حركة النهضة: اضرب عن الطعام تضامني مع الأستاذ محمد النوري والصحفي السيد سليم بوخذير والشاب زياد الفقراوي لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: الإنتهاكات بحق المحجبات بتونس تتواصل الحوار.نت: اعتداء آثم على المناضل لسعد الجوهري ومراد النوري منظمات غير الحكومية: تونس: يجب السماح لناشطين حقوقيين بحضور مؤتمر في الولايات المتحدة الشروق الجزائرية:التونسيون يجبرون تجارنا على احضار الصحف الوطنية الشرق الأوسط: بن علي: منفذو اشتباكات يناير أرادوا مهاجمة سفارتي أميركا وبريطانيا يو بي أي: الرئيس التونسي يرفض وصف بلاده بالدولة البوليسية رويترز: خليجيون يدعون تونس لإصلاح مالي لجذب الاستثمارات رويترز: تونس نصب أعين مستثمري الخليج لكنهم يريدون مزيدا من الإصلاحات رويترز: استثمارات مشروع المعبر في تونس قد تصل الى 11 مليار دولار رويترز: مقتل مشجع تونسي أثناء احتفاله بفوز النجم بدوري ابطال افريقيا محمد شمام: نحو إكراهنا في ديننا ومعتقدنا – هل هي حرية المعتقد أم إكراه في المعتقد؟ الصحبي العتيق: حول حريّة الضّمير و المعتقد
علـــي شرطــــاني: دور القضاء التابع في النظام العلماني المغشوش للدولة في تونس العروبة والإسلام (4/2) مواطن مطلع على احوال السلطة: وزير “العدل ” اكد ان تونس دولة الكانون * وليست دولة القانون حافظ بن عثمان: المعارضة لا تعارض و الحكومة لا تحكم خالد شوكات: قراءة في الخطاب العشرين للرئيس بن علي محمد العروسي الهاني: كل إناء بما فيه يرشح د. محمد الهاشمي الحامدي:يوميات مواطن عالمي – مزالي والجزائر (1) الراية: الصحفي الهاشمي الطرودي – التضييق في قوانين الصحافة من أبرز أسباب تدهور الإعلام التونسي عبد الرحمان الحامدي: حيوا الأسود طارق الكحلاوي: حصة تلفزية لدرس ديني من المسجد… بحضور نساء محجبات على قناة تونس 7 سمسون: أسمع كلامك أصدّقك ، أشوف أفعالك … أتعجّب (1) “أونورمال: عمي صالح,عمي صالح…ترقدشي ؟ زياد المولهي: من أين نطقت يا صالح؟ توفيق المديني: زيارة خوان كارلوس لسبتة ومليلة :القطيعة المطلوبة مع العهد الكولونيالي سامي براهم: الآخر الأقصى في ضوء ميزان التّكفير بين “الفيصل” و”المستصفى” للغزّالي (2) د. عز الدين عناية: الانجيليون والعرب
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة مساجين حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين
نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي في تونس فرجا عاجلا قريبا
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4- نورالدين العرباوي
5- عبدالكريم بعلوش
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبدالنبئ بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
21- رضا عيسى
22- الصادق العكاري
23- هشام بنور
24 – منير غيث
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة
اضرب عن الطعام تضامني مع الأستاذ محمد النوري والصحفي السيد سليم بوخذير والشاب زياد الفقراوي
يواصل الأستاذ محمد النوري والصحفي السيد سليم بوخذير إضرابا عن الطعام منذ يوم الخميس 1 نوفمبر2007 للمطالبة بحقهما في التنقل وفي الحصول على جواز السفر معرضين حياتهما للخطر دون أن تبادر السلطة بتمكينهما من حقهما الدستوري والقانوني ، كما يواصل الشاب زياد الفقراوي إضرابه المفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين للمطالبة بحقه في التقاضي.
وأمام إصرار السلطة على تجاهل مطالبهم العادلة فإن حركة النهضة :
ـ تعبر عن انشغالها على صحة الأستاذ محمد النوري والصحفي السيد سليم بوخذير والشاب زياد الفقرواي وتحمل السلطة مسؤولية ما يقد يحصل لهم من مكروه لا قدر الله.
ـ تعلن عن دخول قيادييها وعدد من مناضليها في إضراب عن الطعام تضامنا معهم يوم الأثنين 12 نوفمبر 2007
ـ تدعو كل القوي السياسية والمنظمات والهيئات الحقوقية لتمارس مزيدا من الضغط على السلطة لتعيد النظر في سياستها القمعية والتعسفية التي تمارسها ضد شعبها
لندن
10 نوفمبر 2007
رئيس الحركة
الشيخ راشد الغنوشي
بسم الله الرحمان الرحيم
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
تونس في11.11.2007
الإنتهاكات بحق المحجبات بتونس تتواصل
وردت إلى لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس يوم 10 نوفمبر 2007 أنباء تفيد بأن مدينة نابل شهدت قبل عطلة السابع من نوفمبر ( 07.11 ) حملة واسعة على الفتيات المحجبات بدأت في المؤسسات التعليمية الثانوية والجامعية وتم خلالها طرد مجموعة من التلميذات نذكر من بينهن مروى بوشيبة , والتي طُردت لمدة ثلاثة أيام والتى آثرت الانقطاع نهائيا عن التعليم , وجهاد المبروك و هناء العابد , كما أجبرت مجموعة كبيرة أخرى على الإمضاء على إلتزامات.
أيضا وللأسبوع الثاني على التوالي ويوم سوق البلدة الاسبوعي قام أعوان أمن بزي مدني باعتراض مجموعات من المحجبات واجبارهن على الامضاء على التزامات .
ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبر عن سخطها تجاه الحملات المسعورة المتواصلة ضد المحجبات بتونس . وتدعو السلطة إلى الكف عن إضطهادهن وتنبه مجددا إلى خطورة هذه الممارسات الظالمة وتحمّلها كل تداعياتها
تناشد عائلات المحجبات التونسيات إلى الصمود في وجه هذه الإنتهاكات الصارخة , وحث بناتهن على عدم ترك مقاعد الدراسة
تنوه إلى أن تونس بعد مضي 20 عاما على تولي الرئيس الحالى بن على شؤون البلاد ما زالت أبسط حقوق الإنسان تنتهك . رغم خطاب التضليل التى تعتمده السلطة بشأن إحترامها للحريات وحقوق الإنسان , وكل المنظمات الحقوقية بالداخل والخارج شاهدة على زيف خاطبها الذى لا يعكس الحقيقة على أرض الواقع
تجدد النداء إلى كل الضمائر الحية وإلى كل المؤسسات الإسلامية وعلماء الأمة ودعاتها وإلى كل المنظمات والشخصيات الحقوقية إلى الوقوف إلى جانب المحجبات التونسيات والتعبير عن مواقف مساندة لهن
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
البريد : protecthijeb@yahoo.fr
اعتداء آثم على المناضل لسعد الجوهري ومراد النوري
قام اليوم عناصر مأجورة من البوليس السياسي التونسي بالإعتداء بالضرب و الشتم على كلّ من المناضل السياسي لسعد الجوهري و السيّد مراد النوري عند نهاية شارع مرسيليا (متهمين اياه بالعمالة لأمريكا!!!!!) إذا لم تستح …
وتمّت العلميّة الدنيئة بعد أن قاموا بمنعهم من زيارة الأستاذ النوري و الذي يشنّ اضرابا عن الطعام منذ أيام.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 نوفمبر 2007)
اعتداء بالعنف
في اتصال هاتفي تمّ هذا اليوم الأحد 2007.11.11 وفي حدود السّاعة الرّابعة مساء بتوقيت أوروبا مع الأستاذ محمد النوري وافانا بما يلي :
أنّه تمّ هذا اليوم محاصرة مقرّ الإضراب بأعداد هائلة من البوليس ومنع أيّ اتصال خارجي بالمضربين كما تمّ الإعتداء بالعنف والشتم على كلّ من السيّد لسعد الجوهري وابنه مراد المكلّف بزيارته وجلب احتياجاته من الأدوية كما أكد لنا أن ابنه مراد انهال عليه ما يقارب العشرة من أعوان الأمن على رأسه وقد نصحه طبيبه المباشر بالرّاحة لعدّة أيّام.
نورالدين الخميري
تونس: يجب السماح لناشطين حقوقيين بحضور مؤتمر في الولايات المتحدة
الحكومة تنتهك الحق في مغادرة البلاد بشكل منهجي
(واشنطن، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2007) – قالت مجموعة من كبرى المنظمات غير الحكومية اليوم إن على الحكومة التونسية أن تلغي فوراً قرارها بمنع اثنين من أهم المدافعين عن حقوق الإنسان من مغادرة البلاد. وقد أعاق حظر تونس على السفر زيارة ثمانية نشطاء إلى واشنطن وكانت مقررة الأسبوع المقبل.
وقد منعت الحكومة التونسية القاضي أحمد رحموني ومحامي حقوق الإنسان الذي سبق سجنه بسبب آرائه ومعتقداته محمد عبو من المشاركة في وفد يحضر مؤتمراً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس وتنظمه هيومن رايتس ووتش، وهيومن رايتس فيرست، ومنظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة، ومجموعة مراقبة تونس بآيفكس والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. كما أنه من المقرر أن يلتقي بعض الحضور بنشطاء المجتمع المدني الأميركيين وبعض المسؤولين والمُشرّعين.
وقالت مورين بيرنس المديرة التنفيذية لهيومن رايتس فيرست: “يظهر من أفعال الحكومة التونسية الخاصة بمنع هذين الناشطين من السفر إلى الولايات المتحدة إلى أي حد تتمادى لإسكات الحوار الحر حول سجلها الخاص بحقوق الإنسان”، وتابعت قائلة: “والظاهر أن الناشطين سجينين داخل بلدهما. كما أن هذه إهانة موجهة لمن قدموا الدعوة للرجلين للحضور”.
وقد أصدرت سفارة الولايات المتحدة في تونس تأشيرة لكل من الناشطين فور تلقي طلبيهما بإصدار التأشيرة، ومن المقرر أن يحضر مسؤولون من وزارة الخارجية المؤتمر وأن يقابلوا بعض أعضاء الوفد التونسي.
وهذا الصباح، منعت شرطة الحدود التونسية بمطار تونس – قرطاج الدولي محمد عبو من استقلال طائرته المتوجهة إلى الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي رفضت وزارة العدل منح تصريح للقاضي أحمد رحموني – الذي يرأس مجلس إدارة جمعية القضاة التونسيين – للسفر إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من كون تونس طرفاً في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يُلزِمها بضمان الحق لكل الأفراد في مغادرة بلدهم، فقد أصبح حظر السفر من الممارسات الشائعة في حكومة الرئيس زين العابدين بن علي. وسبق أن منعت الحكومة عبو – إثر خروجه من السجن في يوليو/تموز – من مغادرة تونس في أغسطس/آب ثم مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، حينما سعى للذهاب إلى لندن لإجراء مقابلة في محطة الجزيرة الفضائية وإلى القاهرة لحضور ومتابعة محاكمة الصحفي المصري إبراهيم عيسى.
ومنذ يوليو/تموز فرضت الحكومة التونسية أيضاً حظراً فعلياً على السفر على الصحفي والناشط الحقوقي كمال العبيدي برفضها منحه جواز سفر جديد. والرفض التعسفي غير المبرر لإصدار جواز سفر لمواطن يعتبر انتهاكاً واضحاً لالتزامات تونس بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وقد قام في الوقت الحالي المحامي الحقوقي محمد أنوري والصحفي الحر سليم بوخضير بالإضراب عن الطعام في تونس احتجاجاً على انتهاك هذا الحق الأساسي.
لمزيد من المعلومات، يًُرجى الاتصال:
من هيومن رايتس ووتش:
في نيويورك، سارة ليا ويتسن (الإنجليزية): +1-718-362-0172 (خلوي)
في القاهرة، جاسر عبد الرازق (العربية والإنجليزية): +202-2-794-5036 (مكتب) أو +2-010-502-9999 (خلوي)
من هيومن رايتس فيرست:
في نيويورك، حبيب نصار (الإنجليزية والعربية والفرنسية): +1-646-280-8670 (خلوي)
التونسيون يجبرون تجارنا على احضار الصحف الوطنية
الرئيس التونسي يرفض وصف بلاده بالدولة البوليسية
الرئيس التونسي قال إن المتشددين استعانوا في خططهم بـ«غوغل إيرث»
بن علي: منفذو اشتباكات يناير أرادوا مهاجمة سفارتي أميركا وبريطانيا
باريس: «الشرق الأوسط» – أفاد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بأن المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن في يناير (كانون الثاني) الماضي، كانوا يخططون لمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في تونس. وأضاف بن علي في حديث نشرته «لو فيغارو» الفرنسية أمس، أن المتشددين السلفيين الذين كانوا «منظمين جدا»، استعانوا في خططهم بمعلومات من برنامج «غوغل ايرث» عبر شبكة الانترنت.
وكانت الاشتباكات التي وقعت قرب تونس العاصمة مطلع العام الحالي، قد اتسمت بالغموض. وتحدثت الحكومة التونسية آنذاك عن مقتل 12 من «المجرمين» والقبض على 15 آخرين. وكانت هناك أنباء غير رسمية عن مقتل 25 شخصاً من المشتبكين مع قوات الأمن.
وشدد بن علي، في هذا الحوار الذي أجري معه في الذكرى السنوية العشرين لتوليه الحكم، على «الإسلام المنفتح». وقال إن تونس «ظلت دوماً أرضاً للإسلام المتسامح، وفتحت حواراً بين الديانات، وهي ترفض كل أنواع التطرف والعنف». وأكد أن تونس «شهدت تهديد الاصولية المتطرفة، ولحماية أنفسنا اتخذنا آلية شاملة متعددة الابعاد تستهدف محاربة التطرف في منابعه». وأوضح بن علي أن الاستراتيجية التنموية التي تنتهجها تونس «تركز على الإنسان وتجمع بين التنميتين الاقتصادية والاجتماعية»، وتعتمد خصوصاً على «محاربة عدم المساواة بين الناس والشرائح الاجتماعية والمناطق».
وفي رده على الاتهامات الموجهة لتونس بتغييب الديمقراطية، قال الرئيس بن علي إنه شجع دوما على تعدد الأحزاب. وأضاف: «كنا نأمل في معارضة أكثر حيوية وبناءة بشكل أكثر، لكن التحول لا يعني: إفسح لي المكان». وأشار إلى أن الديمقراطية تعني قبل كل شيء تقديم برامج وبدائل ذات مصداقية.
(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 نوفمبر 2007)
تونس نصب أعين مستثمري الخليج لكنهم يريدون مزيدا من الإصلاحات
تونس (رويترز) – قال مستثمرون من دول الخليج العربي في مؤتمر في تونس ان تونس تحتاج الى مزيد من عمليات الاندماج بين البنوك لتقوية قطاعها المالي ولتصبح مركز جذب أكبر للاستثمارات الأجنبية.
وقال رجال أعمال من دبي والكويت والسعودية وقطر خلال المؤتمر الذي استمر يومين واختتم أعماله يوم السبت انهم يتطلعون باهتمام متنام الى تونس البالغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة.
وقالوا ان النمو الاقتصادي المستقر والاستقرار السياسي والاصلاحات المواتية لأنشطة الأعمال ستعزز على الأرجح الاستثمارات الداخلة في السنوات القادمة لكنهم أشاروا الى ان إحراز تقدم لاتزال تعوقه الأسواق المالية التي تحتاج الى مزيد من التطوير والبنوك الضعيفة.
وقال مصطفى جنينة الرئيس التنفيذي لشركة دبي كابيتال ان الأسواق المالية لا تعكس النمو الحقيقي لاقتصاد تونس.
وقال ان الحكومة يجب ان تشجع الاندماجات في قطاع البنوك وتلزم البنوك باستثمار جزء من أرباحها في سوق الأسهم مشيرا الى البنك التونسي والبنك القومي الفلاحي باعتبارهما مرشحين محتملين للاندماج.
وقال جنينة ان دبي كابيتال التابعة لمجموعة دبي خصصت 16 مليار دولار للاستثمار في تونس منذ قدومها عام 2004 .
وقال انهم جاءوا بحثا عن فرص أعمال وانهم وجدوا مناخا مشجعا.
ووفقا لتقرير القدرة التنافسية العالمية 2006-2007 الذي أعده المنتدي الاقتصادي العالمي فان اقتصاد تونس أكثر الاقتصادات تنافسية في الشرق الاوسط وافريقيا لكنه ما زال مقيدا بالحدود المفروضة على وصول الاجانب الى الممتلكات الخاصة وصكوك الدين العام. وتجاهد البلاد من اجل جذب استثمارات كافية لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب لاستيعاب 88 الف باحث عن عمل يدخلون السوق كل عام. ويقول المسؤولون ان معدل البطالة يبلغ 14.3 في المئة .
وقال فرحان فريدوني رئيس شركة سما دبي انه لا تزال هناك حاجة لتحسين البنية التحتية وتحديث الأُطر القانونية في تونس للحفاظ على زخم تدفقات الاستثمارات الداخلة.
وقال ان هذه التدابير تشمل فتح كل القطاعات أمام المستثمرين الأجانب وإجازة تشريعات مرنة من شأنها تشجيع المستثمرين.
ولا تزال دول الاتحاد الاوروبي اكبر مستثمر في تونس بوجود قوي في قطاع المنسوجات ومراكز الاتصالات وقطاع السياحة لكن الأُسر الحاكمة في دول الخليج العربي تسعى لتأسيس وجود قوي.
وتنوي شركة سما دبي وهي الوحدة العقارية التابعة لشركة دبي القابضة استثمار 14 مليار دولار في مشروع عقاري فاخر شمالي تونس العاصمة يشمل بنايات سكنية ومسارح ودور عرض سينمائي وبنايات ادارية وفنادق على مساحة 2092 فدانا.
وكشفت شركتا الدار العقارية وصروح العقارية الاماراتيتان في الآونة الأخيرة عن خطة لاستثمار 5.5 مليار دولار لتطوير ضاحية اخرى من ضواحي تونس العاصمة من خلال مشروع سياحي واسكاني من خلال شركتهما التابعة شركة المعبر.
وقال مسؤول تونسي يوم الجمعة ان القيمة النهائية للمشروع قد تزيد الى 11 مليار دولار.
والشركات المصرية والاماراتية والكويتية لها وجود نشط في قطاع الاتصالات بتونس وقالت شركة اتصالات الاماراتية الاسبوع الماضي انها قد تنضم بدخول مزايدة على ترخيص لشبكة ثالثة للهاتف المحمول فائق السرعة في تونس.
وقال احمد جلفار كبير مديري العمليات في شركة اتصالات انهم يعتقدون ان فرص الاستثمار في تونس واعدة جدا وانهم يستهدفون الاستثمار في البلاد مضيفا انهم اذا وجدوا فرص الاستثمار المناسبة فسيفعلون.
من سونيا الونيسي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
خليجيون يدعون تونس لإصلاح مالي لجذب الاستثمارات
دعا مستثمرون من دول الخليج العربي تونس خلال مؤتمر عقد فيها إلى زيادة عمليات الاندماج بين البنوك لتقوية قطاعها المالي ولتكون مركز استقطاب أكبر للاستثمارات الأجنبية.
وعبر رجال أعمال من دبي والكويت وقطر والسعودية خلال مؤتمر عقد في تونس استمر يومين واختتم السبت عن اهتمامهم المتزايد بهذه البلاد البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة.
واعتبروا عوامل استقرار النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والإصلاحات المواكبة لأنشطة الأعمال معززة على الأرجح لاستثمارات تدخل البلاد في السنوات المقبلة.
وعبر الرئيس التنفيذي لشركة دبي كابيتال مصطفى جنينة عن اعتقاده بأن الأسواق المالية لا تعكس النمو الحقيقي لاقتصاد تونس داعيا الحكومة إلى تشجيع الاندماجات في القطاع المصرفي وإلزام البنوك باستثمار جزء من أرباحها في سوق الأسهم، مشيرا إلى البنك التونسي والبنك القومي الفلاحي لكونهما مرشحين محتملين للاندماج.
وتطرق إلى تخصيص دبي كابيتال 16 مليار دولار للاستثمار في تونس منذ دخولها إليها عام 2004.
تقرير التنافسية
وصنف تقرير القدرة التنافسية العالمية 2006/2007 المعد من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي اقتصاد تونس كأكثر الاقتصادات تنافسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أنه مقيد بالحدود المفروضة على استثمار الأجانب في الممتلكات الخاصة وصكوك الدين العام.
وتجاهد تونس لجذب استثمارات تكفي لتحقيق النمو الاقتصادي اللازم لاستيعاب 88 ألف باحث عن العمل يدخلون السوق سنويا في حين قدر المسؤولون معدل البطالة بنسبة 14.3%.
وحث رئيس شركة سما دبي فرحان فريدوني على تطوير البنية التحتية وتحديث التشريعات في تونس للحفاظ على زخم تدفقات الاستثمارات الداخلة.
وتعتزم سما دبي وهي الوحدة العقارية التابعة لشركة دبي القابضة استثمار 14 مليار دولار في مشروع عقاري شمالي تونس العاصمة يضم بنايات سكنية ومسارح ودور عرض سينمائي وبنايات إدارية وفنادق.
وأعلنت شركتا الدار العقارية وصروح العقارية الإماراتيتان مؤخرا خطة لاستثمار 5.5 مليارات دولار لتطوير ضاحية أخرى من ضواحي تونس العاصمة بمشروع سياحي وإسكاني عن طريق شركتهما التابعة شركة المعبر.
وذكر مسؤول تونسي أن القيمة النهائية للمشروع يمكن أن تفوق 11 مليار دولار.
يشار إلى عمل شركات إماراتية ومصرية وكويتية في قطاع الاتصالات التونسي مع ترقب طرح مزايدة للحصول على رخصة ثالثة للمحمول في البلاد.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
استثمارات مشروع المعبر في تونس قد تصل الى 11 مليار دولار
تونس (رويترز) – قال مسؤول حكومي تونسي يوم الجمعة ان شركتي الدار العقارية وصروح العقارية الاماراتيتين سوف تستثمران على الارجح 11 مليار دولار في مجمع سياحي وسكني شمالي تونس العاصمة.
وقال سليم التلاتلي رئيس اللجنة العليا للمشاريع الكبرى ان الاختيار وقع على موقع في ضاحية رواد للمشروع الذي تنفذه شركة المعبر المشتركة.
وقال التلاتلي على هامش مؤتمر استثماري في تونس “من المفترض أن يتضاعف حجم الاستثمار.
“تحدثنا عن الخطوط العريضة فيما يتعلق بخصوصية منطقة رواد وسبل حماية البيئة… ننتظر عرضا أكثر تفصيلا في الاسابيع القادمة.”
وتتسابق دول الخليج العربية على استثمار فائض ايراداتها النفطية في شمال افريقيا.
ووجد الكثير من المال طريقه الى قطاعي السياحة والعقارات في المغرب ويطمح جيرانه الى دخول اللعبة.
وفي يوليو تموز أقر المشرعون التونسيون مشروع قانون يمهد الطريق أمام أكبر استثمار أجنبي تستقبله البلاد على الاطلاق متمثلا في مشروع عقاري فاخر بقيمة 14 مليار دولار قرب تونس العاصمة تقوده دبي القابضة.
وقال التلاتلي “نبحث عن أناس يعرضون مشاريع مبتكرة… عندما يعرض المستثمرون أفكارهم لمشروعات وعروض مالية سنقدم البيانات والحوافز اللازمة
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 نوفمبر 2007)
مقتل مشجع تونسي أثناء احتفاله بفوز النجم بدوري ابطال افريقيا
تونس (رويترز) – قالت صحيفة محلية يوم الاحد ان مشجع للنجم الساحلي قتل في حادث سير أثناء احتفالات بفوز فريقه بلقب دوري ابطال افريقيا لكرة القدم لاول مرة في تاريخه.
واضافت صحيفة الشروق ان المشجع الذي لم تكشف عن اسمه واكتفت بالقول انه ينتمي لعائلة براهم في مدينة الساحلين القريبة من سوسة ويبلغ من العمر 19 عاما قتل في غمرة الاحتفالات باحراز لقب أرفع مسابقة افريقية للاندية بعد ان دهسته سيارة.
وخرج عشرات الالوف في عدة مدن وقرى تونسية ليل الجمعة للاحتفال بفوز فريقهم التاريخي باللقب الافريقي بعد تغلبه في اياب الدور النهائي على الاهلي المصري في القاهرة بثلاثة اهداف لهدف.
كما هب الآلاف لاستقبال الفريق في مطار المنستير لدى عودته حاملا كأس البطولة.
وللنجم قاعدة جماهيرية واسعة خصوصا في قرى ومناطق الساحل التونسي حيث توجد العديد من روابط المشجعين للفريق.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 نوفمبر 2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
“وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله”
نحو إكراهنا في ديننا ومعتقدنا
هل هي حرية المعتقد أم إكراه في المعتقد؟
محمد شمام (*)
توطئــة: من ميثاق المرحلة الانتقالية لحركة النهضة
قبل تسوية مشكل 8 مارس في شأن المرأة والمساواة، يتم إقحام قضية جديدة من نفس نوعيتها، وبطريقة مستعجلة ومسقطة لدرجة تدعو للتساؤل. وهذه القضية الجديدة هي قضية حرية المعتقد التي أصدرت فيها هيئة اكتوبر بيانها الأخير يوم 18/10.
وقبل تناول هذا النص، يحسن بنا إيراد بعض المقاطع من ميثاق المرحلة الانتقالية لحركة النهضة التي لها صلة مباشرة بموضوعنا هنا وهي التالية :
●المقطع الأول: الإيمان والاستقامة
إنها لمعادلة صعبة أن يجمع المرء بين العمل السياسي في عصرنا وبين الإسلام. لأن العمل السياسي يحمل في داخله مجموعة ضغوط ونوازع وإجراءات تدفع بالمرء إلى ركوب مراكب المناورة أو الكذب أو النفاق أو الانتفاع، بل أصبح شائعا فيما بين كثير من العلمانيين أن السياسة والمبدأ لا يجتمعان، أو لا ينبغي لهما أن يجتمعا. إذا اجتمعا استخدم المبدأ قناعا، بينما تقتضي المهارة السياسية أن تفكر وتمارس وفق مقتضيات مصلحتك وما يتطلبه منك ميزان القوى فتأتي بكل ما يخدم هذا ويلبي ذاك، وتقول كل ما يخدم هذا ويلبي ذاك ضاربا عرض الحائط بكل التزام مبدئي أو أخلاقي.
ولقد دلت تجربة العمل السياسي عامة وتجربتنا وخاصة في المراحل الأخيرة من الأزمة عن إخلال في هذا الجانب تقتضي التنبه والوقوف الحازم مع النفس. إن السياسة بلا مبدئية ولا أخلاقية إسلامية لا نفع منها للأمة والإسلام، بل هي عندئذ سم زعاف وتركها خير من التلون بلونها، فالذين يسلكون طريق الإسلام في جهادهم أو يخوضون غمار السياسة استنادا إلى الإسلام يجب أن يسهروا على تربية أنفسهم تربية إسلامية عقيدة وإيمانا عبادة وعملا، منهاجا وأخلاقا. فالصدق مع الله والصدق مع النفس والصدق مع الناس مما يمنع الانفصام في الشخصية في موقف الفرد والجماعة. فالصدق هنا لا يجعلك تفعل ما تخجل به أمام الذي لا يخفى عنه شيء” قل إن تبدوا ما في صدوركم أو تخفوه يعلمه الله” ( آل عمران 29 )، أو تخجل به ومنه أن يعرف ويخرج إلى العلن. والصدق هنا يتطلب أن نروض أنفسنا على الاستقامة حتى يصح الإيمان والعمل، ولقد جاء في رواية مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” هنا الصدق النية ينزل بمنزلة العمل نفسه حتى لو لم يتحقق العمل. ويقول الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( الأحقاف 13). وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” قل آمنت بالله ثم استقم”( مسلم). فإذا كان الإيمان شرط الاستقامة فالإيمان لا يقوم بلا استقامة.
أن يكون المؤمن مستقيما في إيمانه مستقيما في مواقفه مستقيما في مسلكه وأخلاقه، أن يكون مستقيما في التعامل، أن يكون مستقيما ظاهرا وباطنا في شؤون العمل الإسلامي والحركي، ليس بالأمر الهين ولكنه مما يشترط توفره في العاملين للإسلام وفي حقل دعوتنا ولدى العناصر الأبرز فالأبرز.” (الميثاق الداخلي ص4)
●المقطع الثاني: التزام الحق والحقيقة
“إن في عالم الدعوة والسياسة مجال واسع للتطفيف في الميزان والبخس بالكيل… ذلك أن الروح الحزبية والفئوية والاعتداد بالأنا الفردية نزعات مهيأة دائما بأن تعمي عن رؤية الحقائق بسبب حرصها على الحزب أو الفئة أو الشخص أكثر من حرصها على تحري الحق والحقيقة…
فالجماعة التي تلتزم التقوى وتجعل أقوالها متطابقة وأفعالها، وتحرص على العدل والقسط مع العدو والخصم كما مع النفس والصديق والحليف، هي القادرة على التماسك والوحدة وبناء التنظيم القوي والإسهام في توحيد صفوف المسلمين وتحقيق الآمال. أما التماسك والوحدة إذا قاما على تضارب بين الإسلام والممارسة العملية في الدعوة والسياسة والشؤون التنظيمية المختلفة، فنتائجها وخيمة في الدنيا والآخرة.” (الميثاق الداخلي ص 5 و6)
● المقطع الثالث: لا لتمييع الخطاب واختزاله
“خطاب الحركة ينبغي أن يكون من صنف البلاغ المبين ” وما على الرسول إلا البلاغ المبين”، فمتى كان بلاغنا مبينا واضحا قويا مقنعا استسلمت له نفوس أبناء الحركة والمسلمون، ولانت له القلوب، وخضعت له العقول. ومتى كان غير مبين وغير مقنع فلن تنفع شرعية الجهة الصادرة عنها، ولا رمزيتها…
ولقد اختزل خطاب الحركة في السنوات الأخيرة في بعدين: أولا البعد التنظيمي، وثانيا البعد السياسي باحتشام ودون مضمون جديد، وهذا نقص وخطأ. نقص لأن الخطاب الإسلامي أشمل من ذلك بكثير، وخطأ لأن المرحلة تقتضي التركيز على الأبعاد الأخرى وخاصة الأبعاد الدعوية والروحية والتأصيلية لأنها الركن المتين الذي تعود إليه الحركة لاستمداد قوتها وتجددها، وخاصة بعد الاهتزازات الأخيرة …” (الميثاق الداخلي ص 5 و6)
تمهيـــــــــد: من المواثيق الدولية
ورد في البيان: “الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحرية الضمير والمعتقد وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 وإعلان الأمم المتحدة الصادر في 25 نوفمبر 1981 »، مما يعني أن هذه المواثيق الثلاث هي مرجعية هذا البيان، وأن حرية المعتقد وحقوق الإنسان هي بمفهوم ومضمون هذه المرجعية. وهذا يفرض ضرورة الاطلاع عليها وفهمها . وسنكتفي هنا بترجمة جزء من إعلان الأمم المتحدة الصادر في 25 نوفمبر 1981 وهوالديباجة ثم البنود الثلاثة الأولى :
الديباجة:
– إن من أهداف الأمم المتحدة المذكورة في نص الإعلان عن القضاء على كل أشكال عدم التسامح والتمييز المستندة على الدين والقناعة – وهنا الترجمة للنص الأصلي هي القناعة وليست الضمير ( la conviction ) – والمعلن عنها من الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ25 نوفمبر1981 تحت اتفاقية رقم 36 / 55، أن تتحدث عن الانسجام مع مبادئ الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وأن تؤكد على تنمية وتشجيع الاحترام الفعلي لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية لجميع الناس دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين،
– وعلى أساس المواثيق والاتفاقات والنصوص الحقوقية المعتمدة، تنص هذه الوثيقة على عدم التمييز والعمل على تحقيق المساواة أمام القانون وحرية التفكير والضمير والدين والقناعة،
– واستنادا إلى أن الدين والالتزام بقناعة ما بالنسبة لمن يدعو لها تمثل احدى المكونات الأساسية لتصوراته للحياة وأن حرية التدين أو الالتزام بقناعة ما يتحتم ضمان احترامها بالتمام والكمال،
تعلن وثيقة الحد من كل أشكال عدم التسامح والتمييز المستندة على الدين أو قناعة ما:
البند الأول:
– الفقرة الأولى:
كل شخص له الحق في حرية التفكير والضمير والدين. هذا الحق يخول للفرد أن يكون له دين أو أية قناعة أخرى من اختياره وكذلك الحرية في الجهر بدينه أو قناعته سواءا كان فرديا أو جماعيا وفي الفضاء الخاص أو العام طبقا لما يستدعيه ذلك من مستوجبات ممارسة الطقوس أو العبادات أو التطبيقات أو التعليم.
– الفقرة الثانية:
يجب أن لا يخضع أي كان إلى اكراه من شأنه المس بحريته في دينه أو أي التزام بقناعة ما حسب اختياره.
– الفقرة الثالثة:
إن حرية ممارسة الدين أو قناعة ما يجب ألا يتم تحديدها إلا بضوابط القانون الضرورية لحماية الأمن العام والنظام العام والصحة والأخلاق أو الحريات والحقوق الأساسية للآخر.
البند الثاني:
– الفقرة الأولى:
يجب أن ينتفي التمييز من أي كان سواء كان ذلك من الدولة أو الفرد بسبب دينه أو قناعاته الملتزم بها.
– الفقرة الثانية: ( وهذه هي الخطيرة – المترجم )
ولأهداف هذه الوثيقة فإننا نقصد بـ: عدم التسامح أو التمييز المستند على الدين أو القناعة العميقة: هو كل تفريق ( distinction) أو اقصاء (exclusion) أو تحديد ( rectruction ) أو تفضيل ( referance ) مستند على الإنتماء للدين أو أية قناعة، ولها هدف أو فعل الغاء أوتحديد الاعتراض والتمتع ( jouissance ) أو تطبيق حقوق الانسان والحريات الأساسية على أساس المساواة.
البند الثالث:
إن التمييز بين البشر لأسباب دينية أو قناعات ( عقدية ) تمثل اعتداءا على الكرامة الإنسانية والتنكر لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويجب تجريمه والتنديد به باعتباره انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية المتضمَّنة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والمفصل في المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان كما تمثل حاجزا لعلاقات الصداقة والسلام بين الدول .(انتهت الترجمة الحرفية)
حول بيان هيئة 18 أكتوبر في حرية المعتقد
على ضوء ما سبق سنتناول نص بيان هيئة 18 أكتوبر حول حرية المعتقد الصادر في 18 أكتوبر في الفقرات التالية:
– هل على الإسلام أن يُطور إلى مستوى ومنطق المواطنة والمساواة بالمفهوم الغربي؟!
– هل حقوق الإنسان قيّمة على الإسلام؟!
– هل الإسلام لا يُعد عاملا من عوامل إصلاح الشعب التونسي؟!
– هل هو تقاطع أم إكراه في الدين؟!
– الإسلام يتقاطع مع دين العلمانية وحقوق الإنسان فيما فيها من خير مع الاختلاف عنها جذريا.
– وفي تاريخنا عبرة.
– الإسلام بين علمانية اليسار وعلمانية اليمين.
– الحل : العدول أو الوضوح.
1 – هل على الإسلام أن يُطور إلى مستوى ومنطق المواطنة والمساواة بالمفهوم الغربي؟!
ورد في النص:
نبذ كل تمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات على أساس الدين أو المعتقد باعتبار أن المواطنة عقد يقوم على المساواة الكاملة بين أفراد المجتمع.
وهذا يعني أن الأحكام والتشريعات الإسلامية المرتبطة بخصوصية الدين أو بخصوصية الجنس هي أحكام خاطئة ومتخلفة وعلى الإسلام أن يطور إلى مستوى ومنطق المواطنة والمساواة بالمفهوم الغربي كما حددته مرجعية هذا النص.
2 – هل حقوق الإنسان قيّمة على الإسلام؟!
ورد في النص:
وأن عالمية حقوق الإنسان المعبرة عن رصيد الخبرة المكتسبة للإنسانية وثراء تجاربها لا تعني التنميط وإنما تستوعب التنوع وتحترمه.
وهذا يعني أن حقوق الإنسان عالمية والإسلام خصوصية، وأن حقوق الإنسان قيمة على الإسلام رغما عن قوله تعالى: « الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديذا من لدنه ويبشر المؤمنين… » (الكهف1و2).
فإذا ما اعتبرنا أيضا حرية المعتقد بالمفهوم الغربي تصبح خصوصية الإسلام خصوصية فردية ليبقى المجال العام لسيادة حقوق الإنسان أي لدين العلمانية.
ومن المعروف أن حقوق الإنسان تتضمن مفرداتها العديد من المخالفات الشرعية، وقيومية حقوق الإنسان تقتضي قبول هذه الحقوق من غير احتراز؟. ومثل هذا القبول هو مناقض بوضوح حتى لقرار المؤتمر الأخير الذي جدّد فيه المؤتمرون “التزام حركة النهضة بالهوية التي حددتها وثائقها السابقة، والتي تعني الاعتماد على المرجعية الإسلامية وما يعنيه من تقيد في جميع تصوراتها ومواقفها بما هو معلوم من الدين بالضرورة مُضمنَّا في النصوص الشرعية القطعية.” (البيان الختامي للمؤتمر الثامن لحركة النهضة).
3 – هل الإسلام لا يُعد عاملا من عوامل إصلاح الشعب التونسي؟!
ورد في النص:
لذلك فإن تنزيل المبادئ الكونية لحقوق الإنسان وأحكام الاتفاقيات الدولية يتم في تفاعل خلاق مع الرصيد الثقافي العربي الإسلامي للشعب التونسي ويعد عاملا من عوامل إصلاحه والانتقال به إلى مجتمع حديث يقوم على الحرية وينبذ كل أنواع الوصاية أو الضغط و الإكراه.
الإسلام هو من الرصيد الثقافي العربي الإسلامي للشعب التونسي، إلا أنه لا يعدّ عاملا من عوامل إصلاحه، إذا لم يعدّ عاملا من عوامل تخلفه. المجتمعات الغربية هي النموذج ومجتمعنا متخلف عنها، عليه أن يلحق بها وبحداثتها، وبتطوير دينه بما يتوافق معها ومع حقوق إنسانها. ومثل هذه الروح هي التي رأيناها في ورقة 8 مارس في خصوص المرأة، وخلاصتها: المرأة الغربية هي النموذج وامرأتنا متخلفة عنها، عليها أن تلحق بها.
4 – هل هو تقاطع أم إكراه في الدين؟!
ورد في النص:
أن مواقف الأحزاب والشخصيات الوطنية المنضوية تحت لواء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تتقاطع وتلتقي على المبادئ والقيم .…
فهل ما سبق مما يخالف الشرع داخل في هذا التقاطع؟ وحتى نبقى حقا في حدود التقاطع لابد من إعلان أننا مع حقوق الإنسان التي تتقاطع مع الإسلام، وأما ما خالفه فنحن ثابتون على الإسلام مخالفون فيها لحقوق الإنسان.
لقد كان الاتفاق في حركة 18 أكتوبر على الالتزام بالحد الأدنى المتفق عليه، وعدم ارهاق أي طرف بأي شيء غير موافق عليه بمنطق الأغلبية ، ولكن الغريب أن هذا قد عُمل به في الجانب السياسي ولم يعمل به في الجانب الايديولوجي والعقائدي.
وإذا كان الالزام يجوز ويمكن في باب المصالح والقضايا السياسية، فإنه هو من قبيل الإكراه في مجال الأديان والعقائد والايديولوجيات،في مناقضة صريحة مع قوله تعالى:” لا إكراه في الدين…”، وأيضا مع شعار ” حرية المعتقد ” الذي تدندن حوله هذه الورقة. لقد أكرِهنا في واقعة 8 مارس ويراد إكراهنا هذه المرة أيضا.
وهكذا نرى أن عنوان البيان انطلق بنا من حرية المعتقد، فإذا به يصل بنا في النهاية إلى نقيضها، وهذا بمنطق الرياضيات غير معقول، بما يعني أن المنطلق خاطئ.
5 – الإسلام يتقاطع مع دين العلمانية وحقوق الإنسان فيما فيها من خير مع الاختلاف عنها جذريا:
إن دين الإسلام ودين العلمانية مختلفان بل هما متناقضان في روحهما ونسقهما ومقاصدهما الأولى رغم تقاطعهما في الكثير من الفروع والجزئيات. إنه اختلاف مع تقاطع وليس تشابه كما يتوهم البعض. وهذا التقاطع هو مناط الالتباس عند بعض إخواننا، إذ لا يعدو كونه تقاطع في فروع وجزئيات موضوعة في نسقين وروحين متناقضين، إذ لو أخذنا فروعا إسلامية ووضعناها وفق نسق وسياق وروح علمانية لغدت في حقيقتها علمانية وإن بدت ظاهرا وبشكل جزئي إسلامية. ولو أخذنا فروعا من دين العلمانية أو ما يسميه بعض إخواننا الكسب الإيجابي للغرب لن تصبح إسلامية ما لم يتم تفكيكها من نسقها وروحها الأصلية وتركيبها من جديد وفق النسق والروح الإسلامية. إن خطأنا الفادح هو أننا نأخذ تلك الفروع غافلين عن روحها وأنساقها الأصلية المصاحبة والملازمة لها، بل وحتى وإن أخذنا الإسلام كله ووضعناه في سياق ونسق علماني، فإن كان مع إخفاء العلمانية فهو نفاق خالص، ينتفع به صاحبه في الدنيا بما أظهر من الإسلام، ولكن له الدرك الأسفل من النار يوم القيامة بما أبطن من الكفر. وأما إن أظهر العلمانية مع العمل بالإسلام، فهو كافر خالص يعامل معاملة الكافرين في كل المعاملات. لا شك أن عمله بالإسلام له نفعه ومردوده الدنيوي من عدل وأمن وسلامة لأن التشريعات الإسلامية لها مردودها الذاتي الدنيوي.
6 – وفي التاريخ عبرة:
يتحدث الشيخ راشد عن اليسار الإسلامي في إطار ماحصل لحركة النهضة من حركة نقدية في آخر السبعينات فيقول:
“أدت هذه الحركة النقدية إلى تمزيق الجماعة فخرجت عنها مجموعة اسمها:”اليسار الإسلامي”. بدأت بنقد سيد قطب ثم الإخوان المسلمين ثم الفكر السلفي عامة، وانتهت إلى الصدام مع النص الإسلامي الأصلي معتقدة ضرورة التمييز فيه بين ما يناسب العصر وما لا يناسبه. ولئن أحدثت هذه الحركة النقدية تمزقا في الجماعة إلا أن النقاش الذي تمخضت عنه كان مفيدا في استعادة الوعي، وفي احياء البعد النقدي في الحركة والتعامل مع هذا الفكر الوافد تعاملا نقديا وليس من موقع التتلمذ والتسليم. إلا أن مجموعة اليسار الإسلامي مضت إلى أبعد من ذلك في النقد إذ اقتربت إلى حد التطابق في محصلة طرحها للفكر المقاصدي من الموقف العلماني البورقيبي في نظرته إلى الشريعة إلا أن الغالبية العظمى من الحركة لئن قبلت في النهاية مبدأ المراجعة والنقد والتطوير فإنها أصرت أن يكون ذلك في إطار النص الديني وسلطة الوحي العليا. أما الذين لم يقبلوا ذلك فقد غادروا الحركة، وما لبثوا أن استوعبتهم إلى حد كبير المؤسسة الحديثة على شروطها.
“إن الحركة النقدية للوافد المشرقي في تصوري أدت إلى تسهيل عملية التفاعل بين الإسلام والواقع التونسي الذي مضت فيه أفكار الحداثة الغربية شوطا بعيدا، إذ توجب على هذا النمط من التدين عندما اصطدم بقوة مع المجتمع أن يعيد النظر في مقولاته وفي فهمه. بمعنى آخر لقد جرى حوار بين الوافد وبين الواقع التونسي انتهى إلى التسليم بضرورة إعادة النظر في البضاعة الوافدة. ولكن كما أشرت أفرزت الحركة بعد ذلك اتجاهين. كان الاتجاه السائد يقر بالمرجعية العليا للنص، وتاليا يقبل التطور والحداثة سواء التونسية أو الغربية ولكن في إطار ما يطيق النص الإسلامي دون تعسف، لأننا إذا تمردنا على النص لم يبق ما نتمسك به بعد زوال الإطار.
“أما التيار الثاني فمثلته مجموعة قبلت التطوير دون تقيد بضوابط صارمة وفي النهاية تهمشت هذه المجموعة، واستلم بعض أفرادها مناصب رسمية عليا مع علمانيين عتاة. فوزير التربية الشرفي مثلا، الذي عرف عنه عداؤه الشديد للخيار الإسلامي والذي أوتي به لمصادرة ما تبقى من تدين في مناهج التعليم، كان مستشاره الديني أحد رموز هذا التيار الإسلامي التقدمي. “
( من تجربة الحركة الإسلامية في تونس للشيخ راشد الغنوشي)
7 – الإسلام بين علمانية اليسار وعلمانية اليمين:
هل ما يحدث الآن لحركة النهضة هو نفسه ما كان من فتنة اليسار الإسلامي، ولكن هذه المرة من جهة اليمين (الغرب الليبرالي)؟ إن الخوف جدي أن يفرز ما يمكن أن يسمى “اليمين الإسلامي”.
وخلاصة ما قال به اليسار الإسلامي، هو نفسه الذي سيقول به اليمين الإسلامي إذا قدر الله بظهوره، وهو تشابه كتشابه حقيقة علمانية اليسار التي ارتبطت بالشرق الاشتراكي، وعلمانية اليمين التي ارتبطت بالغرب الليبرالي. الحقيقة واحدة في هذا وذاك مع اختلاف بين التركيز على الجانب الإجتماعي والجماعية أو جانب الحرية والفردية.
8 – الحل : العدول أو الوضوح
بعد هذا كله هل من حل؟
نعم هناك حلان: حل نحبه، وآخر لانحبه. لا حل إلا بالعدول وإلا فبالوضوح، وكلاهما يحتاج إلى عزم وقوة.
الحل الأول واضح وهو الحل الأصلي الذي لا يزيد المقبلين عليه إلا خيرية كما قرره الحديث النبوي الشريف: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
وأما الذين يعرضون ويصرون على المضي، فلا مخرج لهم إلا بواحدة أو أكثر من الثلاث التالية:
– أن يقولوا أنهم في وضع الإكراه – كما تحدث به الشيخ راشد في مقالات له أخيرة عن النموذج التركي (العدالة التركي تجاوز أم تطور،….) – الملجئ للترخص اضطرارا، ترخصا لا يعتبرونه تجاوزا للشرع بل تطورا في فهمهم وتعاملهم مع الشرع ومع الواقع.
– أو يقولوا أن الواقع يحتاج إلى التدرج في التنزيل، أي أن ما يقومون به هو مرحلي وتكتيكي كما ورد ذكره في إحدى ورقات الشورى ( ندوة8 و9 سبتمبر).
– أو يقولوا أنهم يقومون بهذا من خارج إطار الإسلام كما فعل حزب العدالة والتنمية التركي الذي نأى بنفسه عن الصفة الإسلامية وأكد على صفته العلمانية. وبهذا يمكن أن يصح فيه وصف مسلكه أنه ليس تجاوزا بل هو تطور.
فهل نكون واضحين – على الأقل – حتى لانلبِّس على أنفسنا وعلى التونسيين وعلى الناس عامة دينهم، هذا أولا؟ وثانيا، هل نقبل واحدا من هذه المخارج أم لا؟
وقبل هذا وبعده وفوقه، فقد دلنا الله سبحانه على المخرج الحقيقي، قال تعالى: ”ومن يتق الله يجعل له مخرجا”، “واتقوا الله ويعلمكم الله”، إن هذا المأزق لامخرج منه إلا بتقوى الله وبعلم من عنده سبحانه.
والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين
(*) لاجئ سياسي بالسويد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
حول حريّة الضّمير و المعتقد
الصحبي العتيق
تمهيد
ليس في الشَريعة الإسلامية ما نخجل منه أو نخفيه أو يجد العقل صعوبة في الدفاع عنه أو يجد الوجدان ولا الفطرة حرجا في فهمه والتعامل معه. ولئن تقاعس أهل الاجتهاد أحيانا في إبراز مقاصد الإسلام و غاياته حتَى ساد التَقليد في بعض مراحله و جمد أهل الإسلام على الموروث متمسِِِِّكين به و منخرطين في منهجه ممَا أفرز توجها ضيقا جمد على “الفروع”و “مضايق الألفاظ” و”قواعد اللّغة” و”العلل الفرعيّة” فانّ الإسلام يرفض الارتكان إلى هذه المناهج التّي لم تتطوّر بل يضع الكليّات و الأطر الفكريّة العامّة والمفاهيم والمقاصد التّي يمكن أن تكون الشّرايين التّي تصل الشّريعة بالواقع و تحرّر العقل لينطلق مسترشدا بالنّصوص (الوحي) نحو أفق أرحب و ينظم مسالك “التّكليف” في مختلف أوجه الحياة ليكون الإسلام الأنموذج الزّمني للعدل والحضارة الإنسانية.
ولقد كان النّصّ يؤسّس المفاهيم و يحكم على الواقع وكان التّعامل معه مباشرا في مرحلة النّبوّة والخلافة الرّاشدة. أمّا بعد ذلك فقد “ارتّد” المسلمون عن المنهج وخاصة في المجال السّياسي وسادت مفاهيم غريبة عن روح النّصوص ومقاصد الشّريعة الإسلامية فبرز الانتماء القبلي على حساب الاجتماع الإسلامي والانتماء لسلطة النص واعتمد الوراثة في الحكم على حساب الاختيار الحرّ الأمّة وساد الجبر والمهادنة (الجبريّة) والهروب من الواقع (المرجئة) على حساب مقارعة الظلم والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ومسؤوليّة الإنسان وإرادته(1) وحكم الفرد على حساب المؤسسات فظهر الاستبداد ولم تعرف الشّورى وضوحا في المفهوم ولا سبلا جليّة في التطبيق وظهرت أشكال من الفساد والحيف و إيثار للمصلحة الفرديّة على حساب المصلحة العامّة والعدل والأمانة.
وتعليقا على ما ورد في بيان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحيّات حول حريّة الضّمير والمعتقد أقول :
أوّلا: الإسلام عقيدة وشريعة أيّ تصوّرا كونيّا و نظاما أخلاقيّا واجتماعيّا وسياسيّا هو ثورة حرّرت الإنسان من كلّ أنواع العبوديّة ,عبوديّة الخرافة والجهل والهوى والغرائز والأغراض الوضيعة ومن كلّ ألوان الاستبداد والاستغلال وامتهان الكرامة والإذلال, فالا سلام سير نحو مطلق كلّه علم و قدرة وعدل وغنى وبالتّالي فهو كفاح ضدّ الجهل والعجز والظّلم والفقر (2 )وتقوية للشّعور بالقوّة والإرادة استلهاما من قوّة الله وإرادته التّي لا تقهر.
فالإسلام يدعو من خلال نصوصه إلى:
أ- ملاحظة واستقراء كلّ المظاهر في الكون والطّبيعة والتّاريخ والنّفس الإنسانية ليمارس عليها السّيادة فهما لسننها وتسخيرا لها وحتّى لا تتألّه الطّبيعة ولا تسود الخرافة ولا يتعطّل العقل “ومن آياته الشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا لله إن كنتم إياه تعبدون” (فصّلت -37-) “أولم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يفقهون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التّي في الصّدور ” (الحجّ-46) “قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين “(آل عمران-137) ” سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أو لم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد”‘فصّلت-53)
ب- تحرير العقل من رقّ التّبعيّة والتّقليد والأغلال, يقول الإمام محمد عبده : “إن الدّين المملوء بالخرافات والعقل المستنير لا يجتمعان في دماغ واحد” (3) ولذلك ندّد القرآن الكريم بكلّ مظاهر التّبعيّة “وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون “(الزّخرف-23)
ت- مقاومة الاستبداد وعدم الاستكانة للظّلم أو الرضى بالذلّ :
“إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا أو لم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا “(النّساء-97) “فاستخفّ قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ” (الزّخرف-54-) “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكّم النّار ومالكم من دون الله من أولياء ثمّ لا تنصرون” (هود-113).
ث- مقاومة الهوى ورفض الارتهان للأغراض الوضيعة :
“واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون “(الأعراف-175-176 )
ثانيا: الإسلام يجعل أساس الإيمان حريّة الاعتقاد المعبر عنها بإقرار القلب وتسليمه بعد الاستدلال والنّظر والاختيار ولا يبيح التّقليد في الاعتقاد لذلك لم يمارس إرهابا فكريّا ولا خاض حربا للاضطهاد الدّيني بل تشهد كتب التّفسير وأسباب النّزول أن أوّل يوم خطر فيه على بال بعض المسلمين الإكراه على الإسلام نزل فيه قوله تعالى “لاإكراه في الدّين قد تبيّن الرّشد من الغيّ” (البقرة-256 ) (4) ذلك أن كثيرا من أبناء الأنصار تهوّدوا في الجاهليّة ولمّا أجليت بنو النّضير كان فيهم هؤلاء الأبناء فرفض الآباء ترك أبنائهم يخرجون مع اليهود فأنزل الله تعالى قوله “لاإكراه في الدّين”(5)
ونفي الإكراه خبر في معنى النّهي وهذه من صيغ النّهي كالأفعال الدّالّة على النّهي صراحة وكاستعمال أدوات النّهي والإستفهام الإنكاري الدّال على النّهي وغيرها من الصّيغ اللّغويّة وهذه الصّيغة (لاإكراه في الدّين) نكرة في سياق النّفي وهي من صيغ العموم الواضحة “وجيء بنفي الجنس لقصد العموم نصّا “(6) ويرجّح الإمام ابن عاشور أن الآية محكمة أي غير منسوخة بل يؤكّد أنّها ناسخة لآيات القتال الواردة في سورة التّوبة (7) ويقول الإمام محمد عبده “هذه المسألة ألصق بالسّياسة منها بالدّين لأن الإيمان – وهو أصل الدّين وجوهره -عبارة عن إذعان النّفس ويستحيل أن يكون الإذعان بالإلزام والإكراه و إنّما يكون بالبيان والبرهان ولذلك قال تعالى بعد نفي الإكراه” قد تبيّن الرّشد من الغيّ”(8) والآيات كثيرة في هذا السّياق
“قد جاءكم بصائر من ربّكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ “(الأنعام-107) “وما أنت عليهم بجبّار “(ق-45) “لست عليهم بمصيطر”(الغاشية-22) “إنما عليك البلاغ و علينا الحساب (الرعد- 40)”ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (يونس-99 ) “وقل حقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”(الكهف-29) “قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربّي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون “(هود-28)
وإذا كان الدين هداية اختياريّة فحريّة الاعتقاد مكفولة في الإسلام ولكلّ إنسان حقّ في عدم التّعرّض للضغط والقمع أو التّدخّل في شؤونه المتعلّقة باعتناق دين معيّن من حيث التصوّر لله والكون والإنسان بل يدخل في حرية الاعتقاد التّصوّر الذي يرفض فكرة الدين أصلا(9).
ثالثا: الإسلام لم يمارس تصفية على أساس الاعتقاد الدّيني ولم يعمل على إذابة خصائص الشّعوب الثّقافيّة أو محوها لصالح كيان لغوي وثقافي واحد. بل احترم غير المسلمين ونظّم حقوقهم ورعى حرمة شعائرهم وصان معابدهم وجعل من أسباب الجهاد في سبيل الله حماية حرية العبادة مطلقا فقال تعالى “ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامعٌ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدٌ يُذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويٌّ عزيزٌ ” (الحجّ-40)
“فهذا دفاع عن الحقّ والدّين ينتفع به جميع أهل أديان التوحيد من اليهود والنصارى والمسلمين وليس هذا دفاعا لنفع المسلمين خاصّة “(فالصّوامع هي للرهبان والبِِِِِِِِِيَعُ (جمع بيعة) وهو مكان عبادة النصارى والصّلوات:جمع صلاة والمراد بها كنائس اليهود) ويضيف الإمام ابن عاشور:َأمّا بيوت النار (أي لغير أهل التّوحيد من الأديان الثّلاثة) فلا تتضمّن هذه الآية منع هدمها فإنّها لا يُذكر فيها اسم الله وإنّما منع هدمها عقد الذمّة لذي ينعقد بين أهلها وبين المسلمين. (10)
والذمّة معناها العهد والضمان والأمان. وقال رسول الله صلّى لله عليه سلّم: من آذى ذِميّا فأنا خصمه” (11) وقال:”من قتل معاهدا لم يرج رائحة الجنّة” (12) واشتمل عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أهل نجران (وهم نصارى) أنّ لهم جوار الله وذمّة رسوله على أموالهم وملّتهم وبيعهم. وفي العهدة العمرية المشهورة لأهل القدس نصّ الفاروق عمر-رضي الله عنه- على حريّتهم الدينية وحرمة معابدهم وشعائرهم “هذا ما أعطى عمر أمير المؤمنين أهل إيليا(القدس) من الأمان. أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملّتهم. لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم”(13)
روى البخاري أن جنازة مرّت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقام لها فقيل: يا رسول الله إنّها جنازة يهوديّ. فقال:أليست نفسا؟”
ولقد حاسب عمر بن الخطاب عامله على مصر عمرو بن العاص في خصومة مع مسيحيّ وقال قولته الشّهيرة:”متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا” وأجرى كفالة المعيشة للشّيوخ والعجّز والفقراء منهم بل ذهب الأيمّة الشّعبيّ والنّخعيّ وأبو حنيفة إلى أنّ المسلم يُقتل بالذمي لعموم النّصوص الموجبة للقصاص (14) وهذا على خلاف الجمهور.
إنّ حريّة التّديّن والاعتقاد مكفولة لجميع النّاس في الإسلام ولا معنى للحريّة دون الإظهار وإقامة الشّعائر ولكن في إطار من الإحترام لشعور المسلمين وعدم إظهار التّحدي أو الإستقرار الإسلام والمسلمين حفاظا على عناصر المجتمع ووئامه وتجنّبا للإظطراب والفتن. وإعلان الأمم المتحدّة لسنة 1981 يورد فقرة واضحة لإخضاع حريّة المعتقد للحدود التي تكون “ضروريّة لحماية الأمن العام أو النّظام العام أو الصّحة العامّة أو الأخلاق العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسيّة”
رابعا:إنّ الإسلام هو اليوم محور الشّخصيّة الحضاريّة من جميع جوانبها وتحوّل عبر مراحل تاريخيّة إلى بوتقة تشكّلت فيها النّظم والنّظريّات القانونيّة والأخلاقيّة والسياسيّة للمجتمع العربي والإسلامي فلم يعد للشّخصية العربيّة –والتّونسيّة من ضمنها – من مرتكز حقيقيّ آخر غير الإسلام٬ ولقد غدا الإسلام أساس الأنظمة المعرفيّة والخُلقيّة والسياسيّة فهو خلفيّة ثقافيّة جامعة ومصدر للقيم والنّظم ٬وكلّ محاولة لتهميشه أو “تعويمه ” هو نيل من الهويّة ومدعاة للإستيلاب لذلك لابدّ لكل الأطراف أن تحدّد موقفا واضحا وإيجابيّا من الإسلام.
خامسا: من السائل المنهجيّة الهامّة لنا كإسلاميّين أن ننعتق من قيود البنية التّقليديّة التي سادت لقرون وكادت تتحوّل إلى الصّورة الوحيدة للإسلام وأن نتجاوز التّقصير في معرفة الواقع من جهة ومعرفة الشّريعة وما يسعنا فيها من المدارس والآراء المتعدّدة من جهة أخرى ٬ وأصبحت الحاجة اليوم إلى إعادة صياغة الفكر الإسلامي أكيدة وخاصة في المجال السياسي ولقد استبدت عقليّة الخوف من الوقوع في الحرام بالمخيال الدّيني فتوسّعت دائرة “الشّبهات” في حين أنّها قليلة ولابدّ من تقليلها ٬ حتّى لا تتجاوز المقدار المأثور عن الشّارع في ذلك كمسألة التّعبّدي والمعلّل في الأحكام عند علماء الأصول “ولذلك كان واجب الفقيه عند تحقّق أنّ الحكم تعبّدي أن يحافظ على صورته وأن لا يزيد في تعبّديّتها كما لا يضيّع أصل التّعبّديّة …فإنّ كثيرا من أحكام المعاملات التي تلقّاها بعض الأيمّة تلقّي الأحكام التّعبّديّة قد عانى المسلمون من جرّائها متاعب جمّة في معاملاتهم”(15) ولذلك كان من واجبنا التّحقّق من وجوه الحق والعدل وتحرّيها قبل الإمساك والتّوقّف اتّقاء للشّبهات(16) فالتاّريخ ليس قاعة انتظار ومعافسة الواقع والتأثير فيه أكثر وفاء لمقتضى النّصوص وروح الشّريعة من الطّهريّة والنّقاوة المثالية التي تنسحب من الواقع ولا تؤثّر فيه وهذه العقليّة (إشاعة الخوف وتكثير الشّبهات) أبعدت الكثير من الإسلاميّين عن بعض ميادين الإبداع والتّأثير وخاصة في المجالين السياسي والثّقافي حتّى كادت بعض الفنون مثلا أن تعدّ رموزا للتّحلّل والفساد الأخلاقي في حين أنّها أدوات فعّالة للدّعوة والإرشاد وبناء الذات وتحقيق التّوازن النّفسي وتجسيد مقتضيات نصوصنا. أمّا في المجال السياسي فمازالت هناك تحفّظات مردّها عودة إلى النّصوص محمّلة بإرث من التّجربة التّاريخيّة أكثر منه من سنن التّاريخ ومكاسب الإنسانيّة والتّقدّم البشري فيما لا يتعارض مع نصّ شرعي كلّي أو تفصيلي كآليّات الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة وقد استأنس عمر بن الخطّاب بسوابق وتجارب عُرفت لدى الأمم الأخرى في موضوع الخراج وأحداث الدّواوين مثلا. إنّ الإفادة من تجارب غير المسلمين تدخل في باب الإجتهاد مادامت لا تتعارض مع نصّ قطعي أو مقصد شرعي والسّياسة الشّرعيّة هي “ما كان فعلا يكون معه النّاس أقرب إلى الصّلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه رسول ولا نزل به وحي”(17) والاجتهادات التي وردت في المنظومة الفقهيّة هي تشكّل تاريخي وغير نهائي وتحمل بالتّالي عناصر التّحوّل والتّطوّر وليست ملزمة لهذا العصر.
سادسا: لئن كان الحوار الفكري يساهم في تأسيس العمل المشترك ويدعم أركان الثّقة بين الأطراف المتحالفة فليس من شأنه أن يصدر في بيانات رسميّة ملزمة ٬ فطبيعة الفكر تنزع إلى التّحرّر وتنأى عن الإلزامات والإكراهات حتّى داخل الطّيف السياسي الواحد والتّراث الإسلامي خير شاهد على ذلك سواء في المذاهب الكلاميّة أو الفقهيّة أوالسياسية بله أن يكون بين أطراف متعدّدة ومختلفة عقائديّا وقد فال الإمام السّيوطي: “لا يُنكر المُختلف فيه وإنّما يُنكر المُجمع عليه ” لذلك لابدّ من مراعاة الخصوصيّات الفكريّة لكل طرف حتّى تتدعّم الحريّة وحتّى لا تحمل البيانات والمواثيق الفكريّة من الإكراه أكثر من الحرية وتلزم النّاس أكثر ممّا تتيح لهم الحرية.
وفي الوقت الذي تعيش فيه بعض الأحزاب السّياسيّة وحركة النّهضة خاصّة تضييقا ومحاصرة وتشتّتا بين المهجر والسّجون والدّاخل ويعاني أبناؤها من المراقبة والحرمان من أبسط حقوقهم المدنيّة والسياسية ما ينبغي أن يتواصل هذا الشّكل من الحوار الفكري ولابد لكل الأطراف السّاعية إلى إيجاد عهد ديمقراطي أن تتفهّم هذه الوضعيّة.أمّا الحوارات التي يكون هدفها الاتّفاق على مواقف سياسية تتعلّق بالدّيمقراطيّة والتّنمية فهي مطلوبة لتطوير العمل السياسي في البلاد على أن يكون الحوار تلقائيّا وهادئا وبنّاء ومتّجها نحو القضايا السياسية ولا يتناول من القضايا الفكريّة إلا بالقدر الذي يساهم في العمل السياسي ودون إصدار بيانات رسميّة. إنّ التّحالف السياسي يحتاج إلى :
-اعتراف واحترام متبادلين
-احترام الحقوق الأساسية للمواطنة
-احترام الهويّة العربيّة الإسلامية
-الاستمرار في النّضال حول المحاور الثّلاثة التي قام على أساسها تحالف 18 أكتوبر : إطلاق سراح كلّ المساجين السياسيّين والعفو التّشريعي العام وحرية الإعلام والتّعبير وحريّة التّنظّم.
إنّ هيئة 18 أكتوبر مشروع يمكن أن يكون مفتاحا لتطوير البلاد سياسيا على أن تبحث عن أشكال أرقى في العمل المشترك ٬ ولئن كانت إنجازاتها أقلّ بكثير من طموحات مكوّناتها والمراقبين لها فإنّه بالنّظر لحجم العوائق التي تصطدم بها من النّظام والمحيط العامّ فقد حققت جملة من المكاسب أهمّها التحسيس بموضوع الاستبداد الذي أعاق مشاريع الدّيمقراطيّة والتّنمية ومحاولة التّعايش بين مختلف التّيّارات الإيديولوجيّة بعيدا عن الإقصاء والمواجهة.
——————————————————–
(1) انظر مقال كمال عمران في ندوة جدليّة النّقل والعقل في الفكر الإسلامي نشر وزارة الشّؤون الدّينيّة ص 51
(2) انظر علي الشّامي: الحضارة والنّظام العالمي
(3) عثمان أمين :رائد الفكر المصري محمد عبده ص174
(4) يوسف القرضاوي غير المسلمين في المجتمع المسلم مكتبة وهبة مصر 1977
(5) ابن كثير 1/ 316- وابن عاشور التحرير والتّنوير 3/26 البيضاوي ص 78
(6) ابن عاشور 3/26
(7) ابن عاشور 3/26 –محمد رشيد رضا المنار 3/31
(8) محمد رشيد رضا المنار 3/31
(9) انظر عبد الرّحمان الحلي :حرية الاعتقاد في القرآن الكريم المركز الثّقافي العربي المغرب 2001
(10) ابن عاشور -17/21
(11) رواه الخطيب
(12) رواه البخاري وأحمد
(13) الطّبري: تاريخ الطّبري -3/609
(14) الشّوكاني : نيل الأوتار -7/152
(15) ابن عاشور :مقاصد الشّريعة ص-46-47
(16) انظر مسائل العول في الفرائض مقارنة بموقف الظّاهريّة في أصناف الرّبا مثلا
(17) ابن قيّم الجوزيّة : إعلام الموقّعين -1/120
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
دور القضاء التابع في النظام العلماني المغشوش للدولة في تونس العروبة والإسلام (4/2)
– المحاكمة العجيبة وغريبة الأطوار:
من هذه المحاكمات، المحاكمة العجيبة والغريبة التي وقعت يوم 3 مارس 2007 بمحكمة الإستئناف بقفصة والتي تعود جذور القضية فيها إلى أكثر من أربع سنوات مضت “والتي اقتربت من السقوط بالتقادم” وهي القضية التي كانت المحاكم التونسية بقفصة قد أصدرت فيها علي كعنصر رئيسي فيها بعد أن ألحقت بي الأخ مضر بن جنات حكما بالسجن لمدة 13 شهرا، قيل من أجل “المحافظة على جمعية غير مرخص فيها وجمع أموال بدون رخصة”. وهي القضية التي اشتد حرص النيابة العمومية فيها على عدم الرضا بالأحكام الصادرة فيها بحق الأخوة الذين لا تكاد تكون لهم علاقة تذكر بالقضية، ما لم تكن قاضية فيها بسجنهم. ولعلها المرة الوحيدة في ما نعلم من تاريخ القضاء التونسي، إذا كان يستقيم الحديث عن وجود قضاء حقيقي في تونس الدولة العلمانية الحديثة، التي استنفذت فيها حقها القانوني الكامل في التعقيب حرصا منها على ضرورة إنزال العقوبة البدنية في ما بدا للمحاكم عدم وجود أي سند قانوني لفعل ذلك في حق المتهمين لطفي داسي ورضا عيسى ومحسن النويشي ومحمد فوراتي. وهي التي أصدرت قبل ذلك في حقهم ثلاثة أحكام بعدم سماع الدعوى، لتصدر في حقهم في المرة الرابعة في نفس الحكم الذي أصدرته مع بداية انطلاق القضية في حق من اعتبرتهم الجهات “الأمنية”والدوائر القضائية في حينه العنصرين الرئيسيين، مستفيدة هذه المرة من غياب كامل للدفاع المتطوع عن المحالين على القضاء من أجل قضايا في الخلاف في الرأي وقضايا سياسية وحقوقية، وعدم قدرة المحالين على التعويل على أنفسهم في تكليف محامين يتولون الدفاع عنهم.
– مقاربة قضائية:في النظر في قضايا الفضيلة والرذيلة: والنتيجة واحدة؟ !
لقد كان كل هذا يحصل:
– في ظرف لا يملك فيه النظام الإستبدادي الجائر أي مقوم من مقومات القوة إلا طبيعته البوليسية القمعية، و”النجاح” الذي حققه وأعانه عليه قوم آخرون ممن أصبحوا هم أنفسهم من ضحاياه اليوم، في إنهاء أي بديل سياسي يطرح نفسة بالطرق السلمية أو بأي طريقة وبأي وسيلة بدلا عنه. وهو الذي كان دائما منتجا للمشاكل، وأعجز ما يكون عن تقديم أي حل حقيقي صحيح وجاد لأي من مشكلات البلاد والعباد. ولم يكن له إلا أسلوب واحد في التعامل مع قوى المجتمع المدني وقوى الإصلاح، ومع الحركة السياسية المدنية السلمية، وهو أسلوب الإكراه بالقوة البوليسية، وإسكات وإخماد كل نفس حر وجاد ومسؤول.
– وفي ظرف قريب من حملة واسعة النطاق كان رئيس الدولة نفسه على رأس كل الجهات والأطراف والمؤسسات الرسمية، يقود معركة، بل قل حربا وهجمة على الشعب التونسي من أجل إصراره على التحصن بعقيدته ودينه والتمسك بهويته العربية الإسلامية، التي كانت سلاحه الأقوى في مواجهة الإستعمار وفي إدارة المعركة معه، وتحقيق النصر الذي سرق منه، والذي لم يتحقق له من خلاله بمقتضى ذلك الإستقلال الحقيقي الذي كان يطمح ويسعى له ويعمل من أجله، والتي كان من مظاهرها الأكثر شكلية اللباس الشرعي لبالغات المحيض من النساء العربيات المسلمات ممن اقتنعن بذلك واخترنه طاعة لله ولرسوله بتونس العروبة والإسلام.
– ومن صدامات مسلحة حصلت في بعض الأماكن المتفرقة والمختلفة من البلاد بين مجموعات من الشباب التونسي المسلم الذي دفعه الإنغلاق والإستبداد والإنسداد السياسي، وتغول الدولة وتهور السلطة وعلاقة التناقض التي كانت دوما سائدة بين الشعب والنظام السياسي، وسط اعتداء مباشر ومستمر للسلطة على الشعب وعلى هويته وثقافته ودينه ومكتسباته، إلى اختيار العنف سبيلا للتعبير عن رفضه لما يحصل، ودفاعا عما يؤمن به من قيم ومبادئ. فكان من العقل والعقلانية والحكمة والمصلحة الوطنية لكل وطني أن يسلك سياسة تخفف من حدة التوتر والإنقسام والقطيعة داخل تركيبة المجتمع، وفي العلاقة بالحاكم والمحكوم. وبعيدا عن الوطنية وعن مصلحة الشعب، فإن في ذلك مصلحة النظام نفسه، وهو الذي لا مصلحة فيه إلا لقلة قليلة من المستفيدين منه وفيه. ولكن لا مكان للعقل ولا للمصلحة العامة والخاصة في كل الذي حصل، والذي مازال حاصلا، والذي يمكن أن يحصل لا قدر الله، طالما ظل هذا النظام قائما ومستمرا في الوجود.
في هذا الإطار وفي هذه الظروف، كانت المحكمة الإبتدائية بتونس، والتي وقف فيها القضاء إلى جانب الرذيلة، وكان داعما فيها لسياسة السلطة التنفيذية صاحبة السلطان والسيطرة عليه والإخضاع له، وقد غاب فيها قاضي الجنة الذي يعلم الحق ويحكم به، وحضر فيها القاضيان الذان هما في النار، والذين كان أحدها يعلم الحق ولم يحكم به، والآخر الذي لا يعلم الحق ولا يحكم به. وهي نفس الظروف ونفس الإطار الذي تعامل فيه القضاء التابع مع قضية الأخوة في ما نسب إليهم من تهمة “المحافظة على جمعية غير مرخص فيها وجمع أموال بدون رخصة ” وهي قضية فضيلة وعفة وحق وتعاون ومؤازرة وتضامن، والتي وقف فيها القضاء المأمور إلى جانب الظلم والفساد والقمع والإرهاب والإستبداد، وكان داعما فيها للسلطة التنفيذية، مؤتمرا بأوامرها ومنتهيا بنواهيها. وهو الخاضع كذلك للإكراه والمجبر على القيام بذلك الدور وبتلك المهام. وكان القاضي الذي هو في الجنة والذي يعلم الحق ويحكم به هو الغائب. وحظر فيها القاضيان اللذان هما في النار وفق ما هو واضح في ظاهر نص الحديث النبوي الشريف، ليكونا عونا للظالم على ظلمه، وخاذلا وظالما للمظلوم في مظلمته. وتلك في الحقيقة طبيعة وحقيقة الشريعة العلمانية ومؤسسات النظام العلماني الجائر الذي كان ثالث أهم عامل من عوامل انحطاط شعوب الأمة وتخلفها، بعد عصور الإنحطاط، وعصر الإستعمار. وليكون تواصلا للإنحطاط والتخلف وللإستعمار. ولتبقى مهمة التحرير حتى الإستقلال الحقيقي قائمة. وعندها وعندها فقط ، يكون الحديث عن بداية الطريق في العمل على الخروج من الإنحطاط والتخلف ممكنا ومقبولا. (يتبع)
بقلم:علـــي شرطــــاني
قفصـــــــــــــــــة
تــــــــــــونـــس
وزير “العدل ” اكد ان تونس دولة الكانون * وليست دولة القانون
ان المتتبع للحوار الذي اجرته قناة المستقلة مع وزير” العدل” التونسي يخرج بالملاحظات التالية وهي في شكل رسائل موجه للشعب التونسي
ان مشاكلنا كلها ذات طابع قضائي وان المعارض هو المذنب وان تونس هي دولة القانون في حين ان القانون لا وجود لسيادته في ارض تونس الخضراء فالسلطة هي عبارة عن عصابة اختطفت من الشعب سيادته بعد ان اصيب هذا الشعب بالعقم والخوف والجبن هذا الجبن الذي منح لهذه العصابة الحصانة والا فما يعني رد الوزير على كل الأسئلة الموجه له والمعدة سابقا بان كل الذين دخلوا السجون هم من اصحاب الجرائم ولا علاقة لهم بالسياسة فهذه الألاف المؤلفة التي قضت بالسجون ما مجموعه عشرات القرون اعتبرها وزير “العدل” اان تحاكم بجرم قتل رئيس شعبة في احداث باب سويقة ان صحت . في حين ان السلطات التونسية ترتكب القتل العمد يوميا فالداخلية هي عبارة عن مقبر كل بيت تونسي له فيها سجين او جريح او ميت بسببالإجرام المنظم اجرام السلطة
كان على الوزير ان يقول ان هذه الألاف التي دخلت للسجن خططت بارادة او باتباع للدخول في مواجهة مع نظام بن علي الذي استبد وطغى فهم معارضون لسياسة الدولة التي كلها استبداد واجرام كما عارض من قبلهم نظام بورقيبة لكن بورقيبة شجاع اعترف بانه ادخلهم للسجن او قتلهم لانهم يعارضونه اي لم ينف الصفة السياسية عن خصومه .
نظام بن علي
تتغنون في كل محفل بما حصل في باب سويقة وكان ضحيته فردا واحدا فماذا يقول وزير “العدل عن العشرات الذين ماتوا تحت التعذيب وماذا سيقول عن عصابة الطرابلسية التي نهبت كل البلاد اما ان القانون في تونس لا يطال الا الضعفاء والفقراء ماذا يقول عن النساء االاتي فقدن ازواجهن وابناءهن لا لشي الا انهم فكروا في التوجه للعراق؟
ماذا يقول عن طائرات الطرابلسية التي تنظم رحلات للإسرائليين ليدخلوا تونس من دون تأشيرة؟ الاف الاف السئلة التي تتعلق بوضع البلاد كان يجب ان تطرح على الوزير بدل ان نرسل له الأسئلة التي هو اقترحها واعد لها الأجوبة.
كل القضايا التي تناولها الوزير اكدت ان السلطة متجبرة وتستغل جبن هذا الشعب كي تزيد من طغيانها واستبدادها.
انها سلطة تحتمي بتخاذل ما يزيد عن 150الاف عون ” امن ” الذي تحولوا من رعاة للقانون وسيادة الشعب الى مليشيا تاتمر باوامر العصابة
ان ردود الوزير تؤكد للشعب ان السيادة لعائلة بن علي والطرابلسية وما على الشعب الا ان يكون في خدمتهم والا فهو مجرم ويلاحقه القانون فكل مواطن تو نسي تهمته جاهزة في اروقة الداخلية وحياته مرهونة باشارة من احد زبانية العصابة
ولا ادري لماذا لم يسال وزير “العدل ” عن مصدر هذه الآموال التي نهبتها عائلة الطرابلسي والأعراض التي انتهكوها ام هؤلاء لا يطالهم القانون يا وزير دولة “الكانون”
اما رده عن موضوع الحجاب فلقد تمنيت من الأخ الحامدي ان لا يطرح هذا السؤال على الوزير لآن اجابته اكدت لي ان الحامدي لم يقدر الدفاع عن السؤال كما اكدت لي جهل الوزير بالدين فهو كرر اكثر من مرة في جوابه ان تونس مصرة على احترام تعاليمالإسلام الحنيف فاين تعاليم الإسلام يا وزير في سماحكم ببيع الخمر الا يستحق الخمر منشورا يمنع بيعه احتراما لتعاليم الإسلام ؟؟؟
يا وزير العدل لو قمت بحملة على معاقبة من يسبون الجلالة كحملتكم على الحجاب يمكن كنا نصدقك
فلا تتدعي حماية الإسلام فللدين رب يحميه . فانت تحاربه وتدعي حمايته ثم ما دخلك انت في المسائل الدينية اليست من اختصاص المفتي ؟ ام تبيحون لانفسكم ما تحرمونه على غيركم /ن ادخال الدين في السياسة؟
يا وزير “العدل” ان اجابتكم عن اسئلة معدة مسبقا وتقدم اليكم باسلوب يتجنب غضبكم تؤكد انه لا يوجد في السلطة رجل قادر على مواجهة الناس وجها لوجه . فانتم تخافون من الصحافة ولا تظهرون الا اذا كانت الأسئلة معدة مسبقا وبغياب الطرف المعارض او من خلال اقلام ماجورة كلها كذب وبهتان وتفتقر للحجة والبرهان
نعم ان الشعوب اذا اصابها الضعف والهوان والركون حتما تنتج وزراء من امثالك. وكلامك لا يستغرب منك فما انت الا خادم لعصابة
لكن رسالتك قد وصلت للشعب وما على هذا الشعب الا ان يقرر مصيره عشرون سنة مضت والقادم قد يكون اطول فالأعمار بيد لله فنحن بدانا الخطوة الأولى نحو التوريث –ابنه يكبر واصهاره كثر –
وما على الشعب الا خياران:
1- اما ان يواصل حياة الذل والخنوع ويقبل بما آل اليه امره ولا يسعى في التغيير يبارك ويصفق واذا غضب او ظلم يكتب بيانا او كما قال الوزير يتوجه بشكوى للسلطات المختصة – وهي الفرق المختصة- وهي ستنظر في امره فنحن في دولة “القانون” اي الكانون هذا الكانون الذي اوقدت ناره منذ عشرين سنة فهي ناضجة واصبحت السنته تلتهب
2- او ان ينهض والنهوض يكون فرديا فمن لا يدافع عن شرفه بنفسه فهو جبان يستحق ان تلتهمه نار دولة الكانون وان يعيش عبدا لهذه العصابة ويصمت
فالمواطن – او الحزب – الذي يلهث وراء المنظمات الحقوقية كي تسترد له شرفه فهو ضعيف الشخصية فمن لا يموت في سبيل عرضه وشرفه لا يستحق ان يعيش كريما في ظل دولة القانون بل هو جعل من نفسه فحما لدولة الكانون
اما المعارضة فلا اظن انها استوعبت الدرس فهي لم تستوعب انها باعتمادها الورق والبيانات قتلت في الشعب كل نفس ثوري معاد للظلم . ان المعارضة اذا لم توظف الشارع وتجيش الجماهير في مظاهرات ومسيرات مستمرة ضد الظلم والبهتان واضعة نصب اعينها ان اي اسلوب اخر غير العصيان المدني والمسيرات في النضال هو اسلوب يخدم الطغاة ويثبت حكمهم ويقمع الشعب, وينتج مثل هذا الوزير الذي يكذب جهارا نهارا مستخفا بالمدارك العقلية لهذا الشعب.
وفي الختام شكرا للوزير على رسالته وشكرا للحامدي الذي سيثبت نزاهته وشجاعته باستضافتها للطرف الآخر المعارض للوزير
مواطن مطلع على احوال السلطة
* الكانون = هو آنية من طين او حديد يوضع فيها الفحم وتوقد فتحرق وتطبخ ما عليها
المعارضة لا تعارض و الحكومة لا تحكم
حافظ بن عثمان
بعد أيام قليلة يهل علينا هلال السابع من نوفمبر ليصبح مجموع الحساب الشمسي 20 سنة بالتمام والكمال20 سنة مرت كأنها لم تكن وما أسرع الأيام في انقضائها ويوم يقول المجرمون ما لبثنا إلا قليلا.وفي مثل هذه المناسبات تكثر التقييمات والحسابات والتكهنات والعرافة السياسية بماذا سيأتي يوم 8 نوفمبر بجديد . رغم أن الأمر في مجموعه لا يستحق كل هذا الضجيج لأن الأحلام و الأماني لا تحق حقا و لا تبطل باطلا أقول هذا الكلام ليس تشاءما لكن وأنا السامع لمختلف الخطابات من أقصى اليمين لأقصى اليسار من خطابات السلطة الممجدة إلى خطابات المعارضة التي تريد أن تعارض فتخطئ الهدف مرورا بالمعارضة التي لا تعارض فان المشهد التونسي كما هو وكما عهدناه خطابات سلطوية متطرفة في الإبداع حتى أنهم لم يتركوا شيئا يستحق أن يفعل إلا و فعلوه وعلى هذا الأساس نم هنيئا مريئا يا أيها المواطن فان لك والله ما لا تقدر نعمته فتشكر وإنكم يا أيها القوم لجاحدون حاسدون !!. وفي المقابل تجد خطابات لمعارضة ترغب في فعل المعارضة فلا تقدر إلا على قول والله أعلم بما يقولون وهم واثقون وموافقون على أن أمر التغيير حان ولم يعد يفصل عنه إلا لحظات يخرج فيها فارس بنو عبس و بنوهمام ليعيد الأمور إلى نصابها مشهد مؤلم مضحك ومفزع يتقاسم فيه الأدوار المهرجون السياسويون نسبة لفعل سياسة لا يفعل والساسيون نسبة لساس يسيس أي يطلب متاع الله ومن اعتز بغير الله ذل. منذ أيام كنت أفكر في كتابة شيء ما عن قفا نبك بين الحبيب وعابدين على تونس بين عهدين فإذا بي أجد نفسي معني بالحديث عن معارضتنا التي لا تعارض وستفهم يا صديقي سبب انزعاجي ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن أخذت خطابات السادة الأمناء للأحزاب السياسية في تونس منذ خمس سنوات وليس 20 سنة أو أكثر تجد أغلب الخطابات غارقة بين أوهام الأيديولوجيا و أحلام العانسات في زوج لن يأتي تجد في هذه الخطابات ما يقارب 99 بالمائة خطاب هجومي على السلطة ولست هنا لأدافع عنها أو أقول أنه ليس صحيحا ما يقولونه بل ما أريد أن أعيب عليه معارضتنا أنها حقيقة لا تتطور و لا تراكم و لا تراجع و لا تتراجع لحجمها الحقيقي و لا تريد أن تفهم أنها لن تقدر على تطوير الأوضاع و القيام بدور المعارضة ما لم تعي فعلا بحجمها الحقيقي والواقعي .و أنه إذا كان هناك بين السلطة والشعب فجوة بإمكانها أن تتسلل منها وتلعب عليها سياسيا فان بينها وبين الشعب جفوة وإنها فعلا تبقى أحزاب لا تمثل إلا عدد منخرطيها اللذين أتحدى أي حزب أن يتجاوز عدد منخرطيه الألف وفي هذا العدد سعة وتفاؤل. إذا أين المشكلة وهل إني استهزأ أو هل إنني أقنط الناس من رحمة المعارضة لا بل أريد فقط على المعارضة أن تفهم أن خللها الحقيقي ليس فقط في نظام الاستبداد و أن خللها ليس فقط في شعاراتها التي ترفعها في السماء بينما المواطنون يعيشون فوق الأرض في المعامل و الأسواق في الأحياء الشعبية والراقية بين القبور والقصور في المساجد وفي المقاهي . إن كانت رسالتكم رسالتنا كمعارضة تستهدف هؤلاء الناس فلننزل إليهم أين يوجدون و لنتكلم يرحمكم الله كلاما يفهمونه ولنجعل برامجنا من همهم وطموحاتهم و أحلامهم ولا نجعل همنا وطموحاتنا و أحلامنا برامجهم . على معارضتنا أن تطور وتغير من استراتيجياتها ومن خطابها حتى تستطيع أن تصبح قادرة على التعبئة ضد الاستبداد وان تحقق فعلا توازن القوى الذي يدفع النظام السلطوي للتنازل وإلا فلن يقع توازن ولن يقع تغيير لأن السلطة الداخلية متأكدة من هشاشة المعارضة ومحدودية عمقها المجتمعي لذلك فلن تستطيع أن تعطيها أكثر من حقها في التعامل السياسي . إن الحزب الحاكم رغم انه قد يكون يعاني من نفس عدم الامتداد المجتمعي الحقيقي إلا انه دائما يبدوا قادرا على التعبئة ترغيبا وترهيبا وقادر على المراوغة والمناورة والتحكم في اللعبة السياسية مادامت أحزابنا المعارضة هي نفسها لا تمارس السياسة وتضع نفسها في ساحة عارية الصدر وبدون ظهر مجتمعي يسندها. إن معارضة بدون قيادات متجددة وبدون قيادات شابة لن تتمكن من التأثير في الفعل السياسي نحو الأفضل نفس الوجوه ونفس الخطاب يقول لي أن معارضتنا لا تقل إفلاسا عن النظام في ما يخص علاقتها وتمثيليتها المجتمعية إن حالنا حال معارضة لا تعارض لأنها بدون قوة بشرية تسندها وبدون برامج واقعية ولها القدرة التمثيلية والخلل فيها. وحكومتنا حكومة لا تحكم لأنها لا تمثل إلا صندوق خشبي امتلئ بأوراق يانصيب يوم أحد. إننا بين معارضة لا مشروعية مجتمعية لبرامجها وحكومة لا مشروعية مجتمعية لتواجدها في الحكم.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 5 نوفمبر 2007)
قراءة في الخطاب العشرين للرئيس بن علي
خالد شوكات (*)
ليس من عادة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تفجير مفاجئات من أي نوع في خطاباته، التي اعتاد على إلقائها في المناسبات الوطنية، كعيد الاستقلال أو الجمهورية أو ذكرى وصوله إلى السلطة يوم السابع من نوفمبر من كل سنة، على امتداد عقدين من الزمان، وذلك على غرار رؤساء عرب كثر، لا يجدون حرجا في الخروج عن النص وإدخال بعض الطرافة على أحاديثهم إلى شعوبهم، ولم يكن لاستثنائية الحدث التونسي هذا العام، حيث تحتفل تونس بالذكرى العشرين للتحول، أي شفاعة أو تأثير على السيرة الرئاسية، إذ حقق الخطاب العشرين التوقع، ولم يخرج بالتالي عن المألوف أو المتوقع.
قبل دقائق من بدء بث خطاب الرئيس بن علي على شاشة القناة الفضائية التونسية، قلت لأبي، وقد كنا ننتظر الخطاب في جلسة عائلية، أن الرئيس سيعلن عن إجرائين إثنين عندما سيتطرق إلى مسألة الإصلاح السياسي، أولهما الترفيع في المنحة المالية المعطاة من خزينة الدولة لصالح الأحزاب السياسية المعترف بها، وثانيهما زيادة حصة أحزاب المعارضة (المعترف بها دائما) في البرلمان، وعندما بدأ الرئيس فعلا الخطاب وأعلن عن الأولى، قلت لوالدي في ثقة تامة، انتظر قليلا سيعلن حتما عن الثانية.
وقد تذكرت بهذا الصدد، حديثا دار بيني وبين أحد السياسيين التونسيين المعارضين قبل سنوات، اتفقنا فيه على أن الشأن السياسي التونسي غير قابل للخضوع للتحليل السياسي، لكن الأيام قد دارت فيما يبدو، وبعد عشرين عاما من وصول الرئيس بن علي إلى السلطة، أصبح بمقدور المحلل السياسي أن يتنبأ ولو قليلا، بما يمكن أن يقدم عليه النظام الحاكم في تونس، أو الأحرى بأقصى ما يمكن أن يقدم عليه في هذا الوقت بالذات، وضمن الظروف المحلية والإقليمية والدولية القائمة حاليا.
في الصحف الصادرة خلال اليومين التاليين على خطاب الرئيس بن علي، نشر للوزير وفقيه القانون الدستوري الدكتور زهير مظفر، تعليل طريف (ومضحك نسبيا) يعلل فيه إقصار المنحة المالية الحكومية على الأحزاب المعترف بها والممثلة داخل البرلمان، بأن المال العام يجب أن يذهب إلى الهيئات الحزبية التي تتمتع بحد أدنى من المصداقية الشعبية، ولا أحسب عالما بالشأن السياسي التونسي، مهما كان متواضع المعرفة مثلي، يرى أن الحزب الاجتماعي التحرري مثلا، الممثل في البرلمان حتما، والذي سيتمتع بالكرم الحكومي، هو أكثر شعبية ومصداقية من الحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة مي الجريبي، أو حزب التكتل من أجل العمل والحريات بقيادة مصطفى بن جعفر.
خطاب الرئيس بن علي جاء كعادة خطاباته السابقة، مليئا إلى حد التخمة بالإحصائيات والأرقام، خصوصا في مستهل فقراته التي منح فيها الأولوية للشأنين الإقتصادي والإجتماعي، ومع تقديري الكبير لهذه السنة الحسنة التي استنها الزعيم التونسي، والذي اعتبر فيها مجمل شعبه في مستوى ثلة مميزة من الخبراء والمثقفين القادرين على فهم نسب التضخم وعجز الموازنة ومعدلات الفائدة وغيرها من المصطلاحات العصية على فهم محدودي المعرفة من أمثالي، فإن المنتظر لدى عموم المواطنين التونسيين في مثل هذه الذكرى الهامة من تاريخ دولتهم المعاصرة، كان حديثا سياسيا أكثر بساطة ومباشرة، عن قضايا مستقبل نظامهم السياسي، ومكافحة البطالة والهجرة السرية، و التصدي للفساد، وكيفية التعامل مع الأحزاب والحركات السياسية المحظورة، وفي مقدمتها حركة النهضة الإسلامية وحزب العمال الشيوعي التونسي وحزب تونس الخضراء، فضلا عن قضايا العفو التشريعي العام وإخلاء السجون التونسية من سجناء الرأي والسياسة وتحرير الصحافة من الرقابة الفعلية لا القانونية والإدارية.
الرئيس بن علي الحريص بشكل فائق على أناقة مظهره، بل حتى أناقة القاعة التي يلقي فيها خطابه، وأناقة الحاضرين الذين قدرت بعض المصادر عددهم في حدود العشرين ألفا، غالبيتهم من قيادات الصفوف الأولى لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم (أكبر حزب في العالم من حيث عدد الأعضاء قياسا بعدد سكان البلاد)، رأى دائما في أي حديث عن القضايا آنفة الذكر، مؤشرا ممكنا على ضعف النظام ونقطة قد تمس بهيبة الدولة، وهو ما دفعه باستمرار إلى تجاهل الحديث العلني عنها، وعدم التطرق إليها إلا من خلال تلميحات طفيفة متقطعة، كالتي وردت في خطابه العشرين، والتي أكد من خلالها مجددا أن رحلة تونس مع التنمية متلازمة المسارات مستمرة، وأن نظامه ثابت الأركان قوي لا يتزعزع و لا يأبه لانتقادات الحاقدين والمفلسين.
وقد أعلنت بعض منظمات المجتمع المدني ليلة الخطاب، إقدام السلطات التونسية مشكورة على إطلاق سراح مجموعة صغيرة أخرى من سجناء حركة النهضة، من بينهم القيادي البارز في الحركة الإسلامية التونسية المهندس عبد الكريم الهاروني، الذي قاربت فترة قبوعه في السجن فترة حكم الرئيس بن علي نفسه، وهو ما يعني أن المتبقين من السجناء الإسلاميين عادوا قلة قليلة جدا ربما لا تتجاوز العشرين، غير أن الرئيس التونسي لم يرى في الأمر ما يرقى إلى الذكر في خطاب رئاسي.
و نظام الرئيس بن علي يرفض الاعتراف بوجود سجناء سياسيين، حتى أن وزير العدل البشير التكاري – الذي ينظر إليه غالبا كملكي أكثر بكثير من الملك- قد استهجن بشدة في تصريح ليومية تونسية يومين بعد الذكرى، أي حديث عن سجناء رأي أو سياسة، إذ قال ” ليس لدينا في تونس سجناء سياسيين حتى نقوم بإطلاق سراحهم”، ولا شك أن البعض سينتظر طويلا حتى يقلب التاريخ صفحة ويفتح صفحة، فيطيل الله في عمر الوزير العتيد ليجيب لاحقا عن نفس السؤال بنفس نبرة الولاء الحادة التي عرف بها، وقد ثبت أن أكثر الساسة ولاء أكثرهم تقلبا وانصرافا عن الوفاء عندما تغيب المصلحة ويلف العهد النسيان.
من الأمور اللافتة في خطاب الرئيس بن علي الأخير أيضا، اصطحابه لعائلته الصغيرة، ممثلة تحديدا في زوجته السيدة ليلى بن علي، التي تتحدث أوساط كثيرة عن تعاظم دورها السياسي والاقتصادي، بما يذكر نسبيا بحضور الماجدة وسيلة زوجة الزعيم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة مؤسس الدولة التونسية المعاصرة، وكذلك لابنته الثانية من زوجته الثانية، وهي شابة جميلة وأنيقة، ركزت على وجهها كاميرا التلفزيون الرسمي أكثر من مرة، وهي تجلس بثقة وأدب جم خلف والدها وإلى جانب والدتها وعدد من أركان العهد الجديد، ولعلها إشارة من الرئيس التونسي إلى ما تضطلع به العائلة من مكانة لديه.
وقد جاءت نبرة الرئيس بن علي الخطابية هذه المرة أكثر سرعة من المعتاد، وأكثر ثقة أيضا، كما كانت أساريره أكثر انفراجا وتعبيرا عن الفرح، فيما جاء تعامله مع جمهور الحاضرين أكثر مرونة وتلقائية وخروجا محدودا عن النص من خلال تكراره عبارة “بارك الله فيكم، تفضلوا (بالجلوس)”، فقد اعتاد التونسيون على نبرة أكثر صرامة وتعامل أكثر جدية من رئيسهم، وهي إشارات طمأنة من الرئيس ربما، على أن لقياته البدنية وحالته الصحية والمعنوية بأحسن أحوالها، وأنه ما يزال الرجل القوي القادر على التحكم بالكامل، وعلى غرار العشرين عاما الماضية، في شؤون الحكم في بلده ومواجهة تحدياته المتناسلة.
خطاب الرئيس بن علي لم يخلو كذلك من نزعة عاطفية، أعلن من خلالها عن تكريم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وعن وقوف نظام الحكم التونسي إلى جانب الشعبين الفلسطيني والعراقي في سعيهما إلى التحرر من الاحتلال ونيل الحقوق المشروعة، وهي نزعة يدرك الرئيس التونسي ومستشاروه، مدى تأثيرها على شعب يشكل جزءا من محيط عربي إسلامي، تغلب على وجدانه الشعارات الكبرى، وتدغدغ مشاعره قصص حملات التضامن والوحدة، بصرف النظر عن كيفية تطبيقها أو تحقيقها على أرض الواقع.
ثمة إشارة لا مناص من ذكرها كذلك، تكتسي برأيي أهمية بالغة، خصوصا بالنسبة للتونسيين، وهي إقدام الرئيس بن علي على تأكيد المرجعية البورقيبية للدولة التونسية المعاصرة، حيث أتى على ذكر إسم الزعيم الرئيس بورقيبة مرتين في خطابه، الأولى في المقدمة والثانية في الخاتمة، وهي إشارة تتضمن بعض المراجعة لتوجه السياسي برغماتي أراد في البداية التميز عن عهد سابق فقد بعض بريقه وعد في حينها بائدا، لكنه عاد مجددا إلى الاستناد إليه بعد أن بينت السنوات اللاحقة أنه كان عهد بناء وخلق الأسس الكبرى للنظام والدولة، وأن ما أقيم وسيقام، لا يعدو أن يكون إلا إتماما لمسار وسيرا على خطى زعيم أمة استثنائي، هو الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه.
وأظن مع كثير غيري من التونسيين، أن ميثاق السابع من نوفمبر 1987، الذي تضمن كثيرا من طموحات النخب التونسية، في إرساء حياة سياسية ديمقراطية ذات مصداقية، يمكن اعتباره مكملا للمرجعية البورقيبية، بما يجعل مساءلة عهد الرئيس بن علي حول مدى ما تحقق من هذه الطموحات المعلنة والموثقة فيه، مساءلة جدية وصارمة، فقد قيل قبل عشرين عاما أن لا مجال لرئاسة مدى الحياة، وأن لا مجال لنظام الحزب الواحد والشخص الواحد، كما قيل أيضا أن الشعب التونسي قد بلغ مستوى من النضج يؤهله لممارسة سياسية راقية، ولكي تتداول نخبه وأحزابه وزعماؤه على السلطة.
إن للاستقرار السياسي الذي عاشته تونس خلال العشريتين الماضيتين، فضلا عن نسب النمو الاقتصادي والاجتماعي المحترمة التي تراكمت باضطراد، دور في جعل التونسيين مؤهلين اليوم أكثر من غيرهم لحياة ديمقراطية متطورة، قائمة على قيم احترام القانون والولاء للوطن والقدرة على تحقيق التوافق حول الخيارات الكبرى. ولا شك أن رجلا قويا قادرا على تجنيب البلاد شرور المجهول والفتن، لو أنه قرر وضع قاطرة بلده أكثر على سكة الإصلاح السياسي الحقيقي، على نحو ما فعل رجال آخرون محترمون في دول أخرى مجاورة، لم ينصتوا إلى نصائح المنافقين والمطبلين والمزمرين الذين سيكونون أول المنفضين.
إن ما دفعني إلى توقيع هذه القراءة من تونس بالذات، ليس سوى رغبة شخصية في التعبير عن قناعة عميقة مزدوجة، مفادها أن ما أعلن عنه الرئيس بن علي في خطابه من إنجازات هو في مجمله حقائق ملموسة، يفتخر أي تونسي وطني بتحققها ولا ينكرها غير جاحد أو مزايد أو مكابر، في محيط عربي إسلامي مأزوم في غالبيته، ومفادها أيضا أن المسكوت عنه في خطاب الرئيس بن علي يشكل مجالات فشل وإخفاق، لا تنقص أبدا من قيمة المعترف بها، وقد كان بالمقدور التعامل معها بطرق أكثر نجاعة وأقل كلفة مادية ونفسية، لأن الاعتراف بوجود قضايا ومشكلات لا يشكل دليل ضعف نظام أو دولة، حتى وإن كانت هذه القضايا من قبيل سجناء رأي أو الترخيص لحزب إسلامي.
أدرك أن خطابا من هذا النوع قد لا يرضي أحدا، فيجلب على صاحبه على ما جرت عليه العادة نقمة هذا وذاك، في ظل عقل سياسي مانوي، جعل السياسة والإعلام مدحا مبالغا فيه، أو شتيمة لا حد لها، لكن رؤيتي الوسطية هي من تجعلني فخورا بإنجازات بلدي على كافة الأصعدة، الاستقرار والأمن والتقدمية التشريعية والاستمرارية التنموية ومكانة المرأة الرفيعة و جودة المرافق التعليمية والصحية والثقافية، و هي الرؤية نفسها التي تدفعني إلى تبني طموح أكبر في تصور وطن بلا تابوهات أو خطابات خشبية أو تقديس للأشخاص مبالغ فيه أو تجاهل لقضايا مصيرية، وهذه الرؤية ليست مفتعلة بغية التمايز، إنما هي رؤية أصيلة الهدف منها الحفاظ على المنجز وضمان مستقبل أفضل يسع التونسيين على مختلف تياراتهم ومشاربهم، ويجعل تونس كما قال الرئيس بن علي نفسه، لكل التونسيين، بعيدا عن أي إقصاء أو تهميش.
(*) كاتب تونسي
(المصدر: موقع “إيـلاف” (بريطانيا) بتاريخ 11 نوفمبر 2007)
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/11/10
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 333 مناضل وطني وكاتب -رئيس شعبة الصحافة
على موقع تونس نيوز الحزبية سابقا
كل إناء بما فيه يرشح
الجزء الثالث والأخير : تعقيبا على أقوال وتصريحات الوزير الاول الأسبق محمد مزالي في قناة المستقلة يوم 2007/11/03
على بركة الله أواصل الحديث بعد الحلقتين الأولى والثانية حول تصريحات السيد محمد مزالي الوزير الأول الأسبق حول شهادته التاريخية أو حكمه على زمن الزعيم بورقيبة رحمه الله أومهارته وشطارته في أداء الرسالة أو أنه الفارس الوحيد والبطل الأوحد هو الذي ينصح بورقيبة ويفكر أكثر من الزعيم بورقيبة ويوجه الرئيس بورقيبة ويبادر بالتصريحات قبل أن يندم الزعيم بورقيبة ويدبر على المجاهد الأكبر وهو صاحب المواقف الإيجابية أم السلبي فقد فعله بورقيبة قضية الخبز وارتفاع أسعار مشتقات الحبوب بإذن من بورقيبة وبورقيبة هو الذي تسرع في إقرار ارتفاع الخبز والسميد وسي محمد مزالي ترجى بورقيبة أن لا تتسرع في أخذ القرار حتى يجد وسائل للدعم للشرئح الاجتماعية كلام على غاية من الأهمية بروايات عجيبة وطرق غريبة وأساليب مسرحية لا يصدقها عاقل في تونس …وبدون تعليق أريد أن أذكر سي محمد مزالي بما قاله الزعيم الراحل بطل التحرير المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة للسيد محمد مزالي أمام ثلة من إطارات صفاقس عام 1984 بحضور السيد والي صفاقس والكاتب العام للجنة التنسيق بصفاقس قال بورقيبة الزعيم الأكبر إلى سي محمد مزالي الوزير الأول اللي يحب يولي زعيم في تونس يجب أن تتوفر فيه شروط خمسة : 1– النظافة والزهد في وسخ الدني الفانية – 2– يبتعد عن الفساد والنساء – 3– لا يشرب الخمر ومشتقاته – 4– لا يخشى الموت والسجون والمنافي – 5– أن يكون قد ناله التعذيب والسجون والأبعاد وكان في مقدمة القوم عند المحن والشدائد وفي طليعتهم لا يخاف السجون هذه صفات الزعيم وإذا لم تتوفر هذه الخصال فلا يمكن أن يلقب باسم الزعيم والفاهم يفهم يا سي محمد….وفي مناسبة أخرى في المنستير أيضا قال بورقيبة لكم يا سي محمد أنت لم تدخل السجن من أجل تونس يوما واحد إذا صفة الزعامة غير متوفرة الأركان … وبدون تعليق..وخلاصة القول أنك مهما أردت أن تروي قصتك بكل الأساليب فلن تصل إلى مجد بورقيبة وشهرة بورقيبة وتألق بورقيبة وتاريخ بورقيبة ونجاحات وانتصارات بورقيبة وحجم بورقيبة وقوة شخصية بورقيبة التي دوّخت الجنرال ديغول ودوّخت العالم وقال الحكيم يبرز دبير من المنستير فيه الدول تحير والدبير هو بورقيبة ياسي محمد وعيب عليك وألف عيب وأنت شيخ في سن 82 عاما ومازلت تتحدث بخلفيات صبيانية لا تليق ببورقيبة الزعيم هو بمثابة والدك وهو الأب الروحي للشعب التونسي جميعا كيف تسمح لنفسك في قناة فضائية يسمعها العالم كله أن تتحدث على والدك الأب الروحي لنا جميعا بأسلوب لا يليق وتقول كلام لا يقبله عاقل ولا حتى جاهل. كيف تسمح لنفسك وأنت الوزير الأول وعضد أيمن لرئيسك بدون منازع أن تحكي حكايات أطفال تمسّ من هيبة الزعيم الراحل بورقيبة رحمه الله وأنت تعلم يا سي محمد مزالي علم اليقين بأن كل إناء بما فيه يرشح…..وبدون تعليق وقد أشرت إليكم في مقالي الثاني رداّ على تصريحاتكم في الحلقة الثامنة بقناة المستقلة أن السيد حسين الشافعي نائب رئيس جمهوية مصر العربية اعطاكم درسا بليغا في الوفاء ومفهوم الوفاء والإخلاص والمحبة والعهد والإكبار والتقدير لرئيسه ورئس مصر المرحوم جمال عبد الناصر رحمه الله ولكن أعتقد أن الغرور والكبرياء والأنانية فعلت بكم ما فعلت حتى أنكم أصبحتم تعتقدون أنكم في حجم الزعيم الراحل أقول لكم هيهات هيهات وكلا وألف كلا أن تحتل مكانة الزعيم أو تصل إلى مرتبة عالية مثله ومهما كانت شهادتكم ومهما كانت تصريحاتكم فلن تغير شيء من قيمة الزعيم أو تنقص من شأنه بل العكس تزيد في شأنه وربما حتى لو كان لكم بعض الأصدقاء فبمثل هذه الشهادات والافتراءات تفقدون ماء الوجه وأصدقائكم وتخسرون أهم مكسب وهو المصداقية لأن الشعب لا يجدّ عليه أقوالكم وتحريفكم للتاريخ. يا سي محمد. والحمد لله الزعيم الراحل بورقيبة وجد ابنه البار الرئيس بن علي لم يقل فيه إلا خيرا وقولا جميلا..قال الله تعالى :”فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم.
ملاحظة : أرجو من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي قراءة هذه الرسالة للردّ والأمانة وهو صاحب أمانة. و شكرا على رسالتكم.
محمد العروسي الهاني
هـ : 22 022 354
الصحفي الهاشمي الطرودي:
التضييق في قوانين الصحافة من أبرز أسباب تدهور الإعلام التونسي
تونس-الراية-إشراف بن مراد : نظّم حزب الوحدة الشعبية ندوة تحت عنوان” واقع الإعلام العربي وحرية العمل الصحفي” حاضر فيها الصحفي الهاشمي الطرودي الذي يعد من أبرز رموز اليسار في تونس. وفي بداية محاضرته، أكد الطرودي أهمية الإعلام في هذه المرحلة التي تشهد إعادة تشكيل المجتمع الدولي المدعو اليوم إلي مواجهة العديد من الإشكاليات والرهانات.
وقد تناول الطرودي في هذه الندوة، التي واكبها عدد من الإعلاميين والمهتمين بواقع العمل الصحفي والحريات في تونس، واقع الصحافة التونسية متقصيا تطورها عبر مختلف المحطات التاريخية الهامة بداية من أوائل السبعينات التي شهدت تطور الحركة النقابية فضلا عن الدور المركزي الذي لعبه التيار الليبرالي.وأشار في هذا الصدد إلي أنّ هذا الوضع استمر إلي غاية أحداث جانفي 1976 التي أسفرت عن تأسس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان سنة 1977 فضلا عن تأسس صحيفة الرأي المستقلة وصحيفة الشعب التي نجحت في استقطاب النخبة والرأي العام علي حدّ سواء.
من جانب آخر، أشار الطرودي إلي وجود تناقض داخل السلطة الحاكمة نفسها وأكد أنّ كل هذه العوامل أفرزت ما شهدته فترة الثمانينات التي اتسمت بنوع من الانفتاح من بين علاماته الاعتراف بالحزب الشيوعي وبروز عدد من صحف المعارضة التي نجحت في أن تكون منابر للحوار الوطني ممّا عزز الطفرة الإعلامية ببروز عناوين حزبية جديدة ومستقلة.
وعرّج الأستاذ الطرودي علي ما اتسمت به فترة التسعينات إذ قال إنّها عرفت نوعا من الانحسار ارتبط باحتجاب عدة عناوين في صحافة المعارضة.إذ اضطر البعض منها إلي الصدور بصفة غير منتظمة. علاوة علي تخليها عن دورها النقدي مما جعل السلطة الحاكمة تحمل المعارضة مسؤولية ما يعيشه واقع العمل الصحفي من تأزم وتدهور.
وأوضح الطرودي أن الوضع اتسم بالانفتاح من جديد قبيل انتخابات 1999 خاصة بعد صدور قانون تمويل الأحزاب في جويلية 1997 علي الرغم من استثناء الأحزاب غير البرلمانية.وقد شهدت هذه الفترة استئناف صدور عدة صحف معارضة. ومع ذلك يري الطرودي انه رغم هذا التطور إلا أنّ الإعلام التونسي لم يسترجع عافيته في هذه الفترة.
وبيّن أن أزمة الإعلام مرتبطة بالدرجة الأولي بما تعيشه الحياة السياسية من انفتاح أو انحسار.وأكّد أنّ الطابع الزجري و التضييق الذي تعرفه قوانين الصحافة يعتبر من أبرز أسباب التدهور الذي يعيشه الإعلام في تونس، رغم وجود بعض المرونة والتعديلات من ذلك أنّ إصدار الصحف لم يعد يخضع إلي ترخيص مسبق. لكن وزارة الداخلية يمكن أن لا تسلم الوصل لذلك رأي الطرودي أن الدعوة ملحة إلي ضرورة جعل مسألة إسناد الترخيص من اختصاصات وزارة الاتصال.
وقال إن من أسباب هذه الأزمة أيضا بقاء العقوبة البدنية في ما يخص قضية الثلب لأن السلطة القضائية سلطة تقديرية و يمكن أن لا تفرق بين الثلب و النقد.هذا علاوة علي ما للرقابة من دور سلبي في تدهور الصحافة. وأشار في هذا الصدد إلي تقرير أصدرته الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أكدت خلاله أنّ السلطة قد تدخلت في نشر أخبار رغم نفي الحكومة لذلك و تأكيدها أنّ الرقابة الذاتية يمارسها الصحفي علي نفسه.
من جانب آخر ، تطرق الطرودي إلي تنظيم الإشهار العمومي.وقال إنّ المؤسسة الإعلامية لا يمكن أن تكون مستقلة دون استقلال مادي فوكالة الاتصال الخارجي التي تتحكم في الإشهار العمومي تجعل عدة صحف تعيش ضغوطات مادية بحرمانها من الإشهار.ومن هنا، فإنّ الدعوة ملحة لإعادة تنظيم الإشهار العمومي بإسناده إلي هيئة مستقلة إضافة إلي فكّ القيود الإدارية والمالية التي من شأنها أن تعرقل دور المؤسسات الإعلامية.
(المصدر: صحيفة “الراية” (يومية – قطر) الصادرة يوم 11 نوفمبر 2007)
تحية إلى الأسود المسرحة والأخرى الرابضة لسنين بشموخ أسطوري في سجون سلطة “لا ظلم بعد اليوم”
عبد الرحمان الحامدي
حيوا الأسود
حيوا الأسود
أسود الخضراء
وفوا السلام
لخيرة الأبناء
حيوا الصمود
حيوا الشموخ
حيوا الإباء
حيوا رجالاا
على العهد
رغم الأرزاء
حيوا الواقفين
رغم الداء
والأعداء
حيوا النسور
فوق القمم
الشماء[1 ]
حيوا من بذل
للوطن الدماء
حيوا من وهب
الأعمار للدين
فداء
حيوا من إستعصى
دهرا
عن الإنحناء
حيوا المكبلين
بالحديد في
الظلماء
حيوا منارات
الصبر على
الإبتلاء
ترنو بيقين
إلى يوم
ينبلج فيه الضياء
حيوا من أسلم
وجهه محتسبا
للقضاء[2 ]
ثم إنحنوا إجلالا
لمن قضوا في تونس
شهداء
[1 ] عن الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي بتصرف.
[2 ] القضاء في معنى حديث رسول الله يعني الله سبحانه و تعالى: وقد أمر صلى الله عليه و سلم المسلمين بأن لا يسبوا القدر لأن القدر هوالله.
حصة تلفزية لدرس ديني من المسجد… بحضور نساء محجبات على قناة تونس 7
بقلم: طارق الكحلاوي
نتفرج توة في حصة تلفزية في قناة “تونس 7” (عبر الانترنت) تتمثل في درس ديني على الشاكلة التقليدية (يعني شيخ قاعد على كرسي قدام المحراب و دايرين بيه الناس)… مش محتوى الدرس إلي لفت انتباهي (موضوع الدرس هو الحج)…. إلي لفت إنتباهي هو بث درس تلفزي من المسجد بهذه الشاكلة و هي حاجة ما نتذكرش نفسي شفتها في التلفزة التونسية طيلة السنوات إلي فاتت حتى بالنسبة للبرامج الدينية إلي تتعدى نهار الجمعة… الشيخ إلي يلقي في الدرس زادة ملفت للانتباه لأنو مش النوع إلي يتعدى في برامج نهار الجمعة… الشيخ في الحالة هذية (الشيخ محمد الهادي صفرة) هو شيخ (مش “أستاذ في علوم دين”) كيف أي شيخ نشوفوه في تلافز عربية أخرى… يعني لهنا شيخ بلحية و جبة تقليدية…. الحاجة لخرى إلي ملفتة للانتباه هو حضور النساء المحجبات (شطر الحاضرين)… و بالرغم هذاية طبيعي بالنسبة لنسا موجودين في مسجد إلا أنو ماهياش صورة عادية بالنسبة للتفزة التونسية… و طبعا معروف الاشكال في علاقة بالموضوع هذاية بالنسبة للدوائر الرسمية…. وقتلي هذاية يجي في إطار متاع اهتمام متزايد رسميا بالحياة الدينية بما في ذلك إنشاء إذاعة الزيتونة و قبول بمظاهر تدين معينة كيف التحجب (بالمناسبة بعد قرار المحكمة الإدارية في الصيف إلي فات غير المسبوق إلي رجع مرى لخدمتها فمة مؤشرات أخرى على تقبل وجود المرأة المحجبة في المؤسسات العمومية كيف مثلا التدوينة إلي شفتها اليوم رديون نجوي (*))… إذا مش بالصدفة أنو هذا يحصل في إطار كيف هكة… بالطبيعة الخبر إلي نشرو رشيد خشانة حول احتمال قبول رسمي بإنشاء حزب إسلامي يزيد يأكد الأجواء العامة هذية كيفما قلت في تدوينة سابقة… مرة أخرى أنا نعتبر هذاية الكل توجه إيجابي.
(المصدر: مدونة “أفكار ليلية” التونسية بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
الرابط: http://tareknightlife.blogspot.com/2007/11/7.html
أسمع كلامك أصدّقك ، أشوف أفعالك … أتعجّب (1)
الكلام
أيّها المواطنون، أيّتها المواطنات، لقد أدرجنا في الدستور أسس حماية حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وترابطها، وأكدنا احترام حرمة الأفراد وكرامتهم. وفي ذلك الإطار يخضع الاحتفاظ وجوبا للرقابة القضائية ولا يتم الإيقاف التحفظي إلا بإذن قضائي. وتكريسا لهذه المبادئ والقيم وتواصلا مع الإصلاحات التي أرسيناها منذ الأيام الأولى للتحول، نأذن اليوم بإعداد مشروع قانون يدعم الضمانات القضائية في فترة الاحتفاظ وذلك بإلزام الجهة القضائية بتعليل قرار التمديد في جال الاحتفاظ حتى يقع تفادي كل تمديد لي في هذه الآجال.
Discours du 7/11/07
الأفعال
إعتقال أنيس بوخذير شقيق الصحفي سليم بوخذير والإعتداء عليه بالضرب المبرح أمام المواطنين حضر بشكل مفاجئ ، عدد من كبير من أعوان البوليس بالزيّ المدني مساء اليوم السبت 10 نوفمبر 2007 إلى منطقة بوخذير بصفاقس مسقط رأس الصحفي المضرب عن الطعام سليم بوخذير على متن سيارات مختلفة وقامت بإعتراض سبيل الشاب أنيس بوخذير شقيق السيد سليم بوخذيرالذي كان يقود جرّاره الفلاحي على مقربة من مقرّ سكناه مع والدته ، و قاموا بالإعتداء بالضرب المبرح عليه على مرأى و مسمع من السكّان و سبّ الجلالة و شتم أهله و شقيقه ، و إنتزعوا منه هاتفه الجوّال بالقوّة عندما هام بمحاولة الإتصال هاتفيا . و قد إختطفوه تحت الضرب واللكم و الركل أمام المواطنين إلى مكان مجهول دون أن يعرف أحد إلى حدّ إعداد هذه المراسلة العاجلة لا الجهة الأمنيّة التابع لها الأعوان المذكورون ولا المكان الذي إختطفوه إليه ، لتنقضي ساعات إلى حدّ الآن دون ظهوره من جديد ممّا يؤكّد أنه تمّ إعتقاله . يُشارإلى أنّ سيارات البوليس السياسي ما فتئت تراقب بشكل مفضوح منزل والدة سليم بوخذير بالجهة منذ شروعه بالعاصمة في إضراب عن الطعام يوم 1 نوفمبر من اجل حقّه في السفر
Via TunisNews.net
أسمع كلامك أصدّقك ، أشوف أفعالك … أتعجّب-2
الكلام
إن طموحنا لتونس طموح كبير، يستند إلى بيان السابع من نوفمبر، وإلى القيم الخالدة التي جبل عليها شعبنا، قيم التسامح والتضامن والتآزر والتآخي. فلا مجال للإقصاء والتهميش ولا مجال لبقاء أي كان، متخلفا عن مسيرة النماء والتقدم، كما لا مجال لأن تبقى منطقة واحدة ببلادنا معزولة عن حركية التنمية في الريف كانت أو في المدينة، وفي الشمال كانت أو في الجنوب؛ فالجمهورية التونسية وحدة جغرافية متماسكة تجمع بين كل التونسيين والتونسيات في نسيج متين من التمازج والتكامل والتوافق والتآزر قل نظيره شرقا وغربا. ومن حق كل أبناء تونس وبناتها، أن يشاركوا في دعم حاضر بلادهم وبناء مستقبلها وأن ينعموا بخيراتها ويجنوا ثمار نموها وازدهارها.
Discours du 7/11/07
الأفعال
تونس اف ب: انقذت وحدات خفر السواحل التونسية 12 تونسيا في عرض سواحل مدينة الشابة (032 كلم جنوب العاصمة) حين كانوا يحاولون الابحار الي ايطاليا، علي ما افادت الجمعة صحيفة تونسية. واشارت صحيفة الصريح اليومية الخاصة الي ان المهاجرين غير الشرعيين احيلوا علي القضاء بتهمة ارتكاب جريمة الابحار خلسة دون ان تذكر علي وجه الدقة تاريخ انقاذهم. وتستخدم سواحل دول المغرب العربي نقاط انطلاق لمهاجرين سريين راغبين في الوصول الي اوروبا خصوصا عبر حزب جنوب ايطاليا وجنوب اسبانيا. وكثيرا ما تورد الصحف التونسية انباء عن احباط محاولات هجرة غير شرعية وعمليات انقاذ في البحر، غير انه لا تتوفر اي حصيلة رسمية في تونس عن اعداد هؤلاء المهاجرين. واشارت صحيفة الصباح الاسبوعي الاثنين الي ان وحدات خفر السواحل التونسية تمكنت من احباط عملية ابحار في منطقة بن قردان القريبة من الحدود الليبية التونسية علي بعد 085 كلم جنوب شرق العاصمة واعتقال ما بين 25 و35 مهاجرا تونسيا ومنظمي الرحلة وعددهم اربعة من بينهم شخص ليبي. وضاعفت السلطات التونسية تدابير مراقبة السواحل الممتدة علي طول 1300 كلم علي المتوسط وفرضت عقوبات صارمة وغرامات مالية طائلة علي كل من يشارك او ينظم عمليات الهجرة السرية. واعلن خفر السواحل الايطاليون في اب (اغسطس) الماضي انهم ضبطوا في البحر اكثر من 21 الف مهاجر غير شرعي منذ مطلع العام الحالي وهو رقم اقل مما سجل في الفترة ذاتها مـن 2006. Via TunisNews.net
(المصدر: مدونة Samsoun بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
الرابط: http://samsoum-us.blogspot.com/
عمي صالح,عمي صالح…ترقدشي ؟
بالله يا جماعة شنوة قولكم في شخص يبدى كلامو ب “أحمد الله كثيرا أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الأنترنات” ؟ شنوة رأيكم في هالكلام وقت الي نعيشو في عصر يصنّف فيه كل من لا يعرف التعامل مع الأنترنات بالأمي ؟ شنوة رأيكم بشخص كيف هكة و هو يمارس عمل يجعل من الأنترنات و كل تكنولوجيات الأتصال ضرورة مهنية لتقصي الحقائق و البحث عن أحدث الأخبار … شنوة رأيكم وقت الي صاحب القولة يطلع صحافي.
أيه نعم … السيد الي قال هالكلام صحافي و مش أي صحافي … هو صحافي تونسي مشهور وصاحب أكثر الجرائد انتشارا في البلاد التونسية.
هو السيد “صالح الحاجة” صحفي تونسي و مؤسس جريدة الصريح و مدير تحريرها سابقا.
يقول سي الحاجة في مقاله ” أحمد الله كثيرا أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الأنترنات و لا أحب الاقتراب منها …فأنا كائن ورقي عشت على الحبر و الورق سنوات عمري و من شب على شيء شاب عليه“.
يا سي صالح … بالله تتصور أنت –سيادتك- أنه أحنا تولدنا و سوري الكمبيوتر في ايدينا ؟ تتصور اننا ما تربيناش على الحبر و الورق كيفك ؟ تتصور روحك الانسان الوحيد في العالم أو في البلاد هذية الي يقرأ الكتب و الجرائد و المجلاّت ؟ يا سي صالح الانترنات و استعمال الانترنات عمره ما كان منافي للقراءة “الورقية”. بالعكس …الانترنات تكنولوجيا مكنتنا من الوصول الى كتابات ثمينة ما كناش نحلموا بيها … و كان جيت عندك عطش الاطلاع و دودة القراءة و المطالعة …ما تقولش هالكلام.
يواصل العم صالح بقوله : ” من انني أفعل ذلك منذ أن وقعت في حب القراءة و عشق المجلات …. الى أتمسّك بها و اعيش فيها“.
يا سي صالح حبك لمجلات الاطفال ما يجعلش منك فريد زمانك أو المهدي المنتظر … الكلنا عشقنا قراءات في صغرنا … و أنا شخصيا ( خفاش من الخفافيش الي تحكي عليهم) كنت نستنى بفارغ الصبر يوم الاربعاء … يوم اصدار مجلة ماجد و نتصوّر ان أغلب المبحريين عالانترنات تعداو بتجارب مشابهة باختلاف أجيالهم … تعرف يا سي صالح, انا متأكد الي أغلب قراء جريدتك حتى هوما قراو مجلات و كتب … ماكش مصدقني ؟ نعرفك انك مستبله العباد و خاصة قراء جريدتك الفذة …لكن صدقني يا عم صالح … فما برشا عباد قارية و متعلمة و متثقفة …
زيدنا يا عم صالح زيدنا . يقول : “… أما الان فأن الانترنات تحاول ان تقتحم حياتي و لكنني صامد ورافض خصوصا عندما أسمع أن هناك بعض المواقع تتخصص في البذاءة و الوقاحة …“
بالله ؟ زعمة سيادتك مقاطع الجهاز التلفزي الي ديما (من قلة المواضيع) تحكي عليه ؟ الكلنا نعرفوا الي فما برشة قلة حياء في التلفزة … علاش تتفرج في التلفزة و تسمع الراديون و الا سيادتك مش “كائن ورقي” فقط بل”كائن تلفزي و اذاعي” ؟ … تي هوما الوراق يا سي صالح ينجموا يتضمنوا برشة قلّة حياء … هاو جريدتك مثلا … معبية بقلة الحياء و باستبلاه العباد لكن أحنا – يا عم صالح- مواصلين في قراءتها و التمحيص في كل صغيرة و كبيرة … مش حب في سيادتك … لكن( سامحني ..بش نخرج كلمة عندك برشة ما سمعتش عليها و ممكن نسيتها) من باب النقد …النقد …مش الفلوس يا سي صالح …مش ال450 مليم الي نخلصوا فيهم …النقد البناء ..باش نحاولو الرقي بهذه الجريدة و دفعها للصحافة المتزنة و الشريفة.
يا سي صالح لعلمك (مادام ” يقولولك” خليني نقلك أنا زادة) انه المواقع الي تحكي عليها و الي يسميوها “مدونات” ما تضمش كان شباب يافع و الا “أقزام” كيما تحب تسميهم … فما عباد أكبر منك عمر و غاطسين في الانترنات و فاهمينها …و يكفي أنني اذكر أحمد فؤاد نجم الي يجيبك ولدو صاحب مدونة هامة جدا و يكتب عالانترنات و على المواقع المشبوهة و في نفس الوقت يكتب على الورق و بالحبر زادة. نزيدك زيادة لعلمك أن التدوين أصبح طريقة نشر معترف بها عالميا و تبناها أكبر الكتاب في العالم و تتم حاليا مناقشة عديد من رسالات الدكتورا على هالنوعية الكتابية الجديدة الى جانب عشرات الندوات الأدبية العالمية على أعلى طراز … ما عليك كان تلوّج عالانترنات و تو تشوف …اه ..سامحني نسيت الي انت مازات صامد.
واصل يا عم صالح. يقول : ” من هكذا أرادها أصحابها الذين ابتدعوها … الى فماذ سأقول لهؤولاء الاوباش و التافهين“
…عمي صالح …مازلت اناديلك “عمي” راهوا … اش تحب تزيد تقول تي هاك قلت “أوباش” “أقزام”, “مرضى”,”خفافيش”, “أشباح”, “لصوص”, “تافهين” الخ … اش مازلت باش تقول ؟ نختموا بقولة للأمام علي… أهوكا زعمة زعمة أنا عندي حكمة الإمام و زعمة هاني نعرف ما قاله ؟ تي أنت حربتها بكلامك السوقي و ضهر بالكاشف مستوى كلامك …ما عندك ما تداوي و ما تصلّح. و ما نيش باش نطيح لمستواك و مانيش باش نجاوبك.
قولها يا صالح قولها. يقول : “إنني بعد هذا العمر الطويل و التجربة الطويلة لم يعد يهزني مدح و لا قدح…فأنا أعرف طريقي وقد سرت فيه سنوات و سنوات و مازلت أواصل السير فيه و لقد أسس النهر مجراه… ولست بحاجة إلى رضا هؤولاء الذين تملأ الأحقاد قلوبهم فعميت بصائرهم و أبصارهم”
يا عم صالح ..ربي يطوّلك في عمرك … لكن عمرك ما ينجمش يكون عذر أو سبب للاستعلاء. و لو كان انت صحفي و صاحب جريدة منتشرة انتشار كبير و لا يهزك لا مدح و لا قدح … فهذا أمر مفزع للغاية ! تي هو أنت كصحافي خدمتك النقد, و النقد يتضمّن مدح و قدح و لو كان أنت بيدك …ممتهن النقد ما تقبلش النقد …هذا أمر بصراحة يخوّف.
انك تتحدث كأي دكتاتور عربي يجعل من تجربته و عمره المتقدم سببا لعدم سماع الاخرين و للمضي قدما نهج الاستبداد. …و رغم أن العديد من الحكّام الطغاة العرب لم يتجرؤوا الى حد الساعة توريث ابناءهم و عائلاتهم فأنت لم تتردد في فعل ذلك. بحيث أن مدير تحرير الجريدة بالوراثة هو المصون “زياد الحاجة” و المديرها الاداري و المالي هو المصون “نوفل الحاجة”.
أطال الله في عمرك يا دكتاتور الصحافة و كل احترامنا و اجلالنا للعائلة الكريمة … وارثة الملك.
(المصدر: مدونة “أونورمال” التونسية بتاريخ 9 نوفمبر 2007)
الرابط: http://ounormal.blogspot.com/2007/11/blog-post_09.html
من أين نطقت يا صالح؟
زياد المولهي
صالح الحاجة قيمة صحافية ثابتة …عند أغلب الصحافيين هو أيضا قيمة صحافية ثابتة عند…أغلب المدونين والصريح…أحببنا أم كرهنا…مكوّن من مكونات المشهد الإعلامي في بلادنا
ولكن القيمة الثابتة عند الأغلبية لا ترتفع بصاحبها الى حد القدسية ليصبح معصوما من الخروج عن الصحة والدخول في الحالة المرضية في يوم من الأيام، هتف طلبة المركب الجامعي: لا…لا…للصباح
والصباح… قيمة ثابتة في صحفنا اليومية ومع كل احترامي للجميل والقبيح…سوف لن ترتقي الى قيمة الصباح…بضاعة الصريح وهم جميعا لن يرتقوا الى قيمة صحف اندثرت أمثال كل شيء بالمكشوف والقنفد و…و…
فهل أصبح صحيح الصريح…نعت مدونات انتقدتها…بنعت القبيح؟ بكل صدق أقول إن المقال ليس بمقام ….الحاجة ولو أنه ليس بغريب عن مقام الصريح الآن فهمنا أن المدونات… بدأت تدغدغ مواقع الألم
وأنها من الصريح… ستحفر لكل صحيفة كاذبة…. ضـريـح
(المصدر: مدونة “فسيفساء” لزياد المولهي بتاريخ 9 نوفمبر 2007)
الرابط: http://mosaiquetn.wordpress.com/
يوميات مواطن عالمي (9)
بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي
مزالي والجزائر (1)
كنت طالبا في الجامعة التونسية في الفترة من 1981 إلى 1985، أدرس في كلية الآداب في تونس العاصمة. وقبل أن أدخل الجامعة بعام واحد، عين الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة محمد مزالي في منصب الوزير الأول. وبعد مغادرتي الجامعة بعام واحد، عزل الرئيس بورقيبة مزالي من الوزارة الأولى، وخطط لاعتقاله ومحاكمته وشنقه، بحسب رواية الوزير الأول الأسبق للجمهورية التونسية.
صروف الدنيا عجيبة وتقلباتها كثيرة. كان بورقيبة يعلن في مناسبات عديدة أن مزالي هو عضده الأيمن وخليفته من بعده، وكنت مثل كثير من التونسيين، أتوقع أن يخلف مزالي بورقيبة في رئاسة الجمهورية. ولو أن أحدا وقتئذ قال لي إنك يا فلان ستستقبل مزالي في لندن بعد سنين لتحاوره على شاشة التلفزيون حول ملابسات هروبه من تونس ونجاته برأسه من مؤامرة حكومية لشنقه لقلت له إنك واهم أو مجنون!
لكن هذا هو ما حصل فعلا، كدليل آخر لمن يريد المزيد من الأدلة حول أخطار السياسة في العالم العربي بوجه خاص وأن المناصب لا تدوم وأن السلطة عموما لا أمان لها.
مناسبة هذا الحديث أنني أتممت قبل أيام فقط عرض تسع ندوات حوارية تلفزيونية أجريتها مع السيد محمد مزالي وبثتها قناة المستقلة على امتداد الشهرين الماضيين، وأفسحت له المجال ليحدث الناس عن حياته ومسيرته السياسية منذ عقل الدنيا، وليقدم روايته عن الفصول التي شهد عليها أو شارك فيها من فصول تاريخ تونس الحديث.
والحق أن الحديث مع مزالي كان مشوقا وجذابا، فأنا بطبعي أحب التاريخ والدراما الحقيقية التي تسكن شعابه ودروبه، والعرب عموما كانوا يريدون أن يسمعوا شهادة واحد من زعماء تونس المعاصرة، ومن أشهر ساستها ومثقفيها. وكان منهجي في الحوار أن أطرح الأسئلة التي تساعد مزالي على تبيين الحقائق التاريخية، ثم الإستماع له وعدم مقاطعته إلا عند الضرورة القصوى.
باقتراح من الوزير الأول الأسبق، بدأنا القصة من نهايتها، إن جاز استخدام عبارة “النهاية” هذه لأن مزالي مازال نشطا وحاضرا في الساحة، أي من لحظة سماعه على شاشة التلفزيون التونسي يوم الثلاثاء 8 جويلية 1986، نبأ عزله من منصبه، من دون سابق إنذار من الرئيس بورقيبة.
مثلما هو الشأن في أغلب دول العالم الثالث، فإن العزل من المناصب الرفيعة في الدولة لا ينتهي غالبا بالعزل وحده، وإنما يكون بداية مرحلة من المتاعب الكبيرة والابتلاءات الصعبة. وهذا ما جرى لمزالي، إذ لم تمر أيام قليلة، حتى أدرك أن رأسه مطلوب، وأن خصومه أقنعوا الرئيس بورقيبة بأن وزيره الأول السابق دبر له مؤامرة طبية لعزله من رئاسة الدولة بشهادة أربعة أطباء!!
وأواصل غدا إن شاء الله تعالى.
زيارة خوان كارلوس لسبتة ومليلة :القطيعة المطلوبة مع العهد الكولونيالي
الآخر الأقصى في ضوء ميزان التّكفير بين “الفيصل” و”المستصفى” للغزّالي (2)
سامي براهم
صنّف الغزالي رسالته في أجواء مشحونة مذهبيّا حيث كان التّكفير والتّكفير المضادّ سيفا مشهرا في وجه المخالف المذهبي والمتأوّل في شتّى مجالات المعرفة خاصّة في مسائل علم الكلام، ولا يخفى ما لمقالة التّكفير من خلفيّات سياسيّة جعلت من مسائل الكلام أداة للفرز السّياسي واختبار الولاء عبر امتحان المخالفين (أنظر فهمي جدعان : المحنة بحث في جدليّة الدّيني و السّياسي في الإسلام ط 1 عمّان دار الشّروق 1979) ولقد كان الغزالي نفسه هدفا للتّكفير من طرف من أسماهم طائفة من الحسدة طعنوا على بعض كتبه المصنّفة على غير منهج المتقدّمين واعتبروا أنّ “العدول عن مذهب الأشعري ولو في قيد شبر كفر ومباينته ولو في شيء نزر ضلال وخسران” (فيصل التّفرقة ص 47) ، غير أنّ هاجس الغزالي لم يكن ذاتيّا إذ لم يكن همّه الدّفاع عن نفسه ودحض تهمة التّكفير بل كان يروم نقض مقالة التّكفير جملة وتفصيلا مهما كان مصدرها أو المستهدف منها لذلك اعتبر أنّ من “زعم أنّ حدّ الكفر يخالف مذهب الأشعري أو مذهب المعتزلي أو الحنبلي أو غيرهم فاعلم أنّه غرّ بليد قد قيّده التّقليد وهو أعمى من العميان” (نفس المصدر ص 51).
ويسأل الغزالي باستفهام إنكاريّ أين ثبت كون الحقّ وقفا على أحد العلماء دون الآخر و”لم صار الباقلاّني أولى بالكفر بمخالفته الأشعري من الأشعري بمخالفته الباقلاّني؟ ولم صار الحقّ وقفا على أحدهما دون الثّاني؟”[1]. ويتساوق الاستفهام الثّاني مع ما نزع إليه الغزالي وطائفة من الأصوليين من أنّ الحقّ يشمل المجتهدين وإن اختلفوا وذلك في سياق المسألة التي أثارت جدلا بينهم “هل الحقّ في واحد؟”. ويفنّد الغزالي الأطروحة التي تؤسّس المشروعيّة على أفضليّة السّابق على اللاّحق ويعتبرها أطروحة متهافتة من وجهة المنطق لأنّها تسقط في الدّور إذ لكلّ سابق من هو أسبق منه “فقد سبق الأشعريّ غيره من المعتزلة فليكن الحقّ للسّابق عليه”[2]، كما فنّد مقولة التّفاوت في الفضل والعلم بين العلماء وتساءل “بأيّ ميزان ومكيال قدّر درجات الفضل حتّى لاح له أن لا أفضل في الوجود من متبوعه ومقلّده؟”[3]. كما أثبت رواية خاصّة لحديث الفرقة النّاجية والطّائفة المنصورة الذي شاع في كتب الفرق[4] حيث ادّعت كلّ فرقة أنّها معنيّة وحدها بشرف الانتساب إلى هذه الفرقة، وقد أورد الغزالي في معرض حديثه عن الزّنادقة أنّهم هم المرادون بقول الرّسول “ستفترق أمّتي نيّفا وسبعين فرقة كلّهم في الجنّة إلاّ الزّنادقة وهي فرقة”[5].
وفي إطار دحضه لمقالة من زعم أنّ الحقّ موقوف على الواحد من المجتهدين والنظّار رأى الغزالي أنّ ذلك له تبعات عقائديّة تقرب إلى الكفر “لأنّه نزّله – المجتهد – منزلة النّبي المعصوم الذي لا يثبت الأيمان إلاّ بموافقته ولا يلزم الكفر إلاّ بمخالفته”[6]، كما كشف ما تنطوي عليه هذه المقالة من تناقض “كلّ واحد من النظّار مُوجِبٌ للنّظر ومحرّم للتّقليد، فكيف تقول يجب عليك النّظر مع تقليدي أو يجب عليك أن تنظر وأن لا ترى في نظرك إلاّ ما رأيت؟”[7]. هكذا يستنفر الغزالي الحجج العقائديّة والمنطقيّة لدحض أهمّ الأسس النّظريّة التي تتأسّس عليها مقالة التّكفير.
التّكفير داخل الملّة
وجد الغزالي مثلما أسلفنا حرجا في حدّ الإيمان والكفر بشكل جامع مانع حاسم للتّنازع لكنّه جعل علي ذلك قرينة تطّرد وتنعكس ويُسْتَدَلّ بها عليه هي أنّ الإيمان تصديق الرّسول والكفر تكذيبه. غير أنّه أدرك أنّ هذه القرينة لا تحسم الإشكال بل على العكس من ذلك ستؤجّج الجدل والخلاف إذ “كلّ فرقة تكفّر مخالفها فتنسبه إلى تكذيب الرّسول، فالحنبلي يكفّر الأشعري زاعما أنّه كذّب الرّسول في إثبات الفوق للّه تعالى وفي الاستواء على العرش، والأشعري يكفّره زاعما أنّه مشبّه وكذّب الرّسول في أنّه ليس كمثله شيء والأشعري يكفّر المعتزلي زاعما أنّه كذّب الرّسول في جواز رؤية الله تعالى وفي إثبات العلم والقدرة والصّفات له، والمعتزلي يكفّر الأشعري زاعما أنّ إثبات الصّفات تكفير للقدماء وتكذيب للرّسول في التّوحيد”[8]، فلم ينف عن الأشاعرة وهو أحدهم صفة التّعصّب في نسب المخالفين للتّكفير. ولفضّ هذا الإشكال “الورطة” رأى الغزالي أنّ حدّ الإيمان والكفر بتصديق الرّسول وتكذيبه يقتضي معرفة حدّ التّكذيب والتّصديق وحقيقتهما “فينكشف له غلوّ هذه الفرق وإسرافها في تكفيرها بعضا لبعض”[9]. وباعتبار أنّ التّصديق يتطرّق إلى الأخبار الصّادرة عن الرّسول فإنّ “حقيقته الاعتراف بوجود ما أخبر الرّسول عن وجوده” [10] و يبقى هذا المفهوم إشكاليّا ملبسا إذا لم يقع ضبط مفهوم الوجود ومستوياته ودرجاته وحدوده لضبط دائرة التّصديق التي هي اعتراف بالوجود.
وطالما أنّ التّنازع على الحقيقة والمشروعيّة في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة الوسيطة هو تنازع على الدّلالة فقد أراد الغزالي ضبط قانون للتّأويل به تضبط حدود الاستدلال ويعرف المصدّق من المكذّب. من أجل ذلك قسّم الغزالي الوجود مدار التّصديق والتّكذيب إلى خمسة أقسام واعتبر أنّ “من اعترف بوجود ما أخبر الرّسول عن وجوده بوجه من هذه الوجوه الخمسة فليس بمكذّب على الإطلاق” [11]
مراتب الوجود
1 – الوجود الذّاتي: وهو “الوجود الحقيقي الثّابت خارج الحسّ والعقل ولكن يأخذ الحسّ والعقل عنه صورة فيسمّى إدراكا” [12] وذلك مثل الوجود الظّاهر للسّماوات والأرض والحيوان والنّبات، ويجري على الظّاهر فلا يتأوّل.
2 – الوجود الحسّي: وهو “القوّة الباصرة في العين ممّا لا وجود له خارج العين فيكون موجودا في الحسّ ويختصّ به الحاسّ ولا يشاركه غيره” [13] وذلك مثل ما يشاهد في النّوم أو ما يختصّ به الأنبياء من مكاشفات ووحي وإلهام، ويتمثّل له بتصوير الموت في صورة كبش يوم القيامة أو الجنّة في حجم حائط .
3 – الوجود الخيالي: وهو عبارة عن “صورة المحسوسات إذا غابت عن حسّك” [14]، إذ كلّ ما يتمثّل في محلّ الخيال يتصوّر أن يتمثّل في محلّ الإبصار فيكون مشاهدة مثل رؤية الرّسول ليونس بن متّى ملبّيا والجبال تجيبه، فقد “تمثّل ذلك في حسّه حتّى صار يشاهده كما يشاهد كما يشاهد النّائم الصّور” [15]
4 – الوجود العقلي: وهو أن “يكون للشّيء روح وحقيقة ومعنى فيتلقّى العقل مجرّد معناه دون أن يثبت صورته في خيال أو حسّ أو خارج” [16] ويتمثّل لذلك باليد التي لها صورة محسوسة وصورة متخيّلة ولها معنى هو حقيقتها وهي القدرة والبطش والعطاء والمنع ويطلق عليها اسم اليد العقليّة “اليد العقليّة” فيجوز إثبات معنى اليد وحقيقتها وروحها دون صورتها.
5 – الوجود الشّبهي: وهو “أن لا يكون نفس الشّيء موجودا لا بصورته ولا بحقيقته لا في الخارج ولا في الحسّ ولا في الخيال ولا في العقل ولكن يكون الموجود شيئا آخر يشبهه في خاصّة من خواصّه وصفة من صفاته” [17]. ويتمثّل لذلك بصفات الغضب والشّوق والفرح والصبر – و هي حالات تعتري البشر- إذا نسبت لله، فمن أحال على ذلك من وجه الحسّ أو الخيال أو العقل “نزّله على ثبوت صفة أخرى يصدر منها ما يصدر من الغضب كإرادة العقاب والإرادة لا تناسب الغضب في حقيقة ذاته لكن في صفة من الصّفات التي تقارنها”[18]، فهي ضرب من المجاز المرسل القائم على علاقة التّجاور أو السّبب بالنّتيجة أو الجزء بالكلّ…
قانون التّأويل
يعتبر الغزالي وفقا لهذا التّقسيم لمراتب الوجود أنّ أيّما تأويل يرد على مقتضى هذه المراتب فهو داخل في دائرة التّصديق وبالتّالي الإيمان فـ”كلّ من نزّل قولا من أقوال الشّرع على درجة من هذه الدّرجات فهو من المصدّقين، إنّما التّكذيب أن ينفي جميع هذه المعاني ويزعم أنّ ما قاله – الرّسول – لا معنى له وإنّما هو كذب محض وغرضه في ما قاله التّلبيس أو مصلحة الدّنيا وذلك هو الكفر المحض والزّندقة، ولا يلزم الكفر المؤوّلين ما داموا يلازمون قانون التّأويل ” [19].
غير أنّ المسألة بالنّسبة إلى الغزالي ليست متروكة للتّشهّي بل هي مضبوطة وموقوفة على قيام البراهين على استحالة المعنى الظّاهر من الدّلالة، إذ الظّاهر هو الأولى ثمّ الوجود الذّاتي ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه… “ولا رخصة في العدول عن درجة إلى ما دونها إلاّ بضرورة البرهان”[20]. ر أنّ قيام البرهان مسألة خلافيّة دون الاتّفاق عليه خرط القتاد، لذلك رأى الغزالي “إن كان كلّ واحد لا يرتضي بما ذكره الخصم ولا يراه دليلا قاطعا، وكيف ما كان، فلا ينبغي أن يكفّر كلّ فريق خصمه بأن يراه غالطا في البرهان”[21]. وأقصى ما يقبل في نظر الغزالي من الأوصاف التي تطلق على المخالف هو أن ينسب إلى الضّلال أو الابتداع “أمّا ضالاّ فمن حيث أنّه ضلّ الطّريق عنده، وأمّا مبتدعا فمن حيث أنّه أبدع قولا لم يعهد من السّلف الصّالح التّصريح به” [22].
ويتأسّس على كلّ هذه المعطيات المنهجيّة ما عدّه الغزالي قانونا: “وأمّا القانون فهو أن تعلم أنّ النّظريّات قسمان قسم يتعلّق بأصول القواعد وقسم يتعلّق بالفروع، وأصول الإيمان ثلاثة: الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر وما عداه فروع”[23]. ويترتّب على هذا القانون عدم جواز التّكفير في الفروع أصلا و”لكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيّات وفي بعضها تبديع كالخطأ المتعلّق بالإمامة و أحوال الصّحابة “[24].
تنزيل القانون
ــ قواعد القانون
ينطلق الغزالي في تنزيله قانونه من جملة من الضّوابط المنهجيّة والأخلاقيّة نجملها في النّقاط التّالية:
* عدم جواز تكفير فريق لفريق لمجرّد تخطئته ” في ما يعتقده برهانا فإنّ ذلك ليس أمرا هيّنا سهل المدرك” [25]
* أن يكون “للبرهان بينهم قانون متّفق عليه يعترف كلّهم به فإنّهم إذا لم يتّفقوا في الميزان لم يمكنهم رفع الخلاف بالوزن” [26]
* عدم جواز إطلاق تكفير “من يبادر إلى التّأويل بغلبات الظّنون من غير برهان قاطع… بل ينظر فيه فإن كان تأويله في أمر لا يتعلّق بأصول العقائد ومهمّاتها فلا تكفّره ” [27]
* ما احتمل التّأويل في نفسه ــ ممّا تعلّق بأصول الاعتقاد الثّلاثة ــ وتواتر نقله ولم يقم برهان على خلافه فمخالفته تكذيب محض.
* ما تعلّق بأصول الاعتقاد الثّلاثة وتطرّق إليه احتمال التّأويل و لو بالمجاز البعيد و كان برهانه قاطعا وجب القول به و”لكن إن كان في إظهاره مع العوامّ ضرر لقصور فهمهم فإظهاره بدعة”[28]
* ما تعلّق بأصول الاعتقاد الثّلاثة وتطرّق إليه احتمال التّأويل ولم يكن برهانه قطعيّا ولكن أفاد ظنّا غالبا ولم يعظم ضرره في الدّين فهذا بدعة وليس كفرا “كنفي المعتزلة رؤية الله”.
* ما تعلّق بأصول الاعتقاد الثّلاثة وتحوّل فيه المتأوّل عن المعنى الظّاهر إلى غيره بظنون وأوهام واستبعادات من غير برهان قاطع وجب تكفيره.
* إنكار ما يثبت بأخبار الآحاد لا يلزم منه كفر.
* إنكار ما يثبت بالإجماع فيه نظر “لأنّ معرفة كون الإجماع حجّة مختلف فيه”[29]
* تكفير منكر المتواتر من الأخبار.
* مخالفة النصّ المتواتر تحت عنوان التّأويل دون أن ينقدح لذلك التّأويل أصل في اللسان لا عن قرب ولا عن بعد “فذلك كفر وصاحبه مكذّب وإن كان يزعم أنّه مؤوّل” [30]
* تكفير المكذّب إذ “مهما وجد التّكذيب وجب التّكفير وإن كان في الفروع”[31] إذا ثبتت تلك الفروع بالمتواتر إلاّ أن يكون المكذّب قريب عهد بالإسلام ولم يتواتر عنده ذلك
* تفضيل التّوقّف عن الحكم وعدم المبادرة بالتّكفير وسكوت من لا يعلم.
ــ تطبيقات القانون
انطلاقا من القواعد والضّوابط التي حدّدها الغزالي علّق النّظر في التّكفير على خمسة أمور:
النّظر في النّص الشّرعي الذي عدل عن ظاهره إن كان يحتمل تأويلا وإن كان التّأويل المحتمل قريبا أو بعيدا ممّا يتطلّب حذقا للّغة بمعرفة علومها وأصولها وعادة العرب في استعمالاتها واستعاراتها وتجوّزها ومناهجها في ضرب الأمثال وهو ما يمكن أن يطلق عليه بالمجال التّداولي للغة بالاصطلاح اللساني البرجماتي المعاصر.
التثبّت من تواتر النصّ وقد حدّ التّواتر بـ”ما لا يمكن الشكّ فيه كالعلم بوجود الأنبياء ووجود البلاد المشهورة” [32]، وجعل لهذا التّواتر ضابطين أوّلهما أن يتحقّق في الأعصار كلّها عصرا بعد عصر إلى زمن النبوّة وثانيهما أن لا يكون للجمع الكثير الذي يثبت به التّواتر “رابطة في التّوافق لا سيما بعد وقوع التّعصّب بين أرباب المذاهب” [33]. كما اعتبر أن درك ما يستند إلى الإجماع من أغمض الأشياء لاختلاف العلماء حول إمكان وقوعه و حكم مخالفه.
التحقّق إن كان صاحب المقالة قد تواتر عنده الخبر أو بلغه الإجماع وذلك بمطالعة الكتب الكثيرة المصنّفة في الاختلاف والإجماع لأنّ “من خالف الإجمـــــاع ولم يثبت عنده بعد فهو جاهل مخطئ وليس بمكذّب فلا يمكن تكفيـره والاستقلال بمعرفة التّحقيق في هذا ليس بيسير” [34]
النّظر في الدّليل الباعث على مخالفة الظّاهر “أهو على شرط البرهان أم لا ومعرفة شروط البراهين لا يمكن شرحها إلاّ في مجلّدات” [35] وذلك ممّا تكلّ قريحة أكثر أهل البرهان على استيفاء شروطه.
التثبّت إن كان ذكر المقالة المعنيّة بالنّظر يعظم ضررها في الدّين أم لا، فـقول الشّيعة الإثنا عشريّة مثلا باختفاء الإمام في سرداب هو عند الغزالي “قول كاذب ظاهر البطلان شنيع جدّا ولكن لا ضرر فيه على الدّين وإنّما الضّرر فيه على الأحمق المعتقد لذلك إذ يخرج كلّ يوم من بلده لاستقبال الإمام حتّى يدخل ويرجع إلى بيته خائبا “[36] وقد قصد بهذا الضّابط عدم المبادرة إلى تكفير كلّ هذيان وإن كان ظاهر البطلان على حدّ تعبيره.
ويتبيّن قصد الغزالي من إيراد هذه المقالات الخمس من خلال الخطاب الذي وجّهه إلى من سأله عن التّكفير وهو القول الجامع الذي يلخّص حقيقة أطروحة الغزالي عن التّكفير الذي اعتبره خطبا عظيما فـ”إذا فهمت أنّ النّظر في التّكفير موقوف على جميع هذه المقالات التي لا يستقلّ بأحدها إلاّ المبرّزون علمت أنّ المبادر إلى تكفير من يخالف الأشعري أو غيره جاهل مجازف” [37]
أحكام بالتّكفير
* تكفير من ينكر حشر الأجساد والعقوبات والآلام الحسيّة في الآخرة إذ لا برهان على استحالة ردّ الأرواح إلى الأجساد وذكر ذلك عظيم الضّرر في الدّين. وقد ميّز الغزالي في ذلك بين الفلاسفة والمعتزلة الذين يقرب منهاجهم من مناهج الفلاسفة ولكنّ “المعتزليّ لا يجوّز الكذب على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم … بل يؤوّل الظّاهر مهما ظهر له بالبرهان خلافه والفلسفيّ لا يقتصر مجاوزته للظّواهر على ما يقبل التّأويل على قرب أو على بعد. وأمّا الزّندقة المطلقة فهو أن تنكر أصل المعاد عقليّا وحسيّا وتنكر الصّانع للعالم أصلا ورأسا” [38]. واعتبر في مقابل ذلك أنّ إثبات المعاد بنوع عقلي مع نفي الآلام واللذّات الحسيّة وإثبات الصّانع مع علمه بتفاصيل الأمور ــ و هو قول فرق من المعتزلة ــ “زندقة مقيّدة بنوع اعتراف بصدق الأنبياء” [39]، فذلك القول لا يخرجهم من دائرة الإيمان إجمالا ولا من رابطة الأمّة.
* تكفير من قال من الفلاسفة أنّ الله لا يعلم إلاّ نفسه ولا يعلم إلاّ الكليّات ويجهل في الأمور الجزئيّة المتعلّقة بالأشخاص “لأنّ ذلك تكذيب للرّسول قطعا ليس من قبيل الدّرجات التي ذكرناها في التّأويـل” [40]
* تكفير من يدّعي من المتصوّفة بلوغ حالة بينه وبين الله تستوجب سقوط الصّلاة عنه وجواز شرب المسكر والمعاصي وأكل مال السّلطان، فحكمه عند الغزالي “ممّا لا شكّ في وجوب قتله وإن كان في الحكم بخلوده في النّار نظر” [41]، بل اعتبر الغزالي أنّ قتل مثل هؤلاء أفضل من قتل مائة كافر لأنّ ضرر مقالتهم على الدّين أخطر ممّن يقول بإطلاق إباحة ما أباحوا لأنّ هذا الأخير “يُمتنع عن الإصغاء إليه لظهور كفره، أمّا هذا فيهدم الشّرع من الشّرع ويزعم أنّه لم يرتكب فيه إلاّ تخصيص عموم إذ خصّص عموم التّكليفات لمن ليس له مثل درجته في الدّين” [42]. وقد كان هاجس الغزالي الأساسي أنّ هذا المنهج في الفهم “ينفتح به باب من الإباحة لا ينسد… ويدّعي كلّ فاسق مثل حاله وينحلّ به عصام الشّرع” [43]
* رفض تكفير المكفِّر من الفرق وإلاّ سقط النّاس في دائرة مسترسلة من التّكفير وقد تأوّل الحديث المنسوب إلى الرّسول “إذا قذف أحد المسلمين صاحبه بالكفر فقد باء بها” على شرط “أن يكفّره مع معرفته بحاله فمن عرف من غيره أنّه مصدّق لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ يكفّره فيكون المكفّر كافرا فأمّا من كفّره لظنّه أنّه كذّب الرّسول فهذا غلط منه في حال شخص واحد إذ قد يظنّ به أنّه كافر مكذّب وليس كذلك وهذا لا يكون كفرا ” [44]
ويصنّف الغزالي النّاس في اليوم الآخر إلى ثلاثة أصناف:
* صنف جمع بين الإيمان والعمل وهو مشمول بالنّجاة المطلقة
* صنف فرّط في الإيمان والعمل وهو مشمول بالهلاك المطلق
* صنف “صاحب يقين في أهل التّصديق وصاحب خطأ في بعض التّأويلات أو صاحب شكّ فيها أو صاحب خلط في الأعمال” [45] وهؤلاء وإن كانوا غير مشمولين بالنّجاة المطلقة فإنّهم غير مخلّدين في النّار إذ يطمعون في الشّفاعة. ويوجّه الغزالي خطابه إلى هذا الصّنف قائلا ” فاجتهد أن يغنيك الله بفضله عن شفاعة الشّفعاء” [46]
[1] ن م س ص 51
[2] ن م س ص 51
[3] ن م س ص 51
[4] تعرّض الشّاطبي ت 790 هـ في فصل مطوّل لحديث الافتراق في كتاب الاعتصام ج 2 صص 130/187 دار الفكر للطّباعة والنّشر و التّوزيع بيروت ط 1 2002 م. كما تعرّض الشّيخ حسين الخشن لعلامات الوضع و الاضطراب في هذا الحديث في كتاب الإسلام و العنف قراءة في ظاهرة التّكفير صص 128/135 المركز الثّقافي العربي الدّار البيضاء ط 1 / 2006 م
[5]فيصل التّفرقة م س ص 71
[6] ن م س ص 53
[7] ن م س ص 53
[8] ن م س ص 57
[9] ن م س ص 57
[10] ن م س ص 57
[11] ن م س ص 58
[12] ن م س ص 58
[13] ن م س ص 58
[14] ن م س ص 58
[15] ن م س ص 62
[16] ن م س ص 58
[17] ن م س ص 59
[18] ن م س ص 62
[19] ن م س ص 65
[20] ن م س ص 67
[21] ن م س ص 67
[22] ن م س ص 67 و البدعة عنده هي عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السّلف بقطر النّظر عن صدقيّتها
[23] ن م س ص 73
[24] ن م س ص 73
[25] ن م س ص 68
[26] ن م س ص 68
[27] ن م س ص 69
[28] ن م س ص 74
[29] ن م س ص 74
[30] ن م س ص 75
[31] ن م س ص 74
[32] ن م س ص 77
[33] ن م س ص 77
[34] ن م س ص 78
[35] ن م س ص 78
[36] ن م س ص 79
[37] ن م س ص 79
[38] ن م س ص 71
[39] ن م س ص 71
[40] ن م س ص 70
[41] ن م س ص 75
[42] ن م س ص 75
[43] ن م س ص 75
[44] ن م س ص 91
[45] ن م س ص 88
[46] ن م س ص 88
(المصدر: موقع الأوان بتاريخ 8 نوفمبر 2007)
الرابط:
http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2403&Itemid=18
الانجيليون والعرب
بقلم: د. عز الدين عناية
شهدت البروتستانية والانجليكانية في العقود الاخيرة تشظيات وانقسامات عدة رافقها نشاط حثيث. تجلّت في ما يعرف بتيارات التيوكون او النيوكون ، بالتتابع مختصرات اصطلاحي: اللاهوتيون المحافظون و المحافظون الجدد في اللسان الانكليزي، او ما ينعت تعميما باليمين المسيحي. وهي تيارات تمتح رؤاها من التراث البروتستاني الانجليكاني بشكل عام. فعلي خلاف التراجع والثبات الذي يسري في هيكل الكاثوليكية العام، بسبب الهرمية المؤسساتية، رغم محاولات اصطناع الاكليروس العلماني، كجسر رابط بين رجالات الكنيسة وعموم الناس، وبسبب تصلب المواقف اللاهوتية من عديد المسائل، مثل التدخلات العلمية في الحمل، والموت الرحيم، واستعمال موانع الحمل، والمواقف الصارمة من الجنسية المثلية.
ففي فرنسا وحدها، تتشكل الكنيسة، المدينة للتراث البروتستاني الانجليكاني، من مكونات مختلفة، متضاربة ومتنازعة احيانا، مثل: جيش الخلاص و المعمدانيين ، و الكاريزميين ، و كنيسة المعترفين ، و الانجيليين ، و الاصوليين ، و التحرريين ، و اللوثريين ، و الميتوديين ، و المشيخيين ، و الاصلاحيين . والواقع في امريكا لا يختلف كثيرا عما عليه الحال في فرنسا، من حيث التمذهب والتشظي، لكن ميزة مغايرة، تتمثل في قوة انشطة النحل هناك، وتوغّلها في النسيج الاجتماعي، بشتي بناه الاساسية والتعليمية والاعلامية.
في ما يتعلق بالمجتمعات العربية، يبقي الانجيليون، قياسا بالكاثوليك، اقل الماما وتجذرا بواقع تلك المجتمعات. وقد خلف ذلك بينهم عدة مغالطات وتقديرات خاطئة. جراء قلة الاحتكاك، يتبدي العالم العربي امام الانجيليين فراغا، واحيانا فوضي دينية ينبغي ترتيبها واعادتها للاصول المسيحية. ولذلك تحاول الكنائس البروتستانية والانجيلية في العالم العربي ان تعرض نفسها بوجه انساني، بصفتها لم تشارك الانظمة الاستعمارية الغربية في هجمتها علي البلاد العربية، مقارنة بالكنيسة الكاثوليكية، التي وظفت شبكاتها المتنوعة لصالح الاستعمار، من الاباء البيض الي الاخوات البيضاوات احفاد شارل الافيجاري، الي الفرانشسكانيين ، و الكمبونيين و الكابوتشيين .
الرؤية المانوية للعالم لدي الانجيليين، اخيار معهم واشرار ضدهم، استلزمت تكثيف الحملات الصليبية نحو العرب لإلحاقهم بمعسكر الناجين. ولذلك كان موقفهم صريحا وعلنيا من حرب امريكا في العراق، بصفتها حربا مقدسة باسم القيم اليهودية المسيحية. ويعوّل المبشرون الانجيليون في مساعي الانزراع بين العرب علي مصادرة شائعة بينهم، مفادها ان العرب يجهلون بشارة المسيح ولم يطلعوا علي اناجيله، كما يجهلون حتي تاريخ المسيحية في بلدانهم (والواقع ان الجامعات والكليات العربية من مشرقها الي مغربها تخلو من اقسام علوم مقارنة الاديان وتاريخ الاديان والاناسة الدينية وعلم اجتماع الاديان)، ولذلك يتوجب اثارة اليقظة المعرفية بينهم تجاه بشارة المسيح.
وفي امريكا تتولي جامعة كولومبيا في كارولينا الجنوبية بالاساس، تكوين الرعاة والمبشرين. حيث تنظم تربصات للمنضوين لإكسابهم التقنيات اللازمة لفهم الثقافة الاسلامية. كما نجد مبشرين معمدانيين يرافقون الوحدات الامريكية في العراق، بتعلة تقديم مساعدات انسانية للاهالي، بهدف ايجاد قواعد للحملات التبشيرية. وقد كان الانجيلي فرانكلين غراهام، ابن المبشر والمقدم التلفزي المعروف بيلي غراهام، من اوائل الانجيليين الذين هرعوا الي العراق بعد اجتياحه من طرف القوات الامريكية. ناهيك عن عشرات صفحات الويب، عبر شبكة الانترنيت، لجمعيات ومنظمات انجيلية تحث اتباعها علي اللحاق بارض الاسلام، لهداية المسلمين الي المسيحية.
وينشط رعاة الانجيليين بين العرب ضمن استراتيجيتين: في الغرب الاسلامي، اساسا في تونس والجزائر والمغرب، حيث يعزّ تواجد مسيحيين بين الاهالي، الا ما اصطنع اثناء الفترة الاستعمارية، ضمن السعي لتنبيه الاهالي الي تاريخهم القديم السابق للاسلام، والذي يرونه متلخصا اساسا في المسيحية الثالوثية، التي يحضر من اعلامها القديس اوغسطين الافريقي الاصل والرومي الهوي، واعتبار المسيحيين الاهليين، الدوناتيين، الذين رفضوا الولاء لروما منحرفين وهراطقة، مع تغافل وطمس لكافة الديانات المحلية الاخري، مثل التانيتية، نسبة للآلهة المحلية تانيت، والبعلية، نسبة للإله بعل، واليهودية، والمسيحية الاريوسية الموحدة.
وتنشط الانجيلية في هذه البلدان، عبر لقاءات فردية مباشرة، وعبر اذاعة راديو المحبة ، باللهجات المحلية: التونسية والجزائرية والمغربية، وبالأمازيغية، مستعملة في ذلك نصوصا من ترجمة الكتاب المقدس الي اللسان الامازيغي، وعبر قنوات السي آن آن شانل و أراب فيزيون و ميراكل شانل الموجهة الي شمال افريقيا.
ولكسب ود الغرب، تتغافل الحكومات المحلية عن انشطة تلك الكنائس وتسمح لها بتسهيلات ما لا سمح به لابناء البلد الاصليين، من تشييد المدارس والمحاضن وبعث المجلات، حتي تحسب عند الغرب صديقة وديمقراطية ومنفتحة. في المشرق العربي، تولد لدي الانجيليين في امريكا ـ الذين يعدون انفسهم حوالي سبعين مليونا، ويضمون عشرات الالوف من المبشرين مدفوعي الاجور ـ شره كبير لاختراق الشرق الاوسط منذ احتلال العراق. في ارض المسيح (ع) وفي عمقها النيلي المصري والسوداني، يتعامل الانجيليون مع الاسلام كدين عدائي، ومع التيارات الاسلامية، بصفتها عنصر توتر وخطرا داهما، ـ كلمة جيري فالوال الشهيرة كان محمد ارهابيا!! في السادس من تشرين الاول (اكتوبر) 2002، في برنامج ستون دقيقة علي قناة سي بي اس ـ تلخص مواقفهم من دين الاسلام واهله، والتستر علي دور تلك الكنائس الدخيلة، في إذكاء الصراعات والمشاكل المحلية، عبر ما تروّجه خارجا في مراسلاتها للصحف الغربية، وما تنقله دوائر القرار في الغرب، من تضخيم وتهويل وقلب للحقائق.
كما تسعي بكل جهدها لتعليم مبشريها اللغة العربية واللهجات المحلية، مع محاولة التعرف والإلمام بالاسلام الشعبي، وعرض الانجيلية في حل من صلاتها الغربية، والترويج لها ضمن منطق حقوق الانسان وحرية التعبير وحرية المعتقد. وينظر الانجيليون للفلسطينيين، بصفتهم ممن ينبغي ان ينصروا قسرا او يجلوا قهرا، بصفة النبوءة الكتابية الموعودة تتجلي في اليهود وفي اسرائيل، لا في المسلمين او المسيحيين العرب، الذين يعدون منحرفين ضالين، لذلك يشتد كره بغيض نحوهم.
ومعتقد توطين اليهود في فلسطين، كمقدمة ضرورية للظهور الثاني للمسيح، دفع الانجيليين علي اختلاف دعواتهم، مثل بيلي غراهام، وابنه فرانكلين، وجيري فالوال، ورالف ريد، وبات روبرتسون، الي تفعيل انشطة انجلة في اسرائيل، اضافة الي خلق لوبيات انجيلية، مثل السفارة المسيحية العالمية اورشليم و مسيحيون من اجل اسرائيل ، لتمويل الهجرة نحو اسرائيل، كما ساعدت علي انشاء مستوطنات، وتدافع في واشنطن عن مشروع اسرائيل الكبري، الامر الذي دفع بعديد الانجيليين الي الاستقرار في اسرائيل لتعلم العبرية وارساء مشاريع تعاون يهودية مسيحية. وقد قدّر الاستاذ مختار بن بركة المختص في الشأن الانجيلي والبروتستاني، في كتابه اليمين المسيحي الامريكي: الانجيليون في البيت الابيض ، المنشور بدار بريفا بتولوز بفرنسا، سنة 2006، عدد الانجيليين الذين استوطنوا بإسرائيل، بصفة شبه دائمة، زهاء خمسة وعشرين الفا.
عموما ينشـــــــط الانجيلــــــيون في العالم الــــــعربي عــــــبر منظـــــمتهم Arab World Ministries التي تزعم اعلان البشارة والخلاص بين العرب، يسندها ما يفوق الالف عون تحت غطاء، اطباء وممرضين ومدرسين ومنهدسين وعاملين في الشأن المدني. لقد بدأت جلية اعمالهم منذ زيارة المبشر الانجيلي والمقدم التلفزي جوش ماكدوال المغرب، في كانون الثاني (يناير) 2005، بصفته راعي الحملة الصليبية لمسيح العالم. غالبا ما تحدد الحوار الاسلامي ـ المسيحي في مستواه العالمي بحاضرة الفاتيكان، وهي نقيصة هامة أسقطت جرائها حقول دينية ذات شأن، في شمال اوروبا، وفي المملكة المتحدة، وفي امريكا اللاتينية، وفي امريكا الشمالية. ولذلك يستوجب الخروج من الثنائية الاسلامية الكاثوليكية الي الحوار الديني الشامل.
(*) أستاذ جامعي تونسي بإيطاليا
(المصدر: موقع الشهاب بتاريخ 10 نوفمبر 2007)
الرابط: http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1982