الأحد، 13 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2881  du 13.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


ههيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بيـان حول  الوضع العام بالبلاد ههيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بيـان حول مشروع التنقيح الثالث على التوالي للدستور حول شروط الترشّح للانتخابات الرئاسيّة هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بيـــــان حول الأوضاع في الحوض المنجمياللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعــــلام اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان: بــيــان حول الأحداث في الحوض المنجمي بقفصة اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان :   المناضلة زكية الضيفاوي  اضراب عن الطعام احتجاجا على الاعتداء الصارخ على حرمة مسكنها

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان : الأخت زكية الضيفاوي توقف اضرابها عن الطعام الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: لا لتسليم توفيق ميزان .. لا للتعذيب بالوكالة ..! منظمة هيومان رايتس ووتش توجه رسالة إلى وزير الداخلية السعودي للإستفسار عن المواطن التونسي السيد مجاهد بن خالد الوحدويون الناصريون / تونس: بيان  نداء – العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين السياسيين موقع المؤتمر من أجل الجمهورية :  مظاهرة  في باريز تضامنا مع الرديف وقفصة وأم العرائس رويترز: تونس تضاعف اهتمامها بمدينة شهدت احتجاجات وات: تهيئة أحواض تخزين مياه مغاسل الفسفاط بالحوض المنجمي بقفصة قبل آجالها المحددة يو بي أي: سجن 18 شابا تونسيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب رويترز: سجن 19 شخصا في إطار مكافحة الإرهاب في تونس الجزيرة.نت: محكمة تونسية تسجن 18 إسلاميا بتهمة “الإرهاب” قدس برس: محكمة تونسية تقضي بحبس شيخ السلفيين ثلاث سنوات د. ب. أ: تونس: السجن لمُصدر فتوى «مشروعية الجهاد» إيلاف: منظمة حقوقية تتحدث عن تعذيب – تونس: صدور الأحكام في قضية البخاري مفسر القرآن الشرق الأوسط: النمسا ترحب «بأي وساطة» لحل أزمة مواطنيها المحتجزين لدى «القاعدة» الحياة”: تونس: توحيد نقابتي الصحافيين “إيلاف: في خطوة فاجأت الإعلاميين – نقابتان للصحافيين التونسيين تعلنان التوحّد الشرق: التحضير لاستثمارات إيطالية في القطاع السياحي التونسي رويترز: المعرض الدولي للكتاب بتونس يكرم الشاعر المصري سيد حجاب الحياة : عمدة باريس ينفي انحيازه لإسرائيل الطاهر العبيــدي تحقيق  : الموقف تتجول في أوربا لمعرفة أصداء ترشح الشابي للانتخابات الرئاسية عبدالباقي خليفة : شخصنة الصراع مع الديكتاتورية : الصحيح والخطأ عبد القادر الزيتوني: صرخة مواطن :الوضع الاجتماعي والبيئي بقفصه و محاولة الخروج من النفق سمير ساسي: تغيير والي قفصة هل يحل أزمة التنمية بالولاية؟ النفطي حولة :عنوان الطريق عبدالرحمان الحامدي: لقفصة ساعة الغضب تشد الرحال محمـد العروسـي الهانـي: اصلاحات إدارية جديدة حسب مرسوم رئاسي مؤرخ في 24/3/2008 صحيفة “مواطنون”: معارضون ” معتدلون “… صحيفة “مواطنون”: الحوار مع الشباب: كسر الحواجز النفسية واعتماد الشفافية والمصداقية !! صحيفة “الوطن”،: تونس : الشباب والمخدرات… مشكلة حقيقية تتطلب الحوار الصباح: قريبا إصدار نصوص قانونية تطبيقية لتوضيح وتنظيم عملية التجديد النصفي لأعضاء مجلس المستشارين الشروق: أول مدير للتعليم العالي والعميد السابق لكلية العلوم: هكذا احتجزوني ووضعوا الحبل حول رقبتي… وهكذا ساعدتُ «أميرهم» على السفر الى فرنسا عبد الجليل التميمي: دور الجامعات وآليات البحث العلمي في بناء الوحدة المغاربية الهادي العيادي: النص الديني بين القراءة الحرفية ورهان التأويل خيري عمر: تقديم لكتاب جديد للكاتب التونسي محمد المزوغي – محمد أركون .. قلق بين حضارة الشرق والغرب توفيق المديني: فرنسا ساركوزي والعودة إلى الأطلسي عبد اللطيف الفراتي: الصين العظيمة.. الصغيرة سميرة الصدفي: أزمة تعصف بأكبر المصارف السويسرية … وبيتر كورر قد يكون الربان المنقذ د حسن حنفي: المحلة الكبرى… ومخاض الشارع العرب: الفرنسي مارشان يرفض تدريب المنتخب التونسي “العرب: المقاومة العراقية تصدر قائمة بـ 52 مطلوباً لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين  

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 

صحيفة “الموقف”، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، العدد 447 بتاريخ 11 أفريل 2008 http://pdpinfo.org/PDF/447.pdf    


نشطاء تونسيون يستفيدون من إمكانيات موقعي “يوتوب” و”دايلي موشون” لكسر الحصار الإعلامي المفروض على حقيقة أحداث الحوض المنجمي مظاهرة انتظمت يوم 12 أفريل 2008 بمدينة “Nantes” الفرنسية تضامنا مع نضالات الرديف وباقي الحوض المنجمي

لقطات فيديو من مظاهرة نانت بثها 4freedommen على موقع دايلي موشون: http://www.dailymotion.com/video/x51zmz_manifestation-a-nantes-pour-souteni_news   لقطات فيديو من مظاهرة نانت بثها FFF741 على موقع يوتوب: http://fr.youtube.com/watch?v=B7Xu3kqoCYs   


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات تونس في 11 أفريل 2008 بيـــــــان
 
نظرت هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات خلال اجتماعها الدوري في جملة من القضايا المتعلقة بنشاطها و بالوضع العام بالبلاد.  و تم التأكيد من قبل كافة مكونات الهيئة على ضرورة مواصلة العمل ضمن المحاور المرتبطة بالحريات وحق التنظّم و المساجين السياسيين والعفو التشريعي العام، مع ضبط خطة عمل في هذه المحاور.  وبهذه المناسبة ألحّت الهيئة على ضرورة تكثيف الجهود لمساندة عريضتين هامتين، تتعلّق الأولى – ببادرة من فرع تونس لمنظمة العفو الدوليّة- بموضوع حكم الإعدام، فيما تتعلّق الثانية –ببادرة من مجموعة من الحقوقيين والمناضلين السياسيين- بفضح تفاقم ظاهرة الفساد المالي.   كما تم التأكيد على الحوار الداخلي الذي تقدم أشواطا في ما يخص موضوع العلاقة بين الدين و الدولة باعتبارها أحد المحاور الأساسية للحوار داخل الهيئة.   و بخصوص التطورات الحاصلة في المدة الأخيرة، سجلت الهيئة ما يلي:   – رفض كافة مكوناتها للتنقيح الدستوري المعلن من قبل السلطة باعتبار طابعه الاستثنائي و الإقصائي و اعتباره محاولة جديدة لإفراغ العملية الانتخابية من مضامينها الحقيقية و تكريس الرئاسة مدى الحياة.( انظر بيان الهيئة بخصوص هذه القضية والملحق لهذا البيان).   – استنكار الهيئة لمواصلة الدولة سياسة الهرسلة الأمنية  و الاعتقالات التي تمارسها ضد نشطاء حقوق الإنسان و ضد مكونات المعارضة بصفة عامة و من الأمثلة التي جدت في الأيام الأخيرة:   * اختطاف السيد علي الوسلاتي عضو فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و عضو “الهيئة الجهوية لـ 18 أكتوبر ببنزرت” و إحالته على محكمة الناحية بهذه المدينة بتهم مفتعلة. و هو ما يبرز استمرار السلطة في سياستها القائمة على تلفيق التهم و مخالفة القانون و إنكار  الاعتبارات السياسية الكامنة وراء تلك الاعتقالات.   * حرما قيدوم المقاومين السيد علي بن سالم عضو هيئة 18 أكتوبر ورئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت من حقه في العلاج و الدواء و هو البالغ من العمر 76 سنة، وإلى ذلك فهو محروم أيضا من جواز سفره بدعوى وجود قضية عدلية ضده تتعلق بنشر فرع بنزرت بيان حول تدنيس القرآن في شهر جوان 2006، و منذ ذلك التاريخ لم تحسم القضية و حرم علي بن سالم من حقه في السفر. مع التذكير أنّ آلية هامة تابعة للأمم المتّحدة ألحت أخيرا على الحكومة التونسيّة ضرورة القيام بتحقيق حول الاعتداء العنيف الذي تعرّض له الأخ علي بن سالم سنة 2000   * تهديد الرئيس السابق لحركة النهضة المحظورة و السجين السياسي  السابق السيد حمادي الجبالي بتهديم جزء من بيته الأسبوع الماضي دون احترام الإجراءات القانونية مما يدلّ على أن هذه المحاولة تدخل في باب الملاحقة التي يتعرض لها المعني منذ خروجه من السجن.   * رفض تسليم تسليم  حمّه الهمامي عضو هيئة 18 أكتوبر و الناطق الرسمي باسم  حزب العمال الشيوعي التونسي المحظور وثائقه الشخصية من بطاقة تعريف و جواز سفر بتعلّة الإجراءات الإدارية الخاصة بوضعه المهني (معطّل عن العمل) و التي تريد من ورائها السلطة كسب الوقت و تضييع فرص السفر عليه.   * مواصلة التشفي من الصحفي  السجين السيد سليم بوخذير إذ تتعمّد إدارة السجن و ضعه في زنزانة ضيقة بسجن صفاقس لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية و الإنسانية و لا تكتفي بذلك بل تقطع عنه الماء من حين لآخر و قد أعلم زوجته في آخر زيارة له يوم الخميس 11 أفريل 2008 أن إدارة السجن قطعت عنه الماء لمدة أسبوع كامل ويزال القطع متواصلا، وحتى إرجاعه يكون على طريقة القطرة قطرة في محاولة للتشفي منه. مع تذكير بالتنديد الشديد لهيئة 18 أكتوبر للظروف المنافية لأبسط قواعد المحاكمة العادلة التي تعرّض لها السيد سليم بوخذير في كل أطوار الإجراءات القضائيّة التي فرضت عليه (استئنافا وتعقيبا) والتي أفضت إلى الحكم عليه بعام سجن بناء على تهم ملفّقة.   *  تعمّد سلطات الأمن بالمطار في كل مرة تفتيش لأغراض السيد خميس الشماري عضو هيئة 18 أكتوبر و الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان تفتيشا شاملا وبدون أي موجب. وقد تعرّض يوم الخميس 4 أفريل عند رجوعه من أوروبا إلى محاولة الفرض عليه تفتيشا جسديّا وتسبّب رفضه المطلق لهذا الإجراء الاستبدادي والاستفزازي في تعطيله بالمطار قرابة الساعة.  

* و تود الهيئة أن تذكر أن المئات  من المساجين السياسيين السابقين من حركة النهضة  وحزب العمّال الشيوعي التونسي وغيرهم يحرمون من جوازات سفرهم دون موجب قانوني. وكذلك من حقّهم في العمل وكسب لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.   * وإلى جانب تعدّد حالات الانتهاك الناتجة عن التمشّي الأمني والانغلاقي في مجال الحريات الفرديّة للمواطنين، رأت الهيئة من واجبها أن تعبّر عن تضامنها مع جريدة “الموقف” لسان حال الحزب الديمقراطي التقدّمي وهيئة تحريرها على اثر الإجراءات اللاقانونيّة التي فرضتها السلطة على شركة التوزيع في محاولة لتضييق الخناق على هذه الأسبوعيّة في إطار عمليات حجز مقنّعة. وإلى جانب هذه الممارسات الإقصائيّة سعت السلطة منذ يوم 8 أفريل الجاري بتقديم ثلاث قضايا عدليّة ضد الموقف بتهم واهية واعتماد على قانون الصحافة الجائر بهدف تضييق الخناق المالي ضد الجريدة وضد السادة أحمد نجيب الشابي ورشيد خشانة المعنيين مباشرة بهذه الإجراءات المعتمدة  مرّة أخرى على توظيف سافر للقضاء لأسباب سياسيّة.   *  وناقشت الهيئة تقريرا شفاهيّا تقدّما به كل من الأخوة أنور القوصري وخميس الشمّاري حول مداولات اللجنة المعنيّة بحقوق الإنسان للأمم المتّحدة الصاهرة على ظروف تنفيذ العهد الدولي للحقوق المدنيّة والسياسية والتي عقدت دورتها الأخيرة بنيويورك بداية من يوم 17 مارس، وتعرّضت الهيئة كذلك إلى التقرير الدوري للحكومة التونسيّة  وكذلك لمداولات الدورة الأولى بجينيف بداية من يوم 8 أفريل “النشريّة الدوريّة العالميّة” (UPR) التابعة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتّحدة، والتي نظرت في التقرير الرسمي للحكومة التونسيّة حول وضع حقوق الإنسان بالبلاد. إنّ الهيئة -إذ تشكر مجهودات كل المنظمات الدوليّة والوطنيّة غير الحكوميّة التي حضرت مداولات كل من نيويورك وجينيف وخاصة السيدات والسادة مختار الطريفي وخديجة الشريف وسهام بن سدرين وراضية النصراوي وأنور القوصري وعبد الرؤوف العيادي- فإنّها تستنكر الطريقة الدعائيّة الصرفة التي استعملتها أجهزة الإعلام الرسميّة التونسيّة لمحاولة تغليط الرأي العام حول رهانات هذين الاجتماعيّة وحقيقة نتائجها، حيث أفرز اجتماع نيويورك توصيات نقديّة هامة وجريئة من طرف خبراء اللجنة المعنيّة بحقوق الإنسان الذين تطرّقوا بكل وضوح للتجاوزات المستمرّة لحقوق الإنسان في تونس من إيقاف تعسّفي وتعذيب وتوظيف القضاء وخنق الحريات الأساسيّة (التنظّم والتعبير والاجتماع والإعلام والتظاهر السلمي) وهرسلة نشطاء حقوق الإنسان. في الوقت الذي تحوّلت مداولات جينيف لاستعراض دعائي محض تحت إشراف ما يمكن اعتباره نقابة الدول والحكومات. والهيئة تشيد رغم ذلك بالدور الذي قام به تكتّل الجمعيات التونسيّة والسويسريّة بصفة موازيّة للاجتماع التابع لمجلس حقوق الإنسان لتحسيس الرأي العام الدولي والحكومات للأوضاع المتردّية لحقوق الإنسان ببلادنا وذلك بالرغم من أهميّة تكاليف المجهود الدعائي التي قامت به الحكومة التونسيّة في إطار ما سمّته بـ “التسويق السياسي والإعلامي لصورة تونس بالخارج”. وتناشد الهيئة كل الجمعيات التونسيّة المعنيّة بعقد اجتماعات إعلاميّة للتعريف بوقائع ورهانات وحقيقة ما جرى في اجتماعات نيويورك وجينيف.   تونس في 11 أفريل 2008 هيئة  18 أكتوبر للحقوق والحريات


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات تونس في 11 أفريل 2008

بيـــــان حول الأوضاع في الحوض المنجمي

 

– إنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تندد الهيئة بالقمع الوحشي الذي استعملته السلطات ضد العمّال والشباب المعتصمين بمدينة الرديف و ما رافقه  من مداهمات للمنازل واعتداءات بالعنف واعتقالات واسعة ضد عددا من  الشباب العاطلين عن العمل ومن النقابيين وعلى رأسهم الأخ عدنان الحاجي المسؤول النقابي المحلي الذي جمّدت مسؤولياته النقابية باتحاد الشغل بصفة اعتباطيّة . وعلى الرغم من أنه تم الإفراج عن كافة المعتقلين على اثر خروج أهالي المدينة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم في حركة احتجاجيّة قوية وواسعة، فقد حاولت السلطة  تهميش الموضوع منذ ثلاثة أشهر وإعطاء الأولوية لسياسة  القمع    على حساب الحوار و إيجاد الصيغ الشفافة للانتدابات التي كانت منطلق الاحتجاجات خاصة و أنها قررت يوم سبعة أفريل الجاري السماح للمنتدبين المطعون في شرعيّة انتدابهم بمباشرة عملهم بشركة فسفاط قفصة. علما أنّ طريقة الانتداب التي توخّتها الإدارة لم تأخذ بعين الاعتبار المعايير الموضوعية و القانونية وكان ذلك السبب الأساسي لإثارة حفيظة الراغبين في الشغل في نفس المؤسسة في منطقة تشكو بصفة صارخة من البطالة وخاصة لحاملي الشهادات وكذلك من ظروف اجتماعيّة وبيئيّة قاسية للغاية.  و بهذه المناسبة -و حتى لا تزيد الأزمة استفحالا في الحوض المنجمي – تدعو الهيئة إلى عدم الاكتفاء بإقالة الوالي وبعض المسؤولين الإداريين، وإلى التخلّي عن المعالجة الأمنيّة والإصرار في توظيف القضاء. والتفكير الجدي في توفير الحلول اللازمة للتشغيل مع ضمان الشفافية بعيدا عن الدعاية السياسية التي تعتمدها السلطة في هذا الملف الحساس. وتمثّل الأزمة الاجتماعيّة التي استفحلت بالرديف والحوض المنجمي مؤشّرا من مؤشرات تأزّم الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة بالبلاد، ومن بين هذه المؤشرات التوتّر الحاصل منذ أيّام قليلة بجهة صفاقس على اثر قرار نقل المجمع الكيميائي “سياب” وما يترتّب عنه من انعكاسات اقتصاديّة واجتماعيّة على كل الأصعدة.   تونس في 11 أفريل 2008 هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات  

هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات   تونس في 11 أفريل 2008  

بيــــــــان حول مشروع التنقيح الثالث على التوالي للدستور حول شروط الترشّح للانتخابات الرئاسيّة

 
ناقشت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في اجتماعها الدوري الأخير ما ورد في خطاب رئيس الدولة يوم الجمعة 21 مارس من مشروع إجراءات جديدة تتعلّق بحق الترشّح للانتخابات الرئاسيّة القادمة، وعلى إثر هذا النقاش تلحّ الهيئة على النقاط التاليّة: – استنكارها للجوء السلطة، للمرة الثالثة على التوالي إلى تنقيح استثنائي للدستور وخاصة الفصل 40 منه حول شروط الترشّح للانتخابات الرئاسيّة والذي يعتبر منذ سنّه حاجزا ضدّ تعدّد الترشّحات لمنصب رئاسة الدولة. وهو ما يؤكّد عدم استقرار المرجعيّة القانونيّة المفروضة على إرادة الشعب التونسي منذ سنوات وعدم صلاحيتها. – رفضها التدخل السافر من السلطة في الشؤون الداخليّة للأحزاب وخاصة في اختيار مرشّحيها، وفرض تنقيح مفصّل على القياس لإقصاء أي ترشّح مستقلّ، واختيار الحزب الحاكم ورئيس الدولة نفسه من سينافسه من بين مرشّحي الأحزاب السياسيّة. –  تنديدها لإرادة الاحتكار الكامنة وراء هذا التنقيح، ومحاولة فرض لعبة مغشوشة تحدّ بصفة خطيرة في الحق في الترشّح واستقلاليّة قرار الأطراف المعنيّة والحق للشعب التونسي في اختيار ممثليه على كل المستويات. – معارضتها الصارمة لمساعي النظام الحاكم إلى جعل الانتخابات الرئاسيّة المقبلة مجرد محطة لتكريس الرئاسة مدى الحياة، خلافا لما قطعته السلطة على نفسها من تعهد بإلغاء الرئاسة مدى الحياة التي خبر التونسيون ويلاتها. –   إلحاحها على ضرورة القيام بحملة مكثّفة لتعبئة الرأي العام الوطني وكل القوى الصديقة والشقيقة حول الإصلاحات الجوهريّة التي يجب القيام بها بمناسبة استحقاقات 2009 الرئاسيّة والتشريعيّة، لتجاوز ممارسات الحزب الواحد وضمان شروط انتخابات نزيهة وشفافة وتعدّدية في كل مراحل العمليّة الانتخابيّة من تحديد إطارها القانوني إلى الإعلان عن النتائج مرورا بمختلف المراحل والمتمثّلة في تنقيّة المناخ السياسي من التجاوزات الناتجة على الممارسات الاستبداديّة والمنافية للحقوق الفرديّة والعامة للمواطنين، والحق في الترشّح بدون شروط تعجيزيّة، وإعادة النظر في قانون انتخابي جائر كرّس منذ أكثر من 50 سنة احتكار الحزب الدستوري على كل المؤسسات، وتوفير ظروف القيام بحملة انتخابيّة تضمن حياد الإدارة وتكافؤ الفرص على المستوى الإعلامي والميداني بين كل الأطراف المتنافسة وقيام سلطة مستقلّة تشرف على العمليّة الانتخابيّة نفسها بحضور ملاحظين تونسيين ودوليين خلال كل أطوار العمليّة الانتخابيّة. – مناشدتها كل الأطراف السياسيّة الوطنيّة والديمقراطية وكل المكوّنات المستقلّة للمجتمع المدني لتظافر الجهود من أجل تجاوز الانقسامات للقيام بحملة ناجعة لرفض كل الجوانب السلبيّة المذكورة، وإعادة الاعتبار لصندوق الاقتراع.   وفي هذا الصدد تلحّ الهيئة على ضرورة إصدار موقفا مشتركا يستنكر تكريس الحكم الفردي من خلال الرئاسة مدى الحياة، ومشروع التنقيح الدستوري المقترح نظرا لصبغته الاقصائيّة السافرة وهو يمثّل ترقيعا إضافيّا لدستور فقد عبر عشرات التنقيحات هيبته كقانون أساسي طالبت به الحركة الوطنيّة منذ عقود قبل الاستقلال وخاصة بمناسبة الأحداث الداميّة ليوم 9 أفريل 1938 التي ذهبت ضحيتها عشرات التونسيين من أجل “برلمان تونسي” والتي نحيي بخشوع اليوم ذكراها السبعين.           تونس في 11 أفريل 2008 هيئة  18 أكتوبر للحقوق والحريات  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 13-04-2008 إعــــلام
 
تحركات شبابية في الرديف وأم العرائس: جدت مساء يوم السبت 12 افريل 2008 مناوشات بين قوات الأمن ومتظاهرين من الشباب العاطل عن العمل اثر زيارة الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي إلى معتمد يتي الرديف وأم العرائس  حيث اعترضه الشباب بشعارات تطالب بحق الشغل بينما تحركت قوات الأمن لمنع الاحتجاج. وإذ تجدد اللجنة دعوتها للسلطة للإسراع بحل مشاكل التنمية في الحوض ألمنجمي وإيجاد حلول عاجلة لمعضلة البطالة ، فإنها تؤكد أن السبيل الوحيد للتهدئة والخروج من الأزمة الحالية هو الحوار الجدي مع  المواطنين  المحتجين عبر من يثقون بهم كممثلين لطموحاتهم.  يوم وطني لمساندة أهالي الحوض ا لمنجمي: بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمساندة الحوض ألمنجمي ، أقيم الأحد 13 افريل 2008 بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بصفاقس يوم وطني للمساندة ، حضرته العديد من الوجوه الحزبية والنقابية والحقوقية من الجنوب التونسي. وقد تم اقتراح أن يكون يوم غرة ماي القادم تحت شعار ” يوم التضامن مع الحوض ألمنجمي” كما وقع اجتماع بمقر حركة التجديد بالمنستير لنفس الغرض حضره سياسيون ونقابيون وحقوقيون من المنستير وسوسة والقيروان والمهدية ، ناقش خلاله الحاضرون مع اللجنة الوطنية أخر التطورات بالحوض ألمنجمي وسبل تفعيل المساندة. كما تم عرض شريط فيديو يصور حوصلة للتحركات المنجمية خلال الأشهر الأخيرة. المساندة في الخارج : انتظمت بمدينة نانت الفرنسية يوم السبت 12 افريل 2008 مسيرة ضمت المئات من المهاجرين أصيلي الرديف و كذلك المنظمات الحقوقية – فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين ، رابطة حقوق الإنسان الفرنسية ، المتضامنون… – و ممثلي الأحزاب السياسية التونسية بالمهجر….و تواصلت من الثالثة والنصف بعد الزوال إلى حوالي السادسة مساء رفعت خلالها شعارات التضامن مع مطالب أهالي الحوض ألمنجمي وضد التدخل الأمني . شباب رهن الإيقاف بالمظيلة: يخضع كل من السادة:ماهر معامرية ورمزي الهنشيري وأكرم الخياري وكمال الخياري ورمزي السويحي – وكلهم من العاطلين عن العمل للإيقاف منذ 28 مارس 2008 وذلك بتهم تكوين وفاق قصد الاعتداء على الأملاك وتعمد وضع أشياء بالسكة الحديدية من شأنها إخراج الارتال عن السكة والمشاركة في ذلك. وتأتي عملية الإيقاف خلال التحركات الأخيرة التي عرفتها جل  مناطق الحوض ألمنجمي. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني


اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان
 القيروان :  12 أفريل  2008  بــيــان
تتابعت الأحداث في الحوض المنجمي بقفصة بشكل سريع ومؤلم أثبتت فيه السلطة في بلادنا من جديد إصرارها على سياسات الهروب إلى المجهول والارتهان البغيض للحلول الأمنية المهينة لأبناء شعبنا والمنذرة بالعواقب الوخيمة لحالة الاحتقان المتصاعدة على كل الصعد في البلاد . فبعد أسابيع طويلة من التجاهل لمطالب أبناء منطقة الحوض المنجمي المشروعة في الشغل وفي تكافؤ الفرص بين الجميع وفي التصدي للمحسوبية والفساد المستشريين في عمليات التوظيف والانتدابات . وبعد محاولاتها الفاشلة للتعتيم على الحراك المتصاعد في عموم جهة قفصة ومحاولات الالتفاف على تلك التحركات ومطالبها المشروعة .. سارعت السلطة كعادتها إلى حلولها الأمنية ، فأمعنت في اعتداءاتها على أبناء شعبنا في الحوض المنجمي لاسيما في جهة الرديف التي عاشت أياما من الحصار والترويع لأبنائها وصل حدا جعل بعض الملاحظين يقارنها بغزة المحاصرة .. فتوالت عمليات المداهمة للبيوت وطالت الاعتقالات العشرات من شباب الجهة ومن النقابيين ورموز المجتمع المدني ، واستعملت الهراوات وخراطيم المياه والكلاب البوليسية في مواجهة احتجاجات أبناء الجهة . واللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ تتابع هذه التطورات الخطيرة بكثير من القلق والانشغال فإنها تسجل :
1- إن إطلاق سراح الموقوفين في الأحداث بالرديف على ايجابيته لا ينبغي أن يحجب طبيعة الأزمة المستفحلة التي كانت السبب المباشر لاندلاع الاحتجاجات الشعبية المشروعة التي سلطت الأضواء على خطورة الاحتقان الاجتماعي الناتج عن عمق الأزمة الاقتصادية التي تسارعت تجلياتها باتساع نسب البطالة والارتفاع الفاحش للأسعار وتفشي مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبية ..
2- إن أحداث الحوض المنجمي تأتي في سياق سياسي محتقن تصر فيه السلطة على انغلاقها واحتكارها للشأن العام وتوجته بمشروعها المتهافت لتحوير جديد لدستور البلاد تستهتر فيه بأبسط مفاهيم القانون الدستوري وتكرس من خلاله منهجها الاقصائي وتدخلها السافر في شؤون الأحزاب السياسية التي تفترض سيادية قرارها حقها في اختيار مرشحيها لأي رهان انتخابي ..
3- كما تتزامن أحداث الحوض المنجمي الخطيرة مع تواصل الحملات الأمنية التي تستهدف شباب البلاد لمجرد الاشتباه ، واستمرار التضييق والخنق في حق المساجين السياسيين السابقين ..
لكل ذلك تنبه اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إلى ما يلي : ·       ضرورة تنبه كل القوى الفاعلة في بلادنا أحزابا ومنظمات وشخصيات وطنية إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لاسيما أمام تسارع غلاء الأسعار وتفاقم البطالة .. ونضم صوتنا لكل الأصوات الوطنية التي دعت الاتحاد العام التونسي للشغل إلى تحمل مسؤولياته الوطنية تجاه مثل هذه التحركات الاحتجاجية والوقوف إلى جانب الشباب العاطل عن العمل والتبني الصادق لمطالب العمال المشروعة .. ·  إن الضمانة الوحيدة لحماية بلادنا من مثل هذه الانفجارات الاجتماعية غير المحسوبة ومن جنوح طائفة من شبابنا نحو الحلول اليائسة والعنيفة هي الاسراع بمعالجات صادقة للأزمات القائمة وتنقية الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد من خلال الاسراع بسن عفو تشريعي عام وضمان استقلال القضاء والتصدي الحازم لمظاهر الفساد والمحسوبية والرشوة وصيانة حق التنظم والعمل السياسي وحق الجميع في التعبير والنشر وضمان انتخابات وطنية نزيهة تقنن التداول السلمي على السلطة وتضمن حق شعبنا في اختيار من يحكمه .. اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان المنسق : محمود قويعة 

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان 
القيروان :  12 أفريل  2008    بــــــــلاغ
 
توجه مجموعة من الإخوة أعضاء اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان في الليلة الفاصلة بين يومي 12 و 13 أفريل إلى منزل الأخت المناضلة زكية الضيفاوي عضو اللجنة وعضو الهيئة الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بالقيروان للتشاور حول آخر المستجدات بالبلاد لاسيما التطورات الأخيرة بالحوض المنجمي بقفصة   ولكن ما إن اقترب بعض الإخوة من المنزل حتى فوجئوا بحضور مكثف لقوات الأمن ( بالزي المدني وبالزي النظامي ) منعوهم من مواصلة طريقهم إلى منزل المناضلة زكية متعللين بالتعاليم  . وعند اتصالنا بالأخت زكية المحاصرة داخل منزلها أخبرتنا بقرارها الدخول الفوري في اضراب عن الطعام احتجاجا على الاعتداء الصارخ على حرمة مسكنها ومنعها من استقبال زوارها والمطالبة بالكف عن الاستهداف الأمني المتكرر لمقر سكناها . واللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ تدين هذا التعدي على الأخت المناضلة زكية الضيفاوي وكل أعضاء اللجنة الجهوية بالقيروان وتعبر عن دعمها الكامل لكل ما تقرره الأخت المناضلة وتساندها في وقفتها الشامخة للدفاع عن حرمة مسكنها وعن حقها في استقبال من تشاء في بيتها  .. فانها تنبه مرة أخرى إلى خطورة هذا الإصرار الأحمق على التعامل الأمني مع مناضلي المجتمع المدني وخطورة انعكاساته خاصة في ظل الآحتقان المتفاقم يوما بعد يوم ..

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان  المنسق : محمود قويعة   


اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان 
 القيروان :  13 أفريل  2008  

الأخت زكية الضيفاوي توقف اضرابها عن الطعام

 
بادر أعضاء من اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان صباح هذا اليوم بزيارة المناضلة زكية الضيفاوي عضو اللجنة وعضو الهيئة الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بالقيروان للاطمئنان عليها بعد قرارها الدخول الفوري في إضراب عن الطعام احتجاجا على الحصار الذي ضربته قوات الأمن طيلة الليلة الفاصلة بين يومي 12 و 13 أفريل على منزلها ومنعها من استقبال زائريها لاسيما أعضاء لجنتنا الجهوية وقد أفادتنا الأخت المناضلة خلال اجتماعنا بها أن منزلها ظل محاصرا طوال الليل كما لاحظت وجودا متقطعا لبعض الأعوان بالزي المدني صباح هذا اليوم ، وأنها تعتبر اضرابها عن الطعام صرخة احتجاج على التعدي على حرمة منزلها وعلى أعضاء اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان وعلى كل زوارها . وقد حرص أعضاء لجنتنا الجهوية على حث الأخت زكية على إنهاء إضرابها باعتباره حقق أغراضه وأن تمكننا من زيارتها مؤشر على ذلك رغم الوجود المتقطع لبعض العناصر الأمنية مع تأكيد كل أعضاء اللجنة على احترام قرارها ومساندتها التامة في أي خطوة تقررها .. وفي مساء هذا اليوم وخلال اتصال الأخ منسق اللجنة بالأخت المضربة عن الطعام أفادته أنها تتجاوب مع ما طرحه الإخوة أعضاء اللجنة ومع دعوات تلقتها من المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ومن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وبالتالي تقرر وقف إضرابها خاصة بعد ما لاحظت غياب أي حضور أمني قرب منزلها طوال ساعات المساء .      اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان المنسق : محمود قويعة   


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 13 أفريل 2008

لا لتسليم توفيق ميزان .. لا للتعذيب بالوكالة ..!

 
علمت الجمعية أن السلطات الهولندية تنوي تسليم السجين السياسي السابق توفيق ميزان للسلطات التونسية بعد أن  رفضت مصلحة الهجرة والجنسية بوزارة العدل الهولندية ، بتاريخ: 11 ماي 2006 ، منحه اللجوء السياسي ،  بتعلّة أن حصوله على جواز سفر بعد مغادرته السجن يعد ّ دليلا على أنه لم يعد مضطهدا من السلطات التونسية بسبب نشاطه السياسي ، و قد صادقت المحكمة العليا حكما على قرار الوزارة المبني على معلومات غير صحيحة، وأمهلته مدة 28 يوما لمغادرة البلد ، انقضى منها 24 يوما لحد الآن..! علما بأن السيد توفيق ميزان ، وهو مواطن تونسي الجنسية من مواليد 27 سبتمبر1971، بولاية  “قبلي” ، تقدم بطلب اللجوء السياسي إلى السلطات الهولندية بتاريخ 19 أفريل 2005، مدعما طلبه بوثائق الهوية وحكم قضائي صدر ضده بتاريخ 12 فيفري 1998 تحت عدد 25702 مدته ثلاث سنوات سجنا نافذة وخمس سنوات مراقبة إدارية تبتدئ بعد انقضاء فترة السجن، كما تقدم ببطاقة خروج من السجن تتضمن موجب الإفراج وهو السراح الشرطي بتاريخ 6  نوفمبر 1999، و الجمعية تعيد التأكيد على أن عقوبة المراقبة الإدارية تمثل إحدى أفضع أنواع الإنتهاكات التي يتم إخضاع المساجين السياسيين المسرحين لها بما يجعل تسريحهم مجرد انتقال إلى سجن أوسع ..و على النفقة الخاصة ..! ، فإنها تشير إلى أن ما تعرض له توفيق ميزان من مراقبة إدارية مستمرة واستدعاءات من  البوليس السياسي  فضلا عن الحرمان من الشغل و من مزاولة الدراسة  هو ما دفعه لمغادرة البلاد بوثائق مفتعلة ، كما تدعو الجمعية السلطات الهولندية إلى الإمتناع عن تسليم توفيق ميزان للبوليس التونسي ، مذكرة إياها بمقتضيات المادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، التي تمنع التسليم ” إذا توافرت أسباب حقيقية تدعو للإعتقاد بأن المنويّ تسليمه سيكون في خطر التعرض للتعذيب ” و هو ما تؤكده تقارير كل المنظمات و الجمعيات  الحقوقية المستقلة و ما دفع القضاء الأمريكي إلى رفض السماح للإدارة الأمريكية بتسليم المواطن التونسي محمد رحمان ( قرار القاضية قلاديس كيسلير بتاريخ 02 أكتوبر 2007 )،         و إذ تهيب الجمعية بكل المنظمات الحقوقية التجنّـد لمنع تسليم السجين السياسي السابق توفيق ميزان ( بالإمكان الإتصال بمحاميته الهولندية على الهاتف 0031 20412 17 32  و الفاكس 003120 412 17 95 ) فإنها تحمل السلطات الهولندية كامل مسؤولياتها عن كل ما قد يصيبه إذا أصرت على تسليمه بنهاية مهلة الـ 28 يوما.. باعتبار ذلك ..تعذيبا بالوكالة ..! عن الجمعيـــة الهيئــــة المديـــــــــرة


 

منظمة هيومان رايتس ووتش (مقرها نيويورك) توجه رسالة إلى وزير الداخلية السعودي للإستفسار عن المواطن التونسي السيد

مجاهد بن خالد (نجل السيد خالد بن خالد، السجين السياسي التونسي السابق)

المعتقل منذ 8 ديسمبر 2007 لدى السلطات الأمنية السعودية

  10 أبريل/نيسان2008   وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ص. ب: 2933، الرياض، 11134 فاكس: +966 (1) 4033125   معالي الوزير،   تكتب إليكم هيومن رايتس ووتش هذه الرسالة المفتوحة بشأن رجل تونسي رهن الاحتجاز في سجن المدينة، وفي رأينا فهو عرضة لخطر الاضطهاد والتعذيب إذا تمت إعادته إلى تونس.  وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت مجاهد بن خالد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2007 في مكة، وهو محتجز لديها منذ ذلك الحين. وطبقاً لما لدينا من معلومات، فلا توجد اتهامات منسوبة إلى بن خالد في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنه من الممكن أن يكون محتجزاً جراء الاشتباه في عدم توافر تأشيرة إقامة صالحة لديه.  وكان بن خالد قد غادر تونس بصفة قانونية في 29 سبتمبر/أيلول 2004 ودخل المملكة العربية السعودية بتأشيرة حج، طبقاً لما ذكرته أسرته. وعندما أصبح في المملكة حاول دون أن ينجح في الالتحاق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. ومنذ ذلك الحين وهو يحاول الالتحاق ببرنامج الجامعة الدراسي وفي الوقت نفسه ينشغل بالدراسات الدينية الخاصة، حسب ما قالت أسرته.  وتكررت مضايقة الشرطة التونسية لـ بن خالد بسبب تدينه وإطلاقه اللحية، وتم احتجازه وإهانته في مناسبات عدة لكن لم يتم اعتقاله رسمياً أو هو مثل أمام المحاكمة، على حد قول أسرته. وهذه المضايقات، حسب ما قالوا، كانت السبب الرئيسي لتقرير بن خالد هجر دراساته في جامعة تونس والسعي لتحصيل العلم بالخارج.  وولد بن خالد في 31 أغسطس/آب 1983 ويحمل بطاقة هوية تونسية رقم 07096315، الصادرة في 19 فبراير/شباط 2003.  ووالد بن خالد – وهو خالد بن خالد – سجين سابق، وتمت إدانته ثلاث مرات في تونس أثناء التسعينيات، بالانتماء بالعضوية إلى تنظيم إسلامي غير مرخص له بالعمل. وفقد وظيفته في وزارة الزراعة في عام 1993 بعد أن أدين للمرة الأولى. وكحال الكثير من السجناء السياسيين السابقين الآخرين، تم منع خالد بن خالد من الحصول على وظيفة بعد إخلاء سبيله. وصادرت السلطات جواز سفره في عام 1994 وفشلت مساعيه في استعادة جواز السفر.  وفيما تقول أسرة بن خالد إنهم لا يعرفون بأية اتهامات منسوبة إلى مجاهد في تونس، فقد ذكروا أن الشرطة كانت تزور بيتهم في فشونة القريبة من تونس بشكل متكرر، والمرة الأخيرة كانت في 2 أبريل/نيسان للسؤال عن أية أخبار عن مجاهد.  وزيارات الشرطة إلى بيت الأسرة هذه، بالإضافة إلى تاريخ مجاهد في مضايقات الشرطة التونسية له، وترجيح أن اعتقاله في المملكة العربية السعودية سوف يثير شكوك السلطات التونسية، كل هذه العوامل مجتمعة تعطي هيومن رايتس ووتش السبب الكافي للخوف على احتمال تعرض مجاهد للمعاملة السيئة إذا أعادته السلطات السعودية إلى تونس.  وقد وثقت منظمات حقوقية عديدة، ومنها هيومن رايتس ووتش، كيف تضطهد تونس الأشخاص المنخرطين في أنشطة معارضة غير عنيفة، أو من تشتبه في تعاطفهم مع الإسلاميين. وقد تعرض الكثير من الأشخاص ممن ينتمون لهذه الطائفة للتعذيب أثناء الاستجواب. وورد في تقارير وزارة الخارجية الأميركية عن ممارسات حقوق الإنسان لعام 2007: طبقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فإن قوات الأمن قامت بتعذيب المحتجزين لاستخلاص اعترافات منهم ولإجهاض المقاومة. وشملت تقارير الإساءة إلى الأشخاص الإساءات الجنسية، والحرمان من النوم، والصعق بالكهرباء، وغمر الرأس تحت المياه، والضرب بالأيدي والعصي وهراوات الشرطة، والتعليق، وأحياناً مع تكبيل الأيدي من أبواب الزنازين وقضبان معلقة مما يسفر عن فقدان الوعي، والحرق بالسجائر… وبالاتفاق مع الجهود المبذولة لاستخلاص المعلومات أو الإكراه على الاعتراف، فقد تزايد تواتر تقارير التعذيب المتصلة بالمراحل الأولية من الاستجواب/التحقيق وفي مراكز الاحتجاز السابق على المحاكمة أكثر مما تم الإبلاغ عنه في السجون من حالات… وظهر الزعم بأن السجناء السياسيين والإسلاميين والأشخاص المحتجزين جراء اتهامات متعلقة بالإرهاب، يتلقون معاملة أقسى من التي يتلقاها السجناء والمحتجزين الآخرين.  وورد في اتفاقية مناهضة التعذيب، والتي تعتبر المملكة دولة طرف فيها، في المادة 3 منها: “لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده (“أن ترده”) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب”.  ومن هذا المنطلق ندعوكم إلى عدم إعادة بن خالد إلى تونس ضد رغبته. وإذا كان قد ارتكب مخالفة ما في المملكة، فيجب أن يُنسب إليه على الفور الاتهام وأن ينال محاكمة عادلة. وفي أي ظرف من الظروف، ندعوكم للسماح له إما بالبقاء في المملكة العربية السعودية، حيث يريد الدراسة، أو أن يتم نقله إلى دولة ثالثة لا يتعرض فيها لخطر الاضطهاد بناء على ممارساته الدينية أو آرائه السياسية.  ونرحب بأية معلومات لديكم عن الوضع القضائي لـ بن خالد، وكذلك أية تأكيدات بأنه لن يتم إرساله إلى دولة يواجه فيها خطر التعذيب أو الاضطهاد بناء على آرائه السياسية أو الدينية.   ونشكركم على تعاونكم.  مع بالغ التقدير والاحترام،   جو ستورك، المدير التنفيذي قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيومن رايتس ووتش


بيان الوحدويون الناصريون / تونس

 
بسم الله الرحمن الرحيم ..”ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما”. صـــدق الله العظـــيم (النســـاء الآية 104).   تزامنت ذكرى يوم الأرض مع مرور خمس سنوات على تدنيس أرض العراق وتخريب منجزاته ومعالمه الحضارية، وتتجلى بذلك كل يوم سمات عجز النظام الرسمي العربي أمام تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعبّر عنها جماهير شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية والمقاومة المسلحة التي تتصاعد وتيرتها باطراد نتيجة شعورها بالمهانة والضيم بسبب الاحتلال الأجنبي وفشل سياسات أنظمــــة سايكس – بيكو وتدني مستوى المعيشة لدى الغالبية العظمى وتعاظم حشود العاطلين عن العمل وخصوصا خرجي الجامعات وتفشي الأمراض الاجتماعية كالرشوة والمحسوبية، كل ذلك مقابل ترف أقلية متحكمة في مقاليد السلطة والثروة برعت في التضليل والخداع ففرطت في القطاع العام بأبخس الأثمان إلى ذوي المال من الأجانب والمحليين بعد أن أجبرته على الخسارة، وفتحت الأسواق أمام آلية العرض والطلب والمنافسة المطلقة مع الاقتصاديات الرأسمالية المتفوقة نوعيّا، وسنت القوانين والتشريعات لتنسحب ” الدولة ” وتتفصى من مسؤولياتها الاجتماعية وتتخلى عن دورها في التشغيل ودعم أسعار السلع والخدمات الأساسية الموجهة لاستهلاك وإستخدام عموم الجماهير الشعبية.        لقد فشل النظام الرسمي العربي بكل المقاييس فشلا ذريعا، وفشلت الإقليمية العربية كمذاهب وسياسات وثقافة وانتهت إلى مأزقها الطبيعي، ولم يعد أمام الإقليميين، أنظمة ومنظمات، إلاّ أن يتنحوا جانبا لتجنيب الأمة مزيدا من النكسات، وحفاظا على مقدراتها من الهدر والتبديد، وفسح الطريق أمام الجماهير العربية لتصوغ بكل حرية نظام حياتها وتصنع تنميتها المجتمعية وتستأنف الأمة العربية، أمة الإسلام الحنيف، دورها في بناء صرح الحضارة الإنسانية.           إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يعيشون مع جماهير أمتهم آلامها المريرة وآمالها في التحرير وبناء دولة الوحدة الخالية من كل صنوف الميز والاستبداد والاستغلال يؤكدون:   1. أن حرمان الجماهير العربية من حقها في الاستفادة من عوائد ثروات الوطن العربي الهائلة والإبقاء عليها في حالة تخلف رهيب هو جريمة لن تظل بدون حساب فكل عدوان لا بدّ أن يردّ، وأن الشعب العربي وقواه العاملة لا بدّ أن يتحرك لإيقاف هذا التدهور وتجريد تحالف البيروقراطية السياسية والرأسمالية “المحلية” المستغلة ودوائر الاحتكارات العالمية، من وسائلها لنهب خيرات الأمة.   2. أن المظاهرات وكل المظاهر الاحتجاجية، السلمية والمسلحة، التي تعمّ الوطن العربي من المغرب الأقصى وموريتانيا إلى مصادمات محافظة لحج باليمن والقتال الشرس بالصومال والعراق وفلسطين مرورا بمصادمات الرديف واحتجاجات الحوض المنجمي بقفصة ومظاهرات المحلة ومعظم مدن وجامعات مصر في يوم الغضب الوطني وغيره من الأيام المشهودة، هي دلائل مهمة على وعي الجماهير العربية بواقعها ومقدمات طبيعية لبشائر تحطيم الحواجز النفسية وإنتهاج المقاومة كأسلوب وحيد لخلاص الأمة العربية من محنتها.   3. أن كل المعطيات الموضوعية باتت تؤكد أن جميع أساليب العنف والقمع والترويع والدعاية والتضليل ومحاولات الاحتواء التي تمارسها أنظمة الاستبداد في الوطن العربي وحلفائها من صهاينة وإمبرياليين، لم تعد قادرة على إثناء جماهير شعبنا العربي عن المضي قدما نحو تحقيق أهدافها في التحرير والوحدة.   •        المجد والخلود لشهداء الأمة العربية •        عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة.                                                                                        الوحدويون الناصريون/ تونس   (المصدر: موقع “أخبار العرب” (كندا) بتاريخ 13 أفريل 2008) الرابط: http://arabnews.ca/index.php?option=com_content&task=view&id=4609&Itemid=0


العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين السياسيين

 

 
الاخ الكريم تحية تليق بالمقام وبعد   فيبدو ان تراجع عدد المساجين السياسيين في تونس وخاصة من حركة النهضة الى ما دون الثلاثين سجينا قلص اهتمام الراي العام بهذه الماساة التى باتت منسية، رغم فداحة ما يتعرض له هؤلاء الابرياء منذ ما يزيد عن 17 عاما من ظلم وهوان لا لشيء إلا لانهم طالبوا بالحرية والكرامة  لهذا الشعب وبعد ما رايتم ما يتعرضون له من قتل بطيء ومعاناة اليمة من امراض خطرة مثل السرطان وغيرها كما هو الحال بالنسبة للسجين السياسي رضا بوكادي وبعد ما نال هؤلاء واهليهم من ضيم لم نكد نرى له مثيلا في تاريخنا.. الم يحن الوقت لكي يتحرك كل واحد فينا من جانبه لوضع حد لهذه الماساة؟ الا يتساءل بعضنا ماذا لو كنت انا السجين …المنسي؟ الا يستطيع اي واحد فينا ان يعمد الى قلمه ويكتب مقالا او فكرة عن السجن وعن المعاناة بداخله وعن ضرورة ان تنتهي هذه الماساة الاخ الكريم   انه لامجال على ما اعتقد للحديث عن انفتاح وديمقراطية بل وعن حياة سياسية دون اطلاق سراح المساجين ودون عفو تشريعي عام يضع حدا للمظالم ويعيد الحقوق الى اهلها وينزع الخوف من النفوس فهل الى كلمة من سبيل؟؟؟؟  
 رسالة بالبريد الكتروني بتاريخ 13 أفريل 2008

 


رزق السيد محمود البلطي السجين السيا سي السابق  والسيدة حرمه بمولود جديد اختا را له اسم اسامة جاء ليؤ نس اخيه الياس جعاله الله   من  حفضة كتابه ومن الملتزمين بنهجه
(مراسلة بتاريخ 12 أفريل 2008)
 

بسم الله الرحمان الرحيم   الله أكبر   “إنا لله و إنا لله راجعون”   “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي”   انتقل إلى رحمة الله تعالى والد أخوينا العزيزين محسن و منير الجويني و هما سجينان سياسيان سابقان.. و تصلى الجنازة اليوم الأحد في مسجد حي ابن خلدون الأول.. لتنقل بعد صلاة العصر إلى مقبرة سيدي يحيى   نسأل الله تعالى ان يتغمد الفقيد في واسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته و أن يرزق ذويه جميل الصبر و السلوان..   للحضور في منزل العائلة: حي ابن خلدون الأول شارع الفوز نهج تطاوين عدد 6 (قرب استوديو باريس او مسجد حي ابن خلدون الأول)   و لتقديم التعازي: الأخ محسن جويني أو متير الجويني:   0021624885176   جرجيس في 13 أفريل 2008   عبدالله الـزواري

تضامنا مع الرديف وقفصة وأم العرائس

 
شهدت باريز ظهر يوم الأحد 13 أفريل مظاهرة في حيّ بلفيل ،جمعت ممثلي منظمات حقوقية ونقابية وسياسية فرنسية وتونسية جاءوا ليعبروا عن تضامنهم مع سكان الرديف وأم العرائس وقفصة ،وهم يناضلون منذ ثلاثة أشهر من أجل حق العمل والكرامة . وحضرها من المؤتمر منصف المرزوقي وعماد الدائمي . وقد استمع الحاضرون للسيد الحاجي الذي تدخل بالهاتف مباشرة من الرديف ليصف حالة الحصار البوليسي الخانق الذي تعاني منه المدينة إلى الآن . وأكد أن المدينة قاطعت مدير الحزب الحاكم الذي حاول عبثا تجديد الألاعيب القديمة وأن كل المنطقة مصمّمة على مواصلة نضالها من أجل حقها في خيرات الوطن والشغل والكرامة . وفي مكالمة هاتفية أكد له الدكتور المرزوقي تضامن المؤتمر من أجل الجمهورية المطلق مع نضالات الحوض النجمي وأعرب عن أمله أن تكون الرديف وأم العرائس وقفصة قدوة لبقية مدن وقرى تونس حتى تطلق السلبية والانتظارية وتلتحق بركب المقاومة المدنية السلمية التي تعطي الرديف وقفصة اليوم أروع صورها.
 
( المصدر: موقع المؤتمر من أجل الجمهورية  بتاريخ 13 أفريل )


تونس تضاعف اهتمامها بمدينة شهدت احتجاجات

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الأحد ان الحكومة التونسية قررت تقديم موعد الانتهاء من جهود تحسين الوضع البيئي لمنطقة تونسية شهدت احتجاجات خلال الاسابيع الاخيرة بسبب تردي الاوضاع الاجتماعية.   واضافت المصادر ان “شركة فسفاط قفصة ستشرع في تنفيذ اشغال استكمال تهيئة احواض تخزين المياه الطينية المتأتية من وحدات غسل الفوسفات بكل من ام العرائس والرديف والمظيلة لتكون جاهزة قبل نهاية 2008 بدلا من نهاية عام 2011”.   واندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة “الحوض المنجمي” التي تضم قفصة والرديف والمظيلة بالجنوب التونسي والغنية بالفوسفات احتجاجات ضد غلاء المعيشة وتفشي البطالة والتلوث في أمر نادر الحدوث بتونس.   وانتهت هذه الاحتجاجات بمواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في مدينة الرديف بعد ان رشق متظاهرون الشرطة بزجاجات حارقة ليتم اعتقال العديد منهم قبل ان يفرج عنهم يوم الخميس الماضي.   وزار الهادي مهني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس منطقة “الحوض المنجمي” في بادرة وصفت بانها تهدف لطمأنة اهالي المنطقة باهتمام السلطات بمشاكلهم ومحاولة امتصاص غضبهم.   واكد عزم الدولة على تعبئة المزيد من الامكانيات ووضع الخطط والبرامج بغية دفع مسيرة التنمية بالجهات الداخلية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 أفريل 2008)

تهيئة أحواض تخزين مياه مغاسل الفسفاط بالحوض المنجمي بقفصة قبل آجالها المحددة

 

قفصة 13 افريل 2008 (وات) تشرع شركة فسفاط قفصة في غضون الاشهر القليلة المقبلة في تنفيذ اشغال استكمال تهيئة احواض تخزين المياه الطينية المتاتية من وحدات غسل الفسفاط بكل من ام العرائس والرديف والمضيلة 1 والمضيلة 2 لتكون جاهزة للاستغلال قبل موفى سنة 2008 بالنسبة الى حوض الرديف وسنة 2009 بالنسبة الى حوض ام العرائس والمضيلة وذلك بدلا من موفى سنة 2011 .   وتاتي هذه الخطوة تجسيما للاجراءات التي اذن بها الرئيس زين العابدين بن على اثناء المجلس الوزارى المنعقد يوم 8 افريل 2008 والقاضية بتقديم استكمال تهيئة هذه الاحواض قبل اجالها المحددة بما يكفل تحسين الوضع البيئي بصفة ملموسة بالحوض المنجمي.   ويندرج برنامج تهيئة الاحواض ضمن جهود شركة فسفاط قفصة الرامية الى تحسين الوضع البيئى بمناطق الحوض المنجمى والحد من الاثار السلبية لتسرب الاوحال الطينية داخل الاودية.   ويستند البرنامج البيئى الى دراسة تم انجازها لتقييم انعكاسات المياه الطينية على المحيط وايجاد حل جذرى يمكن من التخلى كليا عن تصريفها داخل الاودية.   وكانت شركة فسفاط قفصة انطلقت منذ سنة 2005 في انجاز برنامج متكامل تقدر كلفته بنحو 20 مليون دينار يقضى بانجاز احواض لتخزين المياه الطينية التى تفرزها عمليات تنظيف الفسفاط بوحدات الانتاج والبالغ عددها 14 وحدة تتوزع على معتمديات المتلوى والرديف وام العرائس.   وتسمح هذه الاحواض علاوة على حبس الاوحال الطينية داخل احواض وبالتالي المحافظة على الوظيفة الطبيعية لشبكة الاودية والاراضى الفلاحية وخاصة المراعى بترشيد استهلاك الماء وذلك باسترجاع ما يناهز 40 بالمائة من المياه الصناعية المستعملة ورسكلتها واعادة استعمالها من جديد فى عملية غسل الفسفاط.   وقد توفقت شركة فسفاط قفصة حتى الان وبالاعتماد على امكانياتها الفنية وكفاءاتها ومهاراتها المهنية الى انشاء ثلاثة احواض طينية بالنسبة الى مغاسل المضيلة وكاف الدور والمتلوى بما اتاح التحكم فى نسبة 65 بالمائة من مجموع المياه الطينية التى تنساب من مغاسل الفسفاط نحو الاودية والمقدرة كمياتها بنحو 11 مليون متر مكعب سنويا.   ومن المتوقع ان يتم التخلى نهائيا عن تصريف هذه الاوحال بشبكة الاودية مع موفى سنة 2009 وذلك باستكمال انجاز حوض مغسلة الرديف الذى بلغت نسبة تقدم انجازه 55 بالمائة.   ومن المتوقع ان يدخل مرحلة الاستغلال قبل موفى السنة الجارية واحواض مغاسل ام العرائس والمضيلة 1 والمضيلة 2 التى ستكون جاهزة للعمل قبل نهاية العام المقبل.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 13 أفريل 2008)
 


سجن 18 شابا تونسيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب

 
تونس / 13 إبريل-نيسان / يو بي أي: قضت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري بسجن 18 شابا تونسيا لمدد تتراوح بين عام وثمانية أعوام بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر حقوقية تونسية اليوم الأحد إن المتهمين في هذه القضية التي حملت الرقم 14985/1،ينحدرون جميعهم من محافظة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 283 جنوب تونس العاصمة. وتتراوح أعمار هؤلاء المتهمين ما بين 23 عاما و36 عاما،باستثناء كبيرهم وهو شيخ ضرير يدعى الخطيب البخاري ويبلغ من العمر 53 عاما. وأوضحت أن القاضي العياري،أمر بسجن ستة من المتهمين لمدة ثمانية أعوام،وثلاثة متهمين لمدة ستة أعوام،وثلاثة متهمين لمدة أربعة أعوام،ومتهم واحد الخطيب البخاري لمدة ثلاث سنوات،وبقية المتهمين الخمسة لمدة عام واحد،بينما قرر القاضي تبرئة أحد أعضاء هذه المجموعة،وهو أسامة البخاري ابن الخطيب البخاري. وأوضحت أن غالبية المتهمين أدينوا بتهمة”الإنتماء إلى تنظيم إرهابي”،بينما أدين المتهمون الخمسة الذين صدر ضدهم حكم بالسجن لمدة عام واحد،بتهمة”التستر على إرهابيين”. يشار إلى أن هؤلاء المتهمين اعتقلوا في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2006 وبداية عام 2007،أي عقب الإشتباكات المسلحة التي شهدتها تونس في تلك الفترة، بين مجموعة سلفية تطلق على نفسها إسم “مجموعة أسد بن الفرات”، وقوات الأمن التونسي. وأسفرت هذه الإشتباكات التي جرت خلال الفترة ما بين الرابع من ديسمبر/كانون الأول من العام 2006 والثالث من شهر يناير/كانون الثاني من العام 2007 ،عن مقتل ضابط من الجيش التونسي برتبة نقيب، وعنصر أمن وجرح 3 آخرين، بينما قتل 12 من أفراد المجموعة وفق حصيلة رسمية. وقد حسم القضاء التونسي في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي قضية هذه المجموعة،حيث أصدرت الدّائرة الجنائيّة التابعة للمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة أحكاما تراوحت ما بين الإعدام والسجن لمدة خمس سنوات،ضد 30 عنصرا من هذه المجموعة وُجهت لهم تهمة التآمر على أمن البلاد.

سجن 19 شخصا في إطار مكافحة الإرهاب في تونس

 

تونس (رويترز) – قال محامون يوم الأحد ان محكمة تونسية قضت بسجن 19 شخصا من بينهم شيخ ضرير لفترات تترواح بين عام وثمانية أعوام بتهمة اقامة علاقات مع تنظيم القاعدة في شمال افريقيا. وقال المحامي سمير ديلو ان المحكمة الابتدائية برئاسة القاضي الهادي العياري قضت بسجن 19 شخصا لفترات تتراوح بين عام وثمانية أعوام بتهمة الانضمام إلى تنظيم ارهابي داخل البلاد وانشاء علاقة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأضاف انه من بين المحكومين الداعية السلفي الخطيب الادريسي وهو شيخ ضرير عمره 52 عاما نال حكما بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة تخصيص محل لاجتماعات غير مرخص فيها. ولم ينف الادريسي انه تلقى زيارات من اشخاص لكنه قال إنه لايعرف ان كان من بينهم من تورطوا في مواجهات مسلحة مع الحكومة نهاية عام 2006. وأضاف انه اوضح لشبان طلبوا منه فتوى في خصوص الجهاد انه لا يجوز إعلان الجهاد في تونس وانه لايجوز مطلقا الجهاد ضد المسلمين والخروج عن الحاكم. وتبدي تونس التي عكر هدوءها في اوائل العام الماضي تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الأمن وإسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا صرامة واضحة ازاء التطرف الإسلامي. ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بحوالي ألف شخص.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 أفريل 2008)  

محكمة تونسية تسجن 18 إسلاميا بتهمة “الإرهاب”

 
 قضت محكمة تونسية بسجن 18 إسلاميا بينهم شيخ ضرير، فترة تتراوح بين عام وثمانية أعوام بتهمة الانضمام إلى جماعة “إرهابية” داخل البلاد وإقامة علاقة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.   ووصف المحامون هذه الاتهامات بأنها باطلة ولا أساس لها، وقالوا إنهم سيستأنفون الأحكام الصادرة على موكليهم.   وقال المحامي سمير ديلو إن من بين المحكوم عليهم الداعية السلفي الخطيب الإدريسي وهو شيخ ضرير عمره 52 عاما، وقد حكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة تخصيص محل لاجتماعات غير مرخص بها.   ولم ينف الإدريسي أنه تلقى زيارات من أشخاص، لكنه قال إنه لا يعرف هل كان من بينهم من تورطوا في مواجهات مسلحة مع الحكومة نهاية عام 2006 أم لا.   وأضاف أنه أوضح لشبان طلبوا منه فتوى في الجهاد أنه لا يجوز إعلان الجهاد في تونس وأنه لا يجوز مطلقا الجهاد ضد المسلمين والخروج على الحاكم.   وتبدي تونس صرامة شديدة إزاء ما تسميه التطرف الإسلامي منذ المواجهات التي دارت مطلع العام الماضي بين قوات الأمن وسلفيين إسلاميين أسفرت عن مقتل 14 مسلحا.   ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين لتهم متعلقة بقانون مكافحة “الإرهاب” المطبق في تونس منذ عام 2003 بحوالي ألف شخص.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل 2008 نقلا عن      وكالات الأنباء)

محكمة تونسية تقضي بحبس شيخ السلفيين ثلاث سنوات

تونس – خدمة قدس برس   قضت محكمة تونس الجنائية يوم الجمعة (11/4) بحبس الداعية السلفي التونسي، الخطيب الإدريسي، لمدة ثلاث سنوات، بتهمة “عدم التبليغ على جريمة إرهابية، وتخصيص محل لاجتماعات غير مرخص فيها”، حسب ما وجِّه إليه.   وقد أحيل الإدريسي، وهو شيخ ضرير، إلى المحاكمة في حالة إيقاف ضمن مجموعة من تسعة عشر شاباً من بينهم ابنه أسامة الذي قضت المحكمة بتبرئته، وحكمت على صهره بسنة سجناً، فيما تراوحت بقية الأحكام بين أربع وثماني سنوات سجناً، مع خمس سنوات مراقبة إدارية بعد قضاء العقوبة.   وكان الإدريسي (52 سنة) وهو رجل ضرير قد أوقف يوم 26 كانون الأوّل (أكتوبر) 2006، وقالت التقارير الأمنية إنّه استقبل بعض عناصر المجموعة التي اشتبكت مع قوات الأمن في نهاية العام 2006 والتي عرفت “بمجموعة سليمان”، وأنّهم قد حصلوا منه على فتوى بجواز إعلان الجهاد في تونس.   غير أنّ محاميه عبد الرؤوف العيادي ينفي علاقة الإدريسي بما نُسب إليه، ويقول إنّه “شيخ علم كان يجيب على أمور فقهية، وهو شيخ ضرير لم يكن يعرف هوية المستفتين الذين يفدون عليه”.   وقال المحامي عبد الرؤوف العيادي لوكالة “قدس برس”، إنّ اعتقال موكله كان خارج القانون، فقد احتُفظ به في وزارة الداخلية لمدة شهر كامل، وأنّ التصريحات المنسوبة إليه لدى التحقيق الأمنيّ مطعون فيها، لأنّه كان يفترض استدعاء عدلي إشهاد وتقرأ عليه المحاضر ويوقّع بحضورهما. وهو ما لم يقع احترامه، حيث وضع الرجل بصمة إبهامه على المحضر دون أن يعلم بمضمونها، كما قال المحامي.   ولم ينف الإدريسي في تصريحاته المسجلة أمام التحقيق القضائي، كونه تلقى زيارات من أشخاص، لكنّه قال إنّه لا يعرف إن كان بينهم من تورّطوا في الأحداث التي شهدتها ضواحي العاصمة التونسية في نهاية سنة 2006. وأكّد الإدريسي أمام القاضي أنّه “يعتنق الاتجاه الذي يقرّ أنّ الجهاد لا يجوز إلاّ تحت راية الحاكم، ولا يجوز مطلقاً الجهاد ضد المسلمين والخروج على الحاكم”، وقال إنّه صرّح لمستفتيه بوضوح “لا يجوز إعلان الجهاد في تونس”.   وكان الخطيب الإدريسي قد تحوّل إلى السعودية سنة 1985 وعمل في مشفى الملك فيصل بمكّة لمدة تسع سنوات. واغتنم الإدريسي فترة إقامته في السعودية فتلقّى بعض العلوم الدينية، ثم عاد إلى تونس سنة 1994، وقد اشتغل بتلقين الأطفال حفظ القرآن في “بن عون” بمحافظة سيدي بوزيد (300 كلم جنوب العاصمة)، ثم استقال في 2004 بعد فقدانه بصره.   وقد أصبح الإدريسي أحد المشائخ المعروفين داخل تونس، ولمع اسمه خاصة في أوساط الشباب، وكان يستقبل الناس للاستفتاء من جميع جهات البلاد.   وصدرت للإدريسي ثلاثة كتب بعنوان “صفة الصلاة” و”الأذكار” و”أحكام الترتيل”، وله مخطوط من الحجم الكبير في تفسير القرآن حجزته فرقة أمن الدولة عند إيقافه.   وأكّد المحامون الذين دافعوا عن الشيخ الإدريسي أنّه “لم يرتكب من جريمة سوى إبداء رأيه في بعض المسائل العقائدية و الفقهية”.   كما قالت “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”، في بيان حصلت “قدس برس” على نسخة منه، إنّ محاضر التحقيق مع هذه المجموعة “خالية من الأدلّة المادية، فضلاً عن انتزاع الاعترافات المضمنة بها تحت وطأة التعذيب”. واعتبرت الجمعية “أنّ هذا الملف أكد مرة أخرى أنّ المحاكمات اليومية هي فصول لمسلسل المكافحة الاستباقية للإرهاب”. وجددت الجمعية الدعوة لإلغاء “قانون مكافحة الإرهاب”، وتصحيح ما سمتها “آثاره الكارثية على حرية آلاف المواطنين و حرمتهم الجسدية و المعنوية”.   وأفاد المحامي عبد الرؤوف العيادي لوكالة “قدس برس”، أنّه يعتزم استئناف الحكم الصادر بحق الشيخ الإدريسي.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 12 أفريل 2008)  


تونس: السجن لمُصدر فتوى «مشروعية الجهاد»

 
13/04/2008  تونس ــ د. ب. أ ــ اصدرت محكمة تونس الابتدائية امس عقوبة السجن ثلاث سنوات على الخطيب البخاري الضرير مصدر «فتوى بمشروعية الجهاد في تونس» لمجموعة «سليمان» السلفية. وذكر سمير بن عمر المحامي في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الالمانية ان «المحكمة اصدرت احكاما بسجن البخاري ثلاث سنوات وبسجن 17 شابا اعتقلوا معه لفترات وصل اقساها الى ثماني سنوات بموجب قانون مكافحة الارهاب الذي تطبقه تونس منذ 2003. واتهمت المحكمة البخاري (53 عاما) المعتقل منذ يناير 2007 بعدم اشعار السلطات بتخطيط مجموعة «سليمان» السلفية لتنفيذ عمليات «ارهابية» بالبلاد وبالسماح لاعضائها بعقد اجتماع بمنزله، فيما لم توجه له تهمة اصدار الفتوى المذكورة.
 
(المصدر: صحيفة ” القبس” (يومية – كويتية)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)

منظمة حقوقية تتحدث عن تعذيب تونس: صدور الأحكام في قضية البخاري مفسر القرآن

إسماعيل دبارة من تونس:
 أصدرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة اليوم برئاسة القاضي الهادي العياري حكمها في القضية عدد 14985 فيما بات يعرف بقضية “البخاري مفسر القرآن”. وحكمت المحكمة بالإدانة و السجن في حق مجموعة تضم تسعة عشر فردا على رأسهم الإسلامي الضرير المعروف بالبخاري الخطيب. وتراوحت جل الأحكام بين 8 سنوات إلى سنة واحدة في حين قضت المحكمة بعدم سماع الدعوة في حق ابن “البخاري الذي بقي في حالة إيقاف لمدة سنة و 4 أشهر. وحكم على البخاري بـ3 سنوات جسنا مع المراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات بعد خروجه من السجن. وكانت لائحة طويلة من التهم المتعلقة بالارهاب قد وجهت الى المجموعة الاسلامية ومن بينها تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و استعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه و بنشاطه و “الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه” بالإضافة الى تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية. وقال ممثل عن منظمة حرية وإنصاف الحقوقية لإيلاف أن “التهم الموجهة للمتهمين ملفقة و مبنية على محاضر مزورة تتضمن اعترافات مشكوك فيها لأنها منتزعة تحت طائلة التعذيب .” و أدانت المنظمة الحكم الذي وصفته ب”الجائر” خصوصا فيما يتعلق ” بمفسر القرآن الخطيب البخاري الذي وقعت مصادرة مخطوط تفسيره للقرآن ويضم أكثر من أربعة آلاف صفحة.
 
(المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ13 أفريل 2008)


النمسا ترحب «بأي وساطة» لحل أزمة مواطنيها المحتجزين لدى «القاعدة» المتحدث باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لحل إنساني للأزمة

فيينا: بثينة عبد الرحمن   أعلن متحدث حكومي في النمسا أن بلاده تبذل كل جهد وترحب بأي وساطة لحل أزمة مواطنيها المخطوفين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ 22 فبراير (شباط) الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي، إن بلاده ترحب بأي وساطات أو محاولات لاستعادة ولفغانغ ابنر ،51 عاما، واندريا كلوبير ،43 عاما، اللذين تم خطفهما أثناء رحلة صحراوية كانا يقومان بها في تونس. ويعتقد أن الخاطفين نقلوهما إلى منطقة ما في مالي.   وكان بيان منسوب إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي اتهم في السابع من الشهر الحالي الحكومة النمساوية بعدم الاهتمام بحياة مواطنيها، مشيراً إلى أنها «تماطل ولا تأخذ المطالب (التي حددها الخاطفون) مأخذ الجد»، وحمل الحكومة مسؤولية مصيرهما.   وطالبت الرسالة النمسا بسحب قواتها من أفغانستان والإفراج عن سجينين نمساويين من أصل عربي، يقضيان عقوبة سجن إثر إدانتهما بنشر شريط فيديو على الانترنت يهدد الحكومتين الألمانية والنمساوية اذا لم تسحبا قواتهما من أفغانستان. ولم تشر الرسالة إلى مطالب سابقة بإطلاق سراح إسلاميين معتقلين في سجون جزائرية وتونسية، أو إلى فدية مالية. كما لم تتضمن طلب فدية مالية.   وقال لاونسكي لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة النمساوية فهمت عبر قنواتها للاتصال أن أمامها وقتاً إضافياً لحل هذه الأزمة، مشيراً إلى أن السلطات النمساوية لم تعلق، تأكيداً أو نفياً، بأن المهلة التي حددها الخاطفون بتاريخ السادس من الشهر الحالي قد انتهت. وشدد على أن الأولوية تتمثل في عودة الرهينتين ساملين. وقال إن السلطات النمساوية لا تعلق لكنها تدرس وتتابع كل ما يدور بشأن هذه الأزمة، وتأخذ الأمر بأهمية وجدية قصوى. وشدد على أن هذه الجهود ستتواصل حتى يتم الإفراج عن الرهينتين.   ولدى سؤاله ما إذا كان الخاطفون بدلوا مطالبهم السابقة بخصوص السجناء في الجزائر وتونس وصاروا يركزون على السجينين في النمسا، قال لاونسكي إن ما يتعلق بالسجينين محمد ومنى «أمر ردت عليه اسرتاهما». وكان محامي السجينين قد اكد لـ«الشرق الأوسط» أن موكليه يرفضان مقايضتهما بالرهينتين.   وفي إشارة لبقية المطالب اكتفى لاونسكي بالقول إن طبيعة الوضع وضرورة الحفاظ على أمن الرهينتين تتطلب التركيز على ما يؤمن سلامتهما، كما تتطلب من وسائل الاعلام فهم واستيعاب حساسية ودقة الوضع. وأوضح لاونسكي أن السلطات ترحب بأية صلة او محاولات لاستعادة الرهينتين، مضيفا أنهم نشروا شبكة اتصالات بالمنطقة.   وحول استعداد النمسا لدفع فدية مالية، قال لاونسكي إن هذا الأمر لم يطرح ضمن مطالب الخاطفين، معيدا ما قاله رئيس وفد التفاوض النمساوي، السفير السابق انطون بروهاسكا، بان النمسا «لن تألو جهداً للوصول إلى حل انساني يؤمن عودة الرهينتين إلى بلادهما سالمين».   (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)
 


 

تونس: توحيد نقابتي الصحافيين

تونس – رشيد خشانة     أعلنت نقابة الصحافيين والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيتان أمس اندماجهما في هيكل موحد بعد أسابيع من المشاورات بين قياديين في النقابتين. وقالت نقابة الصحافيين التونسيين التي أنشئت في السنة 2004 ولم تسمح لها السلطات بالعمل، إن ما حفزها على الموافقة على التوحيد هي «التطورات التنظيمية في القطاع والمتمثلة بخاصة بميلاد النقابة الوطنية للصحافيين وفوز تيار مستقل (تعهد) ضمان استقلالية الصحافيين والدفاع عن مصالحهم». وأشار ثلاثة من قادة النقابة وهم لطفي حجي ومحمود الذوادي ومحمد معالي في بيان تلقت «الحياة» نسخة عنه إلى أن أرضية التوحيد هي «الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحافيين والتمسك باستقلالية القطاع وحريته، باعتبار أن الصحافيين لا يمكنهم العمل الطبيعي إلا في فضاء يتسم بقدر من الحرية والاستقلالية». وأكدوا أنهم تشاوروا مع «الاتحاد الدولي للصحافيين» (مقره في بروكسيل) الذي انضمت اليه النقابة في السنة 2005 قبل إعلان موافقتهم على التوحيد. ورحّب رئيس النقابة الوطنية للصحافيين ناجي البغوري بقرار الاندماج. وحلت النقابة الوطنية للصحافيين محل جمعية الصحافيين التي تم حلها في جمعية عمومية عادية السنة الماضية وفاز مستقلون بغالبية المقاعد في هيئتها التنفيذية بمن فيهم البغوري الذي يعمل في جريدة «الصحافة» الرسمية. وأكد البغوري في بيان تلقت «الحياة» نسخة عنه أن النقابة الوطنية للصحافيين «تشكل ثمرة جهود ونضالات أجيال متلاحقة من الصحافيين في مختلف المواقع ومن ضمنهم الزملاء الذين تقدموا بهذه المبادرة»، واعتبر أن النقابة التي يقودها «تشكل حالياً الفضاء الذي يتسع لكل الزملاء الصحافيين بمختلف توجهاتهم وآرائهم ومواقع عملهم، بشرط احترام قانونها الأساسي وميثاق شرف المهنة وأخلاقياتها». وأنهت مبادرة التوحيد صراعاً استمر أكثر من عقد بين القيادات السابقة لـ «جمعية الصحافيين» التي كانت تُصنف على أنها قريبة من الحكم وقطاعات واسعة من الإعلاميين شكلت تيار «المستقلين»
 
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)


في خطوة فاجأت الإعلاميين نقابتان للصحافيين التونسيين تعلنان التوحّد

 
إسماعيل دبارة من تونس: أُعلن في تونس اليوم توحيد عمل النقابتين الصحافيتين الموجودتين في نقابة واحدة بهدف “توحيد الجهود والحفاظ على حدة الصف من اجل الدفاع عن مصالح الصحافيين المادية والأدبية”. وقالت نقابة الصحافيين التونسيين أنها قررت “الإنضمام إلى النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في إطار توحيد جهود الصحافيين واستجابة لرغبتهم في التنظم ضمن نقابة موحدة تعبر عن همومهم وتطلعاتهم، والعمل داخل هياكلها، دعمًا لإستقلاليتها، باعتبارها الإطار النقابي الذي يمثل عموم الصحافيين”.   وفي تصريح لـ “إيلاف” قال لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين التي حلت نفسها بموجب القرار الأخير: “مبادرة توحيد عمل النقابتين تأتي إثر التطورات التي شهدتها الساحة الصحافية والمتمثلة في بروز تيار مستقل داخل النقابة الجديدة التي عقدت مؤتمرها في 13 كانون الثاني/يناير من العام الحالي، ونالت اعتراف السلط الرسمية بها، وبما أننا نتقاسم معهم الأهداف والمطالب قررنا العمل جنبًا إلى جنب مع كل الشرفاء الذين يدافعون عن حقوق الصحافيين وشرف المهنة”.   ويعتبر لطفي حجي واحدًا من مؤسسي “نقابة الصحافيين التونسيين” التي منعت من عقد مؤتمرها عدة مرات. ويطالب حجي الذي يشتغل مراسلاً لفضائية الجزيرة القطرية الممنوعة في تونس بأن يكون عمل نقابته في إطار المنظمة النقابية الأولى في تونس وهي الاتحاد العام التونسي للشغل. ويضيف حجي: لم يعد مطروحًا اليوم أن يكون عمل نقابة الصحافيين صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، لقد طوينا هذه الصفحة ،إذ إن الساحة الصحافية في تونس ضيقة للغاية من حيث العدد، ولا أظن أنها تحتمل نقابتين .   وعلمت إيلاف أن خطوة التوحيد تمت بالتشاور مع مسؤولين بالفيدرالية الدولية للصحافيين لكون نقابة الصحافيين التونسيين عضوًا مشاركًا فيها منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2004. وكشف حجي – الذي لم تشهد نقابته إلتفافًا كبيرًا من قبل الصحافيين التونسيين – عن “مشاورات طويلة بين النقابتين قبل الإعلان عن اندماجهما اليوم”. إلى ذلك رحبت “النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين” (النقابة المعترف بها) بانضمام أعضاء النقابة الأخرى إليها.   وأفادت مصادر بالنقابة التي يترؤسها المستقل ناجي البغوري لمراسل إيلاف بأن “النقابة الوطنية للصحافيين هي ثمرة جهود ونضالات أجيال متلاحقة من الصحافيين في مختلف المواقع، ومن ضمنهم الزملاء الذين تقدموا بهذه المبادرة، وهي حاليًا الفضاء الذي يتسع لكل الصحافيين التونسيين بمختلف توجهاتهم وآرائهم ومواقع عملهم”.   ويتكون المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي عقدت مؤتمرها التأسيسي في يناير الماضي من 9 أعضاء أغلبهم من المستقلين، وتضم قرابة الألف منخرط. وعلّق الصحافي محمد الحمروني -عضو النقابة التي حلت نفسها -على خطوة التوحيد بالقول : هذا مطلب كل الصحافيين التونسيين منذ سنوات، وهي خطوة ايجابية للغاية فتدهور أوضاعنا المادية والمهنية يتطلب توحيد كل جهود الصحافيين ونضالاتهم خدمة لقضايانا الحقيقية ودعمًا لحرية الصحافة والتعبير في تونس.   (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 13 أفريل 2008)  


على خطى المستثمرين الإماراتيين.. التحضير لاستثمارات إيطالية في القطاع السياحي التونسي

 

تونس – صالح عطية   أفادت معلومات من مصادر حكومية، أن المجمع العقاري السياحي الايطالي، المعروف باسم «برياتوني»، سيبدأ خلال الفترة المقبلة، تنفيذ استثمارات بقيمة 22 مليار دولار «نحو 18 مليار دينار تونسي» لإحداث مشروع سياحي بمنطقة الشمال الغربي التونسي، وبالتحديد في منطقتي طبرقة وعين دراهم.   ومن المتوقع أن يضم هذا المشروع، الذي سيكون الأرقى بين المشروعات السياحية الإيطالية بتونس، عددا من الوحدات الفندقية والفضاءات الترفيهية، إلى جانب موانئ ترفيهية بحرية، على شاكلة مارينا الحمامات، ولا يستبعد أن يستغرق إنجاز المشروع حوالي اثني عشر عاما، لكن المجمع الإيطالي قرر في المقابل، الشروع في عملية الإنجاز مع نهاية السنة الجارية 2008.   الجدير بالذكر، أن المجمع العقاري السياحي الايطالي «برياتوني»، يعدّ من أنشط المجمعات الإيطالية في الخارج، إذ يمتلك سلسلة راقية من الوحدات الفندقية بميلانو تعرف باسم «دومينو»، يتجاوز عددها الأربعين فندقا، وهي موزعة على أكثر من 15 بلدا في العالم، منافسة بذلك أكبر المجمعات السياحية المعروفة.   وتحرص إيطاليا، على استثمار موقعها المتقدم بين المشاريع السياحية الموجودة بتونس، في ضوء تموقعها في المرتبة الثالثة ضمن السوق السياحية التونسية، بمداخيل تجاوزت مائتي مليون دينار تونسي. وكان رئيس مؤسسة «بروموس» الايطالية الشهيرة، برونو إيرمولي، كشف مؤخرا في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية، عن برامج تعاون مكثفة تم التوافق بشأنها بين تونس وإيطاليا، ستشمل قطاعات عديدة، بينها الصناعات الميكانيكية والالكترونية، والغاز والنسيج، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيات الحديثة، ومشروعات هامة في مجال البنية التحتية والبناء.   بالموازاة مع ذلك، وقّع بنك الأمان بتونس في غضون الأيام القليلة الماضية، اتفاق تعاون مع البنك الايطالي «بانكا اغريليزينغ»، نصّ على وضع شبكة متابعة واستشارة بين المؤسستين، من شأنها مساعدة المؤسسات الإيطالية الراغبة في الاستثمار في تونس، من خلال جملة من الخدمات الأساسية لتسهيل انتصابها بالسوق التونسية.   وشمل الاتفاق، تمويل الحاجيات المالية للمؤسسات الإيطالية، وتوفير المناخات المشجعة لتعبئة ادخار المقيمين التونسيين في إيطاليا، حيث تعدّ الجالية التونسية هناك من أكثر الجاليات التونسية عددا في أوروبا، بعد فرنسا. وتحتل إيطاليا الموقع الثاني بين البلدان الأكثر استثمارا في تونس، حيث تناهز استثماراتها المليار دينار تونسي، دون احتساب ما بين البلدين من مشروعات واستثمارات في قطاع الطاقة، ويربو عدد المؤسسات الإيطالية الناشطة بتونس، على ستمائة مؤسسة في اختصاصات مختلفة، الجدير بالذكر، أن المبادلات التجارية بين تونس وإيطاليا، ما انفكت تتطور من عام إلى آخر، إذ بلغت في نهاية عام 2006، ما يزيد على 6800 مليون دينار تونسي.   ويرى مراقبون لنسق العلاقات بين البلدين، أن المستثمرين الإيطاليين، باتوا يرغبون في الاستفادة من الطفرة الاستثمارية التي تمر بها تونس، خصوصا بعد الاستثمارات الإماراتية الضخمة التي تمركزت في البلاد خلال الفترة القليلة الماضية.   (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)

 

المعرض الدولي للكتاب بتونس يكرم الشاعر المصري سيد حجاب

 
 تونس (رويترز) – قال منظمو معرض تونس الدولي للكتاب الذي يبدأ يوم 25 ابريل نيسان الحالي ان الدورة الحالية للمعرض ستكرم المصري سيد حجاب أحد رموز الشعر الشعبي في البلاد العربية والملقب بشاعر الفقراء.   واضافت مصادر من ادارة الدورة السادسة والعشرين لمعرض الكتاب الذي يستمر عشرة ايام انه سيتم تكريم عدد من أبرز الادباء والشعراء العرب والغربيين ابرزهم الشاعر المصري سيد حجاب والبحريني قاسم حداد والروائي الفرنسي جيلبير سينوي.   وسيقدم حجاب عددا من المداخلات الشعرية خلال المعرض وسيشارك في ندوات فكرية يعقدها المهرجان.   يعتبر حجاب الذي ولد بمدينة المطرية بالدقهلية المصرية من ابرز شعراء العامية وموضوع معظم قصائده شواطيء الاسكندرية المدينة التي درس بها وأحبها وكتب عنها احلى الاشعار ولقبها بمدينة النور.   واشتهر بكتابة اشعار اشهر المسلسلات المصرية من بينها “ليالي الحلمية” و”الليل واخره” اضافة لفيلم “الاراجوز” بطولة عمر الشريف.   من ابرز دواوين حجاب المنشورة “صياد وجنية” ويصفه نقاد في العالم العربي بانه “شاعر البلاد والعباد” لبلاغة ما كتبه من اشعار تهتم بالبسطاء ومشاغلهم.   ويستضيف المعرض ايضا الروائي المصري بهاء طاهر الحاصل على جائزة بوكر العربية وهي اهم جائزة ادبية عربية ومن مؤلفاته “الخطوبة” و”بالأمس حلمت بك”.   وينظم المعرض ندوة دولية فكرية حول الترجمة بعنوان “من ترجمة الكلمات الى حوار الثقافات” يشارك فيها مفكرون من عدة بلدان عربية وغربية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 أفريل 2008)  
 

عمدة باريس ينفي انحيازه لإسرائيل

تونس      الحياة   
نفى عمدة باريس برتراند ديلانوي تصريحات نُسبت إليه خلال استقباله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الشهر الماضي، مؤكدا أنه يدعو إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة في أسرع وقت ممكن. وأرسل ديلانوي المولود في بنزرت شمال تونس، ردا إلى صحيفة تونسية نسبت له أنه قال لدى لقائه بيريز خلال زيارة الأخير باريس: «نحن إلى جانبكم في حربكم المشروعة من أجل سلامة شعبكم، والفلسطينيون هم من استحوذ على أرض اليهود». ونفى ديلانوي، وهو من القادة البارزين للحزب الاشتراكي المعارض، بشدة الجملة الأخيرة التي قال إنها تُظهره «كما لو أنه عدو الشعب الفلسطيني والعالم العربي عموما». وأكد أنه قال «اسرائيل لها كل الحق في الأمن والسلام، وهو ما يعني أنه لا يكفـــي ضمان أمنها وإنما ينبغي تعزيزه، كــــــما أن من حق الفلســــطينيين العيش في حرية وسلام، وهو ما يستدعي قيام دولة (فلسطينية) ذات سيادة في أسرع وقت ممكن». وأضاف في رده الموجه الى الصحيفة أنه يحرص من موقعه على «التعاطي مع العرب واليهود بكل عدل وعلى قدم المساواة، وهو ما ينسحب أيضا على تعاطيه مع الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إيجاد أجواء من الثقة والحوار والسلام بين الجانبين»، وتعهد «تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع الطرفين على السواء».
 
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)


 

تحقيق

الموقف تتجول في أوربا لمعرفة أصداء ترشح الشابي للانتخابات الرئاسية

 
الطاهر العبيــــــــدي  taharlabidi@free.fr  مساهمة منها في ربط الداخل بالخارج، وتشريك مواطن المهجر في القضايا الوطنية للتعبير عن آرائه حول أهم المحطات السياسية لبلاده، ارتأت الموقف أن تقوم بجولة في بعض الدول الأوروبية، لتستطلع مختلف الرؤى، وتجس نبض الجالية التونسية الموزعة  في بعض الدول الأوروبية، ومدى تفاعلها مع ترشح الأستاذ نجيب الشابي للانتخابات الرئاسية لسنة 2009، وقد حرصنا بأمانة  أن نساهم في نقل مختلف وجهات النظر والانشغالات السياسة للمواطن التونسي الذي يعيش وراء البحار، وفيما يلي ردود من تمكنا من استجوابهم: شكري يعقوب/ سويسرا إني احترم اختيار السيد نجيب الشابي وأعتبر ترشحه للانتخابات الرئاسية حقا مشروعا، إذا كنا في دولة ديمقراطية تحترم الحقوق والمؤسسات وخاصة الدستور، وفي الحالة الراهنة تنتفي هذه الشروط مما يجعل المقاطعة أحسن طريقة وردا على هذه المحطة. ************************* حسين باردي / باريس أنتظر خلق حركية سياسية على مستوى المعارضة، حيث ستسمح لها برفع سقف المطالب، وتهيئة الانتقال الفعلي للديمقراطية، إذ ليست النهاية هي التي تحدد البداية، ولكن العبرة في المسار الذي سيقودنا إلى تلك النهاية، إلى جانب عرض خطاب يختلف عن خطاب السلطة، مما يجعل للمعارضة حضورا ميدانيا ووجودا فعليا على الساحة التونسية، ما يمكن المواطن العادي من التعرف على وجوه معارضة، والانتباه إلى خطاب سياسي مختلف عن خطاب السلطة الذي بات بلا روح. ************************* سيد فرجاني / بريطانيا أنا مازلت مستغربا من إصرار السيد نجيب الشابي على الترشح للرئاسة، والكل يعلم أنه لن يكون أوفر حظا من مترشحي الرئاسة في المرات الماضية. فهل تغيرت وزارة الداخلية التونسية المشرفة أبدا على ” الإعلان منفردة عن نتائج الانتخابات “. أم أن السيد نجيب الشابي بمشاركته  أصبح رغم نواياه الطيبة،  مكونا هاما لمساحيق الديكور في صورة التزييف الديمقراطي   في تونس. ولكن ربما يرى السيد نجيب الشابي أن العبرة بالمشاركة خصوصا في آخر مشواره السياسي. *************************
عبد السّلام بو شدّاخ / باريس أساند حق كل من يأنس في نفسه الكفاءة للترشح، والأستاذ أحمد نجيب الشابي لا يخرج عن القاعدة العامة، ولكنّي ألاحظ أنّ الشروط السياسية والقانونية لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة غير متوفرة في الوقت الحالي، وعليه فأنا غير مستعد لأن أكون ضمن جبهة انتخابية أو سياسية، أيّا كانت في الوقت الحاضر. هذا ويعتقد الكثير من المراقبين أن الشابي بإعلانه ترشحه، بدا وكأنّه غامر بإطلاق مبادرة وإن كانت جريئة، إلا أنها تأتي في ظروف تشهد تململ حزبي داخلي، وضعف التفاف سياسي، وغياب رهان انتخابي، معوّلا على ما يحظى به شخصيا من احترام وطني وتعاطف في أوساط النخبة العربية، وتقدير بعض المراقبين الأجانب…  *************************
عبد الباقي خليفة / البلقان أعتقد أنه كان من الأجدى إجراء حوار وطني قبل ترشيح أي من زعماء المعارضة نفسه في الانتخابات الرئاسية 2009 ، ومن وجهة نظري فإن المقاطعة كانت الخيار الأفضل في ظل انسداد الوضع السياسي ، أو موت السياسة في تونس ،بإجماع كل النشطاء في الحراك الوطني من أجل التغيير الحقيقي والملموس . بيد أن ترشيح الشابي نفسه للانتخابات يدعو كل المعارضين على مختلف أطيافهم السياسية لمؤازرته والوقوف إلى جانبه ، ودعوة الشعب للتصويت لصالحه. ليس إيمانا بأن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، وإنما رسالة بأن الشعب يطمح للتغيير *************************
عبد الناصر نايت ليمان جنيف/ سويسرا ترشح الأخ المناضل نجيب الشابي في الانتخابات 2009 حسب رأي الشخصي لست معه في هذا القرار،  لأن مشاركة أي من الوجوه الشريفة من المعارضة التونسية مثل الأخ المناضل نجيب الشابي، بمثابة إعطاء رخصة جديدة أو بالأحرى شرعية مزيفة، مع أنني أحترم قرار الأخ المناضل ولا أشكك أبدا في نزاهته، ولأنه موجودا داخل تراب الوطن، لعله أدرى بوضع البلد منا نحن المهجرين منذ ما يقارب 17 السنة. *************************
فتحي بالحاج / باريس  الأستاذ نجيب الشابي من الشخصيات الوطنية التي أكن لها التقدير والاحترام، وإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية منطقي بعد سنوات طويلة من النضال والعمل السياسي تأكيدنا على أن ترشح  الشابي حق  مشروع لا يعني البتة تبنيا لمشروعه. إني أختلف معه في جوانب عديدة مما طرحه في بيان إعلان ترشحه. ( عولمة، اقتصاد..) ونسأل لماذا غابت من بيان ترشحه “الهوية” ودور تونس العربي في فترة ازدادت فيها الضغوط الأمريكية، مغاربيا، وفي ظل وضع منفجر في الشرق العربي. فلسطين..العراق؟..الخ أبكر الشابي وكان أول من أعلن ترشحه رسميا، لاشك أن هناك ترشّحات أخرى ومشاريع أخرى ستطرح  قريبا في الساحة السياسية. نرجو أن تتم بالأسلوب الحضاري… ************************* محمد طنيش / ميونخ أتصور أن النزعة الحزبية هي التي طغت على المشاركة، وأعتقد أن الحزب الديمقراطي تسرع في أخذ القرار، فالإعلان عن المشاركة سنة قبل في رأيي هي ضربة للمعارضة الديمقراطية، وخصوصا حركة 18 أكتوبر ويضعها أمام نوعا من التفتيت، وإضفاء شكلا من الشرعية على انتخابات نتيجتها معروفة مسبقا. ************************* محمد علي بالنور / سويسرا   الانتخابات الرئاسية القادمة لن تكون ناجحة إلا بتضافر الجهود الوطنية، لإنجاحها وأعني السلطة الحاكمة والمجتمع المدني، وترشّح السيد الشابي يندرج في هذا الإطار حيث يتعين عليه حشد إجماع وطني، وهذا الأمر صعبا للغاية في غياب معارضة فاعلة تختلف باختلاف أجندتها، لهذا أدعو السيد الشابي إلى استثمار الانتخابات القادمة لتقريب وجهات النظر وتهيئة الرأي العام أكثر، إلى القبول بالرأي المخالف، فضلا على الابتعاد عن الممانعة، والعبرة  في رأيي ليست نتيجة الانتخابات، ومن هو الرئيس الجديد بل هي أعمق بكثير تتمثل في الاستقرار والأمن والديمقراطية وهذا لا يتم إلا في ظل تكاتف الجهود الوطنية حكومة ومعارضة. *************************
محمد بحر/ باريس أنا مع ترشح نجيب الشابي في الانتخابات *************************
الحبيب العماري / ألمانيا رغم ما أكنه كالعديد من التونسيين والتونسيات من احترام للأستاذ نجيب الشابي، إلا أني  أرى أن المناخ السياسي في تونس تغيب فيه الضمانات السياسية، ويعاني من حالة الانسداد التي بات العنوان الأبرز في أي استحقاقات، كما أن المعارضة بكل تشكيلاتها استهلكتها المعارك الحقوقية، مما جعلها شبها ما منفصلة عن هموم المواطن اليومية، وبالتالي فإن الانتخابات الرئاسية في تقديري وإن كانت مهمة، إلا أنها ستكون بلا طعم سياسي  طالما النتائج ستكون محسومة مسبقا.


شخصنة الصراع مع الديكتاتورية : الصحيح والخطأ

عبدالباقي خليفة *   الرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة : أنا تونس رئيس الوزراء التونسي الاسبق حامد القروي ” عهد بن علي ” : أنا حمال قفة  
 ” إذا كان لي أن أحقق لنفسي رغبات ثلاث فإني أعرف على الأقل منها واحدة أراني ممسكا بمترنيخ حتى أحس بالدماء تقطر حمراء من عنقه البليل بين يدي هاتين  ” ( 1 )
لست من أولئك الذين يهربون من الرد على الخصوم الحقيقيين ، ليظهروا براعتهم في تخطئة رفاق الطريق بمفهومها اللغوي لا الايديولوجي .كما أني لست من هواة الردود وتقمص دور الصدى وإن كانت بعض القضايا في حاجة للرد على القصف أو القذف أو العصف بمثله . كما إني أوقن بحق الاختلاف بل باحترام وحتى حب المخالفين لا سيما إن كانوا من طلاب الحقيقة مثل الكثير من الأكارم .ومما لفت نظري في هذا الخصوص ،توهم بعض الأفاضل بأن شخصنة الخلاف بضاعة اسلامية ،أواستراتيجية خاصة بأبناء التيار الاسلامي ،سواء في مصر أوسوريا أوتونس وغيرها.والحقيقة هي أن شخصنة الخلاف سمة لازمت تاريخ الصراع بين أنصار الحريات والتفويض الشعبي من جهة،وأزلام الاستبداد والديكتاتورية من جهة أخرى . بل ينسحب ذلك على فترة طويلة جدا من تاريخ الشعوب والامم إذ أن موت الزعيم يعني الهزيمة المحققة والنهائية لجيشه ودولته في أغلب الأحيان . وإذا أمعنا النظر في التاريخ نجد أن الدول غير الاسلامية هي التي ساد فيها هذا النمط من الشخصنة إلى درجة أصبح فيها مقتل الزعيم نهاية للدولة .( 2 )  لكن الدول التي عرفت نوعا من الشورى أو آليات انتقال السلطة في حال الفراغ الدستوري هي التي استطاعت تجنب الانهيار . وفي التاريخ الحديث مثل صدام حسين حالة انهيار الدولة في ظل نظام ديكتاتوري ، فبمجرد أن غاب عن المشهد السياسي المباشر حتى توالت الانهيارات كما تتوالى الانهيارات الثلجية .وقد شاهدنا ذلك في الصومال ، ولو أن ما يحدث في لبنان من عدم التوافق على رئيس جرى في أي بلد عربي آخر لكان الوضع ما شهدته الصومال . وينطبق ذلك أيضا على الاحزاب السياسية والجماعات التي تخضع لسلطة الفرد في غياب آليات الشورى والديمقراطية التي تحدد صلاحيات البناء الهرمي بما يمنع فرعنة العمل الجماعي وإدارة دواليب الدولة . لقد هلل الكثير من الشعب الفرنسي لسقوط ومن ثم اعدام الملك لويس السادس عشر ،كما أن الايطاليين طربوا بعد إصابة ملك نابولي فرديناند ، وبرر المؤرخون الغربيون ذلك بالقول “إن أعمال القمع الوحشية التي ارتكبها فرديناند أدت إلى استثارة عبقرية الايطاليين في تدبير العمليات الحربية وإذكاء حرصهم على الانتقام واشعلت نفوسهم حقدا وكراهية ولم يكن ينقص هذا الشعور سوى الفرصة أوالمخرج ليتفجر دماءا ونيرانا ” ( 3 ) ونرى هنا شخصنة للصراع وبالمقابل تمت شخصنة الانجازات أيضا فيذكر التاريخ محمد الفاتح في تركيا وبسمارك في ألمانيا وجورج واشنطن في أميركا وغاريبالدي في ايطاليا وعبد الكريم الخطابي في المغرب والأميرعبد القادر الجزائري في الجزائر وعمر المختار في ليبيا وعبد العزيز الثعالبي في تونس ومحمد بن عبدالوهاب في نجد والحجاز وحسن البنا في مصر وذلك لا سبيل الذكر لا الحصر . وفي العصر الحديث يتظاهر الملايين في الغرب صابين كل غضبهم على الرئيس الاميركي جورج بوش الابن ورئيس وزراء بريطانيا الاسبق توني بلير ورئيس وزراء ايطاليا الاسبق سلفيو برلسكوني ورئيس وزراء استراليا الاسبق هواردين وغيرهم فيما يشبه شخصنة الصراع ،رغم أن تلك الدول تحكمها مؤسسات فعلا ، وليست أنظمة ديكتاتورية كالتي تحكمنا . أليس الأولى توجيه النقد للدولة الفرد أو للفرد الدولة والتي عبر عنها الرئيس التونسي السابق بورقيبة بقوله ” أنا تونس ” أليس الرئيس ونظامه هم من سخصن الدولة في ذات الرئيس ، فكيف إذن تلام المعارضة على التعامل مع وضع لم تصنعه بل فرض عليها فرضا وهو الشخصنة ؟!!!. فالنظام يشخصن كل كبيرة وصغيرة ويحسبها للرئيس ، فكيف يمكننا والحال كما ترى أن نبحث عن عرائس الكراكوز لنوجه لها النقد ؟!! الرئيس في النظام الديكتاتوري بامكانه إزاحة أي وزير أو مدير أومسؤول مهما علا كعبه وعظم شأنه ،من رئيس الوزراء مرورا بوزير الداخلية وانتهاءا بالولاة والمحافظين . وفي نفس الوقت بامكانه تنصيب من يشاء في أي منصب شاء ،وليس هناك أي آلية للاعتراض على قرارات الرئيس . وإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك لا محالة فكيف لا يتم شخصنة الخلاف إذن ؟!!! وقد تكون سرعة تفهم ما سبق في حاجة لبث مشاهد مما يدور في اجتماع الرئيس بالوزراء أوأي مسؤول في الدولة لادراك ما قاله الوزير الأول السابق حامد القروي ” أنا حمال قفة ” وإذا كان الوزير الأول حمال قفة أو ” قفاف ” فكيف يكون حال غيره ممن يقله مرتبة مقارنة بالرئيس . كيف يكون ذلك وبورقيبة يعتبر نفسه أنه تونس . وعندما هدد صحافي اسرائيلي الرئيس المصري حسني مبارك وهو في عقر داره ، لم يرم  به في السجن كما يفعل بمواطنيه بل قال له ” أنا معكم في اتفاقية سلام ” أي شخصن القضية ؟! لا شك أن هناك أجنحة داخل كل نظام ديكتاتوري ، وهناك صراعات نفوذ تستمد قوتها من أجواء الاستبداد الذي يقرب أصحاب الثقة على حساب أصحاب الكفاءة والأمانة ، بل تصبح الكفاءة والامانة تقاس بدرجة الولاء والثقة والمسارعة في هوى الرئيس . كما أن أصحاب المصالح في بقاء الأوضاع على حالها ، لهم دور في زيادة حالة التعفن السياسي والاجتماعي والاقتصادي ،فتزداد بذلك جرعة الدعاية على حساب الخدمات الاجتماعية والاصلاحات السياسية والاقتصادية ، ويتم تزيين كل شئ للرئيس ، وتبرر له أعمال القمع والتنكيل بالمعارضين وتركهم في السجون لمدة تزيد عن 17 سنة . وإذا كان كل ذلك صحيحا ،وهو صحيح لا محالة ، لماذا إذن نخطئ المعارضة في شخصنة الصراع مع الاستبداد ؟!!! وأريد أن أطرح السؤال بطريقة أخرى ، إذا كنا ندرك بأن هناك أجنحة متصارعة أومختلفة داخل نظام الحكم ،حول كيفية تسيير دواليب الدولة ،وحول كيفية التعامل مع المعارضة،وكيفية إدارة الجريمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأسميها جريمة لانها تتم بدون تفويض شعبي ديمقراطي وفق الآليات المتعارف عليها دوليا أو على الأقل الحدود المتفق عليها بين مختلف الديمقراطيات ،وذلك لقطع الطريق على فلاسفة الاستبداد ،الذين يتحججون بوجود ممارسات ديمقراطية مختلفة ، بريطانيا ، فرنسا ثم الولايات المتحدة . قلت إذا كانت هناك أجنحة داخل نظام الاستبداد أو أنظمة الاستبداد ، ويبدو أن أصحاب هذا الرأي متوافقون مع ذلك ،لماذا نعيب وجود أجنحة داخل التيار الاسلامي ،أو المعارضة ،تتباين مواقفها حول كيفية التعامل مع الاستبداد أو رمز الاستبداد أو نظام الاستبداد كما تراها . ومن حسن الحظ أن الذين يخطئون شخصنة الصراع من التيار الاسلامي ،اسلاميون ” زيتنا في دقيقنا ” والحمد لله ،فليس كل الاسلاميين يشخصنون بل فيهم المعددون . فلننظر ماذا سيحققون هم والطرف المقابل داخل النظام إن وجد ؟! والسؤال الآخر هو،هب أن جميع الاسلاميين أصبحوا من التيار المعتدل أوالاصلاحي ،وهو تيار فاشل ضمن السياق الاوروبي ( 4 ) وأن الغالب على نظام الاستبداد هو الجناح المتصلب أو المتخشب ، والذي استعاض عن الحق الالهي في أوربا القرون الوسطى ، بحق القوة البوليسية ، فماذا ستكون النتيجة ؟!!! خلاصة القول هو أن نترك ” كل يعمل على شاكلته ” وليس هناك من هو مضطر للتنازل عن آرائه ما دام مقتنعا بها ، لا سيما وأن النظام لا ينكر جرائمه في حق المعارضة والمواطنين فحسب بل يتهمهم كما تسمعون و تشاهدون بالمزايدة وبالمازوشية بل بالاداعاء الكاذب . إنه نظام ينكر جرائمه بنفس الطريقة التي أنكر بها أحد الجلادين كدمات سجين سياسي ، فعندما سأله عن سر عرجته وتأوهه أجاب الضحية ، “من آثار التعذيب ” فأنكر عليه الجلاد وزجره قائلا ” ليس عندنا تعذيب ” . هكذا تسير الامور ، ولله عاقبة الأمور .   * صحافي  تونسي ( 1 ) الشاعر الانجليزي المشهور ، روبرت براوننج ، 1818 / 1889 م ( 2 ) لازار في البلقان ، ولاذريق في اسبانيا وريتشارد قلب الاسد في القدس وآخرون ( 3 ) أوربا في القرن التاسع عشر والعشرين . أ ج جرانت و هارولد تمبري ( 4 ) في العالم الاسلامي هناك تداخل وصور متعددة من الفشل في الاتجاه المعاكس ، أي أن تيارات العنف هي التي فشلت ، حتى وإن وصلت للحكم عبر الانقلابات والعنف المسلح . لكن فشل العنف المسلح سيكون بمثابة خسارة معركة وليس حربا . وسيمثل الفشل السابق تجربة وبروفة لها ما بعدها ،ما لم تستوعب الأنظمة القائمة تيار الاصلاح وهو تيار اسلامي يقبل المشاركة ويرفض التغيير بالعنف أوالتغيير الجذري .ومع ذلك يتم استبعاده لصالح أحزاب ديكورية تلبس ثوب الاصلاح وفاقدة للدعم الشعبي .
 
 

( المصدر: موقع ” تونس أونلاين” بتاريخ13أفريل 2008 )

صرخة مواطن :الوضع الاجتماعي والبيئي بقفصه و محاولة الخروج من النفق

 

مضت ثلاثة أشهر على المظلمة التي سلطت على أهالي الحوض المنجمي ولا يزال الوضع الاجتماعي يزداد سوءا.فليس من قبيل الصدفة أن يكون سكان هذا الحوض في وضع اجتماعي بائس إلى أقصى حد يضاف إليه الوضع البيئي الذي ينذر بالخطر من جراء تفاقم ظاهرة الإمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض الكلى لانعدام الماء الصالح للشراب بسبب التلوث الحاصل في التربة والهواء.  فلا غرابة أن نجد في قي ولاية قفصه نوع من الذباب المؤذي جدا  الخاص بها والذي يعرض  حياة المواطنين  للخطر  حيث يترك آثارا مؤلمة على كل من لسعه الشيء الذي يضطر صاحبه في بعض الأحيان   – فالماء الذي كان le chminiose –  إلى التزام المراقبة الطبية بالمستشفى لعدة أيام  وهو ما يطلق على تسميته بالفرنسية   -بعين الشفاء- بسيدي احمد زروق  بقفصه المدينة  والذي  كان في الأصل قبلة للزوار للاستحمام به قصد علاج بعض الأمراض الجلدية سلبته شركة فسفاط قفصه من أهالي الجهة  تحت عنوان استعماله لغسيل الفسفاط . أضف إلى ذلك المعمل الكيمياوي بالمظلية الذي لم يبقي ولم يذر فرائحة ما يسمى- بالبخارة – والغازات الكريهة التي تنبعث من المعمل تعكر صفو الهواء النقي في كل منحى يأخذه الريح  . الشيء إلي تولد عنه نقصا  في  كميات  الأمطار   رغم  قلتها  فأصبح الجفاف هو السمة البارزة ولسنين طويلة  . فلم تعد الفلاحة من المشاغل الرئيسية للمواطن  ولا تربية الماشية  لقلة الموارد المائية من جهة وندرة المطر والغلاء المشط في ما يسمى – بالعلف – والذي هو بدوره أضحى عنصر مضاربة واحتكار لميسوري الحال . فالمائدة المائية ما انفكت في تناقص شديد  ويكفي على سبيل الذكر لا للحصر أن    نضرب مثالين اثنين فقط : أولا كل من زار مدينة قفصه سابقا لا بد وان يزور الحوض الروماني كأحد المعالم الأثرية والذي كان يقصده أهالي قفصه من الشباب للسباحة ومنهم من يقفز من أعلى نخلة توجد على مقربة من الحوض الكبير  زيادة على بعض   بيوت الاستحمام الشعبي المعدة للغرض . وثانيا  عين السلطان التي توجد بقرية لاله معتمديه القصر قفصه والتي كانت  مقصد كل من بعبرها للتزود بالماء الصالح للشراب  وها هي الآن مياهها تنضب ولم يتبقى منها غير القليل حيث باتت تشبه الحنفية في سيلانها بعدما كانت مياهها العذبة تتدفق بغزارة  . ها فيما يخص الوضع البيئي بولاية  قفصه  والحوض المنجمي خصوصا   أما عن الوضع الاجتماعي فحدث ولا حرج . فالبطالة  والتسكع هو الشغل الشاغل لأصحاب الشهادات العلمية لعشرات الشباب بل المئات  فمن يجد شغلا غير قار حتى في مقهى شعبية يكون محظوظا بالنسبة لغيره . وها هو الشباب العاطل عن العمل يدفع ضريبة باهظة فيتوجه إما لقوارب الموت الرهيبة أو يبحث عن ملاذ يخرجه مما هو فيه من أزمة البطالة الخانقة فيجد ضالته في تناول الكحول المحلية الصنع بما فيها قوارير العطر الزهيدة الثمن وربما يجتهد في كثير من الأحيان في اكتشاف البعض منها كال-فيكس – و-القشوم – وغيرهما مما يحضرونه ويعدونه الإعداد الجيد  حتى إنهم    باتوا  يعرفون الوصفة اللازمة  لمن لا يريد أن يصحا لكم من ساعة .  أما عن الشباب الذي دهب ضحية وضعه الاجتماعي المتأزم إلى  ما بات يعرف بالسلفية  فهدا شان آخر وربما يدق ناقوس الخطر على خيرة أبنائنا الدين هم عرضة لغسل أدمغتهم  والتغرير بهم واستغلال ظروفهم الاجتماعية الصعبة التي يمرون بها . فادا كان الوضع البيئي والاجتماعي على هده الدرجة من الخطورة فما هي الحلول الناجعة لامتصاص البطالة من جهة و خلق مناخ بيئي واجتماعي مناسب للعيش في ظروف مريحة ؟فلماذا  تلجا السلطة دائما إلى الحلول الأمنية كعادتها  في حل قضية ملف الحوض المنجمي أو العديد من الملفات  السياسية أو الاجتماعية السابقة أو  الراهنة ؟  ألا بجدر بنا  كشعب  كفيل بان يحيى حياة سليمة آمنة أن يفكر في مستقبله ويجد الصيغ الممكنة لانجاز مشروع تنمية عادل بعيدا عن الفساد المالي والرشوة والمحسوبية ؟  أليس من حقه أن توزع عليه بصفة عادلة خيرات بلاده  ولا سيما في الحوض المنجمي وجهة قفص عموما  التي تعاني من البطالة المتفاقمة والآفات الاجتماعية المضرة بخيرة أبناء هدا الوطن العزيز ؟ فلماذا لا تلتزم الدولة بالقيام بمشاريع استثمارية  عامة   القصد منها تخفيف حدة البطالة وتضع الإطار المناسب  والكفء لمحاسبة كل من  يتلاعب بأرزاق الناس  وخيرات الوطن؟ فالضرورة الاجتماعية الملحة تجعل من الدولة هي الممول الأساسي لمثل هده المشاريع التنموية العامة وادا كان لابد من  تعايش القطاع الخاص  فيجب أن يوفر اليد العاملة ويحافظ عليها بصفة قارة . أما بالنسبة للوضع البيئي فلا بد من إيجاد التكنولوجية الحديثة التي تمتص الغازات المنبعثة من المعمل الكيمياوي وترشيد المائدة المائية بتقليص ظاهرة الآبار العميقة التي ربما تسببت في نقصانها والاعتناء بالواحات  بتشجيع الفلاحين الصغار ودوي الدخل المحدود من التخفيض في سعر الماء المعد للري على أن تتكفل البلدية بتعويض الفارق المنجر من تخفيض سعر الماء .هدا رأي   متواضع  واجتهاد  يمكن أن يكون قابلا للتطبيق لنحد من تفاقم الأزمة الاجتماعية والبيئية في جهة قفصه حفاظا على سلامة المحيط البيئي والمناخ الاجتماعي المتوتر .     عبد القادر الزيتوني المنسق العام المنسق العام حزب “تونس الخضراء “ الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com 00216 71 750 907 هاتــــف/فاكــــس :

عنوان الطريق  
 
ربما حاد معشر النخبة عن الطريق المؤدي للحق والعدل والحرية. ربما نام البعض منهم في الصالونات على اثر تخمة فكرية نتيجة الصراع المرير الدائر في مخيلتهم لصناعة المدن الفاضلة وجمهورية أفلاطون  الديمقراطية . ربما مازال النقاش لم يثمر على حلحلة الواقع في رؤوس النخب المتعطشة للجدل الفكري العقيم . ربما الوقت لم يحن بعد لمعشر نخبتنا الريادية للخروج من الفضاءات المغلقة  والغرف المظلمة و الكهوف الممتدة عبر الزمن . و لربما  لم تشبع بعد من الندوات  ومن الاجتماعات فخيل إليها أن المجتمع البديل لا يصنع إلا في المقرات . ولربما ملت من الجماهير فاعتبرتها سبب شقائها  زاعمة بذلك أن الشعب  لم يصل بعد إلى درجة فهمها و وعيها حيث تدعي أنها وحدها التي تفكك الرموز  وتحل الطلاسم  وتزرع الفهم والمفهومية والعقل والمعقولية . ربما زعمت نخبنا أن الشعب على هامش التاريخ وان الجماهير تغط في سبات عميق فألهمها هدا الرأي السديد الركون إلى الحكمة والموعظة الحسنة راجية الجموع الغفيرة أن يسدد الله خطاها نحوها فتعتنق  الأفكار والنظريات السحرية التي ألهمها الله بها حتى تخرجنا من الظلمات إلى النور. وها هي طلائعنا الفذة في غرفها المغلقة وبين الحيطان تتنبأ لنا بمستقبل مشرق في وقت انتهت فيه النبوة وانقطع الوحي . ربما وربما  وألف مليون….  ربما على هذا الزمن الملعون. ولربما نمضي إلى نخبتنا المرجوة نسألها هل من مجيب ؟ هل تشابه الصمت بالصمت؟  هل تشابه الأمس باليوم ؟ هل تبلد  ذهن نخبنا إلى حد  عدم الاستجابة حتى لشرط بافلوف في الانعكاس الشرطي؟  هل أصابها لا قدر الله  نوع من الحساسية المفرطة  تجاه  آلام وعذابات وأوجاع جماهيرنا الشعبية وهي تصرخ طالبة النجدة من الحصار والقمع المسلط عليها  صباحا ومساءا في الرديف  في أم العرائس في المطيلة في المتلوي ؟  هل تعففت إلى هذا الحد ولم تعد قادرة على تحمل أعبائها التاريخية التي  طالما سمعناها  ترددها في كل آن وحين حتى صمت آذاننا  وهي تردد القصيدة و القصيد ؟ هل تعقلت إلى هذا الحد ولم تعد  قادرة على القيام بدورها  وتحمل مسؤوليتها التي طالما حلمت بها وهي تردد الأغاني والأناشيد ؟  هل تأقلم نخبتنا الميامين مع العصر الجديد ؟ عصر فوكوياما ونهاية التاريخ والأمركة المفتوحة على الإرهاب من الوريد  إلى الوريد . وها هو العنوان يأتينا من السوقة من الدهماء الغارقة بالأثقال والاوحال إلى حد بعيد . فيبرقوا لنا بالرغم من الإيقافات والمداهمات والجراح المختلطة بعرق العمال والنضال والاعتصامات ويجيبوا نخبتنا: نحن عن طريق النضال على درب الحرية لن نحيد. وها هي انتصاراتنا تنتصر على انكساراتنا فهل من مزيد ؟ لنروي أرضنا العطشاء  الجدباء الصفراء ببطولات شعبنا المعطاء. فيسقيها بمياه نهر الحرية التي يغتسل بها العظماء. يا أبناء المناجم يا أبناء الرديف ويا أبناء أم العرائس ويا أبناء المطيلة ويا أبناء المتلوي بها الأعزاء. لقد غبت عن عرسكم وفي القلب لوعة ولكن لن أغيب . عن لقاء الأحبة والإخوة و الرفيق والحبيب. وها أنا اتحد معكم في مشيتكم في مسيرتكم في احتجاجكم في غضبكم في صرختكم في فرحتكم في حزنكم  فهل من مجيب ؟ عرفت عنوان الطريق وأقسمت أن اتبع خطاكم ايها النشامي حتى نخرج الوطن من الظلمة الحالكة من الظلام الدامس والمغيب .
النفطي حولة :
 12 افريل 2008


تغيير والي قفصة هل يحل أزمة التنمية بالولاية؟

سمير ساسي
 
أثارت التحركات الاحتجاجية  بالحوض المنجمي لولاية قفصة التي اندلعت في بداية السنة  الحلية ردود فعل مختلفة في صفوف المعارضة والسلطة على حد السواء ،ولئن تراوحت مواقف المعارضة من هذه الأحداث بحسب علاقتها بالسلطة فإن هذه الأخيرة لازمت الصمت طيلة شهرين من الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف معتمديات الولاية لتنتهي بقرار تغيير الوالي وكل المعتمدين باستثناء معتمد القصر كما تم  تغيير الكاتب العام للجنة تنسيق التجمع.فهل كان هذا هو الحل الأمثل أو المنتظر بالنسبة لمواطني ولاية قفصة؟ وماذا ينتظر الوالي الجديد  في هذه الولاية التي شهدت أكبر نسبة تغيير للولاة مقارنة بولايات البلاد الأخرى وهي نسبة قاربت الثلث من جملة التغييرات في البلاد؟ يعتبر تغيير المسؤولين الحل الأمثل في الدول الديمقراطية باعتباره الطريق الأيسر لمحاسبة هذا المسؤول المعزول واستبدال سياسته التي ثبت فشلها في إدارة شؤون المنطقة التي ترجع بالنظر إليه،وهو إجراء لا يحتكم إلى نفس الأسس في بلدان العالم الثالث عموما وفي البلدان العربية خصوصا نظرا لغياب الشفافية في محاسبة المسؤولين عن التقصير أولا وثانيا لكون هؤلاء المسؤولين غير منتخبين وبالتالي لا يؤبه لرأي المواطنين أو احتجاجاتهم في هذا الإطار ،وثالثا وهذا الأهم لكون الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية أنظمة شمولية عادة ما يكون نظامها رئاسيا خاضعا لسلطة المسؤول الأول في البلاد ولقراراته،ولا يعدو المسؤولون الجهويون إلا عناصر تنفيذ لا سلطة فعلية لهم. ولا تشذ تونس عن هذه الأسباب التي تدفع لعدم التفاؤل بتغيير وزير أو وال أو مسؤول مهما كانت مكانته لذلك فإنه” لا فرق عندي بين من ذهب ومن أتى”  يقول لسعد (معلم تطبيق) ويضيف “النظام هو الذي يتحكم في إدارة شؤون البلاد ولا يمكن لوالي مهما بلغت قوة شخصيته أن يجازف بمخالفة السياسات العامة للنظام.” “هل تتصور أن يحوّل الوالي الجديد جزءا من الأموال المخصصة للتنمية في الجهات الساحلية للبلاد إلى منطقة قفصة التي أصبحت تحت مسؤوليته حتى يستطيع تحقيق التساوي بين الجهات أولا وتنفيذ مشاريع تنموية تنهض بالجهة ثانيا” يقول عمار(أستاذ رياضيات)، أما شعبان (مجاز ومعطل عن العمل) فيرى انه من السابق لأوانه الحكم على وال لم يمض على مباشرته لمهامه سوى شهر واحد لكن التجربة تثبت أن دار لقمان سوف تبقى على حالها لأنه لافرق بين زيد وعمرو في مثل هذه المناصب لكن  وحتى لا نظلم الرجل حقه قد تكون له من الجرأة ما تدفعه لانجاز بعض ما ينتظره أهالي الجهة غير أنني أتوقع انه سيعزل سريعا بسبب ذلك مثلما وقع لبعض الولاة الذين مروا على هذه الولاية وأثبتوا أن لهم نية صادقة في خدمتها لأسباب تختلف من واحد إلى آخر فبعضهم تربطه علاقة خاصة بالولاية والأخر ابن الجهة لكنهم لم يعمروا علاوة على أن عددهم لا يكاد يذكر. المشكلة ليست في الوالي وحده يقول عم علي (من قدماء المناضلين) لكن في من يحيطون به وفي من يصدرون له الأوامر فان اجتهد في تنفيذ ما يؤمر به مراعيا واقع الجهة فان المحيطين به لن يعدموا الحيلة لتعطيل ما قد يخالف مصالحهم وهكذا يصح الأمر بالنسبة لدوائر المسؤولين الآخرين لذلك فحتى تغيير المعتمدين في النهاية لا يعني شيئا. عينة المواطنين الذين استطلعنا آراءهم أجمعت كما يبدو على أن أفق انتظارها من الوالي الجديد ليس أفقا كبيرا وإن اتسع فلا يعدو سوى تمنّ من أبناء جهة تشهد أعلى نسبة بطالة وأعلى نسبة فقر و اقل نسبة  تمويل في مشاريع التنمية الجهوية ،ويعضد أمانيها ما ينتظر الوالي الجديد من مشاكل معضلة قد يعجز عن حلها حتى وإن توفرت لديه النية الصادقة والحرص على خدمة الجهة ومنح الوقت الكافي لذلك لان هذا لا يعدو مجال الافتراض أولا وثانيا لأنه يتعلق بتغيير سياسة الحكومة التنموية جذريا تجاه الولايات الداخلية وهذا أيضا افتراض لا يبدو أن له حظوظه من الانجاز،فكيف سيتصرف الوالي الجديد إزاء 4600 عاطل عن العمل ممن درسوا بالجامعة  من بينهم 1600 مجازا  في معتمدية أم العرائس وحدها و1800 من التقنيين السامين و1200 من ذوي الإجازات التطبيقية؟هل يمكن له أن يوفر لهم مواطن شغل في الإدارات الجهوية التي تشكو من نقص في الإطارات المختصة على غرار شركة الكهرباء والغاز وصندوق الضمان الاجتماعي وغيره كما يقترح المعطلون أنفسهم؟هل باستطاعته أن يفتح أمامهم أبواب الانتداب حتى كمدرسين متعاونين ؟ هل لدى الوالي الجديد القدرة على حل مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه الجهة وتسفر عن نتائج وخيمة أبرزها انتشار مرض السرطان (7 حالات من 10 يتوفون بسبب السرطان)؟ ماهي الحلول التي بحوزة الوالي الجديد ليبدد مخاوف المستثمرين من أبناء الجهة أو من الولايات الأخرى أو من الأجانب ويقنعهم باستثمار أموالهم داخل الولاية في ظل غياب البنية التحتية الضرورية لتشجيع الاستثمار وغياب التشجيع اللازم من الدولة. يبدو أن الأسئلة والمشاكل التي تنتظر الوالي الجديد أكبر من أن ننتظر لها الجواب في المدى المنظور وهي أكبر من طبق “البركوكش” الذي دخلت به الولاية كتاب قينز للأرقام القياسية يوم تنصيب الوالي الجديد نفسه.  
 (المصدر: صحيفة “الموقف “، لسان حال  الحزب الديمقراطي التقدمي(أسبوعية معارضة – تونس)، العدد446 بتاريخ 4 أفريل 2008 )


*لقفصة ساعة الغضب تشد الرحال

عبدالرحمان الحامدي إلى أحرار قفصة في إنتفاضتهم اليومية المجيدة من أجل كرامة شعب. جنوبا وراء تلكم التلال ملحمة العصيان  تنحتها أجيال لقفصة ساعة الغضب تشد الرحال كلابك  تنهش عظم الرجال وبيانات دعم لك  من الأنذال قفصة صامدة بأهلها كالجبال  تنذر مستبدا سوء المآل أسود فيهم أذن بلال حي على الكرامة حي على النضال سلام على قفصة سلام على الأبطال بكم سعدت تونس  يا مضرب الأمثال غراب البين  أنت من سوء الفعال ميتا و حيا صرت لعنة الأجيال لتذكرك المزابل  تارة وطورا  تدوسك النعال قفصة: مدينة في الجنوب الغربي من القطر التونسي. 13/04/2008 سويسرا في  

 


 

تونس في 12/04/2008 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 434 على موقع الحق والحرية
نتائج المقترحات كانت في مستوى العناية الرئاسية
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي  

اصلاحات إدارية جديدة حسب مرسوم رئاسي مؤرخ في 24/3/2008 ونشر بالرائد الرسمي للبلاد التونسية يوم 28 مارس 2008

بكل اعتزاز وسرور طالعنا يوم الخميس 10 أفريل 2008 بجريدة الصباح الفيحاء خبر هام ومفيد طالما تحدثنا عبر هذا الموقع الممتاز وطالما كتب مقالات حول موضوع التشغيل وما إدراك ما التشغيل وقد خصصت أكثر من 19 مقال تتعلق بخواطر ومقترحات عملية حول التشغيل وما حصل من اجتهادات شخصية. وبعض السلبيات والتجاوزات وقد أشرت في عديد المقالات التي كتبها في شكل رسائل مفتوحة بليغة إلى السادة الوزراء خلال شهر نوفمبر 2006. وفي يوم 19/11/2007 رقم المقال 342 وكذلك رسالة ثانية يوم 20/11/2007 عدد 343 عبر موقع نيوز وأطنبت في الحديث بوضوح حول بعض السلبيات في مجال التشغيل وتقدمت بعديد الاقتراحات الجزئية الشجاعة ومن أهم هذه المقترحات تكوين لجنة عليا بإشراف أهم مسؤول برئاسة الجمهورية وبالتنسيق مع الوزارة الأولى لدعم الشفافية في مجال التشغيل ومشكورة قناة المستقلة تابعت هذه الرسائل واطلعت على فحواها وعلى ضوء هذه المعطيات وشمولية ما جاء في المقالات المشار إليها آنفا اتصلت بي هاتفيا إدارة قناة المستقلة وأجرت معي حوار الجزء الأول يوم 20/11/2007 والجزء الثاني يوم 27 نوفمبر 2007 وتزامن الحوار مع الذكرى العشرين للتحول وقد تحدثت عن انجاز العهد الجديد ثم أشرت إلى المواضيع العامة الحساسة (27 نقطة). وفعلا قبلت الدعوة وساهمت في الحوار الديمقراطي عبر قناة المستقلة بيومي 20 نوفمبر 2007 و27 نوفمبر 2007 في الفضاء الديمقراطي الممتازة وفي 2/1/2008 نشرت مقال أخر بعنوان تمنيات وطموحات بمناسبة حلول عام 2008 نشرته عبر موقع تونس نيوز يوم 3/1/2008 تحت عدد 370. وفعلا يوم 3 جانفي 2008 اتصلت بي إدارة قناة المستقلة وأجرت معي حوار طويل حول تطلعاتي وآرائي ومقترحاتي حول عديد المشاغل الاجتماعية الهامة وخاصة في مجال التشغيل والانتدابات وبعض الغموض والإشكاليات وعلى إثر هذا الحوار التلفزي الذي وقع بثه يوم 5 جانفي 2008 وأعيد بثه في 3 مناسبات وقد كان لهذه الحوارات والمقالات انعكاسات ايجابية كما سبق لمقالاتي السابقة التي نشرتها عبر هذا الموقع عام 2006 حول التبذير في مادة البنزين واستعمال السيارات الإدارية في مجالات لا علاقة لها بالعمل والمصلحة العامة … وفي موضوع آخر كتبت حول ظاهرة عدم العناية بالرد على رسائل المواطنين وعدم الاهتمام بها والرد على مشاغل الناس. وقد كان لهذه الدفعة من المقالات الجريئة الشجاعة صدى ومتابعة وعناية من طرف المواطنين والمناضلين والطلبة والمهاجرين في أوروبا بالخصوص وبعضهم خاطبني شاكرا مجهوداتي على إثارة هذه المواضيع الحساسة الهامة بجرأة وشجاعة… وكنت واثقا أن مقالاتي ستجد بمرور الزمن والوقت عناية ورعاية ومتابعة رئاسية هامة ولا بد من الاطلاع عليها بفضل الله. والحمد لله في تونس رجال بررة وصادقين ومخلصين ونزهاء ولا يخفون على رئيس الدولة الذي وضع ثقته فيهم وأسند إليهم أدق المسؤوليات ولا شك أن السيد الوزير الأول الأستاذ محمد الغنوشي أحد هذه الشخصيات الوفية الشاعرة بأهمية المسؤولية الثقيلة اليوم والأثقل يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم. صدق الله العظيم. وفعلا بعد حوالي 4 أشهر على نشر المقالات المشار إليها والحوارات التلفزية الهامة بقناة المستقلة مشكورة وبالمناسبة يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر والثناء لمجهودات الأخ الكريم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة الذي خصص مساحات إعلامية تهم تونس بلده الجميل… تقديرا منه لتونس وحبا لشعبها وبرا بالوطن بوصفه ابن تونس البار ولولا انتمائه لتونس ما خصص أكثر من 18 حوار لإبراز نشاط تونس ودعم مسيرتها ودفع تقدمها ومزيد إشعاعها. وذكر مشاغل شعبها خدمة للوطن وتعلقا بالقيم وحبا للشعب. وعندما علم سيادة الرئيس شخصيا بهذه المبادرات الإيجابية والآراء الحرة والخواطر الجريئة لفائدة الوطن وتحسين وضعية المواطنين ومزيد الإصغاء إلى خلجات الشعب والشبان والإطلاع على ما تم نشره أو الحوار في شأنه بادر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي أولا بإعطاء تعليماته لمراقبة استعمال السيارات الإدارية والتفريط في الاستعمال وأذن بالتخفيض بنسبة 20%من كمية البنزين المجاني للمسؤولين نتيجة ارتفاع أسعار النفط وانعكاساتها على ميزانية تونس وبالمرسوم الجديد المؤرخ في 24/3/2008 حول مزيد الشفافية في طريقة الانتدابات وإلغاء الانتداب بالتعاقد… لما فيه من غموض… وإلغاء الصيغة القديمة التي كانت غامضة وفيها تأويلات..؟ وجاء في المرسوم الرئاسي المؤرخ في 24/03/2008 ضرورة الإسراع بالرد على مطالب ومشاغل المواطنين في مدة لا تتجاوز الشهرين وفي صورة عدم الرد يعتبر المطلب مقبول والسكوت علامة الرضاء. قرارات هامة وإصلاحات إدارية جديدة هامة وهل من مزيد يا سيادة الرئيس وان مبادراتكم القادمة بدعوة عدد من الكتاب الشجعان والمناضلين تتيح لهم فرصة أخرى لاطلاعكم على عديد الأشياء والمشاغل والأسرار ولعل قريبا تتحقق مبادرات رئاسية جديدة.” ملاحظة هامة : ينبغي تعميم الشفافية على المؤسسات العمومية للحد من الجهوية حيث أن هناك مؤسسة 80% من الانتدابات من جهة واحدة. قال الله تعالى : ” إن مع العسر يسرا ” صدق الله العظيم قال الله تعالى : ” سيجعل الله بعد عسر يسرا ” صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354
 


معارضون ” معتدلون “…
 
هم هنا وهناك يحرصون على التواجد في بعض مقاهي العاصمة والحانات التي يرتادها المثقفون والإعلاميون حتى لا تغيب ملامح وجوههم عن ذاكرة الجمهور…لا يفوّتون فرصة المهرجانات الثقافية دون ارتداء بدلاتهم الأنيقة ( أحيانا ) وحضور حفلات الافتتاح والاختتام مثل كبار المسؤولين…يسلّمون ويبتسمون للجميع ويحرصون على ألاّ يتثاءبوا وألاّ يغمضوا أعينهم خوفا من أن تلتقط لهم صورة ثابتة أو متحركة…منهم النائب في البرلمان ومنهم من يمنّي النفس بأن يكون نائبا في البرلمان … ومنهم المستشار ومنهم من يطمح أن يكون مستشارا…هم يعرفون أنّ هذه الوظائف ” عفوا المناصب ” هبة موسمية فيستعدّون لها كما ينبغي ويعدّون لها العدّة… العدّة هي مواقف وتصريحات ومقالات علنية ونصوص ومكالمات هاتفية سريّة وأشياء أخرى… بعضهم ينتمي إلى أحزاب معارضة…وبعضهم يقدّم نفسه على أنّه ناشط في المجتمع المدني…وبعضهم يقول انّه مستقلّ!…كلهم يرتدون جبّة المعارضة المعتدلة المتوازنة تماما مثل الشخصيات والجمعيات والجهات التي تتبنّى الإسلام المعتدل في مواجهة الإسلام المتطرف حتى تنال الرضاء الأمريكيّ… فئة لها ما ليس لغيرها من الصفات البشرية…فهم يتكلمون كلّ اللّغات الميتّة مثل لغة الخوف ولغة الاستجداء ولغة التزلّف ولغة الوصولية ولغة الانتهازية…وهم يكونون في كلّ الأماكن ولا يظهرون للعيان تماما مثل الرجل الخفّي…وهم يتحملون مسؤوليات عديدة في الآن نفسه مثل ” قرنيط الشلواش ” بطل أحد مسلسلات الصور المتحرّكة …وهم يمتازون ” بقلّة حياء سياسي ” لا مثيل له، إذ يمتلكون قدرة عجيبة خلال ” الحفلات  ” التلفزية على جعل الحق باطلا وجعل الباطل حقّا وإذا ما التقيت أحدهم وسألته في ما فعل وما قال فيجيبك إنّه لا يقصد ما فهمت إنّما يقصد… قائمة عناصر هذه الفئة من ” المعارضين ” بدأت تكبر وتتوسع شيئا فشيئا لأن قيم العهد الجديد قد شاعت بين الجمهور وأصبح واضحا أنّ الصدق والنضال وإشهار الحقائق والدعوة العلنية إلى إصلاح الأوضاع…قيم بالية لم تعد صالحة، وأن الولاء الذي يحقّق الربح هو الولاء إلى أولي الأمر لا الولاء إلى تونس ( كما دعا إليه النظام قولا وعمل بعكسه على أرض الواقع )… هذه الفئة تشكل الخطر الرئيسي الذي يتهدّد الشعب التونسي في كلّ مجالات عيشه، لأنّها مثلّت حطب السلطة الذي تستعمله في نيران الولائم الرسمية… في الجهة المقابلة توجد المعارضة التقدميّة التي يصفها البعض بالعجز والفشل حينا وبالخطر على البلد من جهة أخرى…هذه المعارضة قديمة قدم الإنسان وأزليّة أزليّة الوجود لا تقدر سلطة في العالم ولا معارضة ” معتدلة ” على إلغاء وجودها أو حتى التقليص من دورها… التونسي   (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  


 

الحوار مع الشباب: كسر الحواجز النفسية واعتماد الشفافية والمصداقية !!

لا شكّ أنّ السياسة العامة لأيّة دولة في مجال الشباب يجب أن تستهدف توفير التعليم وفرص العمل ودعم المشاركة السياسية والتنشئة الديمقراطية وتوسيع الاختيارات. ويرتبط ذلك بوجود دور أساسي تضطلع به مؤسسات تتوّلى توفير المناخ الملائم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وذلك في تعاون وثيق ومعزّز مع القوى السياسية ومكوّنات المجتمع المدني. وفي الواقع، فإن التطرق إلى أوضاع ومشاغل وقضايا الشباب يشير إلى وجود العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية على مستوى السياسة العامة في مجال الشباب، وهو الشيء الذي أدّى إلى ظهور العديد من القضايا التي ترتبط بالهويّة والبطالة وعدم وجود مؤسسات تؤمّن المشاركة السياسية. والمتتبع لمسيرة شبابنا ومدى إسهامه في بناء المجتمع يلاحظ تركيزا مبالغا فيه على الرّياضة والنجوميّة، مقابل التغافل عن المشاركة السياسية للشباب والطلبة في الجامعات. وقد أدّى ذلك إلى وجود شرائح شبابية تشكو من نقص المعلومات والمعطيات، وأخرى تتميّز بانخفاض الوعي بقضايا السياسة الدّاخلية والخارجية. وممّا زاد في تعقيد المشكلة أن ظاهرة العولمة شملت شرائح عديدة من الشباب واقتحمت المجال الثقافي والاجتماعي، ممّا انعكس مباشرة على تغيير بعض القيم والعادات والتقاليد. وبالتالي، أصبحت مؤسسات التنشئة تشعر بالخوف والانزعاج باعتبار أنّ ثقافة العولمة أصبحت تشكل تهديدا مباشرا لهوية الشباب وانتمائه. وفي الحقيقة، نحن مطالبون بالاستفادة من العولمة وتوظيفها واستثمارها ولا سيّما في مجالات مثل الإعلام والتواصل مع الآخر والمشاركة والتوظيف السياسي. وفي خضمّ هذا الحوار الذي انطلقت منابره قصد رصد تطلعات ومشاغل الشباب، يجب أن نركزّ بصفة خاصة على عالم العمل والبطالة باعتبار أن الحق في الشغل هو واحد من أبرز حقوق الإنسان. وبصراحة، الدولة مطالبة بتحمل مسؤولياتها والاضطلاع بالأدوار الموكولة لها في مجال تشغيل الشباب ولا سيّما حاملي الشهادات العليا. وفي هذا المجال، لا يكون همّه الوحيد ضمان مصالحه الخاصة وتوفير الرّبح الوفير على حساب الآخرين. ومشكلة البطالة، التي تعاني منها كافة الدّول بدرجات متفاوتة تعود بالأساس على انعدام التنسيق بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإنتاجية وكذلك إلى ضبابية الاستراتيجيات التي تندرج في إطار التأهيل والتكوين والإدماج. فوزارة التعليم العالي مثلا، تركزّ على التشغيلية العالية للشعب والمسالك في المؤسسات الجامعية، لكن المتخرجين من هذه الشعب ” الواعدة ” غالبا ما يكون مصيرهم البطالة. وبطبيعة الحال، تفاقم البطالة يؤدي إلى انتشار ظاهرة الإحباط والخوف من المستقبل وانتفاء الدّافعية في التحصيل والبذل والعطاء وتقلص روح المبادرة وبعث المشاريع. وفضلا عن ذلك، فإن الشباب المهمّش والغارق في البطالة سرعان ما يشعر بالعزوف عن المشاركة في قضايا المجتمع ويفضّل الابتعاد عن الأنشطة السياسية والاجتماعية. ولعلّ الأخطر من ذلك كلّه أن شبابنا أمام الشعور بالمرارة نتيجة الإقصاء والتهميش، ويصبح ميّالا إلى السعي خلف الإعلام الخارجي باحثا عن الحقيقة التي بدأ يشك في مدى صدقها في إعلامه الرسمي . وهذه هي بوادر الانسلاخ الثقافي وفقدان الثقة وسهولة السقوط تحت تأثير التيارات المعادية للوطن وللتراث الثقافي والحضاري. فالشباب عامة، عندما يجد نفسه خارج دائرة الاهتمام، قد تعصف به عديد التوجهات فإمّا أن ينسحب من هذا الوضع ويرفضه، وإمّا أن يخضع له في جوّ من النفور والاشمئزاز، وإمّا أن يثور ويتمردّ بشتى الأشكال. وبناء على ما تقدّم وفي هذا الإطار يندرج الحوار الذي ننتظر منه الكثير على مستوى تشخيص احتياجات وميولات ورغبات وتطلعات الشباب وصياغة وتبني وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بضمان انخراطهم الفاعل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويبدو لنا من الضروري التركيز في عدّة مسائل ذات أهمية بالغة ولا سيما تنمية قدرات ومهارات الشباب في مجال ممارسة سلوك وثقافة الديمقراطية وتعويدهم على حريّة الرأي والتعبير واحترام الغير وسماع الرأي المخالف. كذلك، لا بدّ من كسر الحواجز النفسية بين الشباب والمؤسسات الإعلامية بمختلف أشكالها قصد عرض قضاياهم ومشاغلهم في كنف الشفافية والمصداقية. كذلك، لا بدّ من إيصال أصوات الشباب إلى المسؤولين وصنّاع القرار الذين يجب أن يتواجدوا في منابر الحوار، وبالتالي يشعر الشباب بالجدوى والمتابعة وتتكوّن قنوات التواصل والتفاعل. والأكيد أن عملية الإصغاء يجب أن تتمّ في كنف الجدّية والمسؤولية بحيث يتمّ التطرق إلى كافة القضايا والمشاغل دون تعتيم أو تقليل، وبالتالي تطرح المشاكل التي بقيت عالقة لفترة طويلة، ويتمّ التباحث بشأن الخيارات والبدائل الممكنة. والشباب عامة تواق إلى الإسهام الفاعل في صنع القرارات المؤثرة في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وبالتالي يجب أن تقف المسألة عند حدود صياغة المقترحات والتوصيات الرنّانة، لتبقى الأمور إثر ذلك على حالها. فالمطلوب حقّا هو الارتقاء بمختلف الشرائح الشبابية إلى مستوى الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن والافتخار بتاريخه وأمجاده، وممارسة حقوقه وواجباته بشكل يضمن الكرامة والعدل والإنصاف وتكافؤ الفرص. ذلك أنّ تدريب وتعويد الشباب على الممارسات الديمقراطية والتعبير عن الرأي والتحلّي بقيم التسامح والاعتدال والالتزام بقضايا الوطن هي الضامن لتجنب الانحلال الأخلاقي والتفسخ السلوكي والعنف والعدوانية والتطرف والإرهاب والجريمة… فالأكيد أنّ قيادة العالم في المرحلة القادمة سوف تكون في أيدي الشباب لأنّهم الأقدر على فهم ملامح التكنولوجيا والاستفادة منها. لذلك لا بدّ أن نعرف ماذا أعددنا لشبابنا حتى يتمكنّ من خوض التجربة بنجاح ومن المواكبة والتقدم بدلا من الخمول والتقوقع والاستقالة. أبو مهدي    (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  


تونس : الشباب والمخدرات… مشكلة حقيقية تتطلب الحوار

 

نور الدين المباركي : على حافة نهج صغير، في أحد الأحياء الشعبية، وقف شاب في أواخر عقده الثاني ينتظر سيارة ستأتي من الاتجاه المقابل… الشاب لم يكن مرتبكا، كان يقف بثقة كاملة ويضع يديه في جيب سترته. وبعد أقل من خمس دقائق وصلت السيارة، يقودها كهل في عقده الرابع وصعد الشاب ثم انطلقت السيارة لتتوقف بعد نحو كيلومتر واحد لينزل الشاب ويتوجه إلى إحدى المقاهي ويطلب مثل بقية الحرفاء قهوة… لم أكن لأراقب هذا المشهد، لولا أن أحد الأصدقاء الذي أكد لي أن هذا الشاب معروف بترويج “الزطلة” وسبق أن ألقي عليه القبض، لكنه مازال يمارس “المهنة”… والمشكلة أن عددا من شباب الحي مرتبطون به بعضهم يعرف نشاطه والبعض الآخر لا يعرف. هذا المشهد ربما يتكرر في مناطق وأحياء أخرى مادام هناك ضحايا لهؤلاء… يقبلون على استهلاك هذه المواد الخطيرة ويدفعون من أجلها من “مصروف” أهلهم وذويهم. ومشكلة المخدرات في تونس واستهلاكها بين الشباب مشكلة حقيقية، لا يمكن التهرب منها. صحيح أنها مقارنة بعدد من البلدان الأخرى تعتبر محدودة… لكنها تمثل مشكلة حقيقية وجب الاهتمام بها ومتابعتها. قبل أيام نشرت دراسة أعدها معهد الصحة العمومية على عينة من 2593 شابا أعمارهم بين 15 و24 سنة، جاء فيها أن 10% منهم استخدم المخدرات…. وأن 33% يواصل تعاطيها… و3.5% يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. وكانت دراسة أخرى حول الموضوع ذاته كشفت أن 93% من المدمنين هم من فئة العزاب وأن 78% استخدموا المخدرات قبل سن العشرين، وأن 63% من الفئة موضع الدرس (الدراسة اهتمت بـ 367 مدمنا وامتدت لخمس سنوات) تراوحت أعمارهم بين 15 و20 سنة.أما من ناحية التوزيع الجغرافي فقد كشفت الدراسة أن أكبر نسبة من متعاطي المخدرات يوجدون في ولايات تونس ونابل وباجة والمهدية. هذه الأرقام تكشف أهمية مشكلة المخدرات في تونس، رغم أنه لا تتوفر أرقام دقيقة حول نسبة المتعاطين… ولم تصدر أي جهة إلى حد الآن أرقاما حول هذه المشكلة… ومن جهة أخرى تمكنت قبل أسابيع إحدى الفرق الأمنية من إحباط تهريب أكثر من ألف كيلوغرام من المخدرات تقدر بقيمة خمسة ملايين دولار ووصفت هذه العملية بأنها أكبر عملية من نوعها في تاريخ البلاد. وقد تساءل عدد من المراقبين: ماذا لو لم يتم إحباط عملية التهريب هذه؟… الأكيد أن النتائج ستكون وخيمة جدا… وستجد هذه السموم مكانها في عقول الشباب. إن مشكلة المخدرات، يجب أن تجد مكانها في الحوار مع الشباب، وخاصة ما الذي يدفع شبابا في مقتبل العمر نحو هذه السموم… يجب الاستماع إلى هؤلاء وفهم حقيقة دوافعهم مهما كانت “بسيطة” أو “غير مقبولة” حسب البعض…  
 
 (المصدر: صحيفة “الوطن”، لسان حال  الاتحاد الديمقراطي الوحدوي(أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 30 بتاريخ 11 أفريل 2008 )

تكوين عن بعد

  ينتظر أن تشرع جامعة تونس الافتراضية بداية من السنة الجامعية القادمة في تأمين وحدتي تكوين افقي عن بعد لفائدة الطلبة في «اللغة الانقليزية» و«بعث المؤسسات» والتي تهم اكثر من 70 الف طالب، وهي الآن بصدد الاعداد لتوفير الموارد البيداغوجية الرقمية لتأمين تكوين افقي لا حضوري في مادة «حقوق الانسان» علما وان التكوين في هذه الوحدات سيكون اجباريا تماشيا مع المنظومة الجديدة للتعليم  العالي «إمد». كما سيتم بالتوازي فتح باب التسجيل للتكوين في هذه الوحدات امام العموم.   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)  


تنتظم خلال أوت المقبل: قريبا إصدار نصوص قانونية تطبيقية لتوضيح وتنظيم عملية التجديد النصفي لأعضاء مجلس المستشارين ** هل يتغير موقف اتحاد الشغل من مسألة مشاركته في عضوية المجلس؟

 
 تونس-الصباح: علمت «الصباح» أن نصوصا قانونية تطبيقية قد تصدر خلال الفترة القليلة المقبلة لتوضيح وتنظيم عملية التجديد النصفي لأعضاء مجلس المستشارين وكيفية إجراء عملية القرعة الخاصة بها. ومعلوم أن عملية التجديد النصفي لأعضاء مجلس المستشارين ينتظر أن تتم خلال شهر أوت القادم كما ينص على ذلك التشريع المتعلق بانتخاب مجلس المستشارين..   وسط تواتر معلومات حول امكانية تخلي الاتحاد العام التونسي للشغل عن موقفه الرافض لعملية الانتماء الى المجلس لأسباب تعود إلى احترازه على طريقة انتخاب أعضاء مجلس المستشارين التي تتم صلب المجالس الجهوية.   ومعلوم أن حصة المنظمة الشغيلة في مجلس المستشارين تبلغ 14 عضوا. ومن المفروض، بحسب المجلة الانتخابية، أن تقترح المركزية النقابية ضعف هذا العدد أي 28 مترشحا، على أن يتم التصويت عليهم يوم انتخاب هيئة المستشارين، من قبل أعضاء الجماعات المحلية المنتخبين..   وكانت مصادر من داخل المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل قد أوضحت في مقال سابق  لـ«الصباح» موقف الاتحاد من مسألة انضمام اتحاد الشغل من عدمها إلى مجلس المستشارين إذ أكدت بالخصوص أن الاتحاد يعتبر الغرفة النيابية الثانية مكسبا تشريعيا وقد كان من أول الداعين إلى إحداثها وذلك «بهدف ضمان عدم تورط المنظمات في التجاذبات الحزبية خلال الانتخابات التشريعية». وقالت إن «الإشكال الذي يمنع الاتحاد من المشاركة في انتخابات مجلس المستشارين هو في الطريقة الحالية المعتمدة لاختيار ممثلي الاتحاد وحتى المنظمات المهنية الأخرى».   وعبرت ذات المصادر عن أمل الاتحاد في أن يتم تطوير التشريع المتعلق بطريقة انتخاب ممثلي المنظمات المهنية داخل مجلس المستشارين وأن يتم للغرض فتح حوار حول هذه المسألة حتى يحقق المجلس هدفه من تشريك مكونات المجتمع المدني خصوصا طرفي الانتاج وهم أرباب العمل وممثلي العمال.   تجديد تركيبة المجلس كل 3  سنوات   جدير بالذكر أن نيابة أعضاء مجلس المستشارين تدوم ست سنوات وتجدّد تركيبته بالنصف كل ثلاث سنوات. وبالنسبة للمدّة النيابية الأولى 2005-2011  فإنه سيتم تجديد نصف أعضاء المجلس عن طريق القرعة عند انتهاء السنة الثالثة من هذه المدّة الأولى مع اعتبار التوزيع المعتمد في تكوين المجلس ووفق الشروط التي انتسب بها الأعضاء لهذا المجلس.(الفصل 5 من القانون الدستوري عدد 51 لسنة 2002 المؤرخ في 1 جوان  2002..).   ومعلوم أن مجلس المستشارين يتكون من أعضاء لا يتجاوز عددهم ثلثي أعضاء مجلس النواب موزعين بواقع عضو أو عضوين عن كل ولاية باعتبار عدد السكان يتم انتخابه أو انتخابهما في المستوى الجهوي من بين أعضاء الجماعات المحلية المنتخبين. ويتم انتخاب ثلث من أعضاء المجلس في المستوى الوطني من بين الأعراف والفلاحين والأجراء وذلك بترشيح من المنظمات المهنية المعنية. ويعيّن رئيس الجمهورية بقية الأعضاء من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية.   ويشترط في المترشح لعضوية مجلس المستشارين أن يكون ناخبا ومولودا لأب تونسي ولأم تونسية وبالغا على الأقل أربعين سنة كاملة يوم تقديم ترشحه. ولا يمكن الجمع بين العضوية في مجلس النواب والعضوية في مجلس المستشارين. ويشترط أن لا يتقيد عضو مجلس المستشارين أثناء أدائه لمهامه بمصالح محلية أو قطاعية. أما الناخبون فهم أعضاء مجلس النواب والمستشارون البلديون في كل ولاية. ويتم الانتخاب في دورة واحدة بالاقتراع على القائمات في مكتب تصويت وحيد بمقر المجلس الجهوي.   التركيبة الحالية تضم 112 عضوا   وفي غياب ممثلين عن اتحاد الشغل، يتركب مجلس المستشارين منذ إحداثه من 112 عضوا بواقع 43 عضوا تم انتخابهم بالنسبة إلى المقاعد المخصصة للولايات و28عضوا تم انتخابهم بترشيح من المنظمات المهنية و41 عضوا تم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية. ويبلغ عدد أعضاء المجلس من النساء17 (2،15%)،    كما يضم المجلس ثلاثة أعضاء يمثلون الجالية التونسية المقيمة بالخارج،   يذكر ان الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل كانت قد أعلنت رفضها المشاركة في انتخابات الغرفة البرلمانية الثانية، التي جرت يوم 3 جويلية من سنة2005 ،   ورفضت الهيئة الإدارية، صيغة المشاركة، حسب الفصل 128 من المجلة الانتخابية، والذي يدعو المنظمات المهنية الثلاث، اتحاد الفلاحين، واتحاد أرباب العمل، والاتحاد العام التونسي للشغل، تقديم ضعف عدد المرشحين.   واتخذت الهيئة الإدارية المنعقدة يومي 23 و24 ماي2005، قرار عدم المشاركة، بالاقتراع السري، الذي جرى بين أعضاء الهيئة الإدارية، إذ صوت 38 عضوا ضد المشاركة، في حين صوت 32 عضوا معها، واحتفظ عضو واحد بصوته.   علما وأن الهيئة الإدارية في الاتحاد العام التونسي للشغل تمثل سلطة القرار الأولى، بعد المؤتمر بين مجلسين وطنيين، وهي تضم علاوة على أعضاء المكتب التنفيذي، الكتاب العامين للاتحادات الجهوية، والكتاب العامين للجامعات، والنقابات العامة. وتبلغ حصة الاتحاد العام التونسي للشغل في مجلس المستشارين14 عضوا.   ومن المفروض، بحسب المجلة الانتخابية، أن تقترح المركزية النقابية ضعف هذا العدد أي 28 مرشحا، على أن يتم التصويت عليهم يوم انتخاب هيئة المستشارين، من قبل أعضاء المجالس البلدية، وهو القانون الذي رفضه آنذاك النقابيون، باعتبار أنه ينتقص من سلطة القرار في المنظمة النقابية، ويمس من استقلاليتها حسب ما جاء في تعليل الهيئة الإدارية لموقف الاتحاد.   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)

 

الشؤون الوطنية أول مدير للتعليم العالي والعميد السابق لكلية العلوم: هكذا احتجزوني ووضعوا الحبل حول رقبتي… وهكذا ساعدتُ «أميرهم» على السفر الى فرنسا

* تونس ـ «الشروق»: احتضنت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس شهادة تاريخية هامة حول مسار التعليم العالي والجامعة التونسية قدّمها الأستاذ علي الحيلي العميد السابق لكلية العلوم والذي كان أول مدير للتعليم العالي في عهد الدولة التونسية الحديثة كما تولى في الفترة من 1989 الى 1992 الإدارة العامة للمؤسسة الوطنية للبحث العلمي. يقول الأستاذ علي الحيلي انه التحق للتدريس بنهج روما في أكتوبر 1967 في تخصص الفيزياء وأضاف ان التونسيين في هيئة التدريس كان عددهم لا يتجاوز ثلاثة، وهم المتحدث وأحمد المراكشي وعدنان الزمرلي في اختصاص الفيزياء وكانت هناك هيمنة للمتعاونين الفرنسيين. * تعيين وتسميات وأضاف الحيلي انه وقبل تولّي احمد بن صالح كتابة الدولة للتربية القومية كان الدكاترة يعينون كأساتذة محاضرين من قبل الوزير، ومع بن صالح تغيّر الكثير وأصبحت هناك إدارة واضحة لتونسة الجامعة بسرعة. ونوّه المتحدث بخصال الوزير احمد بن صالح الذي قال عنه انه ينظر الى بعيد وأنه يتخذ في العديد من الأحيان قرارات تتنافى وتتعارض مع رأيه هو الشخصي «بن صالح كان يقبل الاقناع، وهذا الأمر نادرا عن الوزراء الآخرين». وأفاد المتحدث ان الجامعة التونسية كانت مسيّرة بصفة مباشرة من قبل وزارة التربية القومية وكان الوزير آنذاك محمود المسعدي يراقب كل شيء وكانت كل القرارات تتخذ في ديوان الوزير دون مشاركة او استشارة من أحد. وتحدّث السيد الحيلي الى أول المشاكل التي اعترضتهم في اكتوبر 1967 عندما تم تعيين زهرة عكروت المجازة في مادة الفيزياء للتدريس في الثانوي وقد تم طلب اللقاء مع المسعدي للدفاع عن «زميلتهم» عن طريق وفد ضمّ الى جانب الحيلي كلا من الزمرلي والمراكشي والباوندي وتمّ الاتفاق على خروجها لفرنسا لمواصلة دراستها العليا مع منحها المنحة الجامعية. وعند تولي احمد بن صالح الادارة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تم الالتجاء الى إطارات من الجامعة ويقول الحيلي انه حاول اقناع بن صالح بضرورة ارسال طلبة المرحلة الثالثة الى فرنسا وقبل هذه الفكرة وتم ارسال كل المتعاونين الى فرنسا لمواصلة الدكتوراه. وذكر الحيلي ان بن صالح ومنذ اليوم الأول للتعيين في وزارة التربية القومية عقد ندوة صحفية قدّم فيها بعض الآراء وخاصة حول المتعاونين الذين كان العدد الكبير منهم كذلك في التعليم الابتدائي، وبادر بن صالح بإعداد أول نص قانوني للتعليم العالي تمّت المصادقة عليه في 22 جويلية 1968 وصدر بالرائد الرسمي بتاريخ 4 جانفي 1969 وأقرّ هذا القانون بالخصوص مبدأ الانتخاب، داخل هياكل التسيير الجامعي وكان حتى الطلبة لهم الحق في المشاركة في انتخاب رؤساء الأقسام التي يدرسون بها. * فعل «العكس» وقال السيد الحيلي انه عاين كيف ان الوزراء الذين عقبوا احمد بن صالح سعوا الى فعل عكس ما كان يرغب فيه احمد بن صالح وكانوا على خلافه لا يريدون سماع اي شيء وذكر من هؤلاء السادة احمد نور الدين والشاذلي العياري وادريس قيقة، ولم تعد للطلبةنفس المكانة في قرارات الجامعة وأصبح رؤساء الأقسام في الجامعات والكليات معينين من الوزير! أي انه تمت العودة بالحالة الى ما كانت عليه قبل بن صالح حيث كانت التسميات تصدرمن الوزارة. وعن خروجه من الإدارة العامة للتعليم العالي سنة 1973قال الأستاذ علي الحيلي: «حدثت خلافات مع الوزير آنذاك الشاذلي العياري حول العديد من الملفات التي لم نكن محلّ اتفاق حولها فطلبت المغادرة وأصررت على ان يتم التأكيد في وثيقة إنهاء المهمة على انها تمت بطلب ورغبة من المعني وخلفه آنذاك احمد بوراوي الذي دعاه العياري لتلك المهمة! * الـ Campus : ريادة وعاد الأستاذ الحيلي بالحديث الى مرحلة بناء المركّب الجامعي بتونس (Campus) عندما توقفت الأشغال في صيف 1968، فطلب بن صالح اجتماعا بعبد الحميد ساسي مدير المشاريع بوزارة التجهيز وعبد الرزاق الرصّاع كاتب الدولة للمالية وحضره «صاحب الشهادة التاريخية» الى جانب المقاول علي مهني، وطلب بن صالح دفع كل المتخلدات والديون ووضع برنامج لتوريد التجهيزات من الخارج، ووصلت أولى التجهيزات في فترة 1969 ـ 1970، ووقع التعجيل في التجهيز دون طلب عروض، يقول الحيلي: «استقدمت زميلين من امريكا وضبطنا معهما قائمة بالتجهيزات بقيمة بلغت 500 مليون دولار. وعدّد المتحدث اسهامات الامريكيين في بناء عديد المؤسسات الجامعية على غرار معهد التغذية ومدرسة شط مريم وكلية الحقوق في حين ان الروس موّلوا بناء المدرسة القومية للمهندسين (ENIT) في حين كان تمويل كلية العلوم تونسيا 100 والتصميم فقط كان من قبل اليونسكو، وكانت كلية العلوم معدّة لاحتضان 2000 طالب وقد اقترح المقاول علي مهني عند انتهاء القسط الأول وبحكم ما له من تجربة ان ينجز القسط الثاني من الكلية الذي كان مبرمجا بنفس قيمة القسط الأول لكن الحكومة رفضت ذلك بتعلّة عدم وجود التمويلات وقال المتحدث «لو كان بن صالح موجودا لقبل الفكرة» وأكد السيد الحيلي ان البعثات الى الخارج التي أقرّها بن صالح في كل الاختصاصات مكّنت تدريجيا من الاستغناء عن المتعاونين الفرنسيين بدءا بالفيزياء والكيمياء ثم لاحقا الرياضيات. * أحداث وتحرّكات وتحدث الأستاذ الجيلي عن عودته إلى التدريس بكلية العلوم بداية من سنة 1973 واسهاماته في تطوير البحث العلمي عبر مختلف الأقسام وبدأت المخابر تشتغل في أواسط سبعينات القرن الماضي في اختصاصات عديدة كالبيولوجيا والكيمياء والفيزياء ونوّه المتحدّث بالريادة والدور الكبير الذي كان لكلية العلوم على مستوى كامل الجامعة التونسية وموّلت بقية المؤسسات الجامعية بالكفاءات وإطارات التدريس وتخرّجت سنة 1978 ـ 1979 أول دفعة من المهندسين بين التونسيين (اختصاص إعلامية) وحضر الوزير الأول الهادي نويرة وعديد الوزراء حفل التخرّج وتسليم الشهائد وفي حضور طلابي، وقال الحيلي ان الأمن لم يكن يقبل ذلك الأمر خوفا من حدوث اضطرابات بحضور أعضاء الحكومة والوزير الأول وقال الحيلي انه اتفق مع الطلبة على عدم احداث أيّة فوضى أو اخلالات وتم الالتزام بذلك. وانتهى الأستاذ الحيلي في شهادته بالحديث عن التحركات الطلابية في الجامعة التي حصلت سنوات 1979 و1980 و1981 وخاصة تلك التي كانت في فيفري 1981 لما كان عميدا لكلية العلوم. وقال في هذا الصدد: «سعيت إلى معرفة هذه التحركات عن كثب والبقاء على علاقة جيدة مع الطلبة، وكنت أطالع المعلقات الحائطية لمختلف التيارات السياسية وكنت لا أتوانى في إصلاح الأخطاء اللغوية الموجودة بها وأمضي على ذلك!». وأكد المتحدث أن وزير الداخلية أحمد بنّور قام بتجنيد طلبة للوشاية والأخبار عن تحركات زملائهم من الأطراف السياسية. وأضاف: «اليساريون كانوا معروفين.. أما الاسلاميين فكانوا غير معروفين خاصة من القيادات وكان «أميرهم» غير معروف بالمرّة وكان دوما من كلية العلوم (ربما من سوء حظ صاحب الشهادة)، وقال السيد الحيلي أنه حضر اجتماعات عامة للطلبة وتمكّن من معرفة «أمير الاسلاميين» ولـمّا قدم هؤلاء الطلبة لمناقشته في أمور نقابية ومطلبية طلب منهم أن يرسلوا «أميرهم.. فلان..»؟ وعن أحداث فيفري 1981 قال السيد الحيلي أن المتسبب فيها هم «الإسلاميون» وكانوا من طلبة منوبة ومدرسة المهندسين (ENIT) والبعض فقط من طلبة كلية العلوم. وتحدث الحيلي عن عملية احتجازه في مكتب الكاتب العام لكلية العلوم من قبل طلبة هذا التيار الطلابي، وأن أحدهم وضع خلف عنقه حبلا.. وتم تهديده، وذكر الحيلي تفاصيل عن التفاوض لساعات طويلة حول إطلاق سراح زملاء لهم في الإيقاف. * التزامات ومهمّة أساسية وأكد الحيلي أنه رفض تدخل قوات الأمن في تلك الأحداث وتم الالتزام بذلك برغم أن قوات الأمن كانت تحاصر كلية العلوم وقال المتحدث أن وزير الداخلية آنذاك ادريس قيقة كان غائبا عن مكتبه في تلك الأحداث وأن الاتصالات كانت تجري مع قاعة العمليات التي يرأسها (حمدة بن موسى: الحاج) والمدير العام للأمن الوطني عبد الحميد السخيري وفي نهاية الأحداث تم الاتفاق على عقد اجتماع عام بمدرج الكلية حضره الطلبة وإطار التدريس وتمّ قرار التفرق وإنهاء الأحداث. وقال صاحب الشهادة أنه رفض تقديم شكوى برغم أنه كان يعرف أسماء من قاموا باحتجازه وتهديده، وأضاف أن «أميرهم» لم يشارك في الأحداث المذكورة وانه اتصل به بعد الأحداث وطلب مساعدته للسفر إلى فرنسا عبر الحصول على ترسيم باحدى الكليات في باريس وقال السيد الحيلي انه ساعده على ذلك وان سفره كان عبر مطار تونس قرطاج عبر تسهيلات من عاملين في المطار موالين لذلك «التيّار»! وقال الحيلي ان وزير الداخلية احمد بنّور اتصل به بعد فترة ليسأله عن «ذلك الأمير» هل رآه بالكلية أم لا فقال له: «انه في باريس!». وأضاف المتحدث أنّ لذلك التيار عديد من المناصرين في العديد من المواقع الإدارية والأمنية وفي مصالح الديوانة، وذكر انه سافر ذات مرّة الى باريس وفجأة رنّ جرس الهاتف فوجد «الأمير» المذكور آنفا (واسمه محمود) على الخط وطلب لقاءه وشكره، وذكر الحيلي انه سأل الأمير: «كيف عرفت إنني في باريس  فأجابه: «حارس النزل انه من جماعتنا!!!». وقال الحيلي انه قام بواجبه كعميد وانه تدخل لإنهاء الأزمة التي أحدثها «الإسلاميون عندما أرادوا منع زملائهم من «الوطد» (الطلبة الوطنيين بالجامعة) تيار يساري من إجراء الامتحانات. وقال انه نادى «الأمير» وطلب منه السماح لزملائه باجتياز الامتحانات لأن ذلك غير معقول بالمرّة… فتمّت الاستجابة وتمكّن طلبة الوطد من اجتياز مختلف الامتحانات دون أية مشاكل). * تغطية خالد الحدّاد
 
(المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)


دور الجامعات وآليات البحث العلمي في بناء الوحدة المغاربية

عبد الجليل التميمي
تناولت ندوات ومؤتمرات ولقاءات عديدة على المستوى المغاربي والدولي مختلف المؤثرات المباشرة التي كانت وراء فشل بناء المغرب العربي الكبير، الاقتصادي والسياسي والمعرفي، منذ استقلالات البلدان المغاربية. وتفرع عن ذلك منذ مدة قصيرة نوع جديد من المؤتمرات والندوات تناولت إشكالية كلفة اللامغرب الاقتصادية والمعرفية والسياسية. وكان الباحث مصطفى الفيلالي نشر كتابه «المغرب العربي… نداء للمستقبل» منذ سنة 1989. وعُقدت أخيرا في تونس ندوة شارك فيها باحثون ساهموا في هدوء وموضوعية في تحليل هذه القضية المستعصية على الحل، والتي أدت إلى موت مشروع البناء المغاربي، وهو المشروع الذي راود كل القيادات السياسية المغاربية طوال مسيراتهم الوطنية حتى مؤتمر طنجة (1958). وقدر المشاركون كلفة اللامغرب بعدة مئات من بلايين الدولارات طبقا لتحاليل الاستراتيجيين والخبراء وغيرهم من المهتمين بآليات البناء المغربي. وعزا العديد من الباحثين أسباب هذا الفشل لظهور مشكل البوليسارو الذي أوقف المسيرة المغاربية وعطل دواليبها لا بل وجمدها تماما. إلا أن الباحث الإيطالي ميكال بروندينو أكد أن التعطيل لم يبدأ منذ بروز مشكل البوليسارو وإنما انطلق منذ سنة 1960 عندما تجمدت المؤسسات المغاربية وراهنت على تقوية نفوذها القطري الانعزالي، إضافة لتجاهل الإداريين المتنفذين إطار العمل المغاربي على إثر استقلال البلدان المغاربية. ولا بد من التوقف هنا عند السمات المميزة لهذا الفشل الذريع والتي نلخصها كالتالي: أ: أن هذا الملف أصبح بعد الحصول على الاستقلالات السياسية مشروعا إداريا تداوله جيل من القيادات الإدارية المغاربية، وهم الذين لم يحركهم وهج الإيمان بالمغرب العربي كوحدة مصيرية متكاملة. واتسم ذلك الجيل الإداري بقلة دفاعه عن هذه المسألة. ب: أن التربية على المغالاة في الوطنية القطرية كانت وراء مبدإ المطالبة بالتمتع بممارسة السيادة مثلما أكد ذلك الأستاذ الفيلالي، على الرغم من أن السيادة وهمية مثل العلم والنشيد الوطني والعملة بينما كان الواجب يقتضي العمل لتثبيت وتعميق مضامين السيادة المغاربية والتقليل من الاحتفالات القطرية. ت: عدم وعي القيادات السياسية المغاربية بهذا التراث الحضاري والفكري المغاربي وبالتضحيات الجسام التي أداها رواد الحركات الوطنية المغاربية جميعها. ث: وهناك أيضا ظاهرة الصمت التي كانت وراء عدم ظهور قوى معارضة يعول عليها لمجابهة تلك الظاهرة في صيرورة العمل المغاربي، ما يستوجب العمل على محاربة ظاهرة صنع الوفاق السياسي الاعتباطي في المستويات الجامعية والبرلمانية والإعلامية وسواها. أما عن دور الجامعات المغاربية ومؤسسات البحث العلمي في البناء المغاربي فينبغي بداية إبداء الملاحظات التالية: أولاً: إن المتتبع لمحاور الندوات والمؤتمرات والموائد المستديرة حول بناء الاتحاد المغاربي يلمس مدى التركيز على الآليات الاقتصادية، إذ ترى الأنظمة السياسية المغاربية جميعها في ذلك أولية الأوليات. ثانياً: إن الجامعات والمؤسسات البحثية المغاربية لم تعالج هذا الملف بصفة مباشرة أو غير مباشرة لأن المغرب العربي لم يشكل أحد الثوابت في سياستها البحثية، فهي تنظر إليه باعتباره ملفا سياسيا يقرر مصيره القادة السياسيون. ولم يرد هؤلاء الباحثون والجامعيون اقتحامه تاركين الساحة مفتوحة للإداريين البيروقراطيين غير المؤمنين أصلا بالمشروع المغاربي. ولا شك بأن وزراء التعليم العالي ورؤساء الجامعات المغاربية لم يضعوا هذا الملف في موقعه الصحيح لاعتماد استراتيجية مغاربية مستقبلية تكثف الشراكة البحثية بين البلدان المغاربية، واهتموا بالتوقيع على مئات الاتفاقات الجامعية والثقافية البائسة التي بقيت حبرا على ورق. ولعل إعلان البلدان الخمسة الأعضاء في الإتحاد المغاربي عن إنشاء الجامعة المغاربية في ليبيا أكبر شاهد على مثل هذه التعهدات الفضفاضة والدعائية. ثالثا: إن قرارات مؤتمر طنجة لم تشر من قريب أو بعيد إلى دور البحث العلمي والجامعات في البناء المغاربي، كما أن البند الثالث من معاهدة الاتحاد المغاربي المعلن في شباط (فبراير) 1989 نص في خفر على تبادل الأساتذة والطلاب وإيجاد مؤسسات بحثية جامعية، وهو ما يدل على مدى الرؤية الضبابية لهذا الملف. رابعاً: إن المراكز البحثية والجامعات الأوربية والفرنسية بشكل خاص، لم تتناول هذا الملف، على الرغم من تعدد المراكز التي أنشئت منذ استقلال البلدان المغاربية وتخصصها المباشر في قضايا المغرب العربي. وحتى الرسائل الجامعية التي سجلت عن المغرب العربي في الجامعات الفرنسية من خلال الكشاف التفصيلي الذي نشره الأستاذان علي مراد وراضية زين والمعنون «المغرب العربي في البحث الجامعي الفرنسي 1994-1979»، فلم تتضمن رسالة واحدة عن التعليم العالي المغاربي وفلسفته وصيرورة البحث العلمي والتعاون أو الشراكة البحثية على المستوى المغاربي. كذلك فإن حوليات شمال إفريقيا (L’Annuaire de l’Afrique de Nord) وهي المرجع الأول على الصعيد الدولي منذ انطلاق إعداده في سنة 1961 بإشراف أفضل الخبراء الفرنسيين وعدد من المغاربيين، فلم يتعرض لملفات التعليم العالي ومحتواه الحقيقي بصورة مباشرة، وهو التعليم المثبط والهزيل باعتراف عدة مدرسين في التعليم العالي ممن اطلعوا عن كثب على هذا الملف. في ضوء هذه البانوراما البائسة عن أوضاع المغرب العربي بعد خمسين سنة من الاستقلالات السياسية نتساءل: من يتحمل المسؤولية التاريخية في ذلك؟ الأرجح أن القادة السياسيين لا يتحملونها وحدهم بقدر ما تتحملها أيضا الطبقة المثقفة والنخب ورؤساء الجامعات وعموم الباحثين والمؤرخين ورجال الإعلام السمعي والبصري ورجال الصحافة والمسرح والسينما والفنون وبصورة مباشرة مؤسسات المجتمع المدني. * * * الجامعات هي بالفعل حاضنة التقدم والتنمية والجامعيون يمثلون القيادة الفكرية والإبداعية للمجتمع باعتبارهم المشرفين على تكوين الكوادر العالية المتخصصة. وعليه فالجامعي المتشبع بالثوابت المغاربية هو المحور الأساسي في بث الوعي لدى الجيل الجديد للحد من السلوك الغارق في النزعة القطرية، وهذا ما يستوجب من الجامعات المغاربية البدء أولا بتوحيد المناهج التربوية والتعليمية وتغذيتها بالمفاهيم والقناعات المغاربية. وبعد ذلك يأتي دور الجامعات والباحثين النوعي من خلال محاربة الرؤية القطرية الضيقة التي تجاهلت تماما الفضاءات الجيوسياسية المغاربية الأخرى. وأطلق عليها الأستاذ الفيلالي «غواية الانعزال». وكم هو مهم ومفيد أن يهتم الباحثون من المغرب الأقصى مثلا بالجزائر أو تونس أو ليبيا أو موريتانيا، وأن يتناولوا بالدرس ملفاتها الاقتصادية والتاريخية والسياسية والمعرفية. والعكس أيضا صحيح، فأين هم الباحثون الجزائريون المختصون بالمغرب الأقصى أو ليبيا أو تونس أو موريتانيا؟ ولو تم ذلك لنشأ عنه ظهور ورشات عمل ذات توجه مغاربي، بمشاركة باحثين في مختلف الاختصاصات للوصول إلى رؤى ناضجة وفاعلة في سيرورة العمل المغاربي. لم يعد مقبولا اليوم استمرار العمل القطري والفردي السائدين في فضائنا المغاربي، خاصة في ظل الأدوار التي تلعبها المختبرات البحثية الدولية المتخصصة في الشؤون المغاربية. وكم سيكون فاعلا وأساسيا أن يتبنى رؤساء الجامعات نظاما يعتمد على نسبة دنيا من رسائل الدكتوراه عن بقية البلدان المغاربية، في محاولة توجيه الجيل الجديد من الباحثين المغاربيين لإعداد رسائلهم الجامعية عن البلدان المغاربية الأخرى وأن يتم إشراك الكفاءات المغاربية في مناقشة تلك الرسائل. لا أعرف مؤرخا جزائريا أو مغربيا أو موريتانيا مختصا في غير بلده، ولا يوجد مؤرخون مغاربة أو ليبيون أو موريتانيون مهتمون بتونس مثلا والعكس صحيح. هناك بعض الاستثناءات التي لا يقاس عليها. ويوجد مثلا سبعة باحثين من تونس اهتم أربعة منهم بإعداد رسائلهم الجامعية عن الجزائر، والخامس عن ليبيا والآخران أعدا رسالتيهما الجامعيتين عن المغرب الأقصى، كما سجلت مؤرخا واحدا من المغرب الأقصى أعد رسالته الجامعية عن الجزائر، في حين يوجد اليوم العشرات بل المئات من المؤرخين والباحثين الأوربيين والأميركيين ممن تخصصوا في قضايا المغرب العربي، وأصبحوا مراجع بحثية على المستوى الدولي. وهناك مسؤولية يتحملها رؤساء الجامعات المغاربية وتتمثل في وضع الأسس السليمة للبحث العلمي وتوفير مخابر نموذجية وتعيين الأكفاء من الكوادر الشابة غير المتحزبة وغير الموالية للسلطة ومدها بالإمكانات الضرورية. إزاء هذه الذهنية «السيادية» لدى الإداريين نُطالبهم بالاحتذاء بفرنسا حيث تم تعيين أحد الباحثين من ألمانيا ليدير أكبر مخبر فرنسي في العلوم الإنسانية عن الوطن العربي والإسلام في «آكس أون بروفنس»، وأعني دار الإنسان Maison de l’Homme. فنحن لم نصل بعد إلى هذا المستوى من النضج والمسؤولية ونكران الذات الذي يسمو عن الرؤية القطرية الضيقة. وهناك أكثر من مائة مؤسسة مغاربية بين مركز أبحاث وجامعة وخلايا بحثية ومؤسسات أهلية إلا أننا لا نسجل إلا عددا ضئيلا جدا منها اهتم بالملفات الدقيقة للبناء المغاربي. إن ما أطرحه هو: مغرب الجامعات والبحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني، وليس شعار مغرب الشعوب. وليس هذا شعارا ألقيه اعتباطا في تقاطع مع شعار «مغرب الشعوب» البراق والذي نادى به بعض القادة السياسيين قبل ثلاثين سنة. وأحسب أن شعار مغرب الجامعات والبحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني، أهم تلك الشعارات الفاعلة مستقبلا في جدلية البناء المغاربي، إذ أن النخب الملتزمة وهيآت المجتمع المدني والجامعات ومؤسسات البحث العلمي غُيبت تماما خلال الخمسين سنة الماضية! وأتساءل متى ستتضافر جهودنا لتفعيل هذا المشروع الحيوي لبناء الوحدة المغاربية على قواعد جديدة تقطع تماما مع روتينية الأساليب القديمة والتي أضاعت علينا كل الفرص في بناء المغرب العربي منذ نصف قرن؟ مؤرخ تونس
 
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)

النص الديني بين القراءة الحرفية ورهان التأويل

بقلم: الهادي العيادي (*)   أثار كتاب الاستاذ محمد الطالبي «ليطمئن قلبي» (دار سراس للنشر 2007)، جملة من الردود ظهرت تباعا بجريدة «الصباح»، ونروم في هذا المقال التوقف عند إشكالية محدّدة موصولة بقراءة النص الديني – نصّ القداسة عموما – والكتاب المقدّس (La Bible)  خصوصا، ويمكن أن نحدّد مفاصل تلك الاشكالية على هذا النحو:   أ – كيف نقرأ الكتاب المقدّس: هل نقرؤه قراءة حرفية تكتفي بدلالته الاولى المرسومة على أديم الخطاب فلا نغوص في أغواره ولا نتدبره، وبذلك نفقره من تعددية المعنى وزخم الدلالة.   ب- هل يقبل الكتاب المقدس آلية التأويل وهوكتاب توحيدي، له خصوصيته العقدية، ذلك أن رهان التأويل شاع عند طائفة من الفلاسفة أمثال غادامار Hans-Georg Gadamer   وبول ريكور Paul Ricur  وأمبرتو إيكوUmberto Eco ، وقد انتبه هؤلاء إلى أنّ الكتاب المقدّس خضع في مسار تلقيه إلى سلطة المجامع والكنائس، فاستولت هذه المجامع والكنائس على المعنى، وسيّجته، فكان لزاما فتح نصّ القداسة على شتى القراءات والمقاربات حتى يضحى أثرا مفتوحا: يحيا بالقراءة الجادّة والرّصينة فلا يتوقّف عن إنتاج الدلالة.   ج- هل أنّ لحظة التأويل عمل حرّ، غير مقيّد أم أنها تحتاج إلى ضوابط وحدود (Des limites) حتى لا يستباح النصّ وحتى لا تداس سلطته، إنّ القراءة الحرّة لاي نصّ قد تحدث به نزيفا دلاليا طالما أنّها لا تتقيّد بضوابط، ولا تحترم خصوصية النصوص العقدية، إنّ بول ريكور راى في هذا الضرب من التأويل تأويلا متوحشا، لا يفاوض النصّ، ولا يحترم عالمه، بل يعصف بقوانين كتابته، وعندها تميل الكفة إلى المؤوّل، الذي يلغي سلطة النصّ (انظر كتابه تأويل الكتاب المقدس ـ L’herméneutique Biblique, Edts cerf 2005 ).   I  ـ الاستاذ الطالبي والقراءة الحرفية للكتاب المقدّس:   لقد استوقفتنا في كتاب الاستاذ الطالبي لحظتان مهمّتان، عرض فيهما إلى قصتين مفصليتين من سفر التكوين ومن الاناجيل، هما قصّة الخطيئة وقصّة العشاء الرباني أو عشاء الفصح (أنظر الصفحتين 82 و105 وما بعدهما من الكتاب) إلا أنّ أستاذنا ذهب سريعا إلى المعنى الاوّل مهملا بذلك الابعاد الدلالية والرّمزية التي يطفح بها الخطاب، وسنسعى إلى مجاوزة هذه القراءة الحرفية إلى ضرب من التأويل، يثري القراءة ويجعلها متعدّدة.   أـ قصة الخطيئة في الاصحاح الثالث من سفر التكوين:    تنطلق مسألة الخطيئة في سفر التكوين من مشهد غواية، فبعد أن كان آدم  وحواء رمزي الفطرة الاولى ورمزي الكمال الاوّل حدثت المأساة بالاكل من الشجرة المحرّمة، إذ دبّ النقصان وانتهك الامر الالاهي. فكان العقاب، وكان الطرد من الجنة. إلا أنّ قصة الخطيئة- رغم تنزلها في مقام مقدّس ـ هي كذلك خطاب صيغ في نسيج لغوي وسردي وقد ذهب أحد المفسرين الكبار (l’un des grands exégètes  ) للكتاب المقدّس إلى أنّ فهم القصة يتمّ بتأويل فواعلها (ses actants  ) كما يقول بذلك علماء السرديات1990  (Paul Beauchamp, L’un et l’autre testament, ).   ولعل أهم فاعل (Actant) كان طرفا حيوانيا: حيّة صنعها الرب الالاه، وهي أمكر وحوش البرية (سفر التكوين، الاصحاح الثالث، الاية الاولى) فالحيّة طرف نصيّ، يتصدر عملية السرد ويسهم في الحوار، إذ تتكلم قبل أن يتكلم الانسان، حية ناطقة وتلك هي رمزيتها التي تدفع إلى التأويل والتدبّر: فقالت الحيّة للمرأة:   “أحقا أمركما الله ألا تأكلا من جميع شجر الجنة؟” تطرح السؤال الاوّل، المؤسس، سؤال البدايات، ولا تقتنع بظاهر الخطاب وإنما تميل إلى التأويل، وهذا هو مكرها: “بل إنّ الله يعرف أنه حين تأكلان من ثمر الجنة تنفتح أعينكما”.   لقد جمع كلامها بين البعد الحسي (تأكلان من ثمر الجنة، تنفتح أعينكما) والبعد المجرّد (المعرفة)، ففي فتح الاعين، فتح للبصر وللبصيرة، علم بعد عمى وجهل، فالنظر، نظر جديد إلى القول الالاهي. لقد ذهب بول بوشوم إلى أنّ الحية حية مؤولة (un serpent herméneute) تقرأ الامر الالاهي قراءة مختلفة وجديدة، وهي تزين لادم وحوّاء الاكل الحسي في الظاهر ولكن في العمق تحرّضهما على الرّغبة في الفهم والمعرفة.   إنّ الحية في الكتاب المقدّس، رمز متواتر فهي الترياق والبلسم الشافي في سفر العدد الاصحاح 21 يلتفت إليها الملدوغ فيحيا، وأضحت الحية أيقونة (Une Icône) تعلو واجهات الصيدليات. والحية كذلك في سفر الرؤيا من العهد الجديد صنو للشيطان الذي يضلل العالم (الاصحاح 12) إنّ معناها يتغير من مقام نصّي إلى مقام آخر، تبدّل دلالتها كما تبدّل جلدها، والقارئ الحصيف هو من يصغي إلى أصواتها المتكثرة فلا يتوقف عند صوت واحد ولا يقوم بإلجام الخطاب.   ب  ـ العشاء الرّباني في الاناجيل:   إنّ العشاء الرّباني ـ في تقديرنا- لا يمثل مأدبة فاخرة: كما ذهب إلى ذلك الاستاذ الطالبي (ص 82 من كتابه)، فهو يتنزل في مناسبة دينية قديمة: عيد الفصح، وبذلك يكون ترديدا طقوسيا لتلك المناسبة الموغلة في القدم، والعشاء الرباني هوالاطار الزماني والمكاني الذي سيلتقي فيه المسيح بخاصته وحوارييه، على أنّ سكب العطر على يسوع لم يكن أثناء تلك المأدبة الفاخرة على حد عبارة أستاذنا، وإنما كان سابقا عليها: لم يرتبط حدث سكب العطر بإمرأة من المدينة كانت تمارس البغاء، إذ نجد في إنجيل مرقس ما يلي: ” وفيما كان يسوع في بيت عنيا متكئا في بيت سمعان الابرص، جاءت امرأة تحمل قارورة عطر من الناردين الخالص، الغالي الثمن، فكسرت القارورة وسكبت العطر على رأسه ” انجيل مرقس الاصحاح 14 الآية 3.   إنّ سكب العطر، لا يعني قدحا للشهوة، وهي قراءة ذهب إليها الفيلسوف نيتشه، لانّ منطوق النصّ لا يؤيد ذلك، يقول المسيح في نفس الاصحاح: “فقد سبقت فعطرت جسدي إعدادا للدّفن” الاية 18.   إنه استباق لحدث الموت والغياب، فكأن المسيح كان يقرأ نهايته ويستشرفها قبل أن تقع وهو بذلك يهيء حوارييه والقارئ كذلك لهذه النهاية.   كما أنّ الاكل الذي حمله الاستاذ الطالبي على معناه الحرفي، يمتلك هو الاخر عمقا رمزيا: فالاكل في العشاء الرباني، التهام لاقوال المسيح ولوصاياه: “وبينما كانوا يأكلون، أخذ يسوع رغيفا وبارك وكسّر، وأعطاهم قائلا: خذوا هذا هو جسدي” (إنجيل مرقس الاصحاح 14، الاية 22).   إن خاصة المسيح وتلامذته، هم أكلة المعنى، يلتهمون أقاويله، حتى يحققوا امتلاءهم، بهذا الامتلاء الروحي الذي يسري في كيانهم وشرايينهم يتخطون كل جدب وقحط وجوع روحي، إنّ العشاء الرباني يذكرنا بأكل المن والسلوى وبسفر حزقيال من العهد القديم: “والان يا ابن آدم، اصغ لما أخاطبك به… افتح فمك وكل ما أطعمك، فنظرت وإذا بيد ممتدة إليّ، وفيها درج كتاب… ففتحت فمي فأطعمني هذا الدرج… فالتهمته فكان في فمي في حلاوة العسل” (سفر حزقيال، الايات8، 9 و10).   فالاكل لا يعني الانخراط في وليمة فاخرة، وإنما هو الظفر بطعام روحيّ يؤسس لكيان ذات مؤمنة قبل أن يؤسس لجماعة ولتاريخ.   إنّ الذي يسوّغ التأويل في الكتاب المقدّس اعتماد المسيح في خطابه على الامثال أوعلى الحكاية الرّمزية  L’allégorie فكل شىء يقدّم لهم بالامثال” إنجيل مرقس الاصحاح الرابع، الاية 11.   والحكاية الرّمزية التي توسّل بها المسيح، جنس من الكلام يحمل معنى صريحا   ومباشرا، هو المعنى الوضعي الاوّل، إلا أنّ هذا المستوى الاوّل من الدلالة يخفي مستوى ثانيا هو مستوى المعنى الرّمزي أو الرّوحي وبين المعنى الحرفي والمعنى الروحي حجاب على القارئ هتكه، فالدلالة الرّمزية تجيء مطمورة وجاثية في تلاوين الخطاب الانجيلي، وعلى القارئ تلقي مهمّة واحدة: الغوص على تلك الدلالة الهاجعة في الاعماق، في ضرب من التعامل الخلاق مع النصوص له ضوابطه وحدوده كما اسلفنا، إذ لا تطغى سلطة المؤول على سلطة النصّ، إن المغالاة في التأويل، تنتهك النصوص، وتعصف بها، فتتلف عالمها ولا تحترم طبيعتها المقدّسة. فهل يحتاج النص الديني إلى تأويل حرّ منفلت أم أنّه يستفيد من كل العلوم المساعدة ومن جميع المعارف (البنيوية، الانتروبولوجيا، تاريخ الاديان، علوم الرّمز) دون أن يضيع هويّته فيستلب أو يستباح؟    ثم كيف نصون النصّ الديني من الاكراهين:   – الفهم الاحادي الرافض للمتعدد والمذعور من رهان التأويل.   – نزيف المعنى أوتشظي الدّلالة وضياعها، على خلفية تصنّع الموضوعية العلمية في دراسة الظاهرة الدينية.   (*) جامعي من كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ـ تونس   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)  
 


تقديم لكتاب جديد للكاتب التونسي محمد المزوغي محمد أركون .. قلق بين حضارة الشرق والغرب

خيري عمر   عندما يأتي النقد من على أرضية مرجعية مخالفة هنا علينا أن نقف لنراجع منهجيات النقد ومدى موضوعيته حتى لا ينحرف بنا النقد العلمي إلى هوى النفس ظلت تلك الحقيقة ماثلة أمامنا لدى تقديمنا لكتاب محمد المزوغي “العقل بين التاريخ والوحي حول العدمية النظرية في إسلاميات محمد أركون” (منشورات الجمل، كولونيا، ألمانيا، 2007) الذي يسعى  إلى نقد كتابات المفكر والأكاديمي “محمد أركون” في الإسلاميات وتفكيكها.   ليس فقط من خلال المنظور الأكاديمي والموضوعي، ولكن أيضًا من خلال النقد العقلي الصارم؛ وذلك لكشف نقاط ضعفها وطرح البديل المناسب، وذلك على أساس علماني، وهذا ما يطرح السؤال: كيف قرأ الكاتب التونسي الدكتور “محمد المزوغي” أعمال أركون؟ بعد كل هذا التحديد، وفي ظل معايير النقد القائمة على “الموضوعية والمعقولية” والحياد.   ولد محمد أركون في الجزائر سنة 1928، ودرس الفلسفة ثم حصل على الدكتوراه من باريس في جامعة السوربون العريقة، ودرّس بها ما يقرب من ثلاثين عاما، كما درّس في عدد من الجامعات العريقة في أوروبا والولايات المتحدة، وله العشرات من الكتب ترجم بعضها إلى عدد من اللغات العالمية.   أما محمد المزوغي فهو أكاديمي تونسي مقيم في إيطاليا، ولد عام 1961، درس الفلسفة، وعمل بعدد من الجامعات الإيطالية، وله عدد من الكتب في الفلسفة الغربية والإسلامية.   نقد الجوانب الشخصية   في البداية انتقد المزوغي نزعة الأنا في كتابات أركون كتعبير عن القرب مع القارئ، من وجهة أنها تخل بشروط البحث العلمي المجرد وتكثر من الحماسة، وهذا ما جعله ضعيف التأثير في “المنغلقين المسلمين” ومستبعدًا من الغربيين، وقد أشار الكاتب غير مرة إلى إصراره على الحضور في كتاباته وإثارته لقضية التمييز الغربي ضد المسلمين، وهو ما يعكس الواقع المأزوم لأركون في الوسط الجامعي الأوروبي.   وهذا ما دعاه لوصف أركون بالمثقف القلق بين الحضارتين الغربية والشرقية، فهو لم يستطع الاندماج في الحضارة الغربية برغم اعتداده بقيمها العلمية، كما أنه لم يستطع الانغماس في الحضارة الشرقية التي شكلت جزءًا من هويته ووجدانه، ولذلك ووجه مشروعه النقدي بمعارضة شديدة سواء من الغربيين أو المسلمين على حد سواء.   واستنادًا لتاريخ أركون في الجامعات الأوروبية يرى الكاتب أن اتهامه للمؤسسات الغربية بالتحيز مبالغ فيها؛ حيث إن فصل أقسام الدراسات الشرقية عن أقسام الدراسات الغربية لا يؤدي إلى الهجوم على المؤسسات العلمية في الغرب.   فظاهرة الإرجاء والتذبذب في أعمال أركون لا يراها الكاتب ترجع فقط لتزايد اعتداد أركون بذاته وشخصيته، بقدر ما ترجع أيضا إلى توتره بين ثقافتين مختلفتين في الإطار المعرفي وفي النظرة إلى الله والكون والإنسان، وكان هذا العامل الحافز لانتقاده للاستشراق ولموقف الجامعات الغربية من الدراسات الشرقية – برغم انتمائه إليها علميًّا – في عزل أقسام الدراسات الشرقية عن الأقسام الأخرى وعدم الاهتمام بالطلاب العرب، وهو ما يعتبره المزوغي نوعًا من التشتت الذهني والازدواجية.   الديمقراطية والعلمانية   ولدى مناقشة موضوع الديمقراطية والعلمانية لدى أركون يذهب المزوغي إلى أن ابتعاده عن الديمقراطية كان واضحًا في ميله الشديد إلى المواعظ الدينية والتربية الإسلامية الوهابية رغم ادعائه محاربتها، وإفراده للخطاب النبوي دورًا عظيمًا في الخلاص؛ لأن العلاقة التعاقدية مع الله هي مصدر ترقي الإنسان.   ويرى الكاتب أن الديمقراطية العلمانية لا تنكر وجود الدين في المجال الخاص، وأن دخول الدين في المجال العام تسبب في حدوث مظالم تاريخية كبرى، لكن أركون يرى أن هذا التفسير للعلمانية لا يعد صيرورة تاريخية، ولا تخلو من أخطاء تسببت في الفصل القانوني بين القيم السياسية والقيم الدينية، وهو ما ينعكس سلبيًّا على النظرية النقدية المعرفية، وهنا يرى الكاتب أن أركون يقارب الحركات الدينية التي تعتبر الدين مكونًا أساسيًّا من مكونات المجتمع، وتأكيد ضرورته للدولة، وهو بذلك يناقض إنجازا تاريخيًّا خلص البشرية من التعصب الديني والحروب المذهبية.   ويجادل الكاتب بضرورة وجود العلمانية كحل أخير للسلم الاجتماعي ومعالجة العداء بين الأديان، من خلال تحليله للتجربة الفرنسية وقت الحرب العالمية الأولى في القضية المعروفة بأزمة “درايفوس” الذي اتهم بالعمالة للألمان، ولذلك كان قرار السياسيين الفرنسيين الفصل بين الدين والدولة كضرورة اجتماعية وسياسية، ولمعالجة التوتر الاجتماعي والصراعات الدينية التي تمزق المجتمع، وتخليص مؤسسات الدولة من تدخل الكنيسة في إطار ثورة محررة للإنسان.   أركون والاستشراق   اعتبر الكاتب أن آراء أركون السلبية تجاه تأثر المستشرقين بثقافتهم الغربية لدى تعاملهم مع الإسلام والعالم الإسلامي تمثل صدمة؛ نظرا لتكوينه الثقافي الفرنسي واعتماده على كثير من الكتابات الفرنسية، وذلك في مقابل أن المستشرقين يتهمونه بتأثره بالثقافة الإسلامية لدى قراءة تراثهم.   ويرى أن حركة الاستشراق كانت ذات إيجابيات وسلبيات، ويرى أن تركيز أركون على نقد الاستشراق يجافي الإنجازات التوثيقية التي قام بها المستشرقون، وينتقد أركون الاستشراق في تدهور خطابه “الرديء المبتذل” وتحالفه مع السلطة السياسية والثقافية، والتضليل الأكاديمي، وهذا ما يعتبره من مداخل التخلف لخدمة أغراض لا علاقة لها بالعلم، ويرى أن انتقادات أركون للاستشراق والمستشرقين – والتي تتماهى مع نقد الإسلاميين للبحوث اللغوية – ترجع إلى تأثره بالجوانب الدينية وعدم استعداده للتنازل عن الإيمان في مقابل العقل.   العودة للدين   وبالنسبة لنظرة أركون للحالة الغربية في المقابل فهو يعتقد أن عودة الغرب إلى الدين هي بسبب فقره الروحي وانغماسه في العلمانية، ووفقًا لتعريفه فإن الحضارة مادة وروح، وذهب أركون إلى أن الحضارة الغربية تفتقر إلى التوازن، فبينما تقدمت تكنولوجيا فإنها فقيرة روحيًّا، بسبب التطاول على الدين والسلطة الروحية، كما فعلت الثورة الفرنسية، لكن المزوغي يرى أن هذه العودة هي بسبب تراجع الإيدلوجيات ونقص المعرفة وليس المزيد من التدين كما يرى أركون؛ حيث يشكل الدين قيودًا على اختيارات الأفراد، فيما توفر لهم العلمانية حرية تبديل المعتقدات دون خوف من عقاب اجتماعي، وهنا نجد أن المزوغي ينزل بالعلمانية من المجال العام إلى المجال الخاص، ويناقض ما سبق تأكيده بأن العلمانية لا تختص بشئون الأفراد وإنما بالتصور عن المؤسسات والدولة والمجتمع، ومن الواضح أن الكاتب أسير فكرة مركزية، وهي أن أركون كان ناكرًا لجميل العلمانية وفضلها عليه؛ فهي التي أتاحت له المعرفة وحرية ممارسة نشاطه الفكري، وهو بهذا يجعل العلمانية العامل الوحيد الذي شكل شخصية أركون، فيما يؤكد في مواطن أخرى الخلفيات الاجتماعية والدينية في شخصية أركون، ويبدو أن الكاتب يعز عليه انتقاد العلمانية كنظام كلي.   الموقف من النص القرآني   أشار المزوغي أنه برغم انغماس أركون في البحث الفلسفي لمدة ثلاثين عامًا فإنه لم يكون نظرية معرفية متماسكة تحسم الإشكالات التي يتصدى لها أو يسعى إلى تناولها، وهذا ما أرجعه إلى تأرجح أركون بين الثقافتين العلمانية والإسلامية وبين العلم والإيمان، ويرى أن موقف أركون من النص القرآني جعله منبوذًا من العلمانيين والمسلمين، فاعتقاده بقدسية النص القرآني المكتوب أبعدته عن العلمانيين الوضعيين، كما أن تناوله للنص القرآني كخطاب أسطوري أبعده عن المسلمين، وذلك رغم محاولاته وضع الأسطورة في إطار أنثربولوجي.   وفي سياق مناقشة موقف أركون من النص القرآني يرى أن تناقضات أركون لا تكشف عن إجابة محددة لقدسية القرآن أو إنسانيته، بل إنها تمنع من الوصول إلى موقف محدد إزاء هذه القضية، فهو يقف ليس فقط على النقيض من العلمانية، ولكنه أيضًا ينتقد ويحتقر المؤمنين بوصفهم غير علميين.   وفيما يتعلق بقضية الدين والوحي يذهب أركون إلى أن الديانات التوحيدية ليست إلا تركيبة لغوية تعتمد على عصبيات وحس مشترك بالانتماء إلى مجموعة فائزة بالخلاص، أما الوحي فليس شيئًا متعاليًا جوهريًّا أزليًّّا أبديًّا يقف عاليًا فوق التاريخ، وينبغي دراستها جميعا منهجيا وفقا لظروف إنتاجها، وهو هنا يؤكد وجود الوحي وتاريخيته، وفي ذات الوقت يرى أن الإيمان النصي (الأرثوذكسي) يتعالى على حتميات التاريخ، وهذا ما يراه الكاتب تناقضًا وتأرجحا بين التقديس والنسبية وبين الإيمان والاستشراق.   سورة التوبة بين المطلق والنسبي   يرى المزوغي أنه برغم اتباع أركون للمدرسة التاريخية فإن تناوله لسورة التوبة افتقد للبعد النظري والفلسفي، وأصبح يجري وراء الأحداث ويجمعها ويحاول أن يضع لها تفسيرًا دون تصور ذهني كما هو الحال في القصص الخيالية أو التركيبات الإيديولوجية، وهذا ما يحكم أن يقودنا إلى تناقضين: التاريخية الوصفية أو التاريخية الجذرية المرتبطة بالجذور الاجتماعية، فالتاريخية الوصفية تهتم بالأحداث والوقائع التاريخية الموثقة، هذا ما يرفضه أركون حيث يرى أن التركيز على التاريخية الوصفية يؤدي لاستبعاد العقائد والتصورات الجماعية التي تحرك الخيال الجماعي من ساحة علم التاريخ.   ولهذا يعتبر المؤلف أن تفسير أركون لسورة التوبة – كمحرك للتاريخ – “قاس ومتعجرف وبارد الدم”، وتجاوزا للإشكالات الأخلاقية والإنسانية، ويكشف الطبيعة الحربية لسورة التوبة وتماثلها مع ما أحدثه الإنجليز مع سكان أمريكا معتقدين في حقهم بالتخلص من كل ما يعترض طريقهم، وهذا ما يؤيد سياسة القوة والغلبة والقهر والتدمير، ويعتبر أن العنف المكنون في سورة التوبة وتفسير أركون يتجاوز العنف الكائن في “العهد القديم”، ويؤدي للتوتر الفلسفي الأخلاقي، بتركيزها على العنف وإهدار المحبة والسلم، وهو ما جر العلمانيين للخروج من الدين كعامل خلاصي في الدنيا قبل الآخرة.   نقد النقد   حاول المزوغي غير مرة وضع وإصدار أحكام مسبقة على كتابات أركون، وذلك في إشارات متكررة تكشف عن التحيز المعرفي، وهو ما يعني تخليه عن الحد الأدنى من الموضوعية، ولعل الجزئية الأهم هنا تتعلق بأنه بنقده كتابات أركون على خلفية “علمانية” تصادر قيم أركون باعتبارها قيمًا دينية، بينما هو يقدس العقل الوضعي، وهي فكرة تحيز لها منذ بداية الكتاب، ويحمد له إعلانه عنها مبكرًا، ولكن هذا بحد ذاته لا يكفي لضمان تحليل أمين للأفكار والنظريات، سواء كانت علمية أو أسطورية، ولذا فإنه كان من الضروري تجنب إقحام التحيزات المعرفية لدى تناول أعمال أركون أو غيرها من الأعمال.   كذلك اتبع الكاتب أسلوبا للكتابة طرح فيه الكثير من الأسئلة دون أن يقدم إجابة محددة وواضحة، ويستغرق في تفاصيل ونظريات يعتقد بصحتها أو يحاول التأسيس لها، وهذه المسألة جعلته يستبق في تقرير أحكامه على كتابات أركون ويقلل من فرضية أو احتمالات صحتها، وهو ينطلق من نظرية إطلاق العقل كمركز لحركة الكون، معتقدا في الوقت ذاته أن النسبية والتاريخية من مؤشرات التخلف.   ويمكن القول بأن الكاتب اقترف أخطاء منهجية بينة عندما جعل نظرية العلمانية ثابتة يقيس عليها أعمالا هي وليدة نظرية معرفِية أخرى، ولذلك كان من المتوقع منذ البداية أن يصل الكاتب إلى ما توصل إليه والذي ما فتئ يردده ليس فقط في خواتيم الفصول والكتاب، ولكنه كان دائمًا ما يصدرها في المقدمات، كما استخدم ألفاظًا لا علاقة لها بالبحث العلمي، وهذا أمر يتجافي والمنهاجية العلمية التي تؤصل للجدل، وخاصة ما يتعلق منها بالعلم والنظرية وليس بالأسطورة والجهل، ومن ثم لا نرى وجاهة في حديث الكاتب عن أن خلافه مع أركون هو من باب الأمانة العلمية وليس الخصومة الشخصية.   الكتاب كشف عن جمود الفكر العلماني على مركزية العقل وإهدار كل القيم والخصائص الحضارية والإرث الثقافي، كما كشف في ذات الوقت عن أن التذبذب بين مشروعين حضاريين انعكس في الارتباك وعدم الوصول لرؤية متماسكة ونتائج حاسمة.   (*) باحث دكتوراه في معهد الدراسات الافريقية   (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 13 أفريل 2008) الرابط: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203758825005&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout  

 


فرنسا ساركوزي والعودة إلى الأطلسي

 

توفيق المديني
عقدت منظمة حلف شمال الأطلسي قمّتها في بوخارست في 2 و 4 إبريل الجاري ، في وقتٍ هي فيه متورّطة في أفغانستان، ومنقسِمة حول القرار الأميركي بنشر صواريخٍ مضادّة للصواريخ في أوروبا، وعرضة للانتقادات من قبل روسيا. وبعيداً عن التطرق لهذه الملفات الشائكة، فإن ما يهمنا في هذا الأمر هو مناقشة قرار الرئيس  الفرنسي نيكولا ساركوزي بالعودة إلى  القيادة العسكرية المشتركة للحلف الأطلسي  بعد أربعين سنة من قرار الجنرال ديغول تركها.فالرئيس ساركوزي ومنذ مجيئه إلى قصر الإليزيه أراد أن يبلور سياسة خارجية جديدة لفرنسا مندفعة بقوة نحو  “العولمة”. وليس من قبيل المصادفة أن عين على رأس الديبلوماسية الفرنسية  بيرنار كوشنير “الشخصية المعولمة” إلى ابعد الحدود. لكن الرئيس ساركوزي، مهتم بصورة خاصة بدور فرنسي متميز على المسرح الدولي، ولهذا يريد اتباع سياسة خارجية “أطلسية”، و”وضع عقيدة جديدة” للأمن والدفاع، وفي هذا السياق جاء إعلانه من لندن خلال زيارته الرسمية لبريطانيا يوم 26 مارس الماضي ، عن اتجاه فرنسا للعودة إلى القيادة العسكرية المشتركة للحلف الأطلسي التي انسحبت منها فرنسا  سنة ،1966 ،وزيادة مساهمتها العسكرية في أفغانستان بمعدل يقارب 1000 عسكري، ليرتفع عديد القوات الفرنسية إلى أكثر من ،2500 ومع ذلك تبقى فرنسا في مرتبة بعيدة وراء غالبية الدول الأوروبية الكبرى، وحتى الصغرى مثل هولندا التي تساهم بحدود 3 آلاف جندي. وكانت قمة الحلف الأطلسي التي انعقدت في بوخارست مؤخرا ،هي المكان الذي شهد قرار فرنسا بالعودة الى الجناح العسكري للأطلسي، وزيادة قواتها في أفغانستان. ويرى كثيرون في الوسط السياسي الفرنسي أن قرار ساركوزي يشكل خطوة جديدة يقدم عليها الرئيس الفرنسي باتجاه السياسة الأميركية والحلف الأطلسي الذي كانت فرنسا انسحبت من قيادته في عهد الرئيس الراحل شارل ديغول.  في العام 1958 ومع عودته الى السلطة قام الجنرال ديغول بتحليل الوضع العالمي وما يتوجب على فرنسا استخلاصه. فالاتحاد السوفيتي لم يكن راغبا ــ أو ربما قادرا ــ على توسيع نفوذه في اتجاه الغرب الأوروبي وهو يواجه بالإضافة الى ذلك المنافسة الصينية، فكتب يقول: “إذا أحجمت عن الحرب فعليك في نهاية المطاف إبرام السلام”. فالتوازن النووي بين القوتين العظميين كان يمنعنهما من المواجهة المباشرة بأسلحتهما لكن في الوقت نفسه لا يمكن تأمين الحماية لأوروبا إلا بفضل الترسانة النووية الأمريكية. فاستخلص من ذلك كله أن على فرنسا استرجاع حرية تحركها بالتفلت من الحلف العسكري الأطلسي وإقامة علاقات جديدة مع الاتحاد السوفيتي والصين تهدف الى “الانفراج والتفاهم والتعاون” مع بلدان “الكتلة الشرقية” والتزود وسائل الردع النووي الخاصة بها. لم يقف زعيم اجنبي إلى جانب الولايات المتحدة سنة 1962 مثلما وقف ديغول، في المواجهة التي قادها الرئيس الأميركي حينذاك جون كنيدي في ما عرف بأزمة الصواريخ السوفييتية في كوبا. ذهب الرئيس الفرنسي إلى واشنطن وألقى خطابا نارياً في الكونجرس الأميركي، أبدى فيه كل التفهم والمساندة للموقف الأميركي، إلا أن ديغول اصطدم بعد ذلك بسياسة الرئيس ليندون جونسون، الذي رفض أي درجة من الندية في العلاقات بين البلدين، كما تجاهل مصالح فرنسا، ولهذا اتخذ الزعيم الفرنسي قراره بالانسحاب من الجناح العسكري للحلف الاطلسي، وبدأ بشق الطريق لسياسة فرنسية جديدة في العالم قائمة على مراعاة مصالح بلاده، والتوازن في التعاطي مع النزاعات الدولية.و هكذا أعلن شارل ديغول، في 7 آذار/مارس 1966،- وكان قد أُعيد انتخابه قبل ثلاثة أشهر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء العام، مع حصوله على 55 في المئة من الأصوات مقابل 45 في المئة لفرانسوا ميتران- للرئيس الأميركي لندن ب.جونسون إنسحاب باريس من القيادة العسكرية المشتركة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (التي تأسّست في العام 1949). بعد انسحاب فرنسا من القيادة العسكرية المشتركة للحلف الطلسي ، قام الجنرال ديغول بعدة مبادرات ضخمة:  في 30 كانون حزيران/يونيو 1966، ذهب ديغول إلى موسكو، حيث دعا في خطابٍ مبثوث إذاعياً وتلفزيونياً، السوفييت والفرنسيّين إلى “التعاون” لكي “تستعيد قارّتنا القديمة، الموحّدة وغير المنقسمة بعد الآن، دورها السياسيّ العائد لها، للحفاظ على التوازن والتطوّر والسلام في العالم”.  وفي الأول من أيلول/سبتمبر 1966، في بنوم بين، أدرك أنّ الحرب في فيتنام “لن تجد لها حللاًعسكرياً”، ودعا الولايات المتحدة إلى “العدول، بدورها، عن مغامرةٍ بعيدةٍ كونها تبدو دون منفعة ولا تبرير، وتفضيل تسوية دوليّة تنظّم السلام والتنمية لمنطقة مهمّة من العالم”.  وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1967، أعلن ديغول أنّ إسرائيل، بعد حرب حزيران/يونيو التي ندّد بها، “تنظّم، على الأراضي التي استولت عليها، الاحتلال الذي لا يمكن تحقيقه دون قمعٍ وظلمٍ ونفي؛ وستتحرّك ضدّها مقاومة ستصفها بدورها بالإرهاب”… ولهذا السبب ألغى صفقة طائرات مرياج حربية كانت إسرائيل قد سددت ثمنها، قبل حرب حزيران/يونيو سنة1967. مع رحيل الجنرال ديغول لم يلتزم خلفاؤه – من جورج بومبيدو وصولاً إلى فرانسوا ميتران-  بالسياسة الاستقلالية لفرنسا تجاه الولايات المتحدة الأميركية، إذ يشهد التاريخ على أن أي من الرؤساء الفرنسيين لم يتخذ أي موقف سلبي من الأطلسي، بل إنهم أبدوا أكبر قدر من التعاون والعمل من خلاله في اللحظات الصعبة، وتجلى ذلك في مناسبتين مهمتين: الأولى هي أزمة اجتياح الكويت عام 1990 ، وهنا قرر الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران المشاركة إلى جانب واشنطن ولندن بتشكيل قوة أطلسية، لفرض حظر جوي على الطيران العراقي في شماله وجنوبه من دون قرار من مجلس الأمن. والثانية ، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي سنة 1991 إذ بدل أن يشكل ذلك مناسبة لإعادة النظر في النظام الأطلسي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة بالكامل، وافقت فرنسا بعدما عجز فرنسوا ميتران عن إقناع الدول الأوروبية الأخرى بإقامة نظام دفاعي أوروبي خارج حلف الأطلسي، على  توسيع صلاحيات الأطلسي خارج الدائرة الجغرافية للمعاهدة التي تأسس بموجبها. وقد أعقب ذلك توسيعا للحلف نفسه حين تدخل الاطلسي في أزمة البلقان، والذي كان له الدور الفاعل في وضع حد لحرب التطهير الاثني، سواء في البوسنة او كوسوفو.  أما الرئيس جاك شيراك ، الوريث المُعلَن لديغول، اضطر من أجل تمرير فكرة إقامة نظام دفاعي أوروبي خارج حلف الأطلسي الموافقة على العودة إلى المنظمة العسكرية الأطلسية. بيد أن الاتفاق الموقع في برلين في حزيران/يونيو 1996 ينص على أن استخدام القوات الأوروبية مرهون بالموافقة والمتابعة والمساندة اللوجستية من قيادة الأطلسي اي الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الإعلان الفرنسي ــ الألماني في 9 كانون الأول/ديسمبر هو الذي فتح الباب أمام إعادة دمج فرنسا في حلف شمال الأطلسي. وبعد عودة فرنسا إلى مجلس وزراء دفاع حلف الناتو ولجنته العسكرية، طالب الرئيس شيراك أيضا بعودتها إلى القيادات المشتركة شرط تولي احد البلدان الأوروبية المتوسطية قيادة الخاصرة “الجنوبية”، الأمر الذي لم تتجاوب معه الولايات المتحدة. وكانت علاقات باريس مع واشنطن جيدة على الدوام باستثناء فترة قصيرة جداً لا تتجاوز العامين بسبب الأزمة العراقيةالتي  وسّعت الهوة بين الولايات المتحدة بشكل يصعب نسيانها أو ردمها بين نهاية سنة 2002 وحتى منتصف سنة ،2004 ، إلى أن حصل “لقاء النورماندي” بين الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ونظيره الأميركي جورج بوش، الذي بلور القرار 1559 حول لبنان. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و حتى قبل أن يصل إلى سدة الرئاسة ،فقد كان يجاهر بإعجابه بالنموذج الأمريكي، وتشديده على “التحالف القوي” بين فرنسا والولايات المتحدة. وهو في هذه السياسة  لا يقوم باختراق القاعدة، ولا يشكل استثناء فرنسياً في هذا الميدان، بل إنه يحاول استكمال طريقة الوجهة الأطلسية لأسلافه . كاتب من تونس
 
 
(المصدر: صحيفة ” أوان” (يومية – كويتية)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)


الصين العظيمة.. الصغيرة
عبد اللطيف الفراتي (*)   قفزت الصين بعد أن انطلقت في تجربتها الاقتصادية المتحررة من كلاكل الإيديولوجية الماركسية، إلى مكانة مرموقة بين الدول المسجلة لأكبر نسب من النمو والمسجلة لأكبر قدر من استقطاب الاستثمار الخارجي المباشر ولأكبر قدر من فائض في الميزان التجاري وفي كلمة واحدة لدولة تسعى لتلحق بعظميات الدول المتقدمة.   غير أن هذه اللوحة الوردية لم تكن لتخلو من هنات، كان ينظر لها عالميا على أنها هنات صغيرة، ولكن النظرة إليها تغيرت هذه الأيام. فالصين العظيمة، كانت متهمة بأنها تستخدم الأطفال في صناعتها وفي فلاحتها، وأن التغطية الاجتماعية لديها متراجعة، وأن ذلك يمكن من تحقيق إنتاج بتكاليف هابطة، يزاحم بصورة غير متكافئة ولا عادلة إنتاج الدول الأخرى، حيث تصرف الأجور العالية، وحيث تقوم تغطية اجتماعية مكلفة ولكنها تضمن طمأنينة العاملين على أنفسهم وعائلاتهم.   غير أن الشوكة التي تدمي قدم العملاق الصيني كانت ومازالت متمثلة، في قلة احترام حقوق الإنسان، واستعمال العمالة في السخرة لتقضية عقوباتهم، التي تنحدر في كثير من الأحيان في أسباب سياسية أو شبه سياسية، حيث بقدر تحرر النظام الاقتصادي الصيني بقدر صلابته من حيث عدم احترام الحريات وحقوق الإنسان، التي باتت قيما كونية، يعتبر من يتجاوزها وكأنه خارج عن نظام عالمي جديد يضع هذه القيم في مقدمة الاهتمامات.   وقد جاءت أحداث وضعت الصين العظيمة، في موقع الدولة الصغيرة المتلقية للكمات من كل جانب. ولعل القادة الصينيين نادمون اليوم شر الندم على تقديم ترشح بلادهم لاحتضان الألعاب الأولمبية للعام2008 ، والمؤكد أنهم لم يكونوا يتوقعون في ذلك الحين أن بلادهم ستكون عرضة لما تخضع له اليوم من تنديد شديد وحملة دعائية مضادة تضع بكين في موقع الدولة المتعسفة التي لا تحترم حقوق الإنسان وتسوم مواطنيها سوء العذاب.   ولكن السيف سبق العذل كما يقول المثل العربي، فالصين ستستضيف ألعاب2008 في الصيف المقبل، وهي تسعى اليوم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة باتت في الحضيض. ولقد بدأت التوجهات لمحاصرة الصين وألعابها قبل أسابيع في ظل ما أقدمت عليه بكين من القيام بأعمال تعسف ضد الأقلية “التبتية” التي أطرد زعيمها الروحي والزمني منذ59 وبات هائما على وجهه، ورغم أن ذلك تم في زمن الزعيم الراحل “ماو تسي تونغ” أحد أكبر الزعماء الدمويين في العصر الحديث، فإن النظام الجديد القائم على أنقاض “الماوية” رغم ما أوحى به من ملامح التحرر لم يغير من معاملاته شيئا واستر نظاما متسلطا غير قابل لأي تساهل أو اعتراف لا بحقوق الأفراد ولا الجماعات ولا خاصة الأقليات التي من بينها أقلية التبت ولكن أقلية كبيرة من المسلمين موزعة بين إقليم “كسيانغ” المتاخم لأفغانستان ومختلف أنحاء الصين. ويعود دخول المسلمين للصين لعهد عثمان بن عفان وتقول الأسطورة إن سعد بن أبي وقاص بنى أول مسجد في كانتون في جنوب الصين ويبلغ تعداد المسلمين الصينيين إلى ما بين20 و40 مليونا حسب المصادر.   وتراقب السلطات المركزية الصينية الأقليات بعناية فائقة، وفي زمن ماوتسي تونغ كان القيام بالفروض الدينية ممنوعا إلا لفئة من القيادات الدينية و بالنسبة للمسلمين الأئمة ونقباء الجوامع القليلة ممن تلقوا تكوينا غالبا في الأزهر بعد أن حشرت رؤوسهم بأن الدين ما هو إلا أفيون فيتراوحون بين الإيمان والكفر.   والتبتيون الذين يقفون وراء ما نال الصين العظيمة من سوء سمعة بمناسبة ما نزل بهم من اضطهاد، لا يتجاوز عددهم 6 ملايين ولكن 300ألف منهم هاجروا بمن فيهم زعيمهم الدلاي لاما، إلا أنهم نشطون جدا في مختلف أنحاء العالم واستطاعوا أن يعبئوا في مختلف البلدان الديمقراطية الناس لجانبهم فخرجوا في مظاهرات عارمة للتنديد بالصين وتعسفها، وكانت جولة الشعلة الأولمبية في أنحاء العالم قبل استقرارها في بكين حتى الألعاب الأولمبية في الصيف المقبل مناسبة جديدة وكبيرة للتنديد بالسياسات التعسفية الصينية، وكذلك مناسبة للتذكير بأن الصين الناجحة اقتصادية تعتبر تلميذا سيء النتائج في خصوص حقوق الإنسان وقيمها الكونية.   إلا أن الصين التي تقول اللجنة الأولمبية الدولية إن الاختيار وقع عليها لتنظيم ألعاب 1908التي تعهدت بتحسين أوضاع حقوق الإنسان لنيل الموافقة، تعتبر أن كل ملاحظة حتى من طرف اللجنة الأولمبية الدولية تدخلا في شؤونها الخاصة، لا حق لأحد أن يحشر أنفه فيها، مواصلة محاصرة مناطق التبت بما انتهت إليه تلك المحاصرة من مجازر ومن وضع المئات في السجون وإخضاعهم لأعتى أنواع التعذيب، وفقا لشهادات لا يمكن دحضها.   وقد يقاطع كبار العالم حضور حفل افتتاح الألعاب إلا أن أحدا لا يدعو لمقاطعة الألعاب نفسها كما حصل قبل سنوات في ألعاب موسكو أو كندا، غير أن ذلك لن يغير من الأمر شيئا ما دامت الصفقات التجارية مع هذه السوق الممتدة غير المحدودة هي التي تقود خطى الدول العظمى المهتمة بالصفقات التجارية وقدرتها على النفاذ إلى السوق الصينية أكثر من اهتمامها الفعلي بحقوق الإنسان الصيني.   فالصين تعتبر اليوم أكبر حريف أو من أكبر الرفاء لدول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى وإيطاليا وإسبانيا وغيرها، وكل منها لا تريد أن تفقد هذه السوق أو جزءاً من هذه السوق أو تترك الآخرين ينفردون بها، ومن هنا فحقيقة الأمر أن الألعاب ستحصل، وأن الصين ستخرج لسانها لكل الذين يدعون لربط التعامل معها بشروط احترامها لحقوق الإنسان، فالصفقات أهم من كل شيء آخر، ألم يقل الرئيس الفرنسي ساركوزي خلال زيارته الأخيرة للصين، إن الإصرار سيترك المجال واسعا للآخرين من كبار الدول للنفاذ إلى الصين دون بلاده.   وتلك هي الحقيقة الصارخة.   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 أفريل 2008)

 


تحليل اقتصادي –

أزمة تعصف بأكبر المصارف السويسرية … وبيتر كورر قد يكون الربان المنقذ

سميرة الصدفي   
 
فاجأت الخسائر الجسيمة التي سجلها اتحاد المصارف السويسرية «يو بي إس» خلال الربع الأول من السنة خبراء اقتصاد ومسؤولي السياسة، وكانت لها تداعيات درامية حملت مارسيل أوسبيل، أشهر شخصية مصرفية في سويسرا، الموئل البارز للمصارف، على تقديم استقالته من مجلس الإدارة. وأعلن أكبر مصرف سويسري ان قيمة أسهمه في السوق سجّلت انخفاضاً جديداً بلغ 19 بليون فرنك سويسري (17 بليون دولار) وأن خسائره للأشهر الثلاثة الأولى من 2008، قد تصل إلى 12 بليون فرنك (11 بليون دولار). وفي الوقت ذاته، تراجع رئيس المصرف أوسبيل عن الترشح مجدداً للمنصب، وتقرر ان يخلفه بيتر كورر، عضو مجلس الإدارة. وقال أوسبيل في بيان في 1 نيسان (أبريل) الجاري: «لقد عملنا بأقصى جهدنا وتمكّنا من تسوية المشاكل الأكثر استعجالاً للمصرف واضعين أسس نجاحه على المدى الطويل». وطرحت الاستقالة علامات استفهام تناقلتها تعليقات الصحف السويسرية، وشكل القلق على مستقبل أكبر مصرف في البلد القاسم المشترك بينها. وفي ردود الفعل الأولى، رحبت مؤسسة «آتوس» التي تضم صناديق التقاعد برحيل أوسبيل، وفيما وصفت ترشيح بيتر كورر بأنه «مهم»، أعربت عن استغرابها للحجم الهائل للتخفيضات واقترحت هيكلة شاملة لمجلس إدارة المصرف. ورحبت اللجنة الفيديرالية للمصارف من جانبها بمغادرة أوسبيل رئاسة «يو بي أس» واعتبر مديرها ان انسحابه رسالة تؤشر إلى استعادة الثقة بالمصرف. ويجوز بعد تلك الهزة القوية التساؤل: هل وصل مصرف «يو بي أس» إلى القاع أم هل لا يزال أمامه هامش للمناورة؟ فبخسارة 12 بليون فرنك سويسري في الربع الأول من السنة، وشطب أصول إضافية بقيمة 19 بليون فرنك في سوق الرهن العقاري العالي الأخطار في الولايات المتحدة، وإطلاق عملية رسملة جديدة بقيمة 15 بليون فرنك، ومغادرة رئيس مجلس الإدارة أوسبيل، سيظل الأول من نيسان علامة فارقة وانعطافاً بارزاً في سجلات التاريخ المصرفي السويسري. والسؤال الذي يتردد في أذهان المراقبين اليوم، أي بعد أكثر من أسبوع من ذلك الانعطاف، هو التالي: متى سيخرج مصرف «يو بي إس»، المصرف السويسري الأول، من الهوة التي تردى فيها؟ وهل سيغرق كسفينة جانحة في محيط متلاطم الأمواج؟ يستحيل توقع سيناريو اختفاء هذه المؤسسة المصرفية العريقة من المشهد المالي، فجميع المحللين متفقون على صلابة المصارف السويسرية. وهم لا يستندون إلى تخمينات غير مبررة وإنما ينطلقون من كون القسم الأكبر من فروع النشاط التي يتعاطاها «لا تزال في صحة جيدة» وأن المصرف «يعد بإيرادات وفيرة»، مثلما قال أحدهم. وسارت البورصة السويسرية في الاتجاه ذاته، إذ قفز سهم «يو بي إس» يوم الكارثة 12 في المئة، وهو مؤشر اعتبره الخبراء الماليون إيجابياً. وعلى رغم ذلك ثمة شكوك كبيرة حول مصير المصرف، خصوصاً ان «الرؤوس الكبيرة» فيه ما انفكت تردد بصوت عال ان رسملة ثالثة «لن تكون ضرورية، لكن لا أحد يستطيع ان يوفّر ضمانة بهذا الخصوص». فالخطة الجديدة لرسملة ثالثة، – كثر الحديث عنها، وعنونتها صحيفة «لا تريبون دو جنيف» بـ «خفة اليد» الرامية إلى فصل مصطنع لنشاطات الاستثمار في الولايات المتحدة عن الجسم الداخلي في سويسرا، أملاً باستعادة علامة «يو بي إس» وهجها وألقها السابقين – ليست مضمونة النجاح. وتباعدت المواقف من التدابير المقترحة، إذ أعلن «يو بي إس» عن إنشاء وحدة مستقلة للأقسام المرتبطة بالعقارات الأميركية، وهي خطوة وصفها البعض بـ «عملية تجميل»، بينما أشاد بها فريق ثان بوصفها إجراءً من شأنه إعادة الثقة إلى المؤسسة. ومن غير المستبعد ان يخرج كورر «يو بي إس» من أزمته، على رغم ان محللين ماليين رأوا ان المصرف يحتاج إلى متخصص في المالية يفكك خيوط الأزمة المعقدة التي تعصف به. وبعد المغامرات المحفوفة بالأخطار التي أقدم عليها من يوصفون بـ «رجال السوق»، ربما آن الأوان للاعتماد على رجال قانون قادرين على مواجهة القواعد الجديدة التي أصدرتها سلطات المراقبة المالية والتي ستزداد صرامة أكثر فأكثر في المستقبل. واللافت ان أزمة «يو بي إس» أعادت إلى أذهان السويسريين سريعاً إفلاس شركة الطيران الوطنية «سويس آر» عام 2001. وعلى رغم ذلك ثمة اتفاق بين المحللين على ان تداعيات الأزمة ستنعكس على اقتصاد سويسرا بأسره، أقله على صعيد الضرائب وسوق العمل. وذهب البعض إلى صب جام غضبه على السلطات الفيديرالية، معتبراً ان اعتراف اللجنة الفيديرالية للمصارف بالعجز تقريباً أمام أزمة «يو بي إس» شكل علامة أخطر من إعلان المصرف خسائر جديدة ومغادرة أوسبيل منصب الرئاسة. وفي هذا السياق وجه معلقون انتقادات قاسية لتصريحات وزير المال هانس رودولف ميرتس الذي شكر أوسبيل في تصريحات إذاعية على «عمله الممتاز لإعادة إنعاش الأوضاع»، إضافة إلى ظهوره في قلب العاصفة في صورة المتفائل المطمئن. وذهب البعض إلى حد القول ان لأزمة «يو بي إس» فضيلة مؤكدة على الأقل، فهي «تقدم لسويسرا فرصة لكي تدرك هشاشة النظام المصرفي حيث يتمتع عملاقان بوزن ليس له نظير في العالم من خلال سيطرتهما على إجمالي الناتج الداخلي». وفي انتظار ان يتخذ المساهمون قراراً في الجلسة العامة المقررة في 23 نيسان الجاري بخصوص رسملة جديدة، يبدو ضرورياً العثور على حلول واقعية وناجعة للخروج من الأزمة. وفي المدى القريب أعلن المصرف، الذي يحتل المرتبة الثالثة على المستوى الأوروبي وتعرّض عام 2007 إلى انخفاض في قيمة أسهمه في السوق بلغت 18.4 بليون دولار، أنه اتخذ جملة إجراءات هيكلية لمجابهة التدهور المتزايد في الأوضاع، من بينها إنشاء وحدة منفصلة تتركّز فيها استثمارات في قطاع الرهن العقاري الأميركي، بهدف التقليل من الانعكاسات السلبية لهذا الملف على النشاطات المحورية للمجموعة. في المقابل، أكد المصرف أنه يعتزم إطلاق عملية رسملة جديدة بقيمة 15 بليون فرنك، بعد عملية مماثلة بقيمة 13 بليوناً، سبق ان وافق عليها المساهمون في شباط (فبراير) الماضي. وأشار في بيان إلى ان الرسملة الجديدة ستأتي بشكل كامل «أربعة مصارف دولية كبرى»، هي «جاي بي مورغان» و «مورغان ستانلي» و «بي إن بي باريبا» و «غولدمان ساكس». كاتبة تونسية
 
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)


المحلة الكبرى… ومخاض الشارع
 
د حسن حنفي مرت تسعون عاماً من ثورة 1919 حتى سنة 2008، ثورة 1919 من جديد، يقوم بها بعض شرائح الشعب. كما مرت سبعون عاماً من 1881 حتى 1952 لتقضي على ما تبقى من جنود الاحتلال على ضفاف القناة في قاعدة التل الكبير. والآن تقوم حركة اجتماعية مرة ثالثة من 1952 إلى 2008 بعد ما يقرب من نصف قرن بعد أن تحولت الثورة الأولى إلى ثورة مضادة منذ 15 مايو 1971 حتى الآن. وكما قامت الثورة منذ الثورة الأولى بقيادة عرابي في 1881، قامت الثورة الثانية بقيادة عبد الناصر في 1952 باسم الشعب. فإيقاع الثورات والحركات الاجتماعية الكبرى يبدأ كل نصف قرن أو يزيد. وقد زاد أكثر من نصف قرن على ثورة 1952 كي تبدأ حركة اجتماعية جديدة في 2008، قبلها أو بعدها. لقد تمثل عبد الناصر عرابي. وكان كثير الإحالة إليه في خطبه الأولى وفي “فلسفة الثورة” وفي “الميثاق” منذ قيام الثورة. فكما توجه عرابي إلى الخديوي في قصر عابدين في 1881 كذلك توجه عبد الناصر إلى الملك وأنذره بمغادرة البلاد في 1952. وكما طالب عرابي بتمصير الجيش وطرد الضباط الشراكسة كذلك قام عبد لناصر بتأميم قناة السويس وتمصير الشركات الأجنبية. وكما انتهت ثورة عرابي باحتلال مصر في 1882 كذلك انتهى التأميم بالعدوان الثلاثي في 1956 ثم بالعدوان على مصر في 1967. وكما انتهت ثورة 1919 ضد الإنجليز بمعاهدة 1936 واستقلال مصر وبقاء قاعدة التل الكبير، كذلك انتهت ثورة 1952 باستقلال مصر بمعاهدة 1954، وانسحاب القوات البريطانية من التل الكبير. وكما ثار الشعب في 1919 تحت شعار “الاستقلال التام أو الموت الزؤام”، كذلك يحتج البعض الآن في 2008 ضد الفساد والغلاء والاحتكار. كان الجيش هو أداة الثورة في 1881 و1952. وكان الشعب هو وقود الاحتجاجات في 1919 ومحركها في 2008. لقد قرر البعض النزول إلى الشوارع والصدام مع أجهزة القمع واستعمال العنف. فالعنف الظاهر يولد العنف المحرر، يقول البعض، وكما قام الفلاحون في ريف مصر في ثورة 1919 بخلع قضبان السكك الحديدية ورمي القطارات بالحجارة كذلك يقوم عمال المحلة في 2008 بنفس الشيء. فالقطار رمز الحكومة، قادم من البندر وغريب على الريف. كانت المظاهرات عامة في كل أنحاء القطر المصري عام 1919. وهي أيضاً واسعة في معظم محافظات مصر عام 2008. كان الفلاحون ومعهم جموع شعب مصر عصب ثورة 1919 والآن هم العمال مفجرو تظاهرات 2008 وحولهم نقابات المحامين والصحفيين والأطباء والمهندسين والطلبة وأساتذة الجامعات والمثقفين والموظفين ورجل الشارع الذي يعاني من الضنك والفقر والعوز والجوع والعري والمرض والدروس الخصوصية وغياب المياه النظيفة والصرف الصحي. وهي الحاجات الأساسية للمواطن وأقصى طموحاته. وإذا كانت الثورة المصرية في بدايتها اصطدمت بعمال كفر الدوار وأعدمت خميس والبقري من القيادات النقابية بعد اتهامهما بالشيوعية فإنها في نهايتها بعد أن تحولت إلى ثورة مضادة ترد الاعتبار للحركة العمالية بالتصحيح، وتبدأ منها للعودة إلى روح الثورة الأولى وإنهاء الثورة المضادة منذ 15 مايو 1971. مازالت احتجاجات 2008 تتصاعد بتصاعد الغلاء، والفساد، والاحتكار. 6 أبريل قد يكون مجرد بداية. وكما دخلت المحلة الكبرى التاريخ باعتبارها المدينة الصناعية الأولى في مصر فإنها قد تدخل التاريخ باعتبارها مدينة الاحتجاجات الأولى في مصر. مازالت طوابير الخبز تثير الضيق، وتعبر عن الضنك. يضاف إليها عربات الأمن المركزي، والضرب بالعصي، وإسالة دماء العمال، واختناقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وجرهم من أعناقهم كما يفعل مع المجرمين في الدنيا إلى السجون، وفي الآخرة إلى الجحيم. والعجيب موقف بعض الصحف الرسمية وإنكارها تماماً أن يكون قد حدث إضراب يوم 6 أبريل. فلم تتعطل المصالح الحكومية أو الدراسة في الجامعات. ولحق كل الناس بوظائفهم. وامتلأت الشوارع كيوم الحشر مع أن الشوارع كانت خالية، والناس في بيوتهم. وربما ساعدت على ذلك العاصفة الرملية التي هبت على القاهرة فمنعت الناس من الخروج. فالطبيعة غاضبة مثل البعض في مصر، تتظاهر بحبات الرمال فتملأ الجو. وإنكار مشاركة المصريين في الإضراب بالاعتصام في البيوت أو بالتجمهر في ميدان التحرير أو في الصدامات في المحلة الكبرى بين المتظاهرين وقوات الشرطة و”مكافحة الشغب” وبين العمال مثل إنكار هبوب العاصفة الرملية على القاهرة نفس اليوم إيذاناً ﺒ”الخماسين”. و”الخماسين” مثل بعض التجاذبات السياسية، عندما يكفهر الجو تنعدم الرؤية. والناس تشاهد في القنوات الفضائية المظاهرات والصدامات على مدار الساعة، وبعض الأجهزة الإعلامية يُكذب وينكر مما يزيد المسافة بين الإعلام وشعب مصر. فأيهما أجدى في تعامل الحكومة مع المعارضة، والنظام السياسي مع المحتجين؟ الشرطة والأمن والعصي، والغازات المسيلة للدموع والضرب وشج الرؤوس والسحب من القفا، أم الحوار السياسي لمعرفة أسباب الغضب والانتهاء إلى حلول يشارك في وضعها المحتجون للقضاء على طوابير الخبز وغلاء الأسعار واحتكار الحديد والإسمنت ووضع خطة وطنية شاملة للقضاء على الفساد والغنى الفاحش وإعادة توزيع الثروة الوطنية طبقاً لمقياس العمل وحده، والتخفيف من حكومة رجال الأعمال، وحماية مصر من شر مستطير، يأكل الأخضر واليابس إذا استمر الأمر على هذا النحو، وزاد الانفصام؟ يقول البعض، ما وصلت إليه مصر قبل ثورة 1952: ضعف الحكومة، وتسلط القصر، وسيطرة الإقطاع، وفساد الأحزاب، وحريق القاهرة، مشابه لما وصلت إليه الأمور، من هيمنة الولايات المتحدة، وسطوة رجال الأعمال، والضعف أمام إسرائيل. كانت الظروف الأولى هي التي عجلت بثورة يوليو 1952. وقد تعجل الظروف الحالية بمزيد من الاحتجاجات، إذا تفرقت أحزاب المعارضة ولم توحد قواها، بعضها مع السلطة والبعض الآخر مع المحتجين، بصرف النظر عن شرعية البعض ولا شرعية البعض الآخر، أو غياب الأحزاب الشرعية عن الشارع وحضور التنظيمات اللاشرعية في الشارع. فمصر اليوم على مفترق الطرق. القديم لم ينته بعد. والجديد لم يبدأ بعد، في مرحلة المخاض. التخصيب تم، وآلام المخاض بدت في مظاهرات الشارع. قد يكون هناك تحول اجتماعي مفصلي يحدث الآن في تاريخ مصر، من منعطف قديم إلى منعطف جديد، كما حدث في ثورة عرابي 1881 إلى ثورة ناصر 1952. وكما قد يحدث من ثورة 1919 إلى احتجاجات 2008.
عن موقع التجديد العربي 12/04/2008
 


المقاومة العراقية تصدر قائمة بـ 52 مطلوباً لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية

 
بغداد – كلشان البياتي  على غرار القائمة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية التي ضمت 55 شخصاً قيادياً طالبت باعتقالهم بعد الغزو الأميركي للعراق، أصدرت المقاومة العراقية قائمة مماثلة ضمت 52 شخصاً من الموالين لقوات الاحتلال الأميركي والحكومة العراقية وعناصر أمنية قيادية. ومثلما تداولت وسائل الإعلام -ولاسيما المواقع الإلكترونية- قائمة الـ55 المطلوبين للقوات الأميركية، تتداول أسماء العناصر الواردة في هذه القائمة التي سميت «قائمة الـ52 المجرمين المطلوبين من قبل المقاومة العراقية والشعب العراقي» بتهمة اقترافهم أبشع الجرائم بحق البشرية والإنسانية في العراق وتضم: جلال الطالباني رئيس الجمهورية ونوري المالكي رئيس الوزراء، والشخصية السياسية أحمد الجلبي أحد عناصر المعارضة العراقية وعبدالعزيز الحكيم رئيس منظمة بدر، زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، وبيان جبر صولاغ وزير المالية، وعددا آخر من الشخصيات المشاركة في الحكومة العراقية والعملية السياسية وعددا من زعماء الحزبين الكرديين في إقليم شمال العراق. وكانت صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحمل رقم واحد بين أوراق اللعب الخمسة والخمسين التي وزعتها الولايات المتحدة والتي تحمل صور وأسماء مسؤولين آخرين. ويقول مسؤولون بقوات الاحتلال الأميركي إن 42 مسؤولا من بين الـ55 المطلوبين تم اعتقالهم. ويعد نائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم الدوري أبرز المسؤولين العراقيين المطلوبين الذين لم يقعوا في قبضة قوات الاحتلال رغم رصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار بتهمة قيادة حركة التمرد المسلح في العراق.
(المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر)، الصادرة يوم 13 أفريل 2008)
 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

14 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1911 du 14.08.2005  archives : www.tunisnews.net الجزيرة.نت: بوتفليقة-الاستفتاء على قانون العفو نهاية سبتمبر ياسر

En savoir plus +

27 avril 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année,N° 3626 du 27.04.2010  archives : www.tunisnews.net  Appel pour clore le dossier du

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.