فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
10ème année, N°3855 du12.12.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
كلمة:تنصت على محامين في سجن المرناقية (
كلمة تنفرد بالكشف عن وثيقة التنصت) في رسالة إلى رئيس الدولة: الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية يطالب بتعزيز ضمانات حقوق الإنسان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بــيــان
حــرية و إنـصاف:بيان بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
عريضة وطنية:تضامنا مع سائق القطار علي العبيدي ومن اجل تحقيق شفاف ومستقل في حادث تصادم القطارين
الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة:بيـــــــــان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع قليبية – قربة:أليس لنا الحق في الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان؟
راضية النصراوي وحمّه الهمّامي:بيــان
المحامي سمير ديلو لـ”قدس برس”: يجب إلغاء قانون مكافحة “الإرهاب”
الملف الصحفي حول قضية المهجرين في جريدة الموقف ليوم 10 ديسمبر 2010
المرصد التونسي:عون امن يتهجم على الاطار الطبي بمستشفى منزل بورقيبة واضراب احتجاجي
كلمة:لجنة حماية الصحفيين تدين حجب المواقع الالكترونية في تونس
كلمة:حلقة جديدة من الحوار لحل أزمة الرابطة
ينفرد السبيل أونلاين بنشر النص الكامل لوثائق “وكيليكس” دون التعليق عليها – التقرير الرابع
كلمة:إقالات بسبب فشل موسم الحج
قدس برس:انتقادات لأداء وسائل إعلام تونسية استبقت أحكام القضاء في تغطيتها لحادثة اختطاف طفل
كلمة:لجنة نظام الاتحاد العام التونسي للشغل في سوسة لمحاسبة محتجين
الصباح:جامعة البريد والاتصالات تقررإضراب يوم 19 جانفي في اتصالات تونس واستنكار للترفيع في معاليم الهاتف القار
كلمة:اشتباكات بالمستشفى الجامعي بصفاقس
الجزيرة نت:المعارضة تتظاهر ومبارك يقر بمخالفات
منير شفيق:بعد تكسيرها يريدون تجبيرها
ياسر الزعاترة:”أسانج” في قبضة الديمقراطية الغربية!
غازي دحمان
:أزمة الدبلوماسية الأميركية بعد فضيحة ويكيليكس
عبد الله بن عالي:ويكيليكس: فرنسا تقصي مسلميها
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm
تنصت على محامين في سجن المرناقية
كلمة تنفرد بالكشف عن وثيقة التنصت
حرر من قبل التحرير في الأحد, 12. ديسمبر 2010
أفادت مصادر حقوقية أن المدير العام للسجون والإصلاح وجه تقريرين سريين إلى وكيل الدولة العام وإلى مدير المصالح العدلية بوزارة العدل وحقوق الإنسان.
وحسب ذات المصادر فان التقريرين اللذين حصلت كلمة على نسخ منهما تضمنا نقلا للحوار الذي دار بسجن المرناقية في شهر جانفي الماضي بين محاميين وموكّلين لهما – متهمين في قضية “السطو المسلح على المؤسسات المالية العمومية” في سوسة وأريانة – وأن الزيارة الأولى تمت في 13 جانفي 2010 والثانية تمت بعدها بيوم واحد.
وحسب عدد من المحامين التقى بهم راديو كلمة فإن ما أقدمت عليه إدارة السجن يعد تجاوزا خطيرا وانتهاكا لسرّية التشاور بين المحامي وموكّله . ويرجّح أن يكون المكتب المخصص لمثل هذه المقابلات مجهزا بجهاز للتنصّت.
كما علمت كلمة أن عميد المحامين وجه رسالة إلى وزير العدل للاحتجاج على مثل تلك الممارسات التي تهدد استقلالية المهنة والقضاء. هذا و طالب عديد المحامين بعقد اجتماع إخباري واتخاذ تدابير حازمة مما يؤشر بنشوب توتر في العلاقة مع السلطة.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 ديسمبر 2010)
في رسالة إلى رئيس الدولة: الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية يطالب بتعزيز ضمانات حقوق الإنسان
السيد رئيس الجمهورية التونسية تحية طيبة وبعد …
بمناسبة الذكرى الثانية لتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة “البروتوكول الاختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” في 10 ديسمبر 2010، تحض منظمة العفو الدولية-الفرع التونسي حكومة بلدنا على أن توقِّع وتصدِّق على هذا البروتوكول، وعلى وضعه موضع النفاذ التام بلا إبطاء. إن هذا البروتوكول ينشئ آلية تمكِّن الأفراد والجماعات ممن انتهكت حقوقهم في مجالات من قبيل السكن الكافي والغذاء والماء والصحة والعمل والضمان الاجتماعي والتعليم، ولم يجدوا لهم سبيلاً للانتصاف وتحقيق العدالة في بلدانهم، من طلب المساعدة من الأمم المتحدة في إيجاد حل لمظالمهم. ونحن بدورنا نعتقد أن حقوق الإنسان ينبغي أن تكون في صميم الجهود المبذولة من أجل تقليص الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، الأمر الذي اعترفت به أيضاً جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في قمة الأهداف الإنمائية للألفية التي انعقدت في سبتمبر/أيلول 2010 (رقم الوثيقة: A/RES/64/299). وبتصديقكم على البروتوكول، تكون حكومة بلدنا قد جسدت إرادتها في مد من يعيشون تحت نير الفقر بالقوة التي تمكنهم من مساءلة حكومة بلدهم عن حقوقهم. ونحضكم أيضاً على إصدار إعلان للاعتراف بأهلية “اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” للقيام بتقصيات وبإجراءات عابرة للدول، حالما يصبح بلدنا دولة طرفاً في العهد، وفق ما يقضي به البروتوكول. كما ندعوكم إلى إظهار موقف قيادي بشأن هذه المسألة. فبتصديقها على البروتوكول لتصبح دولة طرفاً في البروتوكول، تظهر حكومة بلدنا التزامها بحماية حقوق الإنسان وباستئصال شأفة الفقر، في بلدنا وعلى نطاق العالم بأسره. ومن شأن ذلك أن يبعث برسالة مهمة إلى الدول الأخرى بأن الوقت قد حان لضمان تمكين ضحايا جميع انتهاكات حقوق الإنسان من الانتصاف. إن البروتوكول قد غدا ضرورة ماسة وخطوة ملموسة وشيكة نحو سد الثغرات التي تعاني منها منظومة الحماية الدولية لضحايا انتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ونأمل في أن تبادروا، بدوركم، إلى المشاركة في تعزيز الاعتراف بهذه الحقوق، وفي فتح الأبواب أمام جميع الضحايا لالتماس العدالة. كما نأمل في أن تكون هذه فرصة مواتية لمواصلة العمل مع حكومة بلدنا لدعم هذه الآلية. وسيكون من دواعي سرورنا أن نزودكم بأية معلومات إضافية في هذا الصدد وأن نجتمع لمناقشة هذه القضية. نشكركم جزيل الشكر على عنايتكم بهذه القضية المهمة. ونتطلع إلى السماع منكم حسبما تسمح به ظروفكم. وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير. http://journaliste-tunisien-96.blogspot.com/2010/12/blog-post_12.html
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – 75 شارع فرحات حشاد بنزرت 7001
بنزرت في 10 ديسمبر 2010 بــيــان
علم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن البوليس قد قام بإيقاف مجوعة من الشبان بمدينة العالية (18 كم جنوب بنزرت) بتاريخ 23 نوفمبر 2010 , والثابت أن هذه ألإيقافات نفذت عشوائيا بغير الإجراءات القانونية – كالمعهود لدى وزارة الداخلية التونسية. إذ منهم من أوقف في الشارع وهو في طريق العودة إلي مقر سكناه. وبعضا أخرا ألقي عليه القبض في مكان عمله. ومنهم من انتهك مقر سكناه بدفع الباب بقوة في الساعة الحادية عشر والنصف ليلا (23,30 ) حيث قام المفتشون بأداء مصرحية تفتيش كامل أجزاء المنزل بعد إلقاء القبض علي المقصود الشاب: مراد العكاري وحجز المصحف الشريف وانصرفوا به مشيعين ببكاء الأم والأطفال.
وفي ما يلي بعضا ممن تأكد فرعنا من إيقافهم منذ التاريخ المذكور : 2) الشاب : البشير ترعة . 3) الشاب : محمد الهذلي 4) الشاب : بدر بن حسين 5) الشاب : وليد بن حسن البجاوي 6) الشاب : وليد السويحي 7) الشاب : حمادي الزغواني 8) الشاب : مروان سليمان 9) الشاب : محمد طابية ومما يزيد في حيرة عائلات الموقوفين , خاصة الأمهات, عدم معرفة مكان إيقاف أبناهم . فكل مراكز البوليس وإداراتي المنطقة والإقليم , ينكرون وجود هذه الأسماء لديهم (!!)
إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت : — يطالب وزارة الداخلية باحترام القانون عموما, ومنه خاصة الفقرة التي تضبط مدة الإيقاف التحفظي ويحملها مسؤوليتها أمام التاريخ إذا أصيب المذكورين أعلاه بمكروه تحت التعذيب أنهم موقوفين في السر منذ 20 يوم ولم يتم إعلام عائلاتهم مما لا يسمح به القانون. — إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط باعتبارهم أبرياء.
عن فرع الرابط ببنزرت الرئيس عـلـي بـن ســالم
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 محرم 1432 الموافق ل 12 ديسمبر 2010
بيان بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
بعد أكثر من ستة عقود، لم يتمكن العالم المعاصر من التطور ولو تدريجيا باتجاه احترام ما تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من مبادئ وقيم وحقوق بل إن العالم يشهد مع كل احتفال بهذه الذكرى تراجعا خطيرا وابتعادا ملموسا عن تلك المبادئ والقيم والحقوق. وهو ما جعل الحركة الحقوقية في العالم تعبر عن مخاوفها حول مستقبل الإنسانية في ظل هذا التدهور المستمر لواقع الحريات وحقوق الإنسان في العالم الذي شمل كل الدول مع اختلاف فقط في درجة ونوعية هذه الانتهاكات. لتبق أغلب الدول العربية عموما في مقدمة قائمة الدول انتهاكا للحريات الفردية والعامة وابتعادا عن مقتضيات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان رغم مصادقتها على المواثيق الدولية وما جاء في دساتيرها وقوانينها وخطاباتها الرسمية ورغم احتفالاتها المتكررة بمثل هذه الذكرى. وفي الذكرى 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يمكن لمنظمة حرية وإنصاف من خلال ما رصدته على امتداد سنة 2010 عبر بياناتها اليومية وتقاريرها الشهرية وعلاقاتها بمكونات الحركة الحقوقية الوطنية والمجتمع المدني في تونس، واتصالها اليومي بالمتظلمين وعائلاتهم، يمكنها أن تؤكد على أن واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يشهد تدهورا مستمرا مما أدى إلى حالة من الانغلاق والاحتقان تهدد حقوق المواطنة، وفي تجاهل تام لمطالب المجتمع المدني حول حاجة البلاد الملحة لمبادرات وخطوات وإجراءات حقيقية باتجاه تنقية المناخ العام بالبلاد، وخاصة على مستوى حرية التعبير وحرية التنظم وحياد الإدارة واستقلال القضاء ومقاومة الفساد وسن العفو التشريعي العام والحد من البطالة وتحسين القدرة الشرائية للمواطن والتوزيع العادل لثروات البلاد بين مختلف الفئات والجهات، ومراجعة السياسة التربوية والثقافية لضمان مستقبل أفضل للشباب واستقرار حقيقي للمجتمع.
ومن أبرز ما شهدته الفترة الممتدة ما بين الذكرى 61 والذكرى 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في تونس تواصل مسلسل المحاكمات السياسية، كما تواصلت الاعتداءات والمضايقات ضد المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين ومحاصرة المنظمات الحقوقية رغم التعهدات الدولية للسلطة بحمايتهم، مع استهداف متزايد للصحافيين، وتنامي التضييق على الحق النقابي وتكوين النقابات في القطاعين العام والخاص، وتزايد عدد المطرودين والمسرحين من العمال رغم الاعتصامات والإضرابات، إلى جانب حرمان عدد كبير من المواطنين من حقهم الدستوري في استخراج جواز السفر وفي السفر، كل ذلك مع تواصل معاناة المعتقلين والمساجين والمسرحين والمهجرين من خلال الاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمات غير العادلة والمعاملة السيئة للمساجين والتضييق على المسرحين في معاشهم وحرمانهم من الشغل والتنقل والدراسة والعلاج ومن استرداد حقوقهم السياسية والمدنية ورفض الاستجابة لحق المهجرين في عودة كريمة وآمنة إلى وطنهم. ومن موقع مسؤوليتها الوطنية والإنسانية فإن منظمة حرية وإنصاف وبمناسبة الذكرى62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان توجه نداء حارا إلى مختلف مكونات الحركة الحقوقية الوطنية للعمل المشترك بفاعلية لوضع حد لهذا التدهور الخطير الذي تشهده بلادنا على مستوى الحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان من أجل إصلاحات حقيقية تساهم في تصحيح مسار البلاد باتجاه احترام ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
عريضة وطنية تضامنا مع سائق القطار علي العبيدي ومن اجل تحقيق شفاف ومستقل في حادث تصادم القطارين .
نحن النقابيون ونشطاء المجتمع المدني والمواطنون الموقعون أدناه وبعد ظهور نية لدى الإدارة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية لإلقاء مسؤولية حادث تصادم القطارين في شهر سبتمبر الماضي على سائق القطار علي العبيدي وبعد تنفيذ سائقي القطارات إضرابا احتجاجيا يوم 09 /12 / 2010 تضامنا مع زميلهم وللمطالبة بإعادة فتح تحقيق نزيه وشفاف يحدد المسؤوليات في ذلك الحادث بكل حيادية واستقلالية فإننا : 1 – نعبر عن تضامنا المطلق مع سائق القطار علي العبيدي ونرفض كل محاولة لتحميله وحده مسؤولة حادث التصادم القطارين ببرج السدرية في شهر سبتمبر الماضي . 2 – نطالب وزارة الإشراف بإعادة فتح تحقيق شفاف في ملابسات حادث تصادم القطارين وتشريك كفاءات جامعية معروفة بنزاهتها وحياديتها في التحقيق .
للإمضاء على العريضة يرجى إرسال الاسم واللقب والصفة إلى العنوان الالكتروني التالي :
Solidarite.tunisie@gmail.com
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة بيـــــــــان جندوبة في 10 ديسمبر 2010
أحيل الصحفي المولدي الزوابي على أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه سقوط بدني بعد ما تخلت محكمة الناحية بجندوبة عن القضية لإدلاء زاعم المضرة المدعو خليل المعروفي المعتدي الحقيقي بشهادة طبية بها سقوط بدني مستمر مقدر بـ6 بالمائة .
وتعود أطوار القضية إلى شهر افريل 2010 حيث اعترض المدعو خليل المعروفي احد عناصر الحزب الحاكم الصحفي المولدي الزوابي واعتدى عليه بالعنف الشديد وسلبه وثائقه الشخصية ووسائل عمله ولما تقدم الزوابي بشكاية في الغرض تم حفظها وتحول إلى جاني في قضية ثانية قدمها المعتدي الحقيقي وهكذا تحول الضحية إلى متهم وقد تطوع عدد هام من المحامين التونسيين ومحام جزائري للدفاع عن الصحفي المولدي الزوابي حيث بينوا براءة منوبهم بالأدلة والقرائن من التهم المنسوبة إليه وطالبوا بالتحرير على الشاكي والشهود وإعادة الاختبار الطبي والحكم بعدم سماع الدعوى.
غير أن المحكمة رفضت الاستجابة لطلب الدفاع وقضت يوم 8 ديسمبر 2010 بتخطية الصحفي المولدي الزوابي والحكم للشاكي بالمليم الرمزي . والمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة إذ يذكر بموقفه المبدئي المضمن ببيانه الصادر في الغرض بتاريخ 17 جويلية 2010 والمتمثل في تضامنه الكامل مع الصحفي المولدي الزوابي وتأكيده على أن ما تعرض له مخالف للقانون والإجراءات ومطالبته بتبرئته وتتبع المعتدي الحقيقي. فانه يؤكد من جديد على أن محاكمة الصحفي المولدي الزوابي هي محاكمة رأي على خلفية نشاطه الصحفي الكاشف للمستور ولمعاناة المواطنين وان الحكم الصادر ضده مخالف للقانون.
عن المكتب التنفيذي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة سليم التيساوي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (في السنة الـ33 من وجودها القانوني = 18 سنة قبل نوفمبر 87) فرع قليبية – قربة (في السنة الـ5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني المضرب عليه = 10 سنوات بعد نوفمبر 87، وبعد أكثر من شهر على الخطاب الرئاسي الرسمي في 07 نوفمبر 2010) أليس لنا الحق في الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان؟
جميع شعوب العالم، المحبة للسلام، ومن بينها الشعب التونسي تحتفل كل سنة باليوم العالمي لحقوق الإنسان في اليوم العاشر من ديسمبر (وهو اليوم الذي أصدرت فيه منظمة الأمم المتحدة البيان العالمي لحقوق الإنسان وصادقت عليه الدول المستقلة)، وهذا يعني بكل وضوح أن الدولة التونسية معترفة بهذا البيان العالمي ومعترفة بواجباتها نحوه، وأنه من أبسط هذه الواجبات تطبيق بنوده وإلاّ فإنه لا توجد أي فائدة، أو قيمة، في هذا الإعتراف (إذا لم يتجاوز المعرفة الكلامية الخالية من التنفيذ والتطبيق) إلاّ من باب “سَرّنا بكلام، فسررناه بمثله”، فتكون المسألة كلاما في كلام في كلام، وهو ما يعبّر عنه التونسي بلفظة “دَقْ حْنَكْ” !، وقد عانينا طيلة 54 سنة من “دق الحنك” هذا، فكان له تأثيرُه السيئ على قلوبنا وعقولنا وأبداننا ونفسياتنا، وصرنا في شوق كبير لأن نرى شيئا، ولو قليلا، من “دق الحنك” مجسما في الواقع، يتنفس معنا ونراه، ونتحاور معه، ولا بأس أن يعارضنا ونعارضه، يوافقنا ونوافقه، يصاحبنا ونصاحبه، لكن لا شيء من هذا ظهر، وبقيت السلطة وحدها تطبل وتبندر وتزكّر لـ”حقوق الإنسان” وإنجازاتها العظيمة في مجال حقوق الإنسان وغرس ثقافة وتربية حقوق الإنسان، وأنها هي التي جعلت من حقوق الإنسان مادة تُدَرّس في المدارس والم عاهد والكليات، كما جعلت منها مادة من مواد الدستور، وتعترف بها منظمات خارجية لـ”حقوق الإنسان.لكن السلطة، في غمرة تطبيلها وتزكيرها وتبنديرها لحقوق الإنسان تجد نفسها وحيدة في الركح ترقص، وأتباعها، تحت الركح، يصفقون لها بكل حرار”تِهم” المعهودة وحماسهم الوطني المعروف. أمّا نشطاء حقوق الإنسان ودعاتها وأنصارها والمناضلون الحقيقيون في سبيلها، فإنهم مراقبون الرقابة اللصيقة، لا تغيب عنهم “عين” ولا أذن، ولا أنف ومقراتهم مُحْكَمة الغلق والمحاصَرة، ببوليس دائم الحركة والتدخل الصارم، بتعليمات جائرة وغير قانونية. أمّا من يحركه ويُنزل عليه تلك التعل يمات، فهذه أسرار لم يبح بها ويكيليس ولا الـ” فْ. بِ. آيْ” ولا الـ”C.I.A” ولا الـ”K.G.B”رغم أنه ليس من أسرار المريخ ولا زُحَل، ولا من أسرار أيّ إمام شيعي مُغَيَّب. لكنه في الحقيقة تغييب متعمّد للقانون في دولة القانون، لتتسيَّد علينا وفي واقعنا سلطةٌ موازية هي سلطة التعليمات البوليسية الجائرة. ومن أين تستمد هذه السلطة شرعيتها، وهل لمجلس النواب والمستشارين (والسؤال موجَّه بالتحديد إلى السادة: محمد حرمل، ومحمد مواعدة، ومحمد شندول، ورضا الملولي) علم بها وبمخاطرها على المجتمع المدني وثقافته وتنميته وجمعياته وأحزابه؟ أم أن مثل هذه المؤسسات الدستورية د خلت ضمن جوقة ” الوي، وي” التي لا تعرف رفضا لشيء، وتوص للقرارات وهي نائمة؟
إننا جزء من الشعب التونسي وممنوعون من الإحتفال بهذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان رغم أننا متمتّعون بحقوقنا السياسية، إلى الآن، ولم يصدر في شأننا حكم محكمة يسلب منا هذه الحقوق، ويخرجنا من مجموع الشعب التونسي، (الذي نحن منه، وحبه العميق يجري في دمائنا مجرى الروح والدم) أو يطردنا من البلاد، أو يسهّل علينا الخروج” الإختياري” للعيش في الغربة، ورمي وراءنا” سبع حجرات”؟
إننا رغم كل شيء نعيش هذا الإحتفال في نفوسنا، نفكر فيه ونتنفسه باستمرار، بكيفية لا تغيب عنا هذه الحقوق، في تعاملاتنا المختلفة، وفي تصرفاتنا وعلاقاتنا، دون أن تتحكّم فينا “بَلْطَجةٌ” ولا تعليمات جائرة ، فهل يقدر البوليس على محاصرة تفكيرنا وأحاسيسنا وتصرفاتنا؟
إن العالم صار يعرف من هم جنود حقوق الإنسان ومن هم أعداؤها، إذ ليس من الضروري أن نعلن أن هؤلاء الأعداء هم هؤلاء الذين يدوسون حقوق المواطن ويحاصرونه في منزله، دون قرار قضائي، وهم الذين لم ينج منهم خيالُ قَـصّاص ولا فكر مثقف، ولا موقف سياسي يرفض السير ضمن القطيع. فلنناضل جميعا من أجل حق الإختيار والتنظم والإنتماء لكل المواطنين، وحق كل أديب ومفكر وفنان تونسي في نشر أدبه وفكره وفنه. أما حجز الكتب في المطابع ورفض تسليمها لأصحابها فأمر هو من مهمة السلطة القضائية وحدها وليس من مهمة البوليس (سواء كان سياسيا، أو عاما، أو خاصا)، ومن العار علينا، وعلى البوليس، في تونس، أن يحشر نفسه في مثل هذه الأمور البعيدة عنه والخارجة عن نطاقه ومهماته، فمتى يفهم حدوده ويتركنا في حدودنا، التي رسمها، ويرسمها العقد الإجتماعي الذي يربط كل التونسيين عبر دستور بلادهم وقوانينها مثلما نعامله ونتصرف معه، في حدود العقد ال مشار إليه؟ ليت كل الأطراف تعرف حدودها وتلتزم بمواقعها، فتحترم غيرها وتُحتَرَم، في إطار من العلاقات الإجتماعية الحميمة.
وأخيرا فإننا، من جهة أخرى، نعبر عن ارتياحها لِمَا توصلت إليه الأطراف المتفاوضة في قضية الرابطة، وليت الصامدين في الرابطة وحولها يرون نتائج صمودهم، حتى الدافع القوي لهم ولأنصار الحرية، حاضرا ومستقبلا، وما ضاع حق وراءه مُطالب و:
ما نيلُ المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غِلابـا وما استعصى على قوم منال*** إذا كان، لهم الإقدام رِكابا
رئيس الفرع: عبد القادر الدردوري قليبية في 10 ديسمبر 2010
راضية النصراوي وحمّه الهمّامي بيــان
نحن الموقّعين أسفله، الأستاذة راضية النصراوي، المحامية ورئيسة الجمعيّة التونسية لمقاومة التعذيب، وحمّه الهمّامي، النّاطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي ومدير جريدة “البديل” المحظورة، نعلم الرأي العام أنه في هذا اليوم، الذي تحتفل فيه الديمقراطيات والديمقراطيون عبر أنحاء العالم، بالذكرى 62 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، شدّد البوليس السياسي الحصار على الحيّ الذي نسكنه بالمنارالأوّل (تونس).
إنّ حوالي 20 عونا بالزي المدني، الذّين يمتطون سيارات ذات شبابيك داكنة، ودرّجات نارية كبيرة الحجم ومترجّلين، حاصرونا هذا الصباح، حوالي الساعة العاشرة، طيلة المسافة التي قطعناها خارج الحي ولم يتورّع بعضهم من مرافقتنا داخل “المصحّة” حيث كانت راضية ستجري بعض الفحوص، وكان من الواضح أنّهم يريدون مضايقتنا أو ربّما اختطاف حمّه الذّي خرج من السرّية أو منعه من حرّية الحركة.
إنّ مقر سكنانا يخضع للمراقبة البوليسية بشكل دائم، وبالخصوص منذ أن دخل حمّة السرّية في أكتوبر 2009. وما تشديد هذه المراقبة اليوم في الذكرى 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلاّ دليل على الحصار المضروب على الحريات والحقوق في ظل نظام بوليسي معادي للديمقراطية. إنّ حالتنا ما هي إلاّ صورة لما يتعرّض له كلّ الدّيمقراطيين والديمقراطيات في تونس منذ ما يزيد عن العشرين سنة.
إننا نستغلّ هذه المناسبة للتنديد بما نتعرّض له ويتعرّض له المناضلات والمناضلين من قمع منهجي.
إنّ ابنتنا سارّة (11 سنة) أصبحت تعيش في حالة رعب دائم خوفا من أن تختطف في الشارع وتتعرّض للاعتداء بمعيّة والديها، على أيدي أشخاص مجهولين الهويّة، وإن كانوا ينتمون إلى سلك البوليس السياسي، ويتصرّفون دون حسيب أو رقيب.
إننا ندعو كل الدّيمقراطيين والدّيمقراطيات إلى رصّ الصفوف في وجه الممارسات الفاشستية المتفاقمة منذ أشهر والتي تهدد الجميع مهما كان انتماؤه الفكري أو السياسي. كما نطالب في حقّنا في التعبير عن آرائنا وفي التنقّل بكلّ حريّة وفي العيش بأمان وبالتالي رفع الحصار المضروب على مقرّ سكنانا.
تونس في 10 ديسمبر 2010 راضية النصراوي 25339960 حمّه الهمّامي 22795779
المحامي سمير ديلو لـ”قدس برس”: يجب إلغاء قانون مكافحة “الإرهاب”
تونس – خدمة قدس برس
يوافق الاحتفال في تونس بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرور سبع سنوات على سنّ قانون مكافحة “الإرهاب” الذي اعتبره حقوقيون وباحثون مدوّنة جنائية إضافية ويطالبون بإلغائه وهناك من يصفه بالقانون “سيّء الذكر”. وعادة ما يثير تاريخ صدور هذا القانون سخرية المراقبين، فحسب المحامي سمير ديلو فإنّ تزامن قانون لا دستوري يضطهد الحقوق والحريات مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو بمثابة عقد مؤتمر لمنظمة السلام الأخضر في مفاعل نووي أو استدعاء منظمة العفو الدولية لحضور عملية تنفيذ حكم بالإعدام، وفق تعبيره.
والجدير بالذكر أنّ القانون التونسي لم يعرف مصطلح الإرهاب قبل تعديل سنة 1993 الذي أضاف للمجلة الجنائية الفصل 52 مكرر، ثمّ جاء قانون 10 ديسمبر 2003 لـ”مكافحة الإرهاب و منع غسيل الأموال” بما يشبه المجلة الجنائية الجديدة مشتملا على أحكام استثنائية في التتبع والمحاكمة والعقوبة. وبخصوص مدى نجاعة هذا القانون وتطبيقاته في الحدّ من شبح العنف والإرهاب في تونس كما تدّعي السلطات يشير سمير ديلو رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إلى أنّه لا توجد إحصائيات وأرقام رسمية ذات مصداقية يمكن الاستناد إليها لتبيّن ذلك. ويشدّد ديلو في تصريح خاص لوكالة “قدس برس” على أنّ القانون المذكور لم يكن استجابة لحاجة واقعية أو جوابا عن تحدّ إرهابي ملحّ، بل إنّ الخطاب الرسمي يشكو من تناقض صارخ بين إشادة بالأمن والاستقرار من جهة وتضخيم الأخطار الإرهابية من جهة أخرى، لتبرير التعاون الأمني الوثيق مع الدول الغربية وتمرير القوانين اللادستورية والمضيقة على الحريات الفردية و الجماعية، على حد تعبيره. “كما أنّ تطبيقات هذا القانون التعسفيّة أمنيّا وقضائيّا توشك أن تجعل من الإرهاب الافتراضي إرهابا حقيقيّا إن تواصلت ممارسة التعذيب الواسع والمنهجي وتطبيق المراقبة الإدارية التعسفية مثلما حصل في القضية المعروفة بـ” مجموعة سليمان” عام 2006 عندما تحصّنت مجموعة مسلحة بأحد الجبال جنوب العاصمة تونس، وقد كانت بداية تشكلها من مجموعة من الشبان أصيلي الساحل التونسي كانوا فارين من اضطهاد المراقبة الإدارية الأمنية بمدينة سوسة”، يضيف المتحدث.
وحول البدائل التي تطرحها المنظمات الحقوقية لمعالجة التحديات الأمنيّة المستجدة يقول المحامي سمير ديلو “لابدّ أوّلا من إلغاء قانون مكافحة الإرهاب فهو غير قابل للتنقيح والتحسين”، حسب تقديره، مضيفا أنّ الحل الوحيد يكمن في إلغائه ومعالجة آثاره المدمرة بالإفراج عن ضحاياه و تغيير أسلوب التعامل مع الشباب المتدين والشبان المقتنعين بفكرة الجهاد في العراق وأفغانستان بمحاورتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم وفسح المجال لهم لممارسة أنشطة جمعياتية وسياسية حرة تستوعب طاقاتهم وتمكّنهم من المساهمة في تنمية وطنهم”. ويعتبر ديلو أنّ مثل هذه المقترحات هي الكفيلة بإزالة ما تعلّق بصورة تونس من أخبار مفزعة عن التعذيب والمحاكمات غير العادلة وحرمان الآلاف من العمل والدراسة والتنقل والسفر.
وفيما يتعلق بمدى حماس المحامين للدفاع في ملفات مكافحة ما يسمى الإرهاب بيّن سمير ديلو أنّ عدد المحامين في هذا السياق يبقى محدودا نسبيا، لكنّ ما يبعث على التفاؤل، حسب رأيه هو تزايد عدد المحامين الشبان الذين لا يكتفون بالترافع أمام المحاكم بل يدعمون صفوف العمل الحقوقي للتنديد بالانتهاكات وفضح ممارسات التعذيب. لكنّ بعض المدافعين عن حقوق الإنسان يظهرون أحيانا حماسا متفاوتا حسب الهوية الفكرية والإيديولوجية لضحايا الاضطهاد، على حد تعبير سمير ديلو.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 10 ديسمبر2010)
الملف الصحفي حول قضية المهجرين في جريدة الموقف ليوم 10 ديسمبر 2010
مع كل الشكر باسمكم جميعا لإدارة الموقف على جرأتها في طرح الموضوع في تونس وعلى تعاطفها مع قضيتنا العادلة. عن المكتب
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين هل تتغلب إرادة» العودة « على المصاعب؟
انعقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين يومي 20 و 21جوان 2009 بالعاصمة السويسرية جينيف، بحضور عدد كبيرة من المؤتمرين والضيوف والإعلاميين. وشارك في المؤتمر نحو 105 مؤتمرا من 13 بلدا أوروبيا ومن دول وقارات أخرى مثل استراليا وكندا والسودان… ومثّل المؤتمرون من فرنسا وسويسرا وألمانيا أغلبية المؤتمرين. وحضر المؤتمر عدد من الضيوف من تونس، وكانت كل أطياف الساحة السياسية والحقوقية التونسية ممثلة في المؤتمر، ما عدا الحزب الحاكم والسلطة، التي أحجمت لجنة إعداد المؤتمر عن توجيه دعوة لممثليها. كما حضرت المؤتمر وجوه سياسية سويسرية بارزة وألقت في الحضور كلمات ترحيب ومساندة مؤثرة. وعلى اثر عودتهم إلى تونس تعرض عدد من الضيوف لتنكيل شديد وصل حد التعنيف للأساتذة راضية النصراوي وعبد الرؤوف العيادي وعبد الوهاب معطر انتقاما من مشاركتهم في المؤتمر.
وشهدت جلسات المؤتمر نقاشات معمقة حول» هوية المنظمة الوليدة وأهدافها ونوعية الخطاب المطلوب «و »برز توجهان متضادان: توجه حقوقي بحت يدعو للحوار وتجنب التصعيد، وتوجه سياسي حقوقي يركز على الضغط الميداني والسياسي لانتزاع حق العودة « وتم التوافق على السعي إلى » البحث عن خيار وسط توافقي يركز على نقاط الالتقاء. واقترحت )رئاسة المؤتمر( على الحضور تشكيل لجنة من أربع أشخاص لصياغة الأفكار المشتركة.
ونجح المؤتمر وفق تقييمات بعض المراقبين في «تجميع الشتات المهجري من مشارق الأرض ومغاربها على أرضية واحدة وهو موضوع العودة في إطار مقاربة وطنية شاملة، أي انه أعاد ترتيب سؤال العودة ضمن سياق ملف النضال الوطني، عل حد تعبير نورالدين الختروش الرئيس الأول للمنظمة. كما وضع المؤتمر «مسألة العودة في مربع المطلب الحقوقي العام، بعد أن تشرّد في أقبية ودهاليز التسويات الفردية مع ما صاحبها من ابتزاز سياسي وأخلاقي في جل الحالات .»المؤتمر، وفق القائمين عليه، أنجز على خلفية تسهيل عودة المهجرين، وابتعد المؤتمرون ما استطاعوا عن دائرة المزايدة بوضع إنساني، وكان جوهر رسالة المؤتمر للسلطة هو «أننا لا نبحث عن غبار معارك جديدة مع خصومنا بل نبحث عن حل شامل ومقبول لذلك الملف .» لكن المؤتمر لم يخل من رسائل سياسية للسلطة التى « تعاملت مع ملف العودة من زاوية التوظيف السياسي الفج وقصير النظر، وقد أثبت المؤتمرون قدرا عاليا من المسؤولية الوطنية وعبروا من خلال إقرارهم للائحة العامة عن رغبة واضحة ومعلنة في تجاوز آلام الماضي لحساب أشواق المستقبل والمصلحةالعامة .»
لكن المنظمة ومباشرة بعد المؤتمر دخلت في أزمة عطلت سيرها وشلت حركتها، وأجبرت رئيس المنظمة نور الدين الختروشي على إعلان رغبته في الاستقالة ثم عدوله عن ذلك، ثم وفي مرحلة ثانية وخلال الهيئة الإدارية الأخيرة للمنظمة أعلن الختروش انسحابه من الرئاسة.
ويعيد السيد الفرجاني، وهو احد ابرز الفاعلين في المنظمة، هذه الأزمة إلى الإخلالات التي رافقت تأسيس المنظمة ومن بينها عدم مصادقة المؤتمر على « القانون الأساسي الذي أعد بعناية فائقة وكان ضروريا لحسن سير المنظمة بعد المؤتمر خصوصا ». و إلى التسرع في انتخاب المكتب التنفيذي كهيئة تنفيذية ثانية وموازية للرئاسة ضمت رئيس المؤتمر في حين لم يتم الحرص على انتخاب الهيئة الإدارية التي تمثل أعلى سلطة تشريعية بين مؤتمرين وتراقب عمل مؤسسات المنظمة. وبذلك خرجت المنظمة من المؤتمر برئيس ينازعه مكتب تنفيذي في الصلاحيات التنفيذية مع غياب قانون أساسي كمرجعية ودون هيئة إدارية منبثقة من المؤتمر، على حد تعبير الفرجاني.
وخلاصة الأمر أن المنظمة خرجت من التأسيس ببعض الهنات على المستوى التنظيمي وباختلاف كبير في مستوى الرؤى التصورات العامة التي يجب أن تحكم المنظمة وهو ما عطل نشاطها قبل أن تبدأ في التعافي من جديد. … وضع المنظمة الآن ومجمل العقبات التي مرت بها، حاولنا تطارحها في حوار مع الأستاذ عماد الدايمي منسق المنظمة الذي قبل مشكورا إجراء هذا الحوار.
عماد الدايمي منسّق المنظمة الدولية للمهجرين للموقف
بعد تجاوز صعوبات » الولادة « المنظمة تستعيد زخم التأسيس
عماد الدائمي، مهندس وخبير في أنظمة معلوماتية، واحد من الوجوه المهجرية البارزة، وهو منسّق «المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين » بعد ان ترأس المؤتمر لأول للمنظمة الذي انعقد بجينيف يومي 21 و 22 جوان 2009 . مهجّر عن تراب الوطن منذ نوفمبر 1991 وله كتاب «المهجّرون التونسيون: من هم؟ » الذي سيصدر في الأيام القريبة القادمة في باريس. 1 – كيف تقيمون أداء المنظمة الدولية للمهجرين بعد عام ونصف من تأسيسها، وهل ُتقدرون أنها حققت خلال الفترة الماضية ولو جزءا من الأهداف التي من اجلها أنشئت؟
إن تأسيس “المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين” والزخم الكبير الذي واكب التأسيس وتلاه كان في حد ذاته إنجازا كبيرا للجسم المهجري التونسي الذي ظل طيلة عقدين كاملين رافدا لكل نضالات الوطنيين داخل البلاد وداعما لكل قضاياهم العادلة دون أن يلتفت لقضيته المباشرة قضية العودة للبلاد بعد طول تهجير.
وقد تمكنت المنظمة، بفضل تكاتف أعضائها وإيمانهم بعدالة قضيتهم وتحليهم بروح المسؤولية، من تجاوز الصعوبات والعوائق الذاتية والموضوعية التي كادت تعصف بها إثر ولادتها. وهي اليوم تتقدم بخطى متسارعة على درب إنجاز الأهداف التي اُنشئت من أجلها وتنزيل خطة العمل المتدرجة التي حددتها على هدي من مقررات المؤتمر التأسيسي وتوصيات الهيئة الادارية. حيث استكملت بناءها الداخلي، ثم توجهت الى الرأي العام المهجري تأطيرا وإقناعا بالمشروع وبجدوى العمل المنظم المشترك من أجل تحسين شروط العودة ووقف مسار الابتزاز والمساومة المعتمد من قبل المصالح القنصلية والأمنية. وتوجهت اثر ذلك الى الرأي العام الوطني والعربي والدولي تعريفا بالقضية وتحسيسا بعدالتها، واكتسبت تعاطفا واسعا داخل الوطن وخارجه. وقد أطلقت المنظمة أخيرا مرحلة جديدة هي مرحلة العمل الميداني المدعوم بتغطية اعلامية مكثفة من أجل التصدي للممارسات الابتزازية والمطالبة بحل عاجل وشامل لوقف المظلمة. ولا شك عندنا أن تحسين شروط العودة نسبيا، خلال هذه الصائفة، والتقليص من المضايقات للعائدين حديثا، إنما تيسر بفضل مجهوداتنا جميعا في التعريف بالقضية والإستنفار لها.
بقي أن أشير الى هدف آخر بدأت المنظمة تحقيقه ونأمل أن تتقدم فيه أشواطا أكبر في المدة القريبة القادمة هو هدف الحفاظ على ذاكرة المهجر، وتقديم خلاصات التجربة المهجرية التونسية ودروسها ورواياتها لعموم التونسيين وللأجيال القادمة.
2 – البعض يرى أنها فقدت الكثير من الزخم الذي رافق لحظة انبعاثها، هل توافقون هذا الرأي؟
لا شك أن المنظمة فقدت في مخاض التكوين والبناء بعضا من زخم التأسيس، حيث اصطدمت الاحلام والطموحات العظام التي ولّدها حدث المؤتمر التأسيسي المتميز (الذي حضره أكثر من 150 مهجّرا تونسيا قدموا من القارات الخمس) بصعوبات التنزيل في أرض واقع شديد التعقيد، وعلى أيدي فاعلين متعددي الرؤى والتصورات، ومتنوعي المشارب السياسية والفكرية، ومختلفين في الكثير من الأمور ولكن مجتمعين على ضرورة إيجاد حل عادل يكفل عودة آمنة وكريمة لكل المهجّرين. وقد كان السلوك الطبيعي أن انكفأت المنظمة الوليدة على نفسها طيلة أسابيع عديدة من أجل إتمام بناء هياكلها وحل مشاكلها وضمان وحدتها، قبل أن تعود من جديد للفعل الخارجي وتنفيذ خطة العمل واصدار المواقف. وهو ما أنتج حالة من الترقب لدى عدد من المهجّرين والمتابعين خارج البلاد وداخلها. ولكننا نجزم اليوم أن المنظمة هي بصدد استعادة زخم التأسيس بنسق متسارع في ارتباط بتقدمها في تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها.
3 – هناك من يرى أن الخلافات التي جرت داخل المنظمة أثرت على أدائها كيف تردون على ذلك؟ وما هي طبيعة هذه الخلافات، هل هي شخصية أم هي تتعلق بالتوجهات والتصورات العامة التي يجب أن تقود المنظمة؟
لا ننفي أن آداء المنظمة الخارجي تأثر كثيرا في البداية بالاختلافات في التقدير التي هي أمر طبيعي في العمل الجمعوي. ولكن الأكيد أن تلك الخلافات لم تكن ذات صبغة شخصية، كما لم تتعلق بالخط العام والتوجهات الكبرى للمنظمة التي حددها المؤتمر بوضوح. بل كانت متعلقة بتصورات شكل ادارة المنظمة. وقد حُلّ الخلاف، عبر الهيئة الادارية، بشكل حضاري تميّز بكثير من المسؤولية والحكمة في التعامل. وانتقلت المنظمة اثر ذلك إلى الفعل والحراك.
4 – ما هي ابرز التحديات والعوائق التي واجهتكم خلال الفترة الماضية؟
لقد كان التحدي الأكبر الذي واجهنا منذ تأسيس المنظمة هو الحفاظ على التوازن الصعب في الخطاب بين سلوك المطلبية والتدرج مع تجنب التصعيد والتشنج من ناحية، وبين الضغط والإحراج والدفاع عن الثوابت والمبدئية من ناحية أخرى. ونحسب أن خطابنا تطور تدريجيا بالممارسة والنقد البناء من قبل زملائنا في المنظمة وعموم المهجّرين والمتابعين.
أما عن أبرز العوائق التي تعرضنا لها فأذكر عائقين رئيسين: الأول هو عدم تفاعل السلطة مع مطالبنا العادلة، رغم كل الخطوات التي قمنا بها تجاهها. حيث قمنا بحملة مراسلات مكثفة إلى الجهات الرسمية من أجل المطالبة بحل القضية وطي صفحة الماضي شملت السادة رئيس الجمهورية والوزير الأول وزراء الخارجية والعدل والشؤون الاجتماعية، ورئيسي البرلمان ومجلس المستشارين، وقرابة الخمسين نائبا من نواب البرلمان، إضافة لمراسلة أغلب السفراء والقناصل التونسيين في العالم. ولم نلق لحد الان أي ردّ، مما يؤشر على غياب أي إرادة سياسية لوقف نزيف الغربة المفروض على أكثر من ألف تونسي في مشارق الارض ومغاربها، ولوقف أساليب الابتزاز السياسي والأمني والمالي التي تمارسها بعض المصالح القنصلية تجاه بعض الراغبين في “تسوية الوضع الاداري” والعودة للبلاد. ولو توفرت الارادة السياسية لتم حلّ القضية في أسابيع معدودة. وقد عبرنا مرارا عن استعدادنا للحوار والتفاوض لا على حقنا المقدس في العودة بل على آليات تنزيل ذلك الحق وجدولته.
أما العائق الثاني وهو متعلق بالأول، فيتمثل في يأس العشرات من المهجّرين التام من أي امكانية للعودة في ظل الوضع السياسي الحالي وعدم ثقتهم في أي ضمانات قد تعد بها السلطة، وهو ما يجعلهم غير معنيين بأنشطتنا.
5 – من المؤاخذات التي توجه إلى المنظمة هيمنة لون سياسي معين عليها، كيف تردون على هذه المؤاخذات؟
يكفي اليوم النظر لتركيبة المكتب التنفيذي للمنظمة للتأكد من أن هذه الفرضية خاطئة ومجحفة. حيث أنه يضم أعضاء ممثلين لأغلب مكونات الطيف السياسي المعني بمأساة التهجير كما يضم مستقلين. والمكتب ليس إلا إفرازا للفسيفساء المشكّلة للجسم المهجري التونسي الثري بتعدده وتنوعه. ولعل هذا التوازن والتمثيل هو سرّ الإجماع الوطني الذي تحقق حول قضية عودة المهجّرين في الفترة الأخيرة.
6 – بين من يدعون إلى حصر مهام المنظمة في المطالب المباشرة المتعلقة بالعودة إلى تونس، وبين من يطالبون بان تكون للمنظمة رؤية إستراتيجية تضع ملف العودة في إطار اشمل أي ضمن حل سياسي شامل لملف المهجّرين، بين هذا وذاك اين يجب أن تتموقع المنظمة حسب رأيكم؟
المنظمة تموقعت حيث وضعها المؤتمر التأسيسي، الذي اختار لها هوية مطلبية قانونية ووضع لها سقفا سياسيا لا يتعدى حدود استعمال وسائل الضغط المدني السلمي من أجل ايقاف مظلمة التهجير وتوفير شروط العودة الكريمة والامنة لأرض الوطن. غير أن معنى العودة الكريمة لا يقتصر في نظرنا على استرجاع جواز السفر والعودة الفردية الى ارض الوطن بل يفترض أيضا استرداد الحقوق المدنية بما فيها الحق في الفعل السياسي والمشاركة في الشأن العام دون قيد أو شرط.
وحيث أن نظرة المهجّرين لطبيعة العودة المنشودة تختلف من فرد لأخر (من عائد للاصطياف وزيارة الأهل مع تطليق السياسة ثلاث وصولا إلى راغب في العودة النهائية للبلاد للنضال والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية أو الجمعياتية)، فإن المنظمة تعتبر نفسها اطارا لخدمة كل أصناف العودة تلك، مع اعتبار أن نقطة الالتقاء بين كل تلك “المشاريع” والتصورات هو مبدأ العمل المشترك من أجل تحقيق العودة الكريمة للجميع .. فقط!
أما الحديث عن أبعاد استراتيجية كبرى، وعن حل سياسي شامل لملف المهجّرين فهو من قبيل الخلط بين دور منظمة مثل منظمتنا ودور الأحزاب السياسية المعنية بالعمل من أجل التفاوض مع السلطة أوالضغط عليها أو “المقاومة ” أو “المشاركة ” من أجل ايجاد الحلول الشاملة…
7 – أخيرا هل من فكرة عن البرامج او الخطط المستقبلية للمنظمة، وكيف تتصورون إمكانية تطوير آدائها؟
إن آداء المنظمة هو بصدد التطور والتصاعد. ونحن، في المكتب التنفيذي، نجتهد كل يوم للرفع من وتيرة حراكنا وذلك عبر استنفار عزائم وإرادات أعضاء المنظمة في مختلف المهاجر، الذين هم في أغلبهم من الكفاءات وأصحاب الخبرات العلمية والتجارب المؤسساتية حيثما كانوا، عبر حركية إعلامية داخلية مكثفة.
غير أننا حريصون في الآن ذاته على إتباع المنهجية المطلبية التدرجية التي اعتمدها المؤتمر التأسيسي، دون حرق للمراحل أو خلط للأوراق. وقد دخلنا أخيرا مرحلة التحركات الميدانية الاحتجاجية أمام التمثيليات الدبلوماسية التونسية في بلدان مهجرية شتى، من أجل الضغط الإعلامي والسياسي حتى تتوقف نهائيا كل الممارسات الابتزازية التي تمس من كرامة المهجرين ومن سمعة البلاد. وستتلو هذه التحركات خطوات تصاعدية سنعلن عنها في الإبان. وندعو في الختام كل الوطنيين الأحرار للاصطفاف إلى جانبنا ومساندة حق شركائهم في الوطن المحرومين منه في العودة الكريمة والآمنة والشاملة، كي يلتئم الشمل ويجتمع الشتات ويعود الدر إلى معدنه.
خواطر مهجر ية على جناح الريح.. للوطن الحبيب ألف قبلة وألف سلام
بقلم نور الدين العويديدي
ما الغربة.. ما الفراق وما التهجير وما الوطن؟. هي أوجاع كلها.. مغروسة عميقا في ثنايا الروح، وبين تلافيف القلب، وفي خلايا الجسد. ينشؤها العصف والجور وتقلب الأيام، وتنتهي بِبلِّ صدى الروح، وريّ ظمأ القلب العائد بعد سنين الوحشة والهموم، أو ينهيها الموت، حاصدا معها … آمالا عظيمة، وأحلاما كبارا، لا تشفى منها الصدور حتى تصير رمسا ورميما في ظلمات القبور.
لحظة الميلاد العابرة تنشأ منها الحياة، معجونة بالبكاء وبالنور وبالنفس الجديد وبالألم.. إنها لحظة فارقة تؤلم الوليد، إذ تحرمه من عشه الدافئ المألوف في الرحم، وتقذف به في عالم غريب جديد، بخيره الكثير وشره الأكثر، وتحكم عليه حكما أبديا، لا تعقيب عليه ولا انمحاء له: أن يكون له أهل وأرض ووطن .. هي لحظة التأسيس، طور من الخلقة، وبدء الوجود في عالم الناس والأشياء، تحكم هذا الكائن الذي أُنزل إلى الأرض كي يهيم في فلواتها البعيدة ويشقى، ويجوب أطرافها التي لا دُحت، فيجوع ويعرى ويضمأ ويضحى.. يكتشف ويتعلم، ويبني ويهدم، وفي رحلة الكدح الطويلة قد يتوه.. لكنه يظل مشدودا بوتد وحبل غير مرئي إلى شيء جميل يُسمى أهل، ويسمى أرض، ويسمى وطن.. بعض الناس ينكره ويتناساه حتى ينساه، وبعضهم يقيم فيه بروحه وهو عنه بعيد تفصل بينهما آلاف الأميال. في حقبة تائهة ولدتُ وولد جيلي.. وفي حقبة متفجرة نشأنا، وفي نشأتنا حلمنا أحلاما كبيرة كالجبال، وداعبت قلوبنا أشواق الحرية والكرامة والأمل الغد الأفضل الجميل لنا ولغيرنا. ناضلنا من أجل أحلامنا، واحترقنا بالأمل في نضالنا من أجل تحقيق تلك الأحلام الكبار العظام.
مضى الزمن، وكبر الجرح، وتضاعفت الآلام. ومع مضي الزمان كبرنا في الغربة والتهجير، وغادرنا شرخ الشباب مبكرا كأنما جاء وارتحل على عجل.. نشأت لنا ذرّية ملأت علينا ما شكوناه يوما من وحشة وفراغ، لكنها لم تملأ ثغرة بل ثلمة في القلب ظلت تكبر وتأكل من أرواحنا حتى تكاد تبليها وتحيلها من بعد الوجود إلى عدم.
أكثر ما يؤلمني في زمن الغربة والتهجير أن أرى أبنائي يكبرون على عيني، لا يعرفون من الوطن، الذي أحببته حد العشق الوله، إلا اسما باردا جافا لا روح فيه ولا غدق ولا ظلال.. وطن أحاول أن أجمّله في عيونهم بالكلمات وسرد الذكريات قدر ما يستطيع عاشق ولهان. لكن الوطن يا خليلي ليس كلمة تقال، مهما تحايل عليك أبوك أو أمك في تجميلها وتحبيبها إليك.
الوطن تراب نولد عليه، وظل نستظل به من شمس صيف حارقة، وماء نرتوي به من عطش في الأرواح قبل العروق، ودفء تتدفؤ به أرواحنا قبل أجسادنا من برد الشتاء. الوطن ربيع نقطف فيه زهر المروج وإن أجدبت، وصيف نأكل فيه من ثمر الأرض من لوز وعنب ورمان، وإن ذوت قبل الأوان، وخريف نتعلم منه أن كل شيء يفنى وينتهي كما ورق الأشجار الأصفر إلى زوال.
الوطن أهل وعشيرة وأقربون. أم وأب وإخوة وأخوات وأهل وأخوال وأعمام وأصدقاء صبا وذكريات من طفولة وشرخ شباب.. الوطن فكرة تنشأ في الأرواح، تُتلقى من ثدي الأم وبسمة الأب وكده وتعبه..
الوطن حياة، ولا معنى لوطن تصنعه، في ذاكرة طفل مغترب مهجّر، باغتراب أبيه وتهجيره، بضع كلمات تولد باردة شوهاء، مهما خرجت من قلب الأب حارة ملتهبة كالحب الأول أو كالنار.
الوطن عند المهجر ألم في سويداء القلب مقيم.. الوطن لذة وحسرة تستعاد في نفس المهجر إذا خلا إلى نفسه من مشاغل اليوم التي لا تنتهي. إنه ذكرى تستعاد حية نابضة كأنها لا تكف عن الكون والابتداء دوما من جديد. إنه صورة مجللة بالبهاء والجلال والألوان والروائح والطعوم، تحضر فجأة دونما استدعاء، كاملة كما عيشت يوما في الزمن الفردي السحيق، تأتي بعدها الآهات الموجعات، فالعبرات الخانقات الحارقات، ثم تغتسل الروح بالدموع وتشرب من الآلام حتى ترتوي، وتبرد الجمرة المتقدة السابحة دوما في لج الهوى المقيم قليلا ثم تستأنف الاشتعال.
هذا هو الوطن يا خليلي عند مهجر مغترب. إنه قطعة من جمال عُجنت طينتها بالشوق والألم والحلم والأمل. الوطن رحلة تقطعها الروح يوميا وكل حين، إذ تسرق نفسك من شواغل الأيام وضغط الحياة..
رحلة إلى لحظة التأسيس، وتراب البدء، وساعة الوجود الأولى في عالم الناس والأشياء، وما تلاها من أيام وليالي وآمال وآلام عظام، وهو حضن العائلة البعيد القريب، مثل قوس القزح حين كنت صغيرا، تجده قريبا منك، دانيا إليك كأنك تلمسه، ولكن لا تطاله، مهما فعلت، بيديك المتلهفتين لحضنه الكبير.. الوطن يا خليلي عند مهجر مغترب عودة للطفولة في مركبة الذكريات، لا تحدها إكراهات المكان ولا الزمان.. الوطن غوص في أعماق الذات حتى ملامسة الشقاء والنعيم..
الدوحة .. 4 ديسمبر 2010
( كاتب وصحفي تونسي، أصيل منطقة العويدات )بير صالح( من منطقة جبنياية ولاية صفاقس).
درس الفلسفة بكلية 9 افريل قبل ان يتحول في أكتوبر من سنة 1990 إلى المغرب لاستكمال دراسته هناك ومنها انتقل الى المملكة المتحدة حيث حصل على اللجوء السياسي.
عرف العويديدي بنشاطه الطلابي صلب الاتحاد العام التونسي للطلبة وتعرض للإيقاف والتعذيب عدة مرات قبل أن يقع تجنيده سنة 1986 في منطقة رجيم معتوق.
بطاقة تعريف مهجرية
رياض حجلاوي السيد رياض حجلاوي متحصل على شهادة الدكتورا في الفيزياء ويشتغل مهندس في مجال الإعلامية يقيم مهجّرا في فرنسا منذ بداية سنة 1990 . تبلغ مدة تهجير السيد رياض إلى حد تاريخ إصدار هذه البطاقة 19 ع شر سنة و 6 أشهر كاملة اضطر فيها لفراق أهله ووطنه تجنبا للمتابعات الامنية والمحاكمات السياسية التي وقعت في تونس في بداية التسعينات بسبب نشاطه النقابي في الجامعة التونسية. هو من مواليد 20 أكتوبر سنة 1964 ، أصيل قرية “العامرة” شهرت “قطرانة” التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الجنوبية، زاول تعليمه الابتدائي بقطرانة والثانوي بمدينة سيدي بوزيد ثم التحق بكلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس اين تحصل على شهادة الاستاذية في جوان 1990 .
نشط رياض في اطار حركة الاتجاه الاسلامي في بداية الثمانينات وتم اعتقاله في سنة 1986 والحاقه بالخدمة العسكرية بالجنوب التونسي ثم اعتقل مرة ثانية في شهر جويلية سنة 1987 وتم إيداعه السجن حتى شهر ديسمبر 1987 .
وإثر مغادرته السجن عاد الى الجامعة وانهى دراسته في جوان 1990 التحق رياض بفرنسا في سبتمبر 1990 لمواصلة دراساته العليا ولم يستطع العودة للبلد لأنه حوكم غيابيا واضطر إلى طلب اللجوء السياسي من سنة 1994 حتى سنة 2007 أين تحصل على الجنسية الفرنسية. تساند المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين السيد رياض حجلاوي وتطالب السلطات التونسية بالاستجابة السريعة لمطالبه المشروعة.
من إصدارات المنظمة الدولية للمهجرين
عون امن يتهجم على الاطار الطبي بمستشفى منزل بورقيبة واضراب احتجاجي
قام أعوان وأطباء قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بمنزل بورقيبة ليلة البارحة 11 /12 / 2010 بتنفيد احتجاج وايقاف العمل لمدة ساعتين ونصف .دلك على اثر تهجم عون أمن وهو بالزي شاهرا سلاحه وهو مضروب على راسه فارضا عليهم بالقوة والتهديد فحصه بالاشعة….وكان برفقته عون آخر ومرافق مدني. مما تسبب في هلع الممرضين ومنهم من اغمي عليه. وقد قام بتاطير هدا الاحتجاج الاخوين أعضاء المكتب التنفيدي للاتحاد الجهوي بشير السحباني و لامين التوانسي مع النقابة الاساسية للصحة بمنزل بورقيبة وبعض اعضاء الاتحاد المحلي.وأمام تدخل السلط الجهوية”الوالي”…والمحلية”.
المعتمد” الدي كان على عين المكان.وامام تدخل كل من وزيري الداخلية والصحة مرات عديدة لفض الاحتجاج مقابل وعد الاخوة النقابيين بتتبع الجاني.كما تواجد على عين المكان مسؤولون من الامن .وفعلا لم يتم فك الاحتجاج الا بعد ما تم ايقاف الجاني وتحملت الادارة مسؤلية تتبعه .كماقامت ادارة المستشفي بكتابة تقرير في الغرض .وقام الاخوة النقابيين باخد شهائد طبية للاعوان الدين تعرضوا للاعتداء.واتفقوا مع كل الاطراف بعدم استجواب الاعوان والاطباء.كما تحصلت النقابة على شهادات كتابية من الاعوان والاطباء والعمال وتقرير الادارة محسن بركاتي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
لجنة حماية الصحفيين تدين حجب المواقع الالكترونية في تونس
حرر من قبل التحرير في السبت, 11. ديسمبر 2010 أدانت لجنة حماية الصحفيين وهي لجنة مستقلة مقرها نيويورك حجب السلطات التونسية لعدد من المواقع الالكترونية التي نشرت ترجمات للبرقيات المسربة من موقع ويكي ليكس. وقالت اللجنة أن السلطات التونسية منعت الوصول إلى موقع صحيفة الأخبار اللبنانية بعد نشره للبرقية التي وصف فيها السفير الأمريكي طبيعة النظام التونسي الذي يعتمد على الشرطة للسيطرة على المجتمع كما يصف فيها فساد الحكم والمحيطين به. ودعت اللجنة الحكومة التونسية رفع يدها عن وسائل الإعلام التي تغطي هذه التطورات الخبرية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
حلقة جديدة من الحوار لحل أزمة الرابطة
حرر من قبل التحرير في السبت, 11. ديسمبر 2010 عقد أعضاء من الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عددا من الجلسات جمعتهم باللجنة المكلفة بالحوار في شأن الرابطة والمتكونة أساسا من منصر الرويسي وعبدالوهاب الباهي . وقد علمت كلمة أن الطرفان توصلا إلى اتفاق مبدئي يقضي بالتخلي عن إدماج الفروع والمحافظة على فرع نابل ، الحمامات ،سبيطلة ،القصرين،الكاف، تطاوين، السيجومي،وفرع مونفلوري كما تم الاتفاق على تشكيل هيئات وفاقية في عدد من الفروع . واقر السيد عبد الرحمان الهذيلي في تصريح لراديو كلمة بوجود تقدم ملموس خلال الجلسة الأخيرة معتبرا أن ما تم الاتفاق عليه ما زال لم يأخذ صبغة نهائية. من جهة أخرى لم تستبعد إحدى الصحف القريبة من السلطة أن ينعقد المؤتمر الوطني للرابطة التي منعته السلطة بجملة من الأحكام القضائية خلال شهر مارس القادم. جدير بالذكر أن الرئيس بن على دعا في خطابه يوم 7 نوفمبر الماضي بإيجاد مخرج لازمة الرابطة خلال ستة أشهر. وكانت عديد المنظمات الحقوقية الأجنبية والوطنية انتقدت استهداف السلطة لرابطة حقوق الإنسان وللجمعيات و المنظمات المستقلة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
ينفرد السبيل أونلاين بنشر النص الكامل لوثائق “وكيليكس” دون التعليق عليها – التقرير الرابع
الماطري يعيش حياة البذخ ويحرص على الصلاة ويرتبط بعائلة غير محبوبة
السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص
يوم الاثنين 27 جويلية 2009 سري . تونس ، من السفير روبير غوديك
التلخيص
“1 – استضاف صخر الماطري وزوجته نسرين السفير روبير غوديك وزوجته في بيتهما بالحمامات يوم 17 جويلية 2009، وكان عشاء فاخرا ، وقد أثار أثناءه صخر الماطري بعض الأسئلة حول (مدرسة التعاون الأمريكي بتونس ) ، وقال الماطري أنه سيعمل على حل مشكلة المدرسة قبل مغاردة السفير بتونس (بانتهاء دورة عمله) . وذلك كخدمة لصديق (شخص السفير) وأثنى على سياسة الرئيس أوباما وتبنيه لحل الدولتين : “اسرائيل” وفلسطين ، وعبّر كذلك عن رغبته في فتح سلسة مطاعم “ماكدونالد” في تونس ، كما عبّر عن امتعاضه لتأخر الحكومة التونسية في المصادقة على قانون تحرير المناولة من الشركات الأمريكية . وعبّر أيضا عن اعتزازه باذاعة الزيتونة الاسلامية التى يمتلكها ، وكذلك بالحوارات التي أجرتها صحفه مع رؤساء أحزاب المعارضة ، والتي نشرت في مجموعة دار الصباح التي ضمها حديثا إلى ممتلكاته “.
“وكان الماطري أثناء السهرة يبدو تارة منقبضا وتارة نشرحا . ويبدو أحيانا كأنه يريد تزكية منّا” .
“لقد كان عيشه وسط ثراء وبذخ غير عادي ، وهو أحد أسباب الإستياء المتعاظم من سلوك أصهار الرئيس بن علي”.
وضعية مدرسة التعاون الأمريكي بتونس
“استضاف صهر الرئيس بن علي ورجل الأعمال الثري محمد صخر الماطري وزوجته نسرين بن علي الماطري ، السفير(الأمريكي) وزوجته ، يوم 17 جويلية بمقر اقامتهما على شاطىء الحمامات”.
“وأثار الماطري موضوع مدرسة التعاون الأمريكي بتونس ، فسأل السفير (مستفسرا) ما الذي حدث في موضوع المدرسة ؟ ، حينها أكد السفير أن هناك غضب وانشغال لدى الإدارة الأمريكية بواشنطن ، وكذلك لدى “المجموعة الدولية” الناطقة بالانجلزية في تونس . وحذّر السفير أنه اذا استمر غلق المدرسة ستكون هناك نتائج خطيرة بالنسبة للعلاقات بين البلدين ، فأجاب الماطري أنه بإمكانه أن يساعد وسيسعى لحل هذه الوضعية فورا ، وسيكون ذلك قبل مغادرة السفير لتونس عند نهاية مهمته . واضاف الماطري أنه يتمنى أن يقوم بهذا لصالح السفير بإعتباره صديقا (شخصيا)” .
“وذكر الماطري في معرضه حديثه أنه ساعد السفير البريطاني للحصول على عدة مواعيد بما في ذلك موعد غداء مع الوزير الأول محمد الغنوشي مع الأمير أندرو أثناء زيارته الأخيرة لتونس . وقال الماطري أن الأمير أندرو لم يحصل الا على موعد واحد بوزير واحد قبل تدخله” .
حرية التعبير
“3 – وأثار السفير الحاجة الى المزيد من حرية التعبير وحرية التنظم بتونس فأعرب صخر الماطري عن تشكياته ، اذ أنه بصفته مالكا لدار “الصباح” ومجموعة الصحف الخاصة الأوسع انتشارا في البلاد ، تأتيه مكالمات من وزير الاتصالات الذي عبّر عن عدم رضاه حول بعض المواضيع المنشورة في صحفه . (وأشارالسفير في رسالته معلقا أن هذا الكلام مشكوك فيه)” . “وضحك الماطري وقال أفكر أحيانا أن أعيد لهم دار الصباح .وأضاف أن صحفه تجري حوارات مع رئاساء أحزاب المعارضة ، وذكّر بالحوار الذي أجرته “الصباح” مع الدكتور مصطفى بن جعفر ، وأظهر الماطري اعتزازا واضحا بذلك”.
“4 – وقال الماطري أنه من المهم اعانة الآخرين وهو ما دفعه لتبنى طفل كإبن له ، وأشار السفير في حديثه عن المشاريع الانسانية التى تساعد بها السفارة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على تغطية اعلامية في الصحافة التونسية . وقال أنها تفيد في الردّ على بعض التغطية الإعلامية السلبية حول صورة الولايات المتحدة” .
“وسأل السفير صخر الماطري هل بإمكانه إرسال بعض مراسليه ليكتبوا مقالات حول مشاريع التعاون الأمريكية . فأجاب الماطري نعم بالتأكيد”. ” 5 – واشتكى الماطري مطولا من البيروقراطية التونسية ، قائلا أنه من الصعب أن تحقق حاجياتك بسهولة ، وأضاف أن التواصل داخل البيروقراطية مزري جدا .وأنه الناس كثيرا ما يعطون معلومات مغلوطة للرئيس ، ملمحا : وهو ما يستدعى منه أحيانا تصحيح كثير من المسائل للرئيس” . الشؤون الخارجية والاقتصادية ” 6 – أثنى الماطري على الرئيس أوباما وسياساته الجديدة ، وقال أن غزو العراق من قبل الولايات المتحدة مثل خطأ جسيما وهو ما ساعد على تقوية ايران واشاعة الكراهة ضد الولايات المتحدة في العالم العربي . ودفع الى حل الدولتين في النزاع العربي الاسرائيلي . كما أكد على ضرورة أن تقوم تونس بإعتماد تحرير الدينار – Le dinar convertible” . تعليق السفير “في العموم تبدو معرفة الماطري واهتمامه بالقضايا الاقتصادية والسياسية الدولية محدودة”.
“7 – وأثار السفير مسألة تحرير الاقتصاد وتقنين تحرير دخول المناولات من الولايات المتحدة ، ووافق الماطري على ذلك ، مشيرا إلى أنه سيكون سعيدا لمدّ يد المساعدة لمطاعم “ماكدونالند” لدخول تونس مقترحا أن تكون البداية بميناءه الخاص بحلق الوادي . ولكن الماطري تذمّر من الغذاء الغير صحي الذي يقدمه “ماكدونالد” والذي جعل من الأمريكيين يشكون من السمنة”.”كما عبّر عن تذمره من تأخر الحكومة التونسية في اتمام الإجراءات لسن قانون تحرير المناولات من الولايات المتحدة” ” 8 – وذكر السفير أنه عادة ما يسأل التونسيون حول ما يمكنهم أن يقدموه من مقترحات وأفكار للرئيس أوباما وإدارته الأمريكية الجديدة . فعلّق الماطري أن نسرين تريد أن يتم فعل أكبر لصالح البيئة . وشرح السفير في إجابته سياسة الإدارة الأمريكية لصالح البيئة . وقال الماطري أن نسرين تركز في اهتماماتها على الإنتاج الزراعي العضوي والخالي من المواد الكيمياوية أو التدخل الصناعي الوراثي . وهي تصرّ أن يكون كل شيء في البيت حتى الطلاء على الجدران والخشب عضويا ، وهو ما تفعله في بيتها في سيدي بوسعيد المجاور لبيت السفير”. الإســــــــــــلام “9 – قال الماطري أنه بدأ تطبيق الاسلام بجدية منذ سن 17 عاما ، وذكر مرارا أثناء السهرة أنه يطبق الإسلام ولديه إيمان عميق بدينه . (والملاحظ أنه عند مغرب الشمس ذهب الماطري لأداء صلاة المغرب) . وقال لي أنه إذا كان لديك إيمان بالله وتؤدي الصلاة فإن الله سيعينك ، ولكنه أوضح أن دينه مسألة شخصية وأنه لا يؤمن بأنه من المناسب أن يفرض آراءه على الغير .(تعليق السفير: أثناء السهرة بدا الماطري متحمسا عند حديثه عن القرآن وعن اعتقاده بإله واحد وبالأهمية الكبري لمحمد كآخر أنبياء الله)” . “10 – قال الماطري أنه يعتزّ بإذاعة الزيتونة ، وأطلعني على مشروع بنك الزيتونة الذي سيفتتحه ، وهو يرجو أن يبعث إذاعات محلية جديدة للزيتونة من أجل نشر المذهب المالكي . وعبّر عن موقفه أن الإسلاميين والمتطرفين يمثلون خطرا كبيرا على الإسلام والحداثة وأنه يتبع الإسلام لكن الإسلام المعاصر” .
الماطري والحياة الشخصية والبيت
“11 – بيت الماطري فسيح ويطل على الشاطىء العمومي للحمامات ، وبنايته واسعة ومحروسة جدا من حراس الأمن الحكوميين . وهو قريب من وسط مدينة الحمامات ويطل على جنوب مدينة الحمامات وقلعتها . وكان أثاث بيته حديثا وبه مسبح رؤيته غير متناهية وعلى ضفافه تجهيزات فاخرة . ورغم أن البيت شكله حديث وأبيض اللون في العموم إلا أنه يحتوي على تحف أثرية قديمة جدا مبثوثة في كل مكان في أرجاء البيت ، حيث هناك تحف رومانية قديمة ورأس أسد يخرج منه الماء يصب مباشرة في المسبح . وأكد الماطري أن تلك القطع الأثرية أصلية فعلا ويرجو أن ينتقل الى بيته الجديد في سيدي بوسعيد والذي يشبه القصر ، وذلك في ظرف ثمانية الى عشرة أشهر” .
“12 – وضمّ العشاء حوالي إثنا (12) عشر طبقا بما في ذلك السمك وقطع البقر المشوي وكذلك مشوي ديك الرومي ولحم الأخطبوط “القرنيط” والكسكسي بالحوت إضافة الى أطباق أخرى كثيرة ، لقد كانت الكمية كبيرة فعلا ويمكن أن تكفي عدد كبيرا جدا من الضيوف . وقبل العشاء قدّم لنا مجموعة متنوعة من الأطباق الأخرى الصغيرة مع ثلاث أنواع من مشروبات العصير الطازج (بما في ذلك عصير الكيوي والغير متوفر عادة في تونس ) . أما بعد العشاء فتم تقديم الآس كريم والياغورت المثلّج والذي تم إحضاره بالطائرة من مدينة “سانت بروباز” مع أنواع من التوت الأجنبي مع الفاكهة الطازجة ومرطبات الشكوكولاتة الفاخرة .(ملاحظة : عاد صخر الماطري وزوجته نسرين مباشرة من سانت تروباز بطائرتهما الخاصة بعد قضاء عطلة دامت أسبوعين” .
“وعبر صخر الماطري للسفير عن قلقه بشأن سائق طائرته الأمريكي ، الذي يبحث عن أمريكيين في تونس قريبين منه ، حتى يستطيع أن يعش حياة إجتماعية عادية ، فأجاب السفير أنه سيكون سعيدا بدعوة سائق الطائرة للحفلات التي تقام للجالية الأمريكية بتونس” .
“13 – يملك صخر الماطري نمرا ضخما ، أطلق عليه اسم “الباشا” وهو يعيش في قفص في إحدى زوايا مركبه السكني ، وقد حصل عليه منذ أن كان عمر النمر أسابيع قليلة . ويستهلك هذا النمر معدل أربع دجاجات في اليوم .(تعليق السفير : الحالة تذكرنا بالأسد الذي يملكه عدي صدام حسين ، والذي يعيش في قفص في بغداد) ، ولصخر الماطري خدم وحشم وموظفين تراهم مبثوثين في كل أركان البيت . فهناك ما لا يقل على أثنا عشر (12) شخصا منهم ظاهرين للعيان ، بما في ذلك رئيس الخدم وهو من بنغلداش ومربية من جنوب افريقيا . (ملاحظة : هذا أمر نادر جدا وخارق للعادة في تونس ، إضافة إلى أن مصاريف كل ذلك باهضة جدا) .
“14 – عائلة ضخر الماطري لديها ثلاثة أطفال ، بنتين وولد ، ليلي وهي أكبرهم وعمرها أربع سنوات ، والصغرى عمرها حوالي 10 أشهر (حيناها) ، وجنسيتها كندية بما أنها ولدت في كندا ، أما الولد فقد وقع تبنيه وعمره حوالي سنتين . وتمثل جزر المالديف المكان الأفصل لعطل والراحة والاستجمام لعائة الماطري”.
“15 – ذكر صخر الماطري أنه بدأ التمارين الرياضية بإنتظام ، وأيضا نظام الحمية .وقال أنه في الفترة الأخيرة فقد الكثير من وزنه (وهذا واضح عليه) ، وقال الماطري أن أكله متوازن وأنه يقضي يوميا ساعة في التمرين بالدراجة ، حسب زعمه ، في حين أن نسرين لا تقوم بأي تمارين رياضية”.
“16 – كل من صخر الماطري ونسرين بن علي يتكلمان اللغة الإنجليزية ، لكن قدرتهم محدودة في التعبير بشكل صحيح . لقد كان واضحا أنهم يريدون فعلا تحسين نطقهم للغة الانجليزية . قالت نسرين أنها تحب “وورد ديزني” وأنها ألغت رحلتها هذه السنة لزيارته بسبب حمى الطيور ، وهي تحمل دائما أقراص مضادة لهذا المرض ( في كل رحلاتها) ، سبب الخوف الشديد منه . وهي تضعه أيضا في حقيبة زوجها عند أسفاره” .
“ذكرت نسررين أنها زارت مدن كثيرة في الولايات المتحدة ، أما صخر الماطري فإنه لم يذهب إلا الى مدينة “ألينوي” بولاية شيكاغو أخيرا، وذلك لشراء طائرته الخاصة” التعليـــق ” 17 – في كل ردهات السهرة كان الماطري كثيرا ما يفاجىء السفير بطلباته ، كما كان أحيانا مزاجه متقلب وغاضب وأحيانا أخرى يكون لطيفا ومنشرحا . ويظهر بوضوح أثر ثروته الواسعة وسلطانه ، ويعكس ذلك حركاته وأفعاله التي تفتقد إلى الكياسة . لقد ذكر مرارا وتكرارا أثناء السهرة المنظر الجميل الذي يشرف عليه من بيته ، كما كان كثيرا ما يؤنّب الخدم والموظفين ويصدر الأوامر بصياح وعويل إلى حد التهديد . وكان الماطري مستحضرا تأثيره على من حوله ، ويظهر أحيانا اللطف حيث كان خدوما لزوجة السفير المعاقة . وفي بعض الأحيان يبدو أنه يسعى إلى تزكية منّا . أحد السفراء في تونس والذي يعرف الماطري عن قرب علّق قائلا أن الماطري له الأسلوب السياسي الغربي ويسعى للتفاعل مع المواطنيين العاديين . وهذه سمة غير معهودة لدى المسؤولين الحكوميين هنا”. “18 – لقد أصبح إرتباط صخر الماطري في الأشهر الأخيرة بمجموعة السلك الدبلوماسي بارزا أكثر من أي وقت مضى ، ومن الواضح أنه قرر (أو صدرت له تعليمات) أن يكون همزة وصل قوية بين النظام والدول الغربية الأساسية . تبدو نسرين وعمرها 23 سنة لطيفة ومهتمة ، لكنها ساذجة ولاتعرف شيئا ، كذلك كانت تبدو تلك البنت المحمية من عائلتها والتي تعيش في حياة ثرية ومتميزة . وبالنسبة للعشاء فإنه كان شبيها بما ما يمكن أن نجده في دول الخليج في ضيافات رسمية مماثلة ولكنها غير معهودة تماما في البلاد التونسية” . “19 – من اللافت جدا للإنتباه البذخ الفاحش الذي يعيشه ضخر الماطري وزوجته نسرين ، فبيتهم في الحمامات مثير للدهشة ، وما تجاوزالمؤلوف أكثر وجود النمر” . وماهو مثير للدهشة أكثر مما رأيناه هو بيته الذي لم يتممه بعد وهو بصدد البناء بسيدي بوسعيد ، حيث يبدو من الخارج وكأنه قصر أقرب منه إلى بيت . وهو ظاهر في سماء سيدي بوسعيد ومن نقاط مختلفة وقد أصبح حديث الناس وانتقاداتهم اللاذعة . ان البذخ الفاحش الذي يعيش فيه صخر الماطري ونسرين وسلوكهما يجعل منهما ومن أعضاء بقية عائلة بن علي غير محبوبين ، بل مكروهين من طرف العديد من التونسيين . ان تجاوزات عائلة بن علي هي في نمو مطرد” – غوديك – بالتعاون مع سيد فرجاني – لندن
(ملاحظة : حرص السبيل أونلاين على الإلزام بالنص الحرفي لما ورد في التقرير ، إلا ما اقتضاه سياق الصياغة العربية ، لتمكين النخبة والجمهور من نص كامل وحرفي ، ولتشريك الناس في جوهر قضايا تهم جوهر مستقبل البلاد) .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 12 ديسمبر 2010)
إقالات بسبب فشل موسم الحج
حرر من قبل التحرير في السبت, 11. ديسمبر 2010 تم يوم 9 ديسمبر الجاري تعيين رئيس ديوان الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي قنصلا عاما بجدة خلفا لمحمد فتحي بدة. كما تم تغيير محمد بللونة المدير العام لشركة الاقامات بقمرت .
وتأتي هذه التغييرات اثر تصاعد الانتقادات في صفوف الحجيج التونسيين من المعاملة السيئة التي لقوها أثناء موسم الحج والتي تسببت في وفاة تسعة حجيج تونسيين كما صرح بذلك وزير الشؤون الدينية أثناء مناقشة ميزانيته أمام مجلس النواب.
يذكر أن أحد النواب في المجلس طالب بفتح لجنة تحقيق لمعرفة المتسببين في تراجع مستوى الخدمات المقدمة للحجيج محملا وزارة الشؤون الدينية المسؤولية المباشرة لما لاقاه الحجاج التونسيين من إهمال وقلة عناية رغم ارتفاع تكلفة الحج هذه السنة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
انتقادات لأداء وسائل إعلام تونسية استبقت أحكام القضاء في تغطيتها لحادثة اختطاف طفل
تونس – خدمة قدس برس طالب أغلبية المستجوبين في استبيان أجرته يومية “الصباح” التونسية اثر إنهاء عملية اختطاف طفل وإلقاء القبض فجر أوّل أمس الثلاثاء على العصابة التي كانت تحتجزه منذ 48 يوما بتسليط عقوبات مشدّدة أوّلها الإعدام ثم السجن المؤبّد.
وتوجهت “الصباح” بالسؤال الآتي عبر الهاتف إلى عيّنة عشوائية من مائة شخص: ما الحكم القضائي الذي يقترحه التونسيون لخاطفي الطفل منتصر؟ كما فتحت نفس الصحيفة استبيانا الكترونيا على موقعها للإجابة على سؤال: أيّ عقوبة تتمنّى أن تنزل بالمجرمين ؟ كما وضعت خيارات بين الإعدام والحكم بالسجن المؤبّد والسجن لعشرة أو عشرين سنة.
وحسب النتائج الأولى فإنّ 40 بالمائة من المشاركين في الاستبيان طالبوا بإصدار حكم الإعدام على المتهمين مقابل 33 بالمائة اختاروا الحكم بالسجن المؤبّد.
إلى جانب ذلك طالب مدير صحيفة “أخبار الجمهورية” في عددها ليوم الخميس 9 (ديسمبر) كانون الأوّل بأن يكون العقاب رادعا حتى يتعظ به كلّ من تسوّل له نفسه اقتراف جريمة مماثلة، على حدّ تعبيره.
وتثير ردود الأفعال الإعلامية هذه إشكالية تتعلق بالتأثير على القضاء وهو ما قد يعتبر مخالفا للقوانين إضافة إلى أخلاقيات المهنة الصحفية. وبحسب المحامي محمد عبّو فإنّ القانون التونسي لم يتعرض إلى تجريم مثل هذه الأعمال خلافا للتشريعات المقارنة. وبيّن عبّو في تصريح لوكالة “قدس برس” أنّ قانون الصحافة الفرنسي ينصّ في المادة 35 على تجريم “إجراء أو نشر أو تعليق على سبر آراء أو أي استشارة أخرى تتعلق بإدانة متهم في قضيّة جزائية أو حول العقوبة التي يمكن أن تنطبق عليه”.
لكنّ محمد عبّو يرى أنّ المساس ببعض القيم المحميّة بالدستور مثل قرينة البراءة يُعدّ خطأً مدنيّا يوجب التعويض إن لجأ المتضرر إلى القضاء المدني. وقلّل المتحدث ممّا قد يعتبر تأثيرا على القضاء التونسي في هذه القضية، “فتأثير وسائل الإعلام على القضاء في دولة كتونس أضعف ممّا هو عليه في دول أخرى أكثر حرية، وقد ثبت أنّ تأثير السلطة السياسية على القضاء هو الأقوى”، وفق تعبير محمد عبّو.
وفي نفس السياق شدّد نقيب الصحافيين السابق ناجي البغوري على أنّ ما نشرته الصحف التونسية المذكورة هو تحريض على متهم له حقوق ويعتبر منافيا لأخلاقيات المهنة الصحفية. وقال البغوري في تصريح لوكالة “قدس برس” إنّه ليس من دور وسائل الإعلام أن تكون طرفا قضائيّا وأنّ مبدأ استقلال القضاء يقتضي عدم التأثير عليه أو الإيحاء بالأحكام التي قد يصدرها.
وأضاف المتحدث أنّ المناداة بالإعدام مسألة مدانة ومرفوضة لا تتماشى مع قيم حقوق الإنسان التي يفترض أن يدافع عنها الصحفيون. وفي إشارة إلى عدم حيادية بعض وسائل الإعلام ذكّر ناجي البغوري بأنّ أغلبها لازم الصمت منذ أكثر من شهر حول موضوع اختطاف الطفل بعد صدور تعليمات بعدم النشر، “وهي اليوم تأتي لتعطينا دروسا وتنصّب نفسها سلطة بعد صدور تعليمات جديدة”، حسب قوله. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 10 ديسمبر2010)
لجنة نظام الاتحاد العام التونسي للشغل في سوسة لمحاسبة محتجين
حرر من قبل التحرير في السبت, 11. ديسمبر 2010 تحول يوم الجمعة 9 ديسمبر أعضاء من اللجنة الوطنية للنظام بالاتحاد العام التونسي للشغل إلى مدينة سوسة قصد معرفة حقيقة الأوضاع داخل الاتحاد الجهوي للشغل. وقد علمت كلمة أن أعضاء لجنة النظام توجهوا باللوم إلى عدد من أعضاء الاتحاد الجهوي الذين اتهموا بتسريب المشاكل الداخلية لوسائل الاعلام دون أن يكون للمركزية النقابية علم بحقيقة ما يحدث. وباتصالنا بأحد الأعضاء أكد لنا أنهم سلموا عريضة في الغرض إلى مكتب الضبط المركزي وبسطوا خلال جلسة مع الأمين العام للاتحاد حقيقة الوضع قبل أن يعمدوا إلى التوجه إلى الإعلام. وكان سبعة أعضاء من المكتب التنفيذي الجهوي وهم منير مليسة ،مصطفى مطاوع ،محمد العجيمي،عماد قريرة، فوزي بن جمعة والحبيب بن عبد الجليل طالبوا من خلال العريضة المذكورة بإعادة توزيع المسؤوليات داخل المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة نظرا لغياب الانسجام بين أعضائه. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
جامعة البريد والاتصالات تقرر إضراب يوم 19 جانفي في اتصالات تونس واستنكار للترفيع في معاليم الهاتف القار
اتصالات تونس: لانية لنا في تسريح الأعوان وسننتدب 500 عون جديد ـ قررت الهيئة الإدارية للجامعة النقابية للبريد والاتصالات اقرار مبدإ الإضراب في شركة «اتصالات تونس» يوم 19 جانفي المقبل. ومساندة قرار مركز نداء «ستريم» الإضراب يوم 20 ديسمبر الجاري. واكد السيد منجي بن مبارك كاتب عام جامعة البريد أن اتخاذ الهيئة الإدارية لقرار الإضراب في ختام اجتماعها الذي تواصل إلى حد فجر يوم أمس. وأوضح ان الهيئة الإدارية قررت رفض خطة ادراج «اتصالات تونس» في البورصة والتفويت في أي نسبة من رأس مال المؤسسة التي تملكها الدولة في البورصة، وهي تطالب الإدارة بسحب المذكرة العامة التي اصدرتها مؤخرا «لما تحتويه من مضامين تضرب قدسية العمل وتكرس أشكال التسريح المقنع» على حد تعبيره. وطالب أعضاء الهيئة الإدارية «اتصالات تونس» بالمحافظة على الوكالات التجارية وتدعيمها ورفض التخلي عن خدمات الوكالات لفائدة الخواص « تي تي شوب» وجميع أشكال المناولة بالمؤسسة. وقال نفس المصدر أن أعضاء الهيئة الإدارية للبريد والاتصالات عبروا عن استنكارهم الشديد للإجراء المتمثل في الترفيع في معاليم خدمات الهاتف القار باعتباره يضرب المقدرة الشرائية للمواطن، وسيدفع حرفاء «اتصالات تونس» إلى الهجرة نحو المنافسين. وأضاف بن مبارك أن الهيئة الإدارية قررت أيضا تشكيل قائمة واحدة وموحدة تمثل أعوان مؤسسات البريد والاتصالات في مؤتمر تعاونية البريد والاتصالات المقرر عقده يوم 22 ديسمبر الجاري. ادارة اتصالات تونس يذكر ان «اتصالات تونس « كانت أكدت على لسان السيد حاتم باشا المدير المركزي للموارد البشرية أن «الإدارة ليس لديها أيّ نية لتسريح أعوانها». وكشف عن وجود برنامج اختياري للمغادرة التلقائية للعمل، يهمّ الأعوان الذين تتوفر فيهم شروط التقاعد المبّكر لأسباب شخصية، حسب قوله. وأشار إلى أنّ برنامج المغادرة التلقائية يهمّ الأعوان الذين بلغوا سن 57 سنة فما فوق أو بلغت أقدميتهم في العمل الفعلي 37 سنة وكذلك الأعوان الذين بلغوا سن 50 سـنة والراغبين في الانخراط في هذا البرنامج. وأشار المدير المركزي للموارد البشرية في»اتصالات تونس» إلى وجود لجنة مختصّة أحدثت للغرض لدراسة مطالب المغادرة التلقائية، وقال أن «الاستجابة لهذه المطالب لا تتمّ بصفة آلية». وأكد أن إستراتيجية «اتصالات تونس» تقوم في هذا الظرف التنافسي على دعم وكالاتها التجارية وتطوير أساليب عملها والمحافظة عليها، فضلا عن مزيد تدعيم مواردها البشرية. مبرزا انها ستعزز اطاراتها بكفاءات من خريجي التعليم العالي عبر انتداب ما لا يقل عن 500 عون جديد في اختصـاصات التسويق والتقنية والإعلامية، على امتداد الثلاث سنوات القادمة. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2010)
اشتباكات بالمستشفى الجامعي بصفاقس
حرر من قبل التحرير في السبت, 11. ديسمبر 2010 شهد قسم أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء والأربعاء 8 ديسمبر 2011 أحداث عنف بين عدد من مرافقين لإحدى المريضات وبين أعوان الحراسة والإطار شبه الطبي المتواجد داخل القسم. وذكرت مصادرنا أن مرافقي إحدى المريضات اشتكوا من الإهمال واللامبالاة لأمهم المريضة التي حملوها إلى قسم الاستعجالي الذي وجههم بعد ساعات من الانتظار إلى قسم الكلى لإجراء عملية تصفية إلا انه نتيجة ما اعتبروه إهمال توفيت الأم قبل إتمام عملية التصفية وهو ما أثار غضبهم واستياءهم خصوصا أثناء إعلان الممرض لوفاة الأم . وقد ذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة دارت بين الغاضبين وبين الاطار الصحي الموجود بالقسم ، كما تم استقدام أعوان حراسة المستشفى إلا إنهم لم يستطيعوا السيطرة على الوضع وتواصل تهشيم الأبواب وبلور النوافذ بإلقاء الكراسي أكثر من ساعتين إلى حين استقدام فرقة من الأمن استطاعت أن توقف الاشتباكات التي أسفرت عن عدد من الجرحى إضافة إلى خسائر مادية جسيمة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
المعارضة تتظاهر ومبارك يقر بمخالفات
نظمت المعارضة المصرية اليوم الأحد في القاهرة مظاهرة للمطالبة ببطلان الانتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخرا بسبب ما شابها -وفق قوى المعارضة- من تزوير وتلاعب. ويأتي ذلك في الوقت الذي أقر الرئيس حسني مبارك بحدوث بعض التجاوزات، لكنه ألقى باللائمة على المرشحين وأنصارهم. وجرت المظاهرة الاحتجاجية أمام دار القضاء العالي في القاهرة بمشاركة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ونشطاء من حزب الوفد وحركة كفاية وحزبي الكرامة والناصري. وقالت مراسلة الجزيرة في القاهرة دينا سمك إن المئات شاركوا في المظاهرة رغم الطقس السيئ والحصار الأمني, مشيرة إلى أن عدد المشاركين كان أقل من المتوقع لهذين السببين. ووقعت مناوشات خفيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب, التي حاصرت المكان, فيما أغلق شارع 26 يوليو وهو من أهم شوارع القاهرة. ورفع المتظاهرون شعار “باطل” ضد مجلس الشعب الذي انتخب الشهر الماضي. كما ردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس حسني مبارك ونجله جمال, وضد أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز الذي يتهمه معارضون بأنه نسق عمليات تزوير خلال الانتخابات التي أجريت جولتها الأولى يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ونظمت المظاهرة قبيل يوم من انعقاد المجلس الجديد الذي وصفته المعارضة بأنه وليد التزوير. وكانت قوى معارضة من بينها جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية دعت إلى وقفة احتجاجية عشية انعقاد المجلس الجديد، كما أعلنوا أنهم يعتزمون اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي تضمن حل البرلمان وإعادة الانتخابات.
ومن جهته، قال رئيس الجمعية المصرية للتغيير محمد البرادعي -في ندوة له بمحافظة المنيا في صعيد مصر- إن النظام الحالي لن يستمر طويلا وإن التغيير أصبح وشيكا. وأبدى تفهمه لموقف جماعة الإخوان المسلمين المتمثل في دخولها الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية والانسحاب من الجولة الثانية. ودعا الأحزاب التي دخلت البرلمان إلى الانضمام إلى ما سماه الحركة الوطنية وعدم إضفاء الشرعية على النظام. وقد حقق الحزب الحاكم فوزا ساحقا في الانتخابات التي انتهت الأحد الماضي وحصد فيها 420 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 508، فيما تمثلت أحزاب المعارضة والمستقلون بنسب ضئيلة. ويشار إلى أن جماعة الإخوان وحزب الوفد قاطعا الدور الثاني للانتخابات متهمين الحزب الحاكم بممارسة التزوير الواسع في الدور الأول. مبارك يقر ومن جهة أخرى، أقر الرئيس حسني مبارك اليوم بأن الانتخابات شهدت “بعض التجاوزات”، لكنه ألقى باللائمة على المرشحين وأنصارهم. وفي كلمة أمام اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، قال مبارك “هذه الانتخابات شهدت سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم”، مشيرا إلى أنه سيسعى “لتغييرها إلى الأفضل”. وعبّر عن إدانته لتلك السلوكيات التي قال إنها حاولت الالتفاف على إرادة الناخبين باستخدام المال واللجوء للعنف والترهيب. لكن مبارك دافع عن مجريات العملية الانتخابية بعمومها، حيث أصر على أنها تمت في أغلبية الدوائر “بما يتفق مع القانون وبعيدا عن العنف والانحراف والتجاوز”، واصفا هذه الانتخابات بأنها خطوة مهمة على الطريق. وقال أيضا إنه كان يفضل لو حصلت المعارضة على نتائج إيجابية في الانتخابات، موضحا “باعتباري رئيسا للحزب الحاكم كنت سعيدا بالنجاح الذي حققه ناخبونا، ولكن باعتباري رئيسا لمصر كنت أفضل لو حصلت المعارضة على نتائج إيجابية”. وانتقد أيضا أحزاب المعارضة التي قاطعت الانتخابات واتهمها بإهدار جهدها في “الجدل حول المقاطعة”، ودعاها إلى استخلاص الدروس من هذه الانتخابات بسلبياتها وإيجابياتها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 ديسمبر 2010)
بعد تكسيرها يريدون تجبيرها
منير شفيق
كل ما قال به المدافعون عن برنامج النقاط العشر عام 1974، من أسباب تدعو إليه، أو من آفاق سيفتحها أمام الكفاح الفلسطيني، أثبتت بأنها هراء وأوهام، ولا يستطيعون الآن أن يعودوا إلى أرشيفهم ليقرأوا ما قالوه في حينه، فيا ليتهم يفعلون ذلك ليعرفوا كم كان قدرهم من السطحية في فهم جوهر القضية الفلسطينية وواقع العالم والوضع العربي. ثم كم كانوا متهافتين على الاستجابة للضغوط الدولية أو إغراءات “الأصدقاء”، أو التحليلات السياسية التي كانت في حقيقتها أفخاخاً، أو تحوّلت بالتجربة إلى أفخاخ. وهذا من دون أن يتألموا مما نجم عن تلك السياسات من كوارث نعيشها.
قالوا إن صوْغ برنامج حد أدنى تستدعيه الواقعية، والشروط الموضوعية، والسياسات العربية والدولية. وقد ثبت أنه الطريق إلى انتصار فيتنام حين حرّرت الشمال أولاً، ثم انتقلت إلى برنامج الحد الأعلى في تحرير الجنوب ثانياً. فهل حدث مثل هذا في الواقع الفلسطيني؟ بالتأكيد لم يحدث. ولكن لماذا؟ لم يسألوا أنفسهم. فلا حققوا الأول ولا الثاني، بل عادوا القهقرى.
بدلاً من أن يكتشفوا بعد عشر سنوات من التجربة أو خمسة عشر عاماً من التجربة الفاشلة، أوغلوا أكثر في الطريق نفسه كما عبّر عن ذلك المجلس الوطني في الجزائر حين أصدر وثيقة الاستقلال وإعلان الدولة الفلسطينية. وبهذا أصبح برنامج النقاط العشر الذي كان يُسقط كل سنة نقطة من نقاطه العشر، هو البرنامج الوطني الفلسطيني الذي جعل إقامة دولة فلسطينية في “حدود” ما قبل الخامس من حزيران 1967، في الضفة الغربية وقطاع غزة، الهدف الأول للنضال الفلسطيني، أو كما سمّاه البعض “الحلم الفلسطيني” بعد اتفاق أوسلو عام 1993.
إعلان الدولة الفلسطينية حمل الإعتراف بقرار 242 أو الاستعداد للاعتراف به.
والبرنامج الوطني الفلسطيني الملخص عملياً بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع تحوّل بعد اتفاق أوسلو إلى تبني استراتيجية المفاوضات، والعملية “السلمية”، والرهان على الراعي الأمريكي. وأسقطت البندقية من اليد ليبقى “غصن الزيتون” في الأخرى، فيما راحت الجرافات تقتلع أشجار الزيتون، وأخذ الاستيطان وتهويد القدس يقفزان قفزاً ويسابقان الريح في ظل البرنامج العتيد واستراتيجيته التفاوضية، وعمليته السياسية تحت الرعاية الأمريكية. أي تحت رعاية اللوبي اليهودي الأمريكي بامتياز. ومن ينسَ ذلك يخادع نفسه قبل أن يخدع شعبه.
عندما يصبح الهدف الأول تحقيق “الحلم الفلسطيني” أي “الدولة في الضفة والقطاع”، ومن خلال استراتيجية ما يسمّى بعملية التسوية يعني إسقاط المطالبة بما احتل من فلسطين في عام 1948، ويعني انتقال شعار “حق العودة” إلى “إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين”.
وهذا قبل أن تبدأ المفاوضات يعني أسقط ثابت تحرير فلسطين كلها وأسقط ثابت حق العودة، وأسقطت استراتيجية الكفاح المسلح المرتبطة عضوياً بالثابتيْن المذكوريْن. ثم أسقطت اللاءات الثلاث “لا صلح، ولا اعتراف، ولا مفاوضات”. وهذه أيضاً جزء لا يتجزأ من ثابت الحق الفلسطيني في فلسطين وفي تحريرها من النهر إلى البحر. لأن إسقاط هذه اللاءات يعني الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، أو في الأقل، لمن لا يريد أن يعلن ذلك، يعني الاستعداد للاعتراف بكل ما أنجزه المشروع الصهيوني حتى 1948.
ويا للاستغفال حين يُعلن أن سلطة رام الله لم تتنازل عن الثوابت، ولا عن أي ثابت من الثوابت. ولكن هذا الاستغفال في إنكار التنازل عن الثوابت الأساسية للقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية (وهي حقوق عربية وإسلامية في فلسطين كذلك) سرعان ما يتحوّل إلى استغفال حول ما قُدِّم من تنازلات تمسّ حتى “البرنامج الوطني الفلسطيني” نفسه، على هزاله وسوئه وما أحدث من تنازلات، وإلاّ ما معنى “تبادل الأراضي”، وما معنى المفاوضات في ظل التوسّع الاستيطاني التي انعقدت بعد مؤتمر أنابوليس، ثم ما معنى المفاوضات في إدارة أوباما على أساس الوقف الجزئي للاستيطان في الضفة مع استمراره في القدس، ثم ما معنى التصريحات التي أصدرها محمود عباس وياسر عبد ربه وسلام فياض في مواجهة انتقال المفاوضات المتعثرة (مستمرة عملياً حتى مع الإعلان أنها توقفت). فقد أبدى الأول استعداده، المسبق، لإسقاط المطالبة بالحقوق التاريخية في حالة الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية. وكان اعترف أمام “إيباك” بحق لليهود في فلسطين. وما معنى تصريح الثاني بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية إذا قامت الدولة الفلسطينية، وأخيراً وليس آخراً ما معنى تصريح الثالث بعدم وجود مشكلة عنده مع الرواية التوراتية.
هذا يعني أن مفاوضات التسوية على أساس “دولة فلسطينية” وصل بالقضية إلى حد التصفية شبه الكاملة، ووصل بالوضع الفلسطيني مع استمرار التوسّع الاستيطاني والتهويد في القدس ويافا وعكا وحيفا إلى مستوى الضياع شبه الكامل.
ويكفي ما نسمعه الآن من بعض الأصوات التي كانت تدافع عن خط المفاوضات والتسوية والرهان على أمريكا بأنها تطالب بموقف جذري يتراجع عن كل ما حدث من تنازلات، ابتداء من برنامج النقاط العشر وإعلان الدولة الفلسطينية ومروراً باتفاق أوسلو وتداعياته، وانتهاء بتنازلات سلطة رام الله محمود عباس-سلام فياض، وعلى رأسها الاتفاق الأمني والتعاون الأمني، والحالة التي وصلها وضع الضفة الغربية وشرقي القدس من استيطان وتهويد وقضم للأراضي وصولاً إلى اللف والدوران حول التنازل عن أصل الحق في فلسطين من أجل التوصّل إلى “اتفاق نهائي”.
وهكذا أصبح الجميع أمام مواجهة الحقيقة: طريق الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع والمفاوضات والتسوية والرهان على أمريكا والرباعية يعني الدمار الشامل بالنسبة إلى القضية الفلسطينية والوضعيْن الفلسطيني والعربي. لأن جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني والدعم الأمريكي-الأوروبي له، هو صراع وجود: صراع لمن الحق في فلسطين، وفلسطين لمن؟ وما القرارات الدولية ومشروع التسوية والمفاوضات من جانب أمريكا وأوروبا وحكومات الكيان الصهيوني إلاّ محطات على طريق هذا الصراع الذي يُراد له أن ينتهي بإحلال “شعب” مكان الشعب الفلسطيني في فلسطين.
مواجهة هذه الحقيقة تستلزم طرح كل الأوهام التي حملتها القرارات الدولية ومشاريع الحل والتسويات من جهة، وتقتضي العودة إلى المربّع الأول بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بكل فلسطين من النهر إلى البحر، وهو حق عربي وإسلامي كذلك والعودة إلى الحق في المقاومة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وبدعم من كل الأحرار في العالم.
(المصدر: صحيفة “السبيل” (يومية – الأردن) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2010)
“أسانج” في قبضة الديمقراطية الغربية!
ياسر الزعاترة
من يصدق؟ السويد واحة الحريات والديمقراطية تفتعل قضية تحرش جنسي لجوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، تماما كما تفعل بعض (وليس كل) دول العالم الثالث مع معارضيها، وبالطبع من أجل إسكات الرجل بناء على الأوامر والضغوط الأمريكية (وثائق ويكليكس كشفت أن السويد عضو سري في الناتو وتخفي تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية عن البرلمان).
ومن يصدق أن بريطانيا التي تتمتع بأفضل نظام قضائي، ربما في العالم أجمع تستجوب الرجل بناءً على تهمة تعلم أنها مفتعلة، ثم تعتقله بدعوى أنه مطلوب في بلاده، مع أن في ديارها عدد كبير من المطلوبين في بلادهم ولا يجري استجوابهم ولا تسليمهم رغم الطلبات الكثيرة على هذا الصعيد.
في أمريكا طالبوا بمحاكمته بتهمة التجسس، وطالبت سارة بيلين (مرشحة الرئاسة السابقة) بملاحقته مثل أسامة بن لادن، وفي كندا طالب بعضهم بإعدامه، ومثل ذلك كثير.
من جهتنا لا يبدو الأمر مستغربا بحال، فهذه الديمقراطية في الغرب مبرمجة على النحو الذي يخدم الأوضاع القائمة، ومن يتذكر حقبة المكارثية في الولايات المتحدة خلال الخمسينات وما فعلته بالشيوعيين يدرك ما يمكن أن يلحق بمن يغردون خارج السرب على نحو يهدد النظام القائم.
في الغرب ثمة حرية ضمن إطار النظام القائم، وبما لا يسمح بتهديده، أما في حال تطور الموقف على نحو تشتم منه رائحة التهديد، فإن الموقف يتغير، وتُخترق سائر القوانين، ومن يتخيل (على سبيل المثال) أن دولة غربية يمكنها أن تسمح بصعود مد شيوعي يصل إلى السلطة فهو واهم.
في الغرب ديمقراطية مبرمجة، ونحن هنا لا نتبنى رفضها بالجملة، ولكن على سبيل الرد على من يعتقدون أنها النموذج الأمثل، وكذلك من يعتقدون أن بوسع أي أحد هناك أن يفعل ما يريد، وفي القضايا الكبرى المتعلقة بالدول ليس ثمة فرق بين الأحزاب التي تتنافس على السلطة. وقد رأينا في سياق الموقف من العراق وأفغانستان كيف تتغير الأحزاب الحاكمة ولا يتغير شيء، حتى عندما يأتي إلى السلطة حزب كان ضد الحرب.
رئيس الحزب الفائز في الانتخابات له حدود في التصرف بالبلاد، بخاصة في خوض المعارك وتحديد السياسات الكبرى، ولذلك بات ملحوظا أن حجم الفوارق بين الأحزاب المتنافسة لم يعد كبيرا بالمعنى الحقيقي للكلمة. أما السلطة الحقيقية فهي للمؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية وللنخبة السياسية التي تعرف حدود الحركة.
في العقود الأخيرة دخل على الخط بُعد جديد، أو تابو جديد، الأمر الذي وقع إثر عمل طويل ودؤوب من قبل الصهاينة. إنه ذلك المتعلق بالحماية التي يتمتع بها اليهود في الغرب، وتاليا دولتهم العبرية، حيث غدا ذلك جزءً لا يتجزأ من المقدسات التي لا تمس.
جوليان أسانج تمرد على النظام وخرج بما خرج به من وثائق، الأمر الذي أفقد الغرب عقله وصوابه، وراح يطارد الرجل. ورغم أن الأزمة أمريكية بامتياز، إلا أن حلفاءها في الغرب لم يسكتوا، ومن يتحالفون مع واشنطن في حروب عبثية مثل العراق وأفغانستان لن يتخلوا عنها في معركة من هذا النوع.
أسانج كان يفضح حقيقة الغرب المعروفة، وليس أمريكا فقط، ولو وقع تسريب وثائق الخارجية البريطانية والفرنسية، وربما دولا أخرى لرأينا كمّا هائلا من الأعاجيب، لأن تلك الدول لا تتعامل معنا إلا كمصدر للمواد الخام وسوق للاستهلاك ومجال حيوي للنفوذ، فضلا عن اهتمامها بنا من زاوية حرصها على مصالح دولة الاحتلال. ومن يسمع قادة تلك الدول من ألمانيا إلى بريطانيا إلى فرنسا يبذلون الجهود من أجل جندي إسرائيلي واحد اسمه جلعاد شاليط لا بد سيدرك ذلك.
ربما سينجح القوم في إسكات أسانج، لكن النافذة التي فتحها في جدار التعتيم والصمت حيال جرائم الغرب وازداوجية معاييره (لا أحد ينكر بؤس سياسة العرب وسواهم)، هذه النافذة لن تغلق مهما أخذوا من الاحتياطات، لاسيما أن الروح الإنسانية التي تتوفر عند كثيرين ستظل تدفعهم نحو رفض الظلم، ومن ثم فضحه بكل ما أوتوا من قوة، وسيكون وضعنا أفضل كلما كانت قضايانا عادلة، ووسائلنا في الدفاع عنها سليمة أيضا، مع العلم أن أحرار العالم يحترمون من يقاوم وليس من يذل ويستسلم.
(المصدر: البشير للأخبار بتاريخ 12 ديسمبر 2010)
أزمة الدبلوماسية الأميركية بعد فضيحة ويكيليكس
غازي دحمان على ضفاف الأزمة نهاية الدبلوماسية التقليدية التحديات المستقبلية تعد الفضيحة التي فجرها موقع “ويكيليكس” الإلكتروني، حدثا غير مسبوق في التاريخ الدبلوماسي الدولي، ففي سابقة غير معهودة في عالم الدبلوماسية والسياسة ظهرت الانطباعات الحقيقية للدبلوماسيين الأميركيين حول قادة العالم كما لم يحدث قط في التاريخ أن فقدت دولة عظمى السيطرة على هذا الكم الهائل من المعلومات الحسّاسة التي تساعد على رسم تصوّر عن الأسس التي تبني عليها الولايات المتحدة سياساتها، كما لن يحدث من قبل أبدا أن تهتز إلى هذا النحو ثقة شركاء أميركا بها. وهو ما دفع وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني إلى حد وصف وثائق ويكيليكس بأنها هجوم 11 سبتمبر/أيلول جديد ضد الولايات المتحدة، سيؤدي إلى “ذوبان سياسي” (Meltdown)، أي انهيار شامل في السياسة الخارجية الأميركية، فيما ذكر ديفيد روثكومب، رئيس هيئة الاستشارات الدولية، أن نشر الوثائق أكد أن الولايات المتحدة فقدت السيطرة على نظام أو ثقافة السرّية الدبلوماسية.
على ضفاف الأزمة على وقع الضجة التي أثارتها الوثائق التي كشفها ويكيليكس، اكتشف العالم جملة من الحقائق، وإن بدت في بعض الأحيان معروفة، أقله من خلال سياقات عمل النسق الدولي في العقدين الأخيرين، فإنها لم تكن مكشوفة بهذا الوضوح والشفافية التي كشفتها الوثائق، ومن هذه الحقائق: – أن الولايات المتحدة تحولت في العقدين الأخيرين إلى مصدر القرار في العالم، أي أن ما فيها من وزارات عامة صارت متدخلة في شؤون معظم شعوب العالم وربما إدراك هذه الحقيقة جعل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يعتقد أن نشر هذه الوثائق السرية، وإن كان أمرا “محرجا” فإن تداعياته على السياسة الخارجية الأميركية “متواضعة إلى حد ما”، وذلك انطلاقا من حقيقة أن “الحكومات تتعامل مع الولايات المتحدة لأن هذا الأمر في مصلحتها، ليس لأنهم يحبوننا، ليس لأنهم يثقون بنا وليس لأنهم يعتقدون أننا نحافظ على الأسرار”. ويضيف “بعض الحكومات تتعامل معنا لأنها تخاف منا، وبعضها لأنهم يحترموننا، ومعظمهم لأنهم يحتاجون إلينا”. – هناك مسائل لم تكن معروفة لدى العالم، منها على سبيل المثال أمر باسم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للدبلوماسيين بجمع معلومات شخصية، بما في ذلك معلومات بيولوجية وعناوين بريد إلكتروني، حول قيادة الأمم المتحدة. وكان هذا واحدا من عدد من التوجيهات الاستخبارية التي أرسلتها وزارة الخارجية إلى الدبلوماسيين الأميركيين على امتداد العالم، تطلب منهم جمع مثل هذه المعلومات حول طائفة واسعة من الناس. ومثلها نظيراتها من التوجيهات الاستخبارية التي أرسلت إلى الدبلوماسيين الأميركيين في الكثير من دول أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية، أمرت موظفي الخارجية الأميركية بجمع معلومات عن بطاقات ائتمان وبرامج عمل ومعلومات شخصية أخرى خاصة بشخصيات أجنبية، من بينها أرقام الهواتف التي يكثرون الاتصال بها. – رغم كون هذه البرقيات (الوثائق) هي قمة أداء ما يفعله كل دبلوماسي أميركي، وهي مقياس الكفاءة عند التقييم. وتجعل الدبلوماسي في موضع متقدم عند التشكيلات في هذا المجتمع الدبلوماسي الأميركي المصغر. فقد بدت هذه البرقيات ساذجة وكان ثمة استعراضات سياسية أو اقتصادية تشبه الاستعراضات الصحفية وأحيانا نميمة. والسبب في ذلك أن الدبلوماسيين الأميركيين كانوا يرفقون محاضر لقاءاتهم مع مسؤولي الدول المعينين بها بتحليلاتهم الخاصة إلى دوائرهم الرسمية، ما يفقد هذه المحاضر دقتها وصدقيتها، ويكشف من جهة أخرى عن مهنية متواضعة لدى الدبلوماسيين الأميركيين.
نهاية عصر الدبلوماسية التقليدية لطالما عرفت الدبلوماسية بأنها علم وفن ومهنة تمارس حتى تنجح بسرية وضبابية، ولا تكشف عن مصادرها ولا تفضحهم، مما يشجع المصادر على الإدلاء بآرائهم بحرية وانفتاح, ولكن يبدو أن موقع “ويكيليكس” نجح أخيرا في إنهاء العصر التقليدي للدبلوماسية المرتكز على السرية والغموض. وما كشفت عنه تسريبات “ويكيليكس” هو المأزق الذي تواجهه الدبلوماسية الجديدة في العمل ضمن قوالب الدبلوماسية التقليدية، لذا فإن نقطة الإثارة القصوى في هذا الحدث غير المسبوق هي أنه مزق شر تمزيق النظام العالمي للسرية الدبلوماسية الذي يضاهي بأهميته وخطورته نظام السرية العسكرية والاستخبارية للدول. وبعد هذه العاصفة القضائية التي مدها “مجهولون” في الكواليس الأميركية بأضخم أرشيف للأسرار في العالم، بات هذا العالم مكشوفا وعاريا تماما من ورقة التين. ويعتقد خبراء الدبلوماسية أن ذلك يكمن في الإدراك المتأتي عن التضاؤل المستمر للدبلوماسية بصفتها أداة في السياسة. كانت الدبلوماسية في الماضي البعيد أداة مركزية للسياسة، ورأى الزعماء دبلوماسييهم الكبار، ولا سيما سفراؤهم في عواصم مركزية، قنوات شخصية تنقل في سرية وتكتم رسائل سياسية حساسة. وأصبح اليوم يوجد احتياج أقل لهذه الوظيفة. فالقادة يتعارفون شخصيا، ويلتقون لقاءات متقاربة في اجتماعات قمة، ويعلمون أنه لا يوجد أكثر سرية من الاتصال الشخصي. أصبح الدبلوماسيون ملخصين يكتبون ما يقال في أحاديث القادة وعندما يصبح الموضوع حساسا يطلبون في أدب من الدبلوماسي الخروج من الغرفة. والحاصل أن تسريبات “ويكيليكس” سيكون لها ما قبلها وما بعدها، وستغير إلى حد كبير قواعد اللعبة والاشتباك الدبلوماسي وأشكال التواصل بين الدول في علاقاتها الدبلوماسية على المدى القصير والمتوسط، وبهذه الكيفية وضع موقع “ويكيليكس” نهاية لعصر الدبلوماسية التقليدية، وغيّر قواعد اللعبة وبالأخص للدبلوماسية الأميركية التي تملك أكبر شبكة بعثات دبلوماسية حول العالم.
التحديات المستقبلية للدبلوماسية الأميركية لعل التحدي الكبير للدبلوماسية الأميركية منذ اليوم هو كيف تستعيد زمام الأمور، وكيف تقنع المسؤولين ومصادرها ومن يتردد على سفارات واشنطن حول العالم، بأن مثل هذه الفضائح لن يتكرر؟ وأن التحاور مع الدبلوماسيين والمسؤولين الأميركيين لن يخرج للعلن ويحرج ويفضح! على المدى القصير سيعاني الدبلوماسيون الأميركيون من صعوبات ومن جفاء وتحفظ وتردد أكثر ممن اعتادوا أن يكونوا منفتحين معهم وشفافين وصرحاء. ويعتقد بعض خبراء الدبلوماسية أن إجراءات حماية المعلومات سوف تتشدّد ويمكن الافتراض أن من سيتحدّث مع الدبلوماسيين، وليس فقط مع الأميركيين، سيكون أكثر حذرا. كما يجوز أن الأحاديث بين الدبلوماسيين أنفسهم ستغدو أقل صراحة، صحيح أن جزءا هاما من الوثائق التي سربت كانت ملامحها معروفة بعض الشيء، على اعتبار أنها سياسة عامة، لكن الأكيد أن هناك أشياء غير معروفة على نطاق واسع خارج دائرة ضيقة، على سبيل المثال التصريحات بدون تحفظ لقادة الدول الذين يتصورون أنهم في صحبة آمنة. ويرى ديفيد ماك (الدبلوماسي الأميركي المخضرم) في مقابلة مع قناة الجزيرة أن التسريبات لم تلحق الضرر بالدبلوماسية الأميركية بل بالنظام العالمي برمته، لأنه يقوم على أساس افتراضي أن الحكومات عندما تبعث دبلوماسييها في عواصم العالم المختلفة فإن هؤلاء يجب أن يكونوا قادرين على الدخول في محادثات سرية وأن يطلعوا حكوماتهم بشكل سري على فحوى اللقاءات وتحليلهم لها, لذا فإن هذه التسريبات تؤثر سلبا وتلحق الضرر بمبدأ الثقة الذي على مدى ثلاثة قرون هو أساس العمل الدبلوماسي الدولي. والحاصل أنه لن يثق أحد في كل دول العالم بعد الآن، لا بسرّية العمل الدبلوماسي الأميركي، ولا “للمجالس بالأمانات” الأميركية، ولا أيضا بوجود مؤسسة واحدة تدير كل السياسة الخارجية الأميركية وتكون قادرة على الاحتفاظ علنا بكل ما يقال سرا. فمن، على سبيل المثال، في أي عاصمة عربية يمكن أن يثق بعد بأن المكاشفات الخاصة بينه وبين الدبلوماسيين، أو حتى كبار المسؤولين الأميركيين، في الغرف المغلقة، لن تصبح في اليوم التالي العناوين الرئيسة في كبريات الصحف ومواقع الإنترنت في العالم؟ ومن في أي عاصمة شرق أوسطية يمكن بعد أن يثق بأنه إذا ما دخل سفارة أميركية، سيخرج منها “سالما”، بالمعنى السياسي؟ أجل، العلاقات العسكرية والإستراتيجية بين أميركا وبعض الدول الشرق أوسطية باقية، وفي هذا تأكيد لما قاله روبرت غيتس، لكن غياب الثقة سيلقي ظلالا كثيفة من الشك حول هذه العلاقات، وقد يتسبب في تغيير أو على الأقل تعديل السياسات على المديين المتوسط والبعيد التحدي الأخر يتمثل في حقيقة أن الدبلوماسية الأميركية منذ سنوات عدة أخذت على عاتقها الاختباء وراء السرية، إما من أجل السيطرة على الإعلام نفسه وليس فقط السيطرة على المعلومات، أو من أجل التضليل عمدا باستخدام بذيء أحيانا لوسائل الإعلام والإعلاميين. وكان أن الكثير من الوسائل الإعلامية الأميركية خضع للعبة الجديدة مع الإدارة والكونغرس الأميركي وفقد البوصلة الأخلاقية وأصول المهنة، صحيح أن تسريبات “ويكيليكس” لن تصلحه بالضرورة لكنها قد تفرض قواعد مختلفة على الإعلام وعلاقته مع السلطة، والعكس بالعكس. ختاما إذا كان في نهاية المطاف سوف تعود الأمور إلى مسارها، لأن المطلوب من الدبلوماسي أن يقدم تقريرا، أن يفسر، أن يحلل وليس أن يكتب برقية كما لو أنها لمقابلة تلفزيونية تحوي ألاعيب دبلوماسية ، فإن الأكيد أيضا أن المشهد السياسي والدبلوماسي العالمي بعد نشر وثائق “ويكيليكس” لن يكون كما قبل ذلك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 ديسمبر 2010)
ويكيليكس: فرنسا تقصي مسلميها
عبد الله بن عالي-باريس انتقدت برقيات دبلوماسية صادرة عن السفارة الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس ما أسمته إقصاء المواطنين المسلمين في فرنسا، معتبرة أنه قد يضعف البلاد ويحولها إلى “حليف أقل نجاعة” للولايات المتحدة. وكشفت الوثائق التي نقلتها صحيفة لوموند الفرنسية عن موقع ويكيليس، أن الإسلام آخد في الانتشار في مختلف الفئات الاجتماعية بفرنسا، بما فيها سلك ضباط الجيش، إلا أن البرقيات أشادت “بالقرب غير المسبوق” للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من واشنطن و”ارتباطه العاطفي” بإسرائيل. فشل الإدماج وحذر سفير الولايات المتحدة السابق لدى باريس كريغ ستابليتون في برقية أرسلها إلى الخارجية الأميركية في يناير/كانون الثاني 2005 من آثار إقصاء مسلمي فرنسا البالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة، مشيرا إلى أن السلطات الفرنسية لم تفلح في إدماج هذه الشريحة من مواطني البلاد الذين يقيم أكثرهم في “الضواحي الفقيرة الموجودة خارج المدن الفرنسية الكبرى”. وأورد ستابليتون في البرقية نفسها معلومات استمدها من تقارير للمخابرات العامة الفرنسية تفيد بأن الإسلام آخذ في الانتشار بين مختلف فئات المجتمع الفرنسي بما فيها الجيش، لافتا إلى أن “3.5% من عسكريين فرنسيين بمن فيهم ضباط، اعتنقوا الإسلام” مؤخرا. وفي برقية أخرى أرسلها إلى واشنطن في أغسطس/آب من السنة ذاتها، أعاد السفير الأميركي السابق التشديد على أن “المشكلة” لا يمكن اختزالها في إدماج المهاجرين، وإنما “يتعين أيضا على فرنسا أن تعمل من أجل إعطاء مكان للمسلمين في الهوية الفرنسية”. وحينما انفجرت أحداث الضواحي الفرنسية نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2005 انبرى الدبلوماسي الأميركي لدحض رواية بعض وسائل الإعلام في بلاده، والتي صورت إشعال شبان مسلمين لمئات السيارات في أطراف المدن الفرنسية الكبرى على أنه تم بتحريض من جماعات إسلامية متطرفة. وأكد كريغ أن الشبان الغاضبين لم تكن تحركهم أي أفكار أيدولوجية، وإنما كانوا محبطين من واقع الإقصاء والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعانون منه. وأضاف ستابليتون في برقية مؤرخة بيوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، أن “المشكلة الحقيقية هي فشل فرنسا البيضاء والمسيحية في اعتبار مواطنيها من ذوي البشرة الداكنة والمسلمين مواطنين كاملي المواطنة”. إشادة بساركوزي وتظهر برقيات ويكيليكس أن هذا التقييم الأميركي لأوضاع المسلمين في فرنسا لم يتغير بعد مرور خمس سنوات على أحداث الضواحي. فقد اعتبر السفير الأميركي الحالي بباريس تشارلز ريفكين في برقية أرسلها إلى خارجية بلاده في يناير/كانون الثاني الماضي، أن “المؤسسات الفرنسية لم تظهر المرونة الكافية من أجل التأقلم مع الواقع السكاني الذي يزداد تنوعا”. وحذر من أنه إذا لم تنجح فرنسا -على الأمد الطويل- في تحسين آفاق أقلياتها ومنحها تمثيلا سياسيا حقيقيا، فإن البلاد قد “تصبح أكثر ضعفا وأشد انقساما وتعرضا للأزمات وأكثر ميلا للانطواء على الذات، وبالتالي تغدو حليفا أقل نجاعة” للولايات المتحدة. بيد أن برقيات السفارة الأميركية في باريس أشادت بتوجهات السياسة الخارجية الفرنسية في عهد ساركوزي الذي وصفته بأنه “الرئيس الأكثر قربا من الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية” والأشد مناصرة لتل أبيب. وأضافت تلك الوثائق السرية أن “تراث ساركوزي اليهودي وارتباطه العاطفي بإسرائيل أمران مشهوران”. وأثنت البرقيات على قرار ساركوزي تعيين برنار كوشنر على رأس الدبلوماسية الفرنسية عام 2007، مشيرة إلى أن كوشنر “أول وزير خارجية يهودي منذ قيام الجمهورية الخامسة” في فرنسا عام 1958. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 ديسمبر 2010)