10
ème année, N°3827 du 14.11.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
نورالدين الخميري:نداء:وقفة احتجاجيّة ضدّ ظاهرة التعذيب
محسن الخضراوي:التحرك بجدية
رياض حجلاوي:هل يفهم الجلادون الرسالة
علي محمد مكشّر:عليٌّ وعليٌّ و عليٌّ وهاشميٌّ و سيفُ
الحبيب العماري:الفزاعة العالمية والانظمة الشمولية
السبيل أونلاين:اعتقال شبان في منطقة السخيرة بصفاقس وعائلاتهم تجهل مصيرهم
كلمة:اعتقال مُهجّر بعد عودته الاختيارية لتونس
كلمة:الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تؤكد على الحل الوفاقي لازمتها
مسعود الرمضاني للموقف : كل حل لا يكون محل توافق رابطي سيفشل
العربية.نت:خاطفو السفينة التونسية يطالبون بفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن
الصباح:مسؤول في شركة”جي آم تي” المتصرفة في “حنبعل 2”:جميع طاقم الباخرة بخير..ولم نتصل بأية مطالب من قبل القراصنة
العربية.نت:مغني راب تونسي يدعو الرئيس لمعاينة أوضاع الناس ومعالجتها
كلمة:عملة التعليم العالي بصفاقس يتمسكون بالإضراب
الصباح:بطلب من نقابة المعلمين:نحو اتفاق على الترفيع في منحة الريف للمعلمين..
مختص في التأمين لـ الصباح :التأمين لا يشمل الاختطاف..لكن الشركة المؤمنة يمكن أن تدفع الفدية بصفة احتياطية
اليوم السابع:هزة أرضية بجنوب شرق جلمة فى تونس
السبيل اولاين:فيديو: الحقلة الثالثة مع الدكتور أحمد الأبيض وتجربته العلمية والانسانية
الحبيب بوعجيلة:هاؤم اقرأوا كتابي ..مقال الشباب يلاحقني بعد عقدين …متمسك بأقوالي
رافع القارصي:عذرا جبل عرفات لن يصعدك حجاج تونس هذا العام
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: تهنئة لأهالي منطقة الحوض المنجمي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: معايدة:معايدة
جمعية أهل البيت الثقافية تونس:تهنئة بالعيد
المنتدى التونسي في هولندا:تهنئة
عبدالسلام الككلي:قضية اسلام كامليا القبطية : “ملامسة الشرف الأنثوي للرمزية الدينية”
الشيخ راشد الغنوشي:حال الأمة على أعتاب سنة جديدة؟
منير شفيق:الثوابت الفلسطينية واللغط حولها
د. فيصل القاسم: إذا فسدت السياسة فسلام على الصناعة!
عريب الرنتاوي:خيارات حماس الصعبة
جان كلود موريس:لو كرّرت ذلك على مسامعي فلن أصدّقه”
الجزيرة.نت:بعد وفاة والديه وزوجته خلال الأسر:فرحة أسير يبددها رحيل الأهل
الأوبزرفر: مذكرات بوش قصيرة النظر
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري
حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
نداء : وقفة احتجاجيّة ضدّ ظاهرة التعذيب
لكلّ من :
الجمعيّة الدّوليّة لمساندة المساجين السياسيين ـ حريّة وإنصاف ـ الرايطة التونسيّة لحقوق الإنسان ـ منظمات المجتمع المدني التونسي ـ ممثلي الأحزاب السياسيّة التونسيّة يعتبر التعذيب وغيره من أساليب المعاملة غير الإنسانية من أكثر الإنتهاكات التي تتنافى مع حقوق الإنسان وكرامته ، وقد ابتدعت الحكومات العربية في ذلك أبشع أنواع الأساليب المذلة لكرامة الإنسان ، من اعتقال وتعذيب خارج نطاق القانون منتهكة بذلك الدساتير و الأعراف والشرائع والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان . كما اخترعت هذه الأنظمة أساليب وطرقاً للتعذيب لا تخطر على بال أحد ، الأمر الذي يمكن القول معه بأن المنطقة العربية قد أصبحت مصدرا مهمّا لشتى أنواع التعذيب من ضمن دول العالم .
ولعلّ الحالة التّونسيّة ما تزال واقعاً مظلماً ، رغم كل المحاولات والجهود الرّاميّة لوقف هذه الظاهرة أوالحد منها ، حيث ذكرت عدّة تقارير حقوقيّة تفشّي هذه الظاهرة بشكل مفزع ، ممّا يدعوا منظّمات المجتمع المدني وكلّ العاملين في مجال حقوق الإنسان إلى وقفة احتجاجيّة أمام وزارة العدل بمناسبة الذكرى السنويّة لليوم العالمي لحقوق الإنسان ، الموافق للعاشر من شهر ديسمبر من كلّ سنة احتجاجا على تفشّي هذه الظاهرة في سلوك الأجهزة الأمنيّة ، ومطالبتها القيام بدورها الذي ينصّ عليه القانون في مواجهة ظاهرة التعذيب واتخاذ موقف حازم إزاء الإنتهاكات اليوميّة التي بلغت حدّ هتك الأعراض والإحتجاز بغير وجه حقّ ، و فتح تحقيق فوري في جميع حالات التعذيب وملاحقة ومساءلة مرتكبيها . نورالدين الخميري ـ إعلامي تونسي
التحرك بجدية
محسن الخضراوي
أتوجه بالشكر الى الأخ العربي القاسمي وأقول بأنه ليس هناك من الأخوة والاخوات من يضع نفسه مكان الاخ علي بن عون ولا ينتظر النصرة باسرع من البرق…وكلنا لا نحب أن نسمع ما جرى لاخينا حتى ولو لم نضع أنفسنا مكانه..لكن تحركنا اذا كان بصفة فردية وبالطريقة التقليدية فهو لا يؤدي الى شيء.
وقد تعود النظام على (التخبيش) بل يجب ان نضربه في الصميم كما يضربنا هو في الصميم…ضربه لنا بالعنف المقنن والذي لا يسمونه ارهابا وهو عين الارهاب. أما ضربنا له فيجب أن يكون أعنف وفي نطاق القانون. ولكن ليس بصفة فردية!!!!!! لاننا نكون كمن (داهم على جبل بقادومة)
اذن عملنا لنصرة اخوتنا بل ونصرة ديننا قبل كل شيء يكون بتظافر الجهود وبطريقة عملية…يجب أن نختار أشخاصا من أبناءنا وبناتنا من كل أنحاء العالم ويجتمعون ويخططوا مع بعض لعمل اعلامي واسع بكل العالم لفضح النظام التونسي ولن نكف عليه قبل أن نسقطه كليا ولو دفعنا في ذلك أرواحنا…
فيكون ذلك عن طريق رسائل الى كل دولة عربية وأروبية وأمريكية والجامعة العربية والامم المتحدة وأيضا اتصالات مباشرة !! بالمسؤؤلين في العالم. حتى نسقط هذا النظام الفاسد .وهذا عمل قانوني وجائز بل يشجع عليه الكثير..ويجب أن يكون عملا يوميا لا موسميا أو بالمناسبات .وقد رأينا نتائج بعض هذا العمل بصفة فردية ومدى تأثيره على النظام .فما بالك اذا كان بتظافر الجهود…اذن من هنا تؤكل الكتف !!…
هذه مجرد رؤؤس أقلام على الملا والدعوة مفتوحة للجميع .وهكذا نستطيع أن نغتنم الحرية الاروبية بعد تكميم الافواه بالداخل . اما أذا بقينا ننظر هكدا ولم نحرك ساكنا فلا نلوم الا أنفسنا ولا لوم حتى على هذا النظام الفاسد. بل نكون قد اخترنا الوهن والضعف والاستكانة. (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 14 نوفمبر2010)
هل يفهم الجلادون الرسالة
رياض حجلاوي
أصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بنانسي “فرنسا” يوم الجمعة 24 سبتمبر 2010 حكما باثنى عشرة سنة سجنا على المدعو خالد بن سعيد النائب السابق لقنصل تونس بـستراسبورغ بتهمة تعذيب المواطنة التونسية زليخة المحجوبي كما أصدرت بحقه بطاقة جلب دولية.
بعد هذا الحكم العادل ضد هذا الجلاد في تسعينات القرن الماضي يعود الجلادون وخفافيش الظلام الي الاعتداء الغاشم على الاخ علي بن عون متصورين أنهم في حماية من يناشدونه البقاء في الحكم. إنني أذكرهم أن سيف العدالة مسلط عليهم طال الزمان أو قصر ولنا المثال في الجلاد خالد بن سعيد وكذالك في المجرم شارون الذي دخل في غيبوبة منذ حوالي خمس سنوات.
إنني أدعو المحامين الذين رافعوا عن الاخ علي بن عون الي تكوين ملف وإرساله الى الامم المتحدة ومحكمة لاهاي والبرلمان الاروبي حتى نحاصر هؤلاء الجلادين ليعلموا أن للحق رجال ويعلم الاخ علي بن عون أن قضيته ومظلمته لن تن تمر دون عقاب. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عليٌّ وعليٌّ و عليٌّ وهاشميٌّ و سيفُ
علي محمد مكشّر
وفاء لإخوة يقفون اليوم عراة الصدور ، حفاة الاقدام امام الجلاد ، ينبشون ماضيه المرعب ، ويذكرون عموم اهل الأرض بأن نيرون تونس لم يمت ، بل هو مصر على إحراقها ، كما انهم ينبشون فينا ذكريات حزينة ، ويصفعوننا بالحقيقة ، التي تغيب عنا احيانا ، فنسرح في الاوهام التي تبدو مشروعة ، كالعودة الكريمة ، وطيّ الصفحة السوداء من تاريخ تونس الحديث … وخجلا منهم ، بعد أن أخذتني الحياة بعيدة عنهم ، فأذهلتني بمشاربها المرة ، مرة ، و العذبة مرة أخرى ، لهذا و ذاك ، أقدم لمحة بسيطة عن الاسرى القدماء ـ الجدد ، لقراء الحوار نت ، فمن هم ، والله من وراء القصد .
1/ علي فرحات :
كان استاذي للتربية الإسلامية و الوطنية ، في السنة الثانية ثانوي ، رجل هاديء جدا ، على خلق جميل ،هين لين ، مثقف و يحب الاسلام و اهله ، اصيل قرية القلعة ، وهي القرية التي ظلت قلعة ، حتى في التسعينات السود ، فالقوادة والسفلة لم يعرفوا إلى اهلها طريقا ، لما يتميزون به عن غيرهم من القرى من التلاحم و التآزر و إيتاء ذي القربى . خرجت من السجن سنة 2001 م ، كان اول الزائرين ، لم تبرد له همة ، و لا يبالي بما اصابه في سبيل الله ، بل ظل مرابطا في ارضه ، يتجول في الاسواق ، يبيع شيئا من (الروبافيكا ) ، و ينتقل من قرية لقرية ، في البرد الصحراوي القارص ، و الصيف اللافح ، غير ان اجمل ما يشدك إليه ، ابتسامته الصادقة المرسومة ابدا ..إنه حقا ممن تذكرك رؤيته بالله . فك الله اسره ..
2/ علي الحرابي
هو اشهرهم على الإطلاق ، رجل معروف في وجوه العمل الاسلامي التنظيمي في تونس عامة ، من عائلة الحرابة في قرية في تخوم الصحراء في معتمدية دوز من ولاية قبلي ، تسمى : نويل: بتسكين النون وفتح الواو وتشديد الياء و كسرها ، كنت اسمع به ولا اعرفه ، حتى التقيته سنة 1997م في جناح د.أ.ن.إكس ، في سجن 9 افريل في تونس ، و رغم اننا لم نكن في غرفة و احدة ، إلا اننا كنا نتواصل ، إذ ان الذين تصنفهم السلطة قيادات ، كانوا معزولين عن البقية ، فكان السيد على الحرابي و معه 7 آخرون في غرفة رقم 4 من ذاك الجناح . كان ممن يتابعون الاخبار اولا بأول ، و ينصح إخوانه ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، ورغم السجن و القهر ، كان يوصينا الا نتشكى حتى لا يذهب اجرنا ، ومما تنبأ به وقتها إذ رأى الشباب متعلقون بأخبار الجزائر ، ان قال إن التقاتل بالجزائر لن يذهب بعيدا ، ولن يحقق اي هدف لاي طرف ، و بعدها باسبوع واحد اعلن حشاني ايقاف الحرب من جانب واحد . استدعته الداخلية مرة ، ليسألوه ، هل سيحكم الاخوان مصر ؟ اجابهم ، نعم اكيد ، ولكن لا تنتظروا مصر ، بل حلوا مشاكلكم مع الحركة الاسلامية في تونس .سألوه كيف ؟ قال : انتم تعلمون من يمثلها ، ببساطه ، تحدثوا معه . هذا الكلام انقله عنه مباشرة ، دون وسيط ، في سؤالي له . لم تم استدعاءه إلى وزارة الداخلية . اهم صفاته : مثقف جدا ، و مسيّس جدا . فرج الله كربه .
3 / الهاشمي بن طالب
شاب اسمر ، نحيل القامة ، عرفته ،وهو لا يملك من الدنيا مثقال ذرة ، كان يتيما مقلا ، من قرية القلعة ، اول من درسني كتاب ، لمنير شفيق : في من يجزء الاسلام لضربه ، كان ذلك في مجموعة صغيرة من التلاميذ ، في غابة المدينة ، إذ لم نكن نملك مكانا نأوي إليه ، وكانت ارواحنا في اعالي السماء . كان لي استاذا ، يتكلم بصوت شديد الخفوت ، و لا يرفع بصره ابدا ، ينظر إلى الارض دوما ، ولكنه كان لشدة إجهاده ، ينام في سجوده احيانا .. رايته بعدها مرة واحدة ، و هاهي الان تنقضي العشرية الثانية دون ان أراه .. ولكني اسمع و يا للفخر ، انه مطارد من اجل نفس القضية ، التي بدا يبشر بها بين النخيل و الاشجار ، قبل ربع قرن … لله أرحام هناك تشقق …
4/ علي بن عون و سيف الدين
لم تسعفني الايام للتعرف إليهمت ، اسأل الله لهما العافية و الفرج إنه ولي ذلك والقادر عليه . أيها التاريخ ، قف إنهم هم هم هناك لم يتزحزحوا … أولائك احبابي ، اولائك الاطهار … هي المحن ، تختار من صفوفنا الكبار ، تختار صانعي النهار … و السلام عليكم و رحمة الله
(المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 13 نوفمبر2010)
الفزاعة العالمية والانظمة الشمولية
الحبيب العماري تقديم
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C I A ) تعريفًا ينصُّ على أن “الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف أو استعمال العنف لأغراض سياسية من قبل أفراد أو جماعات ، سواء تعمل لصالح سلطة حكومية قائمة أو تعمل ضدها ، وعندما يكون القصد من تلك الأعمال إحداث صدمة ، أو فزع ، أو ذهول ، أو رُعْب لدى المجموعة المُسْتَهدَفَة والتي تكون عادة أوسع من دائرة الضحايا المباشرين للعمل الإرهابي . وقد شمل الإرهاب جماعات تسعى إلى قلب أنظمة حكم محددة ، وتصحيح مظالم محددة ، سواء كانت مظالم قومية أم لجماعات معينة ، أو بهدف تدمير نظام دولي كغاية مقصودة لذاتها” واما المجمع الفقهي الإسلامي فقال: “أن من أصناف الإرهاب إرهاب الدولة ، ومن أوضح صوره وأشدها بشاعة ، الإرهاب الذي يمارس في فلسطين …..” ، ورأى المجمع أن هذا النوع مِن الإرهاب هو”من أشد أنواعه خطرا على الأمن والسلام في العالم ، وجعل مواجهته من قبيل الدفاع عن النفس …..” . معنى الإرهاب في اللغة العربية أما من حيث اللغة فالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً من باب أكرم وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف . قال ابن جرير : يقال منه أرهبت العدو ورهبته فأنا أرهبه وأرهِبه إرهابا وترهيبا وهو الرهب والرهب ومنه قول طفيل الغنوي :ويل أم حي دفعتم في نحورهم … بني كلاب غداة الرعب والرَّهَب : أي الخوف . (1) مفهوم الإرهاب في الشرع هو الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وقطع الطرق والنهب “نهب الاملاك الخاصة والعامة” والتسلط على الشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك . وهومذموم يحرم فعله وممارسته وهو كذلك من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم و يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد . الانظمة الدولية والخلط بين مقاومة الارهاب والتدخل في شؤون الدول منذ أحداث سبتمبر المشؤومة والمذمومة والمرفوضة مهما كان ماتاها ومرتكبها ومن يقف وراءها والتي تتنزل في إطار خطة استعمارية إحتلالية جرى الاعداد لها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سابقا في اطار البحث عن عدو جديد سمي في حينها بالخطر الاخضر . رغم تأكيدي على رفضي القطعي لتلك الاحداث فإني اعتقد انها اتخذت كذريعة لتنزيل تلك الخطة المعدة سلفا باحكام ,في تقسيم المجزء وتفتيت المقسم والتدخل في شؤون الدول والحيلولة دون وصول الاسلام المعتدل الوسطي الى دوائر الحكم في تلك الاقطار بالتركيز على محاربة التطرف وضرورة مقاومته من بعيد ومن قريب الى حد دعم الانظمة الشمولية الدكتاتورية . بين المصالح والقيم والمبادئ تشدقت وتغنت الحكومات الغربية والامريكية بالديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وكلما وقف نظام عربي في طريق مصالحها أومخططاتها ,حتى وان كان هذا الوقوف هو نتيجة تضارب مصالح مؤقت اوانقلاب اولويات عند هذا اوذاك,يكون مصيره ان يوصف بالنظام الدكتاتوري ويحاصر ويحارب ويحتل … وصنف في الماضي الغرب مجتمعا تلك الدول بقدر تباعدها وتقاربها من الاتحاد السوفياتي سابقا وهذا ينطبق كذلك على دول امريكا اللاتينية و “دول”العالم العربي. جائت الكاشفة الفاضحة ” احداث 11 سبتمبر2001″التي ازاحت ورقة التوت عن عوراته وكشفته عن حقيقته , الا لمن رحم ربك من خيار الأمة الذين لم يزدهم انكشاف عوراته الا يقينا ودليلا على صدقهم و ما يتبعون. بعد تلك الاحداث انقلب الدعم الخفي للانظمة الشمولية في العالم العربي الى دعم علني وسخي تحت شعار مقامة”الارهاب” بدون التفكير في مسببات وجوده من مثل غياب الحرية والعدالة الاجماعية وسلب الشعوب ارادتها وتزييف خياراتها. وان كان المرء يتفهم مقاومة الارهاب وخلاياه النائمة في العالم العربي بالاعتقال والمحاربة وخاصة لمن رفع منهم السلاح في تلك البلدان بعد استنفاذ طرق الحوار والمحاججة مع استمرارها حتى في معتقلات تحترم فيها حقوق الانسان والتى تساوت في انعدامها في هذا النوع من السجون الأنظمة الشمولية و الديمقراطية لتي أكدت ان ديمقراطيتها هي فيما بينهم فقط وليس لكل الناس”يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء”(2). لا يمكن قطعا قبول التدخل المباشر والغير المباشر في هذه الدول ودعم انظمتها الدكتاتورية لاستمرارها في قمع شعوبها وذلك لتلاقي مصالحهم معها. مثالان يتضح بهما الحال بلدان عربيان متجاوران جغرافيا ومتكاملان ثقافيا وحضاريا ودينيا ومختلفان جينيا وواقعيا ـ في الحريات الفردية والاعلامية مع تشابه في تزوير ارادة شعبيهما ,شهدتا في أواخر القرن الماضي اول انتخابات شبه ديمقراطية فاز فيها الاسلاميين “المعتدلين” واحدة وقع تزويرها والاخرى انقلب عليها ودخلت البلاد في دوامة العنف والعنف المضاد الى ان انقلب الامر الى ارهاب بعد القاء اصحاب الحق الذين رفعوا السلاح من اجل استراداد حقهم المسلوب الذي شهد لهم باحقيته الجميع بما في ذلك منصفي الغرب . لكنهم القوا سلاحهم بعد ان اقتنعوا أن الامور قد انفلتت من اياديهم وتدخلت فيها الايادي المخابراتية العلنية والخفية واصبح الامر ارهابا كما عبرت عن ذلك قياداتهم عديد المرات . هذا العنف الذي مازالت البلاد ترزخ تحته الى الان جلب لها التدخل الخارجي وتحوله من خفي الى علني بعد احداث سبتمبر حتي اصبحت مرتعا لجميع ادعياء مكافحة الارهاب مع انه من حق الدولة مكافحته واستئصاله ولكن كان من الاولى معالجة اسبابه ومسبباته التي سبق ان ذكرنا بعضها . أما البلد التي وقع تزوير ارادة مواطنيها بعد الانقلاب الذي قام به عسكري فاشل سقط في اول استحقاق انتخابي فازت به القوائم المستقلة التي دخلت باسمها حركة النهضة كاكبر فصيل سياسي في ذلك الوقت والتي وصفها احد الخبراء الفرنسسين المتابعين للشان التونسي بانها دولة داخل دولة وذلك لانتشارها وقوة مؤسساتها وتواجدها في كل القطاعات والميادين, بعد التزوير لم يحصل فيها ما حصل مع جارتها وذلك لتعقل وتعمق الفكر الوسطي لديها ولدى اتباعها واضيف اليه انا الاختلاف الجيني مواطني الدولتين الذي ذكرته . رغم ذلك شهد ولزال يشهد هذا البلد قمعا وتعذيبا لا مثيل له وصل الى حد القتل تحت التعذيب والاعتداء بالفاحشة على المساجين السياسيين والى انتهاج سلطة القمع والارهاب فيها لما عرف بسياسة “من السجون الى المقابر” كما حصل مع العديد من الشهداء الذين لم يقضوا مدة طويلة بعد خروجهم من السجن وانتقلوا الى رحمة الله واولهم الشهيد الزيتوني الشيخ المبروك الزرن. ومع استمرار النظام في سياسة القمع والإستبداد وتصفية المعارضين السياسيين من ابناء الشعب وكل من خالفه في الراي, وبعد محاربته للفكر الاسلامي الوسطي المعتدل وفي خضم الفزاعة العالمية “محاربة الارهاب” وفي ضاهرة انتشار الفكر السلفي في العالم العربي وجهت اجهزة القمع فيها قوتها الى هذا التيار لقمعه و الزج به في السجنون ,حتى بدون جريرة وذنب ولوبالتفكير فيه وبمجرد المداومة على الصلاة في المساجد وخاصة صلاة الصبح او لابحاره في الشبكة المعلوماتية الشديدة المراقبة فيه. فلا يمر اسبوع او شهر الا وتاتي الانباء عن محاكمات لهذا التيار وما يتخلل ذلك من تحقيق وتعذيب تشيب الولادان لذكره . طبعا لم تنسى هذا العصابة القمعية خصماء الامس واليوم وغدا باستمرار مراقبتهم ومحاكمتهم ومن ثم تعذيبهم كما حصل اخيرا مع السجين السياسي على بن عون ورفاقه المساجين من حركة النهضة كل هذا يحصل وبدعم وتغاضي من الدول الكبرى في انتهاك صارخ لمبادئ حوقوق الانسان التي كثيرا ما تغنى بها الغرب ولكنها تسقط امام مصالحه ومخططاته . من كان على حق فاليجدد عزيمته ويشحن همته فان للباطل جولة وللحق جولتان
الحبيب العماري الأحد, 14. نوفمبر 2010 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)من القاموس المحيط (2) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان
اعتقال شبان في منطقة السخيرة بصفاقس وعائلاتهم تجهل مصيرهم
السبيل أونلاين – تونس – عاجل اعتقل منذ يوم الاربعاء الماضي الموافق لـ 10 نوفمبر 2010 ، في منطقة السخيرة بولاية صفاقس (عاصمة الجنوب التونسي) ، كل من عمارة بن كيلاني بن عمارة ، منذر بن هدة بن حمد ، فيصل فالح ، وليد الطاهري ، وكمال بلقاسم النيفـر .
ومنذر بن هدة طالب ويقطن بصفاقس ، وبقية الموقوفين عمّال يقطنون بالسخيرة ، ويُذكر أنهم اعتقلوا جميعا في الطريق العام . وقد اتصل ذووهم بمنطقة الأمن فأعلمتهم أنهم في حالة ايقاف ولكنهم لم يصرحوا لهم بمكان احتجازهم ، وتخشي عائلاتهم تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة ، ومن المنتظر أن تتقدم تلك العائلات بشكوى الى وكيل الجمهورية بصفاقس يوم الاثنين 15 نوفمبر للمطالبة باطلاق سراحهم .
وتقول العائلات أن كل المعتقلين يقومون بواجباتهم الدينية وليست لهم أي مشاكل مع أي جهة أو شخص .
تونس – من عبد السلام التوكابري
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 نوفمبر 2010)
اعتقال مُهجّر بعد عودته الاختيارية لتونس
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. نوفمبر 2010 علمنا في راديو كلمة أن شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج قد اعتقلت صباح يوم أمس السبت 13 نوفمبر 2010 المواطن التونسي فريد البعزاوي اللاجئ السياسي السابق بألمانيا والحاصل على الجنسية الألمانية وذلك إثر عودته إلى تونس بجوازه الألماني، بعد أن تعرض للمماطلة والإبتزاز من قبل القنصلية التونسية ببون، حسب ما ذكرت مصادرنا.
والسيد فريد البعزاوي أصيل الشراردة من ولاية القيروان من مواليد سنة 1961 غادر تونس نهاية سنة 1991 في إطار الحملة على أنصار حركة النهضة،
وهو محاكم بسنة سجن غيابي في بداية التسعينات يشار إلى أن فريد البعزاوي قد عاد رفقة زوجته الحاملة لجواز تونسي وقد وجد عون أمن بانتظاره لاعتقاله، ولا تعلم أسرته حتى الآن بمكان اعتقاله، رغم عديد المحاولات.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تؤكد على الحل الوفاقي لازمتها
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. نوفمبر 2010 ثمنت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها صدر يوم الخميس 11 نوفمبر الجاري ما تضمنه خطاب الرئيس بن على بخصوص موقفه من أزمة الرابطة وحرصه على مساعدتها لإيجاد حل وفاقي للازمة التي تعيشها حسب ما جاء في البيان. وأعربت الرابطة عن استعدادها للحوار مع جميع الرابطيين والرابطيات لإيجاد حل وفاقي يمكّن من عقد المؤتمر الوطني، وذكرت الرابطة بحرصها على إنجاح الحوار الذي تم خلال الأشهر الأولى من هذه السنة مع المجموعة التي تقدمت بقضايا عدلية ضد الرابطة.
وأكدت على أن أي حل يجب أن يكون بالوفاق بين الرابطيين والرابطيات بما يحفظ للرابطة استقلاليتها ويمكّنها من عقد مؤتمرها ويساعدها على القيام بدورها الطبيعي في الدفاع عن حقوق الإنسان و نشر ثقافته. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
مسعود الرمضاني للموقف : كل حل لا يكون محل توافق رابطي سيفشل
حاوره سمير ساسي:
تقديم : أعادت السلطة التنفيذية مجددا مشكلة رابطة الإنسان إلى دائرة الضوء بعد تحديد مهلة للرابطيين بستة أشهر للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الأزمة. وقد اختلفت المواقف إزاء هذه المبادرة خاصة إنها المرة الأولى التي تضع فيها السلطة التنفيذية سقفا لإنهاء الملف وطرحت بالمناسبة أسئلة عديدة حول هذا التحديد : هل هو تحذير مبطن يزيد من الضغوط على الرابطيين للاستجابة لمشروع السلطة الذي رفض سابقا ؟ أم أن السلطة تحمل في مبادرتها الجديدة حلا حقيقيا يستجيب لطموحات الرابطيين في الحفاظ على استقلالية منظمتهم؟ وكيف يمكن لهذا التدخل المباشر من السلطة التنفيذية ان يضمن هذه الاستقلالية؟ جملة من المشاغل التي تثيرها الأسئلة المطروحة ناقشناها مع السيد مسعود الرمضاني ، رئيس فرع القيروان للرابطة فكان الحوار التالي:
ماهو تفسيركم لعودة السلطة التنفيذية لطرح موضوع الرابطة؟
أولا أريد أن أذكر انه مرت الآن عشر سنوات على المؤتمر الخامس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي انعقد في 27 و28 و29 أكتوبر 2000.
وبعد ايام قليلة منه شنت السلطة حملة على القيادة الجديدة ناعتة إياها بالتطرف ومنذ ذلك التاريخ والرابطة تكاد تكون منظمة غير معترف بها في داخل البلاد تتواصل مضايقتها عبر المحاكمات المتتالية وغلق مقرات الفروع دون وجه قانوني وملاحقة الرابطيين ومنعها-أي الرابطة – من النشاط ومن عقد مؤتمرها السادس.
وليست المرة الاولى التي تطرح فيها السلطة قضية الرابطة ولا المرة الأولى التي تلوح بها السلطة بإمكانية حل لازمتها. عديد المرات يعود فيه الحديث عن الرابطة ويعين فيها مسؤولون لإدارة الحوار ويستبشر الرابطيون فيها بقرب الحل ، لكن يتبين فيما بعد ذلك ان الحوار لم يكن الا ظرفيا وسرعان ما تفشل المحاولات : ففي السنة الماضية كانت هناك جلسات تفاوض وتكونت لجنة من الهيئة المديرة ، قدمت العديد من التنازلات وظهر للبعض ان الحل قريب ولكن وصل التفاوض إلى طريق مسدود بسبب تعنت ورفض من المشتكين ، الذين يعلم الجميع من يقف وراءهم .
ومن خلال تكرار المفاوضات وعقم مردودها ، شكك العديد من الرابطيين في مدى استعداد السلطة لحل الازمة وبات الاقتناع سائدا ان تحريك ملف الرابطة يرمي الى شيئين: إظهار الصراع بأنه داخل هياكل الرابطة وبالتالي يمكن للتفاوض بينها ان يحله اذا ما توفر الاستعداد لدى “الطرفين” وكذلك التسويق للرأي العام الداخلي والخارجي ، كلما استدعى الظرف ذلك ، بالنية لحل الأزمة، ثم التراجع بمجرد انتهاء الموجب لذلك ، ماعدا ذلك ، لا حديث عن الرابطة.
كيف تقرؤون المهلة التي وضعتها السلطة لحل الازمة؟
انا اعتقد ان السلطة هي الوحيدة المعنية بإسراع نسق التفاوض وبسرعة وجود الحل ، وهذا مرتبط أساسا بمدى قناعتها بحاجة البلاد الى وجود رابطة مستقلة وذات مصداقية ، وان رصد الانتهاكات والتجاوزات ونشر ثقافة حقوق الإنسان والاستقلالية ، كلها لا تعني بالضرورة العداء للسلطة، لذا ليس للرابطيين الذين يريدون حلا سريعا لمأزق أزمة منظمتهم ان يحددوا الآجال : لقد مرت عشر سنوات على آخر مؤتمر ونحن ننتظر الوقت لتفعيل عمل الرابطة بتجديد هياكلها وتفعيل نشاطها باستقلالية عن كل الاطراف.
حسب معرفتكم بوااقع الرابطيين هل تتوقعون تفاعلا ايجابيا ازاء هذه المبادرة؟
انا لم أناقش تفاصيل عرض السلطة مع الرابطيين ، فنحن كما تعلم نمنع من اللقاء ومن الحوار بيننا ومنذ مدة ليست بالبعيدة منعت انا وعبد الرحمان الهذيلي، عضو الهيئة المديرة من الالتقاء بهيئة فرع قليبية وخضعنا لحصار امني خانق ، تواصل مع عبد الرحمان الى الان و هو يلازمه في كل مكان و يرمي الى منعه من التواصل مع الرابطيين . كما يمنع الأمن الاتصال بالمناضل علي بن سالم رئيس فرع بنزرت ويحاصر مقره و حوصر سالم الحداد والمنجي بن صالح من فرع المنستير والأمثلة تطول. فهل يساهم التضييق على الرابطيين في حل قضية الرابطة؟
في ظل هذا الوضع وان يستبشر الرابطيون بعودة طرح ملف الرابطة الا انهم يريدون ان تعبر السلطة عن استعدادها بأشياء ملموسة :
رفع الحصار عن المقر المركزي، رفع الحصار عما تبقى من مقرات الفروع ، السماح للرابطيين بالالتقاء وبالمساهمة في الحوار وببلورة رؤية مشتركة ، الكف عن مضايقة الرابطيين ومحاصرتهم امنيا، السماح للفروع بالنشاط والإيعاز للسلط الجهوية بالمساعدة في حل قضايا الانتهاكات العديدة في الجهات.
رغم اننا نأمل في إيجاد حل يمكن الرابطة من استعادة نشاطها وإشعاعها ، الا اننا نؤكد انه اذا لم يسبق انفراج يسمح للرابطيين بالحوار والتشاور وما لم ترفع كل أشكال التضييقات عليهم و ما لم يستمع لأرائهم وتصوراتهم وما لم تكف السلطة عن استعمال القضاء كغطاء قانوني والأمن كوسيلة للمنع وما لم تقتنع بحق الرابطة في النشاط الحقوقي فان أي حل لازمة العلاقة ، مهما كان موقف قيادة الرابطة منه، لن يؤدي الى نتيجة تستجيب لتطلعات كل المهتمين بالشأن الرابطي وحتى اذا ما ثبت الاستعداد ووجد الحل فانه لن يكون محل توافق هياكل الرابطة ، لان قيادة الرابطة لم تكن معنية خلال كل فترات حوارها برأي هياكلها وبالتالي لا يمكنها ان تعبر عن موقف الرابطيين، وربما كان ذلك احد أسباب فشلها في التأثير في المفاوضات السابقة .
كيف تتصورون الحل للخروج من الازمة؟
اعتقد ان للازمة بعدين : البعد الأول في علاقة بالسلطة ، وهي المسؤولة الأولى عن وضع الرابطة باعتبار عرقلة نشاطها و التضييق عليها و رفضها التعامل معها كمنظمة مستقلة يمكن أن تساعد في حل العديد من الانتهاكات التي تحصل وان تنشر ثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين ، وهو ما اعتبرته السلطة خطرا ونصبت العداء للهياكل على أساسه .
لكن القضية الثانية تخص الرابطيين ، فصعوبة الاتصال بينهم والتضييق عليهم والعقلية السلطوية لدى بعض قيادات الرابطة التي ترى نفسها المؤهلة الوحيدة للحديث باسم الرابطة رغم المآزق العديدة التي وضعت فيها المنظمة بسبب تعنتها ورفضها للحوار مع من لا يشاطرونهم الرأي واعتبارها كل اختلاف مدعاة للنفور والعداء وتقصيرها في القيام حتى بما يتطلبه منها واجبها في المحافظة على الرابطة ، كل هذا جعلنا في وضع صعب وحدّ من إمكانية تأثيرنا وساهم في استفحال الأزمة وطوّل امدها.
لكن الرابطة لازالت موجودة بفضل العديد من الرابطيين في الهيئة المديرة والجهات وكذلك مناضلي المجتمع المدني وأحزاب المعارضة الذين دافعوا عنها في أحلك الظروف وفي فترات الخنق والتضييق ولم تندثر الرابطة مع مرّ السنين مثلما كان متوقعا لها ولم تختزل في بعض الأشخاص مثلما يريد البعض لها .
وانا اخيرا ادعو كل مناضلي الرابطة ، بمن فيهم قيادتها،الذين طالما دافعوا عن الرابطة داخل اطرها وخارجها ان لا يهملوا الحوار والتشاور بينهم ، لأنهما أساس الديمقراطية داخل كل المنظمات والجمعيات و هو الدعامة الأساسية لأي تفاوض. حاوره : سمير ساسي
( الموقف عدد 567)
السبت 07 ذو الحجة 1431هـ – 13 نوفمبر 2010م
على متنها 31 شخصاً وكانت متجهة من ماليزيا إلى اليونان خاطفو السفينة التونسية يطالبون بفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن
دبي – آمال الهلالي
طالب مختطفو الباخرة التونسية “حنبعل 2” مساء الجمعة 12-11-2010 بفدية مالية لم تحدد قيمتها بعد مرور يومين على اختطافها في خليج عدن، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وتمكّن قراصنة مسلحون فجر الخميس الماضي من اختطاف باخرة تونسية تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال التونسي فريد عباس في منطقة خليج عدن قرب السواحل اليمنية وعلى متنها 31 شخصاً، 23 تونسياً بمن فيهم ربان السفينة، إضافة إلى 4 فلبينيين وروسي وكرواتي وجورجي ومغربي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في تونس أن “10 إلى 15 مسلحاً مجهولي الهوية نجحوا فجر الخميس في تحويل وجهة الباخرة “حنبعل 2” تحت تصرف الشركة التونسية “جي إم تي” والحاملة لعلم بنما والتي كانت متجهة من ماليزيا إلى اليونان محملة بالزيوت النباتية”. وتم تغيير وجهة الباخرة وفق نفس المصدر إثر توقفها لمدة وجيزة بخليج عدن، حيث قام القراصنة المسلحون باقتيادها باتجاه السواحل الصومالية. وأعطى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إثر عملية اختطاف الباخرة التونسية تعليماته للسلطات الأمنية ذات الاختصاص لمتابعة مستجدات الاختطاف بالتنسيق مع كل الأطراف الدولية والمنظمة البريطانية للتجارة البحرية (أو كا أم تي أو) المكلفة بحماية البواخر المارة بخليج عدن في سبيل تحرير الرهائن والحفاظ على سلامة الطاقم المختطف.
(المصدر: موقع العربية.نت (دبي – الإمارات) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
مسؤول في شركة”جي آم تي” المتصرفة في “حنبعل 2”: جميع طاقم الباخرة بخير..ولم نتصل بأية مطالب من قبل القراصنة
تونس – الصباح – تواصلت أمس مساعي مختلف الأطراف من وزارة خارجية ووزارة النقل والشركة المتصرفة في الباخرة “حنبعل 2” … لإيجاد مخرج لقضية اختطاف الباخرة التجارية التي تحمل على متنها 23 بحارا تونسيا وتحمل علم بانما وذلك من قبل قراصنة يفترض كونهم صوماليين في المحيط الهندي وبالتحديد قرب خليج عدن.
وحسب ما أفادنا به السيد محمد صالح بوصريح المدير التجاري لشركة “جي آم تي”(Gabes Marine Tankers) فان المعلومات الواردة لحد أمس تؤكد أن جميع أفراد طاقم الباخرة بخير. وأضاف أن كل السلط في تونس مهتمة بالموضوع وتتابع في مراحل تقدمه بكل اهتمام.
وأوضح السيد بوصريح أن السفينة ليست تونسية بل هي حاملة للجنسية البانامية وما يربط الشركة التونسية بالسفينة هو عقد تصرف فقط. وهو ما يعني أن إجراءات التأمين وغيرها من الإجراءات الأخرى الخاصة بالسفينة تبقى من مسؤولية مالكها الأجنبي.مشيرا أن الحديث عن مطالبة بفدية مغلوط لحد اللحظة.
وذكر مسؤول الشركة التونسية أن طاقم الباخرة يتكون من 31 شخصا بينهم 23 تونسيا ينتمون إلى عدد من مناطق الجمهورية.وأضاف أن الشركة باتصال متواصل منذ اليوم الأول للحادث مع عائلات طاقم الباخرة لطمأنتهم على حالة هؤلاء التي تصلنا عبر مصادر وسيطة.وأشار السيد بوصبيع أن جميع حالات القرصنة البحرية السابقة التي جدت في نفس المنطقة انتهت بسلام ولم يتم خلالها المساس من أمن وسلامة الأفراد الذين عادوا إلى أهاليهم سالمين بعد أيام قليلة من عمليات الاختطاف.
ويذكر أن أعلى هرم السلطة الرئيس زين العابدين بن علي أعطى تعليماته خلال مجلس وزاري انعقد أول أمس بمتابعة موضوع السفينة “حنبعل 2” بكبير الاهتمام والحرص على سلامة المحتجزين.مطالبا المجموعة الدولية من خلال مختلف آلياتها بالعناية بظاهرة القرصنة البحرية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة والعمل على مجابهتها بفاعلية ونجاعة ضمانا لسلامة الملاحة الدولية. وقد تشكلت خلية لإدارة الأزمة داخل وزارة الخارجية لمتابعة ملف السفينة المختطفة والتنسيق مع جميع الأطراف المتداخلة في تونس واليمن ولدى بعض المنظمات الدولية.كما تم إيفاد مسؤولان من الشركة التونسية المسوغة للباخرة للعاصمة اليمنية صنعاء لمتابعة الموضوع عن كثب. وكانت السفينة قادمة من ماليزيا إلى اليونان محملة بالزيت النباتي وقد اعترضها القراصنة بعد توقفها لمدة وجيزة بخليج عدن. وكانت القوة البحرية لمكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الاوروبي “اتالانت” قد أعلنت يوم الخميس أن قراصنة استولوا على سفينة ترفع علم باناما، وعلى متنها طاقم مؤلف من 31 شخصا في المحيط الهندي بينما كانت متوجهة إلى السويس.
وقالت القوة الأوروبية أن السفينة ” حنبعل 2″ تعرضت للهجوم على بعد حوالي 860 ميلا بحريا شرق القرن الإفريقي، أي أنها كانت اقرب إلى الشواطئ الهندية منها إلى الصومالية.
واعتاد القراصنة الصوماليون العمل بعيدا نحو جنوب أو شرق قواعدهم على الساحل الصومالي.
وعلى الرغم من وجود وحدات البحرية التابعة لعدة دول في المحيط الهندي، فقد تم تسجيل 164 هجوما على السفن في المياه الواقعة قبالة سواحل الصومال، بين جانفي وسبتمبر 2010 مقارنة مع 193 هجوما خلال الفترة نفسها من العام الماضي، حسب أرقام المنظمة البحرية الدولية. سـفيـان رجـب
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
اعتبرها رسالة من ابن لأبيه مغني راب تونسي يدعو الرئيس لمعاينة أوضاع الناس ومعالجتها
دبي – العربية.نت
اختار مغني راب لقّب نفسه “بالجنرال” أن يتحدث بلسان الشعب التونسي ويتوجه بخطاب مباشر لم يخلو من “اللوم الهادئ” للرئيس التونسي بن علي في أغنيته “ريس البلاد” في خطوة وصفت بالجريئة. واختار هذا الشاب موسيقى الراب الأكثر استماعا في صفوف الشباب التونسي لتمرير رسالة إنسانية وشفافة من “ابن لأبيه” لم تخلو من النقد لأوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية قائمة في البلاد كحرية التعبير والبطالة والفقر دعاه خلالها بشكل ودي إلى معاينة الأوضاع بشكل ميداني والنزول إلى الشارع. وتضمن الفيديو في بدايته لقطات من زيارة ميدانية أداها الرئيس التونسي نهاية الثمانينات لأحد المدارس بمناطق كانت فيما مضى “معزولة” وتوجه بسؤاله لأحد الأطفال إن كان يريد إخباره شيئا. وسجلت هذه الأغنية التي صورت على شكل فيديو كليب تداولا مذهلا عبرالموقع الاجتماعي الشهير”فيس بوك” كما تم نشرها في بعض المواقع الإعلامية التونسية مثل مجلة “توني فيزيون” الثقافية الأوسع انتشارا في تونس.
(المصدر: موقع العربية.نت (دبي – الإمارات) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
عملة التعليم العالي بصفاقس يتمسكون بالإضراب
حرر من قبل التحرير في السبت, 13. نوفمبر 2010
تمسكت نقابات عملة التعليم العالي بجهة صفاقس بالإضراب داخل المبيتات والمدارس والمعاهد الجامعية والمطاعم وذلك اثر فشل الجلسة الصلحية التي انعقدت بمقر ولاية صفاقس للنظر في برقية الإضراب الصادرة عن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس والمتضمنة الدخول في إضراب كامل يوم 2 ديسمبر القادم.
ويطالب الطرف النقابي بإلغاء عملية التشغيل عن طريق شركات المناولة وتعويضها بالانتداب المباشر حسب ما ينص عليه التشريع التونسي وتسوية وضعية العملة المتعاقدين وتعميم مادة الحليب على كافة العملة دون استثناء وإعفاء أبناء العملة من معاليم الترسيم وتمكينهم من مجانية السكن والأكلة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
بطلب من نقابة المعلمين نحو اتفاق على الترفيع في منحة الريف للمعلمين..
تونس – الصباح – تعقد النقابة العامة لنقابة التعليم الاساسي يوم الثلاثاء 23 نوفمبر لقاء مع الإدارة العامة للتعليم الأساسي بوزارة التربية وذلك قصد مواصلة النقاش حول جملة من المقترحات كانت تقدمت بها سلطة الاشراف اول امس.
وستتضمن نقاط النقاش عددا من المطالب تتعلق بالارتقاءات والمنح وتحسين شروط الارتقاء من رتبة إلى اخرى خاصة منها رتبة المعلم الاول.
وعلمت “الصباح” أن جلسة العمل التي انعقدت اول امس بين الإدارة العامة للتعليم الأساسي وممثلي النقابة العامة للتعليم الأساسي شهدت تقديم مقترحات جديدة من طرف الإدارة منها مقترح حول الترقيات بصفة عامة وذلك شرط ربط جانب منها بتكوين المعلمين. وقالت مصادر من النقابة العامة للتعليم الاساسي ” ان الوفد الإداري اعرب عن إستعداده للترفيع في منحة الريف للمعلمين شرط احتساب سنوات العمل التي قضاها المعلم في المدارس الريفية”. وحول طبيعـة نسق اللقاءات قال ذات المصدر أن الامور تسير بنسق بطيء حيث تعتبـر الإدارة وفي كـل مرة ان المقترحات مازالت قيد الدرس وان البحث في التداعيات مازال مستمرا.” واعتبر المصدر النقابي ان الوزارة موافقة من حيث المبدأ غير انها لم تقدم أي مقترح ملموس في هذا الشان.” خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
مختص في التأمين لـ الصباح : التأمين لا يشمل الاختطاف..لكن الشركة المؤمنة يمكن أن تدفع الفدية بصفة احتياطية
تونس – الصباح – في ضوء تعرض سفينة “حنبعل 2” الخاضعة للتصرف من قبل شركة “جي آم تي” (GABES MARINE TANKERS) لصاحبها رجل الأعمال فريد عباس للقرصنة في خليج عدن،أكد السيد فتحي شمام المختص في التأمين للـ”الصباح” أن التأمين على البواخر في تونس وفي جل البلدان الأخرى تقريبا هو تأمين مادي فقط بمعنى تأمين قيمة الباخرة وتأمينها من خطر الإصابة والغرق إلى جانب تأمين البحارة بالطبع.
وبخصوص حادثة اختطاف الباخرة “حنبعل 2” التابعة لشركة “جي آم تي” بخليج عدن ذكر السيد شمام أن مخاطر الحرب والإرهاب لا تباع ضمن عقد التأمين العام بل هي تباع بمفردها وأغلب الشركات لا تؤمن بواخرها من هذه المخاطر لأنها قليلة الحدوث ومستبعدة.وأضاف أن في تونس ليس لدينا هذه النوعية من التأمين حتى ضمن التأمينات على كل المخاطر التي تتعلق فقط بالجانب المادي للسفينة وبطاقمها وليس بعمليات المقايضة والفدية.
وعن إمكانية خلاص الفدية أو المساهمة فيها من قبل شركات التأمين خاصة أن بعض الأنباء تتحدث عن مطالبة القراصنة بمبلغ مالي معين للإفراج عن السفينة وطاقمها،أجاب السيد فتحي شمام أنه من الضروري أولا معرفة نوعية تأمين الباخرة “حنبعل 2” وقيمة التأمين باعتبار أن شركة التأمين يمكن أن تفضل دفع الفدية أو المساهمة فيها على تعويض الخسائر المادية للسفينة في حالة تنفيذ القراصنة لتهديداتهم والمساس بالسفينة بإغراقها أو إصابتها إصابات بليغة. وبالتالي يكون مبلغ الفدية أو المساهمة فيها بطريقة احتياطية أرفق وأهون على شركة التأمين من دفع التعويضات المالية.
وبخصوص ما يفرضه قانون التأمين الخاص بالنقل البحري ذكر السيد فتحي شمام أن القانون يفرض تأمين البضائع التي تفوق قيمتها الـ 3000 دينار ودون ذلك غير مجبر على التأمين مؤكدا أن في تونس ليس هناك قانون تأمين بحري بل أن ما يتم اعتماده في هذا الإطار هو القانون الفرنسي في إطار اتفاقيات دولية.
وأضاف محدثنا أن قضايا القرصنة البحرية في العادة و في حال كانت السفينة المختطفة مؤمن عليها بواسطة شركة محلية فإن المبلغ الذي تتم المطالبة به من قبل القراصنة، لا يتم دفعه بالكامل من الحساب الخاص لهذه الشركة المحلية وإنما يتم تغطية أكثر من 95 % من هذا المبلغ بواسطة شركات إعادة التأمين الأجنبية أو ما يسمى معيدي التأمين المرتبطين بشركة التأمين المحلية، وهذا كله يندرج تحت وثيقة التأمين على السفن البحرية المتعلقة بأخطار الحرب والإرهاب. سـفيـان (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
هزة أرضية بجنوب شرق جلمة فى تونس الأحد، 14 نوفمبر 2010 – 14:21
سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطنى للرصد الجوى فى تونس هزة أرضية ارتدادية اليوم، الأحد، بلغت قوتها 8،3 درجة على مقياس ريختر. وحسب بيان صادر اليوم، الأحد، عن المعهد فإن التحاليل الأولية تفيد بأن مركز هذه الهزة يقع فى 01،35 درجة خط عرض شمال وبـ67،09 درجة خط طول شرق (شمال سيدى بوزيد/ جنوب شرق جلمة). وأفادت التحاليل الأولية بأن مركز هذه الهزة يقع فى 80،34 درجة خط عرض شمال و14،09 درجة خط طول شرق، وبلغت قوتها 4،8 درجة على مقياس ريختر، فى منطقة أولاد عاشور بمعتمدية جلمة من ولاية سيدى بوزيد. وقد شعر بها عدد من المواطنين.
(المصدر:موقع اليوم السابع بتاريخ 14 نوفمبر 2010)
فيديو: الحقلة الثالثة مع الدكتور أحمد الأبيض وتجربته العلمية والانسانية
في هذه الحلقة الثالثة من الحديث الذي خص به الدكتور أحمد الأبيض السبيل أونلاين ، يواصل الطبيب والمفكّر الإسلامي والخبير في العلاقة بين الجنسين ، حديثه عن اهتماماته العلمية فيقول :”كتبت واهتممت بموضوع الحب الذي عادة ما ينظر له البعض إحترازا ، وبقي كتاب طوق الحمامة في الألفة والألاف يتيما أو شبه يتيم ، لكنه بقي متألقا لأنه يستحق وهو بذلك جدير حتى أن “رولونبارت” عاد إليه في كتاب “شذرات عن العشق” ، فالموضوع لا زال بحاجة للدراسة ولا زال بحاجة للتوطين في أرضنا وثقافتنا ، خصوصا وأننا نقرأ لابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان” إدانة في بعض المستويات للحب ، وإن كان تحدث عن العشق في بعض صوره ، وهذه حالات مرضية ليست الحب في جوهره وأصله ، وإذا تأملنا في الغتنا العربية فإن هناك عديد الألفاظ الدالة على الحب .
الكاتب والمخرج السينمائي ناصر خمير قال مرة في حديث صحفي أن في العربية سبعين اسما للحب ، كما للأسكيمو سبعين اسما للثلج ، فقلت معلقا “العرب مغموسون في الحب كما الأسكيمو مغموسون في الثلج” .وإن كانت الدكتورة رجاء بن سلامة في أطروحتها “العشق والكتابة” ، تذكر أكثر من مائة اسم للحب في اللغة العربية بدلالات مختلفة ، أما الثعالبي في كتابه “فقه اللغة” فيذكر أسماء مختلفة معبرة عن مستويات مختلفة معبرة عن مراحل مختلفة للعاطفة الحبية ، فالحب في حاجة وحري أن يدرس وأنا لست من القائلين بأن الحب لا يفهم وهو يستعصي عن الفهم ، أو أنه طلصمي ، إنه في حاجة إلى دراسة وقابل للفهم وإن كان في علم الاجتماع العائلي كما تذكر الدكتورة سامية حسن في كتابها “الاختيار.. الزواج والتغير الاجتماعي” وهي رسالة الدكتوراه ،و التي نالت بها شهادتها تذكر نظريتان كبيرتان للاختيار للزواج ، الأولى النظرية المكانية والثانية النظرية التماثلية ، وقد أخضعتهما للتحليل والنقد واقترحت نظرية ثالثة تتجاوزهما وتتجاوز السلبيات التي فيهما وسميتها “النظرية التوافقية” ، وكانت مبحثا في كتاب سابق لم ينشر اسمه عن المرأة والأسرة واحتلت حيزا هاما في كتابي عن الحب الذي لم أستقر بعد على رأي على تسميته بين بيان الحب أو رسالة في الحب أو العيون الصافية للعشق أو فن الحب أو علم الحب ، والحديث دائما للدكتور أحمد الأبيض .
ومن الموضوعات الأخرى التي اشتغلت عليها مبحث الاختيار للأسرة ، لأننا إذا تأملنا في المشكلات الطارئة في الأسر سواء الذي نشاهده من حولنا أو في الفضائيات ، يتبيّن أن جزءا كبيرا من المشكلات راجع إلى اختيار خاطىء ، ولو عرف الناس كيف يختارون لتجنبوا الكثير من المشكلات ، وخصصت لذلك استجوابا مطولا لم أستقر بعد على كيفية طرحه فإما أن أنشره كتابا أو أطرحه على الانترنت أو على موقع نتهيأ لإطلاقه لتقديم استشارات مأجورة عن كل ما يتعلق بين الرجل والمرأة من البدء حتى التتويج بالنجاح أو الفشل ، ونعين الفاشلين على تجنب سوء فشلهم ونعين الناجحين على مزيد من التألق وجعل حياتهم ربيعا لا ينقضي ، ولو كنت في بلاد أخرى لأطلقت مشروع مدرسة لتعليم الناس كيف يكونوا أزواجا وزوجات ، لأننا نتعلّم كيف نكون أطباء ومهندسين وموظفين ومحامين وعاملين ولكننا لا نتعلم كيف نكون أزواجا وزوجات أو آباء وأمهات ، و نترك الحبل على الغارب كما يقول المثل التونسي ” دزها وربي يحزها” ، والكلام للدكتور الأبيض .
ويضيف : واشتغلت أيا على موضوع المشهدية الجنسية ، أي الصورة التي تجعل من الجنس مشهدا أي مشهدة الجنس سواء في الصحف والمجلات أو عبر لقطات الفيديو أو الأفلام وعبر قنوات تلفزية والمواقع الكثيرة والتي تعتبر أكثر المواقع زيارة كما تبين الإحصائيات ، والذي يدخل هذا المجال سريعا ما يدخل في الإدمان حتى وإن كان يريد التحرر لكنه يجد نفسه مشدودا ومأسورا فقلت هل يكفي أن يقال أن ذلك حرام وأن على المسلم أن يتذكر دعوة الإسلام لغض البصر ؟ أم أن المسألة تحتاج لذلك ولغيره؟ في هذا السياق جاء هذا العمل سميته فك شفرة المشهدية الجنسية ، والذي هو جاهز للنشر ونرجو أن ينشر في السنة القادمة ونحن بصدد ترجمته للفرنسية ونرجو أن نطلق نشره بالعربية والفرنسية بالتوازي .
وعندما خرجت من الأسر ، حاولت استجلاب من فرنسا كتب لها علاقة بالموضوع ، وما قدمته في هذا الكتاب يتجاوز ما كتبه غيري بمراحل على حد علمي على الأقل مشرقا ومغربا شمالا وجنوبا .
وهو يتعلق بمستويين ، الأول هو الآليات التي تحكم المشهد فالكشف عن هذه الأليات يحرر الإنسان من سحر الساحر ، والثاني سميته معالجات في العمق والتي ترصد الأسباب العميقة التي تجعل الناس مهيئين ليكونوا ضحايا لهذا الإدمان وهته السلع المروجة والتي فيها تسليع للإنسان وتحويله مرة سلعة ومرة إلى مستهلك لهذه السلع .
من الموضوعات التي اشتغلت عليها موضوع سميته ” استئناف القول في المعتقد الإسلامي” وهو تتمة لعمل كنت قد بدأته بكتاب سميته “فلسفة التوحيد” ضمن مقولات ودلالات التي سبق الإشارة إليها ، واعتبرت أن الكتابات منذ قرون ما انفكت عن ترديد ما كتب منذ قرون في الثقافة الإسلامية ، وأعتبر أننا في حاجة لقراءة جديدة للمقولات العقدية الإسلامية تجعل من العقيدة قريبة منا وذات علاقة بالفعل اليومي وليس مجرد معلومات يعتقدها الإنسان ويجعلها في تلافيف دماغه وإنما لها امتداداتها اليومية في كل مجالات الحياة .
وتفرغت لفترة مطولة وكتبت عن الأخرة في القرآن التي كانت تشغل بالي باعتبار كثافة ورودها في النص القرآني ، فلا نكاد نمر بصفحة وفي أقصى الحالات صفحتين دون أن يتعرض النص القرآني إلى الآخرة بصورة أو بأخرى فقلت :هل مجرد المقصد من ذلك هو تذكير الناس بأن هناك يوم يعرضون فيه على الله ويحاسبون على كل صغيرة وكبيرة ؟ وكانت إجابتي عن هذا السؤال بالنفي ، فلو كان الأمر كذلك لنزلت سورة في القرآن صريحة واضحة تحدثنا على هذه الفكرة على أهميتها هذا ما دفعني لمراجعة النص القرآني والذي يتعرض للأخرة عبر سبع مداخل أساسية ، يفصّلها الدكتور أحمد الأبيض في كتابة . والى اللقاء في الحلقة القادمة والأخيرة …
من تونس – عبد السلام التوكابري
( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
هاؤم اقرأوا كتابي ..مقال الشباب يلاحقني بعد عقدين …متمسك بأقوالي
الحبيب بوعجيلة
في رديه الأول والثاني (الصادرين تباعا على صفحات تونسنيوز بتاريخي 7 و 13 نوفمبر 2010 ) أورد “الشقيق” صابر الشاهد مقتطفات من مقال لي كتبته وأنا في أوائل العشرينات من عمري على صفحات جريدة الموقف بتاريخ 3/9 ديسمبر 1987 .و قد أراد الصابر بذكر هذا المقال إثبات “التهمة ” علي بمعارضتي “للاتجاه الإسلامي واتحاده ” وفي إطار تجنيب القراء نقاشا مجردا حول ” غائب ” لم يشهدوه أضع بين أيديهم هذا المقال كما كتبته بلا تحريف ولا زيادة او نقصان منذ 23 سنة خلت غير أني أريد التمهيد بجملة من الملاحظات :
1/ تهمة ” اختلافي مع الاتجاه واتحاده في الثمانينات تهمة لا أنكرها وان كانت لا تنبع من ” مشاعر الكره والبغض ” التي يصر الصابر على حشري ضمنها ففي مجال الفكر والسياسة تكون الأحاسيس والمشاعر عموما غير قادرة على تفسير المواقف ورغم ذلك فلابد من الإشارة إلى أن تشنجاتنا ” الشبابية ” على بعضنا البعض يمكن أن تفسر بعوامل السن والرغبة في “تحقيق الذات وإثباتها ” وهي مشاعر طبيعية يمكن أن تؤثر في حجم ردود الأفعال وأسلوب التعامل و لكنها يجب أن لا تبقى ” ندوبا ” بيننا تحجب عنا موضوعية النقد وضرورة الاعتراف لبعضنا بالحق بعد مرور الزمن
2/ سيلاحظ القراء –مرة أخرى – أن مقالي في القرن العشرين لم يختلف عن مقالي الأخير في تعرضه بالنقد إلى جميع المواقف وقتها يسارية وقومية و إسلامية وهو أمر طبيعي لطالب شاب ينتمي حينها إلى “حساسية سياسية وفكرية” تدعي التميز وسط المشهد السائد و بعد عودتي إلى هذا المقال “الشبابي” اجزم دون وثوقية مفرطة أنني لو استقبلت من عمري ما استدبرت لأعدت كتابته بنفس الروح والعبارات . ولكن ذلك لا يمنعني من التذكير بسياقات كتابته وهي فترة اتسمت بالاستقطاب و الصراع مع حركة الاتجاه الإسلامي و على مستوى التيار الذي كنت من منشطيه في الجامعة كان التصور وقتها أن فعلنا مندرج في سياق الحركة التقدمية في مقابل الاتجاه و هو ما قد يفهم منه الجرأة في إيراد معلومات وتحاليل تقترب إلى التحريض والمواجهة مع ” الخصم ” لإثبات الموقف بكل الطرق .
3/ كان لابد من الإشارة إلى أن إقدام شاب في أوائل العشرينات من عمره آنذاك على كتابة مقال في التحليل السياسي للشأن الطلابي و هو في بوتقته كان مغامرة بكل المقاييس ولا أنكر ما سببته وقتها لعدد من “الإخوة” و الأصدقاء ” من قلق و إن كان لابد من الإشارة إلى أن أحدا لم يرد حينها على هذا المقال بمن فيهم “إخوتنا ” في الاتجاه الإسلامي الذين كانوا يؤثثون الصفحات الطلابية في صحيفتين على الأقل وقتها وهي ” الصباح ” و “الرأي ” . ولعل من مظاهر المغامرة أيضا وقتها أن يغادر هذا الشاب منبر الخطابة التحريضية ” الثورية ” إلى ” كرسي المحلل السياسي” الداعي إلى التعقل والواقعية وهو ما يفهم وقتها في سياق الضغط على ” حلفائي ” اليساريين للاتجاه نحو تشكيل الجبهة و الانجاز .
عنوان المقال = التيارات الطلابية و 7 نوفمبر.من المباركة إلى الانتظارية (الحبيب بوعجيلة / الموقف من 3 إلى 9/12/87 ) ليس من الغريب أن يتفاعل الطلاب مع التغيير في أعلى هرم السلطة بالبلاد خصوصا وقد شهدت الجامعة التونسية تراكم جملة من المشاكل السياسية والبيداغوجية العويصة التي يفترض حلها توفر إرادة سياسية صادقة وشجاعة .لقد عانى الطلبة سنينا طويلة من سياسة تعليمية قوامها الارتجال و الانتقاء إضافة إلى اصطدامهم بعقلية الحكم الفردي المتحجر الرافض لحق الاختلاف والتعدد .و قد بدأت مساوئ هذه العقلية في التجلي منذ انقلاب قربة 71 الذي حرم الطلبة من منظمتهم النقابية الشرعية التي أرادوها مستقلة تقدمية مناضلة و حكم على آلاف منهم بالتشريد و السجن والتجنيد وهي وسائل في الإلجام مازال يعاني منها الطلاب إلى يومنا هذا . وتتفق اغلب الحساسيات السياسية بالجامعة حاليا على أن الحديث على تنقية المناخ السياسي بالبلاد يبقى عديم الأهمية بالنسبة إلى الطلاب ما لم يشمل الوضع الطلابي عبر تجاوز سياسة ” العصا الغليظة ” في التعامل معهم وذلك بإقرار الحريات السياسية و النقابية بالجامعة ( الكف عن تقطيع المعلقات الحائطية ..سحب الشرطة العلنية والسرية من الكليات والأحياء ..العودة إلى مبدأ انتخاب العمداء و مجالس الكليات إضافة إلى تسريح المجندين و المسجونين ) و رغم هذا الاتفاق المبدئي حول هذه المهام المطروحة حاليا فان التيارات السياسية مازالت لم تصطلح على خطة سياسية و تنظيمية موحدة و ذلك راجع بالأساس إلى الاختلاف في تقييم التغيير الحاصل بالبلاد ..ويمكن تحديد مختلف التقييمات في مواقف ثلاثة.
مباركة واستعداد
أول بيان صدر بعد 7 نوفمبر كان بإمضاء ” رابطات العمل الجماهيري المباشر ” وهي مجموعة ذات ميولات بعثية عبرت بوضوح عن مباركتها لصعود السيد زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم معتبرة ما حدث انقلابا ثوريا واعدا وقد أعرب أصحاب البيان عن استعدادهم للتعاون مع سلط الإشراف لتجاوز الوضع المتردي بالجامعة . وقد يكون البعثيون قد عبروا عن رغبتهم في عقد اجتماعات عامة بإذن من العمداء أو من مراكز الشرطة الموجودة بالكليات .كما واصل أصحاب البيان تحركاتهم في اتجاه دفع الساحة وتجنيد الطلبة حول الخطة التي رسموها و قد أثمرت تحركاتهم تشكيل ما يسمى ب ” لجنة العمل النقابي الوطني ” التي أصدرت بيانا لعل ابرز ما فيه هو تأكيد التفاؤل بالوضع الجديد بالبلاد و تراجع البعثيين عن موقفهم النقابي القديم الداعي إلى مؤتمر تأسيسي وتبنيهم لأطروحة 18 خ.ع و قد قابلت أهم الفصائل السياسية بالجامعة موقف البعثيين بنوع من الاستياء و الغضب و اعتبرته مهادنة و ” انبطاحا ” للسلطة في ظروف طلابية لم تتغير بالقدر الكافي ..وقد أول البعض موقف البعثيين في الجامعة برغبتهم في كسب ثقة السلطة للإحراز على تأشيرة للحزب البعثي المزمع تكوينه ..و رغم ما يمكن أن يقال حول سلامة موقف ” رابطات العمل ” أو خطئه فان حظه في الفعل و التأثير محدود.
مباركة مشروطة
موقف الاتجاه الإسلامي كان هذه المرة متميزا حيث تحقق الوفاق للمرة الأولى بين موقف الحركة في البلاد و موقف طلابها بالجامعة و زال الازدواج في الخطاب الذي كان يعتمده الاتجاه في السنين الأخيرة ..والذي كان بموجبه يتم تصدير خطاب راديكالي بالجامعة مقابل آخر ديمقراطي لين بالبلاد ..لقد أكد طلبة الاتجاه الإسلامي في بيانين احدهما بإمضاء الحركة و الثاني بإمضاء ” الاتحاد ” على مباركتهم للتحول في مستوى هرم السلطة و لكنهم شرطوا هذه المباركة بإطلاق سراح قياداتهم ومنح القانونية لاتحادهم الطلابي و قد اعتبر اغلب الملاحظين بالجامعة أن موقف الاتجاه كان ذكيا إلى ابعد الحدود حيث تجنب التورط في مباركة لا مشروطة من ناحية و في مواجهة ليس في مقدوره خوضها من ناحية ثانية و لم يدخل ” الاتجاه ” إلى حد الآن في تحرك عملي لتجنيد الطلاب حول المهام التي اعتبرها في بياناته أساسية .هذا التردد المتسم بقلة البيانات و غياب محاولات عقد الاجتماعات يرجع بالأساس إلى عدم وضوح الرؤية بالنسبة للإسلاميين بسبب عدم وضوح السلطة في موقفها من قضيتهم و سوف يزداد هذا التردد بعد اكتشاف مخبأ الأسلحة الذي تورط فيه بعض القياديين من الحركة .و يبدو أن الاتجاه واتحاده لم يعد قادرا بما فيه الكفاية على لف أوسع الطلاب لأسباب ثلاثة أولها وضعه التنظيمي و السياسي وثانيها طبيعة نشأة اتحاد الإسلاميين الذي رأى فيه اغلب الطلاب نسفا لنضالات الحركة الطلابية و ثالثها تورطه في السنة الفارطة في مسار تصعيدي انتهى بالجامعة إلى وضع لا تحسد عليه و إذا أضفنا إلى هذه الأسباب الثلاثة حرص الاتجاه الإسلامي على العمل المنفرد فان قدرته على الإشعاع تبدو ضعيفة ..
الانتظار كالعادة ..
أقصى اليسار أعلن كعادته عن موقفه المتسم بالرفض لكل ما يعتبره مهادنة و تآمرا على مصير الطلبة و رغم تأكيد ” الطلبة الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة ” على أن التغيير الحاصل في أعلى هرم السلطة هو تغيير داخلي إلا أن المهام التي طرحوها في الجزء الثاني من بيانهم تتطلب نوعا من الواقعية السياسية و قد جرت جملة من النقاشات لإقناع التيارات السياسية بضرورة تغيير تصوراتهم لأسلوب العمل السياسي المعتمد على مبدأ ” الكل أو لا شيء ” و تعويضه بمبدأ ” خذ وطالب ” خصوصا في هذا الظرف الذي يتطلب خطابا هادئا لاسترجاع جملة من الحقوق المغتصبة . ورغم كون اليسار الطلابي يتمتع بحظوظ أوفر للنجاح في مهمة تجميع أوسع جماهير الطلبة حول المهام الراهنة إلا أن أهم النواقص التي تشوب أسلوبه تتمثل في
1/ الانتظارية التي جعلت اليسار الماركسي يحدد موقفه على ضوء مواقف باقي الأطراف
2/ الميل المستمر إلى التصعيد الناتج على ” سيطرة النزعة الشبابية ” و غياب الرؤية السياسية الواعية و المسؤولة لدى قواعده مما يجعلها منساقة مع التيار الجماهيري العام
3/ طغيان النزعة النظرية و نقص التقييم الواقعي للوضع السياسي بالبلاد عموما مما يجعل العمل السياسي متسما بنوع من الطوباوية و اللاواقعية و الرغبة الشديدة في الانفراد .إن قراءة الخارطة السياسية بالجامعة تؤكد أن اليسار الطلابي قادر على الخروج بالطلاب من عنق الزجاجة إذا ما أكد مساندته للعمل الجبهوي الموحد عبر رؤية سياسية واعية وواقعية في إطار الإخلاص للمبادئ والمكاسب التاريخية للحركة الطلابية .
بسم الله الرحمان الرحيم
عذرا جبل عرفات لن يصعدك حجاج تونس هذا العام
بقلم : رافع القارصي
تعاطفا مع حجيجنا الميامين ضحايا إنفلونزا الإستبداد النوفمبري :
ملاحظة :
(بمناسبة مرور سنة على منع الطاغية بن على حجاج شعبنا المسلم في تونس من أداء مناسك الحج بتعلة إنفلونزا الخنازير نعيد نشر هذه الخاطرة .)
سيدي عرفات : يا أيها الجبل الأشم ، يا أيها الشاهد على النداء الخالد وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير… ( 27/28 الحج )صدق الله العظيم)
يا أيها الحبيب الذي إحتضن صعيدك الطاهرحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع أنت يا من قبِِلت صخورك العطرة أقدامه الشريفة يوم جاء لتوديع الأمة من فوقك .
أنت يامن وطئتك أقدام صحابته الكرام و آل بيته الأطهار رضوان الله عليهم جميعا ، أنت يا من وقفت بين جنباتك و مرتفعاتك أجيال و أجيال من المجاهدين و الشرفاء والفاتحين و الشهداء و الأحرار من أبناء أمتنا العظيمة .
سيدي الكريم : ياأنت يا مشهدا من مشاهد الآخرة ، ياأنت يا من تتشوق لصعودك أنفس المستضعفين من إتجاهات الكون الأربع.
أنت يا أمل التائبين و العصاة و المذنبين في حج مبرور و ذنب مغفور ، أنت يا رمز الوحدة و التوحيد ، يا رمز التوبة و التحرر و التسليم لن يقف على صعيدك الطاهر حجاج تونس هذا العام !!!. هكذا قررت آلهة قرطاج و هكذا خطط الملأ من آل السابع من نوفمبرالظلمة لا حج لا طواف و لا سعي ولا وقوف عندك هذا العاملا زمزم لا تلبية لا تهليل و لا تكبير و لا تحميد هذا العام.
لا زيارة للروضة العطرة ، لا مناسك لا صفا و لا مروة و لا إحرام هذا العام ، لا صلاة لا صيام لا نحر و لا صدقة على الفقراء هذا العام ، لا بقيع و لا غار حراء و لا مزدلفة هذا العام،لا رمي للجمرات و لا إستقبال و لا توديع لمكة هذا العام .
ولا هدايا للأهل و لا صور و لاذكريات في الأراضي المقدسة هذا العام، تلك هي إذا مناسك الحج عند المذهب النوفمبري و في أعراف الأخزوري( 1)مجموعة لاءات تمزق قلوب وأفئدة من حرمتهم السلطة من زيارة الأماكن المقدسة والقيام بالفريضة .
يا سيدي يا أيها الجبل العظيم يا جبل الرحمة :
أنظر كيف خلت الرحمة من قلب الصنم النوفمبري حتى خطف أحلام حجيجنا و داس على رغبات أمهاتنا و آبائنا الكبار وألبس أجسادهم المرتعشة رهبة وإشتياقا للوقفة فوق صعيدك الطاهر لباس الأحزان بدل لباس الإحرام .
أنظر كيف عطل الجنرال وزابنيته شعيرة الحج بحجة الإنفلونزا بعدما عطل كبيرهم بورقيبة ذات يوم شعيرة صيام رمضان بحجة ” الجهاد الأكبر ” و اللحاق بركب الأمم المتقدمة !!! .
عذرا يا أيها الطاهر الطهور ستفتقدهم و يفتقدونك ، وستبكيهم و سيبكونك ، ستحزن على غيابهم و سيحزنون على فراقك هذا العام
ستتألم و سيتألمون وحتما ستغضب و سيغضبون وحتما ستدعو على من حرمهم و سيدعون و حتما لن تتأخر الإستجابة ولو بعد حين .
أعذرهم يا أيها الجبل الطيب ، يا عمقنا يا أقداسنا يا أمانة الأنبياء في أعناقنا ، أعذرهم فلم يتخلفوا عن الوقفة فوق صعيدك الطاهر بإرادتهم لا سمح الله فهم لطالما منوا النفس بالسجود فوق أديمك المقدس ولطالما حلموا بالصعود إلى أعلى قمتك ، هم طيبون مثلك و مثل بقية حجاج أمتنا ، هم مستضعفون باعوا ما عندهم و إدخروا ما إستطاعوا حتى يأتوك ولو حبوا و لكن معذرتهم إلى ربهم أنهمضحايا لسبعة شقيةآلت على نفسها تجفيف إرثالعبادلة السبع فلا حج إحترمت و لا حجاب و لا عفة صانت و لا حقوق إنسان ولا كرامة ولا خبز ضمنت .
أما أنتم يا حجيجنا يا ضحايا إنفلونزا الإستبداد النوفمبري يا أيها المغدور بكم ، يا أمهاتنا يا آبائنا يا أجدادنا يا أنتم يا أيها الأمل الذي يعيش فينا بالله عليكم كفكفوا الدموع جففوا المآقي لا تمزقوا قلوبنا نحن الأبناء و البنات لا تحزنوا لا تهنوا إرفعوا الرؤوس إستبشروا بمحنتكم خيرا فقد سبقكم إليها رسول المستضعفين و الناس أجمعين حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام عندما منع من العمرة هو وأصحابه الكرام و آل بيته الأطهار كما منعتم فصبر ورابط و صابر حتى عاد إلى مكة فاتحا و محررا و هادما للأصنام.
عذرا يا حجاج تونس الكرام ، يا من تتقطعون ألما و شوقا للديار
المقدسة يا من حال بينكم و بين الفريضة شرذمة من الظلمة و المفسدين لا يرقبون فيكم ولا في شعبكم إلا ولا ذمة ، إحتسبوا مصيبتكم عند ربكم ، لا تأسفوا على ما مناسككم التى ضيعوها لكم، إحتفظوا بجمراتكم وأرموها مع أبنائكم الطلبة و بقية شباب تونسالمهمش و المعذب على شياطين الإنس من أعوان الظلمة بعدماحيل بينكم و بين رميها على إبليس رمز الرذيلة و الفساد والإستكبار في الأرض ، سددوا الرمي فلا فرق بين الفريقين كبير .
أما أنت يا حبيب الظلام يا عدو الحياة يا نبتة الإستبداد في أرض الخضراء الطيبة يا من نشرت الحزن والدموع في بيوت الحجيج ، يا من زرعت الألم في صدور أمهاتنا و آبائنا المسنين ، يا من سرقت منهم حجة وداع في آخر أعمارهم و قتلت في داخلهم أغلى الأماني و الأحلام في حجة تطفئ غضب الرحمان وتغفر لهم ما تقدم من ذنوب و أدران لا تستعجل فإن وعد الله آت … آت .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأخزوري : وزير الشؤون “الدنيئة” في حكومة الدكتاتور بن على
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
تهنئة لأهالي منطقة الحوض المنجمي
بمناسبة عيد الأضحى تتمنى اللجنة الوطنية عيدا سعيدا لكل أهالي الحوض ألمنجمي . كما تتمنى تحقيق أماني مواطني الجهة المشروعة في إطلاق سراح بقية المساجين وإرجاع المسرحين إلى عملهم وإيقاف كل التتبع ضد كل الملاحقين والقطع مع الحلول الأمنية والقضائية في المنطقة و تحقيق تنمية جهوية عادلة.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية معايدة
بمناسبة عيد الأضحى يسر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن يتقدم بأحر التهاني إلى أصدقائه والى الشغالين بالفكر والساعد والى كافة الشعب التونسي راجيا أن يكون هذا العيد طالع خير ويمن على الجميع. كما يرجو أن يتمكن بفضل جهد أعضائه أن يكون خير دعامة للحقوق والحريات في بلادنا متضامنا في ذلك مع كل الهيئات والمنظمات الحقوقية خدمة لمستقبل أفضل ينعم فيه العامل بكل الشروط التي تحفظ إنسانيته وتصون كرامته. ونحن لا ننسى بهذه المناسبة السعيدة ان نتقدم بأحر تهاني العيد الى مساجين الحوض المنجمي راجين أن تغلق السلطة هذا الملف نهائيا حتى تطوى صفحة الماضي الأليم وتحل مشاكل سكان الحوض بغير الحلول الأمنية التي لا تحل في الواقع أي مشكل… وكل عام ونحن جميعا بألف بخير.
عن المرصد المنسق المكلف بالاعلام عبدالسلام الككلي
جمعية أهل البيت الثقافية تونس تهنئة بالعيد
بسمه تعالى
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ الحج إلى بيت الله الحرام ، دعوة أطلقها نبي الله و خليله سيدنا إبراهيم عليه السّلام ، منذ آلاف السّنين و ها هي جموع أهل القبلة من أمة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وآله تسير بأمر الله ورسوله و تلبي دعوة الأنبياء، لبيّك اللهم لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك.
مظهرالوحدة والتوحيد ، مظهرالطاعة والخشوع، مظهرالعزة والقوة، في كل عام يجتمع المسلمون من كل الأجناس والمذاهب والشعوب والقبائل في ميقات واحد و في لباس واحد وبشعائر واحدة و بشعار واحد لبيك إلى دارالسلام لبيك، لبيك غفار الذنوب لبيك، لبيك أهل التلبية لبيك، أشهد أن لا إلـه إلا الله، وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمد عبده ورسوله، لا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره المشركون.
هنيئا لكل حاج وفّقه الله لزيارة بيته الحرام ونبيه المختارو أهل البقيع الأخيار ووقف على جبل الرحمة والمغفرة والتوبة ، جبل عرفة المعظّم و هنيئا لكل من رجم الشيطان وأعوانه و هنيئا لمن أعلن البراءة من المشركين ولعن الجبت والطاغوت ، هنيئا لهذه الأمة المرحومة ، التي أخرجها الله للنّاس لتكون خير الأمم، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر و تؤمن بالله. نبارك للأمة الإسلامية هذه الأيام المباركة و خصوصا يوم عرفة ويوم العيد الكبير، و نسأل الله أن يتقبل أعمالنا و يستجيب دعاءنا ويوحّد كلمتنا وينصرنا على أعدائنا.
لا إلـه إلا الله، وحده وحده،أنجز وعده، ونصرعبده،وهزم الأحزاب وحده، فله الملك، وله الحمد، يحيي و يميت، ويميت و يحيي ، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.
جمعية أهل البيت الثقافية تونس السيد عماد الدين الحمروني ٨ذوالحجة ١٤٣١
المنتدى التونسي في هولندا
تهنئة
قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ” صدق الله العظيم نتقدم إلى ولي أمر المسلمين في بلدنا الحبيب، فخامة الرئيس زين العابدين بن علي، و إلى الحكومة والشعب التونسيين، وسائر الأمة الإسلامية، بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الإضحى المبارك، سائلين المولى العلي القدير أن يغمر قلبه بالعطف على رعيته أجمعين، و أن يحفظه في شخصه وأهله، وأن يصلح بطانته و يوفقه في خدمة بلده الآمن الأمين، ويعضده بقوة من عنده لتحقيق مزيد من النماء والرخاء، و أن يشيع السلام والمحبة ولين القول وحسن الفعل بين التونسيين. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.خالد شوكات رئيس المنتدى
قضية اسلام كامليا القبطية : “ملامسة الشرف الأنثوي للرمزية الدينية”
تعرضت كنيسة سيدة النجاة ببغداد يوم 31 اكتوبر2010الى اعتداء مسلح قامت به جماعة إرهابية قيل إنها على صلة بتنظيم القاعدة وذلك باحتجاز رهائن كاثوليك وقد أدى تدخل قوات الأمن العراقية لتحرير الرهائن بمساعدة الجيش الأمريكي إلى قتل 46 مسيحيا و7 من رجال الأمن وإصابة أكثر من 60 آخرين, وكان هذا الاعتداء الإرهابي وسيلة ضغط على الكنيسة القبطية المصرية لإطلاق سراح سجينة قد أسرت في احد الأديرة بسبب اعتناقها الإسلام, وجاءت هذه المطالبة بتحريرها في بيان صوتي باسم “مجلس الحرب بدولة العراق الإسلامية” يهدد الأقباط تهديدا صريحا إن لم تفك الكنيسة اسر السجينة بعد 48ساعة من وصول البيان. فما هي قصة هذه السجينة؟
إسلام زوجة الكاهن
ذكرت صحيفة “الجريدة” الكويتية أنها حصلت على مستندات رسمية صادرة عن جهات أمنية مصرية تحاول فض النزاع الطائفي بالكشف عن ملابسات القضية, فبينت أن المسماة كاميليا شحاتة (25عاما) زوجة تداوس سمعان كاهن دير مواس بمحافظة المنيا اعتنقت الإسلام منذ أكثر من سنة وأنها قد غادرت يوم 18 جويلية 2010 الماضي منزل زوجها فصدر منشور امني باختفائها , وقد تمكنت أجهزة الأمن من إيجادها بعد خمسة أيام عند توجهها إلى جامع الأزهر لإعلان إسلامها لكن سرعان ما ابلغ موظفو الأزهر السلطات الأمنية بظهورها, فسلمتها إلى زوجها الذي أحالها إلى الأنبا اغابيوس أسقف دير مواس بحجة أنها كانت ضحية جهات إسلامية متطرفة وأنها بحاجة إلى تأهيل نفسي, وقد تم حجزها بأحد الأديرة المصرية ل”غسل مخها المغسول” على حد عبارة الأنبا اغابيوس مشيرا الى إسلامها. وقد أصرت الكنيسة على اسر زوجة القس متبعة سياسة “الصمت المطبق” عن كل ما يمت للأسيرة بصلة مما أثار حفيظة المسلمين فتزايدت الحركات الاحتجاجية مطالبة بإطلاق سراح كاميليا شحاتة. و نفت الكنيسة القبطية أن تكون الأسيرة قد أسلمت وبيّنت أنها لا تريد الظهور في وسائل الإعلام وانه لا يمكن إجبارها على ذلك. ومن الواضح أن زوجة الكاهن قد أسلمت وان الكنيسة احتجزتها حتى لا يتم استعمالها وسيلة دعاية للإسلام في وسائل الإعلام مما يحرج إيمان المسيحيين ويهدد دينهم, وقد أكد البابا شنودة انه لن يسمح لكاميليا شحاتة بالظهور العلني مرة أخرى “حتى لو حدثت مظاهرة كل يوم,لأنه لن يرضخ لضغوط أحد.
إحساس القبيلة المجروحة
من المرجح أن الكنيسة حجزت كاميليا شحاتة في احد الأديرة لمنع استخدامها من قبل القنوات المتخصصة في المتاجرة بعواطف الناس باعتبارها انتصارا آخر للإسلام على الكفر أي حتى لا تكون مادة تحريضية يوظفها الإسلاميون ضد الأقلية المسيحية بمصر, لكن الكنيسة حين اختارت هذا الاتجاه كانت كمن يستجير من الرمضاء بالنار التي تشتعل في مناخات التعصب ورمزية الانتصارات الدينية المحلية السهلة على أعداء وهميين هم شركاء متساوون في وطن بلا حرية.إذ ساعد هذا الموقف على إثارة ضجة ضد الأقباط كان المسلمون المتطرفون في انتظارها لإشعال فتنة نابعة من تعصب مذهبي يغذيه تعصب مقابل. لقد هيأت الكنيسة القبطية كل الظروف الملائمة التي أحسن المتطرفون استغلالها بأوجه مختلفة, ضد الأقباط والحكومة الصامتة إزاء هذه المسالة وجامع الأزهر. فقد طالبت حركاتهم الاحتجاجية بمقاطعة الأقباط وعرقلة مصالحهم الاقتصادية لإرغامهم على فك اسر السجينة. كما حاولوا تحريض الحكومة المصرية ضد الكنيسة. فقد تقدم عدة محامين ببلاغات إلى النائب العام يطالبون فيها بتفتيش الأديرة والكنائس فلما تجاهلها رفع المحامي نزار غراب دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية بتهمة “تقوية الكنيسة ضد القانون والدولة”, وقد بلغت مهاجمة الأقباط مداها بادّعاء الإسلاميين أن الأقباط متورطون في تهريب أسلحة من إسرائيل وأنهم يخزنون تلك الأسلحة في دور العبادة, وان سلطة الكنيسة صارت تنافس السلطة السياسية المصرية,. وندد الإسلاميون بعدم تدخل جامع الأزهر معتبرين موقفه إسهاما في دعم الكنيسة التي” تحاول تأدية دور سياسي على حساب استقرار الوطن وفي المقابل تنسحب المؤسسة الدينية الإسلامية من أداء أي دور سياسي ولو على حساب استقرار الوطن”. لقد أتاحت الكنيسة المجال للحركات الإسلامية لإيصال أصواتها باستغلال موقف الكنيسة نفسها والحكومة المصرية ومؤسستها الدينية الرسمية لتصعيد الأزمة, إذ لا شيء يبرر احتجاز مواطنة لأنها استبدلت دينا بآخر كما توضح ذلك أميمة أبو بكر، المديرة التنفيذية لمؤسسة المرأة والذاكرة، إلا ان ما تم استخدامه مع هذه المرأة هو بالضبط ما جرى عليه العرف في الصراعات السياسية. فمنذ ما يزيد عن قرن كانت النساء “ساحة قتال” في الصراع بين المحافظين والحداثيين، أو بين دعاة حرية المرأة أو تبعيتها للرجل. ناهيك عن الأسس الذكورية المتجذرة في الثقافة المصرية.وعندما يتعلق الأمر بزوجة كاهن أي “ملامسة الشرف الأنثوي للرمزية الدينية” كما تقول اممية ابوبكر تصبح المعركة أشرس لأنها تخفي وراءها ثقل التاريخ المثخن بجراح الذاكرة وصراعات القرون الوسطى وقضايا غريبة كتلك المرتبطة بأولية الانتساب إلى الأرض .. إن تحرك الطرفين هو استجابة لإحساس القبيلة المجروحة في شرفها الشرقي؛ فذكورية العوام هي انعكاس لذكورية سياسات الدولة المصرية نفسها، وذكورية الجسد الكهنوتي المسيحي والفقهي الاسلامي للمؤسستين الدينيتين في مصر. كما أن ارتباك كل المؤسسات من الدولة إلى الكنيسة مرورا بالأزهر، في قضية كاميليا، سمح للشائعات والتأويلات بالانتشار لدى العامة. إن الإنسان في مصر وفي غيرها من البلاد العربية مازال يفتقر إلى الحرية الشخصية, لقد استغلت قضية كاميليا شحاتة باعتبارها سلاحا أضرم نار الفتنة وهو ما يؤكد عليه احد العلمانيين المصريين حين يشدد” على أن سكوت الدولة عن اختفاء كاميليا يعد تلاعبا بمصير الوطن.. فالقضية هي إما سيادة القانون و إما أن مصر ماتزال مجتمعا بدائيا “..وحتى يصير الدين شأنا شخصيا لا دخل فيه لجماعات تعتبر نفسها مسؤولة عن إيمان الناس بعد أن اطلعت على أفئدة البشر فعرفت مكان الله فيها أو اطلعت على قلب الله فعرفت مشيئته في البشر ستظل الحرب مشتعلة حول شأن لا دخل فيه لوسائل الإعلام المتاجرة بعواطف العامة و لا للمرتزقة المتمعشين من شعورالمغلوبين على أمرهم بالقهر والإحباط أو للدولة التي لا تدرك صلبها الحدود بين ما هو لله وما هو لقيصر . في مثل هذه الظروف سيبقى الصراع هوسا مرضيا يدمر استقرار مصر و كل الدول العربية التي تشقها الصراعات الطائفية المقيتة القاتلة.
عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 12 نوفمبر 2010
حال الأمة على أعتاب سنة جديدة؟
راشد الغنوشي يوفر موسم الحج إلى بيت الله الحرام، كما روحانية رمضان، وكذا ميلان سنة قمرية وحتى شمسية إلى الأفول واستشراف أخرى، فرصا للتأمل والذكر والتقرب إلى الله وتصفية القلوب من أدران الذنوب والأحقاد وتنمية أواصر التواصل والتراحم وتجديد الطاقة والمحاسبة والاعتبار، شأن أهل التجارة إذ اعتادوا اتخاذ هذه المواسم موعدا لإخراج زكوات أموالهم، بما يقتضي تمحيصا لمحصول كسبهم.
وكثيرا ما عبر القرآن الكريم عن مشاريع الإنسان في الحياة بالتجارة “هل أدلكم على تجارة ” (الصف: 10/61). الأمة على مشارف نهاية سنة، فحريّ بها أن تتحرى كسبها: مواطن الفلاح ومواطن التراجع، فهل تغير شيء ما في المشهد العام لحال الأمة عما بدا لنا في مثل هذه المناسبة من عام مضى؟
1- في مستوى الإصلاح السياسي:
أ- ما يبدو تقّدم يذكر بل تراجع وفشل وتفاقم لأزمة الأنظمة وانسداد عن الموعودات بما أفرغ الخطاب السياسي من كل مصداق، ولا سيما بعد تراجع الإدارة الأميركية الحالية عما كانت قد تحمّست له إدارة بوش الأولى عندما ربطت بين “الإرهاب” وبين الدكتاتوريات العربية باعتبارها مورده الأساسي، فسلطت عليها ضغوطا من أجل الإصلاح، غير أنه ما إن أظهرت النتائج في مصر وفلسطين فوز التيار الإسلامي الحامل للواء المقاومة أو الداعم لها حتى بدأ التراجع وعودة الدفء الكامل للعلاقة بين الدكتاتوريات العربية والأنظمة الغربية، بلغ أوجه مع إدارة أوباما، وزيارة مبارك للولايات المتحدة بعد هجر لها طويل مصحوبا بوريثه، وما يعبر عنه الحزب الحاكم في مصر من ثقة في نفسه وتيئيس للإخوان منافسه الرئيسي أنهم لن يطمعوا هذه المرة في الحصول على ما كانوا حصلوا عليه الانتخابات الماضية. وجرأته على طرح موضوع التوريث، وقبوله التنافس بين زعاماته على مقاعد البرلمان شاهد على إفلاسه.
ثقة من نفس النوع يعبر عنها النظام الأردني تجاه معارضيه الإسلاميين، ما حملهم على موقف جريء غير معتاد، موقف المقاطعة، وحّد صفهم، وذلك بعد أن بلغ سيل التزييف الزبى.
ورغم أن ما حققته المعارضة الشيعية في البحرين من فوز باهر فإن ذلك لا يبدو أنه سيغير كثيرا من الطبيعة الانفرادية للسلطة بالقرار، شأن أخواتها العربيات، إذ لم يمض وقت طويل على اتهام المعارضة بمحاولة قلب نظام الحكم ومحاكمتها..
وفي ليبيا رغم الخطوات التي قطعها الإصلاح على صعيد الحوار مع الجماعات الإسلامية أفضى إلى إطلاق سراح المئات وعودة مهجرين، فإن “مشروع ليبيا الغد” الإعلامي الانفتاحي لا يزال يتعرض لغارات الشد إلى الوراء.
وفي تونس لا يزال الوضع العام يتسم بالانسداد والاحتقان والتأزم وإحكام قبضة البوليس وجماعات النهب للمال العام على رقاب الناس، لم يغير من ذلك شيئا إطلاق سراح أقدم سجين نهوضي صادق شورو، الرئيس السابق للنهضة، فقد انضم إلى آلاف من إخوانه إلى السجن المفتوح محروما من جملة حقوقه، بل إنه في نفس يوم إطلاق سراحه انطلقت غارة جديدة على عدد من السجناء النهضويين القدامى وتعرضوا لضروب قاسية من التعذيب.
وهذه شهادة أحدهم السيد علي بن عون وهو سجين نهضوي قضّى في مضافات الجمهورية ست عشرة سنة، ولم يمض بعيدا بعد مغادرتها حتى أعيد إليها بتهمة أنكرها: الجلوس إلى بعض أصحابه لاستعادة التنظيم، حيث أكد أمام المحكمة أنه” تعرض لتعذيب شديد: أجلسوه على زجاجة مهشمة وأدخلوا عصا في دبره وتم تعليقه في شكل دجاجة تشوى، كما أجبروا زميله “سيف الدين بن محجوب” على الاعتداء عليه بالصفع مرات، وتم تصويره وهو عار تماما وفي أوضاع شتى، وكانوا يسخرون منه “(موقع الحوار نت 9/11/2010).
وليس حال آلاف سجناء شباب الصحوة الجديدة أفضل حالا بل أسوأ، إلى جانب سجناء صحفيين كالسيد الفاهم بوكدوس.. عيّنات مما يجري في المسالخ العربية لبلدان لا تزال تحظى أنظمتها بأزهى التزكيات ووافر المساعدات من قبل أعرق الديمقراطيات الغربية. بالخلاصة ما تبدو في الأفق العربي بوارق أمل في الإصلاح السياسي، لا حديث إلا عن توريث ومحاكمات وسجون وتعذيب ونهب للمال العام من قبل الأسر المالكة، جمهورية وملكية.
ب- الإيجابي في هذا المشهد الكالح أن سنة الله سبحانه اقتضت أنه كلما اشتد الميلان والتطرف في اتجاه، إلا وكان ذلك إيذانا بانبعاث قوة جديدة أو تيار في الاتجاه المعاكس يعدّل الموازين.
إن انسداد آفاق إصلاح النظام العربي وتمحّضه للعنف والنهب في الداخل وتآكل شرعيته، وتهالكه على استرضاء الخارج ولو بالتفريط في ما تبقى من استقلال البلد، أخذ يعزّز موقف المطالبين بالتغيير ونفض اليد نهائيا من مطلب إصلاح أنظمة فات أوان إصلاحها بعد أن نخرها الفساد حتى العظم وسدّت كل منافذ التهوية شأن البناء المهتز يخشى عليه من كل محاولة إصلاح أن تسرع بانهياره فوق رؤوس أهله. فأنى يرتجى له إصلاح ؟ وبأي وجه على قطرة من حياء، يمكن الدفاع عن مثل هذه الأنظمة؟
مؤشرات متزايدة على تصاعد الغضب في المنطقة تعبر عن نفسها بانفجارات شعبية محلية ضد الفساد والنهب كما حصل السنة الماضية بالمغرب والجزائر وتونس ومصر واليمن..، إلا أنها لم تبلغ حالة الانتفاض العام بسبب ضعف المعارضة وعدم جرأتها في طرح مطلب التغيير، وبسبب ما تلقاه الدكتاتوريات من دعم خارجي.
وتمثل مصر حالة متقدمة من الحراك السياسي الذي أخذ يجمع قوى جديدة وتقليدية حول مطلب التغيير تؤطّره “الجمعية الوطنية للتغيير” التي يُعد انضمام الإخوان لها، وظفرها برمز وطني يحظى بقبول معقول داخلي وخارجي، كسبا معتبرا لما يحدث في هذا القطر الكبير من تحول نوعي من مطلب الإصلاح السياسي إلى مطلب التغيير.
ومن ذلك رفض البرادعي الاندراج في لعبة الأحزاب ودعوته إلى مقاطعة الانتخابات وعيا منه بأن الوضع يتطلب تغييرا وليس إصلاحا، تغييرا ينطلق من إعادة النظر في جملة قواعد العمل الأساسي التي صاغها الاستبداد لضمان تأبيده، مما يتناقض مع مطلب التغيير.
إن مصر -ومن ورائها المنطقة – تقف على أعتاب طور جديد من تاريخها، هناك أنظمة نخرها الفساد حتى العظم وتتجه إلى التحلل والعجز عن أداء الوظيفة الأساسية للفرعون: توزيع المياه والموارد، فعندما يتقاتل الناس على الرغيف وعلى قنينة الغاز الذي تصدّر إلى العدو الصهيوني بأبخس الأثمان وتظمأ قرى وأحياء ويتعرض شريان الحياة المائي للتهديد، ويبلغ تطاول طائفة على الدولة حد رفض تطبيق قرارات المحاكم ويعجز المسلمون وهم أغلبية البلاد وسادتها عن حماية من يأتيهم مسلما، وتفرض الدولة مقابل ذلك حصارا على غزة بوابة أمنها الشرقي بدل تحريرها، فذلك إيذان بأننا إزاء دولة تتحلل من داخلها، فإما أن يقدم حماتها على إنقاذها مقدمين على دفع ثمن التغيير أو تبلغ حالة الانهيار أو وصف الدولة الفاشلة إن بقيت هناك دولة.
ويتحمل الإخوان وهم العمود الفقري لأي تغيير جاد، مسؤولية دينية وتاريخية في الأمر. ومع أنهم قطعوا خطوة مهمة في اتجاه “التغيير” بحملهم لمطالبه وجمعهم لمئات الآلاف من التواقيع عليها، إلا أنهم ما يبدو أنهم قطعوا شعرة معاوية مع سراب الإصلاح، فلم ينضموا إلى خيار المقاطعة لمهزلة الانتخابات بل سايروا موقف الأحزاب التي طالما وصفوها بالكرتونية. لعل هذه “الانتخابات” بمهازلها تعمق الشرخ بين قوى التغيير وقوى الفساد والنهب وتحشد قوى التغير الفاعلة.
هذا عن “الإصلاح السياسي” من طريق لعبة سياسية رسمت حدودها وأدواتها والمشاركين فيها أنظمة منتهية الصلاحية، بما يتيح لها تحكّما فيها من أولها إلى آخرها.. انتهت إلى حالة انسداد، بلغ في مواطن مشارف الانفجار الشعبي، وفي أخرى الحرب الأهلية كاليمن..، أو اليأس ونفض اليد من العملية كما هو حال مصر.
ج- أما الإصلاح السياسي من طريق الاحتلال فلم يفض إلا للزج بضحاياه في أتون حرب أهلية، فلا الإصلاح السياسي الموعود تحقق ولا كيان الدولة الجامعة بقي، حالة المنبتّ التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى”. وحالة أفغانستان والصومال والعراق وباكستان شواهد صارخة على خيبة هذا المسعى، بل وصلت حالة التفكك في تلك المجتمعات حد العجز عن تشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر من الانتخابات.
د- أما الإصلاح السياسي من طريق الانقلاب فلا يجد في الساحة على كثرة ما جرب ما يشهد له، وما انتهت إليه الحالة السودانية من خطر داهم شبه محقق، خطر الانفصال وربما تذرّر البلد جملة ، شاهد على فشل هذا المسعى، وسيمثل إن حصل وصمة في جبين الحركة الإسلامية: تسلّمت دولة تعاني تمردا محدودا ، قادته باسم الشريعة إلى تمزق، لدرجة الحديث عن الخيار بين الوحدة والشريعة وكأن الوحدة ليست مقصدا عظيما من مقاصد الشريعة. ولو بلغ ثمن سودان موحد أن يحكمه بدل بشير سلفاكير لكان قمينا بحكماء الشريعة، إنقاذا للبلد من فتن متلاحقة قد تأتي عليه جملة وتنداح إلى محيطه.
هـ- ومعنى ذلك أنه لم يبق من أمل في إصلاح سياسي جاد ينقذ أوطاننا من اتجاه لها ثابت صوب التفكك والتحلل والانفجارات والارتماء أكثر فأكثر في أحضان القوى الإمبريالية والصهيونية غير تغيير جاد عبر عصيان مدني يعيد السيادة للشعب والسلطة للقانون والكرامة للمواطن، تقوده تحالفات وجبهات وطنية، تقدم على دفع ثمن كسر قيود شعوبنا واندراجنا بالإسلام مجددا في حركة التاريخ.
2- في مجال المقاومة: كسب الأمة ولا شك في هذا المجال معتبر بل مشرّف.
أ- لقد شهد رمضان الأخير حدثا مهما جدا هو إعلان الرئيس الأميركي سحب جيوشه المقاتلة من العراق، أحد أهم الرموز الحضارية لأمتنا، دون تنويه بانتصارات، كما فعل سلفه سنة 2003 بعد أقل من ثلاثة أسابيع على غزوه للعراق وإسقاط دولته، ولغبائه وجهله بتاريخ هذه الأمة وما يتوفر عليه مخزونها الديني من طاقات للفدى والاستشهاد لم يخطر بباله أنه بإسقاطه الدولة قد فتح عليه أبواب جهنم وأزال الحاجز الذي كثيرا ما كبت طاقات أمتنا.
كان الرئيس صدام عندما كنا ننصحه بالانسحاب من الكويت يؤكد أن أميركا لا تتحمل عودة خمسة آلاف صندوق محمل بجثث جنودها، وكان تقديره صحيحا، خطأه فقط أن جيشه غير مؤهل لفعل ذلك، ولكن شعب العراق الأبي أثبت قدرته على ذلك، فما إن شارف عدد الصناديق هذا الحد حتى نفد صبر الأميركان وأجمعوا أمرهم على الانسحاب راضين من الغنيمة بالإياب، تاركين وراءهم أوضاعا على سوئها ليست هي بحال لصالحهم بل لصالح القوى التي جاؤوا لحربها. كذا الأحمق يفعل.
ب- في أفغانستان التي اعتبرها أوباما حربه، واضح، أنها كما كانت دوما مقبرة للإمبراطوريات منذ الإسكندر المقدوني وحتى الإمبراطورية البريطانية والسوفياتية وأن حظ الأميركان لن يكون أسعد. اليوم بلغ عدد ضحاياهم نصف ما خسروا في العراق، فهل سيملكون من طاقة الصبر على بذل الدم والمال حتى تبلغ خسائرهم ما بلغته هناك؟. ما يبدو ذلك.
مشكلة القوى الاستعمارية مع أمة الإسلام اليوم أنه بينما يرتفع الإقبال على الاستشهاد في شباب أمتنا إلى مستويات غير مسبوقة، بأثر تصاعد صحوة الإسلام، فإن تصاعد وتائر العلمنة هناك ينحدر بمستويات التضحية بالأرواح إلى الأدنى فالأدنى، بما جعل الحرب الأميركية على أفغانستان أطول حروب أميركا، وفكرهم الإستراتيجي يكاد يجمع اليوم على أنها حرب مخسورة، فبدأ بعضهم يطرح مشاريع لتقسيم البلد لمنع طالبان من أن تتسلم البلد كله، وآخرون يؤكدون أنه لا مناص من الحوار معها.
إنها الحماقة، ألم تكن طالبان في الحكم وقد حققت مستوى عاليا من أمن البلد والقضاء على المخدرات، لماذا رفضوا التعامل معها يومئذ، هل كانوا محتاجين لخوض هذه الحرب الطاحنة التي دمرت البلد ودمرت مع حربهم على العراق بنيان الرأسمالية؟ أين كانت مراكزهم العملاقة للدراسات الإستراتيجية؟ أم هي الأساطير التوراتية التي أعشت بصر صناع سياساتهم؟ أم هي إرادة الله في إهلاك الظالمين”إنه لا يفلح الظالمون”.
ج- وفي الصومال اجترحوا نفس الحماقة، أغروا صنائعهم الإثيوبيين بغزو بلد أوشك عن طريق المحاكم الشرعية أن يصل إلى حكم معقول، ففتحوا بذلك أبوابه للقاعدة وتركوه حطاما ثم عادوا لرئيس المحاكم ينصبونه رئيسا محميا بقوى خارجية.
د- المقاومة في فلسطين: وكما صمدت غزة صمودا خارقا في مواجهة الجيش الصهيوني الرهيب، صمدت في مواجهة الحصار الذي ضرب عليها من قبل الاحتلال والسلطة العاملة في ركابه والنظام العربي المتعاون معه ومن ورائه النظام الدولي، مستظهرة عليهم بعد عون الله باحتضان شعبها لها وصبره على الشدائد وباحتضان الأمة وتصاعد المد الدولي المناصر لها والذي بلغ أوجه بانضمام دولة تركيا، كما تجلى ذلك في أبهى صوره في أسطول الحرية، وفي تصاعد مساعي نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني الذي رد وأنصاره بتحريك سراب السلام من أجل إنقاذ صورة الكيان وتوفير مناخات لاستدراج “دول الاعتدال” إلى المشاركة في إستراتيجية محاصرة إيران والتمهيد لضربها، تفكيكا لمعسكر المقاومة والممانعة، مع أن الجميع يعلم أنه لا أفق جادا لسلام مع عدو، مبرّر وجوده تفكيك المنطقة والسيطرة عليها. لن يفعل في المحصلة غير ما أراد الله من تنشيط قوى المقاومة في الأمة وتوحيد صفوفها واستنفار طاقاتها وفرز خبيثها من طيّبها، لتحرير الجسد من سرطان فاتك.
3- في مجال إطفاء الحرائق:
لم يفعل العرب شيئا للصومال، ولا فعلوا شيئا يُذكر في الكارثة التي حلت بالباكستان. رأينا فنانات يواسين الغرقى ولم نر حاكما عربيا يقترب من البلد الذي يقف على حافة الانهيار، في تجاهل لآصرة الدين ووقوف هذا البلد مع قضية الأمة المركزية قضية فلسطين.
لا ُينكر جهد قطر في محاولة إطفاء الحريق اليمني وجهدها مع ليبيا في إطفاء حريق دارفور، وجهد السعودية وسوريا في منع تفجر الوضع اللبناني حتى الآن.
4- وخلاصة: هذه الأمة صنعها دين هو حظها في الدنيا والآخرة، فعلى قدر وعيها وعملها به وحمل لوائه تتحدد مكانتها. وواضح أن صحوة الإسلام في تصاعد، ما اضطر حتى الدول المخاصمة لدعاته أن تحاول الاقتباس من نوره، فتتسابق إلى استضافة رموزه كتأسيس بنوك ومؤسسات إسلامية.. إلخ.
ورغم تصاعد موجات التعصب الديني التي بلغت حد قطع أعناق المساجد وحظر الحجاب والتهديد بتحريق القرآن، شعائر الإسلام آخذة في تلوين الحياة بلونها، وصنّاع السياسة والفكر مستيقنون أن الإسلام هنا ليبقى شريكا في صنع المصائر والإسهام في إنقاذ الحضارة، بما يؤكد ارتباط المستقبل بالإسلام وأن خيوط شمسه في امتداد “والله متمّ نوره ولو كره الكافرون”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
الثوابت الفلسطينية واللغط حولها
منير شفيق
كثر اللغط حول ما هي ثوابت القضية الفلسطينية، والتي هي ثوابت الشعب الفلسطيني كذلك. فثمة من نسي أو تناسى أصل القضية الفلسطينية وكيف نشأت وما كان الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي من الهجرة اليهودية ما بين 1917-1947 وقد تمت بالقوّة من خلال حماية الاستعمار وحراب جنوده.
ثم نسي هؤلاء، أو تناسوا، الموقف من قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947 الجائر الذي أعطى، وبمخالفة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لنفسه حق تقسيم فلسطين ومنح من هجروا إليها “حق إقامة دولة” لهم على 54% من أرض فلسطين.
ثم وجهّت الضربة الأقسى عندما بدأ الفلسطينيون تدريجاً بالتخلي عن الثوابت التي عبّر عنها ميثاقا (م ت ف) لعاميْ 1964 و1968 وقد رافق ذلك الضربة التي لا تقلّ قسوة من خلال عقد “المعاهدة المصرية الإسرائيلية”.
في البداية كان الموقف من قيادة (م ت ف) خجلاً وموارباً وملتبساً في التنازل عن هذا الثابت أو ذاك. ولكن بعد التقدّم بما أسمي بالبرنامج الوطني الفلسطيني بعد تخطيه حتى لبرنامج النقاط العشر وذلك بتحديد الهدف بإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة في الخامس من يونيو/ حزيران 1967، أي ضمن قرار 242 ثم الانتقال منه إلى التخلي عن ثابت رفض التفاوض إلى التفاوض والاستعداد للاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، كما التخلي عن المقاومة كما عبّر عن ذلك اتفاق أوسلو والرسائل المتبادلة. وبهذا أصبح المقصود من قبل الذين تخلوا عن ثوابت الميثاق الوطني لعام 1968 هو ما يسمّى بالبرنامج الوطني وحلّ الدولتين باعتبار ذلك المقصود بالحفاظ على الثوابت. وهكذا استبعدت الثوابت الأصل لتحلّ مكانها ثوابت مخترعة ما هي بثوابت وإنما هي الخروج الصارخ عن الثوابت.
أما من يجادل في هذا فليقرأ ميثاق (م ت ف) وليقرأ منطلقات فتح والبرامج الأولى لكل فصائل المقاومة بلا استثناء.
من هنا فإن اعتبار التفاوض والاعتراف والصلح وإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من الثوابت يصل إلى حدّ العيب والوقاحة. فمن الأفضل لهؤلاء أن يعترفوا بأنهم تخلوا عن الثوابت وإذا كانوا أكثر صدقاً مع النفس ليعترفوا أنهم خانوها جهاراً نهاراً. ومن بعد ذلك فليدافعوا عن موقفهم. ولكن ليس من خلال لعبة التلاعب بالحديث عن الثوابت وبأنهم ما زالوا يتمسكون بها وقد تخلوا عن الأراضي المغتصبة في عام 1948. ثم تخلوا عن خطوط الهدنة لعام 1948/1949 (خطوط ما قبل الخامس من يونيو/ حزيران 1967 وذلك بقبولهم مبدأ تبادل الأراضي والمفاوضة على حلّ نهائي للقضية، وقد راحوا يبحثون بصيَغ للالتفاف على “يهودية الدولة” (أول الرقص حنجلة) وعلى أصل الحق في فلسطين.
وبعد، فما هي ثوابت القضية الفلسطينية بعيداً عن كل ذلك اللغط؟
1- الحق الحصري للشعب العربي الفلسطيني بكل فلسطين التاريخية. ويجب اعتبار كل ما أحدثه الاستعمار البريطاني، في أثناء احتلاله لفلسطين ما بين 1917-1948، من تغييرات سكانية أو جغرافية داخلية، غير شرعي ومخالفاً للقانون الدولي، فضلاً عن تجزئة فلسطين عن الوطن العربي المجزّأ أسهم بدوره، وكان ذلك سبباً حاسماً في الضعف الذاتي فلسطينياً وعربياً.
2- اعتبار كل القرارات الدولية ابتداءً من قرار تقسيم فلسطين والتي تضمنت، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، اعترافاً بالنتائج المترتبة على إقامة دولة الكيان الصهيوني، وتهجير ثلثي الشعب الفلسطيني، أو على حرب يونيو/ حزيران 1967، غير شرعي، ومخالفاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق هيئة الأمم المتحدة. وذلك إلى جانب الحق التاريخي والديني والحضاري والثقافي للشعب الفلسطيني في فلسطين.
3- حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كل أشكال الكفاح بما فيها المقاومة المسلحة لتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر.
4- حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة ودحره وتفكيك ما قام به من مستوطنات أو أُحدث من تهويد في القدس، بلا قيد أو شرط. فلا حق للاحتلال في أن يساوم، أو يفاوض أو يحقق أية مكاسب مقابل الانسحاب، فأصل هذا الاحتلال غير شرعي وفقاً للقانون الدولي ولمبادئ ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ومن ثم لا يجوز أن يُكافأ بأي شكل من الأشكال على ارتكابه جريمة الاحتلال وما أحدثه من تهجير ومجازر واعتداءات وإقامة مستوطنات وتهويد في مدينتيْ القدس والخليل.
5- لا يجوز الاعتراف بحلّ الدولتين الذي يتضمن الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، ولا بأي تغييرات في خطوط هدنة 1948/1949.
6- ليس من حق أي نظام عربي التخلي عن الحقوق العربية الثابتة في فلسطين باعتبارها جزءاً من الوطن العربي. وهذا من حق الأمة وحق الأجيال القادمة وليس من حق أية دولة أو حتى أي جيل من الأجيال. فالحق في فلسطين يجب أن يحافظ عليه حتى يجسّد بالتحرير الكامل.
7- رفض الاعتراف بالمفاوضات المباشرة لما تتضمنه من اعتراف أو استعداد بالاعتراف، بالكيان الصهيوني. وهذه الخصوصية هي التي تميّز القضية الفلسطينية عن قضايا التحرّر الوطني التي واجهت الاستعمار ولم تكن لديها مشكلة في الاعتراف بدولة الاستعمار عدا عدم الاعتراف بالاستعمار ووجوده في بلادها.
8- إقامة دولة فلسطينية قبل تحرير كامل التراب الفلسطيني يجب ألاّ تطرح للمساومة مقابل دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من الضفة الغربية وقطاع غزة. وإنما يُترك أمرها للاستفتاء بعد ذلك. ومن ثم لا يجوز وضع إقامة دولة فلسطينية في الأولوية قبل تحرير الأرض لئلا يساوم مقابل ذلك على الأرض، أو على أي جزء، أو حق من فلسطين التاريخية، التي كانت قبل سيطرة الاستعمار البريطاني عليها.
9- أثبتت التجربة التاريخية والمعاصرة أن القبول بالحلول المقترحة أو الاعتراف بالقرارات الدولية من جانب القيادات الفلسطينية لم يأتيا بأيّة إيجابية أو يحققا حلاً، وإنما كان طريقاً لتكريس ما تمّ من هجرات صهيونية ما بين 1917-1948 كما لتكريس قيام دولة الكيان الصهيوني وما أحدثته من هجرات صهيونية، وتهجير للفلسطينيين، وتغيير في الخريطة الداخلية لفلسطين.
فقد أثبتت التجربة أن خصوصية القضية الفلسطينية لا تحتمل موضوعات مثل الاعتراف بالأمر الواقع، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو ضرورة التفاوض، أو المساومة على بعض الحقوق للحفاظ على البعض الآخر، أو التقدّم بحلول مثل حتى الدولة الواحدة والمساواة بين سكانها. لأن كل ذلك بلا استثناء أدّى في التطبيق العملي إلى تقديم اعترافات مجانيّة للمشروع الصهيوني أو للذين هاجروا بلا وجه حق إلى فلسطين سواء أكان قبل قيام الدولة 1948 أم بعد ذلك.
فكل ذلك قدّم مجاناً دون أي مقابل حتى على مستوى الاعتراف بأي جزء من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني من جهة، كما نجم عنه من جهة أخرى، تجريئاً للمشروع الصهيوني وللدول الكبرى المساندة له على طلب المزيد من التنازلات من الجانب الفلسطيني والعربي حتى وصل الأمر الآن، من خلال مشروع ما يسمّى الاعتراف بيهودية الدولة، إلى حدّ المساس بأصل الحق في فلسطين إذ يُراد منه تثبيت الرواية الصهيونية عن حق يهودي مزعوم في فلسطين وعدم الاعتراف بأصل حق الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين.
10- ولهذا يجب إجراء نقد لما حدث من استدراج للفلسطينيين والعرب والمسلمين وحتى للعالم كله للتنازل خطوة بعد خطوة عن ثوابت القضية الفلسطينية المتمثلة بالحقوق كافة، والتي أدرجت بمبادئ ميثاقيْ (م ت ف) لعاميْ 1964 و1968.
فقد أثبتت التجربة بطلان كل المسوّغات النظرية والسياسية والواقعية التي قدّمت لتمرير كل خطوة من خطوات ذلك المسلسل من التنازلات. فقد كانت وهمية وخداعاً للنفس والدليل الصارخ نجده في النتائج العملية والواقعية لما قدّم من تنازلات، إلى جانب العجز عن ترداد ما قدّم من مسوّغات نظرية وسياسية وواقعية لمشروع الدولة الديمقراطية 1969 أو لبرنامج النقاط العشر 1974، أو لإعلان دولة الاستقلال 1988، أو لاتفاق أوسلو 1993 وأخيراً وليس آخراً للموافقة على توصيات مؤتمر أنابوليس 2007، وقبله ما سمّي بمبادرة السلام العربية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 نوفمبر 2010)
إذا فسدت السياسة فسلام على الصناعة!
د. فيصل القاسم
إذا فسدت الحياة السياسية فلا بد أن يفسد كل شيء معها. يقول كارل ماركس في مؤلفه الشهير “رأس المال” إن الاقتصاد يُعتبر البناء التحتي لأي مجتمع، أما البناء الفوقي فهو تلك الثقافة التي يفرزها البناء التحتي، بما في ذلك طبعا النظام السياسي والعلاقات الاجتماعية والثقافة السائدة. وإذا أردنا أن نطبق نظرية ماركس هذه بطريقة أخرى سنجد أن السياسة هي بمثابة البناء التحتي عندنا نحن العرب، وكل ما تفرزه من واقع اجتماعي وثقافي وتجاري واقتصادي فهو بمثابة البناء الفوقي. وإذا كان الأساس التحتي مغشوشاً فلا عجب أبدا أن يكون الفوقي نسخة طبق الأصل. بعبارة أخرى، فإن السياسة لدينا هي أصل الداء والبلاء، أما أمراضنا الثقافية والاجتماعية والتجارية والاقتصادية والصناعية فهي مجرد أعراض لذلك الداء.
فلو أخذنا الصناعات العربية مثالاً، لوجدنا أن أساسها الغش بشهادة البائعين والتجار العرب. وكم يشعر المرء بالحسرة والحزن وأحياناً بالقرف عندما يدخل محلاً تجارياً في هذه العاصمة العربية أو تلك ليشتري سلعة ما، فإذا بالبائع يحذره فوراً من مغبة شراء سلعة عربية، وكأنه يقول له: صناعة عربية، إذن فهي بالضرورة مغشوشة. من الأفضل أن تشتري سلعة مصنوعة في بلد أجنبي. وأتذكر أنني دخلت محلاً لبيع الأثاث في إحدى المدن العربية لشراء كراسي بلاستيكية للحديقة، فوقعت عيناي على مجموعة من الكراسي، وطلبت شراءها، فإذا بالبائع يقول لي: “لا أنصحك بها، فهي صناعة وطنية، ولا أستطيع أن أعطيك عليها أي ضمان، ربما تغير الشمس لونها بعد شهر أو أقل، لهذا أنصحك بشراء كراسي تركية، فهي مضمونة لثلاث سنوات على الأقل، ولونها لا يتغير، فالأتراك يستخدمون مواد جيدة في صباغة البلاستيك، أما مصنعنا الوطني فهو يستخدم مواد فاسدة قديمة انتهت مدتها منذ زمن، لهذا، فلون الكراسي يتلاشى بعد فترة قصيرة جداً”. ومضى البائع يشرح لي روعة البضائع التركية المتوفرة في محله، وساخراً من البضاعة المحلية المغشوشة في كل جزء من تركيبتها، حسب وصفه.
وسألت ذات يوم طبيباً عربياً عن المضادات الحيوية التي تصنعها بعض الدول العربية، فحذرني من شرائها، لأنها في الكثير من الأحيان منتهية الصلاحية منذ زمن. تصوروا أنهم يغشون حتى الدواء الذي تتوقف عليه حياتنا وحياة أبنائنا وأهلنا. وراح الطبيب يشرح لي كيف يتم تصنيع الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية، فقال لي إن البودرة المستخدمة في صناعة المضادات يختلف سعرها حسب جدتها، أو متى تم تصنيعها، فإذا كانت البودرة جديدة تماماً فيصل سعر الطن منها إلى ألوف الدولارات، وكلما مضى الوقت على تصنيعها انخفضت قيمتها المادية والعلاجية. وقد أسر لي بأن بعض مصانع الأدوية العربية تشتري مواد أولية لصناعة الأدوية تكون إما انتهت صلاحيتها، أو لم يبق على انتهائها سوى بضعة أشهر. بعبارة أخرى، فبدلاً من أن تشتري مصانع الأدوية العربية مواد أولية جديدة بأسعار عالية، يقومون بشراء مواد قديمة لأنها أرخص بكثير، وتدر عليهم أرباحاً طائلة بغض النظر عما إذا كانت تعالج الالتهابات أو تداوي المرضى.
وكم حدثني أطباء عن تصنيع مواد تخدير وبيعها للمستشفيات الوطنية علماً أنها لا تخدر تماماً، لأن المصانع أيضاً استخدمت في تصنيعها أرخص المواد الطبية. وقد وصل الأمر ببعض المشافي العربية الغراء إلى شراء مواد تخدير فاسدة بسبب وجود مصالح تجارية بين بعض المسؤولين في وزارة الصحة وبعض المقاولين والتجار.
وحدث ولا حرج عن مصانع الأغذية، فقد وصل الأمر بأحد أصحاب تلك المصانع في يوم من الأيام إلى استيراد الأبقار البريطانية المصابة بمرض جنون البقر بأسعار زهيدة جداً، إن لم يكن مجاناً، ثم ذبحها، وتحويل لحمها إلى معلبات تباع في الأسواق. ووصل الحد بأحدهم إلى شراء أبقار نافقة للتو وخلط لحمها بكميات هائلة من التوابل والبهارات ثم تعليبها وبيعها للناس. قارنوا بين الطريقة التي تتعامل بها أوروبا مع حيواناتها المريضة، والطريقة التي تستغل فيها بعض معاملنا تلك الحيوانات في عمليات غش شيطانية. لقد شاهدنا كيف أحرق الأوروبيون عشرات الألوف من الأبقار والخنازير والدواجن لمجرد الاشتباه بإصابتها بمرض ما. أما نحن فنحول لحوم الحيوانات النافقة أو على وشك النفوق إلى أطعمة نبيعها للناس وبأسعار مرتفعة.
وكم أتذكر عندما كنت طالباً في بريطانيا حيث كنا نشتري أكياساً من السمك المطبوخ بربع ثمنها الأصلي. هل تعلمون لماذا؟ لأن وزنها يقل بغرام أو غرامين عن الوزن المحدد على الكيس، فتقوم الشركة المصنعة ببيعها بأقل من سعرها بكثير لأنها غير مطابقة للموصفات. لاحظوا كيف تحترم الشعوب المتحضرة نفسها. هل كان مصنع عربي ليبيع تلك الأكياس بأقل من ثمنها حتى لو كان وزنها أقل من المحدد بمئة غرام؟ بالمشمش طبعاً.
ولا ننس أن بعض مصانع الألبسة في بعض البلدان العربية تلجأ إلى غش منتوجاتها، وذلك بتغيير اسم البلد الذي تم صنعها فيه من أجل تسويقها وجعل الناس تقبل على شرائها. وطالما رأينا عبارة “صنع في إيطاليا” مكتوبة على أحذية وملابس عربية. لماذا؟ لأن الناس قلما تشتري ملابس وطنية بسبب جودتها الهابطة، وبالتالي تتوجه إلى شراء الملابس المصنوعة في الخارج حسب المواصفات العالمية.
صحيح أن الصين تصنع أحياناً بضائع متدنية الجودة، لكن أسعار تلك البضائع تكون حسب جودتها، وتكون في الغالب موجهة لشرائح فقيرة لا تستطيع أن تدفع أسعاراً عالية. بعبارة أخرى، ليس كل ما هو مصنوع في الصين ذا جودة منخفضة، لا أبداً، فهناك بضائع صينية ذات جودة عظيمة حسب الطلب. أما عندنا فلا يصنعون البضائع لأن الناس ليس لديها القدرة على شراء السلع الغالية، بل إمعاناً في الغش، بدليل أن أسعار البضائع الوطنية المغشوشة أغلى بكثير من أسعار البضائع الصينية متدنية الجودة، مع العلم أن الأخيرة أفضل من بعض البضائع المصنوعة محلياً.
هذا غيض من فيض من ثقافة الغش عندنا. فإذا كانت الحياة السياسية تدار غالباً بالكثير من الغش والتزوير، فلا عجب أبداً أن يكون الغش ديدن الجميع. أعطني حكومات غير مغشوشة، أعطك صناعات وطنية جيدة، فالعلاقة دائماً عضوية بين السياسة وتصرفات المجتمع من تحتها. في الغرب تزوير نتائج الانتخابات جريمة وخيانة عظمى، وبالتالي أي تزوير أو غش في مناحي الحياة الأخرى ممنوع منعاً باتاً، لهذا كل شيء يسير هناك بدقة ساعة روليكس.
أليس حرياً بنا نحن العرب أن نغير القول العظيم: “من غشنا فليس منا”، إلى “من لم يغشنا فليس منا”، أو إلى “من غشنا منا وستين ألف منا”؟ (المصدر: صحيفة “السبيل” (يومية – الأردن) الصادرة يوم 14 نوفمبر 2010)
خيارات حماس الصعبة
عريب الرنتاوي
منذ لقاء “الصدفة المرتبة” في مكة المكرمة، وجدت حماس نفسها أمام خيارين اثنين، أحدهما أصعب من الآخر: إما الاستجابة لنداء المصالحة الوطنية التي دارت عجلتها بسرعة جديدة بمجرد مكالمة واحدة من الوزير عمر سليمان للمقاطعة في رام الله، مع كل ما سيترتب على هذه الاستجابة من تفاعلات وتداعيات، وإما إدارة الظهر للوزير والمقاطعة ولوفد فتح الذي بلغ مشارف دمشق، والمقامرة بتحمّل المسؤولية عن إحباط آخر محاولة لاستئناف الحوار واستعادة الوحدة، تماماً مثلما حصل في مرات سابقة.
الحركة غلّبت الخيار الأول، من دون أن يساورها أدنى شك، في ضآلة الفرص ومحدودية التوقعات، بل إنها فعلت ذلك، وهي تدرك حجم الرفض والمقاومة، من داخل الحركة وخارجها، للعبة شراء الوقت وتقطعيه والتي يبدو أن أطرافاً فلسطينية وعربية ودولية، قد أتقنتها أيما إتقان.
توقيت “لقاء الصدفة المرتبة” في مكة المكرمة، كان مقصوداً، البعض يقول خبيثاً، ففي تلك الأيام، حزمت السلطة حقائبها وتوجهت إلى مائدة المفاوضات المباشرة مع “إسرائيل”، عارية من الضمانات والشروط المسبقة، وكانت الخشية لدى “معسكر الاعتدال” تتركز حول احتمالات نشوء جبهة فلسطينية مقاومة للرئيس عباس وفريقه، من داخل السلطة والمنظمة وفتح، ومن خارجها، سيما وأن إرهاصات هذه المعارضة كانت قد أطلت برأسها من داخل فتح، التي أخذ أعضاء في “مركزيتها” بالتنصل من قرار الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، ومن داخل المنظمة حيث أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرارها بتعليق مشاركتها في أعمال اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وبدأ ائتلاف اليسار بإطلاق حركة احتجاجية لافتة في الضفة.
لا شك أن فتح صفحة الحوار والمصالحة بين فتح وحماس في تلك الظروف، قد أسهم إسهاماً حقيقياً في وقف تداعيات قرارات استئناف المفاوضات المباشرة، ولا شك أن مناخات التفاؤل التي أشاعها الفريقان المتحاوران، قد “نفّست” حركة الاعتراض والاحتجاج التي كانت تتفاعل في أوساط الضفة الغربية ورام الله، وهذا أمر كانت تدركه حماس بلا شك، ولكنها مع ذلك، آثرت الذهاب للحوار والمصالحة، تفادياً لتحمل المسؤولية من جهة، وفي مسعى شبه يائس للخروج من أطواق الحصار والعقوبات التي تثقل كاهل الحركة في القطاع المحاصر.
ليس لدى قادة حماس كثير من الأوهام حول فرص نجاح الحوار وحظوظ المصالحة، فمن تتحدث معه من قادة الحركة، ينبئك بالخبر اليقين عن “المناورات والألاعيب”، عن “النوايا الكامنة” و”الأجندات الخفية” لدى الطرف الآخر، والحقيقة أنه كلما أكثرت السلطة من اتهام إيران بعرقلة عملية السلام – أبو مازن – وتعطيل المصالحة – عزام الأحمد – كلما ازداد المراقب يقيناً بأن السلطة غير جاهزة للحوار والمصالحة، وأن كل ما توخت تحقيقه من جولات دمشق الأخيرة، هو كسب الوقت واحتواء تداعيات “التفاوض المباشر”، على أمل التوصل إلى مخرج لاستعصاء المفاوضات والعملية السلمية.
لن تسمح واشنطن وتل أبيب (والقاهرة) للسلطة بأن تفتح كوة في جدار أجهزتها الأمنية لحماس… لن يسمح “التنسيق الأمني” لحماس بأن تكون شريكاً في “نظرية الأمن وأجهزته” في رام الله والضفة، لن يسمح “مجتمع المانحين” بأن تذهب أموال دافعي الضرائب الغربيين إلى جيوب “المندرجين على قوائم الإرهاب”، هذه خطوط حمراء لا يعود القرار بشأنها لرام الله في أي حال من الأحوال، ولذلك من الأسهل إطلاق الاتهامات لإيران على الإقرار بحجم الضغوط والاعتراف بالخطوط الحمراء و”الفيتوات” المشهرة في وجهة المصالحة والوحدة.
والمتتبع لآخر جولة من جولات الحوار، لحظ أن وفد فتح ذهب إلى دمشق بهدف واحد أوحد: “ما لنا لنا وحدنا، وما لكم لنا ولكم”، كل ما بني في الضفة الغربية من أجهزة ومؤسسات “ونظريات أمنية” و”عقائد قتالية” لنا وحدنا، لا صلة لكم به من قريب أو بعيد، وكل ما بني في غزة من بنى ومؤسسات وأجهزة (انقلابية، غير شرعية)، يجب أن تعود لبيت الطاعة، وأن تخضع للشرعية التي لا تسير إلا في ركاب هؤلاء حتى وإن خسروا صناديق الاقتراع بصورة مدوية.
والحقيقة أن بارقة الأمل التي أشاعتها حوارات دمشق، انطلقت من رهان على “تسوية فوقية” لهذا الملف الشائك، تسوية تقوم على إبقاء الأوضاع على الأرض كما هي، في الضفة والقطاع وخلق إطر فوقية تنسيقية لا أكثر ولا أقل، لكن حتى هذا الاحتمال المتواضع (والمقلق)، يبدو أنه تبدد تحت ضغط الخلافات التي شهدتها الحوارات حول الملف الأمني، مثلما تبددت الآمال والرهانات لتحل محلها مشاعر اليأس والإحباط.
(المصدر: صحيفة “الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 13 نوفمبر 2010)
لو كرّرت ذلك على مسامعي فلن أصدّقه”
الكتاب : (لو كرّرت ذلك على مسامعي فلن أصدّقه) باللغة الفرنسية
تأليف : جان كلود موريس
مؤلّف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس)، الذي كان يعمل مراسلاً حربياً لصحيفة (لو جورنال دو ديماش) من 1999 إلى 2003. ويتناول في كتابه هذا أخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي (جورج بوش الابن) والرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك)، والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنّها على العراق عام 2003، بذريعة القضاء على (يأجوج ومأجوج) الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيقاً لنبوءة وردت في كتبهم (المقدسة). يقول المؤلف (جان كلود موريس) في مستهلّ كتابه الذي يسلّط فيه الضوء على أسرار الغزو الأمريكي للعراق: (إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جداً، وأن إعتقادك ليس في محلّه)، فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصوّرها العقل، بل هي خارج حدود الخيال، وخارج حدود كل التوقّعات السياسية والمنطقية، ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبداً. فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من أشدّ المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية، وهو مهووساً بالتنجيم والغيبيات، وتحضير الأرواح، والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة، وفي مقدّمتها (التوراة)، ويجنح بخياله الكهنوتي المضطّرب في فضاءات التنبّؤات المستقبلية المستمدّة من المعابد اليهودية المتطرّفة. ويميل إلى إستخدام بعض العبارات الغريبة، وتكرارها في خطاباته. من مثل: (القضاء على محور الأشرار)، و(بؤر الكراهية)، و(قوى الظلام)، و(ظهور المسيح الدجال)، و(شعب الله المختار)، و(الهرمجدون)، و(فرسان المعبد)، ويدّعي أنه يتلقّى رسائل مشفّرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية، والأحلام الليلية. وكشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجّل له مع مؤلّف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي, قائلاً: (تلقّيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبرّراً ذلك بتدمير آخر أوكار “يأجوج ومأجوج”، مدّعياً إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصرّ على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكّدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل).
ويقول (شيراك): هذه ليست مزحة، فقد كنت متحيّراً جداً, بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة، التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم، ولم أصدّق في حينها أن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلّفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصّبة، التي سيحرق بها الشرق الأوسط، ويدمّر مهد الحضارات الإنسانية، ويجري هذا كلّه في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدّة المواقف السياسية، وليس هناك مكان للتعامل بالتنبّؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية. ولم يصدّق (جاك شيراك)، أن أمريكا وحلفائها سيشنّون حرباً عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرّفة، وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية، التي ما زالت تقول: (كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية). ويرى المؤلّف إن الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي كان واضحاً في معارضته لتلك الحرب، ومنزعجاً من محاولات بوش الغبية لتبرير حربه على العراق وربطها بالنبوءات الكهنوتية المتعصّبة، ويردف المؤلّف قائلاً: لم يصدّق شيراك أذنه عندما إتّصل به بوش قبيل الحرب على العراق بأسابيع، ليقنعه بالتراجع عن معارضته الشرسة، مؤكّداً له مرة أخرى أن هذه الحرب تستهدف القضاء على (يأجوج ومأجوج)، الذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرّفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب، وكم كانت دهشة (شيراك) عظيمة عندما سمع (بوش) يخبره في مناسبة أخرى عبر الهاتف، ويقول له حرفياً: (أنه تلقى وحياً من السماء لإعلان الحرب على العراق، لأن يأجوج ومأجوج إنبعثا من جديد في العراق، وهو في طريقه إلى مطاردتهما، لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي). وشعر (شيراك) حينها بالخجل والفزع من هذا التبرير السخيف، ومن هذه السذاجة والصفاقة، لكنه لم يكن يتصوّر أبداً أنّ تطرّف بوش وميوله الدينية نحو تحقيق نبوءات التوراة على ارض الواقع، يقودانه إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات التاريخية الكارثية، وإزدادت مخاوف (شيراك) عندما صار (بوش) يعيد تكرار الإشارة إلى (يأجوج ومأجوج) في مؤتمراته الصحفية والسياسية. يذكر المؤلف أن (جاك شيراك) وجد نفسه بحاجة إلى التزوّد بالمعارف المتوفّرة بكل ما تحدّثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج، وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقّة من متخصصين في التوراة، على أن لا يكونوا من الفرنسيين، لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات. فوجد ضالته في البروفسور (توماس رومر)، وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة (لوزان) السويسرية، وأوضح البروفسور: إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر (التكوين)، في الفصلين الأكثر غموضاً، وفيهما إشارات غيبية، تذكر: (أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرّارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وعندئذ ستهبّ قوّة عظمى لحماية اليهود، في حرب يريدها الرب، وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة). ثم يتابع المؤلّف: إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش، هي الطائفة الأكثر تطرّفاً في تفسير العهد القديم (التوراة)، وتتمحور معتقداتها حول ما يسمّى بالمنازلة الخرافية الكبرى، ويطلقون عليها إصطلاح (الهرمجدون)، وهي المعركة المنتظرة، التي خطّطت لها المذاهب اليهودية المتعصّبة، وإستعدّوا لخوضها في الشرق الأوسط، ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة. وكان سفهاء البنتاغون، الذين إمتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية، ضد الإسلام والمسلمين، وشحنت صدورهم بروح الانتقام، يجهدون أنفسهم بمراجعة الكتب السماوية المحرّفة، ويستمعون إلى هذيان الحاخامات والقساوسة والمنجّمين. فتراهم منكبّين على تفسير النصوص الإنجيلية والتوراتية المزيّفة. يساندهم في هذه المهمّة الغبية فريق متكامل من السحرة والمشعوذين، ويستنبطون سيناريوهات حروبهم الاستعلائية والاستباحية من شخبطات سفر التكوين وسفر حزقيال، والتلمود والزوهار والطاروط، ويستشهدون بها في خطاباتهم وحملاتهم الإعلامية. ويعتمدون عليها في صياغة بيانات معركة (الهرمجدون Armageddon) قبل وقوعها، و(الهرمجدون) كلمة عبرية مكوّنة من مقطعين، (هر) أو (هار): بمعنى جبل، و(مجدون): إسم واد في فلسطين، يقع في مرج إبن عامر، وكلمة (هرمجدون) تعني: جبل مجدون.
وبصرف النظر عن مدلول الكلمة، فأنها ترمز إلى الحرب العدائية، التي تخطّط لها أمريكا وزبانيتها. والهرمجدون عقيدة فكرية شاذة ولدت من ترهات الأساطير الغابرة، وإنبعثت من رماد النبوءات الضالة، فهي عقيدة شرّيرة خطيرة ومعدية، تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة إنجليكانية، والهرمجدون أكذوبة كبرى رسّخها أعداء الإسلام في وجدان الأمة الأمريكية، حتى أصبح من المألوف جداً سماع هذه الكلمة تتردّد في تصريحات الرؤساء والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية. فقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق (رونالد ريغان) عام 1980: (أننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون)، وصرّح خمس مرّات بإعتقاده بقرب حلول معركة (هرمجدون)، وقال (جيمي سواجرت): (كنت أتمنّى أن أستطيع القول أننا سنحصل على السلام. ولكنّي أومن بأن الهرمجدون قادمة، وسيخاض غمارها في وادي مجدون، أو في بابل. إنّهم يستطيعون أن يوقّعوا على إتفاقيات السلام التي يريدون. إن ذلك لن يحقّق شيئاً. فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق).
وقال زعيم الأصوليين المسيحيين (جيري فلويل): (أن الهرمجدون حقيقة، إنها حقيقة مركبّة، ولكن نشكر الربّ إنها ستكون المنازلة النهائية). وقال القسّ المسيحي الأصولي (كين بوغ): (أن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون). وقال (سكوفيلد): (أن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحّبوا بهذه الواقعة، فبمجرّد ما تبدأ معركة الهرمجدون، فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وأنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة التي تجري تحتهم). ولسكوفيلد إنجيل خاص به شحنه بكلّ الخرافات والسفسطات الفاسدة المنحازة لليهود والصهيونية. وقالت الكاتبة الأمريكية (جريس هالسال): (إننا نؤمن تماماً أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون). وذكرت (جريس) في كتابها (النبوءة والسياسة) الذي نشرته لها مؤسّسة (سن لنسن) عام 1985: (أن 61 مليون أمريكي يستمعون بإنتظام إلى مذيعين يبشّرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون، وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة)، ويقدم الكاهن (جاك فان ايمب) برنامجاً أسبوعياً تبثّه 90 قناة تلفزيونية و43 محطة إذاعية. بينما يصل برنامج (جيمس دوبسن) التلفزيوني إلى أكثر من 28 مليون مشاهد.
أما شبكة (CBN) التي يديرها الكاهن المتعصّب (بات روبرتسون)، فهي الأوسع نفوذاً وتأثيراً في أمريكا، وجنّدت المنظّمات الظلامية الشيطانية (80) ألف قسيس و(20) ألف مدرسة لاهوتية و(200) كلية لاهوت ومئات المحطّات التلفزيونية لنشر عقيدة (الهرمجدون)، وإقناع الناس وتلاميذ المدارس الابتدائية بحتمية وقوع المنازلة الكبرى في الشرق الأوسط. ومما يثير الفزع أن تلك القوى الشيطانية تمتلك السلطة والنفوذ وصناعة القرار في أمريكا، ولها القدرة على فرض سيطرتها على الحكومتين البريطانية والاسترالية، وحذّرت مجلة (لونوفيل اوبسرفاتور) الفرنسية من تنامي هذه العقيدة الجديدة المتطرّفة، وذكرت أن الرئيس (بوش) المؤمن جداً بهذه العقيدة الشاذة إتّصل بالرئيس الفرنسي (شيراك) ذات مرة لحثّه على مؤازرته في غزو العراق قائلاً له: (إسمع يا صديقي شيراك، لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة، وسأسعى بكل ما أوتيت من قوّة لخوض معركة الهرمجدون هناك). يقول الزعيم الليبي معمّر القذّافي: إذا كان من حسن حظّ الرئيس الأميركي الأسبق (رونالد ريغان) أن يموت قبل أن يحاكم بسبب قصفه ليبيا في عام 1986، فإن من سوء حظّه أن يفارق الحياة قبل وقوع معركة الهرمجدون التي كان يتمنّى أن يفجّرها بنفسه لتعجيل ظهور نبوءات التوراة. فالرجل كان متأثراً إلى حدّ كبير بالمعتقدات التوراتية المتطرّفة وبتفسيراتها ونبوءاتها، وبخاصة تلك التي تتعلّق بالشرق الأوسط. وإزداد إيمانه والتزامه بالأفكار الدينية التي تؤمن بها الحركة المسيحية – الصهيونية بعد إنتخابه رئيساً للولايات المتحدة في عام 1980، وبعد التجديد له لدورة رئاسية ثانية في عام 1984. ونشرت صحيفة (ساندياغو) عام 1985 تصريحاً على لسان رئيس مجلس الشيوخ (جيمس ميلز) يقول فيه: (كنت أجلس جنباً إلى جنب مع ريغان في إحتفال خاص، فسألني سؤالاً غير متوقّع: هل قرأت الفصلين 38 و39 من سفر حزقيال؟ فأكّدت له أنني ترعرعت في أسرة متديّنة ومؤمنة بالكتاب المقدّس. عندئذ شرع بتكرار قراءة تلك المقاطع من سفر حزقيال التي تتحدّث عن يأجوج ومأجوج، وقال لي إن المقصود هنا هو ضرورة توجيه ضربة لروسيا التي يختبئ فيها يأجوج ومأجوج، ثم أخذ يقرأ مقاطع من سفر الرؤيا، وقال ريغان: إن حزقيال رأى في العهد القديم المذبحة التي ستدمّر عصرنا، ثمّ تحدّث بخبث عن ليبيا لتحوّلها إلى دولة شيوعية، وأصرّ على أن في ذلك إشارة إلى أن يوم الهرمجدون الذي أصبح في نظره وشيكاً). لقد كانت أمنية الرئيس ريغان أن يضغط على الزر النووي لتفجير معركة الهرمجدون التي يعتبر إنفجارها شرطاً مسبقاً لتحقّق نبوءات التوراة. ولكنه مات غير مأسوف عليه قبل أن يحقّق رغباته الشيطانية. لم يعثروا على يأجوج ومأجوج في بابل، لكنهم يزعمون أنهما فرّا هربا نحو الشرق ويتنقلان الآن بين إيران وأفغانستان وباكستان وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف: أنه من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكّم به الكاهنات والساحرات وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلّفين عقائدياً وعبيد الشيطان.
بعد وفاة والديه وزوجته خلال الأسر فرحة أسير يبددها رحيل الأهل
أحمد فياض-خان يونس
يتهيأ أسير فلسطيني من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة للخروج إلى عالم الأحرار مطلع الشهر القادم، والتخلص من ظلمة السجن التي رافقته على مدار 6588 يوماً (18 عاما) هي مدة محكوميته في سجون الاحتلال.
فرحة التحرر التي تظللها حفاوة استقبال الأهل، وخصوصاً معانقة الوالدين والزوجة سوف تسقط من حسابات الأسير وليد شعت بعد أن غيبهم الموت واحدا تلو الآخر خلال فترة اعتقاله، ويستعيض عنها بزيارة قبورهم والدعاء لهم قبل أن يواصل طريقه إلى منزله لاستكمال مراسيم استقباله الشعبية والوطنية.
هذه هي توقعات قصة انعتاق الأسير وليد خميس شعت (45 عاما) الذي اعتقل في التاسع عشر من يونيو/ حزيران 1993، وحكم عليه بالسجن 18 عاماً بذريعة قتل إسرائيلية، وهي لا تختلف في تفاصيلها عن حال العديد من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم وتبددت آمالهم بلقاء آبائهم وأحبائهم أو أعزائهم بعد أن غيبهم الموت. سنوات الأسر
الكبار رحلوا والصغار كبروا وتغيرت صورهم وملامحهم، ووليد لا يزال يقبع في سجنه، بهذه الكلمات بدأ فهيد شعت، الشقيق الأصغر، للأسير يروي قصة الغياب وملامح وجه لا تخفي مدى شوقه لأخيه.
يقول فهيد “عانى أخي كثيراً… داخل السجن، وتجرع شتى ألوان العذاب التي أشدها حرمانه من رؤية أجمل ما في الحياة”. وتابع “لم يمض سوى ثلاث سنوات على اعتقال وليد حتى توفيت زوجته التي أصيبت بمرض عضال مفاجئ، وتبعها الوالد بعد عشر سنوات”.
ويضيف “بقيت الوالدة تتحسر على البعد والفراق إلى أن أسكت المرض جسدها ووافتها المنية في فبراير/ شباط الماضي، فكان الخبر من أشد الصدمات التي تعرض لها الأسير وليد في حياته لحرمانه من عناق من كان يعد الأيام للقائها، فموت والداته سقط عليه كالصاعقة”.
صورة أخي
لقاء الجزيرة نت بشقيق الأسير كان يقطعه بين الفينة والأخرى بكاء فهد كلما تذكر لهفة والدته على شقيقه وليد “كانت والدتي تستيقظ مع أذان الفجر كل يوم لتصلي وتدعو الله أن يفرج كرب ابنها، وتجلس على باب غرفته تحتضن صورته وتتمعن فيها وتتذكر سبعة وعشرين عاماً قضاها تحت جناحها” يقول فهيد. ويردف، بعد أن سيطرت عليه لحظات من الصمت وبدا صوته خافتاً لا يكاد يسمع من شدة الحزن، “صورة أخي الأسير لم تفارق جيب والدتي حتى أنها تمزقت وبليت من كثرة مرافقتها لجيبها في كل أماكن تنقلها فاضطررت إلى أن استخرج صورة بديلة”. واستحضر فهيد بعضا من ذكريات والدته في رحلة معاناتها الطويلة قائلا “كانت عند سماعها لنبأ خروج أي أسير من السجن الذي يقبع فيه أخي، يسيطر عليها البكاء الشديد طوال اليوم، وتطلب مني الذهاب لبيت الأسير لجلب أي معلومات عن أخي”.
انتظار الفرح
وأضاف “فور سماعها بقرب إتمام صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي لم تكن تفارق التلفاز لعلها تسمع خبراً مفرحاً يجعلها تحقق أمنيتها الوحيدة برؤية ابنها قبل أن تغادر الحياة”.
وفي حديثه عن تفاصيل استعدادات الأم لاستقبال ابنها، قال فهيد “كانت تعد اللحظات والدقائق لاستقباله عبر تهيئتها لمكان المهنئين بالإفراج عنه، كما عقدت العزم على زواجه ورصدت مبلغا من المال لذبح عجل وتوزيعه على الفقراء، إلا أن القدر كان أسرع من كل شيء”.
وأضاف “في أيامها الأخيرة، اشتد عليها المرض فتوقفت جميع أعضاء جسدها عن الحركة، ولكن عند سماعها اسم وليد تحركت قدماها ويداها بصورة تلقائية، الأمر الذي له كان له وقع شديد على نفوس الموجودين بجوارها فأجهشوا بالبكاء”.
ولم يستطع فهيد منع دموعه وهو يستذكر آخر رسالة أوصته بها والدته قبل أن تفارق الحياة لينقلها لأخيه، وهي “أمك بتسلم عليك وكان نفسها تحضنك وتضمك لصدرها”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)
الأوبزرفر: مذكرات بوش قصيرة النظر
نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية استعراضا لكتاب محطات القرار الذي نشر فيه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مذكراته لسِني رئاسته الثماني، ووصفته بأنه قصير النظر ويفتقر إلى العمق والتحليل، وبأنه جاء بطابع شخصي.
وانتقدت الصحيفة ما سماه بوش أول قرار له باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة، عندما أمر في صبيحة 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 بإسقاط الطائرات المدنية التي لم تستجب للاتصالات الأرضية، وترى أن ذلك القرار كان يمكن أن يؤدي إلى سقوط آلاف المدنيين الأبرياء.
كانت هجمات سبتمبر بالنسبة لبوش بمثابة الدرع الواقي ضد أي انتقاد من الشعب، واستغلها ليصف نفسه مرارا وتكرارا بأنه قائد حربي. صلاحيات واسعة
لم يكن إصرار بوش على استخدام هذا التعبير لأغراض مجازية مجردة، بل كان يسعى للحصول على الصلاحيات الشبيهة بالمطلقة التي يخولها الدستور للرئيس في وقت الحرب، والتي لولاها لما استطاع إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام تقنية الإيهام بالغرق ولا تمكن من التصنت على الاتصالات المدنية ولا نجح في تعبئة الجيش لغزو العراق.
وتمضي الصحيفة قائلة صحيح أن الولايات المتحدة لم تتعرض لهجوم إرهابي ثان، ولكن القرارات التي اتخذت من أجل تحقيق ذلك قد أبعدت البلاد عن اتباع الطرق المتعارف عليها دبلوماسيا وتنصلت من التزاماتها تجاه القانون الدولي.
أميركا قد أصيبت، ولكن بوش استجمع قوتها بطريقة غير لائقة ولذلك فقد تشتت، وفي النهاية ترك الأمة وهي في الحضيض.
وتقول الأوبزرفر إن بوش في مذكراته، لم يحاول أن يضع فترة رئاسته في سياق دولي أو تاريخي، بل كرسها لكيل المديح لنفسه وإنجازاته، وحتى عندما يعترف بوقوع خطأ في تلك الفترة فإنه يضع اللوم على شخص آخر، ومثال ذلك الاستجابة الفقيرة لكارثة كاترينا حيث يلقي باللائمة على “حاكم لويزيانا الديمقراطي”.
حرب العراق
وتتطرق الصحيفة إلى حرب العراق حيث تقول إنه لم يكن من اللائق برئيس أن يرد على أخبار وجود مقاومة في العراق بالقول: “فليأتوا إلينا لنتقاتل”. وتصف ظهور بوش وهو في بزته العسكرية تحت لافتة تقول “المهمة أنجزت” في حين أن العراق لا يزال يشتعل، بأن ذلك “استعراض مسرحي باء بالفشل”.
وتنتقد الصحيفة أسلوب بوش في إعطاء علاقاته مع حلفائه طابعا شخصيا عميقا، مثل اعتقاده وجود رابط قوي بينه وبين الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين فقط لأنهما يعشقان تحفة بعينها ذات طابع ديني، وكونه ينسب نجاح إحدى جولاته التفاوضية إلى الاشتراك في حب الزراعة بينه وبين أمير سعودي.
وتصف الصحيفة تلك النزعة الشخصية بأنها قصور في التفكير الإستراتيجي.
ثم تتناول الصحيفة موضوع علاقة بوش بتوني بلير وكيف توافقا إلى أبعد الحدود، وتقول إن الرجلين اشتركا في نفس المعتقدات الدينية وكذلك تشاطرا نفس النزعة بتكريس الدين لخدمة رغباتهما.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إن ذلك الانقياد وراء معتقداته واقتناعاته جعله يظن أن قراراته تنبع من اقتناع داخلي أعلى من أي عامل خارجي مثل: الدلائل الملموسة ورأي الآخرين والحسابات الإستراتيجية والواقع. المصدر:الأوبزرفر (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 نوفمبر 2010)