فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3910 du 05.02.2011
archives : www.tunisnews.net
يو بي أي:4 قتلى و17 جريحا برصاص الأمن في مدينة الكاف غرب تونس العاصمة
هيومن رايتس ووتش:تونس:زيارة منظمة حقوق الإنسان للسجون تُنهي 20 عاما من المنع
كلمة:غضب شبابي و شعبي من الولاة الجدد
يو بي أي:وزير الداخلية يؤكد مقتل شخصين حرقا واندلاع أعمال شغب في مدينة سيدي بوزيد التونسية
سعد محيو: »ثورة تونس » كسبت جولة لكن انتصارها متوقف على « إصلاح أجهزة الأمن »
الصباح:تواصل الاعتصامات للمطالبة بتنحية بعض الولاة.. وبالحق في الشغل وتسوية الوضعيات
بيان حزب الخضر للتقدّم
الحزب الديمقراطي التقدمي:بــــــــيـــــــان حول تسمية الولاة
الشيخ راشد الغنوشي في أول حوار من تونس لـ »إسلام أون لاين »بقايا جهاز بن علي تتحكم في تونس وتريد إقصاءنا
ملخص كلمة الأمين العام للحزب التي سُيلقيها في افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي
كلمة:ندوة الانتقال إلى الديمقراطية في جزئها الأول تشدد على أهمية حماية الثورة
كلمة:وفد الاتحاد الأوروبي يعقد عددا من اللقاءات
الصباح:الوزير الأول يستقبل وفدا من البرلمان الاوروبي
الصباح:اللجنة العليا للإصلاح السياسي: الأمور تقرأ من البدايات
الأستاذ عبد الرؤوف بوكرـ:حقائق عن تجاوزات العهد السابق نائب بمجلس النواب يتامر على أمن الدولة !!
كلمة:سرقة لحخوف من تواصل سيطرة واسيب في الديوانة و الطرابلسية عليها
الصباح::أحيلت إلى نزاعات الدولة2.7 ألف هكتار فلاحي حازت عليها عائلة الرئيس المخلوع مراكنة
الصباح:يداه ملوثتان بدماء الشعب منذ 1978بن علي قمع احتجاجات الخميس الأسود وهذه حكاية الرشاش والطائرة المروحية
الصباح:من أجل عيون ليلى هكذا تخلّى بن علي عن أقرب أصدقائه
الصباح:تحت إشراف الرئيس المخلوع .. الحقيبة الدبلوماسية لتهريب العملة الصعبة..
شكيب بن ميلاد:من يدير المكتبة الوطنية بتونس؟
بلقاسم الهمامي:من بركات زيارة الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله
عبد الرحمان الهاشمي:الديمقراطية في تونس بين الخوف والرجاء
النّقابة الأساسيّة للتعليم العالي والبحث العلمي بالتكنولوجيات الطبية والبيولوجيا التطبيقية:مذبحة ميدان التحرير بالقاهرة 2011 … اعادة لمذبحة تياننمين بيكين 1989
الامجد الباجي:غباء مبارك يدفن نظامه بتشبثه بالبقاء
طه العربي:ثورة مصر وآليات التقدم نحو أهدافها : هل مربع ميدان التحرير يكفي ؟
الجزيرة.نت:استعداد لمظاهرات مليونية بمصر غدا
الجزيرة.نت:غارديان: ثروة آل مبارك بالمليارات
محمد حسنين هيكل:ســقـوط خـرافــة الاسـتـقـرار
د. فهمي هويدي:هيكل: النظام الجريح.. هدفه الانتقام
عبد الحليم قنديل:نيرون مصر
عبد الباري عطوان:هكذا تكافئ امريكا رجالها
رويترز:كلينتون: الشرق الأوسط في عاصفة
الجزيرة نت:استقالة قيادة الحزب الحاكم بمصر
الجزيرة نت:تقارير عن محاولة لاغتيال سليمان
الجزيرة نت:ألمانيا تحاور الإخوان
القدس العربي:المعارضة اليمنية تطالب صالح بتنفيذ تعهداته وإقالة أسرته من قيادات الأمن والجيش
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
4 قتلى و17 جريحا برصاص الأمن في مدينة الكاف غرب تونس العاصمة
تونس, تونس, 5 (UPI) — قتل أربعة أشخاص واصيب 17 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة مساء اليوم السبت، عندما عمد أعوان الأمن إلى إستخدام السلاح لتفريق إعتصام إحتجاجي في مدينة الكاف التونسية غرب البلاد.
وقال زياد سهيلي مسؤول مكتب حركة الديمقراطيين الإشتراكيين (حزب تونسي معارض) في مدينة الكاف ليونايتد برس انترناشونال مساء اليوم السبت إن أهالي مديني الكاف تجمعوا مساء اليوم أمام مقر المحافظة للتعبير عن رفضهم للمحافظ الجديد الذي تم تعينه قبل ثلاثة أيام بإعتباره أحد رموز النظام السابق،غير أن الأمر سرعان ما تحول إلى مواجهات مع الأمن.
وأوضح أن هذه المواجهات إندلعت عندما تدخل مسؤول منطقة الأمن بمدينة الكاف (200 كيلومتر غرب تونس العاصمة)المدعو خالد الغزاوي ،حيث عمد إلى صفع إمرأة عجوز بدون وجه حق ما أثار إستياء أبناء المدينة الذين إشتبكوا مع المسؤول الأمني.
وأكد زياد سهيلي ليونايتد برس إنترناشونال أن هذا المسؤول الأمني عمد فورا إلى إستخدام مسدسه حيث سقط قتيل على الفور من بين أبناء المدينة، ثم بعد ذلك إستخدم أفراد الأمن الذين كانوا يرافقونه إلى إستخدام القنابل المسيلة للدموع، ثم الرصاص الحي لتفريق المعتصمين والمحتجين.
وقال إن هذه المواجهات أسفرت عن سقوط 4 قتلى وأكثر من 17 جريحا، وإتهم ما وصفها بـ »ميليشيات الحزب الحاكم سابقا، وبعض أفراد الأمن المرتبطين بالنظام السابق بتعمد إثارة التوتر لإفشال ثورة شباب تونس » التي أجبرت الرئيس المخلوع بن علي على الفرار إلى السعودية في الرابع عشر من الشهر الماضي.
وقد إعترف التلفزيون الرسمي التونسي بحدوث مواجهات وأعمال شغب في مدينة الكاف، ولكنه أشار في نشرته الإخبارية مساء اليوم، نقلا عن مسؤول من وزارة الداخلية إلى مقتل شخص واحد، وإصابة 17 شخصا بجروح.
وتأتي هذه المواجهات العنيفة بعد أقل من 24 ساعة على مواجهات مماثلة شهدتها مدينة سيدي بوزيد(265 كيلومترا جنوب تونس)، إندلعت مساء أمس على خلفية مصرع شابين حرقا داخل زنزانة لأحد مراكز الشرطة وسط المدينة.
وتعددت الروايات بشأن هذه أسباب وملابسات هذه الأحداث، فيما أشارت وكالة الأنباء التونسية الرسمية مساء اليوم إلى أنه تم اثنين من أعوان الأمن مركز الأمن المذكور في سيدي بوزيد بعد الاشتباه في أمرهما بخصوص تلك الجريمة.
وكان وزير الداخلية التونسي في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة فرحات الراجحي قد وصف هذه هذه الاحداث بـ »الغامضة »، ولم يستبعد أن يكون أعوان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزبه التجمع الدستوري الديمقراطي وراءها.
يذكر أن الفوضى عمت مساء أمس ساحة مركز الأمن المذكور بشارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة سيدي بوزيد في أعقاب تلك الجريمة، حيث تم خلالها حرق ثلاث سيارات منها سيارة تابعة للشرطة
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 5 فيفري 2011)
تونس: زيارة منظمة حقوق الإنسان للسجون تُنهي 20 عاما من المنع
اتخذت الحكومة الانتقالية في تونس، من خلال السماح لنا بدخول السجون، خطوة نحو الشفافية في تسيير سجونها ونأمل أن تستمر وتمتد لتشمل المنظمات المحلية. إن الحكومة الانتقالية في حاجة أيضا إلى القطيعة مع المعاملة غير الإنسانية للسجناء التي مارستها الحكومة المخلوعة. ينبغي للحكومة الانتقالية تخفيف الاكتظاظ، والسماح للعائلات بزيارة السجناء المحكوم عليهم بالإعدام فبراير/شباط 4, 2011
(تونس،4 فبراير/شباط، 2011) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم، ينبغي للحكومة الانتقالية تخفيف الاكتظاظ وتغيير السياسة المفروضة منذ أكثر من 15 عاما والتي تقضي بحرمان السجناء الذين يواجهون عقوبة الإعدام من أي اتصال مع عائلاتهم. وقدمت هيومن رايتس ووتش طلبات إلى وزير العدل الجديد، الأزهر القروي الشابي، بعد زيارة لسجنين تونسيين. وقد أنهت الزيارة 20 عاما من المنع من الوصول إلى السجون التونسية من قبل منظمات حقوق الإنسان.
وزار وفد من عضوين في هيومن رايتس ووتش سجن برج الرومي في 2 فبراير/شباط، 2011، وهو مجمع سجني كبير قُرب مدينة بنزرت الذي شهد تمرد النزلاء أثناء سقوط الحكومة السابقة. كما زار الوفد سجن المرناقية، وهو أكبر منشأة في تونس، في 1 فبراير/شباط. وأجرى الباحثان مقابلات مع السجناء على انفراد، من بينهم إثنان ممن يواجهون عقوبة الإعدام والذين حُرموا من كل اتصال بعائلاتهم، واحد لمدة ثلاث سنوات والآخر لمدة 10.
وستكون الأحداث التي وقعت في برج الرومي موضوع بلاغ منفصل.
قال إيريك غولدستين نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: « اتخذت الحكومة الانتقالية في تونس، من خلال السماح لنا بدخول السجون، خطوة نحو الشفافية في تسيير سجونها ونأمل أن تستمر وتمتد لتشمل المنظمات المحلية ». وأضاف: « إن الحكومة الانتقالية في حاجة أيضا إلى القطيعة مع المعاملة غير الإنسانية للسجناء التي مارستها الحكومة المخلوعة ».
وقالت هيومن رايتس ووتش، ينبغي للحكومة الانتقالية، كخطوة فورية، أن تسمح لـ 140 معتقلا في تونس محكوما عليهم بالإعدام بتلقي الزيارات العائلية مثل السجناء الآخرين. وأضافتأنه ينبغي أيضا للحكومة الانتقالية أن تسمح للسجناء المسجونين في زنازين مزدحمة للغاية بمزيد من الوقت خارج تلك الزنازين كل يوم.
وقال مسؤول في وزارة العدل لـ هيومن رايتس ووتش إنه قبل الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، كان في تونس، وهي بلد يصل تعداد سكانه إلى 10.5 مليون نسمة، 31000 سجينا. ووفقا للمركز الدولي لدراسات السجون، فهذه أعلى نسبة نزلاء السجون من أي بلد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما عدا إسرائيل.
و كانت أحد الوعود التي قدمها الوزير الأول محمد الغنوشي نيابة عن الحكومة الانتقالية ، هو عفو وشيك عن جميع السجناء السياسيين. ومع ذلك، يجب أن يتحول مشروع القانون الذي صادق عليه مجلس الوزراء إلى قانون. وفي غضون ذلك، منح القضاء السراح الشرطي أو السراح المؤقت قبل المحاكمة لما يقرب من نصف السجناء السياسيين في تونس الذي يصل عددهم إلى أكثر من 500 سجين.
زيارة السجون في تونس
كانت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان آخر منظمة مستقلة لحقوق الإنسان تزور السجون التونسية، في عام 1991. لكن الحكومة أنهت زيارات المنظمة بعد فترة قصيرة من بدئها.
وكانت حكومة زين العابدين بن علي قد وعدت هيومن رايتس ووتش في 19 أبريل/نيسان 2005، بالسماح لها بزيارة فورية للسجون. خمسة أعوام ونصف بعد ذلك، لم تصل المفاوضات حول شروط الزيارات إلى أية نتيجة. وقد وضعت الحكومة ما اعتبرته هيومن رايتس ووتش شروطا غير معقولة للزيارات وفشلت في الاستجابة لمقترحات مضادة.
وسمحت تونس بزيارات منتظمة منذ عام 2005 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي منظمة إنسانية – على النقيض من منظمات مثل هيومن رايتس ووتش – لا تعرض نتائج تحقيقاتها على العموم ولكنها بدلا من ذلك تقدم تقارير إلى الوزارات المسؤولة. وتزور اللجنة الدولية للصليب الأحمر السجون التونسية، والتي تديرها وزارة العدل، فضلا عن مراكز الاعتقال السابق للمحاكمة (الحراسة النظرية / الاحتجاز قيد التحقيق) التي تديرها وزارة الداخلية.
زيارات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام
قال مسؤول في وزارة العدل لـ هيومن رايتس ووتش إنه لدى تونس حوالي 140 سجينا يواجهون عقوبة الإعدام، نصفهم في سجن المرناقية، 14 كيلومترا غرب تونس العاصمة. وحافظت الحكومة السابقة على عقوبة الإعدام في القانون، ولكنها تمارس الوقف الفعلي لتنفيذ أحكام الإعدام منذ عام 1994، وهذا يعني أن بعض السجناء محكوم عليهم بحكم الإعدام لأكثر من 15 عاما.
وقررت إدارة السجون في منتصف تسعينيات القرن الماضي حرمان السجناء المحكوم عليهم بالإعدام من أي اتصال مع أفراد الأسرة. ويُسمح لكل السجناء الآخرين بزيارات أسبوعية قصيرة من قبل أفراد الأسرة، ويمكنهم أيضا مراسلتهم. كما تحرم هذه السياسة السجناء المحكوم عليهم بالإعدام من وجبات مطبوخة في البيت والفاكهة التي يُسمح للأسر تسليمها للسجناء الآخرين بانتظام. وعبر موظفو السجن في أحاديثهم الخاصة مع هيومن رايتس ووتش عن استيائهم من هذه السياسة، قائلين إنها تُعقد مهمتهم في التعامل مع مجموعة فريدة من السجناء.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذه السياسة على ما يبدو لا تتوفر على أساس في أي قرار صادر علنا. وتنتهك قانون 2001-52، الصادر في 14 مايو/أيار 2001، الذي ينظم السجون، والذي يُعطي جميع السجناء دون تمييز الحق في الزيارات من قبل ذويهم « وفقا للقوانين المعمول بها » وتبادل الرسائل معهم « عن طريق الإدارة » (المادة 18 (2) و (3)(.
وينبغي لحكومة تونس الانتقالية إلغاء عقوبة الإعدام التي هي عقوبة قاسية وغير إنسانية. وينبغي أيضا أن ينتج عن مثل هذا الإجراء، في حال إقراره، مباشرة تخفيف الأحكام الصادرة في حق المحكوم عليهم بالإعدام.
وقال غولدستين: « ينبغي لتونس إلغاء عقوبة الإعدام أولا وقبل كل شيء، ولكن وفي أي حال، فإنه ينبغي أن تعطي فورا للسجناء المحكوم عليهم بالإعدام نفس الحقوق في الزيارات العائلية والمراسلات مثل السجناء الآخرين ».
أوضاع السجن
وقالت هيومن رايتس ووتش إن زياراتها لسجني المرناقية وبرج الرومي التي دامت كل واحدة منها سبع ساعات، هو وقت كاف فقط للحصول على انطباعات أولية. ولإجراء تقييم شامل وإعطاء الأولوية بشكل دقيق لاحتياجات ومشاكل نزلاء السجن يتطلب زيارات متكررة للرجال والنساء، ومراكز احتجاز الأحداث رفقة وفد خبير طبي، وإجراء مزيد من المقابلات مع الموظفين والسجناء وعائلاتهم، وسجناء سابقين. ومع ذلك، لاحظ الوفد في المرناقية، الاكتظاظ الشديد داخل الزنازن الأكبر وعدم توفر فرص كافية للنشاط البدني.
ويُحتجز معظم السجناء في زنازين سيئة التهوية مساحتها حوالي 50 مترا مربعا، وفي كل منها 40 سجينا. للغرف العالية السقف صفوف مفصولة بالكاد من أسرة على شكل طابقين وثلاثة طوابق على الجدران الجانبية وممر من أقل من مترين في الوسط يقود إلى المراحيض التي توجد في الجانب الآخر ويفصلها عن الغرفة الرئيسية جدار ولكن من دون باب. وليس هناك مجال للطاولات أو الكراسي.
ليس لدى السجناء المقيمين في غرف مع أقل بكثير من متر مربع ونصف للشخص الواحد مساحة لممارسة الرياضة. غالبية السجناء لا يعملون ولا يتلقون تدريبا مهنيا ويُسمح لهم فقط بمغادرة زنزاناتهم مرتين في اليوم لفترات تتراوح ما بين 45 و 60 دقيقة، والاستحمام مرة في الأسبوع، والزيارات العائلية الأسبوعية. يأكلون في الزنازن، ويجلسون على السرير ويُخزنون الطعام على الأرض أو على حافة فوق السرير. والساحة التي زارتها هيومن رايتس ووتش حيث يذهب السجناء عندما يُسمح لهم بالخروج من زنازنهم ضيقة ورطبة ومكسوة بغسيل السجناء، وصغيرة جدا للسماح بممارسة الرياضة.
وقالت هيومن رايتس ووتش يبدو أن هذه الظروف المزرية تُشكل معاملة غير إنسانية ومُهينة.
وتؤكد المقابلات التي أجريت مع سجناء سابقين وآخرين في هذه السجون والذين قضوا فترات في سجون أخرى في تونس، أن هذه الظروف المزدحمة في مجموعة زنازن كبيرة هي القاعدة بالنسبة لمعظم السجناء في السجون في أنحاء البلاد. وقالوا أيضا إن الازدحام والظروف العامة كانت أقسى في تسعينيات القرن الماضي مُقارنة مع اليوم.
لا توفر صكوك حقوق الإنسان الدولية أي معيار لمقدار المساحة التي ينبغي أن تُمنح للسجناء للعيش فيها. المعيار الواحد، والذي أوصت به اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، هو أن مساحة أربعة أمتار مربعة هي الحد الأدنى لكل سجين. وعلى أية حال، فإن مزيدا من الوقت خارج الزنزانة يجعل من الأسهل تحمل الازدحام بالنسبة للسجناء المُقيمين في مربعات ضيقة.
كان لكل نزيل سريره الخاص في الغرف التي زارتها هيومن رايتس ووتش. ومع ذلك، قال السجناء إن كانت هناك فترات كان يفتقر فيها بعض السجناء للأسرة وينامون على الأرض.
إن خفض عدد نزلاء السجون منذ رحيل زين العابدين بن علي سيخفف من الاكتظاظ. وهناك خيارات سياسية أخرى يمكنها أن تُخفف أيضا من الاكتظاظ من ضمنها تنفيذ العفو عن السجناء السياسيين، وتشجيع القضاة على إصدار أحكام بديلة كلما كان ذلك مناسبا، والنظر في قدرة نظام السجون على استيعاب السجناء الجدد عند إصدار الأحكام، والإفراج عن السجناء قبل إنهاء محكوميتهم، وبناء زنازن إضافية. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذه الخيارات، مع ذلك، تتطلب نقاشا عاما وفي بعض الحالات تخصيص ميزانية كبيرة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الإجراء السهل نسبيا والمنخفض التكلفة لتخفيف الاكتظاظ في المدى القصير قد يكون هو السماح للسجناء بفترات يومية إضافية خارج زنازنهم. و سيتطلب الاجراء من الموظفين وقتا إضافيا والترتيبات اللوجستية الضرورية، ولكن من شأنه أن يشكل خطوة مهمة مؤقتة حتى تستطيع الحكومة ضمان توفر كل السجناء على مساحة كافية للعيش.
السجناء السياسيون
وقالت وزارة العدل إنه في الوقت الذي تسلمت فيه الحكومة الانتقالية مقاليد السلطة، فإن عدد السجناء لارتكابهم جرائم لدوافع سياسية أكثر بقليل من 500 سجين. وكان العدد قريبا من التقدير الذي وفرته الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، وهي منظمة تونسية مستقلة لحقوق الإنسان.
وحسب مسؤول في وزارة العدل، ما يزال حوالي 150 رهن الاحتجاز، و 87 يقضون فترات عقوبة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، و 56 ينتظرون المحاكمة. عدد قليل من السجناء يقضون عقوبات إضافية لدوافع سياسية لا تخضع لقانون مكافحة الإرهاب ولكن بموجب القانون الجزائي العادي أو القانون العسكري.
وقال مسؤول في وزارة العدل إن حوالي 11029 من السجناء فروا خلال الأحداث التي أحاطت بالإطاحة بالرئيس، من بينهم 2425 سلموا أنفسهم طواعية اعتبارا من 3 فبراير/شباط. ومنذ ذلك الحين، استخدمت السلطة القضائية حقها بموجب القانون لمنح السراح الشرطي لـ 3240 من سجناء الحق العام، بعضهم سُجن لأول مرة وأمضوا نصف مدة عقوبتهم وغيرهم من المعاودين والذين كانوا مؤهلين للحصول على السراح الشرطي بعد قضائهم ثلثي مدة عقوبتهم.
وقال مسؤول في وزارة العدل إن الـ 128 سجينا المدانين بموجب قانون تونس لمكافحة الإرهاب للعام 2003 كانوا من بين أولئك الذين فروا والذين تم حثهم على العودة إلى السجن. واستفاد 177 آخرون من الذين أدينوا في إطار قانون مكافحة الإرهاب من السراح الشرطي، ومُنح السراح المؤقت لـ 100 آخرين الذين يواجهون محاكمة في ظل هذا القانون.
وقلصت عمليات الإفراج والفرار نزلاء سجن تونس إلى أكثر من الثلث في غضون ثلاثة أسابيع. وقد قلص هذا الاكتظاظ، ولكن أقل مما كان متوقعا بسبب الأضرار الفادحة التي لحقت أثناء الأحداث الأخيرة ببعض السجون، بما في ذلك برج الرومي، والمنستير، والقصرين، وخفض عدد الأسرة المتاحة وأدى إلى ترحيلات كبيرة إلى سجون أخرى.
قانون مكافحة الإرهاب
تقريبا جميع أولئك الذين ما يزالوا رهن الاحتجاز لارتكابهم جرائم ذات دوافع سياسية أدينوا في إطار قانون مكافحة الإرهاب. بين هذه الفئة من النزلاء، لم تتم إدانة أي أحد تقريبا في اتصال مع أعمال إرهابية محددة أو حيازة أسلحة أو متفجرات. بدلا من ذلك، اتهموا بارتكاب جرائم من قبيل « الانتماء إلى منظمة إرهابية » والتخطيط للانضمام إلى المجاهدين في العراق أو الصومال، وتجنيد آخرين لهذا الغرض، أو العلم بالجرائم وعدم إبلاغ الشرطة.
فقط إثنان من السجناء من حزب النهضة الإسلامية المحظورة ممن لا يزالون في السجن: علي فرحات، 52 عاما، وعلي عبد الله صالح حرابي، 53 عاما، وكلاهما من مدينة دوز الجنوبية. مثل غالبية أعضاء حركة النهضة المسجونين في الماضي، تمت إدانتهم لجرائم غير عنيفة مثل العضوية في، أو جمع الأموال لصالح منظمة « غير معترف بها »، وحضور اجتماعات « غير مصرح بها ». وقد التقت هيومن رايتس ووتش كلا الرجلين في سجن المرناقية، حيث يقضيان عقوبة السجن بستة أشهر تقريبا.
مزاعم التعذيب والمحاكمات غير العادلة
ركز أولئك الذين سجنوا بموجب قانون مكافحة الإرهاب، دون استثناء تقريبا، أكثر في المقابلات التي أجريت معهم هذا الأسبوع على الظروف التي عانوا منها أثناء فترة الحراسة النظرية في مقر وزارة الداخلية في تونس مقارنة مع ظروفهم في السجن بعد إدانتهم. وقالوا إنه بينما كانوا محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في مقر وزارة الداخلية ضربهم أو عذبهم ضباط في ملابس مدنية لانتزاع اعترافات منهم و/أو التوقيع على تصريحات منعوا من قرائتها.
وقالوا إنهم أنكروا هذه البيانات خلال محاكماتهم. وأولئك الذين قالوا إنهم أثاروا مزاعم التعذيب لم يحصلواعلى أي رد من المحكمة، والتي انتهت بإدانتهم. وقال هؤلاء المعتقلين إن القاضي محرز الهمامي في معظم القضايا، قد ترأس المحاكمة. وبحسب ما ورد فالهمامي، الذي اكتسب سمعة لسجله في إدانة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم ذات دوافع سياسية، نقل منذ رحيل زين العابدين بن علي من قاعة المحكمة إلى منصب آخر للبحوث في وزارة العدل.
وقالت هيومن رايتس ووتش، إن ادعاءات التعذيب والمحاكمات غير العادلة تثير تساؤلات حول وضعية السجناء الحاليين الذين لم يتم الإفراج عنهم تحت أي قانون عفو في نهاية المطاف، والذين يزعمون أنهم أدينوا على أساس اعترافات انتزعت منهم عن طريق التعذيب، أو الذين يدعون أنهم ضحايا محاكمات غير عادلة بشكل واضح.
وأضافت: »وبالنظر إلى ممارسة روتينية للتعذيب وانتهاكات متعددة لحقوق المتهمين في محاكمة عادلة في ظل الحكومة السابقة، ينبغي للحكومة الانتقالية ضمان وجود آليات فعالة للاستئناف من النسبة للسجناء الذين يعتقدون أنهم استبعدوا ظلما من العفو ».
زيارات سجن
لم تفرض إدارة سجن المرناقية أية عقبات لمقابلات هيومن رايتس ووتش مع ثلاثة من السجناء الذين قدمت أسماءهم سلفا، وأربعة آخرين كانوا قد اختيروا على الفور. وكان من بينهم أربعة حوكموا في جرائم ذات دوافع سياسية، وثلاثة لارتكابهم جرائم جنائية عادية. واختار السجناء مكان المقابلة وقيل لهم أنه من حقهم رفض المقابلة.
يُعد سجن برج الرومي واحدا من السجون العديدة التي شهدت عنفا شديدا في الأيام المحيطة بالإطاحة بالرئيس بن علي، وكلفت حياة 2 من الحراس و72 سجينا، من بينهم 48 في حريق في سجن المنستير، وفقا لوزارة العدل. قام السجناء في برج الرومي، في 14 يناير/كانون الثاني، بكسر أبواب زنازنهم وأضرموا فيها النار. وقالت إدارة السجن إن الحراس قتلوا بالرصاص عشرة سجناء قبل استعادة النظام ثلاثة أيام بعد ذلك. وتوفي آخر نتيجة أزمة قلبية بينما توفي الثاني عشر على أيدي سجناء آخرين.
وسوف تنشر هيومن رايتس ووتش بلاغا منفصلا حول الأحداث التي وقعت في سجن برج الرومي.
ونظرا لأعمال العنف الأخيرة، كان الجو أكثر توترا بكثير في برج الرومي. ورافق الزوار من هيومن رايتس ووتش إلى داخل مجمعات السجن جنود مسلحون وعدد كبير من المسؤولين. وقد بدأ السجن في إصلاح الضرر، لذلك لم يكن من الممكن تقييم الأوضاع الطبيعية هناك، حتى بشكل أولي. ووافق أربعة سجناء في برج الرومي على التحدث بشكل فردي مع هيومن رايتس ووتش في مكتب خاص ويبدو أنهم تحدثوا بصراحة. وامتنع ثلاثة آخرون من إجراء مقابلات معهم.
وقال عماد الدريدي، مدير سجن المرناقية، إن السجن قد بني في 2006 لاستيعاب 4600 سجين. وضم 5200 سجينا في نهاية عام 2010 ويضم الآن حوالي 4900، وجميعهم من الرجال البالغين. ويشمل النزلاء كل من الموقوفين والسجناء المدانين.
وقال حلمي الشريف، مدير سجن برج الرومي، الذي بني في عهد الاستعمار الفرنسي، بأن السجن يضم الآن 1429 سجينا، حوالي نصف النزلاء الذين كانوا يقيمون فيه قبل التمرد. وتم إما الإفراج عن السجناء الآخرين أو نقلوا إلى سجون أخرى؛ 12 قتلوا في عمليات التمرد، كما ذكر أعلاه.
وقد شكرت هيومن رايتس ووتش السجناء وإدارة سجني المرناقية وبرج الرومي على استعدادهم لاستقبال والتحدث إلى الوفد.
وقال غولدستين: « لقد اتخذت الحكومة الانتقالية في تونس خطوة حاسمة نحو الشفافية بفتحها السجون أمام المراقبين الخارجيين الذين يمكنم عرض نتائجهم علنا ». وأضاف: « ينبغي لها الآن إيجاد حل لتحسين معاملة السجناء، والتي كانت واحدة من أحلك جوانب صورة حقوق الإنسان في عهد الرئيس زين العابدين بن علي ». متوفر أيضاً باللغات:
(المصدر:موقع منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية (أمريكا)بتاريخ 4 فيفري 2011) http://www.hrw.org/ar/news/2011/02/04/20 © Copyright 2010, Human Rights Watch
غضب شبابي و شعبي من الولاة الجدد
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. فيفري 2011 أثارت القائمة الجديدة للولاة التي أعلن عنها وزير الداخلية يوم الأربعاء الماضي استياء كبيرا بين النخبة السياسية و خصوصا بين الشباب الذي يقود حملة ضدهم على صفحات الشبكات الاجتماعية فيما اعتبر المؤرخ التونسي عدنان المنصر أن التعيينات الجديدة إعادة إنتاج للديكتاتورية و ترسيخ لوجودها عبر تعيين ولاة تجمعيين يتميز اغلبهم بالارتباط بالعهد البائد.من جهة أخرى اعتبرت حركة التجديد في بيان لها صدر الجمعة 3 فيفري أن التعيينات الأخيرة لا تستجيب لانتظارات الشعب لان جلهم ينتمي للتجمع الدستوري الديمقراطي وطالبت حركة التجديد التي تشارك في الحكومة المؤقتة إعادة النظر في هذه التسميات و طالبت بإحداث مجالس جهوية منتخبة تمثل فيها كل الأطراف و الحساسيات الفاعلة على الصعيد الجهوي دون إقصاء او استثناء. يذكر أن قائمة الولاة التي أعلنها وزير الداخلية تظم أربعة و عشرون واليا من بينهم عشرون واليا تجمعيا تولوا مسؤوليات مختلفة في صفوف الحزب الحاكم السابق . من جهة أخرى علمنا انه تم رفض والي صفاقس الجديد شكري بن حسين الذي علمنا انه تم إعادة تعيينه على رأس ولاية بنزرت قبل أن يتم التخلي عنه حسب مصادر قريبة من وزارة الداخلية. يذكر أن شكري بن حسين و هو احد الولاة التجمعيين متخرج من اكاديمية التجمع سنة 2002 و هو كاتب عام المكتب الجامعي لطلبة التجمع بين سنة 2001 و 2003 و كاتب عام مساعد لجامعة التجمع باكودة من 2000 إلى 2005 و هو صديق شخصي لأنيس بوشماوي صهر وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم الذي قام بترقيته من خطة معتمد بقابس الغربية إلى خطة كاتب عام ولاية المهدية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 فيفري 2011)
وزير الداخلية يؤكد مقتل شخصين حرقا واندلاع أعمال شغب في مدينة سيدي بوزيد التونسية
تونس, تونس, 5 (UPI) — أكد وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية التونسية الإنتقالية فرحات الراجحي مقتل شخصين حرقا داخل زنزانة احد مراكز الشرطة في مدينة سيدي بوزيد جنوب تونس العاصمة.
وقال الراجحي في برنامج على قناة »نسمة تي في » ليل الجمعة إن « جريمة غامضة،فقد كان الشخصان لوحدهما داخل زنزانة مركز الشرطة »من دون ان يستبعد أن يكون أعوان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزبه التجمع الدستوري الديمقراطيوراءها ،مشيرا إلى أن تحقيقا فُتح لمعرفة ملابساتها.
وكان ضابط أمن يعمل في مدينة سيدي بوزيد قد كشف في اتصال هاتفي مع يونايتد برس أنترناشونال ساعة متأخرة من مساء أمس ،أن شخصين لقيا حتفهما حرقا داخل سجن بأحد مراكز الشرطة وسط مدينة سيدي بوزيد التونسية.
وقال إن سجينين داخل أحد مراكز الشرطة « عمدا إلى اضرام النار في جسدهما احتجاجا على احتجازهما،حيث فارقا الحياة حرقا داخل زنزانتهما ».
غير أن الناشط الحقوقي سليمان رويسي الذي كشف ليونايتد برس أنترناشونال أن الشخصين المذكورين هما عادل همامي ومحمد بكاري،اتهم أعوان الأمن العاملين في مركز الشرطة المذكور بتعمد حرقهما.
وكانت الجريمة أثارت سكان مدينة سيدي بوزيد حيث خرجوا في مظاهرة استمرت حتى فجر اليوم ،تخللتها أعمال عنف حيث تم حرق مركز الشرطة المذكور إلى جانب إضرام النار في سيارة تابعة للشرطة.
وتعتبر سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلومترا جنوب تونس العاصمة،مهد الإحتجاجات الشعبية التي عرفتها تونس،والتي إنتهت بفرار الرئيس المخلوع بن علي إلى السعودية في الرابع عشر من الشهر الماضي.
وبدأت تلك الإحتجاجات في السابع عشر من شهر ديسمبر الماضي في أعقاب إقدام الشاب محمد البوعزيزي على محاولة الإنتحار حرقا إحتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة.
وسرعان ما امتدت تلك الإحتجاجات لتشمل غالبية مدن المحافظات التونسية،وتحولت في أحيان كثيرة إلى إشتباكات عنيفة، إذ استخدم خلالها عناصر الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط سقوط 219 قتيلا و510 جرحى،بحسب حصيلة أعلنتها قبل ثلاثة أيام المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 5 فيفري 2011)
« ثورة تونس » كسبت جولة لكن انتصارها متوقف على « إصلاح أجهزة الأمن »
بقلم : سعد محيو – بيروت- swissinfo.ch
تُشبه تونس هذه الأيام إلى حد بعيد إله الأبواب وبوابات العبور الأسطوري الإغريقي « جانوس »، الذي لديه وجهان ينظران إلى اتجاهات معاكسة: الأول عابس وينظر إلى الماضي، والثاني باسم ويتطلع إلى المستقبل. تونس أيضاً لها وجهان هذه الأيام: الأول عابس ويخشى بقاء الديكتاتورية بعد زوال الديكتاتور، عبر بقاء أجهزة الأمن العاتية والأخطبوطية على حالها.. والثاني باسم يُبشّر بقيادة هذه الدولة الصغيرة للأمة العربية الكبيرة نحو غدٍ ديموقراطي اعتقد الكثيرون قبل ثورة الياسمين أنه حلم ليلة صيف مستحيل. فلنقارب معاً أولاً الوجه التونسي الباسم.
ستة دروس
الحكم الأوتوقراطي في تونس ذاب بسرعة قصوى كفص ملح في الماء. الرئيس بن علي لاجئاً في الخارج، وشبان « انتفاضة محمد البوعزيزي » (الشاب الجامعي الذي أحرق نفسه مُدشّّناً ثورة الياسمين) يسيطرون على الداخل.. وستة دروس تاريخية واستراتيجية مستفادة من هذه التطورات الدراماتيكية: 1- ثورة تونس المفاجئة (والشرق الأوسط الإسلامي هو أرض المفاجآت والنبوة)، أعادت التأكيد على قانون تاريخي كان قد رسّخ أقدامه في المنطقة العربية منذ ألف عام قوامه التالي: كلما ارتكس المشرق العربي، انتفض المغرب العربي وأمسك بالمبادرة التاريخية. وهذا على كل الصعد الفكرية والفلسفية والسياسية والاستراتيجية. وهكذا، حين برز الإمام الغزالي في المشرق ليعلن « تهافت الفلاسفة »، وليليه إبن تيمية ليغلق باب الاجتهاد، برزت في المغرب العربي كوكبة من كبار المفكرين الذين لم يعيدوا إلى الحضارة العربية – الإسلامية وهجها وحسب، بل هم كانوا أيضاً الأساس الحقيقي لعصري النهضة والتنوير في أوروبا: إبن رشد الذي أطلق الفكر الأرسطي من عقاله، وإبن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث، وإبن طفيل الذي سبق تشارلز داروين بألف عام في نظرية النشوء والإرتقاء. وعلى الصعيد السياسي- الاستراتيجي، كان المغرب العربي يزوّد المشرق بأسس امبراطوريات عدة كان على رأسها الامبراطورية الفاطمية التي وصلت منه إلى مصر، مُحققة نهضة علمية وفكرية وعمرانية مشهودة. فهل نحن الآن، في القرن الحادي والعشرين، على أبواب « تطعيم » مغاربي تاريخي جديد لمشرق يتهاوى بشدة منذ نيّف ونصف قرن تحت ضربات التفتيت والاحتلالات والانحباس السياسي والفكري والحضاري؟ 2- الجيل الجديد العربي الذي اتهمه الكثيرون بأنه جيل استهلاك، وثقافة شعبية أمريكية سطحية، ولامبالاة بالشأن العام، أثبت في تونس أنه على العكس من كل ذلك، وأنه يختزن طاقة نضالية هائلة، وقدرة على انتاج قيادات بسرعة قياسية، واستعدادا للتضحية لاحدود لها. 3- ثورة تكنولوجيا المعلومات أثبتت هي الأخرى أن أي نظام سياسي في العالم لن يكون في منأى من اختراقاتها أو محصّناً من تداعياتها. هذه الثورة، بتجلياتها كافة من الهاتف المحمول وفايسبوك ويوتيوب وتويتر ومدونات الأنترنت، كانت هي الحزب التنظيمي الحقيقي الذي مكّن ثورة الياسمين من التفتح والانتشار. 4- أخيراً، تحقق عقد القران السعيد بين الرغيف والحرية في المنطقة العربية، بعد أن أثبتت ثورة تونس بقرائن الدم أن مكافحة الفساد وفرض حكم القانون والشفافية والحوكمة الرشيدة، مستحيل من دون ديموقراطية وحقوق إنسان وحريات مدنية. 5- الطبقات الوسطى العربية قادرة، إن هي امتلكت الإرادة ونزعت عامل الخوف، أن تقفز فوق الصراع الإديولوجي والدموي المقيت والذي لاجدوى منه بين الأنظمة وبين الحركات الأصولية، وأن تنسف أعتى التحالفات بين الغرب « الديموقراطي » وبين الأنظمة السلطوية. صراع الطبقات عاد، وعلى الصراعات الأخرى أن تنزوي إلى رفوف التاريخ. 6- وهو يفترض أن يكون بديهيا: مفاجأة تونس دقّت كل أجراس الإنذار الممكنة في كافة أرجاء المنطقة العربية. ويتعيّن على معظم الحكومات العربية الآن أن تتلفت حولها لترى وتسمع وتنصت للهدير الزاحف للشبان والطبقة الوسطى والفقراء. تونس الرائعة دشنّت مجدداً نجدة المغرب العربي التاريخية والحضارية للمشرق، فاستحقت عن جدارة لقب البطل التاريخي المنقذ من الضلال.. وفي الليلة الظلماء، لم يُفتقد البدر التونسي. الثورة لم تنته
الآن وقد صفّق العالم كله، وفي مقدمه الشعوب العربية، لـ « شجاعة وكرامة تونس ودروسها، لكونها أول دولة عربية تطيح برئيسها السلطوي بانتفاضة شعبية، نأتي إلى وجه جانوس العابس مع حساباته الباردة: النصر لمّا يكتمل بعد لثورة الياسيمن، على رغم فرار الرجل القوي زين العابدين بن علي على هذا النحو غير المسبوق. ليس بعد على الأقل. فالنظام الذي أقامه بن علي خلال 23 عاماً من السلطة الأوتوقراطية المُطلقة، لايزال حياً ويركل. وهذا الركل واضح كل الوضوح في فرق العصابات المسلحة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية لنشر الرعب والفوضى في البلاد. الهدف: وضع المُنتفضين التونسيين أمام خيار من إثنين: إما بقاء سلطة هذه الأجهزة، أو الفوضى واللاإستقرار والسرقات والنهب. والواقع أن هذا كان تطوراً متوقعا. فأجهزة المخابرات كانت السلطة الحقيقية في البلاد على مدى ربع القرن الأخير. والرئيس بن علي هو الإبن البار لهذه الأجهزة حيث كان أحد قادتها قبل إطاحته حكم بورقيبة. وقد أسندت هذه الدوائر الأمنية الشبحية نظامها إلى دعائم ليس من السهل تقويضها: شبكة ضخمة من المُخبرين الذي يتقاضون رواتب شهرية ومكافآت خاصة؛ سيطرة كاملة على وزارات الدولة كافة؛ إشراف على كل المشاريع الاقتصادية في القطاعين العام والخاص، واختراق واسع النطاق للمجتمعين المدني والسياسي. بكلمات أوضح: أجهزة المخابرات التونسية (والعديد من الأجهزة العربية) تحوّلت إلى ما يُشبه الطبقة الإجتماعية بالمعنى الذي قصده المفكر الماركسي الإيطالي غرامشي، حيث أنها لاتمارس سيطرة أمنية وسياسية واقتصادية وحسب بل أيضاً هيمنة إديولوجية وثقافية وفكرية، تماماً كما تفعل الطبقة الرأسمالية المُسيطرة. لكي تنجح ثورة الياسمين، يجب أن يكون على رأس جدول أعمالها ليس الديموقراطية وتغيير قواعد النظام السياسي وحسب، بل أولاً وأساساً إصلاح هذه الأجهزة عبر نزع التسييس عنها وعبر إقامة التوازن الدقيق بين أمن الوطن (أو حتى النظام) وبين أمن المواطن، أي ما بات يُسمى في أدبيات علم السياسة الحديث: الأمن الإنساني. لكن، هل الانتفاضة التونسية قادرة على تحقيق هذا الهدف، الذي من دونه سيعود نظام بن علي السلطوي- المخابراتي من النافذة بعد أن أُخرج من الباب؟ ثمة فرصة كبيرة متوافرة الآن. إذ يجب لأن نتذكّر هنا أن رأس بن علي لم يكن ليتدحرج لولا أن الجيش التونسي رفض أوامره بفتح النار على المتظاهرين والمنتفضين، وقرر الوقوف على الحياد. وهو موقف تاريخي يُسجّل لقائد الجيش رشيد عمّار الذي يرشّحه العديدون هذه الأيام لسدة الرئاسة (عن طريق انتخابات ديموقراطية بالطبع). الجيش وعمار لم يعلنا حتى الآن أنهما يطمحان إلى السلطة السياسية. لكن، سواء طمحا أم لا، فإن ثورة الياسيمين كسبت حليفاً قوياً ليس بالإمكان تحقيق النصر من دونه ضد أجهزة الأمن المُنحرفة. وهذا يُذكّر إلى حد كبير بدور مماثل لعبه الجيشان الإندونيسي والتشيلي، حين سحبا البساط من تحت أرجل أجهزة المخابرات القوية الحاكمة، فسهلا بذلك انطلاق الإنتقال الراهن نحو الديموقراطية في هذين البلدين اللذين عانيا طويلاً من الحكم الديكتاتوري الدموي. ثورة الياسمين لما تكسب الحرب بعد. إنها ربحت معركة كبرى، لكن الحرب لم تنته ولن تنتهي قبل أن إصلاح أجهزة الأمن وتقليم أظافرها الحادة واللاديموقراطية.
الإستثناء العربي
هذا على الصعيد الداخلي التونسي. لكن ماذا عن تأثيرات ثورة الياسمين على المنطقة العربية؟ وهل تُنهي ثورة تونس « الإستثناء العربي » في الإجماع الغربي الذي يعتبر أن مبادىء الثورات الديموقراطية التي اجتاحت العالم في الستيعنيات، لاتنطبق على الشعوب العربية؟ لايبدو أن الأمر كذلك. ليس حتى الآن على الأقل. فقد احتاج الأمر 22 يوماً من الاضطرابات الشعبية العنيفة في شوارع تونس، قبل أن يستفيق البيت الأبيض الأمريكي على أن ثمة ثورة ملوّنة حقيقية في العالم العربي تفوح منها رائحة الياسمين. هذا في حين بقيت الحكومة الفرنسية حتى الرمق الأخير داعمة ومؤيدة ومساندة للرئيس زين العابدين بن علي، إلى درجة أن وزيرة فرنسياة اقترحت إرسال « قوات مكافحة شغب » فرنسية إلى تونس للمساعدة في قمع المتظاهرين. المبرر الدائم الذي كان الأمريكيون والأوروبيون يسوقونه لإضفائهم سمة القداسة على فكرة « الإستثناء العربي »، هو أن البديل عن الأنظمة الأوتوقراطية والسلطوية العربية ليس القوى الديموقراطية والليبرالية، بل الراديكالية الإسلامية التي تُكِن كل العداء للغرب ثقافة وحضارة ومصالح. بيد أن تجارب التاريخ تؤكد أن الدول الغربية كانت تبحث دائماً عن تبرير ما لخنق التفتح الديموقراطي في المنطقة العربية. ففي أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، كان الأنكليز والفرنسيون يُجهضون التطور الطبيعي للسياسات الدستورية والديموقراطية في المستعمرات العربية التي اقتطعوها من جسم الدولة العثمانية، بذريعة أن هذا يخدم مصالحهم في مستعمراتهم الباقية في الهند وآسيا وإفريقيا. وفي العصر الأمريكي الذي تلا الحقبة الاستعمارية الأوروبية، كانت التبرير في البداية هو حماية خطوط النفط و »إسرائيل » ضد طموحات القومية العربية، ثم ما لبث أن أصبح، بعد إلحاق الهزيمة بالمشروع القومي العربي، مجابهة « الخطر الإسلامي ». ثورة تونس أطاحت بكل هذه التبريرات دفعة واحدة. فلا القوميون العرب ظهروا في التظاهرات الشعبية، ولا الإسلاميون قادوها. من نزل إلى الشارع كان جيلا تونسيا شابا يُطالب ببساطة بحقوقه الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية، ويدعو إلى وقف القمع والإرهاب الأمني والفساد المستشري في مفاصل الدولة. هذا التطور المفاجيء أربك الأوروبيين كما الأمريكيين. فأي تبرير بعد يمكن أن يسوقونه لحجب الحقوق الديموقراطية عن الشعوب العربية؟ وأي حجة يمكن أن يقدمونها لتبرير دعمهم « الأبدي » للأنظمة السلطوية ؟ قد يٌقال هنا إن الرئيس الأمريكي أوباما على الأقل وقف بقوة وحزم إلى جانب ثورة الياسمين. وهذا صحيح. لكن الصحيح أيضاً أن هذا ليس مؤشراً كافياً على أن الولايات المتحدة قررت اسقاط « الإستثناء العربي » من أجندتها الفكرية والسياسية. الدليل؟ لنقرأ معاً هذا النص الذي نشره « مجلس العلاقات الخارجية » الأمريكي (بتاريخ 14 يناير 2011): « تونس حليف هام لكنه ثانوي للولايات المتحدة في إفريقيا الشمالية، لأنه لاتوجد لها فيه مصالح استراتيجية. ولذا كان من السهل على واشنطن أن تُصفّق بحماسة لشجاعة وكرامة الشعب التونسي. لكن، من المشكوك فيه أن تتخذ إدارة أوباما الموقف نفسه إذا ما حدثت اضطرابات سياسية في مصر أو الأردن أو الجزائر حيث لواشنطن مصالح حيوية ». ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن « الإستثناء العربي » لمّا يلفظ أنفاسه بعدُ في الغرب. وهذا سيُرتِّب على الشعوب العربية مهمة القيام بإزهاق روح هذا الإستثناء بأيديهم وتضحياتهم. فما أُخذ من هذه الشعوب بقوة التحالف الغربي- السلطوي، لا يسترد بغير القوة، كما أثبتت ثورة الياسمين في الأيام الأولى من هذا العام. سعد محيو – بيروت- swissinfo.ch
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 31 فيفري 2011)
تواصل الاعتصامات للمطالبة بتنحية بعض الولاة.. وبالحق في الشغل وتسوية الوضعيات
تواصلت أمس الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية المطالبة بالحق في الشغل وتسوية الوضعيات المهنية والاجتماعية في عدة مناطق من البلاد فيما تقلصت عمليات النهب والتخريب بعد تكثيف الحملات المشتركة بين الشرطة والحرس الوطني والجيش الوطني والتي توجت بالقبض على عشرات المارقين عن القانون وأفراد من عصابات النهب، لكن طفت امس على السطح أيضا مسألة عدم الرضاء على تعيين عدد من الولاة الجدد. وشهدت بعض الجهات مسيرات سلمية طالب فيها الأهالي بتنحي عدد من الولاة وخاصة في القصرين وقبلي والمهدية التي طالب مواطنوها بعد صلاة الجمعة بإعادة الوالي السابق هشام بن أحمد إلى منصبه لما عرف عليه من انصات لمشاغل المواطنين و »نظافة اليد » رغم انه معين من الرئيس المخلوع. كذلك شهدت العاصمة أمس ولأول مرة محاولة العشرات من المجازين ممن طالت بطالتهم اقتحام وزارة التربية ولكن تدخل الجيش حال دون ذلك… فيما شهدت مدينة سيدي بوزيد مساء احتجاجات اثر انتحار شخصين حرقا داخل غرفة ايقافهما. في هذه الورقة متابعة لآخر التطورات في الجهات عبر شبكة مراسلينا ومصادرنا الخاصة: متابعة وتنسيق: صابر المكشر العاصمة إيداع زوج شقيقة ليلى الطرابلسي السجن تم امس تقديم زوج جليلة شقيقة ليلى الطرابلسي واحدى بناته الى قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس وذلك من قبل اعوان الجيش التونسي وبعد سماعهما بحضور محاميهمااصدر قاضي التحقيق بطاقتي ايداع بالسجن في حقهما. وعلمت « الصباح » ان التهم المنسوبة اليهما تتعلق بالمسائل المصرفية. خليل.ل 150 مجازا يحاولون اقتحام وزارة التربية حاول أمس ما يزيد عن 150 مجازا ممن طالت بطالتهم فتح باب وزارة التربية الذي يفتح على شارع باب بنات واقتحام مقر الوزارة ولكن أعوان الجيش الوطني منعوهم من ذلك وردد المعتصمون شعارات من قبيل « ارحل يا بكوش » « يا أستاذ يا ضحية ما تصدقش المسرحية » » « لا للرشوة لا للمحسوبية » وغيرها من الشعارات كما ذكر لنا بعض المعتصمين أنه تم توظيف عدد من حاملي الشهادات بـ »الأكتاف »و »المعارف » في حين ظل عدد كبير من حاملي الشهادات العليا المتخرجين منذ سنوات طويلة ينتظرون. مفيدة القيزاني تعيين متصرف قضائي لاتحاد المكفوفين قررت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس تعيين متصرف قضائي للاتحاد الوطني للمكفوفين. وذلك بعد قضية رفعها موظفو الإتحاد الوطني للمكفوفين ضد رئيسه عماد الدين شاكر طلبوا فيها تعيين متصرف قضائي وإداري لهم. صباح الشابي المهدية مواطنون يطالبون بتنحية الوالي الجديد طالب بعد صلاة الجمعة حوالي 300 مواطن شاركوا في مسيرة سلمية بالمهدية بتنحية الوالي الجديد وإعادة الوالي السابق هشام بن أحمد إلى منصبه لما عرف به من متابعة الأوضاع الاجتماعية لمختلف الفئات والإنصات إلى مشاغلها و »نظافة اليد »، وتحول المواطنون إلى مقر الولاية ليعبروا عن مطالبهم من خلال عدة شعارات نادوا بها. ناجي الحمامات القبض على دفعة أخرى من المطلوبين للعدالة الحمامات الصباح ـ تتواصل الحملات الأمنية بالحمامات والتي تقوم بها قوات الأمن الوطني بالتنسيق مع الجيش الوطني ليلا من الخامسة مساء إلى الصباح، وقد أثمرت حملة الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس القبض على عدد من المطلوبين للعدالة من بينهم 3 أشخاص فارين من السجون و4 أشخاص مفتش عنهم من بينهم فتاة لفائدة عائلتها وشخص ضبط متلبسا بعملية سرقة لمحل مسكون و6 أشخاص في حالة سكر بالطريق العام… كما تم إلقاء القبض على أحد المتورطين فيأعمال التخريب التي شهدتها البلاد خلال أحداث الثورة وهذا الشخص المقبوض عليه وجهت له تهمة حرق السيارة الإدارية التابعة لمركز الشرطة بالحمامات وهو متزوج وأب لعدد من الأطفال وعمره يناهز 50 سنة عاطل عن العمل. وقد أعطيت التعليمات لأعوان الأمن للتكثيف من الحملات الأمنية حتى يتم تطهير الجهة من الأشخاص المطلوبين للعدالة من الفارين من السجون أو المتهمين في السرقات وعمليات التخريب. وقد عززت الحملات الأمنية المكثفة التي إنطلقت منذ مساء الثلاثاء درجة الإرتياح والإطمئنان لدى المواطنين. بوعرقوب هكذا تحيل إلياس بن علي على القانون وورط شريكه اليهودي لئن غنم ضيعة فلاحية كائنة بمعتمدية بوعرقوب من ولاية نابل تمسح 700 هكتار تابعة لديوان الأراضي الدولية بمقتضى عقد تسويغ من وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية بتاريخ 18 أوت 2000 في عهد الوزير رضا قريرة فإن إلياس بن علي ابن شقيق الرئيس السابق وكأنه يعلم بأن الأمور ستتغير في تونس عندما قام بعملية إستباقية وجلب شريكا تونسيا من أصل يهودي وقام بتغيير إسم الشركة من شركة الاحياء والتنمية الفلاحية دومان هانون إلى شركة الإحياء والتنمية الفلاحية الأرض الجديدة. وقد قام إلياس بن علي بهذه العملية(تغيير شركة بأخرى) من دون الرجوع إلى وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية بعد أن أثقلت الشركة الأصلية بالديون منها حوالي 200 ألف دينار أداءات للقباضة المالية و80 ألف دينار للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي فضلا عن قروض بنكية لم يتم تسديدها مع العلم وأن الشركة ليست مفلسة فهي توفر عائدات مالية كبيرة من الزيتون والقوارص والحبوب… وقد علمنا أن الشريك الحالي المذكور قد صرف مبالغ مالية طائلة بلغت 500 ألف دينار من خلال تجديد البناءات وإنجاز معصرة جديدة للكروم وإقتناء معدات وتجهيزات فلاحية من جرارات وغيرها. وآخر ما حصل في هذا السياق أن الشريك الحالي عبر عن إستعداده لإرجاع العملة الذين تعرضوا للطرد التعسفي من طرف إلياس بن علي ومنهم من زج به في السحن بتهم كيدية وخاصة الذين تم إدماجهم ممن كانوا تابعين لديوان الأراضي الدولية قبل أن تفوت وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية في الضيعة بالتسويغ للمستوغ المذكور. كمال الطرابلسي قرمبالية 300 ألف دينار لتجديد المحكمة الابتدائية بعد أن إنطلقت المبادرة من القضاة والمحامين بتوفير دعم مالي لدهن وتبييض بعض الأركان من المحكمة الإبتدائية بقرمبالية بهدف تأهيل عدد من المكاتب والقاعات للإستئناف الجزئي للنشاط وإعادة الحياة داخل هذه المؤسسة القضائية تدخلت وزارة العدل برصد إعتماد قدره 300 ألف دينار لتجديد البناية من الداخل بعد عزل المكاتب والقاعات المتضررة بعازل لوحي حتى يتم تسهيل العمل والتحرك بسهولة داخل أروقة البناية لإسداء الخدمات للمواطنين التي تتواصل بصفة عادية بما في ذلك عقد الجلسات بقاعات تم تخصيصها للغرض بما في ذلك قبول الشكاوي والعرائض من طرف وكيل الجمهورية. وقد أكد لنا مصدرنا أن الأضرار التي لحقت بهذه المؤسسة القضائية تتراوح بين 30 و35 بالمائة والتي سجلت جلها بالطابق الأرضي. منزل بوزلفة فتح مركز الشرطة بداية الأسبوع يستأنف مركز شركة منزل بوزلفة نشاطه ابتداء من يوم الإثنين القادم بعد الإنتهاء من عملية التجديد التي يشهدها حاليا بمجهود من المواطنين ويتخذ حاليا أعوان الأمن من مقر المعتمدية موقعا للنشاط من خلال القيام بدوريات أمنية بالتعاون مع الجيش الوطني كما يتم كذلك تجديد مركزي الحرس الترابي والمرور فضلا عن القباضة المالية التي تشهد عملية تجديد كلي من الداخل وقد إتخذ الموظفون من مقر البلدية مكانا للقيام بنشاطهم في إسداء الخدمات اليومية للمواطنين. كمال الطرابلسي بنزرت سواق التاكسي يطالبون بنقابة اتصل سواق التاكسي ببنزرت بالاتحاد الجهوي للشغل للمطالبة ببعث نقابة أساسية تحمي حقوقهم وتحافظ على مصالحهم بعد التهميش الذي عانوا منه والإسراع بالقيام بالإجراءات الضرورية لعقد مؤتمرهم. وحسب ما أفادنا به بعضهم فإن أحد السواق ويدعى بوزيد البوعزيزي (لا علاقة له بسيدي بوزيد أو بالمرحوم محمد البوعزيزي) لم يتحصل إلى حد الآن على رخصة تاكسي رغم أقدميته في المهنة التي تمتد إلى 19 سنة والحال أنه هناك مَن مِن بين حاملي الرخص من لا تتجاوز أقدميته 3 سنوات. اعتصام قام عملة وأعوان قسم النهوض الاجتماعي ببنزرت بالاعتصام بمقر عملهم يوم أمس بدءا من الساعة العاشرة صباحا احتجاجا على تدهور أوضاعهم المهنية قبل أن يتوجهوا إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت وتقديم بيان ينصون فيه على جملة من المطالب منها عدم تسييس القطاع وحماية الأعوان من الضغوطات السياسية وعدم تهميشهم والمطالبة بتسوية وضعية المتعاقدين وعملة الحضائر والترفيع في المنحة الكيلومترية والعمل الاجتماعي وإقرار منحة الخطر والعدوى لجميع الأعوان، مع تأكيد نضال العمال نقابيا منذ سنوات من أجل الدفاع عن مصالحهم. منصور غرسلي منزل جميل طرد 10 عمال بشركة دون توضيحات تجمع صباح أمس الاول عدد من عمال شركة تونيلاك المختصة في الإلكترونيك بالاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت احتجاجا على قرار المدير الإداري للشركة طرد 10 منهم دون أن يذكر الأسماء بعد مطالبتهم بتنفيذ بنود الاتفاقية التي أمضى عليها بالولاية منذ ماي الماضي، لتمكين العملة من التصنيف المهني والحقوق التي تكفلها لهم مجلة الشغل، وحسب ما صرّح به بعضهم فإنهم توجهوا صباح أمس الأول للعمل لكنهم وجدوا أحد المسؤولين بالباب يسمح للبعض بالدخول ويمنع آخرين. ومما جاء في أقوالهم أن هذهالشركة التي تقع بالمنطقة الصناعية بمنزل جميل لا تشكو أيّة صعوبات مالية بما أن رقم معاملاتها في ارتفاع متواصل. منصور غرسلي الزهراء من يقف وراء أعمال الفوضى؟ بالرغم من إلقاء القبض على مجموعة من المتآمرين ومروعي السكان الذين اعتبروا من مناهضي الثورة التونسية والتي وجهت لهم الدولة مجموعة من التهم مثل ارتكاب جرائم متعلقة بالتآمر على أمن الدولة الداخلي وارتكاب الاعتداء المقصود منه حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي، مازالت هناك مجموعات أخرى لم يتم القبض عليها بعد وقد اتصل بنا بعض أهالي الزهراء ليؤكدوا لنا أن مسؤولين اثنين قاما ببث الفتنة والبلبلة في صفوف السكان بالزهراء وقاما بتفريق مجموعة من الأسلحة البيضاء وهي عبارة على سكاكين كبيرة الحجم ثم قاما بتحريض بعض الأشخاص على بث الفوضى بين المتساكنين حتى يقوم الأهاليبمهاجمة بعضهم البعض. كما أضاف أحد المتساكنين بأن أحد هاذين المسؤولين كان قد اقتحم منزلا على ملك الأجانب وانتقل إليه لاستغلاله للسكنى بمعية أفراد أسرته. لمياء الشريف قابس عمال البلدية وتلاميذ الباكالوريا يعتصمون نفذ أعوان وعملة بلدية قابس اعتصاما بمقر عملهم دفاعا عما يعتبرونه حقوقهم المشروعة المسلوبة منهم وقد رفع المعتصمون أكثر من عشرين مطلبا لعل أبرزها إلغاء المناولة وترسيم الأعوان الوقتيين والمتعاقدين ورغم هذا الاعتصام المعلن عنه سلفا من قبل أعوان وعملة البلدية فإنهم قاموا بجزء من عملهم اليومي ولعل أهم ما قاموا به جمع الفضلات المنزلية وهو ما يكشف مدى وعي وتحضر هذه الفئة من العمال ويزيد من احترام المواطنين لهم. كما قام تلاميذ الباكالوريا باعتصام أمام المندوبية الجهوية للتعليم بقابس مطالبين بضرورة مراعاة ظروفهم خاصة وإنهم اكثر فئة تلمذية تضررت من التوقفالدراسي الإجباري في الأيام الماضية وطالبوا بضرورة إيجاد طريقة عادلة تضمن لهم حقهم في استكمال البرامج الدراسية وبكيفية سليمة. ياسين كيف ولماذا نقل مقر الولاية من نابل إلى قرمبالية ثم إرجاعه إلى نابل ثانية؟! بقي نقل مقر ولاية نابل من نابل إلى قرمبالية ثم إرجاعه إلى نابل ثانية، لغزا كبيرا في الذاكرة الشعبية بالوطن القبلي لطالما يتجدد الحديث عنه كلما حصلت حركة في سلك الولاة. ولئن لم يسبق أن تناولت وسائل الإعلام هذا الموضوع فقد تحصلنا على وثيقة تؤرخ لهذا الحدث الذي عاشته ولاية نابل منذ أكثر من نصف قرن. وفي ما يلي القصة كاملة : » يذكر التاريخ أن تأسيس أول ولاية لنابل كان في 11 جوان سنة 1956، وأن أول والي تم تنصيبه على رأس الولاية كان المرحوم صالح عياش وفي سنة 1957 تم تنظيم إنتخابات بلدية وكان في ذلك الوقت وحسب ما رواه الذين عايشوا تلك الفترة المناضل الكبير ابن نابل المرحوم محمد سعد في خلاف مع الرئيس الحبيب بورقيبة،فلم يترشح في قائمة الحزب الدستوري بل دخل الانتخابات في قائمة مستقلة، وبما لأنه كانت له مكانة كبيرة عند النوابلية، فقد نجحت قائمته وسقطت قائمة بورقيبة مما نتج عنه غضب الزعيم الحبيب بورقيبة وقرر تحويل مقر الولاية من نابل إلى قرمبالية. ولكن بعد تدخلات من رجال بررة من أبناء الجهة أبرزهم المرحوم عمر شاشية تم إرجاع الولاية إلى نابل وتركيزها في بداية الستينيات في مقر البلدية، شارع المنجي بالي، وتعيين عمر شاشية واليا على نابل، وتمت المصالحة بين بورقيبة والمرحوم محمد سعد ووقع رد الاعتبار لهذا الأخير باعتباره مناضلا من الرعيل الأول. كمال الطرابلسي القصرين المواطنون يرفضون الوالي الجديد.. والجيش يرفع النفايات رجعت امس الجمعة الدراسة في مختلف المؤسسات التربوية بالقصرين الى طبيعتها وعاد التلاميذ الذين تغيبوا في اليومين الاخيرين الى اقسامهم بعد ان تاكد الجميع من ان اعوان الامن والجيش نجحوا في السيطرة على الوضع ووفروا الطمانينة في نفوس الجميع.. كما عادت الحياة الى طبيعتها واستانف كل التجار اعمالهم باستثناء المغازات التي احرقت في الايام الاولى لانتفاضة اهالي القصرين على النظام السابق قبل فرار الرئيس المخلوع باسبوع وتم اغلاقها بابواب حديدية محكمة الغلق الى حين النظر في مصيرها.. الجيش يجمع الفضلات المنزلية في حركة معبرة رصدنا اول امس قيام مجموعة من الجنود بتنظيف بعض المصبات العشوائية وحمل الفضلات المنزلية المتواجدة بها على متن سيارة عسكرية كمساهمة منهم في اعادة الامور الى نصابها بما ان جرارات البلدية توقفت منذ مدة عن القيام بعملها. الطلبة في خدمة مؤسستهم تعرض كما هو معلوم مقر المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين ومحضنة المؤسساتالملحقة به الى التخريب والنهب مساء يوم الاثنين وبعد ان استقرت الاوضاع تحول عدد من الطلبة الدارسين فيه الى مؤسستهم وقاموا بتنظيفها من مخلفات الاعتداء الذي تعرضت له بل وتولوا اصلاح البعض مما افسدته ايادي المخربين رغم ان الدراسة في المعهد المذكور مازلت معلقة.. وقد ابدى بعض الطلبة استعدادهم للمرابطة في مؤسستهم من اجل حراستها وحمايتها رغم عودة دورية من الحرس الوطني للمرابطة قربها. تهديد أحد اعضاء لجنة حماية الثورة اتصل بنا السيد محمد الصغير الدربالي احد الاعضاء الفاعلين في اللجنة الجهوية لحماية الثورة بالقصرين وقال لنا انه تعرض هو واسرته الى تهديدات جدية بالخطف والقتل من طرف مسؤول تجمعي من المتهمين بالوقوف وراء عصابات النهب والسطو التي ما انفكت تروع المواطنين والتلاميذ منذ بداية الثورة.. حيث قال لنا الدربالي انه اتصل به الشخص المذكور هاتفيا ثلاث مرات كما هاتف زوجته وهددهما بقتلهما وخطف ابنائهما.. وذكر لنا انه سيتقدم (امس) بشكوى ضده الى وكيل الجمهورية بالقصرين. مسيرة لتنحية الوالي الجديد اكدت لنا عديد الوجوه النقابية والحقوقية ورجال التعليم بالجهة انهم يرفضون الوالي الجديد الذي وقع تعيينه مؤخرا من طرف الحكومة الانتقالية لانه وجه تجمعي معروف وماضيه لا يسمح له بتولي مسؤولية كبيرة مثل الاشراف على ولايتهم المناضلة.. وقالوا لنا انهم سينظمون غدا الاحد بالتنسيق مع اللجنة الجهوية لحماية الثورة مسيرة في اتجاه مقر الولاية للمطالبة بتنحيه (الوالي الجديد لم يصل الى حد الامس للقصرين) وقد رصدنا في صفوف اغلب مواطني المدينة رفضا قطعيا لهذا الوالي. عدم السكوت على غلق الاتحاد الجهوي الى حد الامس ما يزال مقر الاتحاد الجهوي للشغل مغلقا وتحت حماية الجيش وهو يوجد منذ اكثر من اسبوع على نفس الحالة ولذلك هناك تحركات يومية في صفوف النقابيين لايجاد حل لهذه الوضعية غير الطبيعية وقد ذكر لنا بعضهم انهم لن يسكتوا هذه المرة على غلق اتحادهم وسيستعملون كل الطرق لفتحه. ايقاف العشرات من افراد عصابات النهب واصل اعوان الامن بالتعاون مع الجيش عملياتهم لايقاف عصابات النهب والتخريب التي عاثت في المدينة فسادا وقد علمنا من مصدر امني انه وقع القاء القبض على العشرات منهم والتحقيق معهم وايداع الكثير منهم السجن.. وقد افادتنا بعض المصادر الحقوقية ان اغلب الافراد الذين وقع ايقافهم اعترفوا بانهم تلقوا اموالا من رموز تجمعية معروفة من اجل اثارة الهلع في المدينة. شادي حياة بن علي.. من الجهل والعجرفة الى الثراء الفاحش مما يذكر عن شقيقة الرئيس المخلوع حياة بن علي أنها كانت تجمع بين الجهل والعجرفة وأنها كانت محل إزدراء من قبل مواطني شط مريم حيث كانت تقطن وتمارس كل أنواع غرورها وإستغلالاتها وقسوتها على الناس وهو أمر ولد لديهم نقمة لا مثيل لها عن هذه المرأة التي استغلت الظروف للحصول على ثروات طائلة بدون موجب حق. ومن مآسي عهد شقيقها المخلوع أن المتزلفين لها كانوا كثر إلا أن كل هذا لم يشفع لها وحين هرب الدكتاتور المخلوع فجر الناس غضبهم عليها وهذه الكتابات التي تركوها على جدار بيتها إثر فرارها خير دليل على ذلك ولكل ظالم نهاية. سيدي بوزيد .. انتحار موقوفين.. وحرق مركزين وسيارتين أمنيتين أضرب صباح أمس أعوان وإطارات المكتبات العمومية بسيدي بوزيد عن العمل للمطالبة بثقافةحقيقية لا ثقافة وهمية ، كما قام عمّال وعاملات النظافة بالمستشفى الجهوي بحركة احتجاجية رفعوا أثنائها شعارات تنادي بضرورة إدماجهم في وزارة الصّحة وإلغاء المناولة بالإضافة إلى بعض المطالب الأخرى التي تتمثّل بالخصوص في تحسين أوضاعهم المادية والمهنية وتمكينهم من حقوقهم المشروعة في التغطية الاجتماعية علما وأنّ المؤسسة المذكورة تشهد منذ أحداث الثورة نقصا واضحا في الأدوية والتجهيزات التي ساهمت بصفة مباشرة في تدّني مستوى الخدمات الطبيّة وكثرة الازدحام والمواعيد البعيدة كما اشتكى الأهالي من الضعف الكبير للإطار الطبي وخاصة في مجال طبّ الاختصاص حيث اضطر بعضهم التنقل إلى الجهات المجاورة للتداوي وكذلك من إشكاليات التواصل بين المرضى والأطباء الأجانب. استيلاء على الأراضي استغل بعض المواطنين ظاهرة الفوضى والانفلات الأمني إبّان اندلاع الاحتجاجات الأخيرة بالجهة واستولوا على أراض تابعة للمركب الفلاحي بالطويلة وفي بعض الأحياء بالمنطقة البلدية على غرار البراهمية والخضراء والنور الشرقي وتحويلها إلى مساكن جاهزة ومحلاّت تجارية. محاولة انتحار احتجاجا على ظروفه الاجتماعية الصعبة التي عجز عن تجاوزها لتوفير أبسط مقومات العيش الكريم لعائلته أضرم شاب في العقد الثالث من عمره أصيل حي الفرايجية النار في نفسه ممّا أدّى إلى إصابته بحروق طفيفة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج والإسعافات الضرورية. وفيما يخص عمليات النهب والتخريب التي استهدفت مؤخرا بعض المؤسسات التربوية بالجهة تعرّضت ليلة أوّل أمس مدرسة الزيتون بمعتمدية سيدي بوزيد الشرقية إلى عملية سرقة فقدت على إثرها سبعة حواسيب من قاعة الإعلامية وكافة التجهيزات الموجودة بمخبر العلوم. من جانب آخر تمكّن الجيش الوطني صباح أمس من إيقاف عون ببلدية سيدي بوزيد بعد إدانته بتجنيد بعض الأشخاص للقيام بعملية اعتداء بالعنف على عدد من الموظفين بالمؤسسة وبالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد بواسطة السكاكين والسيوف وقد علمنا ان هذا الشخص انتحر حرقا رفقة موقوف آخر داخل غرفة الايقاف بمقر أمني مما تسبب في احتجاجات كبيرة دفعت بعض الأشخاص الى احراق مركزين وسيارتين أمنيتين. كما أصدرت النيابة العمومية بطاقة جلب ضدّ أحد أعضاء المجلس البلدي المنحل والذي لا يزال حتّى الساعة في حالة فرار.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 فيفري2011)
تونس، في 5 فيفري 2011 بيان حزب الخضر للتقدّم
تتواصل قرارات الحكومة الوقتيّة بشكل يدفع للتساؤل عن منهجية التعاطي مع جوهر المطالب والشعارات التي رفعتها ثورة 14 جانفي الأخير، فقد تعدّدت القرارات والإجراءات والتي كانت جميعها بانفراد ومن جانب واحد ودون تعميق الاستشارة لتشمل كلّ الأطراف السياسية والنقابية والحقوقيّة.
إنّ حزب الخضر للتقدّم يُجدّد التنبيه إلى خطورة المسار الحالي الّذي تسير فيه بلادنا نتيجة الرغبة الواضحة التي لم تعد خافية من الحكومة المؤقتة أو بعض الجهات الفاعلة وسطها في الالتفاف على مطالب الشعب المشروعة وتضحيات ودماء شهداء الثورة المُباركة.
إنّ منطق الارتجال والتسرّع والانفراد في صياغة قرارات إصلاحيّة هامة ومصيريّة في مثل هذه الفترة الانتقاليّة على غرار تعيين الولاة الجدد وتشكيل اللّجان الوطنية للإصلاح السياسي وتقصّي الرشوة والفساد والبحث في ما جرى خلال الثورة الأخيرة من تجاوزات والتوجّه المفضوح لانتقاء الفقرات الدستوريّة الّتي تخدمُ الحكومة الحاليّة والأطراف السياسيّة والحزبيّة المشاركة فيها دون سواها من فقرات الدستور، وهو سلوك فيه الكثير من المُغالطة والدهاء السياسيين والتلاعب بإرادة الشعب ويُخفي في جزء كبير منه بدء التحضير والتموقع لكسب حظوة كبيرة في حكم البلاد وكسب المواعيد الانتخابية القادمة.
إنّ حزب الخضر للتقدّم يدعو إلى ضرورة مُراجعة فوريّة لتشكيلة الولاة المُعلنة وإعادة النظر في تركيبة اللجان الوطنية الثلاث وفق رؤية تشاوريّة جديدة تحقّق الوفاق والإجماع وتُلغي كلّ أشكال الإقصاء والمُحاصصة السياسية والولاءات الشخصيّة أو الصداقات، وهي الأشكال التي أوصلت بلادنا إلى ما وصلتهُ من مظاهر للفساد والاستثراء وانعدام التوازن في التنمية بين الجهات والظلم والتعدّي على الحريّات وحقوق الإنسان.
ويُذكّر الحزب بهذه المناسبة ما أكّده في بلاغ سابق من أنّ البلاد تتّجه عبر المبادرات والإجراءت والتعيينات التي أقدمت عليها الحكومة المؤقتة إلى إنتاج مثيل للمنظومة السياسية التي أنتجها الرئيس المخلوع، وهو توجّه يتضارب مع الإرادة الشعبية الواسعة في القطع مع الماضي وبناء منظومة سياسية جديدة تليق بتطلّع كلّ التونسيين والتونسيات إلى مجتمع العدل والمساواة والديمقراطية والحريات، مجتمع تخدمُ فيه الحكومة الشعب وتنفّذ تطلعاته ورغباته.
إنّ تزامن وقوع العديد من المستجدات والأحداث الأمنيّة مع إعلان قرارات الحكومة المؤقتة يؤكّد النيّة المخفية لدفع الشعب للخيار بين الأمن والحريّة في إطار مُقايضة صعبة وخطيرة جدّا تهدف إلى دفع الشعب للرضوخ طلبا للأمن دون سواه.
إنّ حزب الخضر للتقدّم يُدين وبشدّة مبادرة الحكومة المؤقتة بعرض مشروع قانون للتفويض لرئيس الدولة المؤقت بإمضاء مراسيم وهو ما يستبطنُ مخطّطا لحلّ السلطة التشريعيّة القائمة ومركزة نفوذ التشريع والتنفيذ بيد رئيس الدولة المؤقّت والحكومة دون سواها من الأطراف وهو أمر في غاية الخطورة.
ولئن يقتنع الحزب بالانتقادات الموجهّة للسلطة التشريعيّة القائمة والّتي صعدت إبّان حكم الرئيس المخلوع فإنّها تؤّكد أنّ غالبيّة أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين هم من أبناء الشعب وقد استوعبوا بعد درس الثورة في ضرورة أن يكونوا بحق في حجم المهام البرلمانية والتشريعيّة المُوكلة لهم مع ما انضاف لها من ضرورة الحرص للمحافظة على الثورة ومكاسبها ورعايتها كأفضل ما يكون في هذه المرحلة الدقيقة والتي تقتضي اليقظة والحذر مع رفع سقف المُساءلة والمُحاسبة والتدقيق.
إنّ الحكومة المؤقتة والتي ما تزال تلقى مُعارضة واسعة في الشارع التونسي ولدى أطياف سياسية ومدنيّة وقطاعية هامّة تسعى إلى استغلال اللجوء إلى السلطة التشريعيّة لحيازة صكّ على بياض يضمن لها استمراريتها بنهج انفرادي وتسلّطي يُلغي عنها أيّ أوجه للرقابة أو المُساءلة، إنّ هذا السلوك في غاية الخطورة وينمّ عن إرادة فيها الكثير من الانتهازيّة والوصوليّة تذكّرنا بضغوطات وسلوكات المنظومة السياسيّة السابقة الّتي لفضها الشعب بأسره، إذ لا فرق بين ما كان يُمارسُ بالأمس من ضغط على النوّاب لافتتاك المُصادقة التشريعيّة وما تخطّط له الحكومة الحالية من استغلال غضّب الشارع على نوّابه في البرلمان القائم من أجل إجبار هؤلاء على المُصادقة على تفويض للرئاسة المؤقتة بإمضاء مراسيم.
في حين أنّ الحلول الجذريّة والمخارج القانونيّة ممكنة خلال هذه المرحلة الإنتقاليّة وذلك عبر امكانيّة بعث مجلس تأسيسي مؤقّت يشمل كلّ أطراف الطيف السياسي دون استثناء وتوكل له مهام وضع دستور جديد وقانون انتخابي يضمن انتخابات حرّة ونزيهة للجميع.
كما أنّ حزب الخضر للتقدّم يؤمن بأنّ تواصل مهام السلطة التشريعيّة القائمة بغرفتيها، بما فيها من مآخذ وانتقادات، أفضل من انفراد رئيس الدولة المؤقّت والحكومة المؤقتة بالسلطتين التنفيذيّة والتشريعيّة، وممّا يزيد في التخوّفات أنّ البرقيّة الموجّهة للدعوة للجلسة العامة المقرّرة ليوم الإثنين المقبل أمضاها النائب الأوّل لمجلس النواب السيّد الصحبي القروي ليس بصفته تلك بل بصفة رئيس مجلس النواب المؤقت، وهو إمضاء يعكسُ تعمية ويؤكّد المنهج الانتقائي في كلّ ما يخدمُ هروب الأطراف الماسكة حاليّا بصناعة القرار الوطني إلى المزيد من النفوذ والسلطات وإتمام تنفيذ أجندات ما تزال تفُوح رائحة إعدادها خلف الستائر وفي الغرف المغلقة.
لن تُهزم ثورة رمزها ابن الشعب محمّد البوعزيزي
حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي
الحزب الديمقراطي التقدمي
بــــــــيـــــــان حول تسمية الولاة
اطلع الحزب الديمقراطي التقدمي عبر وسائل الإعلام الوطنية على قائمة الولاة الجدد المعينين مؤخرا، ويهمّه أن يعبّر للرأي العام – عن رفضه للأسلوب الذي تم به هذا التعيين دون تشاور مما يعكس ترددا في القطع مع أساليب الحقبة السابقة القائمة على احتكار القرار – وعن استغرابه لغياب وجوه معروفة من المجتمع المدني والسياسي ضمن قائمة الولاة الجدد مقابل استمرار تكليف عدد من التجمعيين لتسيير الجهات في مرحلة انتقالية تحتاج لضمانات واضحة لبناء الثقة بين الإدارة والمواطنين. – وعن دعوته لمراجعة هذا التمشي وتمسكه بإنشاء المجالس الجهوية المؤقتة والتي تضمّ ممثلي المجتمع المدني وأحزاب المعارضة والكفاءات الجهوية إن الحزب الديمقراطي بقدر ما يستمر في دعم حكومة الإنقاذ الوطني في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة فأنه حريص على تأمين كل الضمانات التي تؤمّن الانتقال الديمقراطي والقطع مع نظام الحكم السابق. تونس في 04 فيفري 2011 المكتب السياسي
الشيخ راشد الغنوشي في أول حوار من تونس لـ »إسلام أون لاين » بقايا جهاز بن علي تتحكم في تونس وتريد إقصاءنا
· آلاف من شباب الصحوة لا يزالون في السجون · ثورة مصر ستفتح آفاقا جديدة في العالم الإسلامي أجرى الحوار محمد الحمروني تونس – إسلام أون لاين لم يكن الحصول على تصريح من الشيخ راشد الغنوشي الزعيم التاريخي لحركة النهضة الذي عاد مؤخرا إلى أرض الوطن بعد أكثر من 20 سنة من التهجير سهلا، كما لم يكن الظفر بلقاء معه بالمتيسر؛ فقد امتلأ منزل الشيخ بمنطقة المنزه بالضيوف والمهنئين وبوسائل الإعلام التي تكدست في انتظار الحصول على تصريحات منه. ولذلك قرر الشيخ وبعض مرافقيه السماح للصحافيين بلقاءات قصيرة. وسعينا إلى استثمارها في هذا اللقاء الأول مع الشيخ من تونس، لمحاولة معرفة ردة فعله على الاستقبال التاريخي الذي حظي به، ورأيه في مجريات العملية السياسية القائمة الآن في تونس وخاصة محاولات بعض الأطراف إقصاء التيار الإسلامي من المشاركة في رسم معالم تونس المستقبلية. فكان هذا الحوار. ·أجمع المراقبون على أن الاستقبال الذي حظيتم به لدى العودة إلى تونس بعد أكثر من 20 سنة من التهجير كان تاريخياً، هل كنتم تتوقعون مثل هذا الاستقبال؟ وكيف كان وقعه عليكم؟
لم يفاجئني هذا الحضور لأني ظللت دائما أثق في هذا الشعب وفي وفائه لرجالاته، وكنت دائما مقتنعا أن الدكتاتور أضعف من أن يعبث بذاكرة هذا الشعب.. كنت متيقنا أن هذا اليوم آت لا ريب فيه ودعوت الله أن يردّني إلى بلدي ردا جميلا، فهذا رد جميل والحمد لله.
·ولكننا لاحظنا حضورا كبيرا لفئة الشباب وغالبيتهم العظمى ولد بعد هجرتك؟
هذا دليل على أن هذا الشعب له ذاكرة وأنه شعب وفيّ، خاصة أنه لا توجد من أسرة في تونس إلا وفيها مناضل نهضوي أو سجين سياسي أو مطرود من عمله بسبب انتمائه للنهضة أو مُشرّد أو مُغرّب، فالنهضة ليست كما حاول البعض أن يسوق لذلك وكأنها كيان نزل من فوق أو كَكِيان مصطنع.. النهضة كيان متغلغل في شعاب هذا الشعب وفي أسره. أبناء النهضة هم زهور توشح جبين الشعب التونسي وهم شكلوا فيما مضى جيلا ناجحا في الدراسة، وكانوا يمثلون أملا لعائلاتهم في تغيير أوضاعهم الاجتماعية والسياسية، وإذا بالأمن يأتي ويقطف هذه الزهور.. فهل ينتظر من الأمهات أو الآباء أو الإخوة.. أن ينسوا هؤلاء؟ هناك جيل كامل نشأ والدموع تملا مآقيه، وهذا ينطبق على كافة أنحاء البلاد من الريف إلى المدن ومن المناطق المحظورة إلى الجهات النائية والمحرومة.. النهضة كانت نبض هذا الشارع وروحه التي حاول الطاغية أخذها ولكنه لم ينجح. وإذا ما اضطرت أجيال من هؤلاء إلى الدخول في حالة كمون بسبب القهر والظلم والعسف الذي سلط عليها فإن هذا لا يعني أنها ماتت أو انتهت أو أنها غير موجودة أصلا. ونحن شاهدنا كيف أنه لما بدأت قبضة النظام بالتراخي أخذت الشجرة المباركة تستعيد وضعها الطبيعي وسمتها بعد أن انحنت قليلا ريثما تمر العاصفة. هذا الاستقبال تعبير عن فشل ذريع لنظام القمع في العبث بذاكرة الشعب التونسي. وكما قال أحد أبناء الحركة وهو الكاتب والباحث عجمي الوريمي إنه مثلما كان استقبال بورقيبة سنة 1955 إغلاقا لقوس استقبال الشيخ عبد العزيز الثعالبي فإن استقبال يوم الأحد الماضي كان قطعا لقوس البورقيبيّة في تونس.
·نظرا للحشود الكبيرة التي اجتمعت يوم الأحد الماضي لاستقبالك لم يتمكن الكثيرون من رؤيتك عن قرب أو مصافحتك.. ما الكلمة التي تريد أن تتوجه بها إلى هؤلاء عبر إسلام أون لاين؟
أنا أحيي الذين تجشموا عناء السفر والتنقل، وبعضهم حمل معه كامل أفراد عائلته، من أجل استقبالي، أنا أحيي هؤلاء وأقبل جباههم وأنا ممتن لهم بأنهم قاوموا محو الذاكرة، رغم شدة الهجمة الأمنية والإعلامية التي تعرضنا لها، وأكدوا أنهم شعب وفيّ، وليس من أولئك الذين شعارهم « الله ينصر من أصبح واليا ».
·كيف ترون مستقبل العملية السيّاسيّة في تونس بعد الثورة وفي ظل الحكومة الحالية؟
تونس تمر بمرحلة انتقالية وهي مرحلة معرضة للهزات ومحاولات الاحتواء والانحراف، ولكنها مرحلة انتقالية من نظام الحزب الواحد والنظام البوليسي إلى نظام ديمقراطي، وستمر بضع سنوات قبل أن ينعم الشعب بثمار هذا التحول وقبل أن تعرف نخبته الطريق نحو الترجمة الأمينة لشعارات الثورة ولدماء الشهداء وإرساء نظام عادل بين الجهات وبين الفئات، وإقرار ديمقراطية حقيقية ليس فيها تحيز ولا إقصاء.
الآن هناك محاولات للالتفاف وللتحيّل من طرف نخبة تريد أن تفرض نوعا من الوصاية على الشعب، وما حدث منذ أيام في ساحة القصبة من قمع للمعتصمين تعبير على أن الحكومة المعنية لا تمسك بكل خيوط اللعبة لأن وزير داخلية هذه الحكومة أنكر أن يكون أمر بقمع المعتصمين، ونفس الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة، فمن أمر بهذا الاقتحام الوحشي وبهذه المجزرة التي حدثت تحت شرفات مقر الوزير الأول. إن هذا دليل على أن الأجهزة الخاصة وبعض بقايا البوليس السياسي لبن علي ما زالت تتحكم في البلاد ونحتاج إلى استمرار ضغط الشارع حتى يفرض التحول.. التحول في الأشخاص وفي القوانين والدساتير والمؤسسات، وهو جهد كبير ما زال علينا القيام به، بما في ذلك البرلمان لأنه ليس شرعيا!
· قلتم قبل حلولكم بتونس إنكم عائدون إلى الوطن ولن تسمحوا بإقصاء المكون الإسلامي من العملية السياسية.. هل هذا يعني أنكم تشعرون كتيار سياسي بالإقصاء؟
هناك إقصاء ولا شك، والدليل على ذلك اللجان التي تم تشكيلها سواء للمحاسبة على الماضي أو لرسم صورة للمستقبل، هذه اللجان لا ندري من فيها ولم نستشر بخصوصها فهناك جهات تريد أن تحدد مستقبل تونس دون العودة لاستشارة واسعة للتونسيين.
·هناك فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب، فهل ترون أن الإجراءات التي اتخذتها هذه الحكومة إلى الآن كفيلة بإعادة الثقة في المؤسسات الرسمية؟
هذه الإجراءات غير كافية فهناك الآلاف من الشباب الإسلامي من شباب الصحوة الإسلامية ما زالوا في السجون بل حصلت فيهم مجازر.. ولا أحد يتحدث عنهم بحجة أنهم جهاديون، وكلنا نعرف أن الطاغية هو الذي وجه لهم هذه التهم ظلما وعدوانا وأصدر بحقهم أحكاما قاسية.
· كيف تراقبون ما يجري في مصر، وهل من كلمة توجهها إلى المتظاهرين في ميادين وساحات وشوارع القاهرة الآن؟
نحن مستبشرون بما يجري في مصر من ثورة مباركة ستفتح بإذن الله آفاقا جديدة للعالم الإسلامي وللعلاقات الدولية. هذه الثورة يستحقها الشعب المصري الذي عانى طويلا مثل الشعب التونسي وبقية شعوب المنطقة من الحيف والظلم والقهر وارتهان إرادته السياسية. وعن الكلمة التي طلبت مني توجيهها إلى المصريين فإني أقول إن الشعب المصري مليء بالنخب والطاقات وهو لا يحتاج لتوجيه مني، فهو يعرف جيدا ماذا يريد وهو يتجه إلى أهدافه قدما حتى يزيل الدكتاتور ويخلع الدكتاتورية والمافيا المحيطة به، وحتى يرسي في مقابل ذلك ديمقراطية حقيقية تعددية تسع الجميع وتليق بحضارة مصر العظيمة.
(المصدر:موقع اسلام اولاين(مصر)بتاريخ 2 فيفري 2011)
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي
ملخص كلمة الأمين العام للحزب التي سُيلقيها في افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي
اشرف الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي مساء اليوم السبت 5 فيفري بمدينة الحمامات على افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأكد في الكلمة الافتتاحية أن مناضلي و إطارات الحزب يقفون وقفة إجلال ترحما على أرواح شهداء الثورة الذين رسموا بدمائهم الزكية طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
وشدّد على أن ثورة 14 جانفي 2011 التي أطاحت بالديكتاتورية هي ثورة الشعب التونسي وشبابه وكافة فئاته المهمشة ولم تكن تحت قيادة أو تأطير أي حزب أو منظمة مما جعل منها ثورة شعبية حقيقية وقودها إرادة الشعب وتعلقه بحياة كريمة .
و قال إن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي كان ومازال منحازا إلى الشعب وإرادته حرص منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة أن يكون إلى جانب الشعب التونسي في مطالبه الشرعية وتوقه للتحرر و قد عكست بيانات الحزب ومشاركة مناضليه في أغلب التحركات هذا الالتزام المبدئي .
وأضاف أن كافة المراقبين الموضوعيين يدركون اليوم أن المطالب الاجتماعية والشعارات السياسية التي رفعها الشعب في ثورته المجيدة كانت موجودة في أدبيات الحزب و منشوراته و بياناته و أن الحزب و في إطار المتاح عمل على تفعيلها وطرحها في كافة الأطر رغم العراقيل الداخلية و الخارجية التي تعرض لها .وذكّر بالحملة التي تعرض لها الحزب في أكثر من مناسبة بسبب مواقفه هذه.
و تعرض الأمين العام للحزب إلى موقف الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من تشكيل الحكومة الوطنية والترتيبات التي سبقتها مشيرا أن الحزب نبه إلى أن الترتيبات التي جرت منذ سقوط رمز النظام استهدفت الالتفاف على ثورة شعبنا وسرقة انجازاته بدعم أجنبي وهي محاولة لترسيخ خط لا يخدم مصالح شعبنا وهويته العربية الإسلامية وذكّر ان الحزب دعا إلى اليقظة والتصدي لمحاولات فرض استمرار أسس النظام ورموزه وأجهزته وخياراته .
وقال الأمين العام للحزب أن الأيام الأخيرة أثبتت صحة تحليل الحزب سواء فيما يتعلق بتركيبة الحكومة أو اللجان الثلاث أو التعيينات في سلك الولاة .ودعا الأمين العام للحزب مناضلي الحزب و إطاراته إلى صون هذا الخط باعتباره الخط الذي يقف إلى جانب خيارات الشعب و تطلعاته .
و شدد الأمين العام للحزب أن المرحلة المقبلة هي مرحلة دقيقة في تاريخ تونس و تتطلب من جميع الأطراف أحزابا سياسية و منظمات و جمعيات و حقوقيين العمل جنبا إلى جنب للحفاظ على مكاسب الثورة حتى لا يتم الالتفاف عليها و إفراغها من مضمونها الثوري مضيفا أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي نادى منذ 2006 بحوار وطني شامل يرى إن هذا الحوار مازال يحافظ على راهينته لكن من اجل حماية وصون مكاسب الثورة .
وفي خصوص الوضع الداخلي للحزب أكد الأمين العام أن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي هو حزب هياكل و مؤسسات و سيعرف كيف يتعاطى مع المرحلة الجديدة مما يحافظ على وحدة الحزب و حضوره. دائرة الإعلام و الاتصال
ندوة الانتقال إلى الديمقراطية في جزئها الأول تشدد على أهمية حماية الثورة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. فيفري 2011 عقد اليوم المجلس الوطني للحريات الجزء الأول من ندوته الوطنية يوم الجمعة 4 فيفري في احد نزل العاصمة بحضور عدد كبير من الصحفيين و وجوه المجتمع المدني و عدد هائل من الشباب الممثل لشباب الثورة من داخل البلاد و قد انعقدت الندوة تحت عنوان : » الانتقال الديمقراطي المراحل و الرهانات » و تناولت المشاركة المواطنية، تطوير الحياة السياسية والمأسسة و إدارة القطاع العام و قد قدم المحاضرات السادة المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل و الأستاذ رابح الخرايفي الناشط السياسي و الأستاذة منية بوعلي الناشطة الحقوقية و الخبير الاقتصادي السيد عبد الجليل البدوي. و قد شددت السيدة بن سدرين في تدخلها انه لا مجال للسطو على الثورة باعتبار أنها ملك للشعب الذي قدم الغالي و النفيس من اجلها.و دعا المشاركون في الندوة إلى بعث لجان لحماية الثورة و تشريك مختلف المواطنين في تسيير شؤون حياتهم باعتبارهم الادرى بحاجياتها و بمتطلبات التنمية بها. ومن المنتظر أن تتواصل الندوة في جزئها الثاني اليوم السبت ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال إلى حدود الساعة الثامنة و تتناول المحاور الثلاثة التالية: الآلية المفصلية للانتقال إلى العدالة و رهانات ما بعد الثورة و مبحث في وسائل الإعلام ووسائل الإعلام البديلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 فيفري 2011)
وفد الاتحاد الأوروبي يعقد عددا من اللقاءات
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. فيفري 2011 عقد يوم الخميس وفد الاتحاد الأوروبي الذي يزور تونس و يظم 27 عنصرا لقاء مع الناطقة الرسمية للمجلس الوطني للحريات سهام بن سدرين حيث تناول اللقاء نوعية المساعدة التي يمكن للاتحاد أن يقدمها قصد المساعدة على الانتقال الديمقراطي وقد شددت السيدة بن سدرين على ضرورة إجراء انتخابات شفافة في ظل استقلال كامل للقضاء كما طالبت الاتحاد الأوروبي للقيام بدوره في إرجاع نسق الاستثمار الأوروبي لتونس و المساهمة في إنقاذ الموسم السياحي و التسريع في منح تونس مرتبة الشريك المتقدم.
يذكر أن وفدا من الاتحاد الأوروبي يقوم بزيارة إلى تونس للبحث في سبل مساعدة الاتحاد فيما يخص عملية الانتقال إلى الديمقراطية و عقد أمس الجمعة لقاء مع الوزير الأول فيما ينتظر أن يعقد عددا من اللقاءات مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 فيفري 2011)
الوزير الأول يستقبل وفدا من البرلمان الاوروبي
قرطاج (وات) استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الاول صباح امس الجمعة بقصر قرطاج وفدا من البرلمان الاوروبي الذي يؤدي زيارة الى تونس من 3 الى 6 فيفري. ويتكون الوفد من اثني عشرة نائبا اوروبيا برئاسة السيدين خوزي اغناسيو سالافرانكا الحزب الشعبي الاوروبي (اسبانيا) وبيار انطونيو بانزاري اجتماعيون وديمقراطيون (ايطاليا)، وافاد سالافرانكا عقب المحادثة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء ان الوفد جاء ليعبر عن تضامن كل من البرلمان الاوروبي والاتحاد الاوروبي مع الشعب التونسي ويدعم المسار الديمقراطي بالبلاد. كما افاد في ذات التصريح انه سيلتقي والوفد المرافق له بممثلين عن المجتمع المدني من نقابات واحزاب وسياسية الى جانب اعضاء من الحكومة «من اجل الانصات الحقيقي للمشاغل والاحتياجات المحتملة وتقديم مساهمتنا اذا اراد الشعب التونسي ذلك في دعم المسار الديمقراطي في تونس». ومن جهته افاد بانزاري انه يحمل «انطباعات ايجابية عن هذه الزيارة» مضيفا بان الوفد «بصدد جمع كل المعلومات الضرورية لدعم المسار الديمقراطي في تونس ولفهم الدور الذي يمكن للاتحاد الاوروبي ان يضطلع به على هذا الصعيد». واكد ان «كل محادثة تعد بالنسبة لنا عنصرا ايجابيا اعتبارا لما توفره من معلومات جديدة» مؤكدا ان اللقاء مع الوزير الاول يكتسي اهمية كبرى (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
اللجنة العليا للإصلاح السياسي: الأمور تقرأ من البدايات
يضطلع الأستاذ عياض بن عاشور رئيس اللجنة العليا للإصلاح السياسي بمسؤولية جسيمة. فإن سلّمنا بأن اللجنة العليا للإصلاح السياسي ستنتهي إلى نتائج نتوقع أنها ستكون ملزمة قانونيا على اعتبار أن قرار بعثها جاء من أعلى مستوى من الدولة فإن ذلك يعني أن الخارطة السياسية القادمة في تونس ستكون مرتبطة بنتائج عمل هذه اللّجنة وهو ما يفسر تسليط الضوء بقوة على عملها ومن الطبيعي أن تكون اللجنة العليا للإصلاح السياسي محط الآمال وأن تثير في الآن نفسه العديد من الإستفسارات والإنتقادات حتى قبل أن تنطلق في عملها وهو ما أشار إليه رئيسها في تصريحاته المختلفة إلى وسائل الإعلام الوطنية. ليس من السهل اليوم أن يمنح التونسيون ثقتهم الكاملة إلى أشخاص حتى وإن سلمنا بكفاءتهم, ليس من السهل بعد سنين طويلة من الديكتاتورية جعلت الكل يشك في الكل أن تمنح الثقة كاملة بسهولة. لقد سبق وأن صدّق التونسيون من قبل بيان السابع من نوفمبر سنة 1987 ومنحوا ثقتهم الكاملة إلى من طرح نفسه على أنه مخلّص البلاد والعباد فكانت النتيجة كما يعلم الجميع سرقة ونهب وسنوات من الديكتاتورية وأعوام طويلة من القمع وخطاب سياسي يرتكز على النفاق والمغالطة إلخ… تغيّرت الأحوال اليوم بفضل ثورة الشعب وبفضل انتفاضة الشباب التونسي وأصبح من الصعب التلاعب بقدر الشعب التونسي ذلك الشعب الذي اختار الحريّة والديمقراطية والكرامة. تغيرت الأمور نعم ولكن سنوات القهر والظّلم الطويلة جعلت الناس في حالة يقظة وتحفّز خوفا من أن يمنحوا ثقتهم من جديد فتكون الخدعة مرة أخرى. إن الأمل الذي تبعثه اللّجنة لدى البعض في التوصّل إلى صياغة قاعدة قانونية صلبة تكون ضمانة لممارسة الشعب لحقه في الإنتخاب ديمقراطيا وتكفل له حقوقه الكاملة في المشاركة في الحياة السياسية بدون إقصاء يجعل الناس مدفوعة إلى التدقيق في كلّ شيء لأنّ الأمر يتعلّق بمستقبل الحياة السياسية في تونس. ومن الأمور التي يناقشها المهتمون بالخصوص تركيبة اللجنة (هناك من تحدّث عن إقصاء وهناك من وضع مشاركة البعض فيها موضع تساؤل لسبب أو لآخر) ويطرحون فرضيات حول توجهها. هناك من يقرأ- من خلال تركيبة اللجنة -توجها علمانيا لائكيا وهو يقرأ ذلك من خلال ما نسب للجنة من عزم على تغيير البند الأول من الدّستور التونسي الخاص بالتنصيص على هوية البلاد الحضاريّة والدينيّة. ولم ينتظر الأستاذ عيّاض بن عاشور مطولا قبل أن يقدم في آحاديثه التلفزيونية ( سهرة الخميس على قناة نسمة مثلا ) بعض الأفكار التي نعتبرها شخصيا دالة على مستقبل العمل باللجنة. لم يضع رئيس اللجنة مجلة الأحوال الشخصية موضع شك فحسب بل اعتبرها الدستور الأول للبلاد التونسية أو الدّستور الأصلي قبل أن يضيف وفق ما فهمناه أن مجلة الأحوال الشخصية إن حدث وكانت محل مراجعة فإن ذلك سيكون بهدف دعم مكاسب المجتمع على غرار ما تحدّث عنه من مراجعة العلاقة داخل البيت وتقسيم العمل بالبيت إلخ… كان الرجل حاسما بخصوص مجلة الأحوال الشخصية التي كانت من بين المبادرات الهامة الأولى التي اتّخذها الزعيم الحبيب بورقيبة بمجرد أن شرع في بناء دولة الإستقلال والتي كفلت للمرأة حقوقها وأدخلت المجتمع التونسي في الحداثة من بابها الكبير وهو بذلك يطمئن التونسيين الذين شرعوا في التساؤل حول عدد من مكاسب الجمهورية. الأمر الثاني الذي يشغل الناس يتعلق بالبند الأول للدستور. الفرضيات ملحة بهذا الشأن وإن كان عياض بن عاشور يصر بهذا الخصوص انه يتكلم باسمه الشخصي فإن حديثه نأخذه مبدئيا وبالعودة إلى ترأسه للجنة العليا للإصلاح السياسي على أنه تعهد بالحفاظ على هذا البند. مسألتان جوهريتان نقرأ من خلالهما سلامة نيّة الجماعة حتى وإن كان كلامه حول الحفاظ على البند الأوّل للدستور ( حول الإنتماء واللغة والدين) سيجلب له متاعب من المتشبثين بالعلمانية واللائكية. إن اللجنة العليا للإصلاح السياسي وإن كان مخول لها أن تدرس كل القوانين التي كانت تعوق حق الشعب في ممارسة حقه في الديمقراطية فإنه من المنطقي أنها تراعي ما يتفق حوله المجتمع لا سيّما فيما يتعلق بمكاسب البلاد وكذلك حول مجموعة القيم التي تتفق حولها الغالبية.
حياة السايب
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
حقائق عن تجاوزات العهد السابق نائب بمجلس النواب يتامر على أمن الدولة !!
الأستاذ عبد الرؤوف بوكرـ المحامي يوم 30 افريل 1991 على الحادية عشر ليلا طرق باب منزلي ضابط في الشرطة السياسية يدعى ( أر) وأعلمني باني مطلوب إلى مصالح امن الدولة بتونس العاصمة يوم الغد لمقابلة السيد (ح ع ) وفعلا انتقلت من الغد باكرا من سوسة إلى العاصمة وتوجهت بكل عفوية إلى وزارة الداخلية ـ
وعندما تقدمت من احد الحراس أمام الوزارة للسؤال عن مكتب المسؤول الأمني الذي عليّ مقابلته لم يخف الحارس استغرابه من جهلي وأشار على بالتوجه إلى مبنى مجاور بشارع الحسين بوزيان لا يحمل أية لافتة أو علامة مميزة وكان يقف أمامه عون بالزي المدني أعلمته باني مدعو لمقابلة السيد (ح ع ) فتوجه إلى باب البناية وضغط على زر ففتح الباب فدخلت واستقبلني عون مدني يحمل سلاحا أعلمته بالموضوع فرفع سماعة الهاتف الموضوعة على مكتب صغير وبعد حديث قصير في الهاتف أعلمني ان السيد( ح ع) متغيب( كان ذلك اليوم هو عيد الشغل !) وان السيد (ح ب) هو من يعوضه وان على ان اصعد إلى الطابق العلوي .
هنالك أدخلني احد الأعوان إلى مكتب صغير أتذكر جيدا ان شباكه الوحيد كان بلوره داكنا معتما لا يرى من خلاله شيء ـ جلست وحيدا وانتظرت والباب مغلق مازالت أتذكر إلى الآن حالة الضيق والاختناق التي تملكتني في ذلك المكتب ـ بدت لي مدة الانتظار كعام سمعت خلالها صياحا وربما أنينا ـ ازدادت حالة الضيق التي انتابتني …
نودي علي فيما بعد لمرافقة العون إلى مكتب به ثلاثة أشخاص علمت فيما بعد من باب الاستنتاج ان الشخص الذي يجلس وراء المكتب هو سي (ح ب) وهو من كبار جهاز الأمن السياسي
قال سي (ح ب ):لابد انك تعلم إننا نعرفك معرفة جيدة فأنت محام معروف في سوسة وزوجتك قاضية وهي أخت الهادي البكوش ولك نشاط سياسي . فحدثنا عن علاقتك بصهرك وماذا يعرف عن المدعو احمد المناعي صديقك.
سألته عن أسباب هذا البحث وهل اني مستدعي بوصفي شاهدا أو متهما وأشرت ببقية ثقة أني عضو بمجلس النواب وباللجنة المركزية للحزب.وقلت إني لم افهم حقا أسباب هذا الاستدعاء المستعجل وانه بودّي أن اعلم ما هو المطلوب مني بالتحديد .
أجاب سي (ح ب) بكثير من الصلف والجبروت انه هو من يطرح الأسئلة وانه لا فائدة في نظره من أن افهم وان المطلوب هو الإجابة بدقة ربحا للوقت وتوفيرا للجهد ( ماتعابناش معاك) قلت له ان علاقتي بالسيد الهادي البكوش عائلية أما احمد المناعي فانه لا تربطني به علاقة خاصة بل هي علاقة سطحية .
ولاحظت انه لا يبدو لي إني خرقت القانون فيما أتذكر وعلى كل فاني مستعد للمساعدة فيما يتعلق بالصالح العام بحكمي موقعي السياسي وفي حدود ما اعرفه . ـ 2 ـ كنت أتحدث بلهجة أردتها هادئة بقدر ما يسمح به تواجدي في ذلك المكان الرهيب وكنت خلال الاستنطاق أحاول طمأنة نفسي بالقول بداخلي ان حصانتي البرلمانية في ذلك الوقت ربما تمنع الأعوان من تعنيفي أو إيقافي واني شخص غير نكرة وبالتالي قد يفكر أعوان الأمن السياسي أكثر من مرة قبل الاعتداء علي أو اهانتي.
ولكني لم أكن مطمئنا بالكامل ولا متفائلا فتجاوز القانون وخرقه بدأ يطل برأسه في ذلك الوقت مع حملة الاعتقالات التي طالت الإسلاميين.واستدعائي لمصالح أمن الدولة بتلك الطريقة المهينة وغير المشروعة لم يكن يدفع على الاطمئنان .
جوابي إلى سي (ح ب) لم يعجبه فيما يبدو ولكنه تمسّك بشيء من الهدوء صائحا « ان الأجوبة الفضفاضة لا تفيدني ولا تفيدك . كررت له ان علاقتي بالهادي البكوش علاقة عائلية بحتة وهو يتجنب عادة الخوض في السياسة لاسيما في المدة الأخيرة بعد خروجه من الوزارة الأولى فالنظام أحاله على التقاعد وهو اقرّ العزم على مغادرة الساحة السياسية وهو على كل حال مقيم في تونس أما أنا فأقيم بسوسة وفرص اللقاء به نادرة ولست مطلعا على ما يقوم به وافترض انه لا يقوم بأي نشاط سياسي بسبب تقدمه في السن وإقالته من الوزارة الأولى أما احمد المناعي فانه اتصل بي في بعض المناسبات قصد مساعدته على تحرير قانون أساسي لشركة خاصة ـ
طال الحديث مع المحققين وكان مساعدا » سي (ح ب ) يحثاني على التعاون والمساعدة حتى لا يغضب سي( ح ب ): ونربح الوقت والتعب » لم أتزحزح عن خط دفاعي وفي الأخير فقد سي (ح ب) أعصابه ورفع صوته قائلا » لا تحملنا على استعمال وسائل أخرى معك وأنت تقول انك عضو في مجلس النواب ـ حدثنا عن مقابلة احمد المناعي مع الهادي البكوش في سبتمبر
لاحظت انه يتعمد الحديث عن السيد الهادي البكوش دون استعمال عبارة « سي » التقليدية تماما كعند حديثه عن احمد المناعي وهو بذلك إما يتعمد الاستفزاز أو أن ذلك من باب الضغينة لم اعلق على ذلك تفاديا لأي مشاكل فأضاف محدثي : معلوماتنا تقول انك أنت من هيأ لهذه المقابلة بين الطرفين فحدثنا عن دورك في كل ذلك وقل لنا الواقع فأنت تعلم انه بإمكاننا الوصول إلى الحقيقة.
لاحظت انه اخطأ في تاريخ المقابلة فقد قال أن احمد المناعي تقابل مع السيد الهادي البكوش في سبتمبر والواقع أن المقابلة حدثت بالفعل في شهر أفريل 1991
أجبته في الحال : في شهر سبتمبر كنت منشغلا بمرض خطير المّ بوالدتي وكنت دائم الذهاب إلى المصحة حيث كانت تقيم ولهذا فانا ليست على علم بالمقابلة وبالتالي فاني لم انظم أية مقابلة بين المناعي والسيد الهادي البكوش وعلى كل فان احمد المناعي واحد من الإسلاميين المعتدلين ولا خوف منه على احد .
هنا لم يتمالك سي (ح ب) أعصابه فضرب بقبضة يده على المكتب الذي يجلس إليه وصاح في وجهي : احمد المناعي معتدل هو ثم من هو معتدل في الاخوانجية ! كلهم كلاب ومن أين لك ان تعرف انه من المعتدلين لو لم تتحدث معه في السياسة ! أجبته: وهل ان الحديث في السياسة ممنوع وأنا لا أنكر اني تحدثت معه أحيانا في الشؤون العامة وهذا ليس عيبا وعلى كل فاني كنت أحاول استدراجه لان يكون من صف النظام وليس معارضا له وأظن ان ذلك في فائدة البلاد . ـ 3 ـ طال السجال بيني وبين المحققين وكاد أن يؤول إلى ما لا تحمد عقباه لإصراري على موقفي وكنت مقلا في الكلام مشيرا بين الفينة والأخرى إلى صفتي كعضو في مجلس النواب وكوني أعمل كمحام منذ سنوات طويلة ولذلك فانه لايعقل أن اخرق القانون أو أن أتعدى على الأمن العام وفجأة سمعت ضوضاء خارج المكتب وفتح الباب فقام سي (ح ب )من مكتبه على عجل وسلم بحرارة على الشخص الذي دخل المكتب وأدى من حوله التحية بغاية الاحترام والأدب.
وكان الداخل إلى المكتب هو( م ع الق) كاتب الدولة للأمن الوطني في ذلك التاريخ. كنت شاهدته في بعض المناسبات العامة واعرفه عن بعد ـ جلس كاتب الدولة للأمن الوطني إلى المكتب بدل (سي ح ب )وتوجه إلى بصوت عال في شيء من التهديد المبطن والترغيب في نفس الوقت ـ :يا بوكر بودنا ان تساعدنا وأنا أنصحك بذلك لمصلحتك فهذا أفضل لك ولنا . هنالك أمور خطيرة في هذه القضية خطيرة جدا وأنت أمامك المستقبل ـ اخرج من هذه القضية أنصحك بان لا تفكر إلا في نفسك ـ في مصلحتك قل لنا ما تعرف واذهب في حال سبيلك لا تتعب أنت ولا تعبنا معاك . لم تعجبني طريقته في الحديث واستهجنتها لكن لم اعلق تفاديا للمشاكل
لم اتزحزح عن هذا الموقف متعلقا بالأمل الضعيف أن أعوان الأمن السياسي ربما لا يجرؤون على تعنيفي على الأقل قبل إسقاط الحصانة البرلمانية عني.
عند هذا الحد آمر كاتب الدولة للأمن الوطني بإحضار احمد المناعي وبعد لحظات جاؤا به وكان في حالة سيئة جدّا لا يستطيع الوقوف على قدميه و بدا لي انه تعرّض إلى التعذيب الشديد شكا حالته وطلب تمكينه من المعالجة لم التفت إليه مطلقا كنت غاضبا منه إذ تيقنت انه هو الذي ورطني في هذا المأزق الخطير وازدادت مخاوفي عند مشاهدة احمد المناعي على تلك الحالة . غضبت منه شديد الغضب لأني كنت ساعدته قبل سنوات على إنقاذ ابنه وعدد لا يقل عن 35 شخص أصيلي بلدة الوردانين من السجن قلت في نفسي ما جزاء الإحسان إلا الإحسان !!
حضر المناعي وأصر عند استنطاقه على كوني مكنته من ربط الصلة مع السيد الهادي البكوش وقابله وتحدثا عن الوضع السيء الذي أصبحت عليه البلاد وعن تكوين جبهة معارضة للنظام مع المرحوم محمد مزالي والحبيب المكني وهو احد الوجوه الإسلامية في الخارج وأصر على ذلك في مواجهتي فندت مزاعمه وقلت لكاتب الدولة للأمن الوطني انه لا علم لي بأية مقابلة بين احمد المناعي والسيد الهادي البكوش وبالتالي فعلى حد علمي لا يمكن ان تتوجّد هذه الجبهة المعارضة إلا في ذهن احمد المناعي وعلى كل فان الجميع يعلم اني كنت على خلاف عميق مع المرحوم محمد مزالي عندما كان وزيرا أولا( يراجع في هذا الصدد كتاب : نصيبي من الحقيقة للمغفور له محمد مزالي )
أما الحبيب المكني فلم يسبق لي أن قابلته ولو مرة واحدة فكيف يعقل ان أساهم من قريب أو بعيد في تكوين جبهة في هذه الظروف؟ أصر كل واحد منا على موقفه أمر كاتب الدولة للأمن بإعادة احمد المناعي إلى حيث كان ـ رفع يديه إلى السماء قائلا سوف انصرف الآن وسوف أتركك بين يدي سي (ح ب )وأعوانه وهم يعرفون كيف يتصرفون معك لإقناعك حتى تتعاون معهم
و لما خرج كاتب الدولة استمر الكرّ والفرّ بيني وبين المحققين إلى وقت متقدم من ذلك اليوم قال سي (ح ب) ان تصريحات احمد المناعي هي حجة على انك لا تريد المساعدة وفي الأخير تولى احد أعوانه تحرير محضر في الغرض أمضيت عليه بعد تغيير إمضائي عمدا في كل صفحة . …/… ـ 4 ـ أمرني » سي( ح ب ) » بالانصراف قائلا في الوقت الحالي يمكنك ان تعود من حيث أتيت سوف نعاود الاتصال بك في ما بعد لنرى هل غيرت رأيك .فكر مليا في عواقب عدم التعاون معنا
ثم كان ان استدعيت أمام لجنة النظام بالحزب وطولبت ببيان موقفي من الحركة الإسلامية ومن المعارضة ووقع استيضاحي عن أسباب نقدي في عدة أوساط للوضع العام في البلاد وأسباب غيابي عن المناسبات الرسمية التي ادعى إليها وخاصة عن قيامي بالمرافعة عن السيد محمد الشملي احد الوجوه الإسلامية في الساحل.
أجبت لجنة النظام بما رايته مفيدا ملاحظا انه سبق لي المرافعة في عدة قضايا سياسية في العهد السابق دون ان يقع مضايقتي ( قضية حركة الوحدة الشعبية عام 1977 ـ قضية النقابيين عام 1978)( يراجع في هذا الصدد كتاب المرحوم الحبيب عاشور: حياتي السياسية والنقابية) ثم كان إعلامي بإجراء مراجعة جبائية بحقي وهي مراجعة اعتبرتها ظالمة وبدون وجه حق
وصادف أن أردت السفر إلى فرنسا صحبة زوجتي وابنيّ وبعد ان أتممت الإجراءات في المطار وقبل إقلاع الطائرة بدقائق ناداني احد أعوان الأمن بتعلة التثبت من أوراقي وهكذا غادرت الطائرة ومنعنا من السفر .
ولما عدت إلى مسكني اتصلت بكل من اعرف من المسؤوليين للاحتجاج على إجراء غير مبرر ومن حسن الحظ فقد رجع بعض العقل إلى احد المسؤوليين فتدخل لفائدتي وأمكنني السفر بعد ذلك ولما عدت من الخارج أجبرني أعوان الأمن على البقاء في المطار عدّة ساعات بدعوى التثبت من إمكانية دخولي إلى البلاد ( هكذا بكل بساطة !) والتثبت من طريقة مغادرتي للبلاد.
احتججت على ذلك وبعد عناء سمح لي أعوان الأمن بالدخول إلى البلاد شريطة تسليم جواز سفري إليهم. رفضت ذلك رفضا قاطعا ـ وانتهى الأمر بتمكينهم من رقم هاتفي الشخصي ( والذي لم يكن يصعب عليهم الحصول عليه وراء ظهري) وصادف أيضا انه لما أردت تجديد جواز سفري رفض طلبي وصادف ان بقيت لمدة سنوات دون جواز سفر رغم تدخل عميد الهيئة الوطنية للمحاماة لمساعدتي ولم أتمكن من جوازي الا بعد مغادرة عبد الله القلال لوزارة الداخلية ومجيء السيد محمد جغام إليها .
بسبب هذه المعاناة طيلة سنوات أنهيت علاقتي بالنظام في أواسط التسعينات بعد أن فقدت كل أمل في النظام ويئست من القائمين عليه . هذه المعاناة تعرض إلى بعض أطوارها احمد المناعي في كتابة ـ الحديقة السرية للجنرال بن علي الصادر بباريس عام 1995. ومؤلف الكتاب احمد المناعي أصيل الوردانين من ولاية المنستير كان خبيرا لدى الأمم المتحدة وترشح للانتخابات الشريعية عام 1989 كمستقل وهو معروف بميولاته الإسلامية .
ويذكر احمد المناعي في كتابه انه وقع إيقافه في افريل 1991 وتعذيبه تعذيبا قاسيا وقد عثر أعوان الأمن الذي فتشوا مسكنه على رسالة قديمة كان ينوي إرسالها إلى المرحوم محمد مزالي فوقع تعذيبه تعذيبا وحشيا لحمله على القول بان الرسالة موجهة إلى السيد الهادي البكوش ويؤكد ان الغاية هي توريط السيد الهادي البكوش في مؤامرة ضد النظام ويشير الكاتب إلى استنطاقه من طرف كاتب الدولة للأمن الوطني بمعيتي بشان المقابلة التي أجراها بترتيب مني مع السيد الهادي البكوش . وكانا قد تحدثا فيها عن الوضع السيء في البلاد عام 1991 ـ 5 ـ والكاتب يتحدث بإطناب عن ضروب التعذيب الذي تعرض إليها وعن علاقته مع بعض ضباط الجيش في إطار تلك المؤامرة المزعومة كما انه تعرض إلى المكافحة التي أجراها كاتب الدولة للأمن الوطني بيني وبين احمد المناعي ويؤكد حرفيا ان أعوان الأمن دفعوه الى اتهام السيد الهادي البكوش بجميع جرائم العالم ( هكذا حرفيا حسب قوله) والسيد احمد المناعي يعترف انه للإفلات من التعذيب ومن التهديد بعذاب أقسى اضطر إلى توريط عدد من أصدقائه في تلك المؤامرة المزعومة وهو يتحدث بالجملة عن حوادث مرور عادية كانت في الواقع جرائم قتل متعمد وعن الملفات القضائية المختلقة ضد معارضين للنظام بتهم باطلة تمس بالشرف والحياء والأفلام المصطنعة عن ممارسات جنسية شاذة اختلقت اختلاقا ضد بعض المعارضين .
لم اعلم فيما بعد رسميا بإغلاق ملف المؤامرة المزعومة وكل ما علمته أن احمد المناعي أطلق سراحه وغادر إلى الخارج حيث ألف كتابه عام 1995 ولم أتمكن إلى اليوم من معرفة الأسباب الحقيقية وراء إطلاق سراحه إذ إني غير مقتنع إلى الآن بالمبررات التي ساقها في كتابه بشأن سراحه .
المهم أن « الماكينة البوليسة » توقفت عند حد استنطاقنا اذ لم يقع إجراء اية محاكمة فيما بعد .
والراجح أن بن علي كان في حربه على الإسلاميين يسعى إلى إظهار حركتهم كحركة معزولة لا سند لها لدى بقية الإطراف السياسية في البلاد وبالتالي فانه اقتنع أن المؤامرة المصطنعة من قبل الأمن السياسي وبتدبير من أطراف متنفذّة من السلطة إذ ذاك ربما يكون لها تأثير سلبي لو أعلنت للعموم وربما تكون أيضا قد خشي من الآثار السلبية على النظام نتيجة محاكمة وزير أول سابق بتهمة التآمر على أمن الدولة . وقد يكون آثر أيضا أن يبقى الملف على حاله مفتوحا دون محاكمة ليظل دائما سيفا مسلطا على الرقاب يمكن إعادة فتحه في المستقبل عندما تستوجب مصلحة النظام إعادة إثارة الموضوع من جديد .
وما لم يذكره احمد المناعي في كتابه وما يعلمه هو وعدة أشخاص آخرين مازالوا إلى الآن على قيد الحياة والحمد الله انه تقدم إلي في صائفة 1987 والبلاد تكتوي من حملة شرسة على الإسلاميين وكال لي الثناء ذاكرا انه يعرفني عن طريق السماع كدستوري متفتح وان مواقفي في مجلس النواب مشرفة وفي الأخير أشارا إلى انه في حاجة إلى مساعدتي إذ أن وضع ابنه القاصر والسجين ضمن مجموعة من الإسلاميين من الوردانين يقض مضجعه ويفسد عليه حياته آملا أن أعينه بقد الإمكان رغم دقة الظرف.
بعد أيام التقيت بالسيد الهادي البكوش وكنت اعلم حق العلم انه كان ممتعضا في ذلك الظرف من وضع البلاد وخلال حديثي معه أدركت انه مقنع بان التصعيد مع الإسلاميين ليس في مصلحة أحد وان الحكم بالإعدام على الشيخ راشد الغنوشي ورفاقه الموقوفين سوف يكون له عواقب وخيمة على البلاد .
وعدني السيد الهادي البكوش ببذل ما يمكن. وكان ان تمكن من الحصول على الإفراج على سراح مجموعة الواردانين من الإسلاميين( نحو 35 شخصا ) ولم يكن ذلك أمر هينا وأهالي الوردانين ما زالوا يذكرون ذلك جيدا وكان ان نجا الشيخ راشد الغنوشي من حبل المشنقة وأطلق سراحه ورفاقه مباشرة اثر 7 نوفمبر . ـ 6 ـ بعد هذه الوقائع التي تعود إلى عام 1987 اظهر لي السيد احمد المناعي كثيرا من المودة وأكد لي اعترافه بالجميل لكل من ساهم في انفراج الوضع العام ثم غاب عن الأنظار في الخارج.
ولم التق به إلا خلال 1991 وكانت الأوضاع قد تغيرت في البلاد من النقيض إلى النقيض فبعد الانفراج خلال السنوات الأولى من التغيير تلبدت الأجواء وقام النظام باعتقال العشرات من الإسلاميين
عندما التقيت بالسيد احمد المناعي خلال 1991 لم أتردد في مفاتحته بان الوضع العام في البلاد سيء بالكامل واني في خلاف مع النظام لانتهاكه الصارخ للمبادئ التي جاء من اجلها والموثقة في بيان 7 نوفمبر وهو ما يستدعي استفاقة جماعية ويتعين على كل المخلصين المساعدة في ذلك دون مزيد تفصيل من طرفي
من هذا الحديث نسجت خيوط مؤامرة مزعومة لقلب النظام !! ومن مقابلة وحيدة أجراها مع السيد الهادي البكوش اختلقت هذه المؤامرة . وفي الواقع كنت غاضبا على احمد المناعي في توريطنا في تلك المؤامرة المزعومة رغم المساعدة التي لقيها من طرفنا وخاصة لخطورة التهم المختلقة ضدنا وهي تهم تستوجب العقوبة القصوى
ربما يكون عذره انه وقع تعذيبه تعذيبا قاسيا وانه وقع حمله على توجيه تلك التهمة من طرف البوليس السياسي.
وللموضوعية أقول أن بعض ما جاء في كتاب السيد احمد المناعي لم يكن دقيقا ولا صحيحا وبعض ما جاء في ذلك الكتاب هو نتيجة استنتاج متسرع لشخص عاش خارج البلاد سنوات طويلة.
من ذلك وعلى وجه المثال ما قاله بشان صديق طفولته وزميل دراسته علي الصرياطي إذ استبعده احمد المناعي من قائمة الفاسدين ومدحه مديحا ملفتا للنظر كما مدح أيضا بعض المتنفذّين في النظام في ذلك الوقت والذين لا يستحقون في الواقع لا إطراء ولا مديحا ومهما يكن من أمر فان مزية الكتاب أنها فضحت ومنذ أواسط التسعينات نظام الاستبداد والفساد الذي كان قائما في بلادنا.
كل تلك التجاوزات الخطيرة في حق العباد والبلاد تراكمت مع مضي الوقت وكانت وقودا للثورة المباركة التي دكت صرح الظلم والفساد. فعسى ان يحافظ كل واحد منا ومن موقعه على مكتسبات هذه الثورة المجيدة .
سرقة لحواسيب في الديوانة و خوف من تواصل سيطرة الطرابلسية عليها
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 04. فيفري 2011 علمنا من مصادر مطلعة انه تم تسجيل اختفاء أجهزة حواسيب تتمثل في عدد من الوحدات المركزية التي تحتوي على منظومات إعلامية خاصة بأنظمة المراقبة الديوانية للبضائع و الموردين .
و يعتقد مصدرنا أن العملية التي استهدفت إدارتين حساستين في بناية الإدارة العامة للديوانة الكائنة بنهج صدر بعل بمنطقة لافيات بتونس العاصمة يقف وراءها مسؤولون مورطون في التجاوزات التي اقترفتها عائلة الطرابلسي و بن علي و تهدف إلى طمس بيانات الإدانة بصفة نهائية . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 04 فيفري 2011)
أحيلت إلى نزاعات الدولة 2.7 ألف هكتار فلاحي حازت عليها عائلة الرئيس المخلوع مراكنة
علمت « الصباح » أن إدارة أملاك الدولة والشؤون العقارية التي أصبحت ملحقة بوزارة المالية قامت بإحالة 8 ملفات على نزاعات الدولة فيما يخص القائمة عدد 3 المعنية بشركات الإحياء والتنمية الفلاحية المسوغة لضيعات دولية فلاحية مسندة خارج القائمات المعلن عنها من قبل وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية وحسب معطيات رسمية فان المساحة التي وقع استغلالها من قبل أطراف لها صلة قرابة بعائلة الرئيس المخلوع تقدر ب 2764 هكتار و3827 متر. وتضم القائمة 8 أطراف تتوزع المساحة المذكورة فيما بينهم حيث تم منح مساحة تقدر ب 356 هكتار إلى السيد عادل المهدي بن علي صاحب شركة » « Olea greenو تتبع الأرض ضيعة الوحدة وهي تابعة لديوان الأراضي الدولية وتحديدا المركب الفلاحي الخيام حشاد بنابل وتمت عملية الاختيار حسب مكتوب صادر عن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وقد ورد بعد ذلك العقد من الوزارة الأولى وأحيل على المصالح الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية لإتمام عملية التسجيل.
كما أسندت ارض تابعة للمركب الفلاحي الانطلاقة إلى شركة جزء من السعادة لمعز الطرابلسي بعد إسقاط حق شركة ثانية وتمت عملية الاختيار عن مكتب إعادة هيكلة الأراضي الدولية الفلاحية وتعتبر الوضعية التعاقدية تامة الموجب.
أما الملف الثالث فيتعلق بإسناد ارض تابعة للمعهد الوطني للبحوث الزراعية ببن عروس لشركة الصفاء التي يملكها فريد بن علي وتفوق مساحتها 68 هكتار وتمت الموافقة على عملية الكراء بقرار عن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري خارج القائمة المعلن عنها من قبل وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية.
بنفس العملية تم منح صخر الماطري صهر الرئيس السابق مقاسم بمساحة فاقت 1390 هكتار بزغوان بمكتوب صادر عن وزارة الفلاحة وتتبع هذه الأرض وحدة تعاضدية الإنتاج الفلاحي ويطلق على هذه المقاسم الزيتونة 1 والزيتونة 2.
كما تضم القائمة نفيسة الطرابلسي التي تستغل مقسم ب768 هكتار تابعة لديوان الأراضي الدولية بعد استرجاعها من مستثمر سابق وبالنسبة للوضعية التعاقدية فان العقد بصدد الإمضاء من قبل الممثل القانوني للشركة المعنية, وتقرر منح زوج السيدة المذكورة تمديد مدة كراء من 15 إلى 25 سنة ويتبع المقسم ضيعة بئر بوهاني بولاية سليانة, وتجدر الإشارة إلى أن عقد الكراء التوضيحي ورد مؤخرا من الوزارة الأولى ولم يسلم بعد إلى الممثل القانوني للشركة.
وكانت حصة أخرى قد منحت إلى عبد المجيد المحجوب بمساحة 128هكتار و من جملة هذه المساحة 37 هكتار كانت مبوبة للوضعيات الاجتماعية مع العلم أن ملف العملية لم يرد بعد على الإدارة صدر فيه مكتوب عن وزارة الفلاحة.
وباستفسارنا عن الإجراءات الإدارية و القانونية التي سيقع أخذها للغرض أفادنا السيد صالح عباس مدير إعادة هيكلة الأراضي الفلاحية أن القائمة أحيلت على نزاعات الدولة لأخذ الإجراءات القانونية الملائمة لإرجاع التصرف فيها لصالح الدولة.
وأضاف محدثنا ستقرر الإجراءات التالية وهي إما بوضع متصرف قضائي أو استرجاع الأرض بقرار إسقاط حق التنفيذ عن طريق السلط الجهوية مضيفا أن العمل جار للتحري و التثبت في الحالات التي وقع فيها خرق قانوني أو ترتيبي لشروط عملية الكراء التي تتمثل في تسليم طلب عروض فتح وتقييم وترتيب عروض واختيار الباعث هذه الإجراءات تشرف عليها لجنة إدارية ومالية وفنية بالاشتراك بين وزارة الفلاحة وأملاك الدولة ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية.
وأفاد محدثنا انه سيتواصل العمل للنظر في كل القوائم التي أسندت فيها مقاسم تابعة لشركات الإحياء والتنمية الفلاحية المسوغة لضيعات دولية فلاحية لم يعلن عنها من قبل وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ونفذت حسب تعليمات فوقية وبصيغ مختلفة.
جهاد الكلبوسي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
يداه ملوثتان بدماء الشعب منذ 1978 بن علي قمع احتجاجات الخميس الأسود وهذه حكاية الرشاش والطائرة المروحية
يعرف شباب السبعينات من القرن الماضي صحيفة « الرأي » التي كانت تصدر كل أسبوع وهي لسان مجموعة من المسؤولين الذين إنشقوا عن الحزب الحاكم آنذاك و كونوا حلفا ديمقراطيا ضد نظام بورقيبة من أمثال السادة أحمد المستيري وحسيب بن عمار والحبيب بولعراس.هذه الصحيفة كانت غاية في الجرأة و تبدي معارضة واضحة ضد حكومة بورقيبة وحزبه الحاكم. وللتاريخ فقد وقفت هذه الصحيفة في وجه المتشددين من الحزب الحاكم الذين قادوا البلاد إلى مواجهة دموية بين النظام والعمال ممثلين في منظمتهم الإتحاد العام التونسي للشغل وكان الخميس الأسود ذات 26 جانفي 1978 و هو يوم إضراب عام دعا إليه الإتحاد العام التونسي للشغل وأسفر عن سقوط عشرات القتلى برصاص البوليس ومليشيات الحزب الحاكم. وبما أن التاريخ لا يرحم فقد أوردت جريدة « الرأي » آنذاك واصفة مدى القمع الذي تلاقيه جماهير العمال المحتجة أن طائرة مروحية هليكوبتر- كانت تحلق يوم الخميس الأسود فوق الشوارع الرئيسية للعاصمة على إرتفاع منخفض ومنها برز ضابط كان يحمل رشاشا ومشدودا بحزام لأن نصفه كان في الطائرة ونصفه الآخر ظاهر منها للعيان ويعرف بالعين المجردة. هذا الضابط لم يكن سوى زين العابدين بن علي المسؤول الأمني آنذاك. وللتذكير فإن جريدة « الشعب » لسان حال إتحاد الشغل وجريدة « الرأي » ومكونات المجتمع المدني كانت فاعلة إلى حد كبير وتتمتع بقدر كبير من الحرية في حين كان يجب أن تتطور الحياة السياسية وحرية الإعلام ولكن جاء السابع من نوفمبر و كبل هذه القوى وألجم الأفواه لتصل إلى طريق مسدود بعد عقد من إنطلاق القرن الواحد والعشرين وعوض أن نتقدم تراجعنا إلى الوراء وليس ذلك بغريب في ظل نظام رأسه دكتاتور كان منذ أكثر من ثلاثين سنة يقمع الشعب بواسطة رشاش وطائرة مروحية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
من أجل عيون ليلى هكذا تخلّى بن علي عن أقرب أصدقائه
كمال لطيف..اسم اقترن منذ الثمانينات بالمحيط السياسي وبـ »المطبخ الكبير » الذي تطبخ فيه القرارات والتسميات السياسية والديبلوماسية…كانت تجمعه علاقات كبرى بجل رجال السياسة من الحزب الحاكم والمعارضة والمجتمع المدني.. ومن ابرز مقربيه كان الوزير الأول الأسبق المرحوم محمد مزالي.. وكذلك الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي يعتبر أحد أصدقاء الشباب تقريبا نظرا لانتمائهما إلى نفس الجهة حيث ربطت بينهما علاقة قوية منذ سنة 1977. السيد كمال لطيف وحسب بعض المصادر التي التقيناها كان من بين الذين وضعوا بصماتهم في التدرج السياسي والوظيفي لبن علي.. ففي سنة 1980 جدت أحداث قفصة وكان بن علي يشتغل مسؤولا في الأمن وتم عزله اثر هذه الأحداث..وظل مدة في حالة بطالة.وبتدخلات من كمال لطيف لدى محمد مزالي تمت تسميته كسفير في بولونيا ثم عاد إلى تونس ليبقى دون عمل إلى حد إحداث الخبز سنة 1984 والتي أسفرت عن تنحية ادريس قيقة وإحداث تغييرات في المسؤوليات الأمنية تم خلالها الاستنجاد ببن علي ليكون مديرا للأمن…وتدريجيا ارتقى بن علي في الدرجات إلى أن أصبح رئيسا للبلاد.وقد حافظ على علاقته بصديقه المقرب كمال لطيف بل وجعل منه احد مستشاريه السياسيين (دون تسمية رسمية) إلى حدود اليوم الذي فاتحه فيه بأنه يرغب في الارتباط بخليلته ليلى بن علي والطلاق من زوجته الأولى.وهو ما عارضه اللطيف وقتها مشيرا إليه أنها ليست من مستواه وان عائلتها المتكونة من 11 أخ وأخت تعتبر من « حثالة » القوم..وان هذه المرأة معروفة بعلاقاتها المشبوهة مع أكثر من طرف مثل الحبيب عمار وفريد المختار وغيرهما من الأسماء الأخرى…ومنذ ذلك الوقت تغيرت العلاقة بين بن علي واللطيف وزاد في تغذية التوتر وزير الداخلية أن ذاك عبد الله القلال الذي كان يرسل التقارير للقصر ذاكرا فيها أن كمال اللطيف بصدد تشويه سمعة الرئيس وزوجته المنتظرة ليلى الطرابلسي ..وفي شهر مارس 1992(شهر رمضان) حصل الزواج بين بن علي وليلى ومنذ ذلك الوقت بدأت متاعب كمال اللطيف والتي انطلقت بتهشيم سيارته الجديدة وحرق شركته وصولا إلى الزج به في السجن. ففي سنة 1995 قامت مجموعة مسلحة بمهاجمة شركته في جهة سكرة وشلوا حركة الحراس ثم أضرموا النار بالكامل فيها..وقدرت الخسائر وقتها بـ300 ألف دينار…واتهم اللطيف بن علي وجماعة القصر بأنهم وراء العملية خاصة انه بدا يتحرك مع المعارضة والمجتمع المدني ضد التضييق على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان..وفي سنة 1999 تمت دعوته للتحقيق والإبقاء عليه طيلة يوم كامل قبل الإفراج عنه دون توجيه أي تهمة..وعلم وقتها أن مدير الأمن محمد علي القنزوعي ومسؤول العمليات الخاصة في وزارة الداخلية بشير الساحلي كانا وراء العملية وهي عبارة عن عقوبة له بعد يومين من لقاء جمعه مع عدد من المعارضة التونسية وسفراء من الاتحاد الأوروبي وعدد من وزراء بورقيبة في بيت السفير الأمريكي للتحاور حول الوضع السياسي في البلاد. وفي أكتوبر 2001 وفي منطقة الكرم تعرضت سيارة اللطيف الفخمة إلى التهشيم من قبل عناصر أمنية وهو ما جعل اللطيف يتهم مباشرة في التحقيق الرئيس بن علي وجماعته بأنهم وراء هذا الاعتداء متهما إياهم بالمافيا …وهذا الاتهام عرض كمال اللطيف إلى الإيقاف يوم 6 نوفمبر 2001 والزج به في السجن مدة 11 يوما ليفرج عنه يوم 16 نوفمبر…وظلت العلاقة بين بن علي واللطيف متباعدة دون ان يجرأ هذا الأخير على المس أكثر من صديقه القديم لا لشيء الا لان هذا الاخير يحمل ضمن أسراره خفايا كبيرة عن بن علي قبل وصوله لكرسي قصر قرطاج وبعده..وخاصة منها أسرار ليلة 7 نوفبر 1987..وإسرار لقائه الأول مع ليلى بن علي في احد فيلات منطقة « كارنوا » وعلاقات هذه الأخيرة السابقة قبل التعرف على بن علي وحتى بعد التعرف عليها…أسرار ربما نعود إليها بشكل أكثر تفصيلا في أعدادنا القادمة.
سـفـيـان رجـب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
تحت إشراف الرئيس المخلوع .. الحقيبة الدبلوماسية لتهريب العملة الصعبة..
عن طريق الصدفة, تفطن المدير المساعد المختص في تقنيات الاتصال والمراسلات البريدية بوزارة الخارجية خالد الدريدي يوم 21 مارس 1995 ,والذي كان يوم عطلة, أنه تم إلحاق الحقيبة الدبلوماسية بالوزارة بظرف يحتوي على مبلغ مالي قيمته 1400 دولار من العملة الصعبة تم إرسالها من طرف الرئاسة الى واشنطن. مع العلم أن الخارجية تعتمد الحقيبة لارسال المراسلات الى السفارات التونسية بالخارج أومن أجل المطالبة باستعلامات أو بعث ردود… تعجب مساعد مدير الاتصالات بالخارجية, لإرسال هذا الظرف في يوم عطلة رغم عدم استعجاليتها, وارتاب من إمكانية أن يكون الظرف قد أرسل من قبل طرف آخر غير الرئيس, خاصة وأن الأمر تعلق بالمتاجرة بعملة صعبة وهو مسألة غير قانونية. وفي الإبان أخذ خالد الدريدي المراسلة واتجه نحو رئيسه في العمل, غير أن السيد الوزير رأى أنها مسألة عادية وأمر بتمريها… وأمام عدم حصول محدثنا على تفسير واضح, اتجه إلى زميل سابق في الداخلية (عمل السيد خالد الدريدي كضابط شرطة في الداخلية في فترة الستينات ) بنسخة من الملف اللغز, وبعد يوم قال له صديقه بابتسامة ماكرة.. » عديها.. هذه قضية للمعلم »… فتساءل عندها محدثنا لماذا يلتجئ الرئيس أعلى هرم في السلطة إلى ممارسات غير قانونية مثل المتاجرة في العملة الصعبة ؟ الخارجية الموازية… بكثير من الفضول واصل مساعد مدير قسم المواصلات بالخارجية محاولاته لفك الغموض, ويقول محدثنا أن مساءلته لعدد من زملائه في العمل في تلك الفترة, أفادت أن هذا النوع من المعاملات (ارسال عملة صعبة عن طريق الحقيبة الدبلوماسية) كان متداولا يشرف عليه في الغالب أحد الموظفين السامين رئيس ديوان الوزير- بالخارجية…حيث يأتي في الدقائق الأخيرة قبل غلق الحقيبة ليضع ظرفا قادم من الرئاسة دون أن يترك أي أثر. فبريد الدقائق الأخير لا يمر بقسم المواصلات ولا يدرج في سجل مكتب الضبط… ويشير نفس المصدر الى أنه علم بعد فترة من قبل بعض معارفه, أن هذه الأموال التي يتم « تهريبها » من وقت إلى آخر كانت ترسل من أجل اقتناء أجهزة تقصي واتصالات متطورة لفائدة هيكل موازي لوزارة الخارجية داخل القصر الرئاسي… وتجدر الإشارة في نفس السياق الى أن محدثنا قد أوضح أن وزارة الخارجية كانت تعاني منذ تولي الرئيس المخلوع من حالة تهميش على مستوى التجهيزات حيث عانى قسم المواصلات من غياب الصيانة والتجديد في أبسط الأجهزة على غرار الفاكس والتليتاكس…ورغم محاولاته بابلاغ رئيس الدولة مباشرة بالحالة المتردية للخارجية وكان ذلك عن طريق المراسلة, فهو لم يتلق أي رد كما لم يطرأ أي جديد أو تحسين للوضع..وبقيت دار لقمان على حالها الى أن تحصل السيد خالد على تقاعده المبكر يوم 1-1 -1996 وغادر الوزارة وهو على يقين ومؤمن أن حبل التجاوز وسوء الادارة لن يدوم…
ريم سوودي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)
من يدير المكتبة الوطنية بتونس؟
يتسأل العديد من العارفين نسبيا بالشأن الثقافي، كيف يمكن لنقابة المكتبة الوطنية أن تنحاز إلى جانب الإدارة ضدّ رفاقهم الموظفين والعملة الوقتيين والعرضيين. تلك هي الحقيقة المرّة التي عرفتها هذه المؤسسة العظيمة، منذ أن تولت إدارتها لوليتى الصغيرة، مثلما يحلو للوليتا الكبرى والسيدة العقربي دعوتها، وكما يحلو للحزب بتسميتها « مدللة التجمع ». هذا التناغم بين المديرة والنقابة هو من وحي سائق المديرة شمس الدين الزيتوني والعون المصور ماهر سعيّدْ، باعتبار أن هذا الأخير من مجموعة النقابيين. وتمت بين الطرفين مُقايضة بين المديرة والنقابة بقيادة السكير فرجاني صعدلي وعجمي لغرْ وخالد غزيلْ، وهم أعوان توزيع، تتمثل في تمكينهم من مكاتب على حساب الموظفين ومن مسؤوليات ليست من مشمولاتهم، خاصة وأنهم لا يعرفون أصول التوثيق، مثل عديد العاملين في المكتبة والحاصلين على شهادات عليا في التوثيق أو في غيرها من الاختصاصات القريبة من فنون المحافظة على الرصيد المكتوب، بل هنالك من له شهادة دكتورا وقع تجميد ارتقاءهم الإداري لأنهم لم يكونوا أبدا من الموالين لأي كان، بل همهم الوحيد خدمة الذاكرة الوطنية والقراء. والمُقايضة الثانية، لكي تقوم النقابة بلجم أفواه الموظفين، أن سمحت المديرة، التي تتباهى أمام كلّ من يريد التعبير عن رأيه حول سير العمل بأنّ لوليتا الكبيرة هي التي عينتها، تتمثل في السماح لأعضاء النقابة بالالتحاق بعملهم في أي ساعة يرتأونها، عوضا عن الثامنة والربع على أقصى تقدير مثل كلّ الأعوان، بل هنالك من لا يأتي إلى العمل عدة أيام متتالية مثل الفرجاني صعدلي لأنه كل صباح يكون مثمولا. إضافة إلى ذلك يتمتع أعضاء النقابة بعدة امتيازات منها الساعات الإضافية، وقسائم البنزين لمن له سيارة.
هذا فيما يتعلق بالنقابة التي لم تقف يوما واحدا إلى جانب منخرطيها، بل عملت على تكريس هيمنة وسيطرة المديرة. أما المديران الحقيقيان للمكتبة الوطنية هما سائقها الخاص شمس الدين الزيتوني، الذي يتحول يوميا إلى سوسة لجلبها منها ثم يعود بها بعد الزوال ليعود فيما بعد إلى تونس، مستهلكة بذلك كميات كبيرة من البنزين ومعاليم خلاص الطريق السيارة على حساب المكتبة، وكذلك المصور ماهر سعيّدْ. وبما أنها غير مهتمة بشؤون المكتبة، فقد كانت دوما منكبة على تأليف كتبها الصفراء، راغبة في نشر « حيرتها » بين الناس، مشرعة حق المرأة في السحاق والإدبار، مثلما ترغب لوليتا الطرابلسي، التي كانت تخصص لنساء تونس مآلا لا تسمح لنا أخلاقنا الخوض فيه، يساندها في ذلك فريق من أشباه الباحثين في منوبة فيما يرونه حضارة إسلامية. وفي كثير من الأحيان، لا يجد رؤساء المصالح إمكانية لمناقشة المسائل الكبيرة التي تخص تسيير شؤون المكتبة، فيظلون الساعات الطويلة يترقبون في قاعة الانتظار بدعوى أنه في جلسة عمل مع أطراف من الوزارة أو زائرين أجانب، ولكن بعد ساعات من الانتظار يكتشفون أنه كانت في جلسة، وراء باب مقفل، مع السائق أو المصور، أو معهما الإثنين، وتخرج معهما مقهقهة غير مبالية بمن كان ينتظرها من رؤساء المصالح، داعية إياهم تأجيل موضوعهم إلى الغد أو « إلى أجل غير مسمى » مثلما أرادت غلق أبواب المكتبة كما أشرنا سابقا، وكأنّ هذه الأخيرة زريبة لها ولجماعة منوبة.
والغريب أنّ كلّ هذه الأمور معروفة، قبل الثورة، من طرف العديد من مديري الوزارة، ومن رئيس الديوان وكذلك الوزير السابق. بل وصل بها الأمر أن أفشت في صفحاتها بالفايسبوك على العديد من الأسرار الإدارية، قائلة بأنها فعلت ذلك تحديا للوزير الذي لا يمكن له أن يقلها بحكم أنها كانت مسنودة من لوليتا الكبرى، وربما كانت تطمح أو تخطط للحصول على مكانه. ولكن تسير الرياح……. شكيب بن ميلاد
من بركات زيارة الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله
كانت ليلة عقد قران الشاب صهيب على الآنسة سمية مباركة للغاية إذ حضرها شيخنا الجليل و ثلة من الإخوان و من البركة التي أعمتنا كشف شيخنا, حفظه الله, على أسرار مقابلته للرئيس التونسي الجنرال بن علي في مناسبتين :
المناسبة الأولى كانت سنة 1984 عندما كان الجنرال يشغل منصب في وزارة الداخلية قبل أحداث الخبز الشهيرة و اما المكان فهو كلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس و ذلك بمناسبة مهرجان السينما الذي من عادة كلية العلوم أن تجريه كل سنة. و في السنة المذكورة استدعت الهيئة المشرفة على الحدث طرفي السياسة في البلاد, أعني الحزب الحاكم و زعيم حركة الاتجاه الإسلامي التي غادر مناضلوها السجن منذ فترة. فكان الممثلان للجانبين على التوالي الجنرال بن علي ممثلا للنظام و الشيخ الكريم من الطرف الثاني
أمر الجنرال عناصر الأمن المرافقة له باستدعاء الشيخ الغنوشي إلي المائدة التي جلس إليها و خصصت له و بمجرد قدوم الشيخ طلب الجنرال من أعوانه إحضار قهوتين, على الطريقة التونسية في إكرام الضيوف , ثم وضعت القهوتان أمام الضيفين و كان الشيخ منهمكا في الحديث عن حركة الاتجاه الإسلامي و أهدافها السياسية حين اقترح عليه الجنرال أن يشرب قهوته و تباطأ في التناول لأنه كان بصدد الكلام فما كان من الجنرال إلا أن قال بلهجة تونسية » أش نوه خايف نحطولك فيها السم » ثم بحركة عصبية قلب وضع القهوتين فصارت قهوته أمام الشيخ و قهوة الشيخ أمامه. عرف الشيخ أن مخاطبه لا يمكن أن يفهم في السياسة شيئا فأراد أن يطمئنه و أمسك بقهوته ووضعها أمام الجنرال ثم أرجع الأمور إلى نصابها و بحركة واحدة شرب قهوته وواصل حديثه. الأمر فيه رسالة لو كانوا يفقهون
المناسبة الثانية التي تقابل فيها الرجلان كانت سنة 1988 بعد أن أصبح الجنرال رئيس دولة فلما حمل رجال الأمن الشيخ الغنوشي للمقابلة لاحظوا عليه الهدوء و عدم الاضطراب فأبدى البعض منهم استغرابه له كيف يمكن أن يكون هادئا و هو سيقابل رجل التغيير ثم أدخلوه غلى غرفة الاستقبال في القصر حيث و جد الجنرال في انتظاره قال الشيخ فعرفت ان الرجل أمامه ملفات تخيفه يريد أن يحلها و أهمها ملف حركة النهضة و أمر الجنرال بالقهوة مثل العادة و لكنه قال للشيخ. » هذي ما هيش كما قهوة الكومبيس » لقد بقي يتذكر قهوة اللقاء الأول في المركب الجامعي.
أثناء اللقاء الثاني وعد رئيس الدولة بحضور البكوش الوزير الأول أن يقفع الاعتراف بحركة النهضة قريبا و أن تحل كل الملفات مقابل أن تعمل حركة النهضة على تهدئة الوضع و عملت الحركة على ذلك حتى أنها أخرجت مسيرة بالمنزه مساندة لبن علي تحت شعار سياسة التغيير المرفوع
{كتب بلقاسم الهمامي}
للحديث صلة ان شاء الله
الديمقراطية في تونس بين الخوف والرجاء
إن هذه الثورة المباركة التي منى الله علينا بها والشكر في ذلك إلى شعب تونس الأبي وخاصة شبابها الذي صنع هذه الثورة بدمه ودم الشهداء الأبطال. ولأن الثورات في عالمنا العربي نادرة جدا فيجب علينا أن نحافض عليها !!! إن ثورات الشعوب كانت تقوم دائما وأبدا نتاجا للظلم و الإستبداد وللأسف الشديد لابد لكل ثورة من وقود حتى تشتعل ووقود الثورة هو حتما أبنائها وكما قال المفكر علي شريعتي أبناء الثورة تأكلهم الثورة, لذا كان حتما أن يكون لثورات الحرية من شهداء. و حتى تقوم ثورة الحرية والكرامة في تونس كان لابد لها أن تسقى بدم الشهداء فمن خانها فقد خان الشهداء ومن تخلى عنها فقد تخلى عن الكرامة والحرية وارتضى لنفسه أن يعود إلى سوق النخاسة عبدا ذليلا لكي يستعبد من جديد إن الحرية لا تعطى إنما تأخذ والذي يريد أن يعيش جيدا فيجب عليه أن يتعلم كيف يموت جيدا فشكرا جزيلا لشهدائنا الأبرار الذين أعادوا لنا حريتنا وعلمونا كيف نفتك حريتنا كما علمنا شهيد الثورة محمد البوعزيزي كيف نموت جيدا لكي يعيش أبنائنا من بعدنا جيدا. إن الحرية نعمة من نعم الله علينا أكرم الله بها الإنسان وميزه بها عن سائر الخلق والدليل على ذلك أن الله صخر له كل المخلوقات في الكون كله من شجر وحجر و حيوان لخدمته و ليتصرف فيها و لكن الله كرمه و فظله بما هو أهم ألا وهو العقل حتى يميز به بين الأشياء بين الصح والخطأ بين الظلم والعدل وبين الحق والباطل إن الجزء الأول من الثورة قد أنجز بنجاح ولكن الجزء الثاني لم ينجز بعد ألا وهو إدراك وفهم معنى الحرية التي ناضل من أجلها شبابنا وحتى لا تسرق منا ثورتنا بتعلة أننا لم ننضج بعد. يجب علينا أن ندرك ونتعلم من أين تبدأ حريتنا الفردية وأين تنتهي لأن النقطة التي تبدأ فيها حريتي هي النقطة التي تنتهي فيها حرية غيري والنقطة التي تنتهي فيها حريتي هي النقطة التي تبدأ منها حرية غيري إن للحرية مفاهيم عدة فمفهوم الحرية في أوروبا ليس نفسه في تونس نظرا للإختلافات الثقافية و الإديولوجية وكذلك الدينية , لذلك فإن المجتمع و مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية بمختلف أطيافها و إتجهاتها وخاصة النخب المثقفة كالمحامين و الصحاقيين …مطالبين اليوم في تونس بنشر الوعي السياسي و القانوني بين المواطنين وتوضيح مفهوم الحرية و الديمقراطيةحتى يدرك كل مواطن حقوقه وواجباته تجاه وطنه وتجاه مجتمعه ويعي حدود حريته كما يجب أن ينتبه عند ممارسته لحريته لثقافة و تقاليد مجتمعه فالحرية والديمقراطية هي حديثة الولادة في تونس فيجب رعايتها و الإعتناء بها حتى يشتد عودها وتصبح من تقاليد مجتمعنا و جزءا لا يتجزء من ثقافتنا. لقد حكم بورقيب أكثر من ثلاثة عقود وحكم بن علي أكثرمن عقدين والمتأمل في الأحزاب السياسية الثونسية يكاد يجزم أن رموز هذه الأحزاب وقيداتها لم تتغير منذ أمد بعيد وﺁخذ على سبيل المثال لا الحصر السيد حمه الهمامي و الشيخ راشد الغنوشي الذي ضل على رأس حركة النهضة على مدى عقدين كاملين. يجب أن تكون الأحزاب السياسية مثالا يحتذى به في ممارسة الديمقراطية خاصة داخل الأحزاب نفسها لأن فاقد الشيء لا يعطيه فأمام كل الأحزاب السياسية مسؤولية تاريخية خاصة في فسح المجال أمام الشباب حتى يتمكن من التمرس والتمرن على ممارسة الديمقراطية لأنهم هم المسثقبل وهم الثروة الحقيقية للبلاد والدليل على ذلك هو أنهم نجحوا حيث فشلنا نحن لقد أشعلوا الثورة وأهدوا لنا الحرية فكانوا هم السبب بعد الله سبحانه وتعالى في أن يصبح اليوم السيد نجيب الشابي وزيرا و أن يطلق صراح السيد حمه الهمامي من معتقله وكذلك كل المعتقلين السياسيين و أن يعود الشيخ راشد الغنوشي و كل المهجرين من منفاهم ….فشكرا لشهداء ثورة تونس و شكرا لشبابها الديمقراتية والحرية ليست الحق في التجمع والتظاهر وترك هامش من حرية التعبير للصحافة والإعلام و أحزاب معارضة كرتونية…………لأن ذلك هو مجرد تمثيلية تقدمها الأنظمة الديكتاتورية لإمتصاص غضب الشعوب !!! الحرية والديمقراطية هي القوانين والدستور الذي يشكلها ا لثائرون الأحرارعن طريق قياداتهم و من خلال المثقفين و مأسسات المجتمع المدني ورموز المجتمع من الشرفاء والثقات لكي يجسدوا مبادء و أهداف ثورتهم في دستورا عادلا يحفض هذه الثورة ويكون المرجعية الشرعية لبناء دولة الحرية والديمقراطية والقانون. ثم لابد من بناء مؤسسات دولة محايدة حتى تحمي الثورة والدولة والمجتمع وتكون هذه المؤسسات هي الحامي الأول للحرية والديمقراطية و لا تكون أداة في يد أي طاغية تخول له نفسه قمع الشعب التونسي وسرقت حريته وثورته التي حققها بدم الشهداء . كما يجب على الشبا ب أن يضل دائما متيقضا وسدا منيعا أمام كل خسيس تخول له نفسه سرقة حريته و ثورته أوإستغلال هذه الثورة لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية سواءا كانت مادية أو سلطة أوجاه. عبد الرحمان الهاشمي متعاطف مع حزب تونس الحرة الإفتراضي 2011-02-05
تونس في 4 فيفري 2011 النّقابة الأساسيّة للتعليم العالي والبحث العلمي بالتكنولوجيات الطبية والبيولوجيا التطبيقية :
مذبحة ميدان التحرير بالقاهرة 2011 … اعادة لمذبحة تياننمين بيكين 1989
قام مُرتزقة الحزب الحاكم في جمهورية مصر العربية وبالتعاون مع البوليس القمعي بمجزرة بكل المقاييس في حقّ شباب أعزل خرج في تظاهرة سلميّة وبطريقة حضارية، مطالبا برحيل طاغية طاعن في السنّ وفي الفساد، هو وحاشيته وعائلته ونظامه، بعد أن جثم على صدورهم لثلاثة عقود كاملة، ولمّا ضاق الشّعب به ذرعا، واقتداءً بإخوتهم في تونس الخضراء وثورتهم المجيدة، فاعتصموا بميدان التحرير مرددين كإخوتهم « اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام » وغيره من الشعارات.ولمّا لم يفلّ عضُدهم تهديده ولا انطلت عليهم حيلهُ ووعوده، أرسل لكلابه العنان لتقتيلهم والتّنكيل بهم ظنّا منه أنّه سينال منهم.
إنّ هذا النظام الدكتاتوري بفعلته الشّنيعة والمُدانة، يعيد إلى الأذهان المجزرة الرهيبة للنظام الشّمولي الصّيني في ساحة تياننمين في بيكين (1989) والتي راح ضحيّتها ٍالآلاف وكان أعلبهم من الطّلبة. إنّ هذه الأنظمة القمعيّة وأحزابها الشّموليّة من قبيل الحزب الوطني(مصر) والتجمّع الدستوري الديمقراطي (تونس) والمؤتمر الوطني (اليمن والسودان) كلّها أحزاب تحالفت مع المافيوزيين والانتهازيين، ضد هذه الشعوب الثائرة الآن التي تتُوق إلى التحرّر والإنعتاق، بعد أن خاب أملها ونُهبت ثرواتها من قبل هذه الطّغمة التي تريد الآن أن تُورثها كقُطعان ماشية لأبناءها وأزلامها.
إنّ النّقابة الأساسيّة للتعليم العالي والبحث العلمي بالتكنولوجيات الطبية والبيولوجيا التطبيقية : -1 تستنكر وتُدين بشدة المجزرة التي قام بها مُرتزقة وبقايا الحزب الحاكم بمعيّة البوليس القمعي والإرهابي في حقّ الشّباب المصري المُعتصم في ميدان التحرير في القاهرة. -2 تُدين هذا الصّمت العربي الرّسمي والشّعبي وتُطالب بالتعبير عن رفض ما حصل والخروج للشارع للتعبير عن هذا الرفض، ومُطالبة نظام مبارك الاستبدادي بالرحيل وتحرير الشعب المصري -3 تعتبر أن نظام مبارك وعلى مدى ثلاثين عاما دمّر دور العربي والعالمي، شتّت الأمّة العربيّة وباع قضيّتها المحوريّة القضيّة الفلسطينيّة. -4 تستغرب موقف الجيش المصري وخذلانه للمُعتصمين وعدم حمايته لهم ووقوفه متفرجا بدعوى الحياد؟؟؟ -5 تضُم صوتها عاليا ومُتضامنا مع كلّ المُعتصمين والمُعارضين للحكم الاستبدادي في كل أرجاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج وتُطالب هذه الأنظمة بالرّحيل وتمكين الشّعوب من تقرير مصيرها. -6 تُناشد كل أحرار العالم إلى الوقوف إلى جانب المُعتصمين المصريين والضّغط على حكوماتهم من أجل التعجيل في رحيل هذا النظام الاستبدادي، -7 تُدع الجامعيين إلى تجمّع عام أمام سفارة جمهورية مصر العربية للتعبير عن ادانتهم للمجزرة ومساندتهم للمعتصمين بميدان التحرير بالقاهرة وذلك يوم الجمعة على الساعة منتصف النهار (12:00) الكاتب العام محمد الصغير عاشوري
غباء مبارك يدفن نظامه بتشبثه بالبقاء
الامجد الباجي كنت متاكدا منذ سنوات انه لا وجود لانظمة عربية تسلطية قوية.كان الضعف في تشتت المعارضة التي كان تطغى عليها ستراتجيات الاستحواذ على السلطة بمفردها.
وعندما توحدت المعارضة في تونس ومصر سقطت هذه الانظمة الكارتونية التي تحولت في السنوات الاخيرة الى مجرد رئيس عصابة تلتف حوله عصابة.
اليوم مبارك يحاول جاهدا ان يستبعد شبح سيناريو هروب بن علي.وهذا تحت الحاح اصدقاءه من الداخل الذين يسرعون في تهريب الاموال وايجاد اماكن في العالم تاويهم.وتحت الحاح الامريكان الذين في المقاصير الخلفية يعملون على ايجاد بدائل تحمي اتفاقية السلام مع اسرائيل.
ولكن مهزلة تشبث مبارك بالسلطة هي محاولة يائسة الغرض منها تجنب فضيحة هروب مشابهة لهروب بن علي من تونس.
كانما يريد ان يتجه لنا نحن التونسيين اكثر مما يخاطب شعبه انه لن يوفر لنا هروب كلب اخر.
والحال انه ببقاءه هناك ومواصلة تصلبه يحفر تدريجيا وتحت رايته وما بقي له من السلطة حفرا اعمق لدفن نظامه.
بن علي هرب وترك جزءا لا يستهان به من نظامه.
مبارك يستعمله نظامه للهروب من مصر بينما يبقى الزعيم لاخر لحظة حتى ياتي يوم سينفرد به الشعب المصري مثلما حصل مع شاوسيسكو.
بقاء مبارك هناك يدفع الجيش يوما بعد اخر الى الابتعاد عن نظام مبارك.
كل المتعاونين الذين يوفر لهم مبارك اليوم غطاء تكتيكيا يهربون اليوم تحت جنح الظلام.
سيستفيق الشعب المصري يوما وسيجد ان كل رجال اعمال مبارك ووزراءه واصدقاءه وعصاباته وبوليسه السري هربوا.
ويومها سيكون مبارك مجرد ثابوت فرعوني فارغ سرق منه المهربين كل امتعته والقو بالصندوق فارغا
ثورة مصر وآليات التقدم نحو أهدافها : هل مربع ميدان التحرير يكفي ؟
إن المتابع لثورة الشعب المصري الأصيل يمكنه قراءة عديد الرسائل على أكثر من مستوى ولأكثر من طرف ويبدو أن اللاهتمام الكبير متجه لشل أو شق أو احتواء حركة الشباب ووضع خرائط وسناريوهات عمل مع الأسف لا لتضييق هامش المناورة على الفريق الأمني المخابراتي برئاسة عمر سليمان وإنما كل المحاولات تتجه على أرضية التشكيك في صمود الشعب المصري وارباك تحركاته وما يغذي هذا الاتجاه هو اجتهادات بعض المثقفين « بطيبة » غريبة عجيبة وبحسن نية أوبسوء نية لتقديم نفسها أكثر حكمة وخبرة وقدرة على المساعدة وتحولت لبوق دعاية يخدم مسبقا الحكومة الحالية أو التي ستأتي بمنطق محاولة تقريب وجهات النظر و ايجاد مخرج يبقى على رمز النظام في شخص عمر سليمان وأحمد شفيق أو غيره من الرموز والمؤسسات التي تسعى للاطالة وجودها في الحكم وإعادة ترتيب أوراقها مع الغرب وربما مع شركاء جدد وبتأييد من الجيش الذي يقف على الحياد السلبي الذي يقرؤ سلبيا أيضا بمعنى أنه يخشى أن يتجه بأكثر حدة ضد حركة الشارع وضد ميدان التحرير ولأن قانون اللعبة وطبيعة النتائج على الأرض تحدده حركة الميدان وارادة وعزيمة الشعب المصري فان المعركة التي يديرها النظام القديم بآليات قديمة وبفزاعات وسنفونيات قديمة مشروخة تحمل شروط فشلها فلا زالت تستبله مواطنيها وتشكك في ثورة الشعب المصري وفي صموده ووعيه وقدرته على ادارة معركة الحرية والكرامة ثم أن النظام بعقله الأمني القروسطي الاسمنتي لا يستطيع أن يفهم جيل الشباب ولا تطلعاته وهنا ننبه شباب مصر بعدم الانصياع للضغوط والمفاهيم والتحاليل والخرائط التي يقدمها العقل الأمني بلسان ثقافوي نخبوي أو سياسي أو دبلوماسي ليفرض الأسئلة والأجوبة فغاية المنى هو تفكيك وإيقاف حركة الاحتجاجات التي تعري النظام وتحاصره وتنهي صلاحياته فالاعتراف بالثورة اعلانا بانتهاء مشروعية بقائه تبدو الأجنحة المتصارعة داخل النظام متفقة على الانتفاع ببقاء الرئيس المهزوم جاثما على كرسيه على أمل مرور العاصفة أو حدوث بعض المستجدات على الأرض يمكن استثمارها لصالح تمديد نفس النظام لذلك يسوق الآن لمنطق الحوار ثم يسأل ويبحث عن خيط يمسكه أو رأس أو من ينوب الشباب أي يدفع بطرح أسئلة يمكن بلعها فتخدمه وهنا بداية طريق نجاته وهي نقطة ارتكازه ليفعل فعله بجميع الوسائل القذرة فحذاري ولكم في ثورة تونس خير مثال حيث كان الشعب والشباب التونسي أكثر وعيا ودهاءا ولم يعطي أية فرصة لشخصنة وتجسيد الثورة فلا نوابا ولا رموزا ولا ممثلين للثورة لتبقى محافظة على سر قوتها وتتحرك كآلهة بعظمة وبقوة بحجم عظمة شعبها وتتدفق بسرعة كالبحر الهائج تسونامي خارج كل حساباتهم وتكتيكاتهم فلا يتمكن أحد من ايقاف حركة شعب يتوق للحرية والكرامة والديمقراطية والنصيحة الثانية التي نوجهها لشباب مصر ونأمل أن ينتبه إليها هي تغيير آساليب وميدان المعركة فمن استعمل الرصاص و الجمال والحمير ضد شعبه لا يمكن أن يوفي بوعوده ولا أن يبني ثقة ولا أن يؤتمن على مستقبل بلد في حجم ومكانة مصر وليس للحمير قدرة على استعاب المتغيرات فتغيير الميدان الذي تحددون أنتم مكانه وساعته وأدواته مهم جدا ولأسباب عديدة لاداعي هنا لذكرها والتغيير يقرب ساعة التغيير لأنه حتما يربك أعداء مصر ويدفعهم للسقوط ولللاستسلام وهنا ولكي لا تستنزف مقدرات البلاد ولا تحركات الجماهير فلا بد من الانتباه لعامل الوقت وتوجيه بوصلة التحركات نحو وباتجاه مؤسسات سيادية وساعتها فقط يستطيع الجيش المصري تحديد موقفه بكل وضوح وينهي حالة الحياد السلبي ليختار ونحسبه أنه دائما مع شعب مصر ومع نهضة وتقدم مصر وأن حب الشعب وثقته في الجيش المصري مسألة لا يمكن ومهما كانت الأسباب أن يفرط فيها فالهدوء والأمن ولاستقرار و التنمية الحقيقية بحاجة لمناخ جديد فيه الحد الأدنى من الثقة والاحترام والوحدة بين الشعب وبين حكومة منتخبة ودولة مؤسسات وقانون تمثله وتسهر على خدمته لتحقيق تطلعاته نحو الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية حفظ الله مصر وشعبها طه العربي
استعداد لمظاهرات مليونية بمصر غدا
بدأ آلاف النشطاء المرابطين في ميدان التحرير وسط القاهرة استعداداتهم لاعتصام طويل تتخلله مظاهرات مليونية الأحد والثلاثاء والخميس، وذلك لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. يأتي ذلك بعد يوم « جمعة الرحيل » التي شارك فيها الملايين في مختلف أنحاء البلاد. ولاحظ شهود عيان أن أغلب من يدخلون الميدان اليوم من المحتجين يحملون أغطية وكميات كبيرة من الطعام والشراب، وهو ما يرجح أن أعدادا كبيرة ستبيت الليلة في الميدان استعدادا للمظاهرات المليونية غدا، التي ستحمل اسم « أحد الشهداء ». وبحسب مصادر الجزيرة فإن مسيحيين سيقيمون غدا قداس الأحد في الميدان. وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن « نقاط التفتيش تعددت عند المداخل »، وتابع « فتشوني خمس مرات قبل أن أدخل الميدان ». ولاحظ شهود عيان اليوم تعدد الحواجز التأمينية التي أقامها المحتجون في المداخل الستة المؤدية للميدان، ووفقا لأحد الشهود فإن هناك كميات كبيرة من الحجارة خلف كل حاجز، وذلك لصد أي مهاجمين محتملين ممن يسمونهم بلطجية النظام. وذكرت مصادر للجزيرة أن ثلاثة ضباط برتبة لواء أخفقوا في منع المحتجين اليوم من إخلاء ميدان عبد المنعم رياض. في الأثناء قال الناشط إيهاب النجار من الزقازيق إن « البلطجية » هاجموا متظاهرين بقنابل « المولوتوف » في المدينة. إلى ذلك شهد أحد أقسام الشرطة في مدينة الفيوم المصرية هروب عدد من السجناء تحت أنظار أفراد الشرطة. وتظهر صور حصلت عليها الجزيرة خروج أكثر من عشرة سجناء من قسم الشرطة حاملين معهم متعلقاتهم دون أن يمنعهم أفراد الشرطة الموجودون هناك من الهروب. من جهة أخرى، أطلقت السلطات المصرية سراح مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد بعد أن اعتقلته قوات الأمن المصرية الليلة الماضية. وكان « بلطجية » قد اقتحموا أمس مكتب الجزيرة في القاهرة ودمروا محتوياته. رغم مطالب التنحي وفي سياق آخر، اجتمع مبارك مع وزراء الاقتصاد والتجارة والنفط في الحكومة الجديدة، في إشارة -حسب المراقبين- إلى أنه ما زال يمارس صلاحياته رغم مطالب الملايين من شعبه بتنحيته. ورغم برودة الطقس فقد أمضى عشرات الآلاف من المصريين الليلة الماضية في ميدان التحرير، وأكد نشطاء للجزيرة أن عدد الذين باتوا في الميدان كان الأكبر على الإطلاق منذ انطلاق المظاهرات قبل 12 يوما. ونفى منسق اللجان الشعبية إبراهيم عبدو للجزيرة أنباء تحدثت عن سماع إطلاق نار بميدان التحرير في وقت متأخر من الليلة الماضية، لكنه أشار إلى نور أبيض شوهد فوق العمارات أثار ريبة المحتجين وسرعان ما اختفى، مؤكدا أن الأمور كانت هادئة في الميدان. وكان نحو مليون ونصف مليون مصري قد تجمعوا أمس في ميدان التحرير، مكررين مطالبهم برحيل مبارك. ووفقا للجنة التنسيقية لشباب الإسكندرية ومصادر صحفية للجزيرة، فإن نحو مليون شخص تظاهروا بالإسكندرية أمس. كما تظاهر أمس أيضا مئات الآلاف في مدن المنصورة والمحلة الكبرى والزقازيق وطنطا وبني سويف وأسيوط ودمنهور والعريش، مطالبين برحيل الرئيس مبارك رغم محاولات منع وتخويف من قبل مجموعات مرتبطة بالحزب الوطني الحاكم. وقد انضم إلى الحشد في ميدان التحرير أمس عدد كبير من الشخصيات العامة من مثقفين ورجال دين وسياسيين. وكان من بينهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي قالت مصادر صحفية إن الغاية من حضوره تهدئة المتظاهرين الذين تلقوا تأكيدات جديدة من الجيش بعدم استهدافهم, في حين أكدت الناشطة إسراء عبد الفتاح اعتقال كثيرين من مناهضي مبارك اليوم بميدان التحرير. ووفقا لمصادر صحفية فإن الانتشار الواسع للمتظاهرين المناهضين للرئيس مبارك في القاهرة, وسيطرة الجيش على ميدان عبد المنعم رياض, وعلى جسر 6 أكتوبر, حدّ من أعمال « البلطجة » التي يقوم بها محسوبون على النظام. وطبقا لوزارة الصحة المصرية فإن 11 قتيلا سقطوا في مواجهات ميدان التحرير منذ الأربعاء الماضي بالإضافة إلى 5000 مصاب من المتظاهرين منذ يوم الجمعة، غير أن المصادر الطبية تؤكد أن الرقم أكبر من ذلك بكثير.
المصدر:الجزيرة + رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
غارديان: ثروة آل مبارك بالمليارات
ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن ثروة الرئيس المصري حسني مبارك وعائلته تتراوح بين 40 و70 مليار دولار، وفقًا لتحليل خبراء في الشرق الأوسط. وأوضحت أن هذه الثروة موزعة ما بين أرصدة في بنوك سويسرية وبريطانية، وعقارات في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية ومصر. وبحسب الصحيفة فإنه « خلال ثلاثين عاما بوصفه رئيسا للجمهورية ومسؤولا عسكريا رفيعا، استطاع مبارك الحصول على أرباح تقدر بملايين الدولارات من خلال صفقات الاستثمار، معظمها تم إخراجها من البلاد ووضعها في حسابات سرية ببنوك سويسرية وبريطانية، مثل بنك يو بي أس السويسري وبنك أسكتلندا، واستثمر بعضها في منازل وفنادق ». شراكات ونقلت عن الخبير في سياسات الشرق الأوسط البروفيسور كريستوفر ديفدسون من جامعة دورهام البريطانية أن مبارك وزوجته وابنيه تمكنوا من جمع ثروتهم عبر شراكات في مجال الأعمال مع مستثمرين أجانب وشركات. ووفق غارديان فإنه « ليس مستغربا أن تصل قيمة ثروة أسرة مبارك إلى أكثر من 40 مليار دولار، لأن أغلب الشركات الكبرى مفروض عليها أن تقدم 50% من أرباحها السنوية لأحد أفراد الأسرة ». وتقدر الصحيفة ثروة مبارك الشخصية بـ »15 مليار دولار » أغلبها -كما تقول- من « عمولات في صفقات سلاح وصفقات عقارية مشبوهة في القاهرة ومناطق الاستثمار السياحي في الغردقة وشرم الشيخ »، وتشير إلى أن « ثروة مبارك بلغت في العام 2001 نحو عشرة مليارات دولار أغلبها أموال سائلة في بنوك أميركية وسويسرية وبريطانية مثل بنك سكوتلاند الإنجليزي وبنك كريديت سويس السويسري ». ثروة جمال وتؤكد مصادر الصحيفة أن جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم في مصر، يملك وحده « ثروة تقدر بـ17 مليار دولار موزعة على عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ». ووفق المصادر فإن « جمال يملك حسابا جاريا سريا في كل من بنك يو بي أس وآي سي أم وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا منها مؤسسة بريستول آند ويست العقارية البريطانية، ومؤسسة فايننشال داتا سيرفس، التي تدير صناديق الاستثمار المشترك ». أما السيدة سوزان مبارك فتقول الصحيفة نقلا عن « تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا » إن سوزان دخلت نادي المليارديرات منذ العام 2000، « وتتراوح ثروتها بين 3 و5 مليارات دولار معظمها في بنوك أميركية، إلى جانب عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي ». وتشير الصحيفة إلى أن قيمة ممتلكات علاء مبارك وأمواله الشخصية داخل وخارج مصر نحو 8 مليارات دولار، منها عقارات تعدت قيمتها 2 مليار دولار في شارع روديو درايف بلوس أنجلوس -أحد أرقى شوارع العالم-، وفي ضاحية منهاتن في نيويورك، بالإضافة إلى امتلاكه طائرتين شخصيتين ويخت ملكي تفوق قيمته 60 مليون يورو.
المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
ســقـوط خـرافــة الاسـتـقـرار
محمد حسنين هيكل
لم أكن أريد أن أفتح فمي وأتكلم، قد قلت ما فيه الكفاية، أو هكذا أعتقد. ولم أكن أريد لأحد من جيلي ـ وربما جيل آخر بعدنا ـ أن يفتح فمه هو الآخر وأن يتكلم، فقد قالوا ما فيه الكفاية وزيادة. كان من واجبنا جميعاً أن نسكت وأن نتابع حوار التاريخ الجاري الآن في مصر، وهو في واقع الأمر بين طرفين: ـ طرف يمثل الطموح. ـ وطرف يمثل القدرة. أي انه حوار بين جيل جديد من الشباب تصدى لشحنة متفجرة وخطرة لم يكن هناك من يعرف كيف يستطيع الاقتراب منها وفك عقدها، وقد فعلها هذا الجيل بحسن تصرف، وكفاءة علم، وبأدوات عصر. هذا هو الطرف الأول الذي دخل الساحة الآن. والطرف الثاني هو القوات المسلحة، وهو القدرة الحارسة لسيادة الدولة وحماية الشرعية فيها ـ الشرعية لا السلطة، شرعية في دستور حقيقي، على أساس عقد سياسي واجتماعي بين طبقات الشعب كلها.
[ الطرف الأول وهو جيل الشباب، هاله ـ مثل ما هال أجيالاً أخرى في الوطن ما جرى له وما وقع للشرعية فيه، وما هو مترتب على الشرعية وتابع لها مثل السلطة والحكم، ومثل القانون وتطبيقه وبما يحقق مطالب العقد الاجتماعي بين جميع قوى الشعب.
[ وبالطبع فليس جيل الشباب الطالع، والقوات المسلحة للوطن، هما الطرفين الوحيدين على أرض الوطن، فهناك قوى كثيرة وطبقات متعددة وأجيال متعاقبة موجودة في الساحة، وكلها في أقصى درجات التنبه، وتلك هي الكتلة الأكبر والأقوى على الساحة، لكن صوت الحوار بين الشباب الطالع بالطموح، والقوات المسلحة المسؤولة بالواقع هو نقطة التركيز هذه اللحظة.
ولم أكن أريد لنفسي ولا لغيري من جيلي أن نتدخل، فكلنا الآن في الغروب أو على مشارفه، والصبح والظهر والعصر لها أصحابها. لكنني أجد نفسي مدفوعاً إلى الكلام، لأني أخشى من عدة محاذير:
1 ـ أخشى أن يطول الحوار، وان تزيد تكاليفه وأن يختل سياقه، وأن تترتب على ذلك اثقال من كل نوع: وطني وسياسي واجتماعي واقتصادي ونفسي وفكري، وكلها أثقال فادحة. 2 ـ أن هناك قوى خارجية بدأت تطل على الساحة لأن لها فيها مصالح حيوية، خصوصاً وأن هناك عندنا من قطع على نفسه تعهدات لا نعلم عنها شيئاً، وإن كنا نستشعر أثرها. 3 ـ أن هناك عناصر وسط الساحة الداخلية قد تغريها الساحة المفتوحة الآن، مع انتهاز الفرص واللعب، إما بشطارة أو بغلاظة لتحقيق نزعات وأهواء شخصية وفردية أو غير ذلك. والمشكلة: ـ مفاجأة دخول هذا الجيل من الشباب وبأدوات عصره. ـ ومع عجز النظام القائم على السلطة عجزاً كاملاً عن الفهم والاستجابة واستقوائه بغرور سلطة مطلقة في يده وقصور فكر راح يرتب لتأييدها بالتوريث الفعلي وبمساعدة شيوخ من بقايا كل العصور، إلى جانب عناصر مستجدة تصورت إمكان اللعب في فراغ تسبب فيه قهر استولى على كل وسائل التعبير والتنوير وترك هامشاً مرئياً ومسموعاً ومقروءاً لمجرد التنفيس عن البخار حتى لا يحدث الانفجار مع تعامل بوليسي، كل هذا لم يجعل الحكم بوليسياً فقط. ولكن جعل البوليس هو الحكم!
والذي حدث أن رؤوس النظام ـ مع أنه من الصعب تسميته بنظام، لأنه بالفعل، «اوليجاركي» (تحالف عناصر مال وسلطة سلاحها القمع الأمني) ـ لم تفهم شيئاً ولم تستطع ان تلحظ تغييراً في مجتمع أصبح أقوى من أي قمع، والنتيجة أن الانفجار وقع.
[ ومن الغريب أن يفاجأ أحد، لأن الشواهد كانت هناك من زمن طويل، وقد لمحها كثيرون ونبهوا ولا أتجاوز إذا قلت انني كنت واحداً منهم حتى اني منذ سنة ونصف سنة تقريباً، وفي حديث منشور في «المصري اليوم» قلت أن كافة الطرق انسدت أمام النظام، أو هي على وشك، واقترحت ترتيبات انتقالية تسعى إلى دستور جديد يعد له مجلس لأمناء الدولة والدستور واقترحت له بالفعل أسماء وطلبت إلى غيري أن يقترح، وبالفعل فإن نقاشاً جاداً دار في ذلك الوقت، لكن صوت النقاش جرى كتمه بدعاوى كثيرة، منها هذه الخرافة التي سموها «الاستقرار»، في حين ان «الاستقرار» معناه الحقيقي الاتساق مع مبادئ الحرية والعدل وكرامة الإنسان.
والآن وقد وقع ما كان محتماً أن يقع، فقد تغيرت أشياء كثيرة واستجدت حقائق جديدة، وقوى جديدة، ومطالب جديدة. [ لقد جرى في مصر شيء كبير خلال أسبوع واحد من يناير 2011.
ففي يوم الأربعاء 26 يناير وبكل ما وقع فيه من أول قطع الاتصالات بحرب الكترونية شنت على قوى الأمل في الأمة ـ سقطت الوزارة. وفي يوم الخميس 27 يناير سقطت فكرة تأييد النظام عن طريق التوريث، وبدعوى «الاستقرار».
وفي مظاهرات «الجمعة» حدث ما هو أخطر، ترنحت رئاسة النظام ذاتها، وبدت مغيبة غير قادرة على قرار، ولا على كلمة، وكان الصمت المخيف الذي ساد على قمة النظام لعدة ساعات طوال يوم الجمعة، وحتى قرب منتصف الليل في انتظار كلمة أذيع رسمياً أن رئيس مجلس الشعب سوف يقولها، حاملة أنباء جديدة لا يمكن أن يكون لها غير معنى خروج الرئيس، إلى أن حدث تغيير أصبح فيه الرئيس نفسه هو المتكلم ليقول كلاماً أبعد ما يكون عن الواقع المستجد، كما لو أن الصوت الذي يسمعه الناس كان من خارج الزمن ومن خارج التوقيت ومن خارج الواقع.
وفي اليوم التالي كان النظام كله، وليس موقع القمة فيه، يترنح أمام الداخل والخارج، مع إعلان حالة الطوارئ وانسحاب البوليس من الشوارع ونزول القوات المسلحة لفرض حظر تجول أرادت بعض عناصر السلطة استغلاله لإحداث حالة فوضى تخيف، وتهديد يدفع الناس إلى القلق على حياتهم وممتلكاتهم وبالتالي يعيدهم في الصباح بالفعل إلى حظيرة النظام مرتعدين.
لكن الشباب ومعهم قوى شعبية جرارة كانوا قد كسَّروا كل الحواجز، وكسَّروا كل القيود، وخرجوا إلى ثورة حقيقية تطالب بتغيير عند الجذور والأصول.
وهكذا جاء صباح السبت 29 يناير وإذا الشعب والجيش كلاهما في الشارع، وأهم الأشياء الآن هذه اللحظة أن تبين الأمور جلية أمام الكل، بحيث يظل الطرفان جنباً إلى جنب، والى هدف معلوم، وليس وجهاً لوجه، والى مجهول لا يعرفه أحد، وهذه قضية القضايا اليوم. *** والسؤال المهم هذه اللحظة هو ـ ماذا نريد؟!
كان الشعب ـ وهذه حقيقة لم يعد في مقدور أحد أن يجادل فيها ـ يريد إسقاط النظام، ممثلاً برئاسته، وفي الحقيقة فإنها لم تكن هناك دولة، ولا كان هناك نظام، وإنما كانت هناك مجموعة سلطة.
ولكل من يريد أن يرى ويسمع ويفهم فإن مطلب الشعب وصل بالفعل، بصرف النظر عن الشكل إلى تأكيد مطلبه الأول وهو أن رئاسة السلطة انتهت.
وسواء سقطت رئاسة «حسني مبارك»، أو لم تسقط، فإن هذه الرئاسة بأي معيار قد انتهت، لأنها ببساطة فقدت أي بقايا للشرعية. ذلك ان للشرعية علامات وأمارات:
[ رضا وقبول طوعي من الناس ـ وذلك ضاع [ ومكانة وهيبة ـ وهذه تداعت أمام جماهير الداخل وأمام المنطقة، وأمام العالم، لم يعد في مقدور أحد أن يقدم نفسه للناس ممثلاً لمصر ورمزاً لها. لم يعد في مقدور أحد على قمة يستطيع منها أن يوجه الشعب المصري، فيطيع، أو يصدر قانوناً فيلزم. ولم يعد في مقدور أحد أن يخاطب العالم العربي، فيسمع ولم يعد في مقدور أحد أن يواجه العالم الخارجي، فيأخذ جداً ما يقوله. *** حتى عام مضى وربما أقل، كان في مقدور الرئيس «حسني مبارك» أن يتحرك ـ أن يفعل شيئاً، ولم يتحرك، بل لعله حتى يوم الجمعة الفائت كان في مقدوره أن ينقذ شيئاً، لكنه تردد. لقد تصورت ـ وتصور غيري ـ أنه حين أعلن أنه هو الذي سوف يتكلم مساء الجمعة الفائت، أنه سوف يقول للناس كلاماً محدداً. تصورت أنه سوف يقول لقد وصلتني الرسالة، وأدركت مضمونها، وسوف أتصرف: 1 ـ سوف تكون هذه آخر فترة لرئاستي، ولن أرشح نفسي، ولن أرشح ابني من بعدي للرئاسة. 2 ـ سوف أصدر قراراً بحل مجلس الشعب الذي مثَّل انتخابه أكبر عملية استفزاز للمشاعر والأصول والحدود والكرامات. 3 ـ سوف أصدر قراراً بتنحية وعقاب عدد من المسؤولين ممن يسمون الحرس القديم والحرس الجديد، لأنهم استهتروا بالشعب وأساءوا إليه. 4 ـ سوف أتشاور في إنشاء هيئة شعبية تمثل كل قوى الشعب، لتشرف على مرحلة انتقالية، تمهيداً لقيام عهد جديد يمثل إرادة الشعب وطموحه. 5 ـ انني أرى أن البحر الميت للسياسة في مصر قد تدفق عليه الماء، الذي فتح المجرى جيل جديد خرج ليمسك بمقدرات المستقبل، وسوف أبذل جهدي للمساعدة في إبقاء بحر السياسة مفتوحاً، خوفاً من الصخور والعواصف والوحوش! لكنه لم يقل شيئاً من ذلك، وتكلم وكأن ما حدث مجرد زوبعة عابرة يمكن احتواؤها ببعض الإجراءات العاجلة، حتى تهدأ الريح، ويسكت الغضب، وكذلك بدأت النهاية. < وبصراحة فإن الملك «فاروق» كان أعقل يوم 26 (26 أيضاً) من يوليو سنة 1952، فقد فهم وأصدر مرسوماً بأنه ونزولاً على إرادة الشعب قرر التنازل عن العرش. فهم العرش الملكي ولم تفهم رئاسة ما يُسمى بالنظام الجمهوري، وكذلك انتهى كل شيء، رغم أنه لا يزال هناك من يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. **الحقيقة أن معركة الرئيس حسني مبارك الآن هي محاولة استرداد السلطة، لأنه بالفعل ومنذ سنوات كان قد تنازل عنها لابنه. لقد جرى التعامل مع السلطة كما لو أنها ملكية خاصة. ومنذ سنوات ترك المالك أموره لابنه في القاهرة، وجلس هو بعيداً يستريح وينعم بالشيخوخة في آخر العمر، وفي خياله ان ابنه سوف يحول «الدكان» إلى «سوبر ماركت» حديث، مستعيناً ببعض الأعوان الجدد من أصدقائه. والصور كلها تبدو وكأنها مشهد من قصة لـنجيب محفوظ. كأن «سي السيد» في رواية نجيب محفوظ وقد ترك «المحل» لابنه وأصحابه، وانصرف إلى حياته ليعتني بصحته، ويسافر هنا وهناك، ويتسامر ويحكي الحكايات، ويلقي بالنكات مع هذا وذاك، حتى فاجأه من يخبره بأن المحل أفلس، وأن الدائنين أطبقوا عليه، وأن البنوك تطالبه بمستحقاتها، وأن ممتلكاته وأرصدته جرى الحجز عليها، فإذا هو يعود مهرولاً ليكتشف أن الذي يتعامل معه بمنطق المالك وموظفيه وعُماله هو في حقيقة أمره وطن، وأن هذا الوطن له شعب، وأن هذا الشعب يتجدد أجيالاً وأجيالاً، وأن هناك الآن جيلاً جديداً خرج يطلب الحق في الحرية والحياة، والكرامة والعدل. *** ببساطة: الوطن أكبر من أن يتحول إلى ملكية أحد. والشعب أكبر من أن يتحول إلى عمال وموظفين لديه. هناك شعب ورجال وشباب. ثم وهذه نقطة مهمة: هناك جيش، وهو نفس جيش الشعب ورجاله وشبابه. وهناك هذه اللحظة حوار بين الطرفين. وأهم ما يجب إدراكه: أن هناك صفحة تطوى. كان النظام ـ أو ما يدعى بالنظام ـ يتداعى تاريخياً من سنوات، ثم راح يتداعى سياسياً، وحين حدثت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، نهاية لمشاهد متعاقبة من الانهيارات، أسوأ من انهيار صخور «المقطم» في «الدويقة»، إذا بالشعب، الذي قيل إنه انتخب الحزب الوطني بنسبة 99% كما أعلن، كان هو الشعب الذي ثار على النظام وبنسبة 99%، حقيقية هذه المرة وليست من صنع وزارة الداخلية، وقد ثار عليه، ونزع عن الحكم كل أقنعة الشرعية، وجعله واقفاً أمام العالم كله كالطاووس، الذي نزعت العاصفة كل ريشه الملون، وتركته عارياً في عرض الطريق. والآن، ما العمل؟! *** لا بد أن يُقال إن الموقف عند الذروة، إذ لا يصح معها التعلق بالأوهام، ولا يُسمح فيها بالصدام في الظلام. وهناك حقائق لا بد أن تكون أمام الجميع: 1 ـ إن الرواسي في الوطن في حالة سيولة خطرة، ولا يمكن تركها للمصادفات. 2 ـ ليس بين الشعب وشبابه وبين الجيش وقواته خلاف، فقد انتهى زمان، وبدأ زمان. 3 ـ إن هناك قوى خارجية وإقليمية ترى حالة السيولة، وتتخيل أن لها فرصة في إعادة تشكيلها، وقد أقول انه طبقاً لمعلومات تبدو موثوقة، فإن إسرائيل سألت في القاهرة عما إذا كان هناك شيء تستطيع أن تفعله للمساعدة، وكانت الحكومة الأميركية هي التي ردت تقول: إن أي عمل من جانبكم سوف يزيد من تعقيد الموقف، فاتركوه لنا ولأصدقائنا في الإقليم، ونحن معكم نرى أن زماناً انتهى في مصر، وزماناً ثانياً على وشك أن يبدأ، ونحن مع أصدقاء لنا نستطيع أن نرتب بأفضل مما تقدرون عليه (لحفظ ما يُسمى بالاستقرار وما يُسمى بالسلام). 4 ـ إن هذا الزمان الجديد الذي تظهر بوادره يجب ألا يُترك للولايات المتحدة تسير فيه هنا، أو تشجع هناك. 5 ـ إن عقلاء هذا الشعب لا بد لهم أن يتحركوا، وأن يوجدوا صلة حوار ما بين الشباب والجيش ثم ماذا؟!!!!
(المصدر: صحيفة « الرسالة » (نصف أسبوعية – غزة) الصادرة يوم 5 فيفري2011)
هيكل: النظام الجريح.. هدفه الانتقام
د. فهمي هويدي
قال الأستاذ محمد حسنين هيكل إن ثورة الشباب أعادت الروح إلى الوطنية المصرية الجامعة، إلا أن أسوأ ما في مصر يحاول الآن بشراسة أن يقتل أنبل ما فيها، مضيفا أن الشعب أعلن كلمته يوم الثلاثاء العظيم في استفتاء لم يزوّر، الأمر الذي طوى صفحة النظام القائم بصورة لا رجعة فيها، رغم أننا شهدنا محاولة للالتفاف على إرادة الشعب من خلال الإيحاء بأنه خلال ستة أشهر يمكن إنجاز ما عجز النظام عن فعله خلال ثلاثين عاما. وهو يتحدث كان الأستاذ يتابع من شرفة بيته الأفواج التي كانت تعبر جسر الجلاء متجهة إلى ميدان التحرير للانضمام إلى الحشد الكبير الذي اعتصم به معلنا نهاية عصر وبداية عصر آخر، ولدت فيه مصر من جديد. وقد لخص تعليقه على المشهد بقوله: أخيرا قدر لمصر أن تستعيد روحها الوثابة، وأن تثبت لنفسها وللعالم أنها ما زالت تحتفظ بكبريائها، وأنها قادرة على الثورة. وإذا لم يكن لثورة شبابها الراهنة من فضل سوى إشهار تلك الرسالة على الملأ، لكان ذلك كافياً . أضاف في هذا الصدد أن التاريخ له إملاءاته، وأن إطلاق تلك الرسالة من ميدان التحرير له رمزية عميقة الدلالة. – كيف رأيت الجموع المحتشدة في الميدان؟ } هم تجسيد لحلم خلاص مصر وكبريائها، وهم أنبل وأجمل ما أنجبته البلد. وسيظلون في الحقيقة وفي التاريخ رمزا لكبرياء ذلك الشعب وحلمه. وقد التف حولهم الشعب واحتفى بهم، بعدما أدركت جماهيره بعبقرية حسها الحضاري والتاريخي، إن هؤلاء الشبان هم أبناؤه الحقيقيون والبررة. لذلك فإنهم حين دعوا المصريين إلى التعبير عن غضبهم واحتجاجهم في يوم الثلاثاء العظيم، فإن ما بين خمسة وسبعة ملايين مواطن من كل أنحاء مصر استجابوا لهم، وقالوا كلمتهم بصوت هادر وقاطع في استفتاء نادر لا مثيل له، به كتبت شهادة ميلاد مصر من جديد. وهي الرسالة التي لم تجلجل في فضاء مصر والعالم العربي فحسب، ولكن أصداءها ترددت بقوة فى أرجاء الكون بأسره، حتى تسلمها ووعاها كل معني بشأن مصر. ومنذ ذلك اليوم بقي الشباب في الميدان رمزا للفكرة وشعلة وضاءة في طول البلاد وعرضها. – ما رأيك في ما جرى لأولئك الشباب بعد ذلك؟ } لنتفق أولا على أن الثورة التي أطلقها أولئك الشبان الشجعان كانت زلزالا هز أركان النظام القائم في مصر منذ ثلاثين عاما. وللأسف فإن الرد كان صادما ومعيبا. فقد حاولوا إطفاء الشعلة بالدم، ووجدنا أن أسوأ ما في مصر سعى إلى محاولة قتل أنبل ما فيها. وهو ما شاهدناه يومي الأربعاء والخميس وكان اقتحام الخيول والجمال والحمير لميدان التحرير رمزا له. – من تظن وراء هذه المحاولة الأخيرة؟ } الذين فعلوها صورة طبق الأصل من الأداة التي استخدموها. حيث لا أتردد فى القول إنهم أناس لا يختلفون كثيرا عن الدواب التي استجلبوها وأطلقوها. – هناك تخمينات تحدثت عن شخصيات بذاتها في الحزب الوطني ورجال الأعمال لها دورها في ما جرى؟ } هذا صحيح، والأسماء متداولة ومعروفة، الذي لا خلاف حوله أن العملية كان لا بد لها من تمويل، وكان هناك أشخاص جاهزون من أركان التحالف المشهود بيننا: السلطة والمال والأمن. وهؤلاء الأشخاص لا يملكون إلا ما يستطيعون به استئجار الحناجر أو شراء الأسلحة وتجنيد البلطجية وأفراد العصابات. – إذا فهمنا من وراء مشهد الخيول والجمال التي أطلقت في الميدان، فهل هناك تفسير للغياب التام للشرطة عن ضبط الأمن في البلاد، الأمر الذي فتح الباب لعمليات الترويع والنهب والفوضى التي حدثت. } هذا جانب من الصورة يستدعي ملاحظات. الأولى أن مصادر الداخلية تقول إن الذين قاموا بالترويع والنهب وأثاروا الفوضى، ينتمون إلى تشكيل سري لا علاقة لهم به. الثانية أن تعامل الأمن المركزي مع المتظاهرين في البداية اتسم بقسوة مفرطة. حتى بدا وكأنه يمثل ذراعا لقوة غاشمة في بلد احتلته، ما يشكل جريمة حرب في أي بلد يحترم القانون الإنساني. الثالثة أن قرار سحب الشرطة لاحقا يكتنفه الغموض في الوقت الراهن. ويبدو أنه سيظل سؤالا معلقا على التاريخ والضمير المصريين سيجيب عنه مستقبل الأيام. الرابعة أن ما حدث ليس مفاجئا تماما، لأنه تفكير مستلهم من خطط التأمين التي تتضمنها أدبيات الثورة المضادة المتداولة في العالم الغربي، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية، وللمخابرات المركزية تحديدا إسهاماتها في هذا المجال. التي أنبنت على ما عرف بخطة أجاكسي وأسهم في وضعها خبراء بعض شركات النفط العالمية، شل وموبيل أويل وغيرها. ومن يدقق في وقائع التعامل مع ثورة الشباب في مصر يلاحظ أن ثمة قواسم مشتركة بينها وبين ما جرى من قبل في إيران ضد ثورة مصدق وفي شيلي أيام بينوشيه، حيث برز في هاتين التجربتين دور بارز للجماعات التي تعمد إلى ترويع الناس وإشاعة الخوف بينهم، لإقناعهم بأن الثورة تهدد استقرارهم وستجعل حياتهم جحيما. – قلت هناك من يحاول تصوير الاشتباك الحاصل باعتباره تراشقا بين متظاهرين يعارضون نظام الرئيس مبارك وآخرين يؤيدونه. } هذا تزوير للواقع، فالمتظاهرون الحقيقيون هم المحتجون الذين اعتصموا في الميدان وقرروا الدفاع عن كرامة هذا البلد وحلمه، بأسلوب سلمي مشرّف. أما الآخرون فهم مستأجرون بلا قضية. سواء كانوا عناصر تابعة للأجهزة الأمنية أم مرتزقة تم شراؤهم أم موظفين وعمالا في بعض المصانع والقطاعات الحكومية، الذين حملتهم سيارات الجهات التابعين لها إلى ميدان مصطفى محمود بالدقي لافتعال تجمع يؤيد النظام القائم. وقد ذهبت محاولات الانفعال إلى حد دعا الذين أخرجوا المشهد إلى الاستعانة بالفريق القومي لكرة القوم ومدربه. – كيف تقوّم ما حققته ثورة الشباب حتى الآن؟ } إضافة إلى ما سبق أن ذكرته من أنهم أعادوا الروح إلى الوطنية المصرية الجامعة، وأنهم أثبتوا للعالم أن شعب مصر قادر على الانتفاضة والثورة، فإنهم نجحوا في أن يعلنوا على الملأ ما لا يريده الشعب المصري، وتركوا للعقلاء والنخبة أن يحددوا ما يريده الشعب. ذلك أن الجماهير الغاضبة بمقدورها أن تتحدى الطغيان وتسقط الطغاة، لكنها لا تطالب بأن تضع برنامجا يجيب عن أسئلة المستقبل، بما يفصل في الإجابة عن السؤال: ما العمل؟ – هل تعتقد أن العقلاء قاموا بهذا الدور؟ } للأسف فإنهم لم يستطيعوا أن يجيبوا عن السؤال، لأن أغلبهم عجز عن قراءة الواقع والتفاعل معه بما يستحقه. إضافة إلى أن المعارضة المعترف بشرعيتها في مصر أصبحت عنوانا فضفاضا تندرج تحته فئات، بعضها لا وزن له ولا حضور، وبعضها لا يملك من مقومات الحضور، سوى مقر وجريدة، والبعض الثالث يمثل أجنحة للحزب الوطني. – ممثلو النظام في مصر دعوا إلى الحوار مع المعارضين والقوى السياسية الأخرى؟
} هذا الحوار لا بد منه ولكن له توقيته وأركانه وشروطه. إذ إضافة الى تثبت الظرف السياسي الملائم لإجرائه، فمن المهم للغاية شرعية الأطراف المشاركة فيه وأوزانها الحقيقية في المجتمع. كما أن أي حوار يجب أن يكون هناك جدول أعمال متفق عليه. وبغير الاتفاق على جدول الأعمال فإن ما يسمى حوارا سيتحول إلى محاولة إملاء شروطه طرف على آخر. وهذا هو الحاصل الآن. فشرعية تمثيل المعارضة الحقيقية مشكوك فيها، كما أنه ليس هناك جدول أعمال متفق عليه للمستقبل.
وما هو متوافر الآن لا يتجاوز مجرد وعود لامتصاص الغضب، لوح بها ممثلو السلطة، ولم يكن للمعارضة الحقيقية أي إسهام في صياغتها أو ترتيب أولوياتها. – الرئيس مبارك تحدث في خطبته الأخيرة عن تصور للفترة المقبلة وخطوات الإصلاح المرتقبة في المسقبل؟
} ما عبر عنه الرئيس في ذلك الخطاب لم يكن مترابطا ولا يوفر فرصة كافية للتفاؤل أو الثقة. ذلك أنه أعلن أنه الآن فى ولايته الأخيرة. وتحدث عن ترتيبات للمستقبل منوطة بمجلس تشريعي تشكل بالتزوير ومطعون في شرعيته بما يجعله غير مؤتمن لا على الحاضر أو المستقبل
ـ وكان لافتا للنظر في هذا الصدد أن الرئيس في ولايته الأخيرة أصدر تكليفات للمجلس المشكوك في شرعيته تتعلق بترتيبات المستقبل الذي يفترض ألا يكون طرفا فيه. وهو أمر غير مفهوم. أما ما كان مثيرا حقا فهو أنه بعد ساعات قليلة من إلقاء الرئيس خطابه بدأت محاولة الهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير التي كانت في جوهرها محاولة قتل الرمز الذي قاد الثورة وفجر مشاعر الغضب الجماهيري. وهو ما نسف الثقة في جدوى الحوار ومقاصده.
كأن الرئيس أراد أن يغطي المرحلة الزمنية التي تسبق تركه منصبه بجريمة ترتكب بحق أنبل أبناء شعبه. – تحدثت وسائل الإعلام عن أن حوارا بدأ بالفعل بين السلطة وممثلي المعارضة؟ } عندي ثلاث ملاحظات على ما أذيع في هذا الصدد.
الأولى تتعلق بشرعية من قدموا باعتبارهم معارضين، والسؤال هنا منصبّ على أوزانهم الحقيقية في الواقع المصري.. الثانية أنه لا يمكن أن يدور حوار حول الوضع الراهن في غيبة ممثلين للشباب الذين أطلقوا الثورة. الثالثة والأهم أن ذلك الحوار المفترض، يجري دون اتفاق على جدول أعمال يحدد مواضع الخلل ومقاصد الحوار. – كيف يمكن تقدير النتائج المترتبة على ذلك الحوار؟
} المشكلة الأساسية في ذلك أننا صرنا أمام وضع لا يمكن إصلاحه وأن الخلل فيه أصبح جزءا من بنيته الأساسية. ثم إن هناك تجاهلا لحقيقة لم يعد يختلف عليها العالم أجمع، وهي أن النظام الحالي طويت صفحته، وأن الكلام في أهم عواصم العالم ينصب على مفردات الصفحة الجديدة في مصر تدل على ذلك والترتيبات الأميركية الأخيرة التي أعلن عنها مساء يوم الخميس، وتحدثت عن استقالة الرئيس مبارك، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة نائبه عمر سليمان.
وللأسف فإننا ندفن رؤوسنا في الرمال رافضين إدراك أو رؤية ما يدور حولنا. فنحن هنا نحاول ترميم وتجميل وضع يتحدث العالم الآن، عن أنه قد سقط سياسيا وعمليا. وعناوين الصحف العالمية وافتتاحياتها تقول ذلك صراحة ودون مواربة. وإعلامنا الرسمي وحده لا يزال يعيش في ما اعتبرته الدوائر السياسية والإعلامية العالمية قد صار ماضيا يجري الآن الاستعداد بشكل حثيث وجاد للانتقال إلى غيره.
– إلى أي مدى يمكن الحديث عن دور أميركي في تشكيل الوضع الراهن؟
} الأميركيون حاضرون في المشهد من بدايته وبصورة أبعد كثيرا مما هو مألوف في العالم العربي على الأقل. فالإدارة الأميركية لديها مجموعة عمل تتابع الموقف أولا بأول، والتصريحات الأميركية اليومية تتناول الموضوع بدرجة أو بأخرى. وهو ما لمسناه في الاتصالات التي أجراها الرئيس أوباما وفي تصريحاته الأخيرة التي شدد فيها على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة الآن وليس بعد انتهاء ولاية الرئيس في شهر سبتمبر. وهو ما عبرت عنه أيضا تصريحات وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.
ولرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس «جون كيري» كلام شديد في دعوة الرئيس مبارك إلى التنحي. وقد نقلت وكالات الأنباء مساء يوم الخميس الماضي خبرا ذكرت فيه أن مشروعا قدم إلى مجلس الشيوخ يدعو إلى مطالبة الرئيس مبارك بنقل السلطة إلى حكومة انتقالية موسعة،
كما تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن اتصالات أميركية لهذا الغرض جارية مع نائب الرئيس المصري ووزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة. وكانت الصحيفة قد نشرت في عدد الأول من شهر فبراير الحالي تفاصيل مهمة عن رحلة المبعوث الأميركي فرانك ويزنر إلى القاهرة.
وتحدثت في تقريرها عن اجتماع للرئيس أوباما في مجلس الأمن القومي لمدة ساعتين لبحث تطورات الموقف في مصر، بعد إعلان الشعب عن رفضه لسياساته ونظامه، وأشارت إلى أن الاجتماع بحث تقريرا أعده اثنان من الخبراء حول آخر التطورات. وتم الاتفاق على أن يتوجه السفير فرانك ويزنر إلى القاهرة حاملا معه رسالة تدعو الرئيس مبارك إلى أمرين، الأول إعلانه على الملأ أنه لن يرشح نفسه لولاية جديدة في نهاية العام الحالي،
وهو المطلب الثاني أن يعد بألا يترشح ابنه جمال إلى الرئاسة القادمة. وهو ما رفضه وامتنع الرئيس مبارك عن الاستجابة له.
– هل الاهتمام الأميركي الشديد بالوضع في مصر نابع من الحرص على استمرار علاقات البلدين أم أنه يضع في الاعتبار الحرص على العلاقات الأميركية المصرية أم أوثق صلة باستمرار وتأمين العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
} واشنطن مدفوعة بالأمرين معا. فمصر تحتل موقعا متميزا في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، كما أنها مهتمة باستقرار العلاقات المصرية الإسرائيلية. يضاف إلى ذلك أن الرئيس أوباما يحتاج إلى أصوات اليهود الأميركيين في محاولته تجديد ولايته. ومن ثم فمفهوم أن يولي اهتماما خاصا بما يعتبره أمن إسرائيل ومصالحها. – بماذا نفسر الاهتمام الإسرائيلي الخاص بالوضع في مصر؟
} إذا تذكرنا وصف إسرائيل للرئيس مبارك بأنه «كنز استراتيجي لها» فإن ذلك يفسر لنا بدقة قلقهم في تل أبيب إزاء احتمال تغيير النظام القائم في مصر. ثم إننا في مثل هذه المواقف ينبغي أن نستعيد علامات الاستفهام الكثيرة التي تثار حول العلاقات المصرية الإسرائيلية، خصوصا تلك التي تتعلق بالتعهدات والضمانات غير المعروفة التي قدمها الرئيس السادات لإسرائيل ليس فقط لضمان أمنها.
ولكن أيضا للتأكيد على أنه لن تكون هناك حروب أخرى مستقبلا ضدها.
انتهت أسئلتي، فاستوقفني الأستاذ هيكل وقال اكتب على لساني هذه النقاط التي ينبغي أن يعيها جميع المصريين في اللحظة الراهنة:
أولا: ان النظام الجريح سيظل شاغله الأوحد هو الانتقام. وإذا كان قد أبدى استعدادا لقتل 300 مواطن على الأقل وتشويه وجرح خمسة آلاف آخرين لكي يبقى ستة أشهر. فإن أحدا لا يستطيع أن يتصور الثمن الذي يتعين على المصريين دفعه لقاء استمراره.
ثانيا: إن أحدا لا ينبغي أن يبخس شباب مصر الشرفاء والشجعان حقهم في صناعة حاضر مستقبل ومستقبلها، كما أن أحدا لا ينبغي أن ينسى أن شهادة الميلاد الجديدة لمصر كتبت بدماء الثلاثمئة شهيد الذين أراد النظام قتلهم، فحوّلهم إلى نجوم مضيئة وباهرة في سماء مصر.
ثالثا: إن الأمة مدينة لأولئك الشبان الذين اعتبرهم أجمل وأنبل من أنجبتهم مصر، لأنهم بثورتهم ردوا إلي أملا غاب وراء السحب الداكنة التي تكاثرت في سماء مصر. وشاءت المقادير أن أعيش لحظة انقشاع تلك السحب وبزوغ شمس ذلك الأمل الذي ملأ أرض مصر كلها بضياء ودفء افتقدته طوال العقود الأربعة الأخيرة.
(المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 4 فيفري 2011 )
نيرون مصر
عبد الحليم قنديل
تصرف مبارك في أيامه الأخيرة كرئيس عصابة لا كرئيس دولة ..تصرف كنيرون الذي جلس يغني على أطلال روما المحترقة، ودبر المجازر تلو المجازر للمصريين الثائرين، لا يهمه سوى أن يبقى في قصره البائس، وأن يدوس إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع كما لم يخرجوا في تاريخهم الحديث كله، وواجهوا بصدورهم العارية نار الرصاص الحي لجهاز مبارك الأمني المتوحش، وسقط منهم المئات شهداء، وسقط الآلاف جرحى، وفي ثورة شعبية يندر أن تجد مثيلا لها في تاريخ الأمم، وبمبادرة من شباب صنعوا المعجزة، وأثبتوا ما قلناه دوما عن مصر كبلد في انتظار ثورة، وعن هدوئها الظاهر، على السطح، كصفحة النيل، وعن صخبها العميق الداهس كأقدام الفيل .
تصرف مبارك كقاتل محترف لشعبه، أطلق كلاب جهازه الأمني المتضخم في نوبة جنون، تصور أن بوسعه دهس ثورة الشعب المصري، وتصور أن قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي والرصاص الحي ورصاص ‘دمدم’ المحرم استخدامه دوليا، كل هذه الأسلحة التي زوده بها أسياده في واشنطن، تصور أن كل هذه الأسلحة تكفي وتزيد، وحين هزمته جرأة وبسالة وتضحيات المتظاهرين بالملايين، كان الديكتاتور يلجأ إلى خطته الإجرامية الاحتياطية، وهي التفريغ الأمني الكامل، وإصدار الأوامر باختفاء تشكيلات وزارة الداخلية، واستبدال الزي المدني بالزي ‘الميري’، وإحراق مراكز الشرطة، وإطلاق عشرات الآلاف من المساجين الجنائيين والبلطجية والمحكومين بالإعدام، وتوجيهم، بمعرفة ضباط أمنه، إلى ترويع المواطنين، وإزهاق أرواحهم، وسرقة ممتلكاتهم، وخلق حالة غير مسبوقة مصريا من النهب والفوضى، وكأنه يقول للجميع: هذا جزاء من يثور، وكانت الهزيمة المرة من نصيبه هذه المرة أيضا، فقد فطن المصريون، فطن الثمانون مليون نسمة، إلى الحيلة الإجرامية، وأحبطوها في مهدها، وشكلوا من شبابهم لجانا شعبية في كل مكان، وتكفلوا بحماية المنازل وأماكن العمل والأرواح، نظموا المرور، وتولوا تنسيق الخدمات اليومية، وطاردوا المجرمين، وحققوا أمانا شعبيا يليق بمصر الجديدة الظافرة بثورتها الكبرى .
تصرف مبارك بجنون سادي، تصرف كديكتاتور ذاهل من هول المفاجأة، وحاول توريط الجيش المصري، الذي يكن له المصريون احتراما تاريخيا عميقا، وأمر الديكتاتور بفرض حظر التجوال، ونشر وحدات الجيش في الشوارع، بهدف خلق بيئة صدام بين الشعب والجيش، لكن قيادة الجيش تصرفت بحصافة، وامتنعت عن إيذاء المصريين، ولم تمس متظاهرا واحدا بأذى، بل تركت المتظاهرين يكتبون شعاراتهم على جدران دبابات الجيش وناقلاته المدرعة، وكان مشهدا فريدا أن تظهر كلمتا ‘يسقط الديكتاتور’ على الواجهات المسلحة، كان المغزى ظاهرا، ثم أصدرت قيادة الجيش بيانا مثيرا تعرب فيه عن تفهمها للمطالب المشروعة للمتظاهرين، ومن دون ذكر لاسم مبارك، وكأنها أرادت ترك مسافة تفصلها عن جرائمه، تتخفف من أوزاره، وتحتفظ بنصاعة صورتها، وحين أحس مبارك بنقص حماس الجيش لنصرته إلى النهاية، أعلن عن سحب نيته في الترشح لرئاسة جديدة، وقبل أن ينتهى من إلقاء بيانه، كانت خطته الإجرامية الأخيرة تتكشف معالمها، بجمع بقايا جماعته الفاسدة في مظاهرات مصنوعة تطالب ببقائه رئيسا، وبقيادة ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية، وبفوائض من البلطجية ومعتادي الإجرام، وتسليحهم بالسيوف والسنج والمطاوي، وبقوافل من الخيول والجمال والبغال والحمير، وبالأسلحة الآلية وقنابل المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع، وبخطة عسكرية لاقتحام ميدان التحرير، وبهدف إجلاء المعتصمين الشبان في أكبر ميادين القاهرة والمنطقة كلها، وسقط شهداء جدد وجرحى بالمئات، لكن مبارك سقط أيضا، فقد تبينت طبيعة الذين أسموهم بالمؤيدين، وهم جماعة من معتادي النهب والإجرام يسندون مجرما هاربا من عقاب الشعب والتاريخ .
أصبح مبارك عبئا على الجيش، وهو الذي سعى لاستدرار عواطفه، والتذكير بسابق خدمته في القوات المسلحة، وأراد أن يورط الجيش في صدام دموي واسع مع ملايين المتظاهرين، وأن يدق إسفينا بين الجيش والشعب، وفشلت خطة مبارك، وحدث العكس بالضبط، فقد وجدها الجيش فرصة لاستثمار ضعف مبارك، وتحوله إلى بطة عرجاء، وتداعي نفوذ جماعته، وهروبهم كالفئران من السفينة الغارقة، وطرح نفسه ورجاله بديلا للنظام الفاسد المتآكل، وتقدمت جماعة الجيش لملء الفراغ السياسى، وقدمت من رجالها رئيسا للوزراء، وأجبرت مبارك على تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس، وهي خطوة استهدفت وراثة مبارك بديلا عن نجله الهارب، وحافظ الجيش على مسافة حياد ظاهرة انتظارا للحظة مناسبة، وتكوين شراكة جديدة بين الجيش وقطاعات من المعارضة المدنية، وفي ‘صيغة تركية’ توقعناها منذ سنوات، وشرحنا ظروفها المحتملة في مقال نشرته لي ‘القدس العربى’ أواخر عام 2007، وحمل عنوان ‘إذا حكم الجيش مصر’، ودفعنا ثمنه ترويعا وتجويعا، وحرمانا من الكتابة والعمل المهني في مصر، بعد مواجهة طويلة شرسة مع حكم الديكتاتور، توالت فصولها الساخنة على مدى عشر سنوات بالتمام والكمال، شرفت خلالها برئاسة تحرير ثلاث صحف معارضة، تحولت كلها إلى منابر صدام مباشر ـ غير مسبوق ولا ملحوق ـ مع طغيان الديكتاتور وعائلته الفاسدة .
تكشفت أوراق مبارك كلها في أيامه الأخيرة، وثبت تفريطه الفادح في المصالح المصرية الوطنية، وخدماته الجليلة لإسرائيل بالذات، التي فوجئت بزلزال الإطاحة بمبارك، وقادت حملة دولية لإنقاذ الديكتاتور العاجز، الذي وصفه بنيامين بن أليعازر، قبل شهور، بأنه ‘أعظم كنز استراتيجي لاسرائيل’، وأشاد شيمون بيريز، الرئيس الاسرائيلي بصداقته الوفية لإسرائيل، وظهر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مكفهر الوجه بأكثر مما بدا عليه مبارك نفسه، ونشرت الصحف الإسرائيلية نص وثيقة التعليمات السرية من نتنياهو إلى سفارات تل أبيب في الدنيا كلها، التي طلبت من الولايات المتحدة حماية مبارك بأي ثمن، وتزويده بالسلاح الكافي لقمع ملايين المتظاهرين السلميين، لكن واشنطن التي ساندت مبارك ودعمته طويلا، واستفادت من أدواره الآثمة في خدمة مصالحها الحيوية، وجدت نفسها عاجزة عن نصرته في لحظة الحقيقة، وكررت معه نفس القصة القديمة المعروفة عن سلوك الأمريكيين، وهي ترك العواطف الطارئة وتقديم المصالح الدائمة، فواشنطن تسند خدامها وهم في وضع الحكام المستقرين، وترميهم في أقرب مقلب زبالة مع اندلاع الثورات الشعبية .
لقد سقط الديكتاتور المصري تماما، مات سياسيا من زمن، وبدا نظامه كالخشب المسندة، وإن تأخرت مراسم دفن الجثة، احتقر مبارك الشعب المصري وداس كرامته، وسامه سوء العذاب والتنكيل، وسرق ثروته، وخدم الأعداء التاريخيين لمصر والأمة، ولم يكن يتوقع أن تأتي مواعيد الحساب هكذا، مفاجئة صاعقة صادمة كاسحة، كان يتصور أنه مخلد في قصره، وحول البلد إلى عزبة خاصة به وبزوجته وأبنائه وأصهاره وحاشيته ومليارديراته، تقدم به العمر إلى حد تخاريف الشيخوخة، وتعود الكذب على نفسه وعلى الناس، واستبعد أن تقوم مصر بعد أن أذل أهلها، لكن روح مصر العبقرية فاجأته كما فاجأت الدنيا كلها، وأشعلت ثورتها الوطنية الديمقراطية العظمى، قامت قيامة مصر، نهضت كالعنقاء من الرماد، ولن تعود إلى القيد من جديد، فقبل ستين سنة أهدت مصر لأمتها ثورة الضباط الأحرار، وها هي اليوم تهديها ثورة الناس الأحرار.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 فيفري 2011)
هكذا تكافئ امريكا رجالها
عبد الباري عطوان
نعيش هذه الايام لحظات تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالشرق الاوسط يتغير، بل العالم كله يتغير، والسبب مجموعة من الشباب الشجاع المؤمن بعروبته وعقيدته، انطلق في الميادين الرئيسية في كل من تونس ومصر وقال لا للطغاة والطغيان.
الدرس الابلغ الذي يمكن استخلاصه من هذا الاستفتاء الشعبي الكبير المستمر منذ احد عشر يوما في ميدان التحرير في القاهرة، وقبلها في شارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس ان الولايات المتحدة تتخلى بكل سهولة عن رجالاتها، وترفض ان توفر لهم الملاذ الآمن بمجرد ان تلفظهم شعوبهم، وتدير لهم ظهرها.
الادارة الامريكية تتعامل مع الاوضاع في مصر حاليا وكأن الرئيس مبارك غير موجود على الاطلاق، بل تعتبره عبئا ثقيلا عليها تريد الخلاص منه بأسرع وقت ممكن تقليصا للخسائر، وحماية لمصالحها او ما تبقى منها.
شكرا لهؤلاء الشبان الشجعان الذين جعلوا ركب الديكتاتوريين تصطك خوفا ورعبا، ويجثون على ركبهم استجداء للشعب وتجنبا لغضبته. فها هو الرئيس حسني مبارك يرضخ لمطالب الجماهير ويعلن عزمه على الرحيل اذا ما توفر له المخرج اللائق، والحصانة القضائية، بحيث لا يطارد في المستقبل القريب، من قبل الثوار الجدد، كمجرم حرب ومسؤول عن الفساد.
ها هو الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة يقرر رفع حالة الطوارئ، ويتعهد باصلاحات.. وها هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يعلن على الملأ انه لا يريد ان يبقى رئيسا مدى الحياة او يورث الحكم لابنه.
الجماهير العربية التي تتابع ليل نهار تطورات الاوضاع في مصر، تتمنى انتصار الثورة بسرعة، حتى تتابع انتقالها الى دولة عربية اخرى، للاطاحة بطاغية آخر، وبدء عهد جديد من الكرامة والعزة.
الرئيس مبارك سيرحل قريبا، لان الشعب المصري لن يتوقف في منتصف الطريق، ولن يضحي بدماء شهدائه، ونزول الملايين الى ميدان التحرير في قلب القاهرة، ومختلف المدن المصرية الاخرى هو التأكيد على هذه الحقيقة.
نحن نعيش سباقا بين نظام يتشبث بالسلطة لحماية رموزه الفاسدة من الغضبة الشعبية وانتقامها، وبين مجموعة من الشباب الذين يتطلعون الى مستقبل مشرق لبلادهم. النظام يريد ان يكسب المزيد من الوقت لترتيب اوضاعه، والشباب يريدون اختصار الوقت للوصول الى هدفهم المنشود في التغيير.
حتى بنيامين نتنياهو الطاووس المتغطرس بدأ ينزل من عليائه، ويتعاطى بشكل مختلف مع قضايا طالما تصلب فيها، فها هو يتحدث للمرة الاولى عن رفع المسؤولية الاسرائيلية عن البنية التحتية في قطاع غزة، والدفع بمشاريع دولية تتعلق بالصرف الصحي والكهرباء والماء، وتعزيز الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية.
نتنياهو لم يقدم هذه التنازلات تكرما على الشعب الفلسطيني، وتعاطفا مع محنته، وانما مرغما ومكرها، والفضل في ذلك لا يعود الى براعة المفاوضين الفلسطينيين، وانما الى عملية التغيير الجارفة التي تسود المنطقة بأسرها.
العالم بأسره يرى كيف ان الديمقراطية الوحيدة في المنطقة (اسرائيل) تقف الى جانب الطغيان والدكتاتورية في البلدان المجاورة لها، والموقعة اتفاقات سلام معها. والاكثر من ذلك تقوم هذه الدولة باستخدام كل علاقاتها الدولية من اجل دعم هذه الانظمة والحيلولة دون سقوطها.
نتنياهو يدرك جيداً ان سقوط نظام الرئيس مبارك يعني سقوط كل ما بنته اسرائيل وامريكا على مدى ثلاثين عاماً من التطبيع والاذلال وقتل روح المقاومة والكرامة لدى الانسان العربي من خلال ترويض انظمة ديكتاتورية قمعية.
فسقوط اتفاقات كامب ديفيد مع سقوط نظام الرئيس مبارك يعني عودة مصر الى قيادتها، ومكانها الريادي في المنطقة، الامر الذي يعني عودة اسرائيل الى المربع الاول، دولة مذعورة منبوذة بالكامل في جوارها العربي.
اسرائيل تقلق، بل ترتعد خوفاً، لان مصر مبارك شكلت حاجزاً بينها وبين العرب المعادين لاكثر من ثلاثين عاماً، وتواطأت معها في فرض الحصار وتشديده على عرب ومسلمين في قطاع غزة، وهو اكبر عمل غير اخلاقي ومشين في التاريخ.
قبل توقيع معاهدات كامب ديفيد عام 1979 كانت ميزانية وزارة الدفاع الاسرائيلية تستهلك حوالي 30′ من الناتج القومي الاسرائيلي، انخفضت هذه النسبة الى اقل من 8′ فقط بعد توقيع هذه الاتفاقيات، مما يعني توفير حوالى عشرين مليار دولار سنوياً على الاقل وهو مبلغ كبير ساهم في تطوير الصناعات العسكرية الاسرائيلية، والانفاق على حروب لبنان ومواجهة انتفاضات الشعب الفلسطيني وتعزيز سطوة الاستخبارات الخارجية، والداخلية الاسرائيلية وبما يمكنها من الاقدام على اغتيال الشهيدين محمود المبحوح وعماد مغنية وآخرين كثر.
تكهنات كثيرة تدور هذه الايام حول من سيملأ الفراغ في حال انهيار نظام الرئيس مبارك، ولكن الامر الذي يجب التشديد عليه هو ان هذه المسؤولية، اي ملء الفراغ، هي من اختصاص الشعب المصري وليس امريكا او اوروبا او اي دولة خارجية.
بداية لا بد ان تتخلص مصر من رأس الافعى، وبعد ذلك اذنابها، ويفضل ان يقدموا جميعاً الى العدالة، ليتلقوا القصاص الذي يستحقونه، واعادة الاموال التي نهبوها الى الشعب المصري.
نحذر من الوسطاء، ومما يسمى بلجان ‘الحكماء’ الذين ينشطون هذه الايام ويدعون انهم يمثلون طرفاً ثالثاً، ويعرضون حلولا ومخارج وسطية. هؤلاء يحاولون انقاذ النظام وليس مصر، ونسبة كبيرة من هؤلاء خدموا النظام الحالي مثلما خدموا انظمة سابقة، اي انهم رجال لكل العصور. لا حلول وسطا في الثورات، ولا اصلاح للاستبداد. النظم الفاسدة يجب ان تجتث من جذورها، حتى يتم بناء انظمة ديمقراطية جديدة على انقاضها. هذا ما حدث في جميع الثورات السابقة.
الحكماء الحقيقيون هم من يقفون مع الشعب، ومطالبه العادلة، ولا يطرحون مخارج للديكتاتوري تحت عنوان الحفاظ على مصر.. فالشعب المدافع الحقيقي عن مصر، وهو الذي فرض التغيير واجبر النظام على تقديم تنازلات متتالية لم يفكر مطلقاً في ذروة جبروته وغطرسته في الاقتراب منها او حتى مناقشتها.
امريكا خسرت الشرق الاوسط، وحلفاؤها القمعيون يترنحون، ولا يعرفون النوم وينتظرون لحظة السقوط، حيث لن تنفعهم ملياراتهم، ولا البطانة الفاسدة التي شجعتهم على اضطهاد شعوبهم.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 فيفري 2011)
كلينتون: الشرق الأوسط في عاصفة
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن منطقة الشرق الأوسط تواجه « عاصفة بكل معاني الكلمة » من الاضطرابات، ودعت زعماء المنطقة إلى الإسراع بتطبيق إصلاحات ديمقراطية حقيقية لتفادي مزيد من زعزعة الاستقرار. وأضافت كلينتون -في كلمة ألقتها أمام مؤتمر أمني في ميونيخ بألمانيا- أن عدم وجود إصلاحات سياسية، إضافة إلى تزايد أعداد الشباب، وانتشار تكنولوجيا الإنترنت الحديثة في الشرق الأوسط، عوامل تهدد النظام القديم في منطقة مهمة لأمن الولايات المتحدة. وتابعت « تجتاح المنطقة عاصفة بكل معاني الكلمة ذات تيارات قوية »، وهذا « ما دفع المتظاهرين إلى الشوارع في تونس والقاهرة ومدن في مختلف أنحاء المنطقة ». وجددت واشنطن التأكيد على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية سريعة في الدول المتحالفة معها بالشرق الأوسط التي لا تتضمن مصر والأردن فقط وإنما المملكة العربية السعودية واليمن. ضرورة إستراتيجية ووصفت كلينتون تلك الإصلاحات بأنها ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة إستراتيجية، وأكدت أنه في غياب تقدم حقيقي تجاه أنظمة سياسية شفافة وقابلة للمساءلة فإن الفجوة بين الشعوب وحكوماتها ستزداد، كما ستزيد حالة عدم الاستقرار عمقا، « وكل مصالحنا ستكون معرضة للخطر ». وتعرض كلينتون في كلمتها اليوم المشكلة بشكل أوسع، مكررة التحذيرات التي جاءت في كلمة ألقتها الشهر الماضي في قطر بأن الاضطرابات السياسية الحالية تعكس تغييرا في المنطقة التي يتوجب على قادتها الوفاء بتعهداتهم، وعدم استغلال تهديد التطرف كذريعة لتأخير التغيير. وقالت كلينتون إنه يجب ألا تعتبر أي حكومة في المنطقة نفسها في منأى عن موجة التغيير، وإنه على المدى القصير يمكن استرضاء الشعوب بأنصاف الإجراءات، لكن التطورات الجارية في المنطقة تثبت أنه على المدى البعيد لا يمكن الاستمرار في ذلك النهج. القرار الصحيح وحثت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مرارا الرئيس المصري حسني مبارك على « انتقال منظم » للسلطة في خضم احتجاجات حاشدة غير مسبوقة ضد حكمه المستمر منذ 30 عاما. وفي أكثر تصريحاته وضوحا، حث أوباما أمس الجمعة الرئيس مبارك على « اتخاذ القرار الصحيح »، غير أنه لم يذهب إلى حد مطالبته علنا بالتنحي الآن كما يطالب المحتجون المصريون. وأفاد مصدر في ميونيخ بأن كلينتون أبلغت نظراءها الأوروبيين أن الرئيس مبارك أصبح فعليا خارج السلطة، ولكن مصر بحاجة لوقت للإعداد لانتخابات بوجود حكومة انتقالية. ومنذ المظاهرات الحاشدة التي بدأت في مصر قبل أسبوعين نأت واشنطن بنفسها عن حليفتها مصر، في الوقت الذي حاول فيه مسؤولون التوصل إلى طريقة لضمان الاستقرار في المستقبل في بلد حيوي للمصالح الأميركية. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
استقالة قيادة الحزب الحاكم بمصر
أورد التلفزيون الحكومي المصري أن أعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قدموا استقالتهم وحل محلهم أعضاء جدد. وذكر التلفزيون أن حسام بداروي رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بأمانة السياسات وعضو الأمانة العامة للحزب سيحل محل صفوت الشريف الأمين العام للحزب. كما سيحل بدراوي محل جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، الذي كان أمينا للسياسات وأمينا عاما مساعدا للحزب. وتضم الهيئة القديمة صفوت الشريف وجمال مبارك وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية وعلي الدين هلال أمين الإعلام في الحزب وأحمد عز أمين التنظيم، الذي كان قدم استقالته بعد يومين من اندلاع احتجاجات الغضب المطالبة بإنهاء حكم مبارك. المصدر:الجزيرة + رويترز
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
تقارير عن محاولة لاغتيال سليمان
ذكرت تقارير إعلامية أميركة أن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري حسني مبارك تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي اعتبرته وزيرة الخارجية الأميركية مؤشرا على المخاطر. وبينما رفض المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أمس التعليق على هذه المعلومات، قالت كلينتون اليوم السبت في ألمانيا « إن التقارير عن محاولة اغتيال نائب الرئيس المصري تضع التحديات الناجمة عن الأزمة بين الحكومة والمحتجين في حالة استغاثة عاجلة ». وكانت شبكة « فوكس نيوز » التلفزيونية الأميركية قد ذكرت في ساعة متأخرة من أمس الجمعة تقارير عن محاولة اغتيال فاشلة ضد نائب الرئيس المصري قتل خلالها اثنان من حراسه. ولم تذكر الشبكة الأميركية أي تفاصيل عن هذه المحاولة، كما لم يصدر أي تعليق في مصر عن تلك المحاولة التي ذكرت الشبكة أن من شأنها أن « تؤدي بالأحداث التي تشهدها البلاد إلى منعطف خطير في الانتفاضة والثورة ضد نظام الرئيس مبارك، وربما لما يُعرف عن سليمان من محاولة قمعه لهذه الاضطرابات ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
ألمانيا تحاور الإخوان
الجزيرة نت-برلين ذكرت أسبوعية دير شبيغل الألمانية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل شرعت في إقامة حوار مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر استعدادا لاحتمال سقوط نظام حسني مبارك. وأوضحت أنه « مع اقتراب طي صفحة مبارك، فتحت الحكومة الألمانية، عبر قنوات اتصال غير رسمية، حوارا مع جماعة الإخوان التي سيكون لها تأثير كبير في الحياة السياسية في مصر المرحلة المقبلة ». وأضافت « يمثل هذا التطور تحولا نوعيا في سياسة برلين التي أبدت في الماضي مثلها مثل حكومات غربية أخرى تحفظا على التواصل مع الحركات الإسلامية لا سيما جماعة الإخوان المسلمين المصرية ». طليعة مؤثرة وقالت إن كل مسؤول في الخارجية الألمانية أصبح مقتنعا قناعة راسخة بأن ألمانيا إذا أرادت تحقيق الديمقراطية والحفاظ على مصالحها في مصر فلا بد لها من التواصل الفعال مع القوى الحية في المجتمع المصري، ومنها الإخوان. وأشارت إلى أن « لا أحد من المسؤولين الألمان يشكك في التأثير السياسي الكبير الذي ستتمتع به هذه الحركة الإسلامية، التي تأسست عام 1928، في مصر بعد رحيل حسني مبارك الذي حانت ساعة نهايته السياسية ». وأوضحت المجلة الألمانية الشهيرة أن برلين وغيرها من عواصم غربية كان لديها تخوف بالغ من تزايد نفوذ الإسلاميين وأيدت لهذا السبب النظام الدكتاتوري لمبارك لسنوات طويلة. ونوهت إلى أن الثورات الجديدة في تونس ومصر وبلدان عربية أخرى محتملة، قد أرّخت لعصر جديد في المنطقة، وأحدثت تحولات جذرية في السياسة العالمية، سيكون من أبرز معالمها انفتاح الغرب على الحركات الإسلامية وتقاربه معها. تأكيد رسمي ونقلت دير شبيغل عن دوائر لم تسمها في الحكومة الألمانية تأكيدها على وجود عدة حوارات الآن مع ما أسمتها أجنحة الإخوان المعتدلة، وأشارت إلى أن الشرط الألماني الوحيد للتواصل -الذي يتم عبر دبلوماسيين ومؤسسات بحثية- الوضوح والصراحة في تأكيدهم قبول الحرية والديمقراطية. المصدر:الصحافة الألمانية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 05 فيفري 2011)
المعارضة اليمنية تطالب صالح بتنفيذ تعهداته وإقالة أسرته من قيادات الأمن والجيش
2011-02-05 صنعاء ـ طالبت المعارضة اليمنية السبت الرئيس علي عبد الله صالح بتنفيذ تعهداته بخصوص التوريث وإقالة أسرته من قيادات الأمن والجيش، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية. وقال الأمين العام للجنة الحوار الوطني الشيخ حميد الأحمر في اجتماع للمعارضة » حديث رئيس الجمهورية بعدم التوريث يتناقض مع وجود الورثة بمناصب قيادية في مؤسسات الجيش والأمن, ونطالب بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد رئاستها لشخصيات جنوبية، حتى يتحقق مبدأ الشراكة الوطنية ». وأضاف الأحمر » رئيس الجمهورية تناقض في خطابه حيث قال ان حق التعبير مكفول ثم عاد ليهدد بعدم الخروج للتظاهر في الشارع « . وأشار إلى أن الرئيس صالح لم يقدم أي تنازلات كما ذكر في خطابه حيث أن ما تراجع أو تنازل عنه هي أخطاء ارتكبها وعدل عنها وليست تنازلات تستدعي الوقوف أمامها . وشكك المعارض اليمني في تعهدات صالح وقال « هناك من المواطنين العاديين وبعض القوى من يقول أن السلطة قدمت كل التنازلات التي تريد المعارضة دون تذكر للوعود الكثيرة والطويلة التي قطعت في السابق ولم تتحقق « . وأكد على أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات، ودورها الفاعل في إثراء الحياة السياسية والتعبير عن أبناء الشعب والدفاع عن حقوقهم وتطلعاتهم وإشراكهم في صناعة التحولات الوطنية. وقال الأحمر في اللقاء الذي عقد بمقر اللجنة التحضيرية للحوار » رغم محاولات السلطة خلال السنوات الماضية إضعاف المجتمع المدني وتهميشه إلا أن الشعب اليمني تمكن من إيجاد منظمات مجتمع مدني ، بل محافظات مدنية » في إشارة منه إلى عدد من المحافظات الجنوبية. يشار الى ان لجنة الحوار التحضيرية للحوار الوطني تتشكل من نحو 120 شخصية بينهم وزراء سابقون وشخصيات اجتماعية وتكتل » اللقاء المشترك » الذي يمثل الاحزاب الفاعلة في اليمن . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 05 فيفري 2011)