني فانغ زانغ لين يوم 10 يونيو 2007
وزير النقل الجزائري محمد مغلاوي مع نائب وزير النقل الصيني فانغ زانغ لين يوم 10 يونيو 2007
الصينيون يقترعون في… الجزائر!
وقاد الحضور الصيني الطاغي في المنطقة المغاربية إلى مواقف هزلية، آخرها ما كتبه الصحفي الجزائري مسعود دكّار بمناسبة الإنتخابات الولائية والبلدية الأخيرة، إذ استعرض انطباعات مواطنين استفتاهم عن رأيهم في الإنتخابات ليخلص إلى القول “لا أحد من هؤلاء استقطبني أو ”دغدغ” شعوري، ماعدا تصريح لأحد الشباب ”اليائس” في مقهى بإحدى الولايات الداخلية، الذي قال ”ما دام الصينيون جاؤوا إلى بلادنا الجزائر وينجزون الطريق السريع شرق ـ غرب ومشاريع السكن بكل أنواعه والسدود والحواجز المائية… وقرأت أيضا في جريدة ”الخبر”، أن رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم السيد حدّاج كان في الصين للبحث عن لاعبين للفريق الوطني لمحو آثار النكسة تلو الأخرى”.
وواصل الشاب ”فلماذا لا تستعين وزارة الداخلية والجماعات المحلية، من خلال ولاة الجمهورية، بآلاف الرعايا الصينيين واليابانيين الموجودين حاليا في الجزائر، وتطلب منهم أو تدعوهم من باب الكرم، ليتوجهوا يوم الانتخاب إلى صناديق الاقتراع وينتخبوا مكاننا من سيكون رئيسا علينا في البلدية؟ وبذلك، فإن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات، ستكون بالتأكيد أعلى من ”كارثة” الانتخابات التشريعية الأخيرة (35%)”، وهكذا لا يتعب وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني عندما يقرأ نتائج الاقتراع ويقدم نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي الخاص ولا يتعب هو أيضا ومصالحه للبحث والتحقيق في أسباب عدم إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع.
قبل ثلاثة أيام قرأت أن 74 جثة لشباب فضّلوا المغامرة والذهاب إلى الضفة الأخرى من المتوسط منذ بداية العام الجاري، انتشلتها من عرض البحر قوات البحرية الوطنية وعددا آخر من الشباب الذي فضّل ”الحرقة” على أن يبقى هنا، ولسان حاله ”روما ولا هوما”، وغيرها من ”الشعارات”، التي تؤكد درجة اليأس التي وصل إليها شبابنا، ممّـن أعطتهم ”السلطة” لقب ”حيطيست”، وهو (الشباب) الذي يرى الصينيين واليابانيين وأجناسا أخرى يسترزقون في أرض الجزائر.
وكلام الصحفي دكار نابع من وقائع نلمسها في الضيق الذي بدأت تعكسه وسائل الإعلام الجزائرية من “الغزو” الصيني، والذي فرض على الحكومة اتخاذ إجراءات جديدة لضبطه، ومن بينها إعداد قانون لتنظيم العمالة الصينية التي تُـشرف بالخصوص على مشروعات ضخمة في قطاع البناء، وفي هذا السياق، سيتم ضبط أنشطة العمال الصينيين ومنعهم من العمل خارج الإطار الذي جاؤوا من أجله.
ويتهم أصحاب العمل والحكومة، الشركات الصينية بعدم احترام بنود العقود التي أمضوها، إذ تغتنم غالبية العمال الصينيين أوقات الفراغ للعمل سِـرا في مصانع أخرى أو نصب موائد لبيع السلع الصينية، وهي التي تشكل أساسا للسوق الموازية في البلاد.
وتشير التقديرات إلى وجود 4200 تاجر أجنبي في الجزائر، من بينهم صينيون وسوريون وفرنسيون، بينما يقدر عدد العمال الصينيين في قطاع البناء والمحروقات والأشغال العمومية، بنحو 10 آلاف عامل.
مع ذلك، يعتقد خبراء اقتصاديون ورجال أعمال ومسؤولون سياسيون أن الانتشار الآسيوي اللاّفت في المنطقة، ليس شَـرا مُـطلقا ويمكن أن يشكِّـل حافزا على تطوير القدرات التنافسية للمؤسسات المحلية، وفسروا تفاؤلهم هذا بالمزايا التفاضلية التي يمكن للبلدان المغاربية توفيرها، بحكم موقعها الاستراتيجي كبوابة نحو إفريقيا وأوروبا، فضلا عن إتقانها للغة وقربها من الاتحاد الأوروبي وما يتيحه ذلك من سرعة في التسليم.
ورأى رجل الأعمال الليبي محمد حسان بك، أن البلدان الآسيوية وخصوصا الصين، ستصبح الشريك الأساسي للبلدان المغاربية والإفريقية عموما، مشيرا إلى أن الاستثمارات الصينية في القارة بلغت 400 مليار دولار في ميادين مختلفة من البنية الأساسية إلى الطاقة والزراعة، وتوقع في تصريح لـسويس أنفو أن الشراكة مع الصين ستكون ناجحة، لأنها (أي الصين) تستفيد من التعاون مع أوروبا وأمريكا لتحسين مستوى منتوجاتها، التي يعتقد الجميع أنها تنقصُـها الجودة، وأكد أن الميزات التاريخية المتشابهة بين الصين والمغرب العربي، مثل عراقة الحضارة واحترام الديانات، ستساعد على إنجاح الشراكة بين الجانبين.
وشاطره الرأي رجل الأعمال المغربي رامي بوشايب، رئيس نادي المستثمرين المغاربة في الخارج، الذي شدد في تصريح لـسويس أنفو على أن “الوقت حان لتكريس آلية الشراكة مع البلدان الآسيوية”، مضيفا أن الرئيس الفرنسي سبق الأحداث في بداية عهده وتوجّـه إلى الصين، كي يتقرّب من الآسيويين، وأكد أن الشراكة هي الطريق التي ستتيح تشغيل العاطلين ودفع التنمية في المغرب العربي.
لكن على خلاف رجال الأعمال، الذين نفوا قُـدرة البلدان المغاربية على منافسة الآسيويين في الأسواق الأوروبية، رأى عمر صالح رادي، مدير غرفة التجارة في الجزائر، أن المغاربيين قادرون على خوض المنافسة لأن “الظروف التي أدت إلى نجاح التجربة الآسيوية متوافرة الآن في المغرب العربي، بل هي أفضل هنا مما كانت هناك”، وأشار إلى وجود الثروات الطبيعية، وخاصة مصادر الطاقة، بالإضافة إلى عنصر الوحدة الثقافية واللغوية الذي يميّـز سكان المنطقة، إلا أنه شدّد على ضرورة التكافؤ في الشراكة مع آسيا “كي ينتفع الجميع، على عكس الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، التي ظلت في خدمة المصالح الأوروبية في الدرجة الأولى” على حد قوله.
موقع أفضل للنسيج المغاربي؟
وذهب مستثمران هنديان ينشطان فى مجال النسيج ،هما ماثيفانان وبهاسكار إلى أبعد من ذلك، حيث قدما فى مداخلتيهما في دورة “أيام المؤسسة”، المزايا التي توفرها البلدان المغاربية في قطاع النسيج، وهي مزايا لا يمكن للبلدان الآسيوية ذاتها توفيرها، حسب رأيهما.
وقد بيَّـنا أن صناعيي النسيج المغاربة المتأثرين جرّاء تفكيك الاتفاقات متعدّدة الألياف واستقطاب الصين لأهم سوق لهم، أي الاتحاد الأوروبي، يستطيعون التموقع أفضل بالاستثمار في ما يسمى بالنسيج الفني “وهو منتوج يستجيب إلى خصائص فنية عالية، دون الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الجمالية للنسيج”، حسب قولهما.
ودعا المستثمران إلى ضرورة تقارب مغاربى آسيوى لإقامة مشاريع مشتركة بين المؤسسات المغاربية ونظيراتها الآسيوية، بهدف التمكن من اقتحام السوق الأوروبية والتموقع فيها، لاسيما أن هذه المؤسسات قادرة على الاتفاق فيما بينها بشان كلفة اليد العاملة.
غير أن الياباني سجيوكى أبي، مدير الدراسات في مركز الدراسات الآسيوية المعاصرة بجامعة دوشيبا، الذي استعرض أركان القدرة التنافسية للإقتصادات الآسيوية، قطع الأمل في قدرة الإقتصادات المغاربية على تقليدها، وعرف المحاضر تلك الأركان بكونها “القدرة التنافسية للاقتصادات الآسيوية واستثمارها في الرأس المال البشري والنهوض بالاستثمارات الأجنبية المباشرة وبالتجارة البينية في المجال الصناعي”.
ورغم أن السيد أبي اعتبر أن تلك القطاعات يمكن تطويرها في البلدان المغاربية و”تحويلها إلى مزايا تفاضلية”، إلا أن التقارير الدولية أكَّـدت أن المؤسسات المغاربية لا زالت في هذا المِـضمار، بعيدة عن مستوى نظيراتها الآسيوية، التي تحتل بصفة متواصلة، مستويات رفيعة في الترتيب العالمي في مجال القدرة التنافسية.
وفي مقارنة لمناخ الأعمال بين البلدان الآسيوية والمغاربية، أكَّـد وليام ماكو، كبير الاقتصاديين لمنطقة شرق آسيا فى البنك العالمي، أن القرب من أوروبا بالنسبة للبلدان المغاربية، مكَّـن من النهوض بمناخ الأعمال في هذه البلدان التي يعوقها صغر حجم مؤسساتها، مقارنة بالمؤسسات الآسيوية التي تتميز بإدارة أعمال رشيدة.
واعتبر جون شيانغ، وهو مصرفي وجامعي صيني وخبير في المؤسسات متعدِّدة الجنسيات، أن المنافسة ليست الكلمة المناسبة للمقارنة بين الاقتصادات المغاربية والآسيوية، ولاسيما مع الصين، مشيرا إلى ضرورة استبعاد فكرة منافسة الصين.
وبيَّـن أن الحل الأسلم بالنسبة للاقتصادات صغيرة الحجم هو “البحث عن تلبية حاجات الصين” واستغلالها، كفرص للتبادل والشراكة، مشيرا بالخصوص الى قطاع الفلاحة في بلد يفتقر يوما بعد يوم إلى الأراضي الفلاحية والمواد الأولية.
وجاراه في ذلك، رضا التويتي، وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي، الذي اقترح توظيف التهديد الذي يطرحه بروز القطب الآسيوى، كفرص على المؤسسات المغاربية استغلالها، ولاسيما أن نمو هذه البلدان ذات الثلاثة مليارات نسمة يؤدي حتما إلى ارتفاع الطلب فيها، وهي فرص متاحة للبلدان المغاربية للاستجابة إليها، وشدد على ضرورة “الاستئناس بطريقة ذكية اليوم أكثر من أي وقت مضى بالأنموذج الآسيوى فى مجال الاندماج الإقليمي، الذي شجَّـع استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والنمو”، ونبَّـه إلى أن تأخير تحقيق الاندماج المغاربى يكلِّـف الاقتصادات المغاربية خسارة 2% من النمو سنويا.
لكن هذه الأماني الجميلة لم توقف المدّ التجاري والاستثماري الصيني في المنطقة، ومن تجلياته الدور المتزايد لـ “المجموعة الوطنية الصينية للنفط” (China National Petroleum Corp’s (CNPC) في مد أنابيب نقل الغاز في ليبيا، ودور مجموعات صينية أخرى في قطاع البناء والأشغال العامة في الجزائر… ويُرجِّـح خبراء اقتصاديون أن الصين تركز على البلدان المنتجة للنفط والغاز، لكي تؤمِّـن في المستقبل حاجات اقتصادها الذي يمر بفورة تحتاج إلى الكثير من المواد الأولية وبأحجام تتجاوز الإحتياطات المتوافرة في البلد، رغم شساعته.
كوريون وهنود…
غير أن الزحف الآسيوي على المغرب العربي لا يقتصر على الصين، وإن احتلت موقعا محوريا لأسباب موضوعية، وإنما يشمل النمور الآسيوية بشكل عام.
فالكوريون والهنود واليابانيون وسواهم من الآسيويين، غمروا المنطقة باستثماراتهم وشركاتهم العملاقة، ولوحظ أن السيارات والرافعات والهواتف الجوالة والمعدات الكورية، استأثرت بنصيب وافر في الأسواق المغاربية على حساب مثيلاتها الأوروبية.
وذهب الكوريون أخيرا إلى أبعد من ذلك، إذ أقاموا «مهرجان أدب آسيا وإفريقيا» في مدينة جونجو، التي تُـعد من بين المدن التاريخية العتيقة في كوريا في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر الماضي، حضره أكثر من ألف شخص من المثقفين الكوريين الجنوبيين والكتاب الآسيويين والأفارقة، الذين زاد عددهم على خمس وسبعين كاتبة وكاتباً.
ووصف الكاتب الفلسطيني الأردني فخري صالح، الذي حضر المهرجان إلى جانب محمود درويش ومثقفين عرب آخرين، الأجواء الإحتفالية التي حفت بالمهرجان، بأنها “غير مسبوقة في المؤتمرات الثقافية التي تكتفي بالكلمات وترديد الشعارات”، مضيفا أن الكوريين أرادوا أن يعلنوا منذ البداية أنهم “جادّون في تأسيس علاقات ثقافية إفريقية آسيوية، بعيداً عن القوة السوفييتية، التي أصبحت في ذمّـة التاريخ، وبعيداً أيضاً عن القوة الإمبراطورية المعولمة للولايات المتحدة، التي ترابط في قاعدتها في شبه الجزيرة الكورية في قلب العاصمة سول”.
وعلى الصعيد الإقتصادي، ما انفكت الهند توسّـع دائرة حضور شركاتها في المنطقة، ومن علامات هذا الحضور المتنامي، أن شركة تاتا الهندية للخدمات الإستشارية أعلنت مؤخرا أنها تعتزم الإنتقال إلى المغرب عن طريق إقامة مركز للخدمات الخارجية موجَّـه للبلدان الناطقة بالفرنسية والإسبانية، طبقا لما أوردته وكالة “رويترز” يوم 8 ديسمبر الجاري.
وفي هذا السياق، يعتبر الخبراء الاستراتيجيون أن استعادة روح التحالف بين الصين والهند، الذي لاحت بوادره قبل سنة بتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية – الهندية، يُعد بمثابة إطار لتحالف – مواجهة – يستهدف الولايات المتحدة، وهو أبعد من قيام تعاون صناعي تِـجاري عسكري مشترك، الأمر الذي يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها.
واستمراراً للحرب الباردة غير المعلنة بين الدولتين، أعلنت الصين زيادة موازنتها العسكرية بنسبة قياسية، بلغت 17.8% لعام 2007، لتصبح حوالى 45 بليون دولار، إذ صادقت الجمعية الوطنية الشعبية على الموازنة الجديدة خلال دورتها السنوية الأخيرة.
وأوضح المتحدث باسم الجمعية (البرلمان) جيانغ انتشو أن الصين زادت تدريجياً نفقاتها العسكرية، التي تمثل هذه السنة 7.5% من إجمالي الإنفاق، مقابل 7.4% في السنة الماضية، مشيراً الى أن هذه الموازنة «منخفضة نِـسبياً، مقارنة ببعض الدول الكبرى»، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.
ولكن هذا التطور يدُل على أن التمدّد الاقتصادي الصِّـيني في المغرب العربي وإفريقيا عموما، يمكن أن يتطور إلى تمدد عسكري في يوم من الأيام، وربما تكون بداياته من.. السودان!.
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 15 ديسمبر 2007)